لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-09, 08:39 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

روايه فى القمه يالا يا جوليا مستنيين التكمله يا عسسسسسسسسسسسسسسسووووووووووووووووووووووله

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 12-07-09, 01:06 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

6ـ تعطلت لغة الكلام ..

عند الباب الخلفي، وضعت جين منشفة حول عنقها كالشال، وكان التفكير بتسرعها يزعجها كثيرا ماذا تظن نفسها فاعلة؟
استدارت واثقة من أن عليها أن ترتدي ذلك الثوب الأسود المحتشم وبعد خطوات معدودة، أرغمت نفسها على التوقف والتفكير مجددا
لقد ارتدت ثوب السباحة الزهري هذا لسبب ما. فعامل الصيانة ذك، الذي يعرف كل شيء والذي دفعها بسخريته للسباحة معه، سخر منها طيلة الأسبوع وقال لها إنها باردة متزمتة. وأوضح لها تماما بأنها لا تتمتع بأي إثارة أو جاذبية
حسنا، قد لا تكون قنبلة مثيرة ولكنها امرأة، تبحث عن زوج. وسخرية كول من أنوثتها زعزعت ثقتها بنفسها. لقد سئمت نظراته المتعجرفة المشمئزة وتعليقاته المستمرة حول أنانيتها وحماقة جهودها
دوافعها ليست أنانية قدر ما يظن. كانت حقا تبحث عن شريك مدى الحياة، شخص تبني معه منزلا وتؤسس أسرة
لم يكن بإمكانها أن تغير شيئا في رأيه بمشروعها ذاك لكن الليلة فرصتها لتغير موقفه منها ومن أنوثتها
لم تكن تنوي الإيقاع بكول، إنما أرادت فقط أن تزعزعه، وتغير رأيه. إنه اختبار وستثبت لكول من خلاله أنها امرأة بكل ما للكلمة من معنى. تنوي الليلة بثوب السباحة الزهري هذا أن تثير كول وتبتعد عنه منتصرة بعد ذلك
أخذت نفسا عميقا وسحبت المنشفة عن كتفيها:" حسنا كول" تمتمت بذلك وهي تفتح الباب الخلفي "هيا بنا نلهو! "
وقف كول في الماء، يتأمل الليل الخالي من الغيوم والمرصع بالنجوم اللامعة التي بدت وكأنها تنافس القمر بضوئها وجمالها، تنشق الهواء النقي، منزعجا من نفسه، ماذا دهاه ليدعو الآنسة المتزمتة للهو معه في الماء؟
أغمض عينيه وكشر عندما استعاد في ذكرته ما قاله لها :إن كنت لا تثقين بحارسك الشخصي، فبمن تثقين؟
سؤال جيد بمن تثق؟ وقال في سره إن الإجابة عن ذلك السؤال يجب أن تكون هو
خلال نصف الساعة الماضية، فكر في أنه بدلا من إجراء ذلك الاجتماع مع المرشح الأول لرئاسة شركة دالاس للمحاسبة وزوجته الليلة الماضية، كان عليه أن يخرج. كان بإمكانه أن يأخذ يخته إلى مكان أكثر رومانسية من دالاس ويتناول العشاء برفقة امرأة مختلفة عن تلك التي ندم على دعوتها منذ قليل
كان بحاجة إلى امرأة وإلا كيف يفسر الدعوة التي قدمها الآن؟
ـ لن تأتي
تمتم بذلك ولم يكن يعرف ماذا سيكون شعوره إذا لم تأت فعلا، الارتياح؟ السخط،
تناهى إلى سمعه صوت الباب ينغلق لقد أخطأ في التصور فيبدو أنها ستأتي في النهاية، ومرة أخرى تسال لماذا تقدم بتلك الدعوة السخيفة؟
راح يتساءل إن كانت قد ارتدت ثوب السباحة أم أنها جبنت وقررت أن تأتي لتقول له إنها لن تشاركه اللهو
نظر ناحية المنزل فرأى حركة وهي تخرج من ظلمة الشرفة إلى الدرجات الأمامية المؤدية الى الحديقة. ضوء القمر وتلك الليلة الصافية جعلا من السهل عليه رؤيتها. أمر واحد كان أكيدا: لم يتملكها الجبن
رؤيتها وهي تجتاز الحديقة بكتفيها المرتفعتين أرسلت في كيانه رعشة امتدت إلى جسمه كله
ـ تبا!
تمتم بذلك وهو يتساءل إن كان بإمكانه أن يبقى بعيدا عنها فمما رآه حتى الآن، كانت الأنوثة تنضح منها. ولو أجرت مقابلاتها هكذا، لوقف الآن أمام عتبة المنزل صف طويل من الرجال المستعدين للزواج بها
سمع صريرا فعرف أنها أقفلت بوابة الحديقة وأنها تقترب من الرمال. وعندما وصلت على بعد حوالي عشرين خطوة منه، رأى أنها ترتدي ثوبا كاشفا أكثر مما تصور أنها ستنتقي

اقتربت أكثر وذقنها مرفوعة وكانت تجر المنشفة على الرمل خلفها فبدا المشهد مثيرا للغاية توقفت على بعد خطوات منه، وكان ذلك قرارا حكيما، ثم رفعت ذقنها قليلا بشيء من التحدي. لم يستطع أن دون الإعجاب بها، لكنه أخفى ذلك بنظرة ساخرة:" لم تتمكني من العثور على قسم الألبسة المحتشمة؟"
ـ بل وجدته
وتركت المنشفة تسقط على الرمل ووضعت يديها على وركيها وتابعت:" لكنني تجاهلته"
ـ هذا واضح
شعر برغبة في الابتسام إزاء ما تظهره من تحدي، لكنه قاوم ذلك. ولو علمت بما يدور في فكره من أفكار وصور مثيرة، لهربت إلى المنزل وهي تصرخ. ولكن لسوء الحظ لا يمكنه أن يبادرها بأي شيء مما يفكر فيه، لأنه حارسها الشخصي
ـ ما الذي جعلك تفعلين هذا؟
هزت رأسها وعلت ثغرها ابتسامة متحدية" أنا أعمل في شركة محاسبة ولا أسبح فيها"
ـ طبعا
ـ حسنا أنت ملك اللهو. مذا سيجري الآن؟
سألته هذا ثم شبكت يديها خلف ظهرها فما كانت من هذه الحركة إلا أن أبرزت صدرها الناهد أكثر فأكثر
طال الصمت دهرا، فكررت سؤالها وقالت:" إذا، أنا هنا جاهزة للهو"
حدق إليها، فتملكته الرغبة في معانقتها. وقبل أن يفقد صوابه تماما، شعر بحاجة للابتعاد عن تلك الحورية
ـ لقد غيرت رأيي آنسة سانكروفت.
بدا صوته أشج أكثر مما أراده أن يكون" أظنني سأسبح... بمفردي"
ما معناه: حارسك الشخصي منجذب إليك على ما يبدو، لذا قبل أن أندم، دعيني أضع مسافة بيننا. http://www.liilas.com/vb3
كان غاضبا من نفسه، فأدار ظهره وتوجه إلى الماء حيث اختفى بين الأمواج بكل ما أوتي من عزم وقوة
لم تعرف جين كم مضى من وقت لتستوعب أن كول تركها عند الشاطئ هي وثوب السباحة الزهري. خيم الصمت مجددا ولم يكن يخرقه سوى صوت الأمواج التي تأتي لتعانق الرمال وتذوب فيها. في لحظة ما، وجدت نفسها جالسة، تدفن أصابعها في الرمال. هل يمكن أن تضعف معنوياتها أكثر من ذلك؟
كان عليها أن تجد زوجا، لطيفا وناجحا يمكنها أن تعتاد على حبه. فكيف لها أن تكمل بحثها إذا سمحت لنفسها بأن تعتقد أن لامبالاة كول تجاهها ليست سوى نسخة من شعور الرجال جميعا؟ هل خدعت نفسها بالتفكير في أنها جذابة ومثيرة؟
أغمضت عينيها وشدت قبضتي يديها في الرمل.
لا! هذه الفكرة مريعة وكانت على وشك أن تبكي. بعد لحظات، بدأت تلوح أمامها فكرة أخرى. لم تسمح لعامل الصيانة ذك بأن يكون له تأثير قوي على ثقتها بنفسها؟ فهو لا يتحلى بأي طموح أو منصب. وقالت لنفسها أن تكف عن التفكير في ذلك الرجل الذي لم يكن مناسبا لها أكثر من... تلك البطة التي تبعته إلى شق الماء بجسمه الضخم
ـ طائر غبي!
كانت غاضبة من نفسها لأنها سمحت لكول بأن يجعلها تشك في نفسها، فرفعت نفسها عن الرمل واستدارت ناحية المنزل لكنها سرعان ما اصطدمت برجل ضخم كبير.
صرخت وهي تتراجع إلى الخلف. وقبل أن تسقط أرضا، أمسك بها أحدهم من ذراعيها، مثبتا إياها في مكانها
تملكتها غريزة الدفاع عن النفس فجاهدت لتحرر نفسها من قبضة الرجل وتنجو بروحها لكنها لم تستطع أن تفلت منه. فتحت فمها لتصرخ لكنها رأت تلك اللحظة أن من يأسرها هو الشخص الذي أسر أفكارها منذ لحظات.
ـ أنت! كيف... كيف تجرأت..
هزت رأسها محاولة أن تستوعب أن كول لم يعد يسبح بعيدا. إنما هو واقف أمامها. يأسرها بيديه الحديديتين. كان الماء يقطر من وجهه وصدره وشعره، مبرزا تقاسيمه وبنيته العضلية. وصرخ صوت في داخلها: كيف تجرأت أن تخطف أنفاسي بهذا الشكل؟
شد على فكه منزعجا، فقررت أن تهاجمه أولا:"ماذا تظن نفسك فاعلا؟"
ـ اصطدمت بك
ـ ظننتك تسبح
ـ كنت أسبح
راقبها بعينين ثابتتين وغامضتين:" ولكن الآن انتهيت"
وشعرت بكلماته تلسعها فراحت نبضات قلبها تتسارع حتى كادت تسمعها تدوي في أذنيها. أرادت أن تبدو قاسية عديمة الصبر مثله، فقررت أن تتحول لى صخر:"حسنا.. هذا وا..."
وقبل أن تتمكن من إكمال جملتها، دنا منها على حين غرة وسحق جسدها بجسده المبلل
ضاع الكلام بينهما وابتدأت لغة الجسد والإحساس. كانت أحاسيس جديدة عليها لم تختبرها من قبل. أخذت نفسا عميقا وتنشقت رائحته الممزوجة بشذا البحر، فأحست بالدوار يتملكها
تراجع قليلا عنها وهمس في أذنها لكنها لم تستطع أن تفهم ما كان يقول لها
ـ همم؟
سألت ذلك بصوت حالم وهي تتشبث به، مستسلمة. فتمتم:" قلت إن عناقك بحاجة لتمرني قبل أن تجري التصفيات بحثا عن عريس المستقبل" http://www.liilas.com/vb3


*****

 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 12-07-09, 01:12 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

7ـ من يطفئ النار؟
http://www.liilas.com/vb3
جلس كول إلى مائدة المطبخ في بيته الصغير المؤلف من غرفتين وراح يحدق إلى فنجان القهوة وقد فرغ نصفه. لم يستطع أن يبعد تفكيره عن الليلة الفائتة وتصرفه الجنوني. ما الذي دفعه للعودة إلى ذلك الشاطئ؟ لماذا اقترب من جين وعانقها؟

جددت الذكرى تلك المشاعر فيه، فوضع الفنجان بعنف على الطاولة كابحا الأحاسيس التي تملكته

جافاه النوم طيلة الليل وراح يشتم نفسه ويتساءل عما دهاه ليقول لجين إن عناقها بحاجة إلى التمرين، فقد كان من الروعة بحيث يمكنها أن تعطي محاضرات في هذا المجال. أحس بالذنب وأمضى ساعات يتصارع مع عقله ويتكهن بالسبب الذي جعله ينطق بكذبة كهذه. ولم يعثر على الجواب إلا قرابة الفجر...، كان ذلك golya مجرد محاولة لوضع مسافة بينه وبين امرأة مخططة، شعر بانجذاب غريب وقوي نحوها

لقد عانقها، فأرسل عناقها نارا آكلة في كل عصب من جسمه، لكنه سرعان ما تذكر حب والده لأمه، ذلك الحب الذي لا أمل منه، فشعر بالانكماش والرفض. شعر وكأنه بحار غرقت سفينته. لم يؤثر فيه عناق أي امرأة كما حدث معه اليوم... أو بالأحرى لم يؤثر فيه أي عناق إطلاقا.

لم لا تزال ذكرى جنيفر سانكروفت في ذهنه؟ ولماذا ترفض تلك المشاعر التي أحسها معها أن تتلاشى؟ كان ذلك لغزا مربكا

ولكي يبعد تفكيره عن عناق امرأة ما كان يجدر به أن ينجذب إليها، فتح الكمبيوتر المحمول وقرر أن يعمل على تحليل الجداول الخاصة بنواب الرئيس الثلاثة في شركة دالاس للمحاسبة. كان قد أنهى الجدول الأول العائد لملفين سيلز، نائب الرئيس الذي تناول العشاء معه ومع زوجته ليلة الخميس، وهو رجل ذكي وهادئ وجاد. ثم انتقل إلى جدول جنيفر سانكروفت. وكان قد دون في قائمة " المشاكل المحتملة" أنها عملية جدا، لا تثق بغرائزها ومجردة من العاطفة

مجردة من العاطفة؟ بعد ذلك العناق؟

أطلق شتيمة خافتة ما باله لا ينسى ذلك العناق!

أخذ رشفة من قهوته الباردة ثم كتب" مهووسة بمهنتها"

هل ذلك سيء؟ ما كان ليكتب ذلك عن ميلفين لو كان عازبا؟ فملفين لديه زوجة تهتم بأولاده الثلاثة بينما يعمل هو أربعين إلى ستين ساعة في الأسبوع ويسافر لحضور الاجتماعات والمؤتمرات. محا ما كتبه ودون في الخانة:" تهتم كثيرا للحيوانات"

لم يكن لذلك علاقة بالعمل ولم يدونه حتى في الخانة المناسبة ولكن منظرها على الشاطئ وهي تحمل تلك البطة المرتبكة، جعله يبتسم. لقد كانت خائفة جدا ولكنها مصممة تماما على المساعدة وهذا دليل شجاعة، وهو أمر ضروري لأي قائد صالح.

ثم كتب "تطهو الروستو بشكل ممتاز" ربما لم تقر بأنها ماهرة في الطهو وربما لم تكن تطهو كثيرا ولكن ما حضرته كان جيدا

فقد بدا من الواضح أنها تنشد الكمال في ما تفعله ولا تدعي شيئا تجهله هل هذا نقص؟ وهل عليه أن يدونه في خانة الحسنات أو خانة السيئار؟ الم يكن هو مثلها من نواح كثيرة؟

"فتاة ظريفة" استند إلى الخلف في كرسيه وراح يحدق في الكلمتين اللتين طبعهما مذا دهاه؟ وإذ غضب من نفسه لهذا التعليق الغريب غير المحترف، محاه في الحال

هل فقد صوابه؟

عليه أن يعود إلى العمل: عليه أن يقيم الإيجابيات والسلبيات، لا أن يفكر في الحب

أكمل الطبع على الكمبيوتر "ابتسامة لطيفة". تبا! ما خطبه اليوم؟ هل ابتعاده عن النساء في الفترة الأخيرة وتفاجؤه برقة عناقها قضيا على سلامة تفكيره؟

من الأفضل ألا يكون ذلك حبا. حب؟ من أين جاءته هذه الفكرة؟ ما يشعر به لا يمكن أن يكون حبا. هو لا ينوي إطلاقا أن يهب قلبه لامرأة أنانية لا تهتم سوى بمصلحتها الشخصية

لو كانت الآنسة سانكروفت تعلم أنه ج.س بارينجر العجوز، لارتمت في أحضانه في الحال، فهو يعرف كيف تتصرف أمثلها من النساء، ورغم أن فكرة وجودها في حضنه أطلقت في كيانه رعشة لم يكن يرغب فيها، الا أنه لم يكن ينوي أن يمشي على خطى والده ويقترف الخطأ الذي ارتكبه قبله

قرع على الباب سرقه من أفكاره، فنظر مجفلا إلى ساعة يده. إنها الثامنة صباحا، واليوم نهار السبت

ـ مهلا لحظة!

هتف بذلك وقد بدا انزعاجه من أفكاره المشوشة واضحا جدا. هز رأسه، محاولا تبديد مزاجه السيء، ففي النهاية لا تستحق جنيفر سانكروفت منه كل ذلك التفكير

ـ من الطارق؟

-هذه أنا!

عبس وهو يحدق إلى الباب، وبعد لحظة من التردد، أغلق جهاز الكمبيوتر وغطاه بالصحيفة ثم نهض من مكانه واجتاز الغرفة ليفتح الباب

كانت تقف هناك قلقة وقد سرحت شعرها بيدها وأقفلت الزر الأعلى من قميصها باليد الأخرى

ـ أنا في ورطة

قالت ذلك وقد بدت مضطربة

ـ يبدو أن روثي أعطت أحدهم موعدا اليوم. أتى رجل للتو وكنت لا أزال في ثياب النوم. استأذنت منه لآتي إلى هنا و...علي أن أجري المقابلة، لكن..لكن أفضل ألا أكون بمفردي

مررت يدها بعنف في شعرها، فسقط منه المشبك وعندما انحنت لتلتقطه، كان كول قد سبقها إليه، واستقاما سويا في وقفتهما ليعيد إليها المشبك بعد ذلك

ـ شكرا!

تمتمت بذلك محاولة ألا تلتقي بنظراته. فعرف أنها تتجنب عينيه، ذلك أنها حتى تلك اللحظة لم تنظر مرة إلى وجهه. ولكن هل يمكنه أن يلومها؟ فبقدر ما عذبته ملاحظاته المزعجة عن عناقها، بقدر ما طعنتها في الصميم. وهو بذلك يدين لها باعتذار

ـ علي العودة. هل ستساعدني أم لا؟

شعر بأنه نذل حقير، فأومأ موافقا:" بالطبع! سأحضر العدة

لمحة الارتياح التي غيرت ملامحها أثرت فيه أكثر مما يجب

ـ شكرا

قالت ذلك وقد نظرت أخيرا في عينيه لكن تلك اللحظة كانت سريعة فما لبثت أن استدارت وتوجهت إلى الشرفة عائدة من حيث أتت، لكنها سرعان ما نظرت مجددا إلى الخلف مترددة:" ما كنت لأطلب منك ذلك لو وجدت أمامي حلا آخر

دس يديه في جيبي بنطلونه الأماميتين وقال:" اسمعي جين.. أنا آسف وشأن التعليق الذي قلته بشأن..."

ـ من حقك أن تبدي رأيك

قاطعته لتقول ذلك بعينين قلقتين جعلتاه يشعر بأنه ابتلع زجاجا مسحوقا

ـ نعم لكن..

انغلاق الباب ورؤيتها تبتعد جعلاه يدرك بأنها لا تنوي مناقشة الموضوع. جنيفر سانكروفت امرأة فريدة ومحبطة

أطلق شتيمة خافتة، واستدار ليبحث عن عدته.

دخلت جين غرفة الجلوس لتوافي ذلك الرجل الذي زارها في وقت غير متوقع.

ـ سيد ماك دوموت. أنا آسفة، فمساعدتي اضطرت للرحيل فجأة ولم أكن أعرف أنها أعطت مواعيد خلال العطلة الأسبوعية

أدعى ماك دونيت، كيفين ماك دونيت!
صحح لها الاسم وهو ينظر من فوق كتفه إليها لم يكن يبتسم شأنه شأن كل من سبقه، وانزعاجه زاد من ثقتها بنفسها

ـ نعم سيد ماك دونيت بالطبع

جلست على الكرسي، محاولة أن تبعد تفكيرها عن كول. فالتأمل في بتصرفها الوضيع في الأمس معه كان يقضي على تماسكها

بدأت تدرك على مضض بأن ما تحبه في الرجل ليس الشيء نفسه الذي تحتاجه، وكان كول مصيبا عندما نبهها إلى أن الرجال الناجحين لن يقبلوا بمشروعها هذا ولن يوافق معها سوى أقلهم حظا ونجاحا، وهم أشخاص لم تكن لهم أي احترام

مع ذلك، كانت تأمل بأن تجد شخصا، أو ثلاثة أشخاص مناسبين وموافقين قبل مساء الثلاثاء، وهو الموعد الأخير الذي حددته للجولة الأولى من المقابلات أما أيام الأربعاء والخميس والجمعة من الأسبوع التالي، فكانت مخصصة لإجراء مقابلات معمقة مع الرجال الثلاثة الدين بلغوا التصفيات

ـ نعم، أظنني مهتم بالأمر. فأنا في الواقع أفكر في الاستقرار.

أجفلت جين عند سماع ذلك وقد كانت مستغرقة في أفكارها:" عفوا؟". رفعت جين نظرها إلى المتحدث. في البداية، شعرت بفراغ في ذهنها رافضة أن تستوعب ما قاله. بدا لها أنها لمحت في عينيه شيئا من الاهتمام، لم تره لدى الآخرين. فأحست باضطراب شديد وغثيان لم تستطع وصفه، فابتلعت ريقها بصعوبة.

انفتح الباب الأمامي فتحول نظر جين تلقائيا نحو كول الذي دخل وغلق الباب خلفه. كان عاري الصدر وعلى خصره حزام العدة. وكانت كل حركة منه تسبب باحتكاك الأدوات التي يحملها، فبدا لها رجلا قويا ينضح رجولة. شخصت نظراته لحظة إليها، فشعرت بالحرارة تغزو جسمها، ثم حول بصره إلى الرجل الجالس برفقتها

ـ آسف على التطفل!

حدق السيد ماك دونيت بكول من فوق كتفه، وأجلى صوته وبدا واضحا أنه تشنج فجأة

كانت جين منزعجة ومتألمة لما حصل في الأمس، لدرجة أنها أرادت أن تكره كول. ولكن ما أن دخل حتى وجدت صعوبة في التقاط أنفاسها. كما أن الجو المتوتر الذي ساد في الغرفة أصابها بالدوار، وكل ما أمكنها فعله هو الجلوس هناك، مشتتة الأفكار، منزعجة لضيق نفسها

ـ من.. من هذا؟

سألها ماك دونيت ذلك بصوت يشوبه القلق، فأجابته بلهجة مرتجفة:" لا تقلق كيفن! إنه فقط عامل الصيانة"

وبنظرة مكرهة نحو كول، قالت له :"تفضل لن يزعجنا"

تمنت فقط لو كان ذلك صحيحا فهو فعلا يزعجها حتى أن ملاحظته القاسية في الليلة الفائتة لم تقلل شيئا من سحره وجاذبيته

ـ نعم سيدتي

وعندما استدار كيفن مجددا نحو كول، هدده بصمت كما لو أنه يقول له حذار أن تقترب منها

ـ مرحبا!

ألقى كيفن التحية على كول الذي أومأ له مكشرا قبل أن يتجه إلى مؤخرة المنزل. وقبل أن يختفي، أضاف بوضوح:" نادني إذا احتجت لأي شيء آنسة سانكروفت"

عندما نظر كيفن مجددا إلى جين، بدا متوترا ويبدو أن اقتباس كول دور طرازان قد فعل فعله

شعرت بالأمان بفضل تمثيلية كول، فشبكت ساقيها وركزت على الرجل الجاد الجالس إزاءها

ـ اعذرني على المقاطعة ولكنني امرأة تهتم كثيرا بحسن إدارة الوقت. ولو أن رأيت شيئا يجب أن ينفذ، فإنني لا أؤجله بأي شكل، حتى ولو سبب ذلك بعض الإزعاج

أومأ ماك دونيت وقد بدا أقل توترا بعد رحيل كول:" أنت محقة"

قال ذلك ثم مال إلى الأمام ووضع يديه على ركبتيه وراح تخبرها عن عمله كمدير في مركز دالاس التجاري. سمعت جين بعض النتف من الحديث وكلمات مثل "تسويق" و "حاجات موسمية". فخشيت أن تكون قد سهت عن الموضوع، لذلك اكتفت بالابتسام
http://www.liilas.com/vb3
ـ هذا مثير للاهتمام!

قالت ذلك فأزعجها أن تتذكر ما قاله كول على هذه العبارة. غير أنها نبذت تلك الذكرى من ذهنها وحاولت التركيز

ـ أخبرني عن نفسك، كيفن، عن هواياتك واهتماماتك

بادرته بهذا الطلب وهي تجاهد لكي تبقي أفكارها مركزة مع هذا الرجل فهو في النهاية لا يزال في ضيافتها ويبدو مهتما

لم يكن سيء الشكل.. طويل القامة، نحيل الجسم، وبني الشعر. أنفه رفيع وابتسامته لطيفة رغم أنها ليست مرحة، ربما بسبب اضطرابه. أشفقت جين عليه وحاولت أن تجده جذابا

كان لا يزال يتكلم عندما دق جرس الباب عريس آخر؟ تنهدت جين مكتئبة، إذ خشيت أن تكون روثي قد أعطت مواعيد طيلة النهار

مدت يدها لكيفن وسألته ن كان مهتما بالعودة مجددا من أجل مقابلة أكثر تفصيلا نهار الأربعاء القادم. وعندما وافق على اقتراحها، رافقته إلى الباب، شارحة له أن اللقاء الأخير سيستغرق وقتا أطول.

وعندما غادر، استقبلت جين الرجل الثاني، محاولة أن تبدو سعيدة. فعلى الأقل، انتقل رجل إلى مرحلة التصفيات، رغم أنها لم تكن فرحة تماما، إنه ذكي وحسن الشكل، يود الاستقرار والإنجاب ولم يكن لديه أي مشكلة في أن تكون المرأة هي المعيل الأساسي في المنزل وكل تلك النقاط كانت تعمل لصالحه.

ولكن من المؤسف أنها لم تشعر بأي انجذاب نحوه

عند الساعة الخامسة من بعد الظهر، انتهت المقابلات. ونظرا لاقتراب انتهاء المهلة، شعرت جين بالاضطراب والتعب وعدم التركيز. كان كيفن ماك دونيت، أول الذين قابلتهم اليوم،golya أفضل مرشح حتى الآن. ولكنها لسبب ما، لم تكن سعيدة كثيرا بوصول أحد إلى مرحلة التصفيات

عند رحيل آخر رجل لليوم، غادر كول المنزل. فراقبته جين يبتعد وهي تشعر بمزيج من الارتياح والكآبة، لكنها لم تشأ أن تحلل ذلك. كان الإرهاق يتملكها، فأعدت سندويشا من فضلات الروستو الذي حضرته في اليوم السابق ووقفت أمام مائدة المطبخ، تأكل بغير شهية. لاحظت أن شريط الأوبرا الفرنسية لا يزال أمام آلة التسجيل، فوضعته في الجهاز. وعندما أنهت طعامها، ملأ الصوت الأوبرا لي سكون المكان. بعد ذلك وضعت كوبها وصحنها في الجلاية الكهربائية وصعدت إلى الطبق العلوي لتستحم وتخلد إلى النوم

لكن أملها في الحصول على ليلة هانئة حالمة كان ضئيلا جدا.

انتهت أغاني الشريط، فبدأ مجددا وبدا أنها ضغطت على زر التكرار من دون انتباه.

وتماما كما خشيت، لم تجد إلى النوم سبيلا، لا سيما وأن تلك الموسيقى الفرنسية راحت تتكرر وتتكرر، مذكرة إياها بصوت كول. لماذا لم تستطع النزول إلى المطبخ لتطفئها؟

يوم الأحد بعد الفطور، كانت مرهقة والسواد باديا تحت عينيها. أخذت دفتر الملاحظات وراحت تراجعه، راجية أن تكون قد أغفلت عن رجل يرضى بعرضها واستوفى شروطها

وبعد ساعتين من التدقيق والتمحيص في تلك المعلومات المفصلة التي دونتها، اعترفت بأنها لم تمر مرور الكرام على أي من المتقدمين "للوظيفة" ولم تغفل عن أي منهم

أعادت الأوراق المخيبة للآمال إلى حقيبتها وقررت أن تأخذ قسطا من الراحة

كانت بحاجة إلى الراحة وللقيام بنشاطات تعيد إليها حيويتها، فلا يزال أمامها يومان كاملان من المقابلات وعليها أن تكون واعية ومرتاحة ومركزة

ـ يا رب امنحني بعض الخيارات!

تمتمت بذلك وهي تنظر إلى السماء، في الأمس، بدا لها كيفن ماك دونيت خيارا جيدا. ولكن الآن، فكرة الزواج منه ترعبها جدا، فأملت أن تكون ردة فعلها هذه نتيجة طبيعية للإرهاق الذي تعانيه وإذ اتخذت قرارها ارتدت البكيني الزهري اللون، ولو كان كول على الشاطئ، فإنه لن يستطيع أن يتجاهل تلك الآنسة الزهرية

ـ لن أدعه يسيطر على عواطفي وانفعالاتي!

خرجت من المنزل ونزلت الدرج شامخة الرأس، لم تشأ أن يرى كول في وقفتها أي لمحة خوف أو ارتباك

حاولت أن تحدد مكانه بطرف عينها لكنها لم تجده. أفضل!

واتجهت ناحية البوابة الحديدية وهي تفكر بالاسترخاء والسباحة تحت أشعة الشمس

بعد لحظات، كانت جين متمددة على بطنها تلتقط أشعة الشمس خيوطا ذهبية دافئة. أغمضت عينيها واسترسلت في الإصغاء إلى صوت الأمواج وقد تملكها النعاس، وهل هذا غريب؟ فهي لم تنم إلا لحظات متقطعة منذ جاءت إلى هذا المكان منذ أسبوع تقريبا

وذنب من هذا؟ دفنت وجهها في ذراعها، محاولة إبعاد تفكيرها عن كول وتركيزه على الشمس الدافئة وصوت المياه المنعشة

سمعت جين صوت بطة فأجفلت وتفاجأت لأنها غطت في النوم

ـ أنا آسف!

عرفت على الفور هذا الصوت الذكوري وأدركت من مصدره أن كول يقف فوقها تماما. اعتذاره الهادئ أربكها "على ماذا؟" واستدارت لتحدق إليه

ـ لقد أيقظتك البطة. رأيتك تقفزين من مكانك.

كان يرتدي ثيابا أقل من العادة، اقتصرت على سروال أسود قصير وكانت بشرته تلمع بللا، وهذا المظهر كان فعلا مثيرا للارتباك.

تسارعت خفقات قلبها، فغضبت من نفسها لتجاوبها، وفي خطوة منها للدفاع عن النفس، أغمضت عينيها واستدارت ناحية البحر.

ـ إذا رحلت أنت وبطتك، فيمكنني النوم مجددا.

ـ هل وضعت على جسمك كريما واقيا من الشمس؟

ـ بالطبع، فبغض النظر عما تظنه، أنا لست غبية

ـ بشرتك فاتحة اللون. احترسي.

ـ شكرا أمي

تعالى زعيق البطة مجددا في الهواء، فقالت جين:" أنا لا أتكلم معك أيتها البطة، بل مع تلك الإوزة الكبيرة المزعجة"

ـ إذ كنت تقصدينني أنا، فعليك أن تغيري الكلمة، لأن الإوزة أنثى وليست ذكرا.

قال ذلك بضحكة ساخرة خافتة، فلم تستطع جين كبح نفسها واستدارت ناحيته رافعة حاجبها. لقد طفح الكيل!

ـ ارحل، هيا ارحل الآن

اختفى تعبير التسلية عن وجهه:" كان عليك أن تدعيني أدهن المزيد من الكريم الواقي على ظهرك

أطلقت تنهيدة عنيفة متذمرة:" حتى لو احترق ظهري، لن أدعك تقترب وتطفئ ناره. مفهوم؟"

ـ مفهوم تماما!

قال ذلك، لكنه لم يتزحزح من مكانه

ـ أليس لديك عمل تقوم به؟

ـ إنه يوم إجازة

ـ خذ إجازتك في مكان آخر

علا صوتها طبقة كاملة وذعرت عندما اكتشفت أنها تركته يؤثر فيها مجددا. لم لا تستطيع أن تتمالك نفسها أمام هذا الرجل؟

هز كتفيه مسمرا نظراته عليها" كان من المفترض أن يكون أمس يوم إجازة أيضا"

شعرت جين بطعنة من الذنب:" كم تتقاضى في اليوم؟ سأعوض عليك يوم البارحة"

ـ لا أريد مالك آنسة سانكروفت

فصرخت في داخلها: golya ماذا تريد إذا؟ أن تثير جنوني؟

لكنها عندما سألته، اكتفت بالجزء الأول من السؤال

ـ ماذا تريد إذا؟

عندما سألته هذا شعرت بشيء من الانزعاج لما يتضمنه ذلك من تلميح ومعنى

لمع شيء في عينيه، لكن ذلك حصل بسرعة كبيرة لم تعرف ما معناه

ـ لا أريد شيئا منك، ولا شيء

ـ بل أظنك تريد شيئا. أنت تريد أن تقضي على ثقتي بنفسي

علت التكشيرة وجهه وبدا مذهولا فعلا. بينما تابعت كلامها متحدية إياه:" لن تقضي عليها أؤكد لك، ولمعلوماتك انتقل أحدهم إلى مرحلة التصفيات. وهو رجل مذهل! وهذا ليس بكل شيء فأنا أتوقع أن أعثر على رجلين آخرين قبل يوم الأربعاء

جلست منتصبة وتابعت معركة التحدي: " ما رأيك بهذا؟"

حدق إليها وكأنه يفكر في كلامها. وبعد لحظة طويلة قال:" بما أن غبيا واحدا يولد كل دقيقة، فإنني لا أستبعد عثورك على ثلاثة"

وعندما أنهى كلامه سار نحو الماء.

صدمت جين بكلامه وهدوئه وشدت على قبضتيها وهي تحدق إليه. وصرخت به وهو يغطس في المياه:" إهاناتك لا تزعجني! لا ترحل عندما أتكلم معك"

أمرته بذلك ولكنه كان قد أصبح تحت الماء، بعيدا عنها.

تهادت البطة حتى وصلت إلى طرف الماء وراحت ترفرف بجناحيها راغبة في اللحاق به.

ـ بطة غبية، كيف تحتملين البقاء بجانب نذل متعجرف كهذا؟

مررت يدها المرتبكة في شعرها ثم نهضت وأمسكت منشفتها. لقد حان الوقت لكي ترتدي ثيابها على أي حال، فآخر ما تحتاجه هو أن تحرقها الشمس فيهزأ منها أكثر.



خلال النهار، بدا لها كول في كل مكان، يقطع حبل أفكارها بينما كانت تجلس على الشرفة تراجع بعض استراتيجيات المساعدة في إجراء المقابلات.

لماذا تعذبها ذكرى عناقه إلى هذه الدرجة بينما وجده هو ناقصا ويحتاج للتمارين؟

كانت مقابلات يوم الثلاثاء على وشك أن تنتهي ومنذ غطس كول في الماء يوم الأحد، رفضت التكلم معه. ورغم أنه ظهر عدة مرات عند الباب يومي الاثنين والثلاثاء، متقمصا دور الحارس الشخصي الشرس، إلا أنها بقيت غاضبة وممتعضة

كان أداؤه مقنعا جدا بالنسبة إلى الزبائن وقد عرفت جين ذلك من شحوبهم عندما يدخل كول كأنه يدافع عن ممتلكاته الشخصية. غير أنها كانت ترى أن تحت قناع التمثيل ذلك، لم يكن حارسها الشخصي المزعوم يهتم مثقال ذرة لأمرها

يوم الاثنين، انتقل رجل آخر إلى المرحلة النهائية. كان مصور الأعراس جيم ويمر في سن جين ويحب لعبة كرة المضرب. لم تكن جين تعلم شيئا عن هذه اللعبة ولكن ربما تصبح كرة المضرب من الهوايات المحببة إليها في يوم ما

كان جيم بهي الطلعة، أشقر الشعر، بني العينين. أما ابتسامته فبدت ساخرة ولعلها مربكة بعض الشيء لكنها واثقة من أنها ستعتاد عليها

كان جيم ويمر رجلا ضخم الجثة ولكنه لا يفوقها طولا بكثير. ونظرا لعمله مع الناس، يتمتع بقدرات تواصل مذهلة وبشخصية محببة. ورغم أنه لم يتأنق في ملبسه لهذه المقابلة، إلا أنه كان مرتبا ونظيفا

إذاً في الإجمال، كان يتحلى بالمواصفات اللازمة

يوم الثلاثاء لم يكن جيدا تماما. عند الساعة الرابعة، شعرت جين بألم في رأسها، فقد شهدت يوما سيئا التقت فيه رجالا سيئين. وبدأت تفقد الأمل بالعثور على الرجل الثالث الذي كانت بحاجة ماسة إليه

عندما غدر الرجل الذي أتى عند الثالثة والنصف، أطلقت تنهيدة يائسة

سمعت هدير سيارة جديدة فعرفت أن آخر رجل لليوم وصل. أغمضت عينيها متوسلة الله أن يكون مناسبا ثم ضبطت تعابيرها لكي تبدو واثقة ومتفائلة وعندما فتحت الباب، ابتسم لها رجل طويل القامة وقوي البنية

للمرة الأولى في هذا اليوم، لم تشعر برغبة في صفق الباب في وجه الواقف أمامه. عرّفت عن نفسها واتجهت إلى الأريكة، فعرّف بدوره عن نفسه: فان أليسون، دكتور فان أليسون. طبيب تخدير في أواخر الثلاثينات من العمر وقال لجين إنه سئم تخدير الناس ويريد أن يجرب تأليف القصص

قل ممازحا:" أريد أن أبقي الناس يقظين، من باب التغيير فقط"

فوجدت جين نفسها تبتسم من كل قلبها وفي سياق المقابلة، أخبرها الدكتورأليسون أنه يهوى الطهو ويحب الأولاد ولا يمانع في أن يهتم بهم طالما أنه سيكتب قصته في المنزل. وهذا ليس كل شيء، فهو أيضا يملك ما يكفي من مال ليتقاعد باكرا ويفعل ما يحلو له حتى أنه كان متحمسا لفكرة االزواج!

بالكاد استطاعت جين أن تصدق الحظ الذي حالفها لقد عثرت أخيرا على المرشح الثالث لمرحلة التصفيات النهائية وهو رجل وسيم، أنيق ومتحضر، يتمتع بنفس الرؤية التحليلية التي تتحلى هي بها في ما تخص العلاقات

وعندما غدر عند الخامسة والنصف، شعرت جين بالارتياح وقد اطمأنت على فلسفتها ونظريتها التي تدافع عن الزواج بين أصحاب الأهداف والمصالح المشتركة. استندت إلى الباب وهي تبتسم" إذا كول؟ لا يمكنك أن تنعت دكتور أليسون بالغبي!"

*******

نهاية الفصل السابع ..


بنات سوري لو كنت تأخرت عليكم بس جاتني انفلونزآ اليومين الي راحوا ..

ورح اكتب كمان كم فصل وانزلها سوآ ..
http://www.liilas.com/vb3







 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 13-07-09, 12:44 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 90105
المشاركات: 270
الجنس أنثى
معدل التقييم: moura_baby عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
moura_baby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور moura_baby   رد مع اقتباس
قديم 16-07-09, 05:24 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8ـ التصفيات النهائية
http://www.liilas.com/vb3

ابتلعت جين قرص أسبرين، محاولة بذلك القضاء على الصداع الذي بدأ يؤلمها كثيرا وقد بدأت تكتشف أن إجراء مقابلة لعريس انتقل إلى مرحلة النهائيات أمر مثير للتوتر
كان كيفن ينتظر في الخارج على الشرفة، بعد أن وصل على الموعد بالضبط، عند الساعة العاشرة تماما.كان يرتدي سروالا قصيرا وقميصا رياضي فبدا في مظهره هذا ظريفا وأقل تحفظا مما كان عليه يوم السبت
اقترحت عليه أن يتمشيا قليلا على الشاطئ ويتحدثا. وبينما دخلت هي إلى المنزل لتأخذ الدواء، بدأ هو ينزع جاربيه وحذاءه
أملت أن يكون اليوم عفويا ومسليا لكنه لم يكن كذلك، فهي وكيفن ليسا منسجمين كثنائي. أرادت فعلا أن تشعر بالانجذاب نحوه. لقد حاولت ولا تزال تحاول فما المشكلة إذا؟
نظرت إلى ساعة يدها فوجدتها الثانية والنصف. تنشقت الهواء العليل لتقوي عزيمتها ثم خرجت إلى الشرفة
أجبرت نفسها على الابتسام وقررت أن تمنح كيفن ساعة إضافية. سيكون التنزه على الشاطئ والتحدث عن أي شيء يخطر لهما، أشبه بامتحان نهائي له. ولم تكن تعلق آمالا كبيرة على مرشح الزواج هذا ولكنها رفضت أن تكون متشائمة، فمن يدري ما قد يفعله كيفن ليذهلها... على الصعيد الفكري طبعا
تأبطت ذراع كيفن ليذهلها واتجها نحو الدرجات المؤدية إلى الحديقة. لاحظت بطرف عينها أن كول على مقربة منهما. وبعد لحظة، لفت سمع كيفن صوت مطرقة، فرأى كول بجانب كوخه
ـ ماذا يفعل؟
سأل كيفن ذلك وقد بدا عدم الارتياح على وجهه. لكن جين لم تلمه، فظهر كول العريض وعضلات ذراعيه المفتولة كانت دليلا دامغا على قوته الجسدية. ورغم أن كيفن طويل القامة، إلا أن كول كان أقوى منه وأضخم. ناهيك عن المطرقة التي في يده.
ـ إنه عامل الصيانة ليس إلا
نظرت جين بقسوة إلى كول، منزعجة للرعشة التي سرت في جسمها عندما رأته
سأل كيفن، من دون أن يبعد نظره عن كول:" إنه رجل غريب، ألا تظنين هذا؟"
ـ تجاهله!
ـ هذا صعب
كان عليها أن توافقه الرأي، لكنها أمسكت لسانها
ـ ذلك اليوم، رمقني بنظرة وكأنه يود لو يقتلني
ـ آه، إنه ينظر هكذا إلى الجميع
وشدت جين على ذراعه، محاولة توجيه انتباهه إلى البوابة التي كان على وشك بلوغها:" ها نحن"
تمكن كيفن من سلخ نظره عن كول في الوقت المناسب قبل أن يصطدم بالبوابة الحديدية. وعندما مد يده ليفتحها، التقت نظرات جين بعيني كول، فحول بصره إلى صندوق العدة. لقد رآهما لأنه توقف عن العمل ونظر ناحيتهما.
فجأة خطر لجين فكرة، فوضعت يدها على يد كيفن لتمنعه من فتح البوابة" أظن أن علينا أن نعانق بعضنا"
ـ ماذا؟
حدق إليها وكأنه واثق من أنه أساء الفهم
ـ علينا أن نعانق بعضنا، لنرى إن كنا منسجمين من هذه الناحية.
قالت ذلك ثم رفعت ذقنها وهي تبتسم:" ألا ترغب بذلك؟"
ـ بلى... بالطبع!
وأفلت يده عن الباب وأمسكها بكتفيها، مقتربا منها. استدارت جين لترى ما كان كول يفعله فوجدته لا يزال ينظر إليهما. جيد!
رفعت ذراعيها لتطوق عنق كيفن وأغمضت عينيها.
الطريقة التي جذبها بها كيفن إليه وهو يعانقها جعلتها تشعر بأنه أكثر من راغب في التجاوب معها، بقدر ما تسمح له هي بذلك. وطبعا لم يجد كيفن عناقها عديم الخبرة كما وجده كول. ولكن لسوء الحظ لم يؤثر فيها عناق كيفن إطلاقا. واللذة الوحيدة التي شعرت بها أثناء معانقته، كانت لذة الإنتقام من كول.
قررت أن تضع حدا لعناق الثأر هذا قبل أن تفلت الأمور من يدها وتضطر لطلب النجدة من الرجل الذي تنتقم منه، فأنزلت ذراعيها عن كتفيه. وإذ ضغطها قليلا إلى صدره، همست له:" هذا يكفي... شكرا"
حافظت على ابتسامتها وتأبطت ذراعه. لكن كيفن لم يتحرك أو يتكلم، بدا مخدرا بعض الشيء، ففتحت البوابة بنفسها. تشبثت بمرفقه بكلتي يديها، ثم حثته على اجتياز السياج الحديدي. هل يبدوان كثنائي عاشق؟
وما الفرق في هذا؟ ولماذا تمثل هذا المشهد الغريب أمام رجل، أصرت على أنه لا يؤثر فيها مطلقا؟
لم تحبذ السؤال الذي راودها وفضلت أن تتجاهله وغاصت في عيني كيفن وهي تبتسم
ـ ألا تحب التنزه على الشاطئ؟
ـ لدي حساسية ضد قناديل البحر، لذا...
ـ فهمت
قالت ذلك بسرعة، محاولة أن تبعد كول عن ذهنها. لما لا تستطيع رؤية كيفن، رغم أنها تحدق إليه، في حين أن صورة كول واضحة جدا في رأسها؟
ـ أخبرني كيفن، ما رأيك في الموسيقى الفرنسية?
سألته ذلك، محاولة التركيز على الرجل الذي بجانبها، لكنه حدق إليها ذاهلا. هل يمكنها أن تلومه؟ ما الذي جعلها تطرح هذا السؤال بحق الله؟

وضع كول المطرقة golyaفي صندوق العدة وأغلق الغطاء بعنف وهو يتمتم" يا لهذا التهريج!"
هل جنيفر سانكروفت هي المرأة نفسها التي قرأ في سيرتها الذاتية تلك الملاحظات التي دونها أهم رجال تكساس بعد أن استقطبتهم إلى الشركة؟ قالوا عنها إنها لامعة ومتزنة وواثقة من نفسها وجديرة بالثقة.
هز رأسه حائرا واتجه إلى كوخه حيث فتح الباب ووضع صندوق العدة في الداخل وهو يتمتم:" عليهم أن يروها الآن" متزنة! وأي اتزان! أن تختار زوجا من خلال إعلان كان أكثر الأمور التي سمعها حماقة
وكم كنت أنت لامعا عندما جذبتها ليك وعانقتها وقلت لها إن عناقها بحاجة لبعض التمارين؟ كان ذلك لامعا بارينجر
قال هذا في سره، موبخا نفسه على تصرفه. هل أضافت العناق إلى الامتحان النهائي بسبب استخفافه بها؟ أم أنه يعظم كثيرا مسألة تأثيره عليها؟
عندما وقفت هي وذلك الطويل المغفل يتعانقان عند البوابة، وجد نفسه يحدق إليهما. عاجزا عن الحراك، وعن تصديق عينيه
لكنه لم يقدم طلبا للحصول على الوظيفة
رؤيتها وهي تعانق ذلك النحيل أثارت غيظه. وحالما استعاد قدرته على الحراك، استدار وضرب بالمطرقة، لكنه ضرب إصبعه، تبا لها!
اتجه إلى الشاطئ وقفز من فوق السياج. وعندما سار إلى الرمل، التقى بالبطة" مرحبا صغيرتي"
قال لها هذا، فتهادت البطة ناحيته" لم رحلت؟ هل أزعجك صوت المطرقة؟"
زعقت البطة كأنها تجيبه، فوجد نفسه يبتسم
ثم جلس القرفصاء بجانب البطة وأطرق برأسه." هذه المرأة تفقدني صوابي"
زعقت البطة مرة أخرى ونفشت ريشها، فضحك كول في سره" نعم، إنها تؤثر في أيضا بهذا الشكل"
نهض عن الرمل واقترب من الماء خلع حذاءه وجاربيه، وبعد أن شتم الآنسة سانكروفت بسبب تأثيرها عليه، نزع سرواله أيضا وغطس في الماء عاريا، وراح يسابق الأمواج. وبينما كان يسبح، واجه حقيقة مؤلمة، ألا وهي أنه قد يضطر للسباحة حتى البرازيل لكي يتخلص من تأثيرها عليه.
بعد نصف ساعة، عاد نحو الشاطئ ولاحظ شخصا هناك. كانت هي من دون شك، واقفة بجانب بطة وكومة ثيب. وقف في الماء الذي كان يغمره حتى وسطه وأزاح شعره عن وجهه
كانت تحدق إليه بعينين ظللتهما بيدها كانت ترتدي قميصا حريريا أبيض وتنورة مشمشية اللون، وفي ضوء المغيب، بدا شعرها أشبه بنار مشتعلة، فأحس بانقباض في معدته
نادته قبل أن يصل:" ظننتك قد غرقت. مؤسف حقا!"
آخر ما ينقصه الآن هو السخرية. لكنه حاول أن يبدو بمظهر الرجل الواثق والمصمم لئلا يظهر لها كم أربكته رؤيتها
ـ هل تريدين شيئا؟
ـ لا، كنت أتمشى فقط
مال برأسه ونظر إليها لحظات من دون أن يتمكن من سلخ نظره عنها:" هيا، تابعي نزهتك. لا تدعي نجاتي من الغرق تعكر سعادتك"
شبكت ذراعيها أمام صدرها وسألته:" هل أنت عار؟"
سؤالها المفاجئ أربكه:" لماذا؟ هل أنت من شرطة الآداب؟"
ـ هل هذا يعني نعم؟
ـ أظن ذلك!
فغرت فاها لحظة قبل أن تتمالك نفسها مجددا:" ألا تخجل؟"
وجد سؤالها مثيرا للسخرية:" أنا؟ لست أنا من يجري المقابلات بحثا عن زوج"
حتى من بعيد، استطاع أن يرى تعبيرها الذي قارب العبوس
ـ للمرة الأخيرة أقول لك إن دوافعي نزيهة تماما. ولا تغير الموضوع
رد عليها وهو يتقدم نحوها بينها كانت المياه تنخفض على بطنه
ـ ماذا؟ لم أسمع ما قلته
ـ قلت إنني سأخرج من الماء
وتقدم بضع خطوات أخرى نحوها، فانخفض مستوى الماء مجددا. اتسعت عيناها وكأنها صدمت:" لا لن تخرج"
ـ ولم لا؟ أتتوقعين مني أن أبقى طيلة الوقت هنا؟
انحنت بسرعة على الرمل والتقطت بنطلونه ورمته إليه لكنه لم يقع إلا على بعد بضع خطوات منه. فأكمل طريقه نحوها، وعندما اقترب من بنطلونه المكوم على الرمل، سمعها تصرخ فنظر إليها، لكنها كانت قد أشاحت بوجهها.
قال لها وهو يرتدي الجينز" حقا آنسة سانكروفت.. بالنسبة إلى امرأة تبحث عن عريس في الإعلانات، تبدين خجولة من الرجال بعض الشيء"
ـ لم لا تتحلى بشيء من الحشمة؟
ـ ولم لا تنحلين بشيء من المنطق؟
وبعد أن أغلق سحاب سرواله، استأنف طريقه نحوها
ـ هل أصبحت محتشما؟
ـ تماما. وأنت هل أصبحت منطقية؟
استدارت ناحيته وقالت golya له" أنت متحيز في هذا الموضوع بسبب ما جرى لوالدك، لذا لا تتدخل في شؤوني!"
ـ حسنا حسنا ولكن لدي سؤال
ابتلعت ريقها فأحس كول أنها ليست واثقة من نفسها كما تريده أن يظن
ـ كيف تحترمين رجلا يقبل الزواج بك لدوافع مخزية كهذه؟
ترددت وبدت مصعوقة، مهانة، فأثارت أعصابه لمحة الأسى التي ومضت في عينيها
ـ أين الخزي في اختيار شريك منطقي ورزين؟
قالت هذا وقد بدا وجهها شاحبا ثم تابعت فكرتها" يمكنك أن تثق بالوقائع. أما العواطف فسرعان ما تزول! لذا هذه الطريقة أسلم وآمن بكثير من الانجراف وراء الغرائز"
صمت كول فجأة لهول ما سمعه ثم قال:" أسلم؟ صيد الأزواج المنطقي هذا ورثته عن جدك وجدتك اللذين وجدا الحب بعد الزواج أن عن أبيك وأمك اللذين يتفقان من بعضهما من دون أن يحبا بعضهما. أليس كذلك؟"
ترقرقت الدموع في عينيها وهددت بالانهمار:" أنت لا تعرف عما تتكلم"
وكيف لا يعلم؟ لا بد أنها جرحت في الماضي وقررت ألا تثق بقلبها مجددا. شعر بألم ورغبة في التعاطف معها، لكنه سرعان ما تخلص منهما. إذا كان قلبها قد تحطم في الماضي، فهذا لا يبرر تصرفها الأحمق الآن
قال بصوت أقل خشونة:" مبدأ "السلامة أفضل من الندامة" ليس دائما الأفضل"
ـ لكنه في معظم الأحيان أفضل فعلا
هز رأسه مشفقا أكثر منه غضبا:" من المستحيل أن تأسري قلبك. قد تتزوجين بأحد هؤلاء الرجال لأسباب منطقية لا علاقة لها بالعاطفة، ولكن ماذا سيحدث يوم تغرمين بشخص آخر؟"
ـ لن أغرم بأحد
ـ لا يمكنك أن تسيطري على الحب
عضت على شفتيها وبدت منزعجة. أما هو فخطرت له فكرة، فسألها:" كيف كان يومك؟ ممتازا؟"
أشاحت بنظرها إلى البعيد، وقد عجزت عن تحمل نظراته مدة أطول
ـ ليس ممتازا مئة بالمائة ولكن ما من شيء كامل
ـ هذا ما أقصده بالضبط


فنظرت إليه مجددا وهو يقول لها:" حتى في أفضل الزيجات وأسعدها ليست كاملة، لذا من يقدم على زواج مستند إلى تسوية، فهو مغفل"
http://www.liilas.com/vb3
انهمرت الدموع على خديها، لكنها استطاعت أن ترفع ذقنها متحدية، فأعجب بشجاعتها.
ـ لم لا تلقي محاضرة عن الزواج السعيد؟ يبدو أنك خبير في هذا المجال

كان اليوم المخصص لجيم ويمر، المرشح الثاني، يوشك على نهايته.

وإن كان يومها مع كيفن ماك دونيت قد خيب أملها، فإنها الآن نادمة على كل لحظة أمضتها مع جيم. فعلى الرغم من أنه ذكي وحسن المظهر، إلا أن تلك الابتسامة الساخرة الملتوية أزعجتها

كان عطره ذكيا يذكر بأيام الخريف وبدا حسن المظهر، حلو الكلام، ويجيد الطهو. كما أنهما متفقان في المسائل الوطنية والاجتماعية. فما هي إذا مشكلتها معه؟

ـ لا شيء. ليس لدي مشكلة

تمتمت بذلك، فسألها جيم، محاولا لفت انتباهها اليه وهو يجلس بجانبها على الشرفة:" هل قلت شيئا؟"

شعرت بالغباء للتكلم بصوت عال. وهزت رأسها وجرته بيده:" لنتمش قليلا على الشاطئ"

جاهدت لتحافظ على ابتسامتها وهي تقوده نحو الحديقة، ومرة أخرى رأت كول. كان ينشر قطعة خشب ليصلح إطار النافذة. لكنها هذه المرة لم تقترح مشهد عناق أمامه فهذا تصرف طفولي جدا وكانت خجلى من نفسها.

ما قله في الليلة الفائتة لا يزال ودوي في أذنيها: " قد تتزوجين بأحد هؤلاء الرجال لأسباب منطقية لا علاقة لها بالعاطفة، ولكن ماذا سيحدث يوم تغرمين بشخص آخر؟"

توصلت على مر السنين إلى أن تصبح خبيرة في تجنب الظروف التي قد تفقد فيه السيطرة على عواطفها. تعلمت درسا لن تنساه من طوني، ولهذا بدأت هذه الأسابيع بالقرب من كول ترعبها. فهي لم تستطع أن تنظر إلى كيفن أو جيم أو حتى فان بالانفتاح الذهني الذي توقعته. إذ أنها في كل مرة تحاول فيها ذلك، كان وجه كول يتراءى لها، فيبدو كل شيء آخر سخيفا جدا.

سألت نفسها: هل سبق ووقعت في حب أحد؟ هل هذه هي المشكلة الأساسية مع من تقابلينهم!

ـ الشاطئ هنا جميل جدا

قال جيم هذا مختطفا اياها من أفكارها. طرفت بعينيها ونظرت حولها وقد أجفلت للمسافة التي اجتازاها من دون أن تلاحظ ذلك.

ابتسمت له بصعوبة بالغة:" نعم إنه رائع!"

ـ مثلك تماما

وأشرقت ابتسامته الساخرة الملتوية، مرسلة في عمودها الفقري وخزه اشمئزاز.

كفي عن ذلك جين! إنها ابتسامة مميزة ونساء كثيرات يجدنها مثيرة على الأرجح

ـ أنت امرأة جميلة

ـ شكرا جيم!

قالت ذلك ونظرت إلى البعيد، خائفة مما قد يحصل. لكنها قالت في سرها إن العناق لا بد منه فهو قد يقلب المقاييس ويبدل رأيها تماما.

أخذت نفسا عميقا لتواجهه ورفعت ذقنها فاشتبكت عيناها بعينيه

لم يكن بحاجة لمزيد من التشجيع، فاقترب منها وجذبها إلى صدره بعنف.

أمسكته بذراعه محاولة الدفاع عن نفسها وأبعدته عنها، لكنه أمسكها مجددا ومددها على الرمل. وعندما لمست الرمال الساخنة، أدركت مذهولة أن هذا الرجل يظن العبث جزأ golyaمن الامتحان النهائي

ضغطت على صدره محاولة إبعاده عنها والتخلص منه.

ـ توقف، دعني!

كانت تنوي أن تصرخ ولكن بما أنه يسحقها بجسده، بدا صراخها أشبه بهمس. تجاهل مقاومتها وأمسكها من معصميها ثم سمرها على الرمل.

ـ عزيزتي، لست بحاجة لأن تلعبي دور الصعبة المنال معي.

أزاحت رأسها جانبا وصرخت بكل قوتها:" ابتعد عني. ابتعد وإلا صرخت"

أطلق ضحكة ساخرة شريرة:" ومن سيسمعك؟"

حدقت إليه مصعوقة. لم يأبه لأنها رفضته فاستشاطت غضبا كما لم تغضب يوما في حياتها. اقترب من وجهها، فعضته بقوة. صرخ متألما فاستفادت من لحظة المفاجأة وحررت يدا من قبضته وأخذت حفنة من الرمل وذرتها في عينيه.

ـ تبا!

استدار إلى جنبه وأفلت يدها ليضعها على عينيه:" حاولت أن تعميني أيتها الغبية!"

أدركت أن أمامها مجرد ثوان قليلة لتهرب قبل أن يستعيد قدرته على النظر، فهبت هاربة نحو المنزل.


ركضت عبر الرمل الناعم إلى أن بلغت البوابة أخيرا مقطوعة الأنفاس. اجتازتها واتجهت إلى كول الذي كان يصلح النافذة. غاضبا كان أم لا، عليه أن يحميها، فقد قال إنه سيكون حارسها الشخصي وهي الآن بحاجة إليه.

ـ كول!

ركضت نحوه وقد أدركت أنها فقدت فردة من حذائها وزرا من قميصها استدار نحوها متجهما في البداية ثم قلقا وأخيرا غاضبا

ـ ذلك السافل!

اختبأت خلفه وسألته مخطوفة الأنفاس:" هل...هو آت؟"

وظهرت الإجابة عن سؤالها عندما دخل جيم من البوابة الحديدية ووجهه أحمر لشدة الغضب. صفق البوابة بعنف فأصدرت صوتا أشبه بإطلاق نار.

ـ أنا ...آسفة لإزعاجك، لكن....لكن...

ـ نعم

مرر كول المطرقة من يد إلى أخرى وقد بدا أن صبره قد نفذ:" سأتولى الأمر".

سار خطوات عدة ناحية جيم بينما كان هذا الأخير يتجه بتثاقل ناحيتهما بدا غاضبا وأشار إلى جين بإصبعه. كانت عيناه محتقنتين:" أريد التكلم معها"

سأله كول وهو يقف بينها وبين جيم أشبه بحائط ضخم ومثير:" لماذا؟"

ـ حاولت أن تعميني.

ـ ولم فعلت ذلك؟

كانت المطرقة لا تزال في يد كول ورغم أنه لم يبد عليه التهديد إلا أن نبرته كانت تنم عن خطر وشيك.

ـ ماذا؟

سـال جيم هذا وكأنه لم يكن يتوقع هذا السؤال.

ـ إنها مجنونة. تستفزني ثم تتحول فجأة إلى سمكة باردة متجمدة!

انكمشت جين مكانها وقد سئمت من سماع هذا التعليق من الرجال.

ـ فهمت، وما الذي لم تستوعبه عندما قالت لك" دعني"؟

تفاجأت جين لأنه عرف تماما ما قالته، لا يمكن أن يكون قد سمعها من تلك المسافة.

اعتمل الخوف والغضب داخلها وهي تنظر إلى الرجلين. كان جيم يحدق إلى كول غاضبا وعندما تحولت نظراته إلى المطرقة التي يمسكها، تبدلت قسمات وجهه وبدا حذرا أكثر منه غاضبا.

لم ينزع كول عينيه عن جيم وانفرجت شفتاه بابتسامة بدت أشبه بتكشير الذئب عن أنيابه.

ـ آنسة سانكروفت، هل تودين أن يرحل هذا المغفل؟

التناقض بين موقفه العدائي وتعبيره الغاضب وصوته الهادئ أصابها بالقشعريرة. وتساءلت ما إذا كان جيم قد تأثر بالطريقة نفسها.

همست بصوت أجش:" نعم...أود ذلك"

أومأ كول:" اعتذر للسيدة يا صاح"

حافظ على شراسة ابتسامته وهدوء صوته وأضاف:" عندئذ يمكنك أن ترحل"

تبدد الغضب من على وجه جيم وحلت مكانه لمحة خوف فأشاح نظره عن كول وحوله إليها فسرت رعشة خوف في ظهرها، كان تشابك نظراتهما سريعا وانتهى قبل أن يهمس معتذرا لها. استدار بعدئذ واتجه إلى سيارته.

بقيت جين مكانها ولم تحرك ساكنا إلى أن انطلقت سيارة جيم بسرعة. ومع رحيله، شعرت بحمل ثقيل ينزل عن كتفيها.

أحست بالامتنان فاستدارت ناحية كول. كان لا يزال واقفا مكانه يراقب سحابة الغبار التي خلفها رحيله. لم تفارق الصرامة وجهه المتوتر وتحولت نظراتها إلى كتفيه العريضتين القويتين وعضلاته المفتولة. شعرت برغبة قوية في التعبير عن امتنانها، فسارت نحوه وأمسكت بيده:" شكرا"

قالت له ذلك، مسترعية انتباهه:" أنا مدينة لك"

لماذا خطر له فجأة أنها يجب أن تشكره بعناق؟ رفعت ذقنها، متسائلة عما إذا كان سيتصرف مثلما فعل جيم، راجية أن يتجاوب معها.

كان واقفا هناك، وقد بدا وسيما للغاية. لكنه بقي ينظر إليها من دون كلمة أو حركة. انعكست أشعة على شعره فبدا لماعا وكان المنظر يخطف الأنفاس لدرجة أن قلبها راح يرقص فرحا لأنها بجانبه.

وأخذ صوت في داخلها يصرخ:" عانقني كما فعلت الأسبوع الماضي!

ظهرت في عينيه نظرة غريبة حارقة وكأنه قرأ أفكارها ولكن سرعان ما تبددت، هذا لو ظهرت أساسا.

شد على فكيه وقال لها:" لا تستمري في هذا العمل الغبي"

ثم مر من أمامها وعاد إلى عمله

كل ما استطاعت جين أن تفعله هو التحديق إليه. وبعد لحظة طويلة وصعبة، تمكنت من الابتعاد وقد شعرت بالسخف والاكتئاب http://www.liilas.com/vb3




***











 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, رينيه روزيل, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايه, شمس الحب لاتحرق .
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:06 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية