4_ الموت أو العار

أدارت كاتى عينين زاهلتين الى أبيها, متوقعة أن يخبر جيك أنه مجنون. عندما رأت أنه لم يسكته أحد, قفزت تلوح بيدها .
_ انتظر لحظة ياسيد غرانتون! مكاسب شركة ملدنتون شاينا معقولة جدا. وقد تلقى قسم المبيعات طلبا أمس وهكذا لا أرى سببا يجعل الشركة تتراجع.
ابتسمت لجيك وأنهت كلامها متهكمة:
_ لا أرى الا أنك تشكو من خلل فى عقلك.
اخترق صوت جيك الصمت وهويمنحها ابتسامة سخرية.
_ وأنا أرى يا كاتى انك بدلا من أن تضيعى مواهبك المتفوقة على بيع التصماميم, كان عليك أن تبيعى بنايتين فارغتين موجودتين فعلا. ليس لدى شك فى أنك بما تملكين من مزايا يمكنك أن تبيعى رملا. :
قالت بحدة : اننى لا أحاول هزم هذه الشركة . ماذا تظن نفسك , اذ تقول لنا ما علينا أن نفعل؟
ساد صمت عميق لكنه قال لأبيها:
_ هل أخبرها أنا أم تخبرها أنت دايفيد؟
لقد استعمل الأرض المحيطة بجانبى المصنع ليدخل سوق البناء وأقام شركة وقد اذدهرت فيه أثمان الأملاك فى لندن, ولكن عندما اكتمل البناء , انخفضت الأسعار وتضاعفت الفوائد فى المصارف ولم يتمكنو منبيع الشقق. سألت بهدوء:
_من المؤكد أن شركة المبانى هى التى تواجه الأزمة وليست شركة شاينا
قال جيك: الشركتان عير منفصلين.
قالت بحدة :أى شخص يمكنه أن يظنك صاحب الشركة
أجاب ساخرا :من الممكن أن يكون هذا الشخص على حق فأنا أمتلك معظم الأصوات.
_ كيف يا أبى ؟ كيف ذلك؟
_ أظن هذا يكفى أباك هذا الصباح كاتى , وكذلك أنا لهذا اقترح ارجاء الحديث للغد.
_ هل يناسبكم الساعة العاشرة غدا؟
تصاعدت التمتمات بالموافقة. وقفت كاتى... ولكنها عندما سارت الى الباب أوقفتها يد جيك على ذراعها.
_ انتظرى كاتى
وجذبها الى ناحية وهو يعتزر للرجلين بأدب. عندما أحنى رأسه نحوها, انحبست أنفاسها خيل اليها أنه سيأخذها بين ذراعيه,فقالت له وهى تهتز:
_ دعنى أذهب.
_ سأفعل .لكننى أحب أن أتكلم اليك,أرى أنك تتحرقين للحاق بأبيك واغراقه بأسئلة لايمكنه الأجابة عليها حاليا.
وقالت غاضبة : وذنب من كل هذا؟
لقد سرقت شركته ومرغت كبريائه فى التراب. أهو انتقام ايطالى اجرامى لأنه.........
كانت تريد أن تقول لأنه تزوج حبيبتك ولكنها قالت: لأننى لم أقبل بالذهاب معك الى السرير تلك الليلة فلم يحتمل غرور رجولتك الرفض؟ حسنا مازلت أملك ثلاثين بالمئة من هذه الشركة وأنا مصممة على محاربتك فى كل خطوة.

تجهم وجه جيك بالغضب وشدت قبضته على ذراعها حتى صرخت ألما .... ترك يدها فجأة, ولكن عينيه كانتا كجمرتين.
_ اياك أن تشتمينى مرة أخرى والا ستدفعين ثمن ذلك وثمن كل اهانة عشرات المرات, اجلسى.
_ أولا , أنا لست صاحب الشركة.
_ ولكن ... لماذا كل هذه التصفية؟
_ ثانيا, ان لدى أغلبية الأصوات , فأنا أملك خمسة و ثلاثين بالمئة لقد اشتريت أسهم جون.
_ فى تلك الحالة ما أملكه و يملكه أبى من أسهم....
_ أبوك لايملك أكثر من ثمانية عشر فى المئة . والسبعة عشرة ذهبت الى مونيكا عند الطلاق و قد فوضتنى.
_ و الأن , هل أنت مستعدة لللآستماع الى ؟
سألته: متى اشتريت أسهم جون ؟
_ منذ ستة أسابيع .
كان ذلك بعد المهزلة فى غرفة الفندق. لم يدهشها ذلك. لقد خرج من عندها لينتقم.
_ اسمع لا أرى ثمة فائدة....... أعلم أنك من الثراء بحيث لا تهتم بخسارة الثمن القليل الذى أصبحت تلك الأسهم تستحقه. لهذا اذا كان يناسبك وضع الشركة تحت أيدى لجنة الحجز, فأنا أقبل قرارك هذا.
_ أنت خططت لذلك جيدا.
_ هذا ما أرجوه . يمكن اقناعى بأن أقدم من المال ما أنقذ به الشركة . عندى عرض لك
_ اذا كان عرضا للزواج , أفضل الموت على ذلك.
منتديات ليلاس
مضت لحظة طويلة ساد فيها الصمت ثم اذا بضحكة ساخرة من جيك .
_ انك مغرورة بنفسك كاتى ...... أنا لا أرغب فى الزواج منك واذا تزوجت ستكون زوجتى أنثى بريئة طاهرة, وليس مانيكان فى واجهة متجر
العرض الذى فى ذهنى هو طريقة لانقاذ المصنع و أعمال الخزف الذى هو جزء من العمل . أعلم أنك لاتحبين تحمل مسؤولية تعطل أناس كثيرين عن العمل.
_ لا بأس, سأستمع الى خطتك.
_ انها بسيطة تماما.... سأشترى البنايتين من الشركة وهذا يحل السيولة المالية , وتستمر الشركة ملدنتون شاينا فى العمل
_ و هذا كل شىء .... ؟
_ ليس تماما كنت قلت أننى لا أرغب فى الزواج منك لكننى أرغب بك كاتى ....... مقابل انقاذ الشركة وسمعة أبيك, ستكونين خليلتى .
_ هذا ابتزاز ........
_ سميه كما تشائين كاتى , و لكن هذا هو التعامل بيننا , خذيه أو دعيه!
سحب بطاقة من جيب سترته ودسها فى يدها :
_ هذا عنوانى , سأكون موجودا فى أى وقت بعد السادسة مساء هذه الليلة.... الساعة التاسعة سأتصل بمكتب لجنة الحجز, لديك فرصة حتى ذلك الوقت لاتخاذ القرار.
جمد جسدها من الصدمة و الخوف من نفسها لأنها ستضعف أمامه , وعندما مد يديه يجذبها اليه
سألته : لماذا ؟
_ لأنك موجودة هنا و أنت مدينة لى .........
و أحنى رأسه يعانقها بقوة , فشهقت ذاهلة وهى ترتجف وفى نفسها سراع بين الأشمئزاز والرغبة لكن هذه كانت مهمة صعبة اذ وجدت نفسها تبادله عناقه
_ آه , أسف .
ابتعد عنها جيك على الفور تاركا اياها . لم تكن سمعت أباها يدخل الغرفة . التهب وجهها خجلا وهى تسوى ثيابها بينما جيك كان يقف على بعد قدم منها دون أن تهتز له شعرة
قال أبوها : الحمد لله أنكما ما زلتما صديقين , أعلم أن بأمكانى أن أثقبك للعناية بكاتى
_ لا تكن غبيا يا أبى , يمكننى العناية بنفسى .
_ نعم . ربما لكن جيك رجل ممتاز و أنا نادم لأننى لم أطلب منه العون فى هذه المشكلة. لم يعد بامكانى الأن الخروج من هذا المأزق , ولكننى واثق من أن جيك سيبذل جهده فى مساعدتنا.

قال جيك بأدب بالغ :
_ أعدك دايفيد بأن أنقذ شركة ملدنتون قدر ما أستطيع. والأن أرجو المعذرة .... لدى موعد أخر .
عبر الغرفة تشابكت أعينهما ورأت فى عينيه ابتسامة انتصار كان يدرك تماما أن بامكانه اثارة مشاعرها بعناق واحد.......
_ عليه اللعنة !
_ سأراك فيما بعد كاتى , الى اللقاء.
وفجأة , شعرت بفظاعة ما حدث . اغرورقت عيناها بالدموع. كانت تتعلل بأمل تعس وهو أنها أخطأت بحق جيك , لكنها لم تعد تستطيع خداع نفسها.
_ هيا أبى سآخذك الى البيت........ يمكننا أن نأخذ بقية النهار عطلة .
_ أنا آسف كاتى , آسف جدا ! لقد غدرت بثقتك بى يا ابنتى الصغيرة, يا كل أسرتى. أبقى معى كاتى !
لا أريد أن أبقى وحدى هذا النهار بسببما حدث للشركة.
تبعت أباها الى المكتبة , ثم توقفت وقد اتسعت عينها بدهشة .... كانت صورة أمها معلقة فوق رف المدفأة . عندما جاءت مونيكا الى المنزل أزالتهامن مكانها ! لاحظ أبوها اتجاه نظرها.
_ أمك ليديا كانت امرأة رائعة الجمال كاتى, و أنت تشبيهينها كثيرا.... انها المرأة الوحيدة التى أحببت.
_ لا أظنك تتذكرين , و لكن فى بداية زواجنا عشنا فى هذا البيت سعيدين, كنت فى الثالثة عندما قررنا أن بيتا فى المدينة لا يناسب طفلة , وهكذا ذهبنا الى منزل أبى فى كورنوال . أتذكرك وأنت تركضين وكنت تضحكين دوما تضحكين....
_ ثم تعرفت أمك الى تلك اللعينة فيونا .
_ خالتى فيونا ؟ لم أرها منذ سنوات .
_ كلا بالطبع ,فقد بذلت جهدى لمنعك من ذلك .
_ ألا تظن أنك متعب بما فيه الكفاية ؟
_ مافيه الكفاية ؟ نعم . احتملت ما فيه الكفاية. ان على الرجل أن يتحمل, لقد فاجأتهما معا .
كان عيد زواجنا الحادى عشر فى تلك العطلة . عدت الى البيت بمفاجأة لأمك , سآخذها الى باريس و أشترى لها كل ما تحب .... بدلا من ذلك كنت أنا الذى تلقى المفاجأة كانت ليديا مع رجل آخر فى غرفة نومنا .....
فتحت فمها ذاهلة وقد بدا عدم التصديق فى عينيها.... كان يهز رأسه من جانب الى أخر :
_ لن أنسى قط.... أبدا ........أبدا.......
_ أبى ........ أرجوك.
_ لقد أحببت أمك على الدوام كاتى و ما زلت أحبها و سأظل أحبها ولكننى لن أصفح عنها لقد خرجت مع نساء أخريات لكن عبثا . ثم ماتت فتزوجت مونيكا وهذه أيضا ذهبت ....... وربما تذهب أعمالى معها....
_ أبى لاضرورة لشرح الأمر لى.
_ نعم كاتى لكننى لا أستطيع أن أجد الكلمات لأعتذر لك لقد خسرت ميراثك , وخيبت أملك.
_ أرجوك أبى ! لا تقلق الأن بشأن ذلك , دعنى أساعدك للصعود الى غرفتك فأنت متعب وبحاجة للراحة.
سنتعشى أنا وجيك هذه الليلة وكل شىء سيتحسن صدقنى .
_ أشك فى ذلك الا اذا خطرت لجيك فكرة جيدة . أتظنين ذلك ؟

يعطيك العافية .. زهور الندى
وعلى سرعة التنزيل وعلى تعبك في الكتابة

***

تثبت الرواية