لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات غادة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات غادة روايات غادة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-09, 01:20 PM   المشاركة رقم: 81
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل العاشر

 

ماما". مرات عديدة خلال النهار، تجد راشيل نفسها تردد الكلمة مع تردد أنفاسها. ياله من عالم جميل رائع. لو فقط.. واغلقت عينيها تستعذب هذا الأمل ، لو فقط استطاعت أن تطالب بهذا اللقب. أم جوردي. زوجة لوك. إنها تعلم أنه تم تحديد موعد في شهر يناير المقبل ليتبني جوردي رسمياً. في هذا الوقت ستكون في الجانب الآحر من الكرة الأرضية. ستكون قد عادت إلي حيث تشعر بالأمان. حيث لا شيء.. لا أحد .. مطلقاً سيلمس قلبها مرة أخري. في هذه اللحظة، أدركت راشيل ، أنها لن تعود أبداً.
في الأيام التي تلت ذلك ، قدمت هداياها، ساعدت حنا في عمليات الخبيز الزائدة وقضت أوقات فراغها مع جوردي، اتصلت بمكتب دكتور كنتون، ونزلت مع جاسون إلي سانت بربرا يوم الجمعة لتأخذ حقن تطعيماتها. فيما بعد فتحت راشيل حساباً جديداً في البنك وحولت كل نقودها إليه. سوف تترك دفتر التوفير علي مكتب لوك، مع الشرح والتفسير الكافي.
منتديات ليلاس
عاد لوك من مكتبه في المساء ليجد مكانين فقط قد أعدا علي مائدة المطبخ. جال ببصره ليجد حنا. هل أخذها باد لجولة أخري من جولات المشتريات؟ وضعت حنا طبقاً من الجزر المسلوق علي المائدة، قدمته له بحفاوة بالغة.
-" لم لم تخبريني من قبل؟"
-" لم أكن أعلم إلا من نصف ساعة فقط."
أنذرته كلماتها أنه قد حكم عليه أنه يقضي بقية حياته يأكل الجزر المسلوق. حيث سيقدم له علي الفطور والغداء والعشاء.
-" لقد ظننت أنها ترتب هداياها في حجرتها، لكني عثرت عليها في الفراش وحرارتها أربعون درجة."
كان قد غادر المكان قبل أن تكمل كلامها. وبعد نقرة قصيرة علي الباب، دخل إلي حجرة راشيل. كانت ترقد بالفراش، يبدو عليها التعب الشديد.
-" ما الخبر يا راش ؟"
أخذ مشهدها يمزق حناياه وارتعشت يده التي وضعها علي خدها يتحسسه.
-" لا شيء."
كانت عيناها وهي محمومة تمتلئ بإحساس آخر غريب، وهي تنظر إليه.
-" دائماً تحدث هذه الأعراض عندما آخذ حقنة التيفود."
مرت برهة طويلة حتى استطاع أن يأخذ نفساً إلي رئتيه. إذن، سوف تمضي قدماً مع ما خططت له. حوارهما معاً لم يغير شيئاً.
-" متى أخذت هذه الحقنة؟"
-" اليوم، بعد الظهر. كان جاسون ذاهباً لإحضار بعض المستلزمات، وأوصلني في طريقه إلي عيادة دكتور كنتون."
-" فهمت."
من الخير لجاسون أن يقوم باستشارة العالم الفلكي بشأن طالعه ومستقبله. أخذ ينظر إلي راشيل وغضبه يكاد يغلي . كانت عيناها الممتلئتان بالدموع وذراعاها المحيطتان بجسدها تبعثان إليه بالرسالة. شيء ضئيل أحمق في غاية العناد يرقد ها هنا أمامه.
لا بد أن حوارهما أمام المقابر لم يحدث أبداً.
-" لم تضعين الوسادة هكذا تحت ذراعك؟"
-" بسبب حقنة الكوليرا. دائماً ما تتورم ذراعي قليلاً ."
كانت ترد كالمعتذرة اللعنة. كم من الوخزات أعطوها اليوم ؟
-" دعيني أري."
كانت الرقة التي في يديه وهو يشاهد هذا التورم بذراغها، علي النقيض تماماً من الطريقة التي زم بها شفتيه. مرت أصابعه برفق علي المنطفة المتورمة، تبعث شحنات من الدفء خلال جسدها.
-" كم من الحقن أخت اليوم؟"
-" اثنتان فقط.. الأسبوع القادم سآخذ آخر حقنة، ثم أكون جاهزة تماماً."
-" فهمت."
ومال عليها يتحسس حرارة جبهتها لكنها كانت باردة ومرطبة بطبقة رقيقة من العرق.
-" يجب أن تأخذي شيئاً ضد ارتفاع الحرارة."
ثم انسحب عنها، واضعاً يديه في جيبيه، وأخذ يتطلع من النافذة.
-" لوك ؟"
أخذ قلب راشيل يخفق كالمطرقة. سيكون الحال أفضل لو صرخ، لو قال شيئاً. كان الصمت كالفراغ السحيق. ثم استدر ليواجهها.
-" إذن، لقد قررتِ أن ترحلي كما خططت من قبل؟"
-" هذا هو ما يجب علي أن أفعله."
كان الغضب يقف الآن في مواجهة جدار السيطرة علي النفس الذي كان قد بناه. خوفه من أن يفقدها فتح الأبواب. فاندفعت الكلمات لتنهمر من خلف هذا الجدار.
-" لن أتمسك بك أبداً تمسك الجبناء، ياراش، إنك أنت التي تتسمين بالجبن، ألست كذلك؟ إنك لن تواجهي الحقيقة إلا حينما يكون الأوان قد فات. وربما لا تواجهينها أبداً. متى ستدركين أن الحياة لا تأتي بأية ضمانات؟ إنها إن فعلت، لكان كريس وروب لايزالان هنا اليوم، ولامتنعت أشياء عديدة، فلا ألم، ولا معاناة، ولا جوع.في كل مكان . في العالم بأسره."
خرج الغضب بأكمله، وحل الألم محله. الألم الناتج عن فقدها. الألم من المستقبل الخاوي. واتجه إلي الفراش، فجلس علي حافته، ووضع يداً بجوار كل من جانبي رأس راشيل، دون أن يلامسها. أوصل نظراته بنظراتها.
-" الحياة تمنحنا فرصاً فقط ياراش. والأمر يتوقف علينا نحن في أن تنجح الأمور. عندما كنت طفلة صغيرة، لم يكن بإمكانك أن تفعلي شيئاً لما كان يحدث لك" ،
ومن موقع اختيار حر، رفع يده يزيح خصلات الشعر من علي جبهتها.
-" أما الآن فإنك امرأة بالغة. لديك القدرة علي تغيير الأشياء. فهل ستستطيعين إلي الأبد أن تمنعي نفسك من الركض واللهاث المستمرين، وتعطي لنفسك الفرصة لاستخدام تلك القدرة؟"
كان الباب الذي أغلق من خلف لوك يشبه الستارةالتي تنسدل. لقد انتهي العرض.
لكن، لم يصفق أحد.



نهاية الفصل العاشر

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 01:22 PM   المشاركة رقم: 82
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي

 

الليلة بإذن الله انزل الفصل الاخير

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 09:06 PM   المشاركة رقم: 83
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل الحادي عشر

 

الفصل الحادي عشر


يوم عيد الميلاد، مظاهرة حاشدة من الزوار، إنه يوم حنا حيث وجبة العشاء الخاصة التي قامت بإعدادها.... أخذت راشيل تركز جهدها في أن تبقي ذهنها وعينيها بعيداً عن لوك. لم تتلق أبداً طوال حياتها مثل هذا العدد الكبير من الهدايا. الحقيقة أن هؤلاء الناس الذين قدموها لها قد أحدثوا تأثيراً هائلاً مس شغاف قلبها. قدم لها لوك في صباح يوم العيد علبة ملفوفة بعناية، كان قد التقطها من مكانها الذي وضعت فيه من تحت شجرة عيد الميلاد. سلمها لها وهو يقول:
-" من جوردي ومني. البسيها وليباركك الله."
الساعة ماركة جوتشي وتلك الماسة الوحيدة الرائعة منعتا لسانها من النطق . أخذ يشكرها علي الإطار الفضي الجميل الذي اشترته ووضعت صورة جوردي بداخله، ثم ترك الحجرة قبل أن ترد بشيء. عاد يتقمص دور المضيف المرحب بزائريه مهذباً، متزناً، منعزلاً. بينما كان الناس يحيطون براشيل. كان من السهل عليها أن تتجنبه، لكن في اليوم التالي لعيد الميلاد أخذت تساءل نفسها كيف ستتصرف خلال الأيام القليلة القادمة؟ كانت أحاسيسها تشبه أوتار كمان قد شدت عن آخرها... أي قطرة زائدة من التوتر ستكون بمثابة كارثة حتماً. تعمدت هذا الصباح أن تذهب إلي المطبخ متأخرة، حتى تتجنب رؤيته وهو يجري عاري الصدر مرة أخري . أخذت ترتب الملابس التي ستأخذها معها علي مائدة المطبخ، وتطابقها علي القائمة التي أعدتها من قبل. كانت قد طلبت شراء تلك الملابس عن طريق أحد المحلات المتخصصة، مما وفر لها الوقت والطاقة. أصبح لديها كل ما تحتاج إليه.
منتديات ليلاس
آلام ظهر حنا ذكرتها بهذا التغير الذي طرأ علي دور كل منهما. لقد امتلأ جسد عاملة المنزل وتحسنت صحتها بعد تلك الأيام القليلة الماضية ، أما راشيل فهي التي أصبحت تملأ السكون الذي يغلف المكان بالكلمات.
-" يجب علي أن أغسل تلك الأشياء قبل أن أضعها بالحقائب. فالنشا الذي يضعونه بأقمشة الملابس الجديدة لا يطاق في الحر."
كانت تتكلم عندما دخل لوك إلي المطبخ . تجمد بصره عندما وقع علي كومة الملابس البيضاء. لكنه ذهب بهدوء إلي الغلاية يصب لنفسه كوباً من الشاي. فسحبت حنا المنشفة من علي كتفها وأخذت تمسح شيئاً لا وجود له فوق المائدة التي قد وضعت عليها الغلاية. وملأ لوك كوبه ثم استدار وبقي مستندا علي طرف تلك المائدة.
--" لدي بعض الأعمال سأقوم بها في سكرا منتو، كنت أؤجلها منذ فترة مضت ،"
كانت نظراته تتركز بمكان ما علي النافذة، وكان كأنما يتحدث إلي المطبخ كله علي اتساعه.
-" ولا أستطيع تأجيل هذه العمال لفترة أطول. لذا فإنني قد أرحل إلي هناك غداً..."
-" كم من الوقت ستتغيب هناك؟ "
لم يبد علي حنا أقل دهشة لهذه الأنباء. وأخذت راشيل تتطلع إلي بطاقات الأسعار المثبتة علي ملابسها، ورأسها مطأطأ تنتظر إجابة لوك، قلبها علي فمه.
-" سأعود متأخراً في ليلة رأس السنة. بعد أن تكون قد رحلتِ."
-" هل ترين أن بيتي وباد قد يرغبان في الحضور لزيارتنا، فيبقيان هنا حتى ليلة رأس السنة؟"
-" إن هذا ليسعدهما."
كانت حنا تتكلم وصوتها لا يحمل أي نبرة بهجة.
-" عظيم سأقوم بالترتيبات إذن."
كان قد ذهب، وقد ترك خلفه صمتاً يكاد يطبق علي راشيل فيفتك بها. التقطت ملابسها، حملتها إلي غرفة الغسيل وأخذت تزج بها داخل المغسلة.
-" هكذا أفضل."
أخذت تخبر نفسها لتقويها، ثم انفجرت دموعها غاضبة. لقد أمسك لوك زمام الأمور في يده ، تقبل عنادها وقرر أن يترك لها الميدان خالياً حتى ترحل. لقد جعل الأمر سهلاً لكليهما. إن الألم الذي أصبحت تشعر به، هو ألم لاختفائه. كانت بغرفة المعيشة تحاول التركيز في إحدى قصص أجاثا كريستي " جريمة علي النيل"، وأخيراً عندما حل المساء سمعت صوت باب المكتب يفتح ثم يقفل.
-" سأرحل في الرابعة صباحاً. لذا فإني أقول لكم وداعاً من الآن."
وقفت علي قدميها فلم تكن تتوقع أنه جاء إلي هنا. حاولت أن تبقي علي تماسك نبراتها،
-" وداعاً يا لوك . أشكرك علي كل شيء."
كانت تنظر إلي الزر الثاني من أزرار قميصه، تثبت عينيها عليه.
-" عفواً." لقد استطاع أن يواصل حديثه،
-" كوني علي اتصال دائم بنا. نريد أن نسمع أخبارك."
ربما هي ذاهبة إلي لوس أنجلوس بدلاً من الجانب الآخر من الكرة الأرضية.
-" سأرسل لكي صوراً لجوردي ... حتى يمكنك متابعة نموه وتطوره."
مد لها يده، صافحها بسرعة ثم ترك يدها، ووضع يده علي كتفها. هكذا الأمر، أخذت راشيل تتفكر، هذه هي القبلة الأخيرة. بعد ذلك بدقيقة كانت تقف وحيدة . كل ما شعرت به علي كتفها هو ضغطة خفيفة، لمسة صداقة، كما لو كان لوك قريباً لها طاعناً في السن، يتمني لها التوفيق.

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 09:08 PM   المشاركة رقم: 84
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل الحادي عشر

 

بزغ فجر يوم رحيلها، واضحاً، جلياً. استيقظت راشيل من نومها تتعثر. أخذت عيناها تتطلعان إلي صورتها تنعكس بمرآة الحمام، هالات سوداء تحيط بعينيها. أخذت تحدث نفسها هامسة،
-" إن كان هذا هو ما ستفعله بك تصرفاتك، فأرجو ألا تواجهي مثل هذا الموقف كثيرا."
أخذت تبحث عن المنشفة وهي لا تزال تثبت نظراتها علي صورتها المنعكسة. لن تأخذ حماماً إلا قبل الرحيل مباشرة.
منذ رحيل لوك وهي تمضي ساعات النهار الأولي مع جوردي. أصبح يتمكن من تناول طعامه بواسطة فنجان خاص، لكنه لا يزال يفضل زجاجة الرضعة لأول وجبة في الصباح ، ولآخر وجبة في المساء.
-" أحبك يا جوردي."
أراحت خدها علي ملمس خده الناعم وراحت تطبع جملتها في أعماقه،
-" وسأحبك دوماً."
أخذ يمسك بزر قميصها محاولاً أن يفكه.
-" صباح الخير."
لم تنزعج راشيل من هذا الصوت المفاجئ ولا تلك الخطوات السريعة لحنا ، وهي متجهة إلي الموقد. كانت العاملة تتألم بنفس قدر تألمها.
-" أهلا!"
الوجه المبتسم يجب أن يبقي هكذا لساعات قليلة لا تزال باقية.
-" هل أساعدك في تجهيز الفطور؟ "
-" لا."
وفتحت حنا رف الفناجين ثم صفقته. أخذت تنظر إلي أشياءها التي قد جهزتها بالفعل علي المائدة.
–" لقد رحل بيتي وباد مبكرين هذا الصباح متوجهين إلي قلعة هيرست وقد طلبا مني أن أبلغك سلامهما وتحياتهما."
نظرت إليها راشيل بنفس العينين المتجمدتين ولم ترد بشيء، كانت تحاول التحكم في نفسها وفي أعصابها بأي ثمن فالأمر لايحتمل المزيد من الكلمات. حتى مع نيتي وباد. لم تكن الأيام القليلة الماضية سهلة. بالأمس اصطحبها جاسون إلي المزرعة، لتلقي نظرة أخيرة علي المكان. الأشخاص الذين يعرفونها أتوا ليتمنوا لها السلامة والتوفيق، أخذت راشيل تخبرهم أن عليها أن ترحل لتعود إلي عملها وواجبها، وكانت هي اقل المقتنعين بذلك.
منتديات ليلاس
-" سيكون الفطور جاهزاً حالاً."
كانت حنا تتحدث بخشونة وهي تنظر إليها من فوق كتفها.
-" إذن سأذهب لألبس جوردي ملابسه."
في حجرته، أخذت راشيل تلاعبه لعبة التقاط الأشياء، وأخذت تقرأ له. وعندما نادت حنا من أسفل السلم أن الفطور أصبح معداً، حملت جوردي وهبطت به درجات السلم. كانت تضمه إليها بقوة، تتنفس بعمق، تشتم رائحة أنفاسه الطفولية، تختزن الإحساس به، تكتنزه للوقت الذي ستصبح فيه وحيدة.
علي مائدة المطبخـ وضعت فاكهة راشيل المفضلة، ثمار التوت. لما رأتها كاد سكونه ينجلي. التقطت إحداها وأخذت تريق عليها الماء تغسلها. وبمجرد وصول تريزا استأذنت راشيل وقامت عن المائدة حاملة طبقها وكوبها إلي خوض الغسيل. ثم خلعت سترته وعلقتها علي المشبك المثبت بباب الدار، وخرجت دون أن تنطق بكلمة إلي أي مخلوق.
كان الهواء البارد بمثابة التحدي، رحبت به وهي تأخذ طريقها صاعدة إلي التل. ترك الطين آثاراً بفعل ندى الصباح رطبت أسفل البنطلون الجينز الذي كانت ترتديه، لكنها لم تلاحظ ذلك. وعندما وصلت إلي بقعتها المحببة، ارتمت راشيل إلي الأرض، وظهرها يرقد علي الحشائش. بنظرة سريعة إلي ساعتها أدركت أن الساعة لا تزال العاشرة. يتبقي لديها ساعتان، قبل أن يصل جاسون ليقلها إلي لوس أنجلوس . لقد أخبرها جوان بالأمس عن الترتيبات التي أعدها لوك من أجل رحيلها، لوك. واقتلعت راشيل قطعة من التربة بيدها. كان يتصل يومياً فيتحدث إلي حنا. طوال المكالمة كان التليفون يحمل إلي أذن جوردي أيضا، حتى يسمع صوت لوك. لم يحاول أن يتحدث إليها أبداً. كانت حنا تقول دائماً "لوك يبلغك تحياته". في نهاية المكالمة، لكن راشيل لم تكن حقيقة متأكدة، ربما عاملة المنزل تفعل ذلك فقط من باب الأدب.
-" راشيل."
وقفت علي قدميها تتطلع. كان موجو يقف بمواجهتها. لم تسمعه عندما أتي.

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 09:10 PM   المشاركة رقم: 85
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل الحادي عشر

 

-" موجو، كيف حالك؟ "
لسوف تفتقده. هناك شيء ما في أحاسيسه تشعر به، دون أن يصوغه في كلمات.
-" هل أعددت العدة للرحيل؟ "
-" نعم."
استدارت راشيل بعيداً حتى لا يري الألم في عينيها.
-" سابرينا سوف تفتقدك."
وابتلعت راشيل ريقها بصعوبة. أينما وقع بصرها، وقع علي شيء يخفق له قلبها. أما تلك المهرة البيضاء بلون الحليب، فإنها شيء خاص جداً.
-" هذا من أجلك."
استدارت لتتناول منه ذلك الشيء الملفوف في قطعة من القماش، يقدمه إليها. بداخلها كان سلسلة دقيقة من الفضة الخالصة، يزينها حجر أزرق أخاذ.
-" أشكرك."
لم تستطع أن تتصور كم كلفه ذلك. لم يكن موجو يهديها هدية. كان يعطيها قطعة من نفسه. استدارت راشيل بعيداً بينما انهمرت الدموع علي وجهها. إنها برحيلها، تحرم موجو من صديق يحتاج إليه بشدة. فهؤلاء الذين يعرفون الوحدة، يعودون إليها عندما تسوء بهم الأمور.
-" هل تتذكرين أول يوم، عندما تحدثت إلي؟"
كان يقيس نبرات صوته حتى لا تفضح أحاسيسه.
-" نعم."
ومسحت راشيل دموعها بظهر يدها. إن كان حديثه هذا سيعينه، فلابد أن موجو هذا سيدخل ضمن طابور المعذبين بذاكرتها.
-" لقد قلت أنني كنت جباناً."
-" فقط كي أجعلك تذهب إلي الطبيب."
-" إنك أنت الجبانة الحقيقية، أليس كذلك؟ "
استدارت راشيل تواجهه.
-" ماذا تعني؟ "
لقد أخبرته أن عليها أن تعود لعملها ولواجبها. ما الذي استطاع أن يخمنه أكثر من ذلك.؟
-" لقد كنت أخاف أن يقتلني الدواء."
كانت عيناه تعكس الأسى أكثر مما تعكس الغضب. وتعكس الحقيقة.
-" إنك تخشين من الوثوق في أحاسيسك."
كان قد ذهب قبل أن تسأله متى حصل علي شهادته في علم النفس. كل شيء تلاشي قبل الحقيقة. الأعذار، التبريرات، التعديلات. جلست ثانية علي البساط الأخضر، واقتلعت راشيل بعضا من نجيل الأرض فنثرته. عادت بذاكرتها إلي اليوم الأول في المحكمة، وذلك الضغط العصبي الرهيب الذي أصبح جزءاً منها.
عندما أحضرها لوك إلي هنا كانت عبارة عن مجموعة من الأعصاب المتوترة، عاجزة عن أي شيء علي المستوى الشخصي. لقد قطعت شوطاً طويلاً منذ هذا اليوم. لقد أخنفي شعورها بعدم الأمان، حل محله التقبل والثقة، علت روحها المعنوية حتى وصلت إلي عنان السماء. خفف الحب آلامها، أضاء لها ما كان يحيطها ويحيط ماضيها، أوضحه لها، وفسره. لقد منحت وقتاً للتفكير والتأمل، وقتاً لتبحث في أعماق نفسها عن الحقيقة، حقيقة هذا الماضي. قطرة قطرة، أخذت تتذكر تلك المشاهد مع أمها، في الأسبوع الأخير.
طفت تلك المشاهد علي السطح أخيراً، تخرج من الماضي السحيق المظلم، تتحرر، فتثبت لها أن ذلك الوهم الذي جثم علي أنفاس طفولتها قد ذهب بلا عودة. تذكرت أمها. تضحك معها، تستمع إلي صوت البحر ينبعث من الودع حين تضعه علي أذنها، تصفف شعرها، تضعها في فراشها، تودعها بقبلة المساء، حقيقة واحدة ، مؤكدة، طفت تلمع كحبة الكريستال. إن أمها كانت تحبها. وأيا ما كان سبب رحيلها عنهم، فإنه بالقطع لم يمس ذلك الحب الذي تكنه لأبنتها. علمت راشيل أنها لن تعذب نفسها بعد الآن بتلك الفكرة السخيفة، فكرة إنها السبب في افتراق والديها.
منتديات ليلاس
لقد أعطاها لوك هذا، منحه لها جلياً واضحاً. أخذت تسترجع ما فات، لا تستطيع أن تتذكر لحظة واحدة لم تحب فيها لوك، لكن في يوم رحلتهما الخلوية في تلك البقعة الخضراء، عندما أخذ يقبلها، كانت علي ثقة، لم تكن قدرتها علي الحب أبداً يمثل هذه الثقة، وهذا الوضوح. لقد أخبرها لوك أنها يوما ما ، ستتوقف عن الركض واللهاث. تري فيها الحقيقة. لقد أوقفتها كلمات موجو لها الآن، بما فيه الكفاية، لتنظر نظرة طويلة، تري فيها الحقيقة. إنها تريد أن تواجه تلك الحقيقة الآن، هنا، أن تعيد الحياة إلي كل حادثة صغيرة، ثم تدفن كل ذلك هنا، في هذه البقعة، التي أصبحت تعلم أن جزءا منها سيظل باقياً فيها إلي الأبد. كان لديها أمل. بداخل أعمق أعماقها، علمت راشيل أن هذا الأمل كان موجوداً طوال الوقت. إلي أن مات أبوها، لم يخفت بداخلها الأمل أبداً، أن يعيرها أية لمسة اهتمام أو رعاية. لقد كان الأمل هو الذي حفزها أن تقاضي لوك في المحكمة. الأمل في أن تحصل علي إنسان ينتمي إليها، لتحبه. إنسان يبادلها هذا الحب، وقد أتاها الحب من حيث لم تتوقع، لم يأتها الحب من الطفل فقط، ولكن من الرجل أيضا. ورفضته. أخذت راشيل تتساءل إن كانت غريزة الجبن هي أسوأ شيء في الوجود. كانت كلمات لوك تعلق برأسها كما تعلق التربة في العجلة وهي تدور. والإجابات تنبع من قلبها تزيل هذه التربة العالقة, توقفي عن الجري، وواجهي مخاوفك.
لقد دأبت علي القول أنها لا تريد أن تجرح أياً من لوك وجوردي، لكن هذه لم تكن الحقيقة، ما كانت تريده حقيقة ، هو أن تحمي نفسها من أن تصاب هي بجراح. عندما يحين الأوان، آمل أن تتعاملي مع نفسك جيداً.
لقد اختارت ألا تفعل شيئاً مطلقاً. لجأت إلي أسهل الحلول، أقنعت نفسها بأن الحب والأمل ليسا بكافيين. كان تعهداً يتطلب شجاعة. إن الحياة لا تأتي بأية ضمانات.... إنها فقط تتيح لنا الفرصة.
عليها أن تؤمن أنها ستستخدم هذه الفرصة وتنتهزها، ولا تدعها تفلت منها أبداً . لقد توقفن العجلة عن الدوران. ولم تبق لديها إلا حقيقة واحدة بسيطة وفي غاية الروعة. إن ما تحتاج إليه _ الآن _ هو الإيمان.
الإيمان، بنفسها، بلوك، بحبهما. إيمان بأنهما هي ولوك سيفعلان ما بوسعهما لإنجاح زيجتهما. إيمان بأن ذلك سيتحقق. غنه كل ما يملكه أي إنسان....... الإيمان.
" الإيمان" أخذت راشيل تكرر الكلمة حتى أكثر مما أخذت تفكر فيها. إنه آخر دواء في روشيتة سعادتها. حتى الآن.


* * *

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات غادة, الإيمان..الأمل, faith, geeta kingsley, hope and love, جيتا كينجسلي, روايات مكتوبة, روايات غادة, روايات غادة المكتوبة, رواية من اروع الروايات, والحب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات غادة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية