لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-11, 04:29 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عجزت لورا عن الرفض لأن أباءها في الميزان والتردد يعد دليلا على الجبن والتهرب من الملمات , لذا أكملت طريقها والحنق يخنقها.
" عافاك الله يا فتاتي! ولكن خففي من قبضتك الخانقة على المقود فهذا يصعب عليك الأنعطاف يمينا ويسارا".
على هذا التعليق عقبت لورا بصرامة:
" أنا أجيد القيادة فلا حاجة لأغراقي بالنصائح والتعليمات".
سارا بضع دقائق برهنت خلالها لورا على دراية في قيادة السيارة , الأمر الذي أنتزع أعجاب زوجها وخفف من عنجهيته.
" تتصرفين بشكل حسن , علينا التوقف عند والدي لتدعمي رأيه بأنك أمرأة فريدة من نوعك ".
ما الفائدة من تقدير الوالد أذا كان أبنه لا يشاطره موقفه , ضغطت لورا على دواسة البنزين كأن هذه الفكرة أشعلتها غيظا ,فقال رالف بشيء من الخوف:
" لا شك في أن والدي يرغب برؤيتك سليمة من أي خدش وغير ناقصة!".
لأرضائه قادت لورا بحذر مضخم متعمدة التباطؤ غير الضروري أحيانا , عله بذلك يكف عن رشقها بلاذع الكلام , بلغا منزل الوالد فأستقبلهما بحرارة خص لورا منها بالقسم الأكبر , وبدا غير مهتم بأجادتها القيادة فهو يحبها ويقدرها لشخصها , الأمر الذي أثار غيظ رالف الساعي الى من يعينه في أيذائها , وآخر ما أتحفها به عند عودتهما الى المنزل كان:
" قدت جيدا قياسا الى أنها المرة الأولى , ولكن حذار من الخروج بالسيارة منفردة قبل أن أسمح لك بذلك".
" أتريدني أن أنتظر وجودك النادر في البيت لأستعمال السيارة , هذا أذا كنت تملك وقتا تمضيه خارج المكتبة".
حدق فيها طويلا وسأل بصوت حريري:
" أتعنين أنك ضحية الأهمال؟".
" لم أقل ذلك , بل أنا أعرض الحقيقة التي سبق ونبهتني اليها , ألم تصرح لي أن مشاغلك كثيرة؟".
دار الحوار بينهما وهما واقفان قرب باب المنزل فأحست لورا بتفوقه عليها نظرا للفارق الكبير في القامة , وحتى لا تخدش حبا أرادته صافيا أستدركت:
" لا تهتم لأقوالي فأنا لست مخولة فرض أي تغيير عليك في أسلوب حياتك".
أثلجت أبتسامته السخية صدرها ورأت في تعابيره ما يقترب من المستحيل , ما يدنو من الأعجاب , فخانتها قواها وأطرقت لتفلت من نظراته الآسرة وقالت:
" آسفة لوقاحتي".
طوقت ذراعه خصرها وقال:
" أنت مجرد مريض يعاني داء مزمنا ومن الطبيعي أن يكافأ على صبره ".
سبق أطلاق سراحها عناق مفاجىء :
" سأعود اليك في موعد العشاء , أذ علي زيارة أحد المرضى".
لم يتمكن رالف من الوفاء بوعده فأتصل مبلغا زوجته أنهم طلبوه الى المستشفى لمعالجة حالى طارئة , وأنه سيتأخر بالتالي ..... فلملمت لورا خيبتها وتناولت طعامها وحيدة , ثم أوت الى فراشها وفكرها مشغول بالعناق الخاطف الذي جاء مفعما بنكهة جديدة خاصة وتحوي الكثير من الأمل.
لم يطابق حساب الحقل حساب البيدر , وبارقة الأمل التي لاحت في البعيد غارت بعد أن حياها رالف في الصباح ببرود ظاهر وأبلغها أنه مسافر لثلاث أيام الى بروكسل عاصمة بلجيكا لألقاء محاضرات في بعض جامعاتها , ولتوديعها طبع قبلة جليدية على وجنتها كمن يقبل عجوزا شمطاء , وأتبع ذلك بنصيحة أبوية:
" لا تقودي السيارة وحدك".
" ولم لا؟".
وبنبرة الطاغية أجاب:
" لأنك ستنفذين رغبتي".
خرج مقفلا الباب وراءه حتى لا يسمح لها بأي رد , أمضت لورا اليومين الأولين بهدوء الحياة اليومية وصرفت ما عليها من أعمال بسيطة , لكن فكرة أرغامها على عدم قيادة السيارة بدأت تزعجها كثيرا , وتناهى في داخلها شعور برفض هذا الأمر الواقع , فهي أمرأة ناضجة ولا يحق لأحد حجز حريتها بهذا الشكل القسري , كما أنها ليست مراهقة متهورة طائشة قد تسبب الحوادث بقيادتها الرعناء وفي اليوم الثالث أدركت أن رالف لم يأمرها بالأمتناع عن قيادة السيارة ألا لشدة ظلمه , فتوجهت بعد اغداء الى المرآب وخرجت بالفيات الى الطريق العام من دون أن تحدد لنزهتها وجهة , سلكت طريق هيلفرسوم حيث بأمكانها القيام بالتسوق نظرا لتوافر المال في جيبها ولحاجتها الى ملابس جديدة.. لا لأنها لا تملك ثيابا بل للتنويع والتسلية , ضغطت قدم لورا أكثر فأكثر على دواسة البنزين وقادت بثقة المجربين وخبرة المحنكين , وحين وصلت الى مفترق وشاهدت لافتة تشير الى الطريق المفضي الى أمستردام , راقت لها الفكرة وسلكته وضميرها شبه مرتاح الى عدم قيامها بعمل خاطىء , من غرائب الصدف أن رالف عاد قبل موعده بيوم واحد وتوجه الى عيادته فورا من دون أن يتسنى له أبلاغ زوجته بمجيئه المبكر , وفيما هو واقف قرب النافذة ينظر الى الفراغ بأنتظار المريض الأول لمح سيارة الفيات الزرقاء تمر بسرعة وبداخلها لورا التي عرفها فورا من لون شعرها , فخرج من غرفته مسرعا ومفاجئا سكرتيرته بهذه الفورة المصحوبة بما تيسر من كلمات نابية في اللغة الهولندية , ولما سألته عن سبب خروجه المفاجىء أختلق لها حالة طارئة لا تتحمل الأنتظار.
" ماذا علي أن أفعل بالمرضى يا سيدي الطبيب؟".
" تدبري الأمر بطريقة ما , أتصلي بهم وعيني مواعيد جديدة يا ويلما , أذا لم أعد أقفلي العيادة وأذهبي الى البيت".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:30 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يرض كلام الطبيب فضول سكرتيرته الثلاثينية التي رافقته منذ سنوات أكسبتها خبرة كبيرة في طبعه , فسألت:
" الى أين أنت ذاهب؟".
أجاب وهو يقفل الباب:
" ليتني أعلم!".
في هذا الوقت كانت لورا على الطريق الواسع بين هيلفرسوم وأمستردام حيث السير الكثيف والسيارات المسرعة , فأحست بشيء من الندم لتسرعها وأخذت الخط الأيمن المخصص للسير الأكثر بطئا فيما تتجاوزها السيارات والشاحنات الضخمة بسرعة جنونية , وهي بذلك أحسنت صنيعا خصوصا بأبقائها مسافة محترمة بين سيارتها وما أمامها , فجأة لمحت سيارة الى يسارها تتزحلق وتصطدم بالحافلة الفاصلة بين الأتجاهين قبل أن تنقلب على سطحها وتستقر الى يمين الطريق , وعلى الفور خففت من سرعتها وأضاءت الأشارة ثم توقفت قرب السيارة المقلوبة , وفوجئت لورا بأن أحدا من المارين لم يكلف نفسه حذو حذوها , فدنت من السيارة ورأت راكبها الوحيد عالقا في كرسيه بسبب حزام الأمان , ولحسن الحظ أنه لم يفقد وعيه , تمتم الرجل كلمات هولندية لم تفهم منها شيئا فخاطبته بلغته:
" أنا أنكليزية ولا أحسن لغتكم".
منتديات ليلاس
تنفست الصعداء لما قال لها بأنكليزية ضعيفة:
" ساقاي عالقتان........".
ولورا بالطبع لا تستطيع تخليصه وحدها فتلفتت حولها لترى عدة سيارات قد توقفت وترجل منها شبان ورجال لنجدة المصاب , فقالت لهم مع علمها أنهم قد لا يفهمون شيئا:
" خذوا حذركم وأنتم تقلبون السيارة لئلا تتضاعف أصابته".
ثم توجهت الى السائق المسكين مشجعة:
" تمسك بالمقعد جيدا ولا تخف , ستشعر بأرتجاج بسيط ولكنهم سينقذونك".
عانى الرجل كثيرا قبل أن يتمكنوا من أعادة أيقاف السيارة على عجلاتها , ولما فتحوا الباب لسحب السائق المصاب وجدوه مغمى عليه , نظرت لورا بعيني الممرضة الى الوجه الشاحب المتصبب عرقا باردا , فطلبت من المتجمهرين سكينا قصت بها ساق البنطلون فيما تولى أحد المتطوعين قص الساق الأخرى , وأنهمكت المرأة بعملها لدرجة أنها لم تر سيارة الرولز رويس تتوقف على بعد بضعة أمتار منها , دنا منها رالف هامسا في أذنها:
" حسابك مؤجل الآن , أمسكي ساقه المحطمة جيدا لأرى ما بوسعي فعله".
نظرة واحدة الى وجهه الأبيض كانت كافية للورا لكي تنفذ الأمر بحذافيره , فتح رالف حقيبته وبدأ يعمل موجها تعليمات سريعة للرجال المتحلقين حوله وأخرى للورا متناسيا أنها أمرأته كأنه يجري عملية جراحية في المستشف , سرعان ما حضرت سيارة أسعاف وأخرى لرجال الشرطة الذين بدأوا بالأستماع الى الشهود بعد نقل المصاب , وبدا أن الشرطيين يعرفون رالف الذي تولى ترجمة أفادة زوجته لهم.
وبعد أنتهاء المعمعة أمسك الطبيب الغاضب بذراع زوجته , قائلا بتهديد:
"أستطيع....".
تراجعت لورا عن مواصلة الكلام بمجرد رؤيتها الشرر يتطاير من عينيه وصعدت الى سيارته صاغرة , في الطريق بقي الرجل صامتا ولم تحاول لورا بدء أي حديث لأنه أخافها بهدوئه الذي ينذر بعاصفة هوجاء , وعندما بلغا المنزل قال وهو يتوجه الى المكتبة:
" أسمحي لي بدقيقة من وقتك الثمين".
عندها قررت المرأة مواجهة المشكلة مباشرة:
" عدت قبل الموعد بيوم......".
تجاهل رالف كلامها مقاطعا:
" طلبت منك عدم القيادة في غيابي ".
سحب كرسيا وتابع:
" أجلسي".
" أفضل البقاء واقفة , وأحب تذكيرك بأنك لم تطلب مني بل أمرتني بكل ما أوتيت من وقاحة".
" أقدم أصدق أعتذار للسيدة لورا , أهذا ما دفعك لمخالفة مشيئتي؟".
" نعم , فأنا لست سائقة فاشلة ولا فتاة حمقاء".
" صحيح! أنت لست فتاة , ولكنك حمقاء! عندما رأيتك تمرين بجانب العيادة......".
لم يكمل رالف ما بدأه بل أستدرك :
" فلننس تلك اللحظة , أظن أنك تدركين ما هية شعوري عندما رأيت سيارتك فارغة على حافة الطريق".
كانت كلمة ( حمقاء) ما تزال تطن في أذن لورا فصاحت في وجهه:
" لا ! لا أستطيع أدراك شعورك لأنك لا تملك أي شعور أتجاهي! هل أستطيع الآن الأنسحاب الى غرفتي لأنني مصابة بصداع تزيده محاضرتك سوءا؟".
أقترب رالف منها سائلا:
" ألم تصابي بأي أذى؟".
أدارت ظهرها وأجابت:
"كنت أتمنى ذلك!".
خرجت من المكتبة مغلقة الباب بعنف وهي تكتم رغبة بالبكاء , وصدت الى غرفتها حيث أرتمت على سريرها تجهش مطلقة لعبراتها العنان.
بعد قليل حضرت الخادمة ألسا مع طبق يحمل أبريقا من الشاي الساخن فرفضته وأبلغتها أنها لن تنزل الى العشاء , وهو قرار ندمت عليه لأنها ما لبثت أن شعرت بجوع شديد وأضطرت للأكتفاء ببعض قطع البسكويت وجدتها على الطاولة , أتبعتها بكوب ماء من الأبريق الذي لا يفارق غرفتها , وتحسرت لورا على ما فاتها من أطايب أعدتها للعشاء مع هانا بسبب تصرفات زوجها.
أمضت المرأة وقتا طويلا تحت مياه الحمام المنعشة وكذلك في تقليم أظافرها وترتيب ثيابها , ومع هذا كله وجدت عقارب الساعة لم تتجاوز التاسعة , فتمددت عل سريرها بأنتظار أن تسمع رالف يدخل الى غرفته , ودام أنتظارها ثلاث ساعات حتى صعد الرجل الى غرفته مع دقات الساعة.
وأخيرا تعاون الجوع والأرهاق على لورا فأغرقاها في نوم عميق أين منه نوم أهل الكهف....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:32 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في الصباح التالي , بينما كانت ترتدي ملابسها , خطر لها أن تعتذر بالرغم من أنها لا ترى سببا وجيها لذلك سوى وجوب أقدام أحدهما على الخطوة الأولى , لكن لورا سرعان ما تخلت عن خطتها لما جلست قبالته ورأت عينيه القاسيتين وجموده التام , فظلت صامتة لا تجرؤ على الأتيانبحركة الى أن نهض أخيرا مبلغا أنه سيعود عند الظهر , أمضت المرأة وقتها بين توضيب غرفة نومها والأصغاء بشرود لشروحات رودي دوفال حول الفعل الماضي وتعقيداته , ثم جلست في الحديقة تلاعب كلبيها , وهناك وافاها يان الذي حضر ليترك رسالة لرالف تفيد بالتوجه لزيارة أحد المرضى , فقرر مجالسة لورا لبعض الوقت حول فنجانين من القهوةالساخنة التي أعدتها هانا , ومن الحديقة أنتقلا الى حافة حوض السباحة مع مزيد من القهوة بالرغم من أقتراب حلول موعد الغداء, وبعد التحادث في أمور مختلفة قال يان بأرتباك:
" أود أستشارتك في شيء لكنني أخشى أزعاجك..".
أزاء أمارات الدية والقلق على وجهه قالت:
" أنا صديقتك يا يان والصديق عند الضيق".
" حسنا سأتكلم, لقد أسكنني رالف في شقة يملكها في بارن وهي تناسبني تماما , كما وعدني بمنحي بيتا أوسع في المدينة نفسها , حين أنوي الزواج , وأنا أقدّر لفتته الكريمة كثيرا ,لكن خطيبتي روزا ترفض ذلك وتطالبني بشراء مسكن من مالي الخاص , وهي تأبى الزواج قبل ذلك معتبرة أن رالف لن يعطي دون منّة , وأنني سأظل مدينا له طوال حياتي....... هذا الكلام فارغ بالطبع غير أنني عاج عن أقناعها بأن رالف بعيد عن هذه العقلية وأننا صديقان نعطي بعضنا دون حساب , فلو كن مكان رالف للفعلت أتجاهه الشيء نفسه , فأرجو منك أن تتحدثي الى روزا لأفهامها الحقيقة وأقناع رالف ببيعي البيت بالتقسيط مع أن أمواله تغنيه عن أخذ الثمن , فقد يكون في ذلك حل وسط للمشكلة , وبصراحة لا أجرؤ على التحدث اليه بنفسي لأنه غارق بأعماله وزواجه ".
ضحكت لورا للكلمة الأخيرة وأكدت:
" سأبذل قصارى جهدي للمساعدة يا يان , أين تقطن خطيبتك الرافضة؟".
" في أوتريشت , حبذا لو قبلت بمرافقتي اليها في الغد فأصيب عصفورين بحجر واحد , أقناعها وصحبتك الحلوة".
" فكرة رائعة , المشكلة تكمن في أقناع روزا ولا أعتقد أن رالف سيمانع من جهته ببيع البيت كما أقترحت , شغل الأثنان بالحوار ولم ينتبها لوصول رالف ألا بعد أندفاع الكلبين نحوه , ألتفتا نحوه بشيء من الدهشة وزاد يان الأمر سوءا عندما نهض بسرعة وأنسحب ليعود الى عمله كما قال , رافقه رالف الى الباب بتهذيبه المعهود ولم يظهر عليه شيء الى درجة أنه لم يذكر أسمة مرة واحدة خلال الغداء , بل حاول أن يبدو مرحا أكثر من العادة وكأن علاقته بزوجته عظيمة لا تشوبها شائبة , ولما تركها عائدا الى عيادته وجدت لورا نفسها غائصة أعمق في رمال غموضه المتحركة وعاجزة عن فهم هذه الأحجية التي أسمها رالف.
فتحت لورا عينيها في اليوم التالي على طقس حار وهواء ساخن وأنباء رالف بتأخره حتى المساء , فهي لا تطلب أفضل من ذلك لتتمكن من موافاة يان الى بارن في العاشرة , ولهذه الغاية أستقلت الباص ووصلت الى مكان اللقاء , ومن هناك أنطلقا في سيارته نحو أوتريشت والحديث متمحور حول روزا وطباعها , كونت لورا أنطباعها جيدا عن خطيبة يان , فروزا فتاة جميلة بشعرها الأشقر وعينيها الخضراوين , وميزتها الأساسية تلك النبرة الواثقة والأرادة الحديدية التي تعرف ماذا تريد وكيفية الوصول الى المبتغى ,جلست وأياها في أحد المقاهي بعد أن تركهما يان واعدا بالرجوع ظهرا.
وأرتاحت لورا لكون الفتاة تتكلم الأنكليزية بطلاقة مما يتيح لهما التفاهم أكثر , وشعرت المرأة يتقديمها النصح والأرشاد للفتاة الهولندية أنها عجوز مجربة تحمل في ذهنها حكمة الدهر كله , وهو شعور لا يمكن أن يروق للمرأة , والغريب في الأمر محاولة لورا أغناء ( تلميذتها ) بالمعلومات عن طبائع الأزواج وطريقة أرضائهم وهي لم تعرف بعد الى ذلك سبيلا , لكن طريقة عرضها للأمر جاءت واقعية بشكل خفف من تصلب روزا التي أبدت أستعدادا للتنازل عن شروطها من أجل أن يتوج حبها ليان بالزواج.
هكذا ساهمت لورا في تغليب وجهة نظر يان الذي لم يخف فرحه وهو ينزل لورا قرب منزلها بعد أن عانقها عناقا أخويا , قالت لورا:
" ما عليك الآن سوى مفاتحة رالف بموضوع شراء البيت".
" ألن تتولي هذه المهمة عني؟".
" لا , خصوصا أنه عليك التأكد من قبول روزا النهائي وعدم تفكيرها بالعدول , فلو فعلت لا فائدة من التحدث الى زوجي".
هم بأن يعانقها من جديد لما فتح الباب وخرج رالف اليهما , لم تلم لورا من أين أتتها دفعة شجاعة فحيته بثقة:
" مرحبا يا رالف , ذهبت مع يان الى أوتريشت للتسوق هناك , وها قد أعادني في طريقه".
أبتسم رالف بمكر دون أن ينبس ببنت شفة فأضافت لورا:
" لكن رحلتي لم تجد نفعا لأنني لم أعثر على ما أريد ".
نظرت الى يان وتابعت :
" شكرا لك ولا تطل الغيبة".
وهنا تدخل رالف:
" لا تنسى الأجتماع في المستشفى في التاسعة ليلا".
صعد الطبيب الى سيارته بسرعة كمن يفر من جلاده مؤكدا:
" سأكون هناك".
دخل الزوجان المنزل حيث بادر رالف الى السؤال:
" هل أمضيت نهارا ممتعا؟".
" نعم , شكرا".
" كنت تتوقعين عودتي في العشية , أليس كذلك؟".
" هذا ما قلته لي".
" أرجو ألا تكون عودتي المبكرة قد أفسدت برنامجك ويان".
عقدت الدهشة لسان الزوجة فنطقت بعد جهد:
" برنامجي ويان؟ عما تتكلم؟".
" لا أتكلم بالطبع عن التسوق في أوتريشت فهذه كذبة جلية".
" لا أنكر ذلك , ولكن لماذا الغضب والتشكيك؟".
أضاء وجهه أبتسامة قصيرة حين أجاب:
" ستفاجئين لو أخبرتك , وأنا كذلك مصاب بالمفاجأة ".
أقترب منها وأردف :
" هل فات الأوان لنعيد ترميم صداقة أردنا أواصرها متينة وعروتها وثقى؟ أعترف أنني مخطىء , فقد عاملتك بطريقة سيئة تجعل من أي أمرأة أخرى تدير ظهرها لي وترحل , لكنك عضضت على الجرح وأكملت دورك كزوجة كاملة تدير بيتها بشكل رائع , وأنتزعت ببراعة أعجاب عائلتي وأصدقائي , كما أنك تفاهمت جيدا مع خدام المنزل وبذلت مجهودا جبارا لتعلم لغتي ".
توقف قليلا ليسأل :
" أنادمة أنت على الزواج مني؟".
أرادت لورا الأعتراف بالخيبة الصغيرة التي تشعر بها لا لزواجها منه بل لفشلها في كسب حبه , غير أنها عدلت عن ذلك وأجابت:
" لست نادمة على شيء يا رالف , ولا أرى سببا يحول بينا وبين الصداقة التي أتفقنا عليها , وأنا أدرك مدى عمق الأزمة العاطفية التي أجتزتها والتي تجعلك سيء المزاج أحيانا ".
أكملت بنعومة :
" لم لا نكرر المحاولة؟ أتعلم أنني ظننتك هاجما لقتلي عندما خرجت من المنزل".
ألتمعت عيناه وعلق:
" ترى لماذا تولد في نفسك هذا الأعتقاد؟ هلمي لنشرب الشاي في الحديقة".
" أنا أتضور جوعا وأستطيع ألتهام كل قالب الحلوى الذي أعدته هانا".
حمدت لورا ربها على مرور العاصفة بسلام وشعرت أن أملها بالسعادة لم ينطفىء كليا , ورأت قبسا يلوح في ديجور حياتها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:34 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- وأنتهى الحلم

مرّ أسبوع أعتبرته لورا ناجحا الى حد ما , أذ لم يحصل ما يعكر صفو علاقتها العادية برالف , فحياتهما أشبه بالتعامل بين صديقين أو شريكي عمل , وهو أمر أفضل من الخصام وأقل من الوئام , والحقيقة أن رالف بذل عدة محاولات للأنتصار على تقوقعه وقبولها كجزء من حياته , فقد أصطحبها مرة لزيارة شقيقته , كما عرفها على العيادة وعلى سكرتيرته ويلما وأخذها في جولة على المستشفى , وفصّل لها كذلك برنامج المحاضرات التي سيلقيها في مختلف الكليات الطبية في البلاد وخارجها , هذا كله لم يمح تحفظه وحرصه على عدم أظهار الكثير من الأندفاع , الأمر الذي جعل لورا تعامله بالمثل , فقد أكتفت بالموافقة على أقتراحاته بفتور وكأنها تنفذ واجبا ليس ألا , ممضية أوقاتها الأخرى بشراء الثياب وأدوات التجميل المتنوعة , أما دروسها في اللغة فتابعتها بجدية كبيرة وأحرزت تقدما ملموسا حاز على رضى أستاذها رودي دوفال , ولم يتبدل شيء في ما خص السهرات المنزلية , فرالف يمضي الساعات في المكتبة متفاديا قدر الأمكان وجوده مع زوجته على أنفراد , ولورا رضيه بهذا الواقع على مضض مدفوعة بالصبر فلربما المعاناة تنتهي يوما , لم يطرأ ما يغير مسار حياة لورا الرتيب ألا في منتصف الأسبوع التالي , فقد جاء هانز معلنا بلغة هولندية وببطء ووضوح أن سيدة ترغب برؤيتها , تركت لورا القماشة التي تطرزها متسائلة من يمكن أن تكون الزائرة , لربما كانت روزا خطيبة يان , أو البارونة آيل العجوز الرائعة التي تعرف آل فان ميروم منذ أن كان رالف طفلا , والتي تأتي لزيارة لورا أحيانا لتطرح بعض الأسئلة الفضولية اللجوجة , رتبت لورا ثيابها ووقفت لتستقبل الزائرة التي لم تكن روزا ولا البارونة فان ديل آيل.
دخلت جويس الى غرفة الجلوس وجمالها مشرق كما لم يشرق من قبل , بدت كالعادة فائقة الأناقة تزينها حلى مختلفة , ولا شعوريا أخذت لورا تقيم مقارنة بين ما ترتديه أختها وفستانها الأزرق الأنيق , وما تضعه الأولى من مجوهرات وما تضعه هي , وكأن مجال المنافسة على نيل رالف ما يزال مفتوحا , مشت الشقيقة الكبرى نحو الصغرى مرحبة:
" هزيزتي جويس ! يا لها من مفاجأة حلوة! لم أكن أعلم أنك...".
" كنت ولاري في أنكلترا في زيار قصيرة للوالد , ففكرنا بالمجيء الى هولندا لأراك أولا وليصرف لاري بعض أعماله هنا ".
قبلت جويس شقيفتها وجلست في كرسي تتطلع حولها , ثم أضافت :
" يبدو أنك وفّقت أخيرا يا لورا , أذ لم أكن أتصور أن رالف يملك قصرا كهذا , لقد سبق وأخبرني عنه لكنني لم أحمل كلامه على محمل الجد , لا بد أن لديه مالا وفيرا ليقتني بناء بهذه الفخامة".
غيرت لورا وجهة الحديث مستوضحة:
" أخبريني عن حياتك ولاري , هل أحببت بيتك في أميركا وتأقلمت في مجتمعهم ؟ فأنت نادرا ما تكتبين".
" وقتي لا يسمح لي بذلك فعلي التوفيق بين أدارة المنازل الثلاثة التي يملكها لاري , فهو ثري جدا كما تعلمين ,ولكن ماذا عن رالف ؟ أيؤمن لك كل ما تحتاجين ويغرقك بالملابس والحلى؟".
لم تجب لورا على السؤال بسبب دخول رالف في اللحظة نفسها , فهو يجيء دائما قبل موعده عندما يجري في المنزل شيء غير مألوف , ووجود جويس من أهم اللامألوفات , وأستبعدت لورا فكرة مرت في خاطرها : علم زوجها بمجيء جويس.
وقف رالف على مدخل الغرفة يحدق في الضيفة التي منحته أسخى وأجمل أبتسامة لم تلق تجاوبا , فظل جامدا كالصخر وأقترب منها قائلا:
" جويس.....".
هبت جويس من مقعدها وأندفعت نحوه , ثم طوّقت عنقه بذراعيها وأشاحت لورا نظراتها حتى لا ترى القبلة التي لا تمت الى صفة الأخوية والبراءة بصلة , وأنسحبت الشقيقة الكبرى قائلة:
" سأحضر المزيد من الشاي".
منتديات ليلاس
كتمت لورا رغبة بالبكاء في طريقها الى المطبخ لأن رالف بالرغم من هدوئه , بهر بشقيقتها ولم يكترث لها حتى أنه لم يلاحظ وجودها البتة , وقبل أن تصل الى المطبخ ألتقت بهانز الذي أخذ منها أبريق الشاي ولم يترك لها سوى خيار الرجوع الى غرفة الجلوس , هناك كان رالف وجويس يتبادلان ضحكة طويلة لم يضحكها رالف منذ زواجه , ولما شاهد زوجته قال بخفة:
" لاري وجويس يدعواننا الليلة لتناول العشاء في فندقهما , فهل تناسبك الساعة الثامنة؟".
وافقت لورا على المشروع متظاهرة بالسرور وأنهمكت بصب الشاي تاركة قيادة المحادثة لجويس التي أحتكرتها بدون أن تهتم لأشراكها فيها , وأن يكن رالف بذل جهده لجذب زوجته الى الحديث , وأخذت جويس تتذمر بغنج ودلال من مشاغل لاري المتراكمة , ومن أضطراره الى صرف معظم وقته في مدينة هاغ وتركها أسيرة الوحدة في الفندق , فسأل رالف:
" لماذا لا ترافقينه؟".
" هذا آخر شيء أفكر فيه , فأنا أمقت أجتماعات رجال الأعمال وأحاديثهم القاتمة ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-05-11, 04:36 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وضعت جويس كل ما تملك من أغراء وتابعت:
" أتستطيع التخلص من أعمالك ليوم أو يومين لتنزهني في أرجاء البلاد يا رالف؟".
" لا تنسي أنني رجل يكد طوال النهار يا عزيزتي".
نظرت جويس الى ساعتها وعلقت بسخرية:
" رجل يكد طوال النهار ويعود الى بيته في الثالثة والنصف!".

أستقرت نظرات رالف للحظة على زوجته , وقال:
" عدت باكرا لسبب خاص ومهم , على فكرة , لماذا يؤجل لاري أعماله بتقوما بجولة سياحية؟ ".
ألتفت الرجل من جديد الى لورا الملبسة وجهها قناعا من السرور الزائف قابلا للسقوط في أي لحظة ,ثم أقترح:
" لورا تملك سيارة وتستطيع أصطحابك أينما شئت".
تجهم وجه جويس لهذا الأقتراح ثم أستطاعت الأبتسام وقالت بوقاحة أمعنت في أثارة غضب لورا:
" لا , فأنا أريد الأنفراد بك أذ لدي أشياء جمة أقولها".
نهض رالف ليعيد فنجانه الفارغ الى الطبق الموضوع قرب لورا وذكّر جويس:
" بأستطاعتنا التحدث هذا المساء , أما الآن فأعتذر لأضطراري للخروج أذ علي معاينة أحد المرضى في منزله , الى اللقاء في المساء ".
تردد رالف قليلا وألتفت الى زوجته باحثا عن الأنفعال في وجهها ولما خاب ظنه أضاف :
" عندما يأتي يان فلينتظرني في المكتبة لأنني لن أغيب طويلا".
وقبل أن يصل رالف الى الباب صاحت جويس متوسلة :
" رالف, لا تخذلني! أتوق الى تمضية يوم واحد ليتا لك شرح........".
لم يجد كلامها نفعا ولم يهز سحرها صلابة رالف الذي أكتفى بهز رأسه رافضا قبل أن يخرج من الغرفة والضحكة تملأ ثغره , لم يكد الرجل يقفل الباب حتى أنفجرت جويس:
" حسنا , قد تكونين أستطعت النيل منه مؤقتا ولكنني واثقة من أفلاته يوما لأنه ما زال يحبني فأنت أمرأة باهتة قبيحة لا يعقل أن تعجب رجلا وسيما مثله.... لا أستطيع أن أفهم سبب هذا الزواج ! حاولت كثيرا ولم أفلح ! لا شك أن الصدمة جعلته يقبل على الزواج من أي أنثى يصادفها في طريقه ".
رأت جويس الحمرة الفاضحة تعلو وجنتي شقيقتها فأردفت:
" هذا ما حصل , أليس كذلك ؟ لا ضرورة للأجابة لأنني أقرأ الحقيقة على وجهك , وأنت رأيت بذلك فرصة العمر لأن الشباب كان يفلت من يديك ولا أحد يحفل بك , لا ألومك على ما فعلت يا لورا بل ألوم نفسي على الخطوة الحمقاء التي قمت بها ".
نظرت حولها بعين فاحصة وتابعت:
" لم أكن أتصور أنه بهذا الثراء , لقد وصف لي البيت وقال أن أثاثه قديم , غير أنه نسي أو تناسى أن يضيف الى هذه الصفة كلمة أثري , كما أنه طبيب وأستاذ معروف , ولا بد أن يمنحه القصر الملكي لقب فارس يوما ما تقديرا لخدماته".
" العادات هنا تختلف عنها في أنكلترا".
أدركت لورا أن ملاحظتها ذهبت هباء كون جويس غير مصغية سوى لأفكارها , فقد تربعت على كرسيها واضعة ذقنها على يدها لتفكر بخطط , خطط مجنونة ومستحيلة وفي الوقت نفسه ممكنة , لأن جويس ما أعتادت الفشل بل بلغت أهدافها دوما ,وفجأة ألتمعت عيناها وأرتسمت على شفتيها أبتسامة عريضة كأنها وجدت الحل:
" الطلاق سهل هذه الأيام يا عزيزتي لورا , بأستطاعتك الأحتفاظ برالف لشهر أو أثنين على الأكثر بينما أنهي طلاقي من لاري , وبعدها ترحلين بعيدا فيطلقك رالف بدوره وأعود أنا اليه لأعيش معه في هذه الجنة".
أثارت هذه الأقوال في نفس لورا رعبا وغضبا جارفا فقالت بتصميم:
" لا بد أنك فقدت رشدك , فكل الذي خرج من فمك هذيان بهذيان لأنك حاصلة على زواج سعيد".
رفعت جويس كتفيها علامة عدم الأكتراث قائلة:
" لا بأس بلاري مرحليا , غير أن رالف مختلف , وأظن أنني لم أفقد رشدي كما تدّعين , ألم تري الحرارة التي قبّلني بها زوجك أمام ناظريك؟ لا عجب في ذلك وهو ما يزال عالقا في هواي ".
وبنبرة هازئة واصلت :
" تعلمين أن رالف لن يلتفت اليك أذا قررت العودة اليه".
أحست لورا بصخرة جبارة تضغط على صدرها وكأنها كابوس محموم تختلط الحقيقة فيه بالوهم , فهي لم تر القبلة بل رأت مشروعها وهربت من البقية , ومع ذلك هي واثقة من صحة أقوال جويس في ما خص تجاوب رالف مع عناقها.
وبردة الى الواقع قالت لورا بنبرة راكدة:
" ألا تظنين أن محادثتنا أضحت سخيفة بعض الشيء؟".
" لم تكوني يوما أكثر من فتاة بلهاء تتظاهر بأن كل شيء يسير على ما يرام لتقنع نفسها بسعادة زائفة , سترين أنني عنيت كل كلمة قلتها وأن رالف سيصطحبني غدا في نزهة لأن قلبه يطلب ذلك".
" لا شيء في العالم يجعل رالف يهمل عمله , حتى وأن كان هذا الشيء جويس".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
betty neels, بيتي نيليز, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير القديمة, رويات عبير, the hasty marriage, عبير, فصول النار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية