- لست بحاجة لمحامي، الليلة الماضية كنت أحتاج لصديق.. وأنا لا أحتاج خدماتك، حتى أنني لا أستطيع تحمل أن أكلفك بالقضية.
وعاد إلى الدق على الباب:
- أرجوك أن تتوقفي عن التحدث بغباء واتركيني أدخل..نحن مطلوبان إلى فوق ..الآن.
- إذا كان القبطان يريد رؤيتي..فسيطلبني، فهو يعرف أين أنا فأنا تحت الإقامة الجبرية.
- ولكنك على الأرجح سحبت شريط الهاتف، ولقد حاولت الاتصال بك ليلاً، والقبطان ربما حاول أن يتصل أيضاً، جويس، أرجوك ،دعيني أدخل.
كانت قد نسيت أنها سحبت شريط الهاتف، ومالت إلى الباب ، وساقاها ترتجفان، إنها قريبة جداً من مايك، وتريد أن تكون إلى قربه أكثر، أن تكون بين ذراعيّ هذا الرجل الذي تحبه، ولكنه هنا ليمثلها في قضية إجرامية.. وهذا اختصاصه، لو أنه يؤمن بها، يصدقها ، يحبها لما قضي أمسيته مع لينا ويبستر.منتديات ليلاس
- جويس..يجب عليك أن تدعيني أدخل! أريد إخبارك بما حدث.
تصرفات مايك الملحاحة، صوته القوي أصبح فجأة غاضباً، ومهما كان يريد ، بدا مصمماً أن يحصل عليه.
- انظري..كل شيء سيكون على مايرام، سأصعد إلى فوق معك، وسيكون كل شيء على مايرام.
منتديات ليلاس
ولم تتحرك جويس عن الباب، وتركت الدموع المريرة تنساب على وجهها.. لن يكون الأمر ، ومهما حدث، حتى لو تمكنت من تبرئة نفسها فلن تنسى الالم الذي سببه هجران مايك لها، لقد كان مع لينا، وهو يعرف جيداً أنها كانت تنتحب لوحدها، وكل ما سيستخدمه من تكتيكات قانونية لن يمحو واقع أنه قد صدق بأنها مذنبة ، هذا الرجل، لن يقنعها أبداً أن كل شيء سيكون على يرام.منتديات ليلاس
وسمعته يصدر صوتاً غاضباً، وقال:
- أريد أن اتحدث معك قبل أن نصعد إلى فوق ، ولكن إذا لم تكوني ترغبين في هذا .. لاقيني خارج مكتب القبطان بعد عشر دقائق.
- أنا لست واثقة..أن ..بإمكاني مغادرة ...
وهدر مايك صائحاً :
- هذا امر! عشر دقائق.. وكوني هناك!
ولم يكن بوضح ما اذا كان هذا الأمر صادر من القبطان أو منه وذهب ، وقطعت الغرفة ، ونظرت إلى نفسها في المرآة، وغضبت من نفسها لأنها نامت وهي ترتدي فستانها الأصفر الجميل، وبدا متجعداً وعليه أثر الفراش، وكان هناك دائرة من الكحل حول إحدى عينيها ووجهها منتفخ من البكاء، ولا تزال تبكي، وشعرت وكأنما الدموع لن تتوقف أبداً.منتديات ليلاس
واستحمت، ووضعت المكياج على وجهها من جديد، وغيرت ملابسها، حسن هذا قليلاً من مظهرها المكتئب، ولكنه لم يرفع من روحها المعنوية، فقد كانت متوترة وخائفة، وهي تخشى محنة أن تضطر إلى سرد القصة ثانية.

ومضت عشر دقائق كاملة قبل أن تتمكن من الصعود إلى الطابق الذي يوجد فيه القبطان ، وكان مايك ينتظرها، ينظر إلى ساعته بقلة صبر وهي تتقدم نحوه، وعندما رأها مد يديه لها قائلاً:
- صباح الخير ياجويس، ليس لدينا الوقت للحديث كما أخشى، فقد تأخرنا.
- لست أدري ماذا هناك لنتكلم عنه.ريحانة
وكان صوتها يتهدج، ولكنها أبقت رأسها مرفوعاً، وتجاهلت ذراعي مايك الممدودتان ومع ذلك ، أمسك بيديها، يضغط عليهما بقوة، وتابعت كلامها:
- لقد قلت لك لا أستطيع تحمل مصاريف محامي مشهور ، لقد قلت الحقيقة ، وهذا يكفيني.منتديات ليلاس
- جويس أنا لست هنا كمحام لكِ، أنا هنا كصديق، وكشاهد..
- شاهد! لم تكن موجوداً عندما...
- أعلم هذا، وسأقدم شهادة قد لا تقبل بها أية محكمة، ولكن أريدك أن تعرفي أنني في صفك، وأصدق تماماً أنك برئية، حتى قبل أن أحصل على اعتراف لينا.
- اعتراف!
- لقد تأخرنا، ومن الأفضل أن ندخل.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وفتح مايك الباب ليكشف عن طاولة اجتماعات طويلة، وصدمت عندما لم تجد القبطان وضابط الأمن والخادم فقط ، بل آل ويبستر الثلاثة ايضاً، من الواضح أنهم سيقدمون شكوى ضدها وشعرت بانحباس أنفاسها، ربما ستحتاج إلى محامي، وتركت مايك يقودها إلى أحد الكراسي، وهي صامتة تصلي حتى لا تبدأ بالبكاء من جديد.
ووقف لها القبطان وأعضاء الطاقم ثم عادوا إلى الجلوس بعد أن جلست ، وجلس مايك على الكرسي المجاور، ولم ينظر دان ولينا ويبسترنحوها، بينما أطرقت ايلين برأسها، ثم قال القبطان:
- سيد ويبستر..سيدة ويبستر لقد قلت لكم إن السيد روبرتس قد أخبرني عن اعتراف لبنتكم له الليلة الماضية.منتديات ليلاس
وضرب دان ويبستر قبضته على الطاولة:
- لقد أسكرها ! إنه محامي ذكي! ومن المحتمل أن تكون لينا لم تعرف حتى ماذا تقول.
ونظر إلى مايك:
- لو أنها قالت شيئاً.. فلا يمكن أن تفعل ابنتي هذا ولماذا تفعل؟
رد عليه مايك بنبرة هادئة ولكن صارمة:
- بسبب واقعة فصل أن لا أذكرك بها سيد ويبستر.
حتى حتى هذه الظروف لم يكشف عن أنه رمى لينا خارج غرفته وتابع:
- ولأن لينا تعرف جيداً..أن لديّ اهتمام شخصي بجويس سوير ، وفي الليلة الماضية عندما سمعت القصة ، اعترف بأنني استغليت الفرصة لأكسب ثقتها، واعترف أنني استخدمت كل التكتيات التي أعرفها في التحقيقات، وكل مهارتي في الاستجواب ، وأعترف أيضاً أن لينا كانت تشرب كثيراً، وعندما قالت لي إنها وضعت ذلك بروش في حقيبة الآنسة سوير، كانت تضحك ، وكأنها فعلت شيئاً ذكياً.منتديات ليلاس
وقفز دان ويبستر على قدميه:
- لقد أسكرت فتاة في التاسعة عشر من عمرهاو ...

- لقد فعلت هذا من تلقاء نفسها..ومضت ساعة كاملة قبل ان اسمع منها القصة.
ووضع دان يده على كتف ابنته:
- هذا ليس صحيحاً..أليس كذلك ياطفلتي؟ أخبر هولاء الناس ماقلتيه تماماً!
وأغلقت لينا عينيها وبدت وكأنها مريضة ، ولم ترد ، فقال القبطان:
- أرجوك أن تجلس سيد ويبستر..لقد سمعنا جمعينا شهادة ابنتك .منتديات ليلاس
واستدار القبطان الى مايك:
- سيد روبرتس ، أنا أشكر لك اهتمامك بواحدة من أعضاء الطاقم ونحن فخورون جداً بأمانة طاقمنا، ولم تحدث أية حادثة مؤسفة مثل هذه من قبل ، وبصراحة لقد تقدمت مني بقضية صعب البث فيها.. فأمامي كلمتك تجاه كلمة أحد مسافرينا عما قيل ليلة أمس, وهما قصتان متضاربتان ..و..أمامي أيضاً دليل مادي مؤسف.
فأطرق مايك متجهماً،وقال:
- أفهم هذا ياقبطان.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وأخذ القبطان ينظرإلى كل المشاركين واحداً واحداً، وبدا عليه الضيق بوضوح كان يريد أن يكون منصفاً عادلاً، ولكن اعتراف مايك بأنه أوقع بلينا متعمداً لتعترف ، وهذا ماتنكره الآن، من الصعب أن يبرئ موظفة جديدة كان البروش الثمين بحوزتها عندما وجد ، وتابع القبطان:
- أخشى أنني تحت هذا الظرف ، ليس لديّ خيار سوى أن..
- أريد أن أقول شيئاً!
واسترعت ، الجملة المتهدجة بالانفعال انتباه الجميع إلى ايلين ويبستر.
- أريد أن أقول شيئاً ، هذ ليست المرة الأولى ...
وصرح بها دان:
- ايلين أنت تنقلبين على...
- هل لديك فكرة كم يؤلمني أن أقول ما أقول؟ هل لديك فكرة كم هو مؤلم أن أقول هذا عن ابنتي؟
وأحنت ايلين رأسها و جسدها كله يرتجف، ولم ترفع لينا نظرها إلى والدتها، وجلست تحدق بطرف الطاولة..وكررت ايلين قولها:
- هذه ليست المرة الولى..فقد فعلت نفس الشيء بمعلمة أخرى، وكان هناك .. سبعمائة دولار فقدت من صندوق نادي الطبيعة، ووجدوا المبلغ في غرفة المعلمة، وفقدت وظيفتها، ولم يعد حبيبها يتحدث معها ابداً، وكانت لينا تعرف تفاصيل كثيرة عن كيفية وصول المال حيث وجد، وزلقت مرة، وتحدثت عن الأمر وغرقت في كل شيء ثم حدث نفس شيء في المدرسة في سويسرا...
منتديات ليلاس
وتابعت ايلين سرد القصة، وصوتها يتهدج ولم تبدي لينا أي اعتراض، ونظرت إليها جويس ولاحظت أن يديها ترتجفان ، ولكن لم يظهر على الوجه الجميل أي انفعال، وتوقفت والدتها عدة مرات لتمسح عينيها بمنديل، وتابعت سرد التفاصيل التي أفرغت فيها لينا غيرتها ، عن طريق اتهام أي إنسان يقف في طريق نزواتها الغرامية، حتى بطريقة مجرمة، ولم يعد دان يحتج ، وجلس يهز رأسه من جانب إلى آخر، وكأنما هو لا يصدق أن زوجته تقوم بكشف القصص الحقيرة عن ابنتهما الوحيدة.منتديات ليلاس

وكان هذا كثير على اعصاب ايلين ، فأغلقت عينيها للحظات ثم تابعت:
- ونحن لم نساعدها ، أليس كذلك يادان؟ نحن نحب لينا، ولكننا لم نساعدها كي تتغير، أنت... نحن كنا دائماً نكنس قذراتها تحت السجادة ونتظاهر بأن لا شيء قد حدث.
والتفتت ايلين الى ابنتها:
- هل تفهمين لماذا كنت الأم ( اللئيمة) معك يالينا؟ أنت ابنتي وأنا أحبك ..أحبك كثيراً.. ولا أريد أن يحدث هذا ثانية.منتديات ليلاس
هل تبللت عينا دان؟ لقد بدا هذا لجويس ، ومع أن هناك شك بأن لينا ذرفت الدموع من قبل، ماعدا في طفولتها، إلا أنها لم تستطع تحمل كلمات أمها المحطمة القلب..فكتلة جليد لوحدها يمكن أن لا تتأثر.
ووقف القبطان على قدميه وفعل مثله أعضاء الطاقم الاثنين، وقال:
- أظن أنكم مدينون للآنسة سوير باعتذار..بل منا جميعاً.. وأظن بما ان البروش هو الآن بحوزتكم ..سيدة ويبستر...
وانتهى الأمر، ووافق آل ويبستر على عدم إقامة دعوى ، ولم تلتقي عينا لينا بعيني جويس وهي تقول ( آسفة).
وبينما كان آل ويبستر يغادرون الغرفة نظر دان إلى مايك، وبدا عليه الخجل..الخجل و الارتباك.. ربما بداية التساؤل عما إذا كان بإمكانهم تجنب هذه الفضيحة والإذلال لو انه لم يدلل ابنته ويفسدها.منتديات ليلاس
وتوقفت ايلين لحظة وهي تمر امام جويس ، ومدت يدها لتضغط على يد جويس:
- شكرا لك ..لأنك أعطيتني القوة بعد كل هذه السنوات.. ولأنك.. لأنك كنت صديقة لي.
وكرر القبطان اعتذار لينا لجويس وشكر مايك على اهتمامه..وعندما وصلت جويس الى سطح السفينة في الهواء الطلق، شعرت وكأنها قد مرت عبر آلة عصر قديمة الطراز.
منتديات ليلاس
وربط مايك ذراع جويس وهما يسيران:
- لا أرغب في أتناول الإفطار مع كل هؤلاء الناس.. مارأيك بتناوله على سطح السفينة ياجويس؟ نحن الاثنان فقط؟
لماذا ترددت ..إنها مدينة له بكل عرفان للجميل، ولكنها كانت تخاف أن تحبه كثيراً وأن تتألم بسببه، فأجابته معتذرة:
- لا أعرف ، ولكن ربما يحتاجني ستيف في العمل معه.منتديات ليلاس
وكان هذا أضعف عذر ممكن، فمنذ دقائق لم تكن تفكر بنفسها كموظفة وقال لها مايك:
- سأغادر السفينة بعد ساعات قليلة ، وأريد أن أجلس معك بعض الوقت لوحدنا.
- لقد شعرت بنفس الشعور ليلة أمس.ريحانة
- حاولت الاتصال بك بعد أن حصلت من لينا على ما أردت، ولكنني اعتقدت أنك لن ترحبي بالمزيد من الرفقة.
- المزيد من الرفقة!
- علمت أن الدكتور بروك كان عندك.
- طبعاً، لقد أتى إلى غرفتي ..إنه صديقي.ريحانة

وتحولت لهجة مايك فجأة إلى مرارة:
- حسناً..شكراً لك آنسة سوير!
- أنا لا أقصد أن أبدو..وأنا مقدرة لك مافعلته لي و..
- لست بحاجة لامتنانك..لقد قمت بعمل مهني رديء.منتديات ليلاس
وزملائي سيضحكون على شهادتي المثيرة للشفقة.
- ولكنك حاولت على الأقل!
- أجل لقد حاولت! كنت مصمماً على أن اجعل لينا تنزلق وتعترف بأنها حاولت الايقاع بك، وعندما نجحت لم أكن أريد أكثر من إبلاغك بهذا، ولكن كان عندك كتف آخر لترتاحي إليه.منتديات ليلاس
وأطلق مايك أنفاساً غاضبة:
- لا أستطيع لومك..سأغادر السفينة لأطير إلى سان فرانسيسكو وأريد أن تعرفي أنني لن أقع في حب أية امرأة..وأنت بحاجة لرجل يقف إلى جانبك عندما أكون قد ذهبت..وسيكون لك الكتور بروك...
وثار غضب جويس:
- من أين لك الحق أن تقول هذ؟ الا يكفيني مامررت به؟ ليس لك الحق ابداً لتكون..
- لأن أغار؟
منتديات ليلاس
وكانت جويس تتجه بسرعة نحو أقرب مصعد عندما أوقفتها كلمات مايك فقد صاح بها وبحزم، عالياً بمافيه الكافية ليسمعه كل المسافرين المندهشين الواقفين من حولهم.
- لديّ كل الحق لأن أغار! فأنا أحبك! ألا تسمعين ما أقول يا جويس؟ أنا أحبك!
ووقفت جويس مكانها، ثم استدارت ببطء، وأوشكت أن تبكي من جديد، ولكنها كانت قد بكت بمافيه الكفاية.منتديات ليلاس
كان بينهما خمسة أو ستة ياردات، ولكن عيونهما التقت مختصرة المسافة، تجمعهما معاً، ثم ، ترنحت جويس إلى الأمام نحو ذراعي مايك، مرددة كلماته.
- احبك!..أوه يامايك..أنا خائفة، أنت أبعد بكثير مماكنت أتمناه لنفسي..ولكن لتساعدني السماء..أنا أحبك أيضاً، أحبك من كل قلبي!
ولم يكن هناك ممر أضاءه نور القمر فوق البحر، فقد كانت شمس الصباح تتراقص فوق زبد الموج الأبيض لتكشف عن الخط الساحلي، في وقت كانت ( ملكة الكاريبي) تقترب من ميامي...ولكنها الآن آمنة ودافئة بين ذراعي مايك القويتين، وأمام أنظار كل المسافرين، كانا يتعانقان ثم يتوقفان قليلاً ليمسح لها الدموع من عينيها ويعود ليمسك بها وكأنه لن يتركها أبداً، وتمتم لها:منتديات ليلاس
- كنت خائفاً كثيراً من الحب..ولكنني لم أعد قادراً على المقاومة..أنا بحاجة لك..وأنا أحبك وأثق بك، قولي إنك تحتاجيني أيضاً.منتديات ليلاس
ولم ترد عليه، وعبر التصاقها به أكثر أخبرته بكل مايريد.
- طائرتي تقلع من ميامي عند الرابعة والنصف.
- أرجوك أن تبقي على السفينة حتى اللحظة الأخيرة.ريحانة
- سأبقي هنا مايكفي لأساعدك على توضيب أمتعتك.
ونظرت جويس اليه، والتساؤل في عينيها، فقال:
- أنت لست ملزمة بتقديم إنذار بترك العمل لستيف ماركوري.