لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-11, 06:47 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- الأجنحة المضيئة

إرتدت سارة ثيابها المؤلفة من تنورة صوفية انيقة وقصيرة ، وبلوزة زرقاء تنسجم معها لونا ، ومشطت شعرها الأشقر الى الوراء وتركته نصف مسدول ، سعيدة بالحرية التي جعلها تشعر بها بالمقارنة مع الطريقة الرصينة التي إعتادت أن تصفّف بها شعرها من أجل العمل مؤخرا ، ولمست بشرتها الصافية الملساء ببعض البودرة ، ووضعت مسحة من أحمر الشفاه الوردي على فمها الممتلىء ، ثم هرعت هابطة الدرج.
اخذت سارة تراقب الطريق ، وبدأ هيو الشرح:
" على ساحل ( مل ) يوجد قبر يدّعي السكان انه قبر إبنة اللورد ألين وقبر حبيبها سيد الفا ، وتزعم السطورة انهما غرقا وهما يحاولان أن يعبرا لوخ غويل ناكبل على ظهر مركب ، ومن المحتمل ان يكون الشاعر توماس كامبل قد سمع بهذه الحكاية عندما جاء للعمل هنا مدرسا عام 1795".
" إنني أذكر القصيدة".
وغامت عيناها وهي تنظر خلال النافذة الى المرتفعات الوعرة ،وسرت الرعدة في جسدها.
" لا يبدو ان شيئا قد تغيّر هنا ، وكأن القصة حدثت البارحة".
" إن جزيرة كهذه لتتحدى الزمن ، إذا نظرت الى ما بعد الفا لأمكنك أن تري مزيدا من الجزر الصغيرة ".
سرحت سارة بنظراتها الى تلك الجزر كالمسحورة ، وبدت لها الجزر البنفسجية الباهتة ، الرابضة في غياهب البحر علىى طول خط الفق بإتجاه الغرب ، وكانها ترقد على حافة العالم ، فغلبها الصمت وهي تتامل روعة المنظر ، إن البقع المماثلة لهذا المكان هي التي تلهم الشعراء وتدفعهم الى كتابة قصائدهم.
" لقد أحبّ عمي هذه الجزر – جزر الهييريديز ، إذ كان رجلا إسكوتلنديا يفيض قلبه بالحب العميق لمسقط رأسه ، ولكنه من المؤسف انه لم يقبل على العمل بمثل هذه الحرارة".
لم تفت سارة لهجته الجافة ، وأحست للحظة بنفور شديد منه ، قد يبدي إهتماما بالماضي مرددا اساطيره الرومنطيقية ، ولكنه لن يسمح لنفسه مطلقا بان يتأثر بها الى حد كبير ، فلا يوجد للأحلام سوى مكان ضئيل في نفسه.
" الم تقع ابدا تحت رحمة عواطفك؟".
سألت سارة بتهور وقد ثارت في مخيلتها صورة زعيم ألفا المنكود ، فحطت عليها نظراته بخفة.
" انت لا تتوقعين ان أجيبك على هذا السؤال يا سارة".
منتديات ليلاس
وإعترتها موجة من الإضطراب الحار ، أن سارة بلا شك أفضل من آنسة وينتون ، ولكن مخاطبتها بإسمها المجرد من شانه أن يضع علاقتهما على صعيد آخر ، وإتسعت عيناها وهي تحدق امامها مترددة ، إن أسلوب حياتها الآمنة نسبيا حتى الآن لم يزودها بالمرونة الفكرية التي يمكن تكييفها بحيث تؤهلها لمجابهة رجل من هذا النوع ، ولأول مرة في حياتها أحست بإضطراب في عواطفها يسببه رجل ، وبعدم القدرة على العثور على الكلمات المناسبة.
وإنحدرت اشعة الشمس مضيئة جانب وجهه مما اسبل عليه إنطباعا بالحيوية الفائقة فسّرته سارة بالقسوة ، ورماها بنظرة أخرى تومض بالشقاوة وكأنه على علم تام بقلة خبرتها ، واجدا في ذلك مدعاة للتسلية .
" من الان فصاعدا ساناديك (سارة) ان عبارة ( آنسة وينتون ) تستغرق وقتا طويلا".
" بالطبع ، وآمل أن تحذو اختك حذوك عندما تاتي".
ومال الطريق نحو الظلال ، وشعرت سارة بان الطريقة الرسمية التي تفوهت بها عباراتها الخيرة قد بعثت التسلية في نفسه ، فشعرت بأعصابها تتوتر غيظا ، وإستدارت اليه وعيناها تشتعلان.
" أنت تحب إغاظتي".
" إن شيئا فيك يستفز المرء ، هناك الكثير الذي يمكن ذكره في مجال الأخذ بالثأر ، ولكنك أحيانا تردين الكيد بمثله".
" لا تنس أنك رئيسي".
" ها.... ها".
وإبتسم ثانية وهو يراقب إستياءها الواضح.
" لا تدعي امرا كهذا يحبط إندفاعاتك الطبيعية".
تخيلت سارة مدى السعادة التي ستشعر بها لو إستطاعت توجيه صفعة الى وجهه ، ألا يستطيع أي شيء أن يخترق تحصينات سور هذا الأسلوب الواثق المصقول ؟ إنه يلعب بالألفاظ ناثرا إياها بإستخفاف ، وكأنه يتلذذ بالأضطراب الذي تثيره.
" هل سمعت عن أختك؟".
" نعم ، هذا يذكرني ! ". وتلاشى مرحه بفجائية مزعجة :" لقد خابرتني جيل بعد الغداء ، ستصل غدا".
" إنني اتلهف للقائها".
وعلى الرغم من تحفظاتها السابقة فقد غمر صوتها رنين الصدق ، إن وجود جيل يشكل حاجزا بينها وبين هذا الرجل الذي يتارجح مزاجه كرقاص الساعة بين مشاعر الإعجاب بالذات وبين نوع من التسامح المزعج.
هزّ هيو كتفيه بلا مبالاة ، بينما سرحت سارة بنظراتها عبر النافذة المفتوحة ، محاولة أن توجه دفة افكارها نحو معابر أكثر سلامة ، وسارت السيارة على طول الشاطىء الغربي نحو قرية برغ وخليج كالغري ، وشرح هيو انهما بأتباع الطريق يستطيعان أن يشاهدا بعض معالم الساحل قبل الوصول الى قرية توبرمري ، وكانت المناظر تتغيّر من مكان الى آخر ، وبدت الأرض قفرا ، غير مأهولة . والمستنقعات أكثر جدبا وإمتدادا.
شردت عينا سارة اللتان لاح فيهما بريق الإهتمام فوق أعشاب الحلنج ، وفجأة دون تفكير ، امسكت بذراعه بشدة ما جعل السيارة تحيد عن الطريق قبل ان يستطيع إستعمال الفرامل.
" آسفة!".
قالت لاهثة وهي تشير الى طائر جثم بهدوء فوق عمود طويل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-12-11, 06:49 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" لم أر نسرا على هذا القرب من قبل".
" من المحتمل ألا يكتب لك أن تري صقرا آخر إذا ما شرعت في الإمساك بذراعي هكذا وأنا أقود".
وتوقف بالسيارة الى جانب الطريق .
أحشى ان تصيبك خيبة الأمل فهذا الطائر صقر لا نسر".
ولكن سارة كانت في حالة من الإستغراق جعلتها لا تتلفّظ إلا بإعتذار قصير.
" أنا آسفة ، أعني بشأن ذراعك ، هل أنت متأكد بأنه صقر؟".
وإستدارت لتمعن النظر في الطائر مرة أخرى وعيناها تفيضان بالحيرة , لاحظ هيو الشك في تعابيرها فقال بهزة من كتفيه موضحا:
" أن النسر طائر أضخم حجما ، وعندما يبسط جناحيه تبلغ المسافة بينهما أكثر من المتر ، ولونه مثل لون الصقر بني غامق ، إلا أن رأسه ومؤخرة عنقه تتوجهما كتلة من الريش البني الذهبي ، اما الصقر كما ترين ، فهو أبيض اللون من الأسفل ، ن عدد الصقور في أراضي الهايلاند الغربية وويلز يفوق عددها في أي منطقة اخرى".
" الن يطير بعيدا؟".
سالت بصوت منخفض وانفاسها تخرج من حنجرتها بصعوبة ، ولم تعرف فيما إذا كان السبب هو قرب هيو فريزر الشديد منها أ مشاهدتها غير المتوقعة للصقر.
رفع هيو حاجبيه قليلا وترك ذراعه تستند على المقعد خلفها بحيث لامست أصابعه كتفها ، وكأنه لم يشعر بتسارع نبضاتها.
" لقد رأيت بعض الصقور تجلس بدون حراك ما يقارب الساعة ، ولكن إذا ما رأى الصقر شيئا يثير إنتباهه فإنه ينقض عليه بسرعة عظيمة ، وهو يحب الأرانب وما شابهها ، ان حراس الطرائد والأحراش لا يحبون الصقور لأنها في رايهم تلتهم الطرائد التي عليهم حراستها ، ولهذا فهم يقتلون عددا كبيرا منها".
" الا تتمتع هذه الطيور الجميلة بحماية الحكومة؟".
" طبعا ! وأزاح يده وهو يتحرك في مقعده ، ولكن القوانين لا تنفّذ أحيانا ، ومن الصعب تطبيقها في هذه المناطق التي لا تشكل جنة لطيور كما يبدو".
" إنظر !".
هتفت سارة بحركة سريعة من جسمها ، وقد حلّ رنين الحماس محل الأسى في صوتها ، وهي تلمح الصقر ، الذي بدا وكأنه لم يقدر الإهتمام المنصب عليه ، يفرد جناحيه ويحلق منسابا في الفضاء ، وحبست سارة انفاسها وهي تتامل روعة الطائر عندما مس شعاع من النور الساطع أسفل جناحيه مضيئا ريشهما المختلف الألوان.
لاحت إبتسامة خفيفة على فم هيو ، وإستقرت عيناه لوهلة على وجهها المضيء قربه قبل ان يستدير ليرى الطائر الكبير يحط على قمة صخرية في العالي.
" إذا كنت تهتمين بالطيور حقيقة ، فلعله بوسعنا أن نخرج معا يوما ما ونذهب لمراقبة الطيور".
" عندما يتوفر لنا المزيد من الوقت".
قالت رافعة يدها لتحجب الشمس ، وإختفى الصقر عندما إنعطف الطريق صاعدا ، لا شك ان مشاغله الكثيرة لن تتيح له ان يجد متسعا من الوقت مطلقا.
" الوقت... يبدو انني لا أستطيع أن اجد ما يكفي منه يا سارة".
" اعتقد ان الأمر كله يرجع الى ما يريده الإنسان من الحياة ، سيارة كهذه ، مثلا".
ولامست أناملها جلد مقعدها الوثير بتردد.
" قد تكونين على حق ،وتبعت عيناه حركات أصابعها ، ولكن سيارة الجاغوار هذه كانت لعمي ، وقد رايت انه من الأفضل إستعمالها اليوم ، بدلا من سيارتي".
داخل سارة الإمتعاض إذ احست به يدير ملاحظتها امبهمة ضدها ، خصوصا أنها كانت على يقين بأن سيارته هو الشخصية لن تكون من النوع الرخيص.
" هل تحسنين القيادة يا سارة؟".
" نعم ، أقود".
وإستعادت سارة في ذهنها سيارتها الصغيرة التي قدمها لها والدها هدية بمناسبة عيد ميلادها الأخير.
" أسمح لك بإستعارة هذه السيارة لو شعرت أن بوسعك قيادتها ، سأدعك تجربينها بعد تناول الشاي في العصر ، ستعتادين عليها بسرعة".
تألقت عينا سارة إبتهاجا ، فقد كانت في ريعان الشباب ، وعلى شيء من التهور تحت قناع السلبية التي ولدتها في نفسها أحداث الأسابيع الأخيرة.
" الا تخشى ان أتصرف بحماقة؟".
قالت وهي تبتسم بسعادة إبتسامة اشرق بها وجهها المفعم بالحيوية .
" لقد بدأت أظن بانك لن تفعلي هذا أبدا".
وتفحصها لوهلة متسليا بمراقبتها ، ملاحظا التغيير الذي طرأ على قسماتها المتالقة.
" لعله سيكتب لنا ان نرى اليرقة تبزغ الى الوجود يوما ما".
فعادت الى سارة جديتها على الفور ، لماذا يجب ان يثبط ويحبط كل شي ، لعلها هي المخطئة لأنها سمحت لنفسها بأن تعبر عن سرور فاق الحدود بفكرة قيادة هذه السيارة ، إلا أن ملاحظته أصابت وترا حساسا في أعماقها ، رغبة صادقة في الحياة لم تستطع أ تحققها لعدة أسابيع ، وتراجعت سارة مذكرة نفسها بأن هيو ، على الأغلب ، في لجوئه الى إستخدام اسلوب المداعبة معها إنما يعاملها كأخته الصغرى جيل ، وأن جلّ ما يقصده هو إيقاعها في شباك مزاحه ، ولهذا فإن أفضل خظة للدفاع هي التجاهل.
لزمت سارة الصمت محافظة على إبتسامتها بعناد إذ احست به ينتظر منها ردا لاذعا ، وداخلها إرتياح كبير عندما وجدت السيارة تقترب فجأة من قرية توبرمري.




 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-12-11, 06:51 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد ان توقفت السيارة تركها هيو هازا راسه هزة مقتضبة ، وبدا من الواضح أنه طردها من ذهنه بالسهولة نفسها التي طرد بها حديثهما الشائك ، إلا أنه تذكر بان يقول لها بانه سيقابلها فيما بعد لشرب الشاي.
وجدت سارة توبرمري بلدة صغيرة حلوة على الشاطىء الشمالي الشرقي للجزيرة ، وتجوّلت سارة في البلدة سعيدة بحريتها ، وقد شعرت بالأسترخاء لأول مرة بعد عدة أيام قضتها في صحبة الآلة الكاتبة.
شعرت سارة ، رغم قصر المدة التي مضت على مغادرتها للقلعة، بان الإحساس الخانق الذي قبض على قلبها بأصابعه الفولاذية بعد وفاة والديها قد أخذ يتلاشى ، إنها لن تفهم مطقا لماذا تقع مثل هذه الحوادث ، ولكن حدّة ألمها الثاقب قد إخذت تختفي ليحل محلهما نوع من القبول بالمحتوم ، اخف إحتمالا ، وداخل سارة ، وأشعة الشمس الدافئة تغمرها ، شعور براحة البال ظنت انه قد فارقها الى البد.
ليت جين كانت هنا ، يجب ان تكتب لها لتصف مشاعرها ، فلولا جين لما كانت سارة في هذا المكان ، وسارت بإتجاه المرفأ ،ووجدت أفكارها تنتقل من جين الى جيمس كار الذي وقع في حب جين منذ سنوات عديدة ، وكانت أم سارة تعتقد بأن زواجا بين جين وجيمس سيكون مثاليا ، إلا أن جين عبّرت عن ترددها دائما ، وبدون سبب واضح ، شردت افكار سارة الى هيو فريزر.
وهزت كتفيها بصبر نافد ، لماذا تعود افكارها دائما اليه؟
قررت سارة ، مصممة ، أن تنسى فريزر لفترة من الوقت ، وسارت متجولة في البلدة ، ملازمة الشارع الرئيسي الذي كان يمتد بمحاذاة جدار المرفا ، وراحت تنظر الى البيوت ، التي كانت من طراز القرن الثامن عشر ، بجدرانها الحجرية المتعددة الألوان وسطوحها المائلة ، وبدا كل شيء نظيفا ولامعا ، ولأستغرابها ، مهجورا.
واحست بالنعاس الذي كان يحوم في الفضاء حولها يصيبها بالعدوى ، فإستسلمت سارة له ، متكئة على جدار المرفأ المنخفض ، تاركة هواء البحر النقي يعبث بشعرها المصفف بعناية ويسري فوق بشرتها برقة ، وأحست بجفنيها يطبقان والدفء يغمرها.
وعلى حين غرّة مدفوعة بنوع من الحدس الحاد ، إنتفت سارة وإتجهت بنظراتها الى الطريق القريب منها ، وشاهدت لدهشتها ، الشاب الذي انقذ حقيبتها يوم وصولها الى الجزيرة يخرج من أحد الأمكنة المواجهة للبحر ، وطرفت بعينيها ثم نظرت مرة أخرى ، إنه الشاب الغريب الملتحي نفسه ويمكنها التعرف عليه في أي مكان .
بينما أخذت سارة تراقبه بدون أن يراها ، حمل هو بعض صناديق المؤونة في صندوق سيارته ، إنه ما يزال هنا إذن ! لعله أحد سكان الجزيرة ، او لعله إستأجر بيتا هنا ، مما يفسر حاجته لصناديق المؤونة هذه ، علت جبين سارة تقطيبة عابسة بدون مبرر وراقبته يبتعد بسيارته ، كان قد نظر بإتجاههما نظرة عابرة بدون ان يلوح عليه أن يعرفها ، هذا ليس غريبا فهما لم يتقابلا إلا لمدة قصيرة ، ولكن سارة وجدت تفسيرها صعبا على التصديق، وعادت الى المنظر تتأمله محتارة .
في طريق العودة ذكرت سارة مقابتها لهذا الشاب أمام هيو.
" اعتقد أن كثيرا من السياح يزورون جزيرة ( مل ) كل عام؟".
قالت بتردد ، وتمنت للحظتها لو أنها لم تذكر شيئا عن هذا الشاب لهيو لأنها خشيت ان يظن بها الفضول الشديد .
" هل يثير أهتمامك يا سارة؟".
" ليس الى حد كبير ، إنني استغرب فقط لماذا لم يتابع رحلته".
" لا تدعي الأمر يزعجك " وإختلط المكر بإبتسامته القاسية : " لا تنسي أن المجتمعات الصغيرة تولد الفضول ، هل سبق لك أن عشت في بلدة صغيرة ، يا سارة؟".
" ان الناس في المجتمعات الصغيرة يهتمون بالآخرين ".
" ان في مقدورهم أيضا أن يسببوا الإختناق".
أجابها بحدة.
" لا أظن ذلك !".
" إذن دعينا نتفق لا أن نختلف " قال متشدقا : " يبدو اننا نختلف حول مواضيع كثيرة".
لاحظت سارة في كلماته شيئا من التبرم ، وكانه كان يكتشف ، كارها ، ضرورة ان يسلم بوجود أنماط مختلفة للعيش ، هل يجد يا ترى ، الضغط المتواصل الذي تتطلبه حياة أكثر أستقرارا مدعاة للغيظ الشديد ؟ وهو الذي تعوّد على الإستمتاع بحريته وعلى التجول حول العالم ، وعادت سارة بإنتباهها الى ملاحظته الأخيرة
" هل تجد أنه أمر غريب ألا يكون بيننا أشياء كثيرة مشتركة؟".
" ها !". وضحك دافعا برأسه الداكن الى الوراء : " الم يذكر لك احد يا سارة ، بأن الرجال والنساء لا يشتركون إلا في القليل وأن العاطفة الوحيدة التي تستطيع احيانا أن تسد الفجوة بينهم هي عاطفة خطيرة جدا؟".
أدارت سارة رأسها بسرعة ، كان من الممكن أن تجيب بصراح ... لا ، ولكن لأنها شعرت بانه كان يطأ ارضا محرمة عن عمد ، فقد قررت أن تلتزم الصمت ، وبالإضافة ، لماذا يجب أن تعترف له بنقصان تجربتها؟ إنه يملك من الصلف والإعتداد بالنفس ما سيجعله يرى في هذا مدعاة للتسلة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-12-11, 06:52 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" يجب ان تقدمي على المغامرة يوما ما ". قال ساخرا عندما إستمرت على صمتها : " إلا أنني لا أنصحك بان تختاري سائحا عابرا".
" لا تخش فلن افعل ، بوسعي الإنتظار حتى أعود الى لندن".
المهم ألا أقع في حبك – إبتهلت سارة راجية ، وشعرت بنظراته العابثة تعود الى وجهها وتتمهل فوق فمها الاعزل قبل أن تنحرف الى الطريق ، وشعرت بنبضاتها تتسارع وكانها تجري.
وعادت السخرية الى وجهه ، وتمتم قائلا:
" طبعا ! العاصمة العظيمة ! ولكنك تحبين التظاهر بانك تستطيعين العيش بعيدا عنها".
وهز كتفيه بحركة لامبالاة ، وكانه فقد الإهتمام بالحوار بينهما ، وعاد للتركيز على القيادة ، فشعرت سارة بأعصابها المتوترة تسترخي تدريجيا .
سلكا في طريق عودتهما الطريق المحاذي للشاطىء الشرقي الى سالن .
إتكأت سارة في مقعدها وأغمضت عينيها نصف إغماضة ، بينما إتجهت السيارة نحو المنعطف التالي.
" بماذا تفكرين؟".
وإبتسم بتكاسل ، مبددا شكوكها في ان تكون أفكاره في مكان آخر ، وقبل ان تستطيع الإجابة أدار السيارة فجاة وأوقفها ن ثم قفز من الباب.
رأت سارة سيارة أخرى واقفة قريبا ، سيارة طويلة وثرة وقفت بجانبها فتاة طويلة سوداء الشعر ، وبدا من الواضح انها كانت في ورطة ، إذ راحت ترمق سيارتها بكآبة ، ولكنها عندما لمحت هيو ، إختفى عبوسها وحل محله تعبير بالدهشة والسرور.
" هيو !". هتفت بحبور ثم عانقته : " لم يخطر لي ببال أن أجدك هنا !".
ضحك هيو ، وراقبته سارة بفضول وهو يعانق الفتاة بخفة.
" إنني سعيد برؤيتك للمرة الثانية يا بيث ، ولكنني ظننت انك سافرت الى فرنسا".
وضمّها اليه ثانية ، بحنان ، كما لاحظت سارة ، وومضت فكرة في ذهنها وهي تتذكر ما قالته لها بيدي مساء وصولها الى القلعة عن إحتمال زواج هيو بفتاة ذهبت في رحلة الى فرنسا ، هل هي الفتاة نفسها ام لا ؟
" لقد كنت هناك، وصلت البارحة فقط ، وظننت أنه من الأفضل ان أخرج بسيارتي لأنني اتركها معظم الوقت في الكاراج ، ولكن يا لسوء الحظ، إحدى العجلات تعطلت ، ولهذا وقفت انتظر آملة أن ياتي شخص ما ليساعدني على إستبدال العجلة، إلا أنني لم اتوقع ان تحضر أنت".
إبتسم هيو بتكاسل ، وإنحنى ليفحص الدولاب.
" إنني دائما اعرف متى اظهر".
قال عابثا ، ولاحظت سارة لمعان أسنانه البيضاء الناصعة ، وبدا لها ، إذ أشرق وجهه ضاحكا مما أبرز إنحناءة راسه المتكبر ، كقرصان اسمر ، ولم يخامرها الشك مطلقا في انه يستطيع التصرف كقرصان ايضا.
لاح لسارة ان عيني بيث لم يفارقا وجه هيو بتاتا وهي تساله اين كان .
" في توبرمري ، لحسن حظك ". وأشار بإهمال الى حيث جلست سارة : " مع سكرتيرتي " ثم قال معرفا : " سارة وينتون ، أقدم لك بيث اسكويث".
" سكرتيرة ؟".
وأدارت بيث راسها لتستقر بنظراتها الدهشة على سارة التي كانت ما تزال جالسة في السيارة ، وبدا واضحا أنها لم تشعر بوجودها قبلا.
" لماذا بحق السماء ، تحتاج الى سكرتيرة في لوخ غويل؟".
قالت بلهجة ثاقبة باردة وهي تستدير غاضبة لتواجه هيو الذي أزاح سترته إستعدادا لتغيير العجلة.
" قد تستغربين !".
قال بلهجة متهكمة ، وحطّت نظراته الساخرة للحظة وجيزة على وجه سارة الذي احمرّ غضبا تحت وطأة نظرات بيث العدائية.
" كان بالإمكان أن أساعدك انا".
ولم تسمع رد هيو ، ولكن بيث بدت مقتنعة بإجابته إذ إسترخت عضلات وجهها وركعت على ركبتيها بجانب هيو تتبادل معه الحديث... كما يلوح.
علا العبوس وجه سارة ، لا شك أن بيث هي المرأة التي لمحت بيدي بان هيو قد يتزوجها في المستقبل ، وإعتصر قلبها شعور بالإنقباض سارعت لطرده.
وصلت جيل في اليوم التالي، كان الصباح قد بدا بداية سيئة بالنسبة الى سارة عندما أيقظتها كاتي قبل السابعة لتخبرها أن بيدي اضطرت للزوم الفراش بسبب مرضها ، مما دفع هي والى أن يرسلها الى سارة ليطلب منها القيام بإعداد الفطور.
" لقد عاودتها آلامها".
شرحت كاتي بينما كانت سارة تهبط الدرج بسرعة.
" في العادة عندما لا تستطيع النهوض من فراشها أقوم انا بإعداد الفطور ، ولكنني عندما قمت بهذه المهمة في المرة الأخيرة سكبت الشاي على يدي وحرقت الخبز ، وكانت النتيجة أن راح السيد فريزر العجوز يشتكي من سوء الهضم طول النهار ، ما كنت أحب أن أزعجك ، يا آنسة سارة ، ولكن السيد هيو قال بأنه متأكد من انك طباخة ماهرة".
"وماذا لوكنت ؟". تساءلت سارة بغيظ وهي ترتدي مريولا من مراييل بيدي الكبيرة البيضاء ، إنه لا يتوقع منها أن تقوم بجميع الأعباء ؟ لا شك انها ستسمعه قريبا يهمس ، معلقا على الروماتيزم الذي تعاني منه بيدي ( انا واثق انك بخبرتك في التمريض يا سارة...".
ورفضت سارة أن تعترف بان سوء المزاج الذي كانت تعاني منه هدا الصباح قد يكون نتيجة لتجربة الليلة الفائتة ، فبعد ان تركا بيث بدا واضحا انه نسي وعده بشان السماح لها بإستعمال سيارته أو أن السبب ، يا ترى ، هو ان لقاءها ببيث البارحة قد افسد امسيتها ، خصوصا أن الأخيرة قد افلحت بالتلميح لسارة ، عن طريق التفوه ببعض الكلمات الباردة ، بأن وجودها في لوخ غويل غير مرغوب فيه ، ولكن من المحتمل أن هيو الذي كان مشغولا بتركيب الدولاب عندئذ لم يسمع هذه الكلمات.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-12-11, 06:53 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سارعت سارة الى سكب بعض الشاي ، ورتبت بعض قطع البسكويت بذوق فوق صحن مزين.
سآخذ هذه الصينية الى بيدي بنفسي ". قالت لكاتي التي راحت تحوم حولها : " لعلني أستطيع أن اساعدها قليلا قبل ان اتناول فطوري".
إشتكت بيدي لسارة من آلام مبرحة في الورك ، وقالت أن الحبوب التي وصفها لها الطبيب لم تناسبها مما دفعها لأن تلقي بها في المغسلة ، وبدت سعيدة بالشاي ، إلا أنها انّبت سارة على تحملها هذا العبء.
" اظن ان الأسبرين ينفع في مثل هذه الحالات".
منتديات ليلاس
قالت وهي تخرج حبتين من زجاجة وجدتها في المطبخ ، ولدهشتها إبتلعت بيدي الحبتين من دون معارضة ، تحت مراقبة سارة التي سجلت في ذهنها ضرورة ان تتحدث الى الطبيب عندما يأتي لزيارة بيدي ، ولمّا حاولت الأخيرة أن تغادر فراشها قالت لها سارة بحزم:
" أن ما تحتاجين اليه الان هو الدفء والراحة ، ثم أن هنالك فتاة أخرى في البيت بالإضافة اليّ والى جيل التي ستصل اليوم ، من المؤكد اننا سنستطيع تدبير الأمور فيما بيننا".
" الآنسة جيل ؟". وغمر الإستياء عيني بيدي الزرقاوين بلون البحر ، ماذا سيقول السيد هيو إذا ما لزمت الفراش؟".
اجابت سارة بلهجة لاذعة وهي تغلق الباب:
" شيئا لا يمكن مقارنته بما سأقوله نا ، لو غادرت الفراش".
وفكرت سارة بالسيد هيو ، وهي في طريقها الى المطبخ ، لا شك أن بيدي ستقوى على مغادرة الفراش خلال يومين أو ثلاثة ، ولكن إذا ما ارادها هي وان تقوم بالطبخ فعليه ان يحاول تدبير اموره في المكتب من دون مساعدتها ، إذ ليس بإستطاعتها ان تقوم بالمهمتين معا ، ثم أنه لن يؤذيه إكتشاف انها ليست سهلة الإنقياد بالدرجة التي يتخيّلها.
وجدت هيو في إنتظارها في المطبخ ، واقفا قرب النافذة ينظر الى الساحة ، وقد كادت كتفاه العريضتان تملآن النافذة الطويلة ، فغمر سارة شعور مثير لجمها عن الكلام لحظة ، وإستدار هيو عندما سمع خطواتها ، وحطت نظراته على وجهها اليافع الصافي.
" صباح الخير يا سارة ، اظن انه من الأريح لك ان أتناول الفطور معك هنا".
كم تبدو كلماته حافلة بالمودة! ولكن سارة ليست بالفتاة التي تخدعها مثل هذه اللهجة التي تخفي في طياتها نفاد الصبر الذي يتصف به الرجال وبالكاد تستطيع إبتسامته أن تخفي عدم ترحيبه بهذا التغيير في الروتين اليومي ، واومات سارة برأسها بفتور وهي تضع بعض شرائح اللحم تحت المشواة ، وسالته بلهجة حادة قبل ان تتناول المقلاة:
" كم بيضة تريد؟".
وإتسعت إبتسامة هيو اللاهية وهو يقترب ليقف بجانبها.
" إن مزاجنا لا يبدو على ما يرام هذا الصباح ، أليس كذلك؟".
ونظر اليها من فوق انفه المستقيم بعينين تتالقان بالخبث .
" هل أنت مغتاظة مني لأنني طلبت منك أن تعدي الفطور؟".
ضحكت سارة على الرغم منها ، وتلاشى غضبها.
" في الحقيقة لا ". وقابلته عيناها الزرقان بجراة ، ولكنك تحب إعطاء الأوامر.
"هل يزعجك أن تمدي يد العون يا سارة؟".
" لا ، إذا وجّه الي الطلب بالأسلوب الصحيح".
وأدركت بان تصرفها كان طفوليا ، ولكن خصلة من العناد في طبعها جعلتها تصر على مسلكها مع علمها بأنه إنما كان يحاول إستثارتها عن عمد .
وإبتسم هيو :
" لقد إعتدت على إعطاء الأوامر يا سارة ، حتى أنني كدت أنسى كيف اصوغ طلباتي بالأسلوب الصحيح ، لعلك تستطيعين ان تعلميني".
كان ما يزال واقفا بجانبها مهيمنا قرب الموقد ، يبدو أنه كان يمارس رياضيته الصباحية على ظهر حصانه.
" لن يكون بوسعي أن افعل كل شيء".
وكسرت بيضة ، من دون إحتراس في المقلاة محاولة أن تستعيد تمالكها لنفسها.
" وماذا بشان المكتب؟".
ولكن سارة لم تربح هذه الجولة أيضا.
" استطيع أن أطلب المساعدة من بيث عندما تاتي هذا المساء".
قال بلطف وعيناه تستقران على بياض عنقها المصقول فوق فتحة قميصها.
" لقد عرضت المساعدة".
وضعت سارة الزبدة فوق البيض باسرع مما يجب ، فتطايرت الرشاشات الحارة بملامسة ذراعها مما جعلها تطلق صيحة الم قصيرة قبل أن تسحب ذراعها بسرعة ، رامية الملعقة من يدها ، وغامت عيناها بدموع اليأس وهي تحاول ان تغطي المساحة المحروقة بيدها.
أطلق هيو صرخة مختنقة .
" دعيني ارى ما اصابك ! لقد ظننت ان كاتي هي الوحيدة المهملة هنا ، كم مرة كتب علي أن أنقذك يا ترى؟".
والقى نظرة سريعة على وجهها المصدوم ، ثم توجه الى إحدى الخزائن وعاد حاملا انبوبة مرهم غطى به الحرق ، وكانت هذه هي المرة الثانية التي اشار فيها الى مغامرتها فوق الصخور منذ حدوثها.
" هذا يكفي!".
صرخت سارة بحدة إذ افرغ محتويات الانبوب فوق يدها ، وآلمتها لسعة ملمس اصابعه أكثر من لسعة الحرق ، وأحست وهي ترتجف بانها عزلاء أتجاهه ، وتمتمت بشيء من الخجل وهي تسحب ذراعها:
" آسفة، أن الحرق بسيط ، وهو لا يستدعي الخوف الذي أصابني ".
وشمّت رائحة شيء يحترق فسارعت مبتعدة لتنقذ محتويات المقلاة.
" أظن انه يمكنني ان أساعدك في المكتب بعد الغداء ، بعد إنتهائي من العمل هنا ، كاتي تستطيع تصريف امور المطبخ بمفردها لمدة ساعة أو ساعتين".
" إذن ، لن نحتاج الى بيث كما يبدو لي".
قال معلقا بدماثة ، ورماها بنظرة متاملة من عينيه اللتين راحتتا تبحثان عن ضمادة في صندوق الإسعاف...
" ليس بالضرورة ، ولكن إفعل ما تشاء".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, الوعد المكسور, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, winds from the sea
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170949.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 20-08-16 01:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 28-05-16 07:49 AM


الساعة الآن 03:46 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية