لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-09, 05:58 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعة مباركة وتقبل الله طاعتكم ووافق بينكم وبين ساعة الإجابة في هذا اليوم الفضيل

أولا: أحب أرحب بكل المنضمات الجدد وكل المعلقات الجدد
القافزات من خلف الكواليس لمقاعد الصف الأول
وأعيد الترحيب بالمتابعات اليوميات عطر أسى الهجران الأبدي


مشاعل الخجولة.. قضية الأجزاء الماضية
جدل طويل ودار
فكرة التحرش غير واردة حتى أريح من توقعها
فهناك الكثير من الفتيات الخجولات بطبيعتهن والحياء هو زينة المرأة
وليس معنى أن كل من تعاني من خجل لابد أن تكون تعرضت لتحرش
وكأن الخجل عارض مرضي له أسباب..نقول الحياء إيجابي.. والخجل سلبي
حتى الخجل يبقى إيجابيا حتى يتجاوز الحد إلى درجة منع التواصل الطبيعي مع البشر..حينها يصبح مرضا
الفكرة التي أردتها استنتجها الكثيرون أن هناك فتاتين كلاهما تشعران بالخجل
ولكن طريقة تصرفهما اختلفت...بين المصارحة الحيية المهذبة وبين التصرف المتهور الناتج عن الخوف
وهكذا لابد أن تكون القرارات في الحياة
تُحسب بدقة من خلال طرح كل الاحتمالات واختيار الاحتمال الأفضل
دينيا وعرفيا وأخلاقيا واجتماعيا
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/ الجزء السابع والستون


جناح فارس والعنود

العنود تتشجع وتمد يدها لتلمس وجه فارس الذي كانت تظنه نائما
لمست أولا القطع في طرف حاجبه اليمين بطرف سبابتها
كان غائرا نوعا ما
ولكنه منحه طله رجولية موجعة بعمق
فارس شعر بثوران مشاعر كاسح منذ أحس بملمس أصبعها الناعم على وجهه
لكنه قرر أن يستمر في تمثيل النوم
حتى لا يحرجها.. وحتى يرى ما تود فعله
انتقالها التالي مباشرة كان للطرف الأيسر من شفته السفلية
حيث القطع الثاني
حينها

ثار غضبه فعلا

فأكثر شيء يكرهه في حياته
والشيء الذي لم يستطع تجاوزه أبدا
أن يكون اهتمام الآخرين هو بشكله
هي لم تلمس وجهه تعبيرا عن مشاعر كما فعل
ولكنها تريد أن تتأكد من مواصفات شكلية لذا اقتصرت على لمس موقعين محددين فقط
وهذا الشيء أثار غضبه لأبعد حد

فتح عينيه وهو يصرخ بها: شتسوين؟؟

العنود انتفضت وهي تتراجع للخلف وتهمس بوجل: آسفة .. آسفة

فارس صرخ فيها: إياني وإياش تعيدينها

العنود صمتت وهي تبتلع عبراتها ومرارتها وإحراجها

فارس قصد بجملته والذي يجب إلا تعيده أن يكون اهتمامها هو بشكله
بينما العنود فهمت أن الذي يجب إلا تعيده هو الاقتراب منه أو لمسه
وهذا الأمر جرحها
جرحها بعمق
كما لو أنه هو فقط من يحق له لمسها في الوقت الذي يشاء
بينما هي لا يحق لها ذلك.. وكأن علاقتهما يجب أن تكون من طرف واحد
يكون هو المرسل وتكون هي المستقبلة
المستقبلة لكل شيء لمساته.. قسوته.. حدته.. كلامه الجارح
أ يريدها أن تتحول لمخلوق بلا مشاعر مهمته فقط أن يكون حاوية لاستقبال جنونه؟!!!


*************************



قبل صلاة الظهر بقليل
مشعل يعود للبيت ليتوضأ ويذهب للصلاة

وجد هيا تجلس على جهازها المحمول

سلم وهو يميل عليها ليقبلها ويسألها بحنان: شتسوين؟؟

هيا تحتضن وجهه بكفها وتهمس: أشوف إيميلي صار لي كم يوم ماشفته
ثم أردفت: وين رحت من صبح؟؟

ابتسم مشعل وهو يبتعد ليخلع ثوبه ليدخل الحمام:
شغل تحريات وإلا غيرة نسوان وإلا مجرد فضول؟؟

هيا تبتسم: اللي هو

مشعل وهو على باب الحمام: رحت أجيب مشاعل
استدعوا ناصر يشارك بسباق ضروري في الأردن

مشعل دخل الحمام وهيا مستغربة
(يروح يشارك في سباق صباحية عرسه!!!!)

هيا تقلب بريدها الإلكتروني.. تجد رسالة مهمة.. تقرأها باهتمام
حين خرج مشعل تقول له باهتمام:
حبيبي البعثات طالبيني يقولون فيه أوراق ناقصة يبونها

مشعل بهدوء: خلاص حبيبتي الأسبوع الجاي بأروح لهم وأشوف وش يبون

هيا بهدوء: عادي حبيبي أنا باروح

مشعل باستنكار غاضب لطيف: لا يا قلبي هذاك أول
الحين عندش رجّال يتعب لش
وأنتي اقعدي مرتاحة


***************************



الدوحة
طريق المطار

راكان يقود بناصر المتوجه للمطار

راكان بهدوء: ناصر الله يهداك ماقدرت تعتذر من السباق
عرسك البارحة وش تبي الناس يقولون

ناصر بغموض: مهوب قايلين شيء.. السباق لازم أشارك فيه
لو مالقوا فارس يكمل الفريق بتلغى مشاركة فريق قطر بالكامل

راكان باستفسار شفاف: ومرتك؟؟

ناصر بذات الغموض: تنتظرني لين أرجع
هي مقدرة ظرفي وسامحة لي بنفسها

(أصلا هي ما تبي إلا الفكة مني
يا الله يا مشاعل
ليه كل ذا؟!
تقضين الليل كله في الحمام قرفانة مني
وش سويت عشان استحق منش ذا الجفا والكراهية؟!)

راكان يسأله: السباق متى؟؟

ناصر بهدوء: الليلة الساعة 8

راكان بقلق: بذا السرعة أنت مالحقت تتدرب مع الحصان اللي بتركبه
وخصوصا أنك أول مرة تركبه

ناصر بتطمين: عادي.. ثندر يعرفني عدل

راكان: ومتى بترجع؟؟

ناصر: السباق بيخلص بكرة على الظهر
بأرجع بكرة في الليل إن شاء الله

راكان بهدوء: خلاص بكرة الليل بأنتظرك في المطار

ناصر برجاء أخوي: زين راكان تكفى لازم تزورون حسن
حسن في المستشفى يده منكسرة

راكان بنبرة رجولية: أفا عليك بدون ما تقول.. هذا واجب

ناصر يتذكرشيئا: راكان هاك التذاكر وحجز الأوتيل.. أبيك تروح للسفريات تلغيها

راكان باستغراب: وليه ألغيها؟؟ باجله يومين ثلاثة..

ناصر بسكون: أنا ما أدري متى بنقدر نروح.. ألغ الحجز..
وإذا جينا بنسافر مرة ثانية.. سويت حجز ثاني إن شاء الله..
ثم ابتسم ناصر ابتسامة باهتة: أو أخذ الحجز لك أنت وموضي على خير

راكان بهدوء غامض: أنا وموضي إذا رحنا.. رحنا مكان ماحد راح له قبلنا

ناصر بتفكير وهو يتذكر حواره مع راكان عن موضي قبل فترة وجيزة:
إلا تعال قل لي يا أبو قلب ميت.. وش غير رأيك ونططك تبيها؟؟
وإلا عشان شفت خلاص إنها بتخلص العدة.. صحصح القلب الميت

راكان بذات الهدوء الغامض: على قولتك



************************



بعد صلاة الظهر
جناح فارس والعنود

فارس ذهب للصلاة ولم يعد بعد
العنود صلت وهاتفت أمها وشقيقتها
وهاهي أمام المرآة تتأنق
لا تريده أن يظن أنها تأنقت من أجله بعد صراخه اليوم عليها
ولكنها فعليا تفعل
جزء من أجل نفسها وإحساسها أنها عروس لابد أن تتأنق
من ناحية أخرى تتمنى أن تذهب لأهلها ..وإذا وافق تريد أن تكون جاهزة
ومن ناحية ثالثة: لِـمَ لا؟؟ فليراها جميلة ومتأنقة

وهاهي متألقة بل ومتألقة جدا
وهي ترتدي تنورة حرير طويلة مشجرة ضيقة وتتسع من أعلى الركبتين
مع كعب عالي وتوب (هاي نك) أسود سادة ملتصق بكم طويل
مع عدد من السلاسل الفضية النحيفة المختلفة الأطوال
وشعرها رفعته بشكل عشوائي وثبتت بعض خصلها الأمامية بمشابك فضية
ووضعت القليل من الزينة بشكل محترف

كانت تضع لمساتها الأخيرة على أحمر شفاهها حين دخل
اهتزت يدها
وكادت تلون ذقنها مع شفتيها

سلّم
ردت السلام بهدوء

جلس قريب منها
وهاهي انتهت وتريد القيام
ولكنها عاجزة عن القيام وهي تعلم أنه يراقبها بتفحص
(نفسي بس أفهمه
ليش يطالعني كذا؟؟
ليش غامض كذا؟!)

(ولِـمَ أنتِ جميلة هكذا؟!
وتتسلقين الروح بهذه الطريقة
لتنغرسي في أعمق أعماقها
لِـمَ يبدو كل شيء بجواركِ باهتا وكأنكِ احتكرتِ كل ألق العالم؟
ولماذا يؤلمني النظر إليك إلى هذا الحد؟!
لم أعلم مطلقا أن مجرد النظر قد يمزق الروح حتى عرفتكِ
ها أنتِ تجلسين كملكة متباعدة
تحكم ولا تعلم كم هو جائر حكمها
وكم هي ظالمة
وأنا أحد رعاياكِ ينتظر منك أن تنظري له بعين الرأفة والرحمة
انظري إلى
انظري إلي)

العنود مازالت تجلس في مكانها
وهو في مكانه
قرر أخيرا النهوض
اقترب منها

ينظر لوجهها في المرآة يعرف أنها ارتبكت من اقترابه
أنزلت عينيها وهو يقترب أكثر
وضع يديه على كتفيها
ارتعشت
همس لها: خايفة وإلا بردانة؟؟

العنود بخجل: لا هذي ولا هذي

فارس بعمق: زين ليش ترتعشين؟؟

العنود لم تجبه لكنها سألته بذكاء، بخجل ممزوج بالحزن:
وأنت ليش تعطي لنفسك حق حرمتني منه؟؟

فارس باستفسار: أي حق؟؟

العنود بذات النبرة الحجولة الحزينة: ليش حاط يدك على كتوفي؟؟
ليش تلمسني وأنت اليوم مصرخ علي عشان لمست وجهك

فارس صمت وهو يبتعد عنها ويعود للجلوس مكانه
ممزق هذا الشاب بين ضغط مشاعره العنيف
وعجزه عن التعبير عنه
واحتواء هذه الصبية التي فتنته حتى الثمالة

تنهدت العنود
(أبو الهول شكله ممكن يصير مشاعر وهذا ولا عمره بيحس)

وقفت العنود وهي تقول له بأدب رقيق: فارس ممكن أروح أشوف أهلي؟؟

فارس بهدوء واثق: خلاص العصر باسوي شيك آوت ونرجع للبيت
وأنا قلت لراكان يفتح خلاص الباب اللي بيننا وبين بيت عمي
روحي وتعالي على كيفش



***********************



الأردن
مدينة البتراء الأثرية التي أصبحت مؤخرا أحد عجائب الدنيا السبع
حيث سينطلق سباق التحمل الذي سيكون 120 كيلومترا على أربع مراحل
30 كيلو بين كل مرحلة ومرحلة
ينطلق من البتراء ليعود لها

الساعة السابعة مساء
تبقى ساعة على السباق
وهاهو ناصر يتفحص ثيندر بدقة فارس محترف
وهو يلبس جاكيتا ثقيلا فوق لبس الفرسان المعتاد
فالجو كان شديد البرودة
ولكنه مع بدء السباق لابد أن يخلع الجاكيت

كان المدرب يقف مع ناصر ويجاوب على أسئلته السريعة المحترفة بلغتهما المشتركة

ناصر: أشلون وزنه؟؟
المدرب: ممتاز
ناصر: وأكله؟؟
المدرب: المعتاد
ناصر باهتمام: ونبضات قلبه؟؟
المدرب: ماتعدت 58
ناصر بارتياح: ممتاز.. والتشغيل؟؟
المدرب: كالعادة.. وكان تمام
ناصر: والتفحيم؟؟
المدرب: 10، 30، 60، والأسبوع اللي فات 90
ناصر بذات نبرة الارتياح: ممتاز.. ممتاز جدا...وحوافره؟؟
المدرب: شحمناها خلاص


في سباقات التحمل.. قوة التحمل هي قوة تحمل الجواد لا الفارس
لذا في كل مرحلة تقاس نبضات قلب الجواد ويجب ألا تتجاوز 64 نبضة
وإلا أُخرج من السباق إلا في مراحل معينة وحسب نتائج المراحل السابقة
وقبل السباق لابد من تشحيم حوافره بزيت محترق حتى تحتمل حوافره الركض طوال هذه المسافة
وجواد سباقات التحمل يجب أن يكون وزنه متوسطا
أي لا يكون هزيلا ولا سمينا
ويجب أن يتم فحصه بدقة وأن يتناول طعاما صحيا ممتلئا بالأملاح التي تعوضه عن ما يفقده في السباقات الطويلة
وتدريبات سباق التحمل طويلة جدا وتستغرق أشهرا
أولها ما يسمى التشغيل وهو عادة 2 كيلومتر متنوعة ركض وحواجز وغيرها
ثم تليها التفحيم وهي إزدياد مسافات الركض قبل السباق المقرر

ناصر يربت على عنق ثيندر: ثيندر لا تخذلني أنا وحسن
نبي نرجع للدوحة بمركز متقدم

لكن ثيندر تراجع بعنقه وهو يصهل
ناصر عاد واحتضن عنقه وهو يقول: أدري إنك مشتاق لحسن
وكلها يومين ويرجعونك للدوحة وتشوف حسن

ثيندر اطمئن قليلا وكأن اسم حسن يطمئنه



************************



بيت محمد بن مشعل

بعد صلاة العشاء

عشاء نسائي أسري بمناسبة اجتماع العرائس

العروسان كانتا متألقتين ورائعتين
كل واحدة منهما بطريقتها الخاصة

وكل واحدة منهما كان لها أسبابها للتأنق
التي ليس من ضمنها إحساسها بالسعادة
مشاعل جعلت الزينة قناعا يغطي إحساسها بالحزن العميق
وإحساس آخر أعمق بدأ يكتم على روحها
القلق على ناصر
ولا تعرف لِـمَ هي قلقة هكذا!!
(لو كنت عارفة أنه بيسافر
كان سمّحت خاطره عشان مايروح وهو زعلان علي
ياويلي من عقوبة ربي.. ليه سويت كذا؟؟
لو كنت فهمته بالكلام إني خجولة واستحي
أكيد ما كان جبرني على شيء)

العنود أكثر تألقا لأنها ليست حزينة كمشاعل
ولكنها بالتأكيد ليست سعيدة
فهذا الفارس يبدو لها عصيا على الفهم
لا تعرف ماذا يريد أو كيف تتعامل معه
جاف جدا في التعامل
والأكثر غرابة هو كيف ينظر إليها
تشعر بحرج فعلي من نظراته المتفحصة غير المفهومة
التي تشعرها بقشعريرة باردة


العروسان كانتا تجلسان متجاورتين
كل منهما سارحة في أفكارها
فوجئتا بمن يفرقهما ويجلس بينهما:
البقية في حياتكم..ويجعلها آخر الآحزان
عسى ماشر ليش محزنين؟؟
صدق ماعندكم سالفة...لو أنا اللي ماخذه عيال خالي
فويرس المزيون الموت الحمر..وإلا نويصر فارس آل مشعل
كان ابتسامتي شاقة من هنا لين ماله مدى..بس صدق يدي الحلق للي بلا ودان

غصبا عنهما ارتسمت ابتسامة على شفتي كل منهما
ومعالي تهتف بمرح: وأخيرا ابتسامة.. أحمدك يارب
يالله مع أني قطعت ركبكم تقبيص البارحة بس أبي أقبص بعد مرة
بس بدون ما تشوفني عمتكم المعقدة تغسل شراعي


ولكن عمتهما كانت في وادٍ آخر
فنورة كانت على غير عادتها بها حزن ظاهر تحاول إخفاءه وهي تجلس في زاوية بعيدة لوحدها

هيا قامت وجلست جوارها: يمه وش فيش فديتش؟؟

نورة احتضنت كفها وردت بحنان: مافيني شيء يأمش؟؟

هيا بتفهم: يمه أنتي متضايقة عشان موضي خلاص بتخلص عدتها وتاخذ راكان؟؟

نورة بحزن: يمكن يكون سبب.. بس مهوب هو الأساس

هيا بحنان: قولي لي جعلني الأولة

نورة بحنان: إلا أنا الأولة جعل عمرش أنتي ومشعل طويل
ثم أكملت بحزن عميق وبهمس لا يسمعه سوى هيا فهي محتاجة للبوح:
موضي وراكان عيالي
وغلاهم كبير والله الشاهد
صحيح ما أقدر إني ما أحزن.. لكن موضي تستاهل اللي يعوضها في سوايا حمد فيها
الناس يشوفوني ساكتة.. يحسبون ما أدري بشيء
أنا دارية إن موضي صبرت على حمد واجد.. وغيرها مايصبر عليه حتى شهر وهي صبرت سنين
كل ماشفت أهلها يسألون عنها إذا تاخرت عليهم
دريت إنه مسوي فيها شوي
أروح لها ألاقيها تدسس وجهها مني عشان ما أشوف فعايله الشينة فيها
وياكثر مالاغيته وربي شاهد
وياكثر مازعلت عليه
لكنه كان يبكي عندي مثل بزر.. كان يموت فيها وروحه معلقة فيها
ويترجاني ما أقول لأحد شيء عشان مايجبرونه يطلقها
أدري إني غلطت.. بس هو كان يوعدني إن كل مرة هي أخر مرة
والأم ما تكذب عيالها ودايم كنت متاملة ينصلح حاله
لين طلقها.. حتى جابر دس علي السبب
بس أنا ماني بغبية.. وش طيحة الدرج اللي جات مع طلاقهم وسفره
الله يواجر موضي على صبرها
خلها تأخذ راكان يغسل كبدها من حمد وسواياه فيها


هيا كانت مصدومة تماما من سيل الأسرار الذي سكبته عمتها المكلومة أمامها
(معقولة هذا كله كان يضربها؟!
وش ذا الحيوان المتوحش؟!
يا قلبي يا موضي
يا كثر صبرش!!)

عمتها بهمس مؤلم: الحين أنا أحاتي حمد أحاتيه واجد
قلبي ماكلني عليه
ما كان يكلمني إلا مرة كل أسبوعين.. والحين صار له ثلاثة أسابيع ما كلم
والتلفون اللي هو يكلم منه بناتي طلعوه من الكاشف وندق عليه بدون فايدة
وش ذا الدورة اللي حتى جوال ماعنده؟؟

هيا بحنان: يمه عطيني الرقم... صديقتي مصرية وأبوها رجال واصل
بأخليها تطلع الرقم من وين طالع؟؟؟



**************************



بيت فارس بن سعود
جناح فارس الذي أعاد تجديده بالكامل

الساعة 11 ونصف مساء

العنود عادت مع أم فارس للبيت.. عبر الباب الواصل

صعدت لغرفتها
كانت تظن أن فارس لم يعد بعد..
خلعت عباءتها وعلقتها

(أنتي أشلون تلبسين كذا قدام الناس؟؟)
صوت غاضب اقتحم هدوءها

العنود بخجل وارتباك وهي تنظر لنفسها:
ليه وش فيه؟؟

كانت العنود ترتدي بنطلونا بنيا واسعا بقصة مستقيمة
مع بلوزة شيفون مشجرة باللونين الذهبي والبني مزمومة عند الخصر والكمين
وتحتها بروتيل باللون البني
مع حزام عبارة عن سلاسل ذهبية تنزل على الردفين بشكل مائل

فارس يقترب منها ويهمس بغضب مكتوم:
إلا وش اللي مهوب فيه
شفاف وبنطلون بعد

العنود ابتلعت ريقها وهي ترى وجهه الوسيم الغاضب من هذا القرب:
مافيه حد غريب بس هلي
ووالله لبسي مافيه شيء.. عادي
لا هو عاري ولا ضيق

فارس يتنهد ويقول بحزم: اسمعيني العنود
لبس مثل هذا ما تلبسينه عند ناس
لا هلش ولا غيرهم
وبنطلون نهائي ما تلبسين

العنود باستفسار ناعم بريء خبيث: ولا حتى عندك؟؟

صمت فارس
كيف أصبحت تحاصره ثم تنقض بشكل خاطف شفاف
(تمهلي يا صغيرة
تمهلي)

فارس لم يرد عليها وهو يعود أدراجه ليجلس في الصالة الملحقة بغرفتهما
العنود هزت كتفيها وهي تفهم رده من صمته
(يعني مايهون عليه يبرد خاطري بكلمة)

العنود تجاوزته لتذهب لغرفة النوم
ثم للحمام استحمت وصلت قيامها
وهو مازال معتصما بجلسته في الخارج

كانت العنود لبست ثوب الصلاة فوق روبها
الآن تريد أن تلبس
وقفت أمام دولابها
لم تعرف ماذا تختار
في الختام استقرت على ارتداء بيجامة ناعمة
فهذا الفارس العصي التفسير لاشيء يعجبه
لذا قررت أن ترتدي ما ترتاح له هي
بيجامة زهرية حريرية بتطريزات فضية ناعمة

بعدها أصابتها حيرة جديدة
تبقى في الغرفة أو تخرج لتجلس معه
ولكن حيرتها لم تطل
لأن صوت فارس ناداها من الخارج: العنود إذا خلصتي تعالي
فارس الذي كان يترقب حركاتها بدقة.. وكان يعلم أنها صلت وارتدت ملابسها

خرجت له بخطوات مترددة
ألقها يسبقها
وإحساسه العميق بها يغلف خطواتها التي تخطوها
(لِـمَ أنا معقد هكذا؟؟
وعاجز عن التعبير عن مشاعري بهذه الصورة)

وقفت
همس لها بهدوء: تعالي إجلسي
وهو يشير للمكان الخالي جواره

اقتربت بتردد وجلست

لم يعرف ماذا يقول..
( كل الكلمات باهتة بحضرتها
أ أقول لها أنتِ جميلة وهي فوق الجمال؟!!
أ أقول لها رائعة وهي فوق الروعة؟!!
أ أقول لها أحبها وما بقلبي لها هو شيء فوق الحب وأبجديات الغرام؟!
أ أقول لها اطلقي إساري وأنا أريد أن أبقى سجينها عمري كله؟!!
أ أقول لها لا تنظري لي لأن نظرة عينيك تذيبني؟!!
وفي ذات الوقت أ أقول لا تحرميني نعمة النظر إلى عينيكِ فعينيكِ مرسى روحي الهائمة؟!!
أي جنون يكتنفك يا فارس؟؟ أي جنون؟؟)

العنود بخجل: فيه شيء مضايقك؟؟

فارس باستغراب: لا

العنود بخجل أكبر وخداها يتوردان: أنا مضايقتك؟؟

انتفض قلبه بعنف وسؤالها الخجول يلسع قلبه وخداها المتوردان ينحرانه
لكنه رد بهدوء: لا.. ليش تقولين كذا؟؟

العنود تفرك أناملها وعيناها في حضنها.. تهمس بخجل رقيق:
من البارحة وأنت تطالعني وتسرح.. قلت يمكن شوفتي تذكرك بشيء يضايقك

فارس مد يده لذقنها
ارتعش فكها
وشعر هو بارتعاشتها وهو يرفع وجهها لأعلى
وعيناه تغرق في بحر عينيها

همس لها بعمق: ليه أنتي حلوة كذا؟؟

العنود بارتباك: نعم؟؟

لم يرد عليها لكنه اقترب منها أكثر
وهو يدخل كفه في شعرها من الخلف
ويقرب وجهها منه
حتى أصبح يتنفس أنفاسها العذبة من قرب
شفتاها ترتعشان
وهو عيناه تطوف بتفاصيلها
يقترب أكثر

رنين هاتف يقطع اللحظة الأخيرة
والعنود تنتفض وترجع للوراء
وفارس يسب ويلعن في داخله
(الله يأخذه من اللي بيتصل الساعة وحدة في الليل)

ألتقط الهاتف
شعر بالقلق وهو يرى اسم راكان يلمع على الشاشة
لو كان ناصر المتصل.. لما قلق.. فناصر اعتاد على مقالبه
لكن راكان لن يتصل في هذا الوقت إلا لأمر جلل
نهض وابتعد خطوتين..ورد بقلق: هلا
دون أن يقول الاسم حتى لا يقلق العنود

رد بقلق أكبر: الحين جايك جايك

العنود برعب: وش فيه فارس؟؟

فارس ربت على خدها وهو يقول بتطمين: مافيه شيء
الشغل طالبيني نص ساعة وبأرجع
لو بغيتي تنامين نامي

العنود بقلق: وش أنام؟؟ بأنتظرك لين ترجع



**************************


مجلس آل مشعل

حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل

ذات الاتصال الذي تلقاه فارس
تلقاه كلا المشعلين
وهاهم الثلاثة يقفون أمام راكان
وأنفاسهم تصعد وتهبط
كان مشعل بن محمد أول من تكلم: راكان وش اللي صاير؟؟

ثلاثتهم يعلمون أن جمع راكان لهم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت
ليس إلا لأمر كبير
أو مصيبة بمعنى أصح

راكان ابتلع ريقه وداخله يذوي وينهار بكل معنى الكلمة
ولكنه يتمسك ببقايا قوته التي تكاد تخونه.. فالألم بداخله أكبر من كل احتمال:

رئيس فريق ناصر توه كلمني من الأردن



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 20-06-09, 06:39 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات الاختلاف
اليوم نهار مختلف لاختلافه أسباب عميقة ستعرفونها تاليا
قبل الجزء الجديد: أتوقف عند سؤال قديم جديد
هل فيما أكتب شيء من واقع بشر يعيشون بيننا؟! أو ربما واقعي أنا!!
والجواب وبكل صراحة:
كل ما كتبت سواء (بعد الغياب) أو (أسى الهجران)
كلها مجرد خيالات أتعبني رسم أُطرها
نعم للعادات ومصداقية الأحداث أسس من حياتنا وعاداتنا وأحداثنا
ولكن كل ماحدث وسيحدث هو محض خيالات ليس لها تشابه مطلقا مع بشر حقيقيين
.
.
ماذا أيضا ؟؟ أمممممم
قول (جمعة مباركة) إذا قصد به الالتزام بالنص المحدد فهو بدعة لأنه لم يرد عن الرسول صلوات الله وسلامة عليه
ولكن إن قُصد به الدعاء فلا بأس
وأنا والله ما قصدت به إلا الدعاء
أن يبارك لكم في جمعتكم ويجعلكم من أهل الإجابة فيها
حكم البدعة يتركز حين يقصد به أنه هذه التهنئة سنة أو الالتزام بها وبنصها
وحتى نستزيد من الخير جعل الخير لنا نبراسا وجعلنا من أهله
إليكم نص فتوتين حول الحكم:

الفتوى الأولى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتزام قول المسلم لأخيه المسلم بعد الجمعة أو كل جمعة ( جمعة مباركة ) لا نعلم فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام، ولم نطلع على أحد من أهل العلم قال بمشروعيته

فعلى هذا يكون بهذا الاعتبار بدعة محدثة لا سيما إذا كان ذلك على وجه التعبد واعتقاد السنية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . رواه مسلم والبخاري معلقا، وفي لفظ لهما: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .

وأما إذا قال المسلم لأخيه أحيانا من غير اعتقاد لثبوتها ولا التزام بها ولا مداومة عليها، ولكن على سبيل الدعاء فنرجو أن لا يكون بها بأس، وتركها أولى حتى لا تصير كالسنة الثابتة، وانظر الفتوى رقم : 10514 ، والفتوى رقم : 19781 .

والله أعلم .


المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه


الفتوى الثانية: جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم


لا أعلم أن التهنئة بيوم الجمعة ثبتت عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم .

وقد يدخل في عموم التهنئة بالعيد ، وذلك لأن الجمعة عيد الأسبوع ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن هذا يومُ عيدٍ ، جعله الله للمسلمين ، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل ، وإن كان طيبٌ فليَمَسَّ منه ، وعليكم بالسواك . رواه ابن ماجه بإسنادٍ حسن .

والدعاء بالبركة مطلوب ، إلاّ أن الْتِزَام ذلك في كل جمعة يجعله في حُكم البِدَع لِعدم التْزِام السلف له

قال السخاوي في " التهنئة بالشهور والأعياد " : ورُوي في المرفوع مِن جُملة حقوق الجار : إن أصابه خير هنأه ، أو مصيبة عَزّاه ، أو مرض عاده ، إلى غيره مما في معناه ، بل أقوى منه ما في الصحيحين في قيام طلحة لكعب رضي الله عنهما وتهنئته بتوبة الله عليه . اهـ .

والله تعالى أعلم .


.
.
نعود لأسى الهجران
جزء اليوم أرهقني كثيرا
أتمنى ألا يرهقكم مثلي
.
.


أسى الهجران/الجزء الثامن والستون

مجلس آل مشعل

حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل

ذات الاتصال الذي تلقاه فارس
تلقاه كلا المشعلين
وهاهم الثلاثة يقفون أمام راكان
وأنفاسهم تصعد وتهبط
كان مشعل بن محمد أول من تكلم: راكان وش اللي صاير؟؟

ثلاثتهم يعلمون أن جمع راكان لهم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت
ليس إلا لأمر كبير
أو مصيبة بمعنى أصح

راكان ابتلع ريقه وداخله يذوي وينهار بكل معنى الكلمة
ولكنه يتمسك ببقايا قوته التي تكاد تخونه.. فالألم بداخله أكبر من كل احتمال:

رئيس فريق ناصر توه كلمني من الأردن

مشعل بن محمد جلس.. يشعر أن قدميه تميدان تحته
لا يريد أن يسمع شيئا.. لا يريد أن يسمع
(ناصر..
لا يا ناصر.. لا)

كان هو أول من حمل ناصر بعد ولادته
حمله قبل أن تحمله أمه
كان هو ابن العشر سنوات من أخذه من يد الممرضة طبع قبلته على جبينه
ثم أعطاه لأمه
لم ينسَ يوما أن ذراعيه كانتا أول ذراعين احتضنتا ناصر
ابنا قبل أن يكون أخا
يريد أن يصم أذنيه.. لا يريد أن يسمع خبرا عن ناصر قد يمزق روحه


فارس شعر بيد هائلة تعتصر قلبه وهو يمسك بكتفي راكان ويهزه بعنف :
ناصر وش فيه؟؟

راكان بهدوء ساكن أشبه بسكون الموت: لحد الحين مايدرون

مشعل بن عبدالله باختناق: راكان الله يهداك قل لنا الرجّال وش قال لك عن ناصر

راكان جلس يشعر أنه عاجز عن الكلام.. عاجز عن التعبير.. عاجز عن الألم:
يقول إن ناصر تجاوز المرحلة الأولى في السباق
بس على نهاية المرحلة الثانية الحصان وصل بدون ناصر



*************************



قسم ناصر

مشاعل عادت من وقت من بيت عمها
استحمت وصلت
لكنها عاجزة عن النوم

قلق كاسح يلتهم روحها ويفتفتها
تشعر بضيق غير طبيعي
تشعر أنها عاجزة عن التنفس.. لا تستطيع سحب أنفاسها وزفرها إلا بجهد
تفتح نوافذ غرفتها
يدخل هواء شديد البرودة.. برودة يناير الصقيعية
يبدو كما لو أن كل نسمات الدنيا لا تكفيها
وكأن الأكسجين سُحب من كل العالم وتركوها تختنق

تضع يدها على قلبها وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

تدور في الغرفة دون أن تستطيع التوقف
ترى نفسها في مرآة الدولاب الضخمة
تقف لتأمل نفسها
تهمس:
(قال أني أحلى من كل أحلامه
ليش أنا ما أقدر أشوف قدامي إلا الكوابيس؟!!)



******************


مجلس آل مشعل
الاجتماع المآساوي


راكان جلس يشعر أنه عاجز عن الكلام.. عاجز عن التعبير.. عاجز عن الألم:
يقول إن ناصر تجاوز المرحلة الأولى في السباق
بس على نهاية المرحلة الثانية الحصان وصل بدون ناصر

حينها قفز مشعل بن محمد وهو يقول بألم صارخ عميق:
أشلون الحصان وصل بدون ناصر؟؟ أشلون؟؟
وناصر وينه؟؟ وش صار عليه؟؟

راكان يحاول أن يكون أكثر الثلاثة تماسكا.. والثلاثة يمطرونه بأسئلتهم الغاضبة المشبعة قلقا وحزنا:

رئيس فريقه يقول إن المنطقة اللي ناصر انفقد فيها دائرة قطرها 30 كيلو
وعلى الفجر بالكثير بيلاقونه وخصوصا أنه وزير داخليتنا صار عنده خبر
واتصل بوزير الداخلية الأردني وطوافات الجيش الأردني بدت بمسح المنطقة
يعني كلها كم ساعة إن شاء الله ويلاقونه.. بس فيه شيء أخطر..
ولازم أحطكم في الصورة

صمت راكان لحظات مؤلمة أشبه بشفرات حادة تمزق جسده وروحه:
يسار الحصان من ناحية الرِكاب غرقان الدم

ثم تنهد وهو يزفر حسرته وينظر للوجوه الثلاثة المرتاعة المفجوعة من الخبر:
الظاهر إن ناصر طاح ورجله اليسار متعلقة في الركاب.. والحصان سحبه لمسافة قبل يطيح

فارس بفجيعة: أشلون أشلون.. ناصر طول عمره فارس

راكان بحزن موجع: الحصان مهوب حصانه.. ومابعد يدرون شالي صار
أنا طلبت من مندوب السفريات في الديوان يحاولون يدورون لي حجز مستعجل.. وبأطلع لعمّان الفجر
وعشان كذا دعيتكم أبي أحط عندكم خبر قبل أروح..

(وأنا معك)
الجملة ذاتها صدرت من الثلاثة المستمعين بوجع في ذات الوقت
وجع مشترك وقلق مشترك
وكلاهما لا امتداد لهما ولا نهاية

راكان بهدوء مر: مايصير نروح كلنا..خلاص يروح معي واحد منكم
واثنين يقعدون في الدوحة

الثلاثة بدأوا في الجدال من منهم سيذهب
ولم يستطع أحدا منهم مجاراة إصرار فارس وتصميمه:
شوفوا أنا ماعلي منكم ..اثنين يروحون.. اثنين يقعدون.. بكيفكم
لأني رايح رايح... مستحيل أقدر أقعد وأنا ما أدري ناصر وش فيه



***********************



بعد نصف ساعة
غرفة لطيفة

لطيفة منذ خروج مشعل بعد الاتصال المفاجئ
وهي تدور في الغرفة قلقا وارتياعا حتى عاد

لطيفة بقلق مر: مشعل عسى ماشر؟؟

مشعل ألقى بنفسه على الأريكة وهو يرمي غترته جواره ويقول بحزن عميق:
لطيفة تكفين لا تسأليني عن شيء

لطيفة جلست جواره وهي تقول بقلق أكبر:
مشعل أنت اللي تكفى.. عمري ما شفتك كذا
إلا .. إلا...
صمتت بمرارة وهي تكمل في داخلها
(عقب وفاة جدي)

مشعل لم يرد عليها وهو يدفن رأسه في صدرها ويهمس بألم حاد:
الله لا يجيب إلا كل خير
الله لا يفجعنا
يا الله لا تفجعنا
لا تفجعنا



************************


غرفة مشعل وهيا

ذات الاستقبال القلق من هيا
ذات الوجع المستشري في وجه وقلب مشعل

هيا بقلق: حبيبي شاللي صار؟؟

مشعل يلف غترته على وجهه (يتلطم) ويتمدد على سريره
آخذا بمقولة عجائزنا الأثيرة :" إذا كثرت همومك يا عبدي فانسدح"
وهو يهمس لهيا بمرارة: الله يستر من اللي بيصير



*******************



غرفة فارس والعنود

فارس دخل وهو مستعجل
العنود قفزت وهي تقول برعب: فارس وش فيه؟؟

فارس باستعجال: مافيه شيء حبيبتي

قال (حبيبتي) بعفوية
لم ينتبه لها
ولكنها انتبهت لها تماما وكلمة حبيبتي تخترق روحها كسهم ناري
كانت تقف مصدومة مبهوتة
حتى رأته يمد قامته الطويلة وينزل حقيبة صغيرة من أعلى الدولاب
حينها انتفضت: وش تسوي؟؟

وضع الحقيبة على السرير.. فتحها.. وبدأ يضع فيها بعض الملابس بسرعة

العنود برعب: بتسافر؟؟

فارس باستعجال: جات لي سفرة مفاجئة من الشغل ولازم أسافر

العنود بتأثر كبير: وش سفرته؟؟ من جدك؟؟

فارس أكمل وضع ثيابه في الحقيبة.. وأغلقها
ثم ألتفت لها وهو يقول بهدوء واثق: خلي بالج من نفسش ومن أمي
وأنا ماني بمبطي عليكم
شغلة يومين وراجع

العنود شعرت بإهانة مرة:
لذا الدرجة فارس.. شغلك أهم مني
تسافر ثاني يوم لعرسنا

فارس نظر لها بعمق
لم يرد عليها
وهو يفتح أحد الأدراج ويستخرج جواز سفره ويضعه في جيبه
ويحمل حقيبته ويغادر




***********************



غرفة مريم
بعد صلاة الفجر

لم يعلموا بعد بسفر راكان الذي لم يخبر أحدا به

صلت وجلست تقرأ وردها
كانت قد نهضت من نومها قبل الفجر بكثير
أنهضها من نومها هواجيس ضيق غير طبيعي
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم
وحاولت العودة للنوم لكنها لم تستطع
فالهواجس تزداد.. هواجس لا تستطيع توجيهها لجهة محددة
ولكنها تزداد وتتكاثف وهي تخنق روحها بالقلق

(يا الله سترك
ليه قلبي ناغزني كذا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)


ثم وضعت يدها على قلبها الذي بدأ يؤلمها بالفعل وهي تهتف بعمق:
أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر
أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر
أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر



*************************



مطار الدوحة الدولي
بعد صلاة الفجر

الطائرة تقلع براكان وفارس الصامتين
لأن قلقهما أكبر من كل كلام.. أي فائدة للكلام؟!
بل أي كلام يُقال وهما لم يعرفا بعد ماهو وضع ناصر
ناصر الأخ
السند
الروح الشفافة
الرجولة العميقة
القلب الذي لم عرف التلون أو الحقد

عريس جديد مازال لم يتهنأ بزواجه
شاب متدفق الشباب مازالت كل الحياة أمامه
ابن لأم ولأبين اثنين ينتظرونه.. وشقيق لأختين تعشقانه
وأخ لأربعة شباب ماعرفوا اكتمال البهجة من غيره

حطت الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي في عمّان مع شروق الشمس
وفور نزول راكان وفارس وفتحهما لتلفوناتهما المغلقة
انهالت عشرات الرسائل من مشعل ومشعل المستنزفين قلقا
يطلبان منهما اطمئنانهما فور وصولهما

بعد انهائهما لإجرائاتهما وخروجهما للخارج
صدمهما برودة الجو اللاسعة غير الطبيعية
وتواجد زخات خفيفة من الثلج
بالتأكيد لم يهمهما مطلقا إحساسهما بالبرد ولكن ماكان يشغل بالهما ويثقل أرواحهما ويمزقهما
هو التفكير بمن قضى ليله كله مرميا في مكان ما مصابا ينزف في هذا الجو الجليدي

أشارا لسيارة أجرة وطلبا منه التوجه للسفارة القطرية
واتصل راكان برئيس فريق ناصر ليطمئن

راكان يصرخ بانفعال: أشلون مالقوه للحين
أنت قايل لي قبل الفجر إن شاء بيلاقونه
خلاص خلاص أنا جايكم الحين

فارس بغضب مشابه: ما لقوه؟؟

راكان بمراره: لا
ثم توجه للسائق بالكلام: ممكن تاخذنا للبتراء لو سمحت..
خلاص غيرنا رأينا مانبي السفارة

سائق التكسي بتهذيب مهني: آسف يا أخوان
أنا بقدرش أطلع برات عمان
لكن ممكن أخدكم لمكان تاخدوا منه سيارة للبترا

راكان كأنه يحادث نفسه: توكل على الله



**************************



الدوحة
الساعة 8 صباحا

لطيفة تعود لغرفتها بعد أن ذهب أولادها لمدارسهم
ولامتحاناتهم
لتطمئن على مشعل الذي تعلم أن وراءه مصيبة
فهو لم ينم مطلقا منذ البارحة
ذهب لصلاة الفجر وعاد.. ولم يذهب لشركته
ولا يتكلم إلا في أضيق الحدود
يحتضن هاتفه الذي يتصل منه كل خمس دقائق وليس على لسانه سوى كلمة واحدة:
ليتني رحت معهم

لطيفة أعصابها شبه منهارة
تعلم أن هناك مصيبة ما وأن أحد ما حصل له أمر مرعب
لكنها لا تجرؤ على السؤال
الذي تخاف حتى الموت من جوابه



**********************



الساعة الثامنة والنصف صباحا

مشاعل تتلقى اتصالا من مشعل الذي لم ينم أيضا مطلقا
شعر مشعل أن من واجبه أن يبلغ أخته مبدئيا
حتى لا تُصدم بحدوث أي شيء
أو قبل أن يبلغها غيره ويفجعها بطريقة مفاجئة

اتصل بها.. كانت هي أيضا تعاني أرقا مريعا
نامت على أثره نوما متقطعا مليئا بالكوابيس
وقامت مرعوبة على صوت هاتفها
وطلب مشعل أثار قلقها لأبعد حد

قامت ولبست وصلت ركعتي الضحى وهاهي تنتظره
وهاهو يطرق باب بيتها عليها
مشاعل فتحت بقلق: عسى ماشر يا مشعل؟؟

مشعل بابتسامة باهتة لا معنى لها: الواحد مايصير يسير على أخته يتقهوى معها الصبح

مشاعل نظرت لوجهه الذي يبدو عليه الارهاق والألم
ليس وجه من جاء للتسامر والقهوة ولكنها ابتلعت ريقها وهي تقول:
دقايق والقهوة جاهزة

مشعل أوقفها وأمسك بيدها: اقعدي مشاعل أبي أقول لك شيء

مشاعل شعرت أن دقات قلبها تصم أذنيها.. وعروق رأسها بدأت تألمها من شدة النبض وهي تهمس بألم: ناصر وش فيه يا مشعل؟؟

مشعل باستغراب وألم: وش دراش إني أبي أكلمش عن ناصر؟؟

مشاعل بألم أكبر: من يوم سافر وقلبي ناغزني عليه

مشعل بذات النبرة المستغربة المتألمة: غريبة إحساسش فيه وأنتي رافضته!!

مشاعل بألم: أرجوك مشعل لا تذر ملح على جروحي أنا ماني بناقصة

مشعل يتنهد: اسمعيني مشاعل.. إن شاء الله إنه ناصر مافيه شيء

مشاعل بدأت أعصابها تخونها: مشعل أنت جايني ذا الحزة ووجهك باين عليه إن النوم ماطب عينك.. عشان تقول لي إنه مافيه شيء؟؟
أرجوك مشعل بلاه ذا التعذيب البطيء.. كنك تقطعني بسكين مصدية

مشعل تنهد بعمق أكبر: يمكن إنه متعور عوار بسيط

مشاعل قفزت وهي تقول برعب: متعور؟؟
ثم أكملت وهي تحاول التجلد ودموعها بدأت تسيل بصمت وهي تقول بمرارة:
كله مني.. كله مني.. أنا عارفة إنه السالفة كايدة
كله مني.. ومن وجهي النحس عليه
ليته ماخذني.. ليته ماخذني

مشعل شدها وأجلسها وهو يقول لها بحنان:
الله يهداش مشاعل
قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا
وناصر لو صار له شيء مكتوب له من قبل يولد

مشاعل ماعادت تحتمل انهارت على الأرض جوار مشعل انكبت على فخذه تخفي وجهها فيه و تنتحب:
بس الله سبحانه يسبب الأسباب.. وأنا السبب
أنا السبب


**********************



القاهرة
الساعة 10 صباحا

باكينام تصحو من نومها.. تتذكر مكالمة هيا المتأخرة البارحة وطلبها منه
تلتقط هاتفها وتتصل برقم: صباح الخير أنكل أحمد
................
كويسين.. أنته أزيك؟؟
................
بابا في نيويورك وهيرجع بكرة بالليل إن شاء الله
................
ممكن أطلب من حضرتك خدمة
................
فيه نمرة أرضي.. هاديها لك.. عاوزة أعرف النمرة دي من فين بالزبط
................
نص ساعة وتطلع لي صاحب النمرة... متشكرة أوي يا أنكل
خذ النمرة ..............
....................
مستنياك

باكينام نهضت واستحمت ولبست ملابسها لتخرج مع جدتيها كما اعتدن كل يوم..
وهي تدعو أن يكون يوسف مصابا بأنفولونزا حادة أو أن ينشغل بشيء يمنعه من مرافقتهن..
مع إنتهاءها.. كان هاتفها يرن..

التقطته: أهلا انكل
..................
مصحة نفسية ؟؟؟ (باستغراب)
..................
نمرة تتصل بس ما تستئبلش؟؟ (استغراب أكبر)
.....................
طيب ممكن تديني اسم المصحة؟؟
......................
متشكرة أوي يا أنكل.. مش عارفة أشكرك إزاي..

باكينام أغلقت الاتصال لتتصل بهيا
وقتها هيا كانت تعاني قلقا مرعبا من خروج مشعل المبكر
دون أن يخبرها إلى أين سيذهب مع حالته الغريبة المتوترة منذ البارحة

ردت بصوت متعب: أهلا باكي..

باكينام بمرح: مالك يا بنت..

هيا بنبرة متعبة: مافيه شيء تعبانة شوية

باكينام بهدوء: يبئى خلاص مش هاطول عليكي
النمرة اللي اديتيها لي امبارح.. نمرة مصحة نفسية اسمها......

هيا باستغراب كبير: مصحة؟؟؟
لكنها فكرت للحظات.. مؤكد أن ضربه لموضي لم يكن طبيعيبا
ربما كان مريضا.. وكان ذهابة لمصر للعلاج
لم تعرف كيف تتصرف لا تريد إبلاغ عمتها أنه يعالج
ولكنها تريد أن تطمئنها عليه

هتفت لباكي: باكي حبيبتي ممكن تروحين هناك وتسألين عن واحد قطري
اسمه حمد جابر... وتطمنيني عنه..
هذا ولد عمتي... وعمتي كثير قلقانه عليه..

رغم إحساس باكينام بالحرج وخصوصا مع وضعها المفروض عليها غصبا عنها كسيدة متزوجة
ويوسف يطالبها بتقرير مبطن مهذب عن كل تحركاتها
لكنها أجابت: ومالو...هاروح أول ما لائي فرصة..

وأكملت في نفسها (وخلي يوسف يتفلئ)





*************************



البتراء الأردنية
الساعة العاشرة صباحا

راكان وفارس يصلان إلى فندق الموفنبيك حيث ينزل الفريق القطري
الذي رفض بكامل أفراده إكمال السباق
أو التحرك حتى يجدوا ناصر

كان الفريق بكامله يجلس في اللوبي يعانون قلقا مرا ينتظرون أي خبر
ومع دخول راكان وفارس كان الفريق كاملا يركض للخارج

رئيس الفريق الذي يعرف راكان وفارس جيدا
أمسك بيد راكان بدون سلام وهو يسحبه معهم للخارج ركضا:

يالله...لقوا ناصر.. بنروح الحين مع هيلكوبتر للجيش بتتبع الطوافة الطبية



#أنفاس_قطر#
.
.
خلصنا بارت اليوم.. بس أنا عندي حكي ماخلص
بصراحة ما أدري أشلون أبدأ
اليوم 20 /6/2009
وكان أول يوم نزلت فيه بعد الغياب 23/12/2008
يعني روايتين خلال 6 شهور.. ما تعتقدون إنه شيء مستنزف جدا وخصوصا مع وضعي الصحي الحالي؟؟
أنا من زمان أفكر بهذا القرار.. بس أحاول أتجلد وأعطي نفسي دافع
بس خلاص لكل إنسان طاقة تحمل طبيعية.. وأنا موب المرأة الخارقة
لما نزلت بعد الغياب كان عندي 40 بارت جاهزين...بس أسى الهجران نزلتها وأنا عندي 10 بارتات بس
تعبت .. والله العظيم تعبت.. وأرجوكم تسمحون لي أني اطلب قفل القصة
لا تزعلون مني.. أنا بأرجع.. بس لأني ما أعرف وقت محدد للرجوع
وأنا تعودت أني أكون دقيقة معكم.. فإقفالها أحسن
وسبب طلب الإقفال في هذا الوقت له عدة أسباب
أولها إني فعلا تعبت واستنفزت لأخر حد.. أنا زوجة وربة بيت وحامل في طفلي الأول الله يهون علي وعليكم
وهذا الالتزام اليومي استنزفني واستنزف طاقتي لأخر حد
ثانيها انه أسى الهجران مقبلة على مرحلة جديدة هي المرحلة الأهم
وأنا حابة إني أكتب على رواق وأراجع اللي اكتبه.. والتنزيل اليومي ما يسمح لي بالمراجعة مثل ما ابي
السبب الثالث إني ما أبي أفتح نت خلاص.. ومادمت أنزل بارتات لازم أفتح نت
وانا بصراحة تعبت من الرسائل الخاصة اللي تجيني واللي سوت لي إحباط شديد وسدت نفسي عن الكتابة
اللي تقول لي أنتي صدقتي إنك كاتبة صحيح؟؟
واللي تقول أنتي تكتبين قصة وإلا تستعرضين معلوماتك العامة بتبجح... وأشياء ثانية مؤلمة أكثر
لو كنت في حالتي النفسية الطبيعية ماكان اهتميت بهالكلام
بس أنا مرهقة نفسيا... والحق والكلام للكل أنا مازلت أقول انا مجرد قارئة تحاول الكتابة
عمري ماقلت أني كاتبة ولا أدعيت لنفسي هذا الشرف
فاللي شاغلة نفسها بهالموضوع.. ياليت تريح روحها

فاسمحوا لي أرجوكم ارتاح من النت وارتاح من الكتابة شوي
عشان أرجع عقب أكتب براحتي
إن شاء الله غيابي ما يطول.. بس ماعندي وقت محدد للرجعة

وهديتي لكم أسى الهجران كاملة من الجزء الأول إلى آخر جزء نزل اليوم الجزء 68 على Word في ملف مضغوط بإهداء خاص مني لكم على غلافها
ولما تخلص الرواية بأهديكم الجزء الثاني إن شاء الله

وياليت المشرفات الغوالي يتكرمون بقفل القصة
بعد ما يأخذ هذا الجزء حقه من القراءة
وإلى الملتقى

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

يعلم الله بمعزتكم وغلاكم وتقديركم في قلبي
وحزني لهذا الفراق الإضطراري الذي أتمنى ألا يطول
.
.
سبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
.
.

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: rar القسم الأول من أسى الهجران.rar‏ (354.5 كيلوبايت, المشاهدات 71)
عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 09-07-09, 10:45 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

[COLOR="Green"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



النص بالمرفقات

************************
يتبع
.
.

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 1.txt.zip‏ (23.7 كيلوبايت, المشاهدات 30)
عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 09-07-09, 10:53 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح اليوم التالي
الساعة 10 ونصف صباحا
القاهرة

باكينام لم تنم مطلقا تشعر بضيق عميق يكتم على روحها
تشعر أنها عاجزة عن التنفس فعلا
لِـمَ تعقدت حياتها بهذه الصورة؟!
كل ما حدث كان بسببه.. بسببه هو فقط
غطرسته.. وغروره وجنونه.... و..
روعته..

(روعته؟؟
عن أي روعة تتحدثين يا مجنونة؟!!
يوسف هذا يريد إلغاء شخصيتكِ
وضعكِ جواره كإطار صورة باهتة لا معنى لها ولا مضمون)

مشغولة بأفكارها وهي تخرج خارج المنزل
لا تريد أن ترى أحدا أو تسمع أحدا
تريد فقط أن تقود سيارتها على غير هدى
تمد يدها لفتح الباب
يد سمراء قوية تطبق على جليد أناملها
(رايحة فين بدري كده؟؟)

تنهدت بعمق وهي تنتزع يدها من يده: يوسف أنا مش طايئة روحي..اعتئني
أنا عارفة أنت جاي بدري كده ليه
عاوز تتأكد إنه كلو مخططاتك ماشية تمام..؟؟
ما تشيلش هم.. بابا وائف معاك
وأنته وسمعتو وكل حاجة أهم عنده من بنتو

يوسف يتنهد: أنتي بتئولي كده ليه؟؟

باكينام بحزن: عشان هي دي الحئيئة..
ودلوئتي اسمح لي استاذن
وئبل ما تسأل أنتي رايحة فين وهترجعي أمتى
هأئولك مش عارفة.. أنا مخنوئة وعاوزة أتنفس بعيد عن البيت

يوسف احترم ضيقها.. ابتعد عن طريقها وهو يهمس: ما تتأخريش

كان يتمنى أن ينسف كل تراكمات سوء التفاهم.. العنجهية الفارغة
يخبرها أي قصر عال بنت أبراجه في قلبه المتيم
ولكن برودها.. غرورها.. وتباعدها يهزم الدافع في روحه المقيدة
فهي لا تعطيه سببا للمحاولة رغم استعداده
وإن كانت تعطيه –من وجهة نظره- آلاف الأسباب للاستمرار في تجريحها والقسوة عليها

تركته وركبت سيارتها.. دون أن تنتبه أنه هو أيضا ركب سيارته
سارحة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها
نظرت للاسم ورسمت مايشبه ابتسامة وهي ترد بصوت ساكن:
أهلا هيا

هيا بابتسامة: هلا يا بنت.. وين اختفيتي؟؟

باكينام بنفس النبرة الساكنة فهي لا تريد نقل مشاعرها لهيا: موجودة

هيا برجاء: دام موجودة.. تكفين شوفي لي حمد ليش ماكلم عمتي
قولي له عمتي تعبانة

باكينام تغير وجهة السيارة وهي تقرر فعليا التوجه للمصحة:
خلاص هأروح له دلوئتي

باكينام احتاجت فعلا لشيء آخر تشغل بالها فيه بعيدا عن مشاكلها
وموعد زواجها المقرر قريبا
لذا قررت التوجه لزيارة حمد في المصحة


في ذات الوقت في بلد آخر وتوقيت آخر
11 ونصف قبل الظهر

مشعل الخارج من الحمام يجفف يديه من ماء الوضوء استعدادا لصلاة الظهر
يسأل هيا: من تكلمين حبيبتي؟؟

هيا برقة: باكينام..

مشعل بهدوء: متى بترجع واشنطن؟؟

هيا بذات هدوءه: مثلنا بعد حوالي ثلاثة أسابيع..هي مددت أسبوع مثلنا

مشعل بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. المهم نتطمن على ناصر أول

هيا باهتمام: الله يعقله
ثم أردفت بحرج: أدري حبيبي إن بالك مشغول مع ناصر
بس البعثات بعثوا لي إيميل مرة ثانية.. يبون أكمل أوراق ما أدري شنهي

مشعل بأسف: سامحيني ياقلبي.. وعد بس أتطمن على ناصر أروح لهم
وأكمل لهم كل اللي يبون
وناصر على كلام الشباب كلها كم يوم ويجي..



******************************




بعد حوالي نصف ساعة
باكينام تترجل من سيارتها أمام المصحة

تسأل عن حمد.. يخبرونها أنه في غرفته
فتطلب منهم مناداته للجلوس في بهو الزوار فهي يستحيل أن تتوجه لغرفته

تجلس باستقامة انتظارا لحضوره وتفكيرها يبدأ من يوسف لينتهي بيوسف.. يوسف ملك المتناقضات

(أي ريح طيبة ألقت بكِ إلينا)
ابتسمت باكينام وهي تسمع صوت حمد الهادئ بنبراته العميقة
جلس مقابلها وهي تنظر له وتشتم رائحة نظافته الغريبة تشيع في المكان
ربما لو لم تكن متيمة حتى أقصى عروقها بهذا اليوسف السخيف وتكابر
لكان حمد حرك شعورا ما في أعماقها
فيه شيء ساحر وعميق وغامض.. الغموض جنون المرأة
يبدو محاطا بهالة ما غريبة..
وسامته الهادئة المختلفة عن وسامة يوسف الخطرة
تحريكه الدائم لنظارته الطبية ودعكه لأنامله الذي يوحي بتوتر ما، يختلف عن حركات يوسف الواثقة دائما..
ولكنه توتر مثير يشدُّ الانتباه..
(أوف.. لماذا كل شيء يتدخل به يوسف؟؟
ولماذا لابد أن أعقد مقارنة بينه وبين كل رجل أراه؟؟
والمصيبة أنه هو من يكسب كل مقارنة بجدارة
أوف يوسف أوف.. لِـمَ أنت متسلط هكذا؟!!
حتى على تفكيري متسلط.. متسلط.. متسلط)

باكينام تبتسم له بهدوء: ليه ماكلمتش الست مامتك؟؟

حمد بضيق متألم: الدكتور مارضى.. يقول خلها شوي

باكينام شعرت بضيق عميق.. أن يحرم حتى من أبسط حقوقه.. حق التواصل مع أمه إلا بأذن طبي.. ماهذه الحياة!!

ابتسمت باكينام بتشجيع: ماعلش بس ياليت تحاول معاه شوية

حمد بألم: والله إني مشتاق لها.. والله العظيم مهوب هاين علي أخليها ذا كله بدون اتصال
ثم أردف بعمق: تدرين أنا أغلى ناس عندي في الدنيا أمي وموضـ...
بتر جملته بانفعال.. وتنفسه يضيق ويتسارع وهو ينفض رأسه وجبينه يقطب

باكينام شعرت بارتباكه وأن هناك شيئا غير طبيعي حدث
لذا قررت تحويل مسار المحادثة تماما وهي تهمس بحماس مفتعل:
فرحي بعد تلات أسابيع.. تئدر تحضر؟؟ هأكون مبسوطة أوي لو ئدرت

حمد هز رأسه عدة مرات وهو يحاول ضبط انفعاله ثم همس لها بأدب ولكن من بين أسنانه: يا ليت أقدر

صمتا للحظات.. قطع الصمت حمد وهو يقول بعمق: أنا آسف
ثم أردف بتهكم جارح: مريض نفسي وش تتوقعين منه؟؟

باكينام بمؤازرة: أول العلاج إنك تكون عارف إنك مريض

حمد بحاجة لبوح مختلف لشخص غير طبيبه همس بألم: المشكلة حالتي النفسية كل مالها تتحور لشكل جديد.. آخرها هوس مرضي بالنظافة
أحس على طول إني وسخ.. وأني مهما سبحت مستحيل أنظف
أحس دمها بين يدي.. وجلدها تحت أظافري.. هريت جسمي ويدي غسيل
وأظافري قطعتها من التقصيص لدرجة إنهم صاروا يخبون مقص الأظافر عني

باكينام برعب: دم.. جلد؟؟

حمد يهمس وكأنه يخاطب نفسه: لا تخافين مني.. ما ذبحت حد..
أو يمكن ذبحت..
ذبحت روحي..

باكينام بألم: حمد.. أنا أول مرة أشوف مريض نفسي يشرح حالته بالوضوح ده... وسدئني دا هو العلاج الفعلي..

حمد بوجع عميق: الله كريم..
ثم نفض رأسه وهو يغير الموضوع: تحبينه؟؟

انتفضت باكينام وهي تسأل برعب: أحب مين؟؟

حمد بابتسامة: يظهر حتى الأصحاء يعانون مشاكل نفسية...

باكينام بهمس: بأحبه.. بس هو غريب.. وفارض نفسو بطريئة غريبة
حتى موعد جوازنا حدده بدون ما يئول لي
جرحني.. جرحني أوي.. خلاني أرفض كل حاجة منو

غريب هذا البوح العميق الذي يجمع بين شحصين غريبين جمعتهما الصدف الأغرب
كونه لا يعرفك.. يتيح لك الانطلاق والسرد الموغل في الحميمية

حمد يرد عليها بعمق: صدقيني الله سبحانه وتعالى يكتب لنا دايم الأحسن
لكن احنا اللي نسيء التصرف
لا تسوين مثلي.. وتخربين حياتش بيدش
تدرين قبل أربع سنوات.. لما تزوجتها ما كنت مصدق..(تجنب ذكر اسمها)
حسيت إنه ربي يحبني صدق.. لأني كنت خايف إنه ولد عمها يوقف لي
استغربت أشلون خلاها... قلت هذا من رضى ربي علي الله كتبها لي..
لكن أنا ماعرفت أصون النعمة.. تبطرت عليها.. ودستها برجيلي
والحين النعمة راحت.. وأنا لو عشت حياتي كلها أتحسر ما كفتني 1000 حياة مع حياتي
عشان كذا.. لا تخربين على روحش وتعيشين بحسرتش طول عمرش
إذا تحبينه صدق.. موعد الزواج .. وفرضه لنفسه.. كلها شكليات
ممكن تجاوزونها مع بعض
المهم الحب والتوفيق..


باكينام خرجت من عند حمد.. وغمامة ثقيل تُزاح عن ناظريها
(كم هو رائع هذا الحمد!!
أين كنت منذ زمن!!
كم هي رائعة بسيطة وعميقة طريقتك في شرح الأمور!!)



********************



بعد صلاة العصر
عمّان
غرفة ناصر في مدينة الحسين الطبية

ساق ناصر وصلت اليوم صباحا
وتوقفوا منذ الصباح عن إعطاءه أية منومات

وهاهو يصحو من نومه الطويل.. همس بصوت مبحوح: ريقي ناشف

الأربعة أحاطوا به.. وراكان يفتح قنينة ماء ويبل ريقه بالقليل
مشاعر قلق وتوجس وحزن وترقب موجع تعبق في محيط السرير وأركانه الأربعة

محمد بعمق وهو يميل على جبين ناصر ويقبله: الحمدلله على سلامتك يا أبيك

ناصر يفتح عين ويغلق الأخرى وهو يشعر بصداع خفيف:
يبه.. الله يهداك وش جايبك عاني هنا.. مكلف على روحك

محمد يربت على ذراعه المسترسلة جواره: إذا ما عنيت لك.. أجل ماعاد لي خانه

ناصر يبتسم ابتسامة باهتة: اذا أبو مشعل ماله خانة..
أجل راح زمان الرياجيل

ناصر يلتفت ناحية قبلة أخرى تطبع على جبينه
كان عمه عبدالله من الناحية الأخرى الذي همس له: الحمدلله على سلامتك ياولدي

ناصر بمرح واهن: وابو مشعل الأمريكي بعد هنا
كذا تخلوني أتبطر.. واصدق إني تعبان جد
لا يكون المشاعيل بعد هنا وخليتو كلكم العرب اللي في الدوحة؟؟

راكان همس: لا مشعل ومشعل في الدوحة.. بس أذونا اتصالات كنهم معنا

فارس يشعر بمرارة عميقة تمنعه من الكلام..
كم هو صعب عليه رؤية ناصر هكذا
ناصر رفيق الطفولة والصبا و الشباب
ناصر سنده.. وابتسامته في الحياة
ناصر الذي كان دائما نقيضه والمكمل له
كم هو مؤلم هذا الأحساس الجارح الذي يمزق روحه بوحشية!!


ناصر يلتفت لفارس ويبتسم: والشيخ فارس مايبي يقول لي الحمدلله على السلامة

فارس اقترب وهو يضع كفه على كتف ناصر ويلمس أنف ناصر بأنفه على الطريقة الرجالية ثم يهمس في أذنه:
لو أنك مت وخليتني.. كان لعنت مترسك..

ناصر يبتسم ويهمس له بصوت خافت وأخوية عميقة نادرة:
جلف ومن يومك جلف.. الله يعين أختي عليك

ثم ألتفت ناصر لراكان وهمس: أبي أروح الحمام

الوجوه الأربعة تبادلت نظرات واجمة قلقة..
(أكيد كلام الدكتور صدق.. وهو ناسي سالفة بتر ساقه)

ولكنهم وإن كانوا يعلمون أن ناصرا مختلف ولكنهم لم يعلموا بعد أنه مختلف جدا.. جدا..
مختلف لأبعد حد

ناصر بمرح هادئ.. وموجع.. موجع جدا: أشفيكم تفكرون فيني كذا.. لا يكون طلع لي قرون بدل ساقي المقطوعة
أشوف عكازات مسندة على الطوفة.. قربوها مني قدام أسويها على روحي
واصل حدي..

ناصر رفض بشدة محاولات راكان وفارس للدخول معه للحمام..
وهو يحاول التسند على جسده الذي كان رغم قوته الرياضية خائر القوى من تأثير المهدئات
ومن عدم تعوده على عدم وجود ساقه..
يشعر أنها مازالت موجودة.. ولكنها ليست هناك..
ليست هناك
هناك فراغ..
فراغ موجع انهزامي
فراغ ثقيل و شاش ثقيل
ولكنه ضد الانهزامية.. ضد الاستسلام تحت وطأة هذا الثقل والفراغ مهما كان موجعا وشاسعا وجارحا له كرجل.. كبطل رياضي..كإنسان
إنسان باحث عن وهم الكمال.. كما هو هم البشرية المسعورة التي جعلت للكمال مقاييسا تافهة انتقصت أطرافها عنده
يعلم يقينا وهو بقدم واحدة أنه أفضل وأكثر اكتمالا من آلاف آلاف الرجال وأشباه الرجال ممن يمشون على قدمين
تنهد بعمق.. (أحتاج وقتا للتعود ليس أكثر..)

خرج من الحمام.. ليجد الطبيب في انتظاره ويجلس مع أهله
ويرسم ابتسامته المهنية المعتادة

ناصر تسند على عكازيه.. قام راكان لمعاونته.. ولكنه أشار لا
وهو يتقدم بخطوات ثابتة قدر مايستطيع وقدر مايساعده عكازاه
حتى وصلهم وجلس معهم على المقاعد.. ورفض العودة لسريره

الطبيب بإبتسامة: الحمدلله على سلامة فارسنا

ناصر بابتسامة باهتة: الله يسلمك

الطبيب بهدوء: بتعرف أخ ناصر أنا فخور جدا إني تعرفت عليك..
تقبلك لقرار البتر كان شجاع وثابت.. وهاي أول خطوة في سبيل استعادة حياتك الطبيعية بشكل كامل

ناصر صمت وهو يستمع للطبيب الذي أكمل حديثه وهو يرفع القدم الصناعية بين يديه:
قدمك الجديدة وصلت اليوم.. من أفضل وأحدث ما توصل له العلم قوة ومرونة وتحمل وتناسب مع شكل الساق فعليا
تقدر تبدأ تستخدمها بعد أسبوعين ثلاثة على حسب تحسن مكان البتر
وأنا أضمن لك بإذن الله بعد ما تتعود عليها.. تمارس حياتك بشكل طبيعي تماما
وممكن ترجع لركوب الخيل فورا وبنفس المهارة إن شاء الله

بريق أمل موجع في عينيه: جد دكتور أقدر أركب خيل طبيعي..؟؟

الدكتور بإبتسامة: أنا أتكلم بمهنية تامة.. ومسؤول عن كلامي..
ومو بس تركب خيل إلا ترجع للسباقات لو حبيت وتفوز كمان إن شاء الله

ناصر همس بمرح متألم: لا سباقات خلصنا منها.. بس ركوب الخيل في دمي..

أربعة وجوه مهتمة تتابع الحوار بألم.. بأمل.. بوجع.. بإهتمام مصفى

الطبيب أكمل: الوالد حابب يرجع الدوحة.. بس بيقول الرأي رأيك..
وطبيا أنت ممكن تغادر المستشفى بعد يومين
لو حابب تظل لحد ما تستخدم الساق الصناعية براحتك
لو حابب تنزل الدوحة.. تاخذ الساق معاك.. وزميلي يتابع حالتك هناك
وينطيك تعليمات استخدام الساق والعناية بها.. وفكها وتركيبها
يعني كل شيء إن شاء الله

لو كان على ناصر.. فهو يكره العودة للدوحة..
لا يريد رؤيتها هي.. لا يريدها
لا يريد مشاعل
يشعر بنفور حاد منها
إذا كانت رفضته وهو بساقين.. فكيف وهو بساق واحدة؟!
لكنه يعلم أن والدته لا بد قلقة عليه
ولا يريد إطالة أمد قلقها.. قلبه يذوب من أجل تلك الغالية
لذا قال بثقة: إلا الشور شور أبو مشعل
ودامك فيها وش أنت تتنيها
أحجزوا لنا يا شباب خلونا نرجع للدوحة أول ما أطلع من المستشفى

الطبيب خرج وتركهم
محمد مد يده لفخذ ناصر وهو يربت عليه ويقول بحزن عميق: الله يواجرك يا ولدي
إن شاء الله إنك من هل الخير..
وإن شاء الله إن ساقك سابقتك للجنة

ناصر بعمق: يبه لا تحزن جعلني الأول.. الحمدلله على نعمته
مشكلة الإنسان إنه يشوف الله وش خذ منه وما يشوف الله وش عطاه
الله سبحانه خذ مني ساق.. لكنه خلا لي ساق ويدين وبصر وسمع وعقل وقدرة على الحركة
حتى الساق المقطوعة.. هذا أنا بأركب وحدة بدالها..
شوف أختي مريم.. الله يواجرها.. فقدت نظرها ومافيه شيء يعوضها عنه
ومع كذا تشوفها تحمد الله وتشكره كأنه عطاها قوة بصر زرقاء اليمامة
أنا كل ما تذكرت مريم... حسيت بعظم نعمة الله علي.. ورأفته بي
الله كان بي رحيم.. البتر تحت الركبة وساق وحدة.. وكان يقدر يأخذ أكثر
وأنا مالي إلا الصبر.. لكن هو مثل ماخذ.. عطاني أكثر وأكثر
اللهم لك الحمد والشكر على نعمتك ورحمتك



**********************



مر يومان
موعد وصول ناصر سيكون غدا مساء
أصبحت معضلة مشعل ومشعل كيف يبلغان نساء آل مشعل بالخبر
فهما لا يريدان أن يُصدمن برؤية ناصر
مشعل بن عبدالله انتهى من إبلاغ مشاعل ولكنه تبقى لديه عقبة كبيرة في إبلاغ البقية.. وأولهما جدته وعمته ونورة
ومشعل بن محمد صاحب المهمة الأصعب : إبلاغ أمه وشقيقتيه


بيت عبدالله بن مشعل
غرفة مشعل وهيا وتحديدا
بعد صلاة العصر بقليل

مشعل يدخل وهو مسود الوجه تماما.. يشعر بإرهاق خانق ووجع نفسي أكثر اختناقا

هيا التي كانت تطوي سجادتها.. ألتفتت له ثم همست برعب:
مشعل أشفيك؟؟

مشعل يفتح أزرار ثوبه العلوية عله يجذب لرئتيه المختنقتين بعض الهواء
ويهمس بضيق: توني جاي من عند عمتي نورة وسوت لي مناحة
والله إني خفت عليها وكنت أبي أوديها للمستشفى
بس خالي جابر عيا وقال هو بيهديها
اذا عمتي سوت كذا.. الله يعيني على جدتي

هيا برعب: ليه وش صاير؟؟

مشعل حكى لها عن وضع ناصر باختصار
هيا تنهدت بألم: إنّا لله وإنّا إليه راجعون
الله يواجره.. المؤمن مبتلى.. ومادام بتر ساق بس..
أنت تدري إنه ممكن يستخدم ساق صناعية ويعيش حياته طبيعي

مشعل يتنهد: أنا وأنتي نقول كذا..
بس العجايز وش يفهمهم؟؟
أنا كل شيء عندي ولا جدتي هيا.. ماداني عليها أدنى شيء
ما أدري أشلون أقول لها

هيا تنهدت بعمق: خلاص خلها علي

مشعل بارتياح: صدق؟؟

هيا شعرت أنها تورطت فعليا.. فهي أيضا تخشى مواجهة جدتها بالخبر الموجع
ولكنها من أجل مشعل مستعدة أن تحمل كل هذا الألم عنه
يكفيه ما تحمله من عمتهما

همست له بخوف: صدق.. والله يعيني



*************************



القاهرة
المصحة نفسية

باكينام تصل وهي تحمل كيس كبير نوعا ما
تنزل دون أن تنتبه أن هناك سيارة غريبة بها شخص غريب تتبعها

خلال اليومين الماضيين اختفى يوسف تماما
كانت تود أن تصفي الأجواء معه بعد حديثها المريح مع حمد
ولكنه لم يحضر ولم يتصل
وهي يستحيل أن تبادر بالاتصال
ولكنها أيضا خلال اليومين الماضيين بدأت تخرج كثيرا للسوق هي وجدتاها
وأحيانا أمها.. للتجهز لزواجها الذي تقبلت فكرته بارتياح
لذا لم تشغل بالها كثيرا بغياب يوسف الغريب وغير المعتاد

وجدت حمد اليوم يجلس في الحديقة ويستمتع بشمس الأصيل الضعيفة
التي أضعفتها برودة الجو أكثر
كان يقرأ كالعادة ومستغرقا في القراءة

اقتربت منه سلمت بمودة..
أنزل حمد نظارته: أهلين بالعروسة..
ثم أكمل بحنين: تدرين اليوم قبل صلاة الظهر كلمت أمي..يالله وش كثر كانت هي مشتاقة وأنا مشتاق

باكينام تجلس: إزيها؟؟

حمد بهدوء: تمام.. أنتي أشلونش؟؟ عسى صفيتي الجو مع... هو شاسمه؟؟

باكينام تتنهد: يوسف

حمد يضحك: وتنهيدة بعد.. شكلش رايحة في خرايطها

باكينام تبتسم: إيه خرايطها دي.. شكلها تهزيئة

حمد يبتسم: مهوب تهزيئة لكنها بنت عمها

باكينام بفرح حقيقي: ماشاء الله النفسية النهاردة بمب

مازال مبتسما: الحمدلله من سمعت صوت الغالية وانا فوق الريح

باكينام بمرح: انته النهاردة رغاي.. ونسيتني أنا جايه ليه

حمد بمودة: الوحدة اللي جايه تزور أخيها تبي لها سبب..

باكينام بتأثر: ربنا يخليك.. وأنا والله حاسة إنك زي أخويا وأكتر

حمد يهمس بعمق: تدرين عندي 3 خوات توأم..حرمتهم يحسون بأخوتي لهم

باكينام بصدمة رقيقة: تلاتة توأم.. تتكلم جد؟؟

حمد بحماس طفولي: والله جد.. عمرهم 17 سنة.. يجننوووووون

باكينام بحماس مشابه: واو.. وكلهم شبه بعض؟؟

حمد بابتسامة عميقة: نعم ولا... عالية وعلياء شبه بعض تمام أنا ما أقدر أفرق بينهم إلا بصعوبة
معالي هذي غير في كل شيء.. شيطانة.. جن مصور على قولتكم

أكمل بحنين: والله اشتقت لهم.. نفسي أعوضهم عن جفاي وقسوتي عليهم
تخيلي مالهم أخ غيري.. بيني وبينهم فرق 14 سنة..
المفروض هم مثل بناتي.. لكن عمري ما حسستهم بأي حب..لا وكنت كثير أقول لهم بقسوة إني ما أحبهم..
رغم أنهم ينحبون.. والله العظيم يدخلون القلب

باكينام تبتسم: ربنا يخليك ليهم.. ويخليهم ليك.. كلها شوية وتخلص علاجك وترجع ليهم

ثم أردفت: أنا تاخرت كتير واحنا بنرغي..
رفعت الكيس ووضعته على الطاولة: أنا جايبة لك هدية صغننه
عشان شفت هدومك انهرت من الغسيل
جبت لك شوية لبس على زوئي

حمد يبتسم: تدرين إني كنت أبي أوصي حد على ملابس
ماشاء الله على حاستش السادسة

باكينام بمرح: طب الحمدلله.. ودلوئتي أستاذن

حمد يستوقفها: أنا مابعد خلصت كلامي..

باكينام باستغراب: فيه إيه؟؟

حمد باستفسار: كم ثمنهم؟؟

باكينام بغضب: عيب عليك حمد.. مش بتئول دلوئتي احنا أخوات

حمد بحزم: ماعليه باكينام أخوان.. بس لو ماخذتي فلوسهم
شيليهم معش..

باكينام بغضب خفيف ممزوج بمرح مصطنع: أنتو الرجالة العرب فيكم الخصلة الوحشة دي
أنا متاكدة لو أن اللي جاب لك الهدية دي راجل.. يوسف مسلا كنت هتئبلها بدون حساسية
بس عشان أنا وحدة ست.. كرامتك ما تسمحش ليك تئبل حاجة من مخلوء أقل من مستواك الرجولي العربي الرفيع
إزاي تلوس أخلاقياتكم العربية وفحولتكم الشهيرة وتنجسها أنك تساوي بين ست وراجل!!

حمد ابتسم ابتسامة جذابة ناعمة: أوه الأخت شكلها شايلة علينا احنا الرياجيل العرب من قلب؟؟

باكينام همست وهي تهمس بمرح: أبو الئلب وأمه على قولت بت خالك هيا

ضحك حمد: الله يعين يوسف عليش.. شكلش بتقومين الحرب العالمية الثالثة عليه

باكينام بابتسامة: هو اللي جابه لنفسو.. وبنفس الطريقة العربية المعتادة
فرض نفس.. وجبر.. وغصب...وقوة.. وتسلط.. وجبروت..
المصطلحات العريقة اللي بيتقنها كل راجل عربي

حمد يبتسم: تدرين أفكارش تبي لها إعادة تأهيل كامل.. أنا بصراحة واحد مهوب في موقع حوار أو إسداء نصيحة
لأني لين قبل 3 شهور كنت أسوأ نموذج ممكن يكونه رجل أو حتى إنسان
متسلط ومتوحش ويدي طويلة
لكن أنا قارئ عتيد.. ومن منطلق خبرة الكتب مهوب من خبرتي
أقول لش: التعميم أكبر ذنب فكري ممكن الواحد يرتكبه في حق نفسه وحق قناعاته
إنك تبني قناعة كاملة على أساس تعميم جريمة
يعني أنتي الحين تقولين الرجل العربي والرجل العربي.. وتطلقين أحكام شاملة وعامة وقطعية
تذكري إنه الوالد رجل عربي ويوسف رجل عربي وأكيد عندش أهل رجال عرب..
علاقتش فيهم كلهم بتكون علاقة متوترة ومتحسسة وفيها قدر كبير من التحفز
لأنه تفكيرش كذا تفكير حربي وكأنه احنا في معركة بين الرجل والمرأة..ولازم واحد منهم يربح
لكن النتيجة صدقيني بتكون خسارة الطرفين
وحطي ذا الشيء في بالش وأنتي قريب بتبدين تبين حياتش مع يوسف
لا تكونين متشددة بذا الطريقة
وشوفي الأشجار على علوها وقوتها إلا أنها تنحني للريح عشان ما تنكسر

وإذا أنتي تحبين لعبة التعميمات هذي
فليش تنكرين التعميمات اللي تقول إنه الرجل العربي يحب يكون سند للمرأة
ويحب يحميها ويحتويها ويحسسها بالأمان
أو أنتي بس تختارين التعميمات اللي تناسب اللي في رأسش بس
والتعميمات اللي ما تناسب تدوسينها؟!!

باكينام كانت ترفع حاجبيها تعجبا وإعجابا.. والحوار بينها وبين حمد يمتد ويمتد ويتشعب
وامتد الوقت دون أن تشعر باكينام
حتى همس لها حمد: تايم آوت.. المغرب بيأذن ولازم أقوم
موعد وردي.. وأبي أصلي عقب.. اسمحي لي

باكينام نظرت لساعتها برعب: ساعتين ونص من غير ما أحس
أنا تأخرت خالص

حمد يقف ويتناول نظارته ويلبسها ويهمس لها بود أخوي:
اعتبر هذا إطراء إن حديثي أخيرا أعجب حد

باكينام بمودة: على ئد ماشفت وتكلمت مع ناس ماشفتش محاور زكي وعميق زيك

حمد يغادرها وهو يلوح بيده ويقول: شكرا على المجاملة.. والمرة الجاية لازم تجيبين يوسف معش


باكينام غادرت المصحة قبل غروب الشمس بحوالي ربع ساعة
وتوجهت لبيتها والسيارة إياها تتبعها

فور وصولها توضئت وصلت.. بعد التسليمة بقليل
رن هاتفها
كان يوسف.. ارتعش قلبها بعنف
لم تسمع صوته منذ لقاءهما ذلك الصباح قبل يومين
مشتاقة له.. مشتاقة.. مشتاقة

همست بود: أهلا يوسف

يوسف بطريقة مباشرة وهجومية: كنتي فين؟؟

باكينام تناست كل قراراتها وكبرياءها العنيد يحضر: مش شغلك

هو السبب.. هو من دفعها للرد عليه بهذه الطريقة

يوسف بحدة أكثر: باكي أنا مش فايئ لك.. خلي نهارك يعدي
أنا بأسألك كنتي فين؟؟ (كان يشدد على حرف)

باكينام شعرت بالتردد من حدته الزائدة: كنت باعمل شوبنق
مش المفروض إنه فرحي بعد أئل من تلات أسابيع

يوسف ببرود ممزوج بالنار: آآآآآآه فرحك.. ورحتي فين كمان؟؟

باكينام بتردد أكبر: مارحتش مكان رجعت البيت..

يوسف بنبرة خاصة: أكيد؟؟

باكينام بنبرة قوية لأنه استفزها: آه أكيد.. عندك مانع..

يوسف بنبرة خاصة اشتمت فيها رائحة غير مريحة: ابئي افتكري يا باكي إني سألتك
ما أعطلكيش.. تصبحي على خير

(أصبح على خير بعد المغرب
مالو ده؟؟ مش عوايدو)

باكينام شعرت بالذنب لأنها لم تخبره بزيارتها لحمد
شعرت أن إخفائها لهذه الزيارة جعلها ذنبا حقيقيا يخنق روحها
ترددت في إخبار يوسف لأنها تخشى من ردة فعله.. فهو غيور ومتسلط
ولن يتفهم سبب زيارتها لحمد
وهي في غنى عن المشاكل مع اقتراب موعد زواجهما



************************



قبل ذلك بساعات
الدوحة

غرفة الجدة أم محمد / هيا الكبيرة

مازالت تجلس على سجادتها من بعد صلاة العصر وتسبح
دخلت عليها هيا بخطوات مترددة
تود لو كان باستطاعتها العودة.. تود لو كان بإمكانها إلغاء كل الحقائق المؤلمة
فهذه العجوز اكتفت من الحزن.. اكتفت لأبعد حد
فهل يكتب عليها أن تُطعن شيخوختها بحزن جديد وألم جديد
هل مازال بها جَلَد واحتمال؟!!

هيا اقتربت من جدتها..
الجدة حين رأت هيا بالقرب تناولت برقعها من جوارها وارتدته
هيا جلست جوارها وقبلت كتفها.. سلمت ثم صمتت

الجدة همست بعمق: هويه وش عندش؟؟ كنش وراش علم

هيا بهدوء ساكن وعمق موجع: يمه تدرين إنش إن شاء الله من أهل الجنة..
لأنه اللي تفقد ولدين وتصبر جزاها الجنة إن شاء الله

الجدة صمتت.. وهيا تستمر في التهيئة التي لا تعرف أين تقودها:
يمه أبي راح.. وعمي سعود راح.. وجدي راح.. وقبلهم أبيش وأمش وأخوانش..
وأنتي صبرتي على كل شيء
جربتي الحزن كله.. ولأنش إنسانة مؤمنة صبرتي على ذا كله..
كم عمر عمي سعود يوم مات؟؟ 23 سنة أو 24 سنة؟؟ شباب وراح
الموت هو أكبر حزن في الدنيا وأنتي جربتيه.. يعني اللي أقل منه أنتي عليه أصبر وأقدر

تنهدت هيا الكبيرة بعمق وهي تقول بنبرة غامضة مجهولة الانفعالات:
ناصر وش فيه يا هيا؟؟ اخلصي علي

هيا ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس: وش دراش إنه ناصر؟؟

الجدة بذات نبرتها الغامضة: من يوم راح الخبل صباحية عرسه يسابق وأنا قلبي ناغزني
ثم يوم لحقه المعرس الثاني ثاني يوم.. وقلبي ناغزني أكثر
ثم محمد وعبدالله كلهم راحوا له.. تبيني ما أدري إن اللي في ناصر شيء كايد
قولي لي وش صار له؟؟

هيا صمتت.. لم تعرف أن الأمر سيكون صعبا كذا

الجدة انتفضت بغضب حاد مفاجئ: هيا خلصيني

هيا انتفضت تفاجئا من جدتها التي انتقلت بشكل مفاجئ من الهدوء الساكن للثورة العاتية
لتقول هيا بدون تفكير: قصوا رجله

الجدة برعب وهي تغرز أصابعها في عضد هيا: ويش؟؟ ويش؟؟

هيا ندمت من تسرعها في قذف الخبر
ولكن هل كان من الممكن أن يُقال بطريقة ألطف؟!!

هيا ربتت على كف جدتها التي تعتصر عضدها وهي تهمس لها بعمق حنون:
يمه فديتش العلم والطب تطورو.. وبدل ساقه يقدر يركب ساق كنها ساق صدقية
يمشي فيها عادي ويروح ويأتي ويسوق سيارته عادي
ما كنه تغير شيء عليه

الجدة تنهدت وزفرت بألم عميق.. ثم همست لهيا بحزم متألم: هيا شغلي لي الرادو على قناة القرآن.. واطلعي وسكري الباب علي

هيا برجاء: تكفين يمه باقعد عندش

الجدة بألم: هيا يأمش لا تراديني..روحي

هيا انسحبت وهي تشعر بألم عميق يحز في روحها
ألم جارح من أجل هذه الغالية التي يعبر حزنها العميق عن مقولة العرب الأثيرة (ما أغلى من الولد إلا ولد الولد)
كان بودها أن تلغي نظرة الحزن الموغلة في الوحشية التي افترشت عينيها وظللت أهدابها
النظرة التي رأتها تطل من عينيها بجزع وهي تنسحب من غرفتها لتتركها تختلي بأحزانها من أجل حفيدها المرح الممتلئ بالحياة
الذي غادرها بساقين ليعود لها بساق واحدة!!!



**********************



ذات الليلة
بيت عبدالله بن مشعل
الصالة الرئيسية

حيث تجلس هيا وموضي
لطيفة تدخل عليهما هي وبناتها قادمة من بيت عمها محمد.. وعائدة لبيتها

سلمت ثم جلست، همست: جدتي أشلونها؟؟

موضي بألم: على حالها.. في غرفتها وتسمع قرآن.. ومهيب راضية حد منا يقعد عندها.. يمكن لو مشاعل هنا كان عرفت لها

لطيفة بحزن: مشاعل الله يعينها بعد.. خليتها وراي عند عمتها أم مشعل

هيا بقلق: إلا أم مشعل والبنات شأخبارهم؟؟

لطيفة بهمس متألم: متصبرين ومتقبلين بس الحزن في وجيههم معشش

هيا بمساندة: الله يعينهم.. وإن شاء الله إذا شافوه طيب.. وخصوصا عقب ما يركب ساقه.. بيتطمنون

لطيفة وقفت وهي تقول بهدوء: بأمر على جدتي أمسيها بالخير وعقب باروح لبيتي.. اليوم مادرست شيء



***************************



اليوم التالي مساء
ناصر يصل إلى مطار الدوحة
كانت احتفالية حاشدة في استقباله من أهله ومعارفه ومختلف الفرق القطرية في الألعاب المختلفة
امتلأ المطار عن آخره بمستقبليه الذي تتبعوا سيارته حتى وصل إلى فندق الشيراتون حيث يُقام عشاء على شرفه وسلامته

كان ناصر يستخدم عكازيه في التنقل ورغم صعوبة الأمر عليه خصوصا أن كفيه مازالا يؤلمانه لكنه كان يحاول التحرك بأكبر قدر من الثقة يستطيعه

وهاهو يجلس يحيط به أهله وأصدقائه وأعضاء فريقه
حسن بذراعه المجبرة كان يجلس جواره.. همس لناصر بمرح: ما لقينا من ذا الخيل خير..

ناصر يبتسم: إلا ماوراها إلا الخير... رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة)

حسن بجدية متألمة: ناصر أنا مالي وجه منك عقب اللي سواه ثيندر

ناصر بابتسامة: هذا شيء الله كاتبه.. أنت بتحاسب حيوان يا ابن الحلال

حسن بغموض: أنا حاسبته خلاص

ناصر برعب: وش سويت فيه؟؟

حسن بحزم: ما تعذب.. فرغت المسدس كامل فيه

ناصر بغضب: أنت مجنون.. تذبح حصان قيمته فوق مليون ريال.. ما تبيه كان بعته..

حسن بود وأخوية: يعل المليون تفداك.. أنا ماعاد طقت شوفته.. ولما دريت إنه وصل من الأردن.. عزّمت أخلص منه..
ولا تعيد ذا السالفة علي.. بأشتري لي حصان غيره

ناصر بألم: الله يهداك حسن.. ليش سويت كذا؟؟

حسن بمرح: خلاص يا ابن الحلال خلصنا من ثيندر.. قل لي متى بنرجع نتدرب سوا

ناصر بابتسامة: أسبوعين ثلاثة لين أركب الساق..

حسن بمودة: وعد..

ناصر بمودة أكبر: وعد



**************************



بعد حوالي ساعتين
حوالي الساعة 11 مساء

بيت محمد بن مشعل
يصل ناصر وراكان
أم مشعل والعنود ومريم في انتظارهما

ناصر دخل وهو يتسند على عكازيه.. وراكان بجواره
والدته حين رأته قفزت.. وعيناها تغيمان
لكن ناصر حلف عليها أن تجلس وهو يتوجه لها ويجلس جوارها
يحتضن كتفها ويقبل رأسها ثم يقبل يدها وهو يهمس بحنان:
والله إني طيب يا الغالية.. تكفين ما تبكين

وإذا كانت والدته امتثلت لرجائه وهي تمنع عينيها من البكاء وإن كان قلبها يبكي وينزف وجعا وألما
فإن العنود لم تمتثل مطلقا وهي تجلس جواره من الناحية الأخرى وتلقي بنفسها على صدره وتنخرط في بكاء حاد
ناصر احتضنها بحنان وهو يمسح على شعرها: بسش يا الدلوعة
هذا تبكين عشاني وإلا عشان مشتاقة لفارس؟؟

العنود همست له وهي تقبل كتفه: الحمدلله على سلامتك.. وخارج من الشر

ناصر بمودة: الله يسلمج.. وقومي مني خليني أسلم على مريم

مريم برقة وهي تقوم لتتحسس طريقها: انا باجيك

ناصر تعكز بصعوبة ووقف وهو يقول: لا والله ما تقومين أنا جايش

أم مشعل بجزع: راكان يأمك عاونه

راكان يبتسم: خله مهوب في عازتي.. أنا عقب أبيه يعاوني هو الصغير وأنا أخيه الشيبه

أم مشعل بحزن: جعلني أشوف عيالكم يعاونونكم..

ناصر وهو يميل على مريم ويقبل رأسها: راكان الأول عشانه الكبير

مريم تحتضن رأس ناصر وهي تهمس: الله يكتب أجرك

ناصر يهمس لها: وأجرش

ثم ألتفت ناصر لراكان: يالله راكان خلنا نروح لجدتي

راكان بهدوء: الوقت متأخر شوي.. خافها رقدت

ناصر يهز رأسه: مشعل وفارس ينتظروننا هناك.. مشعل يقول إنها متروعة علي..خلنا نروح نسلم عليها

راكان وناصر خرجا
وأم مشعل تميل على العنود وتهمس لها: قومي روحي لبيتش قبل يوصل فارس

العنود توترت وهي تتذكر فارس
لكنها أحكمت لف جلالها وهي تسلم على والدتها ومريم وتخرج لبيتها

راكان وناصر يخرجان عبر الباب الرئيسي ليدخلان بيت عمهما من الباب الرئيسي

ناصر يستفسر من راكان بتلقائية: متى ملكتك؟؟

راكان تفاجأ من سؤال ناصر المباغت لكنه أجاب بهدوء:
خلنا لين نتطمن عليك أول يا ابن الحلال

ناصر بغضب: ليه أنا مكسح وإلا متحرول تطمن علي؟!!!

راكان بذات الهدوء: يا شينك وأنت معصب.. تدري أنا وش أقصد

ناصر يحاول العودة لهدوءه ويهمس لراكان: أنا مافيني إلا العافية
وملكتك تممها بسرعة.. تدري إن مشعل بيرجع أمريكا عقب عقب حوالي 3 أسابيع
ثم أكمل بمرح: وبعدين مابغيت أصدق إنك وافقت أخيرا تعرس
أكيد إنك في حالة غيبوبة خل نستغلها قبل تصحا منها

راكان يبتسم لأن ناصر يبتسم: ليه ؟؟ لعب بزران عشان أهون




***********************



بيت عبدالله بن مشعل

مشعل وفارس وموضي وأم مشعل يجلسون في غرفة الجدة المتوترة انتظارا لوصول ناصر

مشعل ينهي اتصالا ويقول بهدوء: هذا هو ناصر عند الباب.. أبشري به يمه

موضي وقفت: بأطلع ألبس عباتي أهني ناصر بالسلامة

لم تعلم أن هناك أحدا آخر معه.. أو كان يستحيل أن تعاود النزول
فهي مازالت تشعر بمرارة جارحة وخجل متعاظم من عرضها لنفسها على راكان
وعاجزة عن مجرد التخيل أن تضع عينها بعينه

موضي خرجت
ومشعل توجه لباب البيت ليفتحه رغم أنه مفتوح.. ولكنهما لن يدخلا حتى يؤذن لهما فعليا وخصوصا مع تأخر الوقت

توجها ثلاثتهم لغرفة الجدة

ناصر توجه مباشرة لجدته بعد أن قبل رأس أم مشعل التي وقفت لاستقباله
وراكان ألقى التحية من بعيد على أم مشعل التي كانت تلبس برقعها وتلتف بجلال واسع

ناصر وضع عكازاته بجواره وجلس جوار جدته وقبل رأسها وكفها
الجدة لم تحتمل رؤيته يدخل عليها متسندا على عكازات
مسحت دمعة خائنة بطرف برقعها
وناصر عاود تقبيل يدها وهو يقول بتأثر: تكفين يمه ما تبكين
أفا يا ذا العلم.. أم محمد تبكي
ما عمري شفت لش دمعة.. تكفين ما تقهريني

الجدة تماسكت وهي تقول بهدوء موجع: جعلك ما تذوق القهر يأمك
وجعل ربي ما يحسرك
مهوب هاين علي شوفتك تعكز وانا شايفتك طالع من عندي تمشي على أرجيلك

ناصر يبتسم بألم وهو يحتضن كفها بقوة: أفا عليش كلها أسبوعين وإلا ثلاثة وأركب ساقي الجديدة..
وأول مشوار لش.. وبأطلع أنا وياش نفر سوق واقف كله

راكان يقترب ويقبل رأسها وهو يقول باحترام: أفا يمه شكلش شفتي نويصر ونسيتيني حتى من السلام

أم محمد بود مصفى: ماعاش من ينساك يا الغالي..

راكان جلس من الناحية الأخرى وهو يستفسر من جدته باهتمام عن أحوالها

حينها قال فارس بمرح رقيق: شكلهم عيال محمد بيأخذون جدتنا قطوعة لهم

الجدة ألتفتت لفارس وهي تقول بغضب رقيق: فويرس عادك هنا
قم لا بارك الله في عدوينك من معرس.. قم أكيد العنيد قاعدة تتناك ذا الحين

فارس توتر داخليا بعمق لذكرها ...هو مر للسلام على والدته قبل المجيء هنا
وتجنب حتى السؤال عنها.. لا يعلم فعلا لماذا يتصرف بهذه الغرابة

ناصر همس بمرح: ايه تستاهل عشان ما تنظلنا أنا وأخي.. حاسدنا في حضن جدتي

حينها الجدة ألتفتت لناصر لتقتص لفارس وهي تهمس له بذات نبرة الغضب الرقيق:
وأنت بعد يا نويصر قم .. قم روح لمرتك.. معاريسن ماعليكم شرهه
الله يعين بناتي عليكم

فارس حينها ابتسم وهو يشير لناصر بحاجبيه.. لينتقل إحساس أعمق بالضيق لناصر.. أعمق بكثير.. كان شبه متأكد أنها لابد في بيت أهلها
لكن بما أن جدته تقول له أن يقوم فمعنى ذلك أنها تنتظره هناك.. في بيته..

حينها همس مشعل بهدوء: بأروح معك يا ناصر.. أبي أسلم على أختي

والسبب الحقيقي لذهاب مشعل أنه أراد أن يمتص صدمة اللقاء الأول.. فهو من شهد المغادرة.. وشهد صدمات أخته
ويود أن يحاول تلطيف الجو بينهما

الأربعة نهضوا معا للمغادرة
وهم يعبرون الصالة الرئيسية يستعدون للخروج
نزلت موضي بعباءتها ونقابها
توقفت عند العتبة الأخيرة وهي تتمسك بطرف حاجز الدرج الحشبي
حتى لا تنهار وهي ترى رابعهم
لم يعد هناك مجال للتراجع أو الهرب ومشعل يقول: ناصر.. بنت عبدالله تبي تهنيك السلامة

بقيت موضي في مكانها متمسكة بطرف الحاجز وكأنه يحميها وهي تهمس:
الحمدلله على سلامتك يابومحمد.. خارج من الشر

ناصر باحترام دون أن يلتفت ناحيتها: الشر ما يجيش والله يسلمش
أشلونش طال عمرش في الطاعة؟؟

موضي بخفوت وهي تشعر أن ريقها جاف جاف جدا: طيبة طال حالك
ومجار من الشر

قالتها ثم عاودت الصعود.. بينما هي فعليا تريد الهرب قبل أن تتداعى أمامهم وتنهار
(أي جريمة نكراء ارتكبتها بحقه وبحقي؟!!)

كانت المرة الأولى التي ترى فيها راكان من هذا القرب منذ سنوات
بدا لها مثاليا أكثر مما يجب مقارنة بها.. بل بدت لها المقارنة مستحيلة بينهما
رجل فوق الكمال.. وامرأة تحت النقص

كانت تجد نظراتها غصبا عنه تتجه نحوه في نظرات خجلة مبتورة
كان يقف واثقا بكامل هيبته دون أن يلتفت ناحيتها مطلقا
بدا لها مخلوقا أسطوريا كما كانت تراه طيلة سنوات صباها المبكر
الفكرة التي أقنعتها أن لا أحد يتزوج الاساطير.. الفكرة التي عادت لمهاجمتها

هاهي تتمدد على سريرها تشعر باليأس والخوف والوجل وهي تتذكر تفاصيل شكله ووقفته..
ثقته المفرطة..سماره الصافي.. نظرة عينيه الأشبة بنظرة نمر واثق متيقظ وذكي
عارضاه السوداوان المحددان بدقة
ثم ذلك الطول والعرض الاستثنائيان تماما.. رغم أنها اعتادت على الطول والعرض
صفة كل رجال آل مشعل المميزة
ولكنه بدا لها مختلفا وهي تميز بوضوح عرض كتفيه وصلابة عضلاته المتبدية بتحفز من تحت انسياب ثوبه الشتوي الرمادي
كل مافيه كان مثاليا
وكل مافيها كان باهتا..هكذا فكرت!!

(واحد مثل هذا أشلون يأخذ وحدة مثلي.. حتى لو كان زواج صوري
أشلون أقدر أحط عيني في عينه
هذا بيحطم اللي باقي عندي من الثقة في نفسي
أنا أشلون تهورت وطلبت منه يتزوجني.. أشلون)

عشرات الافكار المؤلمة تطوف ببال موضي..
وقرار جديد يتشكل في ذهنها



************************



بيت فارس بن سعود
غرفته تحديدا

العنود وصلت منذ فترة
مشبعة بالحزن.. ومازال لديها الكثير من الدموع التي لم تروِ قلبها المفجوع بعد

لذا حين وصلت
ولم تجد أحدا
وهي تختلي بذاتها
وجدت أن موجة جديدة من البكاء تجتاحها
بكاء هي تحتاجه بشدة.. فألمها لمصاب شقيقها كان أكبر من الوجع ذاته
والحزن بداخلها كان عميقا.. عميقا جدا

كانت تجلس على الأريكة تحتضن مخدة صغيرة تنثر دموعها فيها
كانت مستغرقة تماما في نحيبها الخافت ووجهها مدفون في المخدة
لذا لم تنتبه أن الباب فُتح
وخطوات ثقيلة تقترب منها



*************************


بيت محمد بن مشعل
قسم ناصر

مشاعل كانت تطوف في البيت كالمخبولة تماما
غاية في التوتر.. عاجزة عن كبح جماح توترها وخوفها وخجلها

تأنقت تماما بناء على نصيحة لطيفة
وهاهي ترتدي بنطلونا حريريا أسود فوقه قميص طويل من الشيفون يصل للركبة
ألوانه خليط من الزهر والأسود
مزموم من عند الصدر حيث تربط شريطة زهرية ..وأكمامه جابونيز مزمومة عند عضدها
وشعرها الحريري القصير صنعت من خصلاته أمواجا قصيرة ملتوية
مما جعله أقصر وأكثر إثارة

وهي في دورانها في البيت طُرق الباب
قفز توترها للذروة وهي تشعر أنه لابد سيغمى عليها
فتحت الباب بتردد
لتصاب بصدمة خجل كاسحة وهي ترى شقيقها مشعل أمامها
كان بودها أن تهرب لتبدل ملابسها
لولا أن مشعل دخل ليتيح للمتعكز خلفه الدخول



****************************



بيت محمد بن مشعل
غرفة راكان

كان راكان يصلي قيامه حين سمع صوت رسالة تصل لهاتفه المحمول

حين سلّم من صلاته
تناول هاتفه ليرى الرسالة
تغير وجهه وهو يقرأها.. تغير جذريا
ومضمون الرسالة يشعل غضبه لأبعد حد
رغم حلمه الشاسع الذي عُرف به

ومازال غضبه يسيره وهو يتصل بالجهة التي وصلته الرسالة منها
ليصرخ بغضب كاسح ولكن مكتوم من بين أسنانه فور رد الجهة عليه:
أنتي شايفتني بزر تلعبين فيه؟!!




#أنفاس_قطر#
.
.
الحين خلصتوا البارت وجاء وقت ثرثرتي الخاصة
ومافيه داعي تتعبون أنفسكم وتعلقون على ثرثرة وحدة مشتاقة لكم وتبي تهذر بس
خلوا تعليقاتكم للبارت وأنا أركنوني على جنب


بنات كثير عاتبوني على أن الغياب بسبب الكلام اللي وصلني
وإني كيف أهتم لكلام وحدة أو ثنتين وأترك مساندة الكثيرات لي

يا حبيباتي أنتو تركتوا سببين ومسكتوا في الثالث
هذا كان سبب ثانوي جدا أمام السببين الأولين اللي هم تعبي وحملي والضغط علي ورغبتي في صياغة مركزة للقصة
ولو رجعنا للسبب اللي ضايقكم
بأقول لكم: لو أنتي جالسة في وسط حديقة خضراء من أروع ماخلق ربي
والجو من أبدع ما يكون وأنتي جالسة في كرسي مريح جدا ما ودك تقومين منه
ومعاك كل أهلك وأحبابك وصديقاتك
لكن فيه دبوس صغير تافه يشكك
هل بتظلين جالسة؟؟ أو لازم تقومين عشان تشيلين الدبوس؟؟
رغم كل المغريات للبقاء لكن المنطق الإنساني يقول لابد من البحث عن الدبوس لقذفه بعيدا.. ثم العودة للجلوس
وهذا أنا رميت الدبوس.. ورجعت أجلس

شيء ثاني إنه البعض عاتبني إنه لو حتى كان فيه كلام يوصلني
المفروض إني ما قلته وأكتفيت بذكر السببين الأولين لأن الأجازة أصلا من حقي ومافيه داعي لتقديم تبريرات
وذكري للسبب الثالث بيّن ضعف في شخصيتي غير اللي تعرفونه عن أنفاس قطر
وأنا أقول لهم كلام وهو فعلا كلام مهم
إنه عندنا نحن العرب بشكل عام مشكلة اسمها انعدام الشفافية
والأمم المتحدة تسوي تقرير سنوي عن مدى شفافية الدول
والدول العربية كلها في ذيل القائمة
ليش؟؟ لأن شعوبها تعاني من انعدام الشفافية قبل حكوماتها <<< يا شين دخال السياسة على غير سنع.. بس تحملوا خبالي
يعني يا بنات مو كفاية إنه احنا متخبين خلف أسماء مستعارة وأقنعة؟!!
حتى مشاعرنا وأحاسيسنا لازم نلبسها أقنعة؟!!
أنا تضايقت من شيء معين.. وين المشكلة إني أشركتكم معي في ضيقي؟!!
أو لازم أخبي عليكم وأقول أنتو شدخلكم؟؟!!
عمر الشفافية ما كانت ضعف في الشخصية.. لكن ضعف الشخصية لما تحاول تبين للناس شيء غير حقيقتك وتلبس ثوب شخصية غير شخصيتك
والإنسان السوي الطبيعي مهما كانت قوة شخصيته فهو يبقى إنسان تجتاحه لخظات ضعف يحتاج فيها لفترة راحة يعيد فيها ترتيب أوراقه
فكيف لما يكون هذا الإنسان مثلي يعاني تعب جسد وفكري هائل..؟!!
أنا حامل وأعاني من هزال وتعب شديد مع الحمل
ومع كذا كنت كل يوم أكتب وأنزل لأني دائما أقول الإلتزام قضية ومحبة الناس قضية أكبر
وفعلا محبتكم هي قضيتي الأكبر والأهم
الله لا يحرمني من محبتكم ويديم المودة قلوبنا


نجي لفريق ثالث من البنات.. اللي قالوا إنه كاتبة كبيرة مثلي<< الله يكبر قدرهم عند ربهم
المفروض إنها ما تقول إنه فيه حد تجرأ وقلل من قدرها حتى لو حصل هذا

يا بنات يا نبضات قلبي
لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر
وأكبر الناس عند الله أصغرهم في عين نفسه
وأنا والله العظيم ما أعترضت على قولتهم كاتبة أو غير كاتبة
لأنه أنا أرحب بالنقد وأنبسط فيه مهما كان قاسي.. ومن حقهم يعبرون رأيهم
لكن رفضي فقط كان للأسلوب التجريحي
وأنا لأني مارديت عليهم مطلقا فإثارة القضية علنا فرصة إني أقول
أنا أرحب بكل كل نقد للقصة مهما كان قاسي
لكن أي رسالة قصدها التجريح في شخصي سأحولها فورا لإدارة المنتدى للتعامل معها

وخلصت الهذرة وعدنا والعود أحمد
ووالله أشتقت لكم كثير شوق ماله حدود
ولو أنتو تحبوني شوي أنا أحبكم كثير والله الشاهد
وموعدنا صباح الأحد إن شاء الله
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 12-07-09, 07:52 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الورد والفل والياسمين
صباح القلوب الأروع والأطهر
صباحات البهجة المشبعة بالألق التي تستحقونها لأنها تشبه ألقكم المختلف

من التساؤلات التي أثيرت في الجزء الماضي
استغراب ما من ثقافة حمد وأنه لم يرد لها ذكر سابقا
فكرة كون حمد مثقفا فكرة أنا قصدتها منذ البداية في دلالة أن المرض النفسي قد يصيب حتى أكثر الناس ثقافة وعلما
ومع هذا نجدهم يرفضون العلاج النفسي
إذا عدتم للأجزاء الأولى ستجدون حوارا بين حمد وموضي تقول له فيه:
أنك رجل مثقف ومعك ماجستير في التربية.. والعلاج النفسي ليس عيبا


ودور حمد لم ينتهِ بعد.. فهو سيعود لبؤرة الضوء.. بظهور مختلف.. ولكن ليس قريبا

من التساؤلات الشخصية من تسائل في أي شهر أنا
يبدو أن البعض يخاف أن ألد وأترككم معلقون
أنا الآن في نهاية الشهر السابع
وعلى كل الأحوال أنا مستمرة معكم إن شاء الله حتى ما قبل رمضان
حينها سأوقف القصة لأن رمضان ليس شهرا للقصص كما أني سأكون دخلت التاسع
لا أعلم إن كانت أسى الهجران ستنتهي قبل رمضان أو بعده
ولكني لن أفسدها بالاستعجال
وبعد رمضان لن أكمل أنا معكم.. ستكمل معكم شقيقتي الصغرى أو ابنة خالتي

هكذا انتهت الثرثرة اليومية .. طويلة أعلم << هل ثقل الحمل يسبب ثرثرة؟؟

جزء اليوم
أخشى أن تقولوا أنه قصير بعد الجزء الماضي المفرط في الطول
ولكن هانحن نعود للنشر اليومي
ومع النشر اليومي تنتفي الحاجة للطول
فلقاءنا غدا إن شاء الله
التاسعة صباحا
.
.
استلموا
الجزء السبعين
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/ الجزء السبعون


بيت عبدالله بن مشعل
غرفة موضي
منتصف الليل

(حينما كنت مشبعة بالحياة ومقبلة عليها
كان نصيبي رجل هو أقل من أقل أحلامي
امتهنني حتى ألغى إنسانيتي وكينونتي وأنوثي
وحينما زهدت في كل شيء وماعاد بي ما يغري أي رجل بي
أجدني تورطت مع رجل هو فوق كل ما أكون قد حلمت من معجزات عصية التحقيق
لا تلاقي مطلقا بيننا.. ولا بأي صورة)

موضي متوترة.. مثقلة بالتفكير.. وعشرات الأفكار تعصف بها
ثم استقرت في الختام على قرار
فطلبها من راكان أن يتزوجها كان متهورا لأبعد حد
وربما لأنها في وقتها كانت مرتبكة من قرار والدتها
ووجدت راكان يرد عليها وهي في قمة يأسها فاتخذته طوقا للنجاة
دون أن تفكر فيه هو شخصيا
رجل مثله في اكتماله الموجع يستحق من هي مثله
وليس بقايا امرأة.. حتى وإن كان في إطار زواج صوري
فهي أمام الناس زوجته.. كيف ستحتمل عقد المقارنة بينهما؟!!

لذا قررت التوجه لغرفة شقيقها سلطان
كان مستغرقا في النوم.. تناولت هاتفه المحمول
وأخذت رقم هاتف راكان منه

وكتبت له الرسالة التالية:

" راكان
أنا أحلك من طلب الزواج المخزي اللي أنا أجبرتك عليه
بأقول لأبي إني أنا اللي ما أبي الزواج
عشان ما تنحرج معه
ورايتك بيضا يابو محمد"

أرسلتها
ثم تناولت مصحفها لتقرأ وردها قبل أن تنام
وتطمئن روحها القلقة

بعد عدة دقائق
كان هاتفها يرن
تناولته وهي تظن أنها لابد لطيفة فلن يتصل أحد في هذا الوقت سواها
بما أنها تسهر للدراسة

ولكنها صُدمت وهي ترى أنه ذات الرقم الذي أرسلت له الرسالة قبل قليل
ابتلعت ريقها بصعوبة
كانت تتمنى ألا ترد عليه ولكنها مجبرة أن تفعل..
تناولت هاتفها لترد بصوت متردد: ألو

ليفاجئها صراخة المكتوم على الجهة الأخرى: أنتي شايفتني بزر تلعبين فيه؟؟

موضي ابتلعت ريقها وهي تهمس بخفوت: محشوم يابو محمد

راكان بنفس النبرة الغاضبة التي لم يعتدها: ليه أنتي خليتي فيها محشوم

موضي بذات الهدوء الخافت: الله يهداك راكان مافيه داعي تعصب
أنا قلت لك الموضوع من صوبي أنا اللي بأقول أني ما أبي أتزوج

راكان من بين أسنانه: ياسلام عليش.. وفي ظنش أنا رأيي ماله قيمة أول وتالي
الظاهر إنش ماتعرفين راكان من هو
ومهوب أنا اللي أمشي على شور النسوان..
أنا يوم وافقت وافقت بكيفي.. لا تظنين للحظة إنش أنتي اللي جبرتيني
والحين بعد مهوب على كيفش تقولين هون خلاص
كني لعبة عندش.. شوي تلعبين بها.. وعقبه مليتي منها

موضي بألم: راكان مافيه داعي للتجريح.. أنا مستخسرتك فيني
أنت تستحق اللي تساويك مهوب وحدة مثلي

راكان بصدمة: مستخسرتني فيش؟؟!!
موضي عيب عليش ذا الكلام.. عيب
ثم تنهد وأكمل: إذا أنتي خايفة إني ممكن يوم أسوي فيش مثل حمد
فأقول لش تنقص يدي ولا أمد عليش أصبع

موضي باستنكار: لا والله ماطرا علي
أنت وين وحمد وين
لكن.......

راكان قاطعها وهو يقول بثقة ثابتة: خلاص لا تقولين شيء
سالفتنا منتهية.. والناس كلهم منتظرين الملكة
فلا تحرجين نفسش وتحرجيني
وملكتنا بتكون قبل سفر مشعل

موضي بتردد: زين عندي شرط

راكان بثبات: ما تشوفين إنش مسختيها بالشروط.. بس ولا يهمش تدللي

موضي برجاء حقيقي: آخر شرط.. تكفى

راكان بهدوء: زين قولي

موضي بخفوت: إنك تزوج عقب وحدة تليق فيك

راكان غضب فعلا.. غضب لأبعد حد
(هذي لذا الدرجة مسترخصة فيني
المره لو هي تكره رجالها كره العمى ما تبيه يتزوج عليها
لكن هذي باقي تدلل علي)

رد عليها بغضب حقيقي: تدرين موضي أنتي ما ينرد عليش
أنا إذا بغيت أتزوج أنتي وإلا غيرش
أنا اللي أقرر مهوب انتي
وياويلش يا موضي.. لو سمعتش تعيدين ذا السالفة عقب
فاهمتني؟!!

موضي بحرج: خلاص راكان.. آسفة.. آسفة



**********************



بيت فارس بن سعود
غرفة فارس

فارس يدخل غرفته
يلفه توتره وشوقه
(هل سأجدها أم مازالت في بيت أهلها؟!)

صدم حين دخل بصوت نحيب خافت
ثم صُدم أكثر بالمنظر الموجع الذي رأه أمامه
المنظر الذي مزق روحه أشلاء متناثرة
كانت كطفلة باكية وهي تحتضن مخدة صغيرة تنثر أساها وحزنها ودموعها فيها

اقترب منها
لم تنتبه لاقترابه
حتى جلس جوارها
انتفضت وهي تشعر بالثقل الذي جلس جوارها
ثم انتفضت أكثر وهو يضع يده على رأسها
رفعت وجهها إليه
أذابت عيناها الدامعتان شرايين قلبه
في كل مرة كان يسمع صوت بكاءها عبر الهاتف ويكاد يجن
فكيف وهو يراها تبكي أمامه
كان الأمر فوق احتماله.. فوق احتماله بكثير
أخذ المخدة من بين يديها
لف ذراعه على كتفيها وهو يقربها منه
ليدفن رأسها في عرض صدره
ثم يشدد احتضانه لها وهو يحكم ذراعيه حولها
كأنه يريد إخفائها بين أضلاعه
(يا الله كم هو موجع ورائع إحساسي بها بين أحضاني
كأن قلبي المهاجر يعود ليستكين بين أضلاعي
كأن روحي الهائمة ترجع لتستقر في حناياي
أي سحر تحتوينه يا صغيرة أي سحر؟؟
تعبت وأنا أسأل هذا السؤال
وأنتِ لا تجيبين
فقط تمعنين في تعذيبي وربطي بحبال هواكِ
كم أحبكِ يا صغيرتي!!
حبكِ أذاب عظامي.. نفض روحي..تغلغل في كل خلية من خلاياي)

كانت العنود تستكين بين أحضانه وهي تدفن رأسها في صدره
وتمسك بجيب ثوبه بكلتا يديها كأنها طفلة تخشى الضياع
وهي تنخرط في بكاء حاد مؤلم
شعر أنه فعلا يتمزق وهو يشعر بدموعها تبلل ثوبه لتصل إلى جلده
همس لها بحنان عميق:
بسش بكاء.. تكفين

العنود رفعت وجهها الغارق بالدموع إليه وهي تهمس بألم:
ليش ماقلت لي عن حالة ناصر قبل؟؟
ليش تخلي مشعل هو اللي يقول لي؟؟
ليش خبيت علي؟؟
لهالدرجة أنا مالي قيمة عندك؟؟
إذا من أولها تعامل معي كذا أشلون عقب؟؟

فارس وقف وهو يزيح كل انفعالاته جانبا وسؤالها الأخير يصفع غروره وتكبره
ليقول لها ببرود: العنود أنا ما أسمح لش تحاسبيني أو تعلميني أشلون أعامل مرتي

العنود وقفت وهي تنظر له نظرة مشبعة بالألم
نظرتها نحرته..
ولكن انفعالاته لم تظهر على ملامح وجهه التي احتفظت ببرودها
والعنود تنسحب لتدخل الحمام
تريد أن تتوضأ
وتريد أن تهرب من سطوة قسوته..
أي رجل هذا الذي ينقلب من النقيض إلى النقيض في لحظة؟!!
من النار إلى الجليد
من الحنان إلى القسوة
من حبيب تتمناه إلى فارس الذي تعرفه!!



*************************



بيت محمد بن مشعل
قسم ناصر

مشاعل كانت تطوف في البيت كالمخبولة تماما
غاية في التوتر.. عاجزة عن كبح جماح توترها وخوفها وخجلها

تأنقت تماما بناء على نصيحة لطيفة
وهاهي ترتدي بنطلونا حريريا أسود فوقه قميص طويل من الشيفون يصل للركبة
ألوانه خليط من الزهر والأسود
مزموم من عند الصدر حيث تربط شريطة زهرية ..وأكمامه جابونيز مزمومة عند عضدها
وشعرها الحريري القصير صنعت من خصلاته أمواجا قصيرة ملتوية
مما جعله أقصر وأكثر إثارة

وهي في دورانها في البيت طُرق الباب
قفز توترها للذروة وهي تشعر أنه لابد سيغمى عليها
فتحت الباب بتردد
لتصاب بصدمة خجل كاسحة وهي ترى شقيقها مشعل أمامها
كان بودها أن تهرب لتبدل ملابسها
لولا أن مشعل دخل ليتيح للمتعكز خلفه الدخول

المتعكز الذي نحرت رؤيته روحها
كان يحاول التقدم بخطواته بشكل واثق
لم تنتبه مطلقا لعكازاته كان تركيزها على وجهها
كانت تريد أن ترى فيه طيف أمل لها
ولكنها لاحظت تماما أنه لا ينظر إليها ولم ينظر لها حتى
شعرت بفراغ موجع يجتاح روحها
وهي تتأخر لتسمح له بالتقدم
مشعل تقدم منها.. احتضنها وقبل رأسها وهو يهمس لها بخفوت:
سلمي على ناصر

لكنها لم تتحرك من جوار شقيقها وناصر يصل بعكازيه إلى منتصف الصالة
شعر مشعل أن مهمته أكثر صعوبة
لذا قال بصوت مسموع: مشاعل روحي سلمي على رجّالش

في العرف المعتاد من غير اللائق أن تسلم المرأة على زوجها أمام أحد
ولكن وضع ناصر ومشاعل كان وضعا غير معتاد
مشاعل تقدمت خطوة
لكن ناصر أشار بيده وهو يعطيهما ظهره: مافيه داعي

مشعل شعر بالإهانة.. ومشاعل شعرت بالألم
وناصر أدرك أن جملته جارحة لمشعل.. فمن الاثنين المتواجدين معه لم يكن يهمه إلا مشعلا!!
لذا تدارك الوضع بذكاء وهو يكمل جملته و يقول بهدوء: لا تحرجها يا مشعل.. أدري إنها مستحية

مشعل ابتسم وهو يقول: لا مهيب مستحية
مشاعل روحي سلمي على ناصر

كان مشعل مازال واقفا على الباب يستعد للمغادرة ولا يرى وجه ناصر

مشاعل اقتربت أكثر.. أحرجها كثيرا أنه مازال يعطيها ظهره
لذا اضطرت أن تلف لتقف أمامه مباشرة
مرت لحظات متوترة.. هي تنظر له وتمعن النظر واللصقات الصغيرة المنتشرة في وجهه تنحر روحها بالألم
وهو ينظر لما فوق رأسها بحكم طوله أولا.. وأنه يتحاشى النظر لها ثانيا

مشاعل همست له بصوت لا يسمعه سواهما: نزل رأسك شوي
لا تحرجني مع مشعل

ناصر أمال رأسه للأسفل قليلا ليصل لمستواها
مشاعل تعلم أن مشعل لا يراها لأن جسد ناصر يحجب الرؤية عن مشعل

ناصر همس لها ببرود: ترا ماصار سلام.. خلاص اعتبري إنش سلمتي

مشاعل لم ترد عليه وهي تضع كفها اليمين على خده اليسار وتطبع قبلة رقيقة شديدة العذوبة على طرف شفته من ناحيتها اليمنى
ناصر انتفض داخله بعنف.. لم يتوقع أن تقبله بهذه الطريقة الحميمة
توقع أن السلام لن يتجاوز تقبيل جبينه أو وضع خدها على خده مجاملة لوجود مشعل ليس إلا..

مشاعل همست له برقة وخجل: الحمدلله على سلامتك

رد عليها بصوت هادئ مسموع رغم إضطرابه الداخلي من حركتها الجريئة غير المتوقعة:
الله يسلمش

ومشعل يبتسم عند الباب: يالله يا جماعة تصبحون على خير

لم ينتظر ردا وهو يخرج ويغلق الباب خلفه

مشاعل كانت تذوب داخليا.. لا تستطيع رفع عينيها في ناصر بعد الذي فعلته
ولكنها شعرت أن هذا ما يجب أن تفعله حتى لا يشعر أنها مجبرة على السلام عليه

ناصر تجاوزها وجلس على الأريكة وهو يضع عكازيه بجواره
مشاعل اقتربت منه وهي تمسك عضدها اليسار بيدها اليمين كحركة للتماسك وهي تهمس: تعشيت؟؟

ناصر يلقي غترته جواره ويقول لها ببرود: تعشيت.. ولو ما تعشيت.. تطمني.. ماني بطالب منش عشا

مشاعل شعرت بألم حاد يخترق روحها.. همست له بمرارة: ناصر ليش تقول كذا؟؟

ناصر بذات البرود: اسمعيني يا بنت الناس.. أنا داري إنش عايفتني
لا تجين تقولين ذا الحين إني حليت في عينش..
لأني مستحيل أصدقش لو مهما سويتي من الحركات البايخة مثل الحركة اللي سويتيها قبل شوي

مشاعل بألم: حرام عليك ناصر تظلمني..أنا بس كنت مستحية منك
وصدقني اللي صار لك ماغير من نظرتي لك شيء.. أنت عندي شيخ الرياجيل أول و تالي..

ناصر نظر لها بغضب كاسح وهو يقول بنبرة غضب حادة:
أنتي لا تحسبين إنه عشان رجلي انقصت غديت ضعيف لش وإلا لغيرش
أدري إني شيخ الرياجيل برجلين وإلا وبوحدة.. وما أنا باللي بينقص مرجلتي قص رجلي.. هذاك الرجّال الناقص مهوب أنا
وأنا مستعد ذا الساعة أطلع من عندش وأرجع عقب ساعة متزوج شيختش اللي تسواش واللي هي وأهلها يعرفون يقيمون الرياجيل..
وهذا هو اللي بيصير.. بس مهوب ذا الحين.. بعدين ..
وانتي لين ذاك الوقت مالش شغل فيني..
اعتبرني نفسش ضيفة هنا.. حشمة لعمي عبدالله ومشعل.. وعقب شهر شهرين توكلي على الله وارجعي لهلش

مشاعل بهتت.. بهتت تماما.. توقعت الكثير.. ولكن ليس هذا
وليس بهذه القسوة والتجريح..
لم تعد تستطيع الوقوف.. قداماها تذوبان.. وجسدها يتهاوى
جلست بعيدا عنه
وهي تراقبه يتناول عكازيه ويقف عليهما
ويبتعد عنها لداخل الغرفة

مشاعل شعرت برغبة ملحة في البكاء
توجهت للغرفة الأخرى
كانت غرفة خالية لم تفرش بعد
أغلقت الباب
وجلست في الزاوية على الرخام البارد
وانخرطت في بكاء حاد



*************************






بيت مشعل بن محمد
غرفة مشعل ولطيفة

مشعل يدخل وعيناه تبحث فورا عن لطيفة
كانت على مكتبها تدرس
اقترب منها وسلمّ
ثم وقف خلفها ووضع يديه على كتفيها وهو يلصق خده بخدها ويهمس:
شأخبار طالبتنا النجيبة؟؟

لطيفة تحتضن خده بكفها وهي تهمس بتوتر: متوترة شوي.. بس هذا أنا أدرس

مشعل ابتعد قليلا ليبدل ملابسه ويصلي قيامه همس لها وهو يبتعد: ما ينخاف عليش يا قلبي

كان مشعل على وشك دخول الحمام حين تذكرت لطيفة شيئا:
مشعل

مشعل توقف: هلا حبيبتي

لطيفة برقة: فديتك حمودي يبي يعيد اشتراكه في نادي الكاراتيه.. تدري اشتراكه انتهى قبل الامتحانات.. وانت قلت منت براجع تجدده لين يخلص الامتحانات
وهذا هو خلص

مشعل بثبات: وليش هو ما قال لي؟؟؟.. لطيفة يا قلبي.. ثاني مرة يطلب منش شيء تقولينه لي
قولي له هو يطلبه مني.. ما أحب إنه يخليش واسطة بيننا.. أو يصير يستحي مني أو يحط بيني وبينه حاجز
سواء حمود أو عبود أو حتى البنات

لطيفة بابتسامة شاسعة: إن شاء الله يا قلبي



***********************


بيت فارس بن سعود
غرفة فارس


مازال جو التوتر يشيع في الأجواء
فارس أنهى صلاة قيامه في الصالة
وهي كانت تصلي في الغرفة

مر وقت ما وكلاهما معتصم بمكانه
فارس يتمنى بالفعل لو كان يستطيع أن يصارحها بعمق مشاعره ناحيته
أن يتوقف عن معاملتها بهذه القسوة التي لا يقصدها
ولكنها طباعه السيئة التي هو عاجز عن تغييرها بين ليلة وضحاها

قرر أن ينهض أخيرا.. دخل عليها
كانت تجلس على التسريحة تمشط شعرها..

فارس جلس على طرف السرير
كان يراقبها بتمعن
كانت تبدو سارحة في عوالم أخرى
لم تنتبه لدخوله حتى
ونظرة حزن عميق ترتسم على محياها الوضيء

فارس تنهد بعمق
كم يؤلمه آلمها..
والمؤلم حقا أنه لا سبب حقيقي لكل هذا سوى قسوته وكبريائه التعيسان

فارس همس: العنود

العنود انتفضت وهي تهمس بتلقائية: لبيه

فارس بحنان: لبيتي في مكة.. تعالي هنا أبي أقول لش شيء




**********************



مر وقت ما
طويل ربما.. قصير ربما
ومشاعل تبكي.. لم يخرجها من صومعة بكاءها سوى إحساسها الشديد بالبرد
فالغرفة كانت شديدة البرودة وملابسها خفيفة
قررت أن تخرج أخيرا
تحتاج أن تستحم وتصلي
مرت بالصالة نظرت لنفسها في المرآة الضخمة التي تتوسط الصالة
شكلها يبدو مرعبا من ذوبان كحلها على خديها

لا تريده أن يراها على هذه الحال
أي عروس هذه التي لم تجف دموعها من ليلة عرسها؟!!

دخلت تتسحب بهدوء
توقعت أن يكون نائما..
ولكنه كان يقرأ في المصحف.. ولم يرفع رأسه ناحيتها
تناولت روبها وفوطتها ودخلت للحمام
بعد خروجها تناولت سجادتها وثوب صلاتها وخرجت من عنده
وصلت في الصالة

أنهت صلاتها
ثم جلست تفكر.. كان بودها أن تتصل بلطيفة لتستشيرها
ولكن الوقت كان متأخرا جدا
وهي تشعر بالخجل أن تزعجها.. فقد تكون نائمة..
لم تعرف كيف تتصرف معه.. يستحيل أن توافق على سخافاته
"ضيفة.. وشهرين.. ثم يتزوج"
تعلم أنه مجروح منها
لا تلومه.. وتلومه في آن
فهو كان يعلم أنها خجولة.. ولكنه أساء تفهم خجلها
ولكن لم يعد هذا وقت العتب
فزواجها على المحك.. وهي تعلم أنها لو خسرته..فيستحيل أن تجد رجلا مثله
أين تستطيع أن تجد رجلا بإيمانه وقوته وصبره وعبق رجولته الحقيقي
لابد أن تخوض معركتها وحيدة لاستعادته
ويستحيل أن تخسر
يستحيل

تنهدت بعمق وهي تعود للداخل
كان قد تمدد على السرير وهو ينام على جنبه اليمين ووجهه لطرف السرير الآخر
وكان اختار هذا الطرف لأنه الاقرب للحمام
أخذت لها بيجامة من الدولاب
أرتدتها.. ثم عادت للتنهد للمرة الألف وهي تحاول بث عزم جديد في عروقها
كانت تخشى أن يطردها وهي بذاتها تكاد تذوب من الخجل

توجهت للناحية الأخرى من السرير واندست فيه وهي تنام على جنبها اليمين
وتعطيه ظهرها وهي تضم كفيها لصدرها وتدعو الله بعمق
تفاجأ ناصر منها بل صُدم.. ولكنه صمت
كان بوده أن يطردها... أو يقوم هو لينام في مكان آخر
ولكنه شعر أن الأولى نقص في المروءة والثانية نقص في الشجاعة
وليس هو بقليل المروءة أو قليل الشجاعة
بل لديه حظ وافر منهما كلاهما
لذا أكمل تمتمته بأذكاره وهو ينظر لظهرها الضئيل وعظمتي كتفيها الرقيقين الباديتين من تحت حرير بيجامتها الزرقاء



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 12:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية