لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-11, 12:00 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

3 – ما الذي اختلف ؟


حدق مايكل في الدراجة الزهرية اللون وقد غمره احساس بالارتياح العميق .
علق الشرائط البلاستيكية ذات اللونين الأبيض و الفضي علي جهتي المقود واضعا بذلك اللمسة الأخيرة علي عملية التركيب قبل أن يخطو خطوة الي الوراء ويصرخ قائلا :
" ملك الدراجات
كانت تلك الدراجة الثانية التي يعمل علي تركيبها ولن يتطلب تركيب الدراجات المتبقية الكثير من الجهد .
" البيتزا ".
دخلت كريستين الغرفة الرئيسية حاملة معها علبة مسطحة تفوح منها رائحة شهية .
" اسفة علي التأخير" ... قال الشاب الذي قام بتسليمها ان الطرقات زلقة للغاية ... كم تبدو ظريفة !
عندما رفع نظره اليها , وجدها تحدق في الدراجة وفي عينيها نظرة عززت ثقته بنفسه واحساسه
بعظمته , فشعر بأنه قادر علي تركيب مكوك فضائي .
انها تتحلي بقدرة غريبة علي حث أي رجل علي تخطي أصعب الاختبارات لمجرد أن يري نظرة الاعجاب هذه علي محياها
منتديات ليلاس
وجد مايكل في الجوع الشديد والرائحة الذكية التي تفوح من البيتزا قوتين مجتمعتين تجعلانه عرضة للتأثر أكثر
مما يرغب ... فقد نجح حتي الان في العيش في عالم لا يحتاج فيه لتقدير أي شخص وهو ينوي أن يبقي الحال علي ما هو عليه .
" انها تذكرني بالدراجة التي يستعملها القرد في السيرك".
وشبك ذراعيه فوق صدره وكأنه يريدها أن تري فيه الرجل القوي وليس ملك الدراجات .
" ألا تجد أن الربط ما بين الأمور مضحك بعض الشئ ؟ القرود والدراجات الثلاثية ".انها صورة ظريفة
ليس هذا ما قصده ! أتراها أساءت فهمه عن عمد ؟؟ نظر اليها وهي تحمل علبة البيتزا بيد وتدفع بيدها الأخري السترات الجديدة نحو الطرف الاخر من الطاولة . وبينما كانت تضع علبة البيتزا علي الجهة الفارغة من الطاولة , قطب مايكل جبينه استغرابا .
ما الذي اختلف ؟ لم يعد يراها رزينة بقدر ما كان يراها من قبل . فقد رمت تلك السترة الأنيقة في مكان ما , مع أن الحرارة في هذا البناء القديم المعرض للرياح العاتية لم تشهد أي تغيير .
كانت دقة ملاحظته في ذروتها في تلك اللحظة اذ وجد صعوبة في منع نفسه من تأمل قامتها , خاصة بعد أن خلعت عنها تلك السترة السميكة .
كانت مفاتنها بارزة جدا بالنسبة الي امرأة رقيقة البنية مثلها.
منتديات ليلاس
وتنبه فجأة الي أمر اخر . كانت تضع أحمر شفاه شفافا ذا بريق لامع , بعيد كل البعد عن الأحمر الفاقع الجرئ ...
لم يكن بمقدور الرجل أن يفكر وهو ينظر الي هاتين الشفتين الا في أمر واحد فقط ... لقد حذره حدسه بألا يعود الي هذا المكان وألا يراها ثانية ...
لكن ما الذي حثه علي دعوتها علي العشاء وجعله يشعر بالازعاج الشديد والاحباط عندما رفضت الخروج معه ؟
كان الأمر في غاية البساطة , فقد وجد في تلك الدراجات الهوائية خيارا أفضل من تمضية الأمسية وحيدا أمام شاشة التلفزيون ...
قالت له وهي تضع كرسيين أمام الطاولة :
"خذ استراحة "
تردد قليلا في الانضمام اليها ,... ما الذي دفعها الي وضع أحمر شفاه ؟
انه الدافع نفسه الذي يحث أي امرأة علي وضعه ... لم يرق له هذا الاستنتاج اذ وضعته لتلفت الرجل الي شفتيها..
فهذه الفتاة التي ترتاد النوادي الأدبية تملك شفتين تثيران الدهشة بقدر قامتها ... شفتان ممتلئتان ومثيرتان ... أخذت قضمة من البيتزا وعلي وجهها امارات البراءة وكأنها لا تدرك أبدا أنها نجحت في لفت انتباهه اليها ... أغمضت عينيها اللتين عكستا ما فاق بالنسبة اليه لذة الاستمتاع بقطعة صغيرة من البيتزا
قضم قضمة من قطعته ووجد طعمها تماما كما توقع . كان مذاقها أشبه بمذاق الكرتون ولا يستحق أبدا الأنين الخافت الصادر عنها ..
كان اسمها كافيا لجعله يتوقع مفاجـة أو أثنتين ... لم يكن اسمها قديم الطراز أو يوحي بالجدية .. بل كان اسما مميزا بدا مألوفا في ذهنه وكأنه يعرفها تمام المعرفة ... كان يعي أن الاسم يتحلي بنفحة شعرية وكره نفسه بشدة لمجرد تفكيره في الأمر ... اذ لم يضيع لحظة واحدة في التفكير في معني اسم كاليبسو رغم أنه أكثر غرابة ...
لعله من الأفضل أن يفكر في اسمها بدلا من شفتيها .. دفعته هذه الفكرة الي النظر من جديد الي شفتيها وهي تقول فرحة :" أظن أنها أفضل بيتزا في تريمونت ".

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 07-04-11, 12:02 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

هل كان كلامها صحيحا ؟ قضم قضمة أخري من البيتزا آملا أن يتمكن من مقاومة ذلك الضعف الغريب الذي سيطر عليه ... كان كلامها صحيحا .... ففي لحظة من الصفاء أدرك أن البيتزا لذيذة المذاق إلي حد لا يقاوم ... حدق بشغف في الدراجات الثلاثية , ثم نظر بطرف عينه إلي ثغرها قبل أن يضع علبة البيتزا جانبا بكل ما أوتي من قوة ... لم يكن ثغر تلك المرأة يوحي الا بالاغراء ... ثغر حرك في داخله جوعا شديدا لا يمكن لقطعة بيتزا أن تسده ... ثغر جعله يعي مدي احساسه بالوحدة والفراغ وأثار فيه توقا لا يقاوم .
وتنبه في تلك اللحظة الي أمر في غاية الأهمية : لقد انطوي علي نفسه وانعزل عن الناس لفترة طويلة جدا ما جعل فتاة مثلها تنجح في دفعه الي التفكير في أمور مماثلة .. انها أفكار لا تخطر في بال رجل بات غريب الأطوار من شدة بؤسه .. وكأن رحلة عذابه الطويلة لم تبلغ نهايتها بعد .
حدق مايمل لبعض الوقت في يديها ! يستحيل أن تخونه عيناه .. فقد رأي طلاء لامعا علي أظافرها المقلمة بعناية , مع أنه كان واثقا تمام الثقة من أن أظافرها لم تكن مطلية من قبل ..
لا يعقل أن تخلع المرأة سترتها وتطلي أظافرها وتلون شفتيها فقط لتأكل البيتزا
" حسنا , أظن أنه من الأفضل أن أعود الي العمل "!
نهض مايكل من مكانه ومسح يديه بسرواله متجاهلا عن عمد نظرات الحزن في عينيها .
" علي أن أنهي تركيب الدراجات .. لم يتبق أمامنا سوي 40 يوما قبل حلول عيد الميلاد ".
لم يكن لديه أدني فكرة عن عدد الأيام المتبقية قبل حلول عيد الميلاد ..
صححت كلامه علي الفور :" تسعة وثلاثون يوما ".
"أقل حتي مما كنت أظن ".
وخطا خطوة بعيدا عنها ... فسألته قائلة :" ألم تعجبك البيتزا ؟"
لم تخف في بادئ الأمر اعجابها الشديد بمهارته في تركيب الدراجات , وها هي الان تبدي قلقها عليه لأنه لم يأكل البيتزا ... لم يعامله أحدا بهذه الطريقة منذ رحيل أمه ... ولحسن الحظ أنه لم يدرك قبل هذه الليلة مدي شوقه لأن يظهر أحدهم اعجابه به , ويقلق عليه
علي الرغم من أحمر الشفاه الذي وضعته , كانت هذه الفتاة توحي بالحب العذري الأفلاطوني الذي ينتهي باصطحابها لمقابلة والدته . لكن والدة مايكل لم تعد علي قيد الحياة لتتعرف اليها ... وانتابه فجأة ألم حاد لاسع : فقد خيب مايكل ظن أمه في الماضي ولم يصطحب أيا من صديقاته الي منزل العائلة ليعرفها اليها ... شعر بحاجة ملحة للتحرر من هذا الموقف الذي ولد في ذهنه تلك الأفكار المزعجة المتمردة والموجعة ... لكن الأمر سيكون أصعب مما توقع ..
كانت كريستين تحدق فيه بعينيها الواسعتين وخشي أن تكون من النوع الذي يأخذ الأمر بصورة شخصية اذا لم تعجبه البيتزا .. فأخذ قطعة ووضعها في فمه وراح يمضغها بصوت عال
راحت كريستين تراقب تصرفاته البربرية والبؤس باد علي وجهها فحاول أن يقنع نفسه بأنه أمر جيد ..
قال بعد أن نجح في نهاية الأمر في ابتلاع طعامه :" أحب البيتزا ".
لقد نجحت كريستين موريسون الهادئة الطبع في اضعافه من دون أن تبذل أي جهد ... في حين أنه في حاجة ماسة الي الحفاظ علي كل ذرة من قوته ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة بسلام ..
ألا يفترض بالرجل القوي أن يكون بعيدا عن التأثر ؟ والرجل البعيد عن التأثر يعيش في عالم ضبابي بحيث لا تثير انتباهه الشفاه المكتنزة و النظرات القلقة والسترات المرمية جانبا .
قال لها بعد تفكير ملي :" أنا مرتبط .. من الأفضل أن تعرفي هذا عني".
"أرجو المعذرة؟"

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 07-04-11, 12:04 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم تغب عنه النبرة المخنوقة في صوتها الا أنه تمالك نفسه وأجابها قائلا: "خطر لي أنه من الأفضل أن تعلمي "
"مرتبط بماذا ؟"
"أنت تعلمين ..."
" كلا ... أخشي أنني لا أفعل سيد برويستر .. ربما بامكانك أن توضح لي الأمر ".
سيد برويستر .. كانت هذه خطوة جيدة الي الوراء بعيدا عن أحمر الشفاه الموضوع حديثا ... فلم يجد أمامه سوي أن يمضي قدما .
" حسنا .. عندما دعوتك منذ قليل علي العشاء , قلت انك لا ترغبين في مواعدة أحد .. وأنا مرتبط ولا يمكنني مواعدة امرأة أخري .
لم يكن بمقدورة أن يتكلم بوضوح أكثر ...
" لا يفترض بالرجل المرتبط أن يدعو امرأة أخري علي العشاء ... ولا تظن أن الأمر يهمني ... أظنك تذكر جيدا أنني رفضت دعوتك رفضا قاطعا ".
من الأفضل ألا تدرك أبدا مدي تأثير شفتيها فيه , خاصة ان كانت تنظر اليه علي أنه سافل متعجرف , وهو أمر ليس بغريب عنه
" رفضت دعوتي وسارعت بعدها الي وضع أحمر الشفاه ".
ولاحظ أن الوهج في عينيها بدأ يأخذ منحني خطيرا فوجد أنه من الحكمة ألا يشير الي أنه لاحظ اختفاء سترتها والطلاء علي أظافرها ...
" أتظن أنني وضعت أحمر الشفاه من أجلك ؟"
منتديات ليلاس
نهضت من مكانها بسرعة فائقة فأوقعت الكرسي الذي كانت تجلس عليه ... وراحت تارة تكور يديها وطورا تبسطهما , ما ساعده علي تأمل طلاء أظافرها الشفاف المائل الي الزهري مليا . ولفت انتباهه أيضا بقعة من صلصة الطماطم علي قميصها فأقر في سره أنه المسؤول عنها .. ولعل أكثر ما أثار دهشته هو أنها لم تحمر خجلا أو تنطوي علي ذاتها عندما واجهها بمسألة أحمر الشفاه فقد ظن أنها ستتعامل مع نبذه لها كالفأرة الصغيرة , واذا به يجد نفسه أمام نمرة , نمرة غاضبة
ولسوء حظه , شعر في تلك اللحظة برغبة جامحة في معانقتها أكثر من أي وقت مضي ...
" لم أسمع في حياتي كلاما أكثر غطرسة ووقاحة ".
خطر له أن الأمر سينتهي به مع بقعة من صلصة الطماطم علي قميصه أيضا .. أتراها مدت يدها بحثا عن قطعة البيتزا قد تؤذيه ان رمته بها ؟ كلا , لا يمكن أن تكون من النوع الذي يحب أن تلحق الأذي بالاخرين ..
الرجل المرهف الحس الذي لا يراعي شعور الاخرين , سيعتذر حتما عن الخطأ الذي ارتكبه حين صور له غروره أنها تبرجت من أجله
منتديات ليلاس
غير أن مايكل ااستنزف كل ذرة من قدرته في الحفاظ علي الذات كما أنه لا يعرف معني الرقة ... وأدرك أنه يتوق الي أن يعرف الي أي مدي يمكن أن تفاجئه كريستين , وان كانت تتحلي بما يلزم من الجرأة لترميه بالبيتزا.
سألها بنبرة مشككة :" هل وضعت أحمر الشفاه لتأكلي البيتزا ؟"
مكثت مكانها لا تحرك ساكنا فأدرك علي الفور أنه لم يستفزها كما كان ينوي أن يفعل بل جرح شعورها . لم تمد يدها لتلتقط علبة البيتزا , مع أنه يستحق أن تلقي بالعلبة علي رأسه بسبب كلانه الجارح . لكن وعوضا عن ذلك , تلاشت امارات الغضب عن وجهها وأخذت شفتاها الخادعتان ترتجفان بينما راحت عيناها تطرفان بقوة
ما الذي سيفعله ان انفجرت بالبكاء ؟ أراد أن يظهر أمامها بمظهر السافل المتعجرف وليس أن يظهرها في مظهر المرأة ذات العيوب . هذا هو السبب الأساسي الذي يحول دون ارتباط أمثاله من الرجال بامرأة من هذا النوع , كانت كريستن حساسة للغاية والاستسلام للرغبة الجامحة في معانقتها سيشكل حتما كارثة .
"لم أضعه من أجلك ".

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 07-04-11, 12:06 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وأضافت شاهقة :" هذا سخيف ... فمن ينظر الي يدرك في الحال أن رجلا مثلك لا يعقل أن يجدني جذابة حتي وان كسوت شفتي بطبقة كثيفة من أحمر الشفاه
بدأت الأمور تخرج عن المسار الذي رسمها لها . لكن ان قال لها الان انه يجدها فاتنة فلن تصدق كلامه وسيخيل اليها انه يحاول أن يخفف عنها ... فارتأي أن يسلك طريقا أكثر أمانا قائلا لها :" لم تكن شفتاك مكسوتين بطبقة كثيفة منه ".
انهمرت دمعه من عينيها وشقت طريقها بحزن نحو خدها , فمسحتها بغضب ..
تابع مايكل كلامه قائلا :" لم تكن طبقة أحمر الشفاة كثيفة بل موزعة بشكل متوازن "
لم تظهر علامات الاطمئنان علي وجهها
" لعل صديقتك تعرض الأزياء للمجلات الخاصة بالرجال أو تظهر علي الأقل في اعلانات الملابس الداخلية .
وعلت الحمرة خديها وانهمرت الدموع غزيرة من عينيها ...
" ليس لدي صديقة ".
وندم علي الفور علي ما قاله لأنه وجد في الكذب خير مخرج له من هذه الورطة ... صديقة .. كان بامكانه العودة الي تركيب الدراجات التي وجد فيها متعة غريبة , بدلا من تعقيد الأمور والحديث عن أحمر شفاه كريستن أو تنهداتها أثناء التهامها البيتزا .
قالت له وهي تبتعد عنه واضعة يدها علي قلبها وكأنها تحميه منه:
" يبدو أن الأمر لا يتعلق بكونك مرتبطا أم لا بل يتعلق بما اذا كنت ترغب في الارتباط بفتاة مثلي أم لا "
" كلا ".
" فتاة مثيرة للشفقة تهوي ارتياد النوادي الأدبية , وتضع أحمر شفاه لتلفت انتباه شاب يرتدي سترة جلدية ويقود سيارة رياضية , شاب ذو عينين خضراوين ساحرتين .. شاب كريم النفس اشتري خمسين سترة من أجل الأطفال المعوزين .
عيناه ساحرتان ؟ أتراها تقصد عينيه؟ لابد أنها تمزح , لكن الوقت ليس مناسبا للضغط عليها في هذا الشأن .
قال لها بحدة :" لست مثيرة للشفقة يا كريستن .. هل جننت؟"
طأطـت رأسها بحزن وأجابته :" مثيرة للشفقة ومجنونة ".
أطلق مايكل شتيمة لا يمكن لأي من أعضاء جمعية بابا نويل السرية أن يلفظ بها . وعندما تقدم منها , أدارت له ظهرها وفرت منه .
كان رد فعلة نابعا من غريزته فلحق بها وأمسك بكتفيها وأدارها نحوه .. بدت أمامه أشبه بهرة صغيرة وهي تقاوم للافلات من قبضته .. ومع ذلك , تسني له أن يلامس بشرتها الطرية , الناعمة ..
أنزل مايكل يديه الي جانبيه وقال لها بهدوء بنبرة بدت نابعة من القلب :" لا يتعلق الأمر بك يا كريستين بل بي أنا"
سألته والعجرفة البادية في نبرة صوتها لا تخفي خطورة الجرح الذي سببه له كلامه الوقح :"لم أشعر وكأنها قصة حياتك ؟"
بدا واضحا أنه يفتقر الي الخبرة علي صعيد العلاقات الاجتماعية اذ اكتفي خلال السنوات الماضية بمواصلة التنفس بغية البقاء علي قيد الحياة .. كان الوجع الذي ينغص عليه حياته عظيما بحيث يصل الي الاخرين ويؤثر فيهم حتي لو لم يشأ ذلك

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 07-04-11, 12:08 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

" كريستن!"
شئ ما في طريقة لفظه لاسمها جعلهما يتسمران في مكانهما ...
وأدرك تماما ما سيحصل لاحقا وتمني لو يستطيع أن يوقف عجلة الزمن لكنه عاجز عن ذلك . وسمع صوتا عميقا يقول :" تعرضت لحادث رهيب . ولهذا السبب لم أعد حرا"حادث؟"
أمر نفسه بالتزام الصمت .. لم يخبر أحدا عن الحادث .. لا أحد علي الاطلاق .. لم يكن قادرا علي تحمل نظرات الشفقة والعبارات المبتذلة ... لم يكن قادرا علي تحمل ذلك ...
" انهار عالمي كله ... أمي , وأبي وأخي .. ولم يعد لدي ما أقدمه للاخرين الا الأذية , تماما كما أذيتك هذا المساء
منتديات ليلاس
اصمت ... أتوسل اليك أن تصمت .. لكن الصوت استمر في الكلام وكأنه كان ينتظر اللحظة المناسبة ليعبر عن مكنونات قلبه , تماما كما تنتظر المياه اللحظة المناسبة لتنفجر وتكسر السد
" انه أول عيد ميلاد يمر علي من دون أفراد عائلتي ولا أعرف كيف سأتمكن من تحمل هذه الفترة ..."
وماتت الكلمات في حلقه وخيم صمت مطبق عليهما..
لزمت كريستن الصمت لفترة طويلة , ومع ذلك لم يجد في صمتها مصدرا للازعاج .... لم يكن يتأمل الان شفتيها بل عينيها ... كانت عيناها الرماديتان تنطويان علي سحر غريب لا يستطيع الرجل مقاومته ...وعندما قررت في نهاية المطاف أن تخرج عن صمتها , لم تتفوه بالكلمات التي كان يخشاها ولم تقل له أنها اسفة ولم تسأل عما حصل .
قالت له بنبرة قوية تتناقض كليا عن قوامها الرقيق :" أعرف الوسيلة الأفضل التي ستساعدك علي تخطي هذه المرحلة
أليس من الغباء أن يصدق كلامها ؟ ومع ذلك , قرر أن يثق بكلامها ويصدق الهدوء والقوة الكامنين في تلك العينين ..
مسحت شفتيها بكم قميصها وكأنها تحاول أن تمحو حقيقة أنها رغبت في لفت انتباهه فشكلت هذه الحركة اعترافا واضحا منها ..
والمضحك في الأمر هو أن ما فعلته لم يغير شيئا البته .. اذ بجت شفتاها أكثر اغواء من ذي قبل مع أنها مسحت أحمر الشفاه عنهما ...
جل ما تمكن من رؤيته علي وجهها هو امارات الحنان والعطف ..
كيف تمكن من أن يلحق الأذي بامرأة تتولي ادارة جمعية بابا نويل السرية "
وتنبه فجأة الي أن يقوم بشئ بسيط من أجله ,شئ بعيد عن الأذية , ويمكن أن يعوضها عن الجرح الذي سببه لها .يمكنه أن يجعلها تدرك أنها فتاة جميلة وفاتنة وتتحلي بشفتين ساحرتين .. لكن لا جدوي من الكلام الأن .. فهي لن تصدق أي كلمة قد تصدر عنه ..
منتديات ليلاس
مال نحوها قليلا فتراجعت علي الفور تماما كما توقع . الا أنها ما لبثت أن فاجأته وهي تتقدم نحوه وتقف علي رؤوس أصابعها لتلامس خده بحنان . كانت لمسة سريعة جدا أشبه بلفحة أجنحة الفراشة للورد ... لمسة أكثر حلاوة مما توقع فتركته في حاله من الذهول .. ومع أن جسديهما لم يتلامسا الا أنه أحس بنفسه مترنحا وكأن هزة أرضية زعزعت كيانه كله , فتصدعت الجدران الشاهقة التي بناها حول نفسه .
قالت له بصوت رقيق :" لعلك تملك قدرة علي العطاء تفوق تصورك .. وهذه هي أفضل طريقة لتخطي هذه المرحلة ".
أراد أن يؤكد له أن كلامها غير صحيح لكن لمستها البريئة جعلته يحبس أنفاسه .
وعندما بقي صامتا سألته :" ماذا تسمي الخمسين سترة ؟ أليست عطاء؟"
هز كتفيه وتراجع خطوة الي الوراء وقد ظهر عليه الانزعاج .
أجابه وقد نجح أخيرا في استعادة قدرته علي الكلام :" هذا النوع من العطاء غاية في السهولة ".
" لو كان سهلا فعلا , لما وجدنا أطفالا يعانون من العوز ..."
بدا عليها فجأة الارتباك . فنظرت الي ساعتها وعلت الحمرة خديها من جديد فأصبحا أشبه بمنارة تضئ درب رجل أضاع روحه وسط البحار ...

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, روايات مترجمة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, قلب يحتضن الجراح, كارا كولنر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:29 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية