لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات زهور
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات زهور روايات زهور


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-06, 02:23 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4306
المشاركات: 104
الجنس أنثى
معدل التقييم: LUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاطLUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
LUCKLUCK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : LUCKLUCK المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

6- نبض الحـــب..


استيقظت ايمان في اليوم التالي وهي تشعر بصداع شديد وإرهاق يشمل جسدها كله من كثره مابكت وأنهكت عقلها بالأفكار والعذاب...ولم تكد أمها تلمح شحوب وجهها وذبول عينيها حتى هتفت في جزع وانزعاج:
-ايمان ؟!...ماذا بك؟؟....أأنت مريضة....
غمغمت إيمان في ضجر :
-بعض الارهاق فحسب.
صاحت الأم في لوعه واستنكار:
-بعض الارهاق؟؟....إنك منهكة تماما...
أشاحت إيمان بوجهها وهي تقول:
-لاتبالغي ياأمــاه.
ضمتها الأم على صدرها في لوعه وهي تغمغم في اشفاق:
-أبالغ ؟!....ياإلهي؟....ألم تري وجههك في المرأه ياإيمــان...غنك ذابله تمام باابنتي ....من الأفضل ألا تذهبي إلى عملك اليوم..
ابتسمت ايمان ابيسامه شاحبه تزخر بالمراره وهي تغمغم:
-لاتقلقي ياأماه ..العمل أفضل في مثل حالتي .
كانت تؤمن تماما بكل حرف من حروف عبارتها الأخيره....

كان الحل الذي استقر اليه عقلها هو أن تقاوم اهتمامها بفتحي بالانغماس في العمل....
انها تحتاج الى مايملأ كل وقتها حتى لاينشغل عقلها بتلك العواطف التي عقدت العزم منذ سنوات على تجاهلها....
ولن تتخلى عن عزمها لمجرد أن فتحي أثار إعجابها....
تجمدت أفكارها عند هذه النقطة وهي تجذب مقعدا وتجلس الى مائدة الافطار وتصب لنفسها كوبا من الشاي لترتشفه في بطء كعادتها وبدأ عقلها يلقي سؤالا جديدا....

أهو حقا مجر إعجاب ....
هل يخفق قلبها على هذا النحو للإعجاب فقط....
كاد قلبها يعترف بأن الأمر تعدى حدود الاعجاب وأنه في الواقع حب....
حب حقيقي....
إلا أن عقلها اعترض قلبها قائلا:
-أي حب هذا؟....إنك لم تخفق الا بالأمس فقط...ولم تكن حتى تعرفه قبل ذلك....

كان من الضروري أن يحتدم الجدل بين عقلها وقلبها حينما أجاب ذلك الأخير في إصرار:
-بل حب وأنا أكثر من يعلم كيف يكون خفقان الحب......
-الحب لاينشأ بهذة السرعه.
-ولايحتاج إلى سنوات حتى أخفق له على هذا النحو.
-أنا لاأومن بالحب من أول نظره.
-ولا أنا.
هل رأيت؟...إنك لم تعترف بخطئك.
-محال...أنت الذي لم تفهمني.
-ألم تقل إنك لانؤمن بالحب من أول نظره؟؟
-هذا صحيح ولكنني أومن بالحب من أول لقاء.
-يالك من متحذلق!! وماالفارق....

-الفارق كبير للغاية فالانسان لايبدأ في الحب حينما يقع بصره على من يحب...بل إن الحب هو نتاج حياة بأكملها ..فالأنثى حينما تضع قدميها على أول درجات الأنوثة والنضج تبدأ في تكوين صوره متكاملة لما يسمى بفارس الأحلام وهذه الصورة تتبدل وتتحول وتتطور مع مراحل نضجها المختلفة حتى تتبلور وتتخذ ذلك الشكل الذي يستقر في عقلها الباطن وتظل تبحث عنه طوال الوقت دون ان يدري حتى عقلها الواعي بذلك...

وهذا يختلف من أنثى على اخرى فقد يكون فارس الأحلام بالنسبة لواحده مجرد صورة شكلية تجمع بين الوسامه والملاحه دون أن تتوغل في السمات والصفات ..وقد يكون بالنسبة لأخرى مجموع من الطبائع التي تتمنى وجودها في زوج المستقبل الذي سيتعايش معها دوما وفي الحاله الاولى تكون الصوره باهته شخيفه وتنطبق عليها نظريه الحب من اول نظره وهي النظره التي رفضها تماما فهي تشيه مايحدث في عالم الحشرات حينما تنجذب فراشه رقيقه الى نبات جميل المظهر ثم لاتلبث ان جمال مظهره لم يكن سوى خداع لاجتذابها والاطباق عليها والتهامها بلا رحمه او شفقه اما في الحاله الثانيه فالحب ياتي من اول لقاء حينما تتضح صفات الشخص وتتوافق مع صفات فارس الاحلام وفي الحاله يكون الانجذاب لصوره مدروسه مسبقا ولامر عاش في الوجدان سنوات طوالا وليس وليد لحظه متسرعه ......

_ رويدك ايها القلب انك تتخلى عن وظيفتك وتحتل وظيفتي انا...
_ماذا تعنى ؟
-اعنى انني انا العقل والكلام المنطق الموزون لابد ان ينبع منى اما انت فقلب ينبض بالعاطفه ومن المفروض الا يفكر باي منطق...
_عجبا !! انسيت ياصديقي اننا نحيا في جسد واحد واننا نتغذى دماء واحده بل انني الذي يمدك بالدم النقي ويخلصك من الدم الفاسد ومن الطبيعي ان احمل بعضا من صفاتك وتحمل بعضا من صفاتي ....
حسنا حسنا انت تؤمن اذن بان ذلك الشعور الذي تحمله ليس مجرد اعجااب بل هو حب حقيقي
_بلا ادنى شك
_ ولكنني ارفض هذا الشعور
_ هذا من حقك ولكن من المستحيل ان تجبرني على التخلي عنه
_سنرى .
_نعم ايها العقل سنرى .

كان من الممكن ان يمتد على الحوار بين العقل والقلب الى ما لانهايه لولا ان قطعتها والده ايمان وهي تقول لابنتها في حنان دافق :
_ايمان
توقفت ايمان عن ارتشاف كوب الشاي والتفتت الى امها في هدوء , ولكن ذلك الهدوء لم يلبث ان تحول الى قلق شديد حينما طالعتها ابتسامه الام المشفقه الحنون وهي تغمغم في حب ..
_ هل تعملين اننا وحدنا في المنزل ياايمان لقد ذهب شقيقك الى كليته مبكرا وغادرنا ابوك الى عمله ...

غمضت ايمان وهي تتظاهر بعدم الفهم :
_وماذا يعني ذلك
تاملتها الام في حنان قبل ان تقول في خفوت :
_يعني انه يمكننا التحدث في صراحه يابنيتي ..
ارتفعت نبضات قلب الايمان وهي تمتم في همس
_لست افهم
لم تترك لها الام فرصه المراوغه فسالتها بغته: هل تحبين يا ايمان؟
_هل تحبين ؟؟؟

ارتجفت جسد ايمان ارتجافه واضحه جليه وكادت بقايا كوي الشاي تنسكب على المائده واتسعت عينا ايمان وهي تهتف في عصبيه وجزع
-احب ؟ مالذي اوحى اليك بهذه الفكره ياماه ...
ربتت الام على كتف ابنتها النحيله في حنان غامر وهي تقول:
-كل شي فيك يوحي بذلك يا ايمان شحوبك ذبولك شرودك كل شي يا بنيتي
خيل اليها في تلك اللحظه ان امها قد تسللت الى عقلها وقلبها وقرات المسطور عليهما في سلاسه ووضوح فتراجعت في مقعدها وهي تغمغم توتر وشحوب
-انه ايحاء كاذب ياماه
اقتربت الام منها وهي تقول في همس حنون :
-اانت واثقه يا ايمان
نهضت من مقعدها في وحده وهي تقول في عصبيه :
-كل الثقه ياماه ثم انطلقت الى حجرتها واغلقت بابها خلفها في حده فارتفع حاجبا الام في حنان واشفاق وهي تغمغم:
-بل هو حب يابنتي لقد اجاب رفضك بايجاب ...
ورفعت عينيها الى اعلى مستطرده في ضراعه
-امنحها الخير كل الخير يا اله الكون ..

اما ايمان فقد احقنتا قول امها في شده فاخذت ترتدي ثوبها في عصبه وهي نغمغم في عناد :
-لا انه ليس حبا ليس حبا
ولكنها ضبطت نفسها وهي تولى زينتها مزيدا من العنايه في ذلك الصباح بالذات فعقدت حاجبيها وهي تقول لنفسها في توتر :
-انما افعل ذلك لنفسي وليس له او لاي رجل اخر في العالم ...

وحرصت اشد الحرص على ان تؤكد لنفسها هذا المعنى وهي تستقل الحافله المزدحمه الى محل عملها ولكنها لم تكد تهبط امام المستشفى حتى اخذت تعدل ثوبها في اهتمام وتراجع تصفيف شعرها الجميل في حركه غزيره قبل ان تندفع داخل المستشفى بخطوات واسعه معتده ..


وغافلتها عيناها فاخذتا تبحثان في لهفه وشغف عن الدكتور فتحي في حديقه المستشفى واروقتها حتى انتبهت الى ذلك فعقدت حاجبيها في حنق وهي تغمغم ساخطه:
كلا يا ايمان حذار ان تلقي بنفسك وسط العاصفه مره اخرى .

وزادت من سرعه خطواتها وكانها تحاول الهاء عينيها حتى وصلت الى حجره مدير المستشفى الذي حياها بابتسامه ودود وهو يدفع اليها بدفتر الحضور والانصراف واسرعت تغادر الحجره في عجله ..
ولكنها فوجئت به امامها .....

تسمرت قدمها وتحجرت عيناها وهي تتطلع الى فتحي الذي وقف امامها بوسامته ورصانته وابتسامته العذبه وسرت في جسدها قشعريره بارده حينما قال في هدوء باسم:
-صباح الخير يادكتوره ايمان لقد شفى .........

مرت لحظه من الصمت قبل ان تساله في صوت مختنق:
-شفى من تقصد؟؟
اجابها في هدوء ودون ان تفارق ابتسامته شفتيه :
-مريضنا المشترك لقد شفى وغادر المستشفى ثم اردف في مرح :
-دون محاليل .
وشعرت بقلبها ينبض في قوه وهي تتطلع الى وجهه الوسيم ولم تدر ان قلبها نفسه كان يهتف في تلك اللحظه في لهجه ظافره فرحه :
-هل رابت ايها العقل لا يمكنك ان تخطىء هذا النبض انه نبض الحب
************

 
 

 

عرض البوم صور LUCKLUCK   رد مع اقتباس
قديم 02-07-06, 10:09 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4306
المشاركات: 104
الجنس أنثى
معدل التقييم: LUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاطLUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
LUCKLUCK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : LUCKLUCK المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

7- الصراع:


ران الصمت والسكون طويلا وايمان تتطلع الى فتحي وفي دهشه وتوتر وحيره دون ان تنبس ببنت شفه وقد بدا عقلها يصارع باسئله قاسيه متواليه....
ماذا بك يا ايمان ؟
ماذا اصابك....
لم تثلجت اطرافك وانت تتطلعين اليه هكذا ....
لم يرتجف قلبك على هذا النحو......

قاومي يا ايمان ....
قاومي ذلك الشعور الذي يجاهد لاحتلال قلبك
لاتنهاري هكذا لمجرد انك تقفين امامه.....
انه لايعني لك الا مجرد كونه زميلا في المستشفى لاتتسمري هكذا.....

وهنا القى قلبها بنفسه وسط الصراع وكانما يخشى ان يخسر المعركه
وراحت كلمتها تصارع بدورها ....
لاتخدعي نفسك يا ايمان ....
لاتنكري عواطفك
لاتقتلي مشاعرك
انه ليس مجرد زميل
لماذا كنت تخشين مقابلته اذن لو انه كذلك؟.....
لماذا ارتجفت وتسمرت وتصلبت حينما رايته؟
انه تحبينه يا ايمان ....
تحبيــــــــــــــنه....
تحبيــــــــــنه .....


وجدت نفسها تغمغم فجأه في حده:
-كلا كلا
ايقضتها نظره الدهشه التي ارتسمت في عيني فتحي واخمدت ذلك الصراع بين عقلها وقلبها وهو يغمغم في حيره :
ما ذا تقولين يادكتوره ايمان ؟

ارتجفت وهي تتطلع اليه في ذعر وقد خيل اليها انها قد فضحت مشاعرها بتلك الكلمه التي افتلتت من بين شفتيها ولم تجد امامها سوى ان تتشبث باعماقها فرسمت على شفتيها ابتسامه مرحه وتطلبت منها هذه المره جهدا خرافيا وهي تقول:
-اذن فقد شفي المريض!!....كم يسعدني ذلك ....

تأملها بنظرة فاحصة مدققة جعلتها ترتجف من قمة رأسها حتى أخمص قدميها قبل أن يسألها في فضول واهتمام:
-أحقا يادكتوره ايمان.
ارتبكت وهي تسأله في حيره:
-ماذا تعني؟؟
مرت لحظة من الصمت قبل أن يعاود سؤاله بمزيد من الاهتمام :
-أيسعدك حقا أنه قد شفي على الرغم من أن ذلك يؤكد خطأ اسلوبك في العلاج؟؟
تطلعت إليه في حيره ثم أجابت:
-بالطبع يسعدني ..إنها ليست معركة...لقد أتيت إلى هنا طمعا في اكتساب الخبرا وهذا يعني أنني أفتقر الى الكثير منها ولي من العيب أو العار أن أخطئ المهم أن افيد نت الخطأ والعيب كل العيب أن يدفع المريض ثمن خطئي لمجرد أن أرفض الاعتراف به.


كانت تتحدث في سرعه وحماس حتى أنها أخذت تلهث مع آخر كلماتها في حين بقي فتحي يتطلع إليها لحظات ثم تألقت ابتسامته العذبة فوق شفتيه وهو يغمغم:
-رائع!! رائع!!
تصاعدت دماء لخجل إلى وجنتها تحت تأثير ذلك البريق الذي انبعث من عينية وشملها كلها على حين استطرد وهو في لهجة أدهشتها:
-من النادر أن يجد المرء مخلوقه مثلك يادكتوره ايمان.

وتركها مدهوشة بعبارته الأخيره وابتعد عنها في خطوات سريعة وهو يدس كفيه في جيبي معطفه الطبي الأبيض حتى اختفى في حجره مكتبه فتمتمت غيمان في حيره:
-ماذا يقصد؟؟
كاد قلبها يضع تفسيرات شتى لعبارته ..إلا أن عقلها أسرع يؤكد أنها مجامله عمل فحسب.
وعلى الرغم من أنها لم تشعر بالارتياح لقول عقلها إلا أنها أخمدت صوت قلبها في صدرها وأسرعت ترتدي معطفها الطبي وتنهمك في العمل عسى أن تجد المفر فيه....
ولكن محال...

إن صوره فتحي لم تفارق خيالها قط....حتى في أثناء استغراقها في عملها...
كانت ترى ابتسامته في كل الوجوه...
في كل اللمحات...
في كل مكان...
وأخذت تقاوم...تقاوم...وتقاوم...
ولكنه حطم كل مقاومتها دفع واحده...
مانت قد استغرقت في فحص طفل صغير وأشرفت بنفسها على إعطائة الأدوية المناسبة لحالته..ثم ربتت على رأسه في حنان واستدرات تغادر حجرته ..حينما فوجئت بفتحي أمامها...
كان يستند بكتفه إلى حاجز الباب كعادته..وعيناه تراقبانها في اهتمام عجيب...
وارتبكت أمام نظراته الفاحصه...

وانتقل ارتباكها إليه فغمغم في تلعثم وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامه خجلى:
-لقد كنت أراقبك فحسب.
غمغمت في خفوت:
هل أخطأت في العلاج هذه المره ايضا.؟؟؟؟
اتسعت ابتسامته وزايلها الخجل وهو يجيب:
-بل كنت رائعــة.


عاد قلبها يرتجف بين ضلوعها النحيلة وتهي تخفض عينيها وتغمغم في حياء:
-شكرا لك...
وعادت تتسأل في أعماقها :
-ماذا يقصد بعبارته الرقيقة هذه؟؟؟؟
أهي حقا مجرد مجاملا صداقه...
أم أنها....
كلا ...كلا ...إنها لن تقع مره أخرى ضحية لسوء الفهم وتقدير الأمور...
إنها دميمة...
لابد أن تذكر ذلك دوما...وألا تنساه قط...
مامن رجل في العالم يمنح قلبه لفتاه دميمة....أو يبادلها الحب...
الحب للجميلات....
أو على الأقل العاديات...
ولكن ليس لمثله.....
عليها أن تذكر ذلك دائما...


كانت الأفكار هذه تكفي لتستعيد رداءها وتتقدم من الباب وهي تقول في هدوء:
-هل يمكنني أن انصرف؟؟؟
تنحى جانبا ليفسح لها الطريق دون أن تفارقها عيناه وهي تبتعد على الحجره في خطوات مرتبكه سريعه ولم يتسن لها سماع تلك الكلمة التي همس بها لنفسه وهي تبتعد في سرعه...
لقد همس بكلمة واحده:
-رائعة.
ثم عاد يواصل عمله بنفس الهدوء والرصانة...
أما هي فقد ظلت تتنقل بين حجرات المرضى طيلة اليوم وكأنما تخشى أن تخلد للراحه فتعود للتفكير فيه دون وعي....
ومضى اليوم في لطء شديد حتى أنها تنفست الصعداء حينما حانت لحظة الانصراف وأسرعت تخلع معطفها وتغادر المستشفى كمن يلحق بها شياطين الجحيم...
ولقد حاولت أن تتشاغل عن التفكير في هذا الأمر طوال الطريق على البيت فابتاعت مجله فنيه لم يسبق لها مطالعتها وأرغمت نفسها على تصفحها داخل الحافله التي حملتتها على المنزل....
ولكن وجه فتحي كان يقتحم عليها كل الصفحات...


كانت تجد عينية شبيهه بعيني النجم السينمائي الوسيم الذي تحتل صورته غلاف المجله...وقوامخ يشبة قوام ذلك النجم الأمريكي الشهير وابتسامتها تشبه تلك الابتسامة الجذابه التي كانت سببا في اعلانات ذلك العطر الثمين....ووو.....ووو....وكل شئ يشبهه...
أو أن هذا مابدا لها....


ووصلت الى منزلها وصوره فتحي تحتل عقلها أكثر من ذي قبل...
ولم تكد تدلف على منزلها حتى اندفعت اليها أمها وهي تحمل على شفتيها ابتسامة تفيض فرحا وسعادة وهتفت وهي تحتضنها في لهفه وحنان:
-ايمان لقد وصلت في الوقت المناسب....أسرعي بوضع بعض طلاء الشفاه قبل أن يصل...


عقدت حاجبيها وهي تسأل أمها في دهشة:
-قبل أن يصل؟؟......من ذلك الذي سيصل ياأماه...
تهدج صوت الأم وهي تقول في سعادة:
-ستصبحين عروسا ياايمان...هناك شاب يرغب في الزواج بك....
هتفت في استنكار ودهشة:
مني أنا؟!!....


قالت والدتها في سعاده وحنان:
-بالطبع ياايمان أين سيجد من هي أفضل منك؟....هل نسيت انك طبيبة وانك ستصبحين استاذة جامعية بعد بضع سنوات؟؟؟؟
ابتسمت في مراره حينما لاحظت أن أمها لم تأتي على ذكر الجمال بحرف واحد وغمغمت في لهجة هي مزيج من الألم والسخرية:
-وهل هذا يكفيه..؟؟؟
صاحت الأم في حماس:
-بالطبع...


ثم مالت نحو ابتها مستطرده في عمس:
-هيا...ضعي بعض المكيتج فسيأتي ذلك الشاب لتناول طعام الغداء معنا فهو قريب لجارتنا سهير وسيكون هنا بعد أقل من ساعة....
عقدت ايمان حاجبيها وهي تقول في حده:
-ومن قال أنني ارغب في الزواج؟؟؟؟
ارتبكت الأم وذهب حماسها وتبخرت سعادتها وهي تغمغم في تلعثم:
-مل البنات يرغبن في الزواج يابنيتي وهذا الشاب ممتاز فهو مهندس ناجح يمتلك شركه مقاولات معروفه و....
وبترت عبارتها فجأخ ثم قالت في تردد:
-أم انك تحبين شخصا آخر؟؟؟
أغضبتها عبارة أمها فصاحت في حدة:
-قلت لك اني لاأحب أي مخلوق ولكن هذا لايعني موافقتي للزواج.
ران صمت عليهما لحظة..ثم غمغمت الأم:
-لاأحد يجبرك على الزواج ياايمان ولكن يمكنك مقابلة الشاب على الأقل فربما...مره آخرى بترت الـأم عبارتها وكأنما لاتجد داعيا لأتمامها فعقدت ايمان حاجبيها لحظة ثم غمغمت في لهجة من حسم قرار عسيرا:
-حسنا ياأماه ..سأقابله..وكما تقولين من يدري....ربما....
وأكمل عقلها العبارة في ارتياح:
-ربما كان في ذلك الخلاص من مشكلة حبك لفتحي.
*********

 
 

 

عرض البوم صور LUCKLUCK   رد مع اقتباس
قديم 03-07-06, 05:04 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4149
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: حميده1 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حميده1 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : LUCKLUCK المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

وينك كمليها ارجوك

 
 

 

عرض البوم صور حميده1   رد مع اقتباس
قديم 08-07-06, 08:17 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4306
المشاركات: 104
الجنس أنثى
معدل التقييم: LUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاطLUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
LUCKLUCK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : LUCKLUCK المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

السلام عليكم


اعذروني تأخرت شويه عليكم .....


ونكملهـــــــا.....



8-العريس...



انتاب إيمان سخط شديد إزاء هذا القرار المتعجل الذي اتخذته دون أي رويه أو تدبر بعد أن انفردت بنفسها في حجرتها وأخذت تستنكر موقفها السلبي في حنق وقد بدا لها الأمر كاه سخيفا ممجوجا....
من قال أن قبولها الزواج على هذا النحو يمكنه أن خمد مشاعرها تجاه فتحي ....


وكيف تقبل عرض نفسها هكذا كالجواري أمام رجل يطلب زواجها وهي لم تره ولو مره واحده...
وألقت طلاء الشفاه من يدها في حنق قبل أن تضبغ به شفتها وغمغمت في عناد:
-يجب أن يرى العريس عروسه على طبيعتها.


ولكن عقلها لم يلبث أن اعترض وهو يحاول تكييف الأمر قائلا:
-وماذا في ذلك...
أمك تزوجت أبيك على هذا النحو وهاهما ذان يعيشان في سعادة.....
انك ترفضين الحب وليس الزواج...
وهذا النوع من الزواج بالذات هو الذي يمنحك ماتردين....
إنه لايطلب عواطفك أو مشاعرك....
إنه الزواج المثالي لك....
ولك يرق الحوار لقلبها فاندفع يهتف في جزع:
-وماذا عن فتحي؟؟؟
انك تحبينه ...
كلا لاتنكري ....ذلك....
قد يمكنك خداع عقلك ولكن لن تخدعيني أنا....
أنا الذي اخفق حينما ترينه....
انا الذي ارتجف عندما تصافحينه...
أنا أعلم حقيقة شعورك نحوه.....


ارتسمت الحيره هلى قسمات ايمان وهي تستمع إلى حديث عقلها تاره والى هتاف قلبها تاره اخرى...حتى حسمت رأيها فجأة فعقدت حاجبيها وهي تقول في صرامة:
-نعم انها الطريق المثلى للزواج....
ثم التقطت طلاء الشفاه وصبغت بها شفتها في حزم .....
لقد انتصر عقلها هذه الجوله...
واندحر نداء القلب...
ووصل العريس ...


لم تره حين وصوله ولكنها شعرت بذلك من الحركة العجيبة التي تصاعدت الى المنزل وتأكد شعورها حينما وصل إلى مسامعها صوت والدها وهو يرحب به في حراره وحينما اندفعت والدتها الى حجرتها وهي تهتف في لهفة:
-هيا ياايمان لقد وصل عريسك هنيئا لك يابنيتي انه وسيم الطلعة جميل المحيا كالبدر المنير....
لم تشعر ايمكان بفرح أمها وحماسها وهي تلقي نظرة على مرآتها وتتتبع امها في استسلام على حجرة الجلوس....
وازدادت تلك القشعريره وتحولت الى بروده قاسيه حينما تناهى الى مسامعها صوت الخديث الداسر بين أبيها وشقيقها حسام...وذلك العريس المنتظر وجارتهم السيدة سمير وهي تقترب من حجرة الجلوس خلف أمها.....
وتوقف ذلك الحديث دفعه واحده حينما وصلت إلى هناك....
وتجمدت الدماء في عروق أيمان....


لقد كان العريس وسيما فعلا أنيقا تبدو سلامة ذوقه في أناقة الحله التي يرتديها ولكن ذلك التعبير الذي ارتسم على وجهه هو الذي جمد الدماء في عروقها....
لقد تهللت أسارير والدها حين رأها وابتسم شقيقها في هدوء في حين ارتسمت ابتسامه نتحذلقه على شفتي السيدة سهير أما العريس فقد اتسعت عيناه قليلا زانفرجت شفتاه لحظة ثم تجمدت ملامحه تماما ونهض يصافحها في بورد زاد من ارتجافها وارتباكها....
وعاد الحديث يدور بين الجميع دون أن يلتفت اليها العريس مره واحده أو يوجه اليها حديثا ولو مقتضبا....
كان يتجاهلها تماما وكأنه يتعمد ذلك....


وبدلا من أن تشعر بالغضب أو تثور كرامتها لذلك وجدت نفسها تنكمش في مقعدها وتفقد ثقتها بنفسها تماما....
وحتى في أثناء تناول طعام الغداء لم يتحدث اليها بكلمة واحده وانما اقتصر حديثه على والدها وشقيقها فقط...
ولكن عباره واحده تبادلها مع قيقها طعنت كيانها في الصميم.....
عباره واحده قالها في هدوء لم يخل من لمحه استنكار عجيبة...
عبارة قتلتها تماما....

لقد كان يتحدث مع شقيقيتها حوا دارسته بكلية الهندسه حينما بتر حديثه فجأة وهز رأسه في تعجب ثم قال في هدوء:
-عجبا!!....إن ملامك تختلف تماما عن ملامح الدكتوره ايمان ياحسام على الرغم من أنكما شقيقان....

ولم ينتبه إلى مغزى عبارتاه سواها وسوى جارتهم السيدة سهير التي ابتسمت في خبث ووهي تنقل بصرها بينها وبينه...أما هي فقد انكمشت حتى كادت تتلاشى في مفعدهل وشحب وجهها في شدة وغص حلقها بماره شديدة وكادت تبكي في ألم لولا قدرتها على كتمان مشاعرها والتي اكتسبتتها مع مرور الوقت....
وانتهى الغداء وانتهت معه ايمان....

ولقد بدت يدها كقطعه من الثلج وهي تصافح العريس قبل انصرافه وهرعت فورا الى حجرتها دون ان تنتظر رأي أسرتها فيما حدث...
لقد كانت النتجة واضحه جليه منذ وقع عليها نظر العريس...
واندفعت دموعها من مقلتيها وهي تتطلع الى وجهها الدميم في المرآه.....
وراحت تلعن نفسها في غضب وسخط.....
كيف لم تخطر هذه النتيجة ببالها قط؟....

كيف غاب عنها قبحها الذي ينفر منه أي شب ...
لقد تصورت حينما حدثتها أمها عن العريس أنه قد رآها على الأقل...
تصورت انه يريد مهنتها لاملامحه...
وكان من الواضح أن دمامتها قد صدمته...
ولاشك عندها في انه قد رفضها...
رفضها لنفس السبب الذسي ترفض هي من أجله نفسها...
ولكن رفضه كان أقوى صدمه لمشاعرها في حياتها كلها....
إنه رفض علني....

إعلان للرفض أمام كل من يعلمون أملاه....
طعنه نجلاء في ميدان عام مزدحم....
ولكنها هي المسؤوله...
لقد تصورت أن الزواج يختلف عن الحب.,,,,
وبكى قلبها في مراره وصرخ عقلها في ألم:
-حذار من تكرار الخطأ ياايمان....حذار!!...حذار!!!...حذار....
ولم يجرؤ قلبها هذه المره على الاعتراض........

************

 
 

 

عرض البوم صور LUCKLUCK   رد مع اقتباس
قديم 08-07-06, 08:20 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4306
المشاركات: 104
الجنس أنثى
معدل التقييم: LUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاطLUCKLUCK عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
LUCKLUCK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : LUCKLUCK المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 


9-المراره....



كان لذلك الحادث أثره القوي العنيف في نفس إيمان ...
إنها لم تستطيع بعد ارتداء قناع المرح الزائف ابدا....
لم تعد تحتمل زيفه أو ثقله....

صحيح أن أحد من أسرتها لم يأت على ذكر تلك الحادثة ابدا...حتى فيما بينهم...وأنهم جميعا قد تجاهلوا رفض العريس لها ...ولم يحاول أحدهم حت نقل ذلك الرفض اليها ,,,إلا أنها شعرت أنها قد تجردت من كل شئ أمامها ولم يعد من اللازم أن تخفي ألمها ومرارتها خلف قناعها الزائف....
وألقت قناعها خلفها وقررت أن تواجه الأمور على علاتها...
ولم تعد تبتسم ابدا...


حتى في المستشفى...
صحيح انها لم تتوقف ابدا عن الاهتمام بالمرضى ورعايتهم ولكنها أصبحت تفعل ذلك في أليه وحزم دون أن تمنحهم ابتسامتها التقليديه التي كانت تنزع منهم الام المرض ويأسهم....
حتى فتحي صارت تتعمد تجاهله وتحاشية في عناد واصرار على الرغم من أنها كانت تلمح الهشة والحيره في ملامحه لتبدلها على هذا النحو....

لقد أصرت هذه المره على اغلاق قلبها تماما في وجه أي مشاعر او عواطف مهما بلغ نبلها وسموها....
لم توصده هذه المره فحسب بل أحاطته بصخور المراره الصلبه الصلده التي تعجز أقوى العواطف عن اختراقها وتجاوزها...

لقد أقسمت على ألا تضعف أو تتراجع أو تعرض نفسها لأي صدمة أخرى...
ولقد أثبتت نفسها صلاتها لعد أسبوع واحد من ذلك الحادث ...

كان فتحي قد اعترض طريقها وهي تتحرك بسرعه في ردهة المستشفى وهو يتفرس في ملامحها في قلق وحيره:
-صبح الخير يادكتوره ايمان...
كادت تتجاهل تحيته إلا أنه كان يعترض طريقها علة نحو مباشر فأجابته في برود متعمد:
-صبح الخير يادكتور فتحي ..هل هناك تعليمات من الاداره؟؟

عاد يتأملها في حيره ثم أجاب في هدوء:
=لا....لقد ....
بتر حديثه لحظه ..ثم عاد يستطرد في تردد:
-لقد أردت أن أسألك عن أحوالك.

قالت في ضجر تعمدت أن يصل إليه:
-أنا في خير حال...شكرا لسؤالك.
ثم همت بالانصراف على عجل إلا أنه أسرع يقول:
-دكتورة ايمان ماذا بك؟...

التفت اليه وهي تقول في حده:
-ماذا بي؟...إنني على خير مايرام.

ارتبك أمام حدتها المفاجئة فتراجع خطوه الى الخلف وهو يغمغم:
-معذرة...إني لم أقصد التدخل في شئونك ولكنك تبدين حزينه منذ أسبوع و....
قاطعته في عصبية :
-هذا شأني وحدي.

عقد حاجبيه في مزيج من الدهشة والحيره وغمغم في ارتباك:
-بالطبع هذا شأنك وحدك.
ثم مال نحوها واستطرد في حنان:
0ايمان انني لم أقصد مضايقتك ولكنني أحمل لك كل احترام وتقدير....و......

لم تستمع على الجزء التالي من عبارته ...
لقد أعادتها كلماته على ذكرى بعيده ....
أخمل لك كل احترام وتقدير.....
نفس عبارة منير وأسلوبه...

نفس العباره التي خدعتها وجعلتها تبني قصورا...في الهواء لم تلبث أن بعثرتها الرياح وتركت قلبها في صحراء خربه جرداء ....
كلهم يستخدمون نفس العباره...
ولكنها لن تنخدع بها نره أخرى..

ووجت نفسها تقاطعه في حده:
-حسنا ..إنك تحمل كل احترام وتقدير ...هذا ظريف ..لقد وعيت الدرس جيدا فهلا تركتني انصرف على عملي؟....

تراجع في دهشه واستنكار ثم مالبثت ملامحه أن اكتست بملامح الغضب وهو يفسح لها الطريق ..مغمغما في صرامه:
-انصرفي ...إني لاأعوقك.
ابتعدت عنه في خطوات عصبية سريعه وتسأل قلبها في دهشة:
-لم تعاملت معه على هذا النحو؟.....


اجابته في صرامه:
انه لن بخدعني بعباراته المعسوله
 --ولكن عباراته كانت صادقه
 --وماادراك
 --هل نسيت انني انا الذي اقدر ذلك
 -- هراء لقد خدعت في مره سابقه
 -- الامر هذه المره يختلف لقد كنت في المره اليابقه طفلا عديم الخبره وكنت اتلهف للعواطف والحب اما في هذه المره فقد صرت حذرا متانيا اجيد التمييز بين العواطف الحقيقيه والزائفه
- هذا ماتتصوره
- اؤكد لك انني على حق
- بل على خطاء انه مخادع
- حسنا دعينا نسلم بقولك اخبريني اذن لم يحاول خداعك ؟انك كما تتصورين نفسك دميمه لاتستحق اهتمام احد .


حاولت ايمان امام هذا السؤال فهتفت في اعماقها في صرامه:
- هذا ما اومن به ولن اناقش الامر اكثر من ذلك
ولاذ قلبها بالصمت وهو بتاسف لما اصابها في حين واصلت في انهماكها في العمل لتقاوم مشاعرها
واستوعب فتحي الدرس ....


لم يحاول اعتراض طريقها او التحدث اليها منذ ذلك الحين
لقد اصبحت علاقته بها رسميه جافه وان لم يبخل عليها بخبراته ابدا
وارتاحت هي لذلك الاسلوب الذي ينزع عنها الوتر والقلق ويضع الامور في النصاب الذي اختارته لها وظلت تنتظر في لهفه انتهاء شهري التدريب الازمين لها في نستشفى الحنيات وحتى تبتعد عن فتحي وعن المشكله كلها ..


ولكن القدر ابى الا ان ينكا جرحها من جديد على الرغم من فرارها الدائم منه
كان ذلك في نفس اليوم الذي انتهى فيه اول شعرى التدريب وكانت قد عادت الى منزلها في وقت متاخر وهي منهمكه متعبه ولم تكد تدلف الى المنزل في هدوء كعادتها سمعت والدها يقول في حده:
لاتحاول اقناعي ياحسام الوقت لم يحن بعد لذلك.....

لم تدرك سر حده والدها وهو يتحدث الى شقيقها في حجرته وكادت تتجاهل الامر وتذهب من فورها الى حجرتها لولا ان هتف حسام في استنكار
لماذا ياابي انت تعلم انني انجح دائما بتفوق وساجتاز امتحانات السنه النهائيه بعد شهر واحد ونجاحي مضمون باذن الله.......

اثارت عباره شقيقها انتباها وجعلتها تتساءل عما يتناقش فيه مع والدها وعلى الرغم من انها تكره ذلك الاسلوب الا انها وجدت نفسها تسترق السمع
في فضول فسمعت صوت والدها من حجره شقيقها يقول في حزم؟

-ليس هذا سبب رفضي ياحسام وإنما من الضروري ألا تتم خطبتك إلى زميلتك الآن.
صاح حسام في استنكار واعتراض:
-هذا مستحيل ياأبي لابد أن أن أتقدم لخطبتها الآن وإلا فقدتها للأبد.....
هتف الوالد في حده:
-ملا ليس الآن...لو أنها تحبك فلتنتظرك.


قال حسام في يأس:
-لن يمكنها ذلك ..هناك من تقدم لها بالفعل...
ثم أردف في حماس:
-ولن يكلفك ذلك قرشا واحدا ياأبي..أنت تعلم أني أعمل طوال الإجازات الصيفية ولقد ادخرت مبلغا يكفي و.....

قاطعه والده في حزن:
-إنك لم تفهمني ياولدي...إني لاأرفض خطيبتك من أجل المال فوالدتك وأنا ندخر المال اللازم لزواجك وزواج شقيقتك ولكن.....
هتف حسام في حيره:
-ولكن ماذا ياأبي؟؟؟
ساد الصمت لحظة ثم أجابة الوالد في حزن:
-شقيقتك ياحسام.

انقبض قلب إيمان وهي تستمع إلى تلك الكلمة واعتصرتها قبضة بارده كالثلج حينما فهمت المغزى.....
ولم تكت بحاجة لسماع المزيد لتفهم مايعنية والدها ولكنها جمدت في مكانها وهي تسمعة يستطرد في مرارة:
-هل نسيت أن شقيقتك تكبرك بعامين .....وأنها لم تتزوج بعــد أو تخطب؟....هل تعلم ياولدي مالذي يمكن أن تفعله خطبتك لزميلتك بها؟....صدقني ياولدي أن ذلك سيؤلمها أشد الإيلام...قد لايبدو ذلك في تصرفاتها أو ملامحها ولكني واثق من أنها ستتعذب كثيرا...هل فهمت ياولدي قصدي.


مرت لحظة أخرى من الصمت...اغرورقت فيها عينا إيمان بالدموع قبل أن يغمغم شقيقها في أسى:
-فهمت ياأبي .
كان الحزن والمرارة يقطران من صوت الأب وهو يقول:
-أعلم أنه ليس من اللائق أن أطالبك بدفع سعادتك ثمنا لهنأة شقيقتك ولكنك رجل ويمكنك الاحتمال أكثر...ماقولك ياولدي؟......

سالت الدموع غزيرة من عيني إيمان مع فترة الصمت الطويلة التي تلت عبارة والدها الأخيرة ةتضاعفت مرارتها عشرات الأضعاف....
إذن فمشكلتها لن تعد تقتصر عليه وحدها....
لقد أصبحت دمامتها مشكلة عائلتها كلها...
أو أنها كذلك منذ البداية....

لاشك عنهدا الآن في أن مشكلتها تعذب والدبها منذ زمن طويل وهاهي ذي تحاصر عواطف شقيقها الوحيد وتمنعه من إكمال سعادته وهنأتة....
لابد أن يرفض ذلك....
لابد....لا بد....

ولكن حسام أجاب والده بعد فتره صمت طويله في حزن صارم:
-أتسألني قولي ياأبتاه؟؟؟....صحيح أن حبي لنجلاء قوي أكيد إلا أنه لايقارن بحبي لشقيقتي إيمان...ولن أوذي مشاعرها أبدا....

ثم أردف في صلابة:
-لن أتقدم لخطبة نجلاء ياأبي.
صرخت إيمان في أعماقها:
-كلا ياحسام ...كلا....لاتخسر حبك من أجلي.

ووجدت نفسها تندفع إلى حجرة شقيقها بلا تفكير وتنقل صرخة أعماقها إلى شفتيها..وهي تهتف:
-كلا...ياحسام....إنني لاأقبل ذلك..لاأقبله أبدا.....
ولم يعد هناك بد من موجهه الأمر...


***********

 
 

 

عرض البوم صور LUCKLUCK   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم روايات زهور
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية