لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-12, 09:36 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إلتقت ريك عدة مرات أثناء إنتقالها من صف الى آخر لكن من بعيد ، لم تذهب وقت الغداء الى المطعم خوفا من الإلتقاء به ، بل الى شقتها حيث حضرت لنفسها غداء خفيفا ، كانت تدرك أنه لا يمكنها تجنبه الى الأبد ، لكن جراحها لم تندمل بعد ، وليست مستعدة في الوقت الحاضر لتلقى المزيد منها.
أحست ليندا بالراحة عندما لم تجد سيارة ريك في الموقف بعد إنتهاء الدروس.
منتدى ليلاس
إتجهت كعادتها نحو غرفة الطعام بالرغم من عدم إحساسها بالجوع ، كي لا تثير شكوك صديقتها حول غيابها .
جلست الى طاولة كليو مكتفية بإلقاء تحية خفيفة ، لكن صديقتها بادرتها قائلة :
" كان الأطفال مشاكسين جدا هذا النهار ".
إحتارت ليندا كيف تفسر لكليو تصرف التلاميذ المفاجىء ، فلم تر بدا من إعطاء سبب ما ، فشرودها وتفكيرها بالبارحة ، شلاّ قدرتها على فرض الإنضباط في الصف كالعادة .
أجابت معللة :
" في الواقع إنني مصابة بصداع قوي ، اعتقد أنني سآوي الى الفراش باكرا هذه الليلة ".
" حسنا تفعلين ".
فور رجوعها الى شقتها أخذت ليندا حماما ساخنا وإرتدت سترة صوفية أرسلها لها أهلها الشهر الفائت ، جلست تصفف شعرها أمام التلفزيون علّه يريح اعصابها ، ويبعث في جفنيها الكرى .
فجأة سمعت قرعا خفيفا على الباب ، لم يسبق ان وارها أحد في مثل هذه الساعة من الليل ، بإيتثناء كليو أو بيغي طالبتين التسلية ، ظنت ليندا أنها كليو جاءت تطمئن الى صحتها ، فنادت :
" تفضل ".
لم تكد تتحقق من وجه الزائر حتى نهضت عن الأريكة بعصبية وسرعة ، تعلو وجهها علامات الذهول متمتمة :
" أخرج من هنا ".
أغلق ريك الباب خلفه وسار نحوها قائلا :
" لكنني سمعتك تقولين تفضل ".
" كنت أنتظر كليو فلم اتوقع قدومك أنت ( واضافت ) ولا قدوم احد اصدقائي الحميمين ".
لاحظت ليندا تأثير كلامها عليه ، فحاول إخفاء إضطرابه قائلا متصنعا الهدوء :
" قد جئت أعتذر منك ، سأجثو على ركبتي إن أردت ".
تذكرت ليندا قساوته الجارحة ليلة أمس ، عندما حاولت أن تشرح له كل شيء ، وإحجامها عن ذلك بعدما رفض ان يصدقها ، فبادته بنبرة صارمة :
" لقد فهمت ، يبد أن رواية دانيال جاءت مطابقة لروايتي ، الم يخطر ببالك إمكانية قضائي بقية الليلة الماضية مع دانيال حيث إتفقنا على ما سيخبرك به؟".
" لم ابحث الأمر مع دانيال ، كلامك كاف بالنسبةالي".
" لم يكن كافيا الليلة الماضية ".
" لم أكن بكامل عقلي البارحة ".
لاحظت ذلك ".
إستدرك :
" كانت لدي أسبابي ، فالإنفعال من شانه احيانا أن يفقد المرء إتزانه لفترة ".
" اعتقد ذلك ".
تأملت ليندا الفرشاة التي كانت تحملها في يدها لدقائق من غير أن تدري سببا لذلك ، وعندما اعادت النظر اليه راته يبتسم بلطف ، خاطبها بعبارات رقيقة لامست فؤادها :
" يا حبيبتي ، لم أكن بحاجة الى أكثر من هذا الإثبات لأقتنع بصدق كلامك ، فعبارتك تجسد في طياتها كل البراءة ".
بادلته الإبتسامة :
" الا تريد سماع القصة باكملها ؟".
" كلا ".
كان واضحا برفضه ، مما بعث في نفسها أملا مريحا بانه صدقها ، لكن عندما نظرت الى الأمر من زاوية أخرى ، فهمت إصراره على الشك بها ودانيال ، وعذرته على سرعة إستنتاجه ، قالت تعبّر عن افكارها :
" أعتقد أنه في هذه الأيام وفي هذه السن ، لا يجوز إتهام من يحكم على الأمور كما تبدو بالعتة".
" الهذا السبب إقتنعت ".
" قلت لك أن كلامك كاف ".
" شكرا ".
" اتدرين أن لون سترتك وهذا الضوء يضفيان على عينيك مسحة بنفسجية ؟".
" كلا ، اترغب بفنجان من القهوة ؟".
احست بإرتباك بعدما تعمدت تغيير موضوع الكلام فجأة ، إبتسم لها وكأنه فهم قصدها ، قائلا :
" هل أطلت زيارتي ؟".
" ابدا ، كنت اشكو من صداع لكنه زال الآن ".
ذهبت الى المطبخ تحضر القهوة ، إنما في الحقيقة كانت تحاول أن تتخلص من افكارها المتراكمة .
لم ينظر اليها عندما تناول فنجان القهوة منها ، بقي غارقا في مقعده ينظر الى لوحة معلقة ، وكأنه يرسمها في مخيلته من جديد ، جلست ليندا القرفصاء على الأريكة ترشف قهوتها على مهل ثم بادرته بقولها :
" هل ستنسى ما جرى ؟".
" بكل تأكيد ".
كادت تساله إن كان بمقدورها هي ان تنسى لكنها عدلت في اللحظة الأخيرة لتقول :
" هل اعجبتك القهوة ؟".
" لا بأس ".
إبتسمت له من غير أن تدرك السبب ، للمرة الأولى منذ لقائهما في المؤسسة شعرت بالراحة قربه ، فتعابير وجهه الودودة بعثت في نفسها إحساسا ناعما من الحبور والغم ،غار في مقعده وكأنه لا يقدر على القيام منه ، ممسكا بفنجانه الفارغ يقلبه ، وبمجهود ظاهر مال الى الأمام ليضعه على الطاولة.
أثارت حالته حفيظة ليندا فسالته مطمئنة :
" يبدو عليك الإرهاق ، الا تريد النوم ؟".
لمعت عيناه ببريق غريب وسألها مازحا :
" اعتبر هذا عرضا ؟".
لم تفطن ليندا الى مزاجه المبطن مجيبة :
" كلا ".
مال الى الوراء مشبكا يديه خلف رأسه ومغمضا عينيه :
" وانا أيضا لم أعتبره كذلك ".
بدا لها بعينيه المغمضتين أكثر فتوة وتذكرت الساعات الطويلة التي أمضتها بجانبه في المستشفى ممسكة بيده وهو نائم.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-01-12, 09:39 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سالها والنعاس يغلبه :
" أيزعجك إن أخلدت الى النوم ؟ ( ولم يفسح في المجال للإجابة واردف ) طبعا سيزعجك ، قد أطيل النوم مما سيعرض سمعتك للدمار ".
اجابته بصدق :
" لست قلقة على سمعتي ".
" ماذا إذن ؟".
كانت تخشى أن تفقد صلابتها ومقاومتها له ، وخافت أن يدب الوهن الى إرادتها فتفقد السيطرة على نفسها ".
نهضت تتناول الفنجان من أمامه قائلة بلطف :
" يمكنك النوم إن أردت ، وإن شئت التمدد على الأريكة فعلى الرحب والسعة ".
نظر اليها بعينيه الداكنتين اللتين تلمعان رقة تغلفهما مسحة خفيفة من الحزن ، وسألها :
" هل تثقين بي؟".
" اجل ".
نهض من مقعده وتناول الفنجان من يدها وأعاده الى الطاولة ، ثم وضع يديه على منكبيها بنعومة فائقة هامسا :
" المشكلة ، أنني لا أثق بنفسي ".
فكرت ليندا بكلامه لتجده ينطبق عليها هي الأخرى ، سألها ريك :
" هلا أخبرتني شيئا ، لماذا ترفضين دائما التجاوب ؟".
" معك ؟".
" مع الجميع ".
" الأسباب كثيرة ، لكن السبب الأهم ، هو إيماني بان الألفة الكاملة بين شخصين يجب أن يجاريها إلتزام كامل ".
أحست بيديه تضغطان على كتفيها ، وبمسحة من الألم تحل محل الحزن في عينيه :
" لا يمكنني أن أمنحك الإلتزام ".
كانت تعلم ذلك ، فلم يشعر نحوها يوما بما يفرض عليه ذلك بالرغم من إعجابه وإهتمامه بها ، همست تجيبه :
" أدرك ذلك ، كما انني عاجزة عن منحك ما هو اقل من ذلك ".
دنا منها وضمّها بنعومة شديدة ، أحست بوجنتيها تتبللان ، فأدركت انها تبكي ، فأسند راسها الى كتفه دافنا وجهه في شعرها .
شعرت بالبرد عندما افلتها فلازمت مكانها واقفة مغمضة عينيها الى ان سمعت صوته قبل ان يخطو الى الخارج ،هامسا برقة وتحبب :
" الى اللقاء يا حبيبتي ".
وقفت ليندا وسط غرفتها مصعوقة لا تقوى على الحراك ، إكتشفت أنها كانت وستبقى ضحية حظها العاثر ، فللمرة الثانية يخذلها القدر ويرميها فريسة سهلة بين براثن التعاسة .
ندر ظهور ريك في في المؤسسة ذلك الأسبوع ، مما بعث في نفس ليندا شعورا كبيرا بالراحة ، عادت تجتمع بأصدقائها ، مبددة شكوكا بدأت تنمو في أذهانهم ، ردا على سؤال كليو عن ريك وعن مصير المؤسسة أوضح دانيال ان إختفاء ريك دليل على قرب إنتهائه من تحقيقاته ودراساته ، مع إعتقاده بأنه الآن يمضي عطلة يستحقها بعد العمل المضني الذي قام به .
اثار كلام دانيال قلقا لم تنجح ليندا في إخفائه من وجهها بالرغم من محاولاتها ذلك ، لاحظت كليو ما تعاني منه صديقتها فتعاونت مع دانيال وبيغي على التخفيف عنها وصرف تفكيرها عن امور محددة ، من غير ان يطرحوا اسئلة.
قدم شارلي غراهام وزوجته لتمضية ثلاثة ايام في رحاب المؤسسة ، وصلا نهار الجمعة وتوجه شارلي مباشرة الى قاعة الصفوف للتحدث الى التلاميذ عن عمله ، وعن رحلته الأخيرة عبر البحار ، للإشتراك بالمباريات الرياضية التي يشترك فيها معاقون من مختلف الدول.
اصغى الأولاد اليه بإنتباه ودهشة ، خصوصا عندما عرض عليهم صورا لمناظر خلابة في بلدان زارها ، مشعلا فيهم روح الرغبة للقيام برحلات مماثلةعندما تسمح لهم سنّهم بذلك .
امضى الأورد نهار السبت برفقة شارلي ، يتعلمون إستعمال القوس وكيفية إطلاق السهام ورمي الرماح ، كانوا متحلقين حول جسمه الضخم بحماس كبير ، يصفقون له محيين عند كل حركة يقوم بها ، كان يتعمد السير امامهم ليطلعوا على مهارتهم في تسيير كراسيهم المتحركة ، فيسرع حينا ليقوموا بمجهود للحاق به ويبطىء حينا آخر ليريحهم ، فتحولت المساحة العشبية الممتدة أمام المدرسة الى ساحة رياضة تضجّ بصراخ الأولاد وصفارة شارلي.
شعرت ليندا ببعض الحماس وهي تلف الى جانب سوزان تراقبان شارلي وقد جمع حوله التلاميذ ، يروي لهم إحدى قصصه ، ويومىء بيديه في كل الإتجاهات فيستثير ضحك الأولاد .
همست ليندا لسوزان :
" أحسده على ما يتحلى به من صبر وطيبة مع الأولاد ".
أجابت سوزان بفخر وإعتزاز :
" شارلي طيب مع الجميع ".
تتمتع سوزان بقسط وافر من الجمال ، شعر اسود طويل غزا الشيب بعض خصلاته ، عينان داكنتان لا يخبو بريقهما ، قامة ممشوقة ، وخصر ما يزال محافظا على نحافة جذابة.
سألتها ليندا :
" هل عرفته طويلا قبل الزواج ؟".
ردت سوزان بجفاء تطلب إيضاحا :
" تقصدين الإستفهام عما إذا كان عاجزا عندما تزوجته؟".
أجابت ليندا بهدوء :
" لا ، فانا على علم بذلك ".
إستدركت سوزان بصدق :
" إستميحك عذرا ، يبدو أنني بالغت في التأثر ، كان عليّ أن أدرك أنك لست من هواة التطفل ، هل أنت كذلك ؟".
" لا أبدا ".
" عرفت شارلي سنوات عديدة ، فقد كان صديقا لزوجي الأول باعدت بيننا الأيام الى ان توفي زوجي فعدنا وإلتقينا اثناء الجنازة ، كان قوي العزيمة لا يهاب شيئا ، قادرا على القيام باي شيء ، أعتقد أنني إعتمدت عليه بوقاحة في إحدى الفترات ، اقعد المرض زوجي مدة طويلة في الفراش فإضطررت للقيام بدور الممرضة ليالي طويلة مما أرهقني واضعف كثرا عزيمتي ، كان عليّ أن ابدو قوية لأجله لكن في الوقت ذاته ، كادت قواي تخور فجأة ، لم أجد بجانبي إلا شارلي ، فكان خشبة خلاصي بعد فاة زوجي".
" لا اخاله يبخل بتقديم المساعدة لأحد ، انت محظوظة لوقوعك على شخص مثل شارلي ".
" اعلم ذلك ، لكن المضحك في الأمر أنه لم يشعر بإعجابي به في البداية ، استغرب كثيرا فكرة الزواج مني (وإبتسمت لذهول ليندا من كلامها مردفة ) آسفة يبدو أنني أربكتك بجراتي ، لست ثرثارة الى هذه الدرجة عادة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-01-12, 09:41 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أوضحت ليندا :
" لا ، ارجوك ، لم تسببي لي أي إرتباك على الإطلاق ، في الواقع كنت أود سؤالك عما عنيته بكلمة ( استغرب ) لكنني عدلت عن ذلك ".
" يا لك من شابة لطيفة ! انت مثل شارلي ، يمكن لأمثالي الإعتماد عليك ، دانيال يتمتع بهذه السجية ايضا ، إنه نوع من الطاقة الذاتية لدى البعض ".
ايقنت ليندا خلال حديثهما ان سوزان غراهام، تملك بدورها هذا النوع من الطاقة الذاتية لكنها لم تعلق على ذلك بل تقبلت بهدوء إطراءسوزان تنتظر بقية القصة .
أكملت سوزان :
" كنت اعلم ان شارلي يحبني ، لكنه كان يتجاهل تلميحاتي اليه بهذا الخصوص ، كدت اياس ، فصارحته طالبة منه أن يتزوجني، رفض عرضي شاكرا لأنه حسب قوله ليس بحاجة الى ممرضة ، وفي حال أراد الزواج مرة ثانية سيختار شخصا يعتني به لا شخصا بحاجة الى من يرعاه ، افهمته أن هذا ما كان يجول في خاطري وأنني مستعدة لأن أعتني به حتى آخر رمق من حياتي ".
هتفت ليندا :
" هل تقدّم بعرضه عندئذ ؟".
" تعنين ، هل قبل بعرضي ؟ ليس مباشرة ، فكّر في الأمر فترة ، لكنني تمكنت من إقناعه بعد طول نقاش أنني لا اقوم بلعب دور الأرملة المحتاجة معه ، ما بك يا عزيزتي؟".
علا الإصفرار وجه ليندا وتقلصت عضلات عنقها ، تذكرت أنها تعرضت هي الأخرى لأتهام كهذا منذ زمن بعيد ، تحاملت على نفسها وأجابت باذلة بعض الجهد :
" لا شيء ، صدقيني ، أصبت بصداع بسيط لا أكثر ".
" يا لغباوتي ، أقلقت راحتك بكلامي من غير ان أفطن الى حالتك ، إذهبي يا عزيزتي وتمتعي بقسط من الراحة ".
تركتها ليندا لكن ليس لترتاح ، بل توجهت الى صفها تشغل نفسها هناك بتحضير بعض الدروس الى ان دخل دانيال يبحث عنها :
" لا شك أنك بحاجة الى بعض الترفيه ، لذلك أنت مدعوة الليلة الى العشاء ".
" انا ؟".
" طلب مني الدكتور سيمونز ان أوجه الدعوة لك وللآل غراهام ، لي ولكليو ، لملاقاته وريك في منزله".
اجابت بسرعة وحزم :
" لن اذهب ".
" بل ستذهبين ، هذا أمر ، لن يخالف أحد من موظفّي اوامر رئيس مجلس الإدارة " دهشت ليندا من طريقته الفظة في أقناعها بالقدوم ، فوقفت تنظر اليه فاغرة فاها ، ثم حاولت الإعتذار مرة أخرى :
" دانيال ارجوك ...أنت لا تفهم ، على كل حال انا مصابة بصداع ..".
" تناولي حبتين اسبرين ، إذا لم تشعري بتحسن سأعطيك شيئا أقوى ".
إنحنى نحوها فوق الطاولة يلامس وجنتها بيده مطمئنا :
" ليندا ، اؤكد لك ان كل شيء سيكون على ما يرام ".
لن يكن الوضع سيئا كما تصورت ليندا ، إستقبلها ريك بإبتسامة فاترة وإنشغل بعدها بمساعدة الدكتور سيمونز في خدمة الضيوف .
جلست الى جانب كليو ودانيال على الأريكة يتسامرون .
عند دعوة الدكتور سيمونز للجلوس الى المائدة ، عمدت ليندا الى الجلوس بين شارلي ودانيال في مواجهة ريك المحاط بكليو وسوزان ، بينما تصدر الدكتور سيمونز المائدة .
لم تتمكن ليندا من الإستمرار في تجنب نظراته ، فإلتقت عيونهما في نظرة طويلة كادت تنسيهما ما حولهما ، فسارعت ليندا :
" اتعني ان المدرسة ستستمر يا دكتور ؟".
" يبدو أن الأمر كذلك يا عزيزتي ، نحن بإنتظار موافقة مجلس الإدارة ، لكنني أعتقد أنني وريك ودانيال قد نجحنا في وضع خطة جيدة لأستمرارية المدرسة في المستقبل ، لا ننس أيضا مساهمة صديقنا شارلي في إنجاح هذه الخطة.
وسط هتاف الحاضرين وصيحاتهم ، اصرت كليو على الحصول على إيضاحات ، لم يلق طلبها لدى واضعي الخطة إلا الضحك معتذرين ، فالتفاصيل لا يمكن أن تذاع إلا بعد إنعقاد مجلس الإدارة ، وعلى النساء كتم الأمر ال حين ذلك ، لكن إشباع بعض فضول كليو لن يضر بسير الخطة ، فكشف الدكتور سيمونز النقاب عن قرار بيع الأبنية الحاضرة وأرض المدرسة ، وشراء أرض جديدة يتم تشييد المدرسة عليها بمساحات اقل ونكون اقرب الى المدارس العادية، حيث يصبح بإمكان التلاميذ الإنتقال بسهولة لأكمال دروسهم ، النفقات اللازمة سيتم الحصول عليها عن طريق قروض ضئيلة الفائدة ، مقدمة من شركة ريك ومن شارلي ومن مجموعة صغيرة من رجال الأعمال المستعدين للمساعدة ، قسم من هذه النفقات سيخصص لتشييد المدرسة الجديدة والتي ستكون اصغر حجما من السابقة ، لكنها ستبنى خصيصا للمعاقين ، وستحوي كل التجهيزات اللازمة ، وأحدث المبتكرات الضرورية للعناية بهم ، وتثقيفهم ، بدلا من إدخال تعديلات جوهرية على المبنى القديم وتحويله الى مدرسة خاصة بالمعاقين ، القسم المتبقي من النفقات سيستثمر بطريقة تقي المدرسة شر العوز وإمكانية التعرض للإغلاق مرة أخرى .
دنت ليندا من دانيال الجالس قربها على الأريكة ، مشيرة الى شارلي يتكلم مع ريك وتسأله بصوت منخفض :
" ما شان شارلي في كل هذا ؟".
" كنا في زيارته ، كليو وانا في إحدى الأمسيات وشرحت له الموقف بعدما أطلعني ريك على طريقته بالعمل ، كما تعلمين نحن بأمس الحاجة الى أناس ميسورين ، ومستعدين لتوظيف أموالهم في أعمال خيرية ، لا اعرف غير شارلي ، لكنه عدني بإدخال بعض من معارفه في عملية التوظيف ، إستدارت ليندا نحو سوزان غراهام وسألتها بلطف :
" هل كنت تعلمين بأن زوجك سيتبرع ؟".
" أجل وقد شجعته على القيام بذلك ، لقد ساعدنا المال والآن حان دورنا لمساعدة الآخرين به ، صحيح أنه لا يمكن شراء السعادة أو الصحة بالمال ، لكنه إذا إستخدم في الطريق القويم ، فقد يساعد الناس على التخلص من المرض والتعاسة بطريقة أسرع ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-01-12, 09:43 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تنفع محاولات دانيال المتتالية في إدارة محرك سيارته بسبب عطل مفاجىء طرأ على مضخة الوقود ، إضطر الجميع للإنتقال الى سيارة ريك ، الذي تولى نقل كرسي شارلي النقال الى صندوق سيارته ، بينما ساعد الدكتور سيمونز ودانيال شارلي على الجلوس في المقعد الأمامي . منتدى ليلاس
كانت السيارة واسعة ، مما سمح لسوزان في الجلوس الى جانب زوجها ، بينما شغل دانيال والفتاتان المقعد الخلفي.
قاد ريك السيارة بهدوء وحذر نظرا للمنعطفات الخطرة التي تتخلل الطريق الساحلي ، الذي يربط الشاطىء بمدرسة ايلين ديوك ، لدى وصولهم الى أحد هذه المنعطفات ، ظهرت امامهم فجأة سيارة قادمة في الطريق المعاكس بسرعتها الفائقة واضوائها الباهرة ، كانت تسير في منتصف الطريق ، فحاول سائقها تفادي الإصطدام بسيارة ريك بأن إنحرف بقوة الى اليسار ، فإرتطم بالحاجز الخشبي المنصوب الى جانب الطريق فحطمه ، وتدحرجت السيارة بمن فيها الى الشاطىء على علو عشرة امتار ، إرتطم مقدمها بصخرة ، ثم إنقلبت على نفسها عدة مرات قبل أن تستقر على الرمال بين الصخور.
تمكن ريك من إيقاف السيارة بعد ان كاد يرتطم بسفح الجبل وترجل الجميع ، ما عدا شارلي القابع تحت المقود من جراء الحادث ، وهرولو مسرعين يجتازون الطريق بإتجاه الشاطىء.
كان المكان مليئا بالصخور التي بفضلها لم تستقر السيارة على سقفها تماما ، أحد الذين كانوا فيها ممدد خارجها ينزف من رجله المهشمة ، إنحنى دانيال ناحية النافذة المحطمة ، يطفىء محرك السيارة ثم إستدار نحو الجريح يتفحصه على ضوء مصباح جلبه ريك معه.
إلتفت الى كليو يعطيها التعليمات ، فجأة سمع جلبة خفيفة تحت السيارة وصوت رجل يئن ، هرع الى مصدر الصوت هاتفا :
" يوجد رجل آخر هنا وهو ما زال حيا ، يبدو أنه سقط من السيارة أثناء إنقلابها ثم إستقرت على جسمه .
تناولت كليو حقيبة الإسعافات الأولية ، وباشرت الإهتمام بالجريح بمساعدة سوزان ، دنا ريك من السيارة يتفحصها ثم علّق :
" أعتقد أنه يمكننا رفعها ".
نهره دانيال :
" لا تتحامق يا ريك ".
" سأحاول ".
" كوني طبيبا ، فهذا يمنعني من السماح لك بالمحاولة ، إن كنت مصرا على لعب دور البطل فانا لن أساعدك ، هلاّ جلبت لي حقيبتي الطبية التي نسيتها في صندوق سيارتي ، اسرع ارجوك ، منزل الدكتور سيمونز لا يبعد كثيرا من هنا ، ومن الأفضل أن تطلب سيارة إسعاف فور وصولك الى منزله ، عوضا عن هدر الوقت في قرع أبواب المنازل المجاورة ، فقد تكون غير مأهولة او لا هاتف فيها ، تردد ريك ثوان طويلة فصاح دانيال بملء فمه :
" بريك يا ريك ماذا تنتظر لتنطلق؟".
ناوله ريك المصباح ، وراح يعدو نحو سيارته لا يلوي على شيء ، بينما أجال دانيال طرفه في الشاطىء الرملي المنبسط امامه وكأنه يبحث عن شيء ، شاهد خشبة كبيرة طافية على وجه الماء ، ثم قذفتها موجة قوية الى الشاطىء ، فإلتقطها ووضعها تحت السيارة قريبا من إحدى الصخور مخاطبا ليندا :
" ليندا ، توجهي الى الطريق العام وحاولي إيقاف سيارة مارة ، أخبريهم أنني بحاجة الى مساعدة والى رجال أشداء.
لحسن حظها ، صادف وصولها الى الطريق مرور سيارة ركابها من الشبان المفتولي العضلات ما لبثوا أن هرعوا الى مكان الحادث ملبين نداء ليندا ، تعاون الجميع على رفع السيارة ، وتحرير الجريح من ثقلها.
اغمضت ليندا عينيها وهي تمسك بالمصباح ، ليتسنى لدانيال وكليو تضميد جروح الرجل بعد سحبه ، أحست أنها ستتقيأ لكن ريك لم يتأخر في العودة مع الحقيبة ، فأمسكها من ذراعها مبعدا إياها عن مكان الحادث .
في صباح اليوم التالي بدا كل شيء كالحلم ، أحست ليندا وكانها قد تخلصت من كابوس مزعج رافق نومها طوال الليل .
إرتدت ثيابها بسرعة وصففت شعرها بعناية ثم غادرت شقتها لتلتقي دانيال في طريقه الى مكتبه ، سالته من غير مقدمات :
" لماذا منعت ريك من محاولة رفع السيارة البارحة؟".
" لأن هذا عمل يعجز عن القيام به عدة رجال ".
" هل تناسيت وجود ثلاث نسوة يتمتعن بصحة جيدة ، معكما ؟ لا أخالك إعتبرتهن قادرات على المساعدة ".
" لا ، لكنهن لا يتمتعن بقوة الرجال...".
" إذن لماذا لم ترسلني أنا لجلب حقيبتك وتركت ريك يعاونك في رفع السيارة؟ كنتم تحمونه ، أليس كذلك ؟".
" حسنا ... تعرض ريك لأصابة في ظهره مرة ، ولم ارد المجازفة ".
" من المفروض ان يكون قد شفي تماما من الإصابة ".
" هل هذا ما ... ( قطع عبارته ثم أردف ) إنها تسبب له إزعاجا بين الحين والآخر .... هذه مشكلة الإصابات القديمة ، نصحته بإستعمال بعض الأدوية الإضافية ،وهذا يجعله أحد مرضاي ، آسف يا ليندا ، لا يمكنني مناقشة البقية معك ".
" حسنا ، لنفترض وجود حالة شبيهة بحالة شارلي ، أصيب بشظايا عديدة في ظهره تسببت بحرمانه من إستعمال رجليه لاحقا ، هل يمكن لهذا أن يحدث لأنسان ، اصيب بحادث حريق ترك أجزاء معدنية حول عموده الفقري ؟".
" ليندا...".
أعادت السؤال بعنف :
" هل يمكن ان يحدث ذلك ؟".
" أجل ، في حالة الإفتراض هذه ، أي إجهاد أو ضغط قد يكون خطيرا جدا على المصاب ".
صاحت ليندا بحدة تغلب عليها اللوعة :
" المجنون ! كدت اقتله ! بل اريد خنقه بيديّ الإثنتين ! " وراحت تعدو كالمجنونة بإتجاه مرآب السيارات.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-01-12, 08:05 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64726
المشاركات: 961
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاطالجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 127

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجبل الاخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلمين ننتظر التكمله

 
 

 

عرض البوم صور الجبل الاخضر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a streak of gold, daphne clair, دافني كلير, خيط الذهب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية