لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-09, 05:32 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

9ـ اختارت.
http://www.liilas.com/vb3
كان الدكتور فان أليسون، المرشح الأخير، رائعا. فهو يتمتع بالعلم والذكاء وكل ما يخوله التصرف مع أي زبون تريد جين محادثته أو التأثير فيه. كما أنه يريد إنجاب الأولاد ويحب الطهو. وهو وسيم المظهر ويملك المال.

لماذا إذا شكرته على وقته وصافحته وأرسلته في طريقه؟

فأجابها صوت شرير ساخرliilas في رأسها: لأنه ممتاز وليس مناسبا

صدمها أن تسمع هذا الادعاء غير المنطقي يهمس في ذهنها. لا بد أنها مجنونة لتبعد فان أليسون! حتى أنها لم تزعج نفسها وتخضعه لامتحان العناق، ليس بسبب التجربة الرهيبة التي عانتها مع جيم إنما لأنها لم تجد الحماسة لذلك.

تسللت أفكارها مجددا إلى كول. لماذا لم تستطع أن ترى "منصب" الزوج سوى في عامل صيانة يجيد تحضير الشاي، ويتمتع بابتسامة ساحرة، تلحق به طيلة الوقت بطة مفتونة؟ ماذا حصل لخطتها؟

استندت إلى الباب الأمامي ودفنت وجهها في يديها كانت تخشى أنها تعلم، لكنها رفضت مواجهة الأمر. ألم يعلمها جنونها بطوني شيئا؟ ألم تكن تعرف أن من الجنون أن يتبع المرء قلبه بدلا من عقله؟ كول لا يتمتع بالمواصفات اللازمة لكي يكون زوجها، ولم يحصل على شهادة علمية. هو على الأرجح لا يملك golyaبذلة رسمية ولم يعقد يوما ربطة عنق

جاهدت لكي تستعيد قوتها وتستجمع أفكارها مذا ستفعل الآن؟

كانت بحاجة لإجلاء ذهنها، فقررت أن تتنزه على الشاطئ. ولن تكون بذلك تسعى وراء كول، فبعيد هرب جيم الليلة الماضية، غادر كول المنزل وافترضت جين أن لديه موعدا آخر. لذا فإن نزهتها على الشاطئ ستكون منفردة تماما.

شعرت بالعياء لفكرة أن يكون كول مع امرأة جديدة، فحاولت جاهدة أن تبعده عن تفكيرها، هو ورفيقة يومه. " فهو يجد من السهل جدا أن يبعدني عن تفكيره" هذا ما تمتمت به جين بأسى.

خرجت إلى الغرفة الخارجية وارتمت على الكرسي لكي تخلع حذاءها. وبعد أن وضعته جانبا، نزلت الدرج واتجهت إلى البوابة الحديدية. كانت تشعر بالإرهاق والتعب والإحباط. قلت لنفسها" أيتها الغبية! حصلت على المرشح المثالي لكنك تركته يرحل"

أخذت نفسا عميقا مشبعا بنسيم البحر وحاولت جاهدة ألا تبكي. شتمت نفسها لأنها فقدت التركيز كليا وشتمت كول لأنه زعزع ثقتها بنفسها وتدخل في مشروعها. لو لم يكن هنا، ولو لم تلتق به أبدا، لكانت الآن مع فان أليسون في تلك اللحظة بالذات، تخطط لزفافها.

بين فان الرجل الذي تحتاجه، وكول الرجل الذي تريده، وجدت جين نفسها ممزقة مدمّرة. وكانت مرهقة جدا، وغصت في الرمل واحتضنت ركبتيها وهي تحدق إلى البحر.

الخميس القادم موعدها مع ج.س بارينجر العظيم. ولكي تقدم له زوجها، عليها أن تجد أحدا في الحال. وسوف يكون عليها أن تجد أحدا قبل صباح الاثنين وإلا فإنها تحتاج إلى معجزة لكي تكون متزوجة بحلول ليلة الخميس

سمعت صوتا لم تسمعه من قليل. فرفعت رأسها ونظرت إلى مصدر الصوت، وأجفلت عند رؤيتها أحدا يخرج من الماء وأحست بأنها رأت هذا المشهد من قبل. إنه كول! ولكنه هذه المرة يرتدي ثوب السباحة الأسود، لحسن الحظ.

تفاجأت لأنه لم يخرج الليلة وشعرت بموجة من الارتياح. كرهت نفسها لإحساسها هذا، لكنها لم تستطع أن تلجم فرحتها.

كانت سعيدة جدا، بل مبتهجة لأنه لم يكن بصحبة امرأة أخرى. كاد يدوسها قبل أن يلحظ وجودها وقد عرفت ذلك من الطريقة التي توقف بها فجأة على بعد خطوتين منها

ـ كدت أدوسك!

وعندما نظرت إليه، تمنت لو أن ضوء القمر لا يظهر وسامته بهذا الشكل.

ـ ماذا تفعلين هنا؟

كانت كتفاه العريضتان تتحركان من كل نفس يأخذه، مظهرتين الجهد الذي بذله خلال السباحة. أخفضت ناظرها إلى الرمل وقالت:" شعرت فقط برغبة..."

لم تعرف كيف تنهي جملتها، فهو لا يهتم لمشاكلها وهي لديها ما يكفي من عزة النفس.

ـ شعرت فقط برغبة في الجلوس

ـ لا بد أن ثمة خطب ما، أليسliilas كذلك؟

لم تحبذ قدرته على الضرب على الوتر الحساس، لكنها اكتفت بالقول:" كل شيء على ما يرام. وإذا كنت جالسة في الظلام فلأنني أرغب بذلك. هل لديك مشكلة؟"

لم يجب على الفور لكنه لم يرحل كذلك:" فهمت"

أجفلت عندما جلس إلى جانبها وسألها:" إذا؟ ماذا نتج عن هذه المغامرة الطائشة؟ أفترض أنك مخطوبة الآن وهذه طريقتك في الإحتفال"

لم يكن مزاجها يسمح لها بتحمل هذه السخرية، فكذبت عليه:" نعم. نحن الباردات نحتفل بخطوبتنا بهذه الطريقة"

نظر إليها بتشكك:" ومن هو سعيد الحظ؟ الطويل النحيل أو المهووس أو البشوش؟"

نظرت إليه وخدّها لا يزال مستندا إلى ركبتيها:" لمعلوماتك، البشوش كما تسميه، طبيب ساحر وفاتن و...ممتاز

لم تستطع أن تبقي عينيها شاخصتين إليه مدة طويلة، فأشاحت بنظراتها وراحت تحدق إلى البحر

ـ إذا البشوش هو سعيد الحظ!

لماذا عليه أن يتدخل في كل هذا؟

ـ هذا ليس من شأنك!

كان صوت الأمواج المتكسرة وحده المسموع في لحظة الصمت الطويلة تلك، التي تبعت كلامها.

ـ لم أنت محبطة هكذا؟ لقد أحرزت نجاحا باهرا ويُفترض أن تهزئي بي وتفرحي لأنك ربحت الرهان

رمقته بنظرة سريعة، محاولة إخفاء يأسها عن نظراته المتفحصة

كانت تعابيره مظلمة وشعرت بأنها لمحت تعاطفا في عينيه.

تملكها فجأة الارتباك العاطفي نفسه الذي شعرت به خلالا الأسبوعين الماضيين، وإذ لم تعد قادرة على الكذب أو الاختباء وراء قناع من القوة، هزت رأسها وقالت بصوت مرتجف:" لم أختر أيا منهم"

شعرت بالإهانة، فمسحت بقفا يديها الدموع التي كادت تنسكب من عينيها، وأضافت بسرعة رافضة أن تدعه يسبر أغمار يأسها:" لكنني لم أستسلم بعد"

حاولت السيطرة على أعصابها، فأزالت الارتجاف من صوتها، إلا أنها لم تستطع النظر في عينيه.

ـ أنا واثقة من نفسي وأكيدة من أنني سأبلغ هدفي

ـ لست أفهم. إذا كان الطبيب ممتازا إلى هذا الحد، فما الذي جعلك ترفض'ينه؟

هزت رأسها، عاجزة عن صياغة جملة أو التكلم من دون أن تتلعثم.

ـ وجدتِ استغلال شخص آخر لمصالح شخصية أصعب مما توقعتِ؟

ـ لم أكن أنوي استغلال أحد! وطالما أنك ترفض فهم ذلك، فأنا لا أنوي أن أشرح لك شيئا.

في الواقع، إنها تفضل الموت على أن تعترف له بأن انجذابها إليه لعب دورا كبيرا في عرقلة مشروعها.

ـ إذا كنت تظنين أنه ما زال بإمكانك إيجاد زوج، فماذا تنوين أن تفعلي؟ التسول على الطرقات؟

رغم أن شجاعتها وثقتها بنفسها ممزقتان أشلاء، إلا أن سخريته جعلتها تستشيط غيظا:" إن كان علي أن أفعل ذلك، فسوف أفعله!"

راح يحدق إليها بصمت، فوجدت ذلك مخيفا ومثيرا في آن.

راقبها من دون أن يرف له جفن، فراعها أن تكون محط انتباهه إلى هذه الدرجة. استحواذها على اهتمام هذا الرجل غمرها بوهج غريب لم تشهده يوما.

هذا الاكتشاف أخافها رغم أنها رفضت الاستسلام لهذا الشعور.

حدقت إليه، مستدفئة بنظراته التي رأت فيهما مجددا لمحة تعاطف. وشعرت بالارتياح رغم أن ما لمحته قد يكون مجرد خدعة من الضوء الخافت. غريب كم أن رفقته الصامتة استطاعت أن تهدئها رغم أنها مغتاظة منه!

لامست فكرة غريبة ذهنها كما يلامس النسيم سطح المياه، وبالكاد استطاعت استيعابها. مرت الثواني والدقائق وعينا كول شاخصتان تماما إليها، فشعرت بفيض من الشجاعة يسري داخلها.

ـ هل تتزوج بي كول؟

ذهلت للهدوء الذي طرحت به السؤال. فبدا لها وكأنها فكرت جيدا بالمسألة ووجدتها معقولة تماما. ومع أنها لم تفكر بها مطلقا وتعرف أنها مستحيلة، إلا أن هذه الحقيقة لم تكن كافية لتلجم لسانها.

بقي صدى عرض الزواج الذي تقدمت به عالقا في الجو بينهما في وطأة الصمت المطبق. لم تستطع جين حتى أن تسمع صوت المياه، لشدة تركيزها على كول. ورغم أنها تعرف جوابه مسبقا ورأيه بها وبمشروعها الدنيء ذك، إلا أنها كانت مفعمة بالأمل والتوقع، أشبه بفتاة صغيرة تنتظر من أبيها أن يسمح لها بالذهاب إلى السيرك

طرفت عيناه، كمن صعق بما سمع لتوه وعلا العبوس جبينه.

ـ أنا أؤمن بالحب آنسة سانكروفت، وإن كنت أنت لا تؤمنين به.

قالت في سرها" أخشى أنني أحبك"

لم تشأ لذلك أن يكون صحيحا ولن تجرؤ على المجاهرة بالأمر، فاكتفت بنظرة سريعة ناحيته، مقاومة تأثير عينيه الساحرتين.

مر الوقت بطيئا جدا. انتلعت جين ريقها بصعوبة، وهي تفكر في أن النجاح لا بد أن يمر بالمخاطر. فسألته:" هل تقول إنك موافق؟"

هدر البحر من حولهما، فثارت أعصاب جين التي كانت تنتظر، مستعدة لسماع رفضه. ومرت الثواني طويلة لا تنتهي فلم تستطع منع نفسها من إطلاق تلك التنهيدة اليائسة.

ـ هل تقولين إنك تحبينني؟

بدا صوته عادي، مجردا من كل حماس، كما لو أنه يظهر لها مدى تفاهة عرضها المجرد بدوره من كل عاطفة.

آخر ما كانت تريد الإقرار به، وحتى التفكير فيه، هو حبها لكول. وبقيت يقاوم هذا الاحتمال، فهو لا يشبه بشيء الرجل الذي تريده زوجا لها. إنه مجرد عامل صيانة فظ، لا مستقبل له.

الإجابة عن سؤاله يجب أن تكون "لا" مدوية! ولكن للأسف، ما تشعر به في كل مرة يدخل فيها الغرفة أو يخرج من الماء على حين غرة، أقوى بكثير من أي شعور آخر ولا يمكن أن يكون سوى الحب.

بيد أن كبرياءها منعتها من كشف هذه الحقيقة المدمرة أمام رجل لا يقدرها، سواء في مهنتها أو كامرأة.

جاهدت لكي تبدو مقنعة، محاولة الحفاظ على كبريائها وقلبها، ووضعت يدها برقة على ذراعه:" اسمع كول، أنا... أثق بك وأحترمك"

انخفض نظره إلى يدها الموضوعة على ذراعه ثم عاد مجددا إلى وجهها:" تحترمينني؟"

ابتسم لها ببرودة لم تكسر الجدار الجليدي بينهما.

ـ سامحيني لكنني لا أصدقك. لا تنسي، أنا أعرف موقفك من الإجازات العلمية والشهادات العالية. قد تكونين يائسة ولكن ما تقولينه يصعب حتى على عامل صيانة متخلف أن يصدقه.
http://www.liilas.com/vb3
ـ لا، لا.

شدت على ذراعه، محاولة تصحيح ما بدر منها من سوء تفكير.

ـ الكثير من الأشخاص لا يملكون شهادات جامعية وهم فقط يهتمون بالشؤون المنزلية ويمكنهم تماما التحدث مع رجال الأعمال بشكل لائق.

ارتفع حاجباه بذهول:" أتريدينني أن أكون " ربة منزل"؟"

هب الهواء محملا بعطره الرجولي المثير ممتزجا بمياه البحر المالحة التي كانت تقطر من جسمه. واقتران الرائحة بالمشهد جعل التفكير صعبا عليها وكان عليها أن تبقى صافية الذهن لو أرادت أن تقنع كول بوظيفة الزوج التي تعرضها عليه.

كانت تدرك تماما احتقاره لها، لكنها لم تشأ التراجع، فسارعت تقول له:" لم أقصد ذلك حرفيا ولكنك بارع في الشؤون المنزلية والطهو"

ثم نطقت بفكرة خطرت لها أثناء الحديث:" أنت تريد إنجاب الأولاد، أليس كذلك؟"

شد على فكه وكأنه لم يصدق أنها سألت ما سألته أو أنها حتى جادة. وبعد لحظة صمت طويلة، أجاب:" بلى أود إنجاب الأولاد"

شعرت بقشعريرة رهيبة، رافضة التعليق على ازدرائه الواضح.

ـ أرأيت؟ يمكننا أن نشكل ثنائيا جيدا، مع الاحترام والثقة...

قطب جبينه لكنها رفضت أن تسمع منه أي إجابة سلبية

ـ لا أنوي أن أتعرض للاستغلال لمجرد أن أساعدك في التقدم في مهنتك.

أخيرا نطق بذلك ويا ليته بقي صامتا فقد شعرت جين بصخر يطبق على قلبها. ماذا كانت تظن؟ كول لن يرضى أبدا بالزواج بها.



كانت مستنزفة جدا لكي تجادله، فاكتفت بإيماءة بسيطة. وحاولت قدر المستطاع أن تزيل هذه الفكرة من رأسها. وإذ شعرت بألم في صدغيها، أسندت خدها إلى ركبتيها وحدقت إليه:" أنت لا تحترمني، أليس كذلك؟"

نظرت جين إلى كول وفي عينيها شيء من الهشاشة، وشعر بانقباض في معدته وأحس بأنه لن ينسى الحزن الذي رآه في تلك العينين، ما دام حيا.

لم يستطع سلخ ناظريه عنها، فغضب من نفسه ومنها لأنها كانت تأسره. وقاوم مشاعره الرقيقة حيالها ورغبته القوية في ضمها إلى صدره، فهو عازم على ألا يقع ضحية الحب من طرف واحد، كما حصل مع أبيه.

لكن الخوف تملكه عندما رآها تعض شفتها السفلى والدموع في عينيها. تبا! ما الذي يفعله هنا؟ لماذا يصغي إليها؟

ـ أنا لا أحترم ما تقومين به. لكنني أتصور أنك جيدة في عملك

ولم يكن ذلك عبثيا. فبعد أن التقى الليلة الماضية بنائب رئيس الشركة الثاني وزوجته وقارن سيرته الذاتية بمؤهلات جنيفر سانكروفت وجدها أهلا لمنصب الرئاسة.

أردفت بقوة:" أنا لست جيدة وحسب في عملي، بل أنا بارعة"

لم يجب بل اكتفى بالتحديق إليها، متأثرا بالشغف الذي تكنه لعملها.

ـ أنت لا تفهم لما أريد زوجا قبل المقابلة مع مالك الشركة ولكنني سأخبرك في مطلق الأحوال. إنه لأمر مهين أن يرى المرء نفسه أفضل من سواه في أمر ما ورغم ذلك يقع الاختيار على شخص آخر بدلا منه، كما حصل معي منذ سنتين عندما عُين رئيس الشركة الأخير.

مررت يدها في شعرها بحركة عنيفة وهي تتابع كلامها غضبة:" أكاد أموت عندما أرى أنهم استبعدوني بسبب أمر تافه مثل وضعي العائلي!"

لقد قرأ سيرتها الذاتية وفرع أن مؤهلاتها ممتازة، لكنها لا تعرف أنه على علم بذلك. فبصفته عامل صيانة بسيط، لن يعرف شيئا عن مؤهلاتها ولن يهتم. ولكنه ج. س بارينجر وهو مهتم ويريد سماع تفسيرها.

ـ ما الذي يجعلك تظنين أنك مؤهلة أكثر من سواك؟

أجابته بتعبير متحجر:" لقد بنت الشركة سمعتها من خلال حل القضايا المالية والضرائبية وأنا في هذا المجال أبرع من أي شخص آخر، إنه اختصاصي. وإذا ما وصلت إلى سدة الرئاسة، فيمكن للشركة أن تنصف زبائنها وتحصّل حقوقهم. إن أيا من المرشحَين الآخرين لا يملك كفاءتي وشغفي ونجاحي في قسم الإرادات الداخلية. وأخيرا، حصولي على هذا المركز سيظهر للجميع أنني حصلت على ما أستحق. من البديهي أن يقدّر المرء على إنجازاته. أليس كذلك؟"

استشف من خلال عناقها أن في داخلها شغفا كبيرا، وهو الآن يرى هذا الشغف نسفه في عينيها الواسعتين والبراقتين ويسمعه في صوتها

ـ لديك قضية مهمة. لم لا تقولين لذلك االنذل العجوز ما قلته لي الآن، بدلا من اصطياد الأزواج؟

ـ قلت لك لماذا. لقد سبق واستُبعدت من قبل وكان التبرير الوحيد أنني شابة عازبة لا يمكنني أن أغير جنسي، ولكن...

ـ هدأ هراء! إذ كنت ممتازة كما تقولين في عملك، فسوف يتم اختيارك golyaوإلا عليك أن تقومي بشيء آخر.

ـ بالطبع هذا ما كنت أقوله لك منذ البداية ولكنك رفضت أن تصدقني

ـ ماذا؟ الزواج واكتشاف الحب من خلال المصالح والأهداف المتشابهة؟

نظرت إليه بانتصار:" نعم، لقد فهمت أخيرا!"

ـ أنا لم أفهم شيئا ولا أؤمن بذلك

ـ حسنا هذه مشكلتك وهي لا تهمني. ولكن لمعلوماتك، مهنتي استحوذت على وقتي كله، أنا..أنا أحب ما أقوم به ولكن عملي لا يحول دون رغبتي في نشاء أسرة خاصة بي لذا قررت أن أجد زوجا يساعدني في الحصول على الوظيفة التي أريد ومن ثم نتمكن من أن نؤسس أسرة.. وربما أن نغرم ببعضنا.

ـ لذ فكرت في وضع إعلان بحثا عن زوج

حدقت إليه ممتعضة:" أكان من الأفضل أن أجوب الشوارع وأترك عملي وأهمل واجباتي، لكي أجد زوجا؟"

وجد سؤالها منطقيا وهذا الأمر فاجأه. لكنه كان يلعب دور محامي الشيطان

ـ ففكرت أن تستبدلي حلا متطرفا بآخر؟

ـ إن وقتي ضيق ويستلزم هذه التدابير المتطرفة. علي أن أقلب الدنيا رأسا على عقب لكي أتمكن خلال ثلاثة أسابيع من العثور على رجل مناسب والزواج به.

ـ ربما تظلمين هذا الرجل والأولاد الذين سترزقين بهم، إذا كنت غارقة إلى هذا الحد في عملك. كيف تتوعين أن تحظي بحياة شخصية؟

قطبت حاجبيها" قلت لك، من خلال تحويل الشركة إلى جو عائلي"

ـ بعبارة أخرى، سيكون لديك وقت لعائلتك ولكن ليس لإيجاد زوج بشكل طبيعي؟

ـ ما هو الطبيعي؟ ثم من يهتم إذا لم تنجح هذه الفكرة!

ـ لكنها لم تنجح

هذا التعليق صعقها وجعلها تنكمش فجأة. فأبعدت عينيها عنه وأراحت ذقنها على ركبتيها وهي تحدق إلى الظلام الدامس وبعد صمت طويل، همست قائلة:" كان بإمكانها أن تنجح"

سمع همسها وتساءل عما تقصده:" عفوا؟"

هزت رأسها:" لا شيء. لا تهتم!"

نظر إليها ولاحظ تغير تعابيرها من التحدي إلى الهزيمة وشعر بأنه المسؤول عن ذلك.

ضغطت كلتي يديها على عينيها وكأنهما تحرقانها لشدة التعب. وبعد لحظة استدارت نحوه

ـ يمكنك أن تحصل على الطلاق

قالت ذلك بهدوء بالغ، فلم يكن واثقا مما سمع

ـ ماذا؟

أخذت نفس مرتجفا وكررت:" يمكنك أن تحصل على الطلاق. أعرف أنك تولي الحب أهمية كبيرة لذا.. لن أطلب منك أن تبقى معي للأبد. أسدني فقط هذا المعروف، لفترة وجيزة ليس إلا. لن أسألك حتى أن تكف عن مواعدة نساء أخريات. لست مضطرا لإعلان زواجنا. يمكنه أن يكون فقط حبرا على ورق. وبوسعك إنهاءه متى شئت بعد يوم الخميس القادم"

ازداد صوتها إقناعا واتسعت عيناها توسلا وأما فبدتا على وشك ابتلاعه.

ـ رافقني إلى المقابلة مع ج.س بارينجر ساعدني لأظهر له أنني امرأة مستقرة ولدي زوج يحميني. دعه يرى أنني تقليدية وجيدة بما يكفي حتى بالنسبة لى عجوز متزمت.

عجوز متزمت! ماذا ستفعل عندما تعرف أنها تطلب أن تكون زوجة العجوز المتزمت؟

ـ ظننتك قلت إن هذه فرصتك الأخيرة لتؤسسي عائلة. وزواجي المؤقت بك سيحرمك مما تريدين. أليس كذلك؟

تجهم وجهها يأسا" هذا لم يكن ما خططت له، لكن الجميع يظن أنني في شهر العسل"

ثم نظرت إلى السماء:" على الأقل وأحصل على الوظيفة التي أستحق، وسأكون في مركز أفضل يخولني تأمين الظروف اللازمة للعمل وإنصاف الزبائن"

وللحظة فكر، لا بل تمنى... لكنه سرعان ما نبذ تلك الحماقة. تمنى ألا تكون من النساء اللواتي ينحدرن إلى هذا المستوى من الدناءة، فاتخذ قرارا هو على الأرجح قرار أحمق. لم يكن ذهن صافيا تماما فتلك العينين الحزينتين تؤثران على سلامة تفكيره.

ـ حسنا آنسة سانكروفت!

قال ذلك، شاعرا بأنه خارج الموضوع تماما، وكأنه ينظر إلى شخص غريب يشبهه إنما يتصرف بشكل غريب أيضا.

ـ سوف أتزوجك... على الورق فقط... ولفترة وجيزة. وسأرافقك لتقابلي ذلك النذل العجوز.

حدقت بعينين واسعتين براقتين وشملت بنظراتها ذلك الرجل المصمم على " عدم الاقتراب" منها. جالت نظراته على وجهها وعلى تينك العينين الساحرتين ثم أكملت طريقها لتشمل جسمها كله من رأسها حتى أخمص قدميها.

نهض من مكانه وقد أدرك أن من الأفضل ترك مسافة بينهما.

ـ لن أكون هنا في نهاية هذا الأسبوع.

تمتم بذلك وقد أراد إجلاء أفكاره. ربما عليه الابتعاد قليلا وتغيير الجو. ثم إذا كان ينوي الزواج بجنيفر سانكروفت وصفته "كول" فهو يحتاج إلى هوية مزيفة. صحيح أن لديه معارف كثيرين ولكن ذلك سيتطلب بعض الوقت.

ـ وافيني إلى محكمة البلدة يوم الاثنين عند الساعة الحادية عشرة.

حدقت إليه بعينيها الواسعتين الآسرتين وفتحت فمها لتتكلم ولكن قبل أن تنبس ببنت شفة، قال:" تبا يا امرأة! إذا شكرتني، فسأغير رأيي"



***

http://www.liilas.com/vb3






 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 16-07-09, 05:35 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

10ـ نعم للألم .


http://www.liilas.com/vb3
منذ مساء الجمعة وجين تحاول السيطرة على أفكارها . وعدها كول بالزواج، لفترة وجيزة وليس للأبد. بقيت جامدة طيلة الوقت تحاول تمالك نفسها لقد جاهدت بكل ما أوتيت من قوة لئلا تقع في حب كول لكنها في نهاية المطاف أُغرمت به.

حاولت ألا تفكر في كم تتمنى لو اتخذت الأمور منحى مختلفا. وتمنت من كل قلبها لو لم يظن أنها أنانية استغلالية. ومن المؤسف أن قبولها بالزواج به لفترة وجيزة فقط عزز على الأرجح الانطباع السيئ الذي أخذه عنها، لا سيما أنه يجهل السبب الذي جعلها تفشل في العثور على زوج، وهو أنها وقعت في حبه.

نعم، لقد وقعت في حبه، وذلك لن يفيدها على الإطلاق. كررت ذلك لنفسها مرات لا تعد ولا تحصى. لم تفكر يوما بأنها عنيدة بهذا الشكل، لكن حالة الحب هذه أوهنتها ولم تجد للهروب سبيلا، حتى ذكرياتها عن طوني بدت تافهة جدا بالمقارنة عم حالتها هذه.

اليوم يوم زفافها. ورغم أنها تعي جنون ما هي مقدمة عليه، لم تستطع كبح جماح حماسها وتوترها. أدركت بأنها أكثر النساء غباوة عندما تكبدت عناء الظهور بأبهى حلتها وكأنها عروس حقيقية، فارتدت بذلة بيضاء كانت قد اشترتها في اليوم السابق. ومررت يدها على القماش الحريري الأبيض. كان ممتازا ومناسبا جدا لفستان الزفاف لكنه غير ملائم للعمل لذلك وجدت من الجنون ابتياع قطعة ثياب لن تلبسها سوى مرة واحدة. لكنها أرادت أن يبدو كل شيء حقيقيا.

عادت أفكارها إلى يوم الاثنين عندما التقاها كول في المحكمة، حيث ملأ بعض الأوراق قبل أن يرحل، متمتما بأن لديه عملا طارئا في هيوستن. وكان آخر ما قاله لها هو أنه سيلتقيها في المحكمة صباح الخميس "للمراسم"

لم يلفظ حتى كلمة"زفاف". تنهدت، محاولة التخلص من اليأس الذي كاد يسيطر عليها كان من الواضح تماما أن كول يزدري فكرة الزواج بها. وحضوره الصارم والجاد إلى المحكمة أثقل صدرها ولم يفارقها هذا الشعور لحظة واحدة فقد كان طيلة الوقت عابسا وصامتا.

تفحصت جين مظهرها في المرآة ولاحظت الحزن في عينيها، فطرفت بهما لتزيل أثر الدموع. مهما كانت نظرته إليها مليئة بالاحتقار، لم تستطع جين أن تسيطر على رغبتها في جعل هذه المناسبة حقيقية قدر المستطاع.

كان الطقم الذي اختارته أنيقا فيه لمسة من الرومانسية. وحفاظا على التقاليد، وضعت في أذنيها قرطين قديمين يعودان لجدتها الحبيبة ودست في جيب سترتها منديلا حريريا أزرق. إذ كان على العروس في يوم زفافها أن ترتدي شيئا قديما وآخر أزرق اللون، لجلب الحظ، بالإضافة إلى شيء مستعار. ولكنن من أين لها هذا؟ نظرت حولها قلقة. ما الذي يمكنها أن تستعيره وممن؟ لقد اتصلت بروثي، لكي تحضر زفافها، رغم أن القوانين في تكساس لا تتطلب وجود شهود. ولكن لسوء الحظ لم تكن مساعدتها السابقة قادرة على المجيء، فكلا ولديها مصاب بالجذري وزوجها في عمل خارج المدينة وقد عاد والداه إلى بيتهما حالما عرفا بمرض الطفلين.

تذكرت جين الضحكة التي أطلقتها روثي عندما علمت من هو العريس، وعبثا حاولت جين أن تشرح لها سبب اختيارها ومدة العرس، إذ لم تنفك روثي عن الضحك.

ويبدو أن روثي أحست بأن جين استسلمت للحب الذي كان في الماضي يرعبها، لكن ما لم تفهمه هو أن كول لم يستسلم لها.

ضايقتها الفكرة، فحاولت التغاضي عنها وتثبيت خصلة الشعر التي سقطت على عينيها في التسريحة التي سوتها بتأنٍّ. نظرت إلى صورتها في المرآة وراحت تكلم نفسها:" تبدين عروسا.. لست عروسا سعيدة، ولكن..."

وارتجف صوتها مختنقا في حلقها.

غضبت من نفسها لأن معنوياتها انحدرت إلى هذا الحد في يوم زفافها، فاستقامت في وقفتها وأرجعت كتفيها إلى الخلف.

صحيح أن هذا ليس بالزفاف الذي حلمت به وهي صغيرة وليس الارتباط الذي خططت له عندما قررت أن تصطاد زوجا عن طريق الإعلان، ولكنه يوم زفافها. وهي لم تفشل على الأقل في الخطة التي وضعتها للزواج في الوقت المحدد.

وما قد يحصل بعد المراسم، عائد إلى القدر. لقد فعلت كل ما خططت له... ما عدا أنها تتزوج رجلا ما كان يجب أن تتزوجه، وهي تتزوجه عن حب.. والحب أمر لا تثق به إطلاقا.

شعرت بالسخرية. كانت تنوي أن تقيم زفافا حقيقيا وتتعلم أن تهتم بالرجل الذي اختارته بسبب اهتماماتهما المشتركة. ولكنها بدلا من ذلك، ها هي تتزوج رجلا أحبته بجنون، رجلا عليها التخلي عنه قريبا. كان على هذه الفكرة أن تهدئ من روعها ولكنها حطمت قلبها. الليلة، بعد المقابلة مع ج.س بارينجر، سوف يخرج كول من هذا الزواج ومن حياتها.

دق جرس الباب، فأجفلت جين لدرجة أنها كادت تصرخ.

من تراه يكون الهاتف الداعي؟ " الضيوف" الوحيدين الذين زاروها منذ وصيلها كانوا قارئي الإعلان.

ألقت نظرة على ساعتها فوجدتها قرابة العاشرة والنصف. وإذا كانت تبغي الوصول في الوقت المناسب إلى المحكمة، فعليها أن تخرج الآن. في طريقها إلى الباب الأمامي، تناولت حقيبة يدها البيضاء وقد قررت أن تسوي مسألة الطارق على الباب بسرعة.

فتحت الباب وهي تقول:" عذرا ولكنيي مستع..."

لكنها ما لبثت أن أدركت أن الرجل الواقف في ظل الشرفة هو كول.

في البداية لم تستوعب الفكرة. فالرجل الماثل أمامها كان يرتدي سترة حريرية وقميصا أبيض وبنطلون جينز. ولم يخطر لها يوما أن كول يملك سترة.. بغض النظر عن أنها حريرية.

ولكنها لن تخطئ بالتعرف إلى تلك العينين الفاتحتين. إنه كول!

تسارعت نبضات قلبها عند رؤيته وعادت تتأمل ثيابه. بالكاد صدقت عينيها! كان مثيرا ووسيما ورومانسيا وطبعا أنيقا أكتر من العادة. ورغم أنها وجدت مظهره مثيرا ورجوليا، أخافها اختياره لتلك الثياب غير التقليدية بالنسبة ليوم زفافه. وغاص قلبها لفكرة أن هذا الاختيار عائد إلى أن هذا الزواج مجرد خدعة خسيسة ولا تستحق منه تلك الجدية.

وقال لها صوت في داخلها. ولِمَ يأخذ الأمر على محمل الجد؟ فهذا الزواج مؤقت فقط، أقله بالنسبة إليه.

ـ أنت جاهزة! ظننتني سأنتظر

ـ كنت في طريقي إلى هناك

ارتجف صوتها فوبخت نفسها لضعفها أمامه.

ـ ظننتك قلت إنك ستلاقيني في المحكمة

جالت العينان اللامعتان على وجهها وكأنهما تستوعبان كل تفصيل فيه، فشعرت جين بأنها أشبه بلوحة فنية في أحد العارض. ويا لها من فكرة غريبة تراودها!

قال لها مفسرا:" إذا كان علينا أن نصل في الوقت المحدد للعشاء، فسيكون علينا الاتجاه إلى دالاس مباشرة من المحكمة. فالمسافة تستغرق ست ساعات على الأقل ومن المستحسن ألا يترك أحدنا سيارته في موقف عام"

كان كلامه منطقيا وجدت نفسها غبية لأنها لم تفكر بذلك. في الواقع، هي لا تفكر مؤخرا بمنطق.

استجمعت شتات نفسها وأشارتliilas إلى السيارة:" حقيبتي على المقعد الخلفي، هل تمانع إذا ذهبنا في سيارتي؟'

هز رأسه:" سيارتك مستأجرة ومن الأفضل ألا تسير مسافات إضافية. سأنقل حقيبتك إلى سيارتي، وبإمكان شركة تأجير السيارات أن تأخذ سيارتك من هنا"

كانت على وشك أن تجادله، لكنها لم تفعل لسببين:أولهما مسألة المسافات الإضافية، وثانيهما أن الكعب العالي الذي تنتعله ليس مريحا جدا للقيادة. ومن دون أي تعليق، أخرجت مفتاح البيت من حقيبتها وأغلقت الباب الأمامي.

وعندما أمسك كول ذراعها ليساعدها على نزول الدرج، أجفلت هاتفة: " يمكنني السير بمفردي".

لم تعرف تماما لماذا قاومت لمسته تلك بمثل هذا العنف. على الأرجح أن كبرياءها المجروحة هي سبب ردة فعلها العنيفة. فإذا كان كول يجد مسألة الزواج بها أمرا مقيتا، عليها هي أيضا أن تجد لمسته مقيتة أيضا..أو أقله أن تجعله يظن ذلك.

كانت الرحلة إلى البلدة مثقلة بالصمت وبقيت جين متمسكة طيلة الوقت بباب سيارة كول، محاولة التركيز على المناظر الساحلية وأشجار النخيل والشواطئ الرملية والبحر. ولكن الرجل الجالس إلى جانبها استحوذ على تفكيرها، بوسامته ووجهه الذي لوحته الشمس وعضلاته المفتولة.

خلال نصف الساعة التي استغرقتها رحلتهما إلى البلدة، كان أمام جين متسع من الوقت لتجد أمورا تفكر فيها عدا كول.


بعد أن لاحظت سيارته المترفة، راحت تفكر بأن عامل الصيانة هذا يفضل على ما يبدو تبذير المال الذي يجنيه على أمور ثانوية كهذه السيارة الفاخرة ذات الفرش الجلدي وجهاز الستيريو المميز. من المؤسف أنه لم يشغله، فقد أصبحت مولعة بالأوبرا الفرنسية. وحتى لو لم تكن مولعة بها، كانت الموسيقى على الأقل لتخرق الصمت المطبق.

اجتازا جسر هاربور الذي يعلن عن اقتراب وصولهما. فشبكت جين يديها في حجرها، محاولة التمسك بما تبقى لها من رباطة جأش.

بلغا آخر الجسر، فعادت جين بنظرها إلى البلدة وبذات نبضات قلبها تتسارع وشعرت بالدوار. هل هي فعلا على وشك الزواج، أو أن هذا كله مجرد حلم؟

بعد لحظات قليلة، ظهر أمامها مبنى البلدية ذو الطوابق العشرة، بلونه الحجري ونوافذه المثمنة الأضلاع.

مرا بجانب شلال مرتفع، تحيط به أشجار السنديان والمقعد المظللة، متجهين نحو موقف السيارات. ركن كول سيارته وترجل منها دون أن يتلفظ بأي كلمة. راقبته وهو يستدير حول السيارة ليأتي ناحيتها، وبينما هو يقترب، لمحت سلسلة ساعة متدلية من جيبه. عندما بلغ بابها، كانت من الوقاحة بحيث طلبت منه خدمة أخرى.

فتح لها الباب بكل تهذيب ولباقة، فأشارت إلى السلسلة وهي تسألهgolya:" هل تعيرني هذه لأستعملها كسوار؟"

انحنى لنحدق إليها إذ لم يفهم قولها:" أتريدين استعمال ساعة جيبي كسوار؟"

ـ السلسلة فقط، من أجل الزفاف.

شعرت بالسخف لكشفها أمام كول رغبتها باتباع التقاليد، لا سيّما وأنه لا يشعر بشيء حيال هذا الزواج.

ولكن كان من المهم بالنسبة إليها أن تجعل من الاحتفال حقيقة، قدر المكان. تابعت كلامها بشجاعة:" لدي غرض قديم وآخر أزرق ولكن ينقصني شيء مستعار"

نظر إليها بعينين ضيقتين، فأغاظها أن يستغرق كل هذا الوقت ليفكر بطلبها.

ـ أحتاجها لعدة دقائق فقط. لن أحول سرقتها منك

ـ حسنا

مد لها يده لكي يساعدها على الترجل
http://www.liilas.com/vb3

ـ شكرا!

قالت ذلك وهي تمسك بيده، فرافقها بضع خطوات قبل أن يفلت يدها ليفكّ السلسلة من الساعة.

ـ عليك أن تلفيها حول معصمك

ـ لا بأس! أقدر لك ذلك

ـ ما من مشكلة!

دس الساعة مجددا في جيبه. وبينما كان كول يمسك السلسلة، لاحظت جين قلادة صغيرة في طرفها. لف كول السلسلة مرتين حول معصمها الأيمن قبل أن يغلقها

أدارت القلادة نحوها وقبل أن يتمكن كول من الكلام، عرفت جين أنها تعطى في الجامعات للحائزين على درجات الامتياز والتفوق، فهي نفسها حصلت على واحدة مثلها من جامعة تكساس.

ـ من أين حصلت على هذه القلادة؟

ألقى عليها نظرة سريعة حادة ثم حول نظره إلى الحلية التي كانت تتأملها:" ماذا؟"

سألها ذلك وقد عادت نظراته إلى وجهها:" آه.. ما هذه؟ لقد ربحت الساعة في رهان وكانت القلادة في السلسلة"

شعرت جين بالارتباك:" والرجل الذي ربحتها منه، تركك تأخذها؟"

ـ ربما تخيل أنه سوف يستعيدها

ـ لكنه لم يستعدها؟

التوت شفتاه بسخرية:" وهل يبدو أنه استعادها؟"

هزت كتفيها وهي تقول:" لو كنت مكانه، لما تخليت عنها مقابل أي شيء"

ـ بلى، كنت لتتخلين عنها

ـ وما الذي يجعلك تقول هذا؟

التوت شفتاه بابتسامة ساخرة:" انظري ما الذي تفعلينه من أجل وظيفة وإذا قلت أنك ما كنت لتتخلي عن قطعة المعدن هذه من أجل الترقية، فأنت كاذبة"

لو علمت ما سيسبب لها قربها من كول من اضطراب عاطفي، لتخلت عن القلادة تجنبا لذلك. ولكن حتى في وضعها هذا، لن تترك له الكلمة الأخيرة.

ـ أكره أن أفكر في أن قلادتي بحوزة رجل متعجرف لا يعرف حتى معناها

ـ لا تقلقي آنسة سانكروفت. أنا لا أسعى وراء قلادتك الثمينة.

قال هذا ثم أمسك بمرفقها، حاثا إياها على التقدم.

ـ هيا، لننته من هذا

عند الساعة الحادية عشرة تماما، كان كول و جين يقفان وحدهما في قاعة المحكمة. لم تستطع جين أن تجد ما تقوله، أما كول فلم يُبدِ أي رغبة في الكلام كذلك. استند إلى مكتب القاضي، شابكا ذراعيه، محدقا بالكراسي بتعبير جدي وقد بدا قلقا.

نظر إليها لحظة ثم أشاح بوجهه وهو يشد على فكه. أما هي فاستمرت تحدق إليه رغما عنها. لماذا يبدو رائعا إلى هذا الحد، بطوله ولون شعره وحاجبيه المرسومين وعينيه الساحرتين وبتلك السترة الحريرية والجينز الأزرق؟ يبدو أشبه وعارض أزياء مزاجي، ينتظر بفارغ الصبر أن ينتهي المصور من التقاط الصور.

سمعت جين ضجة فاستدارت لترى قاضيا يدخل من الباب وثوبه يرفرف على الجانبين. ابتسم كول، وأخذ مكانه أمام القاضي، شارحا له أنهما قدما للمثول أمامه بهدف الزواج. وتقدمت جين بدورها، وعندما دنت منه، اشتبكت نظراتهما، فحولت جين نظرها فورا إلى القاضي الذي فتح كتابا مجلدا بتعبير جاد وبدأ بتلاوة الكلمات التي تربط جين بكول إلى الأبد.

أصغت جين إلى تلك المقاطع المألوفة، المتلوه باحترام ورصانة.

في قلبها، كانت جين تصرخ: نعم نعم نعم! سوف تحب كول طيلة حياتها، نعم نعم نعم سوف تلازمه في السراء والضراء. كانت تصرخ في داخلها"نعم" ولكن أمام القاضي وعلى مسمع كول، كانت نَعمُها همسا خجولا صادرا عن عروس خجول.

كول أيضا أجاب بنعومة، ووعده بأن يحبها من كل قلبه إلى الأبد! صدر عنه هذا الكلام بنعومة فائقة تكاد تشبه رقة العاشقين.

ألقت نظرة على وجهه فبدا لها مركزا جدا على عهوده، ولكنها خشيت أن تكون تعابيره ناجمة عن liilasالاشمئزاز الذي يشعر به بسبب تلك الأكاذيب. لا أن عينيه استوقفتاها، فقد كانتا تشتعلا نارا خطفت أنفاسها. وتمنت أن تكون النيران المشتعلة في أعماق عينيه ناجمة عن الحب لا الغضب. ولكنها أكثر واقعية من أن تؤمن بالعجائب.

شعرت بخاتم يدسّ في إصبعها وعندما أخفضت نظرها، رأت كول يمسك يدها بيده ويدس الخاتم في اليد الأخرى. وكانت لمسته عزيزة على قلبها. لمع الخاتم الماسي في إصبعها، مبهرا إياها. لم يخطر لها أن تذكر كول بأن عليه أن يحضر ختما وفاجأها أنه فكر بذلك من تلقاء نفسه.

بدا الخاتم الماسي أصليا بالنسبة إلى حلية مزيفة، كما حسبتها. ولكن حتى الماس المزيف بهذا الحجم وتلك النوعية مكلف جدا بالنسبة إلى عامل صيانة عادي.

ابتسمت له، ورغم أنها قدرت له أنه تذكر الخاتم، إلا أنها أحبت أكثر قوة يده الدافئة وهي تضغط على يدها. وعندما أفلتها، أحست بأنها فقدت شيئا غاليا عليها، لكنها بقيت تبتسم له، محولة ظهار امتنانها للجهد الذي بذله.

عندما حان الوقت لتعطيه خاتمه، دست يدها في جيب سترتها وسحبت الخاتم الذهبي الذي اشترته في اليوم السابق عندما ذهبت لتختار ثيابها. كان خاتما ذهبيا عيار 18 قيراط. كانت تعلم أن هذا الحماقة بعينها، لكن التقاليد هي التقاليد وأرادت حقا أن يكون كول... حسنا، التفكير في هذا الأمر مؤلم لا جدوى منه.

وكما هي العادة، أمسكت جين بيده. كانت أصبعه أكثر ثباتا من أصبعها المرتجفة وراحت تدعو لئلا يقع الخاتم منها. دسته في إصبعه من دون أن توقعه ثم أطلقت تنهيدة ارتياح. من حسن حظها أن قياسه كان مناسبا تماما.

كما أن ختم كول ليس مزيفا أو غنيمة ربحتها. إنه أصلي وقد اشترته خصيصا للرجل الذي تحب.

ولما كانت عاجزة عن النظر في عينيه، أرغمت نفسها على إفلات يده والتركيز مجددا على القاضي.

أومأ القاضي وابتسم ثم تابع مراسم الزفاف، غفلا عن أنه شريك في هذه المهزلة.

نظرت جين إلى الخاتم في إصبعها وهي تقاوم دموعها وتوبخ نفسها بصمت: كول يفعل ما طلبته منه. هو لا يحبك، واجهي الأمر. احصلي على ترقيتك وتابعي حياتك.

ـ يمكنك أن تعانق العروس.

لم تستوعب جين كلام القاضي في البداية، إلى أن دنا منها كول وأمسك كتفيها لتواجهه. عندئذ فهمت معنى تلك الكلمات الأربع: يمكنك أن تعانق العروس.

كم من مرة حلمت بتلك اللحظة؟ نظرت في عينيه، آملة ألا يظهر شوقها إليه على وجهها. كانت نظرته جريئة والنار التي بدت في عينيه أطلقت رعشة في كيانها. هل كان غاضبا لاضطراره إلى أن يعانقها، أو ما رأته هو الرغبة؟

أغمضت عينيها، ولم تهتم لنوع الانفعال الذي رأته في عينيه. كان هذا جنونا، ولكنها لم تهتم، كان قلبها يخفق بسرعة فرفعت ذقنها قليلا. وأحست بأنه يمسك أعصابه ويتمالك نفسه بسبب حضور الشخص الثالث معهما.

لم تتحرك يداه عن كتفيها وهو يعانقها ويحرقها بنار مشاعر لا تنطفئ.

هل يكنّ لها شعورا أقوى مما يريد الإفصاح عنه أو أنه يتلاعب بها؟ هل يفصح لها عن إعجابه أو يعبث فقط بعواطفها؟ هل كان غاضبا منها بسبب ذلك المخطط، لدرجة أنه يرفض الاعتراف بأحاسيسه؟ أو أن هذه طريقة يعاقبها بها بسبب الخطة التي أشركته فيها؟

لم تشأ أن تعكر صفو تلك اللحظة بالشكوك، فوضعت ذراعها على خصره، تحت السترة، وضمته إليها، قائلة لنفسها إن أي عروس تتشبث هكذا بعريسها أثناء زفافهما وأيا تكن مشاعر كول المبطنة، لا يمكنه مناقشة ذلك.

إذا لم يتسن لها معانقته مجددا، فسيكون لديها على الأقل هذه اللحظة لتتذكرها وتحفظهاgolya في قلبها. كان قويا وحيويا وعطره أشبه بغابة صنوبر. ت تنشقت رائحته وهي تضمه إلى صدرها، مستمتعة بخفقات قلبه، المتناغمة مع خفقات قلبها. وأحست بجسمها يتقد وبحرارته تخنقها، لدرجة أنها كادت تسقط أرضا.

لم تظن يوما أن لحظة حميمية كهذه قد تغمرها بمثل هذا الإحساس.

كانت مغرمة به لدرجة أنها لم تحتمل فكرة رحيله عنها. فشددت من عناقه وهي تتأوه. صُدمت للآهة التي أطلقتها ولا بد أن كول صدم أيضا لأنه ابتعد عنها خطوة إلى الوراء.

شعرت بجسمها يحترق وأنفاسها تنقطع عندما التقت نظراتها بنظراته، وقد أذهلها ما رأته. كان الألم باديا في عينيه، الألم! كان واضحا لدرجة أنها شعرت بقلبها يتقطع.
http://www.liilas.com/vb3




 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 16-07-09, 08:18 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8944
المشاركات: 536
الجنس أنثى
معدل التقييم: نداء الحق عضو على طريق الابداعنداء الحق عضو على طريق الابداعنداء الحق عضو على طريق الابداعنداء الحق عضو على طريق الابداعنداء الحق عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 404

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نداء الحق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

نحن بالانتظار لاتتأخري علينا

 
 

 

عرض البوم صور نداء الحق   رد مع اقتباس
قديم 19-07-09, 02:36 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2007
العضوية: 21887
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: saam2 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saam2 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



تسلم الايادي ننتظرك

 
 

 

عرض البوم صور saam2   رد مع اقتباس
قديم 20-07-09, 02:43 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41366
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: nazle عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAustralia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nazle غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

thank u for this lovely story

 
 

 

عرض البوم صور nazle   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, رينيه روزيل, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايه, شمس الحب لاتحرق .
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:40 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية