لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-11, 03:52 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يعطيك ألف عافية على الروايات الجميلة الي بتكتبيها
‏^_^
يا ريت لو ما فيها ازعاج تكتبيلنا رواية* و عاد في المساء *

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 23-12-11, 11:52 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- هل أنت متزوج؟


ولأول مرة منذ سنوات تمضي أليسون ليلة في البكاء والنحيب ، فقد كان النوم كابوسا مزعجا .
إن نيال الأسود ، رغم كل محاولاته للإنكار ، كان يسجل إنتقاما رهيبا ضد اعداء عائلته القدامى ، في حين تجد اليسون نفسها تتخبط في شبكة عنكبوت جهنمية تزداد تعقيدا كلما حاولت التملص منها.
فبعد الكلمات القاسية التي رماها نيال ، تركته وحيدا وعادت الى القارب لإنتظاره هناك ، فهي لم تعد راغبة بالتحدث اليه ، أو حتى النظر في وجهه.
وما أن وصلا الى البيت حتى اسرعت الى غرفتها تاركة له مهمة ربط القارب في مرساه ، لم تقابل أمها ، لأنها خشيت أن تقول لها كلمات قد تندم عليها فيما بعد ، بل صعدت الى غرفتها مدّعية بأنها مصابة بصداع حاد وتريد بعض الراحة... ولقد شاهدت في وجه جسي عندما إلتقتها قرب المطبخ من العطف ما دام أن يفجّر في نفسها مشاعر الحزن والمرارة ، لكنها تمالكت وهربت الى غرفتها.
في اليوم التالي ، وكان يوم الأحد ، افاقت اليسون باكرا واعدّت نفسها لرحلة طويلة ، فهي تريد خلوة تستطيع فيها أن تفكر بهدوء ... ولكنها عندما عادت مساء ، كانت منهكة القوى دون ان تصل الى حل ما لمشكلتها العويصة ، وقد اخبرتها جسي قبل إخلادها الى النوم ان امها أمضت اليوم كله تعمل في غرفة الرسم.
منتديات ليلاس
تناولت اليسون إفطارها الصباحي وحيدة ، فعلى ما يبدو جاء دور امها للإصابة بالصداع الحاد ، لم تسال اليسون عن الوقت الذي أمضاه نيال في البيت مساء السبت ، وعما إذا كان قد طرح مشروعات جديدة ، فهي لا تريد أن تعرف شيئا يتعلق به.
وجدت صعوبة بالغة في عدم الإلتفات الى منزل عائلة ماكيين عندما عبرت في طريقها الى المدرسة ، أحست وكأن مغنطيسا هائلا يجذب نظرها الى ذلك الكوخ الصغير ، كانت السيارة في الخارج ، وهذا يعني ان نيال ما زال هناك ، تساءلت اليسون عما إذا كان نيال قد أخبر والده ، بكل التفاصيل ، وعندما حاولت تصور مشاعر الأب شعرت بغصة خانقة في حلقها ، فقد كان الأب يحقد على عائلة ماكاي أكثر من أبنائه ، ولا شك أن الإنتقام يعطيه إحساسا بالراحة والتشفي ، واصلت طريقها مصممة على إخفاء مشاعرها امام تلامذتها ، إذ يجب ألا يشعروا بأي تغيير خاصة أنهم أطفال أذكياء يستطيعون فهم الأمور وتفسيرها.... ومن ثم نقلها الى كل القرية في غضون ساعات قليلة.
إستطاعت اليسون أن تنسى كل شيء وتركز ذهنها على عملها ، بل وتمكنت من الركض مع الأطفال على طول الطريق القروي ، بحيث أنها عندما وصلت الى بيتها متعبة ومتقطعة الأنفاس ، كانت متاعبها قد زالت تقريبا.
لكن المتاعب عادت فورا عندما لمحت سيارة نيال متوقفة أمام منزلها ، وما كادت تقترب حتى رات نيال يخرج من السيارة ويفتح الباب المجاور لوالدتها التي كانت تجلس الى جانبه.
قالت الأم عندما لمحت إبنتها:
" يا ألهي ، هل إنتهى النهار بهذه السرعة؟".
ثم إلتفتت الى نيال وقال:
" هل تدخل لتناول بعض القهوة؟".
رد نيال وهويراقب أليسون:
" لا ، شكرا يا سيد ماكاي ، يجب أن اذهب لأنهاء بعض الأمور ، فأنا مسافر الى المدينة ولن اعود قبل يوم الخميس ، هل عندك مانع في ان أزوركم عندما أعود؟".
" لا ابدا ، وداعا يا سيد ماكيين".
إستدارت اليسون وأسرعت الى البيت ، تبعتها امها بهدوء واغلقت الباب خلفها في حين سمعتا صوت السيارة وهي تبتعد.
وقبل أن تفتح أليسون فمها فاجأتها امها قائلة:
" لماذا انت فظة معه الى هذا الحد؟".
حدّقت اليسون بامها مندهشة ، وبادلتها الأم نظرة مستغربة مستنكرة .
فقالت اليسون:
" فظة ؟ انا لا استطيع حتى ان أنظر اليه ، فكيف اتكلم معه ؟ إنه ينتزع بيتنا وجزيرتنا .... وحتى أنت يا أمي ، كيف تقبلين العمل معه ؟ قولي لي بربك ، كيف؟".
هزّت الأم راسها واجابت بهدوء حازم:
" لقد أخبرني انه اشار الى الموضوع أمامك ، كنت افضل أن احدثك بالأمر شخصيا.... على كل ، أنا آسفة يا حبيبتي ، لكن كيف يمكنني ان ارفض عرضا ماديا مغريا؟".
همهمت أليسون بحزن:
" لكننا لسنا معدمين ... وهناك المال الذي سيدفعه ثمنا للبيت ".
ردت الأم بصوت حاد وقد بدا عليها الغضب:
" الا ترين الأمور على حقيقتها ؟ إنني أحب هذا المكان مثلما تحبينه أنت ، لو استطع أن اعيده الى الحياة الرائعة بواسطة رسومي ولوحاتي .... فلن أتردد ، إنه يملك المال اللازم ومن الغباء ان أترك للآخرين ان يقرروا الألوان المناسبة للغرف والقاعات والردهات بينما استطيع انا ان اتعامل معها بأحاسيس مختلفة .... الا ترين هذا الجانب من الأمور؟".
هزّت رأسها بإذعان وإحساس بالإرتياح يملأها لأنها لم تثر الموضوع مع أمها من قبل ، ولكن الذي إستغربته هو كون خطوات نيال مدروسة ومنطقية وتثير الإعجاب.
قالت بحنان:
" أنا متاسفة يا امي ، المشكلة انني أحس بانه يسرق كل شيء مني".
نظرت السيدة ماكاي الى إبنتها بعينين تشعان حنانا وقالت:
" يجب أن لا تفكري بهذه الطريقة يا حبيبتي ، فهو ليس سيئا كما تتصورين ، بل هناك اشياء لطيفة فعلا في شخصيته لا استطيع تفسيرها أو وصفها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-12-11, 11:55 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إبتسمت قليلا ثم تابعت قائلة:
" يجب ان لا أدعه يسمع هذا الإطراء ، وبالمناسبة ، لقد ذهبنا الى المحامي هذا الصباح".
سالت اليسون وقلبها يعتصر الما:
" توقعت ذلك ، إذن ، اصبح الأمر مؤكدا؟ ".
" تقريبا ، بالطبع ما زالت هناك الأجرات القانونية قبل إبرام العقد الذي سيكون بعد أسبوعين اوثلاثة تقريبا ... بعد ذلك سيصبح البيت ملكا له".
قالت أليسون بإستسلام:
" .... وعندها يجب أن نغادره؟".
اجابتها الأم وهي تجرها من ذراعها:
" نعم ، في البدء سيكون الأمر صعبا ، لكننا سنعتاد بعد ذلك ، هيا بنا الى المطبخ ، ترى ماذا اعدت جسي من طعام؟".
مر الأسبوع بسرعة ، وعندما عادت أليسون يوم الخميس من المدرسة ، وجدت رجلا قصير القامة يحمل معدات هندسية للقياس ودفترا صغيرا لتسجيل الملاحظات ، هزّ الرجل راسه محييا وأكد لأليسون انه سيحاول عدم إزعاج سكان البيت قدر الإمكان خلال عمله.
كانت اليسون مهتمة بمعرفة خطط نيال بالنسبة للبيت ، لذلك سالت الرجل عما إذا كان بإمكانها مراقبته وهو يعمل ، فاجابها مسرورا بدون ان يدرك بالفعل طبيعة نواياها ، وسرعان ما إتضحت الصورة لأليسون ، فنيال لا ينوي تغيير طابع البيت الخارجي ، بل سيكتفي بتقسيم غرف النوم الكبيرة ، وهذا بدوره لن يؤدي الى تغيير الخارج لأن لكل غرفة نافذتين او أكثر ، إحدى الغرف الصغيرة في الدور الأول ستتحول الى حمام ، وكذلك إحدى غرف العليّة ، والشيء الوحيد الذي سيتغيّر خارجيا هو سلالم النجاة التي ستمتد من الدور العلوي الى الدور الأرضي ، ولكن الرجل أكد لأليسون ان السلالم ستكون منزوية وغير ظاهرة للعيان على الأطلاق.
رافقت أليسون الرجل الى الباب الخارجي بعد أن انهى جولته مؤكدا لها ان الحصول على ترخيص بإجراء التعديلات لن يكون صعبا ، ودّعته بقلب مثقل وهي تدرك أن ايام الهدوء قد شارفت على الإنتهاء ، فغدا تبدأ الأيدي العاملة مهمة التغيير والتبديل ... ولن يعود البيت كما كان في الماضي ، ابدا... ابدا...
توجهت الى غرفة الرسم حيث أمها وقرعت الباب المغلق قبل أن تدخل.
قالت امها دون ان ترفع عينيها عن اللوحة التي بين يديها:
" إدخلي يا حبيبتي ، هل رحل الرجل؟".
ردّت اليسون بالإيجاب ، فتابعت الأم قائلة:
" حسنا ، لم اكن أحتمل وجوده ، هل ... هل سيغير كثيرا في البيت".
روت أليسون لأمها كل ما سجلته ذاكرتها من تفاصيل عن خطط التغيير في الدور الثلاثة ، وعندما إنتهت هزّت الأم رأسها وتنهدت بغرتياح قائلة:
" الحمد لله ، إنه لن يغير فيه كثيرا".
" هل كانت لديك شكوك في هذا المجال؟".
" لا ، لكن لا أحد يدري في مثل هذه الأمور".
قالت اليسون بهدوء:
" لم يتأخر الوقت بعد على تغيير الرأي".
نظرت اليها أمها قائلة:
" انت تكرهينه كثيرا ، أليس كذلك؟".
" أجل انا اكرهه".
ركّزت السيدة ماكاي نظرها في وجه أليسون وهي تقول :
" لم أرك في حياتي على هذا الشكل ، كنت أعتقد انك حساسة الى درجة تمنع عنك تأثير النزاعات العائلية ، لكنني أرى العكس ، فلماذا تكرهينه؟".
هزّت اليسون راسها بتوتر واضح ن ما تود أن تقوله لا يمكن أن تعبر عنه الكلمات ، فهي لم تعد قادرة على كشف مشاعرها ومخاوفها الدفينة، لا تستطيع ان تعبر حتى لأمها الطيبة القلب عن الإضطراب الذي يعتريها كلما كان نيال قريبا منها ، لذلك إكتفت بالقول:
" لعل الكراهية في دمي يا أمي ، تماما كما كانت في دم أليك ن كما تذكرين ، الفرق انه كان قادرا على القتال ... أما انا فلا ...".
وحاولت ان تضفي على الجو مسحة مرح ، فأضافت تقول:
" تصوري انني اتعارك مع نيال ماكيين الشرس".
لكن أمها لم تضحك ، بل نظرت الى اللوحة أمامها وقالت بهدوء :
" اعتقد أنه رجل قاس إذا ما اسيء اليه ، فلا تحاولي الإحتكاك به كثيرا".
ردّت أليسون بسرعة وعيناها تشعان غضبا:
" إنني اوجه نصيحة أم يا أليسون ، فأنا لا اريد ان اراك مجروحة الكرامة ، أمثاله من الرجال يمكن ان يكونوا قساة الى حد كبير ، لا تنسي انه أمضى طفولة قاسية وزار الكثير من بلدان العالم وجمع ثروة لا باس بها... وهذا يخلق مزيجا من المشاعر في الرجل ، لقد أحسست قوته المتذبذبة عندما قابلته أمس ، صحيح انه قادر على إخفائها ، لكنها موجودة بإستمرار .... مشاعر فولاذية تحت مظهر حديدي ، إنها موجودة في عينيه وفي وجهه ، ذلك الوجه المميز لشاب في مثل عمره ، إنني أتمنى ان أرسمه يوما ما".
سمعت أليسون قرع جرس الباب الأمامي فإنتهزت الفرصة لتغير الحديث قائلة :
" إنه هو ، سوف أذهب لأفتح الباب".
إستدارت وخرجت مسرعة قبل أن تتمكن الأم من رؤية تأثير كلماتها التي أزعجت اليسون فعلا وأكدت لها صدق ما لاحظته عليه من قبل ، ولكن إذا أعتقدت الأم ان بإستطاعتها الضغط على إبنتها بهذه الوسيلة ، فإنها تكون أدرى بحقيقة نيال ماكيين اكثر من معرفتها بشخصية أليسون.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 12:01 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما وصلت أليسون الى الباب ، كانت جسي قد سبقتها اليه وادخلت نيال قائلة له:
" سوف اخطر السيدة ماكاي بحضورك".
لكنها توقفت عندما رأت أليسون ، إبتسمت اليسون بحرارة وقالت:
" لا باس يا جسي".
ولكن هذه البسمة غابت عندما إلتفتت الى نيال قائلة:
" سوف اقودك الى أمي يا سيد ماكيين ، فهلا تبعتني؟".
" شكرا لك".
إنحنى قليلا لجسي قبل أن يلحق أليسون التي إستدارت عائدة من حيث اتت ، سارت منتصبة القامة وهي تحس بنظراته القاسية تلاحقها ، وإستغربت أليسون كيف أن وجوده يشعرها دائما بالأنزعاج وكأنها تريد أن تهرب منه.
قرعت على الباب وفتحته قائلة:
" تفضل يا سيد ماكيين".
نظر مباشرة في عينيها ن فإضطرت الى إبعاد بصرها أمام نظراته الحديدية الباردة ، لكنه لم يقل اكثر من كلمة شكر ، ثم دخل الغرفة ، اغلقت أليسون الباب خلفه بيد مرتجفة وسمعته يقول:
" لقد وصلت الان من المدينة ، هل جاء احد؟".
وإختفى الصوت تماما عندما تركت المكان هاربة من صوته ووجوده ... الان فقط ادركت أليسون لماذا تجده الأم جذابا ، فصوته – مع الأم طبعا – كان دافئا وصادقا كأي رجل لطيف في حضرة سيدة محترمة ، وفكرت أليسون وهي تغادر البيت الى الحديقة إنه عندما يمتلك المكان وتصبح امها مجرد موظفة عنده ، فلا شك أن اللطف سيزول وتظهر طبيعته الحقيقية.... وعندها فقط ستكتشف الأم كل الواقع ، لكن الأوان يكون قد فات آنذاك.
عند المساء ابلغت السيدة ماكاي إبنتها ان نيال سياتي في نهاية الأسبوع لإجراء بعض القياسات والحسابات المتعلقة بمواد البناء اللازمة للتعديلات المقترحة ، نظرت اليسون الى أمها بغضب قائلة:
" وبالطبع ، وافقت على طلبه".
ردّت الأم بحزن:
" طبعا ، انا آسفة يا حبيبتي لكن الأمور يجب أن تسير ، وعليك ان تظلي خارج المسالة كلها ، لماذا لا تتصلين بصديقتك التي لم تشاهديها منذ مدة وتسالينها ما إذا كانت مستعدة لأستقبالك في عطلة نهاية الأسبوع؟".
" إنها فكرة ، ساتصل بها فورا ، ساكون مسرورة لرؤيتها مرة أخرى".
لكنها أضافت قائلة لنفسها : ( وسأحدثها عن هذا الشخص الكريه وأخفف من الأعباء التي أحملها من جراء وجوده) ، طلبت أليسون رقم هاتف صديقتها وهي تتمنى أن لا تكون ميغ قد قررت الذهاب الى مكان بعيد مع زوجها بيل والأولاد ، وعندما سمعت ميغ صوت صديقتها هتفت بسرور:
" أهلا وسهلا يا أليسون ، كم انا مشتاقة لرؤيتك ، ستاتين الجمعة مساء بسيارتك؟ انني في إنتظارك على احر من الجمر".
فرحت اليسون كثيرا لسماع صوت صديقتها وأدركت أنها ستكون قادرة على الفضاء بمكنونات صدرها الى تلك الصديقة القديمة ... وهذا ما خفّف عنها بعض العناء.
راقبت ميغ صديقتها وهما تتناولان القهوة وقالت:
" يبدو أنه كريه جدا ، لكنه حسب كلامك ثري جدا ، انا متأكدة انك تبالغين في الوصف".
ضحكت اليسون بسعادة إفتقدتها طيلة الأسبوع الماضي ، كانت الساعة قد جاوزت منتصف ليلة الجمعة ، والصديقتان جالستان تتسامران حوالي النار ، وفي الخارج مطر غزير لا ينقطع ، في إحدى الغرف رقد طفلا ميغ التوأمان البالغ عمرهما ثلاث سنوات ، اما الزوج فقد ذهب الى غرفته بعد أن حذرهما قائلا:
" ساترككما مع ثرثرتكما التي لا تنتهي ، لكن ارجوكما ان لا توقظاني بضحكاتكما العالية ... وإلا هجمت عليكما وعاقبتكما".
أدى هذا التحذير الضاحك الى إيجاد جو من المرح في جلسة الصديقتين الحميمتين ، كانت ميغ الصدر المريح الذي تحتاجه اليسون ، فقد إستمعت الى حكاية صديقتها بإهتمام منذ أن جاء نيال القرية وحتى التحذير المبطن الذي أطلقته الأم بعد ظهر ذلك اليوم.
راقبت اليسون صديقتها ميغ التي قامت لتجلب فنجاني القهوة مرة أخرى ، فاحست بإرتياح شامل ما كانت تتوقعه بمثل هذه السرعة ، كانتا في العمر نفسه تقريبا وتخرجتا سويا من معهد أدنبرة ، وإفترقتا : ميغ الى دينجوال واليسون الى شيلينغ .
كان قد مضى على إلتحاق ميغ بسلك التعليم سنة واحدة فقط عندما إستطاع مدرس الرياضة الوسيم بيل غراهام أن يغزو قلبها وينقلها الى عش الزواج الذهبي ، ومع ان الزوجين قررا مواصلة العمل عدة سنوات قبل الإنجاب ، إلا ان إرادة الله حققت العكس ، فبعد سنة فقط ، كانت أليسون تهنىء صديقتها بميلاد طفليها التوأمين ، وطيلة هذه المدة ظلتا على إتصال مستمر عبر الهاتف أو بواسطة الرسائل ، وكثيرا ما ذهبت ميغ مع زوجها وطفليها لنصب خيامهم في اراضي بيت اليسون ،وكانوا يرفضون بحزم إستعمال غرف النوم في البيت ، ويكتفون بتناول الفطور يوم الأحد مع جميع أفراد العائلة.
بعد أن ملأت ميغ فنجاني القهوة ، عادت الى مقعدها متسائلة:
" نيال ألم ينقذك في السابق من حادث جرى لك؟".
إنفجرت اليسون ضاحكة:
" إنه هو ، والسبب نزاع عائلي قديم ...وهكذا ترين".
" لكنني بصراحة لا أجد الرابط بين الشيئين ، وانا أتذكر أننا كنا نتحدث عن الموضوع في الكلية بنوع من الرومنطيقية....".
أحمر خداها عندما واجهتها أليسون بنظرة إستغراب لكنها تابعت تقول:
" ما أقوله صحيح ، لا شك أنكما كنتما عدوين لدودين ، لكنه انقذك من ذئب بشري ، ثم عانقك أقصد أن ما حدث لك هو ما كنا نحب أن نقرأ عنه في سن المراهقة ، الا تتذكرين يا أليسون؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 12:07 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

..... وتذكرت أليسون ، إستغرقت في الصمت للحظات وهي تسترجع المتعة التي عاشتها في الماضي ، وبلا شك ، كان هناك جو من الرومنطيقية حول القصة كلها في ذلك الوقت ... اما الآن ، فمجرد ذكر نيال يثير في أوصالها قشعريرة باردة.
" يجب ان تريه الان يا ميغ حتى تدركي ما قصدت ، فهومختلف تماما ، هناك شيء في شخصيته يثير الفزع والخوف".
أمعنت ميغ النظر في وجه اليسون قائلة:
" حسنا ، لا ارى إلا واحدا لذلك ، علي ان أقنع بيل بحمل عدة التخييم والذهاب لقضاء عدة ايام عندكم .... وعندما سأرى كل شيء على الطبيعة".
حدّقت اليسون في صديقتها ثم إنفجرت ضاحكة:
" هل ستفعلين ؟ لا شك أنك فاعلة ، آه يا ميغ ، لماذا لا تسكنون بالقرب منا؟".
إبتسمت ميغ:
" ربما ننجح في نقل مدينتنا الى مكان قريب من قريتكم ".
جاء يوم الإثنين ممطرا وباردا ، وقد إنعكس الجو على التلامذة الذين بدوا في حالة متوترة ، فيونا ستيوارت ، التلميذة الهادئة ضربت ويلي ماكلويد لسبب غير معروف ، مما خلق حالة من الفوضى في الغرفة أخذت وقتا طويلا من اليسون كي تعود الى طبيعتها ، وعندما حل الهدوء أخيرا ، كانت الساعة قد قاربت الرابعة بعد الظهر ، أطلقت أليسون سراح التلامذة وهي متأكدة أن الشجار سيندلع مجددا بمجرد مغادرتهم باب المدرسة.
توجهت الى النافذة لتراقبهم وهم يركضون على طول الطريق ، وعند الباب ، شاهدت رجلا يخلي الدرب للصغار المسرعين ... وسرعان ما لاحظت أنه نيال ماكبين ، وهو يتوجه صعودا الى المدرسة ، نظر الى الأعلى وشاهدها ، كانت على وشك ان تبتعد عن النافذة لكنها توقفت ، انها موجودة في مكانها الطبيعي ، لذلك قررت البقاء بغض النظر عن وصول الزائر غير المرغوب فيه ، لعله يقصد أحد البيتين الواقعين خلف المدرسة ؟ إستبعدت هذا الإحتمال لأن سكان المنزلين ارملتان طاعنتان في السن تعيشان وحيدتين مع بعض القطط ، وقلّما تختلطان بسكان القرية .
إبتعدت أليسون عن النافذة قليلا عندما وجّه نيال نظرة أخرى الى غرفتها ، ثم سارت بإتجاه طاولتها لترتيبها تمهيدا للعودة الى المنزل ، وبعدها لملمت حاجياتها ، وإرتدت معطفها وسارت نحو الباب ... الذي إنفتح فجأة وظهر منه ماكيين ، قائلا بهدوء:
" هل استطيع الدخول؟".
ترددت قبل ان تقول:
" تفضل ، ماذا تريد يا سيد ماكيين؟".
قال :
" أريد أن اتحدث اليك قليلا ".
أضطرت أليسون الى توجيه نظرها نحو ربطة عنقه لأنها كانت عاجزة عن النظر مباشرة الى عينيه ، على الأقل حتى تزول الصدمة التي احدثها دخوله ، تنفست بعمق قبل أن تنظر اليه وتقول:
" اعتقد أنه من الأفضل لك أن تقول ما تريد لأمي ، انا متاسفة ، لكنك تتعامل مباشرة معها".
هزّ رأسه ببطء وقال:
" لا ، ما أريده لا يتعلق بالبيت ، الموضوع على علاقة بالمدرسة".
" لست افهم ".
ظهرت علامات التعجب على وجه اليسون ، أما هو فقد تابع الحديث قائلا:
" أؤكد لك أن المر ليس مزحة ، جئت لأسال عما إذا كان بإمكانك إستقبال تلميذ آخر في ضفك؟".
حاولت جاهدة ان تخفي إستغرابها المتزايد :
" طبعا طبعا ، هناك سبعة تلامذة فقط ، هل افهم من كلامك أنك تريد تسجيل تلميذ في امدرسة؟".
" اجل".
منتديات ليلاس
توجهت اليسون الى طاولتها وأخرجت دفتر التسجيل الرسمي وفتحته عل إحدى الصفحات في حين كال نيال يراقبها بصمت ، وطيلة هذا الوقت كانت غير مصدقة لما يحدث.
نظرت اليه متسائلة:
" ما هو أسم التلميذ وعمره؟".
" إسمه أندريه لويس غارسيا وعمره ست سنوات ".
سجّلت الأسم والعنوان ثم سالت:
" ما هو عنوانه؟".
" عنوانه الحالي غير مهم ، عندما يصل الى القرية سيسكن معي أنا في منزل والدي في شيلينغ".
كتبت أليسون العنوان كاملا ، ثم قالت:
" اعتقد انه ليس أنكليزيا ، هل يمكن ان اعرف جنسيته والمدة التي ينوي قضاءها هنا؟".
" إنه برازيلي ،وهو.....".
توقف عن الكلام وقد علت وجهه ملامح قاسية وعندما لاحظ نظرات اليسون المتسائلة حوّل عينيه الى قاعة الصف ، ظلت أليسون صامتة للحظات خوفا من تحطيم الصمت المتوتر الذي خيّم عليهما ، لكنه تدارك الموقف وقال:
"سوف يعيش هنا الى الأبد ، هنا وطنه الجديد".
شكرته واخذت تردد ما تكتبه .
ثم أغلقت الدفتر الكبير متسائلة:
" عليّ ان ابلغ السلطات الرسمية ، فمتى تريده ان يباشر الدراسة؟".
" سيصل يوم الأربعاء المقبل ، هل ترين ان الإثنين الذي يليه سيكون مناسبا؟".
" حسنا ، يوم الإثنين ، لكنني اريد أن أعلمك بأن المدرسة قد تغلق ابوابها عند مطلع العام الجديد ، ففي ذلك الوقت لن يكون هناك غير تلميذين ... بالأحرى ثلاثة ،وهؤلاء سينقلون الى مدرسة أخرى بعيدة ".
هز راسه قائلا:
" سأهتم بهذه المشكلة في وقتها ، أما الآن فإنه سيتابع دروسه هنا اليس كذلك؟".
"نعم".
نقل نيال نظره الى الغرفة متأملا المقاعد والطاولات والجدران المزينة برسوم الأطفال ، لا شك ان المدرسة لم تتغير كثيرا عما كانت عليه في ايامه ، المقاعد ما زالت هي نفسها ، وعليها خربشات وكتابات أجيال متعاقبة مع الأطفال.
لاحظت اليسون ان عينيه فقدتا بعض القسوة التي كانت فيهما قبل قليل.
سألها وهو يتوجه الى الباب:
" هل هذا كل شيء؟".
" أجل ، لكن هناك شيئا آخر نسيت ان أسجله ، من هو ولي أمر أندريه؟".
وبينما كانت اليسون منهمكة بإعادة فتح السجل الرسمي جاءها الجواب المفاجىء:
"انا ولي أمره".
أخفت أليسون دهشتها وهي تسجل ( ولي الأمر ) السيد نيال ماكيين ... وقبل أن تنتهي فاجاها مرة أخرى بقوله :
" مهلا كان يجب أن أضيف إسم ماكيين بعد إسم غارسيا ... فأندريه هو إبني".
وبفعل الصدمة العنيفة ، لم تجد اليسون غير العبارة التقليدية :
" لم أكن أعرف أنك متزوج".
تقلّصت عضلات وجهه وهو ينظر اليها بحدة قائلا:
" ولماذا يجب أن تعرفي؟".
ثم إستدار مغادرا قاعة الصف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري ويبرلي, black niall, mary wibberley, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, نهر الذكريات
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية