لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-10, 09:22 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


قادها أحد زملائها في اللعبة ألى المائدة , على بعد خطوات من المكان حيث بروس , وقد لاحظت أنه يرتدي زيا رسميا مما أكد أنطباعها بأنه كان يعمل , ولكن كل هذا غير مهم الآن فهو موجود في الحفلة وعلى بعد خطوات منها.
لم تتناول شيئا من صحنها المليء بما لذّ وطاب , ففكرها مشغول بأمور أهم , كيف تستطيع أن تبتعد هي وبروس عن هذا الأزدحام؟ أنها تعرف أنه شاهدها ..... والنظرة التي وجهها أليها الآن جعلت قلبها يزداد خفقانا وأضطرابا.
وباتت متشوقة للحظة التي ينهي فيها بروس حديثه مع المجموعة التي تحيط به , وقد أستعدت لأستقباله بالبقاء بعيدة عن زملاء اللعب حيث تكون وحيدة عندما يأتي أليها.
وأخيرا لاحظت من طرف خفي أن مجموعة بروس قد أبتعدت عنه , وراحت تعد الثواني بأنتظاره وهي تتظاهر بأنها تشارك في أحاديث زملاء اللعب وطرفهم , بينما التوتر يستوطن كل خلايا جسمها متوقعة لمسة ذراعه في أي لحظة , أستدارت بعد قليل عندما أحست بأنها سمعت وقعه , لكنها فوجئت بسيدة عجوز تسألها أن كان من الممكن أن تناولها بعض السمك من المائدة المجاورة لها .
أبتسمت جانيت للعجوز وهي تسمها الصحن , في حين بحثت عيناها عن الشخص الذي تتوقعه , وقد صدمها أن تجد مكان بروس فارغا , والمحامي الشاب غير موجود في مجال نظرها , تلفتت من جديد بأمعان أكثر , ففوجئت به مع مجموعة أخرى في الطرف الآخر من الحديقة.
وأحست جانيت بأن قلبها كان يحلّق عاليا , خانته أجنحته وهوى ألى الأرض محطما , ووجدت صعوبة في الأحتفاظ ببسمتها العريضة , ولحسن حظها , أقترب منها أحد الأشخاص وراح يلقي على مسامعها النكات والطرائف , جاهدت جانيت للأندماج بالمجموعة المحيطة بها , على الأقل حتى تتدارك المرارة القاسية التي تعتمل في داخلها .
منتديات ليلاس

هذا درس قاس لها ,وعليها في المستقبل أن تلتزم حدود الأمور الرسمية فقط , فقد تركت قلبها يسيطر عليها ويكبل عقلها حتى أنها تخلت عن فكرة خوض المعركة للحصول على الممر , يا لها من مغفلة لأعتقادها بأن بروس والبروك يمكن أن ينسى الممر حتى ولو للحظة واحدة ! لقد أختار أن يعمل هذا اليوم بالذات ليريها أنه محام بارع , وأن الشيء الوحيد الذي يعنيه هو كسب القضايا لزبائنه , أنها تعرف أنه كان يراقبها من بعيد , ولكنه أرادها أن تعرف أيضا أن هذا هو الحد النهائي لها , أنضمت جانيت مجددا ألى المجموعة تشاركهم طرائفهم وضحكاتهم وهي تشكر ربها أنها لم تظهر أتجاهه أي أهتمام على الأطلاق , ومن حسن حظها أنها أبقت مشاعرها لنفسها , بحيث تستطيع الآن أن تندمج في حديث متنوع مع الرجل الواقف ألى جوارها .
وأخيرا أنتهى ذلك اليوم بدون أن تدري كيف أستطاعت أن تمضي بقية الحفلة في الفيللا , لعلها شاركت في رواية الطرائف , أو لعلها ثرثرت كثيرا , المهم بالنسبة أليها كان أن تظهر فرحها وسعادتها حتى تنتهي الحفلة على سلام , وما أن أقلعت السيارات مبتعدة عن الفيللا حتى أحست بالتعب الشديد.
وعندما أستعدت مجموعتها للأنصراف , أنتهزت جانيت الفرصة لمغادرة الفيللا بصمت دون أن تلقي نظرة أخيرة على بروس , بالرغم من شعورها بأن عينيه لاحقتاها حتى الباب , وفي الخارج وقفت تلوح بيديها مودعة الأصدقاء والزملاء , ثم وجهت نحو البيت بدون أن تترك لنفسها فرصة التفكير في الفشل الذريع الذي أصيبت به اليوم.
كانت جانيت في المطبخ تجهز لنفسها فنجانا من الشاي , عندما عادت أمها من الحفلة وهي تكاد تطير من الفرح والسرور بالرغم من التعب الجسدي الذي حل بها , وعلى الفور راحت تقص على أبنتها كل التفاصيل التي جرت لها في الحفلة دون أن تغفل طبعا التعريف بالأشخاص الذين ألتقتهم ..... وأخيرا جلست في مقعدها لتريح قدميها قليلا ثم سألت جانيت :
" وأنت , هل أمضيت وقتا جميلا ؟".
أجابت جانيت وهي تخفي مشاعرها خلف لأبتسامة مشرقة :
" كانت حفلة رائعة !".
وجعت السيدة كيندال نظرة متمعنة ألى جانيت ثم قالت :
" ما رأيت بروس في الحفلة كثيرا , فهل شاهدته أنت ؟".
تشاغلت جانيت بالبحث عن ملاعق الشاي في أحد الأدراج , ثم قالت محاولة أن يبدو صوتها طبيعيا :
" أعتقد أنه كان في مكان ما في الحفلة".
وفكرت جانيت أن أمها , مثلها تماما , واقعة في خطأ الأعتقاد بأن بروس مهتم بأمور أخرى..... غير الممر!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-09-10, 11:57 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- لا تكرهوا شرا.........بات الشاطىء الصغير , الذي ترتاده دائما , مزدحما بالرواد بعد أن وصل الموسم السياحي ألى ذروته , ومع ذلك أحست جانيت بضرورة الذهاب ألى البحر والأبتعاد لبعض الوقت عن البيت .
وفي معظم الأحيان كانت تغادر البيت بعد الظهر حاملة معها أدوات البحر وبعض المرطبات في صندوق مثلج صغير , وفي أحدى المرات , وبينما كانت تتجول في الحدائق المجاورة , أكتشفت طريقا زراعيا في الجهة الأخرى من الممر يلتف حول البيت من الجهة اليمنى , والحقيقة أن الطريق كان يمتد ألى جبل غير مرتفع مغطى بأشجار الصنوبر والسرو , ويدل المكان على أن الجبل مقصود من قبل سكان المنطقة والسياح على حد سواء.
وبما أن الجبل كان الأكثر أرتفاعا في القرية , فقد كانت المناظر المطلّة خلاّبة وساحرة , وعلى قمته قام الأهالي بأنشاء نصب تذكلري يعلم الله وحده متى أقيم ولماذا؟ ومن الجهة الأخرى من النصب ,ينحدر الجبل بحدّة ليشكل مع تلة مجاورة واديا عميقا وضيقا , وفي أماكن عديدة من الجبل والتلة كانت تبدو المغاور المحفورة بالصخر الكلسي الناصع البياض.
منتديات ليلاس

وكثيرا ما أمضت جانيت ساعات طويلة في هذه المنطقة , لا يعكر السكون العميق ألا صوت عصفور أو غناء عندليب ....
وحدث في أحدى المرات , عندما كانت تعبر الطريق متجهة ألى الجبل , أن ألتقت تولو ........ أو الأصح كاد أن يصطدم بها , كانت جانيت ألتقته مرة أو مرتين في القرية بعد ذلك اليوم الذي قام به بدور المترجم , لكنها تراه الآن للمرة الأولى على الطريق الرئيسي , أستطاع تولو أن يوقف سيارته على بعد مسافة قليلة من جانيت , ثم ترجل مسلما عليها , وعلى شفتيه أبتسامة عريضة .
" مرحبا يا جانيت".
ردت جانيت بأبتسامة مشابهة :
" أهلا بك يا تولو!".
أسند تولو يده على مقدمة سيارته قائلا:
" هل تريدين أن أوصلك ألى المدينة ؟".
أجابت مبتسمة :
" شكرا لك , لست ذاهبة ألى المدينة الآن , بل أنا أتمشى قليلا قرب البيت , ثم أضافت بعد لحظات وكأنها تريد فتح حديث معه:
" هل أنت ذاهب ألى العمل؟".
هز رأسه موافقا:
"نعم , فقط لثلاث ساعات , ثم أصبح حرا طيلة النهار ".
ترددت جانيت للحظات وهي تفكر , لماذا لا تذهب ألى المدينة لتغير الجو قليلا ؟ فبأستثناء رحلات التسوق التي تقوم بها مع أمها , لم يحدث أن زارت المدينة بمفردها ...... وثلاث ساعات من السياحة هناك لن تكون أصعب من التجول في الجبل.
سألته بهدوء:
" هذا يعني أنك ستعود ألى البيت فور الأنتهاء من العمل؟".
رد تولو بحماسة وكأنه قرأ أفكارها:
" طبعا....... طبعا وأذا أردت يمكنني أن أعيدك معي من حيث أخذتك !".
قلبت جانيت الفكرة برأسها سريعا , صحيح أنها غير مستعدة من حيث الهندام لزيارة المدينة ..... لكن الموسم موسم سياحة , ومن يهتم بالملابس في مثل هذه الظروف؟ أنها تحمل حقيبة يدها التي لا تتخلى عنها أبدا , وليس هناك أي سبب يدعوها ألى رفض عرض تولو , بالأضافة ألى أنها تريد الخروج من الروتين اليومي الذي دأبت عليه مؤخرا , وبدون تردد هزت رأسها موافقة وقالت:
" حسنا يا تولو ....... هيا بنا ألى المدينة!".
فتح الأسباني الباب بسرور , لتجلس جانيت على المقعد الذي تمزف قماشه في أكثر من مكان , وسرعان ما أكتشفت جانيت أن تولو سائق مجنون بالسرعة , فقد أخذ يجتاز الطريق بسرعة كبيرة , وراحت ىجانيت تترحم على رحلات الباص المزعجة , ولولا أن الطريق شبه مهجورة في مثل هذا الوقت من النهار , لكانت سيارة تولو الصغيرة قد واجهت كل السير القادم من الجهة الأخرى ....... لكن حظها جيد لأن معظم الناس لا يسافرون في هذا الحر اللاهب , ومما أشعر جانيت بالأطمئنان ألى حد ما , أن تولو تعود أستعمال هذا الطريق يوميا , ذهابا وأيابا.
كانت المدينة في قيلولة الظهر عندما وصلا أليها , فالحوانيت مغلقة , والمقاهي مهجورة , والسياح أما قابعون في فنادقهم أتقاء لأشعة الشمس وأما يبردون على الشواطىء الرملية القريبة سعيا وراء الأنتعاش واللون البرونزي .
قاد تولو سيارته وسط شوارع المدينة بعناية وحذر , خاصة وأن رجال شرطة السير كانوا موزعين في كل مكان وأخيرا وصل ألى مكان عمله في الفندق الذي يقع على الجهة اليمنى من الساحة الرئيسية , وأضطر ألى أيقاف سيارته بعيدا بسبب زحمة مواقف السيارات ......... ثم دعا جانيت ألى شراب مرطب بعد عناء الرحلة الطويلة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-09-10, 03:09 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبما أنها لم تفكر بعمل شيء محدد الآن , فقد وافقت جانيت على الفكرة ودلفت معه ألى الفندق حيث يقوم مقهى مكشوف تغطي طاولاته شمسيات ضخمة ملونة , أنهت شرابها , توجهت ألى ردهة الأستقبال لرؤية تولو وهو يعمل , كان منهمكا في تقليب مجموعة من الشيكات السياحية والفواتير وعملات مختلفة أخرى.
أقتربت منه وأودعت عنده الثلاجة الصغيرة , وأبقت معها حقيبة يدها , ثم أتفقت على أن يلتقيا عند طرف الساحة بعد أن ينتهي دوام عمله في الفندق , لم تكن تفكر كيف ستمضي هذه الساعات القليلة لكن لا شيء يمنع من أن تتمشى في الشوارع الرئيسية لمشاهدة معروضات المحلات ودور الأزياء حتى يحين موعد عودتها ألى البيت.
سارت جانيت على غير هدى وقتا غير قصير ألى أن أنهكها التعب والعطش , لذلك قررت العودة ألى الساحة وأنتظار تولو في أحد مقاهي الرصيف , وعندما وصلت ألى هناك أدهشها التغيير الذي شاهدته , فقد أزدحم المكان بالناس وملأ الضجيج الساحة التي كانت نائمة قبل ساعات قليلة .
منتديات ليلاس

أمتلأت المقاهي برجال الأعمال الذين كانوا ينجزون قضاياهم السريعة حول كؤوس المرطبات وفناجين القهوة , وفي الساحة نفسها تجمع عدد من الأطفال , وراحوا يتسلقون الأشجار الكثيفة الأغصان , وقد طغى على الجو كله خليط من أصوات البعة وأحاديث رواد المقهى وثرثرات العجائز اللواتي توزعن على مقاعد الأرصفة العامة .
وصلت جانيت ألى المكان المحدد متأخرة عدة دقائق , فوجدت أن تولو أوقف سيارته في مكان تسهل رؤيته , ويظهر أنه أستأخرها قليلا , لذلك ترك السيارة هناك وعاد ألى الفندق لأمور عاجلة , ألقت جانيت نظرة فاحصة على الفندق فوجدته غاصا بالسياح , لذلك فضلت الأنتظار قرب السيارة ريثما يعود تولو .
وبعد عدة دقائق لمحت تولو يشق طريقه وسط الساحة المزدحمة متجها صوبها , لم يكن وحده , بل كان برفقة عدد من الشبان الذي يبدو أنهم يعملون معه في الفندق , وعندما وصل الشبان ألى السيارة تحلقوا حولها وراحوا يطلقوا يطلقون العبارات التي تسخر من تولو وسيارته العتيقة , وبينما جانيت تنتظر وسط الصخب والضحكات العالية بأنتظار ذهاب الشبان في حال سبيلهم , أذا بقلبها يخفق خفقات سريعة عندما لمحت من بين الزحام بروس والبروك حاملا حقيبة يده وسائرا بأتجاه سيارته المتوقفة قرب الرصيف المقابل , وعلى الفور تذكرت أن مكتب المحاماة الخاص به يقع في هذه المدينة بالذات , وسرعان ما لاحظت أن نظراته الزرقاء الحادة مركزة عليها , فأستدارت مضطربة .
كيف سيبدو الأمر وهي في ملابسها القديمة العادية ألى جانب تولو في سيارته اقديمة المهلهلة وسط مجموعة من الشبان اللاهين الضاحكين ؟ لم تجرؤ جانيت على مجرد التفكير بالأمر , بل حاولت التهوين على نفسها بالقول أنها حرة في تمضية وقتها كيفما تشاء......... لذلك أنخرطت في الضحك مع الشبان الأسبانيين وأندمجت معهم في المزاح وأطلاق النكات.
وأخيرا أستطاع تولو الأنسحاب من شلته اللاهية , ودخل هو وجانيت السيارة أستعدادا للعودة ألى البيت , وقد عمدت جانيت للتشاغل بالحديث مع تولو كي لا تلتفت ألى العينين الزرقاوين اللتين كانت تحدقان بها عندما أقلعت السيارة العتيقة بأتجاه مخرج الساحة .
وكالعادة , قاد تولو سيارته بسرعة جنونية في قلب المدينة , وأكثر من مرة أعتقدت جانيت أن رجال شرطة السير سيوقفونه عند حده من جراء المخالفات العديدة التي أرتكبها ...... ولكنها لاحظت أن معظم السائقين هنا يقودون سياراتهم بالطريقة الجنونية نفسها .
ولم تدر جانيت هل تشعر بالراحة أو بالحزن عندما خرجت السيارة من حدود المدينة وسارت بأتجاه سان غبرييل , وفي هذه الأثناء كان تولو يحدثها عن ساعات العمل التي أمضاها في الفندق بعد الظهر وخوفا من أن يفقد السيطرة على السيارة , راحت جانيت تستمع ألى كلماته بأبتسامة صامتة .
منتديات ليلاس

كان الأثنان قد قطعا مسافة طويلة من الطريق عندما ألقت جانيت نظرها ألى الخلف بواسطة المرآة الموضوعة أمامها , وفوجئت عندما رأت السيارة التي تسير غير بعيدة عن سيارة تولو .
أمتلأت عينا جانيت بالسرور والأرتياح لمرأى سيارة بروس فقد أكتشفت أن المحامي العنيد لحق بها فور مغادرة سيارة تولو الساحة , ولا شك أنه أضطر ألى المخالفة وتجاوز الأشارات الضوئية الحمراء للحاق بتولو المجنون , وعلى الرغم من أنهما كانا يسيران بسرعة كبيرة , ألا أن السيارة الزرقاء ظلت على ظلت على مسافة قريبة منهما بدون أن يحاول سائقها التجاوز .
لم يكن تولو منتبها لوجود سيارة بروس خلفه , فهو من هواة عدم النظر في المرآة لمعرفة أوضاع السير خلفه , لذلك تركته جانيت بسرعته الجنونية وعمدت ألى تجاهل الشخص الذي يلاحقها ... في كل حال , لماذا هي مهتمة ألى هذا الحد بملاحقة بروس لها ؟
كانت جانيت قد أتفقت مع تولو على أن ينزلها في المنطقة نفسها حيث أخذت عند الظهر , وعندما توقفت سيارته على حافة الطريق , تعمدت جانيت أطالة الحديث معه ألى أن تجاوزتهما السيارة الزرقاء وأختفت في الزقاق المؤدي ألى الفيللا .
تظاهرت جانيت بأنها لم تلمح السيارة أبدا وظلت غارقة في الحديث مع تولو , الذي أعلمها أن دوام عمله طيلة الأسابيع المقبلة سيكون ساعتين عند الصباح وثلاث ساعات بعد الظهر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-09-10, 03:53 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال لها قبل أن يودعها :
"غدا يوم عطلتي , لكنني أستطيع أصطحابك معي أذا أردت في الوقت نفسه بعد غد".
فكرت جانيت في العرض قليلا , صحيح نها لم تجد شيئا غير أعتيادي في المدينة , لكن لا شيء يمنع من تغيير الجو يوما بعد يوم .
شكرته ضاحكة :
" لا بأس في ذلك , سأنتظرك هنا في الموعد نفسه!".
ودعته بحرارة , ووقفت ألى جانب الطريق محاذرة الغبار الذي أثارته السيارة عند أقلاعها الجنوني .
وفي طريقها ألى البيت , فكرت أنه من الأفضل ألا تخبر أمها عن خططها للأيام القليلة المقبلة , فالسيدة كيندال ستشعر بالقلق لأن أبنتها تذهب ألى المدينة مع سائق أرعن وفي سيارة فانية .
وعندما دخلت جانيت الممر المؤدي ألى البيت لمحت السيارة الزرقاء متوقفة أمام باب الفيللا ...
وأخيرا أختفت داخل البيت وهي تشعر بالراحة لأشياء كثيرة فعلتها اليوم .
منتديات ليلاس
وفي يوم موعدها مع تولو , كان من الضروري أن تحافظ على المظاهر الخارجية للنزهة الجلبية المعتادة , لذلك أرتدت قميصا قطنيا عاديا وجهزت معدات النزهة كما في كل يوم .
وصلت جانيت ألى طرف الطريق الزراعي قبل دقائق من موعد مرور تولو , ووقفت تنتظر مجيء السيارة المهلهلة وخلفها عاصفة من الغبار , لكنها أضطرت بعد دقائق أن تلجأ ألى ظل شجرة هربا من الشمس الحادة خاصة وأن تولو تأخر عن موعده , وأنتظرت جانيت أكثر وهي تتساءل عن سبب تأخر تولو , بدون أن ترفع عينيها عن الطريق الذي يظهر أمامها بوضوح أبتداء من طرف القرية .
ظلت جانيت تترقب وصول تولو لمدة ربع ساعة أخرى لعل عوائق غير متوقعة أخرت مجيئه , وأخيرا حملت معدات النزهة وقصدت قمة الجبل لتمضية بعد الظهر هناك , فالأمر سيان عندها , سواء رافقت تولو ألى المدينة أو تمتعت بالمناظر الطبيعية التي يطل عليها الجبل........ المهم أن تمضي وقتها بعيدا عن البيت.
وفي اليوم التالي تعمدت أن تأتي الى المكان الموعود قبل عشرين دقيقة من الموعد , لتتأكد من أنها في الوقت المناسب , ومرة أخرى وجدت نفسها تنتظر , بينما مرت الدقائق بطيئة مملة بدون أن يظهر أثر لسيارة تولو .
وراحت جانيت تتساءل في نفسها عما حل بتولو فحتى لو كان قد نسي وعده لها , لا بد أن يمر عبر هذا الطريق متجها ألى المدينة و لكن هناك طريقا فرعيا يربط القرية بالطريق الرئيسي بدون أن يمر من خلال الجبل ...... لماذا لا يستعمل تولو ذلك الطريق؟ وأخيرا توجهت ألى الجبل بعدما قررت أن تثير الأمر معه عندما تراه في المرة المقبلة.
وسرعان ما جاءت المرة المقبلة في مساء اليوم نفسه , أذ أعتاد أهل القرية الأختفاء في منازلهم خوفا من الشمس , ثم الأنطلاق مساء عندما تدب الحياة في كل أنحاء المنطقة وكان النوم لا يعرف طريقه ألى العيون .
كانت جانيت قد أعتادت هذه الحقيقة , بل أصبحت جزءا منها , لأنها تولت منذ مجيئها ألى الجزيرة الذهاب ألى سان غبرييل لأحضار البريد اليومي , وحدث هذا المساء أن شاهدت تولو مع جمع من الشبان , فور خروجها من مكتب البريد المحلي .
لم يبد على تولو الأنزعاج لرؤيتها , بل توجه نوها وعلى وجهه الأبتسامة التي لا تغيب أبد , ردت جانيت بأحسن منها , ثم رفعت أحد حاجبيها قائلة:
"ماذا حدث لك هذا الوم وأمس ؟ كنت أعتقد أنك ستقلني معك ألى المدينة؟".
هز تولو كتفيه بهدوء وقال :
" آه ...... أنا متأسف , لم يكن ذلك ممكنا !".
أبتسمت جانيت وقالت :
" لا بأس بذلك ".
منتديات ليلاس
ثم ألتفتت ألى سيارته المتوقفة في الساحة , وأضافت :
" لكن سيارتك غير معطلة , أليس كذلك؟".
بدا الأضطراب على تولو , وغابت الأبتسامة عن شفتيه وهو يقول معترفا:
" السيد في الفيللا هددني ".
ثم أشار بأصابعه على عنقه أشارة على الذبح!".
لوهلة الأولى لم تفهم جانيت معنى كلمات وأشارة تولو , لذلك نظرت أليه بدهشة وسألته:
" لكنني لا أفهم .... لماذا يتدخل هذا السيد بالأمر ؟".
وجاءها الجواب المفاجىء :
أنه المحامي الذي يقود السيارة السريعة يوميا ألى المدينة ".
أنه بروس! وعلى الفور أدركت جانيت كل القصة , لكنها سألته بغضب :
" حسنا , ماذا قال لك ؟".
طأطأ تولو رأسه حرجا , ثم أجاب:
" قال لي بوضوح أنه سيدق عنقي أذا أقدمت على أخذك مرة أخرى ألى المدينة ".
أنفجرت جانيت غاضبة وأحتقن وجهها بالدم وهي تقول :
" يا لهذا الأسلوب الفظ! ".
ثم قالت للشاب الأسباني المحرج :
" عليك أن تعرف يا تولو أن شيئا لا يربطني بهذا المحامي الأنكليزي بروس والبروك , وهو غير معني على الأطلاق برغبتي في مرافقتك ألى المدينة ".
ثم أضافت بتحد وغضب:
" أريدك أن ترافقني غدا , أذا كنت مستعدا ".
رد تولو وقد أربكه الموقف :
" حسنا لكن ماذا أقول للمحامي أذا قصدني في القرية مرة أخرى؟".
أجابته بقسوة :
" يمكنك أن تبلغه عن لساني أن الأمر لا يعنيه أبدا ".
ثم خففت من لهجتها القاسية وهي تودع تولو , وعند المنعطف ألتفتت أليه مجددا وصرخت:
" أراك غدا بعد الظهر في المكان نفسه ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-09-10, 04:21 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لم يطل أنتظار جانيت في اليوم التالي أذ سرعان ما أطلت سيارة تولو ترافقها عاصفة من الغبار الكثيف , فتح لها الباب دون أن يغادر مقعده , فجلست ألى جانبه بصمت ..... ثم أقلعا بأتجاه المدينة .
وصلا ألى المدينة في الوقت المحدد , فتركها تولو متجها ألى عمله , في حين أتخذت هي أحد المقاعد في مقهى رصيف يطل على الساحة وراحت تتصفح مجلة نسائية قديمة , بعد ذلك أمضت حوالي نصف ساعة تتجول أمام واجهات المحلات , أحست جانيت بالتعب والحرارة بعد أن أنهت جولتها , ولم يساعدها أنتظار تولو على التخلص من أحاسيسها تلك , لذلك عرضت عليه عندما وصل أخيرا أن يتناولا كأسا من المرطبات لأنها تكاد تموت عطشا ......... وبالطبع لم يمانع الأسباني الشاب , وحول كأسين من عصير الليمون , راحا يتأملان الناس والوجوه والسيارات في تلك الساحة المزدحمة , ومن حيث لا تدري , شاهدت جانيت مجموعة الشبان الذين تحلقوا قبل أيام حول سيارة تولو , وهو يتوجهون ألى المقهى مثيرين الجو الأحتفالي نفسه الذي أثاروه من قبل , ولم تكن جانيت مهتمة بوجود تولو والشلة , فعيناها , منذ جلست في المقهى و تبحثان عن شخص محدد وسط الزحام والوجوه المختلفة , كانت مشاعرها متضاربة , فهي خائفة من رؤية بروس لهما ومن ناحية أخرى تريد أن يرى كيف تتحداه في هذه المسألة بالذات , وبينما هي تدلف ألى سيارة تولو بعد حيل الشلة على وشك أن تفقد الأمل برؤية بروس أذ بها تفاجأ به على بعد أمتار قليلة منها .
ولم تتمكن جانيت من معرفة الأشخاص الذين كان بروس معهم , ألا أنها متأكدة أنه لم يسحب نظره الحاد عنها , وحتى من هذه المسافة , كان من الواضح أن الغضب يلتمع في عينيه الزرقاوين الباردتين , وأمعانا في التحدي , أندمجت جانيت في الضحك مع تولو....... مما يؤسف له أن بروس لا يحب أن يراها برفقة أحد , لكنها تحب ذلك وستستمر فيه!
وكم كانت راحتها كبيرة عندما أنهى مرافقها الأسباني أستعداداته , وأطلق العنان لسيارته في شوارع المدينة المزدحمة عائدا ألى القرية , وكما توقعت ما أن وصلا ألى ضواحي سان غبرييل حتى ظهرت السيارة الزرقاء خلفهما تماما , كانت متأكدة أن تولو لم يلمحها , فهو غير مهتم بالطريق الذي أجتازه با بالمسافة الباقية أمامه.
منتديات ليلاس

ظلت السيارة الفاخرة خلفهما تماما بدون أن تحاول تجاوزهما مع أنها قادرة على ذلك بسهولة , وبعد قليل بدأت جانيت تحس بأن يروس يقود سيارته على أعصابها , لذلك طلبت من تولو أن ينعطف في ممر فرعي ويتوقف للحظات بحجة أنها تريد بعض الهواء النقي........ وكم كانت راحتها كبيرة عندما رأت السيارة الأخرى تواصل طريقها بأتجاه الفيللا.
ولشدة أستغرابها , أحست جانيت أن أعصابها ما زالت متوترة ومتعبة ...... ومع ذلك تواعدت على لقاء تولو في اليوم التالي أيضا , وطيلة المساء ظلت تفكر في ما سيكون عليه رد فعل بروس أتجاه تولو , هل تراه يتوجه ألى القرية لمعاقبته على عصيانه أمره؟ مهما كان الموقف , فأن تولو لم يظهر أي تغيير في اليوم التالي , وفكرت جانيت بأنه أبلغ بروس الرسالة التي كلفته بنقلها , وتوقعت أن تولو كان صلبا مثلها تماما.
وهكذا مرت الأيام , وبات من المعتاد أن تذهب جانيت وتولو بعد كل ظهر ألى المدينة , ويعودان ألى القرية عند العصر تقريبا , وقد كانت جانيت تلاحظ أن العينين الزرقاوين تراقبانها دائما..... لكنها حاولت أن تقنع نفسها بأن صاحبها هو مجرد شخص بين آلاف الأشخاص في المدينة.
كما أعتادت جانيت على رؤية سيارته ترافقهما كظلهما في طريق العودة ألى البيت ... بل ولاحظت في بعض المرات أن بروس كان يحاول مجاورة سيارة تولو عند المنعطفات الواسعة.
كانت تعتقد في أحيان كثيرة أن خيالها يزين لها هذه التصورات , خاصة وأن أعصابها صارت متعبة للغاية أخيرا و وعلى عكس ما توقعت باتت الرحلات اليومية ألى المدينة تزيدها توترا وأحتراقا , ومع أن التظاهر بقضاء وقت ممتع من أجل تحدي بروس كان يعطيها بعض الأرتياح , لكن أن تراه يوميا فهذا فوق الأحتمال , ولم تعد تدري ألى متى ستظل قادرة على ممارسة هذه اللعبة الخطيرة جدا .
ةالغريب أن ملامح وجه بروس كانت تشير ألى أنه يمر بالحالة نفسها المتوترة التي تمر بها جانيت و وفجأة حدث أمر غير متوقع أوصل الأمور ألى نقطة الصفر ..... والسبب في ذلك قيادة تولو المجنونة قبل كيلومترات قليلة من سان غبرييل .
كانت جانيت مسترخية في مقعدها تستمع ألى تعليقات تولو على فيلم سينمائي شاهده بالأمس , وقد دبّ الحماس في عروقه وباتت السيارة بين يديه الحصان الفائز الذي كان يمتطيه بطل الفيلم , وفي محاولة لأخفاء خوفها من القيادة المجنونة , ركزت جانيت كل أنتباها على التفاصيل التي كان يرويها تولو .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحد الفاصل, روميليا لاين, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, roumelia lane, stormy encounter, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية