لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-11, 06:14 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- رغبة في البكاء والهرب


جلست آنا تتناول إفطارها ، وعيونها مثبّتة على مدخل صالة الطعام ، بإنتظار دخول ريان وفيكتوريا معا ، هذا الموضوع الذي أرق ليلتها الماضية ، بعد أن أفسد جان سهرتها بعواطفه ، فقد بذل جهدا مضنيا لأغوائها ، وحاولت بتوتر واضح أن تبعده عن حبها ، حتى أنها غضبت منه عندما شدّها أمام باب الفندق وحاول أن يعانقها ، ليؤكد لها انها ليست نزوة مراهق وإنما حبا حقيقيا .
أسفت ىنا بعمق أن تتحول محبة جان الى علاقة جدية من طرف واحد ، مما يثير احزانه ، لأنها لا بد ان تسافر الى زطنها ، قد يخفف الإبتعاد عنه إنفعاله ، ثم ان شاغلها الوحيد ه ريان ، والذي لا بد أن يكون في غرفته وبين أحضان فيكتوريا التي ستقابلها حتما بإبتسامة ساخرة تدل على إنتصارها في جذب ريان بسهولة ودون اية مزاحمة أخرى ، لكن خوفها الحقيقي هو مواجهة نظرات ريان الساخرة بعد الان ، وخصوصا بعد حادثة المركب في الليلة الماضية.
خرجت من صالة الطعام الى صالة الفندق ، عابسة الوجه من كونها أحست بالغيرة ، فلماذا هذا الهوس ؟ لماذا أحست بإنفعال غريب عندما لمحت ريان وفيكتوريا معا؟ توقفت عند نافذة الصالة وراقبت المطر المنهمر بشدة في الخارج ، والسماء المحتقنة بالغيوم كمزاجها هذا الصباح ، سخرت من نفسها وألتفتت عندما سمعت صوت بيل هيكلي الذي أعلن ان التصوير سيتأخر بسبب سوء الطقس.
عادت الى غرفتها وهي تفكر بصعوبات العمل في التصوير الخارجي وإرتباطه بمزاج الطقس المتقلّب ، قررت أن تخرج ، لبست واقي المطر وأخذت سيارة أجرة نقلتها الى مركز البلد.
واجهات المخازن مليئة بالأشياء الجميلة ولم تستطع ان تمنع نفسها من شراء سروال من القماش الأبيض الناعم مع قميص وحزام يتلاءمان معه ، حملت المشتريات الجديدة وخرجت تتابع الفرجة على باقي معروضات السوق ، ثم قررت أن تشتري قبعة حمراء وصندلا يساعدها على الوقوف تلك الساعات الطويلة اثناء العمل .
عندما خرجت من آخر مخزن ، كان المطر قد توقف وعادت الحرارة ترتفع بشكل خانق ن خلعت واقي المطر وإنتظرت على الرصيف مرور سيارة اجرة لتعود بها الى الفندق ، وفجأة توقفت امامها سيارة وسمعت الصوت القاسي يحدّثها بخشونة:
" من الذي سمح لك بالذهاب الى السوق؟".
ردّت ىنا على ريان الذي بقي خلف المقود :
" بيل هيكلي ، قال أن التصوير سيتأخر بسبب المطر".
" لكن عملك لا يرتبط فقط بفترة التصوير ، كان علينا أن نحضر مخطط عمل اليوم".
" انا لست سكرتيرتك ".
ردّت آنا بجفاف وعصبية ، وصعدت الى السيارة وهي تواجه نظرات ريان المتوعدة.
وبدلا من أن يتجه الى طريق الفندق إتجه الى الحديقة العامة ثم قال بهدوء:
" لماذا لم تنتظريني هذا الصباح؟".
" إعتقدت انك ما زلت مع فيكتوريا".
زفر ريان بعصبية وبقي صامتا ، وأحست بأنها تدخّلت في حياته الخاصة.
أخيرا وجد بصعوبة مكانا للسيارة في مرآب الحديقة ، سارا بضع خطوات داخل الحقل ثم بدأ يقص عليها أحداث الحلقة التي سيبدأ بتصويرها ، كان يتحدث بطريقة لطيفة ، والصعوبات التي قد تواجههم ، ثم قال:
" هنا يجب أن يدور القتال بالسلاح البيض ، لقد شرحت ذلك بوضوح لجيسيكا وطلبت منها أن توضح ذلك في السيناريو ، لكنها نسيت ، ولا يمكننا التصوير الآن إلا بعد التعديل حسب المعطيات الجديدة".
أقفل عينيه لحظات ثم فتحهما على نا :
" هل فهمت الإختلاف الان؟".
" نعم ...ز وأعتقد أن علينا ان نلقي نظرة جديدة على مشهد وصول شقيق مرغريت الجريح .....".
تحدّثت آنا بثقة فهي تعرف تفاصيل جديدة أخبرها بها جان ، والتي ببساطة يمكن ان تضاف الى السيناريو فتمنحه شيئا من الحيوية والواقعية ، وتوسعت بالشرح عن شخصية مارغريت وكيف ان السيناريو حوّلها من شخصية ثانوية في الواقع الى شخصية بطولية والتأكيد غير الضروري على علاقة الحب التي تربطها باحد جنود العدو.
" استمري ، عظيم".
شجّعها ريان بأسلوب لطيف فتابعت :
" عندما يتعارف الأخ والحبيب ، لماذا لا نراهما يتحدثان سوية عن هموم المعركة ؟ الخطوط الساسية مساعدة لهذا اللقاء , والحوار سيوضح نفسية المقاتلين على الجبهتين".
" اتصور هذا المشهد تماما ، يتم اللقاء في السوق أو ......ز في دكان مارغريت مثلا دون أن يلفت ذلك إنتباه احد".
" أحس بهذا المشهد أكثر إذا صوّر ليلا ، الصمت يسيطر على الساحة ، إضاءة خفيفة جدا ، لقاء كلقاء اللصوص".
" أنت على حق ، لقد بدأت تتحسسين وبسرعة الموافق الحساسة ، سياتي يوم تقاسمينني فيه افكاري ، اريد أن تكتبي هذا المشهد ايضا ، هل تشعرين بأنك قادرة على ذلك؟".
" نعم ....... إنها رغبتي".
قالت آنا بحماس وإستمرت تناقشه في بعض التفصيلات التي تعطي معنى المطلوب نقله الى المشاهد ، وعندما إتفقا على كل شيء إتجها الى السيارة.
قرر ريان أن يتابع النزهة فإتجه الى ضفة النهر ، كانت تحس وهي بالقرب منه أنها منفعلة ولكن حديث العمل خفّف من إضطرابها قليلا ، أخرجت قبعتها الجديدة ووضعتها على راسها ثم جعلتها منحنية قليلا للأمام.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-10-11, 06:17 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" هذه القبعة تناسبك".
قالها ريان بإبتسامة واسعة وقد إحمرت وجنتا آنا ، توقف في إحدى زوايا الضفة وأخذ كرسيا من السيارة وجلس يتأمل المنظر ، إلتفت اليها بنظرات مليئة بالخبث وقال:
" الم يعجبك هذا المنظر؟".
" لا.....كان البارحة اجمل ، ربما لمتكن لديك الفرصة لتشاهده أمس؟".
وجدت نفسها محرجة من هذا التصريح وكأنها تكشف له عن غيرتها , أضافت بقلق:
" كانت سهرة رائعة ..... الميسيسبي أدهشني بجماله ، وأنت؟".
" بالتاكيد لكن الرحلة صارت رتيبة بسرعة ".
" أنا لم أضجر".
" هذا ما يدهشني".
قال ريان بسخرية جعلت آنا تستفز اعصابها فقالت:
" إذا كنت تقصد جان ، قل ذلك بصراحة ، أنا لا اخفي انني اقدّره جدا ،وليس في ذلك أي خداع".
" أنت حرة بما تفعلين ، ولكن لا تلمحي عن فيكتوريا فهذا الموضوع لا يعنيك بحال من الأحوال".
" لن أتكلم بعد الآن لا في موضوع فيكتوريا ولا في موضوع جيسيكا".
قاطعها ريان بخشونة:
ليس لجيسيكا دخل في هذه القصة".
منتديات ليلاس
إرتعشت آنا من الخوف ، وقررت أن تتجنب تحريض هذا الرجل ، وأن تكبت مشاعرها وغيرتها ، نظرت الى النهر وتأملت المراكب التي تجوبه بإستعراض بديع ، تعكس تحت أشعة الشمس ظلالا مرتجفة في عمق النهر ، قال ريان:
" هذا خيالي ، ليتني أستطيع ان أنقل هذا المشهد الفريد الى الشاشة".
فوجئت آنا بالتغيير الكامل في لهجة دونالسون ، إبتسمت وقالت :
" اعرفك متكبرا ، ولا اتخيّل أن مثل هذا الأمر يصعب عليك .
عاد الصمت مخيما وقتا طويلا ، وفجأة إتجه الى السيارة ، وما أن اقفلت آنا الباب حتى إنطلق كالملسوع بدون اية كلمة ، توترت آنا على كرسيها وهي تشاهد السيارة تخترق الطرقات بجنون ،وقف امام مدخل الفندق وقال:
" سنعود الى أماكن التصوير بعد الغداء ، سأعتمد على بيل هيكلي في إصطحابك الى صالة العرض مساء ، آه ..........كدت انسى ، سنشاهد هذا المساء المواد التي تم تصويرها حتى الان".
" هذا المساء؟".
قالت آنا بإستغراب:
" نعم..... لقد إستاجرنا صالة عرض صغيرة".
" لكن جان سياتي بعد التصوير كما وعدته".
" انا آسف ، يجب ان تشاهدي العرض ، ويمكنك الأتصال به لتغيير الموعد".
قال كلماته الأخيرة بلا مبالاة ثم إنطلق بسيارته دون ان يضيف اية كلمة ، إنه على عجلة من امره ، وبدون شك على موعد مع فيكتوريا في احد مطاعم فيكسبورغ الفخمة وسيكفيه هذا اللقاء ليستعيد مزاجه المرح.
أكلت آنا سندويش مع زجاجة من المياه الغازية ، واحست بأنها فقدت شهيتها ، ثم صعدت الى غرفتها وإتصلت بخالتها فلم تجد أحدا ، وقررت أن ترتدي الملابس التي إشترتها هذا الصباح ، وبعد أن تاملت شكلها الجديد في المرآة ، ضفرت شعرها ورمته على كتفها ووضعت على راسها قبعتها الحمراء.
وعندما وصلت الى مكان التصوير كانت المجموعة تحضّر مشهدا كبيرا ، ولم يكن لديها الكثير من العمل ، فأحست بالملل وخصوصا عند الإعادات الكثيرة التي قد تكون بسبب إرتفاع حرارة الشمس ، أو صعوبة الأماكن التي إختارها ريان ، ومع غروب الشمس توقف العمل وإتجه الجميع الى الفندق.
إتصلت آنا بالجامعة لتخبر جان فلم تجده ، كذلك بالبيت علّها تجده في هذا الوقت في مرسمه ن لكن راشيل ردت عليها بإنفعال عندما عرفت بموعدها المسائي في العمل.
قالت آنا بحزن:
" كنت أتمنى أن امضي وقتي بجانبك ولكنني مرتبطة بهذا العمل..........".
"لا تحزني يا عزيزتي ، سنلتقي فيما بعد ، لكنني اريد أن أتحدث الى السيد دونالسون ، إطلبي منه الحضور الى هنا ذات مرة ، لن اسمح له بأن يعاملك كمستعبدة".
ضحكت آنا عندما تخيّلت هذا المشهد ، ريان يجلس بأدب امام خالتها راشيل وهي تؤنبه بعنف ، تابعت راشيل قائلة:
" ارجو ان لا تنسي موعدك مع جان غدا ، في إحتفال الكلية بنهاية السنة، إنه يعتمد عليك لحضور هذه السهرة".
" لا تقلقي سأذهب معه مهما حصل".
عندما مرت فيما بعد لتضع المفتاح في الإستعلامات وجدت ان لديها رسالة صغيرة من ريان يخبرها بأنه سيمر في الساعة الثامنة ليصحبها معه.
تناولت عشاءها مع مجموعة التصوير ثم إنتظرت في الصالة حضور ريان الذي وصل مع فيكتوريا في الساعة الثامنة وعشر دقائق ، وقال بهدوء:
" آسف لتأخري ، كان بإستطاعتك ان تذهبي مع بيل والآخرين".
" لكنك في الرسالة طلبت ان أنتظرك.
" حسنا ....... هيا بنا".
ثم إلتفت الى فيكتوريا وقال بنعومة:
" شكرا على كل شيء ، كنت رائعة ، سأراك غدا صباحا".
" اشكر كانا ايضا ، وارجوا لا ترهق نفسك كثيرا ، والا تبالغ في سهرتك ، إذا سمحت آنا؟".
قطبت آنا حاجبيها ولم تجب حتى إختفت فيكتوريا ، صعدت الى البويك وألقت التحية على إثنين من الممثلين كانا يحتلان المقعد الخلفي ، ثم إنطلقت السيارة ، واصل ريان حديثه مع الممثلين عن أدوارهم ، ولم تشارك آنا بالحوار وأخذت تراقب المطر الشديد في الخارج ، وعندما توقفت السيارة بالقرب من الرصيف ، وضعت سترتها على كتفها وفتحت الباب في الوقت الذي خرج به الجميع من السيارة ، سمعت ريان يقول:
" أنتبهي هناك مجرى مائي".
كانت آنا قد وضعت قدمها على الرض وفقدت صندلها ، فحاول مرافقوها إلتقاطه بينما بقيت هي في كرسيها.
تقدم منها ريان يحمل الصندل في يده وقال مبتسما:
" هكذا سأكون المير الجذاب رغم ان سندريللا لا تعترف بذلك ، دعيني أضع الصندل في قدمك".
ركع أمامها وأمسك قدمها بنعومة ثم داعبها ببطء وهو يلبسها الصندل ، نظر في عينيها فأحست بعينيه السوداوين تسحرانها بجاذبية مغناطيسية ، إستمر حوار العيون للحظات ثم سمعت ريان يهمس:
" إنه يليق بقدمك تماما يا سندريللا".
منتديات ليلاس
إرتجفت آنا ثم نهضت ومشت بخطوات سريعة الى داخل الصالة ، جلست في مقعدها أمام ريان ولم تتجاسر ان تلتفت برأسها من الإنفعال ، فنظرة واحدة من هذا الرجل كانت تكفي لتخترق كل حواسها ، وتفقدها اسلحتها التي تصد بها خداعه ، كانت تحاول أن تقنع نفسها بانها تمر بمغامرة عابرة ، وانه ليس الحب الذي يسيطر على إحساساتها ، لكنها لن تنكر انها متأثرة بجاذبيته ، فكلمة واحدة أوحتى إشارة صغيرة منه تكفي ليتركها مضطربة ، وقلبها منفعل.
فجأة أحست أن ريان يراقبها ، إضطربت وأدارت راسها ببطء لترى إبتسامته الحالمة.
إبتسمت بمكر ثم إلتفتت الى الشاشة تتابع المشهد.
كان جان ينتظرها في الفندق من بداية السهرة ، وقد قطب حاجبيه ، والقلق باد في عينيه ، قالت آنا معتذرة:
" لا تعتقد أنني نسيت موعدي معك ، لقد إتصلت بالجامعة ثم بخالتي".
" لم يعلمني أحد بذلك، كنت في معرض للرسم لأحد اصدقائي ، هل كنت تعملين حتى الآن؟".
سالها جان وهو يمثل دور طفل منزعج:
" نعم غنه العمل ، لكن لا تقلق لن انسى موعد سهرة الغد ".
قال جان بمرح:
" ستكون سهرة رائعة معك".
لم تقاسمه آنا حماسة ولكنها لا تريد أن تعتذر فقالت:
" انا سعيدة ان أذهب معك للرقص ".
" هل رتبت ذلك مع مواعيد عملك؟".
إقترب ريان وتفحّص وجه ىنا التي حاولت ان تخفي إضطرابها , قال بهدوء:
" ماذا عن مواعيد العمل؟".
أجاب جان بحماس:
" لقد دعوت آنا لحفلة نهاية السنة في الكلية ، ارجوا لا تكون مرتبطة بعمل إضافي مساء الغد".
خيّم الصمت للحظات طويلة ثم اجاب وهو ينظر الى رد فعل آنا:
" بإستطاعتك إصطحابها من الآن ، وسأوافق على منحها عطلة غدا على أن تكون هنا بعد غد صباحا".
وقبل ان يبتعد اضاف :
" أرجو ان يكون لديك لكتابة المشاهد التي تحدثنا عنها ".
عانق جان آنا بفرح وصرخ:
رائع ، سنمضي وقتا رائعا يوم غد".
لكن آنا إضطربت بعصبية وابعدت جان الذي لفت إنتباه الزبائن بصوته العالي.
قالت ببرود:
" سأصعد الى غرفتي لأحضر بعض الاشياء اللازمة للعمل ، انتظرني هنا ، أحست بثقل خطواتها ، لقد عاملها ريان بخشونة وكانها إحدى أحجار الشطرنج ، لم تكن راغبة في هذه العطلة غير المتوقعة ، والتي ستبعدها عن ريان كل هذا الوقت ، وعندما دخلت غرفتها أحست برغبة في البكاء والهرب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-10-11, 08:55 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- متى تفهمين؟


إنطلقت عائلة كالدويل في الصباح بصحبة آنا لزيارة مدينة ناتشيز التي بنيت على آثار الأحتلال الأسباني ، تناولوا الغداء في مطعم فاخر وسط ذلك المنظر الأسطوري ن وكان جان يرغب في أن ينهي فترة الغداء بسرعة حتى لا يصل متاخرا عن سهرة الجامعة ، قال بمرح اثناء عودتهم الى بورت جيبسون:
" اريد دخول صالة الأحتفال وانا أمسك بيدك كالأمير والأميرة".
وفي السهرة لاقت آنا إعجابا منقطع النظير ، فمن اللحظة التي قدّمها جان الى اصدقائه ، تسابقوا لمراقصتها ولكنها أصرت أن تنهي السهرة برقصة فالس مع جان ، قالت بمرح:
" إنها سهرة رائعة ، لا اعتقد انني رقصت بهذه الطريقة منذ وقت طويل".
" لكن سيجن الاخرون غيرة وهم يرونك ترافقينني الى البيت".
ضحكت آنا بسعادة ، وهي تختم رقصتها برفقة جان مع نهاية الموسيقى ، ولفها بذراعه وهما يودعان الأصدقاء ، لم تنفعل آنا ابدا ، إنه لا يثير مشاعرها كريان.
في صباح اليوم التالي تفحصت راشيل إبنة أختها وقالت بجدية:
"إقتربي مني يا عزيزتي ، اراك شاحبة ، صارحيني بماذا تشعرين؟".
تكوّرت آنا بين ذراعي خالتها وحاولت ان تحبس دموعها.
" لا شيء...... بالتأكيد ليس هناك أي شيء ، إنني أفضل البقاء بجانبك ، ولا أريد العودة الى فيكسبورغ".
" إنه عمل متعب ، وأعتقد انك لا تنامين بشكل جيد ، لقد بقيت غرفتك مضاءة حتى ساعة متأخرة من الليل ، هل كنت تكتبين المشاهد المطلوبة منك؟".
" نعم ، ولكن لا اعرف لماذا أشعر بهذا الحزن".
داعبت راشيل شعر ىنا بنعومة.
" قد يكون بسبب السيد دونالسون ، قال لي جان أنه رجل صعب ، وانك لم تتعودي عليه اليس كذلك ؟ لا تقلقي يا عزيزتي فعمك جاك كان مثله في بداية معرفتنا".
إبتعدت آنا عن خالتها وقالت بقلق:
" ولكن علاقتي به مختلفة عن علاقتك بعمي ، أنا اكره ريان يا خالتي".
" وأنا كذلك في البداية كنت أكره عمك".
ثم إبتسمت بمكر بينما عضّت آنا على شفتها فهي متأكدة انها تكذب ، وأحست ان خالتها تكشف ذلك:
" انك تخدعينني يا عزيزتي..ز لماذا لا تجيبين على اسئلتي بصراحة ؟ بماذا تفسرين إبتعادك عن جان الذي يكن لك كل هذا الحب؟".
" إنني حزينة يا خالتي ، ولا أريده أن يحزن ، لأنه........".
" ما يزال مراهقا ، لذلك يرتبط بسرعة بمن يحب ، لكنه سيتعود على هذه الحالة إطمئني".
نهضت راشيل بصعوبة وقالت لآنا التي إطمانت لكلام خالتها:
" أعطيني يدك ، وتعالي لنقوم بنزهة في الحديقة قبل ذهابك للعمل".
" كم أنت رائعة يا خالتي ، إنني حزينة لأننا نسكن بعيدا عن بعضنا".
عندما عادت الى غرفتها في الفندق ، إستأجرت آلة كاتبة لتطبع المشاهد التي كتبتها واحست بمتعة بكتابة لقاء الصديقين ، وعند الغداء نزلت الى الصالة وهي تحاول أن تمنع نفسها من الإضطراب في مواجهة ريان ، بحثت عن فيكتوريا فلم تجدها ، وتناولت طعامها مع بعض الممثلين ، وحدّثوها عن وصول المنتج ليلة امس ، وعن سروره بتقدم العمل وبالنتائج التي حقّقها ريان خلال هذه الفترة ، وبعد الغداء خرجت الى الصالة فالتقت بيل الذي إقترح عليها بلطف:
" سأذهب الى الحديقة العامة لتحضير مشهد الغد ، هل ترغبين بالذهاب معي؟".
" بكل سرور".
كان ريان في إجتماع مطوّل مع المنتج لذلك كان على بيل أن يساعده في إعداد المشهد ، ففي الحديقة شرح لها صعوبات التصوير والدوار المختلفة لمجموعته الخاصة ، جلسا على الأرض ورسم لها خطة العمل ، احست آنا بسعادة وفرح بمرافقته ، فقد تعلمت الكثير من الأمور الفنية التي كانت تجهلها ، وعدا ذلك فقد كان بيل مرحا وطيب القلب ، قال فجأة :
" علينا تنسيق الكثير من الأمور في غياب فيكتوريا ".
دهشت آنا وسالته عن هذا الغياب , قال :
" اتجهلين أنها رحلت الى بريطانيا ؟ إليك القصة إذن ، صباح مس كنت اتناول الفطور مع ريان عندما وصلته رسالة من فيكتوريا تشرح فيها حبها وغيرتها..... إلخ.....ز غضب ريان وطلب منها على الهاتف أن تجهّز نفسها للعودة ، ثم حجز لها على أول طائرة ورافقها بنفسه الى مطار جاكسون.........".
إستمر بيل يروي تفاصيل القصة في الوقت الذي لم تعد فيه ىنا تسمع شيئا ، وتضاربت الأفكار في راسها ن واحست انها ظلمت ريان بعلاقة غير حقيقية مع فيكتوريا ، وأن إختفاء ريان المتكرر لم يكن إلا بسبب العمل أحست من جديد انها تحب هذا الرجل ، ولكنها كانت يائسة من هذا الحب.
وفي غرفتها فارقها النوم وإستمرت طوال الليل تناقش تصرفات دونالسون معها ، هل يحبها؟ او انه يجذبها لعلاقة خاصة بلا أمل ؟ او أن مصيرها سيكون كفيكتوريا ؟ لكنها قررت ان تحتفظ بحبه سرا في قلبها.
عند الفجر إستيقظت مع حرارة الجو، وقررت أن تذهب الى مسبح الفندق ، حيث وجدت نفسها وحيدة ، إستمتعت ببرودة المياه وأحسّت بالنشاط ، ثم خرجت من المياه وتمددت تحت أشعة الشمس الذهبية ، اغلقت جفونها بشبه إغفاءة ، وفجاة سمعت سقوط جسم في الماء ، وبعد لحظات جذبتها يد قوية الى داخل البركة ، صرخت بخوف:
" دعني".
فتحت عينيها لتجد ريان.
" لقد اخفتني".
" أعذريني ,ظننت أنك لمحتني عند دخولي ،ولم أكن اعرف أنك نائمة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-10-11, 08:57 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إرتعشت آنا عندما إقترب منها ، إن نظراته تخترقها ، حاول ان يداعبها فإبتعدت عنه بسرعة لكنه غطس تحت الماء ومرّر يده بنعومة على يدها ثم دغدغها قبل ان يخرج رأسه ، قالت وهي تضحك :
" يبدو أن مزاجك مرح اليوم".
"وهل كنت في وقت من الأوقات عكس ذلك؟".
" الحقيقة انك مختلف عندما تكون بعيدا عن جو العمل ".

أوه .......آنا".
هذه السخرية جعلته يقطب حاجبيه ويغطس ثانية في المياه وبسرعة إقترب منها ، وعندما حاولت ان تصعد درجات السلم كان قد امسكها وشدها الى الماء ن لفت يديها حول صدرها وقالت بعصبية:
" دعني أرجوك ، ما هذا السخف؟".
إبتسم ريان بسرور خفي ومدّ يديه وقال:
" لم اقصد ذلك".
غطست آنا تحت الماء مبتعدة ، وقد إحمر وجهها خجلا ، وعندما اخرجت راسها رأته يصعد درجات السلم يم بدأ يجفف جسمه وقد برزت عضلاته ، سالها بصوت مخملي:
" هل ستبقين طوال يومك في الماء؟".
" أنتظرك حتى تخرج من هذا المكان".
جفف شعره ثم رسم إبتسامة ساحرة ووضع المنشفة على كتفيه ثم إلتقط منشفة آنا وإقترب من حافة المسبح ومد لها يده ليساعدها على الخروج:
" هيا.....ستصابين بالبرد".
شدّها بقوة الى خارج الماء ورمى على كتفها المنشفة ، فلفت بها نفسها بسرعة وإبتعدت عنه قائلة:
" شكرا".
لبست روب الحمام وإتجهت نحو الباب فقال:
" إنتظري".
توقفت وهي تحاول ألا تلتقي عيناها بنظراته ، رغم إحساسها بأنها كانت أسيرته وواقعة في دائرة سحره ، قالت بنعومة:
" يجب ان أذهب".
مرّر اصابعه على شعرها الرطب ثم قال:
" لدي فكرة ، ما رأيك ان نقضي هذا الصباح معا ؟ من حقنا ان نطلب إستراحة بعد هذا العمل المضني ، أليس كذلك؟".
" تسألني رأيي؟".
" نعم ,ولم لا؟".
وقبل أن يسمع جوابها قال:
" لدي شرط واحد ، ان تلبسي فستانك الأخضر الجميل".
لمعت عيناها فرحا ، ودخلت غرفتها وهي ترقص وتغني ، إنها ستقضي وقتا برفقة ريان ، يا لها من سعادة ، أخذت حماما سريعا وإرتدت فستان جيسيكا ، وحزنت عندما فكرت بعلاقتها مع ريان ولكنها أمام المرآة عقدت شعرها ضفيرة جميلة ورسمت على عينيها خطين صغيرين بقلم الكحلة الأسود ثم وضعت قبعتها البيضاء التي اضفت على شعرها ظلالا نحاسية رائعة ، دارت حول نفسها عدة مرات ثم فتحت الباب ومشت بهدوء بإتجاه السيارة ، بعد لحظات وصل ريان ، كان يلبس سروالا ازرق بحريا وقميصا أبيض ويضع نظارة شمسية ، ويرسم على شفتيه إبتسامة غامضة ، قال بحرارة:
" انك رائعة يا آنا".
جلسا في السيارة ، اخذ قبعتها ووضعها على المقعد الخلفي وقال:
" كل شيء في وقته جميل ، احب ان ارى وجهك بدون إنعكاس آخر ، انت مختلفة تماما عن الأخريات".
إحمرت وجنتاها وحاولت أن تخفي تلعثمها:
" أتذكر دوما........ حادثة باب السيارة ".
قال بحماس:
" ولكنني أحتفظ لك بذكرى رائعة ، أنت المرأة الوحيدة التي تستطيع أن تقلقني ، لكنك حتى الآن لم تفهمي قصدي".
بقيت آنا صامتة ، وجاهدت ألا يقترب منها وهي تقول في نفسها ( ريان خذني اليك ) ولكن كيف سيتم ذلك ؟ ومتى سيفهم مشاعرها ؟ عليها أن تتمالك نفسها امام جاذبية هذا الرجل الطاغية الذي يجعلها ترتجف لمجرد تفكيرها به ، راقبت الطريق لعلها تنسى إضطرابها الداخلي.
توقف ريان أمام أحد المطاعم ، حيث تناولا إفطارهما وعيونهما تلتقي بتآمر واضح ، فقد كانت سعيدة ان يطلب لها الطعام حسب مزاجه ، وبعد أن انطلق بالسيارة قالت آنا بقلق:
" هذا طريق جيبسون ، الى اين نحن ذاهبون؟".
" إصبري قليلا يا آنسة بالانتين ، نحن في طريقنا الى قصر ويندسور".
" ارجوك لا تقلقني ، هذا القصر في بريطانيا".
" نعم ، ولكن قصر ويندسور موجود في هذه المنطقة ايضا ، اعتقد انه سيعجبك".
" من يسكن هذا القصر؟".
" لا احد ، أترين انك فضولية جدا ، سنصل بعد دقائق".
بعد مرور السيارة امام بوابة جيبسون إنحرف ريان في طريق ضيق لا يتعدى عرض السيارة ، حتى ان غصون الشجار والنباتات كانت تحتك بالسيارة من الخارج ، بدت المناظر خلابة ، وتنوعت الألوان بإختلاف اشكال شجر المنغوليا الضخمة ، التي تشكل غطاء يحمي السيارة من اشعة الشمس ، قال ريان بمرح وهو يجتاز الممرات الضيقة بمهارة:
" ليتهم لم يبدلوا إسم هذه المنطقة ، كانت تدعى دولة المغنوليا ".
بعد قليل دخلت السيارة غابة واسعة وإبتدأت أشعة الشمس ترسم خطوطا فضية رائعة من خلال كثافة اوراق الشجر ، وفجأة توقف ريان امام القصر.
كان القصر في حالة خراب وخاصة سقفه ، يحيطه إثنان وعشرون عامودا من الطراز الكورنثي الجميل ، إنه الطراز المعماري نفسه لقصر وندسور في بريطانيا ، ولكن من الغريب أنه بني على بعد عدة كيلومترات من الأماكن المسكونة ، صرخت آنا:
" كم هوجميل ".
سارا بضع خطوات بإتجاه المدخل ، وقالت آنا :
" شعرت بالحزن من هذا الخراب".
" أصبت بالشعور نفسه لدى زيارتي السابقة".
" لماذا هو مهجور بهذه الطريقة ؟".
" لقد شبّ فيه حريق في نهاية القرن الماضي ، وبقي على هذا الحال".
عندما خرجا وضعت آنا قبعتها على راسها وسارت بالقرب من ريان الذي أتجه نحو الأشجار العالية على ضفة النهر ، راقبته آنا وهي تخفي إضطرابها ، وحدهما في هذا المكان المقفر ، نظرت الى فارس أحلامها ، لا يبادلها الأحساس نفسه رغم أنها عشقته منذ اللحظة التي رأته فيها ، ويا للأسف لا تستطيع أن تبوح بحبها وعواطفها لحد ، تركته يهتم بالأحجار واسندت كوعها على درابزين النهر وأخذت تراقب رقصات الشمس على سطح المياه ، ولمعت تحت الماء بعض السماك التي تتحرك بإنسيابية رائعة.
منتديات ليلاس
أحست فجأة بيدي ريان على شعرها ، فك ضفيرتها وترك كتلة شعرها تسقط على كتفيها.
" آه...... هكذا اصبحت تشبهين الأميرة القاسية".
قال والإبتسامة تملأ شفتيه ثم همس بحنان:
" متى ستفهمين ؟ والى متى ستبقين غاضبة؟ هل سرقك جان بشكل نهائي؟".
لم تستطع أن ترد على هذا الأتهام المباشر ، التفتت اليه فامسكها بيدين قويتين , رفعت راسها نحوه ، فقال بتوتر:
" ما الذي سيحدث ؟ أنت معي الآن ويجب أن تنسي هذا الشاب".
عانقها فجأة , قاومت آنا بقوة لكنها لم تنجح في ان تتخلص من قبضته الحديدية ورات في عينيه بريق الإنتصار ، هدأت مقاومتها شيئا فشيئا وإرتعشت ، وعندما تجرأت آنا وشدّته الى صدرها , لكن زقزقة العصافير التي مرّت تتسابق فوق مياه النهر أعادتها الى واقعها ، ففتحت عينيها ، لقد صحت من هذا الحلم الجميل ، ولم تعد تستطيع أن تقاوم ، إرتعشت بقوة ، ثم دفعته بعيدا عنها ، وصرخت باكية:
" ارجوك.... توقف".
مسحت عينيها وهي تبتعد عنه فقال هامسا:
" في النهاية فهمت ما أريد معرفته".
صدمت من غموض كلامه ، وتساءلت عما يريد معرفته ، هل يريد أن يوقعها في حبه ليرضي غروره ؟ إضطربت خطواتها وفجأة سقطت على الأرض بعد أن زلت قدمها على إحدى الصخور ، نهضت بصعوبة ، ثم جلست على حجر أحد الأعمدة ، بكت بصمت وهي تغطي وجهها بيدها ، ولكن الحشرات لم تسمح لأشجانها ان تستمر ، فقد لسعتها عدة مرات في ساقها ، صرخت من الألم فأسرع ريان اليها ، وساعدها لتبتعد عن هذا المكان الذي كان عشا للنمل.
" سنبتعد حالا من هنا ، هيا سآخذك الى نبعة الماء".
وعندما أحس أنها غير قادرة على السير حملها الى النبعة، خلع عن قدميها الصندل وبدأ يمسح أماكن اللسع بالماء ، ظهرت علامات حمراء متعددة وأحس أنها تعض على شفتيها من الألم , أخذ اوراقا من الشجر القريب بلّلها بالماء وعاد يمسح بها ساقها بنعومة ، نظرت اليه بصمت ، مدهوشة من هذه الطريقة البدائية.
" هل تشعرين بتحسن؟".
إبتسمت آنا وغسلت ساقيها بالماء ثم نهضت ، قال بحنان:
" سأحملك الى السيارة".
" أستطيع أن امشي".
حملها ومشى بها بخطوات متزنة ، أحست برائحة عطره وإرتعشت ،وضعها على الأرض ، وبقيت يدها معلقة على رقبته ، عانقها بحنان فرمت بنفسها على صدره ، وأحست بمتعة رائعة حلمت بها منذ وقت طويل ، همس في اذنها:
" آنا .....سأدعوك في اليومين المتبقيين الى اماكن جميلة اخرى ".
خاب ظنها ، وفهمت أن هذه المتعة لن تدوم الى البد ، وستتوقف هذه المغامرة بعد اليومين المتبقيين من العمل ، لقد نجح ريان في إغوائها بمغامرة بلا مستقبل، حزنت لهذه النهاية وقررت أن تعيش هذا الحلم حتى نهايته.
وعندما وصلا الى مرآب الفندق قالت بخجل:
" أشكرك...... لقد إكتشفت مكانا رائعا.
"كنت سعيدا برفقتك".
خفق قلب آنا وقالت:
" ريان.....".
"نعم؟".
كانت تريد ان تقول له أنها تحبه ، وأنها امضت معه ساعات كالحلم ، لكنها خافت ، وبإنفعال فتحت باب السيارة وخرجت تمشي بخطوات ثقيلة بإتجاه الفندق.
وصل ريان الى باب الفندق وأمسك يدها ، وأمام الباب الزجاجي للصالة لمحا عددا من عناصر التصوير يتجمعون بإنتظار الغداء ، ترك يدها بسرعة، وفتح الباب ودخلا بهدوء ، وذهلت آنا عندما فوجئت بجيسيكا على بعد خطوات منها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-10-11, 08:59 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- صدمة غير متوقعة

أحست آنا بشوق للسيناريست ، وبأن عواطفها لم تتغير اتجاهها ، فأسرعت اليها مبتسمة:
" جيسيكا ، إنها مفاجأة رائعة".
رمتها جيسيكا بنظرة متعالية ، ثم إرتمت على ريان ، وصرخت بصوت متقطع وكأنها تنتحب:
" آه......ريان ، لقد انتظرت هذه اللحظة بفارغ الصبر".
حركاتها الإستعراضية لفتت نظر زبائن الفندق ، وحاولت آنا ان تخفي ألمها أمام هذا الموقف الغريب ، قطّب ريان حاجبيه وقال بحيرة:
" لكن...شهر العسل .....إيطياليا.....اين اليستير؟".
" لا اريد ان نتكلم عنه يا عزيزي ، لماذا تركتني ارتكب هذه الحماقة؟".
غسلت الدموع وجهها وحاول ريان أن يجرها بعيدا عن اعين الناس التي تراقب المشهد بفضول ، لكنها بقيت ثابتة في مكانها مثل طفل حرد.
" أنت لم تسمعي نصيحة أحد ".
" عندما افكر انك وعدتني أن تصحبني الى فيكسبورغ......".
نظرت الى آنا بعد أن توقفت عن إتمام جملتها ، وحاولت آنا أن تنفي التهمة التي حملتها عيون ربة العمل ، قالت بقلق:
" سأشرح لك يا جيسيكا".
قاطعتها بلهجة قاسية:
" إتصلت بك هذا الصباح لأنني كنت بحاجة الى .......".
قاطعها ريان ليلطّف من غضبها:
" كفي عن البكاء الآن".
إلتفتت اليه بعينين جاحظتين وقالت:
" ما ان ادير لك ظهري حتى تهرب مع حية صغيرة كهذه ، إنها ليست إلا مساعدة مبتدئة ، بالإضافة الى أنها ترتدي ملابسي بدون إذني".
هذه الحدة في لهجة جيسيكا جعلت آنا تضطرب بشدة ونظرت الى ريان لعله يتولّى الدفاع عنها ، قال بلطف:
" هيا يا جيسيكا إهدئي قليلا ، وسنحاول إصلاح هذه الامور فيما بعد".
تلقّت آنا صدمة عنيفة ، إنه يسخر منها بقسوة ، خدعها وها هو الان يكشف مشاعره أتجاه جيسيكا امام الجميع دون أن يعير إهتماما لوجود آنا ، تمنت لو تنشق الرض وتبتلعها ، قالت بصوت مكسور:
" اقدم إعتذاري".
ثم إتجهت الى غرفتها وعند الباب إلتقت جان الذي كان ينتظرها.
" أخيرا وصلت".
كتم جان إبتسامته عندما لاحظ الحزن المسيطر عل ىنا ، واحست أنها تريد ان تنفجر ببكاء طويل ، قالت وهي تبتعد عنه:
" سأبدل ثيابي وىتي حالا".
قال جان مازحا بلطف:
" مشاكل جديدة مع المخرج ، ليس هناك سبب آخر يجعلك في هذه الحالة ، إذا ما وقع بين يدي......".
" جان.......ارجوك".
قالت آنا بحزن وقد إغرورقت عيناها بالدموع.
"حسنا يا عزيزتي لن نتكلم في هذا الموضوع ...... لكن ارجو أن تقبلي دعوتي للعشاء".
" بكل سرور ، لكن إنتظري لبدل ثيابي".
" سانتظرك الى الأبد".
قال الشاب بمرح وهويراقب إبنة خالته تختفي في الممر.
أقفلت خلفها الباب ، وإرتمت على السرير وإنفجرت باكية ، الغيط ياكل صدرها ، لقد عاد ريان الى جيسيكا ، وعادت هي وحيدة ، كيف تحاسبه على تصرفاته الأنانية ؟ كيف ستتغلب على حزنها؟ نهضت ببطء وقررت ان تنسى هذا الحادث ، فهي ملتزمة بعمل مع ريان ولن تتخلف عن آداء واجبها ، بدلت ملابسها وغسلت وجهها وإنطلقت للقاء جان في المرآب ، وجلست في السيارة تحاول أن ترسم إبتسامة على شفتيها.
قال جان بمرح:
" خرج مديرك منذ قليل بصحبة سمراء جميلة ".
" السيد دونالسون ليس مديري ، وتلك السمراء هي ربة العمل".
" لم اعد افهم شيئا".
" هذه السمراء هي جيسيكا فرانكلين ، لقد وصلت اليوم بدون زوجها ، وبدون شك غدا سأكون مفصولة عن العمل".
ثم إبتسمت بحزن واضافت:
" لن أحزن ، فليس في هذا أية مأساة".
" عظيم ، قرار مليء بالشجاعة".
صرخ جان بمرح وهو يجهل حقيقة مواقف آنا ومشاعرها.
بعد تناول العشاء في مطعم نهري ، دعاها لمشاهدة فيلم سينمائي في صالة بالهواء الطلق ، وأخذ مكانه بين السيارات في المرآب الضخم الذي تتصدره شاشة واسعة.
ومع كلمة النهاية تحركت الكثير من السيارات ليحل محلها عدد جديد ، بقيت ىنا بجانب جان في السيارة تراقب هذه السينما الغريبة ، قالت بحزن:
" عبث ، هذه الحياة كلها عبث".
ثم نظرت الى جان وقالت:
" لا أعتقد انني ساستطيع العيش هنا".
" هل تراهنين؟".
"في كل الأحوال لم أتعرف بعد على الحياة في هذه المدينة ، ونحن لم نتعرف على بعضنا بما فيه الكفاية".
بعد لحظات من الصمت قال جان:
" عاشت والدتي في هذا المكان ولا يمكن ان ترحل عنه مهما كلّف الثمن ، لم لا تحاولين ذلك؟".
"ليس من السهل أن أبقى هنا".
" على العكس ، بعد فصلك الان من العمل ، سيكون القرار أسهل وستجدين هنا عملا ببساطة".
" هذا يعني ان ابتعد عن والديّ؟".
" إذا تزوجت من اميركي كوالدتي فلن تكون هناك اية مشكلة ".
أمسك يدها بنعومة ثم تابع:
" لم لا يا آنا ؟ اريدك فعلا زوجة لي، انا احبك كثيرا..........".
صرخت آنا بعصبية :
" أوه........جان".
إرتجفت لهذه الفكرة ومن رد فعلها إتجاه جان ، فهيمن الحزن عليها من جديد ، كان عليها ان تعترف له بان قلبها مشغول برجل آخر ، ولن تستطيع ان تقبل إقتراحه ، وهي لا تريد أن تتسبب في إيلامه ، وسمعته يقول:
" من اللحظة التي رأيتك فيها أحسست بأنني أريدك زوجة لي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لاتعتذري ابدا, باميلا بوب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, pamela pope, the magnolia siege, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t168829.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 15-06-15 02:15 AM


الساعة الآن 12:36 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية