لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-10, 01:23 AM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأجابها رورك بهدوء وبدون أن يتضايق بتاتا من لسانها اللاذع:
" شعرت بالذنب على الأرجح".
أزدادت حنقا وهتفت:
" شعرت بالذنب؟ لم يكن هناك أي شيء يدعو الى ذلك ! لم يحصل أي شيء بيننا! لو أنك آزرتني عندما كنت أحاول أقناعه بهذه الحقيقة لكان من الجائز أن يصدق أنكارنا المشترك".

راح يتأملها من الرأس حتى القدم بنظرة متمهلة , فعاد ينتابها ذلك الأحساس بأنه يلمسها
وأجابها بليونة:
"أنت على حق, لم يحصل بيننا شيء سوى مشهد حب لم يصل أبدا الى الذروة , ولكن أذا أردت رأيي كرجل , فلنقل أنه لم ينته عند تلك الحدود يا فتاتي الصغيرة".
منتديات ليلاس
تصريحه الأيحائي هذا لم يمر بدون أحداث رد فعل لديها أذ تصاعد الدم الى محياها بسرعة مقلقة وأحست في تلك اللحظة أن جاذبيته أقوى من قدرتها على المقاومة لكنها هتفت لتوقف موجة الأختناق المتسللة الى حلقها :
" كف ... كف عن مناداتي هكذا , أنا لست فتاة صغيرة".

فقبضت يد رورك على خصلة طويلة من شعرها الداكن الأحمرار ولفها حول أصابعه عدة مرات قبل أن يسقطها على كتفها
وقال يؤكد أعتراضها برقة:
" لا , لست صغيرة بل أمرأة تضج بالأنوثة وذات قدرات على أثارة الرجل وقد أثبت ذلك ليلة أمس".

أشاحت عنه وتراجعت خطوة الى الوراء لتضع بينها وبينه مسافة آمنة ثم قالت متلعثمة:
" أننا , نبتعد عن .... الموضوع".
ركز يديه حول خصرها وقال وهو يشم عبير شعرها المنسدل على عنقها وكتفيها:
" لا أظننا حدنا عن الطريق".

حاولت الأبتعاد عنه لكنه قرّبها منه أكثر فقالت تعترض بوهن:
" لا تفعل ذلك".
فأجابها ساخرا:
" ولم لا؟ أننا مخطوبان ومن حقنا أن نستمتع ببعض المباهج التي هي جزء من الخطوبة".
بدأت مقاومتها تتراخى فعبت من الهواء الذي أحسته يتسلل من الغرفة تدريجيا وهمست بصعوبة:
" هل نسيت أننا كنا نبحث عن وسيلة للتخلص من هذه الخطوبة؟".

" أحقا؟".
رأت نظرته الكسولة نصف المطبقة تتركز على وجهها , وأرعبتها حركة رأسه الخفيفة والمعبرة عن نيته
وبدأت تقول لتمنعه من ذلك:
" رورك , لا...".
لكنه أفحمها فورا بعناقه , سمعا فجأة طرقة على الباب تبعها فورا صوت مقبض الباب وهو يفتح..
وحتى قبل أن تنزع تيشا نفسها من بين ذراعي رورك همست لها حاسة سادسة بأن أباها هو الذي يقف على العتبة
أتجه بصرها الى هناك , فألتقت عيناها الزيتيتان والمفعمتان بشعور الذنب بعينيه البنيتن المتألقتين.

وقال أبوها مبتسما:
" جئت لأسألكما أذا كنتما ترغبان في قهوة طازجة".
" قد نشربها فيما بعد".
منتديات ليلاس
فأنسحب أبوها مغلقا الباب خلفه , وهنا ثارت تيشا فهتفت وهي تحرر نفسها من قبضة رورك التي تراخت فجأة:
" لقد حرقت الطبخة ! الآن لن نستطيع أقناعه أبدا بأننا لا نريد أتمام الزواج! هل كان عليك أن تفعل ذلك ؟ أنا لا أستطيع الزواج منك ! لا أستطيع بأي حال!".
فمرر أصابعه في شعره وقال بلا أكتراث:
" كيف كان لي أن أعرف بأنه سيختار لحظة محرجة كهذه ليلعب دور الكريم؟ لكن الأمر حصل وأنتهى ".

" حصل وأنتهى ! أهذا كل ما تستطيع قوله؟ أنا أجهد ذهني في البحث عن طريقة تنقذنا من هذه الورطة وأنت لا تحاول الا أن تجد طريقة لأستغلالها ! ما رأيت في حياتي شخصا أنانيا مغرورا...".
وراحت تبحث بجنون عن نعت معين آخر فساعدها بقوله:
" وبغيضا ".

" أجل , أنت بغيض! لن أطيق أبدا أن أكون زوجة لدب مستبد على غرارك!".
تأملها بنظرة رقيقة وعلق مجيبا :
" ومن قال لك بأنني سأرضى بزوجة زاعقة شرسة تكبل عنقي لسائر أيام حياتي؟ ومع ذلك , لا بد من الأعتراف بأن الزواج من فتاة مزدوجة الشخصية مثلك , سيشكل تجربة طريفة".

" لا أعلم عن أي شيء تتكلم".
" أنت على أستعداد دائم لتوجيه الأهانات التي أو بالأحرى لقذفي بها كالحجارة , الآن تقولين أنك تجدينني بغيضا , وعلى الرغم من ذلك تتجاوبين دائما وبلهفة مع تقرباتي العاطفية , هل تساءلت مرة عن سبب هذا التناقض؟".
شعرت بأزدراء ذاتي جعلها تخفض رأسها لكن كبرياءها أبت عليها ألا أن تجيبه بسخرية:
" أنه أنجذاب آني... لن أتزوجك أبدا".

" أذن هل لديك أقتراح بديل للأقتراح الذي عرضته؟".
" أفضل الهرب في اللحظة الأخيرة على أن أقبل بك زوجا لي!".
فعلق رورك بهدوء:
" الهرب لا يحل أية مشكلة".

" سيخلصني من أرتباطي بك كزوج".
" ولكن ماذا عن والدك؟".
" ماذا تعني؟".
" هل أنت مستعدة لتحمل عواقب الغربة التي سيحدثها هربك منه؟ أن العلاقة بين الأب والولد هي في أحسن الأحوال علاقة رقيقة , ومتىأنقطع رابط الحب والثقة بينهما يصبح من الصعب أعادة ربطه , صحيح أنكما تتشاجران الآن وتتجادلان , لكن أليس أفضل من الصمت والقطيعة؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 01:24 AM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تململت تيشا بأنزعاج , أنها لا تحتاج الى تفهيم رورك بأن أباها كان يفعل فحسب ما يجده الأنسب لمصلحتها
أن هربها سيحطم قلبه , فعدا أخته بلانش ,لم يتبق له من العائلة سواها , وهو يحبها بمقدار ما تحبه بل ربما أكثر.

أجتاحها ألم شامل فتنهدت من عمق صدرها وقالت:
" لا أدري كيف أتصرف , أنا أحب والدي أنما لا أريد في الوقت نفسه أن أتزوج شخصا لمجرد أنه يريده زوجا لي".

ألقى يديه على كتفيها وكانت لمستهما خالية من الحميمية السابقة ,بل كان أتصالهما ودودا ومواسيا
رفعت بصرها اليه فأذا به يبتسم متفهما ثم قال لها بلطف:
" قد لا يكون من حقي أن أطلب اليك هذا يا تيشا , لكن هل لك أن تتركي الأمر لي؟ هل لك أن تثقي بصدق نيتي في أيجاد الحل الذي من شأنه أن يضمن السعادة لكلينا؟ أنني أطلب اليك أن تضعي مستقبلك بين يدي ".

فراحت تتأمل عينيه البنيتين الدافئتين وقد بدت نظرتهما كمخمل ناعم يخفي تحته قدرة رورك على تطويع المصاعب
وذكرت تيشا نفسها بأنه لا يقل عنها رغبة في الخلاص من هذا الزواج الأرغامي , لم يكن هناك دافع خفي آخر لمطلبه , فأي دافع يمكن أن يكون هناك؟
وغمغمت مجيبة:
" نعم , أنا أثق بك".
منتديات ليلاس
فغمز لها بعينه وكأنه يضحك من وقار صوتها وقال:
" عظيم , أتركي لي كل شيء , ومن اليوم فصاعدا , لا تجادلي أباك , لا تقولي أو تفعلي شيئا قد يزيد من عناده فكلما حاولت أقناعه بأنه على خطأ كلما تأكد هو بأنه على صواب , هل توافقين على هذا التنفيذ؟".
" أوافقك".

وأستغرب كيف أستطاع حملها على الأبتسام بعدما ظنت أنه لم يعد هناك شيء جدير بالأبتسام
وأردفت تمازحه:
" لا ريب أنك ندمت على عدم سماحك لي بالعودة الى البيت مشيا , مساء أمس".

فأجابها ضاحكا:
" لو أنني حلمت بأن لك أبا هائجا ينتظر في الكواليس لكنت أرجعتك محمولة على كتفي , ولكنت نمت أيضا نوما مريحا بدل أن أستيقظ متيبس العضلات".
فغمغمت تمازحه:
" عندما يحدث شيء كهذا مرة ثانية يجب ألا تكرر الغلطة بل ترسل الفتاة الى بيتها لتنام في سريرها".

تعمق لون عينيه بتعبير غامض غريب وأجاب بحزم:
" لن تكون هناك مرة ثانية , هيا نشرب القهوة قبل أن يعود والدك ليرى ما الذي نفعله الآن...".
ثم لمس مرفقها بيده وأردف:
" لا تنسي أن تتركي لي تدبير الأمور".
" لن أنسى يا رورك".

وعدته وتساءلت لماذا تشعر بكل هذا الأمان بين يدي رجل تزعم أنها تكرهه؟
في الأيام القليلة التالية بدأت تيشا تراجع أفكارها وتتساءل عما أذا كانت قد أخطأت في الوثوق برورك ليجد طريقة تنقذهما من الزواج الذي قرره أبوها ...
لقد أتبعت تعليمات رورك بدقة فأنصاعت لطلبات أبيها جميعا بدون أدنى أعتراض , الآن يوم الخميس , وحتى هذه اللحظة لم يطرأ أي تغيير على موقف والدها سوى مضيه قدما في أتجاه تنفيذ الزواج.

لقد أستعان بما لديه من نفوذ حتى أجريت فحوصات الدم بسرعة قياسية , وهذا الصباح حصل أيضا على رخصة الزواج
وهكذا بدأ الذعر يدب فيها وقد أدركت أنها باتت على بعد خطوة واحدة من أجراء المراسم الفعلية ,ثم أن كل محاولاتها للتحدث الى رورك على أنفراد باءت بالفشل ومعظمها أفشله أبوها .

وحتى بلانش التي كانت تعتبرها حليفة لها بدت وكأنها تتخلى عن مساعدتها , وفي المرات القليلة التي أستطاعت التحدث على أنفراد , أمطرتها عمتها بوابل من الأسئلة في ما يتعلق بمشاعرها أتجاه رورك
هل هي متأكدة من أنها لا تحبه بتاتا؟ هل أن أنجذابها اليه لا يخفي تحته عاطفة حب قوية؟ وكان واضحا من نوع هذه الأسئلة أن بلانش تعتبر الزواج تحصيل حاصل.

وبدأت تيشا تتساءل بدورها ... أذا كان رورك ينوي حقا أن يتخذ أجراء ما , فمن المفروض أن يكون أنجزه قبل اليوم... لماذا هذا التأخير وماذا ينتظر وقد أتم أبوها الترتيبات وعيّن يوم السبت موعدا للزواج.
وهكذا سارت مثقلة القلب على الدرب الخاصة بالدواب عبر التل المشجر , وكان أبوها قد غادر البيت بعد الظهر في مهمة غامضة وأملت تيشا في أن تجد رورك في بيته .

لقد أختارت الذهاب عبر الغابة كي لا تفطن بلانش الى وجهتها الحقيقية , لكن هذه الدرب كانت أطول مما لو أتبعت الطريق العادية المختصرة
وهكذا عندما وصلت أخيرا الى بيت رورك لم تجده هناك , لقد تجشمت هذه المشقة بلا فائدة وفشلها زادها تعبا وضيقا وكآبة.

ولما رجعت ودخلت الفناء تحت بيت عمتها رفع العنز رأسه , وبعد أن ألقى عليها نظرة عابرة , خفض رأسه ثانية وأكب على قضم العشب وقد أعتاد الآن وجودها وما عاد يعترض على روحاتها وغدواتها.

وبدلا من أن تدخل البيت من ابه الأمامي أتجها رأسا الى باب المطبخ وهي تتساءل بوجوم عما أذا كان سيتاح لها أن ترى رورك هذه الليلة .
ولدى بلوغها المدخل الجانبي هذا , نظرت من زجاج الباب فرأت رورك جالسا مع بلانش الى طاولة المطبخ
أمتدت يدها الى المقبض , لكن الأنزعاج البادي على وجه رورك جعلها تعدل عن الدخول وتقرر الأصغاء الى حديثهما.
منتديات ليلاس
وكان رورك يسأل عمتها:
" هل أنت واثقة من قولها أنها ذهبت فقط للتنزه؟".
وأجابت بلانش بطوا أناة
ولكن وجهها المشرق عادة كان مكسوا بتعبير جدي واجم:
" أجل , أضافة الى ذلك ما تزال سيارتها هنا وكذلك ثيابها ولذا لا أصدق أنها هربت".

لم تكن تيشا متأكدة مما توقعت أن تسمعه بعد ذلك , ربما توقعت تعليقا ما من شأنه أن يعزز شكوكها بأنهم جميعا كانوا يتآمرون على أتمام هذا الزواج
ولكن لم يبد عليهما الا القلق على مصيرها والأهتمام بأيجاد مكانها , وهكذا تنهدت بأستسلام ثم فتحت الباب ودخلت عليهما.
نهضت بلانش بسرعة من مكانها وهتفت وهي تغتصب ابتسامة متألقة:
" ها قد عدت! كنا نتساءل الى أين ذهبت".

فقالت الفتاة بمرارة:
" خطر لي في بادىء الأمر أن أقذف بنفسي من أعلى صخرة لكنني لم أقدر أن اعثر على صخرة شاهقة , ثم فكرة أن أضيّع نفسي وسط الغابات الا أنني كنت أعود دائما الى فناء شخص ما , وها أنا أعود الى فنائك يا بلانش".
فغمغمت عمتها وجبينها تجعده تقطيبة قلق:
" لا تمزحي في أمور خطيرة كهذه"

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 01:26 AM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تنهدت الفتاة تعبا وقالت:
" آسفة يا بلانش , أعتبريها تصرفات حمقاء ناتجة عن توتر الأعصاب الذي يسبق موعد الزفاف".
ثم ألقت نظرة سريعة ومتساءلة على رورك الذي كان يراقبها بتمعن, وسألته ساخرة:
" وكيف حال العريس العتيد؟".
منتديات ليلاس
فأجابها:
" أنه على أحسن ما يرام بالنسبة الى الظروف الحاضرة".
لاحق تيشا بنظراته وهي تسير الى المنضدة المستطيلة حيث أبريق القهوة وتسكب فنجانا , وقال لها بنبرة جازمة:
"أختاري كرسيا وأجلسي عليه".
فصرخت فيه حانقة:
لا أرغب في الجلوس!".
كان الضغط يوتر أعصابها الى حد الأجهاد فيما بدا هو مسترخيا تماما فجعلها ذلك تثور كالبركان.

لم تخف عليها النظرة الخاصة التي رمق بلانش والتي نهضت واقفة على التو وقالت:
" أنكما ترغبان على الأرجح في التحدث على أنفراد , سأذهب لأتسلى بريشتي بعض الوقت".
وحالما سمعت باب الأستديو يغلق وراء عمتها , أستدارت تيشا الى رورك وقالت والشرر يتطاير من عينيها الخضراوين:
" حسنا ؟ العرس سيقام يوم السبت؟".
فواجه نظرتها الملتهبة بهدوء وأجابها:
" أعرف ذلك".
" أذا كنت تعرف فلماذا تقف مكتوف اليدين بدل أن تفعل شيئا؟".
وبتمهل شديد نهض بطوله الفارع عن الكرسي وسار الى المنضدة الطويلة حيث تقف , ثم قال وأشعة الشمس تتراقص على خصلات شعره الذهبية:
" هذه ليست نهاية العالم".

" لم ينته بعد... لقد بدأت أتساءل أذا كانت لديك أية خطة كفيلة بأنقاذنا من هذه المصيبة".
أجابها بصوت رقيق:
"ظننت أنك كنت ستثقين بي".
فلطفت رقته من حدتها وردت بصوت منخفض جدا أستطاعت بالكاد أن تمرره عبر كتلة الألم التي سدت حلقها:
" كنت".
" هل يعني هذا أنك قد حجبت ثقتك عني؟".

رفعت بصرها اليه وكان ذقنها يرتجف وهي تحاول كبح التعاسة التي أخذت تتجمع على صفحة وجهها وقالت يائسة:
"ما عدت أعرف شيئا".
مال برأسه نزولا حين خفضت رأسها لتهرب من عينيه المتحريتين , وما أستطاع لطفه أن يجعلها ترفعه ثانية فهمس بحنو:
" ما بك؟ ماذا جرى لتلك الفتاة الصغيرة ذات الشعر الأحمر والتي كانت تعرف دائما ما تريد؟ هل يعقل أن تعترف هذه الفتاة بنفسها بأنها ما عادت تعرف كل شيء؟".

"لا , لا أعرف كل شيء".
أقرت له وهي تتنفس بسرعة وعمق كي تمنع دموعها من السقوط , وعلى الرغم من جهودها تسللت دمعة من بين أهدابها وجرت على خدها.
فأتهمها رورك بلطافة:
" أنت تبكين!".
تهاوت دموعها الحبيسة الأخرى وهتفت غاضبة:
" أجل أنني أبكي ولا أخجل من بكائي! وأنت! لو كانت لديك ذرة من الرجولة, لقدمت لي كتفك أبكي عليها بدل أن تقف هناك وكأنك مثال الأستقامة والأصلاح!".

فقال معربا عن أفكاره بلطف وهو يبسط ذراعيه صوبها ليجذبها اليه :
" لم يخطر لي أنك قد تحتاجين الى كتفي".
قربها الى صدره الدافىء فأحست بضربات قلبه تعيد الى نفسها الأطمئنان بطريقة غريبة
منتديات ليلاس
ثم مال برأسها على جبينها وغمغم متابعا:
" من جهة أخرى, لم أدر بالطبع أنك ستلجأين الى الدموع, هيا , أبكي ما شاء لك من البكاء يا تيشا , فقد حان الوقت للتخلصي من بعض روادعك الكابحة لحرية التصرف والتعبير".

لم تحتج الى مزيد من التشجيع لتطلق العنان لدموعها وقد سمحت لنفسها فقط بأن تفكر للحظة عابرة أنها كانت تبلل قميصه وهي تحتمي بصدره العريض
وعندما أنحسرت شهقاتها أخيرا وتحولت الى أصوات حازوقية , أخرج رورك منديله النظيف ومسح الدموع الفائضة عن خديها , وظل رأسها ملتحفا بصدره حتى جففت ما تبقى من دموع.
سألها بلطف:
" أتشعرين بتحسن؟".
" نعم".

رافق جوابها بسمة ذابلة من شفتها ورجته أن يبقيها بين ذراعيه لعلمها بأنها حين تترك ملجأهما الأمين سيجتاحها ذلك الشعور الرهيب بالوحدة القاسية.
لبى رجاءها مسرورا وأستطاعت أن تستشعر أبتسامته على شعرها وهو يحيطها بقوة مطمئنة.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 01:27 AM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقالت له بعد صمت دام بضع دقائق:
" ذهبت الى بيتك مشيا على قدمي كي أتحدث اليك".
" وأنا جئت هنا لأراك".
ثم أنزل أحدى ذراعيه ليستطيع الوصول الى جيبه ,وتابع:
" لدي شيء أردت تقديمه اليك".

وما لبث أن أخرج هذا الشيء وأراها أياه , وأذ به خاتم ذو حجر كبير من الماس المتوهج , ولما ألتقط سطحه المصقول بأشعة الشمس وأنعكست عليها كألوان قوس قزح متألقة , شهقت تيشا بأبتهاج وسألت رورك هامسة:
" هل هو حقيقي؟".
فرد ضاحكا:
" أنه حقيقي جدا , ألمسيه فهو لن يختفي".
لكن سرعان ما خبا أبتهاجها الأولي , ثم أزاحت يده جانبا حين قرب الخاتم منها ,وقالت بحزم:
" كلا , هذا خاتم خطوبة , أنه جميل لكن....".
" لا تنسي أن والدك يتوقع أن تلبسي خاتم خطوبة".
فذكرته تيشا بدورها وبصوت لم يخل من خشونة:
" أنه يتوقع أيضا حفلة زفاف".

" ثقي بي يا تيشا".
نظرت اليه بحذر فأحست بدفء عينيه المركزتين على وجهها , أذعنت له على كره منها وقالت:
" حسنا , سآخذه , لكنني سوف أعيده اليك حالم ننتهي من هذه المهزلة".
فزين أصبعها بالخاتم وقال:
"يمكنك أن تعيديه اليّ أذا شئت أو أن تحتفظي به كتذكار".
منتديات ليلاس
" ليس من اللياقة أن أحتفظ به".
قطر الخاتم ناسب أصبعها مع أنه كان ضيقا قليلا ,ولم تملك الا أن تتأمل وهجه بأعجاب كلما حركت يدها , وأردفت تقول:
" ما كان يجب أن تبتاع خاتما ثمينا كهذا , ماذا ستقول أذا ضاع مني؟".

فبتسم مجيبا:
" لقد طلبت الى الصائغ أن يضيقه قليلا ليصعب عليك نزعه من أصبعك أذا خطر لك أن تقذفيه علي في أحدى ثوراتك العصبية".
فغمغمت وهي تنسحب من بين ذراعيه بأرتباك".
" لا أحسبني سأفعل ذلك".
" أوه , نعم , قد تفعلين".

وفجأة قطبت حاجبيها بقلق فخبا الوهج على محياها وسألته:
" رورك , ماذا ستفعل بشأن يوم السبت؟".
" أتركي لي كل شيء".
" نعم , لكنني...".

" لا تقلقي , سأهتم بكل التفاصيل وثقي أن النتائج ستكون في صالحنا".
فعلقت متنهدة:
" ليتني أعرف ما تنوي فعله".
" الآن سوف أعود الى بيتي , أما أنت فكفي عن القلق والتفكير ".
ثم لمس أنفها بأصبعه وكأنه يداعب طفلة عنيدة وأتجه الى الباب قائلا:
" بلغي بلانش شكري على القهوة".

" متى ساراك؟".
توقف عند الباب وأستدار اليها ليحتويها بنظرة حانية أثارت في قلبها خفقانا سريعا وأجابها بأختصار:
" غدا".

******نهاية الفصل الثامن******

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 09-09-10, 01:28 AM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9-خدعوك يا عروس
*******************
بعد ظهر اليوم التالي أشرفت الساعة على الثانية والنصف بدون أن يظهر أي أثر لرورك , لقد خيل لتيشا بطريق ما أنه حين قال لها أنه سيراها غدا , كان يقصد المجيء بعد الظهر , أمضت الوقت تتعلق بأمل واه وبأن يصل قبل عودة أبيها من مهمة أخرى
لكن أملها خاب أذ سمعت والدها يحيي عمتها وهو يدخل البيت , وأدركت أن رورك أذا لم يأت سريعا فلن تجد فرصة بعد ذلك لتراه على أنفراد.

تمنت الآن لو أنها ألحت عليه أمس لتعرف أكثر لتعرف الخطة التي ينوي أنتهاجها لتأجيل الزفاف, لقد وثقت به تماما قبل أربع وعشرين ساعة وأتاحت لأسلوبه الساخر المغري بأن يقنعها بتسليمه زمام المبادرة في حل المشكلة قبل فوات الأوان ...
أما اليوم فقد عنفت نفسها على غبائها السابق أذ الأمر يتعلق بمصيرها ومن حقها الأطلاع على كل ما يجري.

الماسة الكبيرة على أصبعها توهجت كالنار بفعل أشعة الشمس المتسربة من نافذة الأستديو العالية , وأجتاحت ظهرها رعشة باردة أذ ذكّرها خاتم الخطوبة بأقتراب ساعة الصفر , وأحست في داخلها ضجيجا وكأن مجموعة من الفراشات كانت تتخبط فيه وترتطم أجنحتها بجدرانه
غدا سوف يتم زواجهما الا أذا قرر رورك في اللحظة الأخيرة أن يتخلف عن الحضور كليا , وفكرت بخوف يائس , ربما هذا ما كان يخطط له !
لكن فعلة كهذه من شأنها أن تثير جنون أبيها ورورك يبدو عاكفا على أرضائه بكل وسيلة ممكنة , ليتها تعرف فقط أية خطة يدبر!

وفجأة تناهى اليها سؤال أيقظها من شرودها:
" ماذا كانت عروستي الصغيرة تفعل اليوم؟ مكبة على العمل؟".
لدى سماعها صوت أبيها أستدارت تيشا من أمام اللوحة البيضاء التي لم تقدر أن ترسم عليها شيئا , كان وجهه الوسيم الباسم يتطلع اليها من باب الأستديو وقد بدا يشبه كثيرا وجه صبي كبير يضج قلبه بسر مفرح يتلهف الى البوح به
ومع ذلك ما أستطاعت أن ترد على بهجته الا بأبتسامة حزينة , وقالت تدعوه بصوت خال تماما من العاطفة:
" أدخل يا بابا, أنا لا أفعل شيئا في الواقع".
" لا , تعالي أنت هنا , لدي شيء أريد أن أريك أياه".
منتديات ليلاس
أرادت تيشا أن ترفض لكنها لم تجد أي فائدة من ذلك , تبعته مترددة وهو يسير أمامها الى غرفتها فيما هي لا تشعر بأقل أهتمام بالشيء الذي أصر على أن تراه
وسألها برقة:
" لم تجدي اليوم رغبة في العمل؟ أليس كذلك؟".
" أجل".
فطمأنها بقوله وهو يفتح الباب الى غرفتها:
" لا تدعي شعور الأحباط يسيطر عليك, وما هو الا نتيجة طبيعية لتوتر الأعصاب الذي يسبق يوم الزفاف".
كانت تحس صداعا عنيفا ولذا أجابته بنبرة حادة:
" أرجوك بابا, لا أريد الخوض في هذا الموضوع".

تجاهل حدتها ولوح بيده فجذب أنتباهها الى علبة كبيرة كان قد وضعها على السرير , قال:
" أبتعت لك هدية أرجو أن تعجبك".
فحدقت اليها تيشا بصمت متجمد لأن حجمها أوحى بوجود فستان في داخلها , صرّت على أسنانها بشدة لعلمها بأنها أذا فتحتها ورأت فيها فستان عرس فسوف تصرخ لا محالة
حثها بلطف على التقدم وقال:
" هيا, أذهبي وأفتحيها".

فسارت الى حيث السرير كالنائمة , وبأصابع مرتجفة راحت تفك رباط العلبة بتمهل وهي تحاول أستجماع شجاعتها على رفع الغطاء الكرتوني
وبعد أن أختلست الى أبيها نظرة رفعت غطاء العلبة وأزاحت الورق الشفاف عن الهدية , بدا عليها الأرتياح لما رأت الزهور الزرقاء الصغيرة منثورة في باقات على قماش الفستان الناصع البياض
وهنا تملكتها حماسة أكبر ففردت الثوب وألصقته بجسمها فيما أنسدل كمّاه الطويلان والشفافان على ذراعيها.

طبعت قبلة رقيقة على خد والدها الحليق وغمغمت:
" أنه جميل جدا يا بابا , شكرا لك".
كان هناك حب عظيم وعميق يشع من عينيه مما جعلها تشعر بتأثر بالغ يسد حلقها , أمسك بيدها وأخذ يحدق الى أصابعها وكأنه هو أيضا في حاجة الى لحظة صمت ليضبط عواطفه في خلالها
أزاح العلبة الفارغة الى مؤخرة السرير ثم جلس على حافته وقال وهو يربت على الغطاء الى جانبه:
" أجلسي يا تيشا , أعتقد أن الوقت قد حان لنتحدث حديثا خاصا".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, عروس السراب, valley of the vapours
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:39 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية