لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


105 - سمعا وطاعة - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )

105- سمعا وطاعة - آن ميثر - روايات عبير القديمة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-11, 06:50 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 105 - سمعا وطاعة - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

105- سمعا وطاعة - آن ميثر - روايات عبير القديمة

الملخص

الطاعة والخضوع من الامور التي يكرهها الناس على أختلاف أنواعهم, فالخادم يكره أطاعة سيده والتلميذ يخضع لمعلمه مكرها.....
الا أن العالم ينقلب رأسا على عقب من دون طاعة هذا وخضوع ذاك. وفكتوريا التي رحلت الى أبعد مكان لتتفادى الرجل الذي يسيطر عليها ويدعى مرديت, فجاءت تعمل مدرسة لابنة البارون فون ريثستين, وجدت أن الفتاة لا تحب الخضوع كثيرا كما وجد البارون أنها هي لا تعشق الطاعة, وفي تلك القلعة المهجورة تقريبا, يحدث مد وجزر وتبرز الحكايات القديمة وأشباح الماضي ويعود مرديت...ويتقرر في اللحظة الاخيرة مصير فكتوريا!
منتدى ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 05-04-11, 06:53 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- في قطار االثلج


غادر القطار هوفستين في ساعة متأخرة من الظهيرة , الثلج الكثيف يحجب الرؤية فلا يكاد المرء يكاد يرى عبر نوافذ الحافلة الصغيرة.
وعلى الرغم من ذلك كان التواتر المستمر للعجلات مريحا , وركام الثلج المجلد يشكل قببا واسعة تدفع عاليا قممها القاسية شامخة بأزدراء أزالة الخط الحديدي.
حاولت فيكتوريا أن تقلب صفحات المجلة الشيقة التي في حضنها ومسحت الضباب عن الزجاج وحدقت بجهد ولكن محاولتها ذهبت سدى ولم تتبين ألا جزءا زهيدا من المنظر.
تنهدت وألقت بالمجلة جانبا وتبادلت الأبتسامة مع أمرأة مسنة يبدو عليها الأعياء صعدت الى القطار في هوفيستن ويظهر من السلة الكبيرة التي كانت تحتضنها أنها تسوقت بعض الحاجيات.
ولما كانت فيكتوريا لا تتكلم الألمانية بطلاقة والمرأة واضح أنها نمساوية فلم تحاول محادثتها مع أنها كانت تود سؤالها عن المسافة التي سيقطعها القطار لبلوغ ريشستين.
منتدى ليلاس
حاولت فيكتوريا الأسترخاء لتهدئة أعصابها بعد التوتر الذي أصيبت به منذ رحيلها عن لندن في اليوم السابق.
كان من المستحيل عليها أن تسترخي لأنها في لحظة تغلق عينيها يجول فكرها في جميع الجهات علها تجد أسبابا مقبولة لما وطدت العزم على القيام به.
وتساءلت : مقبولة ممن؟ منها نفسها أو من مرديت؟ ولم تفكر بمرديت وهو لم يظهر لها أكثر من أهتمام فاتر , على أن صورته كانت تقتحم مخيلتها مسببة هذا الشعور بالتوتر في تجاويف معدتها , عضت على شفتيها ثم تساءلت :
" هل كانت تصرفاتها سابقة لأوانها؟".
لو لم تؤمن لها عرّابتها هذه الوظيفة لكان بمقدور أناس آخرين أن يؤمنوا لها عملا آخر عنفت نفسها قائلة:
" لم تفكر الخالة لوري ألا في أنقاذي من تعاستي عندما قامت بهذه الترتيبات والذي تضمره لا يمكن أن يوصف بأقل من نكران الجميل , مما لا شك فيه أن مرديت كان متزوجا وأخفى هذه الواقعة عنها , ولا يمكنها أن تستمر في أرتباطها به أزاء هذا الأمر , كان عليه أن يلم بذلك عندما أخفى عنها زواجه , وتنهدت مسترسلة في تفكيرها.
كان عليه أن يبحث عنها عندما تراءى له أنها غادرت لندن.
رنت فيكتوريا ببصرها مرة أخرى الى النافذة , أنهم يقتربون من ريشيستن .
بدون ريب كان القطار يسير ببطء في هذا الطقس الرهيب ولكن لا بد من الوصول , هزت كتفيها بلا مبالاة وجمعت أمتعتها وألقت في حقيبتها المجلات التي أشترتها لتتسلى في رحلتها , وهكذا تكون مستعدةللنزول في محطتها عند بلوغها.
نهضت من مكانها وأضافت الى ثوبها الفضفاض الذي كانت ترتديه معطفا من جلد الغنم , تأكدت من نظرة عجلى ألقتها على المرآة في مقصورة القطار من تصفيف شعرها الأملس الكستنائي اللون , مع أن شفتيها لم تكونا مجملتين بالمساحيق لكنها وجدت أنه ليس ضروريا أن تبدو فاتنة لعملها مربية أبنة صاحب القصر , لم تكن جميلة بكل ما في كلمة الجمال من معنى , كانت صحتها الجيدة وبنيتها القوية تزيدان في قلق عينيها وفي محيط فمها الواسع.
جلست مرة أخرى ونزعت عنها قفازيها وتساءلت : من الغرابة أن أعمل مرة أخرى , عندما مات والدها وهي ما تزال طفلة ربتها خالتها لوري فلم تكن بحاجة لأن تحصل على عمل منتظم , لم يكن والداها ميسورين أذ كان أبوها معلما في مدرسة , تبرأ من والدتها أهلها عند أختيارها زوجها , على أن خالتها لوري كات تذهب الى المدرسة مع والدتها على الرغم من أنفصال فيكتوريا عن أسرتها نفسها فقد ظلت خالتها أعز وأخلص صديقة لوالدتها , طبعا قامت خالتها لوري بكل ما تستطيعه لتوفر لها السعادة , فقد ورثت عن زوجها المتوفي لقبا وأصبح وضع فيكتوريا كأبنة أخت الليدي بتنور مريحا جدا , أحست في بادىء الأمر بمرارة حرمانها من والدتها , ولكن عطف وحسن رعاية خالتها لوري ما لبثا أن بددا شعورها باليأس.
كانت فتاة ذكية وبعد أن أجتازت بنجاح أمتحانات الشهادة الثانوية ألتحقت بالجامعة وحصلت على شهادة في الغة الأنكليزية , أرادت أن تستند اليها لتحصل على وظيفة مدرّسة وأستشارت خالتها فهزأت بفكرتها وقالت بنبرات حادة:
" لا تضيعي وقتك في غرف المدارس , سافري الى الخارج وأستمتعي بمباهج الحياة وبعدئذ أذا رأيت أنك ترغبين حقا في التعليم فلك ذلك , لقد تحمّلت متاعب الدراسة في المدرسة وفي الجامعة فلا تضيعي شبابك يا فيكتوريا ؟".
ولكي ترضي عرّابتها من جهة ولأنها كانت لا تزال حديثة السن ومفعمة بالحيوية من جهة أخرى عملت بما أشارت به خالتها وأستمتعت بشبابها .
كان لخالة لوري شقة في المدينة ومنزلا ريفيا في منطقة البحيرات , كانت تقضي الربيع والصيف في لندن حتى تكون حاضرة في كل المناسبات الأجتماعية , أوائل الخريف ذهبتا في رحلة بحرية الى الجزر اليونانية حيث فتنت بسحر تلك البلاد الجميلة الحافلة بالأساطير والمغامرات العاطفية , ورجعت الى لندن ناضجة لما ستخبئه لها الأيام , وهناك ألتقت بشاب أميركي يدعى مرديت هموند وبدأت جميع مشاكلهما....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 06:54 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فتحت فيكتوريا حقيبة يدها وسحبت منها الظرف الحاوي على الرسالة التي حملتها الى النمسا , قرأتها مرة ثانية بأهتمام كبير محاولة أن تكتشف شيئا حول كاتبها , كانت معنونة بعبارة( قصر ريشيستين ) ومذيلة بتوقيع هورست فون ريشيستين , أنه لا يقل مرتبة عن البارون فعرّابتها أخبرتها بذلك نقلا عن أصدقائها في النمسا الذين أمنوا لفيكتوريا هذه الوظيفة.
أطلقت أبتسامة خفيفة وأجالت نظرها في ما حولها , ساورتها الشكوك عن السبب الذي دعا البارون فون ريشيستين أن يستخدم مربية في هذه الأيام التي أرتفعت فيها الأجور وقلّت ساعات العمل , على الأقل لم تكن تراودها أية أوهام حول المكان المنعزل , فقصر فون ريشيستين حيث سيتوقف القطار دقائق معدودة , أنتابتها رعشة وراودها القلق ولم يكن لها خيار في ذلك.
كانت أرتباطات عرابتها بآل فون ريشيستين قاصرة على صداقة في أيام الطفولة مع أبنة عم البارون الحالي وهي بارونة كهلة ذات أطوار غريبة , معظم أوقاتها متنقلة بين لندن وغيرها من العواصم الأوروبية مستفيدة من كرم ضيافة رفقائها.
والذي عرفته عن مقرها المقبل لم يكن مطمئنا , فموقع القصر المنعزل والمواصلات الصعبة وتربية بنت في العاشرة من عمرها أصابها منذ فترة وجيزة مرض الشلل منعها من متابعة دراستها في المدرسة الداخلية ثم شفيت منه بعدئذ والتقارير المتعلقة بها كانت رهيبة , كانت قرة عين والدها فهو يغضّ الطرف عن جميع أخطائها.
بعد مضي ثلاثة أشهر على شفائها أضطر لأستخدام مربيتين لم تستطيعا أقامة علاقات طيبة معها , حدث أحتكاك شديد مصم للآذان في عجلات القطار فأرتمت فيكتوريا على حافة مقعدها وظهرت علامات الخوف فأبتسمت المرأة في المقعد المجاور قائلة بأقتضاب وبنبرة قوية :
" ريشستين يا آنسة".
منتدى ليلاس
أطلقا فيكتوريا تنهيدة وأومأت شاكرة ونهضت.
فتحت فيكتوريا باب عربة الحافلة عندما توقف القطار وقفزت منها ثم أستدارت لتحمل حقيبتها.
على مسافة قصيرة من ساحة المحطة تراءت لها الأنوار المشعة في القرية الواقعة على سهل واسع مرتفع يكون فيه المشهد رائعا في نهار مشرق , على أن الثلج كان لا يزال يتساقط فأنتابها البرد والتعب وصاحت وقد آلمتها الأنفعالات النفسية والشفقة على نفسها , لم أكن أرغب في المجيء الى هنا بادىء الأمر , هل يعلم أحد بأنني مبللة وأرتعش من البرد وأكاد أموت متجمدة؟ فجأة سمعت صوتا غريبا لم تدر ما عساه يكون , كان صوتا مريبا صاخبا خشنا , بدأ الصوت يتجه نحوها , ربما كان شخص من القصر , أرتسمت أبتسامة خفيفة على شفتيها وتذكرت مشاهد السينما القديمة المرعبة عندما يكون هذا المدخل نذيرا بوصول الوحش المخيف.
أستعادت شجاعتها وعندما ظهر الحمال أمامها قدمت اليه تذكرتها وعلائم المرح تبدو عليها , تناولها الحمّال بصمت وكانت تعابيره متصلبة , قطبت فيكتوريا حاجبيها بلا مبالاة وأمتنعت عن سؤاله عن مكان تبيت فيه وخرجت من المحطة مترقبة ما حولها.
أصبح الصوت أكثر شدة يتردد صداه في الهواء البارد المكسو بالصقيع , ولم تكن مستعدة لتلقي ضربات الثلج الخفيفة المتطايرة حول وجهها, حجبت حبات الثلج الصغيرة بصرها فتراجعت الى الوراء وتعثرت فوق حقيبة سفرها وسقطت على ركام ثلج كثيف , شابها شعور بالمرارة عندما ناضلت لتنهض , وثب رجل من حافلة المحطة وجاء مسرعا اليها , ظنت في بادىء الأمر أن شعره أبيض على أنها تيقنت الآن أنه فضي جميل , كانت أهدابه وحاجباه سوداء وكانت الخطوط الكثيفة المحفورة قرب فمه تزيد في سني عمره , هز كتفيه ثم أنحنى ورفع حقيبة سفرها وحاول أن يكمل سيره عندما بادرته بالكلام:
" من فضلك لحظة".
أستوى الرجل في وقفته , تقلصت عيناه وقطب وجهه قائلا بلطف:
" أنت الآنسة فيكتوريا مونرو , أليس كذلك؟".
لوت فيكتوريا بعنف شريط حقيبتها اليدوية وقالت:
" ماذا لو كنت بالفعل فيكتوريا؟".
" تذهبين الى قصر ريشستين , أنني من هناك".
كانت فيكتوريا لا تزال مترددة , لم يكن يخامرها أدنى شك بأنه بالفعل من القصر كما يقول ولكنها لن تركن اليه في حال وجود أي أثر للفساد في تصرفاته , كانت قد نهضت ترتجف بشدة وهي ساخطة , قال بنبرة خفيضة جذابة:
" أرجوك المعذرة يا آنسة , لا شك أنك علمت بوجوب الأنتظار في المكتب".
ثبتت فيكتوريا كتفيها وألقت نظرة شاملة عليه بغضب , وأجابت بنبرة باردة:
" لم أكلف بالأنتظار في المكتب , ربما أخبروك بوجوب الحضور الى هنا في الوقت المحدد لملاقاتي".
تحدته عيناها السوداوان وفكرت بأنها لن تسمح لهذا السائق أن يوقفها عند حدها , ولئن كان الأمر كذلك فأن نظرتها المحدقة أصيبت بنظراته المتلألئة , فأرتسمت أبتسامة خفيفة على شفتيه , أغاظ هذا الجواب فيكتوريا, ربما كان بسبب مبادرتها الخرقاء غير المألوفة بينما ظل هو هادئا رابط الجأش , وتبين لها أنه كان جذابا فارع الطول , واسع الصدر ونامي العضلات , رمقته بنظرة أزدراء قائلة:
" كيف أتأكد من ذلك؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 06:56 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في تلك اللحظة ظهر الحمّال آتيا من جهة المكتب مدليا مصباحه وقد أزعجه صدى الأصوات المتصاعدة , حدق في الرجل الواقف أمام فيكتوريا ورفع قبعته محييا بأحترام قائلا:
" هذا هو السيد البارون".
وأنحنى بلطف , كان وضعه مختلفا جدا عن الطريقة التي تصرف بها مع فيكتوريا فأنتابها شعور عميق بالفزع عند سماع هذه الكلمات.
تابع الحمّال كلامه مع البارون بلغته الألمانية متحدثا عن اجو البارد الذي يلف المنطقة , تألقت وجنتا فيكتوريا بأحمرار شديد , أنه البارون بنفسه , لم يكن المتكلم معها السائق كما تخيّلت بل رب العمل.
كان في الثامنة والثلاثين من عمره أو في الأربعين على الأكثر عندما تابعت عرّابتها الدراسة في المدرسة مع أبنة عمه التي تبلغ الستين , وبينما كانت فيكتوريا تحاول أستعادة رباطة جأشها ووقارها تابع البارون حديثه مع حمّال المحطة ثم قال:
" ربما ترغبين بالدخول الى السيارة يا آنسة بعد أن تتأكدي من شخصيتي؟".
لزمت فيكتوريا الصمت ولم تجب بشيء أذ كانت تخشى أن ينزلق لسانها فيوقعها في المشاكل.
ثميزت غضبا أزاءه لأنه كان السبب فيما حدث لها , وضع البارون حقيبة سفرها في صندوق السيارة وأستدار ليجلس قربها ,وبينما كانت مستغرقة في التفكير قال البارون:
" أخشى يا آنسة ألا نتمكن من عبور الطرقات في هذا الوقت من السنة بدون ربط السيارة بسلاسل".
منتدى ليلاس
أومأت فيكتوريا برأسها بالموافقة ثم أجالت النظر حولها , شاهدت الثلج يضيء القرية جزئيا بينما كانا ينطلقان في موازاة الشارع الرئيسي . كانت الشاليهات ذات السطوح المنحدرة والمداخن التي ينبعث منها الدخان تعطي أنطباعا بالدفء والراحة , بدا لها أن الأهالي يصعدون في صفوف عبر مراعي الجبل المنحدرة ومجرد التفكير بأن هنالك أشخاصا يعيشون ويعملون بعث الدفء في نفسها وأحست بالأنتعاش يدب في أوصالها بدلا من الأستياء الذي أنتابها في بادىء الأمر , وأدركت أنها كانت فظة على نحو غير ضروري , حاولت أن تصلح سلوكها فتجرأت على القول:
" يجب أن أعتذر لك يا سيدي البارون , طبعا لم أكن أعلم بهويتك".
وأرتسمت أبتسامة خفيفة على فمها.
ألتفت البارون فون ريشستين وركّز نظره عليها ثم أعاد أنتباهه الى قيادة سيارته وقال بنبرة ساخرة يشوبها الغيظ:
" أفهم من ذلك يا آنسة أنكم تعاملون بهذه الطريقة الناس الذين ليسوا أرباب عملكم".
" طبعا لا نعاملهم هكذا , أنا لست فتاة سليطة اللسان".
هز البارون كتفيه الواسعتين بلا مبالاة قائلا:
" أنت يا آنسة حادة الطباع ولا أرى بأي طريقة ستصبحين من أفضل صديقات صوفي".
" صوفي؟ هل هي أبنتك؟".
" هذا صحيح".
أستوعبت فيكتوريا هذا الأمر.... أذن هذا الرجل هو البارون فون ريشستين , أنه أصغر كثيرا مما تصورته خالتها لوري وألا لما تحمست لأرسالها بعيدا عنها الى قصره النائي في أواخر الشتاء.
أجتهدت فيكتوريا في فتح الحديث فوضعت وشاحا فوق رأسها وقلادة حول عنقها وقالت:
" هل منزلك بعيد؟".
" أنه ليس بعيدا , لكن يجب أن أنبهك أنه ليس منزلا , أنه في الواقع قصر".
ثم ألقى نظرة عجلى عليها وأستطرد قائلا:
" هل أنت فتاة قوية يا آنسة مونرو؟ لا مكان في قصر فون ريشستين للنباتات الضعيفة ولوقايتها".
ضغطت فيكتوريا على شفتيها وتمتمت وهي تحبس أنفاسها :
" فقط للنباتات الحولية شديدة القدرة على الأحتمال".
سمعها البارون فأرتسمت أبتسامة خفيفة على شفتيه.
" بالفعل يا آنسة مونرو جميع الذين يعيشون فوق هذه الجبال أقوياء".
عندما أرادت أن تقطع الصمت بادرته بالسؤال:
" كم عمر أبنتك يا سيدي البارون؟".
" عمرها تسع سنوات وقريبا تبلغ العاشرة , هل أعتدت على تدريس أولاد في هذه السن؟".
تأملت فيكتوريا في سؤاله وأعترفت أخيرا قائلة:
" لم أقم سابقا بالتدريس مطلقا , عندي المؤهلات ولكنني لم أستعملها".
كان هناك صمت مطبق , ولما ألقت نظرة عجلى عليه متوجسة خوفا مما تبينته تراءى لها أنه كان يهز رأسه مذعنا .
" هل هذا الأمر سيء يا سيدي البارون؟".
طرحت هذا السؤال لتشير الى شهادتها العلمية لأن هذه الفكرة خطرت بعدئذ ببالها , نظر اليها البارون وقال بشدة:
" يبدو أن صوفي محكوم عليها أن تكون ثقافيا دون المستوى العادي".
رفعت فيكتوريا حاجبيها متناسية في غيظها شهادتها العلمية وقالت:
" ماذا تعني؟".
رفع البارون كتفيه العريضتين ببطء وقال مفسرا أقواله بصدر رحب:
" أنك ثالث مربية لها , الأولى كانت أمرأة في الأربعين من عمرها خبيرة في تعليم الأولاد ولكن لا تستطيع العيش في عزلة كما قالت , وتركت المهمة بدون أن تصل الى قبض أجور شهرها الأول , وكانت الثانية فتاة مثلك مع خبرة ثلاث سنوات قضتها في تعليم ولدين أكبر منها سنا وكان من المفروض أن تجد الوظيفة بالنسبة الى صوفي عملا سهلا , ولكنها أعتذرت عن قبول مهمتها بداعي أعصابها لا تستطيع تحمل هذا العبء وتركتها أيضا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 06:58 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ألقى عليها نظرة عجلى وأستطرد قائلا:
" والآن أنت يا آنسة , أنها وظيفتك الأولى في التعليم أنك تقرين بأنك لم تعملي قط وجلّ ما في الأمر أنك عشت حياة أجتماعية نشيطة , كيف تتصورين أن بأمكانك مواجهة قسوة الحياة في ريشستين بينما أخفقت مربيتان متمرستان؟".
" أفهم ما تقوله أنني أجمع ما تركه الآخرون بسبب العزلة , أنا لست خائفة من العزلة يا سيدي البارون".
" حتى ولو كانت هذه هي السنة الأولى في وظيفتك بالتدريس , ألا تفكرين بأنك ستحتاجين الى بعض الراحة بعد عملك طوال النهار مع صوفي؟ أننا نفتقر في ريشستين حتى الى اتلفزيون يا آنسة".
" يبدو أنك لا ترغب في توظيف مربية لصوفي".
" أنك لا تعرفينني جيدا بعد يا آنسة , يجب على الأنسان ألا يقفز الى الأستنتاجات".
أحنت فيكتوريا رأسها ولم تنبس ببنت شفة ولكن علائم الغيظ كانت بادية على محياها في حديثها مع الرجل , وصلا الآن الى قمة منحدر شاهق وشاهدت فيكتوريا واديا في الأسفل , كان ضوء القمر ينير تلك الأرجاء , وفي أقصى الوادي وراء المياه المتدفقة يجثم قصر فائق الجمال أبراجه تشبه أشجار الصنوبر الداكنة , بدأت فيكتوريا تلهث مذهولة مما لفت أنتباه البارون اليها فسألها بسخرية:
" أليس هذا القصر جديرا بأن يكون موضوعا لصورة رائعة؟ أليس فاتنا؟".
وضع البارون سيارته في مرآب داخل الأرض وبدأ بالأنحدار من ذلك العلو الشاهق الى الوادي متمتما :
" لا يمكن لأي أنسان أن يحكم على الأشياء من خلال مظهرها الخارجي".
منتدى ليلاس
حاولت فيكتوريا أن تفهم كلام البارون , من الغرابة أن حديثهما أصبح فجأة معقدا , وبطريقة ما كان في كلماته أكثر من مجرد سخرية وأخذ بها الفضول لحظة من الزمن , وما أن وصلا قاع الوادي وراحا يتسلقان الطريق المتجمد المؤدي الى القصر تملكها شعور بالرهبة.
دخلا القصر عبر بوابة ذات أبراج الى فناء داخلي مضاء بالمصابيح , ترددت فيكتوريا لحظة وأخذت تجيل النظر في ما حولها وأدركت أن البارونكان يحدق فيها ويزن ردود فعلها وقبل أن تتمكن من الكلام قال بنبرة جافة:
" هل هناك ما يزعجك؟ هل نسيت أبنة عمي تريزا أن تخبرك بأن أبن عمها البارون فون ريشستين هو تقريبا بحالة الفقر كالمزارعين الذين يعملون على أراضيه لقاء أجر معين؟".
كانت فيكتوريا في وضع المدافعة والمعارضة في آن واحد فأجابت بسرعة:
" لا أعتقد يا سيدي البارون بأن رجلا يتحمل نفقات مربية لأبنته هو شديد الفقر".
أرتسمت أبتسامة على وجهه وقال:
" ألا تعتقدين بذلك؟ حسنا سنرى , ألاحظ أنك تشعرين بالبرد , لا أستطيع أن أعدك بأكثر من نار موقدة وبطعام عشاء حار".
ضاقت فيكتوريا ذرعا ونفذ صبرها من سخريته وسارت أمامه , لم يكن هذا القصر بضخامة القصور التي شاهدتها في أنكلترا ل كان أشبه بكثير من المساكن المتوسط الحجم , ينبعث من النوافذ المنخفضة نور واحد أو نوران بينما الظلام يخيّم على القسم الأعظم من القصر , وصلا الى باب حديدي مرتفع , أسند البارون ذراعه على كتفها لتدفع الباب فأصبح في تلك اللحظة قريبا منها فتملكها شعور رهيب مرهف الى حد اللهاث ثم عاد الى مكانه فتلاشى منها ذلك الشعور , دخلا الى ردهة واسعة مضاءة بالكهرباء.
كان السقف عاليا وظليلا وهناك موقد ضخم تشتعل فيه جذوع أشجار كبيرة وكلبا صيد وثبا عند دخولها لتحية سيدهما وراحا يستشمان ثياب فيكتوريا بأرتياب , وبقيت هادئة في مكانها خوفا من أن يهاجمانها , شاهد البارون ملامحها المتجمدة فناشدهما الرجوع الى موضعهما قرب المدفأة , سألها بطرافة:
" أتفزعين من الحيوانات ؟".
" أتفزعين من الحيوانات ؟".
" حتما لا أخافها , وعلى الأقل في الحالة الطبيعية , أنها أضخم وأشرس من الكلاب العادية , أليسا كذلك؟".
رمقها البارون بنظرة غضب ومشى بخطى واسعة في أرض الحجرة الخشبية الملمعة وهو يصيح:
" ماريا ,غوستاف , أنا هنا".
كانت فيكتوريا غير راضية في الدنو من النار مع أنها كانت بحاجة للدفء , أجالت النظر الى ما حولها خائفة منتظرة ظهور أشارة , لكنهما لم يكونا الساكنين الوحيدين في هذا القصر السحري , لاحظت وجود التروس على الجدران والسيوف ورماح الصيد والنسيج المزدان برسوم وصور الناس والحيوانات الممسكة بعضها ببعض في معركة ضارية للبقاء.
وبينما كانت فيكتوريا تجيل نظرها في أتجاه السلم شاهدت ظلا يتحرك في الظلام , عرتها رجفة باردة تسربت الى عمودها الفقري, سارت نحو الباب الذي ولجه البارون فأذا بكلبي الصيد يمدان رأسيهما ويتصاعد الهرير من حنجرتيهما .... ومرت اللحظات العصيبة ولم يعد الكلبان يهرّان وكانت النار تشتعل متألقة في المدفأة وفي الرواق ماتت الظلال.
بتصميم ثابت تحركت نحو النار , فأذا قدّر لها أن تعيش هنا يجب أن تعتاد على هذه الحيوانات الضخمة , طبعا لم تكن تخاف الكلاب ولو أنها لم تتعامل معها قبلا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, ان مثير, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رويات, سمعا وطاعة, the reluctant governess, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية