لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-12, 04:33 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

دخلا غرفة نظيفة مرتبة ، علقت على جدرانها بعض الصور ، ولفتت نظرها قطة بيضاء جميلة ناعمة تجلس على كرسي ، وفوق الموقد كناري في قفص يغني ملء صوته اغنية عذبة.
فجأة قال اندونيس:
" آه ، ها هو إبن خالي ! فهو يملك سيارة أيضا ، سوف اساله إذا كان بإمكانه ان يوصلك الى كاليمنوس".
خرج اندونيس من الغرفة ليكلم غبن خاله في امر الانا ، اما ستيلا فقد أحضرت كاسا من شراب الرمان على صينية خشبية مزخرفة ، وقدمتها لألانا وهي تخفض عينيها حياء ، من غير ان تفارق الإبتسامة شفتها .
تناولت الكاس وهي تشكرها ، ثم رشفت منها قليلا وقالت:
" إنه لذيذ جدا لقد احببته يا ستيلا ".
هزت الفتاة كتفيها وإختفت ومعها الصينية الفارغة.
" اظن انك لست زائرة !".
قال اندونيس فور رجوعه الى الغرفة حيث كانت تجلس ألانا ، وتابع :
" إبن خالي يعمل في احد مكاتب ميناء كاليمنوس ، وقال إنك زوجة السيد كونون ، الذي يسكن في ذاك البيت الكبير ".
واشار بيده الى التل حيث الفيللا الفخمة التي غادرتها منذ وقت غير قصير ، ثم أضاف:
" لقد قال ان السيد كونون لا يسمح لك بمغادرة الجزيرة ، وسنقع كلانا في مشاكل مع السيد كونون إذا نحن ساعدناك على مغادرة الجزيرة ، علما أنك لو وصلت الى الميناء فلن يسمح لك بشراء بطاقة".
شحب لون الانا وقالت وفي صوتها شيء من الغضب:
" انا انكليزية ، واريد ان أغادر الجزيرة ، وما دمت اريد أن أغادرها فسوف افعل".
كان صوتها مرتفعا ، حتى أن ستيلا جاءت تركض من الغرفة الأخرى وفي عينيها الجميلتين نظرات الإستفهام ، فشرح لها أخوها الموقف ، فإتسعت حدقتاها إستغرابا ، وإستنتجت الانا أن اليونانيات لا يمكن أن يتركن ازواجهن ولا تحت أي ظرف من الظروف .
واخيرا قال أندونيس:
" أظن أنه من واجبك ان تعودي الى منزلك ، ولكن اكملي شرابك أولا".
زاد غضب ألانا ، أيقال لها مثل هذا الكلام من مجرد صبي كهذا !
وارادت أن تترك كأسها في الحال ، ولكنها عندما نظرت الى ستيلا ، وجدت نفسها غير قادرة حتى في هذا الظرف على إزعاج تلك الفتاة ، جرعت الشراب بسرعة ، ثم وقفت ، وودعت ستيلا ، متجاهلة الشابين الواقفين عند الباب ، فافسحا لها الطريق لتمر.
بلغ الغضب بها مبلغا لا يوصف وهي تعود الى البيت ، وعندما دخلت الحديقة زاد من سخطها وهي تحس انها لعبة في يد كونون .
كان جالسا في كرسي كبير ، وفي يده كتاب ، نظر اليها عندما وصلت ، لعله كان يريد أن يبتسم بها ، ولكنها لم تلتفت نحوه ، فقال بصوت هادىء:
" مرحبا ، ما بك ؟ اين كنت؟".
"كنت أحاول ان أخرج من هذه الجزيرة !".
شملها بنظراته قبل أن تستقر على وجهها المتورد ، ثم قال :
" حقا؟ وعرفت أخيرا أنك لن تنجحي ، إجلسي وأخبريني عما فعلت ، بمن إبتقيت؟".
أسلوبه زادها غيظا ، ولكنها أجابت:
" أندونيس ، لا أعرف كنيته ، كان عنده الجرأة ليقول لي ارجعي الى زوجك ، من تراه يظن نفسه؟".
قال لها والهدوء لا يفارق صوته:
" إنه إبن أحد الموظفين عندي ، يجرؤ أن يعيدك الى البيت أكثر مما يجرؤ أن يساعدك على الخروج من الجزيرة ، أظن انك أردت مساعدة أخيه ، لأنه يملك سيارة".
" لكنه لم يكن موجودا ، ثم جاء إبن خاله...".
توقفت لحظة عن الكلام وهي ترى إمارات السخرية تبدو على شفتي كونون ، ولكنها تابعت:
" يجب أن أذهب ، ولن ابقى زوجة لك".
" لقد أعلمتك ، أنه لا يمكن أن تغادري الجزيرة دون موافقتي ، على اية حال ، فهناك من حين لآخر بعض اليخوت تعبر الخليج وأصحابها من الإنكليز ، وإذا حدث وتدبرت أمر رحيلك فأعلمي أن سلامة صديقك ماكس ستهدد ثانية".
" إذن أنا سجينة ؟ سجينتك؟".
" لك مطلق الحرية أن تسمي نفسك ما شئت ، إما ما أعرفه انا ، فهو أنك زوجتي ، ومكانك هنا معي".
وضع الكتاب جانبا، ووقف قبالتها، الجبال ترتفع وراءه ، والشمس في كبد السماء تلقي ببعض شعاعها على وجهه ، فبدا قاتما ، والخطوط في وجهه عميقة ، واللهيب يشع من عينيه.
تراجعت الانا الى الوراء ، وهي ترتجف وقلبها يضرب بشدة ، وقبل أن تستطيع الفرار كان قد أطبق على ذراعها.
" دعني أذهب ، إنك تؤلمني".
صرخت والرعب يملأ قلبها ويطل من عينيها ، فقد تمثلت امامها صورة كونون وهو يحاول أن يخنق زوجته الأولى .
" سوف أقتلك ، إذا صرخت مرة ثانية ! أنا زوجك ، تذكري ذلك...".
ولم يتمالك نفسه ، فقد زاد في الضغط على ذراعها ثم أمسكها من كتفيها ، وأخذ يهزها هزا عنيفا ، حتى كادت تفقد وعيها ، وإستمر في ترداد كلماته :
" سوف أقتلك ، هل تسمعين؟".
" تقتلني.....".
خرجت الكلمة من شفتيها اللتين فرت منهما الدماء حتى غدتا كشفاه الموتى ، ثم اضافت ببطء كلمات خرجت متقطعة من الخوف:
" نعم... إنني أعتقد ذلك....".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:35 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ربما نبرات صوتها المرتجفة ، أو ربما إمارات الرعب في عينيها أحدثت تغييرا في سلوكه فإختفى العنف ، وقربها منه بلطف ، لامس شعرها الناعم الجميل ، ولكن الانا بقيت ترتجف.
تراجع كونون الى الوراء ،ونظر اليها بكآبة وحزن شديدين ، حاولت ان تقرأ تعابير وجهه ، علها تعرف شيئا مما يدور في داخل عقل زوجها الغامض ، ولكنها إستسلمت ، ولم تقدر ان تقرأ شيئا ، على اية حال فكل ما كان ماثلا في مخيلتها هو تهديده لها بالقتل ، هذا التهديد الذي يلازمها ، والذي ستبقى خائفة منه مدى الحياة.
بقي كونون ينظراليها بهدوء ، حتى أنه كان من الصعب عليها ان تسترجع الحوادث التي مرت بها خلال تلك الدقائق القليلة الفائتة التي مرت بها كالحلم الرهيب.
عيناه كانتا صافيتان ، وكأن بريق الشر لم يمر بهما على الإطلاق ، والصورة التي تراها الآن ، هي وجه كونون الذي عرفته في يوم من الأيام... لطيفا رقيقا ، لا أثر لخطوط الهم والقلق قي وجهه ، وإستعادت في مخيلتها الحنان الذي كان يطل من عينيه ، والرقة التي كانت تذوب فيها كلماته ، وتساءلت ، ترى كيف يمكن أن تكون حاله الآن لو انها تزوجت منه في ذاك الحين؟ هل كان سيبقى ذاك الرجل الجميل الوسيم ، ذا الإبتسامة الجذابة والطباع الرقيقة اللطيفة ، تلك الصفات التي يمتلكها الرجال اليونانيون؟
نظرت اليه ودهشت من الهدوء الذي سرى بطيئا بين جوانحها ، ليحل محل الرعب السابق.
لم يكن لديها شك في أن قوة زوجها متعددة الجوانب تماما مثل طباعه، حتى أنه عندما تكلم ، شعرت أن قلبها قد عاد الى ضرباته العادية.
" لقد قلت انك لا تبالين برأيي فيك ، الانا ، وأنا أجد هذا غريبا ، فمعظم الناس يهمهم رأي الآخرين!".
" ولكن رأيك أنت بالذات لا يهمني ، طالما انك تحتقرني ".
بقي محتفظا بإتزانه ، وقال:
" ألا ترغبين في أن تنالي إحترامي؟".
" عندما لا يكون هناك حب ، يمكن ايضا الا يكون هناك إحترام ، فأنا لن أحترمك أبدا ، ولا أعتقد أنك ستفعل ، ولا أي منا يبالي برأي الآخر ، ولا شك أنك مقتنع بهذا".
" أنت متغطرسة جدا ، ونا لا أعهدك كذلك ، فانا أذكرك كما كنت ..... كان لجمالك عمق ، كنت اتمنى أن اصل اليه...".
كان صوته اشبه بالهمس ، وكأنه رحل بعيدا في خياله ، وبدا لألانا أن السبب الذي تزوج منها لأجله قد تسلل من ذاكرته ومضى ، ولم يعد في ذهنه محل للإنتقام.
وبعد لحظات من الشرود عاد الزوج يقول:
في ذلك الحين كنت أريد أن أصل الى أعماق جمالك النفسي ، وأنا اعلم أن الطريق أمامي طويلة".
نظر اليها وقد عادت السخرية الى شفتيه:
أين ذاك الجمال الان يا آلانا؟".
وعلى الرغم منها احنت راسها ، تشعر كالطفل أمامه ، وتعجبت لهذا التغيير الذي طرأ عليه ، مع أن شيئا من الغموض بقي يكتنفه ، مما جعلها تسأل:
" لماذا تزوجتني ، كونون؟".
وما أن لفت هذه الكلمات حتى ندمت على ذلك ، فقد توارى وجهه على الفور خلف قناع بارد غامض ، وشاقت عيناه بصورة غريبة ، ثم قال :
" ما الذي جعلك تسألينني مثل هذا السؤال؟".
ولدهشتها كانت نغمة صوته تختلف عن الملامح التي رأتها في وجهه ، فقد كانت تلك النغمة رقيقة ناعمة ممزوجة بشيء من المزاح ، عجيب كم ه متقلب هذا الرجل ! وسمعته يتابع:
" أعتقد انني أخبرتك السبب ، هل اصبحت تشكين بكلامي؟".
إحمر وجهها عند هذا السؤال المفاجىء الذي لم تتوقعه ، وبصعوبة كانت تحال أن تخرج الكلمات من بين شفتيها ، خشية أن يعود لسابق قسوته ، ولكنها مع ذلك قالت اخيرا:
" لقد قلت أنك تزوجتني من أجل الإنتقام".
" هذه هي الحقيقة".
" ما هي الحقيقة يا كونون؟".
قلب شفتيه وهو يظر اليها ، وفي لمح رات فيه الرجل الذي تعرفه ، بمظهره قلبه ، الرجل الذي كان سعيدا يفيض حيوية ، ولكنه مع ذلك ذوى مع الزمن.
سرت عاطفة غريبة في صدرها لم تدم طويلا ، وأصغت الى كونون الذي كان يقول بشيء من الفكاهة :
" أخبريني ، أي سبب آخر يمكن أن يكون لدي يدفعني الى الزواج منك؟"
" أنت تعني أي سبب آخر غير الإنتقام؟".
رأت وكأن لون عينيه قد تغير ، وصار أكثر سوادا ، كانت ألانا تراقبه حائرة ، ولاحظت ان كلمة إنتقام تعيد اليه ذكريات العذاب الذي عاناه خلال السنين الماضية ، ذاك العذاب الذي إلتهمه ، وشوه وجهه بخطوط عميقة من الشر.
" نعم إنني أعني ذلك".
إنكمشت ألانا على نفسها وتراجعت الى الوراء ، وكانت تكاد تقع على الأرض لو لم تصلها ذراع زوجها.
" لا أظن أن لديك سببا آخر".
تأوه كونون ، ودفعها عنه ، ثم قال :
" أنت على حق ، نعم تزوجتك من اجل الإنتقام ، ولا تخطر ببالك أية فكرة أخرى مطلقا ، هل تسمعينني؟".
" نعم بالتأكيد ، إنني اسمعك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:37 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- إنها غلطتها ، غلطتها وحدها فهي التي رفضت الحب يوم قدم اليها ، وها هي تشتاق الى الحب وتندم على ما فات....

في اللحظة التالية كان يبتعد عنها عبر المرج الأخضر ، وعيناها تتبعانه حتى غاب عن نظرها ، ثم وقفت في مكانه وهي تسمع ضربات قلبها .
واخذت الانا تتساءل بينها وبين نفسها ، الى متى يمكنها أن تتحمل هذه الحياة؟ تذكرت ما عانته في زواجها الأول ، وها هو العذاب يتكرر مرة أخرى ، فزواجها من كونون هو الجحيم بعينه ، ظلام دامس لا سبيل للنور اليه ولا وسيلة للخروج منه.
غريبة هي أطوار هذا الرجل التي جعلت ألانا تعيش في دوامة ، حائرة في أمره وأمرها ، لا تكاد تتأكد أن الإنتقام هو السبب في زواجه منها ، حتى تشك في ذلك ، ثم تعود وتتأكد ، وتشكك وهكذا ، ولكنها في قرارة نفسها كانت تحس أن هناك سببا أعمق...
ألقت الانا كتفيها الى الخلف ، تحاول أن تهدىء من نفسها ، فتخفف من شدة خفقان قلبها ، ثم هزت راسها تكتنفها الحيرة ، وتساءلت لماذا تناقش زوجها في الحقائق التي يطرحها ؟ فليس من عادته أن يقول شيئا وهو يعني غيره.... ومع ذلك....
اخذت ألانا تقلب صفحات حياتهما معا ، ووجدت نفسها تواجه بداية الحقيقة التي لم تكتشفها بعد.
فالحقيقة أن ما يحدث مخيف جدا ولكنه لم يترك جروحا عميقة في نفسها ، لسانه حاد وقاس ، ولكنهما في كثير من الأحيان كانا يتحادثان بلطف ، ويكون عند ذلك هادئا ونغمات صوته عميقة جذابة ، فالحياة إذن لم تكن كلها جحيما ، وعندما إسترجعت الأسابيع القليلة الماضية ، لم تتمكن أن تتجاوز هذه الفكرة التي ساورتها...
بعلاقة أكثر توافقا بينهما ، ومشاعر الإشفاق لا زالت قوية في صدرها مع أنها تخفيها ، تخفيها لأنها لا تستطيع ان تنسى في لحظة من اللحظات انها ارغمت على هذا الزواج ، ولا يمكنها ان تسامحه على ذلك ، حتى تستطيع أن تكون طبيعية معه ، ولكن من يدري ؟ ربما مع الأيام...
إسترعت نظرها حركة ، فلمحت زوجها في نافذة غرفة نومه ، سرى الدم بطيئا في عروقها وإعترتها رعشة باردة ، هبت واقفة والرغبة في الرحيل بلغت حدا لا يقاوم ، حتى أن مشيتها كانت أقرب الى الجري ، إزدادت دقات قلبها ثانية وهي تسرع لتترك مسافة بعيدة بينها وبين زوجها الذي تخشاه.
الممر كان ضيقا ترابيا شديد الإنحدار ، يؤدي الى طريق اعرض منه تمتد لتصل الى الساحل البعيد في نهاية الجزيرة حيث تمتد سلاسل من الجبال وشاطىء صخري مهجور.
ولما وصلت ألانا الى هذه الطريق تريثت قليلا واخذت نفسا عميقا ، ثم تابعت المسير من فير هدف ، وإن كانت تبغي الوصول الى آخر الجزيرة ، عليها أولا ان تمر بالقصر الرائع الذي لفت نظرها سابقا ، والذي يقوم على حافة صخرية شاهقة ، يبدو كأنه يتحفز للوثوب الى المياه العميقة الزرقاء التي تمتد في الأسفل.
سارت ألانا وسارت حتى أدركها شيء من التعب ، فجلست على حافة الطريق تستريح ، وتنظر الى الصخور التي تتداخل في البحر الساكن القاتم وقد حجبت بعض الغيوم العابرة أشعة الشمس عنه.
رات هناك يختا يتأرجح على صفحة الماء ، وحسبت أنه يخص اولئك الذين يسكنون في القصر ، وإتجهت بأفكارها الى الفتاة الإنكليزية التي تعيش هناك ، متسائلة عن حياتها وكيف يمكن أن تكون؟ علما انك ونون قال أنها سعيدة ، فهي وزوجها متحابان.
وعادت دموع الانا تنزل على خديها بغزارة ، إنها تندب سوء حظها ، فلماذا لا تكون هي سعيدة أيضا؟ مر في خاطرها هذا السؤال وأكثر من سؤال ، تركت لأحزانها العنان ، لتبكي ما شاء لها البكاء ، فليس لها من تشكو اليه ليواسيها ويخفف عنها....
حتى في هذه اللحظات لم تنس نفسها وأن البكاء يجب ألا يسرق شيئا من جمالها ، فمسحت دموعها متلفتة بالرغم من أنها تعرف ان لا أحد حولها ، وإطمأنت فلا يمكن ان يراها احد في هذه الحال ، على هذا الشاطىء الصخري المهجور.
منتديات ليلاس
عادت ألانا تفكر بالفتاة الإنكليزية الأخرى ، وكلما أطالت التفكير فيها كلما إزدادت رغبة في لقائها والإستماع الى نبرات مألوفة لديها ، صوت إمرأة من بلادها......
وأخذت تتساءل في نفسها عن عمر تلك الفتاة زوجة الرجل اليوناني الذي فعل مثل كونون ، وتزوج منها عنوة ، ترى كم من السنوات وهي تعيش في هذا القصر الجميل ، الذي بني على أروع وجه من غير حساب للتكاليف؟
وقفت ألانا ثانية ، وإتجهت في سيرها نحو القصر ، وهي تفكر باسلوب يمكنها ان تعرف به على نفسها ،ولما لم تجد وسيلة ، وقفت بجانب الباب الحديدي المزخرف الواسع ،ونظرت من خلاله الى ذلك المكان الساحر .
اشجار كثيفة ضخمة تحجب الرياح الشديدة التي قد تأتي من البحر ، مروج مخملية خضراء تحجب تمتد بشجيرات غريبة الشكل ، وحدائق فسيحة من الورود ، بينما تلمع في البعيد مياه زبرجدية اللون في مسبح واسع ، تماثيل من الرخام هنا وهناك لفتيات يونانيات من عصور سابقة ، نافورة عالية أقيمت على نقطة مناسبة بحيث ترى من نوافذ القصر.
أية عظمة تبدو في هذا المكان المنعزل ، فمن جهة ترتفع الجبال وقد إمتزجت بلون سماء اليونان الأزرق الصافي والى الأخرى يمتد البحر الى مسافات بعيدة لا نهاية لها ، تزخرف سطحه الجزر الصغيرة، بعضها صخري قاحل ، والبعض مزين بسلسلة من الألوان الخضراء.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:39 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جزيرة ليروس اكبر بكثير من غيرها تستلقي قريبا من شاطىء تركيا ، يفصلها عن كاليمنوس مضيق ضيق ، وتضيق المسافة بينهما أكثر في بعض النقاط حتى أنه يمكن للمرء ان يقطعه سباحة ، وعلى سفوح التلال تبدوالبيوت البيضاء لامعة تحت أشعة الشمس التي تخترق الغيوم البيضاء المتناثرة .
" سانتا هيلانة!".
تمتمت الانا وهي تقرأ الإسم المحفور على قطعة خشب صغيرة ، مثبتة على جذع شجرة الى جانب البوابة.
لم تكن هناك معالم للحياة داخل البوابة ، وبتنهيدة عميقة تدل على الأسف ، تابعت طريقها الى الشاطىء ، حيث دخلت المنطقة المهجورة الصخرية.
فجأة ألقت الانا نظرة دهشة وعجب ، وكأنها لا تصدق ما ترى ، فقد إنتصب امامها تمثال برونزي من تماثيل الأساطير القديمة يتوهج تحت أشعة الشمس ، كان تمثالا لأمرأة تحمل قيثارة ، اقيم على قاعدة صخرية ، كانت المرأة كئيبة حزينة ، ولكنها ساحرة خلابة ، وأستغربت الانا من الإنسان الذي يصنع مثل هذا التمثال ، غاية في الإتقان والجمال ، ثم يضعه في هذا المكان المهجور بعيدا عن أعين الناس!
نظرت الى ساعتها ، وعرفت انه قد مضى وقت طويل منذ غادرت أراضي زوجها ، فإستدارت على مضض ، واخذت تسير على مهل ، فقد كان التفكير بدخول ممتلكاته أمرا مزعجا ، لم تشعر مطلقا أنها في بيتها ولم يفرحها الإحساس بانها شريكة المالك.
عادت الدموع تفيض غزيرة من عينيها ، وأخذت تبطىء بأكثر ما تستطيع غير عابئة بالجوع الذي تحس به ، ولا بفمها الذي جف من شدة العطش.
لا شك أن وقت الغداء قد مضى منذ وقت طويل ، ولا شك ايضا ان كونون يبحث عنها ، وهو يعجب من أنها بالرغم من تحذيره تخرج كما تريد وتتأخر كيفما تريد.
بعد قليل وجدت نفسها مرة أخرى أمام بوابة القصر ، وفوجئت بكلب كبير يقفز من فوق السياج الى الطريق مما جعلها تصرخ ، وجعل الكلب يقف جامدا في مكانه ، رافعا أذنيه ، لاويا راسه ، وكأنه يتساءل لماذا خافت منه ، او لماذا يخاف أي إنسان آخر منه ، ولكنه عاد يعوي بعد لحظات قليلة بينما سمعت صوت رجل يقول بلهجة الآمر:
" جاسون ، تعال هنا".
وعلى التو إستدار الكلب ودخل من البوابة التي كان صاحبه قد فتحها من قبل.
وتابع الصوت:
" إنني آسف ، لا تخافي ، فهو لا يؤذي أحدا مطلقا".
توقف لحظة عن الكلام ونظرت آلانا لترى أمامها رجلا يونانيا وسيما طويلا ، يبدو شيء من التجهم على وجهه ، ثم أضاف:
" إنني آسف مرة اخرى ، لا شك انه أزعجك".
وزاد تجهمه وهو يرى دموع ألانا لا تزال كحبات الندى على خديها ، وقال:
" دخلي وإستريحي بضع دقائق".
صوته كان عميقا تشيه نبراته صوت زوجها ، تحمل في طياتها شيئا من الغضب ، ثم إلتفت الى الكلب يخاطبه:
" جاسون ، طباعك اليوم على غير عادتك ، إنني أخشى ان تكون سيدتك قد أفسدتك ".
ارخى الكلب ذنبه ، في اللحظة التي قدمت فيها فتاة شابة جميلة ، فإنحنى فرحا وإتجه نحوها مسرعا:
" ماذا هناك؟".
توقفت قبل أن تكمل ،وهي تنقل النظر من ألانا الى زوجها ، ثم تابعت السؤال:
" هل أنت مريضة؟".
" جاسون ارعبها".
ولكن ألانا قاطعته وقالت:
" لم يفعل شيئا، فارجو ألا تلوماه ، فقد كان غباء مني ان أخاف الى هذا الحد".
إتجه الكلب نحوها ، وبحركة آلية وضعت يدها على شعره الناعم ورببت على راسه ، ثم اضافت:
" إنه جميل جدا وذكي ، فلا توبخاه".
جاسون حرّك ذنبه ، واخذ ينتقل بين سيده وألانا ثم إستقر عندها كانه فهم ما قالته.
دعاها الرجل ثانية وقبلت ألانا الدعوة ، ووجدت نفسها داخل البوابة ، لاحظت نظرات غريبة يتبادلها الزوج مع المراة الشابة ، بعدما قدم نفسه معرفا .... دونيس لوسين وزوجته جوليا ، فقالت الانا:
" أنا زوجة كونون ، لقد جئت مؤخرا للعيش على هذه الجزيرة".
" زوجة السيد كونون مافيليس!".
رددت جوليا ، وهزت راسها بإستغراب ، مع أنها ايقنت أنه لا بد وأن تكون كما قالت ، فالسواح لا يمكن ان يأتوا الى هذا الشاطىء البعيد المهجور.
وبعد هنيهة صمت ، تابعت جوليا:
" نحن لا نعرف زوجك جيدا".
كان صوتها باردا ، أما زوجها فقد كان فمه مطبقا وجبينه مقطبا ، لقد لاحظت ألانا بعض تعابير غامضة تمر على وجهه مما أكد لها أنه لا يحب زوجها ، وغريب ألا يكون وفاق بين الرجلين ، لما رأته من الشبه بينهما في كثير من الأمور ، فكلاهما تبدو فيه جلية روح السلطة والسيطرة ، ونفس طابع الأرستقراطية الموروث عن الأجداد اليونانيين ، نعم كانا متشابهين كثيرا ومن العجيب ألا يكونا صديقين.
أحست ألانا بالقلق يساورها لهذا الصمت الذي ساد بينهم ، ولما لم يكن لديها اية فكرة عن أية اسباب يمكن أن تكون هناك لعدم نشوء صداقة بين زوجها وبينهما ، قالت:
" في الواقع إنه منطو على نفسه".
تجاهل دونيس ذلك وطلب من زوجته ان تذهب مع الانا الى الداخل وتقدم لها بعض المرطبات.
" آه ، لا ، شكرا".
تمنعت الانا ، غير مرتاحة لبرودة الزوجة ، وأضافت:
" لا اريد إزعاجكما".
صدر صوتها غريبا عنها لا تكاد تعرفه ، وكأنها لاحظت شيئا ما يدور في عيني جوليا اللتين أظلمتا بشيء من الإشفاق.
لكن جوليا هزت راسها قائلة:
" لا ، ليس هناك أي إزعاج ، تفضلي بالدخول ، انا متأكدة انك بحاجة الى شيء تشربينه".
" في الواقع إنني عطشى ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:41 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قالت ألانا ذلك وهي تفكر بالمسافة التي لا تزال تفصلها عن بيتها ثم تابعت :
" شكرا لكما ، نعم ، ارحب بكاس من الشراب البارد".
إبتسمت جوليا إبتسامة عذبة ، احست ألانا معها كأنها لم تر فتاة بهذه الجاذبية من قبل.
دونيس كان ينظر الى زوجته وعيناه تنطقان بأرق العواطف ، الشيء الذي بقيت ألانا تذكره لمدة طويلة ، وايقنت انه لا يمكن لأي رجل ان يحبها كما يحب دونيس زوجته ، فاحست بالإكتئاب يغمرها ، إنها غلطتها ، غلطتها وحدها ، فهي التي رفضت الحب يوم قدّم اليها ، وهي التي صممت أن تبقى وحيدة طيلة ايام حياتها ، وعلى العكس من ذلك فإنها فقدت الحب ، ولكنها تزوجت بدل المرة مرتين....
إعتراها شعور بالشوق الى الحب والندم على ما فات ، كم هو جميل ومبهج أن تكون هي ايضا محبوبة مثل جوليا ، تلك الفتاة التي تراها أمامها الآن تبتسم في وجه زوجها والحب يشع من عينيها الزرقاوين ، وهو بدوره يتطلع اليها وقد ملأت عينيه السوداوين عاطفة ، لا يمكن لآلانا ان تصفها بأقل من الحب.
دونيس طلب من الخادمة أن تحضر بعض الشطائر لآلانا ، ثم إلتفت اليها قائلا:
" إذهبي مع زوجتي ، وإرتاحي قليلا".
كانت عيناه ثاقبتين ، فقد ادرك أنها لم تاكل منذ ساعات طويلة.
" شكرا لك".
منتديات ليلاس
وفي لحظات كانت الانا تدخل القصر من ساحة واسعة الى حديقة مليئة بالزهور ، ثم عبرت مرجا اخضر مخمليا ، وهي تنظر بإعجاب الى كل ما يحيط بها.
كانت جوليا تبتسم وهي ترمقها بين الحين والآخر ، ولاحظت الانا ان في نظراتها معنى غريبا لم تستطع أن تدركه ، ولما تناولت منديلها لتجفف وجهها ، إنتبهت الى لمحة جدية مرت بوجه الفتاة.
وتساءلت الانا ، ترى بأي شيء كانت تفكر هذه المرأة وزوجها؟ من الواضح أنهما لا يفكران بكونون مطلقا ويحسبانه غريبا ، ذاك العملاق الذي يخطط الشر وجهه ، وبالرغم من ذلك يعد نفسه السيد المطلق فوق الجميع.
" لقد وصلنا".
ادخلتها الى غرفة واسعة لها نوافذ كبيرة تطل على الحدائق النضرة وما وراءها ، وكذلك على البحر الذي تنقط صفحته جزر صغيرة.
" تفضلي وإستريحي".
دعتها جوليا للجلوس وهي تشير الى اريكة مريحة ، ثم إستاذنت منها ، قائلة انها ستعود في الحال.
تركت جوليا الغرفة ، وإستقر الكلب عند قدميها وهي تنظر نحو النافذة ، رات السيد دونيس يتكلم مع رجل آخر كان يبدو عليه أنه يعمل في الحديقة ، كان الرجل أعرج ، فاثر ذلك في نفس ألانا كثيرا ، ثم لدهشتها رات رجلا آخر ، كان يبدو عاجزا ولعله مشلول ، رفعت يدها الى قلبها الذي كان يعصره الألم من أجل هذين الرجلين ، كانت لا تزال تحدق النظر في الرجال الثلاثة عندما دخلت جوليا ترتدي ثوبا أزرق أنيقا.
فبادرتها بالسؤال:
" هل هذان الرجلان يشتغلان في الحدائق؟".
أحنت جوليا راسها ، قائلة:
" زوجي يشغّل فقط أولئك الذين تضرروا بسبب البحر ".
هزت ألانا إشفاقا ، وقالت:
" في الواقع لقد سمعت عن غواصي الإسفنج في كاليمنوس ، وما يصيبهم من الأضرار وهم في اعماق البحار".
" هذا صحيح ، ولكن هؤلاء الرجال سعداء هنا ، لقد إنتهت علاقتهم بالبحر ، فهم قد تشوهوا حقا وهذا شيء مؤلم للغاية ، ولكنهم يقومون بعمل نافع حتى لا يكونوا عالة على اقربائهم".
وأضافت بسرعة عند دخول الخادمة:
" ها هي بوليمني ومعها الصينية".
إلتفتت ألانا الى بوليمني وقالت:
" شكرا ، لوليمني .... من فضلك ضعيها على الطاولة".
ثم قدمت جوليا كأس العصير لآلانا فقبلتها شاكرة، وأخبرتها أن بإمكانها ان تطلب المزيد إن هي شاءت.
" انت لطيفة جدا".
قالت الانا ذلك وأخذت رشفة ، ثم أضافت:
" لقد مشيت كثيرا.....".
توقفت عن الكلام ، وقد سرى الإحمرار في وجهها وهي تلاحظ أن عيني جوليا الزرقاوين كانتا تتفحصانها ، ولكنها تابعت بلطف:
" أنا سعيدة بلقائك ، طالما أعجبت بالقصر وأنا أراه من البعيد ، وتساءلت عن سكانه ، لقد أخبرني زوجي أن فتاة انكليزية تسكن هنا ، وشعرت أنه شيء محبب الى النفس أن يتحدث المرء الى شخص من بلده".
" أنا سعيدة أيضا بلقائك".
أجابت جوليا عفويا ، وأضافت:
" أنا آمل ان تزوريني كلما مررت من هنا".
" من الممكن أن افعل".
نظرت ألانا نحو النافذة حييث كان الزوج واقفا وانظار جوليا عالقتان به ، فقالت جوليا وكأنها فهمت معنى تلك النظرات:
" أنا وزوجي كلانا سعيدين برؤيتك".
ومن غير ان تترك ألانا لنفسها مجالا للتفكير ، قالت:
" سعيدين برؤيتي ، ولكن ليس بزوجي؟".
" نحن......نحن......".
توقفت جوليا قليلا بعدما تمتمت بتلك الكلمة ، وأحست بشيء من الإنزعاج ، ولكنها تابعت:
" إننا نرحب بزوجك أيضا".
توقفت مرة أخرى عن الكلام ، وقد إحمر وجهها ، ولم تكن الانا بحاجة الى كلمات لتعلم انج وليا كانت تحاول أن تكون في غاية الذوق والأدب فيما تقول.
إنحنت جوليا وهي في مقعدها وتناولت صحن الشطائر وقدمته لضيفتها ، قائلة:
" تفضلي وكلي شسئا ".
كانت تقصد بذلك تغيير الموضوع ، وأضافت:
"هل تريدين كأسا اخرى من العصير؟".
"نعم ، شكرا".
تناولت ألانا شطيرة ووضعتها في صحنها ، ثم اضافت:
" إن الجو حار ، وقد مشيت كثيرا".
" هل تعنين أنك مشيت مدة طويلة ؟".
كان صوتها ناعما عذبا منخفضا ، ولكن فيه رنة غرابة وكآبة ، فأحنت الانا راسها وقالت:
" لقد سرت ساعات وساعات....".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, flame of fate, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, ضحيّة, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية