لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-12, 02:52 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لا حاجة الى القول بان دافينا كانت تجهل الدوافع التي تهيب بوالدتها لفعل أي شيء يؤدي الى طلاقهما ، أو مدى المحبة العميقة التي تكنها لها ، أو مدى الحقد الذي تكنه للويد ، كما كانت تعرف تماما مدى الأنانية التي تتفاعل في نفس والدتها ، لدرجة أنها كانت لا تتورع عن إلحاق الأذى بأوفى صديقاتها وأصدقائها لأتفه الأسباب ، والشواهد على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى ، فماذا يمنع والدتها من إلحاق الأذى بلويد ، ذلك الأذى الذي تراه ، بدافع سخافتها وانانيتها ، سيعد بالخير على إبنتها ، لا شك في أن والدتها تعتبر طلاقها نعمة وإنقاذا لكرامتها ومستقبلها ، وكانت دافينا ترفض هذه المعادلة في تعاملها مع الناس ، وتعتبرها غير قابلة للحياة ، ومجرد الرحمة والعدالة والوفاء.
لم تستيقظ دافينا من ذهولها وخواطرها إلا عندما شعرت بتوقف السيارة ، وقفز لويد من مقعده الى الأرض ، بدون أن يلتفت اليها كأنه في سباق مع الزمن ، ودخل الى المنزل ، حيث قابل السيدة إيفانس واقنعها بتخصيص غرفة لهما لقضاء الليل فيها ، ثم خرج ليعود بعد لحظات ويدخل برفقة دافينا وهو يحمل حقيبة الثياب بيد ويطوق خصرها باليد الأخرى ، فيما كانت صاحبة المنزل واقفة في الردهة ، وهي تتأملها بنظرات مفعمة بالشفقة والرأفة والتأثير ، لإستقبالهما ومرافقتهما الى باب الغرفة التي شاءت ان تضعها تحت تصرفهما للمبيت فيها تلك الليلة.
منتديات ليلاس
ما قامت به ربة المنزل اتجاه دافينا من خدمات إنسانية ، وما بدر من لويد نحوها من مشاعر نبيلة ، وإندفاع عفوي لعمل أي شيء تطلبه أو تحتاجه في سبيل توفير جميع اسباب الراحة والهدوء والإطمئنان لها ، أعاد اليها تدريجيا ثقتها بنفسها التي وصلت الى حد الإنهيار خلال اليومين الماضيين ، وشعورها بالسعادة التي كانت لا تزال تبحث عنها منذ أن إفتقدتها بعد زواجها بفترة قصيرة جدا ، كانت السيدة إيفانس في شبه حركة دائمة ، وهي تتنقل بين غرفتهما والمطبخ ، تارة حاملة الشاي ، وتارة المرطبات ، لتذهب وتعود مرة أخرى حاملة لها الماء الساخنة موضوعة في كيس من المطاطا كي تستعمله لمقاومة البرد ، في حين كان لويد يجلس بجانبها يسليها بنوادره المضحكة ، ويساعدها في نزع ملابسها ، وهو يتأملها بنظرات بريئة ، صادقة ، حالمة ، متعطشة ، ذكّرتها وهي تبادله نظرات مماثلة بأن الحقيقة لا يمكن أن تتغير ، مهما قست الظروف ، وكيفما تبدلت وتغيرت المواقف والتصرفات.
وعندما إستيقظت دافينا في الصباح ، شعرت كأنها خلقت من جديد ، وكأن الليلة الماضية هي الإنطلاقة الحقيقية لبداية الحياة الزوجية التي طالما حلمت بها ، إذ حصلت خلالها على كنزها المفقود الذي كان يخبئه بين ضلوعه ويرفض ، برغم محاولاتها اليائسة ، وتضحياتها الجسيمة ، وتحمل شتى الوان القهر والعذاب لدرجة تفوق قدرتها على الإحتمال ، يرفض مجرد التلميح لها بما يطمئنها الى وجود كنزها المفقود عنده ، وجدت ضالتها المنشودة، هذه الليلة فسبقته الى النهوض من النوم للتمتع بشمس الصباح الدافئة ، والهواء المنعش ، ومناظر الطبيعة لساحرة ، الماضي مضى الى غير رجعة ،ولم يبقى في خاطرها من ذكريات عنه سو ما كان يمثله لويد من آمال عارمة تجسد كل احلامها الماضية وطموحاتها المستقبلية ، وقفت تتأمل الطبيعة كأنها كانت تحلم ، أو كأنها تستعيد في اليقظة ما كانت تتصوره أضغاث أحلام راودتها الليلة الماضية وهي لا تصدق كيف أن ليلة واحدة من الود المتبادل ، والثقة المتبادلة ، والعواطف المتبادلة ، أزالت رواسب مئات الليالي التي حفلت بشتى المآسي والأحزان ، وأعادت اليها كنزها المفقود ، إكتشفته مرة عندما سمعته يردد بسره ويقول تكرارا : تعالي يا دافينا ، تعالي وضميني الى صدرك وإطبعي بثغرك الباسم قبلة دافئة على جبيني فيطمئن قلبي الى حبك ..... إنني أحبك ولا أحب احدا سواك ، وهي لا تصدق ، إلا بعد ان سمعته يردد القول نفسه وهو في اليقظة ، بعد أن عادت الى الداخل ، إذ دعاها وهو لا يكاد يتمالك نفسه من شدة الفرح الذي كان يغمره ، دعاها للجلوس على حافة سريره ، وراح يحدثها عن رحلة شهر العسل التي سيقومان بها فور وصولهما الى فندق بلاس غوين ليأخذا ما يحتاجان اليه من ثياب واغراض خلال جولتهما ، كل ذلك ، بدون أن يتطرق الى خلافاتهما الماضية أو الى موضوع الطلاق ، لا من قريب أو بعيد.
غير أن هذه الفرحة العارمة لم يكتب لها أن تدوم لأكثر من الخمس دقائق التي ذهب لويد خلالها للإتصال بعمته في فندق بلاس غوين ، وعاد بعدها تطفح على وجهه مظاهر العبوس والتجهم بعد أن أخبرته عمته عن وجود والدة دافينا في الفندق تنتظر رجوع إبنتها كي تعود معها الى لندن ، عاد وعلى وجهه بشائر لا توحي كثيرا بالإرتياح ،، وجعلت دافينا تتساءل بحسرة ، ترى ، ماذا حدث لتخطف منه ثمرة تلك الفرحة التي أيعنت ونضجت وقطفت ، وعطرت رائحتها الزكية نفسيهما بعطر جميل خالته سيبقى عالقا بهما الى ما لا نهاية.
ولكن عجبها زال بعد ان أخبرها وهو يتطلع اليها بطرف عينيه ، قائلا:
" إنتهت رحلة شهر العسل قبل أن تبدأ.....( وصمت قليلا وهو يتأملها ويهز برأسه ، ثم تابع يقول ) هناك من ينتظرك في بلاس غوين ، يا لها من زيارة مفاجئة ، هيا بنا ! ".
وقفت أمامه مدهوشة وقد غمرتها الحيرة فعقدت لسانها واعجزته عن الكلام بطريقتها السلسلة المعروفة إذ صارت تلفظ الكلمات مستقطعة ومتباعدة مقرونة بإشارات من يديها المرتعشتين لتعبر عن الحيرة التي تعجز الكلمات عن الإيحاء بها وتقول:
" لا أنتظر زيارة أحد.... صدقني يا لويد ، لا أريد رؤية أحد....".
" هل أنت متأكدة!.
" تماما ، أنا متاكدة كل التأكيد !".
" تبا لوالدتك إذن ، إنها بإنتظارك في الفندق... أظنها تحاول طعنك في الظهر للمرة الثانية".
وصمت يتأملها وقد أغمض عينيه نصف إغماضة ، ثم تابع يقول بحدة وهو يهز بأصبعه:
" إياك أن تنكري تورطك في تدبير خطة هذه الزيارة بالإتفاق مع والدتك قبل مجيئك الى هنا ، أجل ، يا دافينا ، لا يسعني إلا أن أهنئك على نجاحك الباهر في موضوع الخداع وفي عالم التمثيل ، تبقى كلمة اخيرة لا بد منها وهي نصيحتي لك بألا تذهبي بعيدا في توقعاتك والآمال التي راودتك بفضل الإنجازات الرائعة التي حققناها معا ليلة أمس ".
قال ذلك ثم إستدار ومضى يسرع الخطى بعيدا عنها حتى توارى عن أنظارها وهي واقفة على مطلع السلم ، جامجة ، صامتة ، محطمة ، تصغي بصمت لتأوهاتها الهامسة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:55 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- حب الى الأبد

كانت العودة الى فندق بلاس غوين أشبه بحلم مروع ، إذ تقررت فجاة ، ونشطا لتنفيذها على الأثر لدرجة جعلتهما يرفضان دعوة السيدة إيفانس لتناول طعام الفطور معها بحجة أن الوقت كان ضيقا للغاية ولا يسمح لهما بهدر لحظة واحدة خارج نطاق الإستعداد لرحلة العودة ، والبدء بها على الفور ، وعبرت دافينا عن إمتنانها للسيد لويد على صموده الرائع بوجه إلحاحات السيدة إيفانس المتكررة لمشاركتها في وجبة الصباح ، والذي أنقذها من مازق حرج جدا كان لا مفر لها من الوقوع فيه ، لو جلست الى المائدة لتأكل وهي عاجزة عن الأكل بسب ذراعها المكسورة.
غير أن التطور المفاجىء للاحداث كان يقلقها ، وكان ينذر بتحول اسرع مما كانت تتصوره من ذروة السعادة الى هوة اليأس والكآبة ، ويشعرها بأن حياتها مقبلة على حالة من الإستنزاف ، تفوق قدرتها على الإحتمال ، ذلك ما بدأ يخالجها وهي جالسة بجانب لويد في السيارة ، تتطلع الى المناظر الطبيعية حينا وغلى لويد حينا آخر.
وبعد لحظات بدأت تناشد لويد أن يصدقها بأن خبر قدوم والدتها الى المنطقة صدمها ، فلم تنجح ، إذ انه رفض رفضا قاطعا تصديق الدوافع البريئة التي أهابت بوالدتها للقيام بهذه الزيارة المفاجئة ،وإعتبرها حلقة في سلسلة خططت لها سابقا وقد تعزّز شعوره السلبي إزاء زيارة الوالدة عندما تذكر محاولة دافينا الإتصال بوالدتها هاتفيا ، منذ يومين ، تلك المحاولة التي وصلته أخبارها من عمته ، السيدة باري وهي لا تدري بفشل تلك المخابرة بسبب وجود والدة دافينا خارج البيت ، في ذلك اليوم.
كانت تميل الى معارضة العودة الى الفندق لولا خوفها من أن يتهمها لويد بمحاولة أخرى للتهرب من مواجهة الحقيقة ، ثم رضيت وفي ذهنها أن تقنع والدتها بضرورة الكف عن التدخل في شؤونها الخاصة ، وفيما كانت تفكر بالطريقة التي ستواجه بها والدتها عندما تقابلهافي الفندق ، إلتفتت اليه وتذكرت بأنه ، منذ لحظة الإنطلاق ، لم يحاول ولو مرة واحدة أن يلتفت اليها ، او يرد على أي سؤال من أسئلتها ، أو أن يبادرها بكلمة واحدة بعيدا عن الأسئلة التي كانت تطرحها عليه ، مما أعاد اليها الشعور باللم الذي كاد ان يتلاشى كليا بفضل المودة المتبادلة التي كانا ينعمان بها لفترة قصيرة خلت.
وفكرت بضرورة إنعاش جو الجمود والعبوس الذي كان يظللهما داخل السيارة كي تعيده الى الأجواء المرحة السابقة ، فضلا عن الشعور المشترك بالأخذ والعطاء الذي بدأ يشدهما الى بعضهما بعضا ، مع ما اثار ذلك من حنين في نفسها للعودة الى لويد ، وإستعادة ثقته الكاملة بها ، وبدافع هذا الشعور ، إلتفتت اليه وخاطبته بصوت هامس هادىء قائلة:
" لويد ! لويد ! يجب ان نتحادث ، قل شيئا...اي شيء.... من غير المعقول ان نظل هكذا صامتين".
"ولم لا ! رد بدون أن يعيرها ولو لمحة خاطفة ، فظل يتطلع أمامه ، وتابع قائلا:
" مثلنا مشهدا من المسرحية معا بالأمس ، وبذلك يمكنك العودة الى لندن والتمتع بأناقة وبهجة الحياة فيها".
" لا يجوز لك أن تتفوه بمثل هذا الكلام ، وأنت ادرى مني بالحقيقة ، لست أدري ماذا أو كيف يجب ان أفعل كي اقنعك".
" لا حاجة بك لذلك...لا تعذبي نفسك ، إنخدعت بما اثاره التقشف من حنين جارف في نفسك نحوي وظننته سيدوم.... لكن سرعان ما خاب ظني .... لا شيء يدوم .... لا شيء".
" بلى ، هناك شيء واحد يدوم هو الحب ، الحب يبقى ويدوم ، اللهم إلا إذا كنت لا تعني ما قلته لي".
" اجل ، كنت أعني ما قلته في حينه".
وصمت يفكر ويتأملها لحظة ثم تابع يقول بلهجة قاسية:
" ولكن لا تنسي أن الرجال يميلون أحيانا الى المبالغة في مجاملاتتهم الى حد الإفراط والإبتذال ساعة يعيشون مثل تلك اللحظات ، كما لا يخفى عليك ، يا دافينا".
" ما قلته هو أفظع ما سمعتك تقوله حتى الآن".
" عودي الى حيث يجب ان تكوني والزمن يشفي الجراح والأحزان وقبلة واحدة تطبعها أمك على وجهك تكفي لمعالجة الصدمة البسيطة التي أصابتك".
أدارت وجهها وراحت تتطلع أمامها بنظرات زائغة بعد الصدمة التي شعرت بها من جفاء كلامه ، وقساوة قلبه ، وخشونة ملامحه ، لدرجة أن حرارة أعصابها وصلت الى درجة الغليان ساعة إنعطف بالسيارة نحوالطريق المؤدية الى الفندق ، بدون ان تفقد الأمل من تخفيفها وتسكينها بعد المواجهة المتوقعة بينهما.
وما هي إلا لحظات حتى وصل الى لفندق وأوقف السيارة في الساحة الأمامية ، فترجلت منها ، بعد تريث قصير لأستعادة أنفاسها ، وطلبت من لويد أن يجلب لها حقيبتها من صندوق السيارة ، كي تستعمل المرآة لتسوية شعرها ومسح آثار الهم والغم عن وجهها ، بالبودرة او بأحمر الشفاه ، لا يهم ، فالمهم بنظرها هو أن تخفي عن والدتها كافة مظاهر البؤس والشقاء البادية على وجهها.
ثم سارت بخطى ثابتة صوب الباب ودخلت الفندق ، حيث كان الفتى تيم اول من إلتقته ، فحيته ورد لها التحية بأحلى منها ، ثم سألها بلهجة مؤثرة كمن يتعرض فجأة لحادث مفجع بعد أن لمح ذراعها المضمد المشدود الى عنقها برباط ابيض:
" ما الخبر ! سلامتك ! كيف حدث لك هذا؟"
" شكرا على عواطفك النبيلة يا تيم ، إطمئن ، كسر بسيط ويشفى بعد مدة قصيرة".
" مسكينة ! مسكينة أنت يا سيدة دافينا ، سلامتك".
" شكرا... الوداع".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:56 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم تابعت طريقها ودخلت الى الصالون، لتقف مذهولة من رؤية والدتها جالسة هناك وحيدة ، تدخن وتشرب القهوة ، وأخذت ترتعش من الهلع الذي داهمها حالما شاهدت إبنتها في حالتها الحاضرة وقالت لها:
" ماذا دهاك وماذا فعلت بنفسك !".
" تزحلقت وكسرت ذراعي ، ألم تخبرك السيدة باري؟".
فقاطعتها لتقول وهي تشير لها بيدها بما معنى أنها ليست قلقة على ذراعها بقدر ما هي قلقة على مصيرها ، وتتأمل وجهها وشعرها وشكلها:
" ماذا حدث لك؟ اخبريني ، ما الذي جعلك هزيلة خلال يومين ، تبدين كالشبح ؟ شيء لا يصدق!".
تأملتها ثم إقتربت منها وصارت تداعب شعرها بيدها وهي تقول لها:
" أماه ، هل تكبدت كل هذه المشقة والتعب لمجرد أن تأتي وتنتقدي مظهري".
" كلا ، طبعا لا ، إتصلت بك هاتفيا أمس كي اسالك متى ستعودين ، المرأة التي ردت علي اخبرتني بانك خرجت في نزهة مع زوجك ولا تعرف متى ستعودان".
" على فكرة ، لم ار سيارتك في الخارج؟ كيف جئت؟".
" إستأجرت سيارة ، السائق ذهب لقضاء بعض الحاجات وسيعود بعد ساعة ، أود أن تكوني جاهزة للسفر عندما يعود ، هل عندك ملابس غير هذه ترتدينها؟".
" عندي ، نعم عندي " قالت دافينا بلهجة دافئة وصمتت تفكر ثم تابعت تقول:
ولكن يؤسفني القول بأن رحلتك ذهبت سدى لأنني لا افكر بمغادرة هذا المكان".
وتبع ذلك صمت رهيب مشوب بالوجم ، راحت والدتها خلاله تتأملها وتهز رأسها تحسرا وتأوها ، الى أن إنتهت الى القول:
" اهكذا تردين على إهتمامي بك وعلى التضحيات التي ابذلها من أجلك ؟ هل يمكنك تصور المخاوف التي داهمتني امس عندما وصلت وعرفت انك كنت خارجة برفقة ذلك الرجل ولا احد يعرف المكان الذي توجهتما اليه ، كلا ، فهذه امور لا تعنيك ولا تهمك ".
"أماه ، ما لي اسمعك تتحدثين وكأنك الأم الوحيدة في العالم التي إحتضنت إبنتها وإعتنت بتربيتها وشؤونها المختلفة و....".
فقاطعتها والدتها لترد عليها وهي تنتفض حدة وغضبا قائلة :
" أرجوك لا تجربي أن تكوني وقحة او ذكية ، صحيح أنك تزوجت وتتمتعين بمزايا وصفات رائعة ، لكن الصحيح أيضا انك ما زلت تتصرفين كالطفلة في كثير من المجالات ، وكما تعلمين ، لحقت بك الى هنا لأنني سمحت لك بالسفر على اساس أنك ذاهبة لبحث موضوع الطلاق مع ذلك الزوج....".
وقاطعتها دافينا وهي تحدق فيها لترد عليها قائلة برصانة وجدية:
" صدقيني يا أماه ! ارجوك ان تصدقيني ، إن وضعي لم يعد يسمح لك بالتدخل في شؤوني الشخصية ، وعلى الأخص موضوع الزواج ".
هنا غابت تلك الإبتسامة الباهتة التي كانت لا تزال ظاهرة على وجه الوالدة لتحل محلها ملامح الغضب والإثارة ، قبل أن ترد عليها بحدة بارزة تقول:
" دفاعك المستميت لم يدهشني كثيرا ! كنت دائما أتوقع سماعه ذات يوم بعد أن تأكدت من إستسلامك الفاضح لمشيئة هذا الرجل ورغباته وأهوائه بمجرد ان يلوح لك باصبعه".
" إنني أحبه!".
" كيف تحبينه وأنت لا تعرفين معنى الحب ! هل نسيت كيف اهملك وعاملك كأنك خادمة وهوسيدك ؟ لا... لا ، يا إبنتي ، انا لن اقدمك ضحية بريئة لهذا الهمجي ، كلا ، يا دافينا ، لا تحاولي إقناعي بان الحب يربط بينكما فالحب أسمى وارفع بكثير....".
هنا هبّت واقفة ومشت صوب النافذة حيث راحت تتطلع الى الخارج وهي تتأمل وتفكر ، ثم إستدارت وحدّقت في وجه والدتها وهي تقول:
" كيف تتحدثين عنه بهذه اللهجة وانت لا تعرفين عنه شيئا ؟ كيف...... تسمحين لنفسك التحدث بهذه اللهجة القاسية عن إنسان تجهلينه؟ انا لست في وارد إرغامك على إحترامه وتقديره ، وإنما بودي أن أنصحك بانه قد آن الأوان كي تطهّري نفسك من رواسب الضغينة والحقد إتجاه هذا الإنسان ".
" أجل ، لو كان يتحلى بأدنى قدر من المسؤولية الإجتماعية لفعلت.... (قالت ذلك وصمتت لحظة تفكر ثم تابعت كلامها وهي تضحك وتقول) وماذا تنتظرين مني ان اضمر له غير الحقد الضغينة طالما اراه يتعمد تعذيب إبنتي وإذلالها وإهانتها ، إنني اتحدى أي أم أخرى لتبرهن بأنها تشعر عكس شعوري إذا ما رات إبنتها تلقى المعاملة نفسها التي تلقينها أنت.... نعم أتحدى واقبل التحدي".
" يا أماه ! لا اخالك بحت له بأنني أنوي إجهاض نفسي إلا بدافع حنانك الأمومي ذاك الذي حدثتني عنه منذ لحظات ، اليس كذلك؟".
وباسرع من لمح البصر ، إصفر وجه الوالدة وأوشكت على الإغماء لو لم تسرع دافينا لنجدتها وإنعاشها حتى إستعادت رشدها ، وكان ما حدث لها كافيا لفضحها امام إبنتها ، إذ ان ملامح وجهها كشفت لدافينا بوضوح حقيقة ما كانت تخفيه والدتها بين ضلوعها فشعرت بمرارة تحز في نفسها.
أزاء الموقف الحرج الذي اوقعت نفسها فيه ، من حيث تدري او لا تدري ، راحت الوالدة تحاول يائسة الدفاع عن نفسها ، وهي تتذرع بشتى التبريرات وعبارات الود والحنان قائلة:
" لا تصدقيه ، يا حبيبتي ، لأن ما قاله لك هو عكس ما قلته له تماما ، يا له من كاذب مخادع ، إنه يحاول الإيقاع بيننا بدافع غيرته ، أنا إكتشفته وعرفته على حقيقته منذ ان إلتقيت به أول مرة".
" كلا ، يا أماه ، لا أعتقد بانه يضمر لي الشر..." وصمتت تفكر لحظة ثم تابعت تقول:
" لست أفهم كيف يجوز الخلط بين الإجهاض الإرادي وفقدان الجنين القسري".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:57 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تأملتها والدتها وهي ترطب شفتيها بلسانها ، ثم ردت تقول:
" آه ، تذكرت الآن ، يا إبنتي الحبيبة ، الواقع أنني لم أذكر كلمة ، فقدان الجنين ، وإنما إستعملت التعبير الطبي المعروف ، كما سمعته من الممرضة ، وخلاصته أنك تواجهين حالة من الإجهاض الطبيعي ولا استبعد أبدا أن يكون سمع الكلمة غلط بسبب التشويش الذي حصل اثناء المخابرة".
" حسنا ، وما قولك عن بقية رسالتي أنني طلبت منك ان تبلغيه إياها ! هل إستعملت تعابير طبية بقولك له مثلا : كفاها ما ألحقته بها من مصائب وأحزان ، بدلا من أنها ترجوك أن تحضر حالا ، او إبتعد عن طريقها وإتركها وشأنها ، بدلا من حاول جهدك ان تحضر لأنها بحاجة اليك".
وطار صواب الوالدة من معاملة إبنتها لها بهذه المصارحة الوقحة ، فضربت الأرض بقدميها ، وهبّت واقفة وعيناها تتوهجان كاللهيب ، ثم ردت قائلة لها بحدة وإنفعال :
" متى ستفهمين بان ليس من طبعي التسليم بشيء إطلاقا ، لكن يجب أن تتذكري جيدا بأنني قادرة على تكرار اللعبة ، أكثر من مرة ، بل مرات ، وكما تعرفين ، لم أكن مقتنعة بأن هذا الرجل يناسبك ، منذ البداية وقد زاد إقتناعي بذلك هذا البيت الحقير الذي ينوي دفنك فيه وانت حية ، ألا ترين ؟ إنظري حالته الكئيبة المهلهة ، أرجوك يا بنيتي ان تفكري بمستقبلك قبل فوات الوان ، عودي معي الى لندن حيث يمكنك أن تفعلي كل ما تريدين فعله بعد إستعادة حريتك ، الدنيا مليئة بالرجال ولا بد من أن يحالفك الحظ يوما فتتعرفي على رجل محترم من مستواك ، يعرف قيمة المرأة ويحترمها ، ثم لا تنسي بانك سترثين ثروة والدك بعد سنتين ، لست ادري ما إذا كنت تعلمين ماذا يعني ذلك بالنسبة اليك".
" نعم ، أعرف ! إنني ادرك حقيقة ما يعني ذلك بالنسبة الي والى غيري ، اخبريني ، يا اماه ، امن اجل هذا تقومين بكل تضحيات الأمومة هذه؟ لكنك لست بحاجة للمال ، فعندك منه ما يكفي ويزيد ، هل طارت أموالك في مضاربات البورصة ام بعد؟".
" كفاك سخرية وإهانة ، ولكنني ساغفر لك كل ذلك لأنني أراك مضطربة جدا ،( ثم رفعت حقيبتها اليدوية عن الأرض وأمسكتها بيدها وتابعت قائلة ) إنك لا تفهمين في مداولات الأسهم ، ولن تفهمي ابدا".
تأملتها دافينا طويلا قبل أن ترد عليها قائلة:
" لدي شعور بانني ساتعلم هذا النص فور إنتقال ثروة والدي الي ، خاصة إذا طلّقني لويد ، اما إذا قدّر لي وبقيت زوجته ، يحق له أن يبدي رايه في كيفية إستعمال تلك الثروة".
هنا ، مشت الوالدة صوب الباب وهي تقول:
" ارفض الإستماع الى المزيد من هذه الأقوال التي أزعجتني لدرجة أن لساني أصبح عاجزا عن وصف مداها ، المهم ، أنني خارجة لإنتظار عودة السائق وأتوقع منك أن تلحقيني ، وانا متأكدة بانك ما زلت تعرفين جيدا ، برغم إتهاماتك المتهورة بحقي ، اين تكمن مصلحتك ومنفعتك".
منتديات ليلاس
ما أن خرجت الوالدة وأغلقت الباب وراءها حتى إستلقت دافينا على الكرسي ، أخيرا ، عرفت الحقيقة ، كما هي ، لكنها رفضت أن تخبرها عن المآسي التي تكبتدتها بسبب تدخلاتها في شؤونها الخاصة ، لئلا ترضي غرورها وانانيتها ، وحسبها انها عرفت الحقيقة الكامنة وراء كل المشاكل والمصاعب التي واجهتها ، وإكتشفت حقيقة الدوافع التي كانت تهيب بأمها للتورط في مناورات ومقالب لا يتورط فيها إلا صغار النفوس ، ثم غطت وجهها بيديها خجلا من معرفة أن والدتها قد إنحطت الى هذا الدرك ، عندما راحت تبذل محاولات يائسة ، الواحدة تلو الأخرى ، في سبيل إفشال زواجها ، بأي ثمن ، كانت تقوم بمحاولات يائسة ودائبة لأن الفشل ، في نظرها ، يعني نهاية ايام عزها وغطرستها وانانيتها وغرورها ، على يد لويد ، الذي اصبح بعد فشلها الذريع في فرض إرادتها عليه ، يجسد الوسيلة القادرة على تحطيم عنفوانها ووضع حد لتصرفاتها والاعيبها ، مع ما سيتبع ذلك من فقدان سيطرتها على إبنتها بعد إنتقال ثروة والدها إليها غداة بلوغها سن الخامسة والعشرين ، من هنا ، باتت لا تتورع عن محاولة الإيقاع بين إبنتها وزوجها لإرضاء كبريائها.
وأكثر ما كان يحز في نفسها الآن ، ويهز ضميرها من الإعماق ، معرفة ان والدتها هي التي كانت تفتعل المشاكل بينها وبين زوجها ، وتحاول إتهام لويد بها ، بدون ان يكون للمسكين أي ضلع فيها ، لا من قريب ولا من بعيد ، وتساءلت : هل يعقل أن يوجد في العالم بأسره أم تبذل المستحيل في سبيل تحطيم سعادة إبنتها ، مثلما تحاول أمي أن تفعل ؟ شيء لا يصدق .... مستحيل .
ثم نهضت وهي تشعر بالإغماء من فظاعة ما إكتشفته ، وذهبت لتستريح قليلا في غرفتها ، بإنتظار عودة زوجها ، وما ستفعله والدتها بعد عودة سيارتها الى الفندق.
خلال الفترة الواقعة بين خروج والدة دافينا وعودتها لمعرفة ما إذا كانت ستغادر هذه المنطقة وتعود معها الى لندن ، جرت بعض الأحداث البسيطة العابرة ، التي شاركت فيها دافينا ، بطريقة أو بأخرى.
فقد كان لها لقاء مع عمة لويد ، عندما جاءت هذه الأخيرة الى غرفتها لتغيير شراشف السرير ، وجرى خلال هذا اللقاء القصير حديث شيق بدأته العمة باري ، فأخبرت دافينا عن وصول والدتها الى الفندق ، وهي مضطربة ومنفعلة من معرفة أن دافينا ، كانت تقضي نزهة في الخارج برفقة زوجها ، وعلمت دافينا من العمة باري ان والدتها باتت ليلتها في غرفتها ، وأن لويد كان ينوي أخذها معه لتمضية شهر العسل في مكان ما ، لو لم تتعرض للحادث المشؤوم الذي ادّى الى كسر ذراعها ، وقبل ان تغادر الغرفة عبرت لها عن اسفها العميق ، وتاثرها البالغ لما أصابها ، وتمنت لها الشفاء العاجل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 02:58 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وما ان إختفت العمة باري عن الأنظار حتى وصلت الآنسة ريانون وتبادلت معها أطراف الحديث ، وفرحت دافينا عندما لاحظت التغيير الذي طرأ على تصرفات ريانون ، كانت مهذبة وهادئة الأعصاب ، الأمر الذي جعلها تعتقد بأن التقارب الأخير بين السيد هيو والآنسة ريانون بدأ يعطي ثماره ، بدليل ان ريانون حاولت هذه المرة مساعدتها في توضيب ثيابها ووضعها في حقائبها ، ولم تنسى أن تقول كلمة آسف في الحادث الذي تعرضت له ، مما اهاب بدافينا لإطالة الحديث معها ، ولمست تجاوبا أكيدا لديها للبقاء معها لمدة أطول ، لو لم تكن مضطرة للذهاب والبحث عن الفتى الضائع ، تيم فنتون.
وما ان علمت دافينا بضياع تيم حتى وضعت حوائجها جانبا وخرجت مسرعة للمشاركة في البحث عنه ورده الى اهله الذين أخروا رحيلهم عن الفندق بسبب إختفاء إبنهم تيم بصورة مفاجئة ، وكانت دافينا أكثر حماسة من أي شخص آخر ممن إشتركوا في عمليات البحث عن ذلك الفتى لأنها كانت تعتبر نفسها مسؤولة الى حد ما ،عن ضياعه ، إذ سبق لها وحدّثته عن وجود تنين حقيقي في مغارة تقع عند سفح الجبل الشامخ هناك ، فأبدى رغبته حينذاك في الذهاب الى هناك لمشاهدة التنين ، من هنا كانت لا تستبعد قيام الفتى تيم بهذه المغامرة ساعة كان أهله يعدون العدة للرحيل.
في هذه الأثناء ، إقتربت والدة دافينا من إبنتها وسألتها :
" هل انت جاهزة؟ السيارة وصلت وطلبت من السائق الإنتظار قليلا ريثما أعود ، هيا إذهبي الى غرفتك وإجلبي حقيبتك".
" والفتى الضائع؟ علي أن أشارك في البحث عنه؟".
" كثيرون غيرك يحاولون ولا بد من العثور عليه ، عاجلا ام آجلا ، لن يلومك أحد لأن ذراعك مكسورة ، هيا أسرعي ، يا إبنتي ، وتعالي معي الى لندن ، السائق لا يستطيع الإنتظار الى الأبد".
فردت عليها قائلة بمنتهى اللطف والتهذيب:
" آسفة ، يا أماه ! لن اسافر معك وما عليك إلا أن تعودي وحدك ، لست أدري كيف تطلبين مني الإبتعاد عن زوجي".
" إذن ، أنا ذاهبة بدونك يا عزيزتي ، مع تمنياتي القلبية لك بحياة سعيدة تمتعين بها مع عمة زوجك الثرثارة وإبنتها العبوسة".
قالت لها ذلك ، ثم إستدارت وأخذت طريقها نحو السيارة ، وتبعتها دافينا وهي تقول:
" ساذهب معك حتى السيارة كي أودعك هناك".
وعندما اصبحت في منتصف الطريق ، إلتفتت اليها والدتها وهي تدفعها بيدها لتذهب عنها وتركها تكمل الطريق وحدها وتخاطبها بلهجة ساخرة قائلة:
" عودي وإتركيني إذهب لوحدي ، لكن تذكري بأنني لن أراك ثانية ، ولا تنسي أن تبلغي عمك الخبر وأنا واثقة بأنه سيدعم قرارك نظرا لتعاطفه مع السيد لويد ، بصورة دائمة ن الوداع! رجائي الأخير هو أن لا يطالك لهب النيران التي سيشعلها التنين في طريقك، مع السلامة!".
وتابعت سيرها بدون ان تحاول معانقتها إطلاقا ، ثم ركبت السيارة ، وأشارت على سائقها بالإنطلاق ، في حين بقيت دافينا واقفة تتأمل السيارة الى ان توارت عن النظار ، ثم إستدارت وهي تشعر بأن كلمة تنين لا تزال تضج في خيالها ، فأيقنت لتوها ان قدرة غريبة جعلت والدتها تنطق بهذه الكلمة لتذكيرها أن الفتى تيم كان يجول حول مغارة التنين لتوديعه ، فأسرعت الخطى نحو الفندق ، وهي تتمنى رؤية الفتى تيم قد عاد مع لويد بسيارته التي توقفت في تلك اللحظة في ساحة الفندق.
وهنا دخل السيد هيو ليشارك في البحث عن تيم ، وكان هو الذي وصل ، وليس لويد.
وما أن علم تفاصيل إختفاء الفتى تيم حتى إنطلق بسيارته نحو مغارة التنين ، بعد ان ركبت دافينا الى جانبه ، وراحت تتطلع حولها بحذر وغنتباه وهي شاردة الذهن ، فحسبها هيو كانت جادة ومتحمسة لبحث عن لويد أكثر منها للبحث عن ذلك الفتى ، وبادرها القول مداعبا:
" أعتقد بأنك جادة في البحث عن لويد اكثر مما أنت جادة في البحث عن تيم ، توقعت للأمور أن تعود الى مجراها الطبيعي بعد تلك الليلة ، وحسبي أنك تصرفت بصورة صحيحة وصادقة عندما إتصلت به واخبرته عن وصولك المفاجىء.
" احقا أنت الذي إتصلت به ! كنت أعتقد بأن عمته هي التي تلفنت له ".
" نعم ، انا إتصلت به ، فعلت ذلك خوفا من ان تعودي من حيث أتيت".
" وهل كان ذلك هو السبب الذي دفعك الى دعوتي للخروج معك في تلك الليلة؟".
" بين بين ، وابلغت لويد الخبر".
" ويا ليتك أخبرت عمته ايضا ، الم تعلم إنها أصبحت ترتاب في أخلاقي وسلوكي؟".
" إنها ترتاب في سلوك أية فتاة تخرج برفقتي بإستثناء الانسة ريانون".
" وكيف تجري الأمور بينك وبينها الان".
" يمكنك إعتبارها ساكنة ، لكنني سانتصر في النهاية".
" أعتقد ذلك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
dragon's lair, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سارة كريفن, sara craven, عبير, وجه في الذاكرة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية