لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-09, 12:03 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله طاعتكم وعبادتكم وشكركم
وجعلكم من أهل الجنة المصطفين إن شاء الله

بارت اليوم صغيرون أدري
سامحوني
لكن بارت بكرة بيكون طويل وخاص
خاص جدا.. جدا
وعشان ما أحيركم
بتكون خصوصيته مرتبطة بناصر ومشاعل
انتظركم بكرة وانتظرونا
أنا وأسى الهجران
.
استلموا
الجزء 76
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا وقوة إلا بالله
.
.



أسى الهجران/ الجزء السادس والسبعون


غرفة مشعل ولطيفة / الساعة 10 وربع مساء


معركة على وشك البدء ونيران على وشك الاشتعال

لطيفة بألم عميق وخوف أعمق: أنا لقيت زقاير في أغراض حمود

مشعل قفز وهو يقول بغضب كاسح: وشو؟؟ زقاير؟؟ ماعاد إلا ذا؟؟

كان ثائرا بشكل مرعب لم تره لطيفة مطلقا بهذه الثورة
وكان يريد الخروج لولا أن لطيفة تمسكت فيه بشدة وهي تهمس برعب: وين بتروح؟؟

مشعل بذات نبرة الغضب المرعبة: بأروح أكسر رأسه
حن شيبان ماعمر حد منا عرف الزقاير.. وذا أبو 12 سنة قده يعرف

لطيفة مازالت تمسك فيه وهي تقول بنبرة تهدئة لمشعل: تكفى مشعل هذا مهوب حل
أصلا هو الحين راقد
وثاني شي عمرنا ماضربنا عيالنا.. ولا عمر الضرب كان أسلوبنا معهم... تبي تجيء تضربه الحين

مشعل غاضب فعلا: بس عمرها ما وصلت الزقاير.. زقاير مرة وحدة ياحمود

لطيفة بذات النبرة المهدئة لمشعل رغم أنها داخلها يذوب ألما وقلقا:
ضرب لا لا
بكرة الصبح أبي أكلمه انا وياك بالهداوة.. لأنك عارف إن العند والتهديد يمكن يخليه يزيد ويعاند
وبعدين حن ماندري بعد وش سالفة الزقاير ذي.. خل نسمع منه.. ونحل المسألة بالهداوة

مشعل يتناول غترته ليلبسها وهو يهمس بمرارة: أنا ماني بطايق أقعد
بأطلع أي مكان لين أهدأ.. لا أصحي ولدش وأرتكب فيه جريمة
وأنتي لو إنش منتبهة لعيالك.. ماكان وصلت إن ولدش يدخن وأنتي ماتدرين عن شيء

لطيفة بصدمة حقيقية وألم مر: أنا ماني بمنتبهة لعيالي؟؟

مشعل يستعد للخروج وهو يقول بغضب مكتوم: إيه أنتي

لطيفة بغضب مكتوم مشابه: مشعل أنا ما أسمح لك تقلل من اهتمامي بعيالي
أو تحسسني إني قصرت في حقهم
لأني متأكدة إنه مافيه أم مهتمة في عيالها قد ما أنا مهتمة بعيالي
لكن دامك بتتهم.. شوف من اللي لاهي في شغله عن أشياء كثيرة
وأنت عارف إن ولدك داخل على سن مراهقة.. والحين هو محتاجك أكثر
والولد ما يربيه إلا أبيه على المراجل

مشعل يعود وهو يصر على أسنانه: لا لطيفة أنا اللي ما أسمح لش..
صحيح إني مشغول.. بس عمري مالهيت عن عيالي
وخصوصا حمود وعبود دايما معي في المجلس وعيني عليهم

لطيفة تتنهد: شوف مشعل لا تسمح لي ولا أسمح لك
عندنا مشكلة نبي نحلها بكرة الصبح واحنا مبينين قدام حمود متفاهمين وهادين
عندنا عتب على بعض.. خله نتعاتب بيننا عقب




**********************



غرفة فارس والعنود
الساعة 11 مساء


فارس يدخل للصالة أولا
كانت الصالة مضاءة
ولكن غرفة النوم معتمة جزئيا
تنهد بعمق
ودخل للغرفة
كانت تتمدد على السرير ومتغطية بالغطاء بدون أن يظهر منها شيء
شعر بالألم يجتاحه
كيف يحبها كل هذا الحب وفي ذات الوقت لديه كل هذه القدرة على تجريحها؟!!

اقترب منها جلس جوارها ورفع الغطاء عن وجهها
همست العنود بصوت مختنق: فارس تكفى خلني في حالي

فارس بحنان همس لها: قومي ياقلبي كلميني

العنود شهقت: ما أبي أقول لك شيء ولا تقول شيء

شعر أن شهقتها كما لو قطعت شريانا ما في قلبه وأن دمه ينبثق ساخنا متفجرا من الألم

العنود كانت مجروحة منه بعمق.. ليس من أجل موقفه الليلة ولكنها تراكمات سابقة
فكل يوم لابد أن يجد سببا ليحتد عليها.. تعلم أنه يحبها وهي أيضا بدأت تحبه فعليا وبتعمق يزيد كل يوم
ولكنها لم تعتد على تعامل قاس كهذا.. ولا تستطيع أن تتخيل أنها قد تعيش حياتها كلها على هذا المنوال
إذا كان أكثر من مرة يحتد عليها أمام والدته.. فكيف غدا عندما يصبح بينهما أطفال.. هل سيحتد عليها أمام ابنائها؟؟
في حياتها كلها لم تسمع صوت والدها يرتفع على أمها أو يحتد عليها أمامهم
فلِـمَ فارس عاجز عن التصرف كزوج طبيعي؟!!

انحنى فارس عليها ليقبل أذنها ثم همس في عمقها: آسف حبيبتي
وأنا عمري ما أعتذرت لأحد قدامش
فلا تحسسيني إن اعتذاري ماله قيمة

رغم ان العنود لم يكن بها رغبة للحديث ولكنها لم تصدق أن فارس بغروره وتكبره قد يعتذر
ولم ترد أن تشعره أن اعتذاره لا قيمة له كما يقول
لذا نهضت بضعف واستوت جالسة وهي تمسح وجهها
فارس أمسك بيديها وأنزلها لجوارها
وأمسك هو وجهها بين كفيه ليمسح بإبهاميه دموعها المنحدرة التي شعر بها كشفرات مسمومة تشرّح جسده
قرّب وجهه منها ليقبل عينيها ثم يتتبع بشفتيه مجرى دموعها وهو يهمس بعمق وخفوت:
آسف.. آسف.. آسف.. آسف
والله العظيم الأسف صعب علي.. بس عشانش أسوي كل شي

همست العنود بعتب حزين: فارس تكفى مايصير كل يوم تهزئني قدام أمك

أسند رأسها لكتفه وهو يحتضنها ويهمس لها: أنا أغار عليش يا قلبي
ويوم أشوفش لابسة كذا قدام حد أجن.. أنا أبيش لي أنا بروحي
ومابي حد يشوف ذا الزين غيري

العنود بخفوت: وأنا أنبسط يوم أدري إنك تغار علي.. بس مهوب بذا الطريقة ولا بهذا الأسلوب
أنا ما تعودت على ذا الشدة في الكلام.. قل لي اللي تبيه بالهدواة وبيني وبينك
وصدقني كل اللي تبيه فوق رأسي وعيني

فارس يحتضنها بشدة وهو يهمس: خلاص أحاول.. بس استحمليني شوي ياقلبي.. بس شوي
وكله ولا دموعش تكفين.. قلبي ما يستحمل



**********************



مطار هيثرو
طائرة راكان وموضي تحط على أرض المطار

تعجب راكان كثيرا من تجلد موضي بعد أن أخبرها باعتقال مشعل
تقبلت الخبر بثبات رغم أنه يعلم يقينا شدة تعلق شقيقات مشعل به

موضي كان داخلها يذوي قلقا وخوفا على شقيقها
ولكنها ليست في موقف يسمح لها برفاهية التعبير عن مشاعرها
فهي مع آخر شخص تريد أن تنهار أمامه فيجد نفسه متورطا بها ومعها
ومن ناحية أخرى.. هيا ومشعل يحتاجان صلابتها الآن وليس الوقت أو المكان هما المناسبان لإظهار حالات الضعف الأنثوي الممقوتة

فور أن أنهيا إجراءتهما توجها لاستراحة المطار
سألا عن هيا
وموضي توجهت لغرفتها وراكان طلب منها إحضار هيا
حتى يتوجهوا جميعا لشقة عائلة آل مشعل في أدجوارد رود
ليتوجه هو بعدها لمشعل وللسفارة


موضي طرقت الباب بخفة
جاءها صوت هيا المختنق يهمس بالانجليزية : من؟؟؟

موضي بهدوء حانٍ: هيا افتحي الباب.. أنا موضي

هيا فتحت الباب فورا
لم تصدق أنها ترى أمامها موضي التي تركتها بالأمس فقط
كانت موضي أمامها بعباءتها ونقابها .. رائحة أهلها وعبق مشعل
موضي هنا في لندن ومعها!!
عاجزة عن التصديق وألف انفعال يسحقها

ارتمت هيا في حضن موضي وهي تنتحب بعنف وجسدها كله يرتعش
موضي كان بودها أن تشاركها البكاء ولكنها تجلدت وهي تقول لها:
هيا الله يهداش ليش ذا البكاء كله
ترا السالفة بسيطة.. مجرد اشتباه بسيط ويوم وإلا يومين ويفكونه

هيا من بين شهقاتها وهي تنتحب في حضن موضي: كله مني.. كله مني
لولا أوراقي ماكان جاء بريطانيا وهو عارف إنه ممنوع من دخولها
ليت حن قعدنا في الدوحة أحسن

موضي تربت على ظهرها بحنان بالغ: صدقيني الموضوع بسيط
ويالله قومي البسي.. راكان ينتظرنا برا
عشان نروح لشقتنا اللي هنا

هيا باستغراب وهي تمسح أنفها: راكان؟؟

موضي وهي تنهضها وتبدأ بجمع أغراضها: هذي سالفة ثانية
الحين خليه يودينا الشقة عشان يروح لمشعل



*************************



واشنطن
قبل المغرب


يوسف يكاد يجن.. لا يعلم إلى أين ذهبت
فهو لا يعرف سكن الطالبات حيث كانت تسكن
ولا يعرف أحدا من أصدقائها عدا هيا
حتى هاتفها الأمريكي لا يعرف رقمه
كان قد اتصل به مرة واحدة حين كان دفترها معه والرقم على الدفتر
ولكنه لم يحفظ الرقم خصوصا بعد ردها الجارح عليه في المكالمة
يكاد يجن قلقا فعلا
أين ذهبت؟؟
أين ذهبت؟؟
يعلم أنها تستطيع أن تتصرف لوحدها.. فهي عاشت مستقلة لسنوات طويلة
ولكنها الآن زوجته وهو المسؤول عنها
ذهب للجامعة
وذهب لكليتها ودار بها عدة مرات وانتظر بها مطولا ولكنه لم يلمحها
حين تعب قرر أن يمر بالمقهى حيث كان يعمل
فربما مرت هناك

حين دخل المقهى.. صرخ العاملون ترحيبا به
حياهم بتوتر لم يظهر على محياه
تلفت حوله ولم يجدها.. فسألهم عنها
فهم كانوا يعرفونها جيدا لكثرة ماكانت تمر

النادلة التي كانت تحادثت مع باكينام في آخر مرة كانت فيها همست له وهي تقطب جبينها وهي تتذكر:
لقد جاءت في نفس اليوم الذي سافرت أنت فيه
وحسبت أنها تريد دفترها
ولكنها قالت أنها تريدك أنت شخصيا
ثم خرجت دون أن تأخذ دفترها.. ومازال دفترها هنا

يوسف استغرب بشدة أنها جاءت للسؤال عنه.. ولكنه نحى مشاعره جانبا وهو يهمس بهدوء: أرجوكِ أعطيني إياه

النادلة توجهت للأمانات وأحضرته
كان يوسف على وشك المغادرة حين نادته النادلة:
جو هناك شيء آخر .. لا أعلم إن كان يجب أن أخبرك به

يوسف بقلق: ماذا؟؟

النادلة بهدوء: حين أخبرت فتاتك أنك غادرت
بدا لي أنها صُدمت بشدة
وغادرت دون أن ترد علي رغم أني ناديتها مرارا لأعطيها دفترها
ثم حين أصبحت في الشارع
انهارت وأغمي عليها ونقلها المارة لمستشفى جورج تاون القريب

يوسف برعب: ماذا؟؟ انهارت

يوسف غادر بسرعة وهو يشعر أنه مشوش مشوش لأبعد حد
(لِـمَ انهارت؟؟
من أجلي؟؟
مستحيل.. مستحيل..
هذا التأثر يكون من أجل حب عميق.. وهي لا تحبني
فلِـم انهارت؟؟ لِـمَ؟؟
هل تكون مريضة بشيء معين؟!!)

خاطر مرضها سبب له رعبا جديدا عليها
يوسف خرج وهو يتصل برقمها الذي أخذه من الدفتر
ولكنه كان مغلقا
حينها قرر التوجه للمستشفى
بما أنها دخلت المستشفى يوم سفره فهو يعرف التاريخ تماما
يستطيع أن يجد عنوان سكنها في ملفات المستشفى
ويسأل عن سبب انهيارها وظروف دخولها المستشفى



***********************



بيت ناصر
بعد صلاة الفجر

ناصر يعود من المسجد.. وهو يمني نفسه أنها قد تكون خرجت من سجنها الاختياري
ولكنه لم يجدها
يشعر بألم لا يستطيع تفسيره..
يعلم أن الغرفة غير مفروشة والجو فيها شديد البرودة
وهي كانت ترتدي بيجامة حرير خفيفة...فكيف قضت ليلتها؟؟

هو ذاته البارحة قضى ليلة سيئة لم يغمض له فيها جفن وهو يقضي معظم الليلة جالسا على أريكة في الصالة
وهو أيضا متوتر جدا لأن اليوم موعد تركيب ساقه الاصطناعية
وغضب مشاعل هو ما كان ينقصه
كان يستفزها طوال الأسابيع الماضية وهي تحتمل كل شيء منه.. فلماذا قررت أن تعلن الثورة اليوم بالتحديد؟؟
هي لا تعلم أن اليوم هو موعده الهام.. فهو لا يخبرها بشيء مطلقا

يشعر داخليا أنه يحتاجها بشدة
يريد فقط أن يراها قبل الذهاب لموعده
محياها العذب.. ابتسامتها الدافئة المغلفة بحزن عميق
ولكن بما أنها لن تخرج.. فلن يطرق عليها الباب
فلتبقَ أسبوعا لو أرادت.. لن يسأل عنها
رغم أنه بينه وبين نفسه وإن كان ينكر حتى على نفسه
يعلم أنه وقف مرارا أمام الباب وعلى وشك طرقه
لأن قلقه عليها يتزايد ويتزايد
ولكن الوقوف أمام الباب أعاد له ذكريات مؤلمة جارحة تطعنه في عمق رجولته وكبرياءه الممقوت
لذا قرر تركها حتى تخرج لوحدها
حتى لو بعد أسبوع!!!
يستحيل أن يعود لعيش ذات التجربة مرة أخرى.. يستحيل!!!



*************************



شقة آل مشعل
في أدجور رود
شارع العرب المعروف في لندن


شقة قديمة نوعا ما أجري عليها العديد من التعديلات والتجديدات
كان الجد مشعل هو من اشتراها منذ سنوات طويلة
ثم قرر أبناءه تركها كما هي.. وتكون لهم جميعا..وخصوصا أنه غالبا هناك أكثر من زيارة في السنة لكل واحد منهم
لإجراء فحوص طبية.. أو بغرض السياحة أو دراسة اللغة

من التعديلات التي أُجريت أنها فُصل بين صالة المدخل الواسعة وباقي البيت بباب
حتى تصبح هذه الصالة بمثابة مجلس للرجال لها حمامه الخاص
وللشقة مدخل آخر مع المطبخ
يستخدمنه النساء غالبا في حالة تواجد رجال في المجلس حيث مدخل الشقة الرئيسي
والشقة تتكون من أربع غرف نوم.. غرفتين رئيسية بحمامات خاصة
وغرفتين بينهما حمام مشترك

وهاهو راكان ومعه الفتاتان يصلون جميعا للشقة
راكان استأجر سيارتين من المطار
سيارة لحمل الحقائب من أجل حقائب مشعل وهيا
وسيارة كان يجلس فيها بجوار السائق والفتاتان في المقعد الخلفي

ما أن وصلوا..
ودخلوا
راكان نادى موضي وهو واقف عند الباب
موضي عادت له وهي ترد بحرج: لبيه

راكان بهدوء وهو يحافظ على مسافة فاصلة بينهما:
أنا بأروح لمشعل ويمكن أتأخر
لا تفتحون لأحد إلا للحارس.. أنا بأعطيه الحين فلوس عشان يجيب لكم أغراض
وشنطتي خلوها في المجلس
وهاكم خذوا رقمي سيفيوه عندكم
أي شيء تبونه دقوا علي

كل خطابه لها بصيغة الجماعة.. فهما كلاهما في مهمة طارئة
كل منهما يقوم بدوره في هذه المهمة
وأخر من يهمه في هذه المهمة
هو
نفسه!!!




#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 18-07-09, 07:57 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات الاختلاف
اليوم جزء مختلف على الأقل بالنسبة لي
اليوم ناصر يركب ساقه الجديدة
ومع هذه الساق تحضر روح الأمل
وأن فقدان الإنسان لأي عضوا من أعضاءه ليس هو نهاية الكون
المهم ألا يفقد الإيمان
فالإيمان يصنع المعجزات
ومادام الإيمان بالله يعمر القلب.. فكل شيء عداه زائل ولا قيمة له
.
.
استلموا
الجزء 77
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


أهدي هذا الجزء إهداءا خاصا جدا
لمن ساندتني في فكرة أن أعظم الآمال تنبثق من رحم أقسى الآلام
إلى من شجعتني لخوض غمار الفكرة دون أن أخشى ردود الأفعال
إلى العميقة الموغلة في العمق
والموغلة في قلبي
إرادة الحياة

.
.


أسى الهجران/ الجزء السابع والسبعون

بيت مشعل بن محمد
الصباح الباكر

مشعل ولطيفة لم يناما مطلقا
فالأبوان قد يحتملان أي شيء إلا ماقد يصل إلى أذية أطفالهما
حينها تتحفز كل المشاعر والتفكير والخلايا
مشعل حين أخذ أبناءه معه لصلاة الفجر كالعادة
كان يسترق النظرات لمحمد
يشعر بألم حاد يتسلق روحه ويمزقها بوحشية
كان يراه مجرد طفل.. طفل حقيقي
لم يلحظ مطلقا أي تغير عليه
يتمنى أن يقتل أحدا ما في هذه اللحظة
أن يقتل من عرّف ابنه على السجائر.. فهو يعرف أن ابنه يستحيل أن يجرب التدخين من نفسه
لابد أن هناك من شجعه...
يتصاعد غضب كاسح في عروقه
من هو ؟؟ من هو؟؟

كان مشعل يتفحص ابنه بطريقة غريبة.. يتشممه
حتى أن محمدا لاحظ غرابة والده.. همس له بعفوية: يبه وش فيك؟؟

همس له مشعل بغموض: مافيه شيء يأبيك

عادوا من الصلاة
مشعل عاد لغرفته والولدان عادا للنوم

حين أصبحت الساعة 7 صباحا
مشعل همس للطيفة بنبرة حادة: يالله قومي ولدش
خلي نشوف سالفته
ناصر اليوم عنده موعد تركيب الساق ولازم أكون معه

لطيفة بعتب: الحين ولدي بروحي
ودامك مستعجل.. خلها لين ترجع

مشعل بذات الحدة: مستحيل .. هذا موضوع ما يتأجل
خلينا نشوف سالفته الحين
وإذا رجعت تفاهمنا

لطيفة توجهت لأبنها وأيقظته من نومه وطلبت منه أن يغتسل ثم يأتي لغرفتها
محمد استغرب هذا الاستدعاء.. فهو منذ كبر قليلا بات يخجل من دخول غرفة والديه

لطيفة عادت لمشعل الجالس في صالة الجلوس الخاصة بهما
بدا الاثنان كما لو كانا على وشك عقد محاكمة في حق الصغير

محمد طرق الباب ثم دخل بتردد
همست له لطيفة بحنان: تعال حبيبي

همس مشعل لها بخفوت من بين أسنانه: وش خربهم إلا لينش معهم ودلعش لهم

نظرت له لطيفة بنظرة عتب عميقة ولكنها وجهت الحديث لابنها الذي وصلهما وبدا مرتبكا ويشعر بالخجل
همست له بحنان: تعال اقعد جنبي

مشعل صمت.. لأنه يشعر أنه على وشك الانفجار..
رغم شخصيته الواثقة التي اعتادت على التصرف بثقة واحكام في كل شيء وبطريقة هي أقرب للبرود
ولكن تصل أن تصل المشاكل بهذا التعقيد لأبناءه يجد أن التوتر والغضب يجتاحانه بعنف

لطيفة تضع يدها على كتف ابنها وتحتضنه برقة وهي تهمس له بهدوء:
حبيبي حمود صح إنك تعرف إن الزقاير تجيب السرطان وأمراض القلب؟؟

محمد مستغرب (مقوميني من النوم.. عشان يعطوني درس في العلوم)
لكنه قرر مجاراتهما من باب الأدب: صح يمه

لطيفة بذات النبرة الهادئة: وانت عمرك شفت أبيك إلا عمانك وإلا خوالك حد منهم يدخن؟؟

محمد بنبرة استنكار حقيقية بها روح رجولة مبكرة: لا إن شاء الله
ما يدخن إلا الكمخة.. تكرم لحاهم

حينها مشعل انفجر ليمسك عضد محمد الهزيل وينتزعه من مقعده بيد واحدة بقوة وهو يصرخ فيه بغضب هادر: ويومك تدري إنه ما يدخن إلا الكمخة.. ليش تسويها؟؟

اتسعت عينا محمد برعب وهي تمتلئ بالدموع: والله ما سويتها.. والله ماسويتها

لطيفة وقفت وهي تخلص عضد محمد من يد مشعل الضخمة التي اخترقت عضده كالكلاليب وهي تهمس بدبلوماسية: حبيبي مشعل شفت أنه مستحيل يسويها مثل منت قلت لي

مشعل يشعر بالفعل أن أعصابه فلتت منه لذا جلس وهو يترك للطيفة التصرف
لطيفة أجلست ابنها الذي يشعر بألم في عضده عادت لتحتضنه وهي تمسح على شعره وتقول بلين: حبيبي ترا أبيك مايقصد يوجعك
بس هو متروع عليك عشان لقينا زقاير في أغراضك
من وين جات الزقاير ذي؟؟
إذا هي لك.. قل لنا.. وحن عاد حن في الأول.. والناس لهم سنين ويعرفون مصلحتهم ويخلون التدخين..والله العظيم مانسوي لك شيء

محمد بدأ في البكاء وهو يقبل كف أمه ويشهق: والله العظيم مهيب لي.. والله العظيم مهيب لي

لطيفة شعرت أنها تتمزق ودموعه تغرق كفها.. انتزعت كفها بحنو وهي تحتضنه بشدة وتهمس له: زين قل لي حقت من؟؟

محمد من بين شهقاته: والله العظيم إنها حقت راشد اللي معي في التدريب
كنا في التدريب أمس وقال لي دسها معك عشان أخيه الكبير يشك فيه ويفتشه
أنا والله إني كنت أبغي أقطها عشان ما أرجعها عليه.. بس نسيت

لطيفة كانت تنظر لمشعل وتشير له حتى يتحدث.. مشعل كان يشعر بألم عميق لأول مرة يجد نفسه عاجزا عن التصرف بمنطقية
ولأول مرة يؤلم أحدا من أطفاله ولذا يشعر هو بوجع جارح متشعب
مشعل نهض وجلس بجوار ابنه وهو يضع يده على رأسه ويهمس له بهدوء حانٍ:
اسمعني يا أبيك.. انت غلطان يوم خذت الزقاير من الولد وخليته يدس عن هله
والمفروض إنك جيت وقلت لي.. شفت يوم تدس علينا وش يصير؟؟
تخلينا نشك فيك ونتصرف معك تصرف أنت ما تستاهله

محمد ينهض ويقبل رأس والده وهو يقول من بين دموعه: آسف يبه والله ما أعيدها
أخر مرة أدس عليكم شيء

مشعل بهدوء: زين اليوم إذا وديتك للتدريب قل لي اسم الولد كامل بأخذ رقم هله وأكلمهم..
اللي مانرضاه لك .. مانرضاه لعيال الناس
والحين تبي تروح لغرفتك روح؟؟

محمد قبل رأس والدته ووالده ثم أستأذن وهو يمسح وجهه وأنفه المحمرين وخرج وأغلق الباب خلفه

فور إغلاق الباب نهضت لطيفة.. مشعل شد يدها ليجلسها
همست لطيفة بعتب: مشعل هدني
أنا الحين متضايقة..

مشعل بتأثر: زين حبيبتي خلينا نتكلم
لطيفة ابتعدت وهي تهمس: روح الحين مع ناصر
وإذا رجعت بأكون روقت.. ونتكلم
لأنه فيه كلام كثير بيننا..
عيالنا كبروا يا مشعل.. ومشاكلهم بتكثر
إذا أنت على أول مشكلة استسهلت إنك تهاجمني وتتهمني
تكون فيه فعلا مشكلة كبيرة بيننا تبي لها حل


**********************


لندن
مكتب التحقيق الرئيسي
وقت سابق

راكان يجلس مع مشعل للمرة الثانية خلال 3 ساعات

مشعل بهدوء: هاه وش صار؟؟
راكان بنبرة مطمئنة: إن شاء الله مافيه إلا الخير
تدري هم لحد الحين ماعندهم عليك شيء
اسمك في البلاك ليست.. لكنهم مهوب مصدقين إنه عشان الموضوع التافه اللي قبل 12 سنة
وعشانك عربي خايفين السالفة فيها سوالف الإرهاب الله يبلاهم في أنفسهم
يعني صدقني إن السالفة بس كم يوم يتأكدون من التحريات
ويرجعون لسجلات شرطة كامبردج وين ماصار التوقيف الأول
وبتطلع إن شاء الله
لا وأزيدك بعد.. المحامي يقول لو صدق سالفتك بس على موضوع الضرب
بينشال اسمك من البلاك ليست وتقدر تدخل بريطانيا بدون قيود

مشعل يبتسم: يا ابن الحلال خل نخلص منهم.. ماعاد أبي أشوف وجه بريطانيا بكبرها

راكان بهدوء: زين أنا مخلي البنات من بدري.. ولازم أرجع لهم

مشعل يستوقفه: زين راكان دام سالفتي مطولة كم يوم.. أبيك ولا عليك أمر تصدق شهادة مرتي من التعليم العالي
أبي أطلع نسافر على طول واشنطن.. تأخرنا على دراستنا

راكان يبتسم: صدق إنك مشتط.. ذا اللي أنت فيه وما همك إلا شهادة مرتك

مشعل مازال مبتسما وكأنه في رحلة استجمام وليس موقوفا مجهول المصير:
أفا عليك.. كل شيء عندي ولا بنت سلطان

يتنهد راكان بعمق وهو يغادر
(وأنا وش أسوي ببت عبدالله؟؟
يا سبحان الله.. أشهد أن القلوب تغير
هذي موضي جنبي.. وماني بقادر أحس فيها)


**************************


بيت فارس بن سعود
غرفة فارس والعنود
الساعة 6 ونصف صباحا


يرن جرس منبه هاتف العنود.. الذي نبهته بعد صلاة الفجر على موعد صحو فارس لعمله

كان فارس الذي كان نومه ثقيلا بعض الشيء مازال نائما
تطفئ العنود الجرس
ثم تميل لجانبها حيث ينام وتمعن النظر فيه وهو مستغرق في نومه
كم يبدو وسيما حتى وهو نائم
وسامته وصلت لحد الألم
ولكنها لا تجرؤ على إخباره بذلك
فهو يتحسس من هذا الموضوع وإثارته بأي شكل
كان هذا هو الحاجز الأول الذي بُني بينهما وتم الانتهاء من بنائه
وهاهي تخشى من ارتفاع الحاجز الثاني والحاجز الثالث والحاجز الرابع
غيرته... قسوته.. ثم كبتها وخوفها منه

ولكنها رغم كل شيء تشعر أنها سعيدة معه.. لأنه تعلم بعمق حبه لها
ولكن ما تخشاه أن تُدفن هذه السعادة يوما حينما لا يعود للحب معنى أمام القسوة والجبروت

مالت عليه لتقبله قبل أن توقظه ثم همست له بنعومة: حبيبي فارس
قوم الدوام

فارس همس بنعاس: وحدة ثانية وعقبه بأقوم

العتود باستغراب: أي وحدة؟؟

ابتسم فارس وهو يفتح عينيه الناعستين: نفس اللي عطيتني وأنا نايم

ابتسمت العنود: يعني ماكنت نايم؟!!

ابتسم: صحيت على أحلى شفايف

عادت لتقبيله ثم همست: يالله قوم يا الكسلان.. بأقوم أجهز ريوقك على ما تلبس

كان مازال مستلقيا وهي تميل عليه..مد سبابته ومسح خدها بظاهر السبابة بحنان
ثم همس لها: ياترى سامحتيني على ثقل دمي البارحة أو بعده خاطرش فيه شيء؟؟

العنود بنبرة فيها رنة أسى: خلاص حبيبي نسيت

فارس بألم: كنه اللي كنت تحذريني منه صار..
صرتي تخبين علي؟؟!!

العنود بعمق صادق: هذا أنت قلتها حذرتك منه
غصبا عني فارس.. صرت أخاف منك

فارس انتفض جالسا وهو يمسك بكتفيها ويقول بنبرة تأثر:
لا حبيبتي تكفين.. إلا إنش تخافين مني
كأنش تقولين لي إن روحي تخاف مني
وقلبي يخاف مني
وعقلي يخاف مني
وأنفاسي اللي أنتفسها تخاف مني
أشلون تبيني أعيش عقب؟!!!

غصبا عنها ابتسمت: المشكلة ما اقدر عليك ولا أقدر على كلامك اللي يذوبني

ابتسم ابتسامة شاسعة وهو يميل ليقبلها بعمق ثم ينفض الغطاء وينهض واقفا
وهو يقول: زين الليلة بنطلع نتعشا برا.. ولش مفاجأة عندي عقب


******************


مستشفى حمد
مبنى العيادات الخارجية
الساعة 10 صباحا

الطبيب انتهى من تركيب الساق لناصر وعلّمه طريقة تركيبها وفكها ثم طلب منه أن يقف
شعر نوعا ما بالغرابة وهو يقف بدون عكازين
كان يريد تناولهما.. ولكن الطبيب رفض وهو يطلب منه أن يقف لوحده ويبدأ بالحركة
كاد أن يسقط.. ولكن مشعل سارع إليه وأسنده وهو يقف جواره بقلق
همس له ناصر: خلني يا مشعل

مشى قليلا بين الحاجزين.. ثم تجاوز الحاجزين ومشى لوحده
كان لديه إحساس دائم أنه سيسقط
ولكن ثقته بنفسه وجسده الرياضي القوي ساعداه على التوازن وبسرعة قياسية
إحساس رائع وعميق ومذهل وهو يعاود الوقوف بثقة دون العكازات

همس له الطبيب بابتسامة: تقدر تستخدم العكازات لين تتعود على الساق

ناصر بابتسامة سعادة حقيقية: لا خلصت من العكازات.. بأمشي شوي شوي لين أتعود

وبالفعل كان يريد المشي بل والركض بلا توقف.. بلا توقف

ثم التفت لمشعل الذي كان مبتسما بسعادة ومساندة لناصر: يا الله يا أبو محمد
أبي اشوف أبي وأمي.. خليتهم وراي يحاتون

( أ ليس هناك شخص آخر تريد رؤيته يا ناصر؟؟!!)

الطبيب بمهنية: مبروك ساقك الجديدة.. وأهم شيء تتبع التعليمات اللي عطيتك إياهم
والأهم إنك ليليا لما تخلع الساق تدهن مكان البتر عشان ما يتحسس من ملامسة الساق
إذا استمريت على متابعة التعليمات بدقة.. إن شاء الله إنك بتكون مرتاح تمام

مشعل وناصر توجها بالشكر للدكتور وغادرا عائدين للبيت
ولكن قبل ركوب السيارة طلب ناصر من مشعل أن يطوفا قليلا في أروقة المستشفى ليمشي بساقه الجديدة التي ألفها بسرعة..
وهي تبعث في روحه إشعاع مختلف من السعادة.. لأنه سيعود بأذن الله إلى ممارسة حياته الطبيعية بصورة طبيعية

مشعل يبتسم لناصر: باطلع أنا وياك العصر نمشي على الكورنيش لو تبي أو روح أنت وفارس
بس الحين الشيبان أبيك وعمك جنونني اتصالات.. خلنا نروح لهم
في البداية مرا بالمجلس حيث كان محمد وعبدالله ينتظران بلهفة حقيقية رؤية ناصر واقفا بدون استخدام العكازات

عبدالله أصر أن يكون عشاء ناصر عنده الليلة احتفالا بوقوفه على قدميه
بينما مشعل كان يقسم أن يكون العشاء عنده
ولكن عبدالله كان من انتصر في حرب العزائم

بينما ناصر ينتظر انتهاء المعركة الكلامية للذهاب لأمه.. ولكن أذان الظهر فاجأهم
فقرر الصلاة أولا.. ثم التوجه لأمه


*******************


واشنطن
سكن الطالبات حيث تسكن باكينام

باكينام تتمدد في غرفتها رغم أنها عاجزة عن النوم
تشعر بألم فعلي ينغرز في جسدها كدبابيس مسنونة انغرزت في كل خلية من خلاياها
تشعر بمرارة الاهانة الموجعة ..تشعر أنها اُهينت جسدا وروحا
ويوسف استباح كل مافيها.. أنوثتها.. ثقتها في نفسها.. كرامتها
حتى حبها له استباحه بوحشية
ماعاد هناك ما يجمعهما ويجبرها أن تبقى معه
قررت أن ترحل بما تبقى من شتات إنسانيتها.. يكفي ماناله يوسف من روحها
ماعاد لديها استعداد لتقديم مزيد من التنازلات من أجل أي أحد

وهي غارقة في أفكارها رن هاتف غرفتها
التقطت الهاتف كانت مشرفة السكن تناديها أن تنزل

ارتدت ملابسها وحجابها ونزلت
حين وصلت للبهو الرئيسي
رأت ظهره العريض وهو جالس
شعرت بقشعريرة باردة تجتاح جسدها
عادت لغرفتها قبل أن يراها
اتصلت بالمشرفة في الأسفل وطلبت منها محادثة زائرها
حين سمعت صوته المتعب: ألو
شعرت أن شرايين قلبها تتصدع شريانا شريانا

ولكنها تجلدت وهي تهمس بثقة: اسمعني كويس يا يوسف
ما ترجعش تاني هنا
ولا حاولت تجبرني على حاجة.. أنت عارف احنا فين
تلفون صغير لـ 911 هتلائي نفسك متورط في جريمة اساءة تعامل
وأنت عارف هم متشددين أد إيه.. فمتجبرنيش أأزيك وأنت خلاص على وش تخرج
أنت مش هتستفاد من العند حاجة.. وأنا مستحيل أغير اللي في دماغي


********************


لندن
شقة آل مشعل
وقت سابق

الفتاتان غاية في التوتر انتظارا لعودة راكان بالأخبار
وهاهو يعود..
دخل من الباب الرئيسي واتصل بهاتف موضي حتى توافيه في المجلس

موضي حين أنهت الاتصال قامت لترتدي نقابها وعباءتها
هيا باستغراب: أنتي من جدش وإلا تستعبطين؟؟

موضي وهي تلبس: وشو اللي من جدي أو أستعبط؟؟

هيا بذات الاستغراب: إنش تبين تلبسين نقاب وعباة قدام رجالش؟!!

موضي بخجل: تونا متملكين مالنا يومين.. وعرسنا مابعد صار
تبين أفرّع قدامه.. ليه وجهي مغسول بمرقة؟؟

هيا أخيرا تبتسم: لا طال عمرش.. مغسول بخبال.. روحي له وأنتي بنقابش
طفشيه أحسن

موضي تنهي لبس نقابها: إذا بيطفش من نقابي.. خليه يطفش

هيا بهدوء: ما أقول فرعي قدامه.. تحجبي وكفاية

موضي بحزم: مالش لوا.. نقابي وعباتي علي قدامه لين نرجع الدوحة

ثم توجهت له طرقت الباب.. فتحته وتركته مفتوحا ووقفت عنده وهي تهمس: لبيه

راكان بهدوء: تعالي اقعدي.. خلني أقول لش علوم مشعل عشان تقولين لمرته عقب وتطمنينها

موضي بخجل: قل لي وأنا هنا

راكان يتفهم خجلها تماما وهو يقف ويتوجه ناحيتها: خلاص أنا أجي عندش

تراجعت موضي بحدة وهي تلتصق بالباب وكأنها تحتمي به من سطوة حضور راكان
وراكان يتوقف على بعد خطوة
ليخبرها بكل شيء ويطمئنها أن قضية مشعل لن تستغرق سوى أيام معدودة فقط

أشرقت عيناها بفرحة عميقة.. شعر راكان أنها تتسلل منها لعمق روحه ليبتسم بتلقائية لفرحتها

همست بنبرة سعادة طفولية شعر راكان بالجذل وهو يسمعها: بأروح أبشر هيا
ياقلبي بتجن من محاتاة مشعل


**********************


بيت محمد بن مشعل

ناصر يتوجه لبيت والده بعد أن صلى الظهر
كانت مريم ماتزال في عملها
لذا لم يجد إلا أمه التي أشرقت عيناها الباديتان من خلف برقعها بفرحة عميقة لا حدود لها وهي ترى ناصر يدخل عليها بدون عكازيه

ناصر يحتضن والدته ويقبل رأسها بحنو وهو يهمس لها بمحبة عميقة:
تكفين يالغالية لا تبكين.. دموعش الغالية خليها لشيء يستاهل

أم مشعل تمسح عينيها الغارقتين في بحر من الدموع وهي تهمس:
إذا ما بكيت وأنا أشوفك واقف قدامي.. ماعاد للدموع عازة

ناصر يعاود احتضان والدته : جعل ما يغدي لها عازة أبد
أمه تهمس باهتمام: خلني أشوف رجلك

ناصر يجلس ويجلسها جواره: اقعدي.. وأوريش
ثم يرفع طرف ثوبه عن ناحية قدمه اليسار ووالدته تحسسها بخليط من الألم والفرح
حزن على ساق ذهبت.. وفرح ناقص مبتور بساق تعوضه الحركة ولكنها تبقى جزءا غير فعلي من جسده..

تذكرت أم مشعل شيئا أنساها إياه فرحتها برؤية ناصر.. همست بعتب: ناصر وين مرتك؟؟

لم تغب مطلقا عن باله.. تشغل تفكيره حتى لو أنكر
همس بارتباك: خليتها في البيت

نهضت أم مشعل وهي تربت على كتف ناصر وتقول بذات نبرة العتب:
أنا بأروح أصلي الظهر..
وأنت روح شوف مرتك اللي تقول إنك خليتها وراك في البيت
وانتبه لمرتك يا ولدي.. ترا بنات عبدالله ذهب.. والذهب لو ضاع ما يعوض

ناصر شعر كما لو أن قلبه يعتصر بقسوة.. وأنه عاجز عن سحب أنفاسه
(وش فيها مشاعل؟؟ وش فيها؟؟)

توجه لبيته بسرعة.. وفتح الباب بسرعة ليتفاجأ بوجود عمته أم مشعل تصلي في الصالة
شعر بحرج شديد وتشويش.. نادى بصوت منخفض: مشاعل.. مشاعل

فوجئ أن من ردت عليه كانت لطيفة التي تأكدت من إسدال عباءتها
ثم عدلت وضع نقابها على وجهها وخرجت له من غرفته وهي تقول: الحمدلله على سلامتك يابو محمد

ناصر بقلق لم يظهر في صوته.. وعيناه تبحثان عن شيء ما خلفها:
الله يسلمش يأم محمد

لطيفة بفرحة حقيقية: والله ماني مصدقة شوفتش كذا قدامي الله يتم عليك عافيته

ناصر بهدوء رغم أن داخله يغلي قلقا غير مفهوم: مشكورة طال عمرش في الطاعة

يود أن يسأل عنها ولكن لسانه يلتصق بسقف حلقه جفافا وترددا

كان من تكلم هي أم مشعل التي أنهت صلاتها وأنزلت برقعها على وجهها وهي تلتفت له وتقول له بهدوء: الحمدلله على سلامتك يأمك

ناصر توجه لها وقبل رأسها وهو يقول باحترام: الله يسلمش يمه

أم مشعل بعتب عميق لم تخطئ أذنا ناصر نبرته الموجعة: ليش ما كلمتنا يأمك قدام تروح موعدك تعلمنا إن مشاعل تعبانة
مشاعل يأمك ضعيفة وأدنى شيء يمرضها
ناصر صمت.. لم يعرف ماذا يقول.. شعر بالمرارة والضآلة
والألم غير المفهوم يستمر في الانغراز بوحشية في قلبه
ماذا يقول؟؟ ماذا يقول؟؟

أنه يعلم أنها قضت ليلتها في غرفة باردة على بلاط بارد
وبدون أي غطاء أو حتى ملابس دافئة
أنه لم يرحم ضعفها ويأسها من قسوته وتسلطه
أنه لم يحاول حتى مجرد محاولة أن يكلمها ويطمئن عنها
أنه خرج صباحا دون أن يطمئن عن حالها وهو يعلم أنها لابد قضت ليلة مزرية تصارع وجع البرد والهجر والقسوة والأهمال
ماذا يقول؟؟ ماذا يقول؟؟
أنه تجرد من إنسانيته معها
لا ينكر أنه وقف مرارا أمام باب الغرفة وعلى وشك طرق الباب
ولكن ذكرى مقيتة كانت تعاود اكتساحه
هو يقف أمام الحمام في ليلة زفافه المشئومة.. يرجوها ويناشدها
ويبعثر وجعه أمامها دون أن ترأف برجولته وهي تصفعه برفضها له ونفورها منه

الآن عاجز عن الرد والكلام.. يشعر أنه صغير.. صغير
مفعم بضآلة مقيتة
انتزع كلمات ميتة من بين شفتيه: وديتوها المستشفى؟؟

لطيفة بأدب: وديناها.. معها نزلة شعبية.. الله يهداها ألف مرة قايل لها لا تسبحين وتخلين الدريشة مفتوحة
لأنه أقل برد يمرضها

(أهكذا قالت لكم؟؟
استحمت وتركت الباب مفتوحا
أ لم تقل لكم أنه زوجي الهمجي معدوم الإحساس
جرحني وأهانني ودفعني لقضاء ليلة في أحضان غرفة مثلجة
ستكون هي في احتواءها أكثر دفئا من أحضانه الصقيعية)

أردفت أم مشعل برجاء: أنا كنت أبي أخذها البيت أراعيها لين تصح وتشالى (تشالى=تطيب من المرض)
بس هي مارضت.. تقول ماتقدر تخليك
ياليتك ترخص لها يأمك.. وخص إنك ماشاء الله قطيت العكازات

شعور عارم بالمرارة يلتهمه.. أليس هذا ماكان يريده؟؟
أن يتخلص معها
وتحت عذر شرعي
ربما كان هو فوق ماتستحق
وربما كانت هي فوق ما يستحق
ماعاد يهم من منهما لا يستحق الآخر..
تفكيره مشوش للغاية.. ويشعر أنه يقف على أرض شديدة الهشاشة
وعشرات الأفكار القديمة والجديدة تنثر تفكيره في موجات عاتية

دخل إلى غرفته.. كانت تتمدد على السرير بضعف
لا يعلم لِـمَ رؤيتها بهذا الضعف تهز روحه بعنف لاسع..موجع
لطالما تسلحت بقوة رقيقة أمامه.. تحملت الكثير..الكثير منه طوال الأيام الماضية
بدت له دائما قوية حتى في ضعفها
ولكنه اليوم يراها غاية في الضعف.. وما عاد بها جَلد لاحتمال قسوته
وهو غير قادر على النسيان والمسامحة
عاجز عن تقبلها ومسامحتها ونسيان ما فعلته به
فقلبه مفعم بالسواد.. ومغموس بالمرارة
وفي ذات الوقت يرى أنه تجاوز الحد في القسوة عليها
تجاوز الحد كثيرا
يشعر بألم مر منها وعليها.. وكلا الألمين يتنازعان مشاعره بوحشية

همس بعد أن اقترب قليلا وهو يترك مسافة غير قليلة بينهما: مشاعل

حاولت الجلوس وهي تتسند بضعف وتستر كتفيها العاريين في غلالتها البيضاء وتهمس بخفوت معذب: لبيه

حينها رأته واقفا بدون عكاز.. أشرق وجهها المتعب بنور خاص
كان بودها أن تنهض لتحتضنه فرحا وتأثرا
ولكنها عاجزة عن القيام وهو لم يقترب منها
فرحة عميقة غزت روحها المرهقة من الهجر والقسوة
ولكن هذه الفرحة سرعان ما اُنتزعت منها بوحشية
وناصر يهمس بنبرة غير محددة الملامح:
مشاعل روحي مع أمش.. أنتي تعبانة.. وأمش تبي تراعيش

ثم أكمل بنبرة أكثر تمويها وغموضا:
والأحسن تقعدين هناك على طول


#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 19-07-09, 07:52 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات الجمال والروعة على قلوبكم الأروع
اليوم أنا مستعجلة شوي عندي موعد في المستشفى
عشان كذا بارحمكم من ثرثرتي
بس بارت اليوم أعتقد أنه ظريف
أتمنى يعجبكم
.
استلموا
الجزء78
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/ الجزء الثامن والسبعون


واشنطن
سكن باكينام

سمعت باكينام صوت يوسف المتعب يصلها عبر الهاتف: ألو
شعرت أن شرايين قلبها تتصدع شريانا شريانا

ولكنها تجلدت وهي تهمس بثقة: اسمعني كويس يا يوسف
ما ترجعش تاني هنا
ولا حاولت تجبرني على حاجة.. أنت عارف احنا فين
تلفون صغير لـ 911 هتلائي نفسك متورط في جريمة اساءة تعامل
وأنت عارف هم متشددين أد إيه.. فمتجبرنيش أأزيك وأنت خلاص على وش تخرج
أنت مش هتستفاد من العند حاجة.. وأنا مستحيل أغير اللي في دماغي

يوسف بهدوء: جبانة

باكينام بغضب: أنا مش جبانة

يوسف يحاول استفزازها: لو مش جبانة.. مكنتيش استخبيتي مني
انزلي وكلميني وش لوش لو مش خايفة

باكينام بارتباك: مش عايزة أشوفك

يوسف بنبرة مدروسة: خايفة مشاعرك تخونك مسلا

باكينام بغضب: أنا نازلة دلوئتي

يوسف أغلق الهاتف وهو يبتسم بانتصار
كان قادما للتو من المستشفى
وأخذ عنوان سكنها من هناك
وعرف أن سبب انهيارها كان انهيارا عصبيا
استغرب كثيرا..
بكينام بقوتها وشراستها تنهار.. ولكنه لم يربط مطلقا بين سفره وانهيارها
بل توقع أن هناك ماحدث لها قبل أن تصل للمقهى لذا انهارت بعد الخروج منه
ولكن معرفته أنها قد تنهار تحت الضغط رقق قلبه بصورة تلقائية غير مقصودة عليها
وهو يتذكر ما تناساه
أنها تبقى أنثى ضعيفة..
وهو بالغ كثيرا خلال الأسابيع الماضية في الضغط عليها

كان غارقا في أفكاره حتى وصلت وجلست أمامه وهمست بهدوء حاد: نعم؟؟ عاوز تئول إيه؟؟

نظر لها بشجن عميق..
تمنى لو يستطيع زرعها بين أضلاعه..غمر وجهها بقبلاته
سكب مشاعره وحبه بين جنبيها وعلى مسامعها
ولكن

أي زوجين غريبين هما؟؟!!

يوسف بهدوء وهو يعتدل في جلسته: عاوزك ترجعي معاي لبيتك

باكينام بهدوء: أنا ماليش بيت هنا غير السكن ده

يوسف يحاول التزام الهدوء وهو يهمس من بين أسنانه:
باكينام بلاش شغل الجنان ده.. ازاي تئعدي في مكان وجوزك في مكان.. ايه المنطق ده؟؟

باكينام بألم حاولت إخفائه لكنها فشلت: أنته ماخليتش فيها منطق يا يوسف
أنا عمري ما تجرحتش من حد زي ما اتجرحت منك

يوسف بهدوء موجع: إزا على الجرح.. ومين جرح مين.. فأنتي كمان مش مئصرة

باكينام بعمق: ومادام كل واحد بيجرح التاني.. إيه اللي يجبرنا نستمر في الحياة دي؟!!

صمت يوسف
كان بوده أن يقول
(يجبرني أنني أتنفس هواكِ
أنك تدبين في عروقي
وتتغلغلين في روحي حتى أقصى جذورها)

ولكنه يستحيل أن يعترف لها بحبه... بينما هي تصفعه بخيانتها ورفضها
لن يحتمل رفضها حينها
لن يحتمل أبدا

تنهد بعمق: يجبرنا الرابط الشرعي اللي بيننا
هوا من الشرع أنك تعصيني وتخرجي من بيتك من غير إزني؟؟

حينها شعرت بألم عميق.. فهي مع نعمة الله عليها مؤخرا بتزايد تدينها
أصبح كل ما يمس تدينها يسبب لها رعبا خوفا من خدشه أو عصيان ربها

باكينام بألم: يوسف ربنا يخليك.. ما تمسكنيش من إيدي اللي بتوجعني
أنا مش طايئة أرجع لبيتك.. طلئني يا يوسف.. وخلي الاحترام بيننا

رغم ألمه العميق من صفعها له بطلب الطلاق بكل هذه البساطة دون أدنى مراعاة لمشاعره

همس بهدوء وهو يقف: أنا هسيبك ترتاحي كم يوم وهأرجع لك تكوني فكرتي
وافتحي تلفونك.. ما تسبينيش ئلئان عليكي
وفكرة الطلاء دي شيليها من دماغك.. لأنها فكرة مستحيل تحصل



***************************



بيت ناصر

حينما رأت مشاعل ناصرا واقفا بدون عكاز.. أشرق وجهها المتعب بنور خاص
كان بودها أن تنهض لتحتضنه
ولكنها عاجزة عن القيام وهو لم يقترب منها
فرحة عميقة غزت روحها المرهقة من الهجر والقسوة
ولكن هذه الفرحة سرعان ما اُنتزعت منها وناصر يهمس بنبرة غير محددة الملامح:
مشاعل روحي مع أمش.. أنتي تعبانة.. وأمش تبي تراعيش

ثم أكمل بنبرة أكثر تمويها وغموضا:
والأحسن تقعدين هناك على طول

مشاعل مصدومة تماما.. تعلم أنه حدد مهلة شهر أو شهرين لانفصالهما
ولكنها كانت تعتقد أنه مجرد تهديد لا يعنيه بحذافيره
ولكن أن يستغل مرضها كغطاء للإلقاء بها كشيء مهمل لا حاجة له به كان شعورا جارحا موغلا في الألم والإهانة

مشاعل بألم: يعني خلاص ركبت ساقك.. وماعاد لك حاجة فيني؟؟

ناصر لا يعلم أي قسوة غريبة تسيره: وماكان لي فيش حاجة قبل الساق أصلا
بس أنا قلت لش نبي ننتظر شهر أو شهرين
وخلاص الحين صار لنا شهر من تزوجنا.. وأشوفها فرصة ترجعين بيت هلش عشانش مريضة وعقب نتحجج بأي شيء تقعدين هناك لين..........

مشاعل قاطعته بذهول: تشوفها فرصة؟؟ لها الدرجة أنا كاتمة على قلبك؟!!

ناصر يتقدم حتى يصبح على القرب منها وهو يهمس بتهكم مصطنع: تقدرين تقولين كذا!!

مشاعل بنبرة ميتة تماما: ناصر أنا لو طلعت من بيتك مستحيل أرجع له

ناصر بقسوة: وماحد بطالب منش ترجعين

مشاعل بألم: ناصر أنا ما أستاهل منك اللي تسويه فيني
تحاسبني على خجلي وخوفي ليلة عرسي؟؟
أنا قدمت لك عقبها ألف دليل أني أبغيك وأبي أكمل حياتي معاك

ناصر بعمق متوحش: قلتها لش قبل يا بنت عمي
من عافنا عفناه لو كان غالي


مشاعل تحاول النهوض وهي تهمس بألم جرحها العميق: ماخليت فيها غالي يا ولد عمي

مع وقوفها شعرت بالدوار وكانت تريد أن تعاود الجلوس
ولكنها فوجئت بذراع قوية تسندها وتقربها منه
وهو يهمس لها من قرب قريب بنبرة غامضة: أنادي لطيفة؟؟؟

كان موقفا غريبا.. يطردها من بيته لتجد نفسها بين أحضانه
كانت الفرصة الأخيرة لكل منهما ليشعر بقرب الآخر.. يستنشق عبق رائحته وخصوصية عطره
لم يبحث أي منهما عن تفسيرات غبية.. يكفيهما أن يعيشا اللحظة التي لن تتكرر..
كان ينظر لتفاصيل وجهها بتمعن ..
تمنى بعمق ووجع أن يقبلها.. يتعرف على طعم شفتيها التي لطالما أسكرته وهو يراها ترف بعذوبة الفراشات حين تتحدث
وتمنت هي أن تسكن أضلاعه للأبد.. فهي تريده حتى آخر نبض وشريان فيها
ولكن الأمنيات ماتت قبل أن تتجاوز حتى أعماقهما اللا واعية إلى فضاء وعيهما..

نُحرت أمنياتهما على مقصلة غرابة البشر ورغبتهم الدائمة في تعذيب أنفسهم من أجل وهم كرامة هي أرخص بكثير من ألم قلبين يتعذبان دون سبب

كانت مشاعل من همست وهي تبعثر ماتبقى من كرامتها من أجل فرصة أخيرة معه: ناصر أقولها لك أخر مرة.. والله العظيم أنا أبيك..
ولو طلعتني من بيتك ماني براجعة له لو مهما صار..

ناصر أفلتها وهو يتأخر خطوة للخلف وينادي بصوت عالي:
يا أم محمد.. تعالي ساعدي مشاعل تلبس



*************************



بعد ذلك بساعتين
بيت مشعل بن محمد


لطيفة تصل من بيت والدها بعد أن أطمأنت على وضع مشاعل التي عادت لغرفتها المهجورة منذ حوالي شهر
وأكثر الناس فرحا بمرضها هذا سلطان لأن المرض أعادها إليه
لطيفة طبعا لاحظت اكتئاب مشاعل غير الطبيعي ولكنها أرجعته لمرضها
أطمئنت على أنها تغدت رغم أنها لم تكن تريد أن تأكل لولا أن جدتها ظلت تصر.. فأكلت من أجلها وتناولت دواءها وتمددت
بينما لطيفة عادت لبيتها ووعدتها أن تعود لها بعد صلاة العصر

وهاهي تدخل لغرفتها بعد أن تركت بناتها في غرفتهن بعد أن أبدلت ملابسهن
ومرت بغرفة ابنيها اللذين كانا مع والدهما وتغديا معه في المجلس
وجدتهما يلعبان أمام التلفاز.. تركتهما وانسحبت لغرفتها وهي تتنهد
فهي تعلم أن مشعلا لابد هناك
وهناك مواجهة تنتظرها لا يمكن تأجيلها

كان يجلس على الأريكة بيده جهاز التحكم ويتابع الأخبار
حين رأها تدخل.. كتم الصوت ووضع جهاز التحكم على الطاولة
والتفت لها وهو يقول بهدوء: تعالي لطيفة

لطيفة بذات الهدوء: إن شاء الله بس عطني خمس دقايق أغسل وأبدل وأجيك

أنهت مهمتها وهي تشعر بتوتر عميق
فمشعل خلال الثلاثة عشر عاما الماضية ومع تجاهله لها كأنثى لكنه كان يقدرها لأبعد حد كربة بيت وأم..
ولم يتهمها يوما بالتقصير في حق أولادها أو بيتها..
وأن يتهمها بالتقصير بعد أن تصافيا وتمازجا روحيا لأبعد حد كان شيئا جارحا لأبعد حد أيضا

تقدمت بهدوء وجلست جواره
مشعل تناول كفها واحتضنها وهو يهمس بهدوء عميق: آسف حبيبتي على اللي صار اليوم

لطيفة بهدوء: حبيبي أنا ما أبيك تعتذر.. لأنه الاعتذار مهوب حل

مشعل يسند كتفيه للخلف وهو مازال يحتفظ بكفها ويهمس بهدوءه المعتاد: ليه وين المشكلة؟؟

لطيفة برقة: المشكلة إنه أنت طول عمرك هادئ.. وطول عمرك تقدرني
وطول عمرك تتصرف في كل المشاكل بحكمة
جاء على موقف حمود وكل شيء أعرفه عنك اختلف
عصبت.. واتهمتني.. ثم خانتك الحكمة في التصرف لولا إنك تداركت نفسك في الأخير وتصرفت زين

مشعل بهدوء: أعترف إن الموقف كان صعب علي.. لأني ما تخيلت إن حمود يدخن.. كان موقف فوق تصوري

لطيفة تتنهد: وفرضا إنه سواها عقب كم سنة ودخن.. بتحل المشكلة بنفس العصبية اللي اليوم؟؟!!..
ما يصير مشعل.. تدري إن المراهق ما يعامل بالشدة
والطرف الثاني للمشكلة هل كل ماصار موقف صعب عليك تصوره مثل ما تقول.. بتتهمني إني مقصرة؟!!
وصارحني يامشعل هل أنت تشوفني فعلا مقصرة في حق عيالي؟؟

مشعل باستنكار: حاشاش... هي بس كلمة في ساعة غضب.. والله ماقصدتها ياقلبي.. وقلت لش آسف واعتذرت لش..خلاص
وأوعدش إنه لو صار مشكلة لأي واحد من عيالنا..أحاول أتحكم في أعصابي
أنا أصلا نادرا ما تخوني أعصابي.. بس شيء يلحق عيالي ماأستحمله
بس خلاص فكيها ياقلبي.. ما يهون علي شوفتش مكشرة وزعلانة

لطيفة تتنهد وهي تحاول رسم ابتسامة: خلاص حبيبي ماصار إلا خير
ومايصير إلا خير إن شاء الله



***********************



لندن
شقة آل مشعل
ذات الوقت ولكن توقيت مختلف
قبل الظهر بقليل


موضي وهيا في المطبخ تتناولان إفطارا متأخرا
هيا وموضي نفسيتهما رائقة تماما بعد أن بالغ راكان في طمأنتهما على مشعل

موضي تسأل هيا باهتمام: ياقلبي ياهيا من يوم جينا هنا وأكلش مهوب عاجبني
مشعل طيب وبخير وانتي مسوية اضراب عن الأكل

هيا بابتسامة: لا والله مهوب عشان مشعل.. بس ماني بمشتهية الأكل صار لي مدة.. طاري الأكل يلوع كبدي.. وهذا أنا أشرب شاي
ثم أردفت بتساءل: راكان مو كنه تأخر في النوم؟؟ مهوب متريق؟؟

موضي بتلقائية وهي ترتشف من كوبها: أصلا طليت عليه الصبح بدري مالقيته
شكله طلع من بدري

هيا بخبث: يا اللي ما تستحين رايحة تطلين على الرجّال..
ثم أكملت بتهكم: عسى ما نسيتي نقابش وعباتش بس؟؟

موضي ترقص لها حاجبيها: لا ما نسيت.. والرجّال رجالي وش حارق بصلتش؟؟

هيا تبتسم: أنتي قلتيها.. رجّالش.. صدق عبيطة..

موضي تبتسم: العبيطة فاتشة خشتها قدامي.. الله يعين مشعل عليش بس

هيا تنهدت: فديت الطاري.. تكفين موضي.. كلمي راكان أسأليه عنه..
وإذا كان ممكن نشوفه

موضي بحنين مشابه: بأسأله عنه.. بس الشوفة ما ظنتي يوافق لا هو ولا مشعل نروح له في مركز التحقيق

هيا بتأفف: أما عيال آل مشعل ذولا كلهم عاهات فكرية
وش فيها لو رحنا نشوفه في مركز التحقيق.. حد بياكلنا؟!!

موضي بابتسامة: والله هذا اللي الله عطانا... ذا العاهات الفكرية..

هيا بحنين عميق: فديت عاهتي الفكرية... ياني اشتقت له.. جعل يومي قبل يومه

موضي (بعيارة): عشتو.. ماعندش سالفة اللي مشعل يطيح رأسش

هيا (بعيارة) مشابهة: نشوف راكان لا طيح اللي في رأسك

موضي تحاول أن تجاريها: وأنتي كل شيء لازم تدخليني فيه أنا وراكان؟!!

هيا تنظر لها نظرة مباشرة: موضي قولي لي أنتي ليش متوترة كذا من راكان؟؟

موضي بوغتت تماما: أنا ؟؟ من اللي قال لش؟؟

هيا بعمق: مايحتاج حد يقول لي.. عندي عيون.. وماعندي حد غيرش أنتي وياه أسوي عليكم رقابة

موضي كأنها تنظر لما خلف هيا وهي تهمس بألم: بصراحة وبيني وبينش
أشوف أني أنا وراكان طرفين غير متكافئين في معادلة الزواج ذي لا شكلا ولا مضمونا

هيا تنهض لتضع كوبها على المغسلة وتغسله وهي تقول باهتمام: والمعنى؟؟

موضي بألم: يعني هو كشحصية وشكل رجّال يستاهل وحدة تكون توازيه
مهوب وحدة مثلي

هيا تبتسم وتعاود الجلوس بعد أن نشفت كأسها ووضعته في الدولاب:
تدرين إن هذا أغرب كلام سمعته في حياتي
بس ما ألومش أنا مريت بحالة مشابهة ومختلفة.. أنا ماقارنت نفسي في مشعل
قارنت نفسي فيكم أنتي وخواتش.. لقيت نفسي خسرانة المقارنة
وأعرف زين ألم المقارنات الفاشلة

موضي باستنكار: وليش تقللين من قدر نفسش.. وش فينا زود عليش؟؟

هيا ابتسمت وهي تقول: قولي الكلام هذا لنفسش

موضي تراجعت لهجتها الحماسية لتهمس بخفوت: شوفة عينش
راكان شكله ومضمونه شيء أكثر من اللي تستحقه وحدة مثلي

هيا تبتسم: صحيح هو وسيم ماشاء الله لكنها وسامة الرياجيل العادية يعني مهوب مثل فارس مثلا
وما أنكر صراحة إن هيبته مع طوله وعرضه ترج شويتين وتخوف
بس أنتي على الطرف الثاني ألف واحد مثل راكان وأحسن يتمناش
أنتي ذهب موضي.. والله العظيم ذهب.. ما أجاملش في وجهش
أنتي من بد خواتش من غير قصور فيهم ومع غلاهم الكبير في قلبي انتي اللي دخلتي قلبي وعششتي وتحكمتي
لش قدرة غريبة إنش تدخلين بين الواحد وروحه.. وتستولين على مشاعره بصورة طبيعية كأنها قدرة طبيعية أنتي تمتلكينها

موضي هزت كتفيها وهمست باستنكار مؤلم: كلام إنشاء

هيا وقفت وتوجهت ووضعت يدها على كتف موضي وهمست من قرب:
لا تخلين حياتش مع حمد تخرب عليش فرصة إنش تبدين حياة جديدة حقيقية
لانه أنتي مع حمد ما عشتي سعادتش بالسكن لنصفش الثاني
أنا لأني جربت هذي السعادة وعايشة فيها أقول لش لا تفوتينها على نفسش
حمد ماكان هو نصفش الثاني اللي الله كتبه لش.. والحين فيه حياة جديدة تنتظرك مع رجّال نادر لا تضيعينها يا موضي..

موضي همست بألم عميق جارح: حمد ما بقى لي حياة أعيشها
ولا بقى فيني أنثى أصلا عشان تعيش ذا الحياة..



**********************



قبل صلاة المغرب
على الكورنيش
الجو بارد ولكن غاية في الانتعاش


فارس وناصر يرتديان لباسين رياضيين ويركضان على الكورنيش
طولهما وألقهما لافت للنظر تماما

فارس يهمس وهو يلتقط أنفاسه: ناصر بسك ركض.. ضغطت على نفسك وأنت توك مركب الساق..

ناصر يشعر بضيق عظيم خانق منذ خرجت مشاعل من بيته وفي عينيها نظرة انكسار نحرت روحه بوحشية
كان بوده أن يوقفها.. يحتضنها..يُسكنها بين أضلاعه
يمسح عن ألق عينيها المتعبتين وجع نظرتها
يقول لها
(سامحي قسوتي أيتها الحمامة الوديعة
ربما هكذا كنا
أنتي حمامة.. وأنا صقر جارح محلق
والحمائم لا تساكن الصقور!!!
انفذي بجلدك مني
انفذي بما بقي من وداعة روحك قبل أن أنتهكها بوحشيتي
أجل أنا متوحش.. متوحش
وإلا من الذي يستطيع أن يقاوم أن يذوب أمام عذوبة أنوثتك إلا متوحش خال من الإحساس مثلي؟!!)

همس لفارس وهو يلتقط أنفاسه بدوره: لفة بعد.. لفة وحدة وخلاص

ابتسم فارس : بس ماشاء الله.. صدق اللي يشوفك مستحيل يصدق إنك تركض كذا على ساق صناعية

ناصر بعمق: يقطع من ناحية ويوصل من الثانية سبحانه عز وجل له ألف حمد وشكر

فارس يتذكر: يالله لفة ويكون المغرب أذن.. نصلي هنا ثم نلحق نرجع أتسبح وألبس وأصلي العشاء وأحضر شوي من عشاء عمي عبدالله..
ثم أطلع العنود واعدها نطلع نتعشى برا

ناصر يستعد للركض وهو يهمس: الله يهنيكم.. تقول قطاوة مطاعم أنت وياها

فارس يبتسم: قل أعوذ برب الفلق.. وعلى الطاري أنت بعد الليلة لازم تطلع أنت ومشاعل تحتفلون بساقك الجديدة بعد عشاك

ناصر بنبرة غير محددة الملامح: مشاعل تعبانة شوي وعند بيت أهلها

فارس بغضب: تدري ماعليك شرهه.. يعني لنا ساعة نركض وماطرا عليك تقول لي إن أختي تعبانة
خلاص بأروح لها الحين

ثم استدرك فارس وهو يقول بشبح ابتسامة: كذا يا نويصر تسبقونا
خيانة.. تزوجنا سوا.. المفروض نجيب عيالنا سوا

ناصر غصبا عنه كح من الحرج وهو يقول: الله يهداك وش عياله.. تو الناس

فارس وهو يخرج مفتاح السيارة من جيبه: صار لكم شهر.. بس بعد خونه أنت وياها
خلني لين أقول للعنود بس..

ناصر بهدوء: يا ابن الحلال والله العظيم مهيب حامل معها نزلة شعبية

فارس هاجمه القلق: ياكثر ما تمرض ذا البنية.. خلاص يالله نروح البيت
أمش معي نتطمن عليها

ناصر ارتاع: أنا.. لا لا.. بأروح بعدين..

فارس بهدوء: يا ابن الحلال تعال معي.. عشان ما تنحرج تدخل البيت بروحك
ثم أردف وهو يقطب جبينه: وإلا لا تكون ما تبي تشوف مرتك؟!!

ناصر اُسقط في يده.. موقفه سيبدو محرجا لو لم يزرها وهي خرجت اليوم مع والدتها وأختها وبدا الوضع أمام الاثنتين طبيعيا جدا

ناصر تنهد: خلاص بأروح البيت أتسبح وألبس ثم نروح سوا



********************



لندن
شقة آل مشعل
بعد صلاة العصر
الساعة الرابعة والنصف عصرا بتوقيت جرينتش
لندن في الشتاء تكون على توقيت جرينتش تماما
وفي الصيف يكون الفرق بين التوقيتين ساعة لأن الساعات تُقدم لساعة للتوقيت الصيفي


هيا وموضي تجلسان في الصالة الداخلية
تتبادلان الحديث
سمعتا صوت باب الشقة يُفتح

هيا بحماس: وأخيرا جاء رجّالش المبجل.. تكفين قومي إسأليه عن مشعل

موضي بحرج: خلي الرجّال يأخذ نفس.. ما يصير أول ما يدخل يلاقيني ناطة في وجهه

هيا تبتسم: أنتي مهوب بتقومين تلبسين عباتش ونقابش؟؟

موضي بتأكيد جازم ومرح في ذات الوقت: أكيد طبعا

هيا بذات الابتسامة: خلاص على ما تلبسينهم يكون خذ نفس وزيادة

موضي قامت لتلبس وهي تقول لهيا: لو أني أنا ما أبي أتطمن على مشعل أو كان مستحيل أروح له وهو ما دق علي

موضي لبست ثم توجهت للمجلس.. طرقت الباب..
جاءها صوته الفخم المثقل بالعمق: تعالي موضي

فتحت الباب وتقدمت لخطوة واحدة لتشعر بحرج كاسح وهي ترى راكان يتمدد على الكنبة وظهره مسند لطرف الكنبة وقدماه الحافيتان تتجاوزان طرف الكنبة الآخر
وأزرار قميصه العلوية مفتوحة بصورة تلقائية ولكنها سببت لها حرجا بالغا وهي ترى جزءا من عضلات صدره بارزا بوضوح
أنزلت عينيها وهمست: كنت أبي أسأل عن مشعل؟؟

راكان بهدوء: مشعل طيب.. تو تحقيقاتهم ما خلصت بس مهيب مطولة إن شاء الله

ثم أشار لمغلف أصفر يقبع على الطاولة أمامه:
وهذي شهادة بنت سلطان صدقتها خلاص.. اخذيها عطيها إياها

موضي لم تتحرك من مكانها وهي تهمس بخجل: بأخذها بعدين

راكان اعتدل في جلسته وتناول المغلف ونهض ليعطيها إياه لأنه فهم أنها تريد أن تبقى محتمية بالباب ولا تريد التقدم ناحيته

موضي تراجعت لتلتصق بالباب تماما وهو يمدها بالمغلف ويهمس بنبرة واثقة توحي بالعتب:
موضي تراني ما أعض

موضي صمتت بحرج بالغ
وهما يتبادلان نظرات مثقلة بسكون عميق والجو بينهما يُشحن بتوتر غير مفهوم
وكأن هناك شرارات عصية على التفسير تدور حولهما
هي تتأمل وجهه الوسيم المشبع بتفاصيل الرزانة وهو يتأمل عينيها المشبعتان بسحر غريب هو خليط من عمق وانكسار
راكان انتزع نفسه من أسر هذا الجو الغريب وعاد للجلوس مكانه بثقة هادئة

وموضي بقيت لثواني يلفها توترها وحرجها
بعدها قالت بخفوت: أحط لك غداء؟؟

قال وهو يعاود التمدد: أبي أنام بس.. قوميني قبل أذان المغرب ولا عليش أمر



***************************



بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشاعل
بعد صلاة المغرب

مشاعل منذ مجيئها من بيتها السابق عند الظهر وهي معتكفة في غرفتها
نزلت قليلا لجدتها عند الغداء
لأن جدتها أصرت أنها ستصعد لها إن لم تنزل هي
ثم عادت للاعتكاف في غرفتها
فما تشعر به من ألم أكبر من احتمالها
تشعر أن مسام جسدها تقطر ألما بقدر ما تشبعت كل خلية من خلاياه ألما ووجعا
أي ذنب مريع ارتكبته حتى تستحق هذه المعاملة من ناصر؟!!
تحاول أن تجد له مبررا ولكنها لا تجد أي مبررات
أ يكون للقسوة مبرر؟!!
أ يكون للتجريح مبرر؟!!
أ يكون لنحر الروح مبرر؟!!


رن هاتفها.. التقطته.. نظرت للشاشة ثم ردت بضعف: هلا فارس
..........................
تعال حياك لغرفتي ماعندي حد

اعتدلت في جلستها وهي تتناول جلالها وتضعه على ذراعيها لأنها كانت ترتدي قميصا قطنيا بدون أكمام

طرقات قوية على الباب
مشاعل بصوت عالي قدر ما يسمح لها ضعفها وطبيعتها: تعال فديتك.. ادخل

دخل فارس
ولكنه لم يكن لوحده..
كان معه شخصا آخر
شعرت حين رأته أن حرارتها المرتفعة أصلا ترتفع
أكثر وأكثر وأكثر!!





#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 20-07-09, 07:48 AM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح التغيرات الجذرية مثل بارت اليوم اللي بيكون بارت طويل
مثل ما قلت لكم البارحة بارت اليوم بيكون بارت خاص جدا جدا جدا وجدا
وهو من بارتاتي المفضلة
في بارت اليوم بتشوفون انقلاب في علاقة مشاعل وناصر
انقلاب غير متوقع سينشأ عنه علاقة غريبة بين الاثنين
علاقة لم أسمع أنها نشأت في الحقيقة ولا في القصص
يمكن الانقلاب يعجبكم.. ويمكن ما يعجبكم
لكن أنا سعيدة فيه.. لأنه هدفي في القصة عرض أنواع مختلفة من العلاقات والهجران كذلك
وبصراحة بارت اليوم تعبني كثير
وأخذ مني وقت طويل في المراجعة وإعادة الصياغة
وأحتاج أكتب شوي وأراجع البارتات المكتوبة
عشان كذا استسمحكم في إجازة بكرة بس
وموعدنا بعد بكرة صباح الإربعاء إن شاء الله
أوه كنت بأنسى
فيه تساءل عن لهجة أبطال الرواية وهل هي لهجة أهل قطر
قطر يا نبضات قلبي فيها أكثر من لهجة
وهذي لهجة من ضمن اللهجات طالت أعماركم في الطاعة
.
.
ويا الله استلموا
الجزء 79
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.



لأن جزء اليوم جزء خاص جدا عندي
فأنا أهديه لصديقات خاصات جدا عندي
ثلاثة قلوب رافقتني يوميا في رحلة أسى الهجران
ثلاثة قلوب نبضاتها تنبض في قلبي وبين شراييني:
نووفي شبيهة العنود القلب الأطهر
Ripe lady الحضور المختلف والآسر والعميق
احساسي يكفيني22 أميرة الشعر ونبض الدوحة
كنتن معي كل يوم بانثيالكن وحماستكن ودفء مشاعركن الذي غمرتني فيه
فلا حرمني الله منكن ولا من إطلالتكن ولا من أخوتنا في الله
.
.



أسى الهجران/ الجزء التاسع والسبعون


بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشاعل

بعد صلاة المغرب
فارس يدخل للغرفة وناصر معه يخفي توتره العارم
مشاعل شعرت بصدمة حقيقية.. فهي كانت تعتقد أن اليوم قد تكون المرة الأخيرة التي ستراه فيها
رغم أساها العميق منه.. وجرحها النازف بسببه
ولكنها لا تستطيع انكار شعورها بفرحة شفافة غزت روحها وهي تراه يتقدم منها بصورة طبيعية جدا وخطوات واثقة ثابتة
سلما كلاهما
ردت السلام بخجل بصوتها المبحوح من المرض وفارس يميل عليها ليقبل رأسها بينما ناصر واقف في مكانه..
لم يكن في غرفتها سوى كرسي واحد لمكتبها
جذبه فارس وجلس عليه وهو يقول لناصر بصورة تلقائية:
أنت اقعد جنب مرتك
ناصر وجد نفسه مجبرا أن يجلس جوارها على سريرها وهي تزيح له مكانا بخجل
ولكن هذا لم يمنع عضده الصلب من الالتصاق بكتفها رغم تحاشي كلا منهما لهذا التلامس
ناصر كان ينظر حوله بتأمل.. لغرفة مشاعل قبل أن تصبح زوجته
ذوقها راق جدا وأنثوي لأبعد حد
غرفتها تشبهها تماما
غرفتها يشيع بها روح عذوبة مصفاة وبهجة احتواء ناعمة
شعر بألم غير مفهوم وهو يلتزم الصمت ونعومة بشرة مشاعل تحتك بعضده وهي تحاول أن تبتعد دون أن يلاحظ فارس..
وكل محاولة تبوء بالفشل..
فارس كان أول من تكلم وهو يقول بهدوء: سلامات ما تشوفين شر
ردت عليه مشاعل وهي تدعك أناملها توترا من هذا الملتصق بها: الله يسلمك
فارس يسألها: وش اللي معش بالضبط؟؟
مشاعل ردت بارتباك ودعكها المتوتر لأناملها يتزايد.. التوتر الذي لاحظه ناصر تماما: نزلة شعبية بسيطة
فارس باستفسار: وش منه؟؟
مشاعل بارتباك أكبر ومفاصلها أبيضت تماما من دعكها لأناملها: تسبحت وخليت الدريشة مفتوحة
فارس باستنكار: أنتي صاحية.. حد يتسبح ويخلي الدرايش مفتوحة وحن في شهر واحد؟؟!!
مشاعل تكاد تذوب ارتباكا وخجلا: عاد اللي صار
ناصر كانت عيناه بدون أن يشعر مثبتة على أناملها التي تكاد تتمزق من دعكها المتوتر لها
مد يده بدون أن يشعر ليديها ليمسكهما بقوة حانية وهو يهمس في أذنها: بسش مشاعل.. قطعتي إيديش
مشاعل شعرت بصدمة كاسحة.. ملمس يديه ثم همساته في أذنها شيئان فوق احتمالها
فارس حين رأى اللمسات ثم الهمسات شعر بالحرج وهو يقف ليخرج ويقول لناصر: أنت خذ راحتك.. أنا أتناك تحت عند جدتي
ناصر بجزع لم يظهر في صوته الهادئ: فارس وقف بأروح معك
ولكن فارس كان قد خرج وأغلق الباب خلفه
مرت لحظات صمت طويلة قطعها همس مشاعل المبحوح:
ناصر خلاص فك يدي.. فارس طلع من زمان
تفاجأ ناصر أنه مازال يمسك يديها كلتيهما بيده.. أفلتها وهو يقف ليجلس على كرسي فارس
والصمت يعود ليسيطر على الجو المشحون بينهما..
وهما يتبادلان نظرات عميقة وكأن كل منهما يريد أن يحفر تضاريس ملامح الآخر في ذاكرته
هي شعرها الحريري القصير يسترسل حول وجهها في هالة تحيط بخديها المحمرين من أثر الحمى
تلف ذراعيها بجلال أبيض وكأنها حمامة بيضاء أنهكها الطيران فحطت أرضا لترتاح فأغتالتها أحزان الأرض
وهو كان متأنقا في ثوب شتوي داكن مع غترة شال.. كانت تنظر حتى لقدميه الحقيقية والصناعية وهما في حذاء جلدي ثمين أغمق من لون الثوب بدرجة أكمل أناقته اللافتة
(هل تأنق هكذا لزيارتي؟!!
من المؤكد لا..
ربما هو ذاهب لمكان ما بعد أن يخرج من هنا
أين سيذهب وعشائه الليلة عند والدي؟؟)
أخيرا تكلم ناصر وهو يهمس بعمق: بيضايقش لو جيت أزورش من وقت للثاني؟؟
عشان أهلنا ما يلاحظون
مشاعل بهتت.. بـــهـــتـــت
فهي مصدومة بعنف بطلبه غير المتوقع وغير المعقول
ردت بألم مصدوم: مافيه داعي ناصر.. دامك ناوي تنحرني.. ليش تطول في السالفة
البهيمة اللي هي البهيمة حرام تعذيبها قبل نحرها.. وأنا بنت عمك.. ارحمني شوي
قل لأهلنا ماصار بيننا توافق وخلاص
ناصر لا يعلم أي جنون وتناقض يسيره: مهوب الحين..
لا يعلم حتى ما السبب الذي دفعه لطلب رؤيتها مرة أخرى..
شعر أن شيئا عميقا في مشاعره انتفض وتحرر فيما يشبه الثورة الحقيقية وهو يراها في مكان آخر غير بيته...
وهو يراها في مكانها القديم قبل أن تصبح زوجته
شعر أن نبضات قلبه تتصاعد بشكل هستيري وهو يتمعن في كل تفصيل من تقاصيلها
ووجودها ينسفه بشكل غير مسبوق عاجز هو عن تفهم غرابته
شعر أنه عاجز عن التنفس بحضرتها.. وقلبه يكاد ينفجر من الألم..
ولكن الغريب أنه يشعر بالحرية أخيرا
يشعر أنه حر فعلا.. ومشاعره تتحرر وناصر القديم يعاود الإطلال برأسه
مشاعل أجابته بعتب عميق مشبع بالألم: حرام عليك تعذبني وتهيني كذا يا ناصر
ناصر وقف ليهرب من أسر مشاعره التي فاجأته واكتسحته في سيل متتال من الصدمات..
والتي شعر بصداع حقيقي وهو يحاول مقاومتها أو حتى مجرد تفهمها..
همس بثقة أخفى خلفها طوفان مشاعره الكاسح: أستأذن.. تبين شيء؟؟
مشاعل باستغراب متألم: أبيك ترسيني على بر.. أنا ماني بلعبة عندك..
ناصر فتح الباب ليخرج وهمس لها هو عند الباب: لو احتجتي شيء دقي علي
مشاعل غاية في الاستغراب..
اليوم عند الظهر طردها من منزله.. وبعد المغرب يأتي لزيارتها وكأن شيئا لم يكن
أي تفكير مجنون يخطر بباله؟!!
وأي غرابة تسيطر على أفكاره؟!!
ولكن ليفكر ما يشاء
فهي على كل الأحوال يستحيل أن تعود له
فإذا كان قد قال (من عافنا عفناه لو كان غالي)
فهي قالت ( لو طلعت من بيتك مستحيل أرجع له)
************************
لندن
مركز التحقيق الرئيسي
مشعل يتمدد وهو ينظر للسقف
نعم هو متجلد لأبعد حد ويعتبر أن ما يمر به هو مجرد أزمة ستمضي
وليس هو من يعجز عن مواجهة الأزمات
ولكن إحساس الظلم إحساس مؤذ
أن يتعرض للاتهام والظلم هو وكل عرقه العربي وكأنهم يتعرضون لحملة اتهام عالمية تحصرهم في زاوية مظلمة
أن تُختزل كل عظمة المسلمين والعرب وتاريخهم العريق في خندق اتهام مفصل جاهز اسمه "الإرهاب"
ويُجند كل إعلام العالم في حملة منظمة مقصودة لتعزيز هذه الصورة وتكثيفها حتى يصبح الإرهاب رديفا لاسم كل عربي ومسلم
لتغطية جرائم حكومات معينة وإبعاد النظر عنها
كل هذا كان مؤذيا لروحه الوثابة المشبعة بالإيمان.. يعلم أن راكان طمئنه أن الوضع مؤقت وسيحل الأشكال
ولكن كم من المظلومين ذهبوا في اتهامات ظالمة وانتهى مستقبلهم على عتبة الظلم الغير قابل للنقاش
ماذا لو اخترعوا له تهمة وخصوصا أنه له سابقة عنف مثبتة في ملفاتهم
لمن يترك أسرته؟؟
سلطان مازال صغيرا.. ووالده رغم قوته ولكنه يزحف للشيخوخة
والدته العميقة الصامتة الحنونة.. هل يُكتب عليها حزن تتجرعه بصمت؟!!
ريم مازالت صغيرة..
وهيا؟؟
هيا لمن يتركها.. لن تحتمل مطلقا.. فهي تعبت من الحزن واليأس والفراق
وشقيقاته المتزوجات من سيقف جوارهن لو تعرضن للضيم من أزواجهن
آلاف الأفكار المؤلمة والهموم تزاحمت في عقل مشعل الذي يحمل هموم غيره قبل همه
تنهد بعمق
ثم نهض ليتناول المصحف الذي أحضره له راكان
ويبدأ في تلاوة عميقة
تلاها دعوات عميقة لله عز وجل أن يفرج همه ويشرح صدره
**************************
قبل المغرب بتوقيت لندن
شقة آل مشعل
هيا بودها أن تقول شيئا ولكنها مترددة
جلست بجوار موضي ثم عاودت النهوض
موضي بغيظ: تراش حولتيني.. في بطنش علم.. خلصيني
هيا بارتباك: خلينا نروح الصيدلية
موضي باستغراب: ليش الصيدلية؟؟
هيا بهمس: يا أختي أنا أدل هنا عدل.. بأطلع أنا وياش شوي ونرجع
أبي لي شغلة
موضي بخبث: اللي هي؟؟
هيا بخجل: تيست حمل
موضي قفزت وهي تصرخ بفرح مجنون: يا الخايسة وتوش تقولين
من متى؟؟ من متى؟؟
هيا بخجل عميق: فضحتيني.. راكان سمع صياحش..
أخر دورة شهرية جاتني في واشنطن تاريخ 13/12
واحنا الحين في أخر شهر واحد.. ودورتي كانت منتظمة مثل الساعة
موضي تضحك بفرحة عميقة: لا وكبدش لايعة عليش.. ومنتي مشتهية الأكل
ودمش ثقيل... يعني حامل بدون شك..
بس مايضر خلنا ننزل ونجيب تست وإلا نروح دكتورة أحسن؟؟
هيا بخفوت: تيست يكفي.. وعقب بأروح للدكتورة لا طلع مشعل.. عشان أسالها عن السفر
موضي بتأثر: فديته مشعل يا هو بينبسط.. لا تقولين له لين يطلع.. خلي فرحته فرحتين
هيا بتأثر مشابه: خله يطلع بس
موضي قامت تلبس عباءتها ونقابها: بأروح أصحي راكان وأستاذنه على ما تلبسين أنتي
موضي توجهت للمجلس.. فتحت الباب بهدوء وأطلت برأسها
كان يتمدد على الكنبة ويده تغطي وجهه همست موضي بهدوء خجل: راكان راكان
راكان أزال يده عن وجهه وصوته الناعس بدا لها مؤلما في رجولته: خلاص قايم قايم
موضي بتردد: ماعليه راكان بأنزل أنا وهيا شوي نبي الصيدلية؟؟
راكان استوى جالسا وهو يقول بثقة: انتظري دقايق ألبس وأوديكم
موضي بارتباك: مافيه داعي راكان.. احنا بنروح مشي للصيدلية القريبة وبنرجع
راكان بذات الثقة والهدوء: موضي قلت انتظري دقايق.. بألبس الحين وعقب بأرجعكم هنا وأروح للمسجد
موضي تراجعت وهي تهمس باستسلام: خلاص منتظرينك..
****************************
بيت فارس
الساعة 11 مساء
فارس والعنود يدخلان غرفتهما بعد عودتهما من العشاء في الخارج
فارس يخلع غترته ويهمس لها بنبرة خاصة: يعني ما سألتي عن المفاجأة؟؟
العنود تخلع عباءتها وترد بخجل: شفتك سكتت.. قلت يمكن نسيت
فارس يبتسم: أنا لو وعدت بشيء ما أنساه
روحي افتحي الدرج اللي جنب سريرنا
العنود توجهت للجارور وفتحته واستخرجت تذاكر سفر منه
ابتسمت: شنو يعني؟؟ بتسفرني؟؟
ابتسم فارس: شنو أسفرش ذي.. لا تكونين هندية هاربة من كفيلها
العنود تبتسم وتقرص خده: ياملغك بس
زين وين بنسافر؟؟
فارس بهدوء: أنتي باقي لش حوالي أسبوعين لين ترجعين للدراسة
واحنا ماسافرنا مكان
والدنيا الحين كلها برد
فأنا قلت يا ماليزيا يا تركيا.. أهون شوي
بس أدري إنش سافرتي ماليزيا كم مرة.. قلت خلاص نروح تركيا ولو أنها أبرد الحين من ماليزيا..
وش رأيش؟؟
العنود تسند رأسها لصدره وتهمس برقة: أي مكان معك حلو
ثم رفعت رأسها وهمست باهتمام صادق: زين وأمي وضحى؟؟ بنخليها؟؟
فارس احتضنها بشدة وهو يتأثر بعمق من اهتمامها بالسؤال عن والدته:
فديت اللي مانست أم فارس
أمي قلت لها وكنت أبيها تروح معنا بعد.. بس هي مارضت
تقول فرصة تقعد عند خالي سعد وعياله.. كاسرين خاطرها
يوم يشوفونها كنها نازلة عليهم من السماء
*************************
الدوحة
مابعد منتصف الليل
بيت ناصر
أطال ناصر السهرة لأنه كان يتجنب عودته للبيت
وكان ينكر حتى على نفسه سبب هذا التجنب
كان يبحث لنفسه عن أعذار غير السبب الحقيقي
أنه لا يطيق فكرة البيت من غير وجودها
ولا يتخيل زواياه دون حركتها العذبة في أرجاءه
دخل البيت بخطوات مترددة
مازالت رائحة عطرها تعبق في الجو أو ربما يتخيل ذلك!!
دخل بخطوات أكثر ترددا للغرفة
ما زالت كل أغراضها موجودة..
عطورها على منضد التسريحة
ملابسها في الدولايب
بعد فترة ما سيختفي كل هذا
بالتأكيد ستأخذ كل أغراضها بعد انفصالهما
انتفض بعنف
"انفصال!!"
ويختفي كل ما يخصها من حياته كأنها سحابة صيف مرت واختفت؟!!
مشوش لأبعد حد.. مازال عاجزا عن مسامحتها على ما فعلته به ليلة زواجهما
ولكنه يحتاجها.. يحتاجها
يحتاجها حتى آخر قطرة في دمه.. وآخر نفس في صدره
أي تناقض يعيشه؟!!
أي تناقض؟!!
تنهد بعمق وهو يخلع ملابسه ثم يتوضأ ويصلي قيامه
تمدد بعدها على سريره وهو يخلع ساقه ويضعها جواره
إنها الليلة الأولى مع ساقه الجديدة
والليلة الأولى بدون مشاعل
ليلة باردة.. لن تدفئها كل سيقان العالم الحقيقية والصناعية بدون تلك الضئيلة الرقيقة
تناول هاتفه.. فهو مستمر في جنونه وتناقضه...
اتصل برقم معين.. جاءه بعد لحظات صوتها مرتبكا متعبا: هلا
ناصر بهدوء: هلا بش.. أشلونش الليلة؟؟
مشاعل بصوت مستنزف من التعب والارتباك: أحسن.... ناصر فيه شيء؟؟
ناصر يهمس بهدوء: مافيه شيء.. حبيت أتطمن عليش.. صحيتش من النوم؟؟
مشاعل بحزن: ما نمت أصلا
ناصر يعدل وضع المخدة وراء ظهره وهو يهمس: وليش ما نمتي؟؟
مشاعل بذات النبرة المثقلة: أعتقد أنت آخر واحد يسأل.. لأنك عارف
ناصر لا يعرف هو نفسه ماذا يريد: ماني بعارف.. عرفيني
مشاعل بألم: ناصر أنت وش تبي مني؟؟
ناصر ببوح حقيقي: تبين الصدق؟؟ والله ما أدري وش أبي.. اشتقت أسمع صوتش فاتصلت بدون تفكير
مشاعل مصدومة: ناصر من يوم أنت رجعت من السفر لك أكثر من 3 أسابيع
وما كنت طايق تكلمني
الحين مشتاق لصوتي؟!!..
ناصر يبتسم رغم غرابة الموقف: أدري شيء غريب.. بس هذا اللي صاير
وتبين تسمعين شيء أغرب؟؟
مشاعل بحذر: اللي هو؟؟
ناصر بعمق: ما أبيش تأخذين شيء من أغراضش.. خليهم عندي
مشاعل باستغراب: ناصر أنا قلت لك لو طلعت مستحيل أرجع.. فايش اللي بيخلي أغراضي عندك؟؟
ناصر يبتسم باتساع: مهوب قلت لش شيء أغرب
مشاعل ابتسمت بتلقائية وهي تشتم رائحة ابتسامته في صوته لتسأله سؤالا أكثر غرابة:
وإذا أنت تزوجت.. أشلون بتبرر للزوجة الجديدة أغراضي وملابسي عندك؟؟
يتمدد ناصر وهو يسند رأسه للمخدة ويحتضن هاتفه وهو يعلم أن الحوار الغريب سيطول
يقول بابتسامة: بأشرط عليها أغراضش تقعد
مشاعل عادت للحزن وهي تهمس: يعني تبي الأغراض وأنت مابغيت صاحبتهم؟!!!
ناصر يمد يده للمكان الخالي جنبه ويلمسه بحنو واشتياق
ثم يهمس بعمق: تدرين إني ماني بقادر أنام وأنتي منتي بجنبي
مشاعل صعقت.. يبدو كما لو كان من يحاورها شخصا آخر غير ناصر الذي عاشت مع قسوته ونفوره طيلة الأيام الماضية
مشاعل بحرج بالغ: ناصر أشفيك الليلة.. منت بطبيعي
ناصر يبتسم: بالعكس أنا الليلة طبيعي جدا.. هذا أنا ناصر مثل ما أعرف نفسي
مشاعل بألم: وناصر اللي طردني من بيته وحياته.. أي ناصر كان؟؟
ناصر بضيق: ناصر الثاني اللي شوفتش في بيته طلعت كل عيوبه
مشاعل بألم: ناصر أنا قلت لك أكثر من مرة أنا ماني براجعة.. فليش تسوي كذا فيني؟؟
ناصر بعمق: وأنا ما أبيش ترجعين.. وماقلت لش روحي لبيت هلش وأنا أبيش ترجعين
مشاعل باستغراب: زين وليش تتصل فيني؟؟
ناصر بابتسامة: وأنتي ليش تردين علي؟؟
مشاعل بخجل: ما أدري
ناصر بإبتسامة: وأنا ما أدري..
همست مشاعل في اتجاه آخر : تعشيت زين؟؟
ناصر بنفي: لا.. ولا حتى تغديت.. الليلة جلست مع الرياجيل على العشا مجاملة لعمي بس ماقدرت أكل
مشاعل بعتب: وزين ليش كذا؟؟
ناصر بصراحة غريبة: متضايق وما أشتهيت أكل
مشاعل بقلق: وش اللي مضايقك؟؟
ناصر بعمق: يعني ما تدرين
مشاعل باختناق موجع: ناصر حرام عليك اللي تسويه فيني
ناصر بأسف عميق: صدقيني ما أقصد أضايقش.. أنا نفسي ما أدري وش اللي فيني
ثم أردف في بوح أعمق:
من يوم طلعتي من البيت وأنا مثل المجنون.. وكل زاوية في البيت تذكرني فيش
لكن في نفس الوقت ما أفكر أبد أرجعش
أدري جنون غير معقول.. بس هذا اللي صاير
أنتي وأنتي قدامي في البيت يرجع لي كل ذكريات نفورش مني.. أحس ما أقدر أسامح أو أتقبل
لكن من لما طلعتي من البيت وذكراش تعذبني..
مشاعل بألم عميق: يعني تبي تعيش مع ذكراي وتشوف أغراضي وتسمع صوتي
لكن أنا كمخلوق حقيقي متجسد لا؟!!
ناصر بعمق: جرحتش.. صح؟؟
مشاعل بعمق مشابه: جرحتني شوي على اللي سويته فيني.. لكن خلاص ماعاد يهم
ناصر بشفافية: أنا آسف والله آسف
مشاعل بشفافيه مشابهة: وأنا آسفة والله آسفة على اللي صار في ليلة .....
قاطعها ناصر بحدة: مشاعل لا تذكريني
مشاعل بارتباك وخجل: أنا آسفة
ناصر يتنهد: خلاص لا تعتذرين.. أنا طولت عليش واجد.. وأنتي تعبانة
صمتت بخجل.. ماذا تقول؟؟ أنها لا تريد أن تنتهي هذه المكالمة الغريبة التي أشعرتها لأول مرة بأنها امرأة متزوجة فعلا
وإن كانت متزوجة بطريقة غريبة
ناصر همس: تدرين إنه بكرة أول يوم دوام عندي
كنت أتمنى أصحى على صوتش
مشاعل بعذوبة: خل تلفونك جنبك وأنا بأصحيك
أي غرابة مستعصية تجمع هذين المخبولين؟!!
ناصر ابتسم: أكيد؟؟
مشاعل برقة: أكيد
ناصر بحنان: خلي بالش من نفسش وتصبحين على خير
مشاعل بخفوت: وأنت من أهله
انتهى الاتصال
ولكن الأفكار بدأت وتعمقت
كل واحد منهم تمدد على سريره وتفكيره في مكان آخر
وشبح ابتسامة تلوح على الشفتين بينما القلب غارق في أساه
مرت دقائق وكلاهما غارق في تفكيره
حتى انتفض هاتف مشاعل إعلانا لرسالة قادمة
تناولت مشاعل هاتفها وأشتعل وجهها احمرارا وهي تقرأ مضمون الرسالة وتهتف في داخلها
(ناصر أكيد استخف.. والله العظيم مهوب طبيعي)
"تدرين إن ريحتش اللي تدوخ معبية مخدتش
والمخدة الحين في حضني
أشم فيها ريحة أميرتي اللي ماقدرت أحضنها
واللي بأموت عشان أحضنها صدق"
****************************
مرت خمسة أيام على الأحداث السابقة
انتهت التحقيقات المكثفة في قضية مشعل
وتأكدوا أن قضيته لا تتجاوز المشاجرة قبل 12 سنة
وهو حينها كان دون السن القانونية لأنه كان في السابعة عشرة
لذا فلا أساس أصلا لمنعه من دخول بريطانيا
والمحامي الذي كلفه راكان بالقضية كان محاميا شهيرا وبارعا
وأستطاع أن يستصدر حكما بإزالة اسم مشعل من القائمة السوداء
والسماح له بدخول بريطانيا دون قيود
لذا فخروج مشعل سيكون من التوقيف سيكون اليوم
وعودة موضي وراكان للدوحة ستكون غدا
وكذلك عودة مشعل وهيا لواشنطن ستكون غدا
هيا تأكدت من حملها.. وذهبت للدكتورة وأجرت فحوصات كاملة حتى تتأكد من وضعها قبل السفر
لأنها علمت أنه لا وقت لديها بعد خروج مشعل من التوقيف لأنها سيسافران فورا في اليوم التالي
هيا وموضي أصبح بينهما مساحة أوسع للبوح
وموضي اكتشفت أن هيا تعرف الكثير عن علاقتها بحمد وضربه لها
وتعرف عن علاج حمد في مصر
مما جعل العلاقة بينهما مفتوحة للحد الأقصى
موضي وراكان مازال الحال كما هو عليه
رفيقا سفر لطيفان شهمان مستعدان لتقديم المساعدة حتى آخر نفس
ولكن بينهما لا شيء خاص مطلقا
سوى خجل موضي في حضرته
واحترامه المبالغ فيه لها
وشرارات غريبة تنطلق حال تواجدهما في ذات المكان!!!!!!!
فارس والعنود مستمعان برحلتهما في اسطنبول
علاقتهما بين حب مصفى وقسوة فارس التي لا تلبث أن تبرز مع أبسط موقف
ولكن العلاقة بينهما تتعمق بتجذر
فارس بات مولعا بها لدرجة الوله الخيالي.. ولكنه يغار عليها بصورة غير طبيعية
والعنود باتت مشاعرها تتعمق ناحيته أكثر واكثر
فرغم قسوته التي تجرحها.. لكنها لا تستطيع أن تنكر أنه يغرقها في بحر مشاعر شديدة العمق والدفء والاحتواء
عائلة آل مشعل في الدوحة لا أحد منهم علم بما حدث لمشعل
إلا مشاعل
فهي اتصلت بموضي وأصرت عليها أن تخبرها لأنها تعلم أن هناك شيء ما حدث لمشعل
أخبرتها موضي وطمئنتها أن الوضع مؤقت وطلبت منها الكتمان
باكينام ويوسف
باكينام مازالت في السكن
يتصل بها يوسف فترد عليه بفتور واقتضاب
(كيف حالك؟)
(بخير)
وتنتهي المكالمة
أما المعضلة الغريبة غير المعقولة فهي وضع ناصر ومشاعل
ناصر يكاد يجن من غيابها.. يفتقدها بوجع غير طبيعي
يكاد يجزم أنه بدأ يقع في غرامها
ولكنه ينكر ذلك على نفسه.. كما يستنكر مجرد التفكير بإعادتها إلى حياته
ورغم هذا وذاك
فهو يهاتفها بشكل متكرر بل ومبالغ فيه
لا ينام إلا على صوتها ولا يصحو إلا عليه
زارها خلال الأيام الماضية مرتين ولكن في لقاءتهما المباشرة
يحضر نوع من الحذر مختلف عن انطلاقهما وهما لا يريان بعضهما
ولا يذكر وجه كل منهما الآخر الإهانة التي وجهها كل منهما للآخر
بيت عبدالله بن مشعل
بعد المغرب
غرفة مشاعل
مشاعل أمام المرآة تتأنق
تدخل عليها لطيفة.. تخلع جلالها وتجلس على السرير:
وش هالحلا؟؟ وين رايحة؟؟
مشاعل بتلقائية: ماني برايحة مكان.. ناصر بيجي الحين
لطيفة باستغراب: مشاعل خلاص تراش مسختيها
كنتي مريضة وسلمتي.. لمتى وأنتي محفية المسكين وراش تلفونات وجيات
ارجعي بيتش
مشاعل بتوتر: بعدني تعبانة
لطيفة باستغراب أكبر: وش تعبانته؟؟ هذا أنتي قدامي كنش حصان
مشاعل تخفي وجهها عن أختها الكبيرة حتى لا تقرأ ملامحها وهي تضع بعض الكحل داخل عينيها
لطيفة نهضت ووقفت خلف مشاعل وهي تنظر لوجهها في المرآة لتقول لها بحزم:
ميشو.. وش صاير بينش وبين ناصر؟؟
ليه منتي براضية ترجعين لبيتش؟؟
صار لي كم يوم ألمح لش وانتي تهربين مني
الحين مافيه.. قولي لي
مشاعل تنهدت: إذا أنا دريت وش بيني وبين ناصر.. قلت لش
لطيفة باستغراب: والمعنى؟؟
مشاعل بألم: والله العظيم أني ما أدري.. إذا قدرت ألاقي كلام ممكن يوصف الحال الغريبة اللي أنا وناصر عايشينها قلت لش
لم تكن لطيفة تنوي الاقتناع بكلام مشاعل وكانت تريد الاستمرار في التحقيق لولا أن سلطان دخل عليهم وهو يقول بتقطيب:
مشاعل انزلي.. الشيخ ناصر يتناش تحت في مجلس النسوان
لطيفة تضحك: وشفيك تقولها وانت زعلان
سلطان من بين أسنانه: إيه زعلان.. هي عندنا الحين.. وشو له كل شوي ينط عندنا
لطيفة تقف وتحتضنه: عشانها مرته.. عندك مانع؟؟
سلطان يبتسم: إيه عندي.. مرته في بيته.. الحين أختي وحقتي وفي بيتي
مشاعل أنهت زينتها برشات عطر .. لتقترب من سلطان وتقرص خده وتهمس له لتسكته:
سليطين ترا غلاك ما حد يلحقه.. لا ناصر ولا غيره.. فلا تحاتي
سلطان يضحك: فديت أختي ياناس
مشاعل خرجت ولطيفة تقرص ذراع سلطان وهي تقول له بإبتسامة:
زين مشاعل أختك.. لا أكون أنا أخت الشارع
سلطان يحتضن خصرها ورأسه في صدرها ويقول ببراءة الخبثاء: أنتي أكثر من أختي
أنتي أمي
مشاعل تنزل وهي متوترة نوعا ما.. رؤيته توترها.. عكس اتصاله بها الذي يشعرها بالإرتياح
فتحت باب المجلس ثم أغلقته وراءها
وهو وقف حين دخلت وهو يشبع عينيه نظرا إليها..
سلمت ثم جلست في مقعد قريب منه ولكن بينهما مسافة
همست باهتمام: ليش لابس ثوب أبيض.. مهوب برد عليك؟؟
ناصر يبتسم: وين برد الله يهداش اليوم أول يوم في شهر 2.. البرد خلاص.. الله يذكره بالخير
ابتسمت مشاعل بعمق.. لأول مرة ترى ابتسامته بعد تلك الليلة المشئومة
همست: ليش ما جيت أمس؟؟
همس: جيت قبل أمس.. وأنحرج أنط لكم كل يوم
مشاعل بهمس فيه مساحة شاسعة من الألم: ولمتى واحنا على ذا الحال
أمي تسألني ولطيفة.. وأنا ماعندي جواب
ناصر لم يجبها ولكنه وقف وتوجه للأريكة حيث تجلس.. وجلس جوارها
انتفضت بعنف.. للمرة الأولى يفعلها ويلتصق بها هكذا وبرغبته
كانت ترتعش كعصفور مبلل
وهو يمد ذراعه ليحيط بها كتفيها.. فيزداد ارتعاشها
همس لها من قرب بنبرة عميقة خافتة وهو يلاحظ ارتعاشها : خايفة مني؟؟
************************
لندن
شقة آل مشعل
بعد صلاة العصر
موضي وهيا غاية في التوتر والترقب واللهفة انتظارا لوصول مشعل
وخصوصا هيا التي لديها خبر سعيد تفاجئه به
موضي تهمس بمرح وسعادة: شوفي إذا جاء مشعل روحي داخل
هيا تبتسم: وليش يعني؟؟
موضي برقة: لأنه عندش خبر خاص.. يستحق استقبال خاص
وأخاف تخورونها قدامي
فروحوا انلموا في غرفتكم
هيا تغمز لها: لا تكونين تبين تسكرين علينا.. تروحين لراكان
موضي تبتسم: والله مهوب شغلش.. أنتي مع رجالش.. وش حاشرش بيني وبين رجالي؟؟
هيا بخبث: عشتو.. تطورات.. تطورات يا مويضي.. اليوم رجّالي.. بكرة حبيبي
موضي كحت: وجع هيا يا قليلة الحيا
هيا تضحك: اللي يشوف سحاش من راكان.. يقول سامحيني على الكلمة.. كنش أول مرة تزوجين
موضي تبتسم: مع أنه مفروض أزعل من كلامش.. بس مالي خلق أزعل
وأنا بروحي حاسة كني أول مرة أتزوج
ثم انقلب مزاجها مع التذكر: مع حمد ما عشت حياة زوجية بمعناها الحقيقي
على كثر هو ما كان يتغزل فيني.. عمري ما قدرت أقول له كلمة حلوة وحدة
لا حبيبي.. ولا قلبي.. ولا عيني
أي حبيب.. وأي قلب.. وأي عين!!! وأنا عارفة أنه ممكن يخلي وجهي شوارع بعد ثواني من تغزله فيني..
حمد ماقدر يفتح قلبي لكنه نحره وهو مسكر على مشاعره.. علاقتي معه قائمة على الشفقة والخوف وبس
كنت أشفق عليه وفي نفس الوقت أخاف منه
ولولا عمتي وخالي وغلاهم عندي.. كان مستحيل أصبر عليه لو يوم واحد
هيا جلست جوارها واحتضنت ذراعها وهي تهمس لها بمودة: عطي نفسش انتي وراكان فرصة
موضي بألم: أنا وراكان ما بيننا حتى شبح فرصة.. أنا ماعدت امرأة طبيعية
وماعدت متقبلة إنه رجال يلمسني.. لأنه أصلا ما عندي حتى لا جسد ولا روح ينفعون أي رجّال
هيا باستغراب: موضي أنتي ماعليش قاصر زين ولا أخلاق.. ليش تحطين من قدر نفسش كذا؟!!
موضي بضيق: خلينا نغير الموضوع..
ثم أردفت بابتسامة مصنوعة: مشعل جاي وأنتي وهو والنونو الأهم
ومع انهائها لجملتها كان باب الشقة الرئيسي يُفتح
وموضي توقف هيا وتدفعها لداخل الشقة
وهي تقول بمرح: يالله يالله روحي داخل
#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 22-07-09, 07:56 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات الاشتياق والمفاجآت
اشتياقي الكبير لكم
ومفاجآت بارت اليوم المتخم بالمفاجآت
مازالت علاقة ناصر ومشاعل الغريبة مستمرة في التصاعد
واليوم هناك مفاجآة كبيرة تخص راكان وموضي
وغدا سيكون بارت موضي وراكان الخاص بهما
كل البارت سيكون لهما فقط.. أحد بارتاتي المفضلة
والآن
استلموا
الجزء 80
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.

أسى الهجران/الجزء الثمانون
بيت عبدالله بن مشعل
بعد صلاة المغرب
مجلس النساء
لقاء ناصر ومشاعل الغريب
فتحت مشاعل باب المجلس ثم أغلقته وراءها
وهو وقف حين دخلت وهو يشبع عينيه نظرا إليها..
سلمت ثم جلست في مقعد قريب منه ولكن بينهما مسافة
همست باهتمام: ليش لابس ثوب أبيض.. مهوب برد عليك؟؟
ناصر يبتسم: وين برد الله يهداش اليوم أول يوم في شهر 2.. البرد خلاص.. الله يذكره بالخير
ابتسمت مشاعل بعمق.. لأول مرة ترى ابتسامته بعد تلك الليلة المشئومة
همست: ليش ما جيت أمس؟؟
همس: جيت قبل أمس.. وأنحرج أنط لكم كل يوم
مشاعل بهمس فيه مساحة شاسعة من الألم: ولمتى واحنا على ذا الحال
أمي تسألني ولطيفة.. وأنا ماعندي جواب
ناصر لم يجبها ولكنه وقف وتوجه للأريكة حيث تجلس.. وجلس جوارها
انتفضت بعنف.. للمرة الأولى يفعلها ويلتصق بها هكذا وبرغبته
كانت ترتعش كعصفور مبلل
وهو يمد ذراعه ليحيط بها كتفيها.. فيزداد ارتعاشها
همس لها من قرب بنبرة عميقة خافتة وهو يلاحظ ارتعاشها : خايفة مني؟؟
كانت أنفاسه الدافئة تصطدم بخدها لشدة قربه منه
مشاعل أجابته بصدق رقيق: خايفة شوي ومستغربة كثير
ناصر ينهي مرحلة الحذر في لقاءاتهما المباشرة وهو يهمس بنبرة أكثر عمقا:
ولو سويت شيء نفسي أسويه من أول يوم شفتش واقفة على الدرج قبل زواجنا بكم شهر.. يوم جيت أسلم على جدتي مع فارس
بتخافين أو بتستغربين؟؟
مشاعل بتوتر وخجل: ما فهمت
ناصر مد كفه الأخرى ليمسك ذقنها بلطف ويقرب وجهها منه
مشاعل شعرت أن قلبها سيتوقف وهي ترى كيف اقترب منها
لينهي رحلة اقترابه بقبلة طويلة .. عميقة.. مشحونة بالتأويلات والشوق والألم
مشاعل تعطل تفكيرها ومشاعر عميقة تغتالها وهي تستكين لاحتضان ناصر الأول لها.. لقبلته الأولى
ولكن حينما عاد لها تفكيرها انتزعت نفسها منه وهي تهمس بصوت مبهور الأنفاس مشبع بالألم: ناصر أنت ليش تسوي كذا؟؟ ليش؟؟
دامك ما تبيني.. وش ذا الجنون اللي حن نسويه؟؟!!
ناصر مازال هائما في سماواتها.. وانفعال أعمق يهزه بعنف ..ولكنه رد عليها بثبات:
هل أنا سويت شيء حرام أو عيب؟؟
مشاعل بخجل عميق: لا.. بس....
ناصر قاطعها بابتسامة: غريب
مشاعل قامت لتجلس على كرسي لوحدها وهي تهمس بحرج: غريب واجد مهوب شوي
ناصر بمرح يعيده لشخصيته القديمة بالكامل: يعني قمتي من جنبي.. تعتقدين هربتي مني.. كلها خطوتين بيني وبينش..
مشاعل تبتسم: تعبت أسأل وأنت ما تجاوبني.. وش آخرتها؟؟
ناصر قام ليجلس جوارها ويحتضن كفها..ثم يهمس بعمق: والله العظيم أنا ما أدري وش أخرتها
طلعتش من بيتي وعشرتي حررت مشاعري.. وماني بمستعد أرجع أقيدها
*************************
شقة آل مشعل في لندن
موضي في الصالة
يُفتح الباب الواصل بين المجلس والصالة ..ليطل وجهه الحبيب عليها
موضي تقفز وهو يدخل لتتعلق بعنقه وهي تهتف بفرح عميق:
الحمدلله على سلامتك فديتك...
ثم تكمل بمرح: الحبس للجدعان
مشعل يقبل رأسها وهو يقول بود عميق: جعل عيني ما تبكيش يا أخيش
سامحيني..
أدري أني حديتش على أقصاش يوم خليتش تجين مع راكان
موضي بتأثر: فديت قلبك.. لو مهما سويت لك.. والله ما يلحق ذرة في غلاك عندي
ثم أردفت برقة: خليتنا نهذر وفيه ناس ينتظرونك داخل
مشعل بقلق: ليش قاعدة داخل؟؟ لا تكون تعبانة؟؟
موضي بلهجة قلق مصطنعة: إيه تعبانة.. رح لها
مشعل باستعجال: زين بأروح لها.. وترى فيه كلام مهم أبي أقوله لش.. راجع لش
يبي لنا قعدة
موضي تخفي ابتسامتها: أنت الحين رح.. والقعدة لاحقين عليها
مشعل يتوجه للداخل.. لا يعرف أي غرفة.. ولكنه اختار التي وجد بابها مشرعا
وبالفعل كانت هيا تقف وظهرها للباب تنظر مع النافذة للخارج.. وتحاول أن تتحكم بلهفتها الكاسحة
اقترب منها بهدوء حتى وصل خلفها وهي مازالت سارحة
همس بالقرب من أذنها بشوق بالغ: وحشتيني
التفتت هيا بابتسامة شاسعة لترتمي بين ذراعيه وهو يهمس لها بحنان: بدون بكا
هيا وهي تدفن رأسها في صدره.. همست بسعادة: ماني بباكية
مشعل أبعدها قليلا لينظر إلى وجهها.. ثم وضع يده على جبينها ليهتف باستغراب: أشوفش زينة
ليش موضي تقول إنش تعبانة؟؟
ابتسمت هيا: لأني تعبانة
مشعل يبتسم: أول مرة أشوف حد يقول أنا تعبان.. وابتسامته شاقة كذا
هيا بابتسامة أكثر إتساعا: لأنه تعب يونس
مشعل باستغراب: حيرتيني.. وش السالفة؟؟
هيا تقرص خده لتقول بوله: مشكلتك بريء بزيادة.. ما أدري متى بتفهم التلميح من أول مرة؟!!
مشعل يضحك: نعنبو دار عدوينش رجّال داخل على الثلاثين وتقولين لي بريء بزيادة
هيا تبتسم وهي تبتعد خطوة للوراء: يعني لازم أقول لك على بلاطة أنك خلاص بتصير بابا.. تعبت ألمح وأنت ما فهمت
مشعل بهت.. بهت تماما
والكلمات تخرج متقطعة من بين شفتيه والفرحة تخترقه حتى أقصى وريد وشريان ونفس:
أنـ ـا.. أنــ تــ ـي.. أنــ ــا بــ ـابــ ــا
ثم انسابت الكلمات كالشلال من بين شفتيه وهو يمسك عضديها ويهزها بفرح عميق:
تكلمين جد.. والله.. والله؟؟؟ أنتي حامل.. حامل.. أنا بأصير أب يعني؟؟
جد؟؟ جد؟؟
هيا تبتسم من فرحته العميقة: ليه المواضيع هذي فيها مزح
مشعل بسعادة: خلاص ترجعين مع موضي وراكان للدوحة..
تعبت عليش حمل ودراسة
هيا برفض قاطع: ولا تحاول ولا تفكر.. طلعنا من الدوحة سوا.. نرجع لها سوا
وبعدين حبيبي خلاص كل اللي باقي لي كم شهر..
خلني أخلصهم قبل أولد وأنشغل بالبيبي
مشعل بتردد: والله تعب عليش يا قلبي
هيا تضع رأسها على صدره: التعب الصحيح أنه أول حمل لي يمر وأنت بعيد عني
أبيك معي كل يوم بيومه..
وأنا رحت للدكتورة وطمنتي.. وعطتني إبرة مثبت وحبوب.. يعني مستعدة لروحة واشنطن تمام التمام إن شاء الله
***********************
شقة آل مشعل
مشعل يعود لموضي الجالسة في الصالة وابتسامة شاسعة ترتسم على وجهه
موضي تبتسم لابتسامته وهي تهمس: مكتوب على وجهك بابا خايب
مشعل يجلس جوارها وهو يهمس بسعادة حقيقية: أنا بأصير أحسن أب.. خله ياتي بس
موضي تضحك: أشهد أن الولد خرب من الدلع
مشعل بابتسامة: وانتي وش عليش.. خليه يتدلع
موضي بسعادة: فديت قلبه الولد اللي أنا عمته.. مبروك يا مشعل مبروك فديتك
مشعل يدخل مباشرة فيما يريد قوله: وأنتي متى بنقول لش مبروك؟؟
موضي انتفضت بعنف: تو الناس
مشعل بحزم رقيق: لا مهوب تو الناس..
اسمعيني يا موضي عدل
ماحد بجابرش على شيء ما تبينه.. بس اسمعي كلامي للآخر
راكان يقول انه يبي يسوي عشاء وتجين لبيته على طول عقب ما ترجعون الدوحة
موضي وقفت بشكل مفاجئ.. وهي تقول برعب: وشو؟؟
مشعل أمسك كفها بحنان وهو يشدها ليجلسها جواره ويكمل:
اسمعيني.. انتي الحين سافرتي مع راكان وصار لكم تقريبا أسبوع مع بعض
إذا رجعتي للدوحة ورجعتي بيت هلي.. وش تبين الناس يقولون؟؟
موضي بانفعال: مشعل ما اتفقنا على كذا
مشعل بقلق: موضي أنتي ما تبين راكان؟؟
موضي بوغتت: لا مهوب كذا.. بس.........
مشعل يقاطعها: دام إنش تبينه..موعد العرس شيء شكلي ماله معنى
والله يا موضي مهيب زينة تسافرين معه وعقبه تبين ترجعين بيت هلي
أدري إني أنا السبب.. بس خلاص المنطق يقول إنش ترجعين لبيت راكان
موضي بتساءل مفاجئ وحذر: هذا كلامك أو كلام راكان؟؟
مشعل بتلقائية: راكان قال لي.. وأنا وافقته على طول.. لأن الفكرة نفسها كانت تدور ببالي بس ماقدرت أقولها له
موضي بسكون وهي تجد نفسها مجبرة منطقيا على الموافقة: خلاص مشعل مثل ما تبون
مشعل يبتسم: خلاص أنا باتصل في الدوحة يسوون العشاء بكرة في الليل عشان يلحقون يعزمون... معارف راكان واجد
موضي برعب: وليش مستعجل كذا؟؟
مشعل بهدوء: دامك فيها وش أنت تتنيها
طيارتكم بكرة الفجر.. قبل الظهر انتو واصلين الدوحة.. ترتاحون .. وعشاكم في الليل
************************
اليوم التالي
فجرا
طائرة راكان وموضي اقلعت
وبعدها بساعات طائرة مشعل وهيا
وهاهما راكان وموضي يجلسان متجاورين
كل منهما غارق في تفكيره الخاص
ويشعر بضيق خاص وتوجس عميق لحياتهما التي ستبدأ فعليا مع بعضهما الليلة
كلاهما صامت ومعتصم بمقعده الذي يشكل حدود مملكة وجوده الخاص به
والتي يوشك الآخر على اقتحامها
بعد صمت استمر لساعات همس راكان بهدوء: موضي
موضي انتفضت بعنف: لبيه
راكان بثبات واثق: لبيتي في مكة..عطيني رقم حسابش.. أبي أحط مهرش فيه أول ما نوصل الدوحة
موضي بحرج: راكان.. مافيه داعي وش باشتري يعني؟؟ وأنا أساسا عندي فلوس
راكان بحزم: فلوسش لش.. وهذا مهرش وحقش..
خلاص بأخلي مشعل يأخذه من أم محمد دامش مستحية تقولينه
صمتت موضي بخجل
راكان تنهد ثم همس: اسمعيني
عندي شور.. وأنتي بكيفش
موضي بحرج: آمرني.. ولا تشاور
راكان بذات هدوءه المعهود: أيش رايش نسافر الليلة عقب العشاء على طول؟؟
موضي باستغراب: نسافر مرة ثانية.. حجزت لمكان يعني؟؟
راكان يشرح لها : لا بنسافر على السيارة.. نروح دبي مثلا وإلا أبوظبي
أسبوع ونرجع
موضي بارتباك: وليش السفر في هالوقت بالذات؟؟
راكان بابتسامة: بصراحة أنا لحد الحين ماني بفاهم أشلون زواجنا بيكون
وأنتي عارفة إنه بنسكن مع هلي.. ما أبي يبين شيء قدامهم يضايقش
حاب أنه احنا نحط إطار لحياتنا مع بعض ونتفاهم عليه قبل نرجع لهم
وخصوصا أنه أنا حتى غرفتي ما جهزت.. أبي أخليهم يفتحون غرفتي على غرفة ناصر القديمة ويرتبونها ويأثثونها من جديد لين نرجع
موضي تهز رأسها بتوتر: مثل ما تبي راكان
موضي تشعر بضيق عميق.. ولكنها من أدخلت نفسها في هذه الدوامة من البداية.. وماعادت تستطيع التراجع
مجبرة أن تعيش حياة مجهولة تنتظرها مع راكان..
حين طلبت من راكان أن يتزوجها.. لم تفكر أن هذا الأمر هو زواج فعلا قد تطول مدته لسنوات..
فكرت فيما سيحدث لحظتها.. خانتها كل منطقيتها لرسم تراتبية حقيقية للأحداث المتوقعة..
ستصبح زوجته فعليا غدا في إتفاق زواج صوري لا تعلم كم قد تطول مدته
أو كيف ستتعامل مع راكان فعلا؟!!
*********************
الدوحة
الجو مشحون تماما لدى عائلة آل مشعل
فخبر عودة راكان وموضي واحتفال العشاء أحدث فوضى ترتيب.. تحملت معظمها لطيفة كالعادة
التي بدأت بالتجهيز بالعشاء والاستعجال في الحجز.. مشعل اتصل بها البارحة وأبلغها..
وزوجها مشعل أعطاها بطاقته المصرفية وطلب منها أن تصرف منها بكامل حريتها
أنهت حجز العشاء والمضيفات والحلويات والضيافة وبدأت في توجيه الدعوة لقريباتهن
أما ما أنهكها فهو أن تجد خبيرة تجميل توافق على حجز متأخر كهذا.. ولكنها وجدت في النهاية
واليوم تريد أن تذهب لتشتري لموضي بعض الأغراض على عجل
أهمها فستان لليلة.. وملابس وغيارات تكفيها لأسبوع أو اثنين على الأقل
لذا قررت أن تخرج مبكرة وتأخذ معها مشاعل ومعالي وعلياء وعالية حتى يتفرقن ويستغللن الوقت في أن تشتري كل واحدة منهن أشياء معينة
وصنعت لكل واحدة منهن قائمة محددة..
علياء وعالية الأحذية والحقائب
معالي العطور والمكياج
ومشاعل التايورات والملابس والجلابيات
ولطيفة تتفرغ لاختيار الفستان واكسسوراته إضافة لملابس النوم والعبايات
بينما عشاء الرجال تكفل به ناصر ومشعل
كل شيء بدأ تجهيزه على عجالة
وهاهما العريسان يصلان للدوحة.. ويتوجه كل منهما لبيت أهله حرا للمرة الأخيرة
***************************
موضي وشقيقاتها في غرفتها
بعد صلاة الظهر
لطيفة كعادتها تدور كإعصار نشيط رقيق .. مهتمة بكل التفاصيل
وهاهي تهتف باستعجال: يالله موضي أنا حاجزة لش كورس سريع في الصالون
بعد ساعة
يا الله ترجعين تأخذين شاور وتصلين المغرب.. بتكون الكوافيره اللي بتسوي لش الشعر والمكياج واصلة
موضي بحرج: لطيفة وش ذا كله الله يهداش؟؟
مشاعل كانت من ردت وهي تبتسم: يأختي أنتي عروس.. لازم تعدلين
موضي التفتت لمشاعل وهي تبتسم: وعروسنا حرم الأستاذ ناصر وش أخبارها؟؟
مشاعل صمتت بحرج وكانت لطيفة من أجابت بنبرة بها غضب:
أختش الشيخة مشاعل.. صار لها أسبوع هنا عند أمي.. أول كانت مريضة.. والحين ما تبي ترجع
مع أن المسكين كل شوي يتصل وكل يوم جاي يزورها
موضي التفتت لمشاعل باستغراب: ميشو شاللي صاير بينش وبين ناصر؟؟
مشاعل بحرج: موضي الليلة ليلتش.. خليني أنا وناصر على جنب
موضي بإصرار: لا مافيه.. قولي لي
لطيفة بدورها همست بإصرار: حتى أنا أبي أعرف.. وأنتي أظني عارفة إنه مستحيل وحدة منا يطلع منها سر لش
مشاعل تنهدت: والله العظيم ما أدري.. في بيته ما كان طايقني.. وهو اللي قال لي روحي مع أمش ولا ترجعين
ومن يوم جيت هنا وهو متغير 180 درجة.. أو بالأصح رجع لشخصيته الطبيعية اللي قبل... واللي أنا ما عشتها معه
الحين تصدقوني لو أقول لكم.. قاعدين نعيش حب جديد.. كل واحد يكتشف الثاني..
الغريب إني أنا قلت له إني مستحيل أرجع بيته عقب ما طردني منه
وهو يقول لي أنا ما أبيش ترجعين أصلا
وش آخرتها بيننا أنا ما أدري..
لطيفة بصدمة: أنتي ورجالش صاحين وإلا مجانين؟؟
تبين أقول لمشعل يكلمه؟؟
مشاعل برجاء جازع: لا لطيفة تكفين.. ما أبي حد يعرف باللي بيني وبين ناصر
موضي باستغراب عميق: بس الوضع اللي انتو فيه وضع غير طبيعي
مشاعل تريد انتهاء الحديث: كثير أزواج يعانون أوضاع غريبة
ومشكلتي أنا وناصر حن بنحلها.. لا تشغلون بالكم فيني
خلنا الحين في موضي
************************
بيت محمد بن مشعل
قبل صلاة العصر
أم مشعل متوترة للغاية
مريم تبتسم وهي تحتضن كف والدتها: يمه وش فيش متوترة كذا؟؟
أم مشعل بتوتر: أخيش هذا جلطني
يبي يفشلنا في موضي.. حتى مكانهم مارتبناه بعد
مريم بحنان: يمه راكان بيسافر الليلة
ومكانهم بنرتبه على راحتنا
ويقول إنه بيقول لمشعل يغير الديكور كامل
أم مشعل باستفسار: متى قال لش؟؟
مريم برقة: قبل شوي قبل يطلع يرتاح
أم مشعل بارتياح: إيه كذا زين.. أنا ما ودي موضي تحس إنها أقل من غيرها
مسكينة راحت معه عشان تعب مرت أخيها
وعقبه انغصبت على ذا العجلة..
مريم بمحبة عميقة: إذا الغصيبة على راكان.. ياحظها اللي غصبت
أم مشعل تبتسم: عشانه أخيش
مريم بعمق: لا والله إنه يستاهل أبو محمد.. ومثله نادر.. جعل يومي قبل يومه
أم مشعل بحنان: العمر الطويل لش في الطاعة.. وجعلني أشوف عيالش
ودام حن في الطاري.. ترا مشعل كلمني البارحة
يقول سعد يبي العرس نص شهر 5 إذا خلصتي دوامش.. وش رأيش؟؟
مريم صمتت بخجل
وقلق عميق ينتابها.. وخوف أعمق يغتال مشاعرها من حياتها المقبلة مع سعد
أم مشعل تبتسم: توكلنا على الله.. بأقول له مافيه مانع..
**********************
تركيا
اسطنبول
أوتيل جيلان انتركونتنتال القريب من ساحة التقسيم الشهيرة
بعد صلاة العصر
توقيت اسطنبول الصيفي ذات توقيت الدوحة ولكن الشمس تغرب في وقت متأخر بين الثامنة والثامنة والنصف مساء
كانت العنود تلبس استعدادا للخروج
بينما فارس الذي كان قد انتهى من ارتداء ملابسه يقف في الشرفة يتحدث في هاتفه
حينما أنهى المكالمة عاد للعنود وعلى وجهه ابتسامة شاسعة
كانت العنود ترتدي نقابها وهي تهمس له: الله يونسك بالعافية
فارس بذات الابتسامة: ويونسش
وإذا دريتي استانستي بعد
العنود باستفسار: أدري عن ويش؟؟
فارس يبتسم: الليلة بيسوون عشاء لراكان وموضي.. وخلاص موضي بتصير من سكان بيت هلش
العنود شهقت: وشو؟؟ وشو؟؟ الخونة... وبدون ما يسوون عرس..وبدون ما ينتظرونا حتى
فارس يحتضن كتفها وهو يربت عليه: خلي الناس ينبسطون..هم مربوطين فينا؟!!
العنود بضيق عميق: كان ودي أكون معهم.. هو راكان بيتزوج كل يوم
فارس قبل رأسها وهمس لها بحنان: ياقلبي المهم التوفيق.. وهذا مجرد عشاء بسيط جاء بدون تخطيط
والحين نكلم راكان ونبارك الله
***************************
بعد المغرب
بيت عبدالله بن مشعل
الترتيب على أشده بين حديقة البيت حيث ترتب الطاولات والمقاعد
وبين داخل البيت حيث يتأنقن الصبايا
يرن هاتف مشاعل
تبتسم موضي: لا تقولين إنه ناصر..
تهز مشاعل رأسها وهي تبتسم وتقوم لتكلمه
وموضي تضحك: قولي له يثقل شوي.. هذي ثالث مرة يتصل خلال ذا الساعة والنص اللي قعدتيها معي
مشاعل تبتعد لتذهب لغرفتها وتغلق عليها الباب: هلا ناصر
ناصر بمرح: هلا بعيون ناصر وقلبه
كحت مشاعل بحرج لأول مرة يتغزل بها بشكل صريح هكذا.. ثم صمتت
ناصر بنفس النبرة المرحة: أحلى كحة سمعتها في حياتي.. وعقب الكحة ياقلبي؟؟
مشاعل بحرج أكبر: ناصر الله يهداك وش فيك؟؟
ناصر بابتسامة: الحين اللي يقول لمرته كلام حلو.. يكون فيه شي؟؟
مشاعل تبتسم: أنت متصل وأنت عارف إني مشغولة عشان تقول لي كلام حلو؟!!
ناصر برجاء لطيف: لا عشان أطلب طلب من حبيبي الحلو
مشاعل بحذر: أي طلب؟؟
ناصر بمناشدة عذبة: أبي أشوفش عقب العشاء.. باشوف شكلش
مشاعل بحزن رقيق: تبي تشوفني بلبس المهرجين وأنا مصبغة وجهي بعشرين ألف لون؟؟!!
ناصر شعر بلوعة ومرارة عميقتين: آسف ياقلبي.. والله آسف.. أنتي لازم تطلعين كل موقف بايخ سويته معش من عيني
مشاعل شعرت بحرج من أريحيته ولطفه: ما أقصد ناصر آسفة
ناصر عاد للابتسام: يا كثر ما نتعذر من بعض.. ترا ماحنا في مدرسة
ثم أكمل: ها أشوفش؟؟
مشاعل بخجل: ما أدري السالفة محرجة.. والوقت بيكون متاخر
ناصر يستعد لانتهاء المكالمة: أنا بأسكر فيه عمال جايين للترتيب
وأنتي شوفي لي حل.. لو ماشفتش الليلة بيصير لي شيء
أهون عليش يعني؟؟!!
*************************
بعد صلاة العشاء
مجلس آل مشعل
هاهو راكان يجرب البشت الأسود كمظهر عريس
دون إحساس فعلي بمشاعر العريس
لا ينكر أن هناك شعور بسعادة ما وهو يرى الكثير من أصدقائه ومعارفه الذين ملئوا المجلس الضخم عن آخره
ولكن هناك شيء يرفض التحرك داخل قلبه
تنهد بعمق.. (كيف يتحرك الأموات؟!!)
بعد العشاء
ومغادرة الكثير من الضيوف كان مشعل شقيقه يجلس جواره
همس له راكان بهدوء: أبي منك خدمة يابو محمد
مشعل بهدوء: آمر يابو محمد اس 2
راكان بذات الثبات: أبيك تفتح غرفتي على غرفة ناصر
وتعيد ديكورها وترتيبها وفرشها خلال أقل من أسبوع
تقدر؟؟
مشعل يبتسم: أفا عليك يا أخيك.. لو تبي خلصتها في 3 أيام
ثم أردف: بس منت بشايف إنك مستعجل على سالفة السفر
انتظروا لبكرة
راكان بهدوء: لا مستعجل ولا شيء.. بنسافر نغير جو لين تخلص غرفتي
أنا حتى الحجز للأوتيل خلصته اليوم العصر
***********************
على الجبهة الأخرى
جبهة العروس المتوترة
كانت موضي متألقة جدا في فستان ذهبي ضيق.. ليس فستان عروس
لكنه يوحي بأجواء العروس
اختارته لطيفة لأنها تعلم أن موضي يستحيل أن تلبس فستان عروس
لكنها في ذات الوقت أرادت إشعار راكان حين يراها أنها عروس فعلا
لطيفة ومشاعل أنهيتا ترتيب حقيبتها وأغراضها
لأنهما علمتا أنهما سيسافران فورا بعد العشاء
ولكن مالم تتوقعاه أن راكان رفض أن يدخل ليرى موضي ويجلس معها
بحجة أنه مستعجل
الأمر الذي أراح موضي على عكس توقع شقيقتيها وضيقهما
فراكان وموضي كلاهما متوتران من مظهرهما أمام الجمهور الذي سيشاهد مسرحيتهما
التي بدءآ بتمثيلها..
وفي حدود الساعة الحادية عشرة
كان راكان يقف بسيارته خارجا
وموضي خلعت فستانها لترتدي طقما خفيفا
وتمسح مكياجها على عجل.. فمكياجها الصارخ لا ينفع للمرور عبر الحدود
ولكن الوقت لم يسعفها لفك تسريحة شعرها
لبست عباءتها وخرجت له
لتجد والدها وسلطان معه
باركا لها بعمق وهما يسلمان عليها
والدها احتضنها وهمس في أذنها بعمق: حلفتش بالله عز وجل إنش ماتدسين علي لو ضايقش راكان في يوم
مثل ما دسيتي علي اللي حمد كان يسويه فيش.. ترا لحد الحين السالفة موجعتني يا أبيش
ووالله ما أسامحش لو دسيتي علي مرة ثانية
موضي همست في أذنه بتأثر عميق: جعلني ما أبكيك.. أنا متأكدة إنه راكان عمره مايضايقني بشيء
ثم ألتفت لراكان الذي كان واقفا بكامل أناقته وهيبته وقال له بحزم أبوي:
وصاتك موضي ياراكان.. موضي ما توجع كبد حد
طالبك ما توجعها يوم
راكان برجولة خالصة: موضي في عيوني وفوق رأسي.. ازهلها إنها ما تضام عندي وربي شاهد علي
موضي تشعر أن كل هذا كثير عليها وهي عاجزة عن مجرد رفع عينيها للنظر لراكان
راكان همس لها : يالله موضي اركبي
سلطان فتح لها الباب الأمامي وهي وقفت لتحتضنه بشدة
ثم تجلس بجوار راكان
وتوتر عميق بعمق الموقف الذي تعيشه يغتالها ويبعثر مشاعرها
وسيارة راكان تنطلق بهما
#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 03:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية