منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   136 - وجه في الذاكرة - سارة كريفن - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t172146.html)

نيو فراولة 05-02-12 10:50 PM

136 - وجه في الذاكرة - سارة كريفن - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
136- وجه في الذاكرة - سارة كريفن - روايات عبير القديمة

الملخص

آثار الحب الأول تبقى محفورة في ذاكرة الانسان ،وكثيرا ماتكون هذه البصمات كالجمر تحت الرماد.
دافينا جرحها الحب .... فإنحنت كغصن قصفته عاصفة . تركها زوجها لويد لمدة سنتين....لكنه عاد فجأة الى البلاد ، فسافرت دافينا الى ويلز للقائه ومطالبته بإطلاق سراحها والموافقة على الطلاق..... وهناك تكتشف دافينا ان والدتها كانت وراء مشاكلها مع زوجها . تواجه الحقيقة لأول مرة , بانها لاتزال تحب لويد لكن هو ماهو شعوره ,خاصة بعد ان تركها لمدة سنتين ؟

زهرة منسية 06-02-12 12:11 AM

شكرا على مجهودك فى سبيل أسعادنا
يسلموا فراولايا

الجبل الاخضر 06-02-12 07:05 AM

باين عليها حلوه ننتظرك ياذوق:peace:

نيو فراولة 06-02-12 08:07 PM

1-غارقة في الأحزان


كان جو الغرفة الصغيرة خانقا من كثرة الأشياء المكدّسة ، ومن رائحة الجلد ، والورق ، ودهان الأثاث العتيق ، ومن الطبيعي ان يثير كل ذلك شعورا بالضيف في نفس كل من يدخلها ، هكذا شعرت دافينا غرير حالما دخلت الغرفة ، ووجدت نفسها كأنها واقفة بين أكوام من الركام أو الطلال .
وظلت واقفة في وسط الغرفة ، تتأمل محتوياتها ، ونوافذها العالية التي بدت وكأنها لم تفتح ابدا منذ تركيبها ، جاءت الى هنا وهي لا تدري ماذا يخبىء لها القدر ، كانت حائرة ، ومرتبكة ، ومنفعلة للغاية ، وحاولت جهدها ان تتغلب على مشاعرها المضطربة ، فلم تنجح ، كما انها لم تتمكن من إخفاء مظاهر العصبية التي كانت تنعكس بوضوح من خلال حركات يديها ، وتفاقم شعورها بالخيبة حين راحت تراقب يدها اليمنى وهي تتحرك ، بصورة تلقائية ولا شعورية ، نحو اليد اليسرى لتغطيها ، وتثير فيها ذلك الشعور الذي كان يراودها ايام كانت تضع خاتم الزواج في اصبعها ، وتلك الرعشة الحلوة التي دغدغت آمالها وأحلامها حين وضعته .
هذا وفيما بدت دافينا غارقة في ذكرياتها ، التي إختلط حلوها ومرها بشكل يستحيل معه التمييز بينهما ، كان محاميها ، السيد بريستو ، يتحدث مع احد الأشخاص على الهاتف بلهجة توحي بأنه واثق من نفسه ، كان يتكلم وهو يلوّح بيده تارة ، ويهز رأسه تارة اخرى ، بطريقة مثيرة وملفتة للنظر ، اشبه بمن يقوم بجولات ويخرج منها منتصرا.
منتديات ليلاس
في هذه الأثناء ، راحت دافينا تختلس النظر الى الملفات المكدسة على مكتبه ، بصورة عشوائية ، علّها تهتدي الى ملف قضيتها ،وتكوّن لنفسها فكرة عن مجرياتها ، من خلال الأوراق المحفوظة فيه ، غير أن السيد بريستو أحبط محاولتها هذه ، إذ راح يسرع في إنهاء المكالمة الهاتفية .
وضع السماعة في مكانها وإلتفت اليها وهو يعتذر عن إطالة الحديث ويقول :
" آسف جدا يا آنسة دافينا ! كيف الحال ؟ وما وراءك من أخبار ؟".
قال لها ذلك وصمت وهو يتأملها طويلا ، كأنه يحاول قراءة افكارها ن الى ان قطعت دافينا حبل هذا الصمت قائلة بدهشة :
" الأخبار عندك ! جئتك لتزودني بالأخبار فوجدتك خالي الوفاض ، ما الخبر ؟".
تاملها السيد بريستو ، وقد زمّ شفتيه ، كانه يريد أن يوحي لها أن لا أخبار لديه ، ثم أخذ يتأمل الملفات أمامه ، ويقلبها كيفما إتفق ، الى ان إختار من بينها ملفا ، فرفعه ووضعه أمامه ، ثم رفع راسه وقال :
" يؤسفني القول بأن لا جديد عندي أطلعك عليه سوى ان السيد لويد ما يزال يرفض الرد على رسائلي".
عضّت دافينا شفتها من الدهشة وردت تقول متسائلة :
" هل أنت متأكد من وصول رسائلك اليه ؟ من المعروف أن السيد لويد دائم التنقل ، من مكان الى آخر ، مما يشكل صعوبة في إيصال الرسائل اليه ، أليس كذلك ؟ إنك خيبت أملي كالعادة ".
" ربما كنت صادقة في حدسك ، وهذا يعني بأن الذنب ليس ذنبي ، ولكن ، كيف تفسرين رفضه الرد على ذلك العدد الكبير من الرسائل المضمونة مع إشعار بالوصول ، التي أرسلتها اليه حتى الآن ؟ لا تقولي لي بأنها لم تصله ، إذ أن هكذا رسائل تعاد عادة الى مرسلها في حال عدم تسليمها لصاحبها ، شيء غريب ومحير للغاية ! لا أستطيع فهم أو تفسير ما يجري ".
صمت لحظة وهو يفكر ، ويبتسم بلجاجة كمن يحمل في صدره سرا دفينا ، وينتظر فرصة مناسبة للبوح به ، ثم إلتفت اليها وتابع قائلا :
" دعيني أبوح لك بسر ... بل أبشرك بشرى عظيمة ...لقد سمعت بأن السيد لويد عاد الى بريطانيا ، و...".
وقاطعته لتتساءل بمنتهى الدهشة والعجب :
" صحيح ؟ متى عاد ؟ انا لا أصدق ذلك ، مستحيل ! نعم ، مستحيل أن أصدق ذلك ، لأنني اعرف جيدا بأنه لا يسافر ولا يعود بدون نشر الخبر في الصحف والمجلات ،وسط هالة فضفاضة من الدعاية الطنانة ".
" لكنه عاد الى بريطانيا ، صدقيني يا دافينا ، تأكدت من هذا الخبر وعرفت المكان الذي توجه اليه فور وصوله ...".
قال ذلك وصمت يفكر كأنه يحاول تذكر إسم ذلك المكان ، ثم تابع قائلا :
" أجل ، تذكرت الآن إسم المكان الذي توجه اليه... نعم تذكرت ... لقد توجه الى مكان يدعى بلاس غوين ... أتمنى ان أكون لفظت إسم المكان صحيحا ".
" آه ! عرفت المكان الان ، أظن بأنه يقع في ويلز ، أليس كذلك ؟ المهم ، أرجو أن تساعد عودته على تسهيل الأمور ، هذا كل ما أتمناه ".
" ربما ، ولكنني لست أدري كيف ! هل نسيت بأنه لم يتنازل ويرد على مجرد رسالة واحدة من رسائلي ! ".
بدت دافينا محتارة ومرتبكة من سماع خبر عودة لويد ، ولكن كان يصعب عليها تصديق مثل هذا الخبر ، وهي التي تعرف جيدا ، من خلال معايشته وخبرتها معه ، أن لويد يأبى التنقل والتجول بدون الإعلان عن ذلك ، وهذا ما كان يجعلها لا تصدق الخبر ، إذ كيف تصدق ذلك وهي تعلم علم اليقين بأن لويد ، في زحفه الدائب نحو الشهرة والعظمة ، يتوسل الدعاية كافضل وسيلة لإضفاء المزيد من الشهرة والعظمة على شخصيته ومؤلفاته ، وهكذا ظلت تتأرجح بين تصديق خبر العودة وعدم تصديقه ، وهي تتمنى ، في قرارة نفسها ، لأن لا يكون الخبر صحيحا ، وان يبقى في أميركا الى ما شاء الله ، وبدأت تشعر بالخوف من أن عودته ستضع حدا للحياة الهادئة الهانئة التي نعمت بها أثناء غيابه.

نيو فراولة 06-02-12 08:09 PM

في هذه الأثناء ، كان المحامي يراقبها ويتأملها وهو غارق في التفكير ، عله يتوصل الى إيجاد طريقة ما يمكنه بواسطتها ان ينقذها من المأزق الذي تتخبط فيه ، ثم تطلع اليها وخاطبها على نحو من الجدية والرصانة قائلا :
" هل تذكرين بانك قلت لي ذات يوم ، أن زوجك سيوافق على الطلاق بمنتهى السرور وبدون أي تردد ! أجل ، هل لك أن تخبريني عن الدوافع التي جعلتك تعتقدين بأنه سيوافق ؟".
تنهدت دافينا وردت قائلة :
" كانت هناك دوافع كثيرة جعلتني أميل الى الإعتقاد بأنه سيوافق ".
"وعلى إفتراض أنه رفض ، هل فكرت بالخطوة التالية ؟".
" عندها ، سيكون لكل حادث حديث ".
" المسالة ليست بهذه البساطة لأنه سيكون عليك ، إذا رفض الطلاق ، الإنتظار لمدة ثلاث سنوات ، مفهوم ! ".
" وما العمل ؟".
قالت ذلك بحدة وسكتت وهي ترتعش وتنتفض من حدة غضبها وإنفعالها ، فيما ظل السيد بريستو صامتا ، كما لو انه يريد أن يعطي لنفسه مزيدا من الوقت ، ولدافينا الوقت الكافي لأستعادة هدوئها ، ثم إلتفت اليها وخاطبها بلطف قائلا :
" لكنه القانون ، يا آنسة غرير ، أرجوك أن تفهمي هذا الواقع ، وتقدّري ظروفك ، وتشفقي على نفسك ، هذا هو منطق القانون ، وليس باليد حيلة ".
"وما العمل ؟".
" ليس أمامك سوى شيء واحد .. إذا وافقت على تنفيذه ، إستطعت حل القضية ".
" لست أفهم ماذا تقصد ! ارجوك أن تكون أكثر صراحة ".
"حاضر ! سأكون صريحا جدا بشرط أن تكوني أنت أيضا صريحة معي ، انا أعتقد بأن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤدي الى حلحلة المشاكل هو الإتصال بزوجك شخصيا ، وإلا ...".
فقاطعته وقالت بحدة :
" أخطأت الهدف ، يا سيد بريستو ، إذا كنت تقصد بأن اقوم أنا بهذا الإتصال الشخصي ".
ورد عليها قائلا بلطف وبشاشة :
" ولم لا ! هذا شيء طبيعي ومالوف ، وغالبا ما يؤدي الى تسوية الأمور بين المتنازعين ، بمنتهى السهولة والبساطة ، مهما كانت الأمور معقّدة ، فكيف بالحري إذا كانت القضية بسيطة الحل كقضيتكما ، خاصة انها محصورة بين طرفين إثنين بدون أن تتخللها اية تعقيدات او مداخلات ، أو أي نزاع حول الأولاد والثروة والمال وغير ذلك من الشؤون والشجون ، لقد طلبت مني الصراحة وها أنا قد وضعت جميع الأوراق أمامك ، ويبقى عليك أن تحسني الإختيار ".
إحتدت دافينا وإغتاظت ، لكنها ظلت صامتة تفكر بأن محاميها يحاول ان يضعها أمام خيارين ، لا ثالث لهما ، فإما ان تتنازل عن كرامتها وكبريائها وترضى بالإتصال بزوجها شخصيا علها تستطيع إقناعه بالموافقة على الطلاق ، وأما الإنتظار لغاية إنقضاء المدة القانونية ، ثم رفعت رأسها وحدقت فيه والدموع تتدحرج على خديها ، وقالت :
" المشكلة يا سيد بريستو هي أنني أكرهه وأقسمت ألا أراه ، فكيف والحالة هذه تريدني أن اذهب لمقابلته شخصيا ! كلا ، لن أذهب لمقابلته ، لا أريد أن أراه أبدا ".
" هذا يعني تعقيد الأمور ودفع القضية الى حائط مسدود ، أرجوك أن تقبلي نصيحتي وتتصلي بزوجك شخصيا ،وتبحثي معه القضية من كافة جوانبها ، ومهما كانت النتيجة ، فإنها ستكون لصالحك ، إذ ان المحكمة سوف تعتبر ذلك دليلا على حسن نواياك ".
ولكن دافينا ظلت متمسكة برايها ، بدليل أنها إزدادت حدة وعصبية، وراحت تردد قولها :
" لا ، أبدا ، لا لن أتصل به شخصيا ...".
فقاطعها السيد بريستو قائلا :
" أرجوك أن تفهميني ! هناك إجراءات قانونية لا يمكننا تجاوزها أو تجاهلها ، وإعلمي بأنه لا يمكن حل مشكلتك بمجرد نزع خاتم الزواج من أصبعك ، أو العودة الى إستعمال إسم عائلتك ، فهذه تصرفات شخصية لا يقرها القانون ( صمت قليلا يفكر ، ثم تابع يقول ) فكري في الموضوع بجدية ، وإدرسي الفكرة من كافة جوانبها ، ثم أبلغيني قرارك النهائي خلال يومين ، لا تنسي ! أنا بإنتظارك كي اعرف كيف اتصرف ".
نهضت دافينا متثاقلة وهي تقول بصوت خافت كالهمس :
" حاضر ... حاضر ! سوف أدرس الموضوع بكل جدية وإهتمام ، من يدري ! ربما كنت على حق يا سيد بريستو ، وربما أدت الفكرة الى نتائج طيبة ".
قالت ذلك ومشت نحو الباب ، حيث رافقها السيد بريستو وودّعها قائلا :
" إطمئني بالا يا دافينا ، وثقي بأن المحاولة لا بد من أن تعطي ثمارها ، عاجلا ام آجلا ، ومهما تكن النتيجة فإنها تبقى افضل من الطلاق ... الطلاق ، كم هو بغيض وشنيغ ! المهم أن تحاولي الإستفادة من جميع الفرص المتاحة امامك ، فلا بد من أن تنجح واحدة منها لتبعد عنك الهموم ، وتبدد الغيوم السوداء التي تظلل اجواء حياتك ، إنني اتطلع بلهفة وشوق الى مجيء ذلك اليوم الذي سيكون اسعد ايام حياتك ، مع السلامة".
خرجت دافينا من المكتب تلفها الحيرة ، ولا تدري الى أين تذهب ، او ماذا تفعل ، فكرت بان تعود الى البيت لتخبر والدتها بما جرى بينها وبين السيد بريستو ، ولكنها غيرت رايها ، إذ تذكرت بان والدتها كانت تتوقع سماع خبر موافقة زوجها على تطليقها ، وهذا أمر لم يحصل ، ولم يزل بعيد المنال ، كما أن الفكرة التي عرضها عليها محاميها ، لا يمكن أن تحظى بموافقة والدتها ، بأية صورة من الصور.


الساعة الآن 02:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية