لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-10, 02:43 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

غسلت جانيت ذراعيها ووجهها ثم توجهت ألى المطبخ لأعداد وجبة كي تكون المائدة جاهزة عندما تخرج أمها من الحمام . وبعد الأنتهاء من تنول العشاء , أصرت على أن تقوم هي بغسل الأطباق وترتيب المائدة , وأخيرا ألقت على أمها تحية المساء , ثم أستحمت بسرعة وذهبت ألى فراشها على الفور.
وقعت في صبيحة اليوم التالي مفاجأة غريبة , فقد جاء ميغيل عامل المزرعة المجاورة ألى البيت حاملا بيده صرة ملفوفة , وعندما فتحتها السيدة كيندال عثرت في داخلها على هريرة صغيرة جدا , وقد سرّت كثيرا بهذه الهدية لأن ألوان الهريرة تماثل ألوان القطة التي فقدتها قبل مدة..... ولذلك أطلقت عليها فورا أسم تويجي .
أنهى ميغيل كأس المرطبات الذي قدمته أليه السيدة كيندال , ثم قال أنه ذاهب ألى سان غبرييل وسألهما أذا ما كانتا تحتاجان ألى أي شيء من هناك.
فطلبت منه الأم أن يحضر البريد معه خاصة وأن جانيت لم تذهب ألى القرية طيلة الأيام الثلاثة الماضية , رحّب بطلب السيدة كيندال وأبلغها أنه سيعود بعد الظهر.
مضى اليوم هادئا وعاديا , فقد عمدت جانيت ألى غسل الملابس ثم كيّها بعد تناول الغداء على الشرفة الأمامية , وبينما كانت تعيد ترتيب أدراجها , أذ بصوت يناديها آت من ناحية الطريق الزراعي .
كان ميغيل واقفا عند طرف الحديقة وهو يلوح بمجموعة من الرسائل ويظهر أنه كان مستعجلا للعودة ألى البيت لذلك لم يكلفنفسه عناء الوصول ألى البيت بنفسه.
قالت السيدة كيندال لأبنتها المنهمكة بترتيب ملابسها .
" سأحضر الرسائل بنفسي".
أنهت جانيت تعليق ملابسها في الخزانة قبل أن تعود السيدة كيندال حاملة عدّة رسائل سلمت واحدة منها ألى جانيت , وبعد لحظات قالت بلهجة حادة :
" لقد عاد بروس , شاهدته منذ هنيهة وهو يترجل من سيارة تاكسي أمام باب الفيللا".
منتديات ليلاس
توترت أعصاب جانيت فجأة , وأحتارت ماذا تفعل الآن , وبدون وعي توجهت ألى الحديقة لعلها تستطيع أن تفكر في طريقة لمواجهة بروس هذا المساء , ولكن الوقت كان قصيرا , فما أن ألتفتت بعد دقائق ناحية الفيللا حتى شاهدت بروس يعبر الممر الضيق متجها ألى البيت .
أسرعت صوب البيت تريد الأختفاء في غرفتها لئلا تراه , لكنه فاجأها في المطبخ قبل أن تتمكن من الهرب , وقف كل واحد منهما يحدّق في الآخر عبر المطبخ , بينما ظلّت السيدة كيندال في كرسيها صامتة تراقب الأثنين معا .
خفق قلب جانيت بعنف وهي تلمح وجه بروس المتعب من جراء السفر , فهو لم يأخذ قسطا من الراحة بعد عودته بل جاء على الفور لرؤيتها , لكنها سرعان ما طردت عواطفها أتجاهه ووضعت على وجهها نظرة قاسية جافة , فلماذا يجب عليها أن تهتم به طالما أنه قرر بنفسه التصرف منفردا خلال اليومين الماضيين بهدف تحقيق أهدافه الخاصة؟
لم تكن جانيت ترغب في الحديث أليه ,لولا أنه فرض عليها المواجهة بدخوله عليها بهذا الشكل , فقالت :
" هل تمتعت برحلتك؟".
" ألى حد ما!".
تجاهلت جانيت الأرهاق البادي عليه وقالت :
" أعتقد أنك سترتاح في مدريد !".
حدق فيها بعينيه الزرقاوين وأجاب :
" لقد عدت للتو...... وأول شيء فعلته هو المجيء لزيارتك".
" أتمنى لو أنك لم تفعل".
وغصت جانيت بالعبارة الباقية , فأضطرت ألى التراجع كي تخفي دمعة أنسكبت على وجهها دون أرادة منها , أقترب بروس منها , وقال بصوت حاد:
" مهلا يا جانيت ".
أنتفضت في وجهه قائلة :
" ولماذا أتمهل؟ هل تريد أن توضح لنا طبيعة رحلتك ألى مدريد؟ أنا أعرف لماذا ذهبت , لقد أشتريت الممر لصالح أصحاب الفيللا , أليس كذلك؟".
أجابها بهدوء بارد :
" نعم ".
أحست جانيت أن أجابته حطمتها حتى العمق , لكنها أستطاعت أن تقول من خلال دموعها المنهمرة :
" حسنا , شكرا لأنك أخبرتني , لقد تناسيت لبعض الوقت أنك محام لامع وناجح , وكان عليّ أن أدرك منذ البداية أنك لن تسمح لشيء أن يقف بينك وبين عملك!".
أقترب بروس نحوها وقد أصفرّ وجهه من الغضب :
" أرجوك يا جانيت أن تستمعي أليّ".
لكن جانيت لم تكن قادرة على مواجهته أكثر , لذلك قالت :
" لقد أستمعت ما فيه الكفاية , والآن لا أريد أن أتحدث أليك أو أراك بعد اليوم ..... أبدا أبدا".
ثم غادرت المطبخ دون أن تنتظر جوابه , فالعاطفة التي كانت تربط قلبيهما أنتهت ألى الأبد ....... وهي لن تغفر له أبدا كل ما أرتكبه بحقها .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 03:07 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

12- غدا نطير ......

جلست السيدة كيندال في مقعدها تراقب جانيت وهي تضع كل ملابسها في حقيبة السفر , وبعد لحظات , تنهدت بعمق وقالت بصوت حزين :
" هل أنت مضطرة للذهاب يا حبيبتي ؟".
هزت جانيت رأسها بدون أن ترفع عينيها عن حقيبتها وقالت :
" أجل يا أمي أذ علي أن أعمل كي أعيش , في كل حال لم يعد من الضروري وجودي هنا!".
ردت السيدة كيندال بصوت متهدج :
" أعتقد أنك محقة في قولك هذا".
تابعت جانيت وهي تحاول الأبتسام للتخفيف عن أمها :
" بالأضافة ألى ذلك , فأن الرسالة التي وصلتني أمس هي من نونا التي تشير أنها ستتزوج قريبا وتغادر الشقة ,كما وأن أنجيلا ستعود ألى بيتها بعد أسابيع.... فأذا لم أعد سريعا , سأجد نفسي دون مأوى".
أتسعت عينا السيدة كيندال تعجبا وقالت :
" لكنك لن تستطيعي دفع أجرة بيت كبير كبيتكم الحالي وحدك !".
ضحكت جانيت قائلة :
" عليّ أن أعثر على زميلة جديدة تشاركني الشقة ".
تنهدت الأم بأسف :
" يا له من وضع سيء".
وبعد لحظات من الصمت تابعت تقول :
" لقد سمعت أن بروس قطع كا علاقاته المهنية مع لندن , وأنه يعمل الآن في أبييزا مع أحتفاظه بمكتب رئيسي في مدريد".
تصلّب وجه جانيت لدى سماعها أسم بروس , وقالت بمرارة واضحة :
" لا شك أنه سينجح في أعماله الجديدة , أذا ما تصرّف دائما كما بالنسبة ألى أصحاب الفيللا!".
وعندما حان موعد الرحيل , أحست جانيت كم أن السفر مزعج , فقد أدركت متأخرة أن حياة القرية أمتزجت بحياتها , حتى بات من الصعب نسيان البيت الصغير والحدائق الشاسعة وقرية سان غبرييل , ولا شك أنها ستفتقد جمال الطبيعة الأسبانية بعد عودتها ألى مدينة الضباب .
وظهر كأن الطبيعة أرادت أن تزيد من أحزان السفر , فقد أشرقت شمس أيلول ( سبتمبر ) بحدة في اليوم المحدد للسفر وبدت لجبال خضراء داكنة .
كانت جانيت قد طلبت سيارة من القرية لتقلها ألى المطار , هكذا لم يعد أمامها ألا الأنتظار على الشرفة وألى جوارها أمها الحزينة لفراقها , وللمرة المئة تقريبا تعود لتسأل السيدة العجوز :
" هل أنت متأكدة من أنك ستكونين على ما يرام ؟ وكيف ستتدبرين أمرك بدون الممر؟".
أجابتها السيدة كيندال متعمدة الأأبتسام والضحك :
" لا تشغلي بالك بذلك , سوف أفتح بوابة للبيت عند الطريق الزراعي , وسأطلب من موزعي الغاز نقل القوارير عبر الحديقة .... ولا أظنهم سيمانعون ".
منتديات ليلاس
هزت جانيت رأسها وتابعت :
" وستتصلين بي هاتفيا بمجرد شعورك بوجود مشاكل غير طبيعية ؟".
ردت السيدة كيندال متضاحكة :
" لا تبالغي في القلق يا حبيبتي , فأنت تعرفين أنني قوية جدا ..... وسوف أذهب في عطلة رأس السنة لرؤية جميع أفراد العائلة".
وظلت جانيت وأمها على هذا المنوال ألى أن جاء التاكسي , فقام السائق بنقل حقائب جانيت التي قبلت أمها مودعة , ثم جلست في المقعد الخلفي وألقت نظرة الوداع على البيت والفيللا والقرية كلها , وعندما أخذت السيارة الطريق الساحلي بأتجاه المدينة , ألقت جانيت نظرة أخيرة ألى الخلف....... ثم أستقامت في مقعدها وأقسمت أنها لن تعود ألى أبييزا أبدا , ألا أذا كانت أمها بأمس الحاجة لوجودها معها .
أضطرت جانيت للذهاب ألى المطار مبكرة من أجل الحصول على تذكرة السفر على أساس أنها حجزت مقعدها هاتفيا , وكالعادة , وجدت القاعات مزدحمة بالناس من مختلف الجنسيات , فأحست بالضيق وهي التي كانت تتمنى أن تدخل الطائرة فورا كي تقطع علاقتها نهائيا بالجزيرة وأهلها , وبعد تزاحم وتنافس أمام مكاتب الحجز والجمارك والأمن العام , أعلن في المذياع عن قيام الرحلة المباشرة ألى لندن.
كانت الخدمة في الطائرة ممتازة , فالمضيفات والمضيفون عمدوا ألى تلبية كل طلبات المسافرين وسط جو من المرح العام , ولاحظت جانيت أن الجميع مسرورون من عطلتهم في أسبانيا أو بعودتهم ألى لندن... أما هي فقد غرقت في مقعدها فريسة الهموم والأحزان .
ولسوء الحظ , أجلست المضيفة جانيت في المقعد الذي يلي الستارة ذات اللون البني التي تفصل الدرجتين الأولى عن الثانية ,وراحت جانيت تتساءل بألم وحرقة عن الشخص الذي يجلس خلف الستارة : هل يمكن أن يكون رجلا أنيقا مثل رجال القانون , يضع حقيبته الرسمية أمامه منهمكا في مراجعة بعض أوراقه المهمة؟ وخلال الرحلة نهضت مرة واحدة فقط , أستطاعت خلالها أن ترى خلف الستارة , لم يكن هناك رجل بهذه المواصفات , بل مجرد أمرأة سمينة ترتدي ثيابا باهظة الثمن وتحتسي فنجانا من القهوة بالحليب !

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 03:32 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حطت الطائرة في مطار لندن مساء , كانت أجراءات الجمارك سهلة جدا , وسرعان ما أستقلت جانيت الباص قاصدة قلب المدينة , كانت لندن غارقة في الظلام , والشوارع خالية تماما , والمحلات مغلقة أبوابها , فقد أختارت جانيت يوم الأحد للعودة كي تكون مستعدة غدا الأثنين لأستئناف عملها فورا .
عندما ترجلت من التاكسي , الذي أقلها من محطة الباصات ألى الشقة ألتي تقيم فيها , أحست للحظات بأنها تقصد هذا المكان لأول مرة في حياتها , ساعدها سائق السيارة في حمل حقائبها حتى الباب الخارجي , ثم تركها هناك وعاد من حيث أتى ..... أما هي فمضت ألى الداخل وكأنها مدفوعة بغير أرادتها , كان كل شيء مختلفا , الروائح , البرودة , الرطوبة........ وحتى الفوضى حلت بالشقة بعد رحيل أنجيلا منها .
شعرت جانيت بالأشمئزاز من منظر غرف النوم والمطبخ والحمام , خاصة الغرفة التي كانت تحتلها أنجيلا , ولحسن حظها وجدت أن غرفة نونا مقبولة نوعا ما لقضاء الليلة فيها , ألى أن تقوم غدا بحملة تنظيف وترتيب شاملة تعيد البيت ألى ما كان عليه سابقا , ومن حسن الحظ أيضا أن السيدة كيندال أعدت لأبنتها بعض المأكولات الخفيفة وهكذا وجدت جانيت عشاء جاهزا أغناها عن الغرق في أجواء المطبخ غير المقبولة ..... وبعد العشاء كان النوم هو الملاذ الأخير من عناء السفر والمشاعر التي رافقته.
أستيقظت باكرا في صباح اليوم التالي وأستقلت الباص ألى العمل كالعادة , وبما أنها تعمل في أحدى الوكالات الخاصة بتأمين السكرتيرات المؤقتات للشركات ورجال الأعمال , فقد تم تعيينها فورا في مكتب يبعد مسيرة عشر دقائق عن عملها ..... وعند الساعة العاشرة تماما كانت جانيت منهمكة في طبع مجموعة من الرسائل والفواتير وغيرها , لم يكن هناك أحد يعرفها في المكتب ليسألها عن رحلتها ألى أبييزا أو يعلق على شحوب وجهها المفاجىء ...... فهي هنا مجرد طابعة على الآلة الكاتبة لا أكثر ولا أقل.
تناولت جانيت غداءها عند الواحدة , ثم عادت ألى العمل , بعد ذلك ذهبت ألى الششقة لتناول العشاء ...ثم خرجت في نزهة قصيرة عادت على أثرها ألى البيت لتنام , وهكذا مضت الأيام . وعلى الرغم من أنها كانت تشمئز من منظر الشقة ألا أنها كانت عاجزة عن فعل أي شيء لتنظيفها , وظلت تؤجل العمل يوما بعد الآخر.
في مساء الخميس , أستقلت جانيت الباص قاصدة نونا التي لم كن زواجها مفاجأة لأحد , فطيلة أشهر الصيف كانت رسائلها تؤشر في هذا الأتجاه , وحسب آخر رسالة تلقتها منها قبل موعد عودتها ألى لندن , فقد حصر روبرت على ترقية في عمله , وهكذا بات بأستطاعتهما الزواج وشراء شقة متواضعة في أحدى ضواحي لندن , وعندما تزوجا لم يذهبا في رحلة شهر العسل , لكنهما يخططان لذلك في الصيف المقبل.
منتديات ليلاس
قرعت جانيت جرس الباب , وأنتظرت ريثما سمعت وقع أقدام في الداخل.. ثم فتح الباب , فأذا بها وجها لوجه مع صديقتها نونا التي هتفت قائلة :
"أنها جانيت! أهلا بك أيتها الصديقة العزيزة .... هيا أدخلي".
تعانقت الصديقتان مطولا , ثم نادت نونا جانيت ألى غرفة داخلية حيث كان روبرت يراجع بعض المجلات والكتب فعرفته عليها قائلة :
" أنها جانيت زميلتي في الشقة السابقة , لقد سبق لي وأخبرتك أنها أضطرت للذهاب ألى أبييزا كي تساعد أمها في بعض الأمور ".
ثم ألتفتت ألى جانيت قائلة :
" وهذا روبرت , أنه منهمك في عمل يجب أن ينجز قبل الصباح".
وأنحنت على زوجها قائلة :
" لن نزعجك طويلا يا حبيبي ".
قالت جانيت وهي تغادر الغرفة بصحبة نونا :
" فرصة سعيدة أن أتعرّف أليك يا روبرت!".
سألتها نونا بفرح :
" هل تريدين رؤية الشقة ؟".
وقبل أن تجيب جانيت , كانت نونا قد أخذتها من يدها وراحت تدور بها على المطبخ والحمام وغرفة الجلوس وغرفة النوم الرئيسية والشرفة التي تطل على الشارع الخلفي , أبدت جانيت أعجابها الشديد بالشقة والمفروشات وقالت بصوت حنون :
" أنه مكان جميل وحميم يا نونا ".
ردت نونا بصوت هو مزيج من السعادة والشكوى :
" سوف نضطر ألى دفع القسم الأكبر من مدخولنا طيلة السنوات المقبلة كي نوفي أقساط البيت , لكن من الرائع جدا أن يكون للأنسان بيته الخاص.
أبتسمت جانيت وهي تقول :
" من الواضح أنك تحبينه جدا".
لكن نونا لم تتابع الحديث عن البيت , بل أنتقلت ألى موضوع آخر بعد أن لاحظت شحوب وجه جانيت :
"دعينا من أخباري وأخبار البيت , ماذا عنك أنت ؟ كيف كانت أبييزا ؟".
أغتصبت جانيت أبتسامة وقالت :
" لا يمكن مقارنة لندن الآن بأبييزا الساحر ".
سألتها صديقتها بمرح :
" هل حصلت على الممر ؟".
هزت جانيت رأسها وأجابت بأقتضاب "
" كلا ".
تنهدت نونا بأسى وقالت :
" يا له من حظ سيء , ماذا جرى هناك؟".
أبتلعت جانيت ريقها وأجابت :
" كان عند أصحاب الفيللا محام ذكي وماهر أستطاع أن ينتصر علينا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 04:43 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تفت نونا ملاحظة لهجة جانيت عندما جاء ذكر المحامي , وربطتها على الفور بشحوب صديقتها وحزنها فير الطبيعي وقالت :
" أنه عقل قانوني ,أليس كذلك؟".
وقبل أن تسمع الجواب أضافت قائلة:
" هل هو متزوج؟".
" كلا".
عادت نونا لتسأل من جديد :
" كيف شكله وطبيعته؟".
" بروس ؟ أنه طويل ممشوق القوام .....".
ولم تستطع جانيت أن تكمل , أذ كيف يمكنها أن تقول أن عينيه أكثر صفاء من سماء أبييزا في الصيف ؟ وأن أبتسامته الساحرة تخترق القلب بسرعة رهيبة ؟ أنها تحبه كما لن تحب رجلا بعده؟ وأنه خانها رغم كل هذا الحب ؟ وفي خضم أفكارها هذه , أنقذها صوت روبرت فجأة وهو يقول :
" حسنا أيتها البنات , لقد أهيت عملي ويمكنكما الأنضمام أليّ الآن ".
نهضت نونا مبتسمة وقالت :
"ممتاز و يمكننا أن ندخل الآن ونتحلق حول المدفأة ".
أستقبلهما روبرت في غرفة الجلوس قائلا:
" والآن , ما رأيكما بفنجان من القهوة ".
أجابت نونا ضاحكة :
" طالما أنني قمت بالجلي قبل قليل , فقد حان دورك لصنع القهوة! ".
أنحنى روبرت أمام زوجته مازحا وقال :
" هذا من دواعي سروري , في كل حال أنت مضيفة سيئة للغاية , حتى أنك لم تطلبي من جانيت أن تخلع معطفها بعد!".
ضحك الجميع بصوت عال , في حين أخذت جانيت تفك أزرار المعطف , وبينما كان روبرت منهمكا في المطبخ , جلست جانيت ونونا في مقعدين مجاورين للمدفأة لمواصلة ما أنقطع من أحاديث بينهما .
سألتها نونا :
" كيف كانت الشقة عندما عدت ألى لندن؟".
منتديات ليلاس
أجابت جانيت بخجل :
" الفوضى ضاربة أطنابها .... وما زالت كذلك حتى الآن , أذ لا رغبة عندي في القيام بأي عمل !".
وكانت نونا تتوقع مثل هذا الجواب , لذلك تنهدت على الفور بصوت حاد :
" كانت أنجيلا مزعجة للغاية , فقد أستغربت كيف أنها تقوم بدور عارضة أزياء وأدوات التجميل وغيرها بينما هي على عدا سافر مع النظافة في حياتها البيتية!".
قالت جانيت مبتسمة :
" وجدت قرب سريرها عدة صحون وملاعق ..... والظاهر أنها كانت تتناول عشاءها في السرير !".
سألتها نونا :
"هل عثرت على شريكة جديدة للشقة ؟".
ردت جانيت مبتسمة :
"كلا , فقدت الأتصال بمعظم السكرتيرات اللواتي أعرفهن , ويبدو أنني سأضطر للأعلان في الصحف مع أنني أكره السكن مع أنسانة غريبة تماما .... ربما تكون أسوأ من أنجيلا".
قالت نونا بعد تفكير , ونبرة مفاجئة :
" ما رأيك لو تأتين وتسكنين معنا في هذه الشقة , فهناك غرفة أضافية يمكنك أستعمالها ريثما تتدبرين أمرك؟".
أبتسمت جانيت وقد فاجأها العرض:
" لا يمكن أن أقبل ذلك ..... على كل أشكرك على دعوتك".
أصرت نونا على فكرتها وراحت تشرحها مفصلا :
" ولم لا ؟ فهذا سيعطيك متسعا من الوقت لتدبير أمورك , وعندها يمكنك البحث بدون أستعجال عن شقة أفضل وأصغر من الشقة الحالية.... وأذا أضطررت لمشاركة أحد , فأن ذلك سيتم حسب رغبتك وليس بدافع الضرورة ".
قالت جانيت بهدوء :
" أشكرك على عرضك مجددا ..... لكنني لا أستطيع ".
أستنجدت نونا بزوجها الذي كان يستمع ألى الحديث من المطبخ .
دخل عليهما الزوج حاملا ركوة القهوة وقال بكل جدية :
" أعتقد أن نونا على حق يا جانيت , لقد زرت الشقة القديمة مرة أو مرتين ولا أرى أنها مناسبة على الأطلاق , وبالأضافة ألى ذلك فأن وجودك هنا سيساعدنا , ذلك أنني منهمك هذه الأسابيع في أنهاء بعض الأمور العاجلة قبل رأس السنة , ولا أريد أن تبقى نونا وحدها مساء ".
فكرت جانيت مليا بالعرض , كان عليها أن تعترف بأن الرجوع ألى الشقة القديمة يثير في نفسها الأشمئزاز , ولعلها في البيت الجديد تقطع كل علاقاتها مع الحياة الماضية وتبدأ من جديد , وطبعا ستدفع لنونا الأجرة التي تدفعها أسبوعيا ألى أن تعثر على شقة جديدة , وحتى لو رفضت صديقتها وزوجها فأنها ستصر عل الذفع فذلك سيساعدهما قليلا في دفع أقساط القرض.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 30-09-10, 05:09 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وأخيرا قالت بأبتسامة ماكرة :
"أذا كنما متأكدين من أنني لا أسبب أزعاجا فسوف أنزل عندكما لأسبوع أو أثنين ".
هز روبرت رأسه مرحبا ثم عاد ألى المطبخ لأكمال القهوة وهو يقول :
" هذا قرار عاقل تماما".
سرت نونا لأنها أستطاعت أن تساعد صديقتها ألى حد ما , وقالت بفرح :
" سوف أساعدك على حزم أغراضك في الشقة القديمة , والآن لنرى , اليوم الخميس , غدا أنا مشغولة جدا , أما السبت فليس عندي سوى التسوق , أذن سأحضر السبت بعد الظهر لننظف الشقة سوية ثم يتولى روبرت أستئجار شاحنة صغيرة لنقل الأغراض عندما ننتهي من حزمها".
أعترضت جانيت قائلة :
" هذا لطف زائد منك , ولكن لا ضرورة لأن تتعبي نفسك معي في تنظيف الشقة!".
ردت عليها نونا بهدوء:
" ولم لا؟ مسؤوليتي أتجاه الشقة توازي مسؤوليتك تماما ..... أم هل نسيت أنني كنت أعيش فيها أيضا؟".
ووافقت جانيت مرغمة بعد أن لاحظت أصرار صديقتها على تقديم كل مساعدة ممكنة في هذا الشأن , ثم دخل الزوج بالقهوة , فجلس الثلاثة يتسامرون في مواضيع مختلفة ألى أن حان موعد عودة جانيت ألى البيت , وقد أضر الزوجان على مرافقتها حتى محطة الباصرغم أعتراضها الشديد على ذلك.
طوال الطريق كانت جانيت تفكر بملامح السعادة التي كانت ترتسم على وجه صديقتها نونا , لقد ذاقت هي نفسها جزءا من طعم السعادة الحقيقية ... لكن الحب الذي وقعت فيه كان محكوما عليه بالفشل سلفا , غرقت جانيت في أحزانها العميقة وراحت تتساءل عن الأوضاع في أبييزا , لقد مضى عليها أسبوع في لندن , ترى كيف سيكون الأمر بعد أسبوعين ؟ بعد شهر ؟ بعد سنة ؟ هل ستظل مشاعرها كما هي الآن بعد عشرين سنة؟
أضطرت جانيت للتأخر في عملها نهار السبت بسبب بعض الأمور المستعجلة , وعندما وصلت أخيرا ألى الشقة وجدت أن نونا سبقتها قبل لحظات قليلة فقط , وسرعان ما غرقتا في أعمال التنظيف والترتيب وحزم الأغراض , كانت جانيت قد عمدت في الليلة السابقة ألى حزم أغراضها الخاصة في مجموعة من الحقائب والعلب الكرتونية , بحيث لم يعد هناك سوى تنظيف كل غرفة على حدة , ثم ترتيبها تمهيدا لتسليم الشقة ألى أصحابها .
حل الظلام في الخارج , وكانت الصديقتان قد أنتهتا تقريبا ولم يعد أمامهما سوى قاعة الجلوس والمطبخ , أتجهت جانيت لأضاءة النور لكن المصباح بقي مظلما قالت بهدوء :
" لقد أحترق هذا المصباح , وعلينا أن نتدبر أمرنا بدونه".
منتديات ليلاس
أطلت نونا من أحدى الغرف المجاورة وحاولت أضاءة النور هناك , لكن بدون جدوى , فقالت :
" غريب , لا ضوء هنا أيضا".
ثم راحت تدور على كل الغرف , لتعود أخيرا وتقول :
" الكهرباء كلها مقطوعة ".
وبعد تردد أضافت :
" هل يمكن أن تكون أنجيلا قد نسيت دفع الفواتير , مع أنني تركت لها المال في المطبخ فوق علبة البسكويت؟".
أسرعت الصديقتان ألى المطبخ فوجدتا أن الأوراق ما زالت في مكانها , فأنفجرت نونا غاضبة:
" يا لها من فتاة حمقاء , لقد ذكرتها أكثر من عشر مرات كي تدفع الفاتورة !".
علقت جانيت قائلة :
" لا شك أن صاحب البيت سمح لموظف الكهرباء بالدخول هذا الصباح لقطع التيار ".
وقفتا في القاعة لحظات تفكران في ما يجب عمله الآن , وأخيرا قالت نونا بهدوء :
" في أي حال , نحن أنتهينا تقريبا , وهناك بعض الشموع الصغيرة التي يمكننا أستعمالها لأنجاز العمل في المطبخ".
وهكذا كان , فعلى ضوء الشموع حاولتا جهدهما تنظيف وترتيب المطبخ , وقبل أن تنتهيا قرع جرس الهاتف , فأسرعت جانيت لترد عليه وحدسها يؤكد لها أن أمها على الطرف الآخر من الخط .
وبالفعل كانت السيدة كيندال على الطرف الآخر :
سألتها جانيت بقلق ممزوج بالفرح :
" أمي هل أنت على ما يرام؟".
أجابت الآم بصوت ضاحك :
"طبعا .. طبعا يا حبيبتي , أنني في أحسن حلالاتي هذا الأسبوع , لقد تم تمهيد وتزفيت الممر كله فصاء جزءا من حديقة البيت الأمامية , كما تم وضع بوابة كبيرة على الطراز الأسباني عند مدخل البيت , وسألني العمال أذا كنت أريد أن أطلق أسما على البيت كي ينقش على لوحة تعلق في البوابة فأسميته( كازا كونتنت ) هل تحبين الأسم يا جانيت ؟ أعتقد أن له رنة خاصة.....".
قاطعتها جانيت وقد طغت عليها الدهشة:
"أمي , أنني لا أفهم شيئا مما تقولين , هل تقصدين أن الممر أصبح ملكك؟ أنني لا أفهم كيف يكون ذلك بعد أن أشتراه بروس لصالح الفيللا؟".
راحت السيدة كيندال تشرح الموضوع بتؤدة :
" هذا صحيح يا أبنتي , لقد تم شراء الممر لصالح الفيللا , لكن من هو صاحب الفيللا؟ كنت أعتقد أن السيد والسيدة فورد يملكانها , لكنني أكتشفت أنهما أستأجراها هذا الصيف فقط".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحد الفاصل, روميليا لاين, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, roumelia lane, stormy encounter, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية