لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-11, 08:34 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa مشاهدة المشاركة
   لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اسولة ....

الف مبروك على التميز ..... تستاهلين ..... وتستحق الرواية التميز .....
منتظرين باقي الاجزاء لتستمر المتابعة ........

اخبار الامتحانات ؟ والاجابات ... عايزين تقدير يرفع الرأس ....
بالتوفيق ... وفي حفظ الرحمن ..............




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا هلا يا هلا باحلى ايمو في الدنيا
فينك وحشتيني جدا ووحشتني ردودك وتعليقاتك المبدعة
واللي وحشني اكتر توقعاتك اللي جاية من الكنترول
الله يبارك فيكي والله يخليكي ليا
الامتحانات تمام والاجابات مش انا اللي اقول عنها الدكاترة حيجلهم سكتة قلبية متقلقيش
ان شاء الله بدعواتك
دمتي في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 26-06-11, 08:49 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ياأحلى أسيل ..

وعليكم السلام

مكسوووفة منك والله لكن لاتعتقدي اني ما اقرأ ..بالعكس انا ألتهم كل فصل بسرعة وكل ماأجي أبغى أكتب رد ..أقول خلوني أنتظر الفصل الجاي ههههه

لا يا ديو متكسفيش انتي قولتيلي حتستني لغاية ما البارتات اللي قبل كدة تكمل وانا كنت مستنياكي تخلصي عشان تبقي اخدتي فكرة كويسة عن الفصة


بصراحة ياأسيل ..قصتك مشوقة جدا وحماسية ..أعجبني أسلوبك ..جميل وسلس وبسيط وأتوقع له التطور أكثر لأني بلاحظ فيه تغير من فصل لفصل ..تداخل العائلات والشخصيات جميل ..يعني الترابط بين الشخصيات سهل لبطلينا التعارف أكثر ووجود العقبات امامهم كثير ..

شكرا شكرا شهادتك اعتز بيها يا ديو وخصوصا من كاتبة رائعة مثلك

نور شخصيتها رقيقة ناعمة لكنها لبوة لما أحد يخليها تتنرفز هههه ياساتر منها لما تصدت لبطلنا هههههه انا خفت منها وأعجبت فيها في الوقت نفسه ..أنا بعشق البطلة القوية لكن مو لحد القسوة ..وانتي بصراحة وازنت بين جانبها القوي والأنثوي ...حبيت علاقتها بأخوها ..فيه كثير من البنات مالهم أي علاقة ودية بين أخواتهم وانتي وضحت اكثر من نموذج للأخ الحنون ..عمر ..علي ..ياسين ...
تطرقك لأكثر من شخصية بالرواية جميل جدا ولم يضعف من تماسك الأحداث بل كان مبررا ..هو عتبي الوحيد عليك هو انك بعض الأحيان تنسي انك تتعمقي في مشاعرهم بعض الأحيان وليس دائما ..اللي أقصده انك في بعض المشاهد تكوني مستعجلة في السرد والوصف ..بالعكس خذي راحتك في كل مشهد وأعطي لكل واحد حقه ..بعرف انه بعض الأحيان يمكن يكون متعب لك لكن انا متاكدة انك راح تكوني قد التحدي ..القصة حلوة كثير وأحس انها اجتماعية أكثر من انهار رومنسية ...لاتزعلي مني لكلامي أسيل ^_^ لكن لولا معزتك عندي ماكان قلت هالكلام وأنا أشوف ان عندك موهبة جميلة جدا ..لازم تأخذي بالك منها ^_^


مش ممكن ازعل يا ديو منك
بالعكس انتي نبهتيني لنقطة مهمة كنت غافلة عنها
وان شاء الله احاول اتلافيها في الفصول اللي جاية
مبسوطة انا انك قلتي ان في جانب اجتماعي
ودي حاجة مضايقنيش بالعكس
ومعزتك اعتز بيها جدا يا احلى ديو في الدنيا



فيها مشاهد اعجبتني كثير في الرواية ومنها ..لما التقت نور بياسين في المطعم وهو عاملها كانه مايعرفها ..بصراحة كان موقفه ذاك جميل جدا ..وهي بعد لما اغتاظت انه ماعرفها هههههه احنا النسوان مع اننا بننكر الا اننا مانحب انه يتم تجاهلنا ^_* ههههههه أعجبتني شخصية ياسين كثيير ..أحس انه رجل متزن وثقيل ..مو ثقل دم ههههه كمان انا مستغربة انه ما خض تجربة رومنسية بحياته ..اعتقد انه فيه وراه سر ..حتى يكون رافض للزواج ...


مشهد المطعم ده من احب المشاهد لقلبي
طبيعة الانثى معقدة ومتحبش حد يتجاهلها حتى لو هي تجاهلته
كلنا اعجبتنا شخصية ياسين
السر مش عارفة خلي البارتات تقولك


أكثر شخصية أغاظتني فعلا وأصفق لك انك تطرقتي لها ..هي آية ..زوجة علي ..تمنيت اني أدخل الرواية واخنقها بيدي الاثنتين ..أكره الشخصية اللي مثلها وفعلا كان موقف علياء سيء جدا لما أثرت عليها الحرباء اللي اسمها اية وحبيت بسنت اللي أعطتها كلمتين تعدلها ...بس يارب تكون اعتدلت ...

اية انا كمان نفسي اديها المين زي ما بنقول عندنا (المين معناها كفين )
اتمنى تكون اتعدلت على قولتك

أحس اني كثرت كلام هههههه لكن فعلا انا أعجبتني القصة واللي اعجبني انك بتحطي أكثر من فصل


لا متقوليش كدة انتي تتكلمي زي ما انتي عايزة وانا كلي اذان مصغية
متتعوديش على كدة لما البارتات اللي مكتوبة تخلص حارجع انزل مرتين في الاسبوع
زي الاول
اتمنى ده مايضئيكيش

...شو اللي خلاني أقرر اني لازم أرد حتى أقول لك ماتكسري بخاطر ياسين حرام عليكي يا أسيل بعد ماشفت ابتسامته تصدميه كذا ..اهئ اهئ ..بصراحة يا أسيل أزعل منك لو انصدم ياسين ..خليه يرفض ويقول لأمه انه يبغاها له ...الرجال رومنسي جدا جدا جدا ..وخصوصا بحفل الزفاف ..انا انصدمت من رومنسيته معها ...
هههههه أنا كثرت كلام عليكي لكن أول ماتنزلي الفصول الجديدة ارسلي لي حتى أجي جري على القصة ...
في الأخير أتمنى لك التوفيق ياأسيل ..وأحييك على قصة جميلة جدا ^_^


واللهي يا ديو انا بشكرك كتير على ردك
ومبسوطة فعلا ان القصة عجبتك
متحرمنيش من طلتك وتعليقك واكتبي كل اللي نفسك يه ومتتردديش من اي نقد عندك انك تقوليه
دمتي في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 26-06-11, 08:53 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء الذهب مشاهدة المشاركة
   رواية جميلة جدا سلمت يداك .



اهلا اهلا
شرفتي ونورتي
شكرا على رايك في الرواية
واتمنى تنوريني دايما
اسعدني مرورك وردك
دمتي في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 26-06-11, 09:28 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير يا صبايا
البارتات الجديدة
عندي كلام كتير عايزة اقوله بس مستنية لغاية ما اخلص امتحانات
اهي هانت
ادعولي بس ان بكرة يعدي على خير
اتمنى ان البارتات تحوز على اعجابكم







الفصل الرابع عشر




أتجه الى غرفة امه ويطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل
__ هل نمتى امي ؟
__ لا حبيبي تفضل
تقدم اليها وقبل يدها وراسها
__ اجلس ياسين اريد محادثتك
__ نعم امي كلي اذان مصغيه
__ ارى انك سعيد
ابتسم :نعم المقابلة كانت جيده
__ الا تنوى ان تفرح قلبي بزواجك
اتسعت ابتسامته : قريب امي ان شاء الله
نظرت اليه بدهشه ممزوجة بفرح : حقا ياسين ، متى؟
ضحك بخفه : عندما استقر على العروس سآتي اليك واقول لك اريد ان تخطبي لي امي
__ حسنا سأتركك لتنتقي عروسك بنفسك وتعلم دائما انه يوم المنى لي يوم ان اخطب لك
هز راسه بسعادة : نعم امي اعلم ، ها ما الموضوع الذى تريدين به؟
__ ما رايك في العائلة التي التقينا بها في فرح ساره
__ ايهم ؟
__ عائلة المهندس عمر
__ اه ، انهم عائله محترمه ومرموقة اجتماعيا ، انهما احفاد اللواء اسماعيل عبد الرحمن صديق بي ، تتذكريه ؟
__ اه طبعا اتذكره
__ انه جدهما من الام
__ ان نهى وعمرو اشدا بهما ايضا وعمرو اشاد ايضا باهل خطيبة عمر
__ اه ، لما تسألي امي؟
__ اريد ان اخطب نور ليوسف
فتح عينيه من الصدمة وتحشرج صوته: ماذا تقولي أمي ؟
__ الم تسمعني ؟
اريد ان اخطب نور ليوسف ، لقد شعرت انه يعاملها بطريقه مختلفة عن الاخريات من الممكن انه يحبها فهي كانت زميله له في الجامعة وكانا يحبا بعضهما ، فهو اصر ان اتعرف عليها وعلى عائلتها ولا تنسى اصراره على الحصول على باقة الورود واهداءها لها غير ان سنهما متقارب واكيد متفاهمين فهما زميلان في الدراسة والعمل
امتقع وجه وهو يتذكر كلام يوسف عنها وطريقة معاملته لها ورنت كلماته منذ قليل عن العمل والشركة حينها ضحك عليه لم يثمن كلماته ولم يعطها اهميه الان يفهمها انه مشتاق لنور سيعيد بالعمل لأنه سيراها
نبهته امه : ياسين انت لا تسمعني
رمش بعينيه وهو يرسم على شفتيه ابتسامه باهته :معك امي ، انا معك
__ حسنا ما رايك؟
رد بهدوء وتعب: لا اعرف أمي، افعلي ما يحلو لكي

قام لينصرف الى غرفته بخطوات ثقيلة وهو يشعر ان قلبه هوى بين رجليه فزادهم ثقلا كان يشعر منذ قليل انه يحلق في سماء السعادة ليصحو من حلمه ويرتطم بارض الواقع المرير ، لا يستطيع ان يكسر قلب اخيه او يسرق سعادته وحبه القديم
كلمات امه ترن بإذنيه لتزيده الما وتجعله يعيش في كابوس جديد ، ولكنه كابوس من ارض الواقع سيضطر للتعامل معه كل يوم وهو يرى نظرات الحب بينها وبين اخيه ، في تصرفات اخيه ومعاملته لها ، في ابتسامتها الدافئة وضحكتها مع اخية ،كيف سيتعامل معها بعد ان تصبح ملكا لأخيه قلبا وعقلا وجسدا
رمى جسد على الفراش بإهمال بعد ان انهكه تفكيره وهو يشعر بتعب شديد انه يشعر بقلبه يشتعل وجوفه النيران تعبث به لتزيده سقما ، يريد ان يصرخ ولكنه لا يستطيع ان يفعل أي شيء متعب ومنهك للنخاع وامامه ليالي كثيره يقضيها جسد بلا روح في كابوس من ارض الواقع




******************************************






جالسه في حديقة منزلها امام حوض زهورها المفضل في جو ربيعي ، نسمات الهواء تتخلل شعرها تجعله يتطاير حول وجهها ، رات احدى الفراشات تطير حولها مظهرها خلاب هب الهواء مرة اخرى جعل شعرها يطير اكثر ويجعلها تحرك راسها في سعادة واستمتاع ، فالجو جميل والهواء عليل
هب الهواء مرة اخرى بقوة اكبر محملا بالأتربة فأغمضت عينيها لتفتحها وتجد السماء تحولت الى اللون الاحمر والفراشة الطائرة احترقت امامها مما ادى الى انزعاجها واضطرابها فهذا التحول المفاجئ اخافها حولت نظرها الى حوض الورود فرات الفراشة المحترقة تسقط به لتضرم فيه النيران وتتركه مشتعلا هو الاخر ، هبت واقفه والخوف بعينيها غير قادرة على الصراخ دارت بصرها الى الحديقة لتجد النيران تعبث بجوانبها ركضت هاربه من النيران التي تلم ما حولها لتتعثر وتسقط بصرخة مدويه
__ نور ،نور ما بك؟
فتحت عينها بصعوبة لتجد عمر جالس على ركبتيه ارضا بجانبها ، نظرت حولها خائفة لتجد نفسها على ارضية غرفتها وعمر ينظر اليها والخوف يطل من عينيه
بت على خدها بخفه : نور أنت بخير
هزت راسها بنعم
__نور أرجوك اجبيني ، ما بك ؟ لم كنتي تصرخين
ردت بصعوبة : لا شيء ، مجرد حلم لا اكثر ولا اقل
نظر اليها محاولا الدخول الى راسها ليتنهد قائلا : اذن ، قومي ستتأخرين على عملك
__ حسنا
قامت بصعوبة من الارض وهى تشعر بانزعاج من حلمها ، فهي لا تستطيع تفسيره ولكن رؤية حديقة منزلها جعلتها تشعر بالخوف على اخيها الوحيد و سدنها و المتبقي من عائلتها
رن المنبه بإزعاج ليجعلها تنتبه الى الوقت فقامت لتجهز وتذهب الى العمل



*************************************************




استيقظ على صوت امه وهى تناديه
__ ياسين افق بنى ، ان الساعة تجاوزت الثامنة
فتح عينيه وهو لا يستطيع الرؤية: أمي
__ نعم حبيبي، استيقظ ستتأخر على الشركة
لا يستطيع الوقوف انه نام البارحة بعد الفجر، بعدما تعب من كثرة التفكير
سالته امه : لم نمت بملابسك؟
تذكر ملابسه فلم يستطع ان يقوم من مكانه ليغير ملابسه ويرتدى احدى مناماته ليتنهد بضيق : لا شيء أمي
__ هل انت متعب ياسين ؟
__ لا امي ، شكرا لكى لإيقاظي
عرفت من لهجته انه يريد الاختلاء بنفسه، فقامت لتنصرف بهدوء
وقفت على باب الغرفة :ياسين انا انتظرك لتتناول معي الفطور
__ لا أمي ، لن استطيع تناول الفطور فقد تأخرت بما فيه الكفاية اليوم ، سأرتدى ملابسي واذهب الى الشركة على الفور
هزت راسها وهى تخرج من الغرفة ، لقد تأكدت انه ليس على ما يرام فهو مختلف عن البارحة كليا ، شعرت بالخوف عليه وفكرت في الاستعانة بنهى فهي اقربهم اليه ومن تستطيع الكلام معه ومعرفة ما به



تنهد بتعب بعد خروج امه من الغرفة وجر نفسه من الفراش ليقف امام المرآه ليرى ملابسه التي انتقاها البارحة بعنايه شديدة ، لتندفع الاحداث في ذاكرته كالشلال ، نفض راسه من الافكار ليحاول السيطرة على مشاعره ، وهو يؤكد لنفسه انها لا تناسبه فهي حب اخيه وهو لن يستطيع كسر قلب اخيه



*******************************************




بعد ان اوصلها عمر الى الشركة صعدت درجات السلم بهدوء لم تستخدم المصعد فهي تحاول تفريغ شحنة التوتر المسيطر عليها من الحلم المزعج الذى تعرضت له
دخلت الى المكتب بهدوء لتستقبلها سناء باسمه
__ صباح الخير نور، كيف حالك ؟
ردت بهدوء :صباح النور ، بخير الحمد لله
__ نور ما بك ؟ وجهك واضح عليه الشحوب
__ لم انم جدا
__ آها اذن سأوصى لكى بكوب من القهوة لتبدأ يومك
اخذت تفكر في معنى الحلم الى ان رات يوسف بوجه الضاحك واقف مستند على الباب بكتفه
__ صباح الخير على نور الشمس الساطع
ابتسمت بتوتر: صباح الخير يوسف
تقدم الى الداخل : ما بكى؟ وجهك شاحب كالأموات
__ لا شيء ولكنى متعبه قليلا
__ تريدين أي مساعدة
__لا اشكرك
__ ابتسم بهدوء : نور انت غاضبه منى اليس كذلك؟
__ لا لم تقل ذلك؟
اتسعت ابتسامته : لأنكى تجيبيني من بين اسنانك
__ يوسف انا متعبه ولا قدرة لي على النقاش
تقدم ليجلس على الكرسي الموضوع امام مكتبها : اذن انت بالفعل غاضبه
__ لن استطيع التخلص منك اليس كذلك؟
رد بهزه من راسه وابتسامته تزداد : هيا قولي لما انت غاضبه؟
__ انا لست غاضبه ولكنى مستاءه منك ، فانت لم تخبرني انك اخ المهندس ياسين
ضحك : لم اريد ان تتعاملي معي بطريقة مختلفة وتتخذي منى موقفا اذا علمتي انني من اصحاب الشركة
رددت بذهول : اصحاب الشركة
__ نعم انها شركة والدنا رحمة الله عليه
__ رحمة الله عليه ، اذن يا استاذ لما لا تشغل منصبا اداريا مرموقا
__ لان اخي العزيز يؤمن بارتقاء السلم درجة درجة
ابتسمت بإعجاب فهي تكتشف صفه جديدة مميزة في ياسين تجعلها ان تشعر بانه فريد من نوعه
__ ها الا زلت غاضبة؟
__قلت لك من قبل انا لست غاضبه
ضحك : حسنا يا انسه لست غاضبه كرر كلمته مقلدا صوتها
ضحكت على مزحته :اليس لديك عمل تقوم به ؟
__ اه انت تطرديني
__ لا لكنى متعجبة من تسكعك هنا وهناك
__ ان اخى العزيز لم يأتي بعد ، تصوري منذ بداية عمله لم يتأخر ولا مرة عن موعده
سالته بلهفه : اهو مريض؟ كان البارحة على ما يرام
نظر لها بدهشه وقال مبتسما : البارحة ، اين رايته البارحة؟
__ اه نعم كان عندنا بالمنزل كان يتفق مع عمر على عمل او شيء من هذا القبيل ،وتناولنا العشاء معا
رفع حاجبيه مدهوشا فهو اخر مكان كان يتوقع عودة اخيه منه مفعم بهذه الكميه من السعادة ليتذكر المشهد الذى راه في حفل الزفاف بينه وبين نور عندما كانت امه تسلم على السيدة خالده لتتسع ابتسامته وهو يعلم من الذى سرقت قلب اخية
دخلت سناء وهى حاملة لأكواب القهوة
__لقد جئت بالقهوة
لتردف :اهلا اهلا بالعضو الخاص بمكتب مديرنا العظيم
ضحك بصوت عال : اهلا بكى مدام سناء
__ ماذا تفعل هنا ؟
مد يده ليأخذ احدى الاكواب : لي نصيب بهذه القهوة
ليردف بأدب : شكرا لكي يا استاذه سناء على منحتك الجميلة جاءت في وقتها
ضحكت سناء : حسنا اذهب الى مكتبك الان حتى لا يأتي السيد عبد العزيز ويحيل نهارنا جحيما
وضعت الكوب الاخر امام نور لترفع لها راسها : و انت سناء
__ لا تقلقي سأقول لعم صابر ان يأتيني بكوب اخر بدلا من الكوب الذى استولى عليه يوسف بك
جلجلت ضحكته في الكتب ليقل وهو يقلد صوت يوسف وهبي: هل تشبهيني بيوسف بك وهبي
ضحكت نور على اثر ما قاله ليفاجئوا به واقف امامهم بطوله الفارع والضيق ظاهر على ملامحه




******************************************************





دخل الى مقر الشركة و ركب المصعد وعند اول توقف له خرج منه شارد الذهن فهو يفكر مليا فيما سيحدث وكيف سيكون موقفه من التي ستصبح زوجة اخية ،رنت الكلمة في راسه ليشعر بقلبه يتمزق سيخبر امه انه يحبها لن يستطيع فهو لن يسمح بكسر قلب اخيه حتى لو مات من الالمه
افاق من شروده على صوت يوسف الضاحك وضحكتها الجميلة تنطلق من احدى المكاتب ليكتشف انه في طابق الشئون القانونية شعر بان راسه ستنفجر والصداع يخيم عليه عند رؤية يوسف يتوسط المكان وهى تتكلم معه وتضحك على ما يقوله بعذوبه وجمال
لتصمت عند رؤيته وتقف باضطراب

نظر لها مطولا ، فهو يودعها يودع حلمه الذى مات وليدا
نقل عيناه الى اخيه ليقول بهدوء : ماذا تفعل هنا يوسف؟
تنحنح يوسف فوجهه لا يبشر بالخير ويظهر عليه الارهاق : لا شيء ، سأذهب الى مكتبي الان
التفت الى سناء : اين السيد عبدالعزيز ؟
__ نظرت الى ساعتها لتجدها تجاوزت التاسعة تلعثمت : انه لم يأت الى الان؟
رفع حاجبه: سأذهب لأسال السكرتيرة
خرجت من الغرفة مسرعة
لينقل نظره الى يوسف ليخرج هو الاخر من الغرفة متجها الى مكتبه



واقفه خلف مكتبها منتظرة ان يكلمها الى ان شعرت بنظراته تحرقها لترفع عينيها اليه مستفسرة لترتعد من نظراته لم تكن دافئة كما توقعت وكما راتها قبل ذلك البارحة او في السيارة بل كانت باردة قاتمه وتشوبها الكثير من الحزن
راعها التعب الواضح عليه لتقول له برقتها المعهودة : تفضل اجلس الى ان تأتى الاستاذة سناء


انتبه انها تكلمه ليضيق عيناه فلم يستمع الى ما قالته ليقول بحده: ماذا تقولي ؟
تلعثمت وهى تعيد ما قالته: تفضل بالجلوس الى ان تأتى السيدة سناء
نطق باقتضاب : شكرا لا اريد الجلوس
نظر اليها نظرة اخيرة ليوليها ظهرة ويغادر الغرفة تاركها في حيرة من امرها

**********************************************

غادر مسرعا وهو في عاصفة مشاعر متضاربة لا يستطيع الابتعاد عنها ولا يستطيع الاقتراب منها
فهي اصبحت كالتفاحة المحرمة يشتهيها ولا يستطيع تذوقها ، اراد ان يعود لها فهي احتلت كيانه وتفكيره
تنهد ليوبخ نفسه على طريقة معاملته لأخية ، فهو لم يستطع السيطرة على الغيرة وهى تنهشه عند رؤيته بقربها
تمنى ان يكون في مكان اخيه ليتكلم معها وتضحك على نكاته ولكن من الظاهر أنها امنية صعبة المنال


دخل الى مكتبه دون القاء التحية على السيدة عبير
رفعت عيناها والدهشة ترتسم على وجهها لتلفت الى يوسف
__ ما به ؟ لماذا غاضب؟
ابتسم بهدوء: لا اعلم ، انه كان يسال عن السيد عبدالعزيز
تمتمت بخوف : ربنا يستر
اتاها صوته جافا امرا من جهاز الاستدعاء
__ اطلبي السيد عبد العزيز ليأتيني حالا ، وابلغي الاستاذ يوسف انى اريده
__ سيدى البريد هل اتى به اليك؟
__ ليس الان
رفعت عينيها ليهز راسه موافقا ليتقدم الى مكتب ياسين وهى تردد : ربنا يستر



*******************




رفع نظره الى اخاه و قال امرا بحده : اجلس
نفذ يوسف الامر على الفور ليكمل ياسين : الم اقل لك من قبل ان تدع مشاعرك جانبا ووقت العمل اعطيه بأكمله الى عملك ؟
نظر اليه يوسف بتعجب وعقد حاجبيه بتفكير وردد كلمته : مشاعري ، عفوا لا افهم ، ما الذى تقصده؟
نظر له نظرة ثاقبه : يوسف ، لن اكرر كلامي مرة اخرى لا اريد رؤيتك تتسكع هنا وهناك
قال الجملة الاخيرة وهو يشير الية بيده في انحاء الغرفة
اجلس بمكتبك والتزم بعملك، مفهوم
ردد يوسف بهدوء: مفهوم
__ ستذهب الان للاتفاق على مناقصة بناء المجمع التجاري مع المهندس طارق والسيد عبد العزيز
يوسف اريدك انت من تضع العقود فالسيد عبد العزيز سيكون الى جانبك فقط ، وخذ حذرك فانا غير مستريح لهذا العمل
__ حاضر ياسين ، لا تقلق
نظر له مؤنبا ليرد بهدوء :حاضر يا استاذ ياسين
أي اوامر اخرى
__ لا تستطيع الانصراف

اتاه صوت السيدة عبير : المهندس طارق سيدى
__ سيقابله الاستاذ يوسف
نادى اخاه : يوسف فلتقابله انت
__ حسنا ، بعد اذنك



****************************************************


واقفه في مكانها متسمرة لا تستطيع الحركة مشتتة الذهن محتارة من امرها تحدث نفسها : ماذا حدث له؟
حدسها ينبئها بشيء حدث معه ولكنها لا تعلم ما هو
دخلت سناء و اخذت تتكلم معها و هي لا ترد عليها نظراتها مثبته مكان وقفته
هزتها سناء بخفة : نور ما بكى ؟ انا اكلمك
انتبهت لترمش بعينيها اكثر من مرة : اسفة سناء ، ماذا تقولين ؟ لم اسمعك
__ السيد عبد العزيز لم يأت الى الان ،وانا لا اعرف ماذا افعل ، فهذا المهندس الصغير كالديك الرومي المعتد بنفسه ماذا سيفعل اذا علم ؟
__ اين السكرتيرة؟
__ غير موجوده هي الاخرى
__ ابلغي مكتبه بان السيد عبد العزيز لم يأت بعد
انتهت من جملتها لترى السيد عبد العزيز بالردهة خارج المكتب لتهتف لسناء الممسكة بالهاتف
__ لقد وصل السيد عبد العزيز
وقفت سناء لتخرج اليه : سيدى المهندس ياسين سال عليك
تقدم السيد عبد العزيز الي داخل المكتب
__ صباح الخير يا سيدى
ضحك بخفة : صباح النور يا نور ، هل أنهيت العقود التي طلبتها منك يوم الخميس
__ انهيتها سيدى ، ولكن يوجد جزء صغير خاص بالمواصفات سيادتك قلت انه لابد من اخذ رأى المهندس ياسين به
__ حسنا احضري العقود واتبعيني
__ حاضر سيدى



حضرت العقود وسارت برفقة السيد عبد العزيز الى مكتبه القابع بالدور العلوي وهى تتناقش معه في بنود العقد
تقدمها السيد عبدالعزيز ليحي السيدة عبير
__ صباح الخير عبير ،كيف حالك اليوم ؟
__ صباح النور يا استاذ ،اين انت ؟ انه يبحث عنك ، انا بخير الحمد لله ولكنه ليس على ما يرام
فهو غاضب و وجهه متجهم ولا اعرف ما به
تنهد السيد عبد العزيز : اشكرك لإبلاغي
واقفه نور بينهما مندهشة من الحديث الدائر وهى تفكر اذن هو غاضب من الجميع ليس هي بالتحديد
انتبهت اليها عبير: اهلا بكى ،من انت؟
اجابها الاستاذ عبد العزيز : انها الأستاذة نور محامية لدينا بالإدارة ، السيدة عبير مديرة مكتب المهندس ياسين والسكرتيرة الخاصة به ايضا
__ اهلا وسهلا نورتي الشركة
ابتسمت نور: اهلا بكى سعيدة بمعرفتك والشركة منورة باهلها
__ عبير أيوجد اح بالداخل ؟
__ لا
__ حسنا ، من فضلك ابحثي عن المهندس طارق هو ويوسف وابلغيهم اننى اريدهم هنا
__ انهما هنا بالفعل عند الاستاذ يوسف
__ حسنا سأنتظرهما بالداخل
هزت راسها بنعم ليلتفت الى نور: هيا بنيتي




****************************************************




جالس على مكتبه لا يستطيع التركيز و يشعر بالشياطين تقفز امام عينية فمزاجه مقفول والصداع يسبب له الجنون
اتاه صوت السيدة عبير :السيد عبد العزيز سيدى
__ دعيه تفضل
تحامل على نفسه و وقف منتصبا ليستقبل هذا الشخص العزيز على قلبه و يرحب به


دخل السيد عبد العزيز و نور من خلفه ولكنه لم يلاحظها لصغر قامتها المخفاة وراء بنية جسد السيد عبد العزيز
صافح السيد عبد العزيز بود ملحوظ وقال بلهجة هادئة : تفضل يا أستاذي
__ كيف حال مديرنا الصغير
ضحك بهدوء حدثت نفسها انها ضحكة فاترة لم تشعر بها ولم تمس حواسها ليس كضحكته الرائعة التي رنت بمنزلها
__بخير تفضل
التفت اليها السيد عبد العزيز : تفضلي بنيتي



رفع عينيه بسرعة ليرى من التي يكلمها السيد عبد العزيز ليفاجئ بحضورها الذى يجتاح كيانه واقفة بجوار الباب
بهدوء ورقة مذيبه لمشاعره
__ الاستاذة نور هي من وضعت العقود وقلت من الافضل ان هي من تقوم بمناقشتها وتفسيرها لك
هوى جالسا على كرسيه فلم يستطع هذه المرة السيطرة على اعصابه فان كابوسه بدا للتو
رد وهو يحاول السيطرة على نفسه و صوته لتخرج كلماته مبعثرة : اه بالطبع ، بالتأكيد ، تفضلي قالها بنبرة منخفضة
تقدمت الى داخل المكتب
ليفاجئ بدخول يوسف وطارق خلفها ليشب الحريق في جوفه وتستعر النيران في صدرة فلن يستطيع التعامل الان مع مواقفها هي ويوسف
سلم كلا منهما على السيد عبد العزيز وياسين ليلتفت اليها طارق وهو يمد يده اليها
__ اهلا بكى انا المهندس طارق هل انت عملية لدى شركتنا؟
رد السيد عبد العزيز بضيق واضح : الاستاذة نور ، محامية بالشئون القانونية
رفع حاجباه بإعجاب: حقا
ادار عيناه عليها من راسها الى اخمص قدميها بتفحص : ان مستواكم في اختيار وتعيين الموظفات ارتقى الى اعلى الدرجات
نظرت الية في حدة لتتجاهل يده المدودة لها ليردف :تشرفت بمعرفتك نور
رفعت اليه حاجبها الايمن في غضب من طريقته في تأملها لتتكلم من بين اسنانها : الاستاذة نور من فضلك
كتم يوسف ضحكته فملامح ياسين لا تبشر بالخير وتعلن عن انفجار بركاني قريب
اتاهم صوته حادا امرا : اجلس انت وهو بالخارج الى ان اناقش هذه العقود مع الاستاذ عبد العزيز
قاطعه السيد عبد العزيز :لابد من وجودهما فالمهندس طارق هو من سيباشر امر المناقصة والاستاذ يوسف سيستلم العقود وسيباشرها
زفر بضيق فهو لا يحتمل وجودها بجانب اخاه حتى يأتي هذا الطارق ويغازلها علنيا امام عيناه
وافق على مضض حتى لا يلفت انتباههم
__ حسنا لنجلس الى الطاولة
اسرع طارق ليقدم الكرسي الى نور لتشعر بغضب عارم يجتاحها من وقاحته و تنظر اليه غاضبة
السيد عبد العزيز : تعالى بنيتي اجلسي بجانبي
تجاوزته لتجلس بجانب السيد عبد العزيز ليكتم يوسف ضحكته مرة اخرى ويجلس بالكرسي الذى يمسك به طارق ويقول هازئا: اشكرك طارق على تهذيبك واخلاقك الراقية
ضرب ياسين يده على الطاولة بحدة ويقول بصوت هادر: الن ننتهى من لعب الاطفال هذا ، اجلسا
ارتعدت نور من غضبة الكاسح ووجه المنتفخ من الغضب ،وكادت ان تضحك على وجهيهما وهما مرتعبان منه
خيم الصمت على الغرفة ليسيطر على اعصابه قليلا : تفضل يا أستاذي
التفت اليها عبد العزيز : تفضلي يا نور اشرحي العقد وبنوده
بدأت نور في الكلام بصوتها الجميل الهادئ في شرح العقود بمنطقيه وذكاء وهو ينظر اليها متعجبا ومبهورا بها
بدا يوسف يتناقش معها في بعض البنود باحترافية ومهنية بحته ليتوصلا الى بعض البنود الجديدة واخيرا الى شكل جديد من العقود ليهتف السيد عبد العزيز : هذا نموذج ممتاز نستطيع العمل به الان ولاحقا ايضا ، ما رايك ياسين؟
__ انه ممتاز بالفعل
عبد العزيز : هل الممت بالمواصفات المطلوبة طارق
__ نعم بالطبع
__ اذن فلنتفضل نحن
قام من مكانه هو ونور ليساله ياسين : الن تذهب معهما أستاذي
__ لا ان الاستاذ يوسف لا يحتاجني معه فسيصل الى اتفاق افضل من اتفاقي معهم
هز راسه متفهما وواثقا ايضا من اخاه فمناقشته مع نور اثبتت اليه تفوق اخية وانه يستطيع الاعتماد عليه
لملمت اوراقها لتجهز بالانصراف
اقترب منها يوسف : العقود ممتازة نور ، انت بارعه حقا
ابتسمت بهدوء : شكرا لك ، سأذهب الى مكتبي
__ حسنا اعدى العقود الجديدة واتى بها الى المهندس ياسين ليمضيها
__ حاضر همت بالانصراف
ليعترض طريقها : الن تسلمي على ؟
نظرت الية باشمئزاز واستياء واضح لتتخطى جسده وتنصرف مسرعة من الغرفة


انفجر ضاحكا فلم يستطع هذه المرة التماسك ابتسم السيد عبد العزيز برضى : سأنصرف انا ياسين
غادر الغرفة ليتبقى هو معهما ، لا يطيق النظر اليهما سواء اخيه او طارق و خصوصا هذا الاخير فهو يشعر بانه يريد الانتقام منه على وقاحته معها ومغازلته لها امامه



هتف طارق مبهورا :من هذه الحسناء ، انت تعرفها يوسف اليس كذلك؟
ضحك يوسف : نعم انها زميلتي من ايام الجامعة والان تعمل بالشركة
__ لقد لاحظت انها تعمل معنا بالشركة ، اريد ان اعرف من هي؟
رد بهدوء والابتسامة ترتسم على شفتيه : انها ليست من نوعك المفضل
ابتسم بثقة : سأكون انا من نوعها المفضل




يراقب حديثهما الدائر وهو يشعر بحرارته تزيد وعقله يصل الى درجة الغليان الى ان استمع الى جملة طارق الاخيرة المملؤة بالثقة لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ليقول بغضب : طارق ، لن اسمح لك بممارسة اسلوبك هذا بالشركة
التزم حدود الادب من فضلك
__ ياسين الم تراها ؟ انها جميلة جدا ، لا استطيع منع نفسى من الاقتراب منها
ضم كفيه بغضب وهو يكتم غضبة ، انتظر ان يهب يوسف في وجه طارق ويمنعه من هذا الحديث ليجد ابتسامة يوسف
الدائمة مرسومة على شفتيه وينطق في هدوء: لن تسمح لك هي بالاقتراب، فلا تحرج نفسك معها
كاد ان يجن من اخيه وبروده فهو يكاد ان يقتل طارق وهو يرد علية بهدوء وابتسامة وكان الامر لا يعنيه
نطق بصعوبة : خلا ص ،انتهينا من هذا الموضوع
طارق لا تدعني احذرك ثانية ، هيا اذهبا حتى لا تتأخرا على الموعد
__ حسنا ، سأعود لأعلمك بما حدث
__ حسنا سأنتظرك




انصرفا ليتركاه في حيرة من امره يفكر فيما حدث امامه وهدوء يوسف العجيب وبرودة لم يلاحظ على وجهه أي معالم للغضب من طارق او أيا من ملامح الغيرة التي تؤجج صدرة ، أمعقول انه لا يحبها واستنتاج امه خاطئ
استعاد الحديث الذى دار بينه وبين امه البارحة لم تأتى على ذكر انها رغبة يوسف فكر قليلا
ليمسك الهاتف بسرعة ويتصل بأمه: السلام عليكم
__ وعليكم السلام حبيبي، كيف حالك ؟ لم يعجبني حالك في الصباح
__ انا بخير الحمد لله ، أمي اريد سؤالك عن موضوع خطبة يوسف
__ تفضل ما به ؟
__ سأقابل عمر واريد ان اعلم هل يوسف تكلم معك بهذا الشأن لاتفق مع عمر
__لا ياسين فانا سأتكلم مع اخاك اولا و لكنني انتظر الوقت المناسب
__ اذن يوسف لم يقل لكى انه يريد ان يخطب نور
__ لا
__ حسنا أمي سأتكلم انا معه
اغلق الهاتف مع والدته وهو يعتزم ان يفاتح اخاه في الموضوع ليتأكد من موقفه حيال نور وهل هي تهمه ام لا



************************************************************ *


دخلت الى مكتبها كعاصفة هوجاء تجتاح كل ما في طريقها
سالتها سناء : ما بكي ؟ لما انت غاضبة؟
__ انسان وقح
رفعت حاجبيها بدهشة وسالت باستنكار : من ؟المهندس ياسين
ردت على الفور : لا طبعا ، بل هذا المدعو طارق
ضحكت سناء ضحكة طويلة لتنظر اليها مندهشة
قالت بضيق : ما الذى يضحكك ؟
ردت والضحك يتخلل صوتها : انت التقيت بطارق
__ نعم ما المضحك في لقائي به
__ لا يوجد شيء مضحك في لقائك بك ، ولكنى اضحك لمعرفتي بسبب غضبك
__ نعم ، ماذا تقصدي ؟
__اقصد انه وقح بالفعل وخذي حذرك منه ،فهو لا يكل بسهولة و خصوصا من الجميلات امثالك
تعجبت من تحذير سناء ، نفخت بضيق فما كان ينقصها الا هذا الطارق لتبدا بإعداد العقود الجديدة



*************************************************
تتجول هي وبسنت في احدى الاسواق ليرن هاتفها بنغمته المميزة لتبتسم بسعادة
ردت ليأتيها صوته مليء بالحب والشوق : السلام عليكي حبيبتي كيف حالك؟ ماذا تفعلين؟
ردت مبتسمه : وعليكم السلام ،انا بخير الحمد لله ، اتجول في الاسواق لشراء الجهاز
__ حسنا حبيبتي سامر عليك في الثامنة مساءا استعدى لننزل لشراء الشبكة
قالت بدلال: سأنتظرك
__ علياء حبيبتي
احمرت خجلا لتشعر بخجلها بسنت وتبتعد قليلا ، قالت هامسة : نعم
اجابها برقة : وحشتيني
تلعثمت لتقول : وانت ايضا
رد بخبث : انا ماذا
قالت بصوت منخفض : وحشتني
ضحك بسعادة: بحبك
ارتبكت: سأنتظرك لا تتأخر
__ لا استطيع ان أتأخر حبيبتي ، سلام
اغلقت الهاتف لتجد بسنت تنظر اليها مبتسمة تأبطت ذراعها : ارى انكي اصلحت الامور بينكما
__ نعم ، نفذت نصيحتك
__ ربنا يتمم لكم بالخير ولا تأخذي منه موقفا بعد ذلك الا ان تتأكدي مما سمعتيه
__ ان شاء الله سأفعل
__ هيا لنكمل تسوقنا



***********************************************************


جالسة على مكتبها منهمكة في اعداد النسخة الجديدة من العقود ليدخل عليها السيد عبد العزيز
__ ها يا استاذة هل انتهيت ؟
__ نعم سيدي
اخذ النسخة من بين يديها : حسنا ،هذا جيد ،من فضلك اذهبي بها الى ياسين ليمضيها ثم اتيني بها
هزت راسها موافقة لتأخذ الاوراق وتمضى الى مكتبه وهي تفكر في احواله المتقلبة واختلافه الجلي عن الشخص الذى تعامل معها برقة وتهذيب رائع قررت ان تساله عن سبب تغيره فهو كما قال لها من قبل من المفترض انهما صديقين
اذن ستتصرف على هذا النحو ، حدثت نفسها الا تكون متطفلة عليه في هذا الوضع
رد عقلها سريعا لا ابدا سأتعامل معه كما اتعامل مع يوسف او عمر او حتى علياء
سالت نفسها مرة اخرى لما هي مهتمة به وبأحواله
لترد سريعا انه صديقي وانا من طبيعتي ان اهتم بأصدقائي وذكرت نفسها انه من سعى لصداقتها فلا يوجد شيء مخجل عند سؤالها عن احواله
اكتشفت انها تخطت غرفة مكتبه لتعود اليها مرة اخرى
دخلت الى مكتب السيدة عبير لتجده فارغا وقفت قليلا تسال نفسها :ماذا تفعل الان ؟
ما الضرر سأطرق الباب وادخل انا اتية بأوراق مهمة اريد امضائها
طرقت الباب بهدوء لم تجد ردا لتطرق بقبضات اكثر قوة ، لا يوجد رد
تنهدت بترقب لتطرق الباب طرقات سريعة وتفتح الباب لتطل بعينيها الى الداخل لتتأكد من عدم وجوده
لكنها وجدته جالس على كرسيه الوثير وظهره الى الباب ووجهه الى النافذة كانه ينظر منها الا انها تأكدت من شروده
عندما خطت الى الداخل ولم يشعر بها
تنحنحت بقوة لتتكلم من بعدها بصوت عال : ياسين
التفت وهو جالس بقوة على صوتها حتى كاد ان يقع ارضا ليتمالك نفسه ويتمسك بالمكتب بقوة وينظر اليها في حدة





جالس بهدوء يفكر كيف سيفاتح اخاه في موضوع الخطبة ، وماذا يفعل اذا كان يوسف بالفعل يريد ان يتزوجها
انزعج من الفكرة بشدة لدرجة شعر ان دماؤه تفور و تغلى وعقلة سيصبح عجينه لينه من كثرة التفكير
لم يستطع العمل اليوم ففكره مشغول بها فهي النور الذى اضاء حياته ليشعر بأحاسيس لم يختبرها من قبل
لا يريد ان يتركها لكن امام قلب اخيه سيرضى بالألم ولا يرضى ان يتحطم اخيه الصغير
استفاق على صوتها بنغمته المميزة تنطق اسمه بسهوله ويسر ليتلفت بشدة حتى يتحقق انه لا يحلم
كاد ان يقع من قوة الالتفات ليشعر بالغضب من نفسه ،والتوتر يسيطر عليه جراء وقوفها امامه بحضورها الذى يأخذ انفاسه

اسرعت اليه لتحاول انقاذه من عدم الوقوع وهى تتمتم: اسفة ، لم اقصد اجفالك
نظرته الحادة جعلتها تتسمر مكانها لتبدا في شرح ما حدث وانها لم تجد السيدة عبير وانها اتية ليوقع العقود
خرجت الكلمات غير مرتبه امام نظرات عيناه الثاقبة
لتنهى كلامها :وكنت اريد ان ابلغك انى بالغرفة ،ولكن من الواضح ان صوتي كان عاليا
خيم الصمت عليهما لفترة بعد ان انتهت من شرحها للموقف لم تستطع ان ترفع نظرها اليه
يتأملها بوضوح وهدوء يبتسم لإرباكها وحيائها مما فعلته ليقول امرا بصوت رخيم محبب : اجلسي
رفعت نظرها بدهشة من نبرة صوته لتذهب وتجلس على الكرسي المقابل للمكتب
لينهض بخفة ورشاقة ليجلس امامها على الكرسي المقابل ناولته الاوراق ليوقعها
اخذ الاوراق ليقرأها بعناية وعلى الاقل ان يبعد عقلة عن التفكير بها
تذكرت انها تريد سؤاله عن سبب غضبه اليوم وتغيره في المعاملة معها
رفعت راسها لتقول برقة لم تقصدها : ما بك اليوم ؟
انتفض عقلة من سؤالها وذابت مشاعره من رقتها ليرفع نظره اليها بهدوء و شبه ابتسامة ترتسم على شفتيه
__ عفوا ، لا افهم قصدك تعمد الخبث في ادارة الحديث فهو يريد معرفة لما فكرت في السؤال عنه
__ انت غاضب اليوم ، وانا اسال عن السبب ؟
__ لما تسألين ؟
ارتبكت لتقول :من المفترض اننا اصدقاء وان نسال عن احوال بعضنا ، الا تتذكر ؟
رمش بعينيه ليقول ساخرا : اصدقاء ، وهل تهتمين بكل اصدقائك هكذا
__ نعم ، فاذا لاحظت تغير احد أصدقائي ، اساله عن السبب ،وانت كعمر او يوسف
توتر فكة بغضب عندما ساوته مع اخيها ، لتضرم النيران في صدره عند ذكرها ليوسف
رفع عيناه بغضب : سبب غضبى ليس من شانك ، وتذكري يا انسة اننا بالشركة وانا المدير وانت مجرد موظفة
اكمل جملته بلهجه حادة جافة جعلت البرودة تزحف من اطرافها الى باقي جسدها
ليردف بحدة: مفهوم
ردت براسها موافقه والغضب يتملكها ، ناولها الاوراق ليقول امرا : تفضلي
نهضت من مكانها وهى تصر على اسنانها وانطلقت خارجة من مكتبه والغضب يمتلكها




مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 26-06-11, 09:51 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الخامس عشر



مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب





لا يعلم ما الذى جعله يخرج ورائها لقد شعر بانه جرحها و اغضبها لم يخف علية نظرت الصدمة والغضب الواضحة على وجهها
عند رده عليها لام نفسة لقد كان حاد معها دون داع ولكن مساواتها له مع اخيها واخيه جعلته يفقد عقله ويرد عليها بلسان لاذع
لحقها لا يعلم لماذا ليراها ترتطم باخر شخص يريدها ان تحتك به الد اعداؤه لتسقط بين يديه مغمى عليها
هرع اليها حتى لا يلمسها هذا الشخص الكريه بالنسبة الية
وقف امامه بتحدي وهو يقول امرا : اتركها لا تفكر حتى بلمسها
ابتسم بخبث وكبرياء : اتركها هكذا على الارض
زئر بغضب : قلت لك اتركها
انحنى عليها و وضع يده خلف راسها ليربت على خدها برفق
__ نور ، نور افيقي ،نور
لم يجد امامه الا ان يحملها الى مكتبه ،حملها كحمل صغير بين يديه برفق وكانه يحمل كنز ثمين يخشى علية



جاءت مسرعة وراؤه وهى تهتف : ماذا حدث سيدي ؟
رد بضيق وهو يتقدم داخل مكتبه حاملا نور بين يديه : لا اعلم عبير ، لقد اغمى عليها ، اين كنتي ؟
__ كنت اتى لك بالفطور سيدي
وضعها برفق على الاريكة القابعة بمكتبة ليجلس على الطاولة الموضوعة امامها حتى يكون بالقرب منها ليلتفت الى عبير :حسنا ضعيه من يدك ، واتصلى بالطبيب
خرجت مسرعة لتنفذ اوامره


تأملها بهدوء وهو يلوم نفسه على ما فعله بها ، ازال شعرها الملتصق المندى بقطرات من العرق
ليشعر عند لمسه لبشرتها ان قلبه سيقفز من مكانه وسيخرج من جسده ليقدم نفسه لها طائعا ليجلس تحت ارجلها ويعتذر عما سببه لها من الالم ويتمنى رضاها ، هو نفسة كل ما يتمناه الان رضاها ، وان تشعر بما يستعر في صدره
نفض هذه الافكار على دخلة عبير وهى تحمل زجاجة عطر : اعتقد انها ستفيد ، فالطبيب امامه ساعة على الاقل حتى يأتي الينا
هز راسه موافقا وهو يلتقط زجاجة العطر من بين يدها ويرش على راحة يده قطرات منها ويلوح بيده امام انفها
ليقول برقة : نور ، نور أنت تسمعينني ، بالله جاوبيني ، نور
اندهشت عبير من تصرفه ورجاؤه لها فهي لأول مرة تسمع نبرة صوته الرقيقة والنظرة الحانية التي ينظر بها الى هذه الفتاه
تململت وحركة راسها ليردف : نور ، نور أتسمعيني
فتحت عينيها بصعوبة والصداع يطن براسها ، رات نظرات عيناه الرمادية الدافئة تحوم بوجهها وتتفحصه
وشفتاه تنفرج عن حديث لم تستوعبه
ربت على خدها مرة اخرى :نور ، اذا كنتي تسمعينني اشيري على الاقل براسك
هزت راسها ليهتف بصدق جعل عبير ستجن : الحمد لله
التفت اليها : عبير لو سمحتي اتى لي بكوب من العصير حالا
وقفت صامته مندهشة منه ومن تصرفاته ، ليردف : عبير ، تحركي
__ اه ، حاضر همت بالانصراف لتقف ثانية : السيد معتز بالخارج
نطق بكره واضح : فليذهب الى الجحيم
ليتنهد بضيق: اجعليه ينتظر من فضلك
خرجت مسرعة واغلقت الباب خلفها بالية



فاقت الان بالكامل على صوته الغاضب لتنظر حولها وتحاول استعادة ما حدث واين هي الان ؟
حينما تبينت انها بمكتبه هبت واقفه ليمسك بها من ذراعيها : بحق الله ماذا تفعلين ؟ لم تفيقي بعد
ليردف امرا بهدوء : اجلسي
زاد كرهها له ،لأنه محق فهي تشعر بان راسها سينفجر ولا تستطيع الحركة
اجلسها مرة اخرى على الاريكة لتقول بصوت واهن : ماذا حدث ؟




قام ليجلس على الكرسي البعيد عن مكان تواجدها ، ليسيطر على اعصابه قليلا فرؤيتها هكذا تقلب كيانه
ليتذكر عند سؤالها عن ما حدث برؤيتها وهى تصطدم بمعتز وتقع بين يديه ليشتعل الغضب بصدره
رد بضيق : من الواضح ان رؤيتك غير جيدة على الاطلاق وتحتاجين لنظارة حتى ترى جيدا
ليلوي شفتيه ساخرا وهو يكمل : ام من عادتك الارتطام بالرجال
شعرت بالدم يفور براسها من جملته الاخيرة و نظرت اليه غاضبة من تلميحه لمرة المطعم لترد بحدة
__ لا طبعا ولكنى كنت مشغولة لذلك لم ارى أمامي جيدا
__ من الافضل اذن ان تنتبهي الى الطريق بعد ذلك حتى لا تفقدي وعيك بين أيدى الرجال
نهضت واقفة والغضب يطل من عينيها و صاحت به: ما معنى هذا الكلام ؟ وما شانك انت اصلا بي ؟
رد بهدوء مميت : شأني انكى من موظفين الشركة ، وانا لا اسمح بحدوث هذه الاشياء في طرقات شركتي
فتحت عينيها من الصدمة لما يقوله : ماذا تعنى ؟
__ لا اعنى شيء ، انا انبهك حتى لا يحدث المرة القادمة ما لا يحمد عقباه ، ان الشركة لها قواعد وعليك الالتزام بها ومراعاتها
هتفت بكره : فلتذهب شركتك الى الجحيم
هب واقفا امامها بنظرة مخيفه : ماذا قلتي ؟ اعيدي ما قلتيه ثانية من فضلك
تلعثمت مرتبكة و تحشرج صوتها ولم تستطيع إخراجه
ليردف مهددا : سأعتبر انى لم اسمع مقولتك الاخيرة لأنك متعبة ، وليس على المريض حرج
ولكنى احذرك ، انتبهي لما تتلفظين به معي ، فانا ليس كريما دائما
اعطاها ظهره ليذهب الى مكتبه
ارتجفت من تهديده ونبرته المخيفة لتتجمع الدموع بعينيها وتنذر بالسقوط، لتقول بصوت مخنوق من البكاء
__ ما بك اليوم ؟ لما كل هذا التغير المفاجئ الذى لا افهمه ؟
ضربت بقدمها على الارض بحركة طفوليه لتقول بدلال غير مقصود: لم تكن كذلك الامس ولا قبل الامس
رفعت نظرها اليه : ماذا حدث ؟ لا افهمك

عند سماعه لصوتها المخنوق من البكاء التفت لينظر اليها ولانت مشاعره على الفور ،نظر الى تجمع الدموع بعيونها والذى على وشك الانفجار و كاد ان يحتضنها ليخفف عنها ويخبرها بكل مشاعره لعلها تغفر له ما يفعله معها ،
قال بهدوء: لم يحدث شيء نور
تنحنح ليوقف سيل المشاعر الذي يسيطر على عقله ويأمره بأشياء لا يستطيع فعلها
__ ما سبب الاغماء
__ لا اعلم
__ هل تناولت فطورك ؟
هزت راسها نافية ليتذكر الفطور الذى اتت به عبير من اجله : حسنا ، اجلسي لتفطري معي
__ لن استطيع ، فلا بد لي من الذهاب
استدارت لتذهب ليوقفها صوته: نور من فضلك اعتنى بنفسك

سمعا طرق على الباب لتدخل من بعده السيدة عبير حاملة كوب العصير
__ العصير سيدي ، الف سلامة عليك يا استاذة
خجلت نور من الموقف لتمتم بهدوء: الله يسلمك
__ اتركيه عبير على الطاولة بجانب الفطور
نفذت عبير امره لتخرج بعدها من المكتب

نطق برقة مذيبه لعظامها : نور من فضلك ، افطري معي ، فانا ايضا لم اتناول فطوري
لينظر الى ساعته : وها نحن الان في استراحة الغداء
ليردف مازحا : من الممكن ان عدم تناولي للفطور هو ما يؤثر على مزاجي ويجعلني فظا هكذا
ابتسمت غصبا عنها على مقولته لترتسم ابتسامته على شفتيه وتجعل وجهه يشرق من السعادة
نطقت برقة : اسفة لن استطيع لابد ان اذهب الان
تناول العصير من على الطاولة ليناولها اياه : على الاقل اشربي العصير ، فقد اتيت به مخصوص من اجلك
تقدم ليقف امامها لا تفصله عنها غير انشات قليلة ليمسك كف يدها برقة وحنان ويضع الكوب فيها
نظر الى عينيها برجاء واضح : من اجلي اشربيه ، حتى اطمئن عليك

وقوفه امامها ارباكها لتأتى لمسة يده وتشعل النيران بجسدها وتكمل نظرة عيونه الدافئة على ما تبقى عندها من الوعى لما يحدث ، فهي الان تشعر انها مغمى على عقلها فهي في حالة منتصف الوعى عقلها مغيب ولكن جسدها يشعر بكل ما حوله قلبها يدق بجنون ولا طبول الأفريقيين تنفست لتستطيع التخلص من الارباك واعادة عقلها الى الواقع
لتهمس : من فضلك اريد ان اذهب الى مكتبي ، نحن بالشركة انسيت كلماتك لي منذ قليل
زمجر غاضبا : لتذهب الشركة الى الجحيم
لم تستطع امساك ضحكتها ، فانفجرت من شفتاها ضحكة عالية تصدح بصوت مميز كزغرودة البلبل
هام بها وبضحكتها فها قد تحققت جزء من امنيته ان تضحك معه ، ابتسم لضحكتها
فهو يفهم انه ضحكت لتردديه لجملتها التي انزعج منها منذ قليل
وضعت يدها على فمها بخجل : المعذرة لم استطيع التماسك
__ لا تبالى، هيا اشربي العصير
ارتشفت بهدوء جزء من العصير تحت نظره :الن تتناول فطورك ؟
سال بلهفة : استأكلي معي ؟
__ لا اريد ان اتناول الطعام الان
رد بخيبة امل : حسنا ، وانا ايضا لن اتناول الفطور
وضعت الكاس من يدها ليسالها باستغراب : ماذا ؟ اكمليه
__ سأذهب فمن المؤكد انني اعطلك عن اعمالك
__ ولكنى هكذا سيزداد قلقي عليك
رددت بدهشة : قلقك علي انا
انتبه الى ما قاله ليرد : نعم ، انت امانه لدى ، ماذا سأقول لعمر اذا اصابك شيء؟
ردت بهدوء : سيذبحني ان علم بأمر الاغماء ، فلقد حاول معي في الصباح ان اتناول معه الفطور ولكني رفضت
من الواضح انني اعتدت على تناول الفطور مع يوسف
انقلبت عيناه فجأة للون الاسود و ذهب صفائها الرمادي : هل تتناولين الفطور يوميا مع يوسف
ردت بتلقائية : لا ولكن الايام الاخيرة للتدريب كنا نأتي باكرا ، فلم يكن يتسنى لي الافطار في المنزل
هز راسه بهدوء عجيب
شعرت بان التواصل بينهما انقطع اختفى لا تعلم اين ذهب ، فاختفت لمعة عيناه وانطفئ اشراق وجهه ليتجهم فجأة
__ حسنا سأنصرف انا
قال باقتضاب وضيق : تفضلي

ذكرها لأخيه جعله يتذكر غصبا عنه ان من المحتمل ان يكون يوسف يكن لها بعضا من المشاعر ليلوم نفسه على تماديه معها ،سمعها تستأذن للانصراف ،انه لا يريدها ان تذهب ولكنه وافق غصبا ليتخلص من تأثيرها عليه وعلى مشاعره



تعالت صوت طرقات يعرفها هو جيدا فهي لأخيه العزيز ليدخل الاخير الغرفة مسرعا
__ نور ، ماذا حدث لكي ، أخبرتني عبير انكي اغمى عليك

لوى شفتيه ساخرا وهو يحدث نفسه ها قد جاء شيخ الشباب ليطمئن عليها امام ناظريك يا غبى وصوته مليء بالهفة
احتمل شقائك وعذابك الان
تذكر جملة ابيه التي طالما قالها له : انت تتخلى عن احلامك بسهوله
سمعها تقول : انا بخير الحمد لله ، لم يحدث شيء : فانا لم أتناول فطوري فقط
رد يوسف : حمدا لله على سلامتك
لم يستطع الهدوء ولا السيطرة ليصيح به : أتراها خارجة من المستشفى ، انها مجرد اغماءه لا اكثر


التفتت اليه بدهشة فمن يراه منذ قليل لا يراه الان وهو يصيح بيوسف لم تفهم ما يحدث معه وما به


ابتسم يوسف بهدوء وهو يرى الغيرة واضحة بعينين اخية، وتأكدت له ظنونه التي ملئت عقله من يوم الزفاف فهي واضحة الان على اخية


تمتمت نور : بعد اذنكم


همت ان تنصرف في اثناء دخول هذا الغريب بالنسبة اليها في هدوء وتعالى ادهشها الى المكتب ليتقدم منها بهدوء
__ كيف حالك الان ؟ اتمنى ان تكوني بخير
رفعت نظرها اليه فقد تعرفت على الصوت لكنها لم يتسنى لها معرفة وجهه عند اصطدامها به
اردف بلباقة وتهذيب وهو يمد يده لها ليصافحها : انا معتز ، من اصطدمت بك بالخارج
معذرة مرة اخرى ، فانا لم ارك وانا المخطئ اتمنى ان تسامحيني
مدت يدها اليه : لم يحدث شيء وانا الاخرى مخطئة فلم اكن بكامل تركيزي



زفر عقله بضيق وهو يري الشخص الداخل من الباب : كملت
فعند دخوله شعر بضيق في التنفس وان مستوى الاكسجين انخفض في الغرفة فهو يكرهه بحق
وعند تقدمه منها وكلامه معها شعر انه سيرتكب جريمة بحق ، لتنهار سيطرته عند رؤيتها تصافح يده المدودة
زئر بها : اذهبي الى مكتبك من فضلك

انتفضت على صوته لتغادر مسرعة المكتب و الحزن يسيطر عليها وقلبها مكتوم من الضيق المسيطر عليه
شعرت بالكرة ناحيته ، نعم هي تكرهه وتكره تقلباته المزاجية تنهدت بضيق لتتوجه الى مكتبها وعقها يردد انها تكرهه




بعد خروجه التفت الي يوسف : كيف حالك يوسف ؟ ارى انك تعمل هنا الان
رد يوسف بهدوء: بخير والحمد لله ، نعم ، أيضايقك هذا الشيء؟
قال بتعالي : لا بالطبع
ليردف باستهزاء : كافح انت واخاك في الشركة ،وانا سآخذها في الاخر
غضب يوسف من جملته ، ليرد ياسين بتعالي وغرور كأنهما خلق له خصيصا : الشركة من المستحيلات معتز
واكمل والسخرية تقطر من صوته : فلا تحلم بما لا طاقة لك به حتى لا تفيق على كابوس يدمر حياتك
نظر الية معتز و عيناه مشتعلة من الغضب و التحدي : سنرى
جلس الى كرسي مكتبه : لما اتيت اصلا ؟
__ جئت اطمئن على ممتلكاتي ، لا تخف سأنصرف
ضحك هازئا : اخف منك ،لا بالطبع فلتاتي كما تشاء ولكن لا اريد رؤية وجهك الجميل في مكتبي ، تفضل فانا لدي ما يشغلني
نظر الية بغرور وثقة : سيصبح مكتبي في القريب العاجل
نظرا الى بعضهما في تحدي وغرور لينصرف الاخر في تعال كالطاووس
هتف يوسف بكره واضح : اصبح كريه ، ليلتفت الي اخاه : ما الذي حدث ليتغير هكذا ؟
رد ياسين بضيق واضح : لا اعلم فلا تسالني
__ من الواضح انك لست بمزاج لتستمع الي ما حدث ، حسنا سأذهب الى مكتبي
لم يرد على اخاه ليردد الا خر : ياسين ، انت تسمعني
زفر بضيق : اذهب يوسف ،أتريد الاذن كالصغار
ابتسم بهدوء : هل انت غاضب مني لشيء محدد فعلته ؟
__ يوسف انا ضايق من الاصل ،فلا تزيد من ضيقتي
__ حسنا سأذهب انا ،سلام
اشار اليه بيده وهو يشعر بالضيق والخنقة لرؤية هذا المعتز نظر حوله ليتأمل مكتبه قليلا فهو مكتب والده مؤسس الشركة
لم يريد ان يغير به شيء حتى يظل يشعر بوجود والده بجانبه دائما
ردد بهدوء :رحمة الله عليك يا ابي
سقط نظرة على ملف للأوراق موضوع على الاريكة ، استعجب من مكان تواجده هكذا
قام من مكانه لينظر ما هذا الملف ، انحنى ليلتقطه ليتغلغل عبيرها في انفه ، سحب الهواء المحمل بعطرها ببطيء وستنشقه باستمتاع ، مد يده ليلمس مكان ما كانت نائمة وزفر بهدوء ليتمدد على الاريكة
حدث نفسه :هكذا تعذب نفسك ياسين ، أفعلا انا كما يقول لي ابي ، اتخلى عن احلامي بسهوله ، ولكني لا استطيع ان ادمر اخي واحلامه ، افق يا رجل ان اخاك غير مهتم من الاساس ، نعم ان مظهره غير مهتم ولكن من الممكن انه يخفي مشاعره ، هل تتكلم عن يوسف انه لم يخفي مشاعره يوما ان وجهه ككتاب مفتوح للناس ، سأتكلم معه لأعرف اذا كان مهتم بها ام لا
نظر الملف القابع بين يديه ، ليعتدل في جلسته وينظر بداخله ، انه ملف العقد التي كانت تمضيه منه
من الواضح انها نسيته ، قفزت له فكرة ليراها مرة اخرى ، هو متأكد انها غاضبه من صراخه عليها امام يوسف ومعتز
و لكنه لم يحتمل مصافحتها لمعتز ، زفر بضيق ليقل لنفسه لابد من ان تتحكم في نفسك اكثر من ذلك




**************************************************




دخلت الى مكتبها وجلست وهي تشعر بالضيق
__ ما بكى اليوم نور ، لم ارك بهذا الشكل طوال الاسبوع الفائت
__ لا شيء ولكنى متعبة قليلا
__ السيد عبد العزيز سال عليك اكثر من مرة
عند ذكر السيد عبد العزيز تذكرت ملف العقد ، لابد من انها نسته في مكتبه ، بوزت بغضب ماذا ستفعل الان
لا تريد ان تصعد الى هناك ، فاقت على صوت سناء
__اين ذهبتي ؟
__ الى لا مكان، انا هنا نظرت اليها بدهشة : ماذا تفعلين ؟
سناء وهى تلم احتياجاتها بسرعة : انا مغادرة
نظرت نور الى ساعتها : ولكنها الواحدة و النصف
__ نعم انا اخذت اذن من السيد عبد العزيز فلابد ان اذهب الى مدرسة الاولاد اليوم فكالعادة ابني الاصغر محمود يفتعل المشاكل ويورط بها اخوته
ضحكت نور من شكوى سناء : ربنا يهديه لكى
__ ما اجمل ضحكتك
التفتا الاثنان الى الصوت لتجده واقف بجسده يسد مدخل المكتب ويردف :سمعت انكى متعبة ،فجئت اطمئن عليك
نظرت اليه بغضب لتلتفت الي سناء التي ابتسمت في وجهها وعيناها تقول : الم اقل لكي؟
تقدم بهدوء و مشيته تدل على ثقته بنفسه : كيف حالك استاذه سناء ؟
ردت بسخرية :بخير الحمد لله يا باش مهندس، كيف حالك انت ؟
جلس بهدوء على الكرسي المقابل لمكتب نور : انا بخير ، التفت الي نور وقال برقة مفتعلة : الف سلامة عليك نور
ردت بغضب والشرار يتطاير من عينيها : الاستاذة نور من فضلك
ابتسم ابتسامة جميلة : الف سلامة عليك يا استاذة نور
كحت سناء لتقول : حسنا سأذهب انا نور ، اراكي غدا
نظرت اليها نور : بإذن الله
غادرت سناء المكتب
التفتت الى الكائن القابع امامها وقالت بضيق ونفاذ صبر : أي خدمة يا باش مهندس
ابتسم ليقول بثقة : طارق ، ناديني طارق فانا لا احب الرسميات
ردت بحدة و صوت عال : انا احبها ،ومن فضلك لا تتعدى القواعد العامة في التعامل معي
رد بهدوء استفزها : ما هي القواعد العامة للتعامل معك ، انا لا اتذكر اني درستها في كلية الهندسة
تجاهلت ظرفه ومزحته الثقيلة على قلبها : من فضلك ، اذا كنت لا تريد امر يخص العمل فانصرف
فانا مشغولة بعملي ، شرفت مكتبي يا باش مهندس

تفاجأت بصوته الرخيم : ماذا تفعل هنا طارق ؟
نظرت الية لترى الغضب واضح بنظراته ولكنها غير موجه لها بل موجه للشخص الاخر الذى قام منتفضا
وتلعثم ليقول : كنت سأنصرف حالا ، فقد جئت اطمئن على الانسة
هزت راسها في استياء منه وهو يقل : سرني التكلم معك يا استاذة نور ، شد على جملته الرسمية
ليردف باحترام جم : بعد اذنك
زفرت بضيق لانصرافه ، لتتجاهل وجود ياسين و وقوفه على باب مكتبها ومدت يدها الى ملف اخر مزدحم بالاوراق
تشغل عينيها به بعيدا عنه فهي لا تريد ان تراه ، غاضبة منه ومن اسلوبه المتذبذب في التعامل معها



نظر اليها في هدوء وهو مبتسم اعجابا بها فهو سمع حوارها مع طارق ، اعجبه قوة شخصيتها و ردها القوي على طارق مما جعله يلتزم حدوده معها ، تذكر اول مقابلة له معها و وقفها بوجه في قوة تخالف طبيعتها الرقيقة
كاد ان ينفجر ضحكا عندما امسكت الملف لتتشاغل عن وجوده امامها ، تأكد من غضبها ولكن عندما بدأت قراتها للملف كان ستنفلت الضحكة من بين شفتيه ، فالملف مقلوب وهى تمثل دور المشغولة جيدا ، سيفقد عقله منها اذا ظل واقفا هكذا
تقدم الى الداخل في هدوء تنحنح : يا استاذة ، هل تعلمت ان تقرأ بالمقلوب
قال جملته الاخيرة وهو يعدل من وضع الملف الذى بين يديها ، ليردف بضحكة حقيقية : اذن انت فريدة من نوعك
واضافة جيدة لشركتنا

ارتبكت من الموقف السخيف الموضوعة به عند اكتشفاها لان الملف مقلوب فعلا ، و مما ازاد ارتباكها ومضايقتها اكتشافه للأمر، كادت ان تضحك على مزحته واطراءه لها وخصوصا ان ضحكته مست قلبها وذكرتها بوجوده في منزلها سيطرت على نفسها لتنظر اليه بغضب و قالت بمهنية : أي خدمة يا سيادة المدير
ابتسم وابتلع الجفاف في لهجتها : انت غاضبة
رفعت عينيها لتنظر اليه فتجد نظرته الدافئة تشملها بذلت مجهودا اضافيا لتسيطر اكثر على قلبها
و رددت : أي خدمة يا سيادة المدير
تنهد بضيق لمعاملتها له : نعم يا استاذة ، وضع الملف الذي بيده على المكتب امامها : نسيت اوراقك
انتبهي في المرات القادمة
نظرت اليه بغضب لتقول : هل تلمح انى مهملة
__ لا طبعا ، بل انصحك نصيحة صغيرة ليردف باستفزاز : بما اننا اصدقاء ، اليس كذلك
قالها بشقاوة جعلتها تشعر بانه طفل ذا عشر سنوات من العمر
ردت بتأنيب : اعتقد اننا في الشركة يا سيادة المدير وانا مجرد موظفة هنا
عيناها لمعت بالتحدي وهى تذكره بكلامه ليبتسم بهدوء : نعم واشار الى الملف المقلوب : لكنك موظفة فريدة من نوعك
انفلتت منه ضحكة غصبا عنه فلم يكن يريدها ان تفهم انه يسخر منها
احمر وجهها من الغضب وضحكته زادتها غضبا لتقول بحدة : اشكرك على الملف ، أي خدمة اخرى
انحنى ليقرب وجهه منها: نعم
نظرت اليه لتجد وجهه قريب جدا منها ، مما جعلها ترتد الى الوراء
اكمل بصوت خافت : لا تغضبي نور ، ستفهمين في يوم من الايام بالتأكيد
اعتدل ليخرج من المكتب ليجد السيد عبد العزيز في وجهه ونظرات التعجب والدهشة تملئ وجهه
__ ماذا تفعل هنا ياسين ؟
وجود السيد عبد العزيز اربكه بالفعل واشعره بانه طفل ممسوك بجرم اقترفه
اردف السيد عبد العزيز بهدوء : من الجيد انك اتيت ، فكنت سأذهب اليك ، تعال معي الى مكتبي
هز ياسين راسه موافقا ليسال السيد عبد العزيز : نور ،اين العقود ؟
رفعتها :انها هنا
__ حسنا اعطيها للسكرتيرة الخاصة بي
__ حاضر سيدي
غادر المكتب بهدوء ليتبعه ياسين وهو يعلم جيدا لابد ان السيد عبد العزيز شعر بشيء فلهجته لا تحمل الود الدائم له




دلفا الي مكتب السيد عبد العزيز
ليسال الاخير بتأنيب : ماذا كنت تفعل ياسين ؟
رد بهدوء : كنت اتى بالعقود التي وقعتها
نظر له متفحصا : ما عمل عبير اذن لتأتى انت بالعقود
اردف بلوم : ياسين انا رايتك منذ دخولك الى المكتب فقد كنت بالغرفة المقابلة لغرفة نور ، تعاملك معها غريب
ام انك اصبحت الان كطارق تحوم حول الفتيات الجميلات
رد بسرعة : لا طبعا استأدى ، انت تعرفني جيدا ، لم اتعامل هكذا طوال عمري
__ ولأنى اعرفك جيدا ، اسالك ياسين ، هذه الفتاه تعاملك عجيب معها منذ البداية ، فعندما اجرت المقابلة حاولت التخلص منها ، ثم عندما علمت انها توظفت هنا كدت ان تأمرني ان افصلها من الشركة ، والان كل دقيقتين في مكتبها
ماذا يحدث بحق الله اجبني
ابتلع ريقة بصعوبة فهجوم السيد عبد العزيز اربكه : هل ستصدقني ؟
جلس امامه : ياسين انت مثل ولدي بالضبط ، رايتك تكبر امام عيناي ، فانا كنت صديق لوالدك وانا من الاوائل المؤسسين للشركة ، كنت دائما مبهورا بك ، اتمنى ان يكون ولدى مثلك عاقل متزن ذكى ويعتمد عليك ، وعندما عملت بالشركة اثبت حسن ظني بك و حسن ظن اباك ايضا لدرجة انه اسند لك جزء كبير من مهامه، فلقد تفوقت سريعا وقفزت بالشركة
من نجاح الى اخر ، وعندما توليت الادارة استمرت الشركة من نجاح الى نجاح
ملخص ما اريد قوله ، انا دائما اثق بك واكيد اصدقك ، انا لا أحاكمك بني ، انا اريد معرفة التغيير الذى طرا عليك
ساد الصمت بينهما للحظات نظر اليه السيد عبد العزيز له فيهما ليردف : حسنا ياسين ، لا تخبرني
ولكن ، خذ حذرك انك بالشركة ولا تنسى انها موظفة هنا وانت المدير
نظر اليه بدهشه فكلامه معناه انه يعرف بمكنونات صدره
ابتسم السيد عبد العزيز في وجهه وقال مديرا لدفة الحوار : سمعت ان معتز جاء اليوم هنا
انقلب وجهه لذكر هذا الشخص ليزفر بضيق: نعم
__ هل قال لك شيء جديد
__ لا نفس الكلام ، فلا يوجد لديه جديد ، فهو يعلم الموقف القانوني لوضعه ، هو يأتي ليضايقني لا اكثر
__ لا تحزن يا بني سيكل في يوم و يكف عن المجيئ
__ لا اعتقد ، انه يحفر من ورائنا ، حتى يتمكن من الايقاع بي بأي شكل ممكن ويستولى على الادارة ، فلا تنسي انه لديه الكثير من الاسهم
__ ان اوراقك كلها سليمة ياسين فلا تخف
__ انا لست خائف ، انا لا اريد ان تأتيني الضربة من الخلف ، فأريد ان اكون مستعد لكل الاحتمالات
قام من مكانه لينصرف : اعذرني استاذي فاني شغلتك معي
ربت على كتفه بهدوء ومحبة ابوية : لا تقل هذا ، انا في خدمتك دائما بني
__ سأنصرف
اوصله الي الباب ليشد على يده : لا تنسى ما قلته لك
هز راسه متفهما وانصرف بهدوء



***********************************************8


دخل الى مكتبه ليجده جالس في استقبال السيدة عبير ، هتف بسعادة واضحة
__ اهلا عمر ، كيف حالك اليوم ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك انت ؟
__ الحمد لله ، هل انتظرت طويلا
__ لا شربت فنجان من القهوة فقط ، اقدم لك الاستاذ محمد محامى زميل لي يهتم بالشئون القانونية لشركتي
المهندس ياسين مدير الشركة هنا
تبادلا كلمات التحية المهذبة فيما بينهما ليقول ياسين : تفضلا الى مكتبي
التفت الى عبير : ابلغي يوسف ان يآتي الي
__ حاضر سيدي




دخلوا ثلاثتهم الي المكتب ليجلس الى مكتبه ويجلسا الاثنان امامه تحدثا قليلا عن العمل
اطرق يوسف الباب بهدوء: هل طلبتني
__ نعم ، تعال
تهلل وجه يوسف بالفرح : اهلا ، كيف حالك يا باش مهندس عمر ؟
قام له عمر واقفا يصافحه ويرد عليه : انا بخير الحمد لله ، كيف حالك انت الاخر
تبادلا التحية وتعرف يوسف على الاستاذ محمد ليقول ياسين لهما
__ حسنا اترك يوسف والاستاذ محمد يتفقا على الشكل القانوني الذى سنتعامل به ،وتعال اكلمك انا عن المناقصة والى اين توقفت وما المواصفات المطلوبة

بعد مرور ساعة
كان واقف يودع عمر بابتسامة : من الواضح اننا سنتعامل بعد الان كثيرا
رد عمر بابتسامة : ان شاء الله
محمد : سرني التعرف عليك والعمل معك ،يوسف
__ بل انا من زدت شرف للتعامل معك ، انت خبرة لا يستهان بها
ضحك محمد ليصافح يوسف عمر : الن تطمئن على نور ، فهي متعبة من الصباح
عقد عمر حاجبية وقال بلهفة و خوف : ما بها ؟
__ انها منذ الصباح متعبة ، وعند الظهر اصابتها اغماءه ، الا تعرف انها متعبة
__ كان واضح عليها من الصباح ، ولكن تصل الى اغماء ، هل تدلني على مكتبها
__ بالطبع ، تفضل
التفت الى محمد : محمد انصرف انت ، سأطمئن على نور ثم انصرف
__ ما بها ؟
__ ان يوسف يقل انها متعبة
__ حسنا ، سأنصرف انا وسأطمئن عليها لاحقا ، سلام




كاد ان يقتل يوسف لإبلاغه لعمر عن خبر مرضها ، فهي لا تريده يعلم حتى لا يلومها ، ولكنه سعيد لان عمر سيهتم بها
فلن يقلق بعد الان ، وعند سماعه لمحمد يقول انه سيطمئن عليها لاحقا ، عمل عقله سريعا
من هذا ، وما مدى قربه منها ، وكيف سيطمئن عليها ؟ هل يرتبط بها بأي شكل سواء رسمي او غير رسمي ؟
من الممكن انه متقدم اليها فهو من سن عمر تقريبا او اصغر قليلا ؟ ولكن اكيد كان يوسف سيعلم بالأمر
تنهد داخليا من اين ساجدها من يوسف ، ام طارق ، ام محمد ، وما خفي كان اعظم
قرر انه سيكلم يوسف اليوم ، واذا تأكد مما راه من عدم اهتمام اخيه بها سيتقدم لها رسميا
فتح عينيه من الصدمة لما توصل له ، فلم تخطر فكرة الزواج نهائيا على عقله قبل الان
حدث نفسه ما المشكلة ؟ سأفرح امي ،وافرح انا ايضا بحبيبتي ابتسم عندما تذكرها
لينتبه الى عبير تهزه بلطف : سيدي ، ما بك ؟لما انت واقف هكذا ؟
__ ها ، لا شيء
دخل بسرعة خجل من نفسة ، وهو يفكر اذا استمر وضعه هكذا سيجن قريبا



طرق الباب بهدوء: استاذة نور ، كيف حالك الان ، معي لك مفاجأة
رفعت نظرها من الاوراق : اهلا يوسف ، بخير الحمد لله
دخل عمر وراءه لتهتف : عمر
قامت لتسلم على اخاها ليسلم عليها بحنان فائق : ما بك نور ؟ يوسف يقول انكي أصبيتي بالإغماء
نظرت الي يوسف متوعده لتقول بهدوء : لا شيء ، مجرد تعب بسيط لا تشغل بالك
__ نور لما انت عنيدة هكذا ، طبعا تعرضت للإغماء لأنك لم تتناولين فطورك في الصباح واشك انكى تناولت الطعام الي الان
__ عمر من فضلك اخفض صوتك قليلا ، نحن لسنا في المنزل ، وانا بخير الان
تنحنح يوسف من الارباك فلم يكن يعلم ان عمر سيؤنبها هكذا : حسنا سأترككما
قالت بنبرة خاصة : شكرا لك يوسف
ابتسم ليقول مغيظا لها : لا شكر على واجب
بعد انصراف يوسف
التفت اليها عمر : اجمعي احتياجاتك لتنصرفي معي
دهشت منه : ما هذا عمر ؟ انى في العمل ، ولا استطيع الانصراف الان
قال بعند : خذي اذن من ياسين
ابتسمت : عمر هذا هو ما جعلني لا اعمل معك ، لن اخذ اذن وسأنصرف في موعدي
زمجر بها : انت عنيدة جدا ، انصرفي معي الان ، حتى استطيع ايصالك الى المنزل ، فانا مشغول الى المساء
__سأتصرف عمر ، اذهب الي عملك حتى لا تتأخر
جز على اسنانه من عندها وقال بضيق : حسنا ، لا تنسي اليوم سنذهب لشراء الشبكة
ضحكت بهدوء : لن انسى اخي ،لا تقلق
قام لينصرف : عمر ،ارجوك لا تغضب مني
__ انا لست غاضبا نور ، انا قلق عليك
__ لا تقلق
__ حسنا سأذهب ، تغدي جيدا ، ولا تنتظريني الى ان اتى ، اوعديني
__ اوعدك
__ سلام


******************


عند انصرافه من الشركة لمحها جالسة بمكتبها
طرق الباب بهدوء : ما هذا نور ،الا زلتي هنا ، لما لم تنصرفي الى الان ؟ ان الساعة تجاوزت الخامسة
وقفت بهدوء : سأخلص هذا العقد سيدي وانصرف
__ لا بنيتي ، العقد ينتظر الى الغد ، اما انت لا تجلسي هنا بعد مواعيد العمل ، مفهوم
هيا لتنصرفي معي
__ حاضر سيدي
لملمت اشيائها لتأخذ حقيبتها وتنصرف بجانب السيد عبد العزيز
__ انظري كيف الشركة فارغة الا من عدد محدود من الموظفين ومعظمهم من الرجال ، لا تتأخري الى الان ثانية بنيتي
ارجعت طرف قصتها خلف اذنها وقالت بتوتر : حاضر سيدي
__ اتمنى ان لا اكون ضايقتك بكلامي ولكنك مثل بناتي وانا خائف عليك
سيطرت على الغصة التي اجتاحت حلقها ، فان فراق اباها اثر على حياتها جدا ، اشتاقت اليه جدا وجملة السيد عبد العزيز اثرت على مشاعرها
__ لا سيدي لم اتضايق ، ويسرني انك تعتبرني مثل بناتك
انفتح باب المصعد لتخرج من مقر الشركة وتودع السيد عبد العزيز لينصرف هو



كان في الدور الاسفل في الشركة ليراها واقفه من المؤكد انها تنتظر تاكسي
خرج وراءها : نور ، نور
التفتت اليه : ماذا تريد يوسف ؟
ضحك : انت غاضبة من اجل انى ابلغت عمر عن تعبك
__ نعم ، ان عمر يخاف على جدا ، وسيؤنبني لمدة ايام على هذه الحادثة
__ اسف ، لم اقصد ،ماذا تفعلين ؟
__ انتظر تاكسي ليوصلني الي البيت
__ للأسف لدي بعض الاعمال لابد من انجازها ، والا كنت اوصلتك
ردت سريعا : لا لم اقصد هذا ، سأستقل تاكسي
__ نور ، انا مثل عمر وليس بيننا هذه الاشياء
__ حسنا اذهب حتى تنجز اعمالك
__ نعم ، اراك غدا
انصرف مسرعا وهو يبتسم بخبث فلم يشئ بإعلامها انه واقفه في الاتجاه الخاطئ ولن يمر عليها تاكسي من هنا فلابد من ان تتمشي قليلا لأول الشارع حتى ينفذ ما براسه

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المزعجة, احلامى
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:31 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية