لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


159- فصول النار - بيتي نيلز - روايات عبير القديمة ( كاملة )

159- فصول النار - بيتي نيلز - روايات عبير القديمة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-11, 10:29 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 159- فصول النار - بيتي نيلز - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

159- فصول النار - بيتي نيلز - روايات عبير القديمة

الملخص



يا للنار حين تستيقظ متأخرة في غابات القلب . لورا قاربت الثلاثين فنام قلبها هانئا بالثلوج التي أحاطت به , ولكن الحب كطائر الفينيق ينفض الرماد ويعيد كتابة الايام من جديد .
أطل الطبيب الهولندي رالف فأحست لورا بالجمر يتحرك معلنا مجيء النار.... وتململ الزهر في المستنقعات القديمة .ولكن رالف اخذته الريح صوب شقيقتها الصغرى جويس , فتحطم قلب لورا كأناء من زجاج , فارسها خطف عروسا أخرى ولم يكن أمامها سوى الهروب الى النسيان حيث تغرق نفسها في عملها كممرضة, تساعد الآخرين على تخفيف ألآمهم وهي الغارقة في ألآلام .
منتديات ليلاس
وفي يوم الزفاف تهجر جويس رالف , فتهرع الممرضة لمداواة جراحه وهو الاولى بالمعروف , وهكذا عاشت لورا قريبة من النار.
ومرت الأيام , لكن النار التي أحرقت الماضي وأدفأت الحاضر ....هل تنير ظلام المستقبل؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 14-05-11, 10:32 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- الزائر


سمعت لورا صوت محرك سيارة تتوقف قرب المنزل , فأستمرت بتقطيع الخبز وتحضير الزبدة لشاي الساعة الخامسة كما هي العادة عند الأنكليز , وهذه المرة لا يقتصر تناول الشاي عليها وعلى أبيها وشقيقتها جويس , بل هم ينتظرون زائرين , ولورا معها الوقت الكافي لأنجاز عملها بينما يستقبل والدها الضيفين وتتم شكليات التحية والترحيب.
بدأت بوضع قطع الخبز على طبق وهي مسرورة لرؤية جدها لأمها بعد غياب غير مألوف , أذ أعتاد المجيء من بلده هولندا الى أنكلترا مرتين في السنة على الأقل لكنه تخلف عن ذلك بعد تقاعده من مهنته الطبية وضعف صحته , ولحسن الحظ أن صديقا له كان آتيا الى أنكلترا وتبرع بأصطحابه بسيارته لأن العجوز لم يعد يقوى على القيادة.
أنهت لورا عملها ونزلت من المطبخ الى غرفة الجلوس , وهناك جلس جدها الدكتور فان دوبيت في أحدى الكنبات الواسعة وشبه المهترئة , هرعت اليه لورا وعانقته بحرارة قائلة بصوتها الناعم:
" كم أنا مسرورة برؤيتك يا جدي! لقد أحضرت لك الشاي فلا بد أنك تعب".
أبتسم العجوز قائلا:
" عزيزتي لورا , أراك لم تتبدلي أبدا وأنا سعيد لرؤيتك بأحس حال , تعالي لأعرفك بصديقي الدكتور رالف فان ميروم".
منتديات ليلاس
نظرت لورا الى صديق جدها الذي يتحدث الى جويس بأهتمام ملحوظ في الطرف الثاني من الغرفة , أقتربت منه بخطى غير واثقة وحيته بعبارات متلعثمة لأنها صعقت بالمشهد , فرالف هو الرجل الذي نسجت مخيلتها صورته كفارس الأحلام المنشود , وها هو الآن يقف أمامها بقامته الفارعة , وعضلاته المفتولة , بشعره الأسود يخالطه شيب خفيف يعكس نضجه وأعوامه الفائقة الثلاثين بوضوح , بعينيه السوداوين يظللهما حاجبان كثيفان يزيدان محياه جدية ووقارا , أنه الرجل الذي تحتاج اليه لا سيما أنها أصبحت في التاسعة والعشرين من العمر ولم تعد تهتم للشبان العاديين الباحثين عن علاقات عابرة.
بذلت لورا مجهودا كبيرا لتحافظ على هدوئها وتتبادل عبارات المجاملة المعهودة مع رالف , الذي بادلها الكلام بكل تهذيب ثم أنصرف الى أكمال محادثته الهامة مع جويس التي لم تتوان عن التدخل بسرعة لتعيد أهتمامه اليها , وأهتمام الرجل بجويس لم يفاجىء لورا كون الشقيقة الصغرى فاتنة الجمال بوجهها الملائكي وعينيها الزرقاوين بصفاء السماء وأبعوامها العشرين التي تجعلها هدف أي رجل ذواق للجمال.
عادت لورا الى المطبخ لتحضر الشاي وهي تستعيد صور الطفولة في ذاكرتها , فجويس كانت محور أهتمام العائلة منذ ولدت , فكانت الطفلة اللعوب المدللة والتي لا يرد لها طلب , وعندما كبرت صارت محط أنظار معارف العائلة والأصدقاء , كل هذا لم يولد في نفس لورا شعورا بالغيرة والحسد , فهي فتاة رزينة وتكن لأختها كل محبة , لكن الطبيعة لم تنصفها , فهي لا تتمتع بجمال جويس , ومظهرها عادي جدا بشعرها البنب الفاتح ,وملامحها الخالية من الجاذبية , اللهم ألا أذا سجل لها حسن عينيها العسليتين المحاطتين برموش طويلة , ومع ذلك هي تعلم أنهما خاسرتان سلفا أية مقارنة محتملة بزرقة عيني جويس.
كان من الطبيعي جدا أن يسعد ربّا العائلة لكون الله منّ عليهما بأبنة كجويس , ولورا طالما شاركت والديها الشعور عينيه , وهي حاولت , بعد موت الوالدة , أن تكون لجويس أما وشقيقة , ولكن جويس , منذ بلوغها الثانية عشرة , أفهمت لورا أنها ليست بحاجة لحمايتها أو لرفقتها , وبعث رحيل لورا الى لندن لتتخصص في التمريض أرتياحا في نفس الأختين معا , والآن غدت لقاءاتهما مقتصرة على أيام العطلة التي تجيء فيها لورا من لندن , وجل ما تفعله في المنزل أراحة جويس من عبء القيام بالوظائف المنزلية لتتمكن من الذهاب حيث ومتى تشاء مع أصدقائها الكثيرين.
عادت لورا بصينية الشاي الى غرفة الجلوس وفوجئت لتبرع الدكتور رالف بحملها , كما لاحظت أنزعاج جويس من أفلات الرجل من شركها , وهو أنزعاج في غير محله أذ أن الرجل يحاول أظهار اللطف واللياقة بدون أن يجول في خاطره أكثر من ذلك...
والدليل على ذلك الأبتسامة الفاترة التي قابل بها لورا.
منتديات ليلاس
جلس الجميع يحتسون الشاي ويتبادلون الأحاديث في مواضيع مختلفة , وهذا لم يمنع لورا من الملاحظة أن جويس أسرت الدكتور رالف بفتنتها , والفتاة خبيرة حقا بفن أدارة الرؤوس... ولم تستطع لورا كتم شعور الغيرة لعدم قدرتها على جذب الرجال كما تفعل شقيقتها الآن.
لم تشارك لورا كثيرا في الأحاديث بل أهتمت بصب الشاي وتقديم قطع الحلوى والخبز والزبدة , ثم جلست الى جانب والدها تنصت اليه بهدوء يناقش تفاصيل مقال نشره مؤخرا في أحدى الصحف الأنكليزية , ومن وقت الى آخر , رمت الطبيب الهولندي وشقيقتها الجالسين في زاوية على أنفراد والغارقين في حديث طويل وحميم على ما يبدو , بنظرات فضولية .... وتساءلت الى أي مدى وصل الأنسجام بين الزاءر الوسيم والشقيقة الطروب , والحق أنهما يشكلان ثنائيا رائعا , جويس , التي علت وجنتيها حمرة وردية من الأثارة نجحت حتى الآن في أيقاع الطبيب في حبائلها , أزاء هذا الأعجاب المتبادل , سلمت لورا بالأمر وأدركت أن لا أمل لها برالف, لا شك في أنه الرجل الذي يجسد أحلامها , لكنه لا يعقل أن يكترث لها , وبوجود جويس يصبح هذا الأحتمال ضئيلا الى حد الأستحالة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:33 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شرعت لورا بجمع الفناجين بخفة حتى لا تزعج المتحادثين وهي تتمنى لو أنها لم تر لهذا الرجل وجها , فها هو الآن يتدخل ليزعزع أركان حياتها الرتيبة والمقنعة في آن , ولكن يدخلها من باب جويس الفاتنة , عادت الممرضة البائسة الى ملاذها الوحيد , المطبخ , حيث أطعمت الهرة سوكي وبدأت تحضير طعام العشاء , مفترضة أن والدها سيدعو رالف الى مائدته.
وضعت الحساء , الذي أعدته في الصباح على نار خفيفة والحساء وجبة أساسية تلائم طقس نيسان البارد ليلا , ثم بدأت بأعداد فطائر محشوة بجبن شهي أشترته بعد الظهر عندما قامت بجولة تسوّق , وأخيرا أعدت سلطة خضار متنوعة من الخس والخيار والبندورة , كما رتبت وعاء الفاكهة ليختم بها العشاء المرتقب.
ألقت لورا نظرة أخيرة على غرفة الطعام ذات الأثاث المتواضع الذي أفقدته السنوات الكثير من رونقه , لكن حسها الجمالي جعلها تعرف كيف ترتب الغرفة بشكل تبدو معه دافئة على بساطة كبيرة , والنار الخفيفة التي أوقدتها في المدفأة لعبت الدور الرئيسي في ذلك , بعدما أطمأنت الى توافر أسباب الراحة للضيف المهم , صعدت الى غرفتها لترتب هندامها قبل تقديم العصير للجميع.
تقع غرفة لورا في الجهة الخلفية من المنزل , وهي غرفة مربعة يدخلها الهواء والشمس بسهولة , مفروشة بأثاث أبيض , جلست الفتاة على الكرسي تنظر في المرآة العريضة الموضوعة مع طاولة قرب السرير , وهي لا تنوي أبدا تصفيف شعرها أو تزيين وجهها , وجل ما فعلته أنها نظرت الى ملامحها بعين ناقدة , ليست لورا قبيحة ولكنها ليست جميلة أيضا , شعرها البني الحريري المنسدل الى وسط ظهرها تفسد حسنه الطريقة العادية التي تصففه بها , فهي ترفعه وتعقده عاليا لضرورات العمل في المستشفى , أما العينان فلا بأس بهما على الأطلاق وأن كانتا خاليتين من أي سحر أو جاذبية , الفم والأنف عاديان جدا كأنهما على الحياد لا يقدمان ولا يؤخران , وبالأجمال , وجهها المقبول وقامتها المتوسطة الطول وثيابها الخالية من أي قوة أيحائية , لا تجعل الجنس الآخر يلتفت اليها كثيرا....
كل هذا لا يمنع أنها فتاة ذكية وممرضة ماهرة مسؤولة عن أحد أجنحة مستشفى ( المحبة) الكبير في لندن , أضافة الى ذلك هي ممتازة في أدارة شؤون المنزل وفنون الطبخ , كما أنها تحسن الأعتناء بالأطفال ومحبوبة من جميع أصدقائها على قلتهم, ومن جهة أخرى لورا أنسانة حادة الطباع عندما تثور ثائرتها , وهو أمر لا يحصل غالبا ولكنه أذا حصل يجعلها عنيدة الى درجة لا توصف , توصلت لورا منذ زمن بعيد الى أتفاق مع نفسها على قبول الحياةكما هي حتى ولو جاءت مخيبة لآمالها وطموحاتها , فهي لم تتذمر يوما من حالتها وتظهر دوما الأقتناع والرضى.
وبصورة لاشعورية شرعت تكلم صورتها المنعكسة في المرآة:
" لحسن الحظ أنك تعودين الى المستشفى قبل أن تبدأ الأفكار البلهاء تدور في رأسك الصغير يا فتاتي! هناك بين الأوراق , بين تأوهات المرضى وقلق المنتظرين تنسين كل شيء....
هزت رأسها بحزن وكأنها تجيب نفسها ثم رتبت شعرها قليلا وعادت الى غرفة الجلوس , هناك بادرت جويس الى القول:
" الدكتور رالف قبل دعوتنا لقضاء الليل هنا ليتوجه في الغد الى لندن , وهكذا بأمكانه نقل لورا معه الى عملها".
قالت جويس ذلك واثقة من أن طلبها سيلبى لأنها لم تجابه بعكس رغباتها يوما , وبالفعل أومأ الطبيب بالموافقة أكراما لعينيها...
أتاحت الجلسة المسائية الى مائدة العشاء الفرصة للورا كي تراقب رالف بدقة , تصرفاته رقيقة ومهذبة تعبر عن قوة شخصية وسحر كبيرين , وهو محدث بارع من دون أن يحتكر الكلام , يتحاشى التحدث عن نفسه , يصغي بأنتباه الى كلام الآخرين , ويجيد أطلاق النكات الحلوة في الوقت المناسب , وبالرغم من ذلك لم يستطع الكف عن رمق جويس بنظرات الأعجاب , ومنحها الأبتسامات , الساحرة القادرة على جعل قلب أي فتاة يرتعد أثارة وأرتباكا.
أنتهى العشاء وبدأت مهمة لورا بجمع الصحون وتنظيف غرفة الطعام فأنبرى رالف فجأة مقترحا:
" أسمحي لي بتقديم يد العون".
لما همّت لورا بالأجابة تدخلت جويس بكل مكر متوجّهة اليها :
" أتعبناك كثيرا اليوم يا حبيبتي , دعيني أقوم بغسل الصحون هذه المرة ورالف سيساعدني ". نظرت اليه ضاحكة وأردفت:
" ما رأيك بذلك؟ أراهن أنك لا تقوم بهذه المهمة أبدا في البيت".
بادلها رالف الضحكة قائلا:
" في الحقيقة لا خبرة لي بمثل هذه الأمور , لكنني لن أجد فرصة أجمل من هذه لا تعلم ". أضاف متوجها الى لورا :
" بذلك نتيح لك فرصة التحدث الى جدك".
أرغمت لورا نفسها على الأبتسام زاعمة أنها لم تكن تنتظر سوى ذلك , وصعدت لتحضير غرفة الضيوف حيث سيقضي رالف ليلته.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:34 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يكن المنزل كبيرا جدا , لكنه واسع نسبيا بممشاه الطويل في الطابق الثاني والمليء بالنوافذ , والغرفة التي سينام فيها الضيف صغيرة تشرف على مراع رحبة غيداء , وقفت لورا تتأملها مغمورة بضوء القمر الحالم , قبل أن تغلق الستائر وتنصرف الى ترتيب السرير , بعد ذلك أنتقلت الى غرفتها لتحزم حقائبها حتى لا يدهمها الوقت في الصباح , خاصة أن كثرة المشاغل لم تمكنها من الجلوس مع جدها ما يكفي , ومع ذلك فهي تستطيع المجيء آخر الأسبوع المقبل , أذ لديها عطلة بعد ظهر الجمعة وطوال السبت , كما أن البيت لا يبعد سوى ثلاثين ميلا عن لندن حيث المستشفى الذي تعمل فيه , وهكذا ستأتي لرؤية جدها من جديد وتلاقيها جويس بالسيارة الى محطة القطار في شلمزفورد القريبة , وألا طلبت من العجوز بانيس أيصالها بسيارته أو بالأحرى رفيقة حياته الوفية , مقابل قروش قليلة.
عادت الى الطابق الأرضي حيث جلس الكهل , والدها , والعجوز , جدها , يناقشان أمورا طبية مختلفة بغياب جويس ورالف , أحضرت الصوف وجلست تكمل حياكة كنزة بدأت العمل عليها في الصباح.
مرت ساعاتان كاملتان قبل أن يدخل رالف وجويس الى غرفة الجلوس , وأقتربت الأخيرة من لورا موضحة كأن شيئا ما يثقل ضميرها:
" أرجو المعذرة على الغياب الطويل , لكن سحر نور القمر ر يفوت , فأغتنمنا الفرصة وقمنا بنزهة صغيرة".
نظر اليها والدها بحنان وقال:
" لا ضرورة للأعتذار يا حبيبتي , فجدك وأنا غرقنا في أحاديثمتشعبة , في حين أن لورا كانت مشغولة بصوفها".
علقت لورا على ذلك ببرود:
" الصوف مسل فعلا ويساهم في تمضية الوقت بسرعة ".
ضحكت جويس وقالت:
" أخالك عانسا عندما تتكلمين بهذه الطريقة يا لورا , وأنت ما زلت تحتفظين ببعض الشباب".
ضحك الجميع بمشاركة لورا التي تعلم في قرارة نفسها أن شقيقتها سيئة النية في مزاحها المزعوم وأنها قصدت أهانتها ليس ألا , وقصدت كذلك توجيه هذه الأهانة أمام رالف لأعلامه بطرق لورت أبواب الثلاثين , وهو في أي حال لاحظ ذلك دونما حاجة الى معونة جويس , والموجع في الأمر أن جويس تعتبر أختها غير جديرة بأثارة أهتمام الرجال وهي تتمتع بذلك بتشف.
منتديات ليلاس
بعد تناول الجميع الفطور في الصباح أنطلق رالف بسيارته الفخمة وبصحبته لورا متوجهين الى لندن , غرقت الفتاة في مقعد السيارة الوثير علها تعوض شيئا من الراحة التي لم تعرفها بعد أن أمضت ليلة من الأرق , لكنها خشيت من أن يقود رالف سيارته بسرعة وهي لم تكن تتوقع أنه يهوى قيادة مثل هذه السيارات التي تشد عادة الشباب المتهورين , أخطأت لورا في خشيتها لأن رالف سائق ماهر , يقود بسرعة وحذر , فشعرت بالأرتياح ونسيت قلقها متمتعة بالرحلة الحلوة , وظلت صامتة كونها لاحظت عدم رغبته بالكلام , ولم يتبدد الصمت ألا في منتصف الطريق لما سألها رالف فجأة :
" قالت لي جويس أنها تركت عملها مؤخرا , أهي تنوي أن تصبح ممرضة مثلك؟".
لم تستطع جويس الأستقرار في وظيفة واحدة ,وهي أستطاعت دوما أيجاد الحجة المناسبة لتركها العمل : الجو لا يعجبها , المؤسسة لا تعمل كما يجب , المركز لا يرضي طموحاتي , الأجر ضئيل......
لكن لورا الوفية لا ترضى بفضح مساوىء شقيقتها فأكتفت بالقول:
" رقة جويس لا تسمح لها بخوض غمار مهنة التمريض القاسية , فهي لا تتحمل رؤية المرض والتعامل مع آلام الآخرين , والحقيقة أن فتاة في عمرها لا تستطيع أيجاد طريق المستقبل بسهولة , لكنني أعتقد أن شقيقتي ستلازم البيت...".
" لكنك لم تلازمي البيت".
" لم أفعل لأن مهنة التمريض كانت هدفي منذ الطفولة".
لم تخبره لورا بأنها أرادت أن تصبح طبيبة لولا أن معظم مال العائلة ذهب على تعليم جويس في أرقى المدارس , الأمر الذي حرمها دخول كلية الطب , وأستطاعت لورا بتصميمها التغلب على الخيبة , وها هي الآن سعيدة بما تفل , مقتنعة بصواب أختيارها , أنما ينقصها أمر واحد: رجل يبادبها الحب ويشاطرها رحلة الحياة , ورالف هو هذا الرجل وأن يكن لا يبادلها الشعور عينه , حتى لا تقول لا يكترث بوجودها البتة , وبينما هي غارقة في أفكارها أنتشلها من الشرود فجأة:
" لا بد أن جمال جويس الخارق يجذب الكثير من الأصدقاء".
" صحيح ولكنها لا تملك واحدا معينا".
فوجئت لورا بسؤاله:
" وأنت؟".
فأجابت بأقتضاب قبل أن تغير الموضوع:
" أنا كذلك, أتنوي البقاء طويلا في أنكلترا؟".
دخلت السيارة ضواحي لندن فخفف رالف من سرعته بعض الشيء , ثم تنهد كأنه يحسب الأيام وأجاب:
" سأبقى حوالي الأسبوع , علي الذهاب الى برمنغهام بعد بضعة أيام وبعدها الى أدنبرة , آمل أن أراك ثانية قبل العودة الى هولندا".
" ألن تصطحب جدي؟".
" بالطبع".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 10:35 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندها أقترحت لورا بكل حزم:
" هذا يعني أنك ستزورنا من جديد , خاصة أن والدي وجويس... سيسران كثيرا بذلك , أرجوك لا تنتظر دعوة رسمية لتزورنا".
" سأرى ما أذا كان بأمكاني تمضية الليل عندكم وأنا في طريقي الى برمنغهام , وربما أستطعت بذلك أن أقلك الى البيت لأن رحلتي توافق يوم الجمعة أو السبت على أبعد تقدير".
ترددت لورا قبل أن ترفض فقلبها يحثها على القبول في حين أن عقلها يدفعها الى الأحجام , قالت بكل ما تملك من موهبة تمثيلية:
" خسارة! لقد وعدت أحدى الممرضات بالحلول مكانها في نهاية الأسبوع ووعد الحر دين , شكرا على الدعوة اللطيفة".
عليها أن تتذكر , بعد تلفيق هذه الأكذوبة , أعلام بات أيمري مساعدتها في أدارة الجناح , بمنحها عطلة نهاية الأسبوع وخلق عذر ما كي تبقى في الوظيفة بدلا منها.
نظرت لورا الى ساعتها وأقترحت:
" ما زال الوقت باكرا , فهلا أنزلتني في سترانفورد بروداوي حيث أستقل الباص الى المستشفى".
" لا حاجة لذلك فأنا ذاهب الى مستشفى المحبة لأقابل الدكتور بيرنيت".
ولورا أيضا ستقابل الدكتور بيرنيت فهو رئيس قسم الجراحة في المستشفى وطبيب ماهر ومعروف.
" حسنا , وهل تعرف الطريق الى المستشفى؟".
برهن رالف على حسن ألمامه بالطرقات بولوجه طريقا مختصرة تتغلغل بين الأزقة متحاشيا المرور على الطريق الرئيسية حيث الأزدحام الخانق في السير:
" هل زرت جدك يوما في هولندا يا لورا؟".
"لا ولكنني أتمنى السفر الى هناك , أعتاد جدي المجيء الينا , فهو وأبي صديقان حميمان , عندما يجلسان للتحدث في المواضيع الطبية يغدو من الصعوبة بمكان أيقافهما.......".
سكتت لورا فجأة أذ شاهدا أزدحاما شديدا أمامهما وسمعا أصوات المكابح تضغط بشدة لتحاشى الأصطدام بشيء ما , ثم سمعا أنين كلب جريح لم يتمكنا من رؤيته ألا بعد أنعطاف السيارة أمامهما الى اليمين , فأمرت لورا:
" أوقف السيارة!".
حلت الفتاة حزام الأمان وفتحت الباب مسرعة لنجدة الحيوان المسكين , تبعها الدكتور رالف قائلا:
" مهلك يا لورا, سألقي نظرة عليه".
لكن الففتاة كانت أبعد ما تكون عن الهدوء والتمهل أذ صاحت:
" لا تتركه مرميا على الطريق! يقودون سياراتهم كالمجانين , غير آبهين بالعواقب..".
وصل رالف الى الكلب وتفحصه قليلا ثم حمله الى السيارة رغم أصوات المارة المحذرة من عضة تكون مكافأة له على أهتمامه , لكن المخلوق التعيس مصاب لدرجة تعجزه عن عض أحد فهو يكاد لا يتنفس , نزعت لورا المشلح عن كتفيها وفرشته على ركبتيها حيث وضع رالف الكلب الجريح.
قال الطبيب الشاب:
" دهسته سيارة وكسرت قائمتيه الخلفيتين , أتظنين أننا نساطيع معالجته في مستشفاكم؟".
رمقته لورا بنظرة أكبار وأجابت:
" المسؤولة عن قسم الطوارىء صديقتي وسنتدبر الأمر بطريقة ما". داعبت الحيوان المتألم بنعومة وأضافت:
" أتستطيع الأسراع فلا بد أن المسكين يشعر بآلام فظيعة , آه لو أعرف من صدمه".
تكلمت لورا بأنفعال وغضب جعلا رالف ينظر اليها بأندهاش , لكنه بقي صامتا وقاد بأقصى سرعة ممكنة حتى وصلا الى المستشفى وولجاه من مدخل قسم الطوارىء , بقيت لورا في السيارة بينما توجه رالف الى الداخل وعاد مصطحبا الممرضة المسؤولة سيلفيا ماثيوز التي بادرت الى القول:
" أهلا يا لورا , ما قصة الحالة المستعجلة التي أخبرني عنها الدكتور رالف؟". نظرت سيلفيا الى الكلب وأردفت:
" يبدو أن القضية مستعجلة , هل أستدعي أحد الأطباء أو تتولى الأمر بنفسك دكتور رالف؟".
" سأتدبر الأمر بنفسي ولكنني بحاجة لأحد كي يحقن الكلب بالبنج , فهل أنت حرة الآن؟".
" في الوقت الحاضر نعم , سنضع الكلب التعيس في غرفة شاغرة , ولكن حذار من أن يرانا أحد".
طمأن رالف مخاوف الممرضو ماثيوز قائلا:
" أنا مساعد لتحمل المسؤولية وتلقي لوم أدارة المستشفى ". نظر الى لورا متابعا:
" حاولي الخروج وأنت تحملين الكلب تخفيفا للوجع".
نفذت لورا أمره ودخل الثلاثة قسم الطوارىء الى الغرفة التي تدبرتها الممرضو ماثيوز , وتوجهت الأخيرة لأحضار المعدات اللازمة وعادت بعد قليل وبصحبتها طبيبي أختصاصي في البنج , توقف هذا الأخير لما ولج الغرفة محدقا في مريضه بتعجب وهز رأسه قائلا:
" آسف يا لورا, ولكنني لا أستطيع..... ". قم لمح رالف وأعتذر:
" آسف يا سيدي , ألست زميل الدكتور بيرنيت الهولندي ؟ أعلمتنا أدارة المستشفى بمجيئك".
نزع رالف معطفع معلقا :
" رائع , هلا حضرت المريض للعملية , وأرجو أن تحقنه بما يخدره طويلا حتى نستطيع معالجته بشكل جيد ".
أبتسم رالف بمودة وتابع:
" لم تعرفني بنفسك".
" جيريمي كلارك , أعمل مع الدكتور بيرنيت منذ ستة أشهر , سأحضر المخدر والحقنة"
حمل رالف الكلب ووضعه على الطاولة , فنهضت لورا وحضرت نفسها للمساعدة كما لو كان الأمر يتعلق بمريض عادي , لما نظر الطبيب الهولندي اليها أوضحت:
" أستطيع البقاء معكم حتى الحادية عشرة موعد بدء نوبتي ,وسيلفيا ستبقى خارج الغرفة لتتولى أبعاد أي متطفل ثرثار".
وافقت سيلفيا على ذلك مضيفة:
" ستكون القهوة جاهزة في مكتبي بعد الأنتهاء".
وخرجت ملوحة بيدها وناظرة الى لورا نظرة تواطؤ وتفهم.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
betty neels, بيتي نيليز, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير القديمة, رويات عبير, the hasty marriage, عبير, فصول النار
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:45 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية