لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-11, 04:12 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحين وصلت الى غرفة الأستقبال , حيث كانت مضيفتها مع بعض الضيوف , وجدت أن الغرفة , على فخامتها وما يزين جدرانها من لوحات فنية ويملأ أرجاءها من أثاث نفيس فاخر , كانت ذات جو أصطناعي , وأعتقدت أنطونيا أن ذلك عائد الى أن كل شيء في الغرفة جديد , حتى أن اللوحات الفنية نفسها ,وهي روائع قديمة شهيرة , أعيد وضعها في أطر جديدة , فلم يكن هنالك أية قطع فنية أثرية تذهب الى أبعد من جيل أو جيلين من الزمان , كما أنه لم يكن في الغرفة شيء ملقى هنا وهناك عفو الخاطر , كما كانت الحال في بيت فاني رانكن الذي يفوقه جاذبية وسحرا , وكل ما يستخلصه الناظر الى غرفة الأستقبال تلك في بيت جولييت مارشال أن أصحابها أثرياء , ولكنهم يفتقرون الى الثقة بذوقهم فآثروا عليه الذوق العام السائد.
وحين جلسوا الى المائدة لم تندهش أنطونيا عندما بدأوا تناول الطعام بكأس من الشراب تبعته قطعة كبيرة من اللحم المشوي مع بعض الفاصوليا المسلوقة والبطاطا المقلية , وهي من دون شك مثلجة لا طازجة , وكان يرافق ذلك صحن من الخضار الخالي من الزيت والخل والثوم وما يكسبه نكهة لذيذة وطعما شهيا.
وكانت أنطونيا تجلس بين رجلين , أحدهما كرّس أهتمامه للطعام والآخر أنشغل بالحديث مع المرأة الجالسة بعيدا بجانب الرجل الذي على يمينها , وهكذا وجدت أنطونيا أن من الصعوبة أن تتفادى النظر الى كال مرة بعد أخرى!
ففي المرة الأولى رأته يصغي الى أحدهم عبر المائدة وهو يتكىء بذراعيه عليها , فلما جاء دوره للكلام أنزل يده اليسرى وأخذ يستعين بيده اليمنى في الحديث كعادة الأسبان , ولعله أكتسب هذه العادة من أسفاره المتكررة.
وفيما هي تتأمل حركة يده اليمنى تذكرت أن هذه اليد هي التي نزعت عنها منذ ليلتين أعلى ثوبها وحلاها , ثم سمرتها في مكانها من دون أن تقوى على الحراك.
وكان كال وعدها بأنه لن يفعل مرة أخرى , ولكنه لم يعدها بأنه لن يشاركها في فراشها , وكم سيكون عسيرا عليه أن يبر بوعده هذا وهما يضطجعان جنبا الى جنب في الظلمة ؟ أنطونيا أن ذلك سيكون عسيرا حقا , وأذا طالت الحال على ما فكرت هي عليه فلا تستبعد أن يلجأ الى أحضان أمرأة أخرى تعويضا عن الحرمان , وهذا أمر لم تكن تطيقه منذ البدء , فكيف الآن بعد أن خبرته ووجدت فيه صفات محببة اليها كل الحب ,ولكن هل لها الحق أن تلومه أذا أقام علاقة مع أمرأة أخرى؟
وحانت منها ألتفاتة الى كال فوجدته ينظر اليها هو الآخر , فأبتسم لها فبادلته الأبتسامة , وكان في أبتسامته تلك مغزى لم يخف عليها.
وبعد العشاء بدأ الرقص , فدعاها كال لتراقصه , وفي هذه المرة كان يشدها الى صدره كما فعل في المرة الفائتة في بيت آل رانكن , كما أنه لم يراقصها ألا مرة واحدة تلك الليلة .
وفيما هي ترقص مع مضيفها , قال لها أنه يتعجب كيف أن كال لم يأخذها لمشاهدة ستراتغور – أون – أفون – حيث شكسبير , فتذكرت هذا البيت من مسرحية هاملت.
وبغتة خيل اليها أن وجود غرفة بسرير واحد بدل سريرين كان علامة من علامات القدر , لوضع حد للمهزلة التي كان عليه زواجهما حتى الآن.
وعند الساعة الحادية عشرة تمتمت أنطونيا في أذن جولييت :
" قضينا أسبوعا متعبا جدا , فهل لي أن آوي الى فراشي الآن باكرا؟".
" أفعلي ما يروق لك , يا عزيزتي , ويمكنك أن تتأخري في النهوض عند الصباح أيضا , ففي يوم الأحاد لا نتناول طعام الفطور , بل نسد جوعنا بقليل من القوت عند الظهر , ولكن في غرفتك , أذا لاحظت أبريق على الكهرباء وشاي وقهوة وكعك".
" فكرة ممتازة..... وسأتبعها في بيتنا!".
" ليس أتعس من نهوض لضيف باكرا في الصباح والأنتظار ساعة أو ساعتين لتناول قدح من الشاي أو القهوة ..... والآن أرجو لك نوما هانئا يا أنطونيا , أظن أن كال في غرفة البليارد , أذا كنت تريدين أن تخبريه بأنك صاعدة الى غرفة النوم".
وكان كال يلعب البليارد مع هاري ورجلين آخرين , حين دخلت أنطونيا ووقفت عند الباب أولا , ثم خطت الى الأمام وقالت لكال:
" أنا ذاهبة الى الفراش يا كال , وجولييت على علم بذلك".
فأقبل نحوها وقال لها وبريق السخرية في عينيه:
" هل تمانعين أذا كنت لا أصعد معك للنوم؟".
" كلا.... وهل يطول أنتهاؤك من هذه اللعبة؟".
" الى نحو منتصف الليل على ما أظن , ولكنني سأحاول ألا أوقظك حين أدخل الفراش , مساؤك خير يا حبيبتي!".
ورمقته بنظرة لم يفته مغزاها , ثم ودعت سائر الضيوف وصعدت السلم الى غرفتها وهي تتذكر كلمة التحبب التي يخاطبها بها أمام الناس ويكتمها عنها حين يكونان وحدهما معا , فأحست بشعور هنيء.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:13 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي الفراش حاولت أن تقرأ , ولكنها لم تستطع التركيز لأنها أنصرفت الى التفكير في عودة كال وأضطجاعه الى جانبها في الفراش , وتساءلت عنا ستكون عليه الحال , ومر الوقت ببطء كأنه دهر , قبل أن ينتصف الليل.
ولم يكن مغزى رغبتها في الذهاب باكرا الى الفراش ليخفى على كال وهو رجل حاد الذكاء , وخصوصا في مثل هذه الأمور .
ولما سئمت المطالعة , طوت الكتاب وراحت تراقب عقارب الساعة.
ولما أنقضى منتصف الليل ولم يحضر , تساءلت أذا كان يتعمد التأخر أنتقما لما أنزلت به من مهانة وخيبة أمل منذ زواجهما الى الآن.
وأزداد فروغ صبرها , حتى أذا جاوزت الساعة منتصف الليل بنصف ساعة , بدأ مزاجها يتغيّر من رغبة في المصالحة الى الشعور بالحيرة البالغة حد الغضب.
وغلبها النعاس حينا من الزمن , ثم أستيقظت فجأة ونظرت الى عقارب الساعة , فأذا بها تشير الى الدقيقة العاشرة بعد الواحدة , فأستولى عليها الغيظ وأطفأت النور وأضطجعت بمزيج من الخيبة والأرتياح وهي حائرة في تفسير قصده من التأخر : هل هو عن جهل أم عن تجاهل؟
وحين أستيقظت للمرة الثانية لم تستطع أن تتبيّن الوقت , فقد تكون قضت في النوم عشر دقائق أو ساعات.. وتساءلت أيكون رأسه الآن على المخدة قرب مخدتها , وجسمه مضطجعا في الفراش على قيد شعرة من جسمها ؟ وتوقفت عن التنفس وأصغت بكامل قواها السمعية لربما يبدر منه ما يدل على وجوده , ولكن عبثا.
منتديات ليلاس
وفيما هي كذلك فتح باب الغرفة وأغلق بهدوء , ثم فتح باب الحمام وأغلق أيضا , وكان الباب محكما , فلو كانت نائمة لما سمعت صوت الماء في حوض الحمام.
وأصلحت أنطونيا من طريقة أستلقائها في الفراش , حتى أذا ما دخله وجد فيه متسعا , وكان عليها أن لا تبدي حراكا الى أن يغفو أحدهما.
وبدا لها أنه أخذ وقتا طويلا في الأستعداد للنوم , وأخيرا أنفتح باب الحمام ولكنه لم يغلق , وخيل اليها أنه ترك غرفة الحمام مضاءة والباب مفتوحا ليرى طريقه الى الفراش ويلبس بيجامته.
وكان الفراش جامدا بحيث كان يستطيع أن يدخله من دون أن يثير أية حركة تؤدي الى أيقاظها.
ثم ساد الصمت طويلا , حتى حسبت أنطونيا قبل أن يغلبها النعاس أنه صمت لن ينتهي.
وكانت الساعة بلغت التاسعة صباحا حين أفاقت , وكانت في أثناء الليل زحلت الى وسط الفراش , ولما فتحت جفنيها وجدت أنها وحيدة , ولم يكن كال في غرفة النوم ولا في الحمام , وكان الباب مشرعا , والجانب المحجوب في الغرفة ينعكس في المرآة الملصقة على الجدار.
وغطت أنطونيا وتثاءبت وهي تتساءل أين ذهب وهل كان عليها أن تنهض من الفراش في الحال وتلبس ثيابها أستعدادا لعودته , هذا أذا كان سيعود ثم أنها قد لا تراه ألا عند تناول طعام الغداء , وهذا ما رجحته , فأغمشت جفنيها وأستسلمت لغفوة خفيفة , تعويضا عما فاتها أثناء الليل , ولم تستفق ألا على أدوات مطبخية , فلما فتحت عينيها رأت كال يهييء أبريقا من القهوة الصباحية.
فتبادلا تحية الصباح , ثم قال لها:
" خرجت للنزهة , هل ترغبين في فنجان من القهوة؟".
" نعم , شكرا".
وتناولت رداءها الحريري المبطن وأرتدته فوق ثوب نومها الرقيق قبل أن تخرج من الفراش.
وحين خرجت من الحمام , قال لها:
" هل تتناولين القهوة في الفراش , أنك تخافين أن أتناولها أنا أيضا في الفراش الى جانبك؟".
وكان في الغرفة كرسيان مريحتان قرب الشباك , فتجاهلت أنطونيا ملاحظته التهكمية وجلست في أحدى الكرسيين وقالت له:
" أظن أن الجلوس هنا أهنأ وأريح الآن من الجلوس في الفراش! ".
وفيما هما يشربان القهوة ويأكلان الكعك , بادرها بالقول:
" سنغادر لندن في نحو الساعة الثالثة , أخبرت هاري وجولييت أن لدي مواعيد في روتردام غدا صباحا , وهذا صحيح , عدا أن موعدي الأول هو عند الظهر ...... وسأعود من هناك يوم الخميس, فأذا شعرت بالضجر , فلك أن تتصلي بفاني , لعلها تدعوك الى تناول الطعام معها... وكنت أحب أن أصطحبك في هذه الرحلة , ألا أنني سأكون مشغولا جدا , بحيث لا يكون لي متسع من الوقت للعناية بك , ولا أظن أنك ستجدين لذة ومتعة في التجول بمفردك في مدن غريبة!".
منتديات ليلاس
وفي اليوم الثاني من غيابه , جاءت لورا الى زيارتها وأصرت أن تصطحبها الى السهرة في تلك الليلة , فترددت أنطونيا في القبول , ولكن لورا وعدتها بأنها ستعرفها الى أناس يروق لها معشرهم , وقالت لها:
" يجب ألا تجعلي أخي محور عالمك , فهو لا يسر أذا لم يكن عندك أهتمامات وصداقات خاصة بك, ومن الخير لك وله أن يكون في حقيبتك أخبار تنقلينها اليه عند رجوعه , لا أن تنتظري منه دائما أن يأتيك بأخباره وما جرى له".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:15 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأقتنعت أنطونيا بصحة ما قالته لورا , ولكن حين علمت في الطريق أن السهرة لم تكن في لندن , وأنما في مكان يبعد عنها نحو أربعين ميلا , ساورتها الشكوك غير أنها لم تستطع التراجع لأنها كانت قطعت جانبا من المسافة برفقة لورا في سيارتها.
وكانت لورا تقود السيارة بسرعة فائقة , ولذلك لم تتمتع أنطونيا بالرحلة , مع أن الليلة كانت ليلة صيف والطبيعة في أوج جمالها , وكانت لورا ترتدي سروالا أسود , وقميصا قرمزيا من الحرير الشفاف , وأساورها الكثيرة التي تحيط بمعصمها النحيل ترن وتجلجل كلما حركت يدها اليسرى لتمسك السيكارة باليد اليمنى , وخشيت أنطونيا أن تمنعها كثرة التدخين وفضلا عن كعب حذائها العالي , من أحكام السيطرة على مقود السيارة وهي تسير بتلك السرعة الجنونية .
أما أنطونيا فكانت ترتدي فستانا من الكتان الأخضر الفاتح اللون لا يرتفع عن كاحليها ألا قليلا ولا ينخفض عند الصدر ألا كما تقتضي الحشمة , ويطوق خصرها زنار أخضر غامق اللون ينسجم مع حذائها , وهكذا بدت في غاية البساطة واللياقة والتهذيب.
وحالما وصلتا الى مكان السهرة , أدركت أنطونيا أنها لم تكن في الوسط الذي يليق بها على الأطلاق , وأن هؤلاء الناس لم يكونوا من النوع الذي يرضى لها كال بمعاشرتهم , وأذا كان أحد منهم يثير شيئا من الأهتمام , فلأنه يعمل في التلفزيون أو السينما , غير أن النساء أعدن الى ذاكرة أنطونيا تلك الفتاة الشقراء التي كانت برفقة صديق كال الأميركي الذي ألتقياه عند خروجهما من الفندق في ليلة سابقة.
وعرّفتها لورا الى أحد الرجال , ويدعى باري , وكان أصلع الرأس من الأمام , ألا أنه ترك شعره يطول حتى بلغ أعلى كتفيه , فما أن تعرفت اليه حتى ودعته ومالت عنه , وكان جميع الحاضرين يحيونها ويهتفون لها مرحبين , فهم يعرفونها معرفة حميمة.
وكانت السهرة في باحة تحيط ببركة للسباحة , وتقدم باري نحو أنطونيا وقادها الى مائدة الجلوس والشراب , ثم أخذ يحدثها بأسهاب وشغف , وكأنه لم يطمح الى مبادلته الحديث , وكان وهو يحدثها يتأمل قامتها وفمها , حتى ضاق صدرها وحارت كيف تتخلص منه , وحين أعوزتها الوسيلة قالت له:
" هل تعرف جغرافية هذا المنزل ؟ أرجوك أن تكون دليلي !".
فأندهش باري ولم يفهم ما ترمي اليه , فأفهمته بقولها أنها تريد أن تعرف مكان الحمام!
فلمس باري بساعد أحدى النساء الواقفات على مقربة منه وقال لها:
" هاي جاني , هل تعرفين جغرافية هذا المنزل ؟ أنطونيا تسأل عن الحمام!".
فأجابت جاني بأبتسامة:
" بكل سرور , تعالي معي يا طوني!".
فقالت لها أنطونيا وهما يبتعدان نحو داخل المنزل:
" أسمي أنطونيا لا طوني!".
فقالت لها جاني:
" أنا أسمي جانين ولكن باري يدعوني جاني , فهو يحب أختصار الأسماء ... هل جئت الى هنا برفقته؟".
" كلا , جئت مع لورا كارتر شقيقة زوجي... هل تعرفينها؟".
" لا أظن أنني أعرفها".
ووجدت أنطونيا أن داخل المنزل كان في غاية الفخامة , وكانت تعلم من قبل أنه يخص رودي لانكستر بطل السباق الشهير الذي شاهدته مرارا في التلفزيون , ولكنها لم تحظ بمعرفته وجها الى وجه .
وبعد أن أوصلتها جانين الى الحمام , شكرتها أنطونيا وقالت لها:
" أرجوك لا تنتظرينني .. بأمكاني العودة وحدي".
وأغلقت أنطونيا باب الحمام وأخذت تفكر ماذا تعمل لخلاص من تلك السهرة , كان المنزل بعيدا , ومن المستحيل الحصول على تاكسي تنقلها راجعة الى البيت ولم تعتقد أن لورا تحسب أن من واجبها الأهتمام بالأمر , وأذا فعلت فستغضب وتقود السيارة في طريق العودة بسرعة تزيد عن السرعة التي قادت بها السيارة في طريق المجيء , ولذلك رأت لورا أن من الخير لها أن تحتمل البقاء لساعات أخرى , ثم تطلب من لورا أن تكتفي بهذا القدر من التمتع بالسهرة , وتساءلت أذا كان في ذلك المنزل الضخم غرفة تستطيع أن تلجأ اليها لقضاء الوقت في المطالعة , فأذا فعلت , فلن يلاحظ غيابها غير لورا وباري , وهذان على ما أعتقدت لن يحاولا البحث عنها.
وأخذت تتمشى في المنزل , ولشد ما كان سرورها عظيما حين فتحت أحدى الغرف الخالية في الطبقة السفلى فوجدتها صالحة للجلوس والأستراحة , فدخلتها وأغلقت الباب وراءها بهدوء وسارت نحو رفوف الكتب , وكان عليها كدسة من أشهر المجلات الصادرة حديثا , فتناولت أحدى هذه المجلات وراحت تتصفحها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:16 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبعد مرور نحو نصف ساعة من الزمن , فوجئت بالباب ينفتح ويدخل منه رجل عرفت في الحال أنه صاحب الدعو , فخاطبها قائلا:
" مرحبا بك , من أنت؟".
وكانت أنطونيا نزعت حذاءها وتربعت على قدميها , فلما رأته حاولت النهوض , فبادرها الرجل قائلا:
" لا , لا تتحركي".
ولكنها لم تسمع له , بل نهضت وهو مقبل نحوها ولبست حذاءها وقالت له:
" أنا أنطونيا برنارد , يا سيد لانكستر , يجب أن أعتذر لك للمجيء الى هنا من دون أستئذان ولكن ألا ترى......".
فقاطعها قائلا:
" السهرة تضجرك , هذا لا يدهشني , فهي تضجرني أيضا , من جاء بك الى هنا؟".
" لورا...... لورا كارتر".
" أوه , لورا؟".
قال ذلك وهو يبدي علامات التعجب , كان بخلاف كال متوسط القامة , ممشوق القوام , في العشرينات من عمرع , بحيث ظهرت ثيابه الحديث الزي أكثر لياقة عليه مما على الرجل الآخر باري .
وقال لها:
"أذن أنت صديقة للورا , ما كان هذا يخطر ببالي لو لم تخبريني , فلا يبدو لي أن هنالك ما يجمع بينكما".
" أخوها يجمع بيننا".
" هل هو صديقك؟".
" كلا , زوجي".
فرفع السيد لانكستر حاجبيه , وكانا سوداوان كشعر رأسه , مما جعله يبدو كأنه من الأسبان , وقال لها:
" ماذا يشغله عنك , كي تذهبي برفقة لورا الى حضور الحفلات الساهرة؟".
" هو مسافر الى خارج البلاد الآن , وهذه أول سهرة أحضرها برفقة لورا وستكون الأخيرة..... لا أقصد أهانة أحد , ولكن مثل هذه السهرات لا تروق لي".
" ولا تروق لي أنا أيضا , وأنني أتساءل أحيانا من أين يأتي هذا الصنف من الناس , ولماذا أتحملهم ؟ هل تناولت طعام العشاء؟".
" كلا , لست جائعة , شكرا".
" هذا لا يجوز , يجب أن تسندي جوعك بشيء من الطعام".
ونهض ليدعو الخادم, ثم قال:
" أين تسكنين في لندن؟".
" نعم".
" دعينا نأكل بعض الطعام , ثم أوصلك بسيارتي الى بيتك – أو ألى أي مكان تشائين".
" وماذا عن سائر ضيوفك؟".
" هم هنا للأكل والشرب , لا للتمتع بصحتي , ولذلك فهم لا ينتقدونني على الأطلاق!".
وهنا دخل الغرفة رجل قصير القامة , فأمره رودي بأن يأتي اليه بزجاجة من الشراب , فأحنى الرجل رأسه وغادر الغرفة.
وقال لها رودي:
" لو كنت زوجتي لأصطحبتك دائما في سفري .. فأنت من الجمال بحيث يجب ألا تتركي وحدك حتى لبضعة أيام".
" هل أنت متزوج , يا سيد لانكستر؟".
" ناديني رودي , أرجوك .... كلا , لست متزوجا ولن أتزوج ألا حين أتقاعد عن العمل وهذا يأخذ وقتا طويلا .... نساء الكثيرين من سائقي السباق يهلكن من شدة التوتر والقلق ... وأنا الآن على علاقات مؤقتة مع النساء .. وأنت , هل تحبين زوجك؟".
فلما ترددت في الجواب قال لها:
" كلا , وألا لما كنت هنا , قد لا تكونين في طلب مغامرة كمعظم هؤلاء النساء , ولكنك ولا شك تطلبين شيئا ما , فهل بأمكاني توفيره لك؟".
فقفزت أنطونيا واقفة على قدميها قائلة:
" أنت مخطىء يا سيد لانكستر , أنا لا أطلب شيئا من هذا , جئت الى هنا لأن لورا أقنعتني أن هذه السهرة هي من النوع الذي يصح لأمرأة متزوجة أن تحضرها من دون زوجها .. ولم يمض بعد على زواجي سوى شهرين , والنساء عادة لا يتعبن من أزواجهن بمثل هذه السرعة , حتى في العالم الذي نعيش فيه!".
" هذا يتوقف على ما للزوج من العمر..... فأنا أعرف زيجات ضجرت منها الزوجة حتى قبل حفلة عرسها وتمنت أن تصبح أرملة ثرية.......".
منتديات ليلاس
ربما , ولكن زواجي غير ذلك , فزوجي ليس متقدما في السن".
وهنا دخل الخادم وهو يقود عجلة عليها مختلف أنواع الطعام والشراب , فأدركت أنطونيا أنها كانت جائعة من دون أن تحس , وبعدما خرج الخادم قال رودي:
" لا تظني بي سوءا , قفلت الباب حتى لا يزعجنا أحد يبحث عن خلوة مع رفيقته , مع أن الوقت لا يزال مبكرا".
قال ذلك ووضع في الصحن شريحة من اللحك المشوي وبضعة أنواع من سلطة الخضار , ثم أخذ فوطة وفرشها على ركبتي أنطونيا قبل أن يناولها الصحن.
وكان في هذه الأثناء علم منها أنها نشأت في أسبانيا , فقال لها:
" أعرف القارة الأوروبية جيدا , ولكنني لم أزر من أسبانيا سوى برشلونة وينيدروم".
" بنيدروم لا تمثل أسبانيا... كانت مدينة جميلة قبل أن تبنى فيها تلك الفنادق الكثيرة فتشوهها وتفسد روعتها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 04:17 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" كلامك كلام من أعتاد على السكن في الأماكن الممتعة , فلو كنت نشأت في مدينة صناعية بأنكلترا أو ألمانيا , لوجدت أن قضاء أسبوعين تحت شمس بنيدروم أشبه ما يكون بالجنة!".
" لعلك مصيب في ذلك.... من أية مدينة أنت يا سيد لانكستر؟".
" أذا توقفت عن مناداتي بسيد فأنني أسرد عليك سيرة حياتي!".
وقال لها:
" سأرافقك الآن الى لندن... لا تقلقي من أجل لورا فهي بالغة الرشد وتعي ما تفعل".
وكانت العودة الى لندن هادئة رائعة كما وعدها رودي , فهو أحتفظ بأعتداله في السرعة وبسيطرته على السيارة , ولم يتحدثا طويلا وهما في الطريق , ولكن حين أجتازا أحد المراقص قال لها:
" الليل في أوله , فما رأيك أن نقضي هنا ساعة للرقص؟".
فأعتذرت بشدة وقالت:
" أنا متأكدة أن زوجي لا يوافق على ذلك".
" لا أظن أنه يوافق...... ولكن ألا توافقين أنت؟".
فتردت أنطونيا قليلا ثم أجابت:
" لو ألتقيتك قبل أن أتزوج , لسرني أن أراقصك , يا رودي , أما الآن فأنا أخص كال".
" هل ستخبرينه أنني عدت بك الى البيت؟".
" نعم , ولم لا ؟ وسيكون لك من الشاكرين".
وحين وصلا الى البيت , أطفأ المحرك , ثم نزل وسار الى الباب وفتحه لها قائلا:
" سأوصلك الى الداخل".
فسألته قائلة :
" كم الساعة الآن؟".
فأجاب:
" بعد منتصف الليل بقليل!".
وأخرجت مفتاح البيت من حقيبة يدها , فتناوله منها وأداره في القفل , ثم توقف وأنتزع منها عناقا , قبل أن تعي ماذا يفعل.
وهنا أنفتح الباب وظهر كال بنفسه , فتراجعت أنطونيا من شدة الدهشة وصاحت:
" كال , هل عدت؟".
فسألها قائلا بعنف:
" أين كنت في مثل هذا الوقت , أخبريني!".
" كنت في سهرة.. .... هذا رودي لانكستر!".
وللحظة خيل اليها أن زوجها سينهال عليها بضربة قاسية , وهذا ما خيل لرودي أيضا وهو يتراجع مودعا.
فبادره كال قائلا بلهجة قاسية:
" قف! أريد أن أكلمك , يا لانكستر.... أياك أن تدعني أشاهدك برفقة زوجتي مرة ثانية , وألا ندمت كل الندم!".
فأحتجت أنطونيا على كلامه وقالت:
" كان لطيفا كل اللطف معي.. أنقذني من ورطة وقعت فيها ولا يحق لك أن تهدده هكذا!".
فأجابها كال بعصبية:
" ليكن معلوما لديك أنني أهدد أي أنسان يجرؤ على لمسك , أنت زوجتي , أم أنك نسيت هذه الحقيقة؟".
وهنا تدخل رودي قائلا:
" أنت مخطىء يا سيد برنارد , زوجتك أخبرتني منذ البدء أنها لا تهتم بأحد سواك , فلو لم تفتح الباب أنت بنفسك وتراني أودعها لأنهالت هي عليّ باللوم على تصرفي.... لك ملء الحق أن تغضب على هذا الغضب , ولكن أرجوك أن لا تلومها على أمر لم تستطع أن تمنع حدوثه ... وعليك قبل كل شيء أن تسألها عن سبب تغيّبها قبل أن تسارع الى الأستنتاج الخاطىء".
وسار رودي عائدا الى حيث توقفت سيارته , وبعد أن تأملته أنطونيا قليلا , أسرعت الى الداخل وهمت أن تدخل الى غرفة النوم , ولكن كال أقبل عليها وأمسكها قائلا:
" أنقذ لانكستر نفسه بخبث ودهاء..... وأنا أريد منك أنت تفسيرا أكثر أقناعا من تفسيره ,أين كنت الليلة , ولماذا لم تتركي لي رقم التلفون لأتصل بك حين عودتي؟".
وكان كال يسد على زندها بقوة وهي تقول:
"لم يخطر لي بأنك قد تريد مخابرتي بالتلفون ....دعتني أختك الى مرافقتها , ولكنني أصبت هناك بصداع , فتلطف رودي وأوصلني الى البيت.....".
" بالطبع , ولم تبخلي عليه بالمكافأة ! ولو لم أظهر في الباب , لكنت على الأرجح دعوته الى الدخول...".
" أنت تعلم جيدا أنني لا أفعل ذلك".
" وكيف لي أن أعلم؟".
وشدّها اليه فجأة وأحتضنها بين ذراعيه القويتين , كأنه قصد أن يجعلها تشعر بتفوقه عليها , وكم هي عاجزة عن مقازمته أذا أراد أن يقسو عليها.
" كما كان بوسعك أن تعانقيه عناق الوداع هذه الليلة , فكذلك بوسعك أن تعانقيني أنا أيضا".
وكانت هذه هي المرة الثانية التي يعانقها فيها , بعد تلك التي فقد فيها السيطرة على نفسه , ولو لم تكن بعد متأثرة من تصرفه نحوها , لطوّقته بذراعيها , وأستسلمت اليه , وأفلتها كال قائلا لها:
" سنتابع هذا الحديث غدا صباحا..".
قال ذلك وتوارى في الممر الخارجي.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne weale, آن ويل, الكلمة الأخيرة, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, separate bedrooms, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t161260.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط¬ط¯ط§ This thread Refback 27-08-14 05:35 PM
ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط© ط§ظ„ط£ط®ظٹط±ط© ط¢ظ† ظˆظٹظ„ This thread Refback 18-08-14 05:25 AM


الساعة الآن 11:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية