لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-11, 04:18 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكان كال هو الذي حمل اليها طعام الفطور في الصباح وبادرها قائلا:
" أين أخذتك لورا في اليلة الماضية؟".
" الى سهرة ظننتها في لندن , فأذا بها في بيت رودي بالريف! ".
" أريد أن أعتذر لك عن سوء الفهم الذي وقعت فيه الليلة الماضية , حين رجعت الى البيت متوقعا أن أراك هنا , قال لي ماركوس أنك ذهبت مع لورا الى مكان ما , فأستولت علي الهواجس , لأن الوسط الذي تعاشره لورا يضم رجالا لا يمكنك أن تدفعي أذاهم عنك أذا فقدوا السيطرة على أنفسهم".
ووقف عند طرف السرير يتأملها , وكان قميص نومها من الكتان المعرق الذي لا شفافية له , ثم قال لها:
" أذكر أنني نبّهتك أن لورا ليست من طينتك , ولم أعتقد , آنذاك , أنك قد تذهبين الى حد التعامل معها , وألا لكنت حذرتك وأخبرتك بالتفصيل عن معاشرتها لقوم لا خير فيهم , وأذا كان رودي لانكستر أعقل قليلا من بعضهم , فهو لا يتورع عن تقبيل زوجة رجل آخر...".
منتديات ليلاس
ورأت أنطونيا بريق الغضب في عينيه الرماديتين فقالت:
" أخبرني أن لورا تتصرف خطأ , فهل بأمكاننا أن نفعل شيئا من أجلها؟".
فأجابها قائلا:
" منذ أن كانت في السادسة عشر من العمر وأنا أنقذها من المشاكل التي تسببها لنفسها , فأذا لم تتعلم بعد من تجاربها , فلن تتعلم من مواعظي وأرشاداتي ولا من تنبيهاتك أنت ونصائحك , فبعض الناس وجدوا لأيقاع الضرر بحياتهم , ولورا واحدة منهم , هذا مؤسف , ولكن لا سبيل الى أصلاحه".
قال ذلك وأضاف:
" هل حقا أصابك صداع ليلة أمس؟ أم نك وجدت نفسك في وضع لا يمكنك أن تتحمليه؟".
فأجابت :
" لم تكن السهرة من النوع الذي توقعت أن يكون".
" لا جدوى من الشفقة على لورا , فهي لم تكن لتهب الى غيرتك لو أصابك مكروه , وأغلب الظن أن هدفها من أصطحابك الى السهرة هو أن تسبب لي الأنزعاج , وعلى كل حال , فأياك أن ترافقيها من الآن فصاعدا أثناء غيابي , من دون أن تتركي لي عنوان المكان التي توجدين فيه".
" سأفعل ذلك.... أنا آسفة لأنني جعلتك تقلق عليّ!".
ونظر كال الى ساعة يده وقال:
" يجب أن أذهب الآن , وسأراك الليلة!".
وفي اليوم التالي , تلفنت لورا , وحين سمعت صوت أنطونيا بادرتها بالقول :
" يا لك من أمرأة ماهرة ! أيمثل تلك السرعة أستطعت أن تفوزي برودي لنفسك ؟ وماذا سيقول أخي أذا أكتشف الأمر ؟ ولكن لا تخافي , فهو لن يسمع الخبر مني!".
فقالت لها أنطونيا:
" أخوك يعرف ما جرى , عاد من رحلته بأسرع مما توقع , وكان في البيت حين أوصلني رودي".
" يا ألهي! هل ثار غضبه؟".
" أنزعج لأنني لم أترك عنوان المكان الذي ذهبت اليه".
" أنزعج فقط ؟ أنا أعرف الناس بأخي , فهو لا ينزعج فقط أذا علم بأن أحدا أوصلك الى البيت في أواخر الليل , بل يجن جنونه.... أين أخذك رودي تلك الليلة ؟".
" لم نذهب الى أي مكان , جئنا رأسا الى البيت , هل تلقيت رسالتي اليك بأنني غادرت السهرة؟".
" نعم ولكنني لم أحملها على محمل الجد , وأنما أستنتجت منها أنك ذهبت معه الى مكان ما لقضاء الليلة في المدينة.......وكم شق ذلك على كاترين !".
" ومن هي ماترين هذه؟".
" رفيقة رودي...... أو رفيقته السابقى .... هل تعرفت عليها؟ فهي شقراء , وكانت ترتدي ثوبا أخضر اللون....".
" كلا , لم أتعرف عليها , ولا مبرر لأنشغال بالها , السيد لانكستر أظهر أنه مضيف يهتم بضيوفه عندما تطوع لمرافقتي الى البيت لصداع أصابني....".
" هل شعرت حقا بصداع؟ يؤسفني أن أسمع ذلك , أيكون أنك حامل منذ الآن؟ هذا غير ممكن!".
" لست حاملا , وأنما أصابني صداع لا أكثر ولا أقل , أعذريني أذ تركتك ترجعين الى البيت وحدك".
" لم أرجع الى البيت , بل قضيت الليل هناك مع آخرين , ثم تناولنا طعام الفطور.... فأنا حين أسهر خارج البين أستغل المناسبة الى أقصى حد".
منتديات ليلاس
وأغلقت لورا خط التلفون تاركة أنطونيا تفكر في الطبيعة البشرية المريضة التي حملت لورا على الظن أن زوجة أخيها , بعد أسابيع قليلة من زواجها , قد تخون زوجها حالما يدير ظهره , وتساءلت أذا كان تصرف لورا عائدا الى أنها تعرف أن أخاها خونها مع أمرأة أخرى , ولذلك يصبح من حقها أن تكون لها الحرية نفسها!
وبعد عشرة أيام عزم كال على السفر مرة أخرى , فقالت له أنطونيا:
" هل لي بمرافقتك هذه المرة؟".
" لو كنت سأنزل في فندق لتمنيت أن ترافقيني , ولكنني في أول ليلتين سأنزل عند أحد الأصدقاء ,ولذلك لا أريد أن يتكرر ما جرى لنا في بيت مارشال , فقد لا أستطيع السيطرة على نفسي كما فعلت آنذاك , فمشاركتك الغرفة الواحدة يهون بالنسبة الى مشاركتك الفراش الواحد!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:20 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي الليلة الثانية بعد سفره , تناولت أنطونيا طعام العشاء في بيت رانكن ,كان طوم غائبا عن البيت , وبعد العشاء تفرق الأولاد تاركين والدتهم وضيفتها في غرفة الجلوس , وقالت فاني أنطونيا:
" هل تسمحين لي أن أشتغل بتطريز هذه القطعة من القماش ونحن نتحدث؟ هل أنت من هواة التطريز يا أنطونيا؟".
" كلا , ولكنني أحب أن أكون , وكم أعجبت بالمخدات الجميلة التي صنعتها والتي رأيتها للمرة الأولى في زيارتنا السابقة , فهل تظنين أن بأمكاني أن أصنع مثلها؟".
" ولماذا لا , وبسهولة , خصوص أذا وضعت قطعة القماش ضمن أطار , غير أنني لا أستعمل الأطار خصوصا عندما أكون في السيارة أو في زيارة لأحدى الصديقات , وكثيرا ما أطرز وأنا في المطار أنتظر أقلاع الطائرة.. هل تريدين أن تجربي ؟ سأعطيك بكل سرور قطعة قماش وأبرة وكل ما يلزمك في التطريز..".
وصعدت مع أنطونيا الى غرفة الخياطة وأرتها ما كانت تصنعه لأولادها من ملابس مطرزة أو مشغولة بخيطان الصوف , وقالت لها:
" كان عليّ أن أخيط ثيابا لي في مطلع زواجنا , لأننا لم نكن نملك المال الكافي...... أما الآن فأقوم بذلك لمجرد المتعة ....... ثم أنني لا أحب الثياب الجاهزة لأن معظمها في هذه الأيام مصنوع من مادة أصطناعية لا طبيعية".
وقبل أن ترجع أنطونيا الى البيت في تلك الليلة كانت قد طرزت جانبا من قطعة قماش كغطاء لمخدة , فوجدت العمل ممتعا جدا , حتى أنها حين دخلت فراشها قضت ساعة على الأقل في التطريز , ثم أستأنفته في صباح اليوم التالي.
وبعد ذلك بقيت وحدها في البيت , أذ أن الخادمين ماركوس وزوجته ذهبا لقضاء بقية النهار خارج البيت , وعندما أقترب المساء , رن جرس الباب , وأندهشت أنطونيا حين فتحت الباب ووجدت فاني على العتبة فصاحت:
" فاني! أهر وسهلا بك , أدخلي , ماذا جاء بك الى هنا؟ أنشغلت بالعمل في تطريز المخدة طيلة النهار..".
قالت ذلك وقادت فاني الى غرفة الجلوس, غير أنها سرعان ما لاحظت أن فاني لم تكن هادئة البال كما كانت في اليلة الماضية , فقالت لها متسائلة:
" هل هنالك ما يشغل بالك ؟ الأولاد.......".
فقاطعتها فاني قائلة:
" كلا , كلا , الأولاد بخير , ولكنني أحمل اليك خبرا غير سار يا عزيزتي , طائرة كال خطفت وهي في الفضاء!".
" خطفت ؟ كيف عرفت؟".
" الخبر لم يذع بعد , بل أرسل بالتلكس الى مكتب كال , في لندن , ومن هناك نقل الينا بالتلفون , وكان كال ترك تعليمات بأن أي مكروه قد يصيبه بجب أن نتلقى خبره , أنا وطوم , أولا لكي يكون أحدنا معك حين ننقله اليك".
وطوقتها فاني بذراعيها كما لو كانت أبنتها وقالت:
" سأبقى بلقرب منك الى أن نسمع بأن كل شيء أنتهى الى نتيجة حسنة وأن كال في طريقه الى هنا , لا تخافي , كل شيء سيكون على ما يرام... أنا متأكدة من ذلك.. كال له تسع أرواح!".
وأنشدّت أنطونيا الى فاني قليلا , ثم سيطرت على نفسها وسألت فاني قائلة:
" من خطف الطائرة , هل تعرفين؟".
" كلا , لا أحد يعرف التفاصيل بعد ...... هل ترغبين في كوب من الشراب؟".
وسارت فاني الى المطبخ , ثم أضافت قائلة:
ط لنفتح التلفزيون الآن , لأن بين ركاب الطائرة , على ما يبدو , بعض الأشخاص البارزين , مما يجعل القائمين عليه يوردون أخبار خطف الطائرة تباعا حال ورودها".
" حسبت أن المراقبة أصبحت شديدة في المطارات هذه الأيام, للحد من محاولات الخطف.......".
فأجابت فاني وهي تعود حاملة كوبي الشراب:
" وأنا كذلك كفانا أرهاب لا جدوى منه سوى أقلاق راحة المئات , بل الألوف من الناس الأمنين!".
" نعم , خطف الطائرات مثل القرصنة في الأيام الماضية , وأذا كان قضي على القرصنة فلأن القرصان كان يعدم حالما يقبض عليه! هكذا سمعت كال يقول مرة".
" أوافقه على هذا الكلام , مع أنني ضد الحكم بالأعدام على وجه الهموم , فالذين يقتلون الآخرون من دون مبرر ولا تمييز يجب أن يعاملوا كالكلاب المسعورة".
" أخشى أن يفقد كال صوابه أذا مسّ شعوره أحد الخاطفين..".
" نعم , كال شديد الغضب , ولكنه على ما أعرف يتحلى بالقدرة على ضبط النفس , فلا أظنه يتصرف بحمق يا عزيزتي , فهو رجل يشعر بالمسؤولية أتجاه الآخرين على الأقل , فلا يعرضهم للخطر بتصرفاته ...والآن أخبريني كيف تعرفت عليه؟".
" جاء الى شراء منزل والدي الريفي".
" هل كان حبك له حبا من أول نظرة؟".
ولما ترددت أنطونيا في الجواب أستدركت فاني قائلة:
" هذا سؤال تافه , أذ كيف لأحد أن يقع في حب غريب؟ فالحب الحقيقي يأخذ وقتا طويلا على ما أظن!".
وكان على فاني وأنطونيا أن تنتظرا أذاعة نشرة الأخبار المسائية الأولى فكان كل ما عرفتاه هو أن الطائرة لا تزال محلقة في الفضاءلأن مطارين حتى الآن رفضا السماح لها بالهبوط , ولم يكشف النقاب بعد عن هوية الخاطفين على نحو مؤكد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:21 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهنا دخل طوم وأعلن أن على أنطونيا أن تقضي تلك الليلة مع فاني ومعه في بيتهما , فقالت أنطونيا:
" هذا لطف منك يا طوم , ولكنني أفضل أن أبقى هنا , فالطائرة لا بد أن تهبط قريبا لحاجتها الى الوقود , وأذا تغلب الخاطفون فأول ما سيفعله كال هو الأتصال بي , ثم أن روشيو لا بد أن تقلق كثيرا على كال حين تعلم بالخبر , فتحتاج حينئذ اليّ للتخفيف عنها وفوق هذا كله , فمن الخير ألا نزعج الأولاد بحادث كهذا , ولكن ليت فاني تبقى معي هذه الليلة يا طوم!".
فأجابها طوم:
" بكل تأكيد يا عزيزتي , أهنئك على شجاعتك في مواجهة هذا الحادث المؤسف!".
فقالت وهي تكاد تختنق بالدموع :
" أنا نصف أنكليزية كما تعلم , ودمي كما يقال بارد".
ودعت طوم الى مشاركتهما في تناول طعام العشاء , فقبل الدعوة , وبعد أن سمعوا نشرة الأخبار المسائية الثانية التي لم تحتو على معلومات أضافية عن مصير الطائرة , ودّعهما طوم عائدا الى بيته.
ورجع ماركوس وزوجته روشيو الى البيت في ساعة متأخرة من الليل وكانا قد سمعا بخبر خطف الطائرة ولكنهما لم يعلما بأن كال في جملة المخطوفين , ولما علمت روشيو بالأمر عمدت , كما توقعت أنطونيا , الى البكاء والنحيب , مما حمل فاني على تأنيبها , ذلك أن أظهار عواطف الحزن , على هذا النحو , ليس من تقليد الأنكليز , حتى أن أنطونيا وهي نصف أنكليزية , تعلمت منذ الصغر أن تواجه المصائب بشجاعة وضبط نفس , فما كان منها ألا أن كلمت روشيو بالأسبانية لتخفف عنها وتهون عليها , ثم أشارت عليها أن تأوي الى فراشها , ففي الصباح لا بد أن يطلق سراح المخطوفين وينتهي الأمر.
منتديات ليلاس
وبقيت أنطونيا وفاني جالستين الى أن أغلقت محطة التلفزيون , وكانتا , طوال هذه المدة تطرزان وتتجاذبان أطراف الأحاديث , مما ساعدهما على الصبر والسلوان.
وكانت فاني مهتمة بمعرفة الفرق بين الحياة في أسبانيا والحياة في أنكلترا , فهي لم تكن تعرف أسبانيا ألا من خلال رحلتين سياحيتين قامت بهما الى تلك البلاد.
كانت أنطونيا تجيب على أسئلتها من دون أن تغيب من مخيلتها صورة كال وهو جالس في طائرة تسيطر عليها عصابة من الأرهابيين الأشرار , وشرد بها الخيال الى رؤية الطائرة وقد هبطت هبوطا أضطراريا في مكان ما , فأذا ببعض المخطوفين قضوا نحبهم والبعض الآخر في حالة يرثى لها , ومن بين هؤلاء كال نفسه , وهنا تأوهت آهة صادرة من أعماق قلبها , مما أسترعى أنتباه فاني فقالت لها:
" ما بالك يا عزيزتي؟".
" لا شيء على الأطلاق , كنت غارقة في التفكير..".
فأشارت عليها فاني بأن تتناول دواء يعينها على النوم , فأجابتها ألا دواء عندها من هذا النوع , وهي لم تقتنيه في حياتها.
" وأنا لا أقتنيه أيضا , ولكنني أعتقد أنه مفيد في مثل هذا الظرف... هل تتعرفين من هو طبيب كال الخاص ؟ فمع أن الوقت ليل فلا بأس أن تستشيريه في الأمر..".
" لا أظن أن لكال طبيبا خاصا , هذا شيء لم نأت على ذكره حتى الآن".
ودهشت فاني لكلامها , أذ كيف يعقل ألا يكون لأمرأة في مطلع زواجها طبيب خاص , فسواء عزمت على الحبل في الحال أم أرجائه الى حين , فلا بد من الخضوع الى رعاية طبيب أخصائي , على أن فاني أكتفت بالقول لها:
" يحسن بك أن تبحثي هذا الأمر مع كال عند رجوعه , فمن الضرورة أن يكون لكما طبيب خاص في مطلق الأحوال , والآن , فأذا لم يكن لديك حبوب منومة , فبأمكانك أستدراج النعاس الى أجفانك بتناول كوب من الحليب الساخن...".
منتديات ليلاس
ولكن بالرغم من كوب الحليب الساخن والأعياء الذي كانت تشعر به , فأنها أحتفظت بوعيها التام وهي مستلقية في فراشها الزوجي العريض الذي لم يشاركها فيه زوجها بعد.
وكان أشد ما جال في خاطرها أيلاما أن يموت كال , كأن لم يكفها موت حبيبها الأول باكو , وهنا أدركت الى أي حد ستكون نكبتها الجديدة أذا وقعت لا سمح الله , قاسية لا تطاق , ومن خلال هذا الأدراك تبيّن لها مقدار تقدمها في التعلق بحب كال , حتى أنها لم تفكر في باكو لعدة أسابيع خلت , وأذا أستمر التقدم الذي تحقق في غضون شهرين من بدء زواجهما , فلم يكن بمستغرب أن تبلغ الهدف في وقت قريب , وهنا تساءلت هل يختفي كال بزواجهما مرة ثانية كما وعد؟ وهل يا ترى سيعود ؟ ومتى؟ أم أنها الآن أصبحت أرملة من دون أن تدري؟ أرملة لم تتزوج في الواقع بعد؟
ورزحت أنطونيا تحت عبء هذه الأفكار السوداء , فوضعت وجهها على المخدة وأخذت تشهق بالبكاء الى أن غلبها النعاس , فأستسلمت اليه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:22 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأستيقظت أنطونيا على رنين جرس التلفون الخافت قرب سريرها , فتناولت السماعة وهي نصف نائمة وصاحت:
" هلو!".
" أنطونيا؟ أنا كال , أنا بخير , كلنا بخير!".
فأنفتحت عيناها واسعتين عند سماعها صوت كال , وهبت جالسة في فراشها وهي تصيح:
" أين أنت؟".
وكان صوت كال عاليا كأنه يتكلم من مكان قريب , في حين أنه كان على بعد مئات الأميال , وقال لها:
" ستسمعين التفاصيل في نشرة أخبار التلفزيون هذا النهار , ولذلك فلا لزوم لسردها عليك الآن , خصوصا وأنني متعب بسبب ما عانيت في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة , على أنني سأوصل القيام برحلتي كما بدأتها , وسأعود الى لندن يوم الجمعة , هل أنت بخير؟".
" نعم , نعم .... بخير , فاني هنا معي في البيت منذ سمعت بخبر الطائرة , أو يا كال , كم أنا مسرورة لسلامتك!".
" وأنا كذلك , مرت علي لحظات ظننت فيها أنني سأفقد رأسي , ولكنه بقي في مكانه , يجب أن أودعك الآن الى يوم الجمعة......".
وقبل أن تجيب أغلق الخط , وفيما هي تضع السماعة في مكانها , طرق البب ودخات فاني وهي تقول:
" سمعت رنين جرس التلفون , ولكنني أنتظرت الى أن أعدت السماعة الى مكانها, فهل كال بخير؟".
" نعم , نعم , يا له من خبر سار لم يكن لديه مجال للدخول في التفاصيل , ولكنه سيعود يوم الجمعة .... آه , كم أنا مشتاقة الى رؤيته.... ليته يحضر قبل ذلك اليوم".
فقالت فاني:
" كم أنا مسرورة لأجلك يا عزيزتي , دعيني أضمك اليّ مهنّئة , ولا تنسي أن كال أقرب أصدقاء طوم اليه , وأولادنا يحبونه كثيرا.. لو كان أصابه مكروه.....".
ولم تستطع فاني أن تكمل عبارتها , فقالت أنطونيا:
" لو أصابه مكروه لما أستطعت أن أتحمل , لأثرت الموت , أوه يا فاني , أنني أحبه..... أحبه كثيرا!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:24 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- وداعا يا حبيبي



وفي مساء ذلك اليوم , أطلعت أنطونيا على تفاصيل خطف الطائرة وعلى المقابلات الصحافية التي أجريت مع المخطوفين العائدين الى لندن , وتوقعت أن يخاطبها كال بالتلفون مرة أخرى , ولكنه لم يفعل فشعرت بالحرج والضيق.
وفي اليوم التالي نشرت الصحف قائمة بأسماء المسافرين على تلك الطائرة المخطوفة , فلم يتوقف التلفون عن الرنين للسؤال عن صحة كال , خصوصا لأنهم , وهم أصدقاؤه ومعارفه , لم يشاهدوا وجهه على شاشة التلفزيون في الليلة الفائتة.
وألى ذلك الحين لم يخاطبها كال بالتلفون , فقالت لنفسها قد يكون السبب أنشغال الخطوط التلفونية لكثرة المكالمات , وهو لا بد أن يخبرها متى ستحط به الطائرة في مطار لندن يوم الجمعة لتكون في أستقباله!
وكان شعورها بأنها تحب رجلا حيا , لا رجلا ميتا , قد بعث في نفسها الأرتياح , فهي منذ وقت طويل شعرت بأن قلبها مات مع باكو ولن يعود الى الحياة , ولكن المستقبل الآن تحوّل الى أفق لا حدود له من الأمكانات والأحتمالات , بعد أن كان في نظرها خاليا كسطح القمر.
منتديات ليلاس
فأن تصبح ملأى بالحياة مرة أخرى بعث فيها أحساسا غريبا , سيمضي وقت طويل قبل أن تتعود عليه , وأدركت أن خالتها وأمها كانتا على صواب , فعاطفتها نحو باكو , بالقياس الى حبها لزوجها , لم تكن سوى نزعة جامحة لا أكثر.
وحين أسترجعت تلك العلاقة مع باكو أدركت أنها كانت هي الشريك المسيطر , فلو كان كال محل باكو , لكان هو الذي أقترح ونظم عملية الهروب للزواج بها , أو لكان رفض القيام بها , كان كال رجلا بكل معنى الكلمة , وأما باكو فكان شابا ضعيف الشخصية قد يشتد عوده مع الأيام على أنها لا تستطيع ألا الشعور بالحنان نحوه وأن تلوم نفسها لأنها السبب في موته المبكر , وأن كانت وقعت في غرامه , فلأنه كان وسيما.
غير أن كال هو الآخر , يحوز على أعجابها , ولكن بطريقة أخرى , كان صلبا , واثقا من نفسه , مما جعله موضع ثقة وأطمئنان , فلا يمكن لأمرأة أن تسيطر عليه , ولكنه أذا أحب أمرأة فلا حدود للتساهل والتسامح معها.
خطرت هذه الأفكار ببال أنطونيا وهي تنتظر رجوع كال من رحلته , حتى توصلت في آخر الأمر الى التساؤل أذا كان حب زوجها لها بقي كما كان يوم عرض عليها فكرة الزواج به.
ففي ذلك الحين قال لها: ما أن أنطر اليك حتى أريدك , وهذا قول ينم عن رغبة فقط لا عن حب بالمعنى الصحيح.
ثم أنها في بادىء الأمر أعتقدت أن الحب شيء لم يختبره , مكتفيا بالعلاقات العابرة , أما الآن , فعلمت مما قالته لها لورا أن هناك أمرأة تمنى أن يقيم معها علاقة أبعد من ذلك .
وخيل اليها أن ديانا وبستر تناسبه من كل الوجوه , فهي ذكية , مستقلة الرأي , قادرة على النجاح في حقل لا يزال يسيطر فيه الرجال , وأذن , فكيف لها , هي أنطونيا , أن تنافس أمرأة كهذه من الناحية العقلية؟ بل كيف لها أيضا , حتى في الأنوثة , أن تتطاول عليها وهي لا تقل عنها جمالا وذوقا في المسلك واللبس؟
منتديات ليلاس
على أن الجمال , في آخر الأمر مسألة ذوق , ولعل كال يؤثر أن يرى عند الصباح رأس أمرأة شقراء لا سمراء.
وجاء يوم الجمعة بعد طول أنتظار , ولكن بدون أن تعرف بالتحديد متى يصل كال الى البيت , ولولا أنهماكها في التطريز كل تلك المدة لأنهارت أعصابها من فروغ الصبر , وبعد أن تناولت طعام الفطور لبست وتزينت بمنتهى العناية , على الرغم من أنها كانت على يقين أن كال لن يحضر قبل وقت العصر.
وبدت لها ساعات بعد الظهر لا تنتهي , وأسفت , وهي تصنع آخر قطبة في غطاء المخدة الذي تطرزه , أنها لم تشتر وجه مخدة آخر حين مرت البارحة أمام حانوت مختص ببيع مواد التطريز.
وحاولت أنطونيا أن تركز على المطالعة , فلما وجدت ذلك مستحيلا دخلت المطبخ لتتحدث الى روشيو التي كانت تهيء العشاء أحتفاء بعود كال .
وجلست أنطونيا على كرسي مرتفع وراحت تراقب روشيو في عملها , قالت لها روشيو:
" ليس هنا مكانك الآن يا سيدتي , فرائحة البصل تفسد ثيابك وشعرك".
" لا بأس , زوجي يحب رائحة البصل".
" أنني أتساءل ماذا ستكون هديته لك هذه المرة".
" هو لا يحمل لي هدية حين يعود من رحلاته".
" هل نسيت؟ اليوم ذكرى مرور شهرين على زواجكما , فحين مرّ شهر واحد أهداك ذلك العقد الرائع , ولعله بعد مرور شهرين يهديك أسوارة تنسجم مع العقد , فهو لا ينسى التواريخ يا سيدتي , حتى لو نسيتها أنت وكان عليّ أن أذكرك بها.......".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne weale, آن ويل, الكلمة الأخيرة, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, separate bedrooms, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t161260.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط¬ط¯ط§ This thread Refback 27-08-14 05:35 PM
ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط£ط®ظٹط±ط© ط¢ظ† ظˆظٹظ„ This thread Refback 18-08-14 05:25 AM


الساعة الآن 07:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية