لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-12, 04:42 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم توقفت عن الكلام ، خشية أن يزل لسانها فتقول لجوليا أنها كانت تريد الهرب من البيت ، ولكنها تابعت بعد أن رمقتها جوليا بنظرة إستفهام لتشجيعها على المضي بالحديث:
" سرت ساعات وساعات كنت اتوقف بينها لأنال قسطا من الراحة".
" هل أحببت المكان؟".
" هذا الشاطىء ، نعم بالتأكيد ، فهو في الحقيقة ساحر جدا ! ".
" السكان يجدونه موحشا مهجورا".
" ولكنني وجدته جذابا ومريحا".
في الواقع إن الانا لم تكن تقصد ان تقول شيئا من هذا القبيل ، ولكنها تعمدت ذلك حتى لا تثير الشكوك في نفس جوليا ، التي لم تعلق على هذا الكلام ، بل قالت:
" سوف أحضر لك كاسا أخرى".
ثم خرجت برشاقة وخفة ، وبدات ألانا تأكل، ولكنها سمعت اصواتا آتية من زاوية النافذة ، من الخارج ، لم تكن تقصد أن تستمع لما يدور من حديث ، ولكن لقرب المسافة ، كان الكلام يصلها واضحا مفهوما.
" إنها زوجة السيد كونون ! لماذا تاتي الى هنا ، طالما السيد دونيس لا يحب زوجها؟".
وعندما وجدت ألانا ان الحديث يدور حول زوجها ، تركت الطعام لتصغي ، وأدركت على الفور ان خادمتين هما اللتان كانتا تتكلمان وباللغة الإنكليزية ، بجودة وطلاقة ، ومن الواضح أنه لم يتطرق الى ذهنهما أن بإمكانها ان تسمع حديثهما .
وعادت تقول الواحدة للأخرى:
انا لا اعرف ، ولكنني كثيرا ما رايتها تسير في الطريق ، والكآبة تبدو على وجهها ، فهي لا شك تعيسة ، وأظن أنها تخاف ذلك الرجل السيء الذي تزوجت منه".
" ولكن من الغريب أننا لا نعرف شيئا عنه ".
" إبن عمي يعيش في باتموس ، وقبل ثلاثة أسابيع جاء في زيارة الى هنا ، وقال ان السيد كونون حاول أن يقتل زوجته الأولى ! ".
" يقتلها ! ولكنك لم تخبريني بذلك يا تولا".
" لقد اخبرت السيدة بذلك ، فغضبت ، وقالت لي ألا أنشر مثل هذه الإشاعات ، التي قد تكون غير صحيحة".
" السيدة جوليا لا تريدنا أن نقول شيئا عن أي إنسان ، فهي إمرأة طيبة ".
" ولكنني أظن أن السيد دونيس يعرف من قبل ، ن السيد كونون حاول ان يقتل زوجته".
" لماذا تظنين ذلك؟".
" لأنني سمعت السيدة مؤخرا تخبره بما قلت لها ، فلم يبد اية دهشة ، وأظن ان هذا ما يجعله لا يحب السيد كونون ".
" وانا أظن أنه لا يحبه لأن السيد كونون لا يحب العلاقات الإجتماعية ، فقد رفض دعوا السيد دونيس ، كما كان وقحا في الرد ايضا".
ثم اخذت المراتان تثرثران بلغتهما الأصلية وحيث لم تعد الانا تستطيع أن تفهم شيئا أكثر ، وعند رجوع جوليا سألتها إن كان جميع خدمها يتكلمون اللغة الإنكليزية.
" لقد علّمت البعض منهم".
اجابت جوليا بإرتباك ، وأضافت:
" لماذا تسألين؟".
" لقد سمعت إثنتين منهما خارج النافذة ، وعجبت من إستعمالهما اللغة الإنكليزية في حديثهما".
حوّلت جوليا نظرها الى زاوية النافذة ، وتمتمت:
" إنهم يحبون ان يتمرنوا على الحديث".
ثم نظرت الى ألآنا مباشرة ، وسالت:
" عن أي شيء ،كانتا تتكلمان؟".
هزت ألانا كتفيها ، وقالت بلامبالاة:
" لا شيء له أهمية...".
وتلاشى صوتها وهي تنظر الى عيني جوليا الثاقبتين ، وعرفت ان كلامها غير الصحيح لم يفدها في شيء ، فأن جوليا عرفت أنها كانت تكذب ، وحتى لا تترك لها مجالا لأسئلة اخرى رشفت ما تبقى في كاسها ، ووقفت تقول:
يجب أن أذهب".
تظاهرت بأنها تأخرت كثيرا ، وقالت:
" سيتساءل زوجي عما حدث لي ، الى اللقاء سيدة جوليا ، وأشكرك على لطفك وكرمك".
لم تقل جوليا شيئا ، ولكنها رافقتها حتى البوابة الخارجية ،وهناك أخذت تذكّرها أنهما يرحبان بها في لقصر في أي وقت تشاء.
" شكرا سيدة جوليا".
" لا تتاخري".
إبتسمت جوليا لها ، ووجدت ألانا نفسها تقول:
" لن أتأخر ، إنني اعدك".
إلتفتت جوليا عندما سمعت وقع اقدام ، فرأت ألانا عينيها تشعان وهي تنظر الى دونيس آتيا اليهما.
" هل تشعرين بتحسن؟".
سألها بأدب ، وعيناه تتفحصان وجهها الشاحب وأضاف:
" هل تحبين ان نقلك الى البيت بسيارتي؟".
هزت راسها ، وقالت:
" إنه لطف منك ، فانا اشعر أنني احسن بكثير الآن ، وأنا أفضل المشي ".
" لقد طلبت من السيدة ألانا أن تزورنا كلما ارادت".
قالت جوليا توجه الكلام الى زوجها ، وتابعت:
" ووعدت أن تفعل".
كان التأكيد في رنة صوتها ، ولكن على شفتي زوجها كانت تبدو إبتسامة باهتة ، فأدركت آلانا انهما يشكان بأنها تستطيع أن تقبل الدعوة التي صدرت عن جوليا ، ثم قال زوجها بصوت منخفض ، غريب النبرات ، أنهما سيكونان سعيدين إذا جاءت لتراهما ، وأاف بفخر:
" في المرة القادمة ستقابلين ولدنا ، لقد اصبح عمره سنتين ، وها انت تجدين أنه اصبح شابا !".
ضحكت جوليا ، وهي تمسك يد زوجها بمودة ، وقالت:
" كيف تجرؤ أن تقول عنه أنه شاب ، أنه لا يزال طفلي !".
إبتسم لها إبتسامة شاحبة بوقار ، فلاحظت الانا كم كان الشبه عظيما بينه وبين زوجها ، مع أن دونيس كان زوجا سعيدا ، وابا فخورا ، بينما كونون كان تعيسا حزينا ، لا يعرف الحب طريقه الى قلبه ، ولا السعادة الى نفسه سبيلا ، لعله يستمتع بما يعانيمن آلام ، بالجراح التي تثخن قلبه ، بالحقد الذي غرز صدره ، يعيش عقله في الظلام لا يعرف النور اليه سبيلا ، وروحه قد غشيتها عتمة الليل والقمر في المحاق، فإرتدت ثوب السواد.
وجدت الانا نفسها تبتلع ريقها بصعوبة ، وإغرورقت عيناها بالدموع ، ولم تعد تستطيع التفكير بوضوح اثناء الطريق ، فكل ما كانت تراه هو تعاسة زوجها ، وإنطواؤه على أحزانه ، تلك التي لا يحاول الهروب منها.
كانت قد إقتربت من المنزل عندما أخذت تستعيد ما سمعت من المرأتين ، وشعرت أن الأمر أصبح معروفا لدى الجميع ، بأن كونون حاول أن يقتل زوجته الأولى ، وتساءلت ، ترى ما رأي دونيس وزوجته في ذلك؟ هل سمعا فقط جانبا من القصة؟ فكونون لم يسكن في هذه الجزيرة إلا من مدة قصيرة ، ولذا ، فهل من الممكن أن يفكر بأنه قاتل؟ هكذا بكل بساطة؟
قررت ألانا أن تخبر جوليا القصة بحذافيرها ، في أول لقاء ، سوف تخبرها عن كونون الذي عرفته منذ سنوات عديدة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:44 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- هل من الممكن أن كونون يحبها؟ ولكن ماذا عنها هي ؟ كم ستكون الأمور سهلة لو أن ما تحس به نحو زوجها هو... الحب !

كان كونون في غرفة المطالعة عندما عادت الانا الى الفيللا ، رفع راسه عن الكتاب الذي كان يقرأ فيه وإستقرت عيناه على وجهها:
" أين كنت طيلة هذا الوقت؟".
سالها بهدوء ، وأضاف:
" ايقنت أنك لن تكوني غبية لدرجة محاولة الهرب مرة أخرى".
وقفت عند الباب ، وحدقت النظر فيه عبر الغرفة الجميلة التي تنتشر فيها رائحة الزهر الآتية من النافذة المفتوحة ، كانت تحس بشعور فيه نوع من البهجة لم تستطع وصفه ، مع أن نظراتها كانت مفعمة بالإحتقار والكراهية.
قطب كونون حاجبيه وسألها ثانية:
" أين كنت؟".
أجابت وهي تتقدم الى الداخل:
" كنت اتنزه".
" يبدو أنك إبتعدت كثيرا".
" نعم".
وإستمرت بالإقتراب منه ، لتبدي له أنها ليست خائفة منه ، بالرغم من إمارات القسوة التي بدت على وجهه ، والبريق الذي لمع في عينيه من جراء إجاباتها المختصرة:
" الى أين ذهبت؟".
" الى نهاية الجزيرة".
" هل قابلت أحدا؟".
" ما الذي يجعلك تسأل هذا السؤال؟".
نظر كونون الى ساعة يده وقال:
" طول الزمن الذي قضيته خارج البيت".
"لقد قابلت الذين يسكنون القصر ".
وإستعادت في ذاكرتها قوله ، إنه لا يهتم بهم كما انهم هم أيضا لا يهتمون به.
" هل تحدثت اليهم ؟".
" خرج الكلب يعوي، فخفت منه وصرخت ، ثم ظهر السيد دونيس".
" أنا سألت إن كنت تكلمت معهم".
" نعم لقد فعلت ".
لمست حرف المزهرية التي كانت على الطاولة حيث كانت تقف وقالت:
" لم اتمكن أن افعل شيئا آخر ".
" كم بقيت مع هذا الرجل؟".
" جاءت زوجته على الفور ، ودعيت لتناول بعض الشطائر والعصير...".
" وهكذا دخلت ، وبقيت هذه المدة الطويلة".
" دخلت ، هذا صحيح ، ولكنني لم ابق طويلا ".
" عن أي شيء تحدثتم؟".
كان يريد أن يعرف ما دار بينهم ، فهزت ألانا كتفيها ، وقالت:
" احاديث عامة والسيدة جوليا زوجة دونيس دعتني لأزورها ثانية ".
يبدوان كونون كان يفكر قبل ان يقول:
" لا تذهبي ثانية يا ألانا ، هل تفهمين؟".
منتديات ليلاس
نبرات صوته اللطيفة كادت تخدعها ، ولكنها رفعت وجهها تريد أن تعترض على السلطة التي بدت في تلك النبرات ، ومن العجيب أن صوتها كان خاليا من أي عداء وهي تقول:
" إذا أعطيتني سببا واحدا معقولا لطلبك هذا ، فإنني لن اكرر زيارتي لهم".
" قلت لك لا تذهبي ثانية ، وأما السبب فإنه لا يخصك ".
" كونون ، لماذا تفضل الإبتعاد عنهم ؟ فهم لطفاء جدا".
" لا اريد أن يزعجني أحد بدعواته ، ولا أحب أن اشجعهم على ذلك".
" أنه شيء جميل ان يكون لك اصدقاء ، ويمكننا نحن أيضا أن ندعوهم لتناول المرطبات معنا".
قالت ذلك من غير ان تدري إذا كانت هذه الدعوة تسر دونيس وزوجته ، ولكن كلما هنالك أنها كانت تريد ايضا ان تعرف صدى هذا الإقتراح في نفس كونون ، فأجاب:
" لقد توقفت عن إتخاذ الأصدقاء منذ زمن طويل".
" يمكنك أن تبدأ من جديد".
" يمكنني إن كنت أريد ذلك ، ولكن الواقع انني لا أريد".
هزت ألانا كتفيها وهي تشعر بالخيبة أكثر من ذي قبل".
كما تريد يا كونون".
قالت ذلك وكانت على وشك الخروج من الغرفة ، عندما سمعته يقول:
" هل تعدينني بالا تزوريهم ثانية؟".
هزت راسها على الفور واجابت بهدوء:
" لا ، كونون ، لن اعدك بذلك ، فانا سأذهب ثانية ، جوليا فتاة أنكليزية ، ومن المعقول ان نزور بعضنا بعضا".
" أرجو ان تكوني أكثر تعقلا من أن تخيبي أملي".
" هل تمنحني هذا الشيء الصغير الوحيد الذي يسرني؟".
أجاب بخشونة :
" كل همي الا تعرفي المسرّة على الإطلاق أو على الأصح أن كل إهتمامي هو ان أعرفك على جهنم كيف تكون".
نظر اليها بقسوة ولم يكن من الصعب قراءة أفكاره ، الأفكار التي اخذته بلا رحمة الى الدقائق التي قضاها مع ولده ، الطفل الذي لم تفارقه ذكراه أبدا ، تؤلمه ، تعذبه ، وحتى تدمره ، نظرت ألانا اليه بحزن ، وهي تتساءل كيف يمكنه ان ينسى هذه الماساة المروعة ؟ ثم سمعته يتمتم:
" نعم... نعم، الحياة يمكن ان تكون جحيما".
أحست ألانا أنه لم يعد شاعرا بوجودها ، كان غائبا في اعماق الماضي ، بدا وجهه قبيحا ، والحزن يطل من عينيه الرماديتين القاتمتين ، فكادت الدموع تطفر من عينيها لولا أنها حبستها بسرعة ، فهي لا تريد أن يراها زوجها تبكي من اجل مأساته ، ولكنه كان يراقبها ، وأخذت ملامح وجهه تتغير ببطء ، وظهر في عينيه التعجب ، واشاحت ألانا عنه نحو النافذة ، ولما طال بهما الصمت قالت:
" كونون ، الحياة يمكن ان تكون كما تصنعها أنت ، اعرف أن هذه ليست الحال دائما ولكنها تحدث كثيرا ، فانت تعيش على الماضي....".
" عندي الشيء الكثير لأعيش عليه ، فأنت لا تعرفين كل شيء ، ارجوك كفي عن النصح !".
ألانا إلتفتت اليه ووقفت قبالته تكلمه بلطف:
" إنني مستعدة للإصغاء ، هل كل هذا لأنه مرت في حياتك بعض الأمور المحزنة؟".
عيناه إتسعت ، وألانا أمسكت قلبها بيديها ، لن يعرف مطلقا ان كاتينا أخبرتها عن الطفل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:46 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" ما الذي جعلك تسألين مثل هذا السؤال؟".
هزت كتفيها بلا مبالاة ، وقالت:
" لأنك كثيرا ما تبدو حزينا يا كونون".
" حزين !".
ومرة أخرى غاب في الماضي وقال:
" ليس مهما إن كنت حزينا ، وهذا ليس من شأنك".
" ولكنني زوجتك".
" زوجتي ! أنت تلبسين خاتم الزواج هذا صحيح ، ولكنك لست زوجتي بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة ، ما دامت لا توجد بيننا رابطة روحية ".
تنهدت ألانا ، وتركت الغرفة غير مصدقة أنه نسي أن يعيد مناقشة زيارتها للقصر ، بسبب ما يحس من آلام.
بعد ثلاثة أيام ، عزم كونون على الذهاب الى أثينا ، وأخبرها انه سيغيب مدة أربعة أو خمسة ايام ، ومما أثار دهشتها أنه لم يطلب منها مرافقته ، حتى أنه لم يسالها إن كانت تحب ان تزور العاصمة ، وذهب مبكرا قبل أن تستيقظ.
أول ما أحست به هو الحرية ، الشعور الذي فقدته منذ عرفت أنها ستصبح زوجة كونون ، وبصورة لاشعورية وجدت نفسها تتوجه نحو القصر مسرعة تائقة لرؤية جوليا ... السيدة الشابة الجميلة ، التي كانت بعرف كونون قد ارغمت على الزواج ، وانه بعد الزواج أنعم الله عليهما بالحب والسعادة بالإضافة الى طفل صغير لطيف.
إبن... سرت البرودة في عروقها ، إذن ، هذا هو السبب الذي جعل كونون لا يشجع نشوء صداقة بينهم ، لقد كان غيورا ، لا يريد ان يرى طفلهما وقد فقد طفله.
كانت جوليا في الحديقة عندما وصلت البوابة التي فتحت على الفور ودعيت الى الدخول بإبتسامة من زوجة دونيس.
" كم هو جميل منك أن تأتي لزيارتنا بهذه السرعة ، وأريدها أن تكون زيارة طويلة، طفلي نائم الان وأحب ان تريه ،وهو سيستيقظ خلال ساعة تقريبا".
" سوف افعل ، زوجي مسافر وسيغيب بضعة أيام".
" هل تبقين لتناول الغداء معنا إذن؟ دونيس مشغول في مكتبه ، ويجب الا أزعجه ، وهكذا لدي وقت طويل أقضيه معك".
قالت جوليا ذلك لتشجع ألانا على البقاء ، فسرت الانا ، وشعرت أنها وجدت في جوليا صديقة لها ، ولن يستطيع كونون ان يفعل أو يقول ما يجعلها تبتعد عن القصر.
" في الواقع أحب ان ابقى".
تلفتت الانا حولها وشملت الحديقة الساحرة بنظراتها ، ثم حانت منها إلتفاتة الى السطح ، فسالت وهي تشير اليه:
" هل هناك حديقة ايضا؟".
ولما احنت جوليا راسها علامة الإيجاب ، اضافت:
" لا بد أنها تطل على مناظر فتانة ، اليس كذلك؟".
" بالتأكيد ، تعالي نصعد ونتناول قهوتنا هناك ، أم تفضلين شيئا باردا؟".
" إنني افضل القهوة".
وتبعت جوليا عبر المرج الأخضر الذي يمتد أمام القصر وهي تشعر أنها تريد أن تخبرها في هذه الزيارة عن شخصية كونون التي عرفتها منذ سنوات ، آملة ان تسمع منها بدورها المزيد.
ولما بلغتا السطح ، وقفت ألانا تجول بأنظارها من جهة لأخرى ، لتمتع النفس بتلك المشاهد الخلابة ، من جميع الزوايا ، الجبال برؤوسها الصخرية ، التلال الناعمة الخضراء ، تتخللها البيوت البيضاء ، وفي العلاء سماء اليونان الزرقاء تزيدها أشعة الشمس الذهبية جمالا.
" أية صور هي هذه ! لو كنت أسكن هنا ، لبقيت على هذا السطح طيلة الوقت".
" ولكن المناظر مدهشة ساحرة من بيتك أيضا ، أنا أحب منزلك ، فموقعه يشرح الصدر ، ونحن نحب مشهد الجانب المشجر من الجزيرة الذي يرى من الفيللا".
أحنت ألانا رأسها موافقة على كلامها ، فالمناظر التي تكتنف الفيللا هي أجمل مشاهد الجزيرة دون شك".
" تفضلي بالجلوس".
دعتها جوليا وهي تقدم لها كرسيا من كراسي الحديقة المريحة ، فجلست ألانا وإسترخت في جلستها تمتع النظر بمرأى النافورة التي تلمع مياهها تحت اشعة الشمس ، وتشكل قوس قزح.
ذهبت جوليا ، وعادت بسرعة تحمل صينية عليها فنجانان من القهوة وهي تقول:
" إحدى الخادمات ذهبت اليوم لتزور إبنها ولذا فإنني اساعد الخادمتين الأخريين ببعض الأعمال".
ثم إبتسمت لآلآنا وهي تغمز بعينها:
" أنا أحيانا افكر ان بعض العمل يفيدني ، ولكن دونيس لا يحب أن يسمع ذلك مطلقا".
تغير صوتها عند ذكر إسم زوجها ، ووجدت ألانا نفسها تحسد هذه المرأة على سعادتها الواضحة في حياتها.
جوليا أخذت تتحدث ، وعرفت الانا من حديثها ان عمر إبنها يقارب عمر إبن كونون عندما توفي.
ومع أن جوليا لم تتطرق الى ذكر كونون إلا انها إضطرت الى ذلك عندما أقحمته ألانا في الحديث.
فقد قالت ألانا ، أنها لتعجب كيف ان الرجلين كونون ودونيس لم يصبحا صديقين بحكم الجوار ، مع انهما يتشابهان في كثير من الصفات.
فقالت جوليا بكثير من الذوق حتى لا تجعل زائرتها تنفر:
" الحقيقة انا نفسي لم استطع ان افسر ذلك ، ولكنني متأكدة ان زوجك يحب ان يبقى وحيدا".
" اجل ، أنا أعرف ان زوجك قام ببعض المحاولات لينشىء صداقة مع كونون ، أليس كذلك؟".
" نعم لقد فعل ، ودعا زوجك....".
خفضت جوليا صوتها حتى لاذت بالصمت ، ولكن بعد وقفة قصيرة ، عملت الانا على متابعة الحديث ، كانت حاذقة حتى أنها إستطاعت أن تعرف بعض الأشياء عن زوجها ، ثم قالت :
" وكونون لم يستجب ، انا أعرف أنه لا يرحب بصداقة احد".
سكتت جوليا عن الكلام فترة ، وأخيرا بلباقة وذوق ، عادت لتسأل ان كانت الانا تحب أن تعرف بعض التفاصيل ، وأضافت:
" أنا أسألك لأنه بدا لي أنك متحمسة للحديث عن زوجك وأنك تبحثين عن معلومات بشأنه".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:47 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أجابت الانا من غير إبطاء:
" نعم إنه لكذلك، فقد تكهنت يا سيدة جوليا منذ البدء ان هناك أمرا غير طبيعي في زواجنا".
" إنه من الطبيعي.".
ثم توقفت عن الكلام فجأة ،وعادت تقول:
" هل يمكنني أن اناديك بإسمك؟".
وعندما احنت ألانا راسها بحماس قالت:
" إن أسمك لطيف ونادر ، الانا ، من الطبيعي أن أكون فضولية ، قلت انا ، لن زوجي ليس فضوليا مطلقا وقد انّبني لأسئلتي عن الرجل الذي يسكن بجوارنا ، ويعيش حياة إنعزالية".
توقفت جوليا قليلا ، ثم تابعت :
" فقلت في نفسي ، لعله يداوي بعض الجراح التي أصابته ، وكل ظني أنه متزوج وإنفصل عن زوجته ، ولما شاع خبر يقول أنه يريد أن يتزوج ادركت انني كنت مخطئة في تكهناتي".
ومرة اخرى سكتت ، والانا تراقبها بفضول ، ثم سألتها:
" كيف عرفت أنه كان متزوجا؟".
" عن طريق الخدم ، وقد اخبر زوجي عن ذلك احد الرجال الذين يعملون في الحديقة".
" لعلها كانت مفاجأة لك يا جوليا ، أليس كذلك؟".
قالت الانا جملتها بشيء من الخجل ، اما جوليا فقد إبتسمت لضيفتها ، وقالت:
" نعم كانت مفاجأة ، ولما أشيع ان خطيبته أنكليزية إزداد فضولي".
رفعت جوليا الفنجان ورشفت منه القهوة ساخنة ، ثم أضافت:
" أنت ترين ان هناك بعض الظروف القديمة تتعلق بزواجي انا ، وسأخبرك عنها في وقت آخر ، على اية حال ، قلت انني صرت فضولية ، ومتحمسة للقائك ، ولكن كان ذلك صعب التنفيذ مع أنني كنت عازمة على دعوتك بعد زواجك ، إلا ان زوجي منعني من ذلك".
" بالطبع لأنه لا يميل الى كونون ، اليس كذلك؟".
" أنا لم أقل ذلك ، ولكنه يشعر أنه من واجبنا إحترام رغباته".
" نعم ، لقد فهمت".
سكتت لحظة ، ثم تابعت تحكي لجوليا عن شخصية كونون قبل مأساة زواجه الأول ، وعن قصتها الحديثة معه ، وعجبت من نفسها كيف وثقت بها الى هذا الحد مع ان معرفتها بها ليست ببعيدة وصلتها بها غير وثيقة ، ولكنها كانت سعيدة لأنها وجدت صديقة.

وأخيرا قالت :
" هل رايت ؟ فهناك اعذار لكونون على تصرفاته".
وعندما أنهت الانا حديثها ، أخذت نفسا عميقا تنتظر تعليق صديقتها ، فقالت:
إنها قصة لا تصدق ! هكذا إذن ، انت أيضا اجبرت على الزواج....".
" نعم ، وعرفت انك انت ايضا اجبرت على ذلك ، زوجي أخبرني ، ولكنه اخبرني أيضا عن سعادتكما الآن".
لمعت عينا جوليا بحب عميق ، وقالت:
" هذا صحيح ، لقد إنقلب أخيرا كل شيء الى الخير.... هل تعلمين يا الانا ، لدي شعور عميق أن زواجكما ايضا سينقلب الى الأفضل".
"لا ، لا يمكن".
هزت ألانا رأسها بياس وتابعت:
" كونون يكرهني ، حقا يكرهني يا جوليا ، أنا لا أبالغ".
أفترت شفتا جوليا عن إبتسامة جذابة ، وقالت:
" النساء مخلوقات عجيبة يا ألانا ، نحن نظن أن لدينا جميع الأجوبة ، لكل الأسئلة ، بينما في الواقع نحن لا نملك حتى الأسئلة الصحيحة عن أنفسنا ، فهل تصدقين حقيقة أن كونون تزوجك من اجل الإنتقام؟".
" أنا متأكدة من ذلك".
" لدي شعور انه لا يزال يحبك يا ألانا".
حدّقت ألانا في وجهها ، وفي عينيها الجميلتين علامات عدم التصديق:
" لا.... لا يمكن ذلك يا جوليا ، أنت مخطئة وأنا أعرف ذلك ".
" ما الذي يجعلك واثقة الى هذا الحد؟".
" االمرأة تعرف إن كانت محبوبة ، أومكروهة".
ومع أنها قالت ذلك ، لكنها في نفس الوقت كانت تفكر بالشكوك التي تخامرها عن سبب زواج كونون منها.
وبعد برهة ، قالت جوليا راجية:
" هل يمكنني ان اسالك سؤالا شخصيا؟".
" طبعا يمكنك ، فقد وضعت فيك ثقتي ولم يعد هناك مجال للتراجع".
" هل تحبين زوجك؟".
" لا، بالتاكيد لا !".
قالت ذلك بحماس ، ناسية للحظات ان جوليا ايضا أكرهت على الزواج ، وتابعت:
" هل يمكنك أن تحبي رجلا أجبرت على الزواج منه؟".
ضحكت جوليا بالرغم من جدية الموقف ، وقالت:
" لقد فعلت يا ألانا ، وأنت تعرفين".
" نعم، نعم....".
أحست ألانا بأنها كانت بلهاء ، فسكتت برهة ثم اضافت:
" لكن وضعي يختلف عن وضعك تماما...".
" قد يختلف في بعض النواحي ، لكن لا بد وأن يكون هناك تشابه ، عل اية حال ، ساعيد عليك السؤال : هل تحبين زوجك؟".
" لا".
هزت راسها وهي تضيف أنه من المستحيل أن تحبه.
" حسنا".
ونظرت في عيني ألانا طويلا ، ثم قالت:
" أريد أن أسالك سؤالا آخر ، لو سمحت؟".
" نعم؟".
" هل تكرهين كونون كما كنت تكرهينه في بدء زواجكما؟".
لم تجب الانا ، فهي تحس أنه حدث تغيير في مشاعرها نحوكونون ، اما جوليا فقد إبتسمت ، وعرفت الإجابة على سؤالها من سكون رفيقتها ، ولكن الانا بعد لحظة من التفكير قالت:
" إنني أعترف أنني كنت أكره كونون في البدء ، ولكنني بالتأكيد لا أكرهه الان ".
" أنت تشفقين عليه؟".
سالتها جوليا بعفوية ،وكأن الفكرة ساورتها في تلك اللحظة.
" نعم ، إنني أفعل ، وكما اخبرتك أنه فقد ابنه الصغير بطريقة مرعبة ".
" ومن الغريب انه لم يذكر لك هذا الإبن ابدا!".
" أحس أنه لا يحتمل التحدث عنه ، مع اننياعرف انه يفكر فيه كثيرا".
" كيف تعرفين ذلك؟".
" من الكآبة التي تبدو عليه ، من الحزن العميق الذي يطل من عينيه ، فهو يطيل التفكير ونظراته ترمي الى البعيد البعيد".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:49 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

برهة صمت مضت ، قطبت ألانا حاجبيها خلالها ، ثم قالت:
" أنني أحس بانني الملومة ، فلو انني تزوجت منه ، منذ ذاك الحين ، لما حلت عليه كل هذه المصائب".
" هذا صحيح ، ولكن من أين لك أن تعرفي ذلك ؟ فقد كنت في ذاك الحين حرة تختارين الحياة التي تريدينها ولست مسؤولة عما يحدث بعد ذلك".
" نعم ، ولأنه كان لي حرية الإختيار ، احس الآن بالذنب ، ما ضر لو أنني أخترته؟".
" أظن انك أسأت الإختيار".
أحنت ألانا راسها دلالة الموافقة.
" انا.... أنا...".
وإنقطعت عن الكلام ، غير قادرة على إختيار الكلمات التي يمكن أن تعبر عن مشاعرها في تلك الدقيقة ، فقد كان صراع عنيف يعتمل في نفسها ، بدت آثاره على وجهها ولاحظت جوليا ذلك ، فقالت:
"ما بك يا آلانا؟".
" إنني اسائل نفسي عن حقيقة ما أحس به نحو كونون".
" وهل خرجت بنتيجة جلية!".
" في الواقع انه الإشفاق ما احس به نحوه".
قالت ذلك هامسة وكأنها تكلم نفسها ، وهي تتطلع بنظرات غائمة من غير أن ترى شيئا ، تتطلع نحو البحر ، وجزره العديدة ، الى الأفق البعيد ، ثم تابعت بنفس الصوت الهامس:
" إنه.... إنه لا يمكن أن يكون الحب !".
إلتفتت نحو جوليا لتلاحظ ملامح الحنان بادية في عينيها وهي تبتسم وتمتم بلطف:
" إنه الحب.... إنه الحب يا عزيزتي ألانا!".
إحمرت وجنتا ألانا ، كانت تريد ان تتهرب من نظرات جوليا لو إستطاعت الى ذلك سبيلا ، فقالت:
" هل رأيت زوجي؟".
هذه هي الكلمات التي التي تمكنت من قولها ، وكانت إبتسامة جوليا أقرب الى الضحك ، وهي تجيب :
" لقد قلت أنه لا يمكن لإمرأة صحيحة العقل أن تقع في حب رجل خال من الجاذبية مثله ، اليس كذلك؟".
" تماما".
وعاد اللون يتسرب الى وجهها شيئا فشيئا ، وهي تستمتع لما تقوله جوليا :
" وقد قلت أيضا انه كان يوم عرفته أجمل رجل قابلته في حياتك او يمكن أن تقابليه ، أليس كذلك؟".
" نعم ، لقد كان ، لكن أنظري اليه الآن ، فهو مخيف في أكثر الأحيان ".
" أظن أنك تقصدين ان إمارات مرعبة تبدو على وجهه".
" يصبح قبيحا للغاية عندما يغضب".
لا تدري الانا لماذا كانت تتكلم عنه بهذه الطريقة ، ولا شك أن كل همها كان أن تحارب فكرة حبها له ، وتقنع نفسها أنه من غير الممكن أن تقع في حب رجل كهذا".
" الانا ، ليس الظاهر ما هو المهم ".
قالت جوليا ذلك بنفس الإبتسامة العذبة التي تبدو على شفتيها ، واضافت:
" انا نفسي إكتشفت ذلك.....".
منتديات ليلاس
وعاشت جوليا مع ذكرياتها فترة ، ولما افاقت من شرودها ، غيّرت موضوع الحديث ، وبقيتا حتى وقت متأخر من النهار عندما كانت ألانا تريد الذهاب بعد أن قضت وقتا سعيدا خلال تلك الساعات مع صديقتها الجديدة.
تناول دونيس طعام الغداء معهما ، فكان مؤدبا متزنا في جميع تصرفاته ، غير أن تحفظه ذاك إختفى ، عندما أحضرت لمربية الطفل ، وتركته في الفناء حيث كان الثلاثة يشربون القهوة بعد الغداء.
ألانا أعجبت بالصبي الذي كان ذكيا وقد أنعم الله عليه بوجه جميل ، يشبه امه ، أما شعره وعيناه الداكنتان فكان الشبه فيها لأبيه ، الب الذي ظهرت على وجهه علامات البهجة والإفتخار في اللحظة التي جاء فيها الطفل الى الفناء وركض مباشرة اليه وبمساعدته قفز الى ركبتيه.
لم تستطع ألانا ان تبعد عنها التفكير بكونون وبالطفل الصغير الذي فقده ، وأغرقتها كآبة حزن ، بينما كان دونيس ينظر اليها.
" كنت افكر بإبن زوجي الصغير ".
قالت الانا ذلك لتجيب على التساؤل الذي بدا في عيني دونيس ، واضافت:
" نعم أنني أعرف ، عزيزتي....".
قاطعته جوليا:
" ما دمت تعرف ، لماذا لم تخبرني؟".
كانت علامات الإستنكار تبدو في عينيها ، مما جعل إبتسامة باهتة تظهر على شفتي زوجها ، وقال:
" فضول النساء.... عزيز عليّ !".
كان يقصد مداعبة زوجته بتلك الكلمات ، ولما لم يجد إلا التقطيب في وجهها ، أضاف:
" ليس هذا من شانك أو شاني ، على أية حال".
كان كلامه قاطعا وضع حدا دون إستمرار زوجته في الأسئلة .
ولما عاد دونيس الى غرفة مكتبه ، إستأذنت جوليا من ألانا بضع دقائق ، تريد أن تحدث زوجها ، وعندما رجعت كان التجهم يبدوعلى جبينها بدل الإبتسامة التي كانت تلازم شفتيها ، ونظرت الى ألانا نظرات غريبة فيها كلام كثير ، مما جعلها تدرك أن موضوع الطفل قد نوقش بين الزوج وزوجته ، فقالت مستفسرة:
" ما بك يا جوليا ؟ هل من شيء هناك؟".
هزت جوليا راسها وإمارات الإستياء تلازم وجهها ، واجابت:
" لا، ليس هناك أي شيء".
فعرفت ألانا على الفور منع زوجته من الإفشاء باي معلومات.
في الساعة الرابعة ، رافقتها جوليا حتى البوابة الرئيسية ، أرادت ألانا أن تعود لسؤالها قبل أن تودعها ، ولكن قبل ان تسأل قالت جوليا:
" لا تحكمي على زوجك بقسوة ، ربما هناك أمور لم تدركيها بعد.... واشياء أخرى هو أيضا لم يدركها".
" ما الذي لا يعرفه كونون ؟ فانا قد عرفت ما تقصدين في الشق الأول من كلامك ، وهو انك ونون لا يزال يحبني ، أليس كذلك؟".
" نعم يا ألانا هذا صحيح".
" أما الشق الثاني؟".
" لا أستطيع أن أخبرك شيئا ، انه من الصعب جدا علي ، فإلى اللقاء وعودي ثانية".
بناء على دعوة جوليا الصادقة كانت ألانا تحب بإخلاص أن تدعوها هي بدورها ، ولكنها كانت تعلم انها لن تلبي دعوتها بالرغم من معرفتها بغياب كونون عن المنزل.
كانت الهواجس تدور في رأسها وهي في طريقها الى الفيللا ، تفكر فيما قال دونيس لزوجته ، ذاك السر الذي أخفته جوليا عنها ، لن زوجها لا شك منعها من البوح به.
كم حاولت ان تجرها الى الكلام ولكن دون جدى فجوليا كانت مصرة على الكتمان ، مما جعلها تحس بالإستياء من تلك السلطة التي كان دونيس يفرضها على زوجته.
على أية حال فإن الانا أخيرا هزت كتفيها مذعنة للأمر وهي تعلم أن الرجل لا يحب التدخل في مشاكل الآخرين ، واخذت تفكر فيما قالته جوليا لها، من انك ونون يحبها ولو كان يخفي ذلك ، وتذكرت عند ذلك غضبه كلما حاولت ان تسأله عن السبب الحقيقي لزواجه منها ، فهل هذا يعني أنه يحبها بالفعل ، ولا يريد أن يبوح لها بذلك حيال ما تبديه نحوه من كراهية ؟
كونون يحبها .... ولكن ماذا عن عواطفها هي نحوه ؟ وكم ستكون الأمور سهلة لو أن ما تحس به نحو زوجها هو الحب.
ولكنها أبعدت هذه الفكرة عن ذهنها وصارت تؤكد لنفسها أن مشاعرها نحوه لا تزيد عن الإشفاق ، وأخذت تتخيله بصورته التي لا تحبها ، عملاقا يأمر وينهي ، على شفتيه دائما إبتسامة سخرية ، مثقلا بالأحزان ، والشخص الذي كان وسيما مرحا جذابا لطيفا راح ومضى.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, flame of fate, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, ضحيّة, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية