لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-10, 07:59 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

( 10 )

مازال اليوم ينسجني بدهشته!
هطول الأحداث قد لايسقي مواقف…!
طر يحيي مدينة..ويغرق مدينة اخرى…!
لاتبدو القواعد التي تعلمناها منذ الطفولة تنطبق بعد أن قطعنا شوطاً آخر مع العمر..!
ذلك الطريق يحولني دقيقة بعد اخرى لقطعة بالية..أرتشف ذاتي بصمت..
قطعة غارقة حتى التبخر..تستغل مقعد جاف..، تتقن فن التبخر دون إحداث أي ضباب للنوافذ المطلة عليها في وقت كان يجب هي أن تطل منها..!
أصابع الدهشة أتمت نسجي هذه اللحظات… ذُهلت بنسيج يتقن ارتدائي!!
لاقَ بمظهري.. كصدفة مرتبة…!
- لايبدو لي غيرك يغري الإبر لوخز نسيج جديد..!
“لن اجيبك”…
لن تحيك فستان طفولتي ليعود لجسدي مرة اخرى..!
فلن ارتدي شيئاً من الماضي….ليس الآن حسب اعتقادي..!
لأني ببساطة..سلفاً أجبت على سؤالك!..فلا زلت أصر أنه لا احد يستحق الكتابة لأجله..
فـ عفواً…
لا أجيد السير على الطرق الملتوية، وأُشبعت مللاً من الانتظار قرب المحطات..!
ولم اعد أضع إصبعاي في جوف أُذني لتستر أصوات ناقوس ساعة تلك السيدة التي حلمت بها.. لأنها الوحيدة التي سأكتب عنها، وسأستحقها يوماً..!
-ربما كتبت عنها أكثر مما كتبت عن نفسي…ألا يبدو لك أنها نصفي الآخر..!
ها أنا أخيراً اخبر أحداً بذلك….وإن كان لا أحد!
فـ عذراً…سؤالك
مني ماذا يريد..!
حوار طويل صامت في داخلي…حتى وصلت لمنزلي دون أن أجد النقطة خلف استدراك عمر المغلف بالإستفهامات القديمة!
.-.
.-.
.-.
أوقفت السيارة…
غادرتها رسيل قبل أن اخرج المفتاح لبدر…
تبادلنا حديث مقتضب يخص الغد رغم أن اهتمامي في زاوية ماحدث!..
ولادهشة في ذلك..
فكيراً مايطول اعتكافي في زاوية ماحدث..ربما لأشهر من أي حدث يمس ذلك الشيء المساوي لقبضة يدي..
هو وقبضتي…”الاثنين” لديهما رغبة شديدة في القبض على مايريدان…!
ركبت سيارتي المركونة في منزلهم واتجهت لمنزلي…
أحكمت حزام الأمان كمن يحكم أفكاره….وانطلقت منها هرباً من نفسي..!
من يسمع النقاش الحاد في رأسي يصر على أن السيارة كانت مكتظة بالركاب، وكل منهم لايريد الوصول لمكان معين!!
ليس فقط عقل امتلأ برسيل!!
إنها تتفشى فيني, حتى عقلي استطاعت الوصول إليه…
ليست مرض معدي…ولاوجود للطبيب…ولن تقضي علي أيضاً!
تحدي تلاه عدة انكسارات…!!
-اخبروني…لمَ لم تجبني…لمَ لم تنطق بحرف واحد ليسهر مطبطباً مهوناً انزلاق لساني!!
ما أكثر تلك الإنزلاقات التي لو أصابت جسدي لكنت أعمى،اخرس، بشلل رباعي أو أكثر!!!
منذ أول دمعاتها…أو منذ أول “إنزلاقاتي”…
كلها تصف الوقت ذاته..!
….
لم أكن اريد الذهاب للمنزل…لكن بحكم الوقت المتأخر والهم الثقيل الذي يكاد يبكيني..والفرحة التي لاتجرؤ على الظهور في مثل هذا الوقت من الضيق… وصلت للمنزل!
قبل أن افتح باب غرفتي صادفت أبي…
بحثت خلال ثواني عن ابتسامة لأظهرها فلم أجد…
-”عمر..عسى ماشر ؟”
-”الشر مايجيك يبه..(ثم أضفت بعد أن رأيت التحديق يتقافز بينا أعيننا بفضول!)
خير صاير شي؟”
-”لا بس كنت نازل وشفتك..وجهك متغير؟”
هنا أخيرا تم إيجاد واحده..!
(ابتسمت)
-”ايه مانمت زين”
-”وين كنت؟”
لم أكن في مزاج للحديث…
-”ويا بدر”
-”إيه هم في بيتهم؟”
-”إيه”
-”ماقالك متى بيطلعون؟”
-”إذا سافر خلال اسبوعين يمكن”
اتجهت للداخل لأن أبي يبدو أنه يريد التحدث هذا اليوم!
لكن ماباله يسأل عن بدر؟
-”عمر.. بقولك شي يمكن يضايقك لكن هو صار وانتهى الموضوع ولاكان ودي انه صار”
وقفت أمامه لأجمع من تعابير وجهه جملة مفيدة!
- “خير؟”
- “بدر خويك ويمكن يعصب ولايصير شي لادرا فأبغاك تقوله انه مهو بيدنا”
- “وش صار؟”
- “أبو بدر الله يهديه لي عنده فلوس من سنين هالمرة قضى دينه.. جاب لي سيارته وكتب البيت باسمي رغم إني رفضت لكنه أصر و “
قاطعته على عجلة
-”بيت بدر؟؟…كتبه باسمك؟؟يعني انت اللي شريته؟؟”
-”إيه هذا اللي صار وأنا أفكر أبيعه لاطلعو عشان لاتصير بينكم حساسية لاصرت أأجره لأني على كلام ابوهم انهم متعلقين فيه “
بدأت أعزل كل ماحدث هذا اليوم علني استوعب جيداً مايحدث الآن..
قلت بانفعال حينها
-”يبه حرام عليك؟..وحرام عليه مالقى غيرك؟؟ ظالم والله ظالم”
-”عمر قلت لك لاتلومني انا قلت لك الله يهديه ابوهم تصرف على كيفه”
-”و بدر..طيب تدري هو شرالهم غيره؟”
-”لاطبعاً ويوم قلت له قال الله يفرجها من عنده وسلم الأوراق وطلع”
لذت بالصمت لحظات ثم قلت
-”يبه انت منت بحاجته رجعه لهم بدون لايدرون”
-”أنا مافكر اطلعهم لكن إن كتبته باسمهم أكيد بيرجع ياخذه أبوهم وساعتها مابيدي شي! واصير ظلمتهم”
خرج ابي بعد أن أخبرني بأن الصفحة الناقصة من دفتر تعجباتي تستضيفه هو كـ زيارة غير متوقعه! في زمن غير متوقع!
كنت اريد البكاء…
لكنني… لا ابكي ، بحكم رجولتي!!!
وتربيتي…
فتصانيف البكاء من اختصاصات الأنثى في كل معاجمي!!
كيف لي أن اخبر بدر!!
فهو حسب علمي…يستطيع البكاء !
.-.
.-.
بعد أن نام بدر
اتجهت لغرفتي القريبة منه لأحاول النوم أيضاً…إلا إنني كنت أُوجه نظراتي لظفر إبهامي كمن يصبغه بحديث ما…
ماحدث اليوم يختزنني بغرابته….
-لمَ سألني عن كتابتي…لمَ كان يشبهه سابقاً ويختلف عنه!
لمَ كل الدلائل تشير أنه هو..بطاقة تحمل الاسم ذاته، باختلاف الصورة..!
ولمَ لم استطع تركيب صورة ذلك الرجل بالطفل الذي يخرج بين عبارات حديثه كبخار أراه ولن استطيع إمساكه!
رن هاتفي فجأة واهتز طلائي لأتوقف!!
كانت دانه!
اووه منذ أيام لم أحادثكِ
“دنوو اخيراً تذكرتيني”
“جب ولاكلمه يالقاطعه أجل أنا ام الخرابيط تنسيني”
“ههههههه أنا ماقلت شي…أي خرابيط دااانوووه”
“ها..من قال لاتتهميني”
“هههه أخبارك حبيبتي والله وحشتيني”
احب بساطة أحاديثنا، أحب خلعها لباب روتيني وصفعه من خلفها…
كنت مثلها، فأصبحت مثلي..!
عندما كانت تتطرق للحب في حياتها، أشعر أنني أحب معها..اشاركها الشجون دون أن افكر بأنني سأكون مثلها!
إذن نحن في دورة منذ زمن طفولتي..
تارة أكون مثلها، وتارة تكون مثلي،..دون أن نعي ذلك يوماً..!
كما هو موضوعها المفضل..”الحب” تحدثت كعادتها عنه
لكن في هذه المكالمة أخبرتني أنها تريدني ان أقيم شخصاً تحبه…
هالني هذا التطور العجيب…
فكل ما تفعله دوماً تحب عن بعد مسافات…ولا تفكر بالاقتراب، لأنني أنا أخافه!!
وكنت أستمع دوماً لها عن حياتها، ومعاناتها التي أشعر بها تحملها ليلاً على أكتافها لتزيحها فيني نهاراً…
وعندما تخبرني عمن أحبت…
أنشغل في الضحك، حتى تغضب فأعود للسؤال وأستمتع..!
إلا أنها هذا اليوم تريدني أن لااكتفي بالاستمتاع، أو الاستماع..بل تريديني تقييمه..
سعدت بذلك فلم أسأل عن السبب…فربما لايكون هنالك سبب..
لذا وافقت فما أجمل أن أراها محرجة،
يقولون أن الجلوس مع الحبيب يبعث الخجل حتى بعد أن يرحل!
يضحكني الآن لعلمي بأن الغد سيضحكني كثيراً….ويسعدني ذلك!
-سنلتقي بعد غد في موعد مع الخجل الجديد..!
.-.
/
/
في إحدى ليالي الشتاء الباردة…وتحت زخّات المطر.. وقفت تحت المدفأة شاردة…..
يأخذني صوت اسمعه ولا اسمعه…
صوت يأتي من تلك النافذة … صوتُ غريب..
ُخيَل لي حينها انه صوت الشتاء..!
“صوت الشتاء”..
كبرودته..صوته جارح..
من بين الجليد يصرخ في أُذني، لأرتعش أكثر، وأعانق يدي التي لم أعد اشعر بها..!
يتجمد سؤال قبل خروجه: من ذا يذيب الجليد..!
شتاء لم يعد يطيق تقبل النار…
احتطب كل صباح.. وكل مايشتعل كبريت واحد، وشيء في داخلي!
..* الفصل الأول..*
أجلس على الكرسي الخشبي المعد مسبقاً كي لا أجلس عليه!
وأستعد لمشوار الصباح البارد..
أعزي جسدي الذي لايريد أن يعتاد على نقص الحرارة فيه… لايدفأ إلا عندما اذكر كل مامضى..!
ذلك الحنين يمنحني الدفء..
كثيراً ماتكون عواطفي أشبه بالشتاء…
لست هنا سوى معاناة،آن الأوان لانتهائها…
لكننا سنرحل معاً..!
في قلبي مدينة تخلت عنها فصول السنة…فكان للشتاء حق تعميرها وحده…وتدميرها وحده..!
الشتاء وجه آخر للحزن..!
وهو الشعور الذي ولد معي.. أخطأ بامتلاكي..! وأخطأت بمحاولات قتله..!
كنت أتمناه توأماً سيامياً لأعيش أمل أن يكون هنالك من يفصلنا..!
أجمل ما املك هو الحنين…وهو شعور آخر للشوق…والشوق حب آخر..!
كانوا هنا على ذلك الكرسي الصغير، يحكموني في كل شيء…عدا حنيني ذاك..!
فـ مشاعري هي الشيء الوحيد الذي املكه وحدي…!
لا أحد يستطيع السيطرة عليه..ولو يتآمرون علي جميعهم..سيفشلون!
-الحزن شعور آخر يخصني..لكنه الوحيد الذي لم استطع امتلاكه وحدي..
حزن فاض عن قوت يومي….ولن ينتهي لو ابتاعه اكبر متجر في قريتنا..!
فأنا لا أذكر أن لي اسم آخر سيليق بي.. غير “بائعة الحزن”…!
أتذكرهم…
يطلون علي بحنيني إليهم…قرب الفجر، وقبله…وعند الشروق وقبله،…
على استحياء أشبه ببدايات الشتاء..!
-رغم جمال الشتاء..ما أقسي برودته…وما أقسى أن أملك..
عواطف شتوية..!
..* الفصل الثاني..*
صباح بارد جديد….
استيقظت مسرعة وقد تأخر الوقت..لبست حذائي بهلع وأمسكت بالسلَة التي كسر مقبضها بالأمس وركضت للخباز وأنا أحمدالله انه لم يغلق بعد…
لن يرحم أحد طفولتي إن حدث مالا ارجوا حدوثه..
بعد التحايا اشتريت عدد يكفي لملئ السلة.. واتجهت في الطرقات الباردة ابحث عن مشتري…
غابت الشمس ولم أبع سوى الحزن..!!
الكل ينظر إلي بضع دقائق ويشتري..عدا انه لا يدفع ثمن الحزن الذي ابتاعه..!
.
.
.
- توقف عمر عن القراء وتفكيره قد وصل لأبعد من ذالك الخيال…
لم يعد يشعر بفصل الشتاء بتلك الحروف… بل كانت جميع فصول السنة تعصف بذاته..!
أهذه معاناتك بائعة للحزن…أم سيدة الحرية…!
بين شروق وغروب..أضعتك..!
كيف هي الحياة!!
رغم كونك مجرد فتاة….إنسانة تكتب قصة بين ألف كاتب..وتخطئ بين ألف مصيب…
إلا أنني لا أرى غيرك يكتبني…ولا غير صفاتك التي تسلبني ألف يوم ويوم…
وابدي استعدادي مع فاصلة لأترك المستقبل لأجل أن نعود للماضي…وأجدك كما لم أجدك الآن….
أختلف عن الجميع هنا…لأنني أعرفك..!
وأشعر بك تشكين لي الزمن،ولا أبكي لكِ..!
كأنكِ اخترت لنفسكِ زمن غير هذا لتعيشي فيه،لأن حزنكِ لايشبه أحزان الزمن!
واخترتك شتاءً لم يعترف ببقية الفصول،كي تركضي فيه دون توقف، بين من “هم” لايعرفونك!
أرأيتِ..ربما وحدي هنا قارئ يبدأ بما بين السطور..!
والمشتري الأول لحزنك..!
والوحيد الذي لم يتعلم التعقيب الأجمل لقصتك..!
أنا لا أجيد انتقاء الحروف…سـ أحاول دون شذوذ واضح بين قصتك وتعقيبي..!
-منذ ايام وأنا كشريط طويل يعمل بخاصية الإعادة عند الانتهاء…
حتى قصتك سجلت تواً…رغم أنني لم احب يوماً قراءة قصة…كما كنت احب شغل فراغي بالسخرية التي كنت اعتقد أنها مسمى آخر للنقد..!
.-.
.-.
.-.
عندما استيقظت صباح اليوم التالي…كنت أتفاءل بتلك الظهيرة….
ونادراً ما أتفاءل عند استيقاظي..!
قرب أذان العصر تناولت غدائي ، تناولت بعضاً من الأمس أيضاً.! ثم ذهبت للمجلس توقعت أن أرى بدر..
وفعلاً رأيته…
سألته أن نخرج لأي مكان فأجابني بالإيجاب وهو يقرأ شيئاً ما في الصحيفة تلك…
يبدو انه منسجم…
ألقيت بعيني لتلتصق بعمود لايقرأه بدر، كانت صفحتي المفضلة في تلك الصحيفة
لأنها الأخيرة ، وأنا لااحب التصفح …فحتم ذلك علي ان تكون صفحتي المفضلة..^
أخذت أتجول بعيني لمقالته هذا اليوم
“حرية المرأة السعودية في قيادة السيارة”
كان ذلك العنوان..
لم يشدني محتواه بقدر جانب الحرية الذي ينقصني أيضاً…
“النساء العظيمات لايقدن السيارات…حرية المرأة تلك منبوذة فمنذ أنـ…..”
أغلق بدر الصحيفة بسرعة وهو يضحك:
-”هههههه عسى ماشر الحين بخلص واعطيك”
-”هههههههه تحمست مع مقالته بغى يطيح من عيني”
أغلق الصحيفة وبدأ يقرأ بدوره ذلك العمود الذي أشرت إليه..للكاتب الذي اقرأ له أحياناً”رامي عبدالعزيز”
والذي فاجأني بدر حينها عندما قال:
“تدرين انه مايمشي…يعني مُقعد؟”
قالها بلا اهتمام ليشد جل اهتمامي
“وش دراك؟”
كان لايزال يتجول في مقالته دون أي اهتمام يقول:
-”شفته قبل كم شهر في عزيمة لابوي”
ثم أضاف:
-”شكله من اقارب زوجته الخايسه”
-”والله غريبة..ماتوقعت..اقصد من زمان يكتب بالجريدة وانا اتابعه..غريبة من جد”
-”لاغريبة ولاشي من زين كتاباته عاد”
بدر لم يكن يقرأ له ، ولم يكن أيضاً يتلفظ على زوجة ابي.. والآن يفعل ذلك…أما رامي كنت انبهر في كتاباته لأنني لا أقرأ غيرها…ولازلت كذلك..
لايعنيني انه قريب لها… لكن عنى لي أنه عوض نقصه بعقله، في زمن كملت فيه الأجساد ونقصت العقول..!
مشيت للباب لأخرج فطلبني بدر كأس ماء..
سمعته واتجهت للمطبخ وأنا أفكر كيف سأقضي اليوم..فدوماً ما ارسم في رأسي جداولاً لا أنفذ منها حرفاً…بعض العادات يصعب التخلص منها..!
سمعت رنين الهاتف..
لم اجب فمن يريدني سيطلبني على هاتفي النقال..
أحضرت الماء وأنا اسمع الهاتف لا يتوقف عن الرنين…
اتجهت إليه ببطء علَه يتوقف!
قلت فوراً بعد رفعت السماعة
“الو..”
لكن أحداً لم يجبني..كررتها بصوت أعلى لأسمع صوت يتأرجح في الصدى:
“السلام عليكم”
بسرعة اتجهت اهتزازات الصدى تلك لعقلي البطيء كخطواتي قبل قليل لأستنتج أنه عمر..
قلت-”وعليكم السلام”
“بدر موجود؟”
“إيه.. بالمجلس..”
لحظة صمت…أردت فيها أن اضحك بشدة…ماذا يصيبني أحياناً…أقلت قبل قليل (بالمجلس)..!!!
أحسست انه سيضحك لكنه ظل صامتاً فقلت:
“اتصل على جواله”
أجابني بسرعة
ويبدو انه يبتسم.!!
“جواله مقفول”
لم اعلم ماذا سأقول..سأضحك..ماذا يصيبني…!!
سبحان الله…الزمن وضع بيننا هذا الحاجز الملكي! فنوقر أنفسنا ولايجرؤ أحد بتقليل الاحترام!..
أتكون الدعابة أحياناً تقليل احترام!
لو كان الموقف هذا من الماضي لسمعته يسخر مني ويضحك… أو يقول بأقل تقدير..”احلفي..لو جواله مو مقفول بتصل عالبيت يالذكية”
اشتقت لذلك الشخص..!!
-الرجل على الهاتف وأنا اشتاق لطفولته….!!
لاأخفي عليكم كان هناك هدوء مزعج يحبس أنفاسنا…وكأنه جالس يستمع لحديث صمتي..!!
“تبغاني أناديه؟”
قلتها لأنهي المكالمة:
فـ رد:
“لا خلاص بس ياليت تقولين له اذا شفتيه يتصل علي..ضروري”
قلت:
“اوكي”
وقبل ان اغلق السماعة سمعته يقول:
“قولي له عمر”
عدت اضغط بسماعة الهاتف على اذني لأتأكد..لكنه قال:
“مع السلامة”
وكأن عبارته الأخيرة تزعج عقلي…
هل يعتقد أنني لا اعرفه حقاً..!
وهل يغضبني أنا ذلك!!
لكن لن اتعب شعوري عرفته أو لم اعرفه..مالفرق!
أخبرت بدر بذلك وبدأ يناقش معي ماقرأه بالصحيفة… نقاش مما لايحق لنا مناقشته…!
حتى خرج لأبقى وحدي!

لأقطع الوقت زرت ذالك المنتدى…
اتجهت لقسم القصص…رأيت قصتي..
أطلت النظر بالعنوان وكأنها المرة الأولى التي أرى فيها قصتي…
“بائعة الحزن”….الكاتب:انكسار الظل…
بت اسخر من نفسي!!
وللمرة الأولى أشعر بأنني عذرت أخي وصديقه!
أهي قصتي التي لم تكتمل بعد،وبدايتي التي لاتسبقها حتى خاطرة…
أذلك يسمح بان يكون بجوار عنوانها كلمة”كاتب”..!
إنه حق وجب أن لايمكله الجميع، رغم أن الجميع يملكه!
يبدو أنني سأدخل بساق إحباطي قصة جديدة غير تلك!!
خرجت مسرعة من تلك الدوامة المثيرة بالشفقة لأقرأ تعقيب آخر يبدو انه قرب فجر الأمس،
:
“السلام عليكم….قريت القصة وفيها تحسن كبير ماشاءالله..والله اندمجت وعجبتني.. بالتوفيق…”
أخوكــ…” ماني لاحد”
يبدو حديث في هذا المنتدى…!
اسمه دفعني لأدقق بتفاصيل ملفه الشخصي…فقد بدأت أتساءل أي تحسن يقصده..هل يعرفني مسبقاً..لقد كانت أول قصة لي..!
أم يحسبني شخصاً آخر..
-المهم أنها أعجبته…!
.-.
عندما أغلقت رسيل سماعة الهاتف
احتفظت بها فترة في يدي.. رغم أنه لاتوجد حرارة حسب ما اعتقد سوى في جسدي!!
نعم أشعر أنني في وعكة أخرى! ولازالت تتفشى فيني ببطء!
كنت اوشك على إغلاق السماعة بعد أن سمعت صوتها.. حفاظاً على السد المانع لانزلاقات لساني..
وعندما قالت أول حرف..فقط كدت اعترف لها كمذنب:
-”انا من كتبت تعقيباً على قصتك؟”!
ربما لأنه لم يفصلني الكثير عن كتابتها وتعقيبي…ورؤيتي لها بالأمس..!
وربما تلك الأمور الثلاثة جعلتني لا أتصل ب بدر…ولا أخبره برابع الامور..!
.-.
.-.
مساء الغد..
وفي إحدى المجمعات في الرياض…حيث اتفقنا أنا ودانه على اللقاء…
كنت أبحث عنها حيث أشارت إلي في قهوة لاتشبه هدوء المجمع..! مع أن المفروض في رأيي العكس..!
“المفروض”…
كثيراً من الأشياء تتوقف عند كلمة المفروض….ولم أعتقد حينها انه من المفروض أن أعود قبل لقاءها…!
بضع كلمات قالتها على عجل،كان يتضح أنها مشتاقة لي رغم غلبة توترها على بقية الإحساس..
وكنت في شوق آخر لها، كدت أطير لأحكي لها عما جد في حياتي، وعن أفكاري،وعن ذلك الذي…
توقفت..إذا بدانه صديقتي المفضلة تشير لمفاجأتي بشاب يولينا دبره على مقعد ليس بقريب وهي تقول لي:
-”تعالي”
سحبت يدي من بين يديها وأنا أتلقى الموقف بتشنج تلك اللحظات لتقول:
-”رسيل…اشرح لك بعدين انتي لازم تجين وياي شوي”
كانت الصفعة تترسخ بكل حرف تنطق به..
ألف ظن وظن يتعاركون في مخيلتي…
كانت تضيف كلمات انشغلت عن سماعها..منها
-”مو قصدي شين والله بخبرك بكل شي بس انتي لازم تقابلينه ابغى ا..”
قاطعتها وأنا أضم يداي حتى لاتستغفلني وتصفعها
-”قلتي مشتاقة لي تبين تشوفيني.وهذا اللي طلع معك..موعد….”
قالت:
-” صدقيني مو كذا شوفي ابغى منك”
بدأت أحتقر كل شيء وأنا أقول:
“شتبغين؟ اغطي على الموضوع ولا اولع لك الشموع.. والله وطلعت غبية.. ومن زمان بعد.. حبايبك اللي تقوليلي عنهم طلعوا محسوسين..!!!”
-”رسيل انتي تعالي وانا بقولك..”
-”ياحسافة”
حركت رأسي ليس كمن يطرد الموقف لان الموقف قد وصل إلى قلبي من دقائق…
حركته لأن رأسي الوحيد الذي استطاع أن يعبر عن وجهة نظر اخرى..!!
رغم نداءها الذي لفت أنظار البعض كنت امشي دون التفات وكأن الأرض تنشق من خلفي لا أمامي..
اتصلت ببدر ولم أدري ماقلته بالضبط…
.-.
افقد حبيب…أجمل بكثير من أن افقد صديق…
كانت لي صديقة أقطع معها شوارع الحياة، كنت أخبرها بكل سطر اكتبه،بكل ذكرى بكل حلم،
ظناً مني أنها تخبرني بالمقابل
استمعت لهمها منذ معرفتي بها،ولم اشكي همي لها كيلا أزيدها همها…
وعندما كانت تحدثني عن الحب،كانت تخبرني قصصا خياليه لأنها تحب ذلك الدور..وتنهي الموضوع بأنه مجرد حلم…!
أكانت أحلامها تتحقق!!…أكانت …أكانت….وسلسة من التساؤلات التي تصدمني، تؤذيني..
ألم تستحق معطف صداقتي؟ أكانت تريده فقط غطاءً لها…
لتستغل كل شيء إلا مشاعري، ومشاركتها ثمنها..!
.-.
كانت لي خيبة أمل…
وخيبة ثقة…
“لم تستحق صداقتي”..!
قلت تلك الجملة الأخيرة لأغلق الموضوع المزعج في رأسي،لكنه لن يغلق حيث ارتحل..!
وليس لي نية حالياً خلق حديث آخر معها…
-”وش فيك رجعتي بدري؟”
لم التفت لبدر واستمريت بالنظر للأمام كأني أسابق الطريق…وهو يقترب للمنزل
-”ماجت .. عندها ظرف”
-”ايه طيب وش فيك معصبة..الواحد لازم يعذر الناس”
-”أعذرها..على ايش بالضبط ا..”
خرجت الأمور عن السيطرة لوهلة حتى تداركت الأمر..فصمت
بدر يعرف أن في الموضوع سراً لكنه ليس فضولي
تذكرت اختلافه مع عمر قبل أيام لموضوع الفضول…ونادراً مايختلفون..
-”عمر يقول”
قال بدر ذلك فهلعت.وكأنه عرف بمروره بين أفكاري…
-”وشو”
-”اهله عازمينا بكره…وبما انك تبغين تتعرفين على خواته قلت اوكي”
لم تبدو لي فكرة تستحق العناء لكن لن اخسر شيئاً، لأن ذلك سيسعد بدر
-”اوكي ..بس مانطول”
عدت للمنزل وأعدت التفكير بموضوع دانه، كنت أتساءل مالذي تقصده بتوضيح ذلك؟
هل أسأت الفهم؟..لا…لو كنت كذلك لأخبرتني مباشرة..كل شيء أمامي يبدو هكذا..
لمَ تريدني أن اعرف..! لمَ أنا .. الأنني لم اغضبها قط أم …….
.-.
انتهى ذلك اليوم الذي قضيت نصفه في الكتابة…!
وذلك رقم قياسي فأنا لا اكتب أكثر من عشرون دقيقة في اليوم،لأن علاقتي بالقلم مملة!
.-.
.-.
بعد غروب الشمس خرجت بعد الاستحمام لأقف عدت دقائق طويلة أمام الكم الملقى من الملبوسات المفضلة لدي فوق السرير..
أخرجت الكثير ليصطف أمامي..أشعر أنني أدق من كل مرة في اختياري…
هكذا أحب أن تلفظ الخزانة كل ما اريد..ليكون الانتقاء أمتع..! ^
وأحب هذا اليوم أيضاً أن أبدو أكثر أهمية…!
كنت حائرة فبدأت باللون الأسود ليعطيني انطباعاً آخر…
وقفت أمام المرآة.. بدا مظهري أكثر رسمية، رفعت شعري بطريقة تليق بسيدة أعمال مرتبة^ وضعت بعض المساحيق التي تكمل نواقص مظهري الجديد…
بعد أن لبست حذائي العالي وقفت أمام المرآة وابتسمت..
لأتبعها بضحكة طويلة… يالهي أبدو كإليزابيث الثانيةبعقدها الاخير…!!
ضحكت كثيراً وأنا أتفقد وجهي للمرة الأخيرة وأنا أتصور أخوات عمر نسخاً متطابقة منه،باستثناء شعر طويل..!
يبدو ذلك ممتعاً خرجت لبدر وأنا احتفظ ببعض الضحكات..
لكنني لم أقفل باب غرفتي..!!
ولم يكن هناك متسع من الوقت لأتذكر أن ذلك الباب الذي خرجت منه قبل ثواني كنت أقفله وأنا بكامل زينتي كل صباح…
فلم أعد أخاف أن يرتب فوضى أثاثها احد…إن وجد هذا الأحد!!
.-.
.-.
وصلنا…
نظرت للفناء الخارجي للباب…كان كبيراً جداً ..ورائع..
استقبلنا عمر…أقصد استقبل بدر ومضيا أمامي…
لم أدري ماذا افعل، ذلك أول منزل ادخله وحدي،ليست امي هنا،ولا خالتي،ولا حتى أبي..!
وقفت بعد أن أضعت التصرف..
بدر_”مانتي داخلة؟ “
-”مابي ادخل لحالي”
كان يتضح علي الخوف أكثر من الحياء..
عمر أجاب قبل بدر
-”هذا الباب..حياك”
الباب بعيد قليلاً..
سبقني عمر للباب ربما سينادي شخص ما…
اقتربت من بدر وأنا اسمع عمر ينادي “سديم”…
قلت لبدر بسرعة:
-”مابي ادخل لحالي”
-بدر بعصبية:
-”شلون يعني؟ كنتي متوقعه ادخل معك؟”
-”لا بس”
تنهدت وقبل أن أضيف شيئاً خرج عمر ومن خلفه سديم
ركضت لي سديم وعانقتني طويلاً مما أثار تعجبي..ابتسمت في وجهي مرحبة وأمسكت بيدي للداخل…
لا أنكر أنني كنت أكثر الأيام خجلاً في حياتي،ترحيبها كمسافر عاد بعد غياب أسعدني وأربكني..
قدمتني لوالدتها..
التي بادرتني قائلة:
-”انتي رسيل؟”
وماعساني أكون..!!!
ابتسمت وهززت رأسي فتبادلنا القبلات والسؤال عن الأحوال…
أقصد كانت تسأل وحدها وأنا بشبه كلمات اجيب..وربما كنت أكرر كلمة واحدة لجميع أسألتها ولم تنتبه…!
حاولت إيجاد فاصل بين أسئلتها لأسأل بدوري فلم أجد…كانت طيبة جداً،كما اتضح لي من تصرفاتها…
-”أخيراً”
قالت ذلك وركضت إلي وضمتني فكدت اختنق،وهي تقول:
-”ماتوقعتك كذا؟”
ياللنصف الآخر من التوأم الصريح…!
كان يجب أن تقولها لتوأمها بعد رحيلي..هههه أبدو سعيدة ضمنهم…أحببتهم لبساطة وجودهم…
يبدو أنها لم ترني قبل الآن..أو لم تنبته لأني اذكرها جيداً
-خرجتا مسرعتين لإحضار الماء كما أمرتهم أم عمر بذلك..يبدو لي أنهما في عُمٌر “لمى” سيئة الذكر..!!
لا لن تعكر لي مزاجي، دعها بعيداً…^
تبادلنا أحاديث بسيطة جميعها من ام عمر..!!
-”السلام عليكم”
دخلت بهدوء صافحتني بإضافة لقبلة واحدة وسؤال واحد ووجه خلا من ابتسامة…وخرجت..
كانت كالثلج الزائد في كأس لاتطيب لي برودته..!
-اليوم أعي أنني احب الابتسامة،…رغم مامررت به إلا أنني ابتسم وكثيراً في وجه الجميع…!!
-”هذي رنيم، توها صاحية”
ابتسمت متفهمة..
يبدو أنها لاحظت ذلك التجهم،فأخجلتها ابنتها..اووه لايهم..المهم ان تلك رنيم التي كتبها عمر في هاتفه النقال
“لاترد” ابتسمت مرة أخرى لتبدأ بالحديث عن بناتها وعن شقيق لعمر توفي قبل أن يكمل عامه الأول، وأن رنيم تكبر عمر بثلاث سنوات…
لم أكن اعلم بذلك..!
دخلت “التوأمتين” وبدأ جو جميل،
بعد أكثر من ساعة..
جاءت رنيم جلست جواري ، وكأن شيئاً ما يجبرها على ذلك
قالت:
-”كم عمرك؟”
أجبتها ولحق السؤال ذلك أربع أسئلة…أجبتها بابتسامة غير متبادلة..
ثم خرجت..!!!
كنت كمن يملأ استمارة..!!!
مر الوقت بين المشروبات،والأحاديث،ومراقبة سديم ونصفها الآخر ،وأخيراً النظر إلى ساعتي..
قفزت سديم..ربما مشاهدتي للساعة ذكرتها بموعد آخر
“يووه المسلسل جت”
وقفتا بسرعة وبدتا أمامي كفتاة تنظر لمرآة..!
قالت سديم من باب المجاملة..وربما لأنني انظر إليها
-”تجين تشوفين معنا المسلسل؟”
لم تتوقع مني سوى الرفض لكني وقفت مبتسمة..وتبعتهم..
كنت شاردة الذهن لا ابالي بما يعرض…فقط أتمنى اتصال من بدر لنذهب..
الجميع كان مشدوهاً بتلك الحلقة المعروضة…
دراما خليجي…تقليدي…تشبعت منه سابقاً….لكنني انضممت إليهم..فبت اتابع حتى تبيَن أنها الأخيرة عندما توفي احد أبطالها…
سمعت سديم تطلب علبة المنديل..
ابتسمت في داخلي فأول دمعة من مشاهد دليل نجاح مايعرض..!
كنت ساخرة، وأرثي أنفسنا لابطلهم المتوفى..!
أعدت عيناي للشاشة وأنا لا ادري من كان وكيف كان…!
لكنني شعرت بحشرجة في صدري، لتترطب عيناي…
دمعة تسربت من عيناي مع أول شخص تلقى الخبر في تلك الشاشة..
أحمد الله أنني أحمل في يدي منديلاً مسبقاً…
مع صرخاتهم الخارجة من كذب التلفاز،وجدتني أبحث عن نفسي..!
أتفقد يتمي..!
لأعود لأم عمر، ونظرة رنيم تتبعني..!
.-.
.-.
قبل أن أخرج لحقت بي سديم قائلة بابتسامته المتفائلة
-”تعالي امي تبيك شوي”
بادلتها الابتسامة وأنا أفكر
-ترى ماذا تريد..
عندما رأتني قالت:
-”والله يابنتي نسيت اقولك بناخذ شاليه هالاسبوع احنا وياكم”
توقعت عدة امور ستخبرني بها إلا أن نخرج مكان آخر وأنا التي أريد الخروج من هنا منذ ساعات
أضافت لتفاجئني أكثر:
-”انتي وخالتك وبناتها نبغى نتعرف عليهم، وبناتي مصرين انك توافقين وتكلمين خالتك وتقنعينها”
كانت تتحدث بسرعة- كعادتها التي عرفتها اليوم…فلم استطع التفكير جيداً فأنا لا أريد و…
-”عمر بيقول لبدر أي يوم بالضبط وننتظركم وان بغيتي تسبحين ترى المسبح روعة جيبي وياك ملابس-ترانا منا غرب”
ابتسمت بعد أن وأدت ضحكة كبيرة..
تتحدث عن السباحة وأنا لم أوافق بعد..لمَ أيضاً خالتي؟..لا..يستحيل ذلك ف لمى …..!
أوصلتي للباب وهي تتحدث لأجدها فرصة كي لا احرج بطلبها، وفي داخلي نية رفض تعدل مساحات منزلهم..!
لكنني وافقت..!
وذلك ليس بغريب علي…!
-”ها وش رايك فيهم؟”
سألني بدر ذلك:
-”هههههه طيبين”
ضحك بدوره
-”بس طيبين؟”
-”ههههه وش عليك منهم..وترى عزمونا في شاليه الاسبوع الجاي”
-”أي قالي عمر..وحلو قبل لا اسافر”
(طاري السفر)…..من ضيقة إلى اخرى..!!
أضفت لأجرب مفاجأته:
-”وخالتي بعد”
ونجحت التجربة…تفاجأ أكثر مني، امسك بهاتفه بسرعة واتصل بعمر
وأخذ يستفسر
- “وخالتي بعد؟…حتى انت..طيب ومازن؟…اي اوكي..اكلمك بعدين..باي”
وأنا أضع جُمل من رأسي في كل مرة.. لما قد يكون نطق به عمر…وأكمل به الفراغات..!!
.-.
.-.
.-.
أغلقت من بدر وإذ برنيم تسأل:
-”ليش العزيمة؟ وش المناسبة؟”
قلت وأنا أتفحص ملامحها الغير راضية:
-”كذا..أبيكم تتعرفون عليها؟ وامي بعد تبغى هالشي..واكيد البنات”
قالت غضب استفزني:
-”وليش ان شاءالله؟”
حافظت على البرود :
-”لانها ماتعرف احد..”
-”لاوالله وش رايك نفتح مؤسسه ترفيهية لليتامى والمساكين”
وقفت.. وكدت اصفعها إلا أنني قلت بتجميد كل الحواس:
“انتي لاتتدخلين ..ولا في احد جابرك تجين”
نظرت إلي ملياً بشيء من التعجب والرعب المشتت لأقول قبل مغادرتي:
“ان قلتي يتامى مرة ثانية بربيك بيدي هذي”
كانت تقف مذهولة…
هي تعرف أنه لايمزح…وهو يعرف انه يصغرها عمراً..
هي تعرف انه لايغضب…وهو يعرف أنه.. إن غضب لايكتفي بلسانه…
هي تعرف أن بدر نصف آخر له…وهو يعرف أنها غير مرحبة بأخته…
لكن مالا يعرفه وسيعرفه لاحقاً أن العادات السيئة لاتزول وقتما يشاء….والصفع بغير اللسان إحداها…
أما مالا تعرفه هي…. أنه كان سيصفعها..بعد تلك العبارة الأخيرة…!
.-.
.-.
..×..///..×..///..×..///..×..
أحياناً كثيرة أنشغل عن التفكير..بالتفكير…وعن الكتابة.. بالكتابة…!!
أحياناً اخرى أحب الغياب في حضوري،..والحضور في غيابي…
لابد من الغروب / وحتماً ستشرق الشمس..!
تناقض المفردات كإحساسي…!
كل يوم ينقص عمري،وأزداد شيئاً آخر..!
بدأ الغد يغريني..ويرعبني.!
Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×../

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم  
قديم 02-08-10, 08:09 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

( 11 )
في الشاليه السادسة مساءً..
حضرنا منذ نصف ساعة..
لم اهتم كثيراً بزينتي هذا اليوم، فقد اكتفيت المرة السابقة…
أكنت كمن يخدع ذاته قبل خداعهم..! أم لأن المرة الاولى هي الانطباع المتمسك بالذاكرة..!
ذلك الشيء الوحيد الذي تعيه عقول البشرية وتكذبه عيونهم…!
لازلت اجلس وحدي قرب حوض السباحة، فبعد السلام لم أجدني بينهم…رنيم كما في الزيارة الاولى…
والتوأم الجميل^ يتناولا غداءً متأخر..أو عشاءً سابقاً لأوانه..!
ولازلت بانتظار خالتي….
-سأخبر بدر عندما أعود أنني بالطبع سعدت باجتماعهم..لأشعره بالرضا..لا أكثر!
اصطدت صوته عن بُعد ، بعد أن مر في عقلي..!
وقفت لأنظر ماذا يفعل والفاصل الكبير بين مكاني والمساحات الصفراء.. التي كانت ذات يوم خضراء…حائط شجري تترابط غصونه بمهارة تفوق ترابط أفكاري..!
وهو جالس مع عمر وبيد كل منهما مشروب ساخن، أعتقد أنه شاي…
كنت اختلس النظرات علني أسرق الوقت لتأتي خالتي..
تعبت من الوقوف وأخذت أجوب المكان وعيناي تغرق في ذلك الحوض، لأجدني أعود مرة اخرى لأسرق من جديد..!
عادة سيئة تخصني..! المرة الاولى لاتكون الأخيرة أبداً..وإلا لمَ لم تكن تسمى فقط البداية..!
المرة الثانية هي بقية العدد..الذي قد يكون لانهائي..!
توقفت في رأسي عملية حسابية، وشعرت برمشي يصنع رباطاً آخر لتك الأشجار،
تشهق عيناي،ليغص حلقي…أبقى متصلبة أثر دهشتي..
أرفع حجابي،ألفه جيداً كأنني أستعد لأكمل حائط الشجر بجسدي..!
-لأتأكد أنها تخصه، أقترب أكثر…وهاهي تدخل جسده وتخرج أمامي..وأمام بدر..!
تمنيت أن أرى بيده أي شيء…قلم،حجر، أو حتى رصاص..!
إلا أن تكون سيجارة..!!
شعرت بعيون أربعة تحدق بي….يبدو أن الأشجار ركضت خلف ريح هاربة مني..من كل شيء أصابني الآن….!
.-.
.-.
خالتي في توقيت سيء لمزاجي حضرت…
كانت مشتاقة لي كثيراً كما كنت قبل الموقف المزعج…!
لمى ومصافحة باردة، قد أكون سعدت بها..!
-”ها رسيل مرتاحة؟”
قالت لي خالتي ذلك
-”أي الحمدلله مرتاحه..خالتي جا مازن؟”
كانت إجابة بسؤال..أو سؤال بإجابة..لايهم عن من أسأل المهم أنني سأخرج بعد إجاباتها
أجابتني بنعم،أو ربما لا..! لم انتبه سوى لابتسامتها الغريبة!
.-.
.-.
كنت أقف بعيداً عن بدر وابن خالته
بيدي سيجارة، وعقلي يدخنها..!
وقلبي في جنون خاض الاكسجين،وثاني الاوكسيد.. وبدى يتنفسها..!
آهٍ رسيل…
إنكِ يوماً بعد يوم تكوني أقرب، أشعر بأنك طيف يداعبني…أكنتِ حقاً هنا قبل دقائق…!
أم انه طيفك..!
لم أفهم نظراتك..لم افهم وجودك حينها…لم أعد أفهمك…
كنتِ لي مسألة حسابية لاتوجد لها قاعدة…ولا أيأس من محاولات حلها..!
-”عمر”
بدر يريد مني الجلوس الآن مع ابن خالته ذاك… إذ يجب على بدر المجاملة لصلة القرابة.. فتجب علي لأجل بدر…
.-.
.-.
بعد العشاء الذي لم أتذوق منه شيئاً لأكمل صيام اللسان..! اتجهت لحيث الجميع يتحدث في آن واحد…!
كان المكان الشاغر المناسب لي جوار رنيم… كانت تتحدث مع خالتي ويبدو أنهما متفقتين..!
ما أن لمحت سديم الجالسة بجوار لمى ونصفها الآخر اريام حتى اتسعت ابتسامتها وقالت مستشهدة على أمر لا ادري ماهو
-”حتى رسيل تعرف صح؟”
ابتسمت..بل ضحكت وأنا أهز رأسي طوعاً..فأنا لا ادري ماذا اعرف!!
ألقيت نظرة عابرة على لمى لأجد خالتي تقول لي بسماع رنيم:
-” ها رسيل وش فيك ساكته؟”
ابتسمت ولم أجد ما أعقب به… لتقول خالتي موجهة كلامها لرنيم
-”هههه تراها مستحية الحين”
ابتسمت لي رنيم وقالت عدة كلمات انشغلت عنها لرؤيتي ابتسامتها…تلك المرة الاولى.!!
حاولت خالتي إشراكي بالحديث معهم وبدأت استجيب…مرت ساعة ليسكت الجميع أثر صرخة اريام واتجاهها نحوي..لا أدري لمَ أنا..!!
قالت بانفعال شديد:
-” لمى معنا بالمدرسة سديم ماتتذكرها بس انا تذكرتها”
قلت مجارية:
“لا صدق مصادفة…شلون؟”
لكنها قالت بكل براءة:
“هي معجبة بوحدة اعرفها الحين تذكرت”
أحسست بنظرات لمى تحدث ثقباً عن بعد،وبين العديد من الأصوات في هذا المكان إلا أنها قالت لتمنع الحديث:
“تعالي بقولك شي”
أنا لم اعر الموضوع أي اهتمام، حتى وان فسر ذلك رسوبها المتتالي،وعدم حضورها اليومي!
فلا تستحق حتى التفكير بها!
.-.
.-.
رن هاتفي إذ أن المتصل بدر
-”الو”
-”هلا رسيل ها ترجعين معي؟”
-”اكيد..اجل مع مين؟”
-”خالتي قالتلي يمكن ترجعين معها”
-قلت بسرعة وأنا اتجه للباب:
-”لا هذاني جايه”
استأذنت من خالتي والجميع، وأخذت حقيبتي واتجهت لباب لم آتي منه، يبدو انه يخص الرجال
بدر في السيارة.. أخذت اضغط على الدائرة الزيتية الصدئة لأفتح الباب..
ضغطتها عدة مرات ولايبدو أنها ستفتح..!
باب قديم..سأتصل ببدر ليأتي للباب الآخر.. قبل أن اخرج الهاتف رأيت عمر تقدم حينها والمشهد أمامه يفسر مطلبي..!
لكني قلت بتوتر:
-”ماينفتح”
خيل لي انه ابتسم وبيده الكبيرة تلك ضغطه ثم دفعه للأمام والخلف بقوة ،كاد أن يقتلعه…بعد تلك العملية كطفلة كدت اسبقه لأضغط مرة اخرى على تلك الدائرة
لولا أن يده سبقتني وهو يكرر العملية بكل قوة لتنال يدي ضربة بشدة قوته لكسر عناد الباب..!
كان يفترض بها تؤلمني! ،وتلك الرائحة كانت الأسبق بذلك،إلا أنني انشغلت فقط بضم يداي مواسية إحداهما الاخرى..
فتح الباب حينها بعد أن قال-”آسف”
لأرد بعبارة اخرى!
-”شكراً”
وأخرج وانفي مستمر في تجاهل رائحة سيجارته، متجاهلة إحساسي بالغضب،بالحزن،بالبكاء،بالتعجب،وحتى التقيؤ ….!
تجاهلت اكبر عدد من المشاعر في داخلي عندها..
وركبت السيارة وأنا أفسر لبدر تأخري بان الباب عالق وعمر كان يحاول اقتلاعه!!
ضحك علي بدر وهو يثرثر عن امور عدة ليست من ضمنها السيجارة المفاجأة! وأنا منشغلة بالنظر ليدي اليمنى…وبدأت أخوض حديث آخر بلا صوت، بلا معنى..!!
تحسست يدي، “ورحمت الباب”.!!!
اشعر بان كفي يعيد علي في كل مرة كيف حدث الاصطدام… كطفل اصيب ويجد متعة بإخبار الجميع!
أضغط عليه لأتأكد فلا أشعر بشيء..كأن إحساسي منشغل عن إرسال رسالة لعقلي لأشعر بالألم..!!
أو كأنه باختصار..خاضع لبنج موضعي…!
.-.
.-.
الساعة الواحدة وعشر دقائق صباحاً..
كنت متعبة، واريد أن أنام..
خرجت لأطمئن لوجود بدر في غرفته،لأراه غارق في النوم…
استلقيت في سريري وأنا أعد نفسي انه لا أفكار هذا اليوم… لايجب أن أعيش اليوم مرتين..!
قبل أن اغمض عيناي عادت لي لحظة رؤيتي لبدر بجانب عمر الممسك بسيجارة..
لأفتح عيناي بسرعة كمن يغير قناة لم تعجبة
لأجلس على حافة السرير وكأنني استيقظت للتو…!
-لايجب علي أن أتذكر ذلك…بل لايجب علي أن اهتم.. فانا على ثقة ببدر أنه لن يدخل السموم لصدره…
لكن بدر سيشاركه السموم عند نفثها..!
إني لا اهتم بها، عند رؤيتي لها سابقاً في يد أي شخص كأنني لا أراها، وعندما تمرني رائحتها تبدو لي رائحة كأخرى..!
أما رؤيتي لعمر…كانت كأبشع صورة آذت عيناي،إن اقتصرت على عيناي..!!
ورائحتها كانت رائحته،أو رائحته كانت رائحتها.. لها قدرة فائقة في الإصابة بالغثيان..!
-ترى منذ متى وهو يدخن؟؟
سؤال ضل معي حتى أذان الفجر، لانقله لبدر بعد أن عاد من الصلاة…
فاجأته ليقول:
-”مانمتي؟”
-”لا ماجاني نوم..الحين بنام”
ووقفت انتظر إجابته على السؤال الذي أسهرني ليقول وهو يصعد الدرج:
-”من شهور بس…”
تبعته وأنا لم أجد في إجابته مايشفي غليلي:
-”طيب ليش؟ يعني انت عادي عندك؟”
قال قبل أن يصل غرفته:
-”لاطبعاً مو عادي وأنا قاعد أقنعه يتركها قبل لايتعود”
لم يجبني على الشق الأهم من السؤال..لكن لم أود السؤال أكثر
بدر لايزال يشعرني كما في السابق أن عمر اخي الثاني…وأنا لازلت اعتقد ذلك أيضاً..!
تذكرت يوم أن سألت بدر عن مازن إذ كان يريد السفر أو لا… غضب مني بدر وغير الموضوع
استطعت النوم وأنا أتظاهر بأني لا أبالي بشيء ، بعد أن أعفيت أنفي عن تذكر رائحة سابقة عندما سألني عن كتابتي في تلك السيارة،
فكل ما اذكره أنه لم يدخن..ربما ذلك اليوم!
.-.
.-.
.-.
لم اكتب أي فصل جديد لقصتي،فأنا “استغل الوقت قبل سفر بدري والذي أصبح قريباً جداً”..
-كان عذراً اعطيه لنفسي في كل مرة..!
إذ أنني أود الكتابة لكنني افتقد صفاء عقلي، كنت في حالة تفكير غير منقطعة…
في سفر بدر،وعودتي لخالتي، وسيجارة عمر، وتجاهلي لدانه…ولأمور عدة كانت تشغلني لأنني كما كنت أترك الأشياء حتى تصلح ذاتها..!
لذا لست صالحة للكتابة..ولذا كنت في كل مرة أقول أن خطأ عمر بالتدخين يضايقني لأنه قد يمس بدر…
وبدر سيسافر…!
….
خرجنا لعدة أماكن رائعة لولا فشلي في ترك عقلي في المنزل حتى أعود..!
فغداً سيغادر بدر، وأعود لخالتي ، وتبدأ المدرسة..
لتعود الحياة كما كانت!
.-.
ما أذكره أنني كنت أعلق كل الأمور على عقلي وأقف متفرجة، حيث كنت أعتقد أن العقل يفكر لأنها وظيفته في جسدي وذلك بلا أسباب قد يكون حافزها القلب…
-لم أعي أن عقلي فكر بدانه لأنها مقربة من قلبي….
ولا بقية الأمور التي لها اتصال جهلته سابقاً…..وإن كنت مستمرة على ذلك..!!
.-.
.-.
كانت لدي حقيبة واحدة…كنت قد وضعتها قرب الباب…أنتظر من بدر الاتصال لأخرج
بما أن عمر الذي سيوصلني لمنزل خالتي،ويوصل بدر للمطار…
فلا عجب أن يعود ليشغل بالي عندما بدأت بتذكر طفولتي حيث كان والده في زيارة لنا ذات مناسبة…ليناديني وهو يسألني بإحضار منفضة سجائر…
قلت له حينها أننا لانملك واحدة…ألم يجد غير ذلك ليقتدي بوالده..!
لمَ سمح له وهو الأعلم بتدميره..!
-حقاً مضحك أظن انني الوحيدة التي فكرت بسيجارته ، أظن أن والدته لم تفكر بذلك أيضاً..!
أذهلني لاحقاً أنها المرة الاولى في حياتي التي افكر فيها كناضجة…!!
-” رسيل يالله”
قال لي بدر ذلك وأنا أرى عمر من تلك النافذة وأقول لبدر دون النظر إليه
-”وهو على كيفه يدخن ببيتنا؟”
لم انتظر جواب فقد خرجت وأنا اود أن اصفع عمر بحقيبتي الثقيلة…
وأقتلع اصبعه الحادي عشر.!!
.-.
.-.
.-.
اجاهد الا ابكي في وداعي لبدر…ولا أدري أيضاً كم سيدوم غيابه…
ألقيت نظرة مطولة على عمر..فهو الآخر لا أدري متى سأراه مجدداً…
كنت غاضبة منه قبل دقائق، وها أنا أشعر بأنني أود أن أقول شيئاً…
فلم أستطع سوى حبس دموعي وإحكام قفص صدري… متجاهلة دمعة ضلت طريقها
قال لي بدر مداعباً
-”كل هذا عشان بترجعين لخالتي؟هههه”
كان ذلك أيضاً مركز اكتئابي..!
-”هههههه”
ضحكت وانا امسح دمعتي وأقول بقرار مفاجئ
-”إذا تخرجت هالسنة بجي عندك”
-”ان شاءالله بس انتي شدي حيلك الحين ولايضيق صدرك..
(ثم أضاف وهو ينظر لشيء بعيد) ولو سمعتي كلامي ورحتي لعمي عالاقل ماعندهم لمى ههههههه”
ضحكت وأنا أعلم أن بعبارته اقتراح آخر لم يكن يعجبني ذات يوم…
فدخلت المنزل كما خرجت منه آخر مرة إلا بفارق بسيط لايسعني ذكره..!
.-.
.-.
.-.
-” تو مانور البيت”
كنت لازلت في فناء المنزل سمعت تلك العبارة والتفت إذ بمازن يقترب ويأخذ حقيبتي من يدي..
نعم أمسك بيدي..بل قبض عليها وهو يقبض على الحقيبة وكرر عبارته السابقة فلم اجبه..
بما انني في منزله فكل شيء يبدو حق له..! أوربما أنا “حساسة” لهذا الموضوع..!
قلت:
-”السلام عليكم..”
-”وعليكم السلام، ترا امي طلعت قبل شوي”
ومن قال اني في زيارة لامك،او خالتي..! ابتعد لأصعد لمأواي..!
هززت رأسي وأنا ابتعد عنه..نظرت ليدي مطولاً وأنا اصعد الدرج فلم أشعر بشيء أيضاً..!
كنت اعتقد ولازلت أن يدي مخبري السري بما يحدث حولي… !!
غرفتي أيضاً لايبدو أن شيئاً تغير فيها…
الآن ماذا سأفعل..!
جلست ملياً دون تفكير،فلم اشعر سوى أنني حزينة… وأفتقد حياتي…!
.×..///..×..///..×..///..×..
حزنتُ، فـلامني مَنْ ليس يدري… كـأنَّ القلبَ يحزن باخـتياري
أصـبِّــر قلبيَ الشـاكي فـيأبى…. موافقتي على معنى اصطباري
أأشكو للـعـبادِ وهم صغارٌ ؟!….. ومـاذا أستفيدُ من الصِّـغارِ ؟!
ومَنْ يشكو الظلامَ إلى ظلامٍ….. فلن يحظـى بـتأييـد النَّهارِ…!
*لـٍ عبدالرحمن العشماوي
Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×..

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم  
قديم 02-08-10, 08:10 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

)
الضوء خافت جداً هنا…
بعض أشعة الشمس تسترخي فوق ورقة الكتاب الذي لم يمل تأملي..ارخي أصابعي في تهديد لم يقع..
لكتاب لايسمع ولا يؤلمه السقوط…
يزداد الخمول كلما تقدمت الشمس خطوة دون التفات إلي..ودون نظرة مني لها…
امعن ناظري للكتاب كمن يقرأ،وعين أفكاري تجوب غرفتي مفتشة عن شيء لاتتوقع وجوده!
تتفقدها بعد الغياب القصير، لتعود مرغمة للكتاب..فأقرأ…
وأقرأ…وأقرأ حتى أنهيت ورقتين أو أكثر فلم انتبه للشمس حين تلاشت… فأظلم الكتاب..
ولم اعد استطع رؤيته يحدق بي ..!
أغمضت عيني لأفكر بما قرأت..
-كان اسطورة… وكانت اسطورة…حديث طويل جمع بين كان وكانت ألف حديث جميل منمق لايشبه سوى حلوى انتهت صلاحيتها!
كانوا…ماكتب كانوا..! الماضي فقط يحيط بهذا الكتاب..أي أنني افتش في حياة السابقين دون أدنى أمل أن أجد لازالوا..!!
الآن أعي أنني عشت الماضي مرحلتين واكتسبت عقدة البحث عن لازالوا…وأجدها تنفي في كل مرة كهذا الكتاب..لا….زالوا..!
كان الظلام كـ يد حانية تمسح على رأسي،او بالأصح عقلي..!
كصوت يقول دعكِ من ماضيهم فلن تري منه شيئاً مجدداً،واستجيبي لهدهدة الظلام وأغمضي عينيكِ..!
لكنني لن اغمض عيني حتى لا أنتقل لماضٍ يخصني،أو مستقبل اهرب منه!
حياة هؤلاء قد لاتبهرني…ماستثار عقلي أن شخص واحد استطاع ملئ سطور عشرات الأوراق إن لم تكن مئات…فقط عنه..!
وأنا عن نفسي.. لا استطيع كتابة حتى حرف..!
مؤلم أن أعي في هذا الظلام أنني لا شيء..!!
وانه لو أضاءت ألف شمعة فلن يراني احد..!
وأنني حتماً لن أجد أحداً يكتب عني يوماً ما..حرفاً واحداً!
-لمَ حياتي ليست كحياتهم…لمَ لاتتضخم بالأحداث،وتمتلئ بوقفات حكيمة..!
الأنهم كانوا أحرار!…فلاشيء كان يقيدهم…!
-خرجت من غرفتي كي لا أجن..وأنا اردد في ذاتي…عندما اصبح تلك السيدة حتماً سيتغير كل شيء..!
.
.
ولجت للمطبخ..، جلست بالقرب من خالتي تبادلنا حديثاً مطولاً عن حال الجميع غيرنا.. فبدأت معدتي تشير للمكان كطفل يجر عباءة امّه لتشتري له شيئاً…
حتى قفزت لمخيلتي فكرة واحدة..وشيء واحد اريد تناوله الآن..!
لم أجده، التفت لخالتي سألتها:
-” خالتي في كورن فليكس؟”
ابتسمت وتقدمت للبحث معي، ثم قالت:
-”اظاهر خلص”
امتعض وجهي قليلاً،وأنا متيقنة أنها لمى من تأخذه لغرفتها عناداً…لي!
-خرجت لأصعد لغرفتي فلم أجد بديل اشتهيه.. لأسمع خالتي تقول:
-”رسيل شوي وانزلي هذاني بكلم مازن يجيب معاه “
وقفت قدمي قبل أن تكمل خطوة أمام تلك العتبات المثيرة لتدحرج انفعالاتي كي لا أشعر بشيء جديد..!
كنت على وشك أن أقول لها..أنني لم اعد اريد شيئاً، لكنني تجنبت حتى حوار ذاتي
-فـ لو كانت لن تسألني عن السبب، لكنت قلت لها وإن لم يحضرني جواب لسؤالها المفترض أن يكون..!
قررت أن اصمت
لأكمل خطوتي باتخاذ قرار..اتخذته خالتي مسبقاً..!
.
.
وماكدت اصل غرفتي حتى رن هاتفي النقال برقم غريب…
تجاهلته قليلاً…ثم لم استطع…
-”الو”
قلتها وأنا على شكٍ كبير انه بدر من رقم آخر..فهو دائماً يجدني في الوقت ذاته
جاءني الصوت مندفع:
-”هلا والله”
ما ان خاب ظني قلت-”نعم؟”
أجابني:
-”الله ينعم عليك..بس بقولك ايش الكورن فليكس اللي طلبتيه؟اقصد أي نوع؟”
صفعني عقلي صارخاً:
مازن..!!
ولديه رقمي..!!
آثرت تعجباً على آخر..فكان يجب أن أتعجب من عدم معرفتي لصوته على الهاتف!
-”الـو”
قالها ليتأكد من وجودي، وأنا صامته..أقف كـ علامة تعجب!
-”أي شي”
قلت ذلك لأنهي المكالمة ،لكنه أضاف:
-”شوفي عندك هذي الأنواع”
وقبل أن يبدأ بالشرح قلت:
-”خلاص مابي شي”
-”ليش؟”
-”مع السلامة”
أغلقته بسرعة، لا أدري لمَ فعلت ذلك…جرأته أرعبتني، لدي العديد من الانفعالات التي لم اعد اشعر بها…وكأنها تدحرجت بالفعل أثناء صعودي..!
أكنت مخطئة أم مصيبة…!
.-.
.-.
الثانية بعد منتصف الليل
استيقظت من نومي جائعة..، فانا لم آكل شيئاً كمن عاقب نفسه لذنب غيره..!
كيف لخالتي أن تعطيه رقمي…وكيف لي أن أراه مجدداً…
نزلت هاربة من الحوار الطويل في رأسي…فلم أجد في المنزل أحداً،فالنظام الدراسي عاد مبكراً وكأنه غاب طويلاً..!
اتجهت للمطبخ ورأيت علبة رقائق الذرة على تلك الطاولة، لم أجد بداً من تناولها..
كنت اسخن الحليب قليلا وأنا انظر للهب واستعيذ بالله من النار،شعرت بوجود احد،
التفت ببطء ودون هلع، وكأنني اعلم مسبقاً من سيكون..!
رأيت مازن يتكئ على الباب وينظر إليَ دون كلام..
ألقيت نظرة عادية،واستمريت في تجاهله،
أخذت الحليب ووضعته على تلك الطاولة، وجلست على الكرسي كي يعي أنني سأتناول الطعام إن كان لايظن ذلك!!
بجرأة لم أعهدها فيه، وثقة لم أراها في شخص غيره، سحب الكرسي المقابل لي وجلس،
وقفت مذهولة وتركت الملعقة، وقبل أن انطق بشيء قال:
-”اشوفك أكلتي الكورن فليكس مو قلتي ماتبينه”
حدقت به قليلاً ثم قلت وأنا اوليه ظهري:
-”خلاص.. كله انت”
واتجهت لأخرج ليوقفني بسرعة وهو يقول:
-”خلاص خلاص امزح انتي ليش ماتطيقين مني شي؟”
لم أكن اريد تعداد ما لااطيق به، ومااطيق!!
-كلتا العبارتين تفاجئني أنه حقاً لاطاقة بي لك…فلا تعترض طريقي..
سمعت صوتاً بالخارج، أو ربما تهيأ لي ذلك..لأتصور لمى تراني هنا،ذعرت من تخيلي لأتركه دون أن انطق بحرف وأصعد لغرفتي تاركةًً له رقائقه..!!
.-.
.-.
رغم جوعي،إلا انني لم أعد اريد تلك الرقائق التي اشتراها ودفعني ثمنها سريعاً…!
تجاهلت ضمير يؤنبني طوال ساعات الليل الأخيرة، بين خلق تبرير وخنق لوم..!
طلعت الشمس معلنة عن إفطار آخر…
تناولت طعاماً على عجل،لم يكن ما اريد.. ولبست الزي المدرسي الوحيد الذي يكرهه جسدي..!
واستسلمت للذهاب..
.-.
.-.
عند وصولي فوجئت من سيل من الـ سلامات..!
-يبدو بالفعل أنني متغيبة بالأمس،وهن لايتغيبن بعد إجازة قصيرة كالتي انقضت…
تمنيت حينها أنني تغيبت اليوم أيضاً فلست أحتمل يوم طويل آخر من الحوارات في رأسي…
أو ليت الجميع تغيب هذا اليوم…وبالأخص من رأيتها عن بعد.. التي احبها وهي صديقتي..
ولا اريد لقياها…
تتخطفني أشكال عدة من الفتيات السعيدات بيوم جديد، بدأت رؤيتهن تزعج عيناي..
أشعر أنني في المكان الخطأ ، والوقت الخطأ، أشعر أنني خيال كئيب غير صالح حتى لتصاميم وقصيدة!
اشتريت عصير برتقال بارد وجلست في زواية هادئة وبدأت اخدر انفعالاتي!!
أغمضت عيناي متخذة الطريقة الوحيدة التي كان صديق أخي يفعلها في طفولتنا…-اقصد عمر-عندما يبدأ العد من مكانه وحتى مكاني في جمع الخطى في استرخاء يبعث الدهشة..!
أنا لا استطيع سوى العد مني… أنا حتى هو! دون إحصاء الخطى..!
رأيتها قربي، نعم عدنا من جديد..فلا مزيد من إهمال رسائلها وقفل هاتفي..
فهي أمامي الآن وتعتذر لصديقة ما عني لغيابي..!
اقتربت وأعلنت عن قبلة وجزء من كلمات…
بادلتها التحية باستسلام لقدر…أو لأثبت لكم أن طريقة استرخائي فعَاله!
نظرت لوجهها وأنا ادقق في تفاصيل وجهها الآخر..!
دون أن انطق بشيء..!
اليوم فقط اكتشفت أن الاستسلام ضعف قوي..فيه تتخلص من نفسك عندما تفقدها أي انفعال خدرته سابقاً بأي طريقة..!
هو الشيء الوحيد الذي يشعرك بأنك أشبه بالضوء..! وأنك دائماً لست معني في الكلام حين يوجه إليك..ولا في المكان حين يحتويك…ولا في الشعور حين يعتريك..!
انتقلنا لمكان آخر…
-”وحشتينا امس يسألون عنك ليش غايبه…(ثم اضافت)..ايه شفتي هذي-مشيرة الى طالبة بعيدة- امس ضربت معلمة العربي تخيلي”
نظرت إلى تلك الطالبة، وسمعت دانه…وأكملت المسير دون صوت..
-كنت اعرف يقيناً أن الاستسلام الذي لبسته هذا الصباح يجعلني أتأمل الأشياء من حولي بكل احترافية… ولا شيء فيها يعنيني..!
بقي القليل وينقضي اليوم الدراسي…دانه استمعت لها كثيراً وعقبت قليلاً..
وابتسمت في حال ضحكها…
وجدت صعوبة في تقبل وضعها…أراها ولا أراها..!
وهي على مايبدو تراني ولاتشعر بي، ولانية لها بالحديث عن ذلك الأمر الواقف بيننا كباب لم يغلق فنرحل، ولم يفتح فنعود لحيث كنا..!
لأنها كانت غالية..جاء غضبي منها بقدر مكانتها، فلو لم تكن تعنيني لما كنت سأهتم…
-كنت على دراية كافية أنني سأخبرها ما احتقره فيها مباشرة عندما يفتح ذلك الباب…
لكنها لم تأتِ بذلك….مما أراحني قليلاً فليس لي قلب يستطيع إيذاء من سكنه…!
.-.
.-.
عـ ـمـ ر
.-.
منذ سفر بدر وأنا بين الدوام الجامعي ، والمقهى ،والمنزل…
بما أن بدر الصديق الوحيد الذي ارتاح لصحبته غير موجود بالجوار ،فانا لا أهتم كثيراً بالخروج مع البقية..
أصبحت أقضي ساعات اليوم في المنزل، باستثناء المقهى الذي اتجه إليه لأكتب لرسيل…
أو هي تكتب لي..!
كان المقهى الذي اتجه إليه بعيداً عن منزلي بمسافة عشرون دقيقة،وكنت أذهب إليه رغم وجود آخر بمسافة دقيقتين،..
احتسي كوباً من كلماتها، تزورني رائحة وجودها…واحاول مراراً التخلص منها فيها…ولا انجح..
كل مرة ابحث بين كلماتها عن شيء لايعجبني،أخلق في خيالي “غيرة من بطل” لم تكتبه في قصتها.. ليغار قلبي وأغضب، وأبتعد..
إلا انه في كل حرف يثبت لي العكس وأجدني أنحت نفسي في سطورها، فأقترب كثيراً من حزنها ولا أصله… اغلق الجهاز واخرج صافعاً كل الهوى خلف الباب..فيستقبلني معاتباً..!
-جلست ذات مرة خارج المقهى،أطفأت سيجارة قد اكتفت مني،واخذت اردد أن المقهى لايعنيني والقصة لاتعنيني ورسيل ليست هنا..!
مر أمامي شاب يحمل “كاميرا” تصوير احترافية ، ثبت قاعدتها وبدأ باختيار زاوية المقهى المميزة نوعاً ما..
التقط عدة صور وأنا افكر قائلاً، “ما أجمل ما أتى به هنا”…!
أستكون هناك ابتسامة على شفتيه وهو يقلب الصور, لو كان يأتي ليقلب صفحات قصة..مر بها حبيب..!
اقترب مني مفاجأً وكأنه يسألني لمَ أنظر إليه
-”السلام عليكم”
وقفت عدلت من ملامحي:
-”وعليكم السلام”
نظر إلي قليلاً ..بدا يفكر بعمق بشيء لا ادري ماهو..ولم ينطق بحرف..!
ابتسمت حينها وأنا انظر لقاعدته هناك وقلت:
-”احب التصوير…اختيارك للزاوية حلو”
لا أدري لمَ نطقت بذلك، أحياناً نضطر للكذب لنجمل الموقف بعد أن نلوث داخلنا..!
فأنا لم احب التصوير يوماً وليست لي خبرة باختيار الزوايا..!
وكأن مبادرتي أعجبته فقال بسرعة:
-”تعال شوف شلون طلعت الصور معي..بتعجبك”
تبعته وأنا لا ادري لمَ…بعد حديث الزوايا التي أجهلها سألني:
-”وش نوع الكاميرا حقتك؟”
أجبته مباشرة كأنني أسابق الكذب:
-”لا أنا ما اصور بس احب التصوير”
جملة ربما غبية لكنها انتهت بي لسؤاله الذي خلق في رأسي رؤوس أفكار اخرى..!
-”ليش بالعكس التصوير هواية تنمو بالتطبيق ترا كلها دورات تأهلك وبما انك هاوي راح تحترف بسرعة”
وبدأ بإلقاء خبراته علي وأنا عبثاً اجمع مايقول…لكنني صدَقت كذبتي أنني احب التصوير دون قصد..!
اخبرني عن دورة متاحة حالياً ورقم هاتفه في حال أن أردت شيئاً ..
شكرته وأنا سعيد بأنني سأصبح حراً..وسأقلب صوراً ليست في خيالي، وصفحات لاتشبه قصتها..!
واشبه اسم مستخدمي أخيراً “ماني لأحد”..!
.-.
.-.
بعد اسبوعين آخرين…كنت قد سجلت بتلك الدورة وفي غرفتي كاميرا تصوير صغيرة وقاعدة تشبه قاعدة صاحب الزاوية..!
ما أجمل أن نتخلص من خيال من نحب في المكان الوحيد الذي يتبنى خيالنا..!
ها أنا افارق المقهى أخيراً بعد أن منحني حرية اللقاء، فقد أعود إليه لألتقط جزءً من خيالي في صورة تذكارية…
في المكان ذاته الذي لم تكوني فيه يوماً ودعتك فيه..!
-”واو حركات”
قالتها سديم لتقفز اريام خلفها وتتفحصانها عن قرب
-”ههههههه لاتلمسينها بعدين اصوركم”
كانت رنيم أيضاً تنظر لها بانبهار، أو نظراتها تلك لي..!
-”وش الطاري؟ ماخبرتك تحب التصوير..انا يوم صورتك مرة أخذت مني الصورة وعصبت “
تذكرت، نعم ومالا تعلمه أنني مزقتها أيضاً..
-”ههههههه والله اكتشفت إني فنان يوم قمت من النوم وقلت حرام احرم العالم من موهبتي”
-”ههههههه أي والله خدمت الامة العربية”
-”ههه لاتصدقون كيفكم..المهم اطلعوا بنام “
سديم:”الحين لا ..قبل خلنا نشوفها “
اريام:”عمر بناخذها شوي برا نصور بعض وبعدين نجيبها”
-”ههههههه لا واطلعو لاتضيعون وقتي بكرة عندي تصوير كوندليزا رايس طالبه صور عيد ميلادها الاخير!”
رنيم-:”ههههههه الاخير ههههه مالت عليك واحلامك يلا انتو بعد وراكم مدرسة”
.-.
.-.
الخميس..
واسبوعين آخرين وأنا في استسلام تام…حتى مع دانه…
اليوم..كان مزاجي جيداً، صليت المغرب ،
أوصلت جهازي في نية لزيارة قصتي..
مررت بعيني على التعقيبات لأتوقف قليلاً عند تعقيب يقول:
“لي شهر ادخل ولا القى شي ترى استحيت من اسمي كل يوم اجيبه ونطلع بولا شي
وياليت تقولين متى بتنزلين حزن جديد؟ في ناس ترى تدمن بعض الحزن…اخوك/ماني لأحد”
كنت اضحك وأنا ابتدئ بالرد عليه بتصنع ابتسامة لا أكثر..!
“اخي الكريم..شكراً لاهتمامك..لم اكتب شيئاً حتى الآن..لكن سأكتب لأجلكم…عذراً للتأخير”
بعد أن نزل الرد انتبهت أن تعقيبه ذاك قديم…منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ربما.!
أحقاً كل ما اكتبه هو حزن جديد..لا أكثر!
استفز مزاجي الجيد تقريباً….اتجهت عيناي لآخر زيارة له فلم تكن قريبة ايضاً..
لم اهتم يوماً بقارئ ولم أتلهف لرؤية آخر وجود له، إلا أن هذا القارئ اشعر به صريح..ويقرأني حقاً.. تعقيبه في كل مرة يختلف عن الجميع… سأشكره يوماً عندما انهي القصة…
سجلت خروج ليخرج أيضاً من تفكيري وأنا اسمع صوت خالتي يناديني..
فتحت الباب لأجد لمى واقفة تقول لي:
-”ماتسمعين؟ امي تناديك لها ساعة”
كنت أود السؤال ماذا تريد لكن لم احب يوماً التحدث مع لمى…أغلقت الباب فسمعتها تقول:
-”في ضيف تحت ينتظرك”
وقفت ملياً أفكر، من سيأتي لرؤيتي..!
بدلت ملابسي بأخرى ورفعت شعري غطيت رأسي تقريباً كحجاب ونزلت مسرعة..
فتحت الباب وإذ بي أفاجأ بصديقتي
دانه تجلس بجانب خالتي :
بعد السلام,أحسست بأن الاستسلام غطاني مجدداً.. ظللت صامته..وكذلك هم..
ألف استفسار يطل من عيناي..
نظرت إليّ دانه نظرة تعجب، بل كانت تنظر إلى رأسي تحديداً…
-”عن اذنكم”
قلتها مسرعة للمرآة، أحسست بالحرج فلم يسبق لدانه معرفة أنني اغطي شعري دوماً في المنزل… ربما كان بديهياً أن تعرف ذلك..
وربما كانت تعرف لكن رؤيتها لي شيء آخر.. خلعت حجابي على عجل وأحضرت عصيراً كعذر لخروجي… وعدت مجدداً..
بعد دقيقتين قالت خالتي:
-”اجل اترككم”
ردت دانه مباشرة:
-”لا يام مازن ابيك بموضوع”
بدأ قلبي يؤلمني،ترى ماذا تفعل هنا..وماذا تريد أن تقول بصحبة خالتي..!
-”خير عسى ماشر”
-”الشر مايجيك..بس انا..انا مخطوبة”
قالت ذلك بعد لحظة صمت أعلنت اصطدامِ أول بين عيني ونظراتها
اصطدام كسر شيء في داخلي…
-”مبروك يابنيتي”
ألقيت نظرة هاربة لخالتي التي نطقت بذلك دون أن يصبغها الاندهاش مثلي
-خالتي علمت أن هناك سراً كبيراً مدفون بين مكاني ومكانها..وفجوة لم تسمح لي بالاقتراب منها..أو حتى تهنئتها..!
ولم تبد أي محاولة للبحث عنه
-”الله يبارك فيك ويخليك”
ردت ذلك،وأنا يصفعني موج استغراب، أي قدرة تجعلها تتحدث ببرود كأخرى تتحدث عنها..
مع شخص تلقاه أول مرة..!
-كنت قد بدأت منذ دقائق برثاء حالي..فالورق حديثي ،جميع الجمل التامة بما اريد إيصاله يوماً لم تكن إلا بصوت قلمي..وهي أمامي بلا قلم وتتحدث كما لم يتحدث قلمي..!
خرس فجائي ، على ورق وأمامها…استسلام آخر لايشبه استسلامي الأول البريء…
لأن الآخر يفتقد روحه ويخبئ اخرى ميتة منذ الطعنة الأولى…
أمْسَكَت بالكأس..شربت منه قليلاً وقالت كمقطع في قصة قرأتها سلفاً
-” عندي سؤال يهمني في حياتي الجايه… يايسعدني ولا ينهي كل شي”
قالت خالتي باهتمام..غير واضح!
-”من غير شر شالسالفه؟”
-”بخصوص خطبتي.. بس ودي اسالك عن ام خطيبي..وخطيبي اذا تعرفين عنه شي..لاني سمعت انها كانت جارتك من زمان”
-”من هو خطيبك”
بدأت بذكر اسمه،ومن ثم بعض الأمور التي قد تذكر خالتي به…
-”لاوالله ماعرفه”
وقفت دانه بخيبة امل لاتشبه خيباتي..وبدأت تندب حظها بأربع كلمات قديمة ثم قالت:
-”طيب مازن..ولدك…(ذلك للتأكيد بلا شك!) أكيد يعرفه ..هو فيه صلة بس مدري”
خالتي قالت:-”وليش ماتسألين خطيبك؟”
-”اذا سألته بيدري..وانا مابيه يدري بشوف عنه قبل مابي نتزوج كذا!”
خالتي هزت رأسها مداراة لها..أو مجاملة لي…لايهم فانا بصمت أراقب مايدور أمامي لأستنتج أن خالتي لم تعجبها صديقتي، وأنا اكتشف حديثاً أن خيبت أملي منها ربما تكون الأخيرة… فهاهي بكل بجاحة تخبرني أنها ستتزوج عشيق ما، واعدته مسبقاً، أو ربما آخر..!
اشعر فقط الآن بالأسى تجاهها، و أنني لم اظلمها..!!
-”اسأليه خالتي تكفين، وقولي لرسيل تقولي..ولك البشارة”
قالت الكلمة الأخيرة بمرح..ابتسمت لها خالتي ووعدتها خيراً وخرجت..
بقيت امارس طقوس استسلامي الناجحة..وهي تجلس بجانبي..
قال دانه بعد دقائق كأنها انتبهت لحضوري
-”رسيل أنا مخطوبة”
وكأنه خبر جديد!
قلت-”مبروك”
قالت وقد بدأ القلق في عينيها:
-”هذا مايخليك ترضين عني؟ مايكشف لك الحقيقة؟”
نظرتي كانت على خط طويل لانهاية لها،فلم احاول السير في غيره
-”رسيل انا ماخبيت عنك شي انا جايه عشان اوضح لك ادري انك شايله بخاطرك علي وبالمدرسة ماكأنك تشوفيني.. ماقدرت اقولك لاني مدري كيف ابدى وانتي ماهتميتي”
آخر السطر استوقفني حتى خلعت استسلامي وبدلته بآخر أكثر بروداً
-”ماتقولين شي..طيب انا اقولك”
ثم أضافت:
-”اللي بالسوق شفتيه معي وكنت ابيك تشوفينه هو خطيبي كنت حابه أفاجئك وانتي خربتي المفاجأة وماتوقعتك تشكين فيني..واليوم انا جايه اوضح لك انه كان خطيبي والله كان خطيبي واهلي يدرون ان احنا طالعين ذاك اليوم”
الربط بين أمرين شيء غير وارد في رأسي..، وحديثها الآن جردني من استسلامي ومنحني مخرج مضيء في آخر طريق العتمة…
إلا أنني لم اقل شيئاً..
-”وكنت ابيك تسأليني مين كان عشان اقولك .. صحيح أنا كنت اسولف وحبايب ومدري ايش بس والله كانت خيال..هذا الرجل الوحيد وهو خطيبي”
ابتسمت لي ورددت لها واحده قالت:
-”من حقك ترى تزعلين بس انا مافكرت ان ردة فعلك ممكن تكون كذا..حتى ماتقرين رسايلي”
كنت استوعب حديثها كلمة كلمة..ثم قلت:
“وليش ماقلتيلي بوقتها وليش هنا “
-”ماعرفت كيف افاتحك بالموضوع خاصة بالمدرسة..وقلت فرصة اراضيك بعذر اني اسأل عن خطيبي”
ربما كان العكس هو الصحيح!..، لكن لم يعد ذلك مهماً..
-”كنت راح اقولك انتي تسألين مازن عنه بس خفت مايمدحه لك حتى لو كان زين”
-”ليش؟”
أضافت ضحكة-”مدري يمكن للحين يذكر لمى يوم قالتله انك تحبينه..يعني يغار ههههه”
دخلت خالتي وهي تقول:
-”مازن طالع”
وقفت دانه -”مشكورة يام مازن ماقصرتي تعبتك وياي”
-”تعبك راحه يابنتي اهم شي تعرفين اللي بترتبطين فيه”
عدلت حجابها لتخبرنا بمغادرتها…
فمضيت معها حتى الباب وأنا أراها بصورتين، وسعيدة حقاً بالصورة الاخرى والتي عرفتها مسبقاً..
وقفنا نتحدث قليلاً وأنا لم اعد لطبيعتي بعد..وقبل أن تمضي للخارج رأيت مازن يدخل المنزل..
غطيت رأسي مرة اخرى ودانه تنظر لي هذه المرة بشفقة ربما..
قلت لها: “هذا مازن”
ابتسمت بفرح ودفعتني إليه وهي تقول:
-”قوليله صديقتي بتسألك “
-لم أعلم مسبقاً أنها جريئة جداً …ولو بالنسبة لي..!
لأنني اشعر بارتياح كبير في داخلي..وأفكار لن يتسع ليلي لترتيبها.. قررت إيقافه
-” مازن”
التفت إلي، اتسعت ابتسامته واقترب
-”عيونه..(أضاف) هلآ”
شعرت باشمئزاز نسبي..لكني قلت:
“ممكن دقيقة صديقتي بتسألك كم سؤال”
اتجهت نظراته لدانه التي تبتسم..ثم تقترب فتبدأ بالتحية والدخول بالموضوع
-بينما هي تتحدث معه كنت انظر للباب في قلق ، أخاف أن تنتبه خالتي فتظن سوءاً هنا..
اني غير مرتاحة واتضح ذلك على ملامحي
-”آها أيمن؟”
أجابته دانه بالإيجاب..ليقول مازن بسخرية
” كنا نسميه ولد المصرية وبعضنا يقول السوري ههههه مسكين عقدناه عشان اسمه”
ابتسمت أنا بكبت ضحكتي..وأخذت أراقب دانه الغاضبة قليلاً
ومازن وهو يتحدث ببساطة
كنت انظر إليه، فأنا لم أره يتحدث من قبل بشيء لايخصني
سمعتها تسأل عن حياته، عن والده المتوفى الذي اخبرها مازن انه سافر وتزوج اخرى، وتلك معلومة مغلوطة اولى… اكتشفت ان مازن يعرفه كثيراً لما قاله…أو لايعرفه أبداً…!
-سألته بعد ذلك عن طموحاته..وهو سؤال بسيط إجابته مذهلة.. فيبدو ان خطيبها ذاك يهوى كل شيء ويحب تجربة أي شيء..
ثم ختمت أسئلتها بعلاقاته معهم،أخلاقه،ثم قالت بحياء:
-” كيف كان معكم بالمدرسة؟”
كان يجب على مازن ألا يضحك إلا انه ضحك وهو يقول:
-”شوفي انا ماذكر الا ثلاثه مزعجين ويدهم طويلة تقولين لهم حرف يضربونك انا أخذت درس مرة من عمر والله هههههه (ثم وجه نظراته لي وهو يقول لدانه) اقصد صديق اخوها
(اتسعت حدقت عيناي وزاد حجم تركيزي)المهم هذا مره قال له ايمن اجلس قدامي رد عمر تبيني اجلس قدام عشان اغطي عليك؟ –كان خطيبك يكلم بالجوال وقت الدرس قال ايه – عمر ماعطاه وجه بعد الدرس جا ايمن معه كم واحد موصيهم يضربون عمر هو مسالم خطيبك هذا الا ان عمر بدى فيه طقه طق وياشينه يوم يعصب يروع لي موقف معه الخايس”
آخر عبارته استفزني..كنت سأقول شيئاً لو أن دانه لم تبادر بسؤال آخر..بما أن الموضوع يخص خطيبها لا عمر فضلت الصمت..!
-”شوفي ايمن مسالم وطيب فيه عيوب بس كل الناس فيهم…والكذبات اللي قالها لك عن ابوه وغيرها له حق انه يكذبها ولابتضرك…تبين النصيحه لاتواجهينه فيها”
خرجت دانه سعيدة جداً، طاب خاطري بعد أن بالغت بالاعتذار مجدداً ، وتغاضيت عما لم يطب..!
وغلفت بقايا الدمغة ببقايا استسلام..واتجهت بأفكاري لكلمتها الأخيرة قبل خروجها:
“كنتي متضايقه وانا اكلم مازن..لايكون تغارين ههههه”
كانت عبارتها مزعجة في وقت كنت منشغلة بانزعاج آخر..!
.-.
لم أكن لأرضى ان يقول سوءاً عن أخي،ولا لصديقه…، ونظرته لي كانت مزعجة..
اعتبر الأمر يخصني عندها أوشكت على الغضب، لأنني الوحيدة التي تعرفه بينهم جميعاً..
.
.
..×..///..×..///..×..///..×
عمر إذن كان يضرب من يتعرض له…بينه وبين مازن مشكلة أكبر ربما…!
عندما علمت انه يستخدم يديه ببساطة…وهي صفة لم أكن اعلمها..ضحكت كثيراً حينها… ولم أكن اعلم أنها قد تبكيني لاحقاً..!!
دانه أكسبتني صفة جديدة دون أن تعرف أو أنا! هي أن لا اسلك طريقاً واحداً في تفكيري…ودوماً لأثق أن الغرفة عندما لاتحتوي على باب…
حتماً ستكون هناك نافذة..!
عندما ابتلع غصة مؤلمة في حلقي مرارتها، احمدالله كثيراً أنها لم تغلق تنفسي…
وأؤمن انه لا يزال هنا في ذاكرتي جزءً سابق جميل…وجزء من النص مفقود سيصل لاحقاً أجمل..!
Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×..

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم  
قديم 02-08-10, 08:11 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

( 13 )
قبل دقائق..، كنت أتحدث مع بدر.. عرضت عليه أجمل عرض حالياً..فأضحكه كثيراً..
قلت له: ان عدت الآن فانا أعدك بصورة جميلة..!
بدر يحب التصوير وللأسف أحترفه أنا..فلم تكن هناك صورة لدي إلا وهو يقف فيها برضاي أو دونه..!
لدي العديد من الصور التي تجمعنا منذ الطفولة..طبعاً لاوجود لرسيل في أي منها..!
رسيل أنتِ حقاً مزعجة، لازالت تختبئين في قلبي..!
ولازلت اجاهد أن لا أراكِ..!
المقهى، وأنتِ ودعتكم منذ فترة..إلا أنكِ كنت تختبئين في قلبي..فعدتِ معي!
واكابر متصفحكِ وأكرر بأني لست اراكِ..!
دقائق…
اختلستُ فيها ذاتي وتسللت عبري لأروي ظمأ القلب الفاقد لشيء لايمكله..!
-وحدهم البؤساء يفقدون دوماً شيئاً لايملكونه ويصنعون له المآتم ونخب الانكسارات…
الحب في نظري رهن تعلم مسبقاً انك لن تستطيع استعادة قلبك بفكه…فهو إن لم يكن مجموعة من الخيبات المؤلمة لن يكون الحلم السعيد إن ظلَ الحلم الأجمل..!
انتهى بي الحال هناك..
أوقفت سيارتي وأخرجت الكاميرا في كذب متواصل يفيد أنني أتيت للمقهى ذاته لألتقط صوراً لاغير..!
بدأ الوهم يسيطر علي،لتبدأ حماقات القلب بالعد العكسي..!
بدأت أتخيل أنها بعثت لي رسالة خاصة تفيد أنها أحبتني.. أو لا.. تفيد أنها اكتشفت هويتي..أو لا ….ومزيداً من أو… سَجَلت دخولي للمنتدى والكاميرا بيدي كشاهد مظلوم!
اسابق أنفاسي، تتأرجح الظنون أمامي،ويرقص توتري كشيطان رجيم!
تتحول عيناي فجأة كطائرة تبحث عن مهبط..!
وتجده…أجد أخيراً تعقيبها الخاص بي..
تركت أصابعي كمن لم يعد يشعر بها على لوحة المفاتيح، ثم التفت لأول وجه صادفني عامل مرتاح البال مشغول اليد..نقيضي تماماً.. يمسح الأرضية التي تمنيتها قلبي!
صرخت فيه قائلاً جملتين لم تتصل ببعض..لايهم فهو أساساً لايفهم العربية!
“عشآآني”
ذلك يفسر جملتها القائلة:”سأكتب لأجلكم”…
كَتَبَت هي ذلك لأجده الأقرب ليسعدني…رددت بلا وعي..تكتب لأجلنا…لأجلنا….
نعم أنا مجنون بها وسعيد جداً لأنها ستكتب لنا في رد خاص بي..
حضرتنا،وجودنا،كياننا…أي شي يخصنا..أنا وأنا..وأنا…..!
جننت كما لا أعتقد!
إذاً ماذا سيحدث لو قالت سأكتب لأجلك انت..!!
ساعات مرت واسمي يغفو على رصيف المنتدى..، بانتظار مرورها..!
وعقلي التحف العلم الأبيض..!
.-.
.-.
مضت تسعة أيام فقط.. أشبه بتسع شهور…
كنت منكبه على كتبي فليس بسبب الامتحانات..، لكن وحدها من يرفق بأفكاري..!
فقد كان يومي يمر…بلا جديد… وقلبي يدق…بلا جديد…
وحزني بي يزيد ويستزيد…
أتجاهل مازن ، أبتعد عن مكان وجوده لأنه لايصدق أن يراني حتى يقول شيء محرج،مزعج،وبين الاثنين!
ولا يمكنني سوى أن امضي لبقية الطريق باحثة عن ظل….فهذا يوم مشمس يمر..
وذاك آخر…
مساء اليوم ليس ضمن “المساءات السابقة”…فهو يسجل في مدونتي…. فقد أحدث تغييراً دون تغيير…!
أتيت من المدرسة وأنا متعبة واحمل شعوراً سيئاً تجاه الامتحان الذي قدمته هذا اليوم… رغم أنني قد استعددت له جيداً..
صليت الظهر…وأردت أن أنام..لكنني لم استطع..
بدأت اقرأ صحيفة الأمس…أو ربما قبله..لايهم فالأحداث تبقى أحداث…لاتتغير إن كنت قرأتها اليوم أم حتى غداً..!
عندها فكرت بأن انزل لتناول الغداء…لست جائعة لكن لأفعل شيئاً..
-ربما كنت متأخرة….
وجدت الجميع يتناول طعامه ومازن أيضاً….
خرجت من المكان وأنا آمل بأن أحداً لم يراني….لكن..
خالتي تبعتي
بدت تتحدث عن مازن وعن طيبه وكرمه..وانه يستطيع أن يتناول غداءه مع والده ..إن أردت العمر بأكمله لأجد أنا الراحة…!!!
كنت ابتسم لما تقوله وكأنني أقول مالجديد هذا اليوم..ولمَ تحدثيني هكذا..!
إلا أن الجديد كان جديداً على عالمي بأكمله..
- قالت:
-”وانا اقول لو تشيلين الحجاب وتريحين نفسك أنا مايرضيني أشوفك كذا كنك غريبه”
خطر في بالي دانه مباشرةً..أحسنت الظن بخالتي فقد تكون انتبهت لنظرات دانه المشفقة قبل فترة هنا..
-”خالتي الله مايرضى وماما مستحيل توافق”
ضحكت خالتي ثم قالت:
-”كنتي صغيرة والحين انتي تعرفين وتقدرين تاخذين راحتك بالبيت وتشيلين الحجاب”
نظرت إليها بتعجب..فلم أفهم حتى الآن إلى أن أضافت:
-”اكيد فهمتي يصير بينكم رابط بالحلال…ويصير البيت بيتك”
بقيت احدق بها وكلَي مصعوق بالفكرة الجديدة!!
ربما علق تفكيري لأمرين..
-الاول الذي أدهشني حتى السكوت..رابط الحلال ذاك..!
-والآخر الذي صفعني حتى البكاء…”يصير البيت بيتك”
أي ذل شعرته بتلك الجملة التي شغلتني عن الأمر الأهم.. وجعلتني أتمنى التلاشي..والفرار إلى حيث لا أدري..
قفز سؤال لم أتردد في النطق به:
-”هو قالك؟”
ابتسمت خالتي وكأنها تعني اموراً لاوجود لها..!
“ايه قالي وهو يبيك من زمان”
سحبت بعضي وخرجت لغرفتي….
ما أتعسه من يوم……وما أتسعه من نوم….وما أتعسه حظ….
الم يحلو لي الغداء إلا هذا اليوم..!
جلست على السرير والتصقت بأقصاه في محاولة الابتعاد قدر الإمكان…
فأنا أتزوج مازن الذي هو مازن لاغير..!
والذي يريدني منذ زمن..دون علمي…
أيعتقد أنني أميل إليه..كأن احبه أكثر من أخٍ لي ..! أم أن الحب حديث لايؤمنون به في واقع حياتهم..!
أم انه..
نعم..
رباه بالطبع لمى… ربما بنى كل ذلك أثر موقفنا ذلك اليوم…
ربما يعتقد أنني احبه،أو أود حبه…!
لم اكره غيرك في حياتي يابنة خالتي البذيئة..أكرهك كرهي للحياة التي خبأت امي..!
فها أنتي تسلبين حياتي..كغيابها..!
دقائق وخرجت من غرفتي أريد أن اسمع من خالتي أي شيء يؤكد لي ماقالته، أو يبين لي أنها دعابة غير مضحكة..!
بالقرب من الصالة سمعت مازن يضحك وهو يقول لخالتي:
“ادري بتوافق”
ما ان سمعت ذلك ركضت لغرفتي..أقفلت الباب قفلتين…وكأني أقفل على الموضوع بأكمله.. لأنام متظاهرة أن لاشيء حدث،ولن يحدث!
.-.
.-.
.-.
لم يبق الكثير على الإجازة..
هاهي الأيام تمر..تعبرني دون أن تراني..
خالتي..لم تذكر لي الموضوع مرة اخرى… وأنا لم افكر بما سأجيبها..!
اليوم كان هنا ضيوف، وما أن رحلوا ابتسمت لي خالتي وهي تقول:
-”ندري انك مانتي رافضه الزواج ولا انتي مخيبه ظننا فيك…”
هكذا قالت الجملة كاملة…ولم ابدِ أي تجاوب..لتضيف:
“بتكون خطبة مبدئية والزواج يتحدد بعدين…مابقى شي والسنة تخلص وتتخرجين…ولا تبغين الملكة الحين؟؟”
أخذت انظر إليها بلا أي شعور…
ثم حركت رأسي بالنفي..وكأنني أطرد كل مايحدث أمامي..
-”خلاص براحتك الحين…واذا تخرجتي يصير خير…”
ثم وقفت وقبلتني مباركة لي الزواج…وخرجت من المكان….
بقيت مدة أعي ما أنا فيه..تساءلت كثيراً
-أأحد سمعني اخبرها بموافقتي..
-أأستطيع الرفض..!!
خطوة واخرى يتعاونون على إيصالي غرفتي..
صفعت بالباب خلفي فبدى رنين الغرفة نواح مكتوم لأجلي، إذن..حتى غرفتي تعلم بذلك..!
وأنا لا أعي شيئاً..!
جلست على طرف السرير لأفهم أن هناك مكان للسقوط دائماً..!
أنا.. ليست لدي الجرأة لأرفض هكذا…وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..!
لا استطيع عض اليد التي أكرمتني…وأرفض ابنها الغالي..كل أملها..!
لكن…أيجب أن يكون رد الإحسان بزواج كهذا..!
كيف تمحورت حياتي في هذا المكان..!
أنا لا استطيع الزواج..لا استطيع
لجميع الأسباب…لا استطيع..!
أتكون هذه نهاية قصتي..!!
أتموت سيدة الحرية قبل أن تولد فيني..!!
هل حقاً…..لا استطيــــــــع….!!
.
.
بالغد صادفت مازن…قال مسرعاً قبل هروبي
-” رسوولتي لحظة”
أجبته دون التفات:
-”اسمي رسيل”
-”ههه طيب كي حالك؟”
رددت على مضض:-”بخير”
-”تستحين مني؟”
ماذا يحسب نفسه..إني اشمئز منك.. وابتسامتك هذه تغضبني حقاً..
مضيت وأنا اسمعه يقول عن بعد:
-”لازم تصيرين خطيبتي رسمي يعني”
لم استغرب جرأته.. ولا رضى خالتي.. ولا كوني سأتقيأ اشمئزازي بعبارته!!
صعدت غرفتي ضاربة بأقدامي العتبات..أشعر أنني مع كل خطوة للأعلى اختنق..!
أصعد أكثر بحثاً عن الهواء،وعكس قوانين الحياة أجدني اختنق كلما اتجهت للأعلى…وينفد الهواء وينهار جزء من جسدي خلفي
إن حدث هذا الزواج فلا بد لهم من تجميعي..!
صفعت الباب خلفي بقوة وهذا ماعتدت عليه مؤخراً…فقط لأعي أن مايحدث على واقعي حقيقي، فيتألم الباب فوراً.. وأبكي..!
هدأت قليلاً
“لن أتزوجك”
قلتها بتحدي وأنا احاول الاتصال ببدر…ولحس الحظ أن هاتفه مغلق…
تراجعت مسرعة، فلا اريد أن اشغل باله الآن…
سيحين الوقت قريباً..!
أخذت نفساً عميقاً وأنا احدق في شكلي عبر المرآة…
شعرت بان كل شيء حينها يواصل التحديق بي ،الأضواء تنظر ساخرة،والأرض تغمض عينيها مستسلمة، والستائر تنوي احتضاني،كل شيء يخاطبني تلك اللحظة..
خُيًل لي أيضاً أن شخصاً ما أيضاً يحدق من بين سنوات…شعرت أنني سأبكي وأنا أتخيل أمي، وبدر وهو غاضب كما أبي..!
مرت علي مواقف قديمة جميعها فيها بدر غاضب…. وعمر أيضاً مرني وهو في صفي…
فلم يغضبني يوماً ولم يرضى أن أغضب لسبب ما..كثيراً مايشبه بدري..!
لو كان احد منهم هنا الآن لم أكن لأخضع لخوفي..
لكن الحقيقة مؤلمة، والزواج حددته خالتي وامي الاخرى..! وأنا وحدي والأشياء نتحدث عن مستقبلي..!
وهذه المرة الاولى التي أراني ابدأ بطي الماضي لأبدأ بتفكيري بالمستقبل…
لأنه بدا مرعباً…وخطواتي لم أعد احصيها..!
.
.
تماسكت حتى المساء، فعندما غربت الشمس أحسست بالبكاء…
أخذت ابكي وأبكي علً عيناي تتورم فلا يستسيغني مازن..!
.
.
رغم كل تلك الدموع،لم استطيع تفريغ الشحنات التي حملتها فقط هذا اليوم..والتي آذتني حتى الآن والتفّت فوق صدري دون أن اختنق..!
أمسكت القلم كمن يمسك إبرة، وغرسته في الورق محاولة حقن أفكار اخرى، مارست التمريض الورقي ساعة اخرى..
قرأت الجزء الأخير الذي كتبته عن بائعة الحزن..
شعرت حينها بالمفاجأة…وكأنني اكتشف أنني كنت اكتب نفسي..!
أو ربما كان مفترض أن أكون القارئة الأصدق لقصتي، والكاتبة الكاذبة لقصة بدت تصبح قصتي..!
ازددت بالكتابة عنها لأفرغ حزني،ولا عجب أنها باحترافية معتادة تملأني من جديد..!
توقفت هذه المعركة عندما طرق باب غرفتي..
كانت لمى…
“تطلب إحدى الكراسي”…
كالعادة لاتكفي مقاعدها لذلك العدد من الصديقات الفاشلات..كما هو حالها..!
أو المعجبات كما سمعت أخيراً..!!
دخلت وأخذته دون أن اجيب بالموافقة…وقالت قبل خروجها
“متى افتك منك بس”
.
.
حينها انتابتني حالة نهم للحروف….
أخذت اقضم الحروف واحداً تلو الآخر…حرف ارميه وحرف ارفعه وحرف اكتبه وحرف يكتبني…
اثر هذه المعركة وجدت نفسي قد كتبت أسوأ جزء في قصتي…
كانت فيه بائعة الحزن تقطر حزناً وتتلاشى كيوم آخر..!
تقف تحت المطر بلون أطراف جديد صبغه برد الشتاء الأخير.. وكأنها أبت أن تبتعد قبل أن تتضح بصمته على جسدها المرتعش..
المكان خالياً..الجميع يلتف في منزله يدفئ جسده…
لاتجد خلفها سوى جدار طلاه الثلج..لتمد له إصبع يهتز رجفة برد..
وتكتب ناحتةً الثلج كمن يؤرخ نفسه بأثر نجمة في السماء..ترحل مجدداً..!
وتكتب:-”لا أحد يقتلني”
-لا أحد يقتلني….
-لا رجل ولا امرأة وحتى الحزن ولا البرد…
-لا احد يستطيع قتلي..
-لأني الآن سأموت..!
وكان المطر الوحيد الذي بكاها….!
_النهاية_
غير آبهة بما كتبت…نزل هذا الجزء كما هو…!
ولم ادخل ذاك المنتدى ليومين…هرباً مما كتبت..!
.-.
.-.
..عـ ـمـ ـر..
الأيام تمضي وأنا عبثاً احاول العودة لطبيعتي…فمذ رأيتها مجدداً استيقظت فيني وهي تزيد إلحافاً بالاستيقاظ..!
كانت تغفو،احبها كالقمر يكفيني رؤيته حتى عندما أغمض حتى عيناي.. إفاقتها فاقت كل توقعاتي.. حياتي لم تعد حقاً حياتي..!
بل كل موقف يمرني أصبح لايفاجئني، وكل ضحكة تخرج مني أصبحت ناقصة… وكل الأيام وعجباً أصبحت رسيل محوراً لها.. وانا لازلت أدور…وذلك شيء اكرهه..
أن اتخذ لحياتي محوراً شاهقاً امضي الأيام أدور حوله يجعلني كـ مغفل.!
ولم استطع التوقف…وأنا الذي لم أعجز عن شيء في حياتي… أجدني الآن اعجز عن مجرد طيف!
-كنت عندما أتحدث مع بدر..قبل أن انهي المكالمة أحاول اختلاق أي موضوع ذا صلة بها.. وفي كل مرة لا افلح بمعرفة شيء..!
كان أملي الوحيد مراقبة ملفها الشخصي بالمنتدى..، فهو صلتي الوحيدة بها التي لاتصلني..!
قبل يومين كتبت الجزء الأخير..وخرجت ولم تعد..
راقبت مراراً وتكراراً آخر نشاط لها…
كان جزء لم احبه ، حروفه كانت تضغط على قلبي بألم..
وكأن شيئاً فيها يصدقٍ ويموت..!
كان تعقيبي عليه مختلفاً عما سبق، لأني أردت بذلك لفت انتباه أخير..!
وجرعة أخرى تضخ لي الأمل بالحياة..ولو كان مفعولها مؤقتاً..!
-رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.. أنا لا استطيع أن اكتب جملة كاملة فصيحة..!
لم افرق بعد بين الألف والياء المقصورة..، والهاء والتاء تبدوان كأختين بالنسبة لي..!
فتشت في عدد من المواقع..وتعبت مني محركات البحث…اريد شيئاً جميلاً انسخه لأفخر به عندها!
وكل ما استطعت أن اكتبه…مقطع قصيدة ربما سيعجبها..!
حتى انني لا اعرف التنسيق…!
.,.
عبثاً ما اكتب سيدتي
إحساسي أكبر من لغتي
وشعوري نحوك يتخطى..
صوتي يتخطى حنجرتي.. نزار قباني
.,.
وتعبت كثيراً في البحث عن الكسرة”لنحوك” ولم أجدها في النهاية..
لاأحد يضحك فأنا أريد الدخول لهذا العالم..لأسبابي..!
ثم أضفت بعد ذلك..
“قصة حزينة وجميلة حتى النهاية كنت قارئ متابع منذ البداية وانتظر قصة جديدة لك
شكراً لروائعك”
اصطفت الكلمات في سطر واحد وكأنني أخاف أن يقرأها احد…لأختم حديثي
“ماني لاحد”
.
.
دانه أخبرتني هذا اليوم في المدرسة، أن قصتي لاقت إعجاب أشخاص كثيرون في ذالك المنتدى…رغم أنها حزينة إلا أن حزنها جميل…كما أخبرتني..!
عندما عدت للمنزل كنت افكر إذن حياتي جميلة رغم الحزن!!
لم استطع مقاومة الفضول سجلت دخولي….
وخرجت لي نافذة تعلمني بوجود ثلاث رسائل خاصة…
أهملتها كعادتي واتجهت لقصتي…
وجدت العديد من الردود…
جميعهم يثنون على ما كتبت ولو بعبارة
“رائع ننتظر القادم”
لا يهمني استنساخ رد..بدرجة إثبات وجود صاحبه…
عدا أن رد كان بالأمس على ما اعتقد
من ذاك المتابع ” ماني لاحد”
لفت انتباهي بتنسيقه الغريب…!
عبارة بخط كبير واخرى بخط صغير وثالثه بخط متوسط…وكتبت بلونين متشابهين..
وكأن طفل قد عبث بها..!
لكنني كنت اقرأ باهتمام لما كتب فيها…
أسعدني رده..
قصيدة انتقاها بذوق جميل،إذن إعجابه بقصتي يمنح لي قارئاً مميزاً..!
أجبت الجميع بالشكر والعرفان…وقبل أن اغلق الصفحة فوجئت بتعقيب جديد…من ذلك الشخص
“السلام واهلاً بعودتك مرة اخرى..شكراً لردك وكنت بسأل لك قصة ثانية؟”
انه لايزال يتواجد في قصتي إذاً…إنه يستحق أن اكتب له قصة اخرى..ولو كان لوحده… لكنني أجبته دون أن ابعثها له:
نعم لدي قصة اخرى..ولكن الواقع سيكتبها إن تزوجت مازن.!!!
لم اعقب وخرجت بعد أن عاد مازن لواقعي….
.
.
خرجت من المنتدى وأنا الشغوف لرؤيتها.. خرجت وأنا استقر في صفحتها أكثر مما استقر قرب عائلتي..
وجدت نفسي ارسل لها رسالة خاصة…
العنوان: عسى ماشر؟؟؟
النص: السلام ليش مارديتي على سؤالي؟ ماتدرين كم لي موجود انتظر ردك؟
وصار غيابك كثير عن المنتدى ان شالله تكونين بخير
واسف على الازعاج..مشكورة”
أرسلتها قبل ان اراجع ماكتبت حتى.!
كنت متضايق وسعيد وألف شعور وشعور يجتاحني حينها..!
والخوف من ردها..أكثر ما اشعر به!
.-.
.-.
دانه اليوم في منزلي..طلبت منها المجيء لحديث شق على نفسي فأردت البوح علني ارتاح..
بعد أن صعدت لغرفتي، أغلقت الباب ونزعت حجابي ولمحت نظراتها كالسابقة لأبدأ بموضوعي
.-.
-”مازن خطبني”
قفزت بسعادة وقامت بتهنئتي…
قلت لها وأنا أجلس
-”وتشوفين انه خبر زين”
قالت بسرعة ربما دون تفكير:
-”اكيد احسن حل عالاقل تاخذين راحتك بدون حجاب”
ازداد حزني من تصريحها بالإشفاق علي..فقامت بتغيير الموضوع مباشرة إلى شخص مازن..
-”مازن طيب وخلوق ويكفي انه يحبك ..ماراح تلقين احسن منه وافقي بس”
-” شتقولين انا مستحيل اتزوجه..انتي ماتعرفينه أكثر مني.. بعدين عشانه ساعدك بخصوص خطيبك قلتي طيب وخلوق”
-”ليش شفيه؟”
-”مافيه شي بس انا ماحبه”
اقتربت مني بسرعة وحركت يديها أمام عيني وهي تقول:
-”انتي…لايكون تحبين غيره؟”
-”روحي زين ههههه “
-”ههههه اجل تقولين ماحبه…لاتقولين لخالتك بتشك فيك”
-”اصلاً ماقدرت اقول شي للحين..حتى بدري ماقلتله”
-”وش بتسوين؟ لازم تقولين لبدر”
-”اذا جا بقوله كلها شهر ونخلص الامتحانات”
.-.
بعد ان رحلت دانه اتجهت لسريري لأنام، لكني عدت لقصتي لأرى الجديد..
فخرجت لي تلك النوافذ المزعجة بالنسبة لي..
قرأت أول رسالة، ثم الثانية وحتى الأخيرة..
لا أدري لمَ انتابتني حالة ضحك غريبة…أغلقت الجهاز وقررت أن أرد عليه لاحقاً..
ولاحقاً لم تأتي أبداً..!
تلك الليلة وصلتني رسالة أيضاً من بدر على هاتفي يخبرني أن عمي يريد زيارتي.. رؤية عمي ازعاج لن استطيع احتماله..!
.-.
.-.
.-.
بعد مدة..
-”لا افا عليك ان بغيت من الحين انا بالمطار”
ضحك بدر-”ايه ابيك من الحين بالمطار”
-”شوف النذل! هههه المهم متى بالضبط رحلتك؟”
-”بعد يومين الساعه اربع المساء.. رسيل طارت من الفرحة يوم قلتلها”
استيقظت كل حواسي مع ذكر اسمها..أردت المزيد سألته:
-”متى قلتلها؟”
-”قبل شوي..وقلتلها تجهز أغراضها لانا بنرجع بيتنا على طول”
أضفت عدة كلمات، وأنهيت المكالمة بسرعة، وأنا افكر كيف سأخبره بخصوص المنزل… ربما يجدر بس أن اصمت
وسأرسل السائق وزوجته غداً لينظفوا المنزل..
..×..///..×..///..×..///..×.
عندما أرى الزمن يمضي سريعاً…وأنا قد أنهيت دراستي أخيراً
لا أشعر أن جسدي تغير،ولا عقلي تغير،ولا امي غائبة..
رغم أن كل شيء تغيَر.. وحلمها بان تراني انهي دراستي تحقق، ولم يتحقق..!
أي أنا أصبحت كبيرة أستطيع أن أصل لفتحة المنظار العالية للحياة… أكره الحزن الذي لازمني…وربما سيكون مع تضحيتي الكبيرة أضخم واكبر!
بالغد ربما أكون مقيَدة بزواج سيسلب حريتي التي لم أجدها..!
أألوم خالتي، أم اخي ، أم المسمى ابي..! أم حياتي كلها…!
إننا نقرأ الحياة بشكل خاطئ ثم نقول انها تخدعنا..!! طاغور
Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×..

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم  
قديم 02-08-10, 08:17 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
حَاتمِيّة العَطآءْ

البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 151969
المشاركات: 40,316
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسيبوح قلم عضو ماسي
نقاط التقييم: 6598

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوح قلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

14

كنت أقف أمامي..!
وأشعر أن إحدانا تعلو الأُخرى..،تلك تقف بثبات والأخرى توشك على الطيران
ونتحدث بصوت واحد،نتبادل التهاني بهذا الخبر السعيد
منذ أنهيت المكالمة من بدر وأنا لا افعل شيئا سوى التفكير بأنني سأتحرر قريباً من الكابوس الذي بدأ يرعبني…،وبالطبع لن يكون سوى خطوبتي من مازن
أبلج الأمل الكبير جزء من حياتي، عندما أخرجت الحقيبة المخبأة أسفل سريري
سريري يخبئ كل شيء..!
حقيبتي،وأقلامي،وأحلامي،وذكرياتي أيضاً ..الأشياء التي نظنها خرساء تتكلم أحياناً بلغة لانفهمها..ربما تكون أكثر فصاحة منا ونحن من نظن أننا بلغنا منطق الطير بجنون الغطرسة.!
أوضب أغراضي منشغلة بها حتى لااسمع لحديث الأشياء حولي، وأفكاري توضب بعضها بالبطء ذاته
احاول تركيز حياتي بالفراغ البسيط الذي يقطن بين يداي،والذي يفترشه رداء ترددت بأخذه معي،أيجب أن أبقيه أم آخذه..!
وتنهال علي الأسئلة السخيفة التي شغلتني عن كبائر الأمور، يالعقلي المجهد يجيب في كل مرة بسؤال..!
لاادري لمَ أحسست وأنا اسحب الحقيبة خلفي بأنني هاربة..!
قبلت رأس خالتي كمن يتقدم باعتذار..!
ودعتها لأخرج بحثاً عن السائق الذي سيحررني!
وكلمات خالتي الأخيرة كانت ترن في أذني كجرس إنذار لمدينة سكانها ميتون..!
-”ترجعين وانتي عروس ان شاءالله”
جزء مني بسيط جداً..، كان يعتقد أن تلك الحرية في صورة لها، وأنني تخلصت مما لا أريد ..لا كأن اقتربت منه جداً..!
تتسع ابتسامته أمامي..تتحرك إحدى يديه ويفتح باب سيارته الأمامي وهو يقول:
-”انا بوصلك”
اتجه لمقعده وأغلق الباب بانتظاري…
-مازن..!
باب أمامي أيضاً..صبراً الهي …أيظن أنني سأستقل المقعد الأمامي ..بجانبه!
أنظر ملياً..
لاخيار أمامي، فهو يصر على أن يبعدني عنه بطريقة يجهلها… أسعدتني تلك الفكرة
وجعلتني أغلق الباب الأمامي واجلس بالخلف وأنا أفكر بالسبب هنا
لن يكون سوى خالتي
-مسكينة..تبدوا جادة..!
هو يتكلم كثيراً،يتحدث عن كل شيء وأنا صامته
حديثه إزعاج كبير،وصمتي بالنسبة له حياء!
-”كم بتقعدين؟”
إذ انه سؤال فلا بد من إجابته
-”مدري”
-”بتوحشيني”
ثم أضاف:
-”بس مابخليك تشتاقين لي.. بجيك كل يوم”
أضاف أيضاً بأسلوب أخر لم أعهده فيه:
-”اذا صدق بتشتاقين”
ربما أحسست بعبارته يأس…وربما لا..
لم يعد يهمني ها نحن نصل
عندما وصلنا رأيت منزلي والباب مفتوح، نزل مازن قبلي ليخرج حقيبتي.. وتوجه للداخل ووضعها ثم قال:
-”اجل تآمرين بشي”
قلت بابتسامة ليست بسببه أبداً بل لأنني سعيدة بأني عندما أخطوا للأمام أكثر سأتخلص منه
-”مع السلامة”
والتفت لأدخل فتوقفت عند رؤيتي لعمر الجالس عن بعد،والذي لاشيء يفعله سوى النظر إلينا..!
عدلت ملامح وجهي كأن أزلت الابتسامة السابقة،وآثار المفاجأة الحالية..ورأيت مازن يتقدم إليه ليُسلًم عليه..أو ليسْلَم منه!
كان بإمكاني رؤية الغضب الذي غطى ملامحه..
-مازن الويل لك لو فقد صبره..! ألم يكن بإمكانك السلامة من غضبه!
بينما انا اشفق على مازن من عمر لم ادري انني لم سأعاني من غضبه أيضاً..!
-”وين بدر؟”
اجابه عمر بتلك الصلابة وهو يوزع نظراته في كل مكان إلا وجه مازن،ربما حتى لايفلت صبره!
-”طالع”
-”خلاص سلملي عليه”
-”يوصل الله يسلمك”
وعاد مازن ليخرج فلمحني لاازال أقف..فكأنه انتبه إلى شيء وعاد ليجلس على إحدى عتبات الدرج
تصرفه الغريب دفعني الى سؤاله:
-”وش فيك؟”
أجابني:
-”ولاشي انتظر بدر”
-”طيب تفضل داخل”
كنت أتحدث إلى مازن مولية عمر ظهري، لكني اقسم بأن نظراته الصاخبة فجرت أذني فلم انتبه لما رد علي به مازن
-”منت داخل؟”
كررت السؤال لأني لم انتبه لجوابه فقال
-” اذا جا بدر طلعت”
لم يكن في بالي سوى تفسير واحد،وهو نيته في رؤيته لسفر بدر وغيابه
حقيبتي الثقيلة أخذت أسحبها للداخل
رجلين هنا ولا أحد يفكر بمساعدتي..حقاً انهم…!
عندما مررت بعمر..كان يجب علي ان ارفع الحقيبة لأتخطى الدرجات،وهو ينظر لي بلا نية للمساعدة
في قرارة نفسي كنت اود ان اقول شيئاً له..
-كأن يكون،هو أصر على إحضاري،أو أين بدر؟، أو كيف حالك..!
لكني قلت
-”ترفعها ؟”
نظر إلى الحقيبة ثم إليّ ثم تقدم وابعدت يدي عن الحقيبة، فأمسك بها ورفعها
ومضيت للداخل دون التفاتة أخيرة للجو المشحون خلفي!
لم يأتي بدر،هاتفه مغلق
خرجت ولم يكن على دخولي سوى دقائق، سألت عمر
-”وين بدر”
-”الحين بيجي”
بدأت اقلق على بدر، لكنني لسبب ما أخذت ادقق في ملامح عمر هذه المرة
يستند على الحائط وكأن الحائط من يستند عليه..!
حاجب معقود،ويد ممسك بها عنقه وكان عنقه امتلأ حنق فسد مجرى تنفسه!
لم اتمنى حينها الا وان اعرف السبب الذي بينه وبين الجالس عن بعد منشغل بجهازه المحمول!
قلت حينها:
-”مازن اذا جا بدر بقوله يمر عليك بكره”
بمعنى آخر اذهب لمنزلك..، بريئة انا حد الطفولة لم ادري بما كان يدور في رأسيّ هذان الشخصان
الا عندما رد مازن بذلك البرود
-”اروح واخليك مع هذا”
انعطفت أفكاري جميعها شمالاً،نظرت الى عمر الذي يحافظ على مظهره دون أي انفعال آخر..
ربما هو يعلم قصده منذ البداية..!
أطلت النظر بـ عمر وكأنه سيفسر لي ماقيل قبل دقائق، التفت الي عمر فلا ادري لمَ ازدادت دقات قلبي
أهي خوف،ام لا ادري سوى انني تراجعت للداخل بعد ان قال لي
-”ادخلي”
بدر في توقيت جداً مناسب اراه يدخل وانا اشاركهم بعينين خلف الباب
وعمر الذي اقترب من مازن محافظاً على بروده وهو يقول
-”مافهمت وش قصدك؟”
وقف مازن وصافح بدر وسأله عن حاله هارباً من عمر واسئته
.-.
.-.
بعد ان ذهبت لمغسلة ملابس قريبة مررت بمطعم قريب واحضرت عشاء لنا
رأيت سيارة غريبة أمام المنزل لم اكن اعلم انها لمازن ، وعندما فوجئت به هالني عمر بكل تفاصيله!
كان سيقتل مازن لو تأخرت قليلاً..!
تداركت الوضع وأخرجت مازن بنية السؤال عن خالتي والجميع، وغادر مباشرة!
-”وش فيك؟”
رد عمر بتنهد وقال
-”حسبي الله عليه”
-”تعال ندخل”
-”اسبقني وبجيك..على فكرة هو اللي جايب اختك”
اختي..يبدو أنني نسيت أمرها تماماً بسبب ماحصل
كانت تجلس على الكرسي الاقرب لباب الصالة،وعينيها شاهقة وتنبئ عن الف تعجب!
.-.
.-.
لم تكن لي نية في معاتبتها على حضورها معه، ولم اسألها ماذا حصل قبل حضوري
لأن عمر اجابني فقط بـ :
-”بس قهرني اسلوبه المهم ماعليك قول وش سالفة الرقم هذاك هههه”
كنت على يقين انه لم يكن مقتصراً على اسلوبه، فما كان يتضح اكبر من ذلك..
الجهل في بعض الامور افضل بالتاكيد
.-.
.-.
-كرهت مازن اكثر لا لوقاحته بالكلام، لكن بما قاله عن عمر
وذلك اخرجني من طريقة تفكير صغيرة كما كنا سابقاً..وهو وسع مدركاتي
حتى انني شعرت بالخجل!
وانا امر بتلك الافكار العصيبة جائتني رسالة من مازن: يخبرني فيها ان اتصل به حالما يخرج بدر
أمران يستطيعان استفزازي..احداهما انه يحتفظ برقم هاتفي..والآخر انه يظن أنه اقرب لي من عمر..!
-عمر اعرفه أكثر منك، ولايملك أفكار ملوثه كالتي تسكنك!
وهو يعاملني كاخته لا كأنت..لم تستطع ان تكون ابن خالتي فقط!!
.-.
.-.
تناولنا العشاء وحظينا بليلة جميلة في منزلنا الأروع في هذا العالم..كما أكرر ذلك بنفسي!
عندما اخذت اعيد ترتيب غرفتي، وافرغ المهم من امتعتي، اتحاشى الذكريات والتفكير بما حدث اليوم
احس بالذنب لأجل عمر..، ولكن مازن هو خطيبي..!
وذلك شيء لااستطيع التخلص منه حتى وان علم بدر
عند هذا الحد من الاستسلام شعرت بشيء ينزف في احشائي ، وسيدة الحرية تلك لن تأتي أبداً..!
حتى أحلامي بدأت تنزف،لم أتصور يوماً ان الحرية هي حياتي التي عشتها، ولم اكن لأتخيل انني قد اتمنى ان تكون حريتي كقيودي الآن..كي لااتزوج!
غداً سأخبر بدر..
وبهذه العبارة شعرت بها تمطر ماءً مالحاً داخل حنجرتي،،والتحف الخيبة الأخيرة كما ظننتها..،وأنام..!
شيء يتكرر في داخلي كـ حلم، لاأدري أين مرني!
(لاترفعي لحديقة الأحلام سقفاً … دوحة الأحلام كافرة بناموس السقوف)..!
.-.
.-.
السابعة مساء الغد
هاتفي يواصل الرنين،رقم مازن يطل في شاشتي مرة بعد اخرى، سبع محاولات للاتصال بي أصبحت تقرفني وترعبني في آن واحد
وعندما ازدادت المحاولات قررت الإجابة
-”نعم؟”
كنت مندفعة على وشك ان اصرخ به فيسمعني بدر
-”هلا رسيل”
-”ليش تتصل؟”
-”بطمئن على خطيبتي”
-”اذا اتصلت مرة ثانية …”
ثم قطعت بقية الجملة..كنت سأقول سأقطع صلتي بك،فتذكرت انه ابن خالتي، وكنت سأقول سأرفض خطبتك فتذكرت انني لم اوافق بعد..!
وكنت سأقول سأخبر بدر..فتذكرت انه لايعلم شيئاً…
أحياناً نجد انفسنا محاطين بكم هائل من الاسئلة والاجابات في الوقت الذي لانستطيع لعب الكلمات المتقاطعة،ولا ايصال المدن بالعواصم..ولا التمييز بين حلم ووهم..!
-”رسيل خمس دقايق وانا عندكم افتحي الباب”
اقفلت الخط بسرعة ،منذهلة!
-يكايدني بلا شك..لن يأتي..!
أسبق حضورة واخبئ بيدي اعتراف واتجه لبدر، أشعر ان الطريق طويل،والصف امامي طويل وانا أجيد التاخير كـ حرة لاتملك ساعة يد..!
أملي لأتخطى الدقائق القادمة متصلاً بمزاج الوقت،والوقت جزء في داخلي مؤقت للانفجار..
بخطوات ميتة وقلب ينبض عن شخصين لاامل لموتهما أجدني أقف أمام بدر واخبره
-”مازن جاي بالطريق”
ينظر إلي دون أن افهم ملامحه،أهو مشمئز أم غاضب،أم حائر!
اختفت الشجاعة التي أوصلتني هنا..فتبعتها للخارج
-”رسيل”
قالها بصوت جعلني افسر ان الاحتمالات الثلاثة لشعوره اجتمعت في آن واحد وهو يقول:
-”بأي صفة يتصل عليك”
توقفت.. صرخ غبائي لأضغط على الهاتف بيدي ، توقعت ان ينطق بأي شيء الا ذلك
نظرت اليه احسست ببجاحة خطأي، واحس هو بخوفي لذا قال
-”رسيل انا ما اشك فيك لكن حتى لو كان مثل اخوك، ماتوصل انه يكلمك بالجوال ..رسيل هذا غلط”
وشاشة هاتفي تتراقص برقمه امام بدر الذي قال:
-”بروح افتح له”
الهي..اعني..امنحني الجرأة..ارحمني..فهذا بدري إلا ظن السوء وانا الأمر لم يعد بيدي..
إن اخبره مازن فحتماً لن اساوي شيئاً..وان اخبرته الآن سيعي انني خشيت ان يخبره
-وكلما ازدادت رنة الهاتف ازداد توتري..وكلانا يعمل على الصامت..!
-”بدر”
التفت لي واقتربت قليلاً..استنشقت دفعة من الهواء كفيلة لضخ الكلمات الصعبة
ازداد تركيزة وكأنه بحاجة حقاً لفهم مايدور هنا…قلت قبل ان اتراجع
-”هو الحين..خطيبي”
عندما أصبح بدر يقلب حروفي أمام عيني انسحبت لأقرب غرفة صادفتني وأغلقت الباب تاركة خلفي اقرب شخص لي مذهول
أصابعي تأكل أصابعي،أجاهد ألا أقضم أظافري وأنا أفكر بما يحدث بالأسفل
هل مازن جاء ليستعجل زفافنا!!
طرق الباب قفزت ليدخل بدري وهو يقول:
-”سلم وراح..وانا طالع الحين”
لم أتمنى يوماً بان يكون لدي فم آخر كما هي لدي عينين،إن أُجهدت تلك تناوبها الاخرى..
كما قد أُخرس لساني وسقم المبرر،أين من يناوبه هو..!
يفاجئني البكاء بعد أن إلتهم كل مبرراتي، شيء وحيد توقعت أن يقوله بدر
:لن تتزوجي منه…
رغم استسلامي الكبير منذ الأمس إلا أنني وضعت جزءً من آمالي فوق أكتاف بدر، الذي يتهمني بإخفاء أمر كهذا عنه،ويتركني متأملة عرض كتفيه التي أسقطتا أحلامي..!
-التُهم التي نعتقد أنها تُهم باطلة لحظة غياب المنطق هي الأصدق دوماً بتهم ثابتة،ولاتشبه ابداً التهم التي نسمع بها بمنطق لبستني التهم!
أتحدث عن التهم وانا المخطئ الذي نظر اليه القاضي،والشاهد الذي لم يبلغ الرشد،والمظلوم الذي لم ينظر إليه احد..!
الآن بعد ان تجسدت حياتي كلها بخطوة تبرأت منها قدمي، شعرت بأن المنطق معلّم لم ادرس منه شيئاً في سنوات طلبي للحرية!
إن لم أتزوج من مازن سأتزوج من غيره،لم تخلق الحرية تاجاً بقياس رأسي..!
المنطق اخبرني بعد أن أجهشت بالبكاء، وألتف برأسي علم الأبيض، لحظات الاستسلام التي اعيشها الآن تجعلني كـ راهبة تحترف مهنتها،والأمل تدونه على انه يحضر دوماً بعد الوفاة..ولا تعلمه لأحد!
ماطلبه المنطق تلك اللحظات
ان أتخلى عن حلمي..لأن الحلم قيد..
بمجرد التخلي عن الأحلام …،ستكون تلك الحرية..!
-لمَ لاتسير الأمور كما كتبتها في مدونتي..!
.-.
.-.
أغلقت باب السيارة بقوة هزت جميع الأبواب الاخرى ، انتفض المساء أثر صوتها
تمالكت غضبي حتى هنا ،أخذت اضرب المقود بكلتا يدي،واركل الأرض تحتي
وأصرخ مراراً وتكراراً عل الصوت يبدد غضبي
لم استطع القيادة في ذلك الظرف المزعج حتى الجنون..أهو مازن يارسيل! مازن!!
تحركت بسيارتي حتى منزل عمر
-لااحد غيره سيفهم انزعاجي، بل سيشاركني به!
وأنا امشي للداخل كانت خطواتي ثقل آخر،وكأنني سأحطم كل شيء
إذن هي اخفت عني لأنه مازن..مازن..مازن تخاف رفضي له!
ازداد الضغط في داخلي اقتربت لأحدى المغاسل بالخارج وتقيأت حتى غضبي!
اتجهت لعتبة المدخل الرئيسي وجلست،قرحتي تتهيج آلامي تسبب لي صداع هنا..وعمر تأخر بالحضور
لم يكن من الصعب تذكر آخر مرة انتابتني هذه الآلام بهذا الشكل المؤسف،رحمك الله يا امي
-ان تزوجت منه فانا وحيد حتى ألقاك!
-”مرااحب يالشين ليش مارديت امـ….”
قطع جملته عندما رآني، ابتسمت حينها وقلت :
-”يله نطلع؟”
اقترب واخذ يطل بوجهي بغير تصديق
-”وش فيك بدرووه”
-”تعال نطلع الحين واقولك”
-”رسيل فيها شي قول “
“لابس معدتي شوي تدري”
-”اها انت اسبقني عالسيارة وانا بجيب لك حليب”
-كما يحدث سابقاً ،عمر لم ينسى شيئاً…وكأن علبة الحليب البارد التي يحضرها،مقتدياً بوالدتي ستريحني..وأن كانت كذلك!
سألته:-”وين نروح”
-”مقهى”
عمر مرتاب قليلاً يقود وهو ينظر إلي ويسألني
-”بجد وش فيك”
لم اجبه
ترجلنا من السيارة ونحن نمضي للداخل قلت لعمر
-”مازن بيتزوج”
توقف عمر ثم ضحك طويلاً فقال:
-”لاتقول هذا اللي مضايقك ههههههه خلاص ابشر اذا تبغى نزوجك اليوم ههه”
لم استطع مجاراته بالضحك قلت
-”ياخي يصير له اللي يصير ماهمني”
-”بدر وش السالفه بالضبط..تراك قلقتني.. ولا اقول لايكون حان على اللي بياخذها ههههه “
هنا لم يكن بإمكاني سوى الضحك..والضحك بهستيريه حتى قلت له قبل أن اسبقه لداخل المقهى
-” بيتزوج اختي”
.-.
.-.
.-.
على عكسي تماماً، ربما لان الموضوع لايعنيه ضل صامتاً بالداخل بعد أن اخرج سيجارته وضل يدخنها بشكل عجيب
ربما انزاح نصف غضبي عندما أخبرته، وكأن ردة فعله أيضاً لها دور في تهدئتي
-”تصور صار كل شي بدون لاتقول لي اكيد لانها تدري اني اعتبره ولاشي الا تدري اني اكرهه وماطيقه وتدري انه …(ضربت بكفي الطاولة فسقطت علبة سجائرة) وش اسوي”
عمر ضل صامتاً وانحنيت لأجلب العلبة،ركزت النظر إليها شعرت أنني اشتهي تجربتها لربما كما في التلفاز ستحرق همومي !
انقضت يداه على علبته أخذها مني وقال
-”مجنون انت”
-”انا ماقلت بدخن واصير مثلك”
استمر بالتدخين لأقول
-”انت قايل بجربها وصار لك كم شهر تدخن”
لم يعقب وكان همومي كلها أصبحت فيه!
-”خلاص بطل تدخين”
قلتها بحزم ،ربما كانت كأمر ..، وربما كان كمن لم يسمعني، أخذت سيجارة واحدة منه وأشعلتها
وقف عمر وأطفأها مع سيجارته وقال
-”مجنون أنت هذا وفيك قرحه”
مرت دقائق وكل منا خلا في جوه..كنت اريد من عمر ان يخفف من غضبي إذ بي قلق عليه!
ربما موضوع السجائر جعل منه في حال كهذه!
-”ليش اتركه؟”
فاجأني بقوله ذلك،وأكد لي ان ذلك مايزعجه
-”عشان نفسك وعشان اللي حولك”
تنهدت مراراً لأطفئ الغضب في داخلي او ربما لأشعله، فأنا احمل خبراً أكثر حرقة من سيجارتك، وانت تتحدث عن اصبعك الحادي عشر وكأنه لايعنيك!
جئت بي لتخفف حزني،وعدت بك لأداري حزنك..، لمَ دوماً نتقاسم الطريق..!
.-.
.-.
كان هاتفي مغلق،وعقلي مغلق،وأبواب الدنيا أراها أمامي تغلق…
فتح بدر الباب
-”وين رحت”
-”قريب”
ومر بجانبي وجلس في الصالة، أحضرت له كاس ماء وشربه ثم قال:
-”تبين شي؟”
بدا لي الأمر كأنني عبأته بالطاقة فتحرك لسانه، قلت
-”ليش تكره مازن؟”
وضع الكأس الذي أظن أنه لو لم يشربه لسكب محتواه في وجهي!
-”ليش وافقتي؟ ليش تتصرفين على كيفك”
في وقت كنت انتظر إجابة فاجأني سؤال حامل بآخر..!
ليس لدي لكلاهما اجابة، فأنا حتى لااذكر موافقتي لأبتكر سبباً..!
كل شي يجري كانسياب أدمعي
-”اذا ارتحت بنتكلم بالموضوع..بروح انام الحين..وخل في بالك رايك اهم من أي شي بالدنيا”
.-.
صعدت لتنام..، عبارتها الاخيرة تخبرني أنه ان لم اوافق فلن تتزوج منه…كما اعتقد وأثق أيضاً.. لكن كرهي له قد يوافق حبها!
.-.
.-.
بالغد..
كنت مليئة بالنشاط وكأن الأمس لم يعكر صفو حياتي،..
القيت نظرة على هاتفي فلم اجد رقم مازن
-تراه نال توبيخاً من بدر،أم تهديداً أم … لايهم
-”تغديت؟”
-”لا “
ثم اضاف:
-”جايب غدا”
بالطبع اعلم انه بالمطبخ لكني سألت:
-”وينه؟”
-”بالمطبخ”
-”خالتي بترسل رينا اليوم”
-”وش رينا؟”
عندها ضحكت،وضحك بدوره..فكأنه يعلم من خادمات خالتي!
-”طيب بنجلس هنا حتى الدراسة صح؟”
-”ان شاءالله..وبرمضان بنروح لخالتي”
-”علشان تاكل؟”
-”هههه ليش تعرفين تطبخين؟”
-”ايه..مو لازم مقليات ومشويات كل أي شي مو لازم نروح لخالتي”
-”ههههه اصلاً مو عشان الاكل بس انا وعدت خالتي عشان كذا وافقت انك تجين”
ثم اضاف:
-”ماتبين تشوفين ابن الخاله المحترم”
احسست ان سؤاله يرمي لمعنى اكبر،جوابه سيغطي موضوع الخطبة باكمله
-”يؤ مابقى شي على رمضان وماشريت لبس العيد”
-”هههههه منتي صاحية..المهم لازم نروح لابوي قبل رمضان عشان لاننشغل”
ودار نقاش آخر عن ابي ، لابد من زيارته فهو لن يزورنا.. وقد كنت احتاج لتغيير جوي هذا، وبدر أيضاً.. لذا اتفقنا ان نذهب بعد يومين من هذا
-بدر يشبهني في امور كثيرة، إلا في مسألة الرضا!
عندما اغضب استمر أياماً لااضحك معه، أما هو فيوم واحد كفيل له بتهدئة الأمور…وأنا كثيراً حب ذلك فيه
وأتمنى لو أنني اشبهه!
.-.
.-.
.-.
بعد الغداء كان بدر منشغل بهاتفه، مرت ساعتين ذهب لصلاة العصر وعاد وهو يتصل ويعاود الاتصال
عندما أذن المغرب قال لي
-”بروح اصلي وبمر على عمر مايرد علي”
دانه ستأتي هذا اليوم ،سأستقبلها لتودعني!
ليس لدي الكثير لأفعله فكل شيء يبدو مرتبا لسفرنا بالغد،وحتى الوقت يمر بكل هدوء كخطوات محسوبة ،فلاشيء غير مرتب هذا المساء
لم يتبقى سوى مظهري قضيت دقائق اعيد ترتيبه لأكون متناسقة مع بقية الأشياء حولي
ارتديت ابسط مالدي ورتبت شعري كما ملامحي
تنهدت وأنا ابتسم اخرجت ملمع الشفاه الجديد وأطلت النظر إليه
-لايبدوا انه يغير شيئا،انه كحياتي بريق دون لون،وعندما يزول لن يذكره أحد
-لو كنت اسطورة..هل سأكون عندها سيدة الحرية..أم العكس!
العكس اصح كما تعتقد آمالي الكبيرة
وبدات بالتفكير عن الحرية كما لو أنني لم استسلم بالأمس للمنطق..!
جميل أن اكون امرأة..ولي استثناء بالرجوع في كلمتي..!
نزلت بعد ان سمعت صوت بدر،لقد عاد بسرعة
-”وش صار؟”
قال وهو يشاهد التلفاز
-”ولا شي رد وانا بالسيارة وقال بيجي”
-”دانه اف منها تأخرت”
رن الجرس
-”الطيب عند ذكره ههه”
فتحت الباب عن طريق جهاز التحكم بالداخل وانطلقت مسرعة لاستقبلها
-خطأي الوحيد أنني لم اكرر الجملة التي كررتها منذ طفولتي في جهاز التحكم،والتي لم احتاجها كما احتجتها الآن للسؤال :من بالخارج!
فقط عندما علقت إحدى قدماي في الهواء والأخرى قبل أن تنزل الدرجة التي تليها.. كما علقت الحروف في إحدى حلقات حنجرتي…فقط عرفت أنني مخطئة..وانه عمر لادانه!
الكلمة العالقة والتي كانت ستكون:”طولتي”..، بدأت تسد مجرى تنفسي شيئاً فشيئاً
.
.
-لمنزلنا أربع درجات أسفل الباب الداخلي والتي تصلنا مباشرة لثلاثة أمتار للباب الخارجي الذي فتحته من الداخل قبل دقائق
لأنني لم اشك أبداً بأن يكون الداخل غير دانه،فقد كدت اقفز الدرجات، وظهرت له كما كنت قبل سنوات!
ثانيتين فقط من الوقت الذي كنت اجاريه بحصيلة من التفسيرات التي لم أعي منها شيئاً
عالقة بين ارض وسماء،عيناي تتسع حتى تكاد لاتبصر..عقلي يجهد حتى لايكاد يميز..!
بأنه كان هو… صدمني بقوة،لتتوفى بقية التساؤلات!
أُذناي تتسلق الصدى حتى تكاد تنفجر والضغط في ثانيته الخامسة، لولا رحمة ربي لي ببدر لانفجرت
-”رسيل”
جفلت كلي بصوته،وانكسرت العين التي حدقت بي طويلاً،وشعرت بها دون رؤية
تلتصق خطواتي بمصدر الصوت،فيفيق جسدي ويركلني للداخل!
لم أكن اعلم ان الخطى تشترك مع العقل ببطء الاستيعاب..!
.-.
.-.
بدر:
-”حياك”
شيء في داخلي غاضب جداً من رؤيتك لها،أخبرك أن تدخل دون أي شعور على ملامحي..
-”بجيب الشاهي واجي”
قلت له ذلك كي ابتعد قليلاً،ولأترك عمر قليلاً،ولأرى رسيل!
.-.
كنت في غرفتي،أنظر للمرآة!
أتأمل ملامحي المرعوبة
كان يقف أمامي بكل إزعاج،ويحدق بي بكل قلة أدب!
ممسكاً بشيء بيده لم أميزه…أو ربما لم يكن ممسكاً بشيء!
رآني هكذا..!
عندها فقط،،لم يعد كل شيء مرتب كما ظننت!
لا المساء ولا شعوري ولا مظهري..!
وانا من كنت احس بالذنب لأجله بالامس…من يظن نفسه..من يظن نفسه!!
إثر كلماتي شعرت بالمدينة في داخلي حقاً تحترق،وجزء من ضحايا تخرج من عيناي..
فأبكي…أبكي لأنه عمر..لو كان شخصاً آخر لما غضبت…
كان بإمكانه ان يغض بصره، بالطبع هو الآن يقارن بيني وبين طفولتي..!
أحمق..
لمَ رأيتني..!
عدت للمرآة مرة اخرى..إذن تلك الصورة التي رآني بها.. أتراه مايقول عني الآن..!
-وماذا يهمني في ذلك…
أي شعور يصيبني الآن..!
قلبي رعباً يدق،وأصابعي تنسجم مع الدقات لتظهرها على الكرسي..لمَ لم يخلقوا معنى لشعوري..،كلمة الخص بها هذا الانفعال..!
أين من يظنون أنفسهم فاهمون في الأدب واللغات…ألم تخلق أي لغة كلمة لشعوري هذا!
إنهم حقيرون، وهو كذلك حقير وقليل أدب..
-كانت لحظة غضب/جنون/لم أستعد تركيزي بعد..وانتقل من حدث لمطالبة، أتراه وقت جيد للمطالبة بكلمة،ولوم اللغات..!
كثيراً ماتداهمنا الأفكار عندما نخلو بحدث، الحروف كأنها تغار..!
-”رسيل افتحي”
عندما كان بدر يقف امام باب غرفتي،فقدت كل المشاعر السابقة وبقي لي الخجل..
اشعر بخجل شديد منه، لم افتح الباب
-”انزلي بكلمك..وترى دانه جت”
أخبرت دانه ان تصعد لغرفتي، استقبلتها قبل السلام
-”عمر شافني تو”
-”ههههه طيب واذا كل يوم يشوفك”
-”لامو كل يوم ولا كذا بشكلي ولبسي ولا قاعد يناظر بكل بجاحه”
وضعت قبله صغيرة على خدي وهي تقول ضاحكة
-”أي ماعليك منه..المهم كيف استعداداتك للسفر”
بدأت أعيد ترتيب الأمور من جديد، وتخلصت تقريباً من الموقف هذا اليوم لكني لم اتخلص من احتقاري له!
ماقالته دانه قبل خروجها-”انتبهي على نفسك لاتخلين احد يهمك هالكثر وتروحين فيها”
ربما لم افهم ماقالته مباشرة…لكني شيئاً فشيئاً أبتلع الكلمة،واشعر بألم بسيط في داخلي!
كشيء يتحرك في صدري..!
-” ثلاث ايام ان شاءالله”
اجبت عمر بعد ان سألني وربما هي المرة الثالثة التي يسألني السؤال ذاته،وأجيبه بكل ملل!
ثم صمت قليلاً، منذ أيام لم يكن على طبعه المعروف..هناك شيء ما يضايقه لايريد إعلامي به
-”اقول عمر وش فيك؟”
-”ها..مافيني شي..ليش؟”
-”ثلاث مرات تعيد نفس السؤال ولاتسمع جوابي..ولاهي اول مرة من كم يوم منت عاجبني”
-”ههههههههه تكفين يمه مافيني شي خليني “
-”ههههههه مالت عليك والي يقلق عشانك..المهم خلنا نطلع نتعشى”
-”لا انا متغدي متأخر..خلاص الحين بروح والظهر بمرك أوصلكم المطار”
-”لامايحتاج ماتقصر بس بروح بسيارتي عشان اوقفها”
-”بكيفك بس بعد بمر هههه”
هو ذا يعود لطبيعته،لكن موضوع مازن لازال يقلقني..وخاصة بعد ان أخبرته أن لايتصل بها ولا يأتي إلا بعد أن يصبح الموضوع جدي..وأنني لم أوافق بعد!
.-.
.-.
لا الأرض ارضي،ولا السماء سمائي
لا الحزن حزني، ولا الدموع عزائي
لاقيتها ..كأن حظي قد أفاق إذن..!
أو كأن ربي قد أجاب دعائي..!
ضغطت على أسناني كثيراً كي يغلق فمي فلا اقهقه بسعادة مجنونة أما بدر!
كنت جالسا قربه لكن جسدي يطير!
كنت افتح موضوعاً لأتركه يتحدث فأختبئ خلف ماحدث هذا اليوم!
الآن أسير بسرعة تقص الشوارع أمامي،وكأنني متجه للقمر.. كل الأشياء حولي لاتصلها عيناي، نظراتي نحو الأفق
انه الحلم حتماً..إنها رسيل بالتأكيد!
أنني متيم بها،الدقائق التي تمر الآن تزيد من شغفي بها، مولع بها حد الفرح،حد الحزن..!
قلبي به نهر جاري كلما يصعد يحدث بي رعشة، وعندما ينزل يهوي على ماحدث
فأزيد من السرعة ويبتلعني الطريق ويدق قلبي كما لم يدق بحبها!
بعد كل ذلك…لن يلومني احد…
بأن لي عين عاصية..وقلبي ارتكب الخطيئة
وسأتوجه لكل محراب وسأدعو تكراراً أن أراها مجدداً ،وبصفة اخرى..ولاتتزوج من أحد..غيري!
الأيام السابقة كنت أشهد تألم قلبي،واليوم اشعر به ينتعش رغم انه لاجديد له..!
-عندما اتصل بي بدر كنت قريباً من المنزل..لذا اتيت مباشرة.. لكن الحظ أبى الا ان يكون بجانبي، تشبثت نظراتي بها دون نية للعودة معي..!
لم يكن من الذكاء أن اعرف انهار سيل..!
بحكم رجولتي أثق ان نظرة واحدة كفيلة برسمها ووشمها داخل ذاكرتي..^
كنت كمن يقف تحت المطر متحدياً الشمس، وكانت كمن يغرقه المطر منتظر الجفاف !
تمنيت التقاط الصورة لا لأني مصور..! ولا لأنها رسيل، بل لأنها لحظة ارتباك اهتز لها أي شعور!
-عادت شهيتي للحياة،وهنأت قلبي على بساطته…!
.-.
.-.
.-.
الظهر..،
حقائبي كحياتي، مستعدة دائماً للرحيل
احب الرحلات البرية، إلا ان بدر اخبرني انها ليست نزهة،بل تأدية واجب!
مررت بالمجلس لأغلق الانوار وجدت مطفأة سجائر على الطاولة..!
يبدو انه يدلل أصابعه في منزلنا..ازداد حنقي منه، تذكرت الأمس وودت لو أكسر مطفأته فوق رأسه!
.-.
.-.
بالمطار
وأنا اتجه للطائرة،وخطواتي تستأذن ذلك الممر الطويل الضيق لأستقل كرسي لايطل على شيء
ويجلس بدر بجانبي قرب النافذة
-عندما كنت طفلة،كنت لااسمح لأحد بسبقي للجلوس قرب النافذة،لأن الاطلاع والاكتشاف والفضول هما ألعابي الفضلة
والآن وأنا لازلت بحاجة للاطلاع إلا أنني لم اعد أهوى ذلك اللعب،وكرهت النوافذ
- الأماكن التي تستدرجنا للسقوط..دائماً تكون مُطلة..!
ابتلع ريقي وأغمض عيناي واشد من قوتي لأمنح قوتي أملاً آخر للحياة، وكأن إمساكي بالمقعد سيزيد من تماسك الطائرة وهي تقلع الآن..!
لم أكن أخاف أن تترك قدماي الأرض رغم أنني كنت أحب الأرض لحبي للحياة ، والآن بعد ان كرهت الحياة كرهت أن أموت معلقة بين ارض وسماء… تلك اللحظات الأنسب لاعترف للحياة أنني لازلت احبها لكنني بدلاً عن ذلك اعترفت لبدري أنني احب البقاء هنا
-”احب اعيش هنا ..بالجو”
رغم مادار في رأسي قبل ثواني ألا أن المكان بدأ يعجبني بشدة!
جذبني الخوف فيه،والقلق فيه، والأمل فيه
ربما لأنني فقدت إحساس الحزن فشيء ما.. كان لايحتمل وجوده
-”الحمدلله بس ههههه الارض نعمه ههه”
هذا ماقاله بدر
-”ههههه بالعكس الجو أحسن..أحس اني طايره “
وكلما تزداد الطائرة بالعلو يزداد حبي للبقاء هنا،شعور بأنني أطير كان يغلفني يجعل مني حمامة بيضاء لاتملك قدمين حتى لاتضطر للسير مجدداً..!
إحساس بالنشوة، إحساس بأنني سأصل للقمر بعد دقائق!
إحساسي أن لاشيء يقيدني سوى حزام اربطه كي لايفقدوني عندما تطأ الطائرة غيمة عجوز تنام في الطريق..!
يجعلني ادقق في هذا العالم العجيب.. مزاجي أصبح بالفعل حمامة لاشيء غير جميل هنا
انه أشبه بالحرية التي لم أرها يوماً… الحرية الوحيدة التي استطيع أن أشبه الأشياء فيها منذ طفولتي رغم أننا لم نتقابل يوماً..!
اخلع الحزام وكأنني اخلع آخر روحي من روحي وانتقل من زمن لأخر وأطير حتى لم يعد هناك من يراني
-”اربطي حزامك يالخبله بطيرين يعني هههههه”
-”اسكت يضايق الحزام “
-”ههههه طيب اسمعيني ركزي معي شوي”
-”وشو؟”
-”مرت ابوي يمكن تطلب منك طلب..وانا شبه متأكد عشان كذا أي طلب تطلبه ارفضي مباشرة”
-”طيب”
لااملك فضولاً الآن فإحساسي أن هذا المكان حيث تقطن الحرية يلبسني ثوباً جديداً، بل ريشاً جديداً..!!
وانتشي.!
عندما لامست الأرض من جديد، وكأنني كنت أطير سنوات طويلة لا دقائق قصيرة
واستمريت اندب حظ حريتي، واكتشفت أنني احبها منذ زمن بدرجة واحدة وبانتعاش واحد،وبرهبة وشوق ثابتين..
ربما كان قلبي محكماً بحب الحرية لاغير..، اختياري الأفضل حيث أنني سأقابل حظي لاحقاً..!
.-.
.-.
هذا منزل والدي
التفت لرسيل
-”رسيل لاتنسين اللي قلت لك”
-”أي بس ليش؟”
كنت حائراً لكن سيارة واقفة أمام المنزل جعلتني اقر بأن من الأفضل أن اخبرها
-”هذي سيارة رامي عبدالعزيز التي تقرين له بالجريدة”
نظرت باندهاش ثم قالت:
-”يسكن معهم؟”
قلت بسخرية-”لا هو درا ان عياله بيجون اللي هم احنا.. وسبقنا عشان يستقبلنا..وانا عندهم قبل كان مايمر يوم الا وهو جاي حتى يجيني بالجامعه مع خادمه”
-”ماشاءالله عليك”
فوجئت بردها،فهي معجبة بما قلت يضايقني فيه
-”ومرت ابوي تفكر تخطب له..انتبهي لو فتحت معاك الموضوع ووافقتي”
ضحكت، ثم قالت
-” احسن من مازن عالاقل مثقف ويعجبني بكتاباته”
غضبت منها فكلتا الفرصتين سيئتين لي..وستكون لها
-”قلت لاتفكرين”
-”بدر عالاقل اعيش عند ابوي ومعك هنا.. بالرياض من لي خالتي وولدها الي مابغى اتزوجه”
انفعالها وضح لي انفعال صادق، وصراحة لم تكن تريد إخباري بها..
إذن هي لاتريد الزواج من مازن..أسعدني ذلك لكني توقفت طويلاً دون المضي خلفها للداخل، ولا إضافة أي شيء يستحق النطق
آلمني جداً حلمها البسيط بالعيش تحت كنف والدي..وغيابي لدراسة اقترحها هو يبدو آلمها كثيراً..!
.-.
لااريد مناقشة نفسي بما قلت، أخذت انظر للفناء الخارجي للمنزل
سبقتني أفكاري للباب الكبير لتدقق بالموجودين ، التفت لأرى أين بدر
فـ تركزت عيناي على كرسي في الحديقة الأمامية أبي جالس وواضع يديه على كتفي زوجته ويتحدثان بشيء لااستطيع سماعه
التفت على بدر فرأيت اشمئزاز على وجهه وهو يقول
-”مراهق فالخمسين..استغفرالله بس”
وتقدم للداخل فتبعته
.-.
بعد أن تبادلنا السلام والأخبار وتناولنا العشاء اتجهت لغرفتي
أبي لايبدوا سعيداً جداً بحضورنا، وزوجته غير مبالية بشيء، وبدري يبدو غاضباً من لاشيء..!
وانا لم افرغ حقيبتي على أمل العودة باكراً..!
.-.
الغداء اليوم على شرف حضورنا،كثير من النساء يرتشفن القهوة بغيبة ونميمة ،ويحلّون بالشفقة الواضحة لأجلي..،
أنا اليوم اكبر من شفقتهم، وكلما زاد عمري ازددت كرهاً لشفقتهم وحاجة لأمي..!
-اماه..ما أكثر مانتعثر في خطانا مذ رحلتي..!
من يخرس أعينهم المحدقة،ويفرغهم ليساووا عقولهم.. ألا يوجد حديث لايخص غيرهم ليتحدثوا به..ألا يوجد شيء غيري ليحدقوا به!
-”اسيل كيف حالك؟”
رفعت رأسي للصوت الجديد الذي يخاطبني إذ بها امرأة ترتدي ألوان لاتليق بعمرها
قلت لها: -”اسمي رسيل”
عدت بنظراتي لحيث كنت
جلست بجانبي وبدأت تتحدث عن كل شيء، حتى بدأ صوتها يزعجني، فاستأذنت للذهاب
لكنها قالت لي
-”انا ام رامي”
عندها تذكرت ماقاله بدر، يبدوا ماقاله صحيحاً
حركت رأسي بالإيجاب وذهبت للداخل
شيء فيني يفضل ابنها على مازن، يريد مني العودة علَها ظنون بدر تصدق وتخطبني..!
إلا أنني لا اريد الزواج حتماً
-فقط لأنني تخرجت من الثانوية،في عيون النساء اللاتي كـ هن قبل قليل.. أصبحت شيء ناقص حتى يزوجونني لأكمل صفة الفناجيل..!
وأنا ربما اخطب مرة ثانية..! مابال بعض النسوة لايفكرن سوى بالأعراس!
.-.
.-.
عندما كنت أتصفح الصحيفة في الصالة العلوية، أطلت النظر بالجزء الخاص به
رامي عبد العزيز ذلك الاسم الذي لايصلح سوى لورقة كتابة.. يملك عمود لايحوي صورته
فكرت به لأجدني ارفض ذلك..وارفضه كثيراً…
-رغم أنني حينها لم أتذكر أبداً إعاقته الجسدية..!
.-.
.-.
بالغد قررت تقديم رحلتنا للإياب، ولم يطلب منا أحداً البقاء، بل أنني لم أرى أحداً عقب الغداء ذاك..
وابنتها التي اذكرها لم أراها ابداً.. وهي من المفترض ان تكون اختي!
مررنا بالبحر لأن موعد رحلتنا ليس الآن.. اشترالي بدر بعض المثلجات وعدت اركض للبحر وألوث قدمي وكأن لامطار بانتظاري
عدت سنوات وأنا ارمي كل ثقيل يتعبني بالبحر،وبدر أيضاً.. رغم انني على ثقة اننا هنا الآن لأنه لسبب ما مشفق علي أكثر من نفسه!
اتجهنا للمطار…لنتحرر منهم ومن المدينة
لأن البحر حساس،كنت رقيقة..!
ولأن البحر باكٍ…كنت اختنق لأجله..!
تبدو لي المدينة كلها تبكي قبل قليل وأنا وحدي اضحك وامرح وأبدل حذائي بآخر..كما أصبحت اتقن تبديل المزاج ،
سنعود لأرضنا الجافة،التي لاتبكي بسهولة، وعندما تبكي فإنها تزهر الارض..قوية كما هو أبي..!
لكن ابي لايبكي، ولاشيء يزهر عند لقائه!
جلست انتظر وانظر للمدينة الحزينة المغلفة بالدمع، ليمنحنا رغبة جامحة بالبكاء..
وتلك الرطوبة تجعلني قابلة للانزلاق والانقشاع والذوبان أيضاً..!
أثناء فترة انتظارنا..لسبب ما تأخرت الرحلة
شعرت بحديث مطول مع المدينة، كانت لاتشبه الرياض
فهذه أحكي لها وتبكيني وتلك اشكي لها وتعلمني القوة!
المملكة فصول لمدرسة واحدة،وأنا مللت التعلم، ليتني استقل طائرة توصلني للنجوم…أو دول جاهلة لاتعلمنا شيئاً حتى أجوائها..!
.-.
.-.
قرب الساعة العاشرة كنا بالمنزل، أنا لم افتح هاتفي بعد ان أغلقته بالطائرة
وتبين لي ان بدر أيضاً فعل ذلك..،
كان اتصال خالتي على هاتف المنزل هو ما أكد لي
-”وصلتوا؟”
بالطبع حياتنا مليئة بالأسئلة الغبية التي نضطر للإجابة عليها، كما نضر للسؤال عنها
-”ايه تونا واصلين”
-”كيف حالكم”
-”بخير الحمدلله”
-”وين بدر”
-”بغرفته”
-”ايه…”
أقلقني صوتها، لكنها قالت
-”طيب بكرة تعالوا تغدوا عندنا”
-”خالتي وش رايك تجين احسن”
-”خلاص بجيب الغداء واجي مو القاكم نايمين”
-”ههههه ان شاءالله”
تذكرت يوماً سابقاً أصررنا عليها بالقدوم، ولم نستيقظ إلا بعد ذهابها
تذكر مواقف مثل تلك أبهجتني، وجعلتني افقد القلق الذي شعرت به من خلال حديثها
لسبب ما.. وللأجواء الهادئة التي تسبق رمضان..شعرت أنني سعيدة
تفاءلت مرة اخرى،للحياة،وللحرية!
.-.
.-.
أعدت سماعة الهاتف إلى مكانها..وأنا مشتاقة حقاً للصغيرة ابنة اختي المتوفاة
كنت اريد محادثة بدر لأخبره بشيء لن يعجبه، لكني غيرت رأيي
عندما تذكرت انه قد يغضب..وان غضب فسيخرج،وعندما تلتقي النيران ستحترق المدينة!
-لابد ان اذهب له فانا متأكدة انه لن يتقبله بسهولة
..×..///..×..///..×..///..×.
حذار من التوهم بأن إشعال شمعة واحدة خير ألف مرة من لعن الظلام !
حذار من لعن الظلام ! وحذار من إشعال شمعة ! فالشمعة ( في هذا الزمن الرديء ) لم تعد تكفي وسط إعصار ليل القهر الذي يكاد يلفنا ..
صار إشعال الشمعة فعل تخدير , كمن يداوي الشلل بقرص من الفيتامين .
كمن يعطي جريحا ما قرصا من ( الفاليوم ) كي يتخدر وينزف دمه كله قبل أن يصحو , دون أن يضمد له جراحه أو يحدد موقعها على الأقل !(غادة السمان)
الحرية الوهم الاجمل، الذي لأجله ارفع شعار لاحذار..!
مصيبة ان تكبر معي تلك الكلمة،وتتسع معانيها بشكل اكبر مما اتصوره
اليوم أتصدقون ماذا مر في بالي…أنني أسافر هاربة فقط لأصور بالقرب من تمثال الحرية، ليبدوا الشاهد لسيادتي المزعومة..!!
كلما ازداد ضغط الحياة حولي،ارغب باشعال المزيد من الشموع..، وكلما أشعلت المزيد أرغب في لعن الظلام.!

 
 

 

عرض البوم صور بوح قلم  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سيدة الحرية للكاتبة رحيل, سيدة الحرية،رواية سيدة الحرية
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية