لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-10, 08:00 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مرحبا هناء الف حمدلله على سلامتك

اشتقناااالك حبيبتى

رجعتى و نورتى صفحتك بحروفك و كلماتك الخلابه

يا رب تكون اخر الغيبات

شكرا جزيلا على العواء الجديد سلمت يداك

فى انتظارك
دمتى بكل الحب

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 29-10-10, 01:44 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 197385
المشاركات: 6
الجنس ذكر
معدل التقييم: mido_haam عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mido_haam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الاخت هناء .... تقبلي تحياتي واحترامي
بما انني عضو جديد في المنتدى فلم يتسنى لي قراءة عواء ذئابك الا اخيرا
وعليه... لا يسعني الا ان اقول لك... ( فلتهلك الروايات من بعدك)
اعجبتني الرواية وما فيها من بوح لمجتمعنا الذي نحن جزء منه، بل نحن هو بذاته
واعجبتني اكثر لغة الضاد اللتي اخترتي الكتابة بها ، والتي لايجيد الكتابة بها الا المميزون امثالك
تقبلي فائق احترامي

 
 

 

عرض البوم صور mido_haam   رد مع اقتباس
قديم 02-11-10, 02:07 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

العواء العاشر
لم يكن في نيته تلك الليلة أن يعود إلى المنزل، لكنه وجد نفسه رغما عنه يقف بخطوات

ضائعة أمام باب المطبخ، يتأملها وهي ترتب المشتريات التي جلبتها من المركز التجاري،

نظرت إليه نظرة متشككة لتسأله، وهي تضع اللحوم بالبراد:

-هل أنت سكران؟؟

ضحك بأعلى صوته، قبل أن يقول بصوت منخفض:

-لا أنا خالد..

هزت رأسها في استخفاف، ثم لفت خصلات شعرها بمشبك كبير، بعدما انتهت من عملها،

ثم حاولت تجاوزه، لكنه امسكها من معصمها، وهو يتساءل:

-لم تحرمينني من حقي الشرعي؟؟

تنصلت منه ونظرة الغضب تعتريها، لتجيب بحنق:

-حينما تعي ما تقوله يمكننا وقتها الحديث..

عاد ليمسكها بقوة أكبر، وهو يقول من بين أسنانه:

-ليس هناك ما نتحدث عنه، إنه حقي..

دفعته بكل ما أوتيت من قوة، وهي تحاول أن تهرب منه، بعدما شعرت بأنه لن يتركها

الليلة، فالمشروب قد أذهب عقله، وجعله يبدو كما الذئب، وليس خالد الذي عرفته في هذه

الفترة، وقد بدأ يحوز على إعجابها، وبدأت تتقبله في حياتها، لكنه تبعها ليمسكها من

شعرها..

تأوهت بألم وهي ترجوه قائلة:

-خالد، دعنا نتحدث في الغد، وأعدك أني سأمنحك ما تريد..أتركني أرجوك..

لم يكن خالد في وضع يسمح له، بسماعها، ولا الإشفاق عليها، من الألم الذي يسببه لها،

فكلماتها وحدها، وهي تعد بكر بالذهاب إلى منزله، بعد عودتها، واستهتارها بمشاعره،

واستغفالها له، كانت ترن بأذنه، وتغلي برأسه..

بعدما تركها أخيرا، دفنت رأسها بين كفيها، وبدأت تبكي بحرقة، منكبة على قدميها، نفض

يديه من بعض خصلاتها التي تطايرت بالهواء، ثم صفق الباب من وراءه، وعاد إلى حيث

كان..

حاولت سمرا أن تنهض بصعوبة كبيرة، فرأسها كان يؤلمها، كثيرا، وقد جعلها لا ترى

أمامها..وبعدما استقرت على إحدى الكنبات بالبهو، دفنت وجهها في جلدها البيج

البارد،وغفت من شدة الإرهاق، والتعب.

حينما استيقظت في الصباح التالي، كان البيت يبدو لها موحشا جدا، فهي لم تتوقع أن

يسوء الوضع، بينها وبين خالد لهذه الدرجة، وهي التي كانت عازمة على إصلاح الوضع

بينهما، واغتنام فرصة السفر لمصلحتها، لكن يبدو أنه لن يتغير، سيظل إنسانا همجيا،

وجاهلا..

تثاءبت وهي تدعك عينيها، المتورمتين، من شدة البكاء، ثم أتبعتهما برقبتها التي تؤلمها

بشدة، فالنوم على الأريكة، شيء مرعب.

بعدما استحمت، نزلت لتعد لنفسها، فطورا، فهي لم تأكل منذ أن تناولا وجبة الغذاء، حينما

توقفا في طريقهما أمام مطعم صغير، ومعدتها الآن ترسل أصوات الاستغاثة..

-يا ربي ما هذا؟


-كان هذا أول ما صرخت به سمرا، وهي تفتح البراد، لتفاجأ بصندوق تصطف به أعداد

كبيرة من زجاجات الكحول..

- لقد جن فعلا، من يحسب نفسه؟

كان الغضب يغلي بصدر سمرا، ولم تتمالك نفسها، وهي تحمل تلك الزجاجات لتفرغها في

حوض المطبخ..وتلقي بها في سلة الأزبال.بعدها نظفت المكان جيدا، وغسلت يديها، ثم

جهزت لنفسها فطورا،..

كانت ترتشف قهوتها السوداء، في الشرفة المطلة على البحر حينما سمعته يصرخ

باسمها، سارعت إليه فإذا به كالثور الهائج يلقي بما في بطن البارد، على الأرض،

صرخت بوجهه مستنكرة:

-ماذا تفعل هل جننت؟؟

صفق باب البراد بعنف وهو يمرر أصابعه السمراء، على شعره، ليصر على أسنانه قائلا:

-أين زجاجاتي التي كنت أضعها هنا يا سمرا؟

عقدت يديها على صدرها وهي تقلب شفتيها بسخرية لتجيب بهدوء، أغاظه:

-تخلصت من..

لم تشعر إلا بيده وهي تنزل بقوة على خدها، لتمنعها من اكمال جملتها، حتى أوقعتها

أرضا، وقبل أن تكتشف ما الذي فعله خالد، او تقوم بأي ردة فعل، سحبها من شعرها

ليصفعها من جديد.

انهال عليها بالضرب حتى لم تعد تقوى على المقاومة، وعبثا حاولت ان تمنعه بيدي

ضعيفتين، إلى أن كف من نفسه عن ضربها، ليحمل سترته الخفيفة ويخرج من جديد،

بكت كما لم تبكي من قبل، كانت هذه اول مرة تقع يد على وجهها، بكت نفسها، لانها بدات

تحب خالد، بكت أخاها الذي وثق فيه وأمنه عليها، بكت نفسها كثيرا..

لم تشعر بنفسها إلا وهي تمشي بخطوات حثيثة نحو الشاطئ في ذلك المساء، بغير هدى،

تشم النسيم وعيون الفضوليين عليها، فعينيها المنتفخة والتي اكتست لونا أزرقا قاتما،

وأثار الضرب على كتفيها السمراء، العارية، كل هذا يوحي بأنه مورس عليها عنف ما..

رمت الكرة الصغيرة التي توقفت أمام قدميها وابتسمت لذلك الصغير الذي لوح لها بحب،

وتذكرت تلك الليلة التي طلب منها خالد ان يسافرا، حلمت بانه لديها طفل منه، وأنهما على

الشاطئ يبنيان قصرا جميلا من الرمال، قبل ان ينخطف الطفل من بين يديها، ويهدم

القصر، ويختفي خالد.

حاولت أن تبعد هذه الأفكار السوداوية من عقلها، وتتامل الامواج، الصاخبة، الغاضبة،

وكأنها تخبرها بأنها في صفها تتألم لالمها، وتشعر بشعورها..

تنهدت بعمق ثم شعرت بيد تربت على كتفيها، ليأخذ بعدها مكانه بجانبها، لم تنبس بكلمة،

بل تابعت تأملها لتلك الأمواج، التي بعثت في نفسها الطمانينة، أو ربما وجوده بحد ذاته

مبعث للامان؟

-سمرا أنا آسف جدا..

-تمتم بتلك الكلمات الضعيفة، وهو يعبث بحبات الرمال الذهبية، قبل ّأن يتابع بحسرة- لقد

شعرت بالغيرة الشديدة حينما سمعتك تتحدثين إليه، لم أستطع أن أتماك نفسي وانا أسمعك

تعدينه بالذهاب ّإلى منزله، إن الامر مرعب..

قاطعته وهي تنهض من مكانها لتنفض عنها تلك الرمال التي علقت بثوبها الأبيض، وتقول

بحزم:

-ليلى تعاني من حالة نفسية صعبة، وقد وعدت عمي البشير أن أزورها- ثم التفتت إليه،

لترى وقع كلماتها عليه، كانت الدهشة هي ما يرتسم على ملامحه، لدرجة انه فتح فمه كما

الأبله، وقد بدت لها رغبة قوية في الضحك لكنها تمالكت نفسها وهي تتابع- هو يعلم انك

لا تحبه، وقد خاف ان تمنعني من مساعدتها، لذلك جعلني أقطع عليه وعدا بألا اخبرك..وقد

فعلت..

لم تترك له مجالا ليجيب أو يقول شيئا، أما هو فقد شعر بانه أغبى رجل في هذا العالم

وبان الأرض ستتبرأ من إنجابه..

تدارك الأمر وهو يسرع نحوها، ليلف يديه حول رقبتها وهو يطبع قبلة على عينيها

المتورمة، ليتساءل:

-هل تؤلمك؟

هزت رأـسها إيجابا، فعاد يطبع قبلة تلو الاخرى، إلى ان ابتسمت وهي تلف يديها حول

رقبته، لتغرق في لون عينيه..

لم تكن تتوقع ان تسامحه على مافعل أبدا، لكنها شعرت انه رجل غيور، وقد سمعت ذات

يوم أن الرجل الغيور كثيرا مايصبح غبيا، غبيا جدا، لذلك يتوقع منه أي شيء..

في الصباح التالي،حينما استيقظت ووجدته يستلقي بجانبها بهدوء، ابتسمت وهي تزيح

الغطاء من عليها لتتوجه على رؤوس أقدامها للحمام، وتجهز له الفطور..

لم يعد زوجها وحسب منذ اليوم، إنه حبيبها الذي لم ولن تحب سواه..

قضيا ثلاث أسابيع بين التنقل على الاسواق، والاستلقاء على البحر، ولعب الكرة مع

الأولاد، وتناول السمك في المطاعم البحرية الصغيرة، وشراء الملابس، والسهرات بالليل،

حتى لم يشعرا بمرور الوقت وانقضت الإجازة، تحايل خالد عليها كثيرا، ليظلا أسبوعا

آخر، لكنها رفضت فليلى حالتها تزيد يوما بعد يوم وعليها أن تكون بجانبها، و لاتدعها

وحيدة..

كانا قد وصلا إلى المدينة حينما رن هاتف خالد، وقد كان المتصل سعد، ربما لديه جديد

حول عملية هذا المساء-أسر لنفسه بهذا قبل أن يجيب:

-ألو سعد هل هناك من أخبار؟

لاحظت سمرا تغير لونه، وهو يطفئ جهاز الموسيقى ليقول بحزن شديد-إن لله وإن إليه

راجعون، متى حدث هذا؟حسنا سأكون هاك انتظرني..

وسرعان ما غير اتجاه السيارة للجهة الشمالية من المدينة، لتسأله سمرا في حيرة:

-ماذا هناك يا خالد؟

بدا وكأنه اكتشف وجودها لاول مرة ليقول بعد لحظة صمت بدت لها دهرا وكل التوقعات

السيئة، تأكلها كما تأكل النار الحطب، ليضرب المقود بعنف وهي يطلق شتيمة من بين

أسنانه، ازداد هلع سمرا، وهي تعيد سؤالها بتوسل:

-بالله عليك ياخالد اخبرني ما الذي حصل؟

كان قد توقف على جانب الطريق يخفي رأسه بين ذراعيه، المتكئة على مقود السيارة، وقد

بدا صوته ضعيفا جدا:

-لقد مات كريم ياسمرا، وجدوا جثته في غرفته..

لم يزد على كلماته هذه، وهو يامرها بالنزول لتاخذ سيارة اجرة، وتذهب للمنزل، ريثما

يعود، لم تجد بدا من معارضته، فلبت امره، ولم يدر السيارة إلا حينما تاكد من انها بخير،

وقد ركبت السيارة، التي ستقلها للمنزل، كما اوصى السائق ألا يركب غيرها، وقد دفع له

أكثر مما يستحق بكثير، شعرت بمبالغته من الخوف عليها، لكنها لم تقل شيئا، بل اوصته

أن يعتني بنفسه، وأن يتذكر دوما أنها تنتظره، فأومأ برأسه إيجابا، وهو يبعث قبلة على

الهواء..

حينما وصل هاله ذلك الزحام، بين شرطة، واهل لكريم، وجيران وفضوليين،شق طريقه

بصعوبة، ليلتقي سعد الذي كان يقف مع اأحد أبناء الجيران وهو شرطي تخرج حديثا، ألقى

السلام ثم بعدها سأله قائلا:

-ما الذي حصل بالضبط؟

ربت سعد على كتفيه وهو يجيب وقد غلفه الحزن على الفقيد:

-لقد اتصلت إحدى الجارات بالشرطة حينما انبعثت رائحة كريهة من غرفته وقد حاولت أن

تخبره عدة مرات، لكنها لم تكن تجده، فقد كانت تطرق الغرفة كثيرا، ولم يكن يجيبها،

وحينما قررت الذهاب إلى عمله، ظنا منها انها ربما كانت تتخالف معه في الاوقات،

اخبروها انه لم يات للعمل منذ ثلات أيام، فراودها الشك، خصوصا انه لم يكن معتادا ان

يتغيب بهذا الشكل، فاتصلت بالشرطة التي حينما حضرت وفتحت الباب وجدته منكبا على

وجهه، وقد كان للاسف ميتا..وجثته، كانت..

وبدا يجهش بالبكاء، فربت خالد على كتفيه، وهو يتنهد بعمق..

مر أسبوع كامل وكل الحي، ليس له أي حديث سوى تلك الحادثة الفظيعة،ومنظر جثة سعد

لم تجعل الكثيرين ينامون، لقد كان شابا طيبا، لم يؤذ احدا، او يسبق له ويتشاجر مع احد،

كان يقطن تلك الغرفة الوحيدة، والتي يتقاسم سطحها مع عائلة الحاج التهامي، وهو رجل

معلم متقاعد، له ست اطفال، بعدما لم يترك له التقاعد، والمرض ما يمنحه بيتا يليق

بعائلته اضطر لاستئجار غرفتين، صغيرتين بذلك السطح، وقد كان كريم نعم الجار.


*****************

-لم يكن يستحق تلك الميتة البشعة..

كانت تلك كلمات صلاح حينما زاره خالد، والذي حاول بشتى الطرق ان يخفف عنه الأمر،

لكنه كان يفشل فصلاح كما الاسد في قفص، لا يسمع سوى صوت مخالبه التي تحفر

الأرض بدون كلل لعلها، تستطيع الخروج منه.

تنهد بعمق وهو يجيبه:

-اجل يا صاحبي، لم يكن يستحق تلك الميتة أبدا..

-أتساءل ما الذي اكتشفه كريم، حتى يقضوا عليه بتلك الطريقة؟؟

-الغريب في الأمر أنهم وجدوا نسبة عالية من الكوك بدمه..

-نفس الطريقة..

كانت الأيام تسير ببطء شديد، وصلاح ينتظر اليوم الذي يستطيع فيه الخروج، من هنا

لا بد أن كريم قد عرف شيئا له علاقة بالشركة وإلا لم يقتل وبهذه الطريقة المشينة، فهو لا

يتعاط أي نوع من المخدرات..

لم يجد من سيساعده سوى العم إبراهيم، لعله لا يزال يخفي عنه الكثير من الحقائق حول

الشركة، ونشاطها أو ليس هو من كان المشرف عن الشحنات؟؟

بحث عنه مطولا ليسأل عنه أحد السجناء الذي أخبره أنه في الجانب الأخر من الساحة التي
يعمل فيها السجناء، فتوجه إليه مباشرة، ليجده يجلس مع رجلين وقدا بدا مستغرقا معهما

بالحديث، وكأنهما يناقشان قضية مهمة..

اقترب منهم ليلقي التحية.

رفع العم إبراهيم رأسه قبل أن يشير له بالجلوس معهم، لم يقولوا شيئا مهما، فقد بدوا

وكأنهم قد انهوا الحديث، أو ربما لم يرد العم إبراهيم أن يتحدث أمامه ، نهضا الرجلان معا

وبوقت واحد ليقول أحدهما:

-حسنا ستكلف بكل شيء..

هز إبراهيم رأسه موافقا ليعودا أدراجهما بخطوات رزينة..بعدها التفت إلى صلاح وهو

يتساءل في مرح:

-ماذا هناك أيها البطل؟؟

ابتسم صلاح في تردد وهو يزدرد لعابه بصعوبة، قبل أن يقول بنبرة حازمة:

-ما الذي تعرفه عن الشركة؟؟



****************

أدارت محرك سيارتها الصغيرة وهي غارقة فيما سمعته اليوم من الذئب، لا تدر لم ألغت كل

مواعيدها واعتذرت عن بعض القضايا، والتي أوكلتها لزميلها بالمكتب، لتفرغ لهذه

القضية الكبيرة، تعلم جيدا، أنها قد تخسرها لكنها رغم كل ذلك فهي مقدمة عليها بحماس

كبير.

لم تشعر بنفسها إلا وهي أمام شقتها بالرباط، حيث استقرت اخيرا مع والدها هنا، منذ سنة

تقريبا والتي تم فيها انفصالها عن ابن عمها، ذلك الشخص الذي لم تحب سواه يوما، لكنها

تحمد الله أنها اكتشفت مدى اختلافهما عن بعض، قبل الزواج، أو بالأحرى مدى استغلال

حبها له لمصلحته الشخصية.

لازالت تتذكر تلك الليلة الممطرة والتي قدم فيها إلى بيتها، ليخبره والدها انها بغرفة

المكتب تراجع بعض القضايا المهمة والتي ستترافع عنها بالغد، دخل مكتبها الصغير،

ليجدها غارقة لحد أنها لم تشعر بوجوده، إلا حينما عبث بخصلات شعرها، فرفعت رأسها

إليه وهي تبتسم بإعياء، سألته وهي تمدد ذراعيها في الهواء، بعدما أحست انهما تقلصتا

من التعب:

-ما الذي جاء بك في هذا الوقت؟

عبث بإحدى الأوراق التي أمامها، وهو يخبرها بكل وقاحة:

-بيديك مستقبلي ياحبيبتي
عقدت ذراعيها إلى صدرها وهي تتراجع لتستلقي على كرسها، وتزيح نظارتها الطبية من

عينيها، تاركة لنفسها فرصة التخمين في كلامه، ثم ما لبثت أن تساءلت:

-ماذا تقصد لم أفهمك؟

التف إليها ليجلس القرفصاء أمامها وهو يقول بصوت دافئ قلما كانت تشعر به:

-اسمعي مديري السيد احمد غسان لديه..

ضاقت عيني منى غضبا فور سماعها لهذا الاسم، وقد فهمت مغزى كلام حبيبها وخطيبها

وابن عمها وهي تتابع ما بدأ:

-ابن متورط في قضية مخدرات، وتكوين عصابة تتاجر فيها..

لوح بيديه وهو يجيب:
-اووه يا منى تتحدثين وكأنك في مرافعة، اسمعي يا حبيبتي انسي ما تلقيته بالجامعة

وأسدي لحبيب عمرك هذه الخدمة،

-أي خدمة ما الذي تطلبه مني بالضبط؟

نهض من مكانه وهو يحك رقبته ثم التفت إليها وهو يقول:

-أن تخففي من مرافعتك، وتحاولي ان تظهريه وكأنه مستهلك وليس تاجرا،

أريد أن تبدو مرافعتك ضعيفة جدا، -وفتح عينيه وكانه شهد للتو هدف فريقه المفضل،

ليتابع- واعدك أن السيد أحمد سوف يقدر ما فعلته من اجله..

ابتسمت وهي تسأله:

-وأنت ما الذي سيفعله من أجلك؟

ارتبك وهو يزدرد لعابه ليستجمع قوته بعد ذلك وهو يجيب بحماس اكبر:

-تصوري أن زوجك سيصبح المدير المسؤول عن اكبر شركة في المغرب، وسوف..

قاطعته وهي تزيحه خاتمه الذهبي من بنصرها، وتمسح دمعة ساخنة خانتها وهي تنزل

بهدوء لتحرق خدها، وتودعه كفه الأبيض:

-لازلنا لم نصبح زوجين يا ابن عمي لحسن الحظ..

بدا مندهشا لتصرفها وقد شعر بالكلام يقف بحلقه، ثم ما لبث أن أخذ الخاتم من يديها، وهو

يقول بنبرة مهددة:

-حسنا يا منى أنت من اخترت..

ورحل..

لم تبك يومها رغم الرغبة الشديدة التي كانت لديها لتبكي، لكن عملها المتراكم منعها من

أن تهدر المزيد من الوقت على البكاء من اجل رجل لا يستحقها، حاولت أن تؤجل حزنها

لما بعد المرافعة، لكنه بعدها تناسته ولم يعد له من لزوم، ومن تم حاولت أن تشق طريقها،

بدون حب..وتمنح وقتها، وجهدها وتفكيرها لعملها لا غير، ورسالتها السامية..

ألقت التحية على حارس العمارة، الذي سارع ليأخذ منها مفاتيح السيارة، ويدخلها

للمستودع الخاص بسكان العمارة..

كالعادة والدها بانتظارها، يجلس على الكنبة الصغيرة التي بغرفة الجلوس، خافضا ضوء

الغرفة وهو يستمع لعبد الهادي بالخياط، انساب إليها ذلك الصوت الدافئ، وهي تغلق باب

الشقة لتسرع إليه وتقبل جبينه، ضمها إليه وهو يزيح نظارته الطبية قائلا بحنان:

-أهلا يا صغيرتي، كيف كان يومك؟

خلعت سترتها وحذاءها العالي، لتجيب:

-رائع..

كان يعلم أن هذه الكلمة تعني أنها، كانت اليوم في جلسة مع المتهم الجديد، الذئب، والذي

لم يعد لابنته حديث سواه..

نهض ببطء وهو يقول:

-جيد سأجهز لك الطعام حالا، ريثما تستحمين..

طبعت قبلة على خد والدها، وهي تسرع نحو الحمام..

لم يتبق سوى أسبوع واحد، على أول جلسة لها في القضية، والتي يحاول غريمها أن

ينهيها في جلسة أو جلستين، والذئب غير عابئ بما يجري حوله، في كل مرة تحاول أن

تجعله يخضع لقانونها، لكنها تجد نفسها منجذبة لطريقة حديثه، وحركاته، كل شيء فيه


يوحي بالقوة، والغموض، حتى طريقة حبه لزوجته.

كانت تجفف شعرها حينما سمعت والدها يتحدث مع صوت رجالي غريب، تساءلت عن

صاحبه، لكنها لم تتعرف عليه..

لقد سبق وأن سمعت هذا الصوت، أين؟ هي لم تعد تتذكر.

لم يطل بها الأمر حتى طرق والدها باب غرفتها، ليخبرها أن هناك ضيف في انتظارها:

-ألم يخبرك باسمه؟

-بلى قال إنه زميلك السيد شوقي..

نزل عليها وقع الاسم كالصاعقة التي زلزلتها، وقد تغير لون وجهها مما جعل والدها

يتساءل في ريبة:

-هل أنت بخير يا منى؟

بدت شاردة وبعض قطرات العرق تتصبب من جبينها، وكأنها تنذر بحمى وشيكة.

تنهدت وهي تحاول ربط جأشها، لم تعد الطالبة ولم يعد الأستاذ، وهذه ليست أول قضية

يلتقي فيها الطالب والأستاذ..

ألقت نظرة سريعة على منظرها بالمرأة وقد بدا شعرها المبلل، يوحي ببساطة امرأة قد

تخوض قضية شائكة كهذه..

-حسنا أخبره أرجوك أني قادمة..

رفع حاجبيه وهو يتساءل هل كانت تحتاج لكل هذا الوقت حتى تقول هذه الكلمات؟

وأغلق الباب وراءه..

لتلتحق به بعد فترة قصيرة، كانت كافية ليشرب قهوته، وما إن رآها تتقدم نحوه حتى

نهض وهو يتأملها بوقاحة الرجل الأربعيني، الذي يعتقد أنه قد تجاوز سن اللوم على

تصرفاته..

مدت يدا قوية تخالف ما تشعر به الآن ثم جاء صوتها محايدا، لا تستطيع أن تخمن

نبرته، وهي تقول:

-مرحبا بك سيد شوقي، شرف لي زيارتك اليوم..

صافحها وهو يعتذر قائلا:

-آسف أولا لأني جئتك بدون موعد مسبق..

أشارت إليه بالجلوس وهي تجامله قائلة:

-أوه!! لا عليك يمكنك زيارتي متى شئت..

-شكرا لك

ران صمت خيل إلى منى أنه دهر قبل أن يستطرد كلامه، بارتباك واضح:

-منى

-هزت رأسها نحوه تاركة حاجبيها يستفهمان منه، ليتابع هو-كيف تسير قضيتك الجديدة؟

(هكذا إذن جئت من أجل القضية!!)

أسرت لنفسها بهذا وهي تمرر يديها على شعرها مجيبة:

-تسير على خير ما يرام..

نظر مباشرة لعينيها الواسعة، محاولا أن يكتشف ما تخفيه عنه، تماما كما كانت وهي

طالبة، لكن هذه المرة اعترضت طريقه سحابة من الغموض، منعته من اكتشاف خباياها..

ترى أين تعلمت فن الإخفاء يا منى؟؟

تنهد بعمق وهو يمسك يديها ليقول بصوت رخيم:

-منى لا تنسي هذه أولى قضاياك الحقيقية والتي ستخوضينها وحدك، إنها قضية كبيرة جدا

وستخسرينها كما تعلمين مسبقا، فلم تعرضي مستقبلك للضياع..؟

-تابع بنبرة فيها استهزاء مبطن-وكما تعلمين أنه قد سبق وخسرت أمام أقل المحاميين

خبرة في قضية ابن السيد أحمد غسان..

هذه المرة ضحكت منى بملء الفم وهي تجيب ببرود:

-أنت تعلم يا أستاذي أن طالبتك خسرت أمام من تقول عنه انه أقل المحاميين خبرة ليس

لأنها تفتقر إلى الدفاع الجيد، أو ينقصها الإلمام بفصول القانون، بل لأن من أوكلت له

مهمة الفصل بين الناس في تلك القضية رجل مرتشي، وأعتقد أن الجميع كان يعرف جيدا

أن قاضي تلك القضية قد أسكته السيد أحمد غسان بمبلغ محترم جدا، جعله يتنازل عن

احترامه بسهولة..-أراد أن يقول شيئا لكنها أوقفته بإشارة من يديها وهي تتابع-أعلم جيدا

انك رجل قد سمي بقلب القانون لكن لست أنا من تغرها الألقاب، وقضيتي أومن بها

وسأدافع عنها، حتى آخر لحظة..إنها القناعات سيدي..

ابتسم لها، وهو يتساءل ترى كم طالب درس له نفس هذه الروح التي تمرح في جسد

منى..له نفس هذا الإيمان الذي يغلف قلبها ويحصنها..تمنى أن يحضنها كما لم يحضن ابنته

يوما..لكنه وجد نفسه يقول:

-سنلتقي إذن يوم الاثنين القادم..

مدت يدا تصافحه وهي تجيب:

-سعيدة بهذه الزيارة، وجهز ملفك..لأننا سنلتقي بإذن الله..وستكون لكل منا كلمته..

هز رأسه متفهما، قبل أن يقول:

-تصبحين على خير، بلغي سلامي واعتذاري عن هذه الزيارة لوالدك..

ورافقته حتى الباب..

هي لا تعلم من أين جاءتها هذه القوة..؟؟

بل إنها تعلم جيدا..من أين جاءتها..

*************
استيقظت هذا الصباح وهي تشعر بنشاط قوي، لدرجة أنها استحمت ونزلت للمطبخ لتجهز

الفطور لوالدها الذي كان لا يزال نائما، يبدو أنها بكرت اليوم..

عانقته بحب حينما اطل عليها وهو يتساءل بمرح وحب:

-علينا أن نسجل هذا اليوم في كتاب غينيس، منى تجهز الفطور وا عجباه!!

تناولا فطورهما ذلك الصباح، وقد تحدثا كثيرا عن أشياء كثيرة مختلفة، لكنها لم تتطرق

لموضوع الذئب، وقضيته، بدا ذهنها صافيا ذلك الصباح.

شربت عصيرها جرعة واحدة، وهي تنهض لتقبل خده، وتقول:

-لقد تأخرت علي الذهاب، لا تنتظرني للغذاء..

ضحك وهو يسر لنفسه، أنه رغم ذلك فهو سيظل ينتظرها، إلى أن ينسى تناول وجبة الغذاء

بدونها..

شغلت الراديو، وأدارت محرك سيارتها الصغيرة، بعدما ألقت بحقيبتها المكتبية بالمقعد

الخلفي..

وتوجهت لسجن القنيطرة كعادتها كل يوم.

هذه المرة بدا هادئا، مريح النظرة، وفي عينيه بسمة فريدة، كبسمة العاشق

تساءلت في قرارة نفسها، عن سبب هذا التغيير، المفاجئ لكنه بادرها بالحديث

قبل أن تخرج ما في جعبتها من أسئلة:

-لقد اقتربنا من خط النهاية..

هزت رأسها موافقة إياه ثم تنهدت وهي تجيب:

-لكننا لا زلنا ندور في حلقة مفرغة..

ليشرد بعيدا عن منى وتذمرها اليومي، وتنبيهها له بأنها لا تزال ترغب بسماع المزيد،

وفقط ما يفيدها بالقضية حتى تستطيع تخفيف الحكم عليه..

هو لم يعد يرغب بالحياة، فما جدوى الحياة بدونها..

اقتربت منه بهدوء وهي ترفع ذقنه بسبابتها، حتى يتسنى له رؤيتها قائلة بحزم:

اليوم أيها الذئب أريد الفصل الأخير..

نفس البرود الذي يكتسبه دوما ونفس الهدوء، حيث لا يصلها منه سوى رماد أنفاسه التي

توحي لها أنه لا يزال حيا..

اليوم أيها الذئب، حدثني عنك وعنهم لم أعد أطيق صبرا..

-على أية حال لقد وصلنا للفصل الأخير..

ولتسمعيه يا سيدتي..

-كلي أذان صاغية..فقد ألغيت كل مواعيدي لأكون معك اليوم...


تم الجزء يا رفاق


ساعود للردود باذن الله فاعذروني الأن

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 03-11-10, 12:18 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الخلق مشاهدة المشاركة
  
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مرحبا هناء الف حمدلله على سلامتك

اشتقناااالك حبيبتى

رجعتى و نورتى صفحتك بحروفك و كلماتك الخلابه

يا رب تكون اخر الغيبات

شكرا جزيلا على العواء الجديد سلمت يداك

فى انتظارك
دمتى بكل الحب



سعيدة جدا بتواجدك وتشجيعك المستمر

أنا أيضا اشتقت إليكم كثيرا، لكن الظروف

أبعدتني قليلا سيعدة لأن العواء نال اعجابك

اقتربنا من النهاية ياجميلة فكوني حاضرة

أتمنى أن تنال اعجابك أيضا..

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 10-11-10, 11:24 PM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193441
المشاركات: 25
الجنس أنثى
معدل التقييم: احلى ايام عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احلى ايام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

فى الإنتظار

 
 

 

عرض البوم صور احلى ايام   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مرحبا هناء بروايتك وتعوي الذئاب تحية خالصة من القلب من جوهرة, حينما تعوي الذئاب،الذئب،هناء الوكيلي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية