لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-12, 11:35 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفجأة إستعادت رشدها حين سمعت صوت خطى سوزان تجوب الطابق العلوي.
وتساءلت برعب ، الم تتعذب بما فيه الكفاية على يد هذا الرجل ؟ هل فقدت رشدها لتسمح له بان يقترب منها الى هذا الحد ؟ ثم أن سوزان قد تهبط الى المطبخ في أي لحظة .... قالت بصوت خافت:
" كلا ، كلا !".
أضافت وهي تحاول إخفاء الرجفة في صوتها ، وقد أدركت مبلغ سيطرته عليها:
" أرجوك ، أريدك ان تذهب الان ".
منتديات ليلاس
فأجابها بنظرة ساخرة:
" لماذا ؟ لقد فات الوقت ولا يمكنك التظاهر الان بأنك لا تبادليني الرغبة نفسها".
" إخرج من هنا !".
لم يتحرك ليخرج إنما إنتصب قليلا وفرك شعر صدره الأجعد الداكن وقال:
" فاصل شيق ، مع أنه غير مرض ، ماذا كنت تنتظرين مني يا هارييت ، أخبريني ؟ كان يجب ان تعرفي منذ البداية أنني لست رجلا مهذبا ... أليس كذلك؟".
" نعم ، نعم ، كان عليّ أن أعلم".
وأكملت بمرارة :
" اوه ، ارجوك أن تذهب".
" أهكذا تعزّين نفسك لأنك لم تضعفي هذه المرة؟".
تقدم نحوها فتراجعت الى الوراء خائفة ، قال:
" إسترخي يا هارييت ! لقد تلقيت الدرس الكافي لهذا اليوم ، لا تقولي أبدا أن أحدا من آل لاروش لا يعرف متى يجب أن يستسلم ، لكن لا تتصوري أنه بإمكانك أن تلعبي هذه الألاعيب معي ، لقد أفلتّ هذه المرة فقط لأنني سمحت لك بذلك !".
إبتلعت ريقها بصعوبة وقالت:
" انا.... أنا لا أفهم كيف تجرؤ على مخاطبتي بهذه الطريقة ! انا....".
وبللت شفتيها الناشفتين:
" لا أريد رؤيتك بعد الان ، هل تفهم؟".
عيناه إسودتا غضبا وأجاب:
" أنت حمقاء يا هارييت".
لم يقل كلمة ثانية ثم إستدار وغادر البيت.
بعد ذهابه ، تحركت هارييت على ساقين عاجزتين عن حملها ، لم تواجه موقفا كهذا أبدا ، وحاولت نسيانه فلم تستطع ، هل جلبت كل هذا لنفسها؟ هل أشعل تصرفها الأحاسيس القديمة التي كانت بينهما؟
حركة على الدرج اعادت اليها رشدها فرأت سوزان تتربص خلف الباب المشقوق ، طغى الغضب على أحاسيسها لأن الفتاة كانت مسؤولة عما حدث ، لكن هل تستطيع أن تلوم سوزان ؟ كيف تلوم أحدا سوى نفسها ؟ وقالت بعصبية:
" إدخلي ! هيا ، إدخلي!".
فدخلت سوزان الباب وعيناها الحمراوان تشهدان على التعاسة التي تشعر بها ، قالت بصوت متهدج وهي تحاول الكلام بوضوح:
" هارييت ! أنا.... اعتذر".
تساءلت هارييت عما تعتذر ! هل لأنها جاءت بأندريه الى هنا ؟ ام تعتذر عن الحادثة التي جرت عند قدومه؟
حاولت أن تتصرف بشكل طبيعي ، رفعت يديها لتلمس شعرها الحريري وقالت بسرعة:
" يجب أن تكوني نادمة ، لكن ما حدث قد حدث ، وإسترحت على الأقل من مشوار السباحة.
تلكأت سوزان عند باب الدرج وسألت:
" هل اردت الذهاب فعلا؟".
تنهدت هارييت قائلة:
" أظن يا سوزان اننا إتهينا من هذا الموضوع ، ومن الأفضل ان نقوم بأعمال الحديقة ، أليس كذلك؟".
أخذت هارييت تضرب المنجل ، وأفادها هذا العلاج ، فيما راحت سوزان تجمع العشب وتكوّمه في مؤخرة الحديقة ، ثم أرهقهما العمل فتوقفتا من شدة الحر وراحتا تستحمان في الجدول وتستمتعان بالماء البارد العذب ينساب على جسميهما ، كان صباحا طويلا ، وستعقبه نهاية نهار اطول.
وعند المساء ، بينما هما تستعدان للنوم ، قالت سوزان:
هناك كدمة على ذراعك".
فإرتدت هارييت قميصها بسرعة لأنها تعلم بوجود رضوض عديدة على جسمها ولم تشأ ان توضح لسوزان سببها.
كان ممكنا في الأيام المقبلة ان توهم نفسها بان الأسوأ قد ولّى بعدما حصلت المواجهة التي توقعتها منذ اللحظة الأولى التي شاهدت فيها اندريه ، وصار عليها الآن أن تتابع حياتها وتناسى كل من يمت بصلة الى عائلة لاروش ، لكن في أوقات الفراغ كانت هذه الأفكار تعاودها ولم تستطع كبتها ، وأصبح النوم مهمة أكثر منه ضرورة.
ابدت سوزان إستعدادا لتخفف عنها ، كان واضحا أنها نادمة على ما فعلت ، ومع انها لم تدرك أنها هيّجت الأفعى في وكرها أحست أن الواقعة التي حركتها قد أحدثت مضاعفات لم تدرك عواقبها ، وتساءلت هارييت أكثر من مرة ، هل علمت سوزان ماذا كان يجري في الطابق السفلي ، ام تصورت انهما كانا يتشاجران ؟ تمنت بمرارة لو أنهما تشاجرتا طوال الوقت كي يسهل عليها النسيان.
لقد أتتا الى الدوردون لتشاهدا المنطقة وصممت هارييت على ان تفعلا ذلك فزارتا قصر روكامادور الذي يقف برشاقة فوق وادي الألزو وسارلات بجدرانه الصفاء وقرميده الأبيض ، وزارتا بريجو ، عاصمة البريجور ، وكاتدرائيتها ذات القباب وابنيتها القديمة الجميلة ، وأخيرا برجوراك حيث قامتا بزيارة الى كروم العنب ، أجمل نزهة تذكرها هارييت ، كانت الى مغاور بشميرل ، حيث دهاليز الكهف تهبط الى اكثر من ميلين نحو الوادي السحيق وتتحول الى غرف ، كانت حلم علماء الكهوف لأنها تحتوي على رسوم لحيوانات كانت تجوب الأرض منذ أربعين ألف سنة.
شاهدتا كذلك آثار اقدام متجمدة لأنسان ما قبل التاريخ ، محفوظة الى الأبد في طين كربوني مترسّب ، وحين خرجت هارييت من المغارة ، غمرتها نشوة وإحساس بخلود الإنسان ، لو إستطاع المرء ان يطبق الدروس على حياته الخاصة لأدرك سخافة مشاكل الأنسان بالمقارنة مع هذا المقياس التاريخي الطويل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-01-12, 11:36 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد إنقضاء أسبوع على اللقاء الرهيب مع اندريه ذهبت هارييت تشتري بعض الأغراض في روشلاك فأوشكت ان تصطدم ببول ، كانت خارجة من دكان الحيوانات والشمس في وجهها ، فأخذت تبحث عن نظارتها عندما ظهرت قامة طويلة امامها ، بدات تعتذر لكنه بادرها قائلا:
" مرحبا هارييت".
" بول!".
دفعت بنظارتها على أنفها ، ونظرت اليه بدهشة:
" بول!".
احست بعدم الإرتياح وقالت:
" إنها لمفاجأة ".
" حقا؟".
نظر حوله ثم سألها:
" هل أنت وحدك؟".
نقلت سلتها الى ذراعها الأخرى وأجابته:
" أجل ، سوزان تاخذ حمام شمس فالطقس في غاية الجمال".
" اجل".
أدخل إبهامه في جيب بنطلونه الخلفي وبدا مكتفيا بأن يقف معها وينظر اليها بينما يشاهده نصف سكان روشلاك الحائمين حولهما بإهتمام ، وفكرت هارييت بإنزعاج ، هؤلاء الناس يعرفون من هو... ثم أرغمت نفسها على الإبتسام قائلة:
" حسنا، سررت لمشاهدتك ثانية يا بول...".
" هيا ، تعالي نتناول كوبا من العصير أو فنجانا من القهوة إن كنت تفضلين".
هزت رأسها قائلة:
" كلا لا أظن...".
" لم لا ؟ تذكري أنك مدينة لي".
تحركت هارييت بضيق وقالت:
" بول ، أنت تعلم انها فكرة غير لائقة".
" ابسبب والدي ؟ انا أعلم لأنه أخبرني".
إنذهلت هارييت وقالت:
" ماذا اخبرك؟".
" أخبرني انكما تعرفان بعضكما منذ سنين عديدة ! وأنك لا تحبينه".
يا الهي ! أحست هارييت بالضعف ، أهذا ما قاله اندريه لأبنه ؟ اهذا ما قاله لزوجته؟
" إذن...".
بدأت بالكلام لكن بول قاطعها ثانية:
" والدي ليس هنا ، ولا موجب لأن يعلم وإن علم...".
وبسط يديه دلالة على اللامبالاة.
ترددت هارييت وقالت:
" بول ، إنني متاكدة أن هناك فتاة أخرى تتوق لكي تدعوها...".
فاجاب بحنق:
" كسوزان مثلا؟".
وتنهدت وردت:
" حسنا ، حسنا ، سأتناول فنجانا من القهوة معك".
إختفى التوتر من صوته ، وسار معها الى حيث مقهى السيد ماكون الذي بادرها قائلا:
كيف حالك؟".
لم تستطع هارييت إخفاء إبتسامة اسى وقالت بجفاف:
" أستطيع القول أنني لست بحال أحسن لأنني رأيتك".
وعندما احست أنها جرحت شعوره صحّحت ما قالته:
" كلا ، أنا على ما يرام ، كيف حالك أنت؟".
كانت الطاولات منتشرة تحت الشمس ، فإختار بول إحداها ، وطلب من إحدى المضيفات أن تأتيهما بقهوة فنظرت الى هارييت بإعجاب قبل ان تذهب ، وسألته هارييت بمكر وهي تسند مرفقها على الطاولة:
" هل تعرفها؟".
نظر اليها بإرتباك ثم أجاب وهو يجعد انفه بحتقار:
" ليز؟ إنها فارغة الرأس... اما أنت...".
قاطعته هارييت قائلة:
" إنسني الآن ، هل إصطحبت جدتك الكبيرة في نزهة؟".
أجاب بحنان:
" لويز؟ اجل أخذتها".
لم تستطع هارييت منع نفسها من سؤاله:
" لويز؟ اهذا إسم جدتك؟".
اومأ بول:
" لويز ماري تيريز لاروش ، إنها جدة والدي".
" فهمت".
" هل ترغبين في لقائها؟".
" كلا".
وهزت راسها بسرعة ، كان هذا آخر شيء تريده ، وتابعت متلعثمة:
" اقصد... لم أحلم ب... ب...".
" ..... ان تزوري بيت أبي".
تنهدت هارييت:
" شيء كهذا ، حسنا ، لقد جاءت القهوة ، يا لرائحتها الزكية".
قدوم المضيفة منحها فترة إستراحة من أسئلة بول الثاقبة ، وإفتعلت هارييت إهتماما بالغا بفنجان اقهوة ، لكنه عاد الى الحديث فجأة :
" قال والدي انك تعيشين في لندن".
فإضطرت ان تنظر اليه:
" حقا؟ نعم إنني أقيم هناك".
وضع بول يديه على الطاولة وتابع:
" أظن أن تصادفين أشخاصا شيقين في سياق عملك؟".
" بعضهم".
أحست انها أصبحت عل أرض متينة وسألته:
" هل تهتم بالتحف القديمة؟".
هز بول راسه قائلا:
" كلا ! لكنني احب العيش في لندن".
نظرت ثانية الى فنجان القهوة وقالت بحزم:
" ثق انك لن تحب ذلك".
" كيف يمكنك التكهن بهذا ؟ عن لندن هي المكان الذي يجب أن يذهب اليه كل شخص يسعى الى الشهرة".
" الناس المجهولون في لندن اكثر بكثير من المشاهير".
" ربما ليس لديهم طموح".
" وانت؟".
فأوما بحرارة وقال:
" بالطبع أنا طموح".
اجابته هارييت عابسة:
" " وماذا ستفعل في لندن؟".
" سأجد عملا ، سأعزف على الغيتار".
" فهمت ، أنت تعزف على الغيتار ، إذن دعني أقول يا بول أنه يوجد مئات من الشبان مثلك في لندن...".
" هذا ما يقوله لي والدي ، لكنه لا يعلم انني أجيد العزف عليه ، أعرف انني جيد ، ليتني أستطيع الذهاب الى لندن ، وأحظى بعمل في فرقة موسيقية...".
" لماذا لا تفعل ذلك في باريس؟".
" لأنني اريد الذهاب الى لندن".
إنتهت هارييت من إحتساء القهوة وقالت:
" يجب أن انصرف الآن".
أخذت حقيبتها من السلّة ، لكنه تدخّل عندما رآها تفعل ذلك وقال:
" أنا سأسدد الحساب".
فلم تعترض هاريت.
كانت الساحة الصغيرة مزدحمة أكثر من المعتاد ، وأوضحت أنها تركت السيارة في خارج القرية.
" أشكرك يا بول على ضيافتك".
إلا أنه لم يستأذن بالإنصراف وقال بإصرار:
" ساتمشى معك".
وإضطرت الى القبول ، كانت الشمس حارة جدا وما لبثت ثيابها ان إلتصقت بجسمها ، لكنها لم تتمهل في السير إذ أرادت ان تفهم الشاب أنها لا تنوي ان تتأخر ، تساءلت عن ردة فعل تشارلز لو رآها الآن وهي تمشي في روشلام مع إبن أندريه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 09-01-12, 11:38 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحالما وصلت السيارة فتحت الباب والقت بالسلة على المقعد الخلفي ، وقف بول ينظر ويده في جيبه ، إبتسمت هارييت وهي تفتح الباب الأمامي وقالت:
" حسنا... الآن أستودعك الله".
ادار بول وجهه للشمس قائلا:
" الحر شديد للغاية".
" اجل".
منتديات ليلاس
" والدي يعمل ، لماذا لا تأتين الى البيت للقاء لويز؟".
إنقبض قلب هارييت وردت:
" لا أستطيع ذلك".
" لن تري أبي ، أعدك بذلك ، إنهم يقطفون الثمار وسوف يغيب طول النهار".
فقالت وقد وجدت مبررا للخلاص منه:
" ولماذا لا تعاونه؟".
قطب الشاب وردّ بإمتعاض :
" هذا يوم راحتي ، والعمل في الحقول يؤذي يديّ".
صعدت الى السيارة بتصميم وقالت:
" آسفة يا بول إنما يجب أن أعود خشية أن تقلق سوزان".
أغلقت الباب وراءها ، وانزلت الزجاج برغم جو السيارة الخانق وقالت:
" الى اللقاء".
إبتعد بول قليلا ورفع يده لتحيتها ، فإنطلقت بشعور من الهرب لكنها شاهدت وجه الصبي الحائر في المرآة ، فخالجها إحساس مزعج بأن هذه لن تكون المرة الأخيرة التي ستراه فيها.
غمرتها الحيرة وهي تقود السيارة وفكرت بالشاب.
لم يذكر والدته ، ولا إمكانية وجود أخوة او أخوات ، جدته الكبرى هي الشخص الوحيد الذي ذكره عدا والده ولا بد أنها في سن متقدمة جدا ، في الثمانين على الأقل ، وتبدو كانها ذات أهمية في العائلة ، بالطبع ، العائلات الفرنسية تختلف عن العائلات الإنكليزية ، فهنا ينظر الى المسنين بإحترام ووقار ، وتطلب آراؤهم وتعتبر قيّمة ، للخبرة معنى هنا ، ربما لذلك احب بول جدته الكبرى وأحترمها ، لكن ماذا عن والدته؟ وهل لأندريه امراة اخرى ؟ ففي هذه البلاد من الطبيعي ايضا أن تكون للرجل إمرأة أخرى ، وهنا إنتقدت هارييت نفسها بألم وإضطرت الى الإعتراف بأنها فضولية.
لم تجد اثرا لسوزان عندما قادت سيارتها على درب البيت وأحست برعشة خوف ، لقد تغيّبت اكثر من ساعة وبالتأكيد لم يحصل شيء في اثناء غيابها .... كان من عادة سوزان أن تخرج لملاقاتها ولم تفعل هذه المرة .
أوقفت السيارة ، وخرجت مسرعة دون أن تأخذ السلة من المقعد الخلفي ،ومشت بسرعة على الممر ودخلت البيت وهي تنادي:
" سوزان.... سوزان ، أين انت؟".
لقد شاهدت بقعا مخيفة على أرض المطبخ وتخيلت أنها من الدم ثم سمعت انينا صادرا من الصالون ، ذهبت لتستخبر الأمر وساقاها ترتجفان ، توقفت عند باب البهو الصغير وشهقت بخوف ، كانت سوزان مستلقية على الأريكة شاحبة والدم ينزّ من ربطة تحت ركبتها ، صرخت هارييت:
" سوزان!".
وشعرت بغثيان من منظر الدم.
" يا ألهي!".
أحست بخوار في ساقيها فإتكأت على حاجب الباب ، وللحظات قصيرة شعرت أن الغرفة تدور حولها من تأثير الصدمة والحر الشديد . وهتفت سوزان منتحبة:
" هارييت... كم انا سعيدة لأنك عدت.... كنت خائفة جدا".
فإندفعت نحو سوزان لتقدم لها العون بقدر المستطاع وعيناها تنظران الى الجرح لترى مدى خطورته ، كيف حصل هذا ؟ من البديهي ان سوزان جرحت رجلها ولكن اين ؟ وبماذا؟ وبدا أن سوزان لن تتوقف عن البكاء ابدا ، فهتفت خالتها أخيرا:
" حبيبتي ، هيا ، أخبريني ماذا جرى؟".
شهقت الفتاة فناولتها هارييت منديلا وأيقنت أنه من اللازم الإسراع بإتخاذ إجراء ما لأنها كانت تنزف كثيرا ، وقالت سوزان بفزع:
" إنه المنجل .... كنت أحاول قطع ما تبقى من العشب... الحشيش الذي لم يكمل بول قصّه".
احست هارييت بموجة من الهلع تسيطر عليها وصرخت:
" المنجل !".
إن مطلق حادث يمكن ان يكون خطيرا وهما على بعد اميال من أي مستشفى ، ولا تعلم إن كان هناك بالجوار طبيب ، يجب ان تتصرف بسرعة ولكن كيف؟ قالت لنفسها ، أسرعي في التفكير ، وتصرفي بهدوء ، لا تدعي سوزان ترى انك تفقدين رباطة جاشك.
ركعت على الأرض وهي تبتسم لسوزان مشجعة ، ثم نزعت الرباط برفق لتكشف الجرح ، ووجدته اسوأ مما تصورت ، إذ يبلغ طوله بضع بوصات ويلزمه تقطيب ، ولم تستبعد خطر الإلتهاب لأن المنجل ملوث .
" يجب ان أضع عصيبة حول ساقك لإيقاف النزيف".
قالت هذا بصوت عادي ، ثم أضافت:
" يجب أن نذهب الى الطبيب".
كانت تحاول ان تظهر براعة فيما تفعل وتوحي بالإطمئنان للفتاة ، لم تكن تخاف منظر الدم ، لكنها لم تر في حياتها جرحا كبيرا ونزيفا شديدا كهذا ولم تكن لديها خبرة بمثل هذه الأمور ، ليس في البيت خزانة أدوية ، وكل ما لديها بضع حبّات من الأسبرين ولا شيء آخر يساعد على تخفيف آلام سوزان ، كانت سوزان تثق بما تفعله خالتها وهي تتكلم بلطف أنما بقلة معرفة بالعصيبة الضاغطة التي تقطع النزيف ، تذكرت أنها قرات في مكان ما أن قطع الدم ممكن ولكن لوقت محدود وإلا اصيب العضو بالغرغرينا ، إرتعشت لهذه الفكرة المرعبة ، إذا خسرت سوزان ساقها من جراء ذلك فسوف تلوم نفسها الى الأبد، لقد عصبت ساقها بجورب من النايلون وشدّته حتى إنقطع النزيف ، لكن وجه سوزان كان شاحبا جدا.
قالت الفتاة بإرتعاد.
" أسفة لأنني لطخت الأريكة".
لكن هارييت طمأنتها قائلة:
" لا تهتمي للمقعد ، يجب أن أحملك الان الى السيارة".
" الى اين سنذهب؟".
" لنجد طبيبا".
لكن الفكرة مشكوك فيها ومع ذلك يجب أن يكون هناك طبيب في روشلاك.
وبالرغم من نحولها كانت سوزان ثقيلة الوزن على هارييت وبعد عدة محاولات فاشلة ومؤلمة قالت سوزان بشيء من الواقعية:
" يجب ان أمشي".
لكن حين حاولت النهوض فقدت وعيها تقريبا فقالت لها خالتها:
" إبقي حيث أنت".
تطلعت اليها سوزان بلهفة فتنفست بعمق وأردفت:
" سأذهب.... لأتي بشخص يساعدنا".
إستلقت الفتاة على الوسائد وسالتها:
" بمن ستاتين؟".
فردت بصوت فاتر وقد غلبت على مرها:
" سآتي ببول".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:19 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- إنتظار في المستشفى


كان المشوار الى القصر كالكابوس ، لم تذهب اليه من البيت من قبل فعلقت في الشوك والنباتات الزاحفة وإضطرت الى تغيير طريقها وسلوك الطريق المحاذي للغدير ، ربما كان الأمر سهلا لو لم تكن يائسة ، لكن السير إستغرق وقتا طويلا ، ومعرفتها الضئيلة بجغرافية المكان لا تتيح لها إضاعة مزيد من الوقت.
لما وصلت الجسر الذي يمر فوق الجدول تحسنت الدرب ، كانت تحس الحر وتتصبب عرقا ، ويداها متسختان ومخدوشتان من مصارعة الأشواك ، ازاحت شعرها الى الوراء وإستمرت في السير مع أنها تاقت الى تغطيس وجهها في الماء البارد ، تعد تسلّق آخر وصلت الهضبة الموازية لأسوار القصر ، إستجمعت قواها ، وسلكت الدرب الممتد الى الجهة الأمامية من البناء ، هل تجد بول في البيت ؟ لقد تركته منذ ساعة تقريبا في روشلاك ، فهل عاد الى البيت ، وإذا لم يفعل ، بمن ستستنجد؟
بوابات القصر الكبيرة تبدو كحارس فخور بآثاره ، من المستحيل أن لا يتامل المرء الجدران المكلّلة بالشرفة الرائعة ، كانت تقصد البيت ذا الجدار الخلفي الملتصق بحصن القصر وخارت قواها عندما رأت الباب المقوّي بالقطع الحديدية والجرس المتدلي بقربه ، ماذا عساها تقول؟ كيف تعرّف عن نفسها ؟ طلبت من اله ان يكون بول هناك!
دقت الجرس الذي رنّ بحزن بين جدران البناء الحجري ، ووقفت تنتظر حنى يأتي أحد ويفتح لها الباب ، لكن الصمت دام طويلا بعد ان سكن طنين الجرس ، فدفعته ثانية وقد فقدت ما بقي عندها من صبر لتعود لسوزان ، ولما إستمر الصمت كادت تقفل راجعة والدموع تملأ عينيها ، فسمعت صوت مفتاح في قفل الباب فأستدارت وحلقها جاف ومطبق ، بينما البوابة الكبرة تتارجح الى الداخل ، ظهرت سيدة عجوز تتكىء على عصا من الفضة ، وسألتها بالفرنسية:
" نعم؟".
إستجمعت هارييت هدوءها بصعوبة ، لا بد أنها لويز ، ورات انها لا تبدو عجوزا كما توقعت.
" أنا.....".
بدأت كلامها بالإنكيزية ثم إنتقلت الى الفرنسية:
" إنني آسفة لأزعاجك يا سيدتي ، لكنني أريد التكلم مع حفيدك بول ".
عبست السيدة العجوز ،وحدقت اليها بعينين رماديتين تشبهان عيني أندريه.
" لماذا تريدين محادثة حفيدي يا آنسة؟".
فصاحت هارييت بيأس:
اوه ، أرجوك ، أهوهنا؟".
وتابعت موضحة:
" حدث لأبنة أختي حادث ، جرحت ساقها ويجب أن أصطحبا الى الطبيب ، لكنني لا أستطيع حملها من دون عون".
هزّت العجوز رأسها ببطء وقالت:
" آه ، لا بد أنك الانسة أنغرام أليس كذلك؟ وأنت التي إشتريت المزرعة القديمة".
" اجل ، أجل".
لم يكن لديها وقت لتبادل المجاملات.
" هل بول هنا؟".
"كلا ليس هنا".
غرقت آمال هارييت عند سماع كلماتها ، وقالت العجوز:
" إنه في روشلاك يا آنسة".
" هل يوجد أحد بإمكانه مساعدتي ؟ أخوه مثلا أو والدته؟".
" ليس لبول أخوة يا نسة ولا اخوات ، لو كان الأمر كذلك لتنافس معهم على أرضاء أبيه".
لم تستطع هارييت أن تتاخر ، فإستأذنت بالإنصراف وقالت:
" إن لم أجد أحدا هنا بإمكانه مساعدتي ، فيجب ان أعثر على من يساعدني....".
هزّت السيدة العجوز راسها قائلة:
" أي ، أي ، أي ، أنتم الشباب ليس لديكم الوقت لتقفوا وتكلموا سيدة عجوزا ".
" الأمر ليس كذلك".
نظرت هارييت اليها مستسلمة واردفت :
" إبنة أختي لوحدها وعليّ إحضار احد لأسعافها".
" آسفة يا آنسة".
هزت العجوز راسها ، وإستدارت بحركة متأنية وأقفلت الباب في وجهها.
وقفت هارييت تنظر الى الباب مشدوهة ثم إستدارت وعادت أدراجها على طريق الوادي ، كان فمها جافا ، وتاقت لشربة ماء نما لا وقت الآن ، راحت تمشي وتنظر حولها متسائلة إذا كانت ستلتقي أحدا ، لكن الأحراج كالغدير مكان معزول ، تستعمله الطيور والحيوانات أكثر مما يستعمله البشر.
وأخيرا وصلت الدرب وشاهدت المنزل أمامها ، كان يبدو هانئا وحالما في حرارة الظهيرة ، فلم تنتبه لمحاسنه... يجب أن تتدبر الأمر مع سوزان لتصلا الى السيارة ، ثم يصبح الأمر سهلا لأيجاد عون ، ربما الان بعدما إرتاحت سوزان تستطيع المحاولة.
دخلت هارييت المطبخ وأحست بالأرتياح ، لقد تركت نظارتها الشمسية في السيارة وإرتاحت حين شعرت بالظل ، تقدمت نحو باب الصالون ووقفت بذعر عندما رات إبنة أختها تبدو فاقدة الوعي ! لسبب ما حاولت ان تجر نفسها من على الأريكة وفي أثناء ذلك إنفك الرباط فسقطت على الأرض وعاد الدم ينزف من ساقها.
" يا ألهي!".
وضعت هارييت يدها على فمها ، لا تستطيع تحريك سوزان لوحدها إلا إذا جرّتها الى السيارة ، أسرعت الى الأمام وخرّت على ركبتيها قرب الفتاة البائسة وفي لحظة عصبت ساقها مجددا وعندما لم تتحرك سوزان وقفت تنظر اليها يائسة ، لم تجرؤ على تركها وحدها خشية ن تستيقظ وتلحق بنفسها ضررا ما ، يجب عليها باية طريقة أن تأخذ الفتاة الى السيارة وربما من الأفضل أن تبقى فاقدة الوعي لأن الذي ستفعله هارييت قد يؤلمها.
قررت أنها تحتاج الى بساط ، وإذا إستطاعت أن تضع سوزان على البساط ثم تجرها الى السيارة ، ربما الأمر اسهل ، عادت الى المطبخ ، قطع السجاد التي إشترتها لهذه الغرفة صغيرة جدا ، لكن جلد الخروف بين السريرين قد يصلح أكثر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:21 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ركضت تصعد الدرج ، متناسية الألم في ساقيها ثم مسحت يديها على بنطلونها وهي تقول لنفسها إبقي هادئة ، ولم تفلح ، نزلت الدرج مسرعة وكادت تسقط لن أصابع قدمها علقت بالسجادة وإرتجفت قائلة لنفسها بصوت عال ، حاذري!
ولدى دخولها المطبخ رات جسما طويلا يظلل فتحة الباب فشهقت وهتفت:
" يا ألهي ! أندريه!".
ثم سقطت كومة واحدة عند اسفل الدرج.
هب اليها في لحظة ، ورفعها بين يديه حتى تأكد انها تستطيع الوقوف لوحدها ، وسال بصوت أجش:
" ما الأمر ؟ ما الذي حدث؟".
منتديات ليلاس
إنتبهت هارييت لشحوب وجهه وقالت بصعوبة بالغة:
" إنها سوزان ! لقد وقع لها حادث بالمنجل ... أنا ... انا ذهبت الى القصر...".
" أعلم انك فعلت ، لذلك انا هنا".
" أوه!".
أزاحت شعرها الى الوراء وتابعت:
" إذن جدتك...".
" قالت فقط نك أخبرتها قصة غير مفهومة عن حاجتك لمساعدة بول ".
نظرت هارييت اليه متلعثمة:
" بول... بول قال لي انك غائب".
هز راسه بحيرة وقال بخواء:
" بول الذي قال هذا؟ ستخبرينني فيما بعد ، اين هي؟".
" هناك".
إقتادته هارييت الى الصالون فركع قرب الفتاة الغائبة عن الوعي ، وضع إبهاميه على جفنيها وفتح نقرتي عينيها ثم إنتصب ونظر الى الدماء على المقعد.
" لقد نزفت بشدة أليس كذلك؟".
" اجل".
تقدم من المجلى لغسل يديه قائلا:
" سآخذها الى شيزون في بلسوربو".
" شيرون ؟ هل هو طبيب؟".
" لديه عيادة صغيرة".
جفف يديه وسألها:
" هل لديك شيء نظيف نربط به ساقها ؟ وبطانية ؟ لا نريدها أن تصاب ببرد"
" اجل، اجل".
ونظرت حولها بلا تركيز:
" ألا يوجد اطباء في روشلاك ؟".
" أجل ، لكنهم لن يتمكنوا من عملية نقل الدم".
ثم عاد الى الصالون وذكّرها بالرباط المطلوب".
إندفعت هاريت الى فوق لتحضر غطاء مخدة نظيفا وحراما ، ولما نزلت ثانية وجدته يحمل سوزان برفق ، وارشدها قائلا:
" ضعي البطانية على الأريكة".
مدد الفتاة على الحرام وإستدار ليتناول غطاء الوسادة وسألها:
" هل هذا الرباط؟".
" هذا كل ما لدي".
فمزّق القماش قائلا:
" إذهبي وإفتحي الباب".
وربط ساق سوزان التي بدأت تتحرك".
" الباب ؟ إنه مفتوح ".
أحست هارييت انها تتصرف بغباء ، وأفهمها اندريه بصوت هادىء:
" باب سيارتي".
" لم أعرف انك أتيت بالسيارة !".
اجابها اندريه:
" لا اظن انك كنت في حالة تسمح لك بالإستماع الى أي شيء".
فألقت هارييت نظرة طويلة وحزينة على الفتاة ثم غادرت الغرفة.
كانت الشمس في الخارج تعمي البصر بعد برودة الجو داخل البيت ، وتذكرت هارييت كم هي عطشى ، قرب سيارة الفيات كانت تقف سيتروين مغطاة بالغبار ، فتقدمت منها بسرعة وفتحت الباب الخلفي ، ونظرت الى الوراء عندما سمعت اندريه يناديها:
" هل ستأتين معنا؟".
وعندما اومأت تابع قائلا:
" إذن من الأفضل ان تغلقي باب البيت".
" أجل".
أسرعت الى البيت مارّة باندريه وهو يحمل الفتاة .
كانت عينا سوزان مفتوحتين تنظران اليها بقلق فهمست لها بحنان:
" لا باس عليك يا حبيبتي ، ستصبحين بأحسن حال".
سالت سوزان وعيناها تدمعان:
" ماذا حصل؟ الى اين نذهب؟".
فأجابها اندريه بحزم:
" لزيارة الطبيب".
ثم نظر الى هارييت نظرة ثاقبة ، فهزت راسها وأسرعت تقفل الباب .
لما عادت كان أندريه قد اجلس الفتاة على المقعد الخلفي بطريقة مريحة ، همّت بالجلوس قرب الفتاة لكن أندريه قال:
" من الأفضل أن تجلسي على المقعد الأمامي ".
نفّذت طلبه فورا بعدما رمقت سوزان بنظرة عطوفة.
أقفل اندريه الباب وقاد السيارة الى الوراء بمهارة على الممر ولم تحس سوزان بالإهتزاز بسبب وسائد السيارة المريحة ، وسرعان ما سلكوا الطريق المؤدي الى بلسوربو ، كتب على اللافتة ان البلدة تبعد سبعة كيلومترات ، وأحست هارييت بإرتياح ، كانت المسافة اقل من خمسة أميال ، وقطعها لا يستغرق الكثير من الوقت خصوصا ان أندريه يعرف الى اين يذهب.
ألقت نظرة جانبية على الرجل الذي يقود السيارة بثقة وبيدين نحيلتين ، يجب ان تشكره ، ولم يكن من السهل ان تكون مدينة له، لقد عامل سوزان بغاية الرفق ، وأحست بالحسرة للطريقة التي عاملته بها في لقائها الأخير ، كانت تبرّر نفسها وهي تنظر من خلال النافذة ، ولم لا ؟ فهو الذي تسبّب في حقدها عليه ، والله يعلم ان لديها كل الحق لتكرهه.
تحركت سوزان ، فإنتهزت هارييت هذه الفرصة لقطع حبل الصمت وقالت:
" كيف تشعرين؟".
إرتجفت شفتا سوزان وهي تجيب:
" أشعر برعشة وحرارة".
أرادت أن تزيح الحرام لكن اندريه نظر اليها عبر كتفه وقال:
" دعيه عليها".
فإمتثلت لرغبته.
" كيف حصل الحادث؟".
كان سؤال أندريه متوقعا ، لكن هارييت وجدت الإجابة عليه صعبة :
" سوزان....كنت أنا في روشلاك ،ويبدو أن سوزان قررت ان تكمل قص العشب".
" بالمنجل؟".
" أجل".
عضّت هارييت على شفتها السفلى وتابعت كمن يهذي:
" بول إستعمل المنجل من قبل... كان يجب ان أمنعه من ذلك ، لأنه آداة خطرة".
راح أندريه ينظر إليها كأنه يوّبخها ويستصغرها فأحست أنها بلهاء وغير قديرة ، لو حدث لبول حادث كهذا او اسوأ منه فكيف يكون إحساسها؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مرة في العمر, anne mather, آن ميثر, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the devil in velvet, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية