كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وشعر مايكل بأنه تلقى اعظم هدية على الاطلاق فقد اعترف في قرارة
نفسه بأن الحياة لم تدب في جسده يوم انتشلوه من عرض البحر بل يوم
دخل مكتب جمعية بابا نويل السرية .فمنذ ذاك اليوم, استعاد أنفاسه
ومشاعره ورغبته في الضحك .كما عاد يشعر بالبرد, واضطر الى شراء
سترة شتوية .كانت هذه الامور كلها تدل على أنه مازال ينبض بالحياة.
لكن البقاء على قيد الحياة لا يكفي وحده...
عليه ان يذهب الى كريستي حاملاً قلبه بين يديه, و يسألها ما إذا كانت
مستعدة للمجازفة والوقوع في حبه: فهذه المسالة تفوق من حيث اهميتها مسألة البقاء على قيد الحياة.قبل بضعة أيام من حلول رأس السنة ,بات مايكل قادرا على رؤية ما
يخبئه له المستقبل .كان يحلم بمنزل صغير وامرأة فاتنة رمادية العينين,
والكثير من الاطفال. كان يحلم بأطفال يستيقظون باكراً صباح الميلاد
ويفتحون الهدايا فيما اصوات الفرح والحماسة تملأ المنزل. كان يحلم
باللحظة التي يحين فيها موعد فتح الهدية الأخيرة والتي تتمتع بأهمية خاصة...
لهذا السبب بالذات, اولى مهمته الجديدة اهتماماً خاصاً واظهر,
بطريقة او بأخرى كفاءته اكثر من اي وقت مضى.
في الماضي كان رجلاً ساحراً سهل المعشر. كان يحب اللهو,
والحفلات, والرحلات مع شقيقه واصدقائه, ومباريات كرة القدم فضلًا
عن اللقاءات مع افراد العائلة .وكان قانعاً بكل ما قدمه له العالم ,ولا
يبحث عن شيء يفوق ماهو قانع به. كان عالمه يدور حوله فقط.
وفجاة, ظهرت كريستي في حياته كريستي التي تختلف عنه من
نواح عدة فعالمها يتمحور حول مساعدة الاخرين, وتغير العالم وجعله
اكثر اماناً وزرع الحب في الاماكن القاحلة في حين أنها تحاول أن تقنع
نفسها بأنها لا تؤمن بالحب..
لقد نسيت, في مكان ما, على درب حياتها حاجاتها ورغباتها,
وأصبحت تخشى أن تسال عنها.
كان عليها أن تكون أكثر أنانية ,وهو أقل أنانية .وجعله العمل الذي
يقوم به يشعر بأنه جدير بحب تلك المرأة ,وجدير بأن يصبح اباً ويعلم
اولاده ان يكونوا مواطنين في عالم اكبر.
ما افتتاح مركز غرانت بايكر للمطالعة الذي سيقام في الغد سوى
البداية .وهو ينوي ان يستعمل النقود التي تلقاها من شركة التأمين وورثها عن والديه وشقيقه, للصالح العام فقد أدرك, اخيرا أنها نعمة وليست نقمة ,ووجد السبيل المناسب لاستثمارها.
لن يشتري اجهزة تلفزيون او سيارة فخمة او ملابس جديدة. كلا
سيستثمرها في مشروع اكثر اهمية: سيشتري المبنى الشاغر في الجهة
المقابلة. صحيح ان حالته اسوأ من حال هذا المبنى لكنه سيتمكن من
تعليم الشبان كيف يهدمون البناء ويعيدون ترميمه اثناء هذه العملية,
سيتسنى لهؤلاء الفتيان الذين تبددت امالهم بسبب الفقر, وانعدام
الفرص, وسوء التعليم, ان يطوروا انفسهم من جديد.
كان ينوي ان يحول المبنى الجديد إلى مركز ال برويستر للتدريب على
المهارات, ليتمكن من تعليم هؤلاء الشبان أصحاب الأحلام الكبيرة,
كل مايرغبون في تعلمه. يمكنه الاستعانة بخبراء لتعليمهم المهارات التي
يجهلها .وقد اكتشف خلال الأسبوعين الماضيين أنه مدرس بارع,
خاصة مع الأشخاص التواقين الى هذا الحد من التعلم.
انما عليه ان يضع احلام المستقبل جانبا في الوقت الحالي اذ تنتظره
مهمة مختلفة مهمة لا يملك ادنى فكرة عنها.
|