لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-10, 08:01 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظر دون كارلوس ألى شقيقته بشذر قائلا :
" كفى! ما حدث قد حدث , أنه القدر ولا أحد يستطيع أن يعانده ! فلنتناول طعام العشاء!".
" حسنا , كما تشاء يا عزيزي كارلوس , أنه القدر ! لكن من المتوجب على رايك أن يبذل قصارى جهده للجلوس معنا ألى الطاولة , نحن نفهم ونعي الصعوبات التي يواجهها ونسامحه على تصرفاته".
كانت أيزابيل تجلس ألى المائدة قبالة أنجي , ويدها تلعب بكأس الشراب أمامها بتوتر ظاهر , توجهت لأنجي بالقول ببطء شديد وأصرار :
" على أنجيلا أن تغريه بالأنضمام ألينا , هل تظنين بأنك سوف تتمكنين من تسييره ؟ فهو , كما قالت عمتي , صلب الأرادة وبأمكانه المعاندة كالثور , هل تظنين أنك قادرة على هذه المهمة ؟".
" هناك مثل أنكليزي يقول : أن الأنسان يتعلم السير قبل أن يتعلم الجري , ومريضي هو أنسان أعمى ويعيش في الوقت الحاضر في عالم يختلف كثيرا عن عالمنا , أنه يعيش في عالم من الأصوات والأحاسيس عليه أن يتعلم الخروج منه , أذا شاء أحد منكم أن يستكشف هذا العالم , فما عليه ألا أن يضع ضمادة على عينيه ويحاول السير في غرفته الخاصة , صدقوني , أن تجربة من هذا النوع ستكون مخيفة وصعبة , خلالها يفقد الأنسان أحساسه بالمكان والزمان فلا يعود يرى جدران الغرفة مثلا ويصبح خائفا على الدوام من أن يصل ألى الحافة ويقع , طبعا الحافة هنا وهمية لأن الأحساس بحدود المكان لم يعد يضبطه النظر".
منتدى ليلاس
حدقت أيزابيل بأنجي والشعور بالكراهية باد عليها , وقالت :
" أرى أنك فكرت كثيرا بموضوع رايك , هل طبقت هذه التجربة على نفسك؟".
" نعم , لقد أرغمت نفسي على البقاء بضع ساعات في ظلام كامل , ورغم أنني كنت أعلم أن بمقدوري أنتزاع الضمادات ساعة أشاء فقد كانت التجربة مرعبة , رايك لا يستطيع أن يفعل هذا , عليه أن يعتاد على الظلام الدائم ,وبما أنه كان شخصا ديناميكيا , فقد شكل هذا الموضوع صدمة نفسية قوية له , ورايك ......".
قاطعتها مايا وهي تقول بتأثر :
" لو.... لو كنت مكان رايك , لرغبت في الأنزواء بحزني وألميبعيدا عن الناس ".
" أنا , من ناحيتي , لن أشجع رايك على القيام بعمل كهذا , عليه أن يتعلم قبول عاهته كتحدّ , كمعركة عليه أن يخوضها بنجاح , لقد ألتحق بالجيش لأنه وفر له هذين الشيئين : التحدي والمعركة , وعندما يتقبل الفكرة القائلة بأن عاهته يمكن التغلب عليها , عندها سوف يتغلب عليها بشكل كامل وفعال".
فسألتها مايا والدموع تترقرق من عينيها :
" هل تعتقدين فعلا بأنه سوف يقاتل في هذا السبيل يا أنجي؟ أنا أحب أن أراه ثانية في بذلته العسكرية , كانت تناسبه تماما ! ما زلت أتذكر عندما كان هنا في أجازة , وذهبنا لتناول العشاء في كاستيللو دو مارديفال , فهناك قدمته ألى رودي".
قطعت كلامها فجأة وراحت تحدق في الحساء الموضوع أمامها , وشاهدت أنجي دمعة تنساب على خدها , ثم أستطردت قائلة :
" أنا لم أعد أستطيع الأحتمال , تكون الحياة ولا أجمل ثم , فجأة تنقض من السماء غيمة لا أدري من أين تأتي وتهدم كل الآمال التي يكون بناها الأنسان , أنا ما زلت أنتظر تتمة هذه المصيبة كما لو أن لعنة قد حلت علينا".
" كفى".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 08-11-10, 08:13 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ضرب دون كارلوس الطاولة بكفه فقفزت الأقداح وصحون البورسلين الصيني الفاخر :
" أنا أمنعك من التحدث بهذه الطريقة , تعالي , مايا , أكملي عشاءك وحاولي أن تطردي هذه الأفكار من رأسك , أنسي عازف الغيتار الشاب هذا ! أنه ليس لك! لقد قلت هذا ويجب أن تحترمي كلمتي!".
أعترضت قائلة :
" أنا لم أعد طفلة !".
" لقد أمرتك بأن تنسيه ! نحن عائلة متدينة تحيا بخوف اله عز وجل , لقد سبق وأبلغتك والآن أكرر القول: أنا لن أسمح لهذا الشاب الذي ترك زوجته من دون سبب بدخول عتبة هذا المنزل , فليكن كلامي واضحا وللمرة الأخيرة!".
منتدى ليلاس
" لم تكن لتعلم بهذا الأمر لو لم تنقله أليك أيزابيل , أنها تسر وتفرح عندما تشي بي , لقد كانت هكذا دائما".
" أنا أقدر العمل الذي قامت به أيزابيل بأخباري حقيقة الأمر , وأقدر أيضا شعورها وأحساسها بالمسؤولية ".
كانت عيناه تحدقان تارة بالغاردينيا على الطاولة وطورا بمايا , فلاحظت أنجي , وللمرة الثانية أوجه الشبه بين دون كارلوس ورايك , لم يكن شبها جسديا فقط , با كان شبها في الغطرسة أيضا , عندما يتعلق الأمر بأصدار حكم من الأحكام , كان يبدو على دون كارلوس بأنه يتمسك بقراره بشدة مثل أبنه تماما .
نظرت أنجي ألى أيزابيل فرأتها تبتسم أبتسامتها الخبيثة كعادتها عندما يكون الجو متوترا .
قالت مايا :
" ليس بمقدورنا أن نلوم رودي على الطلاق , فزوجته أحبت شخصا يعمل مع فريق موسيقي آخر".
أجابها بحنق :
" مغنون! مغنون! أن هؤلاء الناس لا شعور بالمسؤولية لديهم , عند أقل هفوة أو مشكلة يطلقون".
نظرت مايا ألى والدها وعيناها تقدحان شررا:
" أبي , أنت تطلق الأحكام على الماس جزافا , ولا تكتفي بذلك بل تحاول التحكم بمجرى حياتي وترغب بتدميرها , من المعروف أنك أنت أيضا وقعت في الحب من النظرة الأولى!".
" أمك كانت ملاكا ولم تكن مثل هؤلاء الشبان الذين يطبلون ويزمرون على المسارح .....".
ألتمعت تحت ضوء الثريا شفرة السكين التي كان يد الدون تقطع بها شرائح من لحم الخروف المشوي وتضعها في صحون يوزعها الخدم حول المائدة .
" كيف تستطيعين القول , يا مايا , بأن هذا الفتى قد وقع في الحب من النظرة الأولى ؟ ". وتابع مستطردا : " لقد كان متزوجا وعلى المرء أن يفترض بأنه كان يحب عند ذاك أيضا".
كان الصحن يهتز في يد مايا من شدة غضبها :
" أن زواجه كان خطأ , لقد كانت أكبر منه سنا وأغرته بالزواج منها , أننا في النهاية , جميعا معرضون للخطأ ".
" من الطبيعي أن يبرر نفسه بهذه الطريقة وأنت كفتاة عاقلة لم يكن عليك أن تصدقيه , بأستطاعتي أن أؤكد لك , يا أبنتي العزيزة , بأنك ستستعيدين هدوء أعصابك قريبا وستعرفين بأنك كنت على خطأ , أنت من لحمي ودمي , مايا , وهدفي هو أن ترتبطي , عن حب , بشاب أسباني الدماء والمبادىء".
وأستطرد بعد أن رمقها بنظرة سريعة :
" لو لم تخبرني أيزابيل في الوقت المناسب , لكنت قمت بعمل جنوني ورديء جدا".
ردت مايا على نظرة والدها بنظرة تشابه من يضمر الشر والأذى لغيره فيما كانت أيزابيل تبتسم بخبث وهي تتناول جرعات صغيرة من العصير.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 08-11-10, 08:16 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

خلال كل هذا الوقت كانت أنجي تراقب الجميع وهي مضطربة وحزينة , لقد بدا لها أن أيام الفرح غطتها الظلال وأن وقت اللعب أنتهى , أن مشكلة رايك قد أربكت أهل المنزل ووترت أعصابهم ألى حد كبير , راحت أنجي تراقب مايا وهي تتناول طعامها بهدوء عجيب , لقد كانت تعرف مايا جيدا وتعرف أن هذا الهدوء أنما في الظاهر , كانت دائما أبنة مطيعة , لذلك لم يكن من المتوقع أن تتطور المواجهة بينها وبين والدها ألى أكثر من هذا الحد , فهي في النهاية ستخضع لرأيه لكن عدم موافقته على علاقتها برودي أغضبتها وأثارت حنقها عليه , أضافة ألى قلقها المستمر على أخيها المريض.
أنتهى العشاء وقدمت بوظة الفانيليا , كانت هذه الحلوى هي المفضلة عند رايك وسيب , وكانا دائما يطلبان صحنا أضافيا , لكن بسبب غيابهما عن العشاء وجدتها أنجي أقل لذة من المعتاد.
رفضت مايا أن تتناول القهوة في غرفة الجلوس , وقالت أنها تفضل أن تتمشى قليلا , لم يجد دون كارلوس ما يدعو للمناقشة في هذا الأمر , ثم بادر أنجي بالقول , بعد تفكير طويل وبينما كان يتحسس شاربيه :
" أن مشاكل الأولاد تزداد كلما كبروا , كانت مشاكلهم أقل بكثير عندما كانوا في المدرسة , كيف أفهم مايا بأنني حازم معها من أجل مصلحتها الشخصية وسلامتها؟".
" أحقا من أجل سلامتها , يا سيدي؟".
" ما أعنيه هو: لماذا لا نسمح للجميع بأن يجربوا ما يشاؤون ويتحملوا بالتالي نتائج هذه التجارب".
فنظر وهو مقطب الجبين , فبدا لها مثل رايك تماما , وقال :
" هل تعنين بأنني أتصرف معها بطريقة فظة وغير مقبولة؟ هل تعتقدين بأنه يتوجب علي السماح لها برؤية هذا الشاب ؟ لا تنسي بأنه طلق زوجته , ثم هناك نقطة ثانية حول هذا الموضوع , أنه يعمل في الأستعراضات الغنائية وليس له دخل مادي ثابت , فمعيشته غير مضمونة , يا ألهي , لو رضخت لدموعها أكون قد تخليت عن مسؤولياتي كأب , لقد عاشت مايا حياة هانئة وآمنة وهي لا تزال غير ناضجة عاطفيا , أن هذا الحب لا يعدو كونه نزوة عابرة وسوف تنساه سريعا".
" أنها تبدو حزينة........ شكرا".
منتدى ليلاس
وأخذت أنجي فنجان القهوة الذي قدم لها وجلست في أحد المقاعد الفاخرة التي تزين غرفة الجلوس , كان الأثاث أسباني الطراز وتتوسط الحائط خزانة من الزجاج المصقول تضم مجموعة ثمينة من تماثيل العاج وحجارة الجاد , من نوافذ هذه الغرفة تبدو الحديقة الخارجية المسقوفة والغنية بأنواع الزهور والورود , وأنجي تتذكر بنوع خاص أزهار الياسمين التي كانت تفوح في الحديقة وتزيدها سحرا على سحر .
توجهت أيزابيل نحو البيانو الذي تحولت مفاتيحه العاجية البيضاء ألى اللون العسلي بمرور الزمن , وراحت تعزف لحنا عرفته أنجي فورا , أنها أغنية فرنسية قديمة كانت تستمع أليها أيام الصبا دون أن تستوعب معاني الكلمات , كانت تقول :
" أن متعة الحب لا تدوم ألا لحظة واحدة , ولوعة الحب تدوم العمر كله ".
فقال دون كارلوس على الفور لأنجي , وكان يعرف الأغنية :
" قد يكون الأمر كذلك لبعض الناس , لكنني بالتأكيد لا أريد هذا لمايا ولا لبقية أولادي ".
ورفع كأس الشراب ألى شفتيه وتجرع قليلا منه وراح يحدق بصمت بأنجي التي لا تزال متوترة ومشدودة الأعصاب , فجأة قفز قلبها في صدرها أذ تكهنت ماكان يدور في رأس دون كارلوس في تلك اللحظة , لعل سرعتها في الحضور لتمريض رايك أثارت شكوكه في أن تكون قد وقعت ضحية حب سيزيد الوضع تعقيدا ؟
" أن مايا غريبة الأطوار أحيانا , أثناء غيابك لا تمل من الحديث هنك وعندما تعودين , بدلا من أن تجلس هنا معك , ها هي تتمشى وحيدة في الحديقة , أن تصرفاتها تدل على أنه لا يزال أمامها وقت طويل لكي تنضج , لكن لندع موضوع مايا جانبا ونتكلم حول الموضوع الأهم , فهمت منك بأنك ستقومين بكل جهد ممكن من أجل الحد من العدوانية التي تطغى على تصرفات رايك وستحاولين أن تغيري الأفكار التي كوّنها حول ... حول وضعه الجديد , وستجعلينه يتأقلم معه".
" تماما".
" كيف كانت ردة فعله حتى الآن؟".
" أعتقد أنه لو قدر له أن يقطع رأسي لفعل ذلك من دون تأخر".
" ألى هذا الحد؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 08-11-10, 09:11 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تبسمت أنجي قليلا فيما كانت تشرب قهوتها , وراحت تراقب دون كارلوس بطرف عينيها , لقد كان دون كارلوس مثال النبل الأسباني العريق بطوله الفارع ولونه الأسمر ونظراته الحادة التي تخترق الأشياء , كان شخصا ساحرا وجذابا , وقد أستعمل هاتين الصفتين في حماية مصالح سكان الجزيرة , أذ حافظ على السياحة وعلى التجارة والصيد وهي موارد الرزق الأساسية للسكان , كمن يحافظ على أملاك عائلته الخاصة.منتدى ليلاس
مد دون كارلوس يده ليتناول سيجارا من علبة خشب الورد المحفور والباهظ الثمن , الموضوعة قرب كرسيه , فألتمعت في الضوء أزرار أكمام قميصه وهي من الياقوت الأزرق , قالت أنجي بينها وبين نفسها : أن هذه الأزرار تساوي ثروة دون أدنى شك , لقد كانت كل حركات الدون مدروسة وتدل على أنتسابه ألى بيت عريق , أحست أنجي نحوه بشعور يختلف عن شعورها السابق عندما كانت لا تزال تلميذة مدرسة , لقد كبرت أما هو فما زال يتمتع بحيويته ورشاقته ولو لم يتغير لون شعره قليلا لما شعر أحد بتقدمه في السن .
في تلك اللحظة بالذات دخلت دونا فرانشيسكا ألى الغرفة , كانت قد صعدت ألى الطابق العلوي , لتحضر أدوات التطريز التي تتسلى بها , كما قالت , رغم أنه بأمكانها أن ترسل أحد الخدم لأحضارها , لكنها عادت , مما بدا أنها محاولة فاشلة منها لأقناع رايك بالنزول والجلوس مع العائلة .
قام الدون كارلوس عن كرسيه لأحضار فنجان القهوة لشقيقته , فتأملته أنجي وقالت لنفسها : هذا ما سيكون عليه رايك في كهولته , أذا قدّر له أن يعيش.
قالت الدونا لشقيقها بالأسبانية :
" شكرا جزيلا يا كارلوس ".
ووضعت فنجان القهوة على الطاولة ألى جانبها , وفيما كان شقيقها يعود ألى مقعده والسيجار في يده , أخرجت من سلة التطريز شيئا ما وحدقت بعينيها الداكنتين بأنجي , لم يتكلم أحد , ولم يكن ليسمع في الغرفة ألا العزف على البيانو , فيما كان يعبق المكان برائحة سيكار هافاني من النوع الممتاز , فكت دونا فرانشيسكا عقدة الصمت وقالت :
" لدي هنا وشاح وهو ملك للعائلة منذ وقت طويل , قد يبدو خرافيا ما سأقوله لكم , لكنه معتقد متوارث : يقال أن هذا الوشاح له قدرة عجيبة على التهدئة وربما على شفاء من يصاب بجرح بليغ , علي أن أعترف , أيتها الممرضة هارت , بأنني حاولت , عدة مرات , أن أقنع أبن أخي بوضع هذا الوشاح على وجهه , لكنه كان يرفض بأستمرار ويضحك ساخرا :
قاطعها دون كارلوس قائلا:
" أنه على حق ! هذا جهل وخرافة!".
" أنت وأبنك تسخران دوما مني عندما أتكلم في الموضوع ".
" هذه خزعبلات ! ونحن لم نعد في العصور الوسطى يا أمرأة !".
" لا بأس عليك ! لكن , بربك قل لي , ماذا سنخسر أذا حاولنا؟ ثم لا تنسى أن هذا الوشاح مبارك".
" كيف وصل هذا الوشاح ألى عائلتنا؟ هل هو حقا مبارك ؟ سؤالان ما زلنا نطرحهما دون نتيجة , أعتقد بأنك تعرفين أنه ليس من المناسب أن يبقى هذا الوشاح بين يديك في أية حال ؟ وأنا أشك بأنك تعرفين أنه لا يمكن الركون ألى كل ما قاله بعض أجدادنا حول هذا الموضوع".
" لقد كان هذا منذ زمن بعيد , يا أخي , ولكن لدي أثبات على أن لهذا الوشاح قوى خفية, خذي قضية خادمتي بيلار مثلا وألم الهر الذي كانت تعاني منه , لقد وضعت هذا الوشاح على كليتيها فزال ألمها , ثم هناك حالة بنت حمي أليدا التي كانت عاقرا , أستعملت الوشاح معها أيضا وكانت النتيجة أن أنجبت توأمين كما تعلم !".
علت وجه دون كارلوس أبتسامة ساخرة وقال :
" أنها أعجوبة , أليس كذلك ؟ دعينا من هذه الخرافات يا عزيزتي , أن ما حدث مع أليدا لم يكن حالة غير طبيعية , فللطبيعة سرها في صنع أشياء غير عادية".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 08-11-10, 09:14 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أصغت أنجي ألى الحديث المتبادل ورأت أنه من المفيد أن تتدخل في الموضوع بطريقة دبلوماسية , أن النساء الأسبانيات المتقدمات في العمر يومنّ بخرافات بالية , وكان هذا واضحا من حيث الدونا , فقالت لهذه الأخيرة بنعومة :
" دونا فرانشيسكا , ما رأيك لو حاولت وضع الوشاح على أبن شقيقك بنفسي؟".
فأجابت وهي تشد بيديها على الوشاح :
" ربما كنت نجحت , لكنه لن يسمح لي بالأقتراب منه ومعي الوشاح مرة ثانية , لقد حاولت لكنه رمى به ألى الأرض".
فقال دون كارلوس :
" هذا دليل على نضوجه ووعيه".
منتدى ليلاس
" أن رايك يزأر الآن كأسد عالق عالق في شبكة صياد ". وتابعت أنجي مستنتجة : " وأية محاولة منا لوضع الوشاح على وجهه سوف تزيد من هذا الشعور لديه".
حدقت الدونا بأحترام بأنجي وقالت لها:
" أنت تبدين يافعة , ومع ذلك تفهمين.....".
" أفهم , يا سيدتي , أن ثقة وأمل البعض قد يلهمان المريض بضرورة المقاومة من أجل التحسن والشفاء , أنت تلاحظين أن حاسة السمع عند رايك أصبحت حادة , لذلك فالخطة الوحيدة الممكن تنفيذها هي التالية : سأدخل ألى غرفته عندما يكون خارجها وأضع الوشاح على وسادته , وعندما يعود لينام سوف يلقي برأسه عليه دون أن يشعر ".
فقاطعها دون كارلوس :
" أما زلتما تتابعان الموضوع؟ ما هذا الهراء؟ ما هذه السخافة ؟".
فنظرت أليه أنجي بثبات ليقرأ أفكارها , كان عليه أن يفهم بأن وراء تصرفات أخته المزعجة يكمن أهتمام كبير بمشكلة رايك .
تمتمت أنجي قائلة :
" وأين الضرر في هذا , يا سيدي؟".
نفث الدخان عبر شفتيه وحدق بعيني أنجي الزرقاوين , ثم قال :
" أنتن النساء أشد المخلوقات غرابة على وجه الأرض , حسنا كما تشاءان , لكن لا تلوميني يا أنجي أذا ما مزق رايك الوشاح ".
فقالت له الدونا:
" ستسمح لنا بذلك , يا كارلوس؟".
" أذا أصريتما على متابعة هذه اللعبة السحرية ". وتابع وهو يسند رأسه ألى ظهر المقعد : " وأنت يا أيزابيل , ماذا تظنين؟".
سارت أيزابيل ببطء نحو مقعدها وهي تتمايل في فستانها المخملي الأخضر ثم جلست وراحت تحدق بدون كارلوس , ما أن شاهدتها أنجي على هذه الحال حتى تذكرت لوحة زيتية رأتها في مكان ما , كانت تمثل قططا سيامية تبدو هادئة لدرجة أخفاء مخالبها.
" لم أكن أعلم بأن الممرضات يتعاطين السحر الأسود , هل يؤلمك أن تشاهدي رايك محروما من تفوقه كرجل على الآخرين ؟".
" أنا لا يمكنني أن أتصور , ولو للحظة واحدة , أنه يمكن لمثل هذا الأمر أن يحدث....".
تفحصت أنجي ريبة الدون بحشرية واضحة من رأسها حتى أسفل قدميها وتابعت :
" عليه أن يتعلم العيش بطريقة تناسب وضعه , وعندما سيكتشف بأن لديه قدرات لا نملكها , عندها فقط , سيعود ويتمكن من السيطرة على نفسه من جديد".
" أن من يسمعك تتكلمين هكذا يعتقد بأنك تعرفينه معرفة حميمة , لو سمحت لي بأستعمال هذه الكلمة ؟".
ونظرت أيزابيل ألى أنجي نظرة من يشك في أمره , مما جعل أعصاب هذه الأخيرة تهتز فأجابتها بصرامة وتصميم :
" أنني أعمل في مهنة التمريض منذ خمس سنوات وأنا أعرف بأن الشجاعة وقوة الأرادة تفعلان المعجزات , ولو لم أكن واثقة من قدرتي على مساعدة رايك لما كنت هنا".
" آه , طبعا , أنا أعتقد بأنك كنت مستعدة للزحف على ركبتيك , فقط لكي تكوني ألى جانبه!".
فجأة صرخ دون كارلوس بأيزابيل :
" أيزابيل ! بحق الله , عما تتكلمين؟".
" أنجيلا تعلم تماما عما أتكلم , فلماذا لا تسألها ؟".
راح دون كارلوس يحدق كالمذهول تارة بأيزابيل وطورا بأنجيلا التي أحست فجأة بأرتباك شديد , كما لو أن مضيفها قد تحول فجأة ألى محقق.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
love's agony, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير, نور العمر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t150581.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ظ…ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ…ط¹ظ‚ط¯ط© - Rocket Tab This thread Refback 06-09-16 11:10 PM
Ask.com This thread Refback 25-08-15 12:13 AM


الساعة الآن 10:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية