لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-11, 10:29 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 159583
المشاركات: 1,070
الجنس أنثى
معدل التقييم: أموووله عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أموووله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ننتظر الابداع بكل ود ^_^

 
 

 

عرض البوم صور أموووله   رد مع اقتباس
قديم 13-04-11, 10:31 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ألقت فكتوريا نظرة عجلى من فوق كتفه وقالت :
" هذه المزارع لمن تكون؟ طبعا أنهم مستأجروا أراضيك".
" المستأجرون عندي كما تسميهم أحرار بالتصرف في الأرض , أنني أكره بيع الأراضي , لقد بيع كثير منها حتى الآن , كانت ممتلكات بارونات فون ريشيستين تمتد أميالا عديدة في كل جهة , عبارة عن أمبراطورية تحكم بعصا من حديد مضت هذه الأيام الى الأبد , مهما تكن أخطائي وأخطاء أجدادي يا آنسة فلا أعتد بها".
" أي أنسان يمكنه أن يحكم بعصا من حديد يا سيدي البارون , الخوف سلاح قوي لكن القوة تكمن في الأحترام والأخلاص والمحبة وليس بالعنف".
تقوست حاجبا البارون وعلق على كلامها بمرارة قائلا:
"أنك فيلسوفة يا آنسة مونرو مما يبعث السرور معرفة كونك لا تعتبرين وضعي دلالة على الضعف".
" بالعكس أشعر أن عندك قناعات قوية بالدور الذي يجب أن تلعبه , أنك أيضا على حق".
خفف البارون سرعة السيارة عندما بدأ بالهبوط في الوادي حيث تنتشر القرية.
" ربما أعتبرت أساليب عملي شاذة , من غير المعتاد أن يحرث مالك الحقل حقله وأن يطعم صاحب الحيوانات حيواناته وأن يعمل حتى يدب الألم في ظهره , أنا البارون فون ريشيستين ومع ذلك أعمل بيدي".
منتدى ليلاس
أطلق البارون تنهيدة خفيفة ثم أردف قائلا:
" لكنني رجل والحمد لله أتمتع بصحة جيدة وأستمتع بأعمالي , لست بطبعي مترفا ومع ذلك تناهى الى سمعي بأن الأشاعات تتردد عن عزمي بيع القصر والممتلكات وكل شيء".
" لماذا؟".
" بالمال الذي أحصل عليه أستطيع شراء مبنى مؤلفا من عدة وحدات سكنية مؤثثة , وألتحق بجميع أولئك البارونات في أوروبا الذين يترددون على عالم الطبقات الأجتماعية الراقية آملين أن يربحوا يوما ثروة على موائد القمار يمكنهم من أستعادة شراء ممتلكاتهم وضمّها الى أمجادهم السابقة, لا أستطيع أن أرى نفسي في هذا الدور , أشفق فقط على حماقتهم , يمكن أن نكون فقراء في ريشيستين ولكن على الأقل لسنا مديونين , لماذا يجب عليّ أن أبيع الشيء الذي أحبه أكثر من أي شيء آخر بعد صوفي؟".
ساورت فكتوريا الحيرة ليس فقط مما سمعته بل مما لم تسمعه , لم ينوّه قط في أي وقت من الأوقات بزوجته البارونة وهذا غريب , أين كانت والدة صوفي؟ لماذا لا يذكر أسمها ؟ لا يمكن أن تكون قد ماتت وألا لكانوا ذكروا موتها , فلماذا هذا السر حولها؟ كان هذا الأمر يزعجها كثيرا.
وبما أن فكتوريا معتادة على الثقة بعرّابتها وجدت هذا الأمر مثيرا لفضولها.
في ضواحي القرية كانت كنيسة صغيرة يعلوها برج قوطي ولها واجهة من القرون الوسطى.
تتألف قرية ريشيستين من شارع رئيسي تقابله حوانيت كثيرة وبعض البيوت العالية الضيقة ذات الشرفات وأوعية تزرع فيها الرياحين وتوضع على عتبة النافذة , وكان في مركز القرية ساحة قائم في وسطها حجر تذكاري لقديس غير مشهور هنا كان الناس يتجمعون للتحدث.
وهناك فندق صغير لافتته مهترئة وراء صف الأشجار العارية ومبنى مدرسة أبتدائية مع ملعب ملحق به , أوقف البارون السيارة في الساحة ثم ثبت سترته ورفع ياقته ودلف الى خارجها , ولما شعرت فكتوريا بالهواء البارد يتدفق الى العربة رفعت ياقتها هي أيضا أتقاء للبرد ولحقت به .
نظرت اليه وهو يغلق الباب بحزم وراءها ولم تتمالك من أن تقول بنبرة يكتنفها المرح:
" كان من المفروض أن أفتح لك باب السيارة".
" عليّ أن أقوم ببعض الأتصالات ماذا تريدين أن تفعلي؟".
هزت كتفيها بلا مبالاة وألقت نظرة عجلى على ما حولها متيقنة أن مجيئهما أثار أهتماما كبيرا من قبل المارين , كثير منهم كلموا البارون بحرارة ولطف لكنهم كانوا يمعنون النظر بفكتوريا.
بدأ السير عبر الساحة مما أضطرها للسير بجانبه , ألقت فكتوريا نظرة عجل عليه تلاقت بنظراته المرحة , كان سلوكها فظا وأدركت هذا الأمر لأنها تصرفت كذلك في الليلة الأولى من وصولها الى قرية ريشيستين عندما تأخر عن ملاقاتها في القطار.
فوجئت بالبارون يقودها الى الفندق الواقع في الجهة البعيدة من الساحة , وما أن دخلا القاعة حتى أنطلق رجل بسرعة وأهتياج وتكلم بأحترام شديد مع رب عملها , كان رجلا قصيرا واسع الصدر معتدا بشاربيه الكبيرين , ألقى نظرة عجلى على فكتوريا مبديا أهتماما أكيدا بها , وقادها البارون الى ذلك المكان وأفهم صاحب المشرب بالألمانية أنها مربية صوفي الجديدة.
هز الرجل رأسه بلطف وقال:
" مرحبا بك يا آنسة مونرو أننا مشتاقون لرؤيتك في قريتنا".
أبتسمت فكتوريا مرتبكة فقال البارون:
" أنه يقول مرحبا بك في قريتنا".
أشار الى مقعد في الزاوية قرب المدفأة:
" أذهبي وتدفأي سأطلب لك شيئا منعشا".
رجع اليها بعض بضع دقائق حاملا قدحا طويلا فيه سائل كهرماني اللون أخذته والشكوك تخامرها , أشار اليها أن تشرب شرابها وقال:
" هناك لحم وجبن وسجق أذا كنتما جائعين".
أجابت وهي ترفع الكأس الى شفتيها:
" أنني لست جائعة".
كان أنطباعها الأول أن هذا الشراب حلو المذاق , قال لها البارون وهو يراقب أختيارها لهذا الشراب .
" أنه مفيد صحيا تماما يا آنسة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-04-11, 10:57 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شعرت فكتوريا بعد أن أحتست الجرعة الأولى بأنه حاد وأول تأثير له كان تدفئة معدتها فورا , وعندما أخذت جرعة أخرى شعرت بالحرارة تمتد من ذراعها الى رؤوس أصابعها وتنتشر في جميع أجزاء جسمها.
أرتاح البارون لأنها لم تطلب مزيدا من هذا الشراب القوي وجلس بقربها ينظر اليها بأهتمام ثم قال:
" هل غفرت لي ذنبي؟".
شاب الأحمرار وجه فكتوريا وقالت:
" طبعا يا سيدي البارون , وعلى كل فأنا لست بوضع أستطيع فيه أن أعترض على أي شيء تود القيام به , أليس كذلك؟".
هتف البارون بنفاذ صبر وبجفاء قائلا:
" هل أعطيتك هذا الأنطباع؟".
شاب محيا فكتوريا الخجل:
" لا , طبعا لا , كنت أرهقك فقط بهجمات متواصلة هذا كل ما في الأمر وسوف لا أكرره".
أحنى رأسه وتفحص كأسه مستغرقا في التفكير لحظة ثم رفع كتفيه بأيماءة بليغة قائلا:
" أخشى أن أكون غير معتاد على المناقشات الشفهية المعقدة , ولكن جديا لا أشعر بأنك تعتبرينني شخصا مخيفا".
أنهت فكتوريا أحتساء شرابها الذي أنعش جسمها , وكانت تشعر بالأرتياح لأسترخاء عضلاتها.
كانت المدفأة التي تشتعل فيها النيران تشيع الدفء في أرجاء الغرفة وتسبب لها النعاس , والبارون يحدق في لهيب النيران مستغرقا بالتفكير وهي تتساءل عن الأفكار التي تراود مخيلته , كانت ترى أنه من الصعب معرفة لماذا لا تلعب زوجته في حياته ألا دورا صغيرا مع أنه بالتأكد رجل شريف قابل للأحاسيس القوية , رجل من السهل أن ينجرف الى حب لا سبيل لمقاومته .... وبجهد معقود العزم عليه وقفت منتصبة بسرعة , رفع بصره اليها مذهولا وقال:
" لا عجلة في الأمر يا آنسة".
كانت عيناه الزرقاوان اللامعتان تراقبانها كما لو كانتا تقيّمانها.
بدأت فكتوريا فجأة ترتجف وأخذت قفازيها , ربما لأنه كان لا يتورط في أي غزل شفهي خفيف فقد وجدته مغلفا بصورة خطيرة.
ألقت نظرة عجلى على ساعة يدها وقالت بسرعة:
" هذا وقت تناول الطعام , يجب أن نعود يا سيدي البارون الى ريشيستين وأريد أن أرى صوفي بعد الظهيرة".
أطلق الباون تنهيدة خفيفة وهو ينهي أحتساء شرابه ونهض , وأخذ ينظر اليها وهي تثبت وشاحها على شعر رأسها ثم تمتم قائلا:
" قولي لي يا آنسة هل لون شعرك طبيعي؟".
رأت فكتوريا أن من الصعب أن تحبس أنفاسها , فأجابت بعدم أرتياح :
" لماذا؟ نعم طبعا".
علّق على ذلك بنظرات مبهمة قائلا:
" الشكل البسيط يناسبك ولكنني أرغب برؤيته طليقا غير مربوط بأحكام".
أستوعبت فكتوريا هذا الكلام بصعوبة ولكنها حاولت أن تجيب برفق فقالت:
" أن شعري مرسل".
وضع البارون يده على خصلة شعرها الملتفة أمام أذنيها وما أن بدأ قلب فكتوريا ينبض بسرعة حتى أنزل يده عنها , أطلقت فكتوريا تنهيدة عميقة وتبعته , كانت طوال طريق العودة الى القصر تساورها الظنون بأنها أثارت أستياءه.
تساءلت لماذا أعاد ذكر ما كان أقترحه عليها من جهة طريقة قص شعرها ومهما يكن من أمر كان جافا لدرجة الفظاظة ولو أنها حاولت أبداء ملاحظة عرضية.
تركته في فناء القصر بعد أن شكرته لأخذها معه في هذه الجولة , أما هو فقد عبّر صراحة عن شكره لكياستها.
أنتزعت فكتوريا رزمتها من المقعد الخلفي ومضت مسرعة الى القصر , أختارت المدخل الرئيسي لتتجنب غوستاف وماريا.
طبعا سمعوا صوت السيارة وعرفوا أنها سيارة البارون من صوت السلاسل المتميزة على عجلاتها والتي لا تترك أي مجال للشك فيها , كانت لا ترغب أن تفتح الآن حديثا معهما حول جولتها مع البارون.
أرتقت بسرعة درجات السلم بأتجاه غرفتها وأطلقت تنهيدة أرتياح عندما فتحت بابها , على أنها سرعان ما فوجئت بمشهد صعقها فقد رأت غرفتها بحالة لا توصف من الفوضى أذ كانت جميع أدراجها مسحوبة ومحتوياتها مفرغة ومبعثرة على الأرض , كانت خزانة ثيابها مفتوحة وعلاّقات ملابسها وأدوات زينتها مبعثرة بغير أنتظام في كل أتجاه, كانت الفوضى ممتدة حتى الى فراشها الذي رتّبته قبل تناول طعام الأفطار , حتى أحذيتها تبعثرت في كل مكان , جوارب النايلون شوّهت بشدة ولم يبق هنالك جورب غير منسل.
تملك فكتوريا الحزن لهول ما رأت وراحت تجهش بالبكاء , كانت تعرف تمام المعرفة أن شخصا واحدا في القصر يمكن أن يرتكب مثل هذا العمل الشائن.
تساءلت فيما أذا كان عليها أن تستكين أم تتوجه فورا الى البارون وتطلعه على ما فعلته أبنته الغالية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 12:31 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- من حفر حفرة لأخيه...

ألقت بالرزمة على فراشها وفطنت عندئذ الى أنها ليست رزمتها على الأطلاق , لقد غلّف رزمتها مساعد صاحب المتجر بعناية بيتسنى له الوقت اللازم ليتفحص فكتوريا بدقة أما هذه الرزمة ولو أنها من الوزن ذاته فقد شدّت بطريقة عادية والأشياء ذات الوزن الثقيل التي فيها تسببت عند وضعها على الفراش بأزاحة زاوية منها كشفت عن الكتب الموثقة فيها .
أطلقت تنهيدة خفيفة وسارت نحو فراشها ورفعت الرزمة مرة أخرى , عليها أن تعيدها فورا الى البارون قبل أن يكتشف بنفسه هذا الخطأ.
كانت يدها تمسك بمقبض الباب عندما سمعت قرعا على باب غرفتها , رجعت فكتوريا الى الوراء وهي تضغط على حنجرتها , تساءلت ما عسى أن يكون هذا الأمر , صرخت مترددة:
" من الطارق؟".
أجابتها بنرات صوت البارون المميزة:
" ريشيستين! أعتقد أنك أخذت أحدى الرزمات العائدة الي بالخطأ , لدي هنا رزمتك".
لعقت فكتوريا شفتيها الجافتين وأجابت بأرتباك:
" هذا صحيح ,لكنني أبدّل الآن ثيابي ".
وبسرعة فكت سيور حذائها العالي الساق ورمته فوقع على الأرض بوزنه الثقيل محدثا دويا.
" هل بأمكانك يا سيدي البارون أبقاء الرزمة في الخارج وأجلب لك رزمتك بعد بضع دقائق؟".
أعقب ذلك لحظة صمت ثم قال بصوت جاف:
"كما تشائين يا آنسة".
" شكرا".
أبتعدت فكتوريا عن الباب بأرتياح وأذا برجلها المكسوة بالنايلون تصطدم بزاوية حادة من أحد الأدراج الذي تركته صوفي على الأرض , أطلقت فكتوريا صيحة ألم عندما رفعت رجلها المصابة فأمسكت بطرف الفراش لتتحاشى السقوط , وما كادت تقف هناك على رجل واحدة كطائر اللقلق حتى دفع الباب وفتح ووقف البارون على العتبة , كانت عيناه تقدحان غضبا لا يمكن تصوره عندما أبصر المشهد , أسبلت فكتوريا عينيها لحظة , وقع الأسوأ ولم تكن مهيأة لأي جدال.
تمتم البارون وعيناه تجولان على الأشياء المبعثرة في كل مكان من ملابس وأدراج وعلاقات وأخيرا صوّب نظره الى وجه فكتوريا المرتبك وقال:
" يا ألهي ما هذا؟".
منتدى ليلاس
ثم رقت نظرته قليلا وقال:
" هل أنت على ما يرام؟ هل أصبت بأذى؟".
هزت فكتوريا رأسها بوهن وقالت:
" كل ما في الأمر أن رجل أرتطمت بالدرج الملقي على الأرض".
دخل البارون الغرفة وشرع يرفع الدرج الذبي آذاها ووضعه على الفراش لتحاشي ضرر آخر قبل أن يقترب من فكتوريا , قال لها:
" أسمحي لي بأن أرى رجلك".
ودون أن ينتظر موافقتها أنحنى وأمسك برجلها , كان خبيرا بمثل هذه الأمور ,مس البارون رجلها مسا عابرا رقيقا فأذا بها تحركها وتمشي بسهولة , نهض منتصبا على قدميه وهز رأسه وهو لا يكاد يفهم ما حوله وقال بنبرة جافة:
" هذا ليس بالأمر الخطير يا آنسة أنني بطبعي لست رجلا عنيفا ولكننني أرى من الصعب في هذه اللحظة أن أزيل أنفعالي الشديد".
مس شعر رأسه الكثيف مسا رقيقا وأستطرد قائلا:
" قبل أن تحاولي أن تقولي شيئا آخر أقول لك أن صوفي هي التي فعلت حتما هذا الأمر , لست أعمى تماما عن تقاعسها عن آداء واجباتها ولكنها تمادت كثيرا في الوقت الحاضر!".
وضعت فكتوريا رجلها على الأرض وشعرت بأن الألم كان يتلاشى بسرعة فرفعت كتفيها بوهن وقالت :
" أرجوك تجاهل ما رأيته الآن في الغرفة".
دار البارون حولها وهتف بعنف قائلا:
" هل كنت مزمعة أن تبقيه سرا في نفسك يا آنسة؟".
" هذه مسألة بيني وبين صوفي , طبعا كان لديها سبب للقيام به وهذا ما أفكر بأكتشافه".
أطلق البارون كلمة تجديف غاضبة بلغته الألمانية وهو يرد بحدة:
" سمح لها أن تعمل على هواها أكثر من اللازم , ظنت أنها لا تخطىء , يجب تغيير هذا الوضع".
" نعم أنني أوافقك على هذا , ألا يمكنك أنجاز ذلك باللجوء الى دالتك عليها؟".
سلورته الشكوك فيما أذا كانت فكتوريا مخلصة في أقوالها:
" أتحاولين الدفاع عنها يا آنسة؟".
" أعتقد أنني أدافع عنها , لا أزعم أنني أعرف كل شيء عن البنات اللواتي في عمرها ولكن الأولاد الحقودين فطريا هم قلة , أنني متيقنة أنها تأمل بأن تضطرني للرحيل بما تسببه لي من الأنزعاجات التي لا قبل لي بتحملها ولكن هنالك الكثير من ذلك".
" وهل ستضطرك الى الرحيل يا آنسة كما أضطرت المربيتين الأخريين؟".
أرتسمت أبتسامة خفيفة على وجه فكتوريا فقالت:
" أشك في ذلك , لست عصبية المزاج فطريا وأكره التفكير بأنني أجبرت على ترك عملي لأنني لا أستطيع أن أعامل بطريقة خاصة فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها العشر سنوات , وفضلا عن أن تنشئتي كانت كذلك وكان من الممكن أنا أيضا أن أصبح أنانية وحقودة لولا وجود من يرد عني وكذلك الحال بالنسبة الى صوفي التي لم تصادف حتى الآن على ما أعتقد شخصا يقابل الأذى بمثله".
" ماذا تعنين بذلك يا آنسة".
" أبنتك مشمولة تماما بمحبتك وبرعايتك لها , أنا بالنسبة اليها كل شيء في عالمها الصغير وبينما تستطيع أن تسلك سلوكا وقحا بالنسبة الي أو لأي شخص آخر يحاول أن يفرض عليها بعض القيود فهي لا يمكن أن تفعل شيئا يهدم ثقتك بها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 12:58 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


مد البارون يده مشيرا الى الأشياء المبعثرة في الغرفة وقال بنفاذ صبر:
" وهذه؟".
" كما قلت سابقا كان من المفروض أن لا تعرف شيئا عنها".
" كان بأمكانك أن تتي اليّ وتخبريني عنها !".
" لكنها عرفت بأنني لا أريد ذلك".
" كيف؟".
" من الصعب الشرح دون أقحام عدد كبير من التفسيرات لنقل أنه بعد رحيل مربيتين تصورت أنها أصبحت منيعة وأبعد من أن يكشف أمرها".
فكرت مليّا ثم أستطردت قائلة:
" لا يمكن أن يكون هنالك شخص يفكر في المحافظة على أسباب معيشته يرغب في المجيء اليك ليسرد عليك قصصا حول أبنتك لأنك ستحميها بشدة وعلاوة على ذلك يمكنها أن تنفي دائما كامل القضية".
" كيف يمكنهاأن تنفي هذا الأمر؟
ماذا تقترحين يا آنسة ؟ نسيت كل شيء حول هذا الأمر , هل أكبح ميلي لمعاقبة أبنتي بالطريقة التي أرغبها؟".
" نعم هذا بالضبط ما كنت أريد أن تفعله".
" أنت أمرأة شجاعة يا آنسة مونرو , وليس عندك أي فكرة عما يمكن أن تحاول صوفي القيام به في المرة المقبلة".
" أذا كنت تمنحني حرية التصرف مع أبنتك يا سيدي البارون لا أعتقد أن صوفي ستكون متحمسة لمقاومتي".
" هل تعنين معاقبتها بنفسك؟".
" نعم , ولكن ليس بالطريقة التي تفكر بها , أعدك بأن لا يلحق صوفي أي أذى على يدي".
" أنني أعدل رأيي عنك يا آنسة , أن كلمة شجاعة خطأ وأبدلها بذكية".
" كلا لست ذكية يا سيدي البارون فقط منطقية".
هز البارون كتفيه العريضتين وألقى نظرة عجلى على ما حوله:
" وهذه الفوضى في الغرفة؟ سأساعدك , هل ترغبين بأن أطلب من ماريا مساعدتك على ذلك؟".
" أساطيع تدبّر الأمر , أرجوك ألا تكشف عن أي شيء مما حدث لأي شخص كان".
منتدى ليلاس
" سيعمل حسب رغبتك طبعا , صداع صوفي هذا الصباح كان مصطنعا كما شككت".
" ألم أقل؟".
" آه يا آنسة أعرف بأنك متحفظة جدا , وعلى الرغم من ذلك أنا لست تماما بدون حساسية ووضعك كان واضحا بالنسبة الي".
" أنا آسفة".
" لا تأسفي على شيء , من الأمور الحسنة أن يفهم واحدنا الآخر".
شقت نظراته طريقها الى عينيها لفترة قصيرة ثم فجأة رفعهما عنها وقال:
" يجب أن أذهب , لقد شاهدتني ماريا صاعدا الى هنا , ستخامرها الشكوك حول علاقتنا".
أزداد أحمرار وجه فكتوريا عمقا وعيناها اللتان كانتا تسددان سهما الى عينيه مالتا عنه وراحتا تفتشان عن شيء بعيد عن وجه البارون.
" يا آنسة".
بدأ البارون عبارته بهذه الكلمة التي قالها بقوة ثم رفع كتفيه بصورة مبهمة وأستدار وبدأ يهبط درجات السلم.
وعندما رجعت الى غرفتها كان الظلام قد خيّم على ذلك المكان وتيقنت أن عليها الأسراع بالأغتسال وتبديل ملابسها قبل موعد تناول طعام العشاء , كان عليها أن تصفف شعرها وتصقله , وأذا بالباب يدفع وينفتح وتقف صوفي في عتبة الباب محدقة فيها.
كانت جدائلها منفكة جزئيا وخصلة شعرها بارزة بشكل مضحك في كل جهة , كانت ملابسها غير منتظمة بينما قسمات وجهها تتسم باللمعان والأحمرار وتلتوي من شدة الغضب.
" أنت قطة شرسة أنت , حيوان قذر! أنظري أليّ أنت بغيضة!".
كانت معرفة فكتوريا المحدودة باللغة الألمانية كافية حتى تفهم بأن صوفي كانت تتفوه بعبارات وقحة عنها , تمالكت فكتوريا أعصابها وأصطنعت رفع حاجبيها , سألتها بهدوء:
" ماذا في الأمر يا صوفي ؟ هل هناك شيء على غير ما يرام؟".
عضت صوفي على شفتيها وأخذت أنفاسا عميقة مدركة أن فكتوريا غير مهيأة للأصغاء اليها بلغتها الألمانية , أطبقت قبضتها وقالت مهددة:
" أنني أكرهك! أنت كريهة الى أقصى حد , ولهذا فأن أبي سيطردك!".
وكان يشوب صوتها نسيج تنهدي مضطرم بالغضب – وضعت فكتوريا فرشاتها على المنضدة وتفحصت وجهها بدقة في المرآة زاعمة أنها تتفحص بشرتها ثم قالت لها بدون مبالاة:
" مهما يكن الأمر فأنك مضطربة !".
وأستدارت والأبتسامة ترتسم على وجهها لتواجه الأبنة وقالت:
" أنا الوحيدة التي يجب أن أكون مضطربة , أتعرفين ماذا حدث اليوم؟".
رفعت صوفي حاجبيها الداكنين وعندما ظلت صوفي تحدق فيها بملامح يشوبها التمرد أستطردت فكتوريا :
" عندما كنت خارج القصر مع والدك دخل شخص هذه الغرفة وقلبها رأسا على عقب , أليس هذا مروعا ؟ أعني من يرغب أن يقوم بمثل هذا العمل؟".
لم تجب صوفي بشيء ولكن أسنانها كانت مطبقة بأحكام , ثم أضافت قائلة:
" ولكن كما ترين قمت بتنظيف الغرفة وأعادة ترتيبها وأزالة الفوضى التي كانت منتشرة فيها , هذا العمل تطلب مني فترة طويلة , في الواقع كل فترة بعد الظهر".
شبكت أناملها وسألتها:
" الآن ما هو الأمر الذي يزعجك؟".
ألقت صوفي عليها نظرة شزراء وقالت بعنف:
" سترين ذلك خارج البيت!".
ولم تزد على ما قالته كلمة واحدة بل وأستدارت وأندفعت بعنف خارج الغرفة , أغلقت فكتوريا الباب وراءها ووقفت بضع لحظات تحدق في الفضاء وهي تتأمل ردود فعل صوفي وبلا مبالاة مميزة أستأنفت صقل شعرها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, ان مثير, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رويات, سمعا وطاعة, the reluctant governess, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية