كابوس! وشرح لها ضابط الأمن أن قطعة ثمينة من الحلي مفقودة من أجنحة الزبائن.. وبالطبع مؤمن عليها، بما يقارب ثمانية عشر ألف دولار، وأن شركة التأمين تتوقع أن يتم تفتيش كل السفينة وخاصة مقر الشخص الوحيد من خارج العائلة الذي كان مع آل ويبستر عندما فقد البروش ، وصعقت جويس:
- السيدة ويبستر لم تجد بروش الزمرد؟ كان على الطاولة عندما غادرت جناجهم.
وقال ضابط الأمن:
- عن اذنك سنتفش الغرفة.منتديات ليلاس
وبدأ هو الخادم عملية التفتيش.. ووقفت جويس ترتعد وهما يقلبان أغطية الصوفا ويفتشان بين الأغراض القليلة الباقية في حقيبة ملابسها، كانا يفتشان حقيبة ماكياجها عندما قال القبطان:
- هذا أمر سيء للغاية آنسة سوير، ولمن أرجو أن تفهمي.منتديات ليلاس
- بالطبع أنه بروش جميل.
- لقد قلت بأنك شاهدتيه؟
- اوه أجل.. السيدة ويبستر ارتدته عند تناول العشاء عدة مرات، وكانت تسألني إذا كانت ستضعه على كتفها أو...
وتوقفت عن الكلام، غير مصدقة بأن الرجلين سوف يفتشان خزانتها ويضعان ايديهما في الجيوب، وعلى طول الملابس.. فقالت:
- ايلين تعرف أنني لا آخذ أي شيء ليس لي.ريحانة
- السيدة ويبستر لم تتهمك..أترين.. الركاب يبلغوننا عن أشياء مفقودة، ثم يتذكرون أنهم خبأوها في أماكن غريبة ، وأنا متأكد أن أمامنا وضع مماثل، وأنا آسف لهذا الإزعاج.
ونظر إلى جويس وابتسم لها ابتسامة أبوية.
- لو كنت أعلم كم أنت بارعة الجمال، لكنت أصريت على أن تجلسي إلى طاولتي.
وشكرته جويس.. واتسعت عيناها عندما أخذ الخادم يفتش بحقيبة القش، وبدت عليه الصدمة ، وأخرج يد ممسكاً بزهرة لامعة باللون الأخضر والذهب.
منتديات ليلاس
وساد صمت مطبق في الغرفة ، ماعدا صوت حشرجة تنفس جويس.
- كيف وصلت هذه إلى هنا؟لم أضعها هناك؟ أقسم أن البروش كان على الطاولة عندما غادرت الجناح.
وكانوا محرجين أكثر من جويس، وأعطى البروش للقبطان دون كلمة.
- أنا لست سارقة! لو أنني سرقت شيئاً لخباته في مكان آخر ، عليك أن تعرف أنني ..لم أفعل..
ثلاثة ازواج من العيون كانت تحرق وجهها.. كانت تحتج بقوة.. ساخطة، مصدومة، غاضبة.. ولم يصدقوها..علمت من التغيرات على وجوههم أنهم لم يصدقوها!
- أقسم أن احداً وضعه في حقيبتي.. وأستطيع أن أقول من ولماذا؟
ورفع القبطان يده ليسكتها:
- إذا قام آل ويبستر الدعوة ، فسنطلب منك بياناً كاملاً آنسة سوير.منتديات ليلاس

- ولكنني أريد أن أقوم به الآن!..أنتم...أنتم تجعلوني أبدو سارقة دون أن تتركوا لي الفرصة بأن واجه من اتهمني! لينا ويبستر تكرهني، إنها فتاة فاسدة غيورة، مزعجة..
- نحن لا نقوم بالاتهامات على أساس مايبدو على مسافرينا.
وأشار القبطان للرجلين ، وبدا عليهما الارتياح لترك الغرفة
- في الوقت الحاضر، ولأننا نرغب في إبقاء هذه الأمور سراً، آنسة سوير سأطلب منك عدم الاختلاط بالمسافرين.. احتجاجاتك قد يكون لها مايبررها، ولكن أتوقع منك أن لا تتكلمي عن ماحدث.منتديات ليلاس
- وهل أنا محجوزة في غرفتي؟ هل أنا مسجونة؟ أيها القبطان، اذا كنت مذنبة أطلب أن وتوقفني فوراً، إذا كنت لا تستطيع إتهامي رسمياً ، فلا حق لك أن..
- إنه واجبي ياآنسة سوير، وهذه هي الإجراءات، واتمنى أن تتعاوني، كونك برئية أو مذنبة هذا شيء لا أستطيع تقريره، ولا أستطيع تركك تستمرين في نشاطك وكأن شيئاً لم يكن.منتديات ليلاس
وقال لها إن عليها عدم مغادرة هذه الطبقة من السفينة، وإن وجبات الطعام ستصل إليها ، وإنه آسف لأنها لا تستطيع حضور حفلة الوادع الليلة، وشعرت جويس بالأسف على القبطان أكثر من أسفها على نفسها، ولكنها لم تستطع إلا أن تستمع إليه يقول لها أن لا تتصل بآل ويبستر أبداً، فكيف خمن بأن تحرك جويس التالي سيكون الاتصال بلينا ومطالبها بقول الحقيقة؟
- أرجوك أن تفهمي أن ما أطلبه منك هو لحمايتك إضافة إلى حماية الركاب، ولا أريد أن نبحث هذه الحادثة المؤسفة، ولا نريد أية مواجهة ، ولك وعد مني أن يتحقق ضباط الأمن من كل كلمة قلتيها لي، وبكل سرية، ولكنني لا أستطيع تبرئتك إلا إذا قرر الركاب هذا، وأنا آسف آنسة سوير، ففي هذه الليلة التي ننتظرها جمعاً، من المحزن أن أطلب من موظفة جديدة أن..تبقى معزولة ، ولكنني حقاً ليس لدي بديل.منتديات ليلاس
كابوس..كابوس.. كابوس!
منتديات ليلاس
وذهب القبطان ..واخذت تذرع غرفتها ، تريد أن تصرخ..ماذا تعتقد لينا ويبستر أنها ستحقق بعملها هذا؟ كم من السفالة قد تبلغ أخلاق البعض؟ ولماذا؟ ألان مايك نبذها بقوة؟ ألان الغيرة أعمت بصيرتها ؟ الغيرة من ماذا؟
أوه.. قد يستطيع القبطان أن يتحدث عن التحفظ وإبقاء الأمر سراً إلى أن ينتهي التحقيق، ولكن ، هل يعتقد للحظة أن لينا لن تفعل ما بوسعها للاستفادة من هذه الفرصة المخطط لها بدقة؟ ليس هناك من شك، في ذهن جويس أن لينا هي التي دست البروش في حقيبتها في لحظة غفلة، ولكن أليست المسألة الآن مسألة كلمة جويس تجاه كلمة عائلة ويبستر بكاملها؟ أتصرخ! أرادت أن تصب جام غضبها على العدالة ، وخيبتها في صرخة مدوية!
ولكن الغضب تحول إلى بؤس ونظرت جويس إلى المرآة، الثوب الذي يشبه الفراشة ، ليلة الاحتفال، نظرات مايك المعجبة، وربما..أجل.. ربما هذه الوظيفة الحلم، كل هذا اختفى فجأة ، ورمت جويس نفسها على السرير، وقبضاتها تضرب على الوسادة ، وبعد وقت طويل، هطلت الدموع ، دموع كان يجب أن تريح ألمها، ولكنها كانت دموع فقط ، إذا لم تجد الراحة واستمر الكابوس.. لايمكن تصديقه.. ولكنه حقيقي.

كم كانت الساعة عندما سمعت دقاً؟ هل غطت بالنوم حقاً؟ هل بكت إلى أن لم يعد هناك شيء أمامها سوى النوم؟ وعادت ذكرى ماحدث تطغي على تفكيرها وهي تتقدم لتفتح الباب، تشاهد ايدي بروك مرتدياً ثوباً رسمياً أبيض، ووقف خارج الباب للحظات، وعيناه الزرقازوان مليئتان بالألم، ثم تحرك الى الداخل، وحضن جويس في عناق قوي.
وعادت الى البكاء، ودعته الى الدخول:
- هل أنت واثق أنك ترغب أن تنضم اليّ؟
وتبعها ايدي الى داخل المقصورة، وأغلق الباب وراءه :
- جويس..جويس لا تتكلمي هكذا.منتديات ليلاس
- أتعلم ماحدث؟
- أعلم ، ولم أكن لأستطيع أن أصدق لو لم أكن أعرف هذه العائلة المنحطة ، حبيبتي سيكون الأمر على مايرام ، أعلم هذا.منتديات ليلاس
- من المفترض أن يبقى الأمر سراً.
الثوب الأصفر أصبح الآن متجعداً، ماكياجها مشوه من البكاء، كم هو منظر سيء تظهر به امام ايدي!
- الإشاعات على السفينة.
وجلس على حافة السرير:
- لقد أصابني هذا بالغيظ! وقلت للقبطان بالضبط : لو لم أكن أعلم أنها مشغولة جداً لأزحت ذلك الشعور من داخلي واتهمتها بدوري...
- أنت لا تصدق ...
- بالطبع لا أصدق ماسمعت..ولا أعرف كيف انتشرت القصة ، لدي شكوك .. ولكنني في الواقع لا أعرف.منتديات ليلاس
- أستطيع أن أخمن.. كيف كانت حفلة العشاء؟ ألم تكن الزينة جميلة؟
ولم يكن ايدي مهتماً بالزينة:
- لقد عانيت الكثير خلالها، وعندما علمت أنك لن تكوني هناك، ولماذا، فعلت ماباستطاعتي لأحافظ على وعدي لستيف.. فأنت تعلمين أنني دائماً الرجل المستعد لتقديم المساعدة.
- ربما من الأفضل أن تعود الى الحفلة.ريحانة
منتديات ليلاس
وكان بإمكان جويس أن تقسم بأنها لاحظت الدموع في عينيه:
- كان عليّ أن أجيء واتحدث معك، أريدك أن تعرفي أن هناك شخص واحد ، صديق واحد، لايمكن له أن يصدق...
- أعلم هذا.
وشكرته جويس لثقته بها، ثم آلمها واقع أن ايدي هو الشخص الوحيد الذي أنى إليها ليعبر عن ثقته بها، وتساءلت كم عدد الآخرين الذين أتي إليها ليعبر عن ثقته بها، وتساءلت كم عدد الآخرين الذين سمعوا بأنها سرقت البروش الثمين من ايلين ويبستر، فسألته:
- هل تحدثت مع ستيف؟
- كان مشغولاً جداً.منتديات ليلاس

إذاً لقد عرف ستيف مما حدث، ولكنه مهتم بوظيفته، ولم يرد أن ينتصر لشخص قد يصرف من العمل ويتهم بالسرقة، لقد اختار أن يشغل نفسه بحيث لا يستطيع أن يقدم الدعم لها ، وقال ايدي:
- انه متزلف ضعيف وضيع، ولا تتوقعي الدعم منه .
- والباقي؟
- السيدات من كاليفورنيا قلن إنهن لا يستطعن التصديق.منتديات ليلاس
- لا يستطعن التصديق ، أم لا يردن التصديق؟
- جويس.. ليس كل الناس أذكياء كما أنا، فهم لا يعرفونك كما أعرفك.
- وماذا عن...
- روبرتس؟ مايك روبرتس؟
وبدا الاشمئزاز على وجهه، ومضى عليه بعض الوقت قبل أن يستطيع القول:
- لقد رايته في الاحتفال..معها.منتديات ليلاس
- مع لينا؟
- أجل.. يبدو أنني من آتيك دوماً بالأخبار المؤلمة ياجويس، ولكن من الافضل أن تعرفي ، كانا معاً، ولا يتحدثان مع أي شخص آخر، مستغرقان في الحديث حتى أنهما لم يلاحظاني عندما مررت قربهما.
- غذاً لو أن الجميع يعرف بأنني محجوزة في مقصورتي ، فلابد أن مايك يعرف ولم يتصل ليبدي دعمه، ولم يفعل مافعلته أنت.
وخرجت الدموع من عينيها، وتركتها تهبط إلى وجناتها:
- أنت الصديق الوحيد لي في هذه السفينة ياايدي، ماذا سيحدث ؟ لو أنهم صدقوا لينا، ولديهم الدليل، أليس كذلك؟ بإمكانهم ملاحقتي قضائياً! ومن الممكن أن أذهب إلى السجن كسارقة عادية...
ومد ايدي يده يضغط على يدها:
- جويس، لا تفعلي هذا ارجوك، ومهما حدث اعلمي أنني أصدقك ..أصدقك..و حبك.
وذكرته أن وجوده ضروري في حفلة القبطان، وأكدت له بأنها ستكون بخير، وأنها في الواقع تعبة وترغب بأن تكون لوحدها ..لتنام.ريحانة
منتديات ليلاس
وكالعادة ، كان ايدي على الارجح يعرف ماتعنيه ، ولكنه تركها مع كرامتها ، واعداً إياها أن يتصل بها في الصباح.
وانتظرت حتى ابتعد ، وانفجرت بنحيب مرير، حتى أنهكت نفسها وكان صوتها خشناً ومتحرجاً من البكاء عندما ردت على رنين الهاتف بعد ساعة، وكان مايك:
- جويس....
وبدأت البكاء من جديد، وردت عليه:
- لا استطيع التحدث اليك الآن .ريحانة
- جويس.. هناك شيء يجب أن تحدث معك حوله، الآن.
- هل هو شيء تحادثت به مع لينا ويبستر؟
وأحست بالإذلال و الاحراج..هل يريد أن يعطيها محاضرة حول الأمانة، أم أنه سيعرض عليها خدماته كمحامي؟ ولم ترغب في أن يراها بهذه الحالة، ولم ترغب في أن تزيد إذلاها بأن يساعدها الرجل الذي تحبه، وصرخت جويس:
- لا أريد التحدث اليك..لا أريد رؤيتك!
- ولكنني متعود على التحقيقات و...
منتديات ليلاس
وأقفلت السماعة في وجهه، وعادت إلى النحيب ثانية، وعندما رن جرس الهاتف ثانية ، سحبت الفيش من الحائط...
فيما بعد ، ظنت أنها سمعت دقاً على الباب، ولكن ربما كانت تحلم، جزء من الكابوس الذي سيطر على عقلها، وعندما جفت الدموع من عينيها، ولكن لم يتوقف شهيقها، غرقت بالنوم.منتديات ليلاس

14- انتهى وقت الدموع!


واستفاقت جويس على صوت قرع على الباب..هل مايزال شخص ما يقرع الباب؟ لا يمكن.. فنور الصباح يتسلل من النافذة الضيقة، ونظرت إلى الساعة ، واعلنت أنها تقارب التاسعة، والسفينة تتحرك ، ولابد أنها تقترب من ميامي.
وأصبح الصوت الذي أيقظها ملحاحاً أكثر، وعاد إليها شعورها بالكابوس، وصاحت بصوت أجش:
- من هناك...
- جويس..
وعرفت صوت مايك، وغمرها الشعور بالبؤس:
- جويس..أرجوك اسمحي لي بالدخول.
- لا..لا أريد أن أراك..لا استطيع.ريحانة
- يجب عليك أن تريني..أريدك أن تحضري إلى مكتب القبطان على الفور، وأريد أن اتحدث معك.
هل هي مطلوبة للتحقيق؟ هل سيعتقلونها؟