اخبرت لوسي نفسها انها قادرة على القيام بذلك , لكنها لم تعمل يوماً بهذا المقدار , اخذ الهاتف يرن بشكل متواصل , وراحت الرسائل البريدية تتراكم في صندوق الواردت على كمبيوتر شيلا, بالإضافة الى سيل من الاشخاص الذين يريدون رؤية غاي, عقد غاي اجتماعاً تلو الآخر, وحرصت لوسي على تزويده بكل المعلومات الصحيحة لتساعده في كل اجتماع.منتديات ليلاس
قدمت القهوة كلما طلب منها ذلك, ثم عادت مسرعة الى مكتب شيلا لتحضر للاجتماعات الجديدة, هذا كله وهي تركز على مفكرة غاي اليومية او تتفقد الترتيبات بأن حفل الاستقبال الذي سيقيمه مصرف دينجرفيلد.
رأت ايضاً جانباً جديداً من شخصية غاي, هذا ليس غاي الذي يمرح والذي باتت تعرفه جيداً , غاي هذا يعرف بالتحديد مايقوم به, طريقته في اداء اعماله لا تتميز ابداً باللين , تستطيع لوسي الآن سماع الصلابة في صوته , ادركت ان خلف هذه الابتسامة وهذا السحر قسوة, بالكاد استشعرت وجودها في السابق.
- أما زلت هنا؟
اصبحت الساعة قرابة السادسة والنصف , عاد غاي من اجتماعه ليجد لوسي تطبع وثيقة اخيرة, ترنح قلبها عند رؤيته , بعدما تمكنت من إبقائه ثابتاً معظم النهار, انساها انشغالها شعورها بعناقه , لكن الذكرى عادت الآن بعنف, وادركت لوسي فجأة ان لا احد في الطابق عداهما.منتديات ليلاس
رفعت الأوراق حالما اصبحت جاهزة, ووضعتها في الملف, قالت:
- انا على وشك الانتهاء.
منتديات ليلاس
شعرت بالارتياح لانشغال يديها وعينيها بشيء آخر, اكملت وهي تشعر بالفخر لقدرتها على ابقاء صوتها هادئاً:
- أتساءل إن كان يجب علي التأكيد من سير الامور بشكل جيد في حفل الاستقبال في الاسفل , فهو سيبدأ قريباً.منتديات ليلاس
- اعلم , ولهذا السبب عدت الى هنا, يفترض بي أن ألقي خطاباً ترحيبياً.
أومأت لوسي برأسها :
- وضعت الملاحظات التي تخص الخطاب على مكتبك.
عاودها الشعور بالقلق بشأن حفل الاستقبال, ذلك القلق الذي شغلها طوال النهار, قالت وهي تكلم نفسها بمقدار ماتكلمه:
- يمكنني النظر من وراء الستار و التأكد ان كل شيء على مايرام.
مشى غاي بتمهل واتكأ على مكتبها :
- لدي فكرة افضل, مامن داع لتتسللي خلف الستار, لم لا تأتين الى حفل الاستقبال بصفتك احد افراد طاقم العمل؟ انت تحتاجين الى كوب من العصير, أليس هذا صحيحاً؟.
هذا صحيح , لكن من الأفضل ألا تعترف بذلك:
- أنا علي الأرجح احتاج الى بعض الطعام, فلم يتسن لي الوقت لتناول الغداء.
- لا غداء, ايتها المسكينة لوسي! هذا لا يحدث ابداً في وبرنداغو , أليس كذلك؟
استقرت عيناه على وجهها واكمل:
- دعيني اخبرك شيئاً, سوف نذهب الى حفل الاستقبال , فنتناول العصير وبعض قطع الخبز المحمص المحمل بالكفيار, وهو ماتطلبه شيلا دائماً, بعدئذ سوف القي خطابي , ثم اخذك لنتناول العشاء ولأشكرك على مجهودك اليوم, فقد كنت رائعة.
قالت لوسي مرواغة:
- ملابسي لا تناسب حفل الاستقبال.ريحانة
قال غاي بحماس:
- هذا غير صحيح , سوف يأتي الجميع من العمل مباشرة وسيكونون في ثياب المكتب.

تأمل غاي قميصها المحفورة عند العنق وتنورتها الأنيقة , وسترتها الملائمة المعلقة على ظهر كرسيها.
- في الواقع, مظهرك اكثر من جيد, اذهبي وضعي احمر الشفاء, او مهما كان ماتفعله انتن النساء قبل الخروج , وعندها سنذهب.
وجدت لوسي نفسها في حماسه الخاص , ارخت مشبك شعرها بيدين غير ثابتتين , إنها تبدو في حالة فوضى انحنت حتى خصرها , ثم مررت اصابعها بقوة في شعرها, قبل ان تعيد تثبيته بالمشبك بعيداً عن وجهها , في النهاية هي مازالت في العمل , المساعدات الخاصات للمدراء التنفيذيين لايدعن شعرهن ينساب على اكتافهن, عليها ألا تنسى انها مساعدة شخصية...بل مساعدة شخصية مؤقتة.
احمر شفاء واحمر خدود ورشة عطر ثم تصبح جاهزة, لكنها وجدت نفسها تتوقف قليلاً,وتضع يدها على باب الحمام, ثم تأخذ نفسين عميقين , قبل ان ترسم ابتسامة مشرقة على وجهها , وتذهب للقاء غاي.منتديات ليلاس
اقيم حفل الاستقبال فوق الطابق الارضي, وهو مطل على الردهة رائعة شبه دائرية وله جدران زجاجية مقوسة, على الرغم مماقاله غاي عن ارتداء جميع الضيوف ملابس العمل, بدا الجميع شديدي الاناقة في نظر لوسي , حتى الآن اعتبرت لوسي بذلة ميغ هذه هي المفضلة لديها, وقد ارتدتها عدة مرات , لكن فجأة بدا واضحاً انها آتية من سلسلة محلات رخيصة.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
سار حفل الاستقبال بشكل جيد , وسرعان مابدأت الصالة تكتظ بالناس, تعالت اصداء الاحاديث والضحكات, بينما انعكست الاضواء المتلألئة على الزجاج, الحمد لله! جاءت خطبة غاي قصيرة , لكنها مرحة جداً, ماجعل الجميع يضحكون.
شعرت لوسي بالفخر وهي تراقبه , انتابها شعور غريب , وهي تنظر اليه, يرى جزء من دماغها رجل اعمال يرتدي بذلة وقميصاً زرقاء فاتحة وربطة عنق تناسبها تماماً, اما الجزء الآخر من دماغها فيراه على صهوة الجواد يتجول في انحاء الحلبة , يختبر الحبل في يديه, ويستعد لرميه في الهواء.منتديات ليلاس
اخذت لوسي تنظر حولها وتتساءل كيف يراه بقية الضيوف, هم بالطبع يرون مالم تره في البداية , رجلاً قوياً قادراً على اتخاذ القرارات الصعبة, رجلاً مرحاً, ومع ذلك يستحق احترام الجميع , ربما يرونه رجل اعمال ناجحاً حيوياً ووسيماً , وربما العازب الأكثر جاذبية , لكن هل يعرفون انه يستطيع أسر العجل بالحبل؟ ايدركون كيف يمازح النادلين في مطعم ايطالي صغير, او كيف يتقبل تذمر والدته بطيبة خاطر؟ أيعرفون ان لمسته واثقة ودافئة, وان مجرد التفكير في عناقه كاف لإذابة عظامها وإصابتها بالدوار؟
ظهر غاي فجأة الى جانبها وراح يحدق في تعابير وجهها:
- هل أنت على مايرام؟.
- اجل , انا فقط...مصابة بدوار بعض الشيء.ريحانة
- هيابنا! انت تحتاجين الى الغذاء.
امسك ذراعها وكان هذا كافياً لجعل نبضها يتسارع واكمل:
- لقد قمت بواجبي هنا, دعينا نذهب.

نهاية الفصل السابع

يسلموووووووووووو ريحانه ,, الروايه عمالها بتزيد تشويق ,,
بليز لا طولي اكتر بباقي الروايه ,, يعطيكي الف عافيه ,,نشوفك ع خير ياعسل ,,

الله يسلمك سهر
إن شاء الله .. الله يعافيك يارب..
سعيدة بتواجدك الدائم وكلماتك الرقيقة
دمت بخير

8- من ينقذ المركب؟


نزلا سوياً على الدرج نحو سيارة الليموزين المتوقفة , لكن عندما خرج السائق ليفتح باب السيارة , فقدت لوسي اعصابها فجأة , لن تستطيع الجلوس في حميمية سيارته..ليس الليلة , هي خائفة من التواجد بمفردها معه, هي خائفة مماقد تقوله او تفعله.منتديات ليلاس
- غاي! انا ..انا اعتقد انني سأذهب الى المنزل , انا متعبة جداً.
نظر اليها غاي بتمعن , وقال:
- هل أنت واثقة من ذلك؟.
- نعم ,حقاً!
- إذاً, سوف يوصلك ستيف الى المنزل .
لكن لوسي بدأت بالابتعاد عنه وقالت:
- سوف استقل الحافلة, الوقت ليس متاخراً , سوف اكون بخير.
***
في صباح اليوم التالي, بدا لها خوفها سخيفاً, اخبرت لوسي نفسها وهي تقف في الطابور لشراء فنجان كابوتشينو وهي في طريقها الى العمل, ان تصرفها سخيف وعليه ان يتوقف في الحال, ليس من المنطقي ان يحصل هذا الانقلاب في كيانها كلما اقترب غاي منها.منتديات ليلاس
يفترض بها التصرف كمساعدته الشخصية! صحيح انها توترت في البداية , لكنها حقاً قضت وقتاً ممتعاً البارحة.
قررت لوسي انها كانت مرهقة البارحة , الدوار الذي اصابها ناجم عن خليط من من التعب والجوع .ريحانة
هذا كل مافي الامر سيكون الوضع مختلفاً اليوم, من الآن فصاعداً سوف تتحلى بالهدوء, سوف تتصرف بأقصى درجات الاحتراف, لن تتعامل مع غاي إلا بصفته مديرها , فهذه هي صفته الوحيدة بالنسبة لها.على الرغم من انه عانقها مرتين.
وصلت لوسي الى عملها بحالة ذهنية ايجابية , لوحت بيدها لإيموغن وعاملة الاستقبال الجديدة , واتجهت مع الحشود نحو المصاعد.
منتديات ليلاس
قضى غاي طيلة فترة الصباح في الخارج, اخبرها انه لن يعود حتى وقت الغداء , وشعرت ان ذلك افضل بالنسبة لها, على الأقل ستحظى بفرصة لتنجز الأعمال المتراكمة عليها من نهار امس.منتديات ليلاس
اخذت تعمل باستمرار وحاولت ألا تفكر كم يبدو المكتب فارغاً في غيابه.
هي تستطيع التركيز بشكل افضل حين لا يكون على مقربة منها , بالطبع هي ترفع رأسها في كل مرة تسمع صوت ابواب المصاعد تفتح, إذ ربما قرر غاي إلغاء احد اجتماعاته والعودة باكراً , لكن ذلك لا يحتسب.
مشى غاي بتمهل الى مكتبه , فيما كانت لوسي تمضغ قضمة من سندويش السمك , وكادت تختنق وهي تحاول ابتلاعها بسرعة.
- آسفة.
قالت ذلك وفمها مليء بالأكل:
- لم اتوقع مجيئك.ريحانة
قال وهو متفاجئ:
- اخبرتك انني سوف اعود وقت الغذاء.منتديات ليلاس
- أعلم ذلك, ولكن... لم اتوقع مجيئك في هذه اللحظة.
نفضت بقايا الخبز من امامها واكملت:
- تركت الكثير من الرسائل على مكتبك.
- جيد.
خلع معطف الكشمير الطويل وعلقه ثم قال:
- سمعت الكثير من الملاحظات هذا الصباح من الاشخاص الذين حضروا حفل الاستقبال مساء امس, الجميع بحسن التنظيم.
- الفضل كله يعود لشيلا.