لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-12, 04:11 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي السنوات التي تلت خيانة اندريه تاقت الى أن تشعر بعاطفة نحو أي رجل آخر ، لكن أحاسيسها جمدت ، والبرودة التي نعتت بها كانت في مكانها ، إنما في ذلك الزمان ، سيطر عليها خوف كبير من أن لا ترى أندريه ثانية ، أما هو فكانت الحالة غير طبيعية بالنسبة اليه ، لأن تشارلز كان يتصرف معها وكانه والدها ، ولا شك أن النسوة اللواتي يخالطهن اندريه كانت لديهن خبرة في هذه الأمور ، فلا يحتاج للإختلاء بهن في الغرف الخلفية لمخزن أثريات ، وتصورت الشقق المضاءة بالشموع والمفروشة بجلود النمور .... ما عادت تهتم لجاذبية شعرها الأسكندنافي الأشقر ، ولا لتفتح صباها الذي لا يستطيع أي تبرج تقليده.
لم يكن خوفها في محله ، ففي الأشهر الثلاثة التي تلت هذه الحادثة ، أمضى اندريه أوقاتا طويلة في لندن ، حيث كان يطير اليها من باريس صباح السبت ويعود مساء الأحد ، لم يوافق تشارلز على ما كان يجري لكنه أدرك أنه لا يستطيع تغيير رأي هارييت بالنسبة الى أندريه لاروش.
والداها كانا اقل تفهما ، لقد إلتقيا أندريه في عدة مناسبات لكن والدتها وجدت فارق السن بينهما كبيرا ، اما والدها فلم يكتف بتلميحات اندريه العفوية الى بيته في فرنسا ، بل اراد ان يعرف شيئا عن عائلته وكيف يكسب قوته ، وهارييت بدأت تقلق كلما تهرّب اندريه من الإجابة.
علاقته معها لم تكن مرضية ، كان عليهما أن يلتقيا دائما في الأماكن العامة فلم ينفردا ببعضهما ابدا ، في الحقيقة ، كانت مرتاحة لذلك مع العلم ان أحاسيسها كانت تتطلب مزيدا من الألفة ، ولم تعد تثق بنفسها من ناحيته ، وتربيتها أجبرتها ان تتقيّد بالمبادىء الأخلاقية التي يتمسك بها والدها ، ولكن كل ذلك لم يمنعها من الأحلام ، وطالما عادت بها الذاكرة الى اللحظات التي قضتها معه في مكتب تشارلز ، متمنية لو لم يقطع عليهما تشارلز ذلك اللقاء.
ولأسابيع عديد تذمرت والدتها لأن اندريه لم يقدم هارييت الى عائلته كما تعرف هو بعائلتها ، الم ترغب هارييت بلقاء عائلته؟ ألا تفكر انه يجب عليها ذلك؟
أصبحت الفتاة ثائرة الأعصاب ومكبوتة ، فقالت لأندريه ما كانت تردده والدتها ، ولم تصدقه عندما قال لها انه فقد والديه ، وسالته بإرتياب:
" مع من تعيش إذن؟".
لكنه رفض المناقشة حول هذا الموضوع وأجابها بنعومة:
منتديات ليلاس
" ما الفرق ؟ هذا الموضوع يخصنا وحدنا".
فاجابته:
" انت إلتقيت بعائلتي".
فقال بلهجة لامبالية:
" انت التي اردت ذلك بدون أن أطلبه منك ".
أغاظها بعدم إكتراثه فسالته محتدة:" تقصد أنك لم ترغب في ذلك؟".
بعد لحظات كانت تشاجره بعنف ، وأخرجت كل ما تكدس في جعبتها من مرارة وحسرة على نفسها في الأسابيع الماضية... لم تلاحظ أنه لم يشترك بالنقاش ثم نهض من مكانه وتركها وحيدة في مقصف المطار.
الأيام التي تلت هذه الحادثة كانت مؤلمة جدا بالنسبة الى هارييت ، وصارت تذهب من البيت الى العمل كانها دمية مسيرة ، ثم أخبرت امها أن كل شيء قد إنتهى بينها وبين أندريه ، إنما لم تذكر السبب ، ربما حزر والداها لكنهما لم يسألاها عن التفاصيل ، وتساءلت هارييت إذا كانت تستطيع ان تسامحهما يوما على ما فعلاه بها.
بعد اسبوعين ، إتصل بها اندريه هاتفيا وفي وقت كان يعلم أن تشارلز في فترة الغداء ، وعندما سمعت صوته إصطكت ركبتاها من الضعف...
سالها:
" هل سامحتني انت؟".
مضت ثوان من الصمت ، قال بعدها اندريه:
" كنت اود الإعتذار منك فقط يا هارييت ، ولأسمع صوتك مرة أخرى ، صدقيني لست انت الملومة على أي شيء"
ملأها الذعر أجابت هاتفة:
" ماذا تقصد ؟ متى اراك؟".
" لن تريني بعد اليوم ، لن أزور لندن ثانية".
" ولكن يا أندريه".
كانت يدها الممسكة بسماعة التلفون تتصبب عرقا ، واردفت:
" اندريه ، أود أن اراك ثانية".
أجابها بخشونة:
لا فائدة من ذلك ، والدك على حق ، أنت تحتاجين الى رجل أصغر سنا... شخص مثلهما يعيش بحسب مفاهيمهما ومثلهما".
أحست هارييت بالخجل وفقدت صوابها وهي تحتج بيأس :
" أنا لا أبالي بهما ! لا تهمني مثلهما ....".
وعندما سمعها تجهش بالبكاء قاطعها قائلا بوحشية:
" أنت لا تقصدين ماذا تقولين ، والدتك تعلم أنني لا أستطيع مشاهدتك بلا...".
وأنقطع عن الحديث فجأة وخافت ان يكون قد أنهى المكالمة ، فتوسلت قائلة:
" ارجوك ، دعني أحضر لأراك ، إسمح لي بان أجيء الى باريس ، بإمكاني ان أدّعي السفر مع السيد هوكني ، ارجوك يا اندريه ، لا ترفض طلبي".
لم يكن من السهل إقناعه ، ومع أنها عرفته جيدا فقد تساءلت إذا كان قد فشل في ردعها ، وهكذا ذهبت الى باريس ، وقضت عطلة نهاية الأسبوع معه في فندق في شارع ريفولي.
رغم كل ما حدث بعد هذا اللقاء إعتبرت هارييت هذه العطلة أجمل ما في حياتها ، بدت باريس كأكثر مدن العالم رومنطيقية ، وهي في الثامنة عشرة من العمر ومغرمة برجل إستطاع أن ينسيها كل شيء ، كان ينتظرها في المطار فركضت اليه وضمّها الى صدره فنسيت تعاسة الأسابيع التي فرقتهما.
لكن العودة الى لندن كانت أسوأ مرحلة ، فقد توقعت الى حد ما ان يطلب منها أندريه البقاء الى جانبه ن أو على الأقل أن يعود معها الى لندن ، لكنه لم يفعل ، رافقها الى الى المطار ، وحياها بيده بينما كانت الطائرة تهم بالإقلاع ، وهذه كانت آخر مرة رات فيها اندريه.
تسلمت منه رسالة وبعد قراءتها ألقت بها في النار.
بعد وقت قصير ، إستاجرت شقة في المدينة، ومع ان أمورا عديدة حدثت وعقدت صلحها مع والديها ، فلم تسامح نفسها على الطريقة المخجلة التي عاملتهما بها.
كان تشارلز الإنسان الوحيد الذي احس وتفهم ما قاسته ، ساعدها لتجد شقة تعيش فيها ، ردت له الجميل بالعمل بجدية ونشاط لترفع ثقل العمل عن كاهله ، كانا مثل شريكين وليس كرئيس ومرؤوس ، وعندما قتلت شقيقتها الكبرى وزوجها ، إقترح تشارلز عليها ان تأخذ الفتاة بعيدا وذهب بها.
" إنك بحاجة الى إجازة".
وكان هذا صحيحا لأنها لم تحصل على إجازة منذ عيد الميلاد وقد بدأت تحس بالإرهاق ، لكن كيف ستحصل على الراحة ما دام أندريه لاروش الى جوارها ؟ ما عسى تشارلز يقول لو علم بالأمر ؟ وماذا سيقول والداها ؟
نهضت الان من كرسيها ، وسارت عبر البوابة المؤدية الى الدرب ، إقتلعت بعض الأعشاب وأخذت تمضغها وهي غائبة عن الواقع تنظر الى الأشجار التي حجبت الجدول عن النظر ، لو لحقت الدرب نفسه الذي سلكه اندريه ، هل تصل الى بيته؟
ماذا عسى زوجته تقول لو وصلت من دون دعوة ، وعائلته؟ تساءلت عن عدد أطفاله وفكّرت بغضب ، إنه يستحق أن تذهب الى بيته وتعرّف نفسها ، تخيّلت ذهوله لو عاد الى البيت ورآها جالسة مع زوجته وأخذ يتساءل عن الأشياء التي باحت بها !
قلّصت شفتيها فاقدة الصبر وقالت في نفسها : ( يا ألهي ، هل سأمضي الأجازة كلها وانا اتحسر على الماضي ؟ الماضي مات ! كم مرة يجب ان تذكر نفسها بهذا!).
وفي طريق عودتها الى البيت تذكرت بول وايقنت أنه كان في السابعة من العمر عندما قضت العطلة مع والده في باريس.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 03:06 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- تحت ظل القصر


في الأيام القليلة التالية ، وجدت هارييت ان لديها أعمالا كثيرة لتملأ فراغها ، ذهبت الى روشلاك وعدا الأغراض الأساسية التي إشترتها مثل الحليب والبيض والخبز ، إبتاعت طلاء وأفرشة وقماش ستائر ، كان الصالون الغرفة الوحيدة التي لها ستائر إنما في حالة يرثى لها ، والأثاث الجديد يستحق ستائر افضل ، الخياطة باليد ستكون شاقة ، لكن بإستطاعة سوزان المساعدة بينما تقوم هي بطلاء الجدران.
إنتظرت ان يعود اندريه لتشكره على الأثاث الذي ارسله ، لكنه لم يات واحست بالأنزعاج من ذلك ، أرادته ان ياتي فتشكره وينتهي الأمر ، وأن يجعلهما تنتظرانه لجل غير مسمى تمشيا مع عادته ، ثار غضبها ومسحت بقعة من الدهان لطخت فستانها الأزرق البحري.
مع نهاية الأسبوع بدأ البيت يكتسب جمالا ، زينت حيطان المطبخ البيضاء بعدد من الصور التي وجدتها في سوق روشلاك ، أما الخزانة الصغيرة فبدت أجمل عندما طليت باللون الأصفر ، وعدد من قطع السجاد الصغيرة بسطت على الأرض ، القنديل المتدلي من السقف كان يبرق لأنه فرك جيدا ، نال الصالون وغرفة النوم حظهما من التنظيف والدهان والتوضيب ، مع أن هاريت كفت عن محاولاتها العديدة لإقفال النوافذ ، أما العلية فظلت الجزء الوحيد من البيت الذي لم تكتشفاه إذ كانت تؤجل مضايقة العنكبوت المعشعش هناك ن وحتى تعهّد سوزان بالقضاء على الحشرات الزاحفة لم تغير رأيها.
عندما أصبح البيت على ما يرام قررت سوزان إستكشاف الجوار ، فهما لم تعطيا بيناك وكازيناك إلا إهتماما عابرا وبخاصة أن الضاحية المحيطة بها مبثوثة بالصور بالقلاع والقلاع ، ومن نقط المراقبة الموجودة على سور قصر بيناك كانت مشاهدة وادي الدور دون ممكنة ، قررت هارييت أن تزور قلعة تود الواقعة على ضفاف النهر المواجهة لبيناك ، خلال حرب المئة سنة إحتل الإنكليز قلعة تود ، وجرت عدة معارك دامية بين الجيشين المتخاصمين ، وهذه المنطقة غنية بالتراث التاريخي ، وقد عثر في الكهوف والمغاور على بقايا هياكل عظمية ورسوم لسكان الكهوف.
وبينما سوزان تغسل أطباق الفطور قالت لخالتها:
" لنبدأ اولا بزيارة القصر الموجود هنا ، أقصد إذا كان صحيحا أن مجموعة فنادق اميركية تود ان تشتريه كما قال السيد لاروش فلا بد ان يكون رائعا".
فاجابت هارييت:
" لا أظن أن موقعا كهذا ينال إعجابهم".
وأكملت وهي تفحص درجة السمرة التي إكتسبها جلدها :
" الملاكون القدامى كانوا يعرفون اين يبنون قصورهم ويقيمون قلاعهم في أفضل الأماكن حيث المناظر الخلابة وفي الأراضي التي تصلح لحماية قلاعهم ، اظن مجرد إستطاعتهم أن يكشفوا ما حولهم على مد النظر نوع من التحصين ضد الغزوات".
" أريد ان أرى هذا القصر في أي حال".
اجابتها هارييت :
" لا أجد مانعا لذلك ، كنت ساقترح زيارة كاهورز ، إنما نستطيع تأجيل هذه الزيارة الى يوم آخر".
نشفت سوزان يديها ثم قالت:
" ألا تمانعين حقا؟".
إبتسمت هارييت وأجابت:
" لماذا أمانع ؟ أعتقد أنه سيكون يوما حارا ومن الأفضل ان لا نبتعد أكثر من بضعة كيلومترات عن روشلاك.
وجدتا سيارة الفيات ساخنة بعد وقوفها في الشمس لبضع ساعات ، وفتحت هارييت جميع النوافذ قبل أن تصعد اليها ، كانت ترتدي بنطلونا قصيرا وقميصا برتقالي اللون من دون أكمام ، وجلد ذراعيها تكسوه سمرة عسلية جذابة ، جلست سوزان بقربها وهي تلبس ثيابا مشابهة ، وسالت بقولها:
" هل سأشبهك في يوم من الأيام ؟ ليت شعري كان اشقر مثل شعرك ".
فردت هارييت :
" إن حمراوات الشعر يلفتن النظر أكثر من غيرهن ".
وتابعت وهي تبتسم:
" بالطبع ستكبرين كما فعلنا ، تذكري دائما أنه من الأفضل ان يكون المرء نحيلا وليس سمينا".
فجعّدت سوزان انفها قائلة:
" في المدرسة فتيات ذوات قامات رشيقة".
ادارت هارييت محرك السيارة وقالت:
" هل هن طويلات القامة؟".
" تقريبا بطول قامتي ، أي حوالي خمس اقدام وبوصتين".
" وما قياس حوضهن؟".
" لا أعلم".
" على فتيات الرابعة عشرة من العمر ان لا يبالين بهذه الأمور".
" لكنهن يلقبنني ( بالعظام ) لنحول جسمي".
إستطاعت هارييت ان تخفي ضحكتها ثم قالت:
" لو كنت مكانك لما سمحت لهذا الشيء ان يؤثر في ، سوف تتغيرين مع الوقت".
زمت سوزان شفتيها وغمغمت:
" هذا الشاب... بول".
وتوقفت قليلا لتفهم خالتها عما تتكلم ثم تابعت:
" إنه لم يعرني إهتماما إذ كان منهمكا بالنظر اليك ، هل تظنين انك جذبته؟".
" أوه ، يا ألهي !".
وتجنبت هارييت في آخر لحظة الإصطدام بحصان يجر عربة محملة بالقش ظهرت فجأة على منعطف الطريق ، ردة فعلها كانت عفوية واخفت أي جواب كانت قد تضطر لإعطائه على ملاحظة الفتاة.
وعندما إستعادت رشدها اجابت ببساطة:
" كان يحاول إظهار رجولته فقط يا سوزان".
فاصرت سوزان قائلة:
" إنك أعجبته ، لقد لاحظت ذلك ، ولم لا وأنت تجذبين الرجال كما يجذب الرحيق النحل !".
شهقت هارييت واجابتها:
" لا تبالغي ! انت صغيرة السن لتدلي بتصريح كهذا ، يا للسماء ! أنت تتكلمين مثل...".
توقفت هارييت عن الكلام مرتبكة وايقنت بغضب ماذا كانت على وشك ان تقول ، لكنها لم تخدع سوزان التي تمتمت بحزن:
" في الواقع والدتي قالت ذلك حين سالتها عنك في احد الأيام لماذا لا تتزوجين ... أجابت .... إنك لست من النوع الذي يستقر مع رجل واحد".
جفلت هارييت عند سماعها هذا التعليق وقالت:
" فهمت".
" هل أنت غاضبة؟".
ونظرت سوزان الى خالتها بقلق ، وحاولت هارييت ان تبتسم وهي تجيب:
" طبعا لا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 03:08 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فكرت وهي تنعطف على منحنى متعرج في الطريق ، إن ما قالته اختها عنها آلمها إذ ظنت أن وجود المعجبين حولها دليل على طيشها هي وليس على طيشهم.
إعتققدت هارييت أنها ستضطر الى المرور بروشلاك بالسيارة لتصل الى القصر ، لكن على مشارف القرية رات لافتة كتب عليها أن الطريق الى القصر تمر في درب ضيق مظل بالأشجار ، ويسمح بالمرور لسيارة واحدة فقط ، توقفت هارييت مترددة ونظرت حولها ثم قالت:
" سنسد الطريق إذا ذهبنا بالسيارة الى هناك ، والله وحده يعلم ماذا أفعل إذا صادفت سيارة أخرى ".
" إذن لنمش ، من المؤكد أن القصر ليس بعيدا".
إقترحت سوزان ذلك ، وفي اللحظة نفسها فتحت الباب.
ترجلت هارييت من السيارة ، ونظرت بشك الى السماء الزرقاء ، كانت الشمس ترتفع عاليا وبعد قليل أمست فوق رأسيهما ، ترددت ثم قالت:
" لا أعرف ، ربما إذا سرنا الى القرية نجد طريقا معبدة".
فتوسلت سوزان بحماسة:
" أوه ، لنذهب من هذا الطريق وإذا لم نصل في غضون نصف ساعة نستطيع العودة".
وافقت هارييت لكنها أردفت :
" يجب ان أوقف السيارة بعيدا عن الطريق ، في ظل الأشجار لتحميها من حرارة الشمس".
إستمر الدرب ينحدر لوقت قصير ، ثم إنعطف بإنحدار اقوى ووصل فوق مجرى الغدير الضيق ، كانت ضفة الجدول مشجرة بكثافة ومكسوة بالإعشاب والأشواك المزهرة ، والنباتات الزاحفة تفوح منها رائحة العشب الزكية ، في جزئه الأسفل ، توسع الغدير وأصبح شلالا سريعا يتساقط فوق الحجارة المغطاة بالخنشار.
نظرت هارييت الى الغدير عابسة وقالت:
" هذا هو جدولنا ، إنني متأكدة ، إنظري!".
وأومأت الى البعيد قائلة:
" أليس منزلنا هناك؟".
شهقت سوزان وهتفت:
" هو بيتنا حقا ، لا بد أن هذه طريق مختصرة تقود الى القرية".
قالت هارييت:
" كنت اتساءل عن هذا ".
تابعتا الطريق فوصلتا الى جسر يقطع الجدول ، إنتهت الدرب عند هذه النقطة ، وخمنت هارييت أن القصر يقع على قمة الهضبة التي تسلقانها ، شعرتا بالحر الشديد بعدما سارتا أكثر من نصف ساعة ، إنما لم ترغبا في العودة ، هذه مغامرة وكانت هارييت تحس بالحماس نفسه الذي تحسه سوزان لبلوغ الهدف ، وصلتا الى ارض مكشوفة ومن هنا لمحتا القصر لأول مرة ، كان جاثما على صخرة شامخة ووعرة وابراجه المتعرجة تبدو صفراء من إنعكاس أشعة الشمس ، لهثتا وهما تصعدان بين الجذور والنباتات الزاحفة حتى وصلتا حافة صخرية كانها تمشي حول جدران القصر الخارجية ، كان المنظر من هنا رائعا يضم مشهد سطوح بيوت القرية وفروع النهر.
في البعيد ظهرت أبراج قلعة أخرى متجهة الى السماء وحول القصر بيارات الأشجار المثمرة التي اعطت نوعا من المناعة للقصر ، بدا أن الجدول يختفي تحت القصر وكانت هارييت تتأمل هذه الظاهرة عندما قاطعتها سوزان بصوت هادىء:
" الا تظنين ان ذلك بول لاروش؟".
نظرت هارييت بسرعة ، وبالفعل كان إبن أندريه يقفز في إتجاههم على الممر الضيق ، ولم تستطيعا تحاشيه إلا إذا هربتا في الإتجاه المعاكس.
حياهما بلا إكتراث بينما إنتشرت على ملامحه الجذابة إبتسامة كسولة وأردف:
" لم اعرف ان لدينا ضيوفا".
أجابت هارييت:
" لم نات لزيارتكم ، كنا نرغب فقط في مشاهدة القصر".
فضاقت عيناه بإعجاب عندما إستوعب جمال محياها وقال:
" إذن يجب ان تسمحا لي بمرافقتكما لزيارة القصر ، عادة لا يفتح القصر للسياح إنما أعتقد انه في إستطاعتنا بصورة إستثنائية ان نفتحه".
أجابته هارييت:
" لن نقبل خدمة كهذه".
خاب أملها لأنها قامت بالرحلة من اجل لا شيء ورمقته بنظرة ثاقبة ثم قالت لرفيقتها:
" هيا بنا يا سوزان".
" كلا ، إنتظرا".
وأمسك بول بذراعها ثم أفلتها عندما نظرت اليه بحدة ، وقال متلعثما:
" ارجوك... أود .. ان اريكما المكان".
فنظرت سوزان الى هارييت قائلة:
" من فضلك ، دعينا نتفرج ، لقد سرنا وقتا طويلا....".
تنهدت هارييت ثم قالت:
" يبدو أن هذا العقار ملك خاص....".
قاطعها بول:
" ارجوك ، لا داع لهرب".
فحدّقت هارييت اليه وأجابت:
" انا لم أحاول اهرب!".
ثم حوّلت نظرها عنه بسرعة واردفت:
"حسنا ، كيف ندخل القصر؟".
" سأريكما".
إبتسم بول وقادهما الى الدرب الذي اتى منه ، سار الثلاثة قرب سور القصر المتعرج ، وعندما إبتعدوا عن الوادي الضيق العميق ، أخذ الممر يتسع واصبح مظللا بالأشجار ، بعد بضع ياردات وصلوا الى نوع من الحدائق الكبيرة التي تواجه القصر... هكتارات من الحشائش الناعمة كالحرير ، بدت بحاجة ماسة الى اقليم ، ورأت هارييت الغابات وراء الحديقة حيث تخيّلت كونتات روشفور القدامى يصطادون الغزلان البرية ، وكبقية المكان أصبحت النباتات والخضراوات تنمو عشوائيا ، كان القصر أكبر مما تصورت ،ومجهزا بأبواب حديدية ضخمة تفتح على الساحة الداخلية ، نوافذ تبدو كانها فارغة.
إتشح المكان بصيغة الإهمال لكن هذه الحالة لم تطغ على دقة وجمال النقوش والزخرفة في الجدران ، قال بول بتهكم:
" اربعمائة عام من التاريخ تتهدم لتصبح غبارا!".
قالت سوزان متأثرة:
" هل القصر بهذا القدم؟".
فهز بول راسه وقال شارحا :
" اعيد ترميم معظم هيكله في القرن التاسع عشر وأثناء الحرب إحتل من قبل الألمان ونهب تماما ، مات اجدادي أثناء الأحتلال".
" آسفة لذلك ".
وبينما هارييت تقدم تعازيها ، جال في خاطرها ان اندريه أخبرها عن هذه الواقعة قبلا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 03:09 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هز كتفيه غير مبال وتقدم نحو البوابات الحديدية ، فقالت هارييت :
" إنتظرا ! لا نريد الدخول".
" ولم لا ؟".
أومات هارييت بضعف وهمست:
" هل القصر مسكون؟".
قطب بول حاجبيه واجاب:
" البيت الصغير عند المدخل مشغول فقط ، ألا تعلمين ذلك؟".
أجابته هارييت:
" اعرف؟ ماذا أعرف؟".
رد بول بدهشة:
" إننا نسكن البيت الصغير".
تمنت هارييت لو إنفتحت الأرض وإبتلعتها ، كان من السهل ان تلهو وتتصور رد فعل أندريه عند دخولها مسكنه ، لكن الإقتحام الفعلي كان شيئا آخر.
قالت سوزان:" هل تسكنون هناك في البيت الصغير ؟ إنه لشيء مثير !".
لم يكن عند سوزان تحفظات خالتها ، فنظر اليها بول بإستعلاء ، ثم إلتفت الى هارييت قائلا:
" ما الأمر ؟ ألا ترغبين في رؤية القصر ؟ أعدك أنه ليس متداعيا كما يبدو للعين".
رفعت هارييت شعرها بيد مرتجفة وبدأت تقول:
" ليس الأمر هكذا".
وعندما خرج رجل من باب البيت الجانبي ووقف ينظر اليهم ، كان ذلك الرجل اندريه ، لم تكن بحاجة للنظر اليه لتحس بتقلص عضلات معدتها ، فقربه منها أرسل ذبذبات سيلت طعم العلقم في حلقها ، لاحظهم بالرغم من أن اشعة الشمس كانت في عينيه وتقدم نحوهم.
لاحظ بول عدم إرتياح هارييت فألفت حوله وقطب عندما رأى والده ثم زمجر قائلا:
" أتساءل إذا كان يعرف إنك تخافينه".
" كلا ، لا أخافه!".
وصل أندريه قربهم ، وضاقت عيناه السوداوان عندما سمع همساتهم الحارة وقال ناظرا الى سوزان:
" إنها فرصة سعيدة مفاجئة ، هل ينقصكما شيء ؟ ربما لديكما بعض الشكاوى؟".
كانت هارييت متضايقة جدا من قصر بنطلونها ، ومن لمحة السخرية التي إرتسمت على وجه اندريه ، كان يرتدي بنطلونا من المخمل المضلع البني وقميصا من الحرير ، ويبدو قاسي التعابير وباردا ، فتضايقت هارييت مما إعتبرته تطفلا عليهم ... هل حسبهما جاءتا لتبحثا عنه ؟ لو علمت أنها ستلتقي به لبقيت على مسافة بعيدة من روشفور ، خطر لها أنه يكن أن يكون وكيلا لهذا القصر ولذلك عرف إبنه بول كل هذه التفاصيل عن المكان ، اوموظفا عند النبلاء ويدعي ملكية هذا العقار ، سرحت افكارها ، هل من الممكن ان يكون مالك البيت الذي إشترته؟ وهل صحيح ان البيت تابع للقصر ؟ وسمعت سوزان تقول له:
" اردنا مشاهدة القصر ، إنه في غاية الجمال ، أليس كذلك ؟ ما أجمل تلك القبة الصغيرة ! أهي مدخنة ؟".
نظر أندريه الى البناء بسرعة وقال:
"إنها في الواقع قبة الجرس ، من سنين طويلة وفي ايام الثورة ، كانت القرية تعاني من فقر كبير ، أجدادي كانوا يقرعون الجرس وكل من ياتي لدى سماع صوته يقدمون له صحنا من الشوربة وقطعة خبز".
وتابع بسخرية:
" مع الأسف هذا لم يمنع أن تتدحرج رؤوسهم ، ولحسن حظي ، إستطاع أحد أولادهم الهرب الى أنكلترا".
لم تعد هارييت تفهم كلمة واحدة مما قاله بعدما ذكر كلمة أجداده ، هل يعني هذا انه الكونت الحالي لروشفور؟ رفت بعينيها فنظر اليها بول بشيء من السخرية وقال:
" هل دخل شيء في عينك يا آنسة آنغرام؟".
فزمت هارييت شفتيها بغضب وأجابت ببرود:
" كلا ، لكن اشعة الشمس قوية".
كان واضحا أن بول ل يصدقها ولكن كلماتها جذبت إتباه اندريه الذي قال:
" ربما تودان تناول العصير معنا ، وبعد ذلك ، إذا احببتما ، يأخذكما بول لتتجولا في القصر".
أظهرت سوزان تحمسا لهذه الفكرة لكن هارييت هزت رأسها قائلة:
" يجب ان نعود لأننا أطلنا النزهة ، وقد تركت السيارة في مكان غير مناسب".
تجاهلت خيبة أمل سوزان ، وسالها أندريه مقطبا:
" هل أتيتما بالسيارة؟".
تنبّهت هارييت الى أنه أعتقد أنهما جاءتا الى هنا عمدا ، فكرهته لوقاحته ، وقالت أول شيء خطر في بالها وهي تأمل الا تناقضها سوزان:
" كنا في طريقنا الى كاهورز في الواقع".
سرّها على الأقل رؤية الإستغراب على وجهه ولكن فرحتها لم تطل لأنه اجابها:
" ألا تظنين أنكما سلكتما الطريق الغلط؟".
فإحمرت وجنتاها عندما إعترفت بانها غير متأكدة ن وتابع قائلا:
" كان عليكما ان تسلكا طريق بلسوربو لا طريق روشلاك".
اخفت هارييت غستياءها وقالت:
" إنني أشكر لك إرشاداتك ايها السيد".
ثم حيّت بول وهمّت بالإنصراف لكن أندريه تقدم منها قائلا:
" يجب أن تأتيا وتتناولا معنا الشاي في يوم من الأيام".
لكنها لم تستوضح تعبير وجهه لنه كان يطبق عينيه تقريبا ، وتساءلت إذا كان يحس كم تحتقره ، وتابعت قائلة:
" لا اريد أن أكون متطفلة".
أكد لها أنها غير متطفلة على الإطلاق ، وأنهم يستقبلون عددا قليلا من الزوار هذه الأيام.
تساءلت هارييت كم فهم بول من هذا الكلام ذي الحدين ، وقد سرّها ان سوزان صغيرة السن ولا تفهم دقائق العبارات التي تبادلتها مع اندريه ، اما بول فكان ينظر اليهما بإستغراب وإهتمام.
قالت سوزان فجاة :
" لم تشكري السيد لاروش على الأثاث الذي ارسله".
فصاح بول صيحة إستهزاء وقلّدها بسخرية ، فنظرت اليه سوزان بدهشة وقالت:
" ما الأمر؟".
فكرر بول كلمتي السيد لاروش مبديا حركة غير مستحبة موجهة لهارييت ، فوبّخته قائلة:
" ما دام والدك يوافق على ان نناديه بالسيد لاروش ، فلا أرى مبررا لتحقيرنا لأننا نناديه بهذا الإسم ، وإذا كنت نموذجا لأبناء الأرستقراطيين فليتهم يتبرأون منك !".
ثم أمسكت بذراع سوزان وقادتها بسرعة الى المكان الذي أتتا منه .
" لحظة من فضلك......".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-01-12, 03:11 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قبضة يد اندريه وهي تمسكها من ذراعها جعلتها تقف على الرغم منها ، تركت يد سوزان وإستدارت تنظر الى أندريه بوجل ، لم تعرف هارييت من تعالج أولا ، كانت تريد ان تنزع اصابع أندريه عن ذراعها وفي الوقت نفسه أن تواسي سوزان ، ونظرت الى أندريه بغضب قبل أن تقول للفتاة:
" لا تنظري هكذا يا سوزان ، فلا احد يبغي إيذاءك ".
منتديات ليلاس
نظرت ثانية الى اندريه بصمت كأنها تتحداه ، فتركت يه ذراعها ، لكن فمه اصبح خطا واحدا ، وتساءلت إذا لم تكن متفائلة اكثر مما يجب ، إرتاحت لأن بول قد إختفى ، وحوّل اندريه نظره عن وجه هارييت ونظر الى الفتاة الصغيرة قائلا بهدوء:
" أعتذر عن تصرف إبني ، آسف لأنه في السنوات القليلة الماضية اصبح فظا ، إنه ليس معتادا على الفتيات الإنكليزيات المهذبات".
بلّلت سوزان شفتيها وقالت:
" لا باس".
ونظرت بخجل صوب خالتها وقالت:
" هل ستاتين؟".
كانت هارييت تهم بمغادرة المكان عندما تكلم أندريه للمرة الثانية :
" لحظة يا سوزان ، سوف نلحق بك ، إنني ارغب بمحادثة خالتك على إنفراد".
إنتفض رأس هارييت فجأة وأجابته:
" لا أظن يا كونت أن لدينا ما نقوله".
لكنها برغم برودة جوابها خفضت نظرها إذ لم تتحمل نظرة أندريه النافية ، وبحركة متضايقة أومأت ثم قالت لسوزان:
" إسبقيني يا سوزان ، لن اتاخر سوى دقائق قليلة".
ترددت سوزان قليلا ثم مشت على الدرب المنحدر الذي يقود الى الوادي ، وبقيت هارييت واقفة مع اندريه في ظل شجرة الطقوس الكبيرة.
وعندما أصبحت سوزان بعيدة عن مرمى السمع ، نظرت هارييت الى طرف حذائها وهي تحفر الأرض اليابسة وقالت لأندريه:
" حسنا ، ماذا تريد أن تقول؟".
خيم جو من الصمت بينهما كأنه أصبح وجودا بذاته ، وفي الأخير ، تكلم اندريه قائلا:
" أدرك ان الوضع صعب يا هاريت لكن لا ينفع أن تعامليني كأبرص!".
رفعت راسها بتحد وسالته:
" لم لا وأنت كذلك بالفعل".
مرت فترة اخرى من الصمت ثم قال:
" هل تكرهينني يا هارييت الى هذا الحد؟".
كان يبدو متعجبا ، وإنفجر غضبها مرة اخرى فهتفت:
" ماذا كنت تنتظر ؟ ان افرح لمشاهدتك؟ ان اكون قد نسيت انك حيوان أناني؟".
تقلصت عضلات وجهه عند سماعه إتهاماتها ، ورأت شريان عنقه ينتفض بسرعة من خلال قميصه المفتوح على عظام صدره القوية ، وجلده مسمّر وملطخ بالعرق ، تأثرت للمشهد ، فقال لها:
" العلاقة التي كانت بيننا كانت ستنتهي يوما بمعرفتك للحقيقة ".
إرتجفت هارييت ولم تستطع السيطرة على نفسها وقالت:
" اتريدني ان أكون شاكرة لك ذلك؟".
إلتوت شفتاه ، وتابع قائلا:
" كلا ، من الواضح انك لا تشعرين بالإمتنان ".
" هل كان هذا كل ما اردت قوله؟".
" كلا !".
شد على قبضتيه وتابع:
" من فضلك ، اردت محاولة توضيح الأمر لك....".
" التوضيح !".
وتراجعت الى الوراء وتابعت:
" ماذا يمكن أن تفسر لي ؟ خل عنك ! إترك كل شيء .... ودعني لوحدي !".
رفعت عينيها الخاويتين لتنظر اليه ، لكن ما شاهدته في عينيه بعث الإحمرار من عنقها الى وجهها ، رأت سواد عينيه الملطخ بلون العنبر ، يقول لها أنه لا يصدق كل ما شاهد وهو لا يحاول إخفاء عدم التصديق ، ثم خفض نظره الى جسمها وأخذ يتأمل تقاطيعها ، صدمت هارييت وخجلت من نظراته الجريئة ، ثم أخذت نفسا طويلا وقالت:
" لا تنظر الي هكذا !".
" وكيف انظر؟.
لم يكن هناك أي دفء في صوته ، وإستجمعت هارييت كل قواها لأكمال ما ارادت أن تقوله:
" نظرتك غير لائقة".
فسالها:
" هل هذه المرة الأولى التي أنظر اليك هكذا يا حبيبتي؟".
وبدون أن تتوقف لتفكر بالعواقب تقدمت وصفعته بشدة على وجهه البارد المتهكم ، وللحظات مخيفة تصورت أنه سيبادلها الصفعة.
تحركت يده نحوها فجأو بعفوية ثم أوقف ردة فعله وإنكمشت أسارير وجهه ، وقال:
" هل تلذذت بذلك؟ هل أصبحنا الآن متعادلين؟".
أجابت بصعوبة:
" لا شيء يجعلنا نتعادل ، أنت... أنت...".
وأكمل عنها الكلام:
" حيوان اناني على ما اظن ، لوصف إياه".
واخذ يفرك جلد خده المحمر ، وقال :
" حسنا يا هارييت ، فهمت مرادك ، اليست هذه العبارة المعهودة ".
تنهدت هارييت وقد نضب منها كل تهجم ، نكست راسها وهي تحس بالفراغ وعدم الجدوى وتساءلت عن خيانة الجسم والروح ، هل ستتخلص يوما ما من هذا الرجل.
رفعت رأسها عندما سمعت صوت قدميه يتلاشى على الدرب ، وأحست بكتلة تستقر في حنجرتها عندما رأته ذاهبا ، كان يفتح أزرار قميصه ليحس بالبرودة ، يحرك منكبيه كأنه مثقل بالتعب.
كانت تصارع رغبتها بالركض وراءه ، واحست بموجة شديدة من الوهن تسيطر على جسمها ، فاغمضت عينيها من شدة إحساسها بالتعاسة المؤلمة ، يا ألهي ، صلّت بصمت ، لا تدع هذا يحدث لي!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مرة في العمر, anne mather, آن ميثر, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the devil in velvet, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية