لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-02-12, 10:33 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبعد برهة صمت ن قال :
" ليس مباشرة ، فأمامنا متسع من الوقت ، لن أتزوج إلا بعد مدة ليست قصيرة ، سوف نعلن الخطوبة اولا بالطبع ، وهناك بعض الأمور يجب ان انهيها قبل أن أدعك تذهبين ، خصوصا موضوع تلك الأرض التي الاحقها وأريد أن أشتريها ، تلك الأرض التي أخبرتك عنها".
" في اليونان؟".
" تماما".
تردد ماكس قليلا ، والانا تنظر اليه بحيرة ،ولكنه تابع:
" الرجل الذي آمل ان اشتري منه الرض ، يعيش في جزيرة كاليمنوس ، بينما مصانعه وكروم العنب ، وغيرها ، وغيرها جميعا في أماكن أخرى من البلاد".
" حسنا ، هل ستذهب الى كاليمنوس هذه؟".
أحنى راسه والقلق باد عليه ، والحيرة التي تكتنفه كانت غير عادية ، وبعد تردد قال :
" نعم سنذهب الى هناك....".
" ماكس ، ماذا هناك؟ أكمل".
" لقد إلتقيت مرة بالرجل الذي أتوقع ان اتعامل معه".
سرى الشحوب في وجه آلانا وقالت على الفور:
" كونون مافيليس".
كانت الحقيقة ، ومعرفتها إسم الشخص ، لم يكن أمرا صعبا ن طالما أن كونون هو اليوناني الوحيد الذي إلتقت به في حياتها.
" نعم ، هذا صحيح ، الرجل الذي أراد مرة ان تتزوجيه ، هل تذكرين؟".
" نعم ، إنني أذكر ".
كان مستحيلا عليها أن تنساه ، شخصيته الساحرة كانت معها في تلك اللحظة ، وكانه في كل مكان من غرفة الإستراحة التي تجلس فيها في الفندق.
وبعد وقفة قصيرة ، تابعت كلامها:
" بالتأكيد ، إنني أذكر ، هل رايته مؤخرا؟".
" لم اره منذ رايته انت، ولكننا نتبادل الرسائل بإنتظام خلال الأسابيع القليلة الماضية.....".
قاطعته الانا بإستغراب:
" تتبادلان الرسائل ؟ولكنني لم أر اية رسالة منه !".
تطلع ماكس بعيدا في الفضاء متفاديا نظراتها ، ثم قال معتذرا:
" إنه هو الذي أراد أن يتم هذا العمل سرا ، وهكذا أجبت على رسائله بنفسي".
نظرت اليه بحيرة ، فقد كان من مهمتها أن تطلع على جميع مراسلاته ، على اية حال فله الحرية أن يخفي عنها بعض الأمور ، إن كان يريد ذلك ".
وتابع ماكس كلامه فقال:
" لقد عرض علي جزءا من اراضيه ، فهو يعرف انه يسرني أن أشتري ارضا في اليونان".
قطبت الانا حاجبيها وإنتابها شعور لم تستطع تفسيره ، فهناك رائحة سر غامض في هذه العملية.
فهي لا تستطيع ان تتخيل انك ونون يعرض ارضا للبيع ، لن في هذا حطّا لكرامته ، بالإضافة الى أن كونون ليس بحاجة الى بيع أرضه.
قالت ألانا:
" إن الأمر يبدو غريبا بالنسبة الي ، هو طلب منك أن تسافر اليه لتعاين الأرض".
" أنا اعرف الأرض ، ورايتها منذ سنوات ، ولكنني ذاهب لأشتري الأرض إذا تم الإتفاق على السعر ، هذا كل ما في الأمر".
لم تقل ألانا شيئا ، ولم تدر لم اخذ قلبها يخفق بسرعة، فاللغز يبدو اكثر عمقا.
وأما ماكس فقد اضاف:
" لقد سال عنك ، فهو يبدو...".
" سال عني؟ كيف عرف أنني لا زلت أعمل معك؟".
" رسالته الأولى كانت تحوي إستفسارا عنك ، فقد سالني إن كنت لا زلت تعملين معي ، وإذا كان كذلك ، فهلا زلت ترافقينني في اسفاري العملية البعيدة ؟ أخبرته أنك لا زلت تعملين معي ، وإنك ستسافرين برفقتي إذا انا ذهبت لمقابلته".
تحذير داخلي جعلها تقول بإندفاع :
" هل يهمك إذا كنت لا اريد ان أرافقك ، ماكس ؟ إنني افضل الا ارى كونون ثانية.....".
ولكنها توقفت مدركة سخف طلبها ، فهو يحتاجها في مثل هذ العمليات.
وعلى اية حال ، فلماذا تخشى لقاء كونون مرة أخرى ؟ولذا تداركت الأمر ، وعادت تعتذر.
" إنني اسفة ، انا لا أدري ما الذي جعلني أقول ذلك ، بالتأكيد سأرافقك".
حدّق ماكس النظر فيها ، وقال :
" من الطبيعي ان أحتاج اليك هناك".
وتردد لحظة قبيل أن يضيف:
" إنها فرصة لا تعوض ، أنت تعرفين ذلك ، لسن كثيران من يجعلن مثل هذه الفرصة تفوتهن ، ويرفضن مثل هذا الرجل".
" كنت معارضة لفكرة الزواج في ذاك الحين".
" في ذاك الحين؟".
ردد ماكس كلماتها ورنة أمل تبدو في صوته .
" تماما كما أنا الان ".
قالت ذلك وكانها تواصل كلامه ، وراته يهز كتفيه بإذعان ، عندما إستدار بناظريه الى القنطرة الواسعة التي بدت عميلته آتية منها في تلك اللحظة، وأصبح أكثر إهتماما بالعمل الذي سيناقشه مع السيدة التي تركته ينتظر مدة طويلة ، اما ألانا فقد عادت في افكارها الى كونون وتساءلت :
" هل هو متزوج؟".
إنطلق السؤال من بين شفتيها قبل ان تستطيع حبسه.
" لم يخطر لي ببال ان أسأله".
أجابها رفيقها بجفاء ، ثم أضاف:
" على أية حال ستكتشفين ذلك عندما تصبحين هناك".
صعد الدم الى وجهها ملونا إياه بلون الورود ، ولحسن حظها تقدمت العميلة منهما في تلك اللحظة وهي تعتذر:
" إنني آسفة ".
بدأت القادمة في الكلام ، عندما هبّ ماكس واقفا لإستقبالها:
" أخشى أن اكون قد تأخرت عليك قليلا ، إنها دقيقتان ، أو ما يقارب ذلك ".
ثم نظرت الى ساعة يدها ، وهي تؤكد :
" لا أكثر ، أليس كذلك؟".
" لا اكثر من ذلك !".
ردد ماكس كلماتها موافقا ، بطريقته الجذابة المعتادة التي يؤثر بها على الزبائن ، ويجعلهم يحسون بالإرتياح ، ثم تابع كلامه :
" على اية حال ، إنه لمن دواعي سروري ان أنتظرك".
نظر الى آلانا وهو يغمز بطرف عينه ، ثم رفع يده يدعو المستخدم ، ويسأل القادمة عما تريد أن تشرب......

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 04:53 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2-ماذا حل بهذا الرجل الذي وصفته آلانا ذات يوم بانه أجمل من رأته في حياتها ؟ هذا التحول المفاجىء لا يمكن أن يكون إلا نتيجة صدمة عميقة.....

كانت السماء لا تزال تتشح بالظلام عندما بدأت الطائرة رحيلها نحو مطار رودس ، فماكس وألانا إضطرا للسفر على أول طائرة تقلع قبل أن يبزع الفجر ، لأنه لم يكن هناك متسع لهما على الطائرة التالية ، ولذا كان عليهما ان يقضيا في رودس طيلة بعد ظهر ذاك اليوم وليلته.
لم يزعجهما ذاك السفر المبكر مطلقا ، فرؤية جزيرة مثل جزيرة رودس شيء ممتع وجميل.
سارا على طول شاطىء ماندراكي ، وإستمتعا بنسيم البحر العليل ، كما تجولا في الحدائق المليئة بالأزهار ذات الأريج العطر آملين ألا ينزل المطر .
ثم تناولا عشاءهما في الفندق الذي قررا أن يقضيا الليل فيه ، وفي صباح اليوم التالي ، في تمام العاشرة ، ابحرت السفينة بهما الى جزيرة كاليمنوس .
كانت الشمس تتوهج في كبد السماء ، بينما كان ماكس يمضي بعض الوقت في التحدث مع رجل إلتقى به ، أما ألانا فقد جلست على ظهر المركب ، محاولة القراءة.
لكنه كان من الصعب عليها أن تفعل ، فصورة كونون كانت تتراءى أمام عينيها ، فتحجب ما بينهما والصفحة المكتوبة ، فها هي ستلتقي بكونون مرة أخرى ، ولا شك سيشعران بالحرج والإرتباك عندما يلتقيان ، او ربما هي التي ستشعر بعدم الإرتياح لذاك اللقاء.
فهي تذكر ولن تنسى كم كان يتمتع بالثقة ورباطة الجأش ، حتى وهو في الخامسة والعشرين ، مما كان يجعلها وهي في الثامنة عشرة تحس أنها اقل منه شأنا ، ربما لأنها كانت صغيرة ، أما بماذا ستشعر الان فهذا ما تجهله.
إستعادت في مخيلتها ما أصابها من خجل عند لقائها الأول يكونون ، على مأدبة غداء صغيرة اقامها أبوه لبعض رجال العمال ، كان ماكس أحد المدعوين ، وإصطحب معه سكرتيرته ، وهناك وقعت عينا كونون على وجه الانا.
لاحظت ألانا التغيير المفاجىء الذي طرأ على تعابير وجهه ، على نظرته ، فقد كانت ثابتة باردة تلك النظرات التي كان ينتقل بها من شخص الى آخر متفحصا ، حتى تحولت الى نظرات تشع بالحيوية مليئة بالإعجاب .
أغضت الانا حياء ، وقد سرى الإحمرار في وجنتيها آنذاك ، نعم إنها لتذكر ، وتذكر ذلك جيدا ، ولما إتجه نحوها بخطواته الواسعة، إزداد خفرها وإزداد إحمرار وجهها ، وصدرت عنها حركة كمن يريد ان يهرب ، ولكنه كان اسبق اليها قبل ان تفعل.
إبتسم لها بعذوبة ، وأحنى راسه أمامها بلطف محييا ،وهكذا بقيت ألانا حيث كانت ، صامتة ، وكونون ينظر اليها من غير أن تفارق البسمة شفتيه .
جاء ابوه على الفور ،وكذلك فعل ماكس ، وتم التعارف ولكن بعد قليل كان كونون وألانا وحيدين يجلسان في زاوية من غرفة الإستراحة ، في الفندق الذي اقيمت فيه المأدبة ، تحدث اليها بمودة كأنه صديق حميم ،وبعد تناول الغداء ن إقترح عليها التجول في أنحاء الفندق.
سالت هالانا:
" هل لديك من الأعمال ما تقوم به هنا؟".
اما كونون فقدهز راسه وأعلمها أنه جاء فقط كي يبعث الفرحة في قلب ابيه ، غير أنه الآن مطلق الحرية يمكنه ان يفعل ما يشاء ، وأنه لا يستطيع مقاومة الغربة في موافقتها ، ووجدت الانا نفسها توافق على طلبه.
إنها لا تزال تذكر جمال الحدائق التي مرت بها تتالق بألوان الأزهار الغريبة ، واريجها يعطر الهواء ، والأشجار تتمايل بصمت نشوى بتلك الرائحة.
كان لهذه المشاهد الساحرة أثرها على نفس ألانا فهزت عواطفها وشعرت بقلق يخامر صدرها ، فما لاحظته في هذه الفترة القصيرة في كونون انه سريع في إتخاذ قراراته ،ومع أن ما بينهما كان بداية بسيطة لنشوء صداقة ، إلا أنها توقعت ان يطلب منها الزواج ، أذهلتها هذه الفكرة ، وخشيت من نتائجها ، ولذا نجحت في التهرب منه في الأيام القليلة التي تلت ، الى أن قبلوا دعوة أخرى الى إجتماع يبحثون فيه بعض الأعمال.
أراد ماكس ان يصحب ألانا معه ، وكان على ألانا أن تكذب ، فإعتذرت عن الذهاب بحجة مرض ألمّ بها ، وهي تعرف أنه يحسن القيام بالعمل من دونها ، وعند عودته بلّغها سؤال كونون عنها ، وما بدا عليه من قلق عندما علم انها على غير ما يرام.
ضحك ماكس وكان في ضحكه شيء من التلميح ، لم يرق لألانا ، ثم اخذ يحدثها عن كونون ، فعرفت منه ، أنه إبن أغنى رجل من أصحاب المصانع في أنحاء اليونان ، لم تبالي الانا بهذه الأخبار وكل ما يهمها أن يعود بها ماكس سريعا الى أنكلترا ، قبل ان تلتقي بكونون ثانية.
ولكن ما حدث كان غير ذلك ، فإن كونون إتصل بالفندق الذي تنزل فيه يسال عنها، ولما كان ماكس قد خرج مع فتاة يونانية جذابة ، صدف أن إلتقى بها ، دعا ألانا الى العشاء وقضاء سهرة راقصة ، وهكذا قبلت الدعوة ، وبالرغم من أن قوة خفية في داخلها كانت تدفع بكلمات الرفض الى شفتيها إلا ان هاتين الشفتين حورتا الكلام ، وتبدل الرفض بالقبول ، فشخصية كونون كانت قوية جدا ، وجاذبيته لا تقاوم.
لا تنكر الانا أنها إستمتعت بتلك الأمسية كثيرا ، فقد رافقت كونون الى فندق على شاطىء البحر ، حيث تناولا طعامهما تحت السماء المتألقة في ضوء القمر ، وكذلك أخذت النجوم تسترق النظر اليهما وهما يرقصان على شرفة واسعة مزدانة بالأزهار.
خفق قلب كونون فترك له العنان ، ولكنه لم يتكلم ، وظل صامتا ، وبقيت ألانا صامتة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 04:54 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكان اليوم التالي وظهر كونون ثانية ، وطلب من ماكس أن يصطحب الانا معه ، ولما كان الرد بالإيجاب ، إلتفت اليها ، وبمنتهى الثقة بالنفس وروح التملك قال :
" إذهبي وإستعدي للخروج".
رفع ماكس حاجبيه دهشة ، والانا تقف هناك غير مصدقة ما تسمع ، إن أي إنسان يرى سلوك كونون هذا لا بد أن يظن أن لديه السيطرة الكاملة عليها ، رفعت وجهها اليه ، ولكن بدل أن تنطق بكلمات الرفض التي قفزت الى لسانها ، وجدت نفسها وبطريقة ما ، تقبل دعوته وتحدق فيه بنظرات مليئة بالتعجب وكلمات القبول تخرج من بين شفتيها.
إرتدت ألانا ثوبا أبيض مزركشا بشريط لامع ، وأزرار صغيرة أرجوانية ، لم تزين وجهها بأكثر من قليل من حمرة الشفاه.
خرجا معا وكان الوقت مساء ، والقمر يتهادى في الفضاء ، والنسيم لطيف عليل وشعر ألانا البراق ينساب برقة على كتفيها ، ناعما كالحرير ، اخذ كونون بجماله ، ولم يتردد ، فتناول برفق خصلة منه ثم ضمها بقوة الى وجهه ، وقال:
" ألانا ، أنا أحبك".
قال ذلك بصوت نابض بالحيوية ، وقرّبها منه وهو يردد:
" الانا ، أنني احبك ، فانا أستعيد القليل الذي أعرفه الإنكليزية ، لأقول لك أنني احبك ، هل تتزوجينني؟".
" الانا ! بحق السماء ، أين أنت؟".
قال ماكس صائحا وهو يقف قربها على ظهر المركب ، فاعادها صوته من شرودها العميق في ذكرياتها عن البداية." لقد دق جرس الغداء منذ مدة طويلة ، وبقيت أنتظرك في غرفة الطعام".
نظر اليها بشيء من الإستغراب وتابع:
" ما بك ؟ هل كنت تحلمين؟".
" إنني آسفة جدا ، ماكس".
فضحكت ضحكة عالية بعد الإعتذار المختصر ، ولكنها تابعت :
" حقا ، لقد ذهبت بافكاري أميالا بعيدة كما قلت".
ثم وقفت ، ووضعت الكتاب تحت ذراعيها ، متجنبة التعابير الغريبة التي بدت على وجه رفيقها.
" تفكرين بكونون؟".
تمتم ماكس بهذه الكلمات وهو ينظر اليها ، ومما اقلقها أنها أحست بالدم يصعد الى وجهها يوشيه بحمرة خفيفة.
" أنا.......انا.........".
" إذن كنت تفكرين فيه، أليس كذلك؟ حسنا ، فقد كنت اتوقع ذلك ، وإنه لمن الممتع حقا أن ارى ما سيحدث عندما تلتقيان ثانية".
" لا شك أنه تزوج أثناء هذه المدة".
تحركت آلانا ، وسار ماكس الى جانبها ينزلان الدرج ، ويقودها الى حجرتها ، ومرة اخرى إعتذرت لتاخرها ، ووعدت أن تصرف أقصر وقت ممكن في غسل وجهها وتسريح شعرها ، وقالت:
" أرجوك ان تبدا بتناول طعامك ، حتى لا يبرد".
" لم أطلبه بعد".
وإستمر ينظر اليها نظرات غريبة ، فإصطنعت إبتسامة ن وقالت :
لا تقلق علي ،ماكس ، لن أشعر باي إرتباك عندما التقي بكونون.".
منتديات ليلاس
كانت متأكدة مما تقول ، ولكنها أرادت ان تؤكده لماكس ، فهي لا تشعر بأية عاطفة نحو كونون ، فقد مضت مدة طويلة على ذاك اللقاء البعيد الذي لم تسمح فيه لنفسها أن تتخلى عن قرارها ، ان تبقى عزباء ، حقا أنها لا تشعر بأية عاطفة ، حينما تفكر بلقاء الرجل الذي كان غضبه مخيفا عندما رفضت طلبه.
وبعد لحظات تكلم ماكس:
" إن قلقي ليس عليك يا آلانا ، إنه على نفسي".
" على نفسك؟".
سالت وقد علا العبوس جبينها ، ثم أضافت:
" ماذا تعني؟".
تخيل ماكس شيئا من غبار على كمه النظيف ، فنفضه وقال :
" بدأت أحس انه ما كان علي ان أصطحبك معي في هذه المرة....".
فقاطعته وقد زاد عبوس وجهها:
" ماكس... ما الذي تحاول ان تقوله؟".
أجاب وفي صوته رنة الم:
" من الممكن ان أخسرك ، ومن الممكن أيضا ان يكون قد تزوج ، لكن..".
صمت قليلا وهو ينظر اليها ثم تابع:
" اراهن بكل ما عندي ، أنه ليس متزوجا".
إتسعت عينا ألانا ، وقالت:
" اتريد ان تؤكد أنه يعيش وحيدا بسببي ؟ الحقيقة أنك تقول اشياء مضحكة".
أجاب ببطء ولكن بجراة :
" أنا متأكد لو انه صبر قليلا لنجح في إقناعك بالزواج منه".
" انه لا يستطيع أن يفعل لإقناعي اكثر مما فعلت أنت ، ويبدو انك لا زلت تشك بإجابتي القطعية الحازمة ، إنني لن أتزوج من أي إنسان ".
" انت كثيرة الثقة بنفسك ، ألانا ، متأكدة من السلاح الذي يحميك ، ولكنني متأكد ، كما سبق وقلت لك ، انك في يوم من الأيام سوف تلتقين بمن يلائمك وتتزوجين منه....".
إنقطع عن الكلام فجأة ، وسار في طريقه وهو يتمتم بأنه سينتظرها في المطعم.
وقفت جامدة في مكانها ، تنظر الى ظهر ماكس وهو ينطلق ، وتساءلت في نفسها ، ترى ما الذي كان يريد قوله ومن الذي يعنيه؟
لقد عرفت ألانا الجواب ، حتى قبل أن تدخل غرفتها ، لا شك انه كان يريد أن يقول أن كونون هو نصيبها...
اخذت جزيرة كاليمنوس تظهر شيئا فشيئا للعيان ، خلال ضباب البحر الكثيف ، وقفت ألانا وحيدة قرب الحاجز ، تتطلع الى ذاك المشهد الذي يبعث في الكآبة ، لمتر مثله في حياتها من قبل.
جزيرة صغيرة ملقاة وسط بحر غارق في الضباب ، يرتفع أكواما أكواما ، كتلك التي يتخيلها المرء فوق سطح القمر ، وبصعوبة كبيرة إستطاعت ألانا أن تميز الساحل المتعرج ، فقد راته سلسلة من الظلال ، وقد توشح الفراغ بالسواد حتى بدا غامضا للعيان ، أكثر غموضا من المكان الذي كانت تطل منه .
لماذا ؟ سألت ألانا نفسها ، لماذا يختار كونون أن يعيش على جزيرة مثل هذه خالية من الجمال ، بينما يمكنه ان ينتقي أيا من أكثر من مائة جزيرة يونانية غير مأهولة؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 04:55 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أنه منظر يدعو الى الكىبة ، أليس كذلك؟".
كان صوت ماكس الى جانبها ، فإستدارت نحوه ، وأحنت رأسها موافقة على كلامه ، وقالت:
" إنني لأعجب لماذا إختار كونون هذه الجزيرة لسكناه ، يا ترى ؟".
هز ماكس كتفيه ،وهو يقول:
" لكل إمرىء إختياره ، لا شك أنه يجد في هذا المكان ما يجعله يحبذ العيش فيه ، فمن جهتي أنا قد اعيش قريبا في صحراء!".
منحته ألانا إبتسامة ن ولم تعلق بشيء.
أطلقت الباخرة صفارتها تنذر بوصولها الى المرفأ ، ومن خلال الضباب إستطاعت الانا ان ترى اناسا يقفون الى جانب الرصيف ، وتساءلت ، ترى من يكون هؤلاء الناس؟ أتراهم ينتظرون ليقلعوا على الباخرة ؟ ام أصدقاء واقرباء جاؤوا ليستقبلوا القادمين ؟ ولكن كونون ليس بينهم ، وهي تعرف ذلك ، فقد اخبرها ماكس من قبل ان الترتيبات قد أعدت لتكون المناقشة في منزله.
كانت تفضّل أن يكون اللقاء بينهما في قاعة الفندق مثلا ، ولكن ما دام الأمر ليس كما تريد فعليها ان تذعن للواقع.
إستاجر ماكس سيارة في الحال سارت بهما على طول الطريق المحاذي للميناء قبل ان تبدأ بالصعود الى التلال.
كان السائق يقود بشكل جنوني ، وسط شوارع ضيقة ، حيث المنازل جميلة مزدانة بالأزهار ، وألانا تنظر الى ما ترى بإستغراب.
" حسنا ، الشمس بدات أولى محاولاتها للظهور على الاقل".
القى ماكس ملاحظته تلك وهو ينظر الى بيت ابيض يتربع على سفح التل الذي كانوا يتوجهون نحوه.
ثم تابع حديثه:
" جبذا لو أن السائق يخفف من سرعته حتى استمتع بهذه الرحلة".
فقالت الانا وما زالت علامات الدهشة بادية على وجهها:
" وانا أيضا ، يبدو أنها جزيرة جميلة ، أخيرا....".
في تلك اللحظة ، في اللحظة التي تكلمت فيها ألانا ، اشرقت اشعة الشمس على الجبال العالية ، والغيوم أخذت تنقشع بسرعة عبر السماء ، تاركة وراءها سلسلة من اللوان الزرقاء البراقة.
" جميل ، رائع ، أليس كذلك ؟ فقط ، ألقي نظرة هناك !".
إلتفتت الانا حيث اشار لتحدق بدهشة الى المشهد الذي امامها ، لقد القت الشمس اشعتها برقة على سطح البحر الممتد ، فوشحته بزرقة سماوية اخّاذة ، ولانت قسوت الجبال ، فبدت كأنها تنثني بلطف تحت الخيوط الذهبية التي تتسلل من الشمس فتزيل عنها آخر ما تبقّى من ضباب ، وبينها وبين كل هذا ، الحدائق التي تخلب اللب وتجتذب الأنظار موشاة بأروع اللوان .
تحدثت الانا الى رفيقها وهي ماخوذة بما ترى ومن غير أن تلتفت اليه:
" أي تحول هو هذا ، وفي غضون دقائق قليلة ؟ ترى هل الطقس متقلّب ايضا كما الحال في المناظر؟".
" إنه أكثر دفئا".
اخذت عينا الانا تنتقلان من الجبال الى النهر الجاف الذي كان يرى من تلك البقعة ، يشق طريقه نحو الخليج الذهبي العميق تزين شاطئيه اشجار الدقل بأزهار بيضاء اللون وزهرية ، ثم الى بساتين الليمون والبرتقال تنعكس عليها اشعة الشمس فتبدو وضّاءة نضرة ، تكتنف تلك البيوت البيضاء من كل جانب.
والى اشجار الزيتون التي ولو عبث بها الزمان ، وبدا لونها اقل توهجا ، إلا أنه بقي أخاذا رغم مرور السنين ، وبقيت أوراقها الرمادية الفضية تتراقص تحت ضياء السماء كلما داعبها النسيم.
وإستمرت السيارة بالصعود ، حتى غدت الجبال اقل كثافة ، وبدت الأشجار في اعاليها جرداء تماما.
ثم اخذت السيارة في الهبوط ، فأحسا بشيء من الإرتياح ، ومرة اخرى عادت الأرض تبدو ناعمة رقيقة ملوّنة بالورود على أنواعها ، تتوجها اشجار السرو الشامخة التي تشتهر بها بلاد اليونان.
وهناك في اسفل التلال عبر الطريق التي كانوا يمرون فيها كانت تستلقي مياه بحر إيجه ، تماوج بدلال ، وتمتد نحو الأفق البعيد.
" ذاك هو البيت".
أخيرا نطق السائق ، وهو يشير نحو فيللا كبيرة الحجم تبهر النظر ، تقف بجلال على رابية سهلة نصبت فيها الشجار وفي وسطها جدول ماء صغير عرّج عليها في طريقه قبل ان يصب في شلال صغير ، تتلألأ مياهه تحت وهج الشمس ، فيقف الرائي أمامه مذهولا ، ثم يسكب ماءه في النهر .
أما الفيللا نفسها ، فكانت كلما إقتربوا منها تبدو أكثر روعة وفخامة لا شك أنها فريدة في رونقها وجمالها ، ولا يمكن أن يكون لها مثيل في أنحاء الجزيرة كلها ، زخرفت كما لم تزخرف اية فيللا اخرى ، ولم تتمكن الانا إلا ان تعترف بأن المنزل كان تحفة رائعة.
وفي إتجاه البحر وعلى صخرة شاهقة كان يقوم قصر عظيم غني عن الوصف ، أشار اليه السائق وقال:
" هناك يعيش الثري اليوناني مع زوجته الإنكليزية".
وبالرغم من عظمة القصر وغرابة موقعه ، وسحر المناظر التي تحيط به ، بالرغم من سماعها ان فتاة إنكليزية تسكن هناك فإن إهتمام ألانا كان منصبا على فيللا كونون ، تلك الفيللا التي كان يمكن أن تكون هي صاحبتها ، وهي التي تعيش فيها ، تتمتع بكل هذا السحر والجمال لو أنها فقط قبلت أن تكون زوجة مالكها ، وزوجته المحبوبة ، وتذكرت ، كم أحبها كونون وكم كان حبه صادقا وعميقا.
كان ماكس يتفحصها بنظرة جانبية ، فنحت وجهها عنه لتخفي إحمراره ، متمنية لو أن الصفقة التي جاءامن أجلها ألغيت من أصلها وكانت هي وماكس في طريق العودة الى بلدهما.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 04:57 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" هنا!".
قاد السائق السيارة ببطء ، ثم توقف وقفز يفتح الباب لألانا كي تنول وعلق قائلا:
" إنه بيت جميل ، أليس كذلك؟".
إبتسمت ألانا وثنت على قوله:
" نعم إنه جميل جدا".
" لقد كلّف السيد كونون مبالغ طائلة من المال ، فهو رجل ثري جدا ، وكذلك جميع ذويه".
كان ماكس يتلمس جبينه ، واعطى السائق أجرته ، ومرة أخرى إبتسمت ألانا عندما لاحظت عينيه تشعان سرورا.
قال السائق:
" شكرا سيدي! هذا هو رقم هاتفي.".
اعطاه الرقم ثم تابع:
" سوف اعيدك الى المدينة عندما تطلب مني ذلك".
" نعم ، ارى أنك أنت ، وانت فقط الذي سيرجعنا الى المدينة".
فقال قبل أن يعود ثانية الى السيارة:
" يوما سعيدا سيدي ، سيدتي!".
فخرج جوابهما معا:
الى اللقاء وشكرا".
وبعد ان ودعته ألانا بنظراتها ايضا إلتفتت لتنظر الى الفيللا من قرب ، بيضاء ، برّاقة ، تستلقي وسط جنائن أخاذة الألوان والرائحة.
إستطاعت الانا أن ترى من خلال شجيرات مزهرة بركة سباحة فسيحة ، ترتفع وراءها أشجار السرو العالية تتمايل بخفة كلما داعبها نسيم البحر العليل.
ومضت السيارة في طريقها تحدث صوتا مزعجا.
فتح باب الفيللا حتى قبل ان تصعد ألانا وماكس الدرجات الرخامية البيضاء التي تؤدي اليه ، حيث كان منعطف يوصل الى فناء واسع مرصوف ، فيه أحواض أزهار تمتد على طول الواجهة الأمامية للفيللا ، كما كانت ترتفع أعمدة عالية بيضاء على جانبي الدرجات ، يلتف حولها نبات غريب المنظر ، رائع الشكل بأزهار بنفسجية اللون.
لا شك أن الرجل الذي فتح الباب كان خادما فإبتسم لهما بلطف، وقال بلغة إنكليزية ممتازة:
" تفضلا بالدخول ، فسيدي يتوقع قدومكما".
وبهدوء دعا ماكس للدخول قبل السكرتيرة ، ولكن ماكس تنحى قليلا ، ولمس كتفيها يقدمها امامه ، مما جعل الخادم يعتذر بلطف:
" إنني آسف سيدتي ، كان يجب علي ان ادعوك الى الدخول أولا ، عفوا ! والآن سآخذكما الى سيدي".
كان المدخل عبارة عن قاعة واسعة ، مؤثثة بأجمل الرياش وافخرها تدل على ذوق رفيع ، وقيمة غالية ، القطع الأثرية النادرة موضوعة في كل مكان مناسب من القاعة ، وفي إحدى الزوايا وعاء كبير فضي وضع على قاعدة واسعة فضية أيضا ممتلىء بالورود الصفراء والحمراء.
وقف رجل عند دخولهما ، وتقدم نحوهما ، ألانا سمّرت مكانها وحدقت فيه ، لا تكاد تصدق اذنيها ، عندما قدم نفسه الى ماكس.
" كونون".
رددت ألانا في نفسها ، كونون ! لا ، لا يمكن أن يكون ، لا يمكن أن يكون كونون هذا الرجل الضخم الخشن ، بهاتين العينين اللتين تشع منهما القسوة ، والخطوط القاسية العميقة التي تبدو على وجهه.
هزت راسها بألم ، وكان عليها ان تصدق ان هذا هو نفس الرجل الذي عرفته من قبل ، الرجل الرقيق اللطيف الجميل الجذاب.
منتديات ليلاس
إبتلعت الانا ريقها بصعوبة عندما إستقرت على وجهها تلك العينان النافذتان القاتمتان ، ومد كونون يده ، وهي ناولته يدها ، آلمتها قبضة يده ، فاجفلت ، واخذ ينعم النظر في عينيها الذابلتين.
بدت على شفتيه شبه إبتسامة ساخرة ، فعرفت من دون شك ان تلك كانت علامة ليجعلها تحس بقسوته.
هزت الانا كتفيها ، وحاولت ان ترجع الى الوراء بعيدا عنه ، ولكنه إستبقى يدها بيده ، وضغط عليها بشدة فيها معنى العنف والسيادة.
" هكذا إلتقينا ثانية ، الانا !".
صوته قد تغيّر ايضا ، زال ما كان فيه من لطف ، والقليل من المرح ، وماتت النغمة الحنون التي أعلن لها بها عن حبه ذات يوم.
وبعد لحظة ساد فيها السكون ، تابع كونون كلامه:
" لقد مضى زمن طويل ".
تحركت عيناه الداكنتان ، وأخذ ينقل نظراته من راسها حتى قدميها بسخرية مهينة ، صعد الدم الى وجهها ، مدركة أن عيني رئيسها عالقتان بها ، وإستمر كونون يتفحصها بوقاحة ، ثم قال:
" علينا أن نتحدث معا ، نتبادل الثقة على الأقل ، اليس كذلك؟".
كانت الطريقة التي تكلم بها ، الإهانة بعينها ، وعرفت على الفور أنه مطّلع على زواجها ، ويعرف أيضا من تزوجت ، وأنها إختارت ، وهذا ما كان يعتقده ، إختارت رجلا بدينا بغيضا ، وفضّلته عليه هو.
ايقنت الانا أنه علم بذلك، وهذا هو سر معاملته القاسية البعيدة عن حدود اللياقة ، ولكنها لا يمكن أن تظن ان هذا هو سبب التغيير الكامل في مظهره وسلوكه.
ضج رأسها بالأفكار المختلفة ، وإختلطت عليها الأمور ، وتساءلت ترى هل حدث أمر فظيع في حياته ؟ ام بعث المرارة في صدره فاصبح هكذا ، كما رأته ، قاسيا ، لا رحمة في قلبه......
بدا إختلاف في سلوكه عندما إلتفت الى ماكس ، أرستقراطيا في وقفته، مترفعا في نظرته ، تطلعت الانا الى الرجلين ، وأحست بالإرتباك وهي ترى كونون ، يتفحص ماكس وكأنه اقل منه شانا ، ولاحظت الهوة السحيقة بين كليهما.
وقف كالسيد اليوناني ينقل النظر بينهما بإحتقار ، وكأنه يترفع عن هذين المخلوقين اللذين جاءا ووقفا في حضرته المهيبة.
ومن أعجب العجائب انه عندما تكرّم وتكلم ، تكلم بلطف غير منتظر ، وبدا تغيير طفيف في ملامح وجهه ، فقال:
" أنا آسف لأنني لم اتمكن من الذهاب الى اثينا لمناقشة هذه الصفقة ".
سكت هنيهة وتابع بصوت إزداد رقة:
" ولكن والدتي كانت مريضة في المستشفى هنا ، فلم أتمكن من تركها ".
توقف قليلا قبل أن يتمم كلامه ، ثم قال:
" لقد توفيت منذ ايام ثلاثة ، وكنت منهمكا بالجنازة".
لم تلحظ الانا في عينيه اثرا للحزن ولا في صوته معنى للعاطفة ، ولا في تعابير وجهه شيئا من التأثير ، فعجبت ، ولكنها اسرعت تقول:
" إنني آسفة جدا ، كونون.".
ثم توقفت من غير ان تكمل ، فيده إرتفعت توقفها عن الكلام ... وتكلم كونون:
" لا بأس ، فقد كانت آلامها لا تطاق.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, flame of fate, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, ضحيّة, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:40 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية