لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-09, 07:03 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149672
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: قهوة! عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قهوة! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 





( 4 )

.ـ.

.ـ.
الساعة السابعة مساءً..

اليوم منذ الصباح..وأنا اجلس أمام التلفاز.. ولست مهتمة بما يعرض.. لأنني لا أجد ما يشغل وقتي..
والدتي الآن لديها ضيوف ولست مهتمة بالأمر... فهي اليوم وعلى غير العادة لم تجبرني بالسلام عليهم..!

.. ..

بعد تردد كبير تقبلت الفكرة التي راودتني منذ شهور..وأظن أن للفراغ دور في إقناعي بفكرتي..!

أولاً.. لابد من مكان هادئ..وغرفتي تفتقد للهدوء في هذا الوقت..!

إذن طالما أن بدر خارج المنزل الآن سأذهب إلى
(مجلس الرجال) فهو هادئ حتى السكون..!


أخذت معي عدة أقلام ودفاتر وكراسة رسم..وذهبت أنفذ فكرتي..
.ـ.
.ـ.
أمسكت بالقلم وكتبت "بسم الله الرحمن الرحيم"...وأخذت أزخرفها بعدة ألوان..!!!

بعد ذلك نظرت للسقف في محاولة فاشلة لجذب الكلمات...
أين موطن العبارات...! أين يجدها من يحتاج إليها..!

..

بعد نصف ساعة من عناء التفكير..والجهد الذهني العظيم..!
وضعت كل ما في مخيلتي الصغيرة على تلك الكراسة..
ورسمت أيضاً بعض الملامح الجميلة كجمال ما أفكر فيه..!!

قررت أن يكون اسمها..طبعاً وبلا تفكير..!


"سيَدة الحريَة"

لأن الفتاة..صورة محسنة لي.. ..!

مزقت العديد من الأوراق حتى بقيت الورقة التي اكتب بها الآن..
كانت الأوراق توشك أن تغطي المنطقة أمامي وأنا في حالة ولادة بطيئة للأفكار..!


لكن قطع عملية تجميع الأفكار تلك هو صوت الباب يفتح ببطء..

بدر-"رسيــل..!! وش تسوين.."

عمر-" افف شهالحوسه"

بمجرد استيعابي لوجود أشخاص غيري انقضضت على أوراق فجمعتها وأنا مرعوبة من موقفي..!


رفع بدر حاجبه تعجباً لتلك الأوراق وهو يقول:

"يعني نقول شاعره؟؟"

عمر بسخرية-"تكتب قصيده..واو خطير نزار قباني ههههه"

عندما ترجمت تلك الكلمات انطلقت مني الحروف صانعة
(هجوم مضاد)..!

" أولاً.. أنا ما أكتب قصيده..ثانياً.. أنا مو نزار قباني..ثالثاً.. والاهم ليش اكتب قصيدة واقعد ساعه اجمع الكلمات..وهو ما في احد يستاهل إني أكتب عشانه قصايد.."

تعجبوا مما نطقت به..فقد رأوا منحى آخر لتفكيري الصغير..!
فقال بدر متفلسفاً..وذلك لا يناسبه أبداً..!


"الشعراء مو كلهم يحبون...فيه ناس يصنعون لهم شخص في بالهم ويتخيلونه ويكتبون قصايد فيه..وهو بالطبيعه مو موجود"

يضيف عمر مؤكداً:
"صحيح اصنعي لك شخص فخيالك واكتبي..."

أضفت بتلك الجرأة:
"قلتلكم أنا ما اكتب قصيده...وبعدين أنا مو متخلفه أتخيل ناس وأتغزل فيهم..اشقالو لك..!"


جمعت الأوراق بسرعة وتوتر أريد الهروب ولكن..


بمجرد أن رأى بدر مني هذا التصرف سحب من تلك الأوراق آخر ورقه وعلامات الانتصار تعلو ملامحه ..

و"عمر" بجانبه يقرأ بدهشة!..


- ليس بيدي شيء..


- كُشفت أسراري..

- يا ترى أي ورقة الآن تقرءون..!

أفقت من أفكاري المتضاربة على أصوات ضحك قويه من كلاهما..


بدر-"ههه ياحليلك رسيلووه..قصة..ههه تكتبين قصة انتي..ههه"

عمر-"هههه اختك مو سهله ابد..عشان كذا انصحها لاتكتب مره ثانيه يعطونها عين الحساد..هههه"

بدر-"شوووف عمر..هههه..اسمها هذا ولا ويين.."

عمر-"هههه سيدة الحرية وينا في..مسجونه وحنا ماندري..هههه خلاص بطني ماتحمل ههه"

بدر-"هههههههه لا ما اقدر انا ههه اقرا تقول
(سوف يجي اليوم الذي ما أحد يتحكم فيني ...) هههههه رسيل
"سوف يجي ههههه وما أحد أو لا احد " ههه شوفي دروسك اصرف هههه"

عمر-"هههههههههه "
.. ..


- كل ذلك أمام عيني..!

- حطموا طموحي بتلك الضحكات..!

- قتلوا أفكاري بتلك الكلمات..!

- لن أدعهم أكثر يعبثون بأحلامي...

سحبت الورقة من بين يديه وجمعت أوراقي بغضب وقلت وأنا خارجة

ونظرات التعجب تلحق بي..!

- من طلب منكم تقييم أعمالي..!


"محد سألكم..مالكم شغل على الأقل أنا حاولت أحقق طموحي...مو مثلكم ماعندي إلا الضحك.."

عمر بسخرية:
"ومن قالك احنا ماعندنا طموح..طبعا وبفخر انا كابتن طيارة وبدر دكتور..بس ما.."

قاطعه:
بدر-" لحظه انتي شفيك عصبتي انتي من جد تكتبين قصة؟"

رسيل-"إيه..أكتب قصة ومحد بيقراها منكم.."

بدر بابتسامه-"أجل من بيقراها..؟"

رسيل-"اللي شجعني على إني اقضي وقت فراغي بشي مفيد.. والقصة شي مفيد.. الله يخليها لي مــامي"


عمر-"هههه اوكي وش تقصدين بالعنوان؟"

شعرت بأنني مهمة من هذا السؤال.!.
فقلت وتفكيري محدود..محدود جداً..


"إني أنا سيدة الحرية..."

عمر-"ماجبتي شي هذا العنوان"

(تورطت..!! أنا ما عرف من المعنى إلا هالجانب..ومو عارفه أوصله..)

"مالكم شغل..لا تلمحون تبون تقرونها.."

على صوت ضحكاتهم خرجت...وأنا غاضبة وإحساس بالفشل يتملكني لأصادف أمي فاخبرها بما حدث.. ..

أمي-"ماعليك منهم تراهم غيرانين منك.. انتي اكتبيها كلها وبقولك إذا حلوه ولا لا..!"

كانت تجاملني بذلك..ولكن المجاملة لا تقارن بالسخرية..
ولازلت اذكر كلماتها تلك التي لن تبرح ذاكرتي ماحييت...كما هو صوت ضحكاتهم الذي لايزال يسكن مسمعي...ويزيدني إحباطاً يتبعه إصرار..!

إذن سأكتب وأكتب..!




>>عندما امسك بالقلم..أغرق في بحور حبره..فلا أرى سوى روعة الحروف<<


Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×..

 
 

 

عرض البوم صور قهوة!  
قديم 17-09-09, 07:03 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149672
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: قهوة! عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قهوة! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




( 5 )




مضى شهر من هذه الإجازة ونحن نستمتع كثيراً...


وإذا سألتم عن أخبار قصتي فأبشركم أنني سوف أنهيها قريباً..
ولكن هناك جملة قالها بدر وعمر أحس بها تلاحقني كلما خلوت مع قلمي...
"اصنعي شخص في خيالك واكتبي"

لكنني لا أستطيع...سأصاب بالجنون...ولكن هل سأوقف كتاباتي حتى أرى ملهم قلمي...!


هل سأراه..!

هل تعتقدون ذلك..! أم أنها كلمات استهتار من بدر وعمر..!


لا أدري...


.ـ.
.ـ.
.ـ.

إذاً..

ماذا حدث في هذا الشهر..؟؟!


لا أذكر سوى أن بدر وعمر كلّ ما رأوني سخروا مني..

فـ بدر يناديني ب

"تشارلزديكنز"


وعمر بكل استخفاف يناديني ب

"في جعبتي حكاية"..!



وضحكاتهم تتعالى في المكان...!

أعترف لكم بأنني توقفت عدة أيام بسبب كلماتهم..أصبت بالعجز...ولكنني عدت لأكتب لأجل أن اثبت لوالدتي أنني استطيع..!
.ـ.
.ـ.

إذن وماذا حدث أيضاً...
.. ..

آه..نعم تذكرت قبل عشرة أيام في (عيد ميلادي) فقد أصبح عمري الآن الخامسة عشر..

العمر كله...!

لذا أتعلمون ما حدث في ذلك اليوم من ابنة خالتي "لمى"

أفضّل ألا أخبركم فقد أفسدت الحفلة بسبب كلماتها التي تكبر عمرها بكثير...!

كنت أفكر..!


ماذا لو علمت بأنني أكتب قصة..!




لا لا داعي.. فستبقى تسخر مني مدى الحياة...!


كما سخر غيرها..!
أخي الدكتور بدر..
عندما أقول الدكتور اضحك..اضحك بشدة..ليست ردة فعل لضحكه علي..بل لتساؤلي..
هل أصبحت مهنة الدكتور حلم من لم يحلم..هكذا فقط ..مجرد حرف الدال قبل اسمه..!
إن بدر مضحك جداً..انه حتى لا يحب المدرسة!!

أما عمر فكابتن طائرة...!
إنهم يملكون طموح اكبر منهم بكثير..ويستهزئون
ببساطة طموحي..!
ولكنني وحدي سأحقق حلمي..
انتظروا سيادتي للحرية..!

.ـ.
.ـ.
.ـ.

اليوم كنا سنخرج ولكن أمي مريضة..

حسب ما ذكرته لنا خالتي وماتذكره دوماً..انه فقط
(انخفاض في السكر)

"بدر..مو كن امي تأخرت"

كانت ملامحه متوترة وكأنه يخفي شيئاً ما...!

"مدري خايف يصير جاها شيء"

منذ الصباح وأنا أحس بانقباضه قلبي...وهاهي تتضاعف..

"فال الله ولا فالك ان شالله بتطلع مو اول مره"

..كنت أتمنى أن لا تصْدُق مخاوفي..

بدر-"بس هالمره طولت..من شهر وهي تعبانه"

"ادري بس خالتي تقول ..."

قاطعني وهو يرد على الهاتف بجانبه...

"ليش راحت عندكم.....طيب...الحين...شفيك خالتي...الله يسلمك..ان شالله الحين..لا لاتمرينا احنا بنجي...مع السلامه"


نظر إليّ وقد تغيرت ملامحه...وخيل لي انه وجهه أصبح اسوداً من الخوف...وكأن حالة استنفار للدماء علت وجهه..!

نفس العلامات زارت ملامحي..!

ليقول وهو يقف..وقد ابيضّت شفتاه رعباً..

"خالتي تصيح"


.ـ.
.ـ.
.ـ.


كل العلامات لا تبشّر بالخير...ازداد الخفقان بصدري..وازدادت دقات قلبي حتى نظرت ل بدر وأنا اكذّب تلك الملامح التي علت وجهه..والتي رآها بوجهي أيضاً..

وهو كذلك يحاول التكذيب...!
.ـ.
.ـ.

بالطريق للمنزل كنت أتضرع لله بالدعاء..أبكي رجاءَ..أتوسل إليه بان يشفي والدتي ويعيدها إلينا..

.. ..

وصلنا لمنزل خالتي..

أمسكت بيد بدر والرعشة تسري في جسدي كله..

أحسست ب أُذناي تفقدان شيئاً فشيئاً حاسة السمع..!

ولكن..

لم أرى أيّ سيارة بالقرب من الباب..! إذاً أين خالتي..!


الطريق من السيارة والباب الذي نعبره سابقاً بخطوات قليله..

هانحن نعبره شاقاً طويلاً تأبى أقدامنا التقدم..

نخاف الواقع...!

لا نريد أن نسمع ما سمعته من ظنوني المقلقة..

بدر ينتظر مني التقدم..

إحساس بدأ يتسلل إلى قلوبنا ليعتصرها ألماً..إحساس لا أتمناه لأحد..



إحساس بالفاجعة...!

.ـ.
.ـ.


أغلق بدر الباب بعد دخولنا للمنزل..
أخذت أرمي بنظراتي هنا وهناك.. بحثاً عن خالتي..

رأيت شفتا بدر تتحرك..
أظنه يتحدث إليّ..ولكني لا اسمع ماذا يقول..

هل فقدت حاسة السمع..؟

.ـ.
.ـ.
.ـ.

إنني أتحدث إلى رسيل ولكن ما بالها لا تجيب علي...!

" رسيل..ادخلي شوفي إذا فيه احد ولا لا..."

" رسيـــل.."

أصفر وجهها وبدا شاحباً لا يقل عن اصفرار وجهي بعد رؤيتي لها هكذا..

بدأت اشعر بآلام في معدتي شديدة..

يا الهي هل عادت علي آلام القرحة..في هذا الوقت..!!

رسيل لماذا لا تردين علي..!

أين امي..! صرخت من شدة خوفي على كلاهما

" رسيــــــــــــل.."


ولكن من أجابت صرختي هي خالتي...

"بدر تعال"

قالتها بصوت تخنقه العبرات...

لا أعلم كيف استطعت التقدم خطوة..

خطوة..!

خطوة تجر خطوة..!!

وكأنني أحسب الزمن..!!

وصلت إليها أخيراً وأذناي تستعدان لالتقاط أي حرف يصدر..

- عيناها مرهقتين..متورمتين من البكاء..

- هل أتخيل ذلك..أم أنها حقاً كانت تبكي..!

- لكن لما..!

طال سكوت خالتي لألتفت إلى رسيل التي لا تزال واقفة في مكانها .. لأسمع خالتي تقول:

"بدر حبيبي أمك بخير..
(استجمعت قواها لتضيف) زوجي هناك خليته يشوف الإجراءات عشان ينقلونها.. شوي حالتها خطيرة...وماندري شالسبب..
إن شاء الله بتطلع من العناية.."


-العناية...!

-حالتها خطيرة..!

-بخير..!

-ينقلونها..!

-شوي حلتها خطيرة..!



بدأت ترن تلك الكلمات في رأسي حتى خيّل لي أنها ستمزق طبلة أُذني...

"لا تخاف حبيبي .. أنا كنت عندها..بس جيت عشانكم وبرجع لها الحين"

وقبل أن أنطق بأنني سأذهب معها رن هاتفها..
.ـ.
.ـ.

لم تنطق حتى أهلاً...سمعت عدة كلمات وخيّل لي أن المتصل زوجها...
لتصرخ صرخة هزة ما كان ثابتاً فيني ليسقط هاتفها صريع ما سمعه..

لأبقى تلك اللحظة...كمن فقد إحساس...!

إحساس هرب من رعب الموقف...!

وفقدت أي قدرة للبحث عنه...

لم أصدق..فقط أخذت أبحث عن الأمل.. أخذت عيناي تدور بين سواد غطى المكان...وصراخ وبكاء...وكلمات لم أعد افهم معانيها...

صنع أمامي عالم غريب..كئيب..يلفه السواد..كل من يعيشون فيه شبه ميتين..عدى صراخهم الذي يصنع طريق للموت...!
كل ذلك صنع في أقل من ثواني...

لذا لن أعيش...دقائق وسأنضم لذلك العالم...ولكن دعوا قلبي يهدأ من رجفته..
وعقلي حتى يصدق..
ودموعي حتى تسيل..!

.ـ.
.ـ.
.ـ.

أنـــا..
كنت لا أزال واقفة في مكاني...

عندما سمعت صرخة خالتي التي اخترقت جدران الصمت بداخلي...
لتعيد لي حاسة السمع...وبقوة..!


لأرى خلف صراخها بدر الذي طوقته خالتي بذراعيها...

وأنا لا أزال أقف..!

بعد ثانية اخرى..
علمت بأنني لست على خارطة الكرة الأرضية...
تعطلت جميع وسائل اتصالي بالعالم الخارجي... !
أبعد من الصوت أبعد من الرؤية..أبعد من ترجمة أحاسيسي..أبعد من تصوير العالم.. !
تعطلت شاشات العرض لحياتي...

فسقطت...

مغمى علي..!



>>لحظات سوداء...لولا رحمة الله لرحل كل من فقد حبيب بعده...
..دقائق خارج ساعة الزمن...تمر فتفطر القلب وترحل.. ليعيش القلب ما تبقى من عمره بذلك الجرح..!
فأين الطبيب..!؟ <<


Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×..

 
 

 

عرض البوم صور قهوة!  
قديم 17-09-09, 07:05 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149672
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: قهوة! عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قهوة! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 





( 6 )


{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }"10الزمر"


.ـ.
.ـ.

لم تعد الأصوات كما كانت..ولا الألوان كما كانت..!
فقد أطلت دنيا غير التي كانت..!

الجميع أصبحوا كصورة..!
صورة التقطت قبل ظهور الألوان للتصوير..!
وضعت في برواز كسرت قاعدته...فاستغنت عنه جدران الزمن..!

أزيز البكاء سكن مسامعهم...واليأس افترش أرضية حياتهم...
لتفقد الدموع هيبة ظهورها....

يــارب...
ألهمنا الصبر..
أين الصبر..!


.ـ.

.ـ.

ملئت حقيبتها بالدموع والجروح والآهات...واكتفت بكمية الألم تلك...وقررت الرحيل...
لكن لن ترحل إلى الأبد..!
ولا تعلم متى ستعود..!
فكل ما تعلمه أنها زرعت حزنها خلف الغصون المنحنية...
والورود الذابلة..
لترحل....!
فوداعا أيام الحزن..أيام الفاجعة..!

أرجوكِ انه الوداع بلا لقاء..!

.ـ.

.ـ.

....غادرت تلك الأيام....ركبت قطار السنين...
لاضم الأمل والألم بين جروحي...
وأكتفي بأن..
أرفع عيناي للسماء...!

.ـ.
يوماً..بعد يوم...
مرت ثلاثون يوماً...
أترى ألا زال قبرها رطباً..!

لم تكن تفارقني دقيقة قبل ثلاثون يوماً...وبعدها...
لا أجدها حتى دقيقة..!

هل من يرحل لا يعود..!
في السابق كنت متيقنة من صحة هذه العبارة...ولكن الآن اشكك في صحتها...
هل هذا هو الأمل..!


امي..
هل أعيش فوق الأرض...وأنتِ تحتها..!
أخاف أن يكون هذا العقوق الذي درسته..قالت لي معلمتي ذات يوم أننا لابد أن نجلس تحت أقدامك لننال رضا الله..
هل أصبحتِ تحت تراب أطأه بأقدامي..!

خذيني مكانكِ..خذيني معكِ..أي شيء إلا أن أبقى وحدي هنا...
هل وصلت لمرحلة الهذيان...! هل حقاً ما أقول..!
لا أدري..!


كل ما اعلمه أنني أصبحت كـ كأس فارغة... لم يسكب فيها ولم تكسر..!
وضعت على أحد الرفوف المنعزلة..!

ثلاثون يوماً مرت كأصعب شهر في حياتي...
اليوم فقط.. بدأت استطعم مرارة اليتم..!

كانت والدتي لي الام والأب..بينما أبي فوق هذه الأرض لا تحتها..!
في غياب أبي عنا لم نعرف ماهو اليتم...
وبعد غياب امي تعلمت مفردات هذه الكلمة بكل قواميس البؤس في هذه الدنيا..وحفظت معانيها..

رحلت..
بكل بساطة يصعب علي وصفها...!!

.ـ.

أنا لا زال في منزل خالتي...
اقطن في أحد الغرف المنعزلة بالدور الثاني..


أما بدر.. فقد اخذ الملحق التابع للمنزل.. ورفض أن يبقى بالداخل..
حتى بعد محاولاتنا انا وخالتي بالعدول عن رأيه..
بل وقفنا باستسلام له عندما هددنا بان يعود لمنزله..
او منزلنا..
الذي لا أتخيل جدرانه دون امي..
آهٍ...
لم اعد أتخيّل شيئاً عن المستقبل...
بدأت أرى حياتي في الماضي..وهذه الفاصلة الكبيرة بين أيامي..!

بدوت كغرفة صغيرة..أغلقت أبوابها على طفل نائم...
لا احد يدري متى سيصحو...وان استيقظ ماذا سيفعل..!


فهل سأصحو يوماً دون أن توقظني امي..!
.ـ.
.ـ.


بدر ورسيل نائمين...
بصفتي أختها الوحيدة...وخالة الطفلين..
فإنني أقرب لهما من زوجة أبيهم ليمكثوا في منزلي..

هذه الأيام مضت ثقيلة..

فما سبق تعذر القلم عن كتابة تفاصيله...والإحساس عن وصفه...
فأصبحت الدموع الحاجز الوحيد بيني وبين الحروف..!

لذا..سأعبر السطور بسرعة...
.ـ.

.ـ.

أتى والد بدر ...من المنطقة الشرقية..
هو لم يرى زوجته رحمها الله منذ سنوات..ولكنه فُجع أيضاً...

جلس مع رسيل عدة مرات..ومع بدر أيضاً..


وكان يردد بتساؤل... كيف..! كيف توفيت..!

ما السبب..؟!

ليأتيه الجواب إنها إرادة الله...وهذا هو يومها المكتوب قبل أن تولد...

كان عندما ينطق بالسؤال أو يكرره...ينظر لرسيل متسائلاً...
لتعكس عينيها عليه نفس السؤال...!


مر هذا الشهر ورسيل تنتقل من مستشفى لآخر...

-فقر دم..

-فقر دم حاد..

-صداع..

-ألم في الرقبة..

كانت تجيء وتذهب بصمت تام...لا تتحدث عن أي شيء..حتى عن والدتها..
المرة الوحيدة التي تحدثت فيها هي عندما قالت
"لا"
وهي ترفض ذهابها لأحدى العيادات النفسية...كما هو بدر يحتاج أيضاً لها..

فـ بدر كان يعاني من آلام في معدته طوال هذه الأيام..
وأظن السبب هو تلك الُقرحة المزمنة..!
مرت الأيام هكذا وليس بيدي ما افعله..


.ـ.
.ـ.
بعد عدة أيام من العزاء الذي استمر أكثر من شهر...!


وقف أبي أمامي وقد بدا عليه الحزن الغريب وهو يقول:

ابو بدر-"رسيل يالله حبيبتي"

لم اجبه لان بدر كان يقف أمام الباب..ليدخل وهو يقول:
"ويـن؟"


ابو بدر-"وين يعني تجون معاي للشرقية"

بدر بتعجب وسخرية-"معاك؟؟"

أنا لازلت استمع بصمت..

ابو بدر-"اكيد معاي ولا نسيت اني ابوك!"

بدر-"وتوك صرت ابوي اسمح لي ماراح اجي معاك"

ابو بدر بعصبيه-"بــــــــــــدر"

بدر موجهاً كلامه إلي..وأنا اعبث بساعة يدي بتوتر
"انتي بتروحين ؟؟"


كنت لا ابالي بشيء..فقد تساوت الأماكن والنظرات في عيني..حتى البسمة والألم بدت لي من موطن واحد..
لذا هززت رأسي بلا مبالاة بالإيجاب...

صرخ بدر ولأول مرة اشعر بإحساس غير الحزن منذ رحيل والتي..
فقد شعرت بالرعب!

بدر-"والله ماتروحين..بعد كل اللي عمله في امي نروح نعيش معاه"

دخلت خالتي بشبه حجاب خائفة بعد ان رأت والدي مقدم لصفع بدر
فتوقف وبدأت تقول كلمات لم أعي أكثرها..

بدر اقترب مني وقال-"اذا رحتي معاه انسي ان لك اخو"


وخرج بعصبية وكأنه يشق الأرض من غضبه.. وبقيت جالسه كورقة ممزقة..لا أكثر..!

.ـ.
.ـ.

بالغد اتى والدي هادئاً على غير عادته...
جلس بالقرب مني فهمس
-"اقنعي اخوك..مايصير تعيشون عند خالتك هذا بيتها وبيت زوجها..وولد خالتك يبغى ياخذ راحته بالبيت..لازم تقنعينه هذا مو بيتكم"

ظللت صامته واستمع فأضاف:
"انا غلطت وامك الله يرحمها....."

لم اعد استمع لبقية كلماته فقد استوقفتني وعصفت بلقبي بقوة "امك الله يرحمها"
هل حقاً بدت كجميع من رحلوا...يضاف إلى اسمها "الله يرحمها"
كـ جدتي...!
كـ أحلامي..!
كـ حياتي..!


أفقت على يد والدي وهي تمسح دمعة فرت من أسى عيناي..!

وقفت لأخرج من المكان فسمعته يقول:
"ماراح اكرر غلطتي وأترككم مره ثانية..وغلطة الأمس اليوم نلقى لها عذر"


بينما أنا امشي لغرفتي قفز بيت لا ادري أين قرأته..أو من أين اتى هذه اللحظة...


>>"كبر الخطـــا..مــاكـل عـذر يغـطـيـهـ..,
مثــل التـعازي..مـاتـرد الـمـصيـبـهـ.., "




.ـ. .ـ. .ـ.


.ـ.

عندما رأيت بدر يصرخ رافضاً..قررت التدخل...
أخبرت زوجي الذي لم يهتم كثيراً...
كما أنني تكلمت مع والدهما..
..
أخبرته بأنهما لابد من أن يبقيا هنا.. إنهما كـ لمى ومازن..
بدر ولدي..ورسيل ابنتي..كيف لا ووالدتهما أختي..

رجوته أن يبقيهما ولو لمدة محدودة..

بدا رافضاً رجائي حتى بكيت أمامه...

ربما دمعاتي أطفت جمرة غضبة...فختم حديثنا بـ كلمته:

"يصير خير"

.ـ.
.ـ.

بعد يوم عاد من حيث أتى بعد أن سكب همومه وآلامه هنا..

لذا سأذهب مع بدر ورسيل هذا اليوم لمنزلهم لأجلب بعض الملابس وما يحتاجانه..
فقد بدى لي انه سيبقيهما مدة ليست بقصيرة..

.ـ.
.ـ.
.ـ.


بدر وهو جالس يفكر بالأيام التي مضت..والأيام القادمة..بعد أن زاح هم والده بان يأخذهم معه..
اخذ يفكر برسيل..
فهو لم يتحدث معها سوى بلغة الدموع.. ولم يسمع صوتها ولو بكلمة..
وكيف أصبحت انطوائية...
فلم تعد رسيل السابقة..حتى في شكلها..!

أما أنا فليس لي سوى عمر...يسليني ويخفف من همومي..
أما خالتي فجزيت خيراً..فقد تحملت الكثير لأجلنا..

.ـ.
عندما هممنا بالذهاب للمنزل..
.ـ.

ركبت خالتي السيارة وقد تفاجأت بـ عمر الذي طلبت منه مساعدتي..

أتعلمون..
عمر أكثر شخص تأثر لحالتي.. أكثر حتى من والدي..!
كم اعزه ويعزني..أبقاه الله لي...

قبل أيام كنت اطلب من الله أن يأخذني إليها.. لا أريد العيش من بعد أمي.. ولكن عمر يزجرني عن هذه الدعوة وبشدة..
وهو يقول لي... من يبقى لرسيل بعد رحيلك...ألا يكفيها ما فقدت..

إنني أثق أنها تعاني أكثر مني...
لعمرها,وتعلقها الشديد بها...

سكوتها يخفي انفجار...هدوءها يخفي بركان..غامض..!
بكائها عميق,مؤلم..
حزنها يفجع قلبي أكثر فأكثر..


"رسيل ماراح تجي..؟"

سألني عمر بهدوء لأقول:

"شلون تجي وتشوف البيت عقب امي..(بلعت غصة)انا مدري شلون بدخل"

عمر-"قاعده لحالها..؟"

"لا عندها لمى"

كانت خالتي صامته..ومحرجه قليلاً يبدوا أنها لم تعتاد على عمر...كما كانت أمي..!!


.ـ.

.ـ.

.ـ.

ما أصعب وجودي هنا...
عندما وصلنا..صعدت إلى غرفتي مباشرة

لأجمع أغراضي واخرج ولكن..

لا اعلم كيف قادتني قدماي إلى تلك البقعة..!
هويت على سريري فبكيت بحرقة.. بكيت كما لم ابكي في حياتي...

بكيت دموع لم تخرج بتلك الحرارة في منزل خالتي...!

بكيت الماضي..بكيت منزلي.. بكيت أطلال أمي..

تغيرت الحياة الآن..

آه كم أتمنى أن تعود تلك الأيام مرة أخرى.. ولو ليوم واحد..

ولو لدقيقة..!


آه كم كنت أتمنى أن أعود وأجد كل شيء كما كان..
كم كنت أتمنى أن يكون كل ذلك حلم..!
حلم مريع.. ..!

.ـ.
.ـ.

انتشلني عمر من بين آلامي ليقول:

"تعال أنا أخذت أغراضك..."

"ورسيل.."

قلتها من بين شهقاتي..ليقول وهو يربت على كتفي:

"رسيل شالت أغراضها خالتك...تروح تساعدها؟.."


انطلقت لغرفة رسيل وأنا اختلس النظر لغرفة والدتي لأكتم آخر شهقاتي وأنا أراها مقفلة..

مر علي شريط الذكريات سريع.. تمنيت لو أستطيع إيقاف لحظة منها..!

ولكن...!


"يالله حبيبي أنا اخذت اغراضها"

مسحت آخر دمعاتي وأنا أرى خالتي تمد لي يدها لنخرج..
وفي عينيها حنان يعزيني بعدما ذكرني بنظرة امي..!
بهذا الوقت..!!

قلت لها-"انزلي وانا وراك"

ذهبت والتفت لأرى عمر محرج وهو جالس على ذلك الكرسي..الذي جلست عليه مراراً والدتي وبيدها كوب القهوة الذي كسرته رسيل دون علمها..!
لم يكن هنالك متسع من الوقت حتى لتوبخها..!!

"بــدر"
قالها عمر وكأنه يتساءل لمَ بقيت واقفاً أتأمل مكانه..لذا ولجت حتى نهاية الغرفة..ابحث عن

لا شيء..!

ابحث عن طيف لأمي..!

ولكنني لم أجد.. حتى ذكريات..!
.ـ.
.ـ.

وأنا خارج من الغرفة لمحت على أحد الرفوف ساعة مفككة عقاربها...وبجانبها مجموعة أوراق في ملف ابيض...

اتجهت إليها وجمعتها بغير ترتيب....لأخرج..

.ـ.

.ـ.

.ـ.

كنت جالسة بالقرب من غرفة بدر...أي بالخارج لا أدري كيف يسكن بدر في هذا الملحق..!

ألا يخاف...!

اعلم أن عمر دوماً هنا ولكن عندما يحل الظلام ألا يخاف..!


ابتسمت بسخرية..!

أي ظلام يرعبنا أكثر من ظلمة غيابكِ..يا امي.!

أخذت انظر إلى الباب الخارجي للمنزل..وأنا أتذكر كيف كنت أقف هناك وأنا اسمع الفاجعة...

تذكرت كل موقف هنا..!

وصلت بي الأفكار إلى أمي..وانكساري بعدها..
وإحساسي بأنني ضيفة ثقيلة هنا..

ليس على خالتي..بل زوجها..وابنتها..وابنها الذي كان كـ خالتي يعزيني بابتسامة..!محاولاً بفشل انتشالي من ذلك الكم من الحزن..!

أحياناً اشعر أن الحياة بأكملها ضيفة ثقيلة علي..!



آهٍ يا أمي
ألا تسمعي توجعي..لماذا رحلتي..!
لماذا تركتني..؟!

استغفر الله الذي لولاه لما ألهمت و بدر

تحمل مصيبة فقدك..!

اخبريني..
كيف رحلتي..؟!

لما دوماً نعيش السؤال..!!
ونفقد الإجابة..!

منذ طلاقك من والدي وحتى رحيلك..

والإجابة دوماً فقط علامة استفهام..؟!

.ـ.
.ـ.

مع تركز عيني على ذلك الباب والأفكار تدخل وتخرج من خلاله بحرية..
رغم ذلك الضيف اللطيف الذي يحجب عن عيني الرؤية بوضوح..
تلك الدموع التي أحبت المكوث في عيني هذه المدة..!
.ـ.
.ـ.

وأنا لا أزال انظر لبوابة المواقف التي عبرتها يوماً..

رأيت الباب يفتح فتدخل خالتي وبدر..وأيضاً عمر..

انطلقت بسرعة إلى بدر والهواء قد تولى مهمة تجفيف دموعي..

سألته:

"لقيتها..؟"

نظر بدر إلى خالتي ..لتقول بقلق:
"تعالي حبيبتي ادخلي وياي"

قال بدر:

"خالتي خليها أبيها شوي"

خالتي-" براحتك أجل أنا داخله.."

بعد أن تركتنا خالتي قلت لبدر مرة اخرى

"دخلت غرفتها..؟ أكيد إنها نايمه..ولا يمكن زعلانه علينا عشان جلسنا واحد وثلاثين يوم هنا وماجيناها صح؟"

بدر-"رسيـل.. .."

عمر يحاول أن يقول شيئاً..
وأخيراً نطق:
"رسيل تكفين..يكفي اللي في بدر الحين..لا تعشين بوهم وتعيشين بدر معاك؟"

لحظة صمت...

بدر يحاول صنع ابتسامه وهو يبدو الآن فقط مستوعباً وجودي..اعلم انه مشتاقاً للحديث معي كما هو حالي
-"رسولة انتي مرتاحه هنا؟"

لم أُجبه..!

-ماذا أقول..؟
-هل أقول أنني مرتاحة فأكذب..!

-أم أقول له الحقيقة..؟

-ليس بيده شي سأضيف هماً على همومه لذا

"أنا مرتاحه.."

بعد لحظة اخذت اتفقد فيها من حولي..
بدر كما هو بذلك الوجوم المؤلم..اما عمر فقد تغير منذ ان رأيته آخر مرة..هل هو صاحب الضحكة وتلك الروح المبتهجة..لم هو يشبه أحزاني.!!
هل الدنيا سلبت ضحكته مع والدتي وحياتي..!

قاطع تفكيري صوته:
"مو زين لك كذا انتي مؤمنة وهذي ارادة الله لازم ترضين.."

ظللت صامته بعد ذلك التفت لبدر اوجه له سؤالي:

"دخلت غرفتها..؟"


بدا لي أن الحزن هجر ملامحه ليستقر في عينيه فقط..!
بدت لي نظرته شاحبة معلقة..لاتصل إلى شيء..!
بعد دقيقة صمت
رأيت دمعة تفر من عينيه بألم..وكأن محاولاته لمنعها باءت بالفشل..!

عندها هم عمر بالانسحاب وهو يقول
"انا بغرفتك"

بدر مسح الدمعة بسرعة تعادل سرعة نزولها وهو يقول له
"عــمــر خليك شوي"

نظر إليّ مستأذناً بقاءه لكنني لم أبالِ ..وقلت لبدر وكأنني فاجأته
"بدري لا تبكي..؟"

نظر بدر إلي بسرعة وكأنني قد سرقت العديد من أفكاره بهذه الكلمة....

أما عمر فبقي متعجباً...فهو لا يرى أي كلمة تستحق هذا القدر من التعجب والاهتمام من بدر:

قلت مبررة:
"ادري مايحق لي..ادري هذه الكلمة خاصة بأمي بس انا "

بدر وهو يحرك رأسه نافياً-"انتي الوحيده الباقية لي بهالدنيا ..
.. ناديني كذا أحس بهالكلمة وجود امي"

ابتسمت بانكسار من بين غشاء الدمع لأقول:

"أنا بدخل الحين"


.ـ.
.ـ.



بدر نظر لـ عمر الذي لا يزال متعجب...

بدر موضحاً له-" بدري..امي كانت تسميني بدري"

ثم قلت بسرعة:
"رسيــل"

التفتت إلي..ثم اقتربت فقلت:

"أنا لقيت بغرفتك هالملف وقلت يمكن تحتاجينه"

أخرجته من تلك الحقيبة بجانبي..

نظرت إلي بتعجب..ثم تغيرت ملامحها لحظة رؤيتها لذلك الملف..

أخذته مني بهدوء...تصفحت أوراقه فقالت بسخرية..

"قريتها؟"

أجبت:
"لا...بس قريت العنوان"

بعد ذلك ابتسمت رسيل ابتسامة سخرية..
فقالت:

"سيَدة الحرية... او تشارلزديكنز..
(ثم ضحكت ضحكة لم تكن في مكانها أبداً..وكأن تلك الضحكة لها صدى..! أو لم اعد افرق بين الانفعالات..!)

ثم وجهت نظراتها لـ عمر فقالت بتلك الضحكة:
"أو في جعبتي حكاية"

.ـ.
.ـ.
.ـ.


-كنت أضحك..لاشعورياً...
ربما لأنني نسيت متى تنطلق الضحكات..!

لكني رأيت ملامح بدر وعمر لاتزال جامدة..بل كانت أقرب للشفقة..
هنا قلت:

"ليش ماتضحكون..! مو كنتوا تضحكون علي دايم..!
امي الوحيده اللي شجعتني أكمل قصتي...والحين راحت..!

انت ليش جايب الاوراق...؟؟"

لم يجبني أحد..فأضفت وكأن الكلام المقيد تلك الأيام خرج هنا :

"عشان تضحكون صح..؟..طيب ليش ماضحكتوا...!"

نظرت للأوراق بعد أن أخرجتها من الملف..فقلت
وهما لا يزالان بذلك الوضع..

"تدرون عن ايش تتكلم..؟!"

ابتسمت بسخرية فقلت:

"عني أنا .. كنت البطلة فيها.. كنت سيَدة الحرية والجمال..

كنت البطلة اللي تعيش بحرية..تسافر وتروح وين ماتبغى..

البطلة اللي تركت المدرسة اللي تكرهها وتزوجت شاب غني..وعاشت أحلى حياة..

البطلة اللي رسمت لها حياة ورديه .. وخليت كل اللي معاها يحبها..

بطله ساكنه بين أهلها بوسط مزرعة كبيرة والطبيعه فيها رووعه مثل روعة الحياة بنظرتها..

كل اللي أتمناه كان هنا...(وأشارت لذلك الملف)

كل أحلامي وخططي وطموحاتي..

عشان امي بس كتبت...وتعمقت أكثر بأحلامي..عشان تعرف ان أحلامي بهالورعه!

(توقفت لحظة وكأنها تتذكر ماحوته القصة)

وتدرون كنت أملك فيها محل للمكياج.. وكانت لي كوفيرات وخدم..
كنت باختصار..ملكه..سيَدة للحرية مافي شي يمنعني"


ابتلعت كمية من الهواء لتضيف بين دموعها:

"امي طلبت مني تقراها مره..لكني قلت اذا خلصتها بتقرينها..
كنت بنهيها لكن..
(أجهشت بالبكاء ووضعت أوراقها على وجهها)
راحت قبل...ماتت وماقرتها"

.ـ.

انهرت في بكاء مؤلم ليقف بدر أمامي عاجزاً..
فقد هاله منظر الحزن الذي تجسد فيني لحظتها..

لكني رفعت عيناي وقلت والأوراق لا تزال بيدي:

"هذي هي كاملة ماعدا الجزء الأخير اللي في كل مره اكتبه امسحه وأقول
لا ابغاه يكون أحسن..الحياة أحلا من كذا..
الحياة احلا من كذا...
وراحت وهي ماكتملت..مثل أحلامي!"


قال عمر منقذاً الموقف وهو يقرأ بعينيها سطور المأساة..
"رسيل خلاص يكفي ارجوك.."
ولم يسمع سوى صدى صوته لذا قال:
" انتي الحين لاتجلسين كذا..اشغلي نفسك فيها.. كملي الجزء الأخير...احنا مابنضحك عليك..و..."

قاطعته:

"أكمل..!(ونظرت لـ بدر بتعجب)
خلاص..الحين اكتمل..."
أضفت:
انا خلاص..البطلة ماتت.."

وكأن الرياح تعمدت أن تمر أمامي هذه اللحظة..لتخبرني بأن كل من يجيء يذهب...ويبقى من قاوم وتصبر..
ولكني أبيت أن أسمع أي صوت سوى صوت آلامي..

لذا فتحت الملف ببساطة لتسرق الرياح أوراقي..فتطير...
لتدفن البطلة في كل مكان تسقط الأوراق فيه..
وتعلو روحي مع علو تطاير الأوراق...
لأضيع..
أضيع..
أفقد نفسي...أكثر..
.ـ.
.ـ.
.ـ.

بعد ذلك...
عندما بقي الملف فارغاً بيدي..
لم ادر بنفسي إلا وأنا ابكي بحضن أخي..

وعمر عندما لمحته وجدته ينظر إلى السماء وقد احمرت عيناه كمن قد هزم الدموع..!
وقد استنشق ذلك الكم من الهواء ليضيف إلى صوت بكائي آهته..!


كل مافكرت فيه لحظتها لمَ لم يضحك علي هذا اليوم..!
هل المصيبة علمته كيف يكون الحديث بلطف..!أم احترم حزن أخي..!
موقفه لأخي لا ينسى...
فـ عمر بكى حالنا معنا..
وكأنه واحد منا...

عدت لأنظر إليه كأنما لأستدل على كلماتي.. فوجدته ينظر إلي

نظراته أقرب للشفقة..!

فحملت الملف الفارغ بيدي..وأحزاني بقلبي...وعدت أختبئ خلف جدران غرفتي...






كانت هذه آخر مرة رأيت فيها عمر..
ورآني بها...







>>لم تكن امي رحلت فقط...ودفنت فقط...
لأنني تركت الجزء الكبير من بقايا طفولتي وضحكاتي وكل ما ملكته.. .. دفن معها.....
لا نملكـ عند الوداع....سوى الدموع..!
..×..///..×..///..×..///..×..///..×..

Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×..

 
 

 

عرض البوم صور قهوة!  
قديم 17-09-09, 07:05 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149672
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: قهوة! عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قهوة! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 





( 7 )

حتى الآن اذكر كل يوم..وكل ساعة وكل دقيقة..تجرعت حزنها وحدي في غرفة مظلمة...
كحياتي حينها..!
مرت الأيام حزينة مملة لا أجد فيها ما افعله...
كنت اجلس مع خالتي ساعات النهار ونحاول الحديث عن أي شيء..
قد لايعني لي شيء..!
فقط كي اعبر ساعات النهار...بسلام..
بلا دمع..
بلا ذكرى..
بلا أحلام..!
وعندما يحل المساء...اشعر به ضيفاً ثقيلاً على عاتقي...
على صمتي...
فأبقى معه ماتبقى من ساعات الليل....وحدي..!

ابنة خالتي..لمى..
لم ترقق قلبها مصيبتي...
ولم يشعرها حزني بأي شيء..
ربما...
انا لا اطلب منها كلمة تداوي جرحي...
او ابتسامة تنسيني أنني عالة عليها..
كل ماتمنيته حينها..
أن تتجاهلني..!

فهل هذا كثير على حزني ويتمي وقلة حيلتي..!


أما مازن..
فكان لا يتوانى عن تقديم أي شيء يشعرني بالسعادة..
لي ولبدر ايضاً..
فقد كان عطوفاً..تملأ الشفقة عينيه..!

.-.
.-.
كانت الإجازة على وشك الانتهاء...
وأنا أعيش اليوم كالأمس..
وحتى بدري حبيبي..ماتبقى لي..لا أراه إلا عندما أراه...!

وانتهت أسوأ إجازة مرتني..
والوحيدة التي..لم أأسف على انتهاءها..

.-.
.-.
موقف لازال بتفاصيله يسكن جزءَ من ذاكرتي..
لمى..
بعد ان تعِبَت من نظرات الازدراء التي ترمقني بها دوماً..
كسرت شيء في نفسي ذالك اليوم...
خرجْت من غرفتي قاصدة المطبخ بعد منتصف الليل..
صادفتها..

لمى-"وين رايحه؟"

سألتني وهي تنظر إلى الكأس الفارغ بيدي..

"عطشانه"
وأشرت للكأس..وهممت بالمرور..

"وقفي"
التفت إليها فقالت وقد بدى لي أن صمتها بعد كبت لم يطل..سينفجر..!
لذا حاولت تصنع الهدوء

-"بيت ابوك اهو تتمشين بهالوقت... "

قلت ببرود-"مادريت ان في حظر تجول..."

وقد ثارت ثائرتها بعد تلك الجملة
"انتي ماتستحين على وجهك مايكفي اننا مسكنينك عندنا"

رفعت إليها نظري بإصرار..فقلت
"بيت خالتي..وهي مسؤوله عني.."

"مسؤوله ههههه ...هذا اذا لحق ابوك امك"

عندما قالتها وضعت الكأس جانباً...
قد هيأ لي أن ثقل ذاتي حينها بسبب ذلك الكأس...

وبقيت اسمع ولا اسمع ماتقول
"لا بعد طول النهار لازقه بامي تحسبينها امك وانا مادري وبهالوقت تطلعين... قديمه الحركات هذي شفتها بمسلسل"
واتبعتها بضحكة هازئة..

أطلت النظر إليها بذهول..
مسلسل ماذا تقصد..! يالها من طفلة لاتعي ماتقول..

قبل ان اسمع تلك الجملة كنت أقول طفلة...لكن بعد نطقت بها كرصاصة انطلقت لتصيب تلك البراءة!
_"لانك عارفه ان هالوقت يجي مازن"

تصلبت يداي وقد بت اكذّب معنى ماقالته...
لو كان الكأس بيدي حينها اقسم انه سينكسر بقبضتي..
اي براءة أطفال تبرأت منها..!

رفعت عيناي عندما شعرت بها تتحدث..
فقط شعرت لأن اذناي لاتزال ترتب بقية كلماتها!!

"خلاص انكشفتي ومثل ماقالت لي صديقتي.. يالله ارجعي غرفتك واستحي على دمك لاتفكرين باخوي مجرد تفكير لانك ولاشي و.."

بترت عبارتها تلك وهي تنظر للسلَم خلفي..
التفت وإذا بمازن ينظر إليَ نظرة غريبة....!
لازلت اذكرها..وسأذكرها ماحيت!....

لا ادري هل صدّق مازن ماقالته..
لن يتوّقع ان طفلة ستفتري بمثل ذلك...بل سيصدقها ..
وهل حقاً سيظن أنني كذلك..!!!
كل ماتمنيته حينها أن يصبح أصم..!

لم ادري بنفسي إلا عندما نزلت دمعة...
وأنا أقول-" انتي شتقولين؟"

مازن التزم الصمت...ولمى قالت وهي تغادر المكان
"تحسبه بيت ابوها"


يومها لم أغادر غرفتي لأي سبب كان..
ولا الأيام التي تلتها...

كنت كلما أذكر كلماتها اشعر بدمعة حفظت طريقها في شق خدي..
وكلما أذكر نظرة مازن تلك اشعر بأنني اختنق..
انه الظلم حتماً الظلم..
أتراكم أحسستم بلك الشعور يوماً..!

سمعت طرقاً على باب غرفتي..بعد عدة أيام مما مضى..
قلت دون أن أتحرك..أو حتى امسح دمعتي..
"خالتي ما اشتهي لما اجوع راح آكل"

لكن الطرق لم يتوقف..
مسحت دموعي وفتحت الباب فكان بدر...

عندما رأيته
وانطبعت صورته بعيني...

فقط رميت بنفسي في حضنه وعدت ابكي...
كنت في أمسّ الحاجة لصدر يحويني..

"بسم الله عليك رسووله وش فيك"

دخلت وجلست على السرير وأنا أقول
"ابي اموت"

حينها فغر فاه واستمر ينظر إليّ بدهشة
ثم اغلق الباب وجلس بجانبي..

"شفيك رسيل لك اسابيع وانتي احسن من كذا شصارلك الحين؟"

نظرت اليه فقلت
"ليش جاي؟"

بدر بابتسامه-"افا يعني اطلع؟"

كنت في حالة اكتئاب تعدم أي ابتسامة تتسلل إلى شفتي..
عندما لم يرى أيَ تجاوب قال
"لي كم يوم ماشفتك..ماجيتي لعـندي قلت اجيك..واطمئن عليك"

"ليش توك تجي..انا اموت هنا ومحد يعرف عني شي محسوبة بين الأحياء اسم..اسم وبس"

مسحت دمعة فرت من عيناي هاربة من بحيرة أحزاني وكلمات لمى يتردد صداها في داخلي حتى الآن

"رسيل بالله عليك قوليلي شصارلك؟ في احد مضايقك؟"

لم اجبه لذا أضاف
"اذا انتي مو مرتاحه بالمكان ....وتبغين تروحين مع ابوي.."

رفعت رأسي وقاطعت ملامحه المترددة
"قصدك عند مرت ابوي... ماراح اروح صدقني ماتفرق معاي"

بدر بدى متردداً ثم اضاف:
"تروحين عند عمي؟"

هنا رفعت رأسي بتعجب..!
عمي..الأخ الوحيد لوالدي..الذي لم أره منذ الشق الأول لطفولتي...
عمي الغاضب من والدي...
عمي الذي كان من اشد المعارضين على زواج ابي من امي..!
عمي الذي لم يسأل عنا....!! أأذهب اليه..!

"عمي يتصل في خالتي يسأل عنا من بعد العزاء"

عمي يسأل..!
الآن فقط سأل عنا..لأن والدتي توفيت..رحلت من هذه الدنيا وتركتها له..! ألهذه الدرجة كان يكرهها..! لمَ..!!
هل تخبرني..!

قلت وقد جفت كل الدمعات من عيني...ورفعت احد حاجباي بغضب
"مستحيـــــل..الحين يسأل عنا ..يعني اللي كان مانعه امي..!"

بدر-"ما اعتقد..خلاص خلاص غيري الموضوع"

مرت دقيقة صامته....ثم قال:

"طيب قوليلي من مضايقك؟ وصدقيني ماراح اسمح لأحد يغلط عليك أو يضايقك..لاتنسين يارسيل انا بدر..اخوك"

آخر جملة نطقها جعلتني اشعر بأنني لم أعد كرة السلَة اليتيمة على فناء مهجور...بل معي من مرت به الرياح...
عندها عدت لما حدث..! كنت سأخبره عن لمى وماقالته...لكن تذكرت بدر..
سيغضب من الجميع حتى خالتي..ولن يوقفه احد عندما يغضب..ولو اضطررنا للعودة مع ابي..!
او حتى ذاك المسمى عمي..!

قلت
" لمى من تشوفني ترمي علي كلام مثل السم واني انا ما استحي وجالسه ببيتهم..وانا ادري ان كلامها صح"

"لمى..! يعني جديد عليك ان لسانها متبري منها..
انتي فبيت خالتك يارسيل...ومو بمكان غريب.. صدقيني هي لسا صغيرة...راح تفهم بيوم"

كنت أقول لو سمعت ماقالته لسحبت جملتك الأخيرة تلك...كنت سأنطق بذلك....
لكني لذت بالصمت..
وبدر بدى يتحدث طويلاً حتى اختفت ضبابة الحزن..ولو قليلاً..!

عندها سألته كيف يقضي وقته فقال وعيناه تبحث عن شيء ما في أرجاء غرفتي.. شيء لم اعرفه..

"يعني تعودت على المكان واشغلت وقتي باللاب توب والتلفزيون ومازن وعمر و..."

بعد ذلك قال
"رسوله وش رايك اشتري لك جهاز كمبيوتر؟ "

قلت بابتسامة -"ادخل النت؟"

ابتسم بدوره فقال -"لا"

قلت- "اجل وش الفايدة؟"

وبدى يشرح لي فوائده وأغراني بعدة برامج جميلة..ثم أضاف
"وتقدرين تكتبين قصة؟"

لأنني كنت انظر بدهشة أضاف:
"وبما ان عندك مدرسة راح اخليك يوم بالاسبوع تدخلين النت...وتقرين قصص واذا بغيتي تنزلين للناس قصتك"

قلت بسرعة-"تبغى الناس يضحكون علي؟"

"ههههه يمكن عمر قاصد كذا ...اقتراحه انا بريء ههههههه"

عمر!
يريد المزيد من الضحك...حينها ابتسمت... لا ادري لمَ...!

بعد ذلك..وذلك...
بدأت المدرسة وأصبح لدي حاسوب جديد أصبح بالنسبة لي كمذكرة كبيرة...تكفي ليومياتي ويوميات طالبات مدرستي إن أردت.!!!

كنت سعيدة بذلك...وحتى بعد أن أصبحت ادخل الشبكة لا أكون سوى زائرة..

باستثناء منتدى واحد كانت لي عضوية فيه... وهو منتدى تشارك فيه دانه..
وعند معرفتي به..اصبت بتخمة من تلك القصص...وكنت أراها جميلة حين ذاك..
قصص ماكنت لأتساءل أين بدر وعمر عنها....ليضحكوا!!

.-.
.-.

بعد عودة دانه من السفر لأجل المدرسة...

قضينا وقتاً جميلاً حتى بدأت تسأل عن حالي..وخاصة مكوثي عند خالتي...
استغربت لسؤالها لكن لم استطع سوى القول
-"الحمدلله كلنا تمام"

"وانتي كيفك وش جد عليك؟"

ردت علي بحالمية لم أعهدها....
"اخ لو عرفته من زمان كان هانت كل المشاكل علي؟"

قلت بابتسامه
"مين بعد هذا؟"

ردت وهي تنظر للسماء
"مو شخص...هذا الحب...خلاص انا صرت احب وماصار شي يزعجني او يضيق صدري..خلاص يارسووله انا بعيش بدون هموم "

"ههههههههه دانوووه شطايحه عليه هههه خلصي المتوسط اقصد خلصي الثانوي وبعدين فكري بالخرابيط"

دانه
"أي خرابيط ؟ واي ثانوي الحب مايعرف عُمُر ولا وقت... الحب خرابيط اقوول ياحلوك ساكته...اذا عرفتي الحب تعالي كلميني"

"هههه ان شالله اذا يعيشني بدون هموم بحب من اليوم وتشوفين...واقولك رايي بكره"

كنت اضحك حينها ببساطة..وهاهو شيء جديد تعلمته من المدرسة!!
كنت انتظر عودتي بفارغ الصبر لأجد الحب...واكسب التحدي!!

كمراهقة عنيدة قضيت أربع ساعات بين الصحف والمجلات... وساعة اخرى أمام التلفاز...
ابحث عن شخص احبه!!
اعجبني ذلك وذاك..فعدت اخبر دانه بأنني أحببت..!!

لكن لا اشعر أن همومي انقضت!
ولم أرى بملامحي تلك النظرات الحالمة كما رأيتها في عيني دانه...
جميلة بساطة الأطفال تلك!...!

حقاً كانت أيام رغم تعاستها إلا أنها تسعدني حينما اذكرها...
بل تضحكني أحياناً..


لكنني لم اسأل دانه يوماً من كانت تحب..!
هل هو شخص لا تلتقيه سوى بالصور..مثل حبيبي الذي بعده بت اجزم أن الحب كأي شعور آخر..
كالجوع كالتفكير كالخوف....أي شعور آخر..!

لم افكر يوماً أن الحب مشاعر..لاتكتمل إلا بمبادلتها..!...بل اعتقدت أن الحب أن اختار شخص فأحبه...هكذا!
الم اقل لكم سابقاً أنني لا انظر للامور إلا من الجانب الأقرب لعيني!

>>تساؤل..
هل حقاً لا يوجد شخص على هذه الأرض...يستطيع أن يصبح حبيبي..!!
لم يرحل ذلك السؤال عن تفكيري...وظل بين صفوف الأسئلة التي لن ترى النور..!!


وانقضت ثلاث سنوات..!

..×..///..×..///..×..///..×..///..×..


Alsamt ِ Raheel..×..///..×..///..×..///..×..

 
 

 

عرض البوم صور قهوة!  
قديم 17-09-09, 07:07 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149672
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: قهوة! عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قهوة! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قهوة! المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ترااها كاتبة الفصل الثاني كله
بس بوقف لين اشوف اللي يتابعوني
وش رايكم

 
 

 

عرض البوم صور قهوة!  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سيدة الحرية للكاتبة رحيل, سيدة الحرية،رواية سيدة الحرية
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية