لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-12, 05:58 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولدهشتها وجدته يتنحى عن طريقها مشيرا بيده يدعوها للمرور.
" رئيسك سيتحدث اليك في الصباح".
كان في صوته نغمة لم تلفت نظرها فحسب ، بل زادت في ضربات قلبها ، ترى ما الذي حل بها حتى تخاف هذا الرجل الى هذا الحد ؟ ولكنها سألت :
" سيحدثني عن أي شيء؟".
سألت وهي تحاول السير فتعثرت بحجر وكادت تسقط ، ومرة ثانية كانت قبالته ، وإقترب منها ، كان باردا نظيفا هذه المرة ، كنسمة الهواء الناعمة التي تمر بالأرض البكر غير المزروعة ، شعور غريب المّ بها ، وإنثنت كمثل بنفسجية خجلة على سفح جبل ، وبخفة إبتعدت عنه.
وإجابة على سؤالها قال كونون :
" سوف تعرفين كل شيء عندما يتحدث اليك ".
ولكن الانا توقفت وأخذت تستوضح منه ببعض الأسئلة ، فاضاف:
" لقد قلت انك متعبة....".
ومرة أخرى قاطعته قائلة:
" ولكن ليس الى حد يمنعني أن أعرف الأمر الذي سيحدثني به ماكس".
فقال بهدوء :
" لقد اسأت فهمي ، فأنا افصد أنني لو أخبرتك به الان ، لطار النوم من عينيك".
سالت ألانا صائحة:
" لا أستطيع النوم ! ماذا تعني؟".
أخذ كونون يهز كتفيه بلا مبالاة وهو يقول:
" انت تعرفين منذ وقت طويل انني منيع امام مكر النساء ، ولن أقول الان شيئا ، سوف تعرفين كل ما يجب ان تعرفيه ، عندما يتحدث اليك ماكس في الصباح".
ولما وصلا الى الفيللا ، قال :
" إدخل انت الآن ، فأنا اريدان امشي قليلا ".
ومن دون اية كلمة أخرى ، إستدار ومشى ثم غاب مسرعا بين ظلال البستان .
لم تستطع ألانا ان تتحرك ، بقيت تنظر خلفه حتى ختفى كليا عن ناظريها ، إختلطت عليها الأمور وإحتشدت عشرات الأسئلة في رأسها ، فمثلا لماذا في هذه اللحظة بالذات كانت تبحث في قرارة نفسها عما إذا كان كونون سينتصر عليها؟
شردت افكارها في الماضي البعيد ، الصراع العنيف الذي إعتمل في نفسها قبل أن توافق على زواجها من هوارد بيومونت ، ترى هل هذا هو السبب الذي جعلها تتساءل عن كان من الممكن أن ينتصر كونون عليها ايضا؟
منتديات ليلاس
وتساءلت الانا ، ترى على أي اساس يؤكد كونون أنها ستصبح زوجته ؟ ثم هزت كتفيها من غير أن تصل الى نتيجة وصعدت الدرج مسرعة ، وهي تقول في نفسها أنها لا يمكن باي شكل من الأشكال أن تكون زوجة لرجل مثل هذا ، رجل اقل ما يمكن ان يقال فيه انه ليس بافضل من وحش....
دخلت غرفتها واخذت تذرعها جيئة وذهابا ، لم تستطع ان تذهب الى فراشها ، يجب أن تعرف الأمر من ماكس ، هذا الأمر الذي سيسرق النوم من عينيها طيلة الليل عن عرفته ، وقد سرق النوم من عينيها حتى قبل أن تعرفه....
عندما وصلت الى باب غرفة ماكس ، تريثت قليلا قبل أن تقرع وتناديه برقة وعذوبة ، فتح الباب مباشرة وهو لا يزال بكامل ملابسه ، إذن ماكس ايضا لا يزال يقظا ، علت الدهشة وجهها وخرج من بين شفتيها صوت يدل على عدم تصديقها لما ترى ، نظرت اليه فلاحظت وجهه الشاحب ، لاحظت أنه يبدو أكبر سنا وأنه غارق في اعماق الياس ، قالت صائحة:
" ما بك ؟ ماكس ، ما الذي حدث؟".
تردد قليلا ، ولكنها كانت تعلم أنه يريد أن يوضح لها الأمر ، وأخيرا تكلم:
" ذاك اللعين ، ذاك الهمجي الذي أحضرنا الى هنا بحجة مهمة كاذبة....".
قطع كلامه ، وإبتلع ريقه بصعوبة واخذ يهز راسه ذات اليمين وذات الشمال ، فسالت بإستغراب:
" مهمة كاذبة".
تحركت ببطء نحو رئيسها الذي رفع يديه بإيماءة تدل على اليأس وانه لم يعد باليد حيلة ، ثم تركهما تضربان جانبيه بإستسلام.
تابعت الانا إستفسارها :
" هل تعني انه إحتال علينا للمجيء الى هنا؟".
كان صوتها مليئا بالدهشة والإستغراب ، نظر اليها ماكس مستوضحا ،وقبل أن يسأل ، أضافت:
" لا شك ان لديه أمورا خفية ".
" أكنت تتحدثين اليه؟".
أحنت راسها ، وقالت :
" إنه غريب جدا...".
توقفت عن الكلام قليلا ، وإصطبغ لونها بالحمرة عندما تذكرت تصرفه معها ، ثم تابعت:
" قال انني سأكون زوجته في القريب العاجل".
نظرت ألانا في وجه ماكس ، لترى تاثير هذه الكلمات عليه ، فلم تر سوى قناع لم تستطع أن تفهم ما وراءه ، ثم لمحت بعض التغيير فيه ، لم تفهم سببه ايضا مما زاد في تلهفها لمعرفة ما قاله له ، وأضافت:
" ماكس ، قل لي ، ماذا قال لك ؟ فهو لا شك كان يضمر شيئا عندما أخبرني بانك ستتحدث اليّ في الصباح ، فلم أستطع الإنتظار ، ولذا تجدني هنا الآن ، أحس ان ثقته ترتكز على اساس قوي ، مع ان عقلي يحدثني أنه لا يمكن ان يتزوجني من غير موافقتي ، وهذه لن يحصل عليها بالطبع".
فسالها بقلق:
" ألانا ، هل انت متاكدة الى هذا الحد ؟ ألن توافقي على الزواج منه ولا تحت أي ظرف من الظروف؟".
تراجعت الى الوراء أمام اسئلته ، وسالته بدورها بحدة:
" ما هذا الذي تقوله ؟ لا يوجد هناك اية ظروف يمكن أن تجبرني على الزواج منه..".
قاطعها بهدوء ، ولكن قبل أن يترك لها فرصة للإجابة ، تابع قائلا:
" إنسي ذلك ، عزيزتي ، سوف أخبرك كل شيء وبكلمات موجزة قدر الإمكان".
وبمنتهى الياس أخذ يتابع قوله:
" لقد دمرني يا ألانا ".
توقف قليلا ليأخذ نفسا واضاف:
" لقد عرف كونون سرا خطيرا كنت أحتفظ به لنفسي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 06:00 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

توقف ماكس عن الكلام مرة اخرى وإستدار نحو النافذة ، سار اليها ببطء ، يسحب الستائر عنها ، كل شيء في الخارج كان يخلد الى السلام والراحة ، الزهور الجميلة العطرة ، الجبال العالية الصامتة ، البحر الفسيح الداكن ، واشجار النخيل المتمايلة تتطلع الى فوق بإتجاه السماء المتلألئة ، أما هذان الإثنان في الداخل ، ماكس والانا ، فقد فقدا كل سلام وراحة ، وخيم عليهما الخوف والقلق.
وعاد ماكس للكلام:
" منذ زمن طويل ، إحتلت على رجل كبير السن وسرقته ، وصدف أنه ذو قرابة بكونون ...".
فصاحت برعب:
" أنت سرقت مال أحد ؟ هذا مستحيل ! فانا منذ عرفتك ، منذ عملت معك عرفت انك مثال الأمانة والشرف".
" اليوم نعم ، ولكن قبل مجيئك لا ، لقد اصبحت مرة على وشك الإفلاس حيث فقدت تقريبا جميع أموالي في طيش الشباب".
صمت عن الكلام لحظة وإبتلع ريقه ثم قال:
" دخل علي مرة في مكتبي رجل يوناني كبير السن ، يعرض علي قطعة من الأرض واسعة لأشتريها ولما كان على خصام مع إبنه الوحيد ، ويريد أن يحرمه من الميراث ، أراد أن يبيع جميع ما يملك من أراض ، ذهبت معه الى اليونان وعاينت الأرض فلم أصدق أن الحظ سيوافيني هكذا ، كانت الأرض افضل وأجمل ما في البلاد ، فإشتريتها منه بثمن بخس ، ثم بعتها بريع مليون من الجنيهات ....".
صاحت الانا مرتعبة مما تسمع:
" ماكس ! لا ! آه ، لا ، لا يمكنك ان تفعل ذلك !".
إستدار ماكس وخفض ناظريه ، غير قادر على تلقي نظراتها ، وتابع :
" نعم ، ألانا ، لقد فعلت ، كل منا لديه نقطة ضعف ،جميعنا لديه ما يخفيه ، وحسبت ان سري سيبقى طي الكتمان ، يا الهي ! تصوري أن كونون كان على علم بهذا السر طيلة هذه المدة.........".
" وهو يهددك الان ، أليس كذلك؟".
كان إيمانها بماكس قويا ، كانت تثق بكل ما يعمل ، وترتكز في عملها معه على امانته المطلقة ، والآن تعلم بهذه الجريمة النكراء ، وليس من احد آخر ، بل من ماكس نفسه".
كررت سؤالها ، لتعرف الحقيقة.
" اهو يهددك ، ماكس؟".
بدت المرارة في قسمات وجه ماكس وبصعوبة تكلم:
" نعم يمكنك ان تسمي ما يقوم به تهديدا ، ومن قبل أن اصف أي شكل من التهديد يستعمله معي ، يجب أن أشرح لك بعض الأمور".
صمت قليلا يستجمع أفكاره ، ثم قال:
" إن ذاك الرجل المسن اللطيف من ماني ، وهي منطقة من مناطق اليونان مثل جزيرة كريت ، لها تقاليدها وعاداتها ، ومن هذه العادات واحدة لا يكاد المرء أن يصدقها ، وهي الأخذ بالثأر ، أظن أنك لم تسمعي بالثار ، فدعيني أوضح لك ".
اخبرها ماكس ان الثأر عادة متأصلة عندهم ، وإذا لحق أي ظلم أو ضرر بشخص ما ، فإن أفراد عائلته مستعدون للأخذ بثأره ، والإنتقام من الشخص الذي ألحق به الأذية ، ون لم يجدوا ذلك الشخص فغنهم يوقعون العقاب بشخص آخر من افراد عائلته ، عقابا قد يكون أحيانا أمر من القتل".
" وكونون هو الذي أخذ على عاتقه مسألة الثأر منك؟".
تطلعت الى ماكس ، فرأت تعابير اليأس القاتل بادية في عينيه الرماديتين ، وأضافت:
" ولكن ماذا يمكنه ان يفعل ؟ أعني انك إشتريت الأرض ودفعت ثمنها ، فبأي شيء يستطيع ان يهددك ؟ هل يستطيع؟".
وبعد برهة صمت قال ماكس:
" في خلال ساعات بعد توقيع العقد ، جاء الرجل يريد ان يلغي العقد ، ولكنني رفضت ، وأظن أنه قضى بسبب ذلك ، ألانا ، لا أدري ما الذي اصابني ، لم فعلت ذلك ؟ إنه لا شك الطمع ! مجرد الطمع!".
كان يعاني الكثير من عذاب الضمير ، فقالت له لانا:
" شيء فظيع يا ماكس!".
" أعرف ذلك ، آه ، انا أعرف ذلك يا ألانا ! ".
اخفى عينيه بيديه ، إهتزت كتفاه ،وإمتلأت عيناه بالدموع.
أثرت حاله في الانا كثيرا ، وصعب عليها ان ترى رجلا يكاد يبكي ، ففاضت عيناها بالدموع، وخيم عليهما الصمت فترة ، حتى إستطاعت أن تمسك نفسها وقالت :
" ماكس ، كنت أريد ان أقول قبل ان تقاطعني ، إن الأمر ولو كان شنيعا ، ليس لك أن تخشى كونون ، لقد قلت أنه يهددك ، وانا لا اجد فيما قلت ما يجعله متمكنا من ذلك ، أريد ان أعلم لماذا يهددك؟ ماكس ، عزيزي ماكس ، لا تخشى شيئا ، فهو لا يملك ماخذا عليك...".
" العقد لم يكن قانونيا....".
تكلم ببطء ، ينظر اليها وشفتاه ترتجفان .... وتابع:
" انا اعرف أنه لم يكن قانونيا ، ولكن الرجل المسن لم يكن يعرف".
تكلمت الانا ، وقد جف ريقها وبصعوبة خرجت الكلمات من بين شفتيها :
" أنت.... أنت خدعته يا ماكس ، كما....".
ومن قبل ان تكمل ، قال :
" نعم فعلت ، ألانا".
" إذن يمكنه أن يقدمك للقضاء؟".
" نعم هو كذلك ، وإذا حوكمت ، فإنني سأقضي وقتا طويلا في السجن هنا ، بالإضافة الى إعادة المال الذي إستلمته ثمن الأرض ،وهكذا ستنهار المؤسسة وسمعتي ستلوث ".
" ستنهار .... مستحيل !".
كان ماكس قد وسّع أعماله ، وفتح لمؤسسته فروعا في كندا وأوستراليا ، كما كان اكثر تجار الأملاك إحتراما في لندن ، كلمته فوق الشبهات ، وجميع الذين يقصدونه ، يأتون اليه وكلهم ثقة به وبأمانته ، ومع ذلك فقد كانت في حياته هذه الوصمة السوداء.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 06:01 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لقد صدمت الانا بما عرفت ، وبأنها كانت تعرف القليل جدا عنه ، كان حزينا وآسفا على ما فعل ، وهذا يعني في رأيها ، أنه غير شرير ، لقد كان يافعا في ذاك الوقت والتجربة قوية فلم يستطع مقاومتها ، وأما الآن فليس لديها أي شك على الإطلاق ، انه يستطيع مقاومة جميع التجارب.
وبعد فترة صمت ، عادت تقول بصوت راح ينخفض حتى أصبح كالهمس:
" لن تنهار، ماكس ، لن تنهار اعمالك الرائعة...".
" يجب أن أواجه الحقيقة يا الانا ، لقد إنتهيت !".
إقتربت منه حتى كادت تلمس يده :
" لا ! انت لم تخبرني عما يريد بالضبط ، فأنا متأكدة أن هناك طريقة للخروج من هذا المأزق".
إبتعد عنها وسقطت يدها الى جانبها ، لقد كان يمر بماساة ، ولكن لا بد ان يكون هناك مخرج.
" هناك طريقة واحدة للخروج ، ولكنني على غير إستعداد لأن أخبرك بها...".
قاطعته الانا بتلهف:
" ولكنك قلت انك ستخبرني بكل شيء ، فقد اخبرتني الكثير ، وما عليك إلا أن تكمل الباقي".
" لا أستطيع".
كان صوته ثابتا ، ولكن ألانا توصلت الى حل ، ولمعت عيناها الجميلتان ببارقة امل ، وقالت:
" أنت تملك الآن مبلغا كبيرا من المال ، ويمكنك ان تستدين مبلغا آخر ،وعندئذ يمكنك ان تعيد المال للإبن".
خيم سكون عميق عليهما وعندما تكلم كان الحزن يقطر من كلماته:
" لقد إنتحر الإبن ، ألانا...".
توقف عن الكلام بضع دقائق وكتفاه تهتزان ، ثم تابع:
" لم أكن اعلم بذلك ، حتى اخبرني كونون هذه الليلة ، ألا تدركين يا ألانا ؟ لقد قتلت رجلا!".
احست الانا وكأن دفق الدم توقف في عروقها ، وسمرت في مكانها لا تستطيع الكلام .
وتابع ماكس قوله:
إنني أتعذب... ويجب علي أن أعاني حتى خر يوم في حياتي!".
حاولت ألانا ان تتكلم ، أن تخفف عنه بعض آلامه ، وخرجت الكلمات من فمها بصعوبة ولكن برقة وعذوبة:
" ماكس لا تقلق الى هذا الحد ، فأنا لا أستطيع ان احتمل رؤيتك على هذه الحال".
إغرورقت عيناها بالدموع ، وسرعان ما تذكرت كلمات كانت تقولها والدتها لها:
" مشكلتك أنك رقيقة القلب ، فأنت لن تصادفي الأذى في حياتك فحسب ، وإنما ستخدعين أيضا بأناس أكثر منك حذقا ، كوني حذرة يا بنيتي ، وحاولي أن تري ما في داخل القلوب".
كانت والدتها تحذرها وتريدها أن تغير من طبيعتها ، ولكن ألانا لا تستطيع أن تفعل ولا تريد ، فإن كانت رقّتها وحنانها يبعثان العزاء والسلوى في قلوب الآخرين ، فهي تكون سعيدة جدا بقدرتها على المساعدة ، والآن ، رغبتها الوحيدة هي ان تساعد ماكس ، ماكس الذي كان لطيفا معها ،وحسن المعاملة ، طيلة الوقت الذي عملت معه ، فهو الذي اعادها الى العمل عندما إحتاجت لذلك ، واكثر من ذلك فهي لن تنسى ما دامت على قيد الحياة ، إنه جازف مرة بحياته من أجل ان يخلصها من بناء كان يحترق وهي في داخله ، فهي مدينة له بحياتها، ولن تنسى انها وعدت أن ترد له الجميل في يوم من الأيام.
بعد ترة صمت خيم عليهما ، قال ماكس:
" إذهبي الى فراشك عزيزتي ، لا بد أنك متعبة جدا".
اجابته بصوت حازم:
لن أذهب ، أريد أن أعرف ما هي مطالب كونون ".
الح عليها بالذهاب ، واصرت أن تسمع الجواب.
" ألانا ...".
" نعم ، ماكس".
خرجت الكلمات متقطعة من فمه وهو يقول:
" أنا لا استطيع ان أخبرك عن ماهية تهديد كونون".
" تهديد؟".
رددت كلمته ،وقد حل في نفسها إحساس بأن ماكس يريد ان يخبرها كل شيء عن إنذار كونون ، ولكنه يتظاهر بأنه غير راغب في ذلك ، واضافت:
" لم افهم شيئا !".
" ارجوك إذهبي الى فراشك ، ولا تصري اكثر ".
ضاقت عيناها وبدا صوتها جافا باردا وهي تقول:
" أظن انه من الأفضل أن أذهب وأسأل كونون نفسه ، لعلي استطيع أن اعرف منه أكثر".
توقفت قليلا وبقي ماكس صامتا ، ثم اضافت:
" أن الأمر يشملني ، اليس كذلك؟ ولولا ذلك لما سألتك اية إيضاحات ، كونون قال لي أنه إذا اخبرني فلن يغمض لي جفن".
لاحظت جمود ماكس ،وإستدارت نحو الباب ، وما كادت تبلغه حتى سمعته يقول بصوت منخفض:
" ساوفر عليك مشقة الذهاب اليه ، فإن تهديده....".
وتوقف مرة أخرى ، وعادت اليها تلك الفكرة الغريبة بانه تظاهر بالإمتناع عن القول ، ولكنه تابع:
" هذا لن يغير في الأمر شيئا ، الانا ، فانا لن اسمح لك بأن تضحّي بنفسك من أجلي".
دارت ألانا على نفسها ، وقد زاغت عيناها:
" أضحّي بنفسي !".
قشعريرة إعترتها ، هزت جسمها هزا ، اشبه بقشعريرة الموت ، وإستطاعت بصعوبة ان تسال :
" ماذا تعني ماكس ؟".
جمد لحظة ثم قال :
" إنه يمنحني حريتي، إذا إستطعت أن أقنعك بالزواج منه ، فهو يعرف انني أنقذت حياتك مرة من الحريق ، ويعتمد الآن على ردك للجميل :,
" هو يعرف انك انقذت حياتي ؟ كيف عرف ذلك؟".
هز ماكس راسه وقال:
" يبدو انه يعرف كل شيء عن كلينا ، أنه أمر يكاد لا يصدق ، ولكنه الواقع ، يبدو أن له في لندن من يدوّن له حركاتنا وسكناتنا".
صمت لحظة ، ينظر اليها مباشرة ، ثم تابع:
" يظهر أنه لم يتوقف عن رغبته في الزواج منك طيلة هذه السنين، ولست أدري ما الذي يدفعه للإصرار على الزواج منك بهذا الشكل ، اهو الحب مثلا ؟ حاولت ان أستدرجه لعرف السبب ولكنني لم أفلح".
" اهو واثق أنني ساتزوج منه كي أنقذك؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 06:02 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جاهدت كي تضبط نفسها كما كانت تفعل دائما ، ولكن الحكم بالموت أهون عليها الف مرة مما يطلبه ، وأخذت تفكر بالماضي ، تتذكر مشهدا تتخيله في ذهنها ولكنها لم تره ، مشهدا قيل لها عنه ، إن ماكس كان بطل الساعة في ذلك الحين ، خاطر بحياته ليخرجها من المكتب الذي إشتعلت فيه النيران ، كانت فاقدة الوعي ، وإستطاع ان يخرجها سالمة قبل ان يسقط سقف الغرفة وينطبق على الرض بثوان معدودة
خرجت ألانا من الحريق سالمة ، لا اثر للحروق على جسمها ، اما ماكس فسيبقى مدى الحياة يحمل علامات الحروق على كتفيه وظهره.
إنتبهت ألانا الى أنها شردت طويلا ، وعادت تقول:
" لقد كان واثقا من أنني سأكون زوجته ، والآن عرفت سبب هذه الثقة " .
" ثقة في غير حلها"
قال ماكس ذلك وهو يهز راسه ، كأنما يريد بذلك أن يضيف قوة الى كلامه ، وتابع:
" لن ارضى بنفسك من اجلي ، وأنا أعني ذلك".
صوته كان ثابتا ، ولكن ثمة شيئا مبهما فيه ، تجاهلته ، وافكارها عادت الى كونون الذي يبدو انه كان يتابع كل ما يجري معها ، فلماذا؟ لماذا يريد أن يتزوجها؟ ألا يمكن أن يكون الحب ، فلا شك أن هذا الشعور قد مات منذ زمن طويل ، أما الرغبة في تنفيذ كلامه فقط ، فهناك إحساس في داخلها بأن الحقيقة ليست كذلك ، فإذا لم يكن لديها الرغبة لتتحقق من ذلك حاليا ، وقالت :
" يعني أن زواجي من كونون يحميك من العقاب ومن الدمار...".
" ألانا......( قاطعها قبل ان تتمكن من إتمام كلامها) لن اسمح ل كان تضحي بنفسك ، دعينا ننسى كل شيء عن هذا ، إنسي الجميل الذي تذكرين دائما أنك مدينة به الي ، وكذلك الوعد الذي قطعت على نفسك ، فأنا أذعن للدمار ، والعقاب، والسجن".
إنقطع عن الكلام ، وألانا تنظر اليه ، ومع كل ما رأته من تعابير محزنة على وجهه ، فإنها قطبت حاجبيها بكثير من الشك ، لم يكن من الضروري ان يذكر الدين الذي له في ذمتها ، وان يذكرها بالوعد الذي وعدت ، فقالت:
" ماكس ، أنت أنقذت حياتي بمحض إرادتك ، وإذا جاء يوم أستطيع فيه أن أرد المعروف ، سوف افعل ، مهما كان الثمن".
صممت ألانا ان تفي بوعدها ، من غير أن يذكرها بذلك ، فسوف تنقذ ماكس ، طالما ذلك في قدرتها ، إنها مجبرة أخلاقيا ان تنقذه من اجل شرف الوعد الذي قطعته عن نفسها ، وصممت أن تفي به وقت الحاجة ، والآن جاء الوقت المناسب لتفعل.
وفي لحظة رعب وجدت نفسها تتردد ، عندما فكرت في حياتها وكيف ستقضيها مع كونون ، كما فكرت بمرارة القدر القاسي الذي يعبث بها للمرة الثانية ، الضمير ، الشرف ، المسؤولية ، كل هذه كانت تلح عليها ، وايقنت أن لا مهرب لها البتة.
مفزعة عي الحياة وتعسة مع كونون ، الرجل الذي ، وبدون رحمة ، إستغل معرفته بالخفايا كشبكة يجرها بها اليه ويضعها تحت سيطرته.
" ماكس.......".
وإضطرت ان تنتظر بضع لحظات قبل ان تستطيع ان تهيء الكلمات لتخبره ، إنها قررت ان تكون زوجة كونون.
" لكن، الانا.....".
قطعت كلامه بإيماءة من يدها.
" لقد قررت ، ولذا ، ارجوك دعنا من هذا الأمر نهائيا ".
هرب الدم من شفتيها بعد أن نطقت بكلماتها الأخيرة وإستدارت نحو النافذة ، وبكل المرارة التي تعتمل في نفسها ، أخذت بجو الهدوء والسلام الذي يلف الطبيعة خارجا ، ذاك الذي فقدته والى الأبد.
في المرة الأولى ضحت بنفسها، وكان القدر لطيفا بما يكفي فحررها سريعا ، ولكن الآن ليس لها أي أمل في الخلاص ، فعليها ان تعوّد نفسها على حياة العذاب مع رجل أحبها مرة ثم كرهها ، يلومها على زواج غير سعيد أكرهت عليه.
وإستطاعت أخيرا أن تقول :
" لماذا لم يقم بهذه المساومة من قبل؟".
" كيف يمكنه ن يتزوج منك ، ولديه زوجة ؟ ولكن عندما ماتت زوجته ، قام بهذه اللعبة الحقيرة".
توقف ماكس عن الكلام ، ولاحظت ألانا أنه لم يعد يبدي إعتراضا وهذا يعني انه إرتاح لإختيارها الذي يرفع التهديد الجاثم على صدره وتابع يلمح انه من الممكن ان يكون كونون هو الذي قتل زوجته ، فصاحت:
" ماذا تعني بالضبط؟".
هز كتفيه وقال:
" أنا لا أنزهه عن القتل ، ولكن لا يمكن ان يرتكب معك جريمة كهذه ، فلا تقلقي على سلامتك ، ألانا إنتظري الي بهذه الطريقة ! ".
إبتعدت ألانا لتخفي عنه التعاسة التي بدت في عينيها ، فهو إذن لا يبالي بما يحدث لها ، والآن عرفت أنه منذ البدء كان يتعمد أن يخلق وضعا تكون نهايته التضحية بها .
ذكرت الآن إحساسها منذ دقائق ، فقد كان ما يبديه من عاطفة مجرد وسيلة حتى يفلت بجلده ، فهو لم يعد يحاول ان يثنيها عن القرار الذي إتخذت.
كانت على حق ، ففي الصباح التالي غادر باكرا ،وترك ملاحظة سلمها الخادم لألانا فور نزولها من غرفتها.
اخذت تقرأ : (الوداع ، وأشكرك ، أرجو الا تكون الأمور سيئة جدا ، على أية حال فلديك جميع وسائل الراحة والرفاهية).
وكانت الورقة موقعة بإسم ماكس.
شحب لونها ، ورفعت نظرها نحو اليوناني الداكن الذي ظهر من غرفة الطعام ووقف الى جانبها ، يقرأ من فوق كتفها الورقة التي كانت بين يديها ، وردد:
" على أية حال فلديك جميع وسائل الراحة والرفاهية ، نعم يا جميلتي ألانا سوف يتوفر لك كل هذا ، لأن هذا كل ما يهمك ! فالمخلوق الذي فضلته علي لم يترك لك شيئا ، وذاك ما كنت تستحقينه".
كان النصر يشع من عينيه ، والسخرية تبدو على شفتيه حين تابع يقول :
" والآن بعد كل شيء ، اصبحت لي ، أنت التي إتخذت القرار وأنا قبلت به ، رئيسك لعب لعبة بمنتهى الأنانية عندما سرق ذلك الرجل المسن ، لقد كنت مخطئة في رأيك فيه ، أليس كذلك؟".
أحنت الانا رأسها وقالت:
" بدات أدرك أنه منذ البداية كان يريدني أن أقطع الوعد الذي يلزمني بالوفاء ".
" إنه رجل شرير حتى ولو أنه أنقذ حياتك".
" لا اريد أن أتحدث عن ماكس ، فأنا مدينة له بحياتي ... والآن أرهن هذه الحياة ، من أجل حمايته من شرورك".
" كوني حذرة من كل كلمة تقولينها".
لقد حذّرها وهو يقترب منها ، وبيد خشنة رفع رأسها ، وتبع يقول:
" أنا لست الشاب المريض بحبك الذي عرفته مرة ، لقد تغيرت والى الأسوأ ، وأعرف تماما كيف اعاقب الذين يغضبونني".
شدد الضغط على ذقنها ، واضاف:
" تعلمي كيف تنحنين امام إرادتي ! ستكونين زوجة يوناني خاضعة كلية لسلطته".
فر اللون من وجه ألانا ، وأخذ قلبها يضرب بشدة بين جنبيها ولكنها لم تتكلم.
" حسنا ، اليس عندك ما تقولينه ؟ شيء تسالينه؟".
" سؤال واحد فقط".
" ما هو ؟".
" لماذا تزوجتني؟".
" للإنتقام ! تزوجتك كي انتقم منك ، بسببك قضيت سنوات طويلة اعاني اقسى العذاب... والآن ، الانا ، عليك ان تدفعي الثمن ، سوف اعاقبك من أجل تلك السنين الضائعة ، السنين التي كانت ستختلف لو انك قبلت بي زوجا ، يوم طلبت منكذلك ، يوم كنت أحبك ، اقسم بالله ، لسوف أعذبك عذابا لا يمكنك إحتماله ، واجعلك تتمنين لو انك أنت االتي مت ، بدلا من ذاك الحيوان الذي كنت تفخرين به زوجا
ضبطت الانا أعصابها ، وقالت بهدوء:
" يبدو انك تعرف الكثير...".
" جعلت ذلك شغلي الشاغل لأعرف بإنتظام كل شيء عنك".
" ولكن يظهر انك لم تعرف الظروف التي قادتني الى ذاك الزواج".
تقدم كونون نحوها ، ولكنها لم تنسحب فقد فر الخوف من قلبها في تلك اللحظة وإمتلأ بالكراهية التي طغت على كل عاطفة سواها.
بعد لحظة صمت قال :
" في ذاك الحين صدقت انك لن تتزوجي ، وكان عندي امل في أن اغير رأيك ، ولكن مع الأسف سرعان ما تزوجت ، قبل ان أصل الى بلدك وألاحق أخبارك".
توقف عن الكلام لحظة ، واخذ نفسا عميقا ثم تابع:
" أنت على حق ، فانا لا أعرف الظروف التي قادت الى زواجك ، ولا اريد ان اعرف ، وكل ما يهمني أنك فضلت ذاك المخلوق علي ".
نظرت ألانا اليه تريد ان يعطيها فرصة تبرر زواجها ، ولكنه أصر على أنه لا يريد أن يسمع شيئا، فهزت كتفيها تحاول ان تمضي ، ولكنه أمسك بها فجأة بعنف يمنعها من الذهاب ، ويقول:
" لا تنظري اليّ بهذه الطريقة وإلا سأجعلك تندمين على ذلك ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 06:04 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- في تلك اللحظة التي اراد أن يحتفظ بها لنفسه ، حين إستسلم لآلامه وازاح قناع الشر عن وجهه ، رأته الانا وقد ألقى سلاحه جانبا...

كانت الأيام تمر تباعا ، وإشمئزاز الانا من زوجها يتضاعف مما يزيده غضبا على غضب ، وعنفا على عنف ، لا شك انها كانت تخافه ولكنها كانت تخفي هذا الخوف ، وتتظاهر بالبرود وتعامله بكل إحتقار ، وفي عرفها كان يستحقه.
" سوف تندمين على هذه الغطرسة".
حذرها بهذه الكلمات ذات مساء ، بعدما إنتهيا من تناول طعامهما وخرجا الى فناء المنزل ليشربا القهوة.
" لقد أهنتني أمام كوستاجيس وكاتينا".
نظرت اليه بإستغراب:
" تحسب أنك تستطيع أن تقنع خدمك أن ما يربط بيننا هو الحب ؟ ".
" إحذري".
قال ناصحا ، وكان صوته منخفضا لكن مخيفا ، واضاف:
" لقد هددتك أكثر من مرة ،وقلت أنني سأجعلك تندمين ! ".
شحب لون ألانا ولكنها لم تتكلم ، وإستمر هو في كلامه .
" سوف أخضعك لرادتي ، فالنساء اليونانيات يتعلمن الطاعة بسرعة....".
قاطعته قائلة:
" لكنني لست يونانية ، أنا أنكليزية ، والخضوع ليس من شيمي".
كان الغضب باديا في عينيه ولكن كان هناك ايضا بريق من الإعجاب .
" يجب أن أعترف انني معجب بروحك".
" شكرا لك".
" مع ذلك ، فإنه يسرني أن أحطمها ".
" هل سبق وحطمت روح زوجتك السابقة؟ يبدو لي أنها هي التي حطمت روحك".
توقفت وهي تصرخ من الألم ، فقد أمسك بمعصمها ولواه.
" إياك أن تذكريها ثانية ، فأنا لا أسمح لأحد أن يذكرها في هذا البيت ، وقد أقتلك لذلك".
إنكمشت ألانا في مقعدها ، تفرك معصمها ، وتساءلت ، ترى هل فيه مس من الجنون ؟ كاد الخوف يخنقها وهي تفكر بكلمات ماكس عن كونون ، عندما قال لها انه من الممكن ان يكون قاتلا ، فهل قتل زوجته يا ترى ؟ وقتلها خنقا؟
بصعوبة حاولت أن تبعد هذه الأفكار عن مخيلتها ، ويدها على عنقها ووجهها شاحب كوجوه الموتى ، وقفت لتذهب ، ولكنها لم تستطع أن تتحرك.
سأل كونون :
" ما الأمر ؟ هل أنت مريضة؟".
كان ينظر اليها ، يتفحصها ، ولاحظ لونها الشاحب وشفتيها المرتجفتين .
" نعم كونون ، إنني مريضة".
خرجت كلماتها سريعة من بين شفتيها ، وإستدارت لتغادر المكان ، ولكن صوته الحاد اوقفها وجعلها تستدير ثانية ، قال:
" إبقي مكانك ! انا لم أقتنع أنك مريضة".
" آسفة... ربما لست في وضع يسمح لي أن أبرهن على ذلك ، فعليك ان تثق بكلامي ، أريد ان أدخل.....".
" افي مثل هذا الوقت؟ والليل لا يزال في أوله ، فتيا ، جميلا ، غنه ليل المحبين يا جميلتي ، ونحن محبون ، الانا ، أليس كذلك؟".
" لا تكن سخيفا".
صاحت الانا وقد إنقلب خوفها الى غضب ، وتابعت :
" يا للسخرية ، اتتحدث عن الحب وقد إعترفت انك تكرهني ؟ وانا ايضا متأكدة أنني لا أحبك ، ولن استطيع !".
ولدهشتها لم يعلق على كلامها ، بل قال في هدوء:
" إجلسي يا الانا ، فانا في حالة حب لا احب فيها ان أكون وحيدا".
فتساءلت الانا ، ترى لماذا يخشى أن يبقى وحيدا ؟ أيريد ان يهرب من افكار تقلقه ، افكار شريرة مثلا ؟ وفجأة فكرت بزوجته الأولى وأحست برغبة شديدة ان تعرف شيئا عنها ، وعن موتها!
كونون كان ينظر اليها بكبرياء وهو يأمرها بالجلوس ، رفعت الانا وجهها اليه وبريق الغضب يشع من عينيها ، وقالت:
" أنا متعبة ، ليلة سعيدة".
" ستبقين في رفقتي".
اجابت الانا وقد ضبطت اعصابها بصعوبة:
" لست مجبرة على ذلك ، فلو كنت أنت الذي يريد الذهاب الى الفراش لفعلت من غير ان تسالني".
" بالتأكيد ، فأنا السيد هنا ، أفعل انا ما اريد ، وتفعلين انت ما آمرك به"
كان كلامه قاطعا لا يقبل الجدل.
" إجلسي".
وبعد تردد قصير فعلت الانا ما أمرت به ، ثم أضاف :
" أرى انك تتعلمين بسرعة ، يا فتاتي".
منتديات ليلاس
وبقيت الانا صامتة لا تجيب ، اما كونون فقد تابع كلامه تبدو في صوته نبرات السخرية المعتادة:
" أنا أعرف أن الغضب يغلي في صدرك ، ولكنك لا تجسرين على إظهاره ، الواقع أنني أهنئك على حكمتك".
إرتجفت ألانا والكره المميت يملأ قلبها وعيناها تتقدان بالحقد العميق ، وقالت:
" ربما لا أستطيع أن أكون حكيمة دائما ! ولو كنت انت تملك شيئا من الحكمة ، لما إستعملت مثل هذا الأسلوب في معاملتي ، فبذلك تدفعني بعيدا ".
إبتسم كونون قائلا:
" بعيدا ، الى أي شيء مثلا ؟".
" الى عدم القدرة على الإحتمال ، انت نفسك إعترفت أن لي روحا عالية ".
" وإن كنت تذكرين ، فقد قلت أيضا انني اريد أن احطمها ".
نظرت الانا اليه بإزدراء ، وقالت:
" أعتقد أنني هنا ، حتى لا تكون وحيدا ، وبناء على ذلك فإنني اقترح ان نحاول ان نجعل نقاشنا مسليا ، فتهديداتك المستمرة أصبحت مملة ".
كانت جريئة في كلماتها ، وخلال الصمت القصير الذي تلا ذلك ، كانت تتوقع إجابة قاسية مليئة بالإهانة من زوجها ، ولكن لدهشتها ، رات في عينيه بريقا من المرح خفف حدة القسوة التي كانت تطل منهما ، حتى أنها في لحظة تائهة لمحت فيه معالم الرجل الذي عرفته منذ زمن.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, flame of fate, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, ضحيّة, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية