لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-10, 02:22 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أن عينيك داكنتان وتحاولان بجهد كبير أن تخفيا طبيعتك العاطفية المتأججة , كما أن شعرك ناعم متموج وخال من العطور اللزجة بحيث يستطيع الرجل أن يغبث به".
وليبرهن على ما يقوله , أمتدت يد فلينت بأصابعها خلال خصلات شعرها قبل أن تستقر على مؤخرة رأسها , فحبست أنفاسها وأغمضت عينيها فرحا بالمداعبة المحببة اللذيذة , وأسترسل فلينت يقول:
" أنني أخيفك ....... أليس كذلك؟".
وفعلا كانت كايسي خائفة من رد الفعل الذي يمكن أن يحدث لها , أذ خشيت ألا تستطيع مواجهة الموقف ولم يكن في وسعها أنكار هذه الحقيقة , فهي تعلم تماما أن وجهها يفصح عن مشاعرها ويعكسها له بوضوح ظاهر , وقالت بصوت أجش:
" لم تكن لي علاقة بأحد من قبل ".
فتنهد فلينت وقال:
" يا للأسف".
وجال بنظراته في وجهها بدون أن يحاول أخفاء سعادته عندما رأى بريق الأطمئنان والفرح الذي يشع في وجهها لأنتصارها على نفسها , وسألته بصوت خافت:
" ما الخبر؟".
" أنك في الحادية والعشرين من عمرك , وفي هذا الزمن الذي يتصف فيه الحب بالتحرر , تكون علاقتك برجل هي الحل الأمثل".
وربت على خدها بظهر يده وتمنت كايسي أن تستجيب لمداعبته مثل الهرة الأليفة التي تتمسّح في صاحبها , وتابع فلينت كلامه بقوله:
" لكنك لست من هذا الصنف يا كايسي , وأنت تعلمين ذلك , فأنت من طراز قديم , ومبدأك الأنتماء ألى رجل واحد ,وهو شيء نادر هذه الأيام".
منتديات ليلاس
فوقفت ساكنة بين ذراعيه ورفضه الرقيق يحز في نفسها المترددة.
" أتظن دائما أنك تجيد معرفة النساء وتفهم طبيعتهن؟".
فرفع ذقنها أليه برفق ونظر ألى سواد عينيها وقد مال رأسه ألى الجنب .
" سبق لي أن أخطأت التقدير , ويحزنني أذا كنت مخطئا في تقدير حالتك".
وأبتعد عنها ومد يده وقال :
" سيبحثون عنا في الحفل , ولا بد أن أثير المزيد من غضب سميتي".
وأبت كايسي أن تمسك بيده بل قالت في تهكم ظاهر.
" كلا....... يجب ألا تغضبيه ".
وهمس فلينت في أذنها وهو يسير وراءها وهي تمشي بسرعة نحو المنطقة المضاءة .
" ربما هذا هو الأفضل".
ورغما عنها أبتسمت بأقتضاب , متضايقة من صوته , وخاب أملها لأنه وضع حدا لمحاولاته معها , ولو أنها حاولت أقناع نفسها بأن ذلك لصالحها , فقد كانت لا تزال تعاني من الفراغ بداخلها الذي تتوق ألى ملئه , وسألت نفسها لماذا لم تبق مدة أطول بين ذراعيه.
وسمعت صوت فلينت يقول وقد علا فوق صوت الموسيقى :
" كنا نتحدث عنك يا سميتي ".
فحدّق سميتي فلينت يقول وقد علا فوق صوت الموسيقى .
" كنا نتحدث عنك يا سميتي ".
فحدّق سميتي في وجه كايسي وقال :
" لا بد أنكما تتحدثان عني , لأنني كنت أنا أيضا أبحث عنكما".
فردت عليه بتحد واضح :
" حقا؟ وماذا حدث لبريندا؟ أنني أعجب كيف أستطعت البعد عنها".
وانسحب فلينت من بينهما وهو يستأذن كايسي التي ظلت تتابعه بنظراتها وهو يبتعد عنها.
وعندما رأى سميتي نظرة الحزن في وجه كاسي لأنصراف فلينت قال :
" هل ضمّك ألى قائمة ضحاياه؟".
فقالت له بحنق:
" أتريد أن ترقص معي؟ أذا لم ترد يمكنك الأنصراف من أمامي ".
وشعرت براحة لأنها أستطاعت أخيرا أن تصب جام غضبها على شخص غير نفسها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 02:55 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- النظرة تحدث دوائر

ظلّت ذكرى الليلة تلاحق كايسي أياما طويلة , فبأستثناء موقفه من سميتي ظل فلينت في خدمتها ورهن أشارتها بقية الليلة , لكنه تعمّد أن يظلا بين جموع المدعوين ولم يحاول الأنفراد بها , كما لم يحاول ذلك في الأيام التي تلت الحفل , وشعرت كايسي كأنه كان يقصد أبعادها عن طريقه .
وتمنت لو كان في أمكانها أن تصبح فتاة مجرّبة تلفت نظره بحنكتها كبقية الفتيات , ثم ضحكت من نفسها وتعجبت كيف تجول مثل هذه الفكرة في خاطرها , كان فلينت محقا عندما قال أنها ليست من ذلك الصنف ومع ذلك لم يغير هذا من حقيقة تعرفها تماما وهي أن فلينت لن يرضى ألا بعلاقة عابرة بينهما , فأن ثراءه ومعرفته بالحياة أقصياه عن أي منافسة مع غيرها يكون الزواج نتيجتها.
وألقت كايسي بحصاة في الماء وراقبت الدوائر التي أحدثها سقوطها وقالت في نفسها أن نظرة من فلينت تحدث في داخلها أثرا أقوى من هذه الدوائر فأن رغبتها العاطفية أستقرت ونضجت وأتضح لها أن حبها لفلينت مثل رغبتها , قد أصبحا لا يحتملان النكران , كما أزداد حبها له يوما بعد يوم.
وحاولت أن تتجاهل الأسابيع القادمة لأن أباها سيعود قريبا من المستشفى مما سيضطر فلينت ألى الرحيل , وهالها أنها في وقت من الأوقات كانت تتوق لمجيء ذلك اليوم , أما الآن فقد بدأت تشعر بالفراغ الذي سيحدثه رحيله في حياتها , وهو فراغ أخذ يهددها ويكشر لها عن أنيابه ويلتهمها ويتركها نهبا لحياة خاوية , وأذا كانت فكرة رحيله تسبب لها مثل هذه الكآبة , وهو ما زال موجودا , فكيف يكون الحال بعد رحيله؟
منتديات ليلاس
وسقطت قطرة ماء على ذراعها بينما سرت في الأرض رجة لم تفتها مغزاها فتحولت عيناها عن البحيرة ورفعتهما ألى السماء , ورأت البرق يومض وهو يشق طريقه عبر السحب المتراكمة التي تسير بسرعة في طريقها وسرعان ما أهتزت الأرض ثانية بأصداء خفية بينما سقطت عليها قطرة أخرى من الماء , فقد كانت العواصف الفجائية شيئا عاديا بالنسبة لولاية نبراسكا , وألتفتت كايسي نحو المنطقة المزروعة التي تركت حصانها يرعى فيها.
كان رأسه منتصبا وعيناه تزوغان خوفا من البرق المنبعث من بين سحب العاصفة , وفجأة تحفز الحصان , ووقف على قدميه عندما دوّى الرعد ثانية قبل أن ينطلق بعيدا عن البحيرة وفهبت كايسي واقفة تنادي على الحصان الذي أخذ يعدو خائفا بعيدا عنها , ورأسه عال وهو يميل بها ألى أحد الجانبين ليمنع اللجام من المجيء في طريق أقدامخ كايسي تنادي بكل قواها :
" تالي , تالي!".
ألا أن نداءها راح هباء , وتلاشى مع صوت المطر المنهمر , وفي لحظات أبتلت ملابسها وقالت لنفسها أن لا فائدة ترجى من الوقوف هكذا , وهي تنظر ألى الحصان الهارب , فمشت ألى قمة التل تتبعه وتحاول أستدعاءه لكنه كان يختفي عن نظرها , وفي ثورة غضبها وضعت أصبعين من يدها في فمها وأطلقت صفيرا لأستدعائه , لكن بلا طائل , أذ لم يبطىء الحصان من خطاه , ونظرت مترددة ألى السحب القاتمة قبل أن تبدأ مسيرتها متجهة نحو المنزل الذي يبعد سبعة أميال تقريبا عن المكان الذي كانت فيه , وتمنت وقتئذ لو أمكنها ألا تشعر بالندم والرثاء لنفسها لوقوعها في هذه الورطة , وألا تضيع وقتها بالنظر ألى السماء , أذ بدأت أقدامها تؤلمها وهي في حذائها الطويل.
وفجأة سمعت صهيل حصان , توقفت له خطواتها وأبتسمت أبتسامة الأمل وظنت أن تالي قد عاد أليها , ولكن عندما نظرت أمامها رأت كايسي حصانا أبيض يقترب منها , وكانت المفاجأة ! فصاحت قائلة :
" كيف حالك اليوم يا ميركوري؟".
وكان صوتها ناعما , مداعبا للحصان الذي أخذ يضع فمه بالقرب من وجهها , وقالت مسترسلة في حديثها :
" ليس لديّ سكر اليوم ".
وومض البرق ثانية وكان قريبا منها هذه المرة , أقتربت بكل عنفها , وتأكدت كايسي أن لديها فرصة واحدة للوصول ألى المنزل قبل أن تنفجر العاصفة بأقصى شدتها وينهمر المطر , لكنها لم تركب ميركوري من عدة سنوات وكانت المشكلة هي قدرتها للسيطرة عليه وتوجيهه ألى المزرعة بمجرد وخز ركبتيها في جنبيه.
ولم تجد أمامها مناصا من تجربة هذه الطريقة القديمة , وأنتاب الحصان الفزع عندما أعتلت ظهره العاري من السرج , وتحرك الحصان تحتها بقلق بينما أخذت كايسي تتحدث أليه بصوت خافت وتحاول أن تبعث فيه الهدوء , قبل أن تطلب منه الأنطلاق في طريقه ألى منزل المزرعة فأخذ الحصان يسير بتردد وبطء وهو يحاول أن يعوّد نفسه على الثقل الذي وجده فجأة على ظهره , والذي لم يشعر به منذ سنوات , ألا أن الذكريات والعادات القديمة سرعان ما عاودته , وهكذا نجحت كايسي في دفعه للعدو , وكان الحصان الأبيض العجوز يستجيب لأقل ضغط من سيقانها بنفس السرعة التي كان يستجيب بها عندما كان صغيرا وكان هو وكايسي لا يفترقان.
وسقط المطر بغزارة وأصبحت قطراته كحبات البارود وهي تقع عليها وعلى حصانها وسرت في الأرض ذبذبات وأصداء تحت حوافر الحصان مثل دوي الرعد , بينما أخذت السماء تلمع بوميض البرق ثم تعود ويسود لونها ثانية , وأسرع ميركوري في خطاه حتى أخذ يعدو بكل قواه , وكانت سرعته تزداد تدريجيا بدون أن تتنبه كايسي لذلك حتى لاحظت الأرض وهي تنطوي تحتهما بسرعة هائلة.
ولم تكن لديها طريقة تهدىء بها سرعة الحصان وكل ما كان في وسعها هو الضغط على جانبيه المبللين بالمطر بساقيها المبتلين , وأخذ قلبها يدق في حلقها وهما يسرعان فوق أرض ساندهيلز وأيقنت كايسي أنه يجب الأبطاء من سرعة الحصان , أذ أن السرعة ضارة لمن في مثل سنه , لكنها مثل حصانها , كانت تذكر تلك الأيامي الخوالي , عندما كانا يعدوان هكذا عبر البراري , وأخذت تقنع نفسها أنه ربما لا يجهد نفسه وأن خطاه لم تكن تسبب له عناء كعهدها به دائما.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 03:43 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفجأة وهي تسبح في هذه الأفكار , شعرت بأختلاف في وقع خطى الحصان وحتى قبل أن يقع ميركوري كانت كايسي تعلم أنه لا بد أن يقع , فقفزت من فوقه وهو ينقلب رأسا على عقب في الهواء , وخفّفت أحدى الأشجار الصغيرة من حدة سقوطه , ومع ذلك وقفت على قدميها وهي تلهث , وبسرعة , أطمأنت ألى أن جسمها خال من أي كسور في عظامها , ثم أستدارت بعينيها الداكنتين نحو جسم الحصان الهامد الراقد على بعد بضعة أقدام من مكان وقوفها , فتعثرت قدماها وهي تتجه أليه وزحفت نحوه , وأمتلأت عيناها بالدموع وهي تجثو بجلنب الصدر الضخم الذي كان يبتلع كميات كبيرة من الهواء قبل ذلك بلحظات , أما الآن فقد كان الصدر هادئا تماما , فصاحت فيه قائلة:
" ميركوري!".
وأمتدت يدها لتلمس خصلته الأمامية وأخذ جسمها كله يرتعد وتأكدت أن حصانها قد مات , وأخذت كايسي الرأس البيضاء على حجرها وهي تبكي , بينما أغلق الموت للأبد عيني الحصان اللتين كانت تشبهان عيني الغزال , ودفنت رأسها في عنق الحصان وقالت له بصوت هامس مرتعش:
" أنني آسفة!".
غاب الآن عنها صديقها وأعز ما كانت تمتلك , ولم تعد تهتم بالبرق أو بالرعد أو بالمطر .
وشيئا فشيئا شعرت بتناقص هطول المطر وتوقفه تماما بعد هدوء العاصفة , ولم يجذب تفكيرها بعيدا عن الحصان الذي في أحضانها غير يدين أخذتا تقبضان على كتفيها فنظرت بعينيها السابحتين في الدموع ألى العينين الرماديتين اللتين تطلان عليها بحنان من تحت حافة القبعة المبتلة .
" عاد حصانك وحده ألى المزرعة فقلقت عليك".
هذا هو كل ما قاله فلينت , بينما ضم كايسي ألى صدره العريض حيث أخذت تنتحب من جديد.
منتديات ليلاس
" كنت أركبه ..... وأخذ يعدو......... ولم أستطع أيقافه".
كانت تتكلم بصعوبة بسبب الغصة التي توقفت في حلقها من الحزن , غير أن أحتواءه أياها بين ذراعيه بعث فيها الطمأنينة وجعلها تواصل الكلام :
" ثم..... ثم سقط ..... لقد مات يا فلينت".
نظرت كايسي في عينيه فأزاح فلينت خصلات الشعر البني عن وجنتيها وقال بأبتسامة حانية :
"لا تلومي نفسك يا كايسي ,أليس هذا أفضل له؟".
وأسندت كايسي رأسها فوق فلينت وأخذ قلبها يهدأ في صدرها .
وعندما لامست شفتاه شعرها لم تتمالك من الألتصاق به والأستكانة بين دفء ذراعيه , وشعرت بشفتي فلينت تلمس جبينها وتحركت مشاعرها , ثم مسح بشفتيه الدمع من رموشها , وقبّل النمش الذي يرتسم على أنفها , وضغط بيده على كتفيها وأخذ يهمس بأسمها بهدوء وبصوت خافت.
وفتحت عينيها المرتعشتين لتنظر في وجد ألى عينيه الرماديتين , وأخذت يدها تداعب خصلات شعره الناعم وهي تجذبه نحوها أكثر فأكثر , وأنتابتها موجات السعادة العارمة التي تركتها أكثر ضعفا وأستجابة وكانت اللحظات عنيفة بحيث رفعتها ألى قمة السعادة , وشعرت بحاستها الفطرية بأضطرام مشاعره مثل مشاعرها وأسعدها أنها نجحت في بث نفس الشعور به.
وفجأة شعرت بالخوف وأخذت محاولة أن تخلص منه , وترفض المضي في الأستسلام لمشاعرها , ألا أن فلينت تجاهل محاولاتها وأستمر في التعبير عن حبه , وحاولت كايسي أ تستجيب.
وأخيرا نظر أليها فلينت وأبتعد عنها , وعندما فتحت فمها لتتكلم أسكتها قائلا:
" لا تعتذري".
وأمسكها بخشونة من كتفيها وأرغمها على مواجهته وقال:
" ما كان في وسعك أن تكبحي جماح مشاعرك يا كايسي ونحن نعرف ذلك".
وكان الغضب في صوته ووجهه , وشعرت كايسي بالأختناق لأن العبارة كانت موجهة لنفسه وليس لها .
وقال لها فلينت بلهجة الآمرة :
" خذي جوادي وعودي للمزرعة , وأرسلي سام ألى هنا ليعاونني في دفن ميركوري".
وألقت كايسي نظرة على الحصان الأبيض ثم على السحب الرمادية التي أخذت تنقشع وقالت في نفسها : أنها كانت أحدى العواصف العنيفة المألوفة في التلال الرملية بولاية نبراسكا , ففي لحظة تكون السماء صافيه ,وفجأة تمتلىء بالسحب الرعدية وبسرعة تمر العاصفة تاركة وراءها الخراب والدمار , ونظرت ألى فلينت وألى التعبير الصارم المرتسم على وجهه , فهل كان مثل أحدى هذه العواصف بحيث جاء فجأة وبدون أن يتوقع أحد ليدمر حياة المزرعة الرتيبة وحياة كايسي ثم ينصرف بالسرعة التي جاء بها؟
وعادت نظرتها تقع على ميركوري ولسان حالها يقول شيء يموت وشيء يولد , ألم يمت بسرعة أيضا الحب الذي ولد بينها وبين فلينت ؟ وما الذي سيولد في مكانه ؟ لا شيء سوى القلب الكسير!
وقالت في نفسها : أيها المسكين , ميركوري , كم أنت محظوظ لتحررك.
ثم أمتطت صهوة جواد فلينت وأنصرفت.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 03:45 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

11- من يقاوم الشمس؟

كان ذلك العصر شديد الحرارة بحيث لم تكن محتملة , ولم تهتز حتى أوراق الشجر , وكانت شمس الغروب كرة من اللهب تلفح الأرض الرملية بحرارتها , وكانت كايسي مكتئبة ومتوترة الأعصاب , وهي حالة لازمتها في اليومين الأخيرين , ومما زاد من عصبيتها اليوم زيارتها لمزرعة سميث , فقد ذهبت الى هناك لعمل ترتيبات أستعارة طائرتهم في اليوم التالي لتتفقد الأسوار في المناطق النائية , ولسوء حظ كايسي كانت الأسرة كلها مجتمعة على الشرفة عندما وصلت الى مزرعتهم.
وحياها والدا سميتي بنفس الحماس الذي تعوّدته منهما وأصرا أن تجلس معهم وتتناول كوبا من الشاي وكان تصرف سميتي وغضبه واضحا بحيث لم يفت والديه أن يلحظاه وعندما تكلم أخيرا , كانت أسئلته التهكمية عن ماكاليستر تثير في والديه نظرات من الدهشة صوباها اليه والى كايسي , وحاولت كايسي أن تكون أجابتها مؤدبة , لكن كان ضيق صدرها يفلت منها ويبدو في ملاحظاتها .
وحاول السيد والسيدة سميث أن يتغاضيا عن العبارات المتوترة المتبادلة بين كايسي وسميتي ,وأعتبرا العداوة البادية بين الأثنين كأنها شجار يقع بين متحابين.
ولكن عندما داعب السيد سميث أبنه قائلا:
" الليلة الجمعة ولا بد ستأخذ السيارة لتدعو كايسي للسينما".
عندئذ أختفت محاولة التظاهر بالمجاملات وقال سميتي:
" أنني واثق من أن كايسي وماكاليستر لديهما ترتيب آخر لهذه الليلة , لكنني سأحتاج للسيارة فعلا".
ونظر الى كايسي نظرة أنتصار وأضاف:
" سأذهب لمنزل آل فيرلي لزيارة بريندا".
منتديات ليلاس
فتمتمت كايسي بأول عذر بدر لها وأنصرفت , وأصبحت أستعارة الطائرة لليوم التالي شيئا لا أهمية له , ففلينت قد أدار ظهره نحوها وعاملها كأنها شيء لا يجب الأقتراب منه , وسميتي يهجرها الآن من أجل تلك الفتاة التافهة , بريندا فيرلي , وأضطربت كايسي لموقفها , بحيث أصبحت لا تعي شيئا مما يدور حولها .
وكان جزء كبير من مشكلتها مع فلينت من صنعها هي , فقد أصبحت تجد صعوبة في النظر اليه بصراحة وثبات , فكلما دخل غرفة هي فيها ينتابها مزيج من الفرح والخجل معا , كانت مشاعرها مضطربة ومشوشة بحيث لم تعد تدري هل تتجاهل ما حدث بينهما أم لا , ألا أن كلمات فلينت المقتضبة كلما تحدث اليها , جعلتها تقرر أن تتجاهل الموقف الذي دار بينهما.
وطنّت ذبابة بجانب أذنها وأخذت تهها بلا طائل وهي في طريقها الى المنزل , وبحركة تأفف وغضب أغلقت كايسي بعنف الباب السلك وراءها وهي تدخل المطبخ , وكانت الغرفة خالية بصورة غير طبيعية , أذ في مثل ذلك الوقت من بعد الظهر تكون الأم منهمكة في أعداد طعام العشاء , وهزّت كايسي كتفيها بضيق وأخذت أبريق الشاي المثلج من الثلاجة , وفهمت من النظرة السريعة التي ألقتها على الفرن أنه ما من شيء يوحي بأي أستعداد لوجبة العشاء.
وصبت لنفسها كوبا من الشاي , وهمت برفعه الى شفتيها عندما سمعت صوتا آتيا من الباب فألتفتت وراءها متوقعة أن ترى والدتها ألا أنها وجدت فلينت بدلا منها وكان يدلّك مؤخرة رقبته بحركة تدل على تعبه وأنهاكه , ونظر الى كايسي نظرة مفكر شارد, وكان تعبيره جادا وصارما بينما بدا التعب في عينيه .
وكتمت كايسي في نفسها رغبى جامحة في أن تسرع اليه وترفّه عنه , ألا أنها فضّلت أن تظل في مكانها كما كانت وهي تدير ظهرها نحوه دلالة على عدم أهتمامه به, فقال لها بصوت جاف نزل على أعصابها المتوترة نزول السياط.
" قضيت نصف النهار أبحث عنك".
ولحسن حظها كان ظهرها متجها نحوه لذا لم يلحظ دهشتها.
" ألا تتعلمين أبدا أن تخطري أحدا بمكان وجودك؟".
قردّت بحدة تضاهي حدته:
" فكرت أن ذلك ليس أمرا هاما , لكن , أين والدتي؟".
" في المرة التالية لا تفكري , بل أطيعي ما يقال لك".
وآلمها أن يحدها فلينت بهذه اللهجة كما لو كانت طقلة.
" أما عن والدتك فقد أتصل بها المستشفى في صباح اليوم".
" هل سيعود أبي الى المنزل؟".
وحاولت أن تجعل صوتها يحمل معنى اللهفة , مع أنها تعلم جيدا أن عودة أبيها معناها رحيل فلينت.
" كلا".
كانت الكلمة الحاسمة التي قالها كافية بأن تشعر كايسي بالقلق وتجعلها تبتلع غصة وقعت في حلقها بينما ظلت تنتظر مزيدا من الأيضاح من فلينت الذي نظر اليها قبل أن يتابع كلامه:
" لقد أصيب والدك بحمى , وذهبت اليه والدتك صباح اليوم لأن الأطباء يرون حالته خطيرة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 03:47 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فشهقت كايسي من القلق وشعرت بتوتر في عضلات معدتها من الخوف , تمنت كايسي أن يبقى فلينت معهم ,ولكن ليس على حساب صحة أبيها , ورغم صرامة وجهه , نظر اليها نظرة رثاء وقال:
" تكلمت لوسيل منذ بضع دقائق لتقول أنه تحسن تحسنا ملحوظا , وأقنعتها أن مكانها الطبيعي الآن هو بجانب والدك , لذا ستبقى في سكوتسيلاف مع أختها حتى يخرج والدك من المستشفى".
ومشى فلينت عبر الغرفة وصب لنفسه كوبا من الشاي , بينما نظرت اليه كايسي في صمت , فقد كانت تكيّف نفسها للأنباء التي سمعتها وللتوتر الغريب الذي أستولى عن فلينت , فكثيرا ما راقبته في الأسابيع القليلة الماضية وشعرت أن لديه أشياء أخرى يريد أن يصرح لها بها , ونظر مليا الى المشروب الذي في الكوب قبل أن يتناوله جرعة واحدة , كما لو كان مشروبا روحيا , ثم صوّب عينيه نحوها وقال:
" لقد طلبت أختي صباح اليوم".
وتمهل ليرى وقع كلامه عليها ثم أستطرد قائلا:
" وعملت ترتيباتي معها على أن تقيمي عندها حتى يعود والدك الى المنزل".
فأعترتها الدهشة وهي تقول:
" ما الذي تقوله؟".
منتديات ليلاس
وكان الغضب الذي ينم عنه سؤالها كافيا لأن يجعل فلينت يجز على صدغيه وهو يضع الكوب على المائدة .
" أتفقت مع والدتك على ذلك , ووافقتني على أنه يجب ألا تبقي هنا , في بيت واحد مع رجل أعزب , أي معي أنا".
" وماذا عن مارك؟ أنه هنا معنا".
" لا يعتبر صبي في الخامسة عشرة من عمره رقيبا ملائما علينا".
" هذا هراء , أشعر كأنني فتاة بدائية يجب أن يغلق عليها البيت بالمفتاح".
وهزت رأسها وهي لا تصدق ما تسمعه.
وقبل أن يقول فلينت شيئا يعبر به عن الغضب البادي في عينيه , قالت بسرعة وهدوء:
" أطلب أختك ثانية وقل لها أنني لن أحضر , فمكاني هنا في المزرعة وهناك عمل
كثير لا يمكنك القيام به وحدك".
فضرب بيده على المائدة بقوة جعلتها تقفز من مكانها وقال:
" ألا تفهمين يا كايسي , أنني لا أريدك هنا؟".
وشعرت كأن يده قد حبست أنفاسها , بينما أخذت تنظر الى العينين اللتين لن تحيدا عن رأيهما وشلّت صرامتهما حركتها بنفس القوة التي أحرقتها نارهما في يوم من الأيام.
فأستدارت كايسي والدموع تملأ عينيها أذ لم يبق لديها شك في حقيقة شعوره نحوها , فلو رسم لما يريده صورة , لما كانت أوضح من كلماته التي سمعتها لتوها , كان متبرما من وجودها , لذا قررت كايسي أن لها بقية باقية من كبريائها هي الأخرى , وصممت على أخفاء أعترافها بالهزيمة , وقالت بصوت هادىء:
" سأذهب".
وسمعت فلينت يتنهد وراءها , ولكنها لم تكن تنهيدة الأرتياح لقرارها , بل تنهيدة الضيق والألم , وأمسكت يداه بكتفيها وأدارها لتواجهه , غير أن كايسي سيطرت على نفسها حتى لا تتصرف كما كانت تود , أي أن ترتمي في ذراعيه وتستند الى صدره الذي يغري باللجوء اليه.
" لقد تناولت هذا الموضوع بصورة غير سليمة".
وكان فلينت ينتقي كلماته بعناية , ويحاول أن يبدو منطقيا مسيطرا على نفسه ألا أنه كان بادي الأنفعال.
" أريد أن أقول أن هناك أشياء قد حدثت بيننا ".
وحدّق بعينيه في عينيها لتساعده على أتمام ما يريد قوله , ألا أن كايسي ظلت متباعدة , وقد بردت نظراتها التي تحمل كل معاني التحدي , لذا أثار عدم تجاوبها معه غضبه الشديد وعا يقول:
" أذا بقينا هنا بمفردنا.....".
وتوقف عن الكلام ونظرت اليه كايسي في دهشة , وأخيرا أعترف فلينت بالواقع وقال:
" بصراحة , أعتقد أنك وقعت في حبي".
وكان تعبير وجهه الصارم قد صبغ وجهها بالأحمرار لشعورها بالمهانة , وسألت نفسها لماذا تفضحها مشاعرها دائما أمامه؟
وحاولت أن يبدو صوتها باردا , وهي تحاول مقاومة رجفة جسمها.
" يا لك من رجل أناني لم أر له مثيلا ؟ فهل أعتدت على وقوع النساء في حبك بحيث تعتبر ذلك من حقك؟ فلا بد أنك تظن بغرورك المعهود أن حركة واحدة منك تجعل أي فتاة ملكا لك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
boss man from ogallala, الحصار الفضي, جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:26 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية