لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-09, 10:48 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
يتيمة جابر



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 44197
المشاركات: 13,147
الجنس أنثى
معدل التقييم: BENT EL-Q8 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
BENT EL-Q8 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم..
10 بارتات..استمتعت بقراءة..كل حرف فيها..اسلوب حلو ما شاء الله عليج..وتسلم ايدج عليهـا..

اكثر شخصية جذبتني احمد
وشلون انه برغم مرضه..طلع الاول عدفعته..ويحاول كثر ما يقدر يثبت نفسه..شخصيته وتفكيره الي اكبر من عمره..شي وايد حلو..عجبتني بعد عزته بنفسه..وانه ما يحب يشوف نظرات الشفقه..محد يحب يشووفها..من حق اهله يخافون عليه..بس مو لهدرجة..بحس روحه مادري شلون..ياهل..لازم احد معاه وين ماراح..صج الصرع مو هين..صج ممكن ينسى ياخذ دواه..صج ممكن تيله نوبه ومحد معاه..بس مو لازم يحسوونه بهالشي..الي يزعله..ويأثر عليه..حلو شعور ان في احد يخاف عليك..بس مو لهدرجة..ان شاء الله يقدر يثبت نفسه..وان المرض مو مأثر عليه..وانه يقدر يعيش بروحه..

سديم
وشوفتها لسعود..الي فتحت جرووحها من اول..ورجعت لها الخوف وانه ممكن يضرها..نفس ما سوا قبل..الله يعينها..وان شاء الله تكون قوية..وتقدر تتغلب على خوفها..

روعه
والي كل شي عندها عادي..واي شي تبيه بتسويه..لو شنو ما كانت النتائج..ناصر من صجها بتخليه..اممم..شالي صار عشان يخليها جذي..ناصر وخلود..والتدخيـن الحين..والي هي بنفسها كانت تكلم عن مضاره..هالمرة قدرت تضحك على اخوها وتقوله ان ولد الجيران..بس بعدين الا ما يدروون..

بيان
حبيتها..وحبيت تفكيرها بغيرها..وموقفها يوم قالت لريماس..انها كان ممكن ما تكلم عن احمد..دامه ما يبي احد يدري..حبيت بعد انها بتعرف على ام وليد..لو ماراح..وانها تبيه يفضفض لهـا..والي ما حبيته..شلون تجرح غيرها لا عصبت..يمكن مو قصدها..غير انها تنفس عن غضبها..لكن هالشي بخليها تخسرهم..واحد ورا الثاني بدون لا تحس..خطبة ريهام لها..شرح تسوي..يا توافق..وتثبت لريهام انها قد كلمتها..او انها ترفض..وتتم عايشة على امل..ان فارس يخطبها.. وينسى البندري..او مادري..!

ليان
وتعاملها مع كل شي ببرود..طبعها ولا تقدر تغيره..ان وليد يرتاح لبيان اكثر مو ذنبها..انها هادية وايد..مو ذنبها بعد..انا اشوف وجهة نظرها صحيحة..بيان انانية..وامها..وابوها بعد..يمكن حتى اهي..وصح كلامها بعد..وليد اريح له يكون بعيد عنهم..بمكان محد فيه غيره وغير امه..بيعتني فيها..وبتعيش بعز..عكس العيشة الي عايشتها معاهم.. كانها ولا شي..مقفول عليها الباب..ولا ينفتح غير لما تاكل..وايد عليهم..

سامي
وعيشته الغريبه..شهالاهل الي عنده..زين منهم فكرو يزورونه..صج انهم اهله..بس عجبني يوم قالهم ضيعت 5 دقايق من وقتي..ودي اشووف اشكال ويووههم ساعتها..احس انه بيتعرف عسديم..او احمد..بس شلون مادري..

ريهام
وموت اختها..والي الحمد لله قدرت تتخطى هالازمة..ما تنسى اختها.. بس ما تدفن روحها بالحيا عشانها..تعيش حياتها عادي..الي سوته بيان فيها..صج يجرح..فردة فعلها طبيعية..انها بتخطب بيان لأخوها.. هل فعلا بيان شخص مناسب لبدر..مادري مااحس..اممم لو رفضت بيان شرح تسوي..بالنهاية الزواج مو غصب..

بنووتة

 
 

 

عرض البوم صور BENT EL-Q8  
قديم 18-07-09, 09:33 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

أسفة على التاخير أعزائي ..
بالأول كانت ظروف الإمتحانات و بعدها ظروف خاصة ..
أرجو أن تعذروني ..
و الفصل طويل ، و هذا اللي أخرني زيادة ..
لكن جا في وقته كتعويض لكم ..
20 صفحة في الورد ..
إن شاء الله تستمتعوا به ..
راح ينزل اليوم ..

هيلاري ..

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 18-07-09, 09:48 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wrood مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية موفقة والشخصيات مختلفة ومتنوعة وهذا شيء حلو , هناك غموض و رومانسية وتبدل في الأحداث اتمنى لك ابداع دائما وسلمت يمينك
تراى انا ماأعرف اعلق بس متابعتك

مشكورة عزيزتي ..
أسعدني رأيك كثير ..
الحمد لله عجبتك ، و إنك شفتيها تحتوي على كل هالنواحي ..
مع أني أتمنى لو تعلقين بأي شي كرأي و بس ..
لكن متابعتك لي تكفي و توفي ..

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 18-07-09, 10:21 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم..
10 بارتات..استمتعت بقراءة..كل حرف فيها..اسلوب حلو ما شاء الله عليج..وتسلم ايدج عليهـا..

اكثر شخصية جذبتني احمد
وشلون انه برغم مرضه..طلع الاول عدفعته..ويحاول كثر ما يقدر يثبت نفسه..شخصيته وتفكيره الي اكبر من عمره..شي وايد حلو..عجبتني بعد عزته بنفسه..وانه ما يحب يشوف نظرات الشفقه..محد يحب يشووفها..من حق اهله يخافون عليه..بس مو لهدرجة..بحس روحه مادري شلون..ياهل..لازم احد معاه وين ماراح..صج الصرع مو هين..صج ممكن ينسى ياخذ دواه..صج ممكن تيله نوبه ومحد معاه..بس مو لازم يحسوونه بهالشي..الي يزعله..ويأثر عليه..حلو شعور ان في احد يخاف عليك..بس مو لهدرجة..ان شاء الله يقدر يثبت نفسه..وان المرض مو مأثر عليه..وانه يقدر يعيش بروحه..

سديم
وشوفتها لسعود..الي فتحت جرووحها من اول..ورجعت لها الخوف وانه ممكن يضرها..نفس ما سوا قبل..الله يعينها..وان شاء الله تكون قوية..وتقدر تتغلب على خوفها..

روعه
والي كل شي عندها عادي..واي شي تبيه بتسويه..لو شنو ما كانت النتائج..ناصر من صجها بتخليه..اممم..شالي صار عشان يخليها جذي..ناصر وخلود..والتدخيـن الحين..والي هي بنفسها كانت تكلم عن مضاره..هالمرة قدرت تضحك على اخوها وتقوله ان ولد الجيران..بس بعدين الا ما يدروون..

بيان
حبيتها..وحبيت تفكيرها بغيرها..وموقفها يوم قالت لريماس..انها كان ممكن ما تكلم عن احمد..دامه ما يبي احد يدري..حبيت بعد انها بتعرف على ام وليد..لو ماراح..وانها تبيه يفضفض لهـا..والي ما حبيته..شلون تجرح غيرها لا عصبت..يمكن مو قصدها..غير انها تنفس عن غضبها..لكن هالشي بخليها تخسرهم..واحد ورا الثاني بدون لا تحس..خطبة ريهام لها..شرح تسوي..يا توافق..وتثبت لريهام انها قد كلمتها..او انها ترفض..وتتم عايشة على امل..ان فارس يخطبها.. وينسى البندري..او مادري..!

ليان
وتعاملها مع كل شي ببرود..طبعها ولا تقدر تغيره..ان وليد يرتاح لبيان اكثر مو ذنبها..انها هادية وايد..مو ذنبها بعد..انا اشوف وجهة نظرها صحيحة..بيان انانية..وامها..وابوها بعد..يمكن حتى اهي..وصح كلامها بعد..وليد اريح له يكون بعيد عنهم..بمكان محد فيه غيره وغير امه..بيعتني فيها..وبتعيش بعز..عكس العيشة الي عايشتها معاهم.. كانها ولا شي..مقفول عليها الباب..ولا ينفتح غير لما تاكل..وايد عليهم..

سامي
وعيشته الغريبه..شهالاهل الي عنده..زين منهم فكرو يزورونه..صج انهم اهله..بس عجبني يوم قالهم ضيعت 5 دقايق من وقتي..ودي اشووف اشكال ويووههم ساعتها..احس انه بيتعرف عسديم..او احمد..بس شلون مادري..

ريهام
وموت اختها..والي الحمد لله قدرت تتخطى هالازمة..ما تنسى اختها.. بس ما تدفن روحها بالحيا عشانها..تعيش حياتها عادي..الي سوته بيان فيها..صج يجرح..فردة فعلها طبيعية..انها بتخطب بيان لأخوها.. هل فعلا بيان شخص مناسب لبدر..مادري مااحس..اممم لو رفضت بيان شرح تسوي..بالنهاية الزواج مو غصب..

بنووتة


أهلين عزيزتي ..
عن جد فرحتيني برجعتك مرة ثانية ..

و مشكورة على المجاملة ، مثل ما استمتعت بالفصول استمتعت بقراءة تعليقك على الشخصيات ..

أحمد ،،
تماثليني بهالشي حتى أنا أكثر شي يعجبني أحمد ..
كل جوانب شخصيته تعجبني ، يمكن كنت أتخيل شخص بهالمواصفات الرائعة فحبيت أصورها في صورة أحمد ..
و الحمد لله وصلك احساس احمد من ناحية خوف أهله عليه من مرضه ، في ناس وايد يحسون مثل احمد ، و يكرهون شفقة الناس ، و اهمتامهم البالغ ، لكن من يسمع ، محد يقدر يفهم شعورهم غيرهم هم و محد يحس بحزنهم لمن يشوفون هالنظرات ..
و هذا الواضح من تصرفات سديم معه ، مع أنه وضح لها أنزعاجه منها ..

سديم ،،
شوفي شو راح يصير اليوم لها ، أبي توقعج على بيصير لها ..

روعة ،،
تصرفاتها لها سبب ..
كلها راح توصلها لنهاية في يوم من الأيام ..
يمكن تنكشف و يمكن لا ، هذا يعتمد على حرصها بالنسبة للموضوع ..
أما بالنسبة لناصر محد يضمن بالنسبة لشخصيتها الغريبة المتناقضة ، يمكن تركته مؤقت و يمكن للأبد ..
روعة شخصيتها عجيبة .. تعجبني صراحةً ..
احب الشخصيات الغريبة ، و الشريرة في بعض الأحيان ..

بيان ،،
فرحني إنها عجبتك ..
شخصيتها مثل غيرها من الشخصيات في الزين و فيها الشين ..
هي فيها صفات رائعة ، لكن لازم فيه شي يخرب على المرء بما أنه مو معصوم عن الغلط ..
بالنسبة لموقفها على الخطبة ..
راح تشوفيه لا تستعجلي ..

ليان ،،
بس حابة أسأل ..
شو راح يكون رايك فيها بعد ما تقرين بارت اليوم ..
راح تعرفي إذا هي أنانية مثل الكل أو لا ..
صراحة تعجبني شخصية ليان أكثر من بيان ..
مع اني كنت العكس في البداية ..
ما أدري عنكم يمكن تصيرون مثلي بعد بارت اليوم ..
ترى يعجبني البرود اللي في ليان ..
و تراه له أسباب راح تكتشفينها اليوم ..

سامي ،،
فعلًا سامي عيشته غريبة ..
يعيش في وضع كثير من الناس يعيشوه ..
لكن بظروف مختلفة ، و البعض أهله مثل اهله في التعامل ..
لكنهم يعيشون مع بعض ..
الفرق عن سامي و بينهم أنه قرر يبتعد عنهم ..
و يتخذ قرار مختلف عنهم ..
حياته في أمريكا البعيدة عن تقاليدنا عطته الإمكانيات أنه يتخذ موقف منهم ..
شو فيه لوين تصرفاته و موقفه معهم راح توديه ..

حتى أنا عجبني اللي قاله لهم و أنا أكتبه قاعدة اضحك أتخيل وجوههم مثلك ..
و انتِ مثل الكثير توقعتي يحصل بينهم تعارف ..
لكن هل فعلًا بيلتقي ما أقدر أأكد أو أنكر ..
شوفي اليوم شو راح يصير و توقعي ..

ريهام ،،
فرحني إنك شفتي ردة فعلها طبيعية ..
شفتي اللي صار من نظرة ريهام ..
و واضح أن شخصية ريهام ما هي الشخصية المستسلمة حيث انها ما استسلمت للحزن بعد وفاة البندري ..
و لا استلمت من علاقتها مع بيان ..
و ريهام وجهة نظرها ان بيان تناسب لبدر ، أنا صراحة ما أدري ..
و أظنها لو رفضت ما راح تسوي شي ..
مثل ما قلتي الزواج مو غصب ..


بنوتة ..
فرحني وجودك ..
يا ليتك تتواجدي دووم ..
و اسمحيلي استعجلت بالرد على ردك ..
حتى أنه أغلب اللي قلته يتعلق ببارت اليوم ..
لكن فعلًا أتمنى تواجدك ..

هيلاري ..

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 18-07-09, 10:38 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ الفصل الحادي عشر ]
شهقة ..!!
شهقة كبيرة .. كانت أول شي سمعته لمن شفت روعة و أحلام لأول مرة اليوم ..
شهقة من كل وحدة فيهم ..
ضحكت لمن شفت نظراتهم المستغربة و المندهشة ، و اللي بسرعة تحولت لنظرات خايفة و مرتعبة ..
قالت روعة باندهاش / مين اللي عمل فيك كذا ؟
بسؤالها هذا رجعتني في الذاكرة ليوم أمس ، لمن رجع أبوي من السفر و كان صراخه مرتفع لدرجة أنه كل من في البيت سمعه ..
كان أول شي وصل لمسامعي لمن بديت أنصت لكلامه / كيف طلع كيف ..!! كيف ما تدرون ..!! أنا أمنتك على البيت قبل ما أروح ..
قالت أمي و اللي هي المقصودة بكلام أبوي / أنــ ــا ..
قاطعها أبوي و رجع يصرخ عليها / كم مرة نبهتك لا تسمحي لهم ..!!
كان أبوي يكمل كلامه ، لكني أبعدت سمعي بعد ما شفت الوضع مستمر ، و خصوصًا إن بيان و ريماس حتى ما كانوا مستمعين للحديث ، كانوا مسكرين أذانهم من شدة ارتفاع صوت أبوي ..
كانت لحظة جنون مني .. لحظة اتجيني في أوقات غريبة ..
لمن أتصرف بلا شعور ..!!
يمكن لأني ما استحملت الموقف و لا الكلام اللي اسمعه ..
نزلت بهدوء و ببرود ، متحكمة بأعصابي ..
ما كأن فيه شي يصير حولي ..!!
وتقربت منهم ، و وقفت بوجه أبوي و قلت له بهدوء / الحمد لله على السلامة ..
ما حسيت إلا بكف قوي انطبع على خدي ..
رفعت ايدي أتحسس مكان الكف و أقول / هه .. تضربني ..!! تفرغ غضبك فيني ..!!
أبوي بغضب مستعر / أيه أضربك .. أتعلمي على هالأسلوب الجديد في التربية ، من اليوم ..
قلت له و الكف أبدًا ما أثر فيني / كل هذا مقهور لأنهم طلعوا من البيت من دون أذنك ..!!
إلا كف ثاني ينطبع على الخد نفسه ..
كان مؤلم .. مؤلم ..
لكن ما أدري أيش الأكثر ألم ..
الكف أو كون هذا أبوي ..!!
انتبهت لأمي تقول / لاا لااا .. ما لك حق تضرب بناتي ، و أنا موجودة .. بناتي أنا لاا ..
قلت لها قبل ما يرد أبوي / ليه يمه احنا لاا ، و غيرنا إيه ، ليه الضرب مو مسموح لنا و لغيرنا مسموح .. ، ما تذكرين يمه أيام أول ..!! أيام ما كان الوليد و هو صغير ينضرب ..
طالعت أبوي و أمي اللي طالعوني منصدمين و قالوا لي / كيف .. !! كيف عرفتي ..!!
ليان / مو مهم يمه كيف عرفت ، المهم إنك سكتي على اللي كنت تشوفينه ..
كانت أمي ترتجف رعب من اللي سمعته ، أما أبوي كان في قمة العصبية ، و كان مستعد يوجه لي كف ثالث و قلت / تبي تضربني بعد ..!! ما شبعت ..!! أكيد ذكرتك بأيام زماان ، أيام ما كنت تضرب الوليد و هو ما ينطق بكلمة ، أيام ما كنت تنفس عن غضبك بضربه لكونه ..
قاطعني أبوي بكف ثالث مؤلم أكثر من اللي قبله و صرخ / اسكتِ .. اسكتِ .. لا تكملين ..
ليان / ليه يبه خايف تتذكر أنانيتك ..
إلا كف رابع جاني ..
لكن من يعد ..!!
لكن هالمرة ما كان من أبوي كان من أمي ..
ما حسيت بنفسي إلا أضحك .. أيه أضحك ..
ضحكة باردة ، و قلت / شر البلية ما يضحك .. هههههه .. حتى إنتِ تضربيني ..!! ههههه .. لا تفكرون أني بسكت خوف منكم لاا .. ، إن سكت فهذا عشان الوليد ، طول هالسنين سكت بس عشان الوليد .. بس عشان ما أحسسه بالضعف ..!!
صرخت و أنا لسه أضحك / فهمتوا .. مهما أنكرتم و حاولتم تخفون ، تظل هذي الحقيقة .. تظل الحقيقة تلاحقكم .. ههههههه ..
ضحكت و ركضت لفوق ، و اصطدمت في طريقي ببيان و ريماس ، و اللي شهدوا على الموقف كله ، و واضح إنهم يبكون ..
ركضت لغرفتي و عبراتي تسيل ..
بسرعة قفلت الباب و تسندت عليه و جلست ..
أنا قلت هالكلام من دون ما أهتم إن اللي أكلمهم هذول أمي و أبوي ..
كل اللي همني أعبر عن اللي أنا حابسته ..
أطلع منه شي بعد كل هالسنين .. أخيرًا تكلمت ..
نطقت و قلت بعض من اللي كتمته في صدري ..
ممكن أكون أحيانًا ضعيفة .. ضعيفة في داخلي ، لكني أتظاهر بالقوة قدام الناس ..
الوليد اللي ما يدري عن كل اللي أعرفه و كتمته عن الناس ..
كنت دايمًا أتعذب و أنا أشوف الوليد و حياته معنا ..
أتذكر الماضي يوم صادف إني اختبأت في وحدة من الغرف ، و اللي بالصدفة شهدت فيها موقف بشع ، ما أتوقع يكون فيه موقف أبشع منه ..
أب يضرب ابنه ..!!
و اكتشفت بعدين إنه هالموقف يتكرر كل ليلة ..
كان صعب علي .. صعب إني أبوح بشي من اللي أعرفه ..
و هذا اللي كون شخصيتي الضعيفة ..
لكن لاا أنا قررت أترك ضعفي من اليوم و أواجهم ..
راح أثبت لهم إني ما تأثرت باللي صار و ماني خايفة منهم ..
و لهالسبب رحت الجامعة اليوم ..
أنا طلعت شي من اللي دفنته في صدري اليوم ، و ما أدري إن كنت بعترف بشي ثاني في يوم من الأيام ..
كله يرتبط بالوليد ..
الوليد اللي شهد أنواع العذاب ..
و اللي أعرفه عنه هذا اللي خلاني أبتعد عنه ، و عن القرب منه ..
خلاني أخاف لما يناظرني يكتشف إني أعرف كل شي ..
خايفة من المواجهة .. من مواجهة الوليد أكثر من أي شي ثاني ..
لكن ما راح أستبق الأحداث ، و بخلي الأيام تمشي مثل ما هي ..
راح أتخلى عن ضعفي و أظل قوية في وجههم ..
رجعت من ذكريات عن ليلة أمس ، و قلت لروعة و أحلام و أنا أضحك / شكلي يضحك مو ..!!
.
.
كنت واقفة منصدمة قدامها ..
شلون وجهها صار بهالشكل منتفخ و مليان كدمات ..
لكن ليان كانت مبتسمة ..
قلت لها بشوية خوف / مين اللي عمل فيك كذا ؟
لحظة سألت هالسؤال انقلب وجهها ، حسيتها تذكرت اللي صار لها ..
لكنها فاجأتني بضحكتها وهي تقول / شكلي يضحك مو ..!!
أحلام / لا صحيح منو اللي ضربك ؟
وقفت ليان بعد عن الضحك لثواني ، و بعدها قالت بلا مبالاة ظاهريًا / أبوي ..
سكت أستوعب الفكرة أن أبوها ضربها بهالطريقة ..
أما أحلام قالت بعدم تصديق / أبوك ..!!
ليان ببرود / أيه أبوي ليه مستغربين ؟
روعة بلا تصديق / تبين تقولين إنه أبوك ضربك بهالشكل ..
ليان / أيه أبو يربي بنته ، شو الغريب في الموضوع ؟
تمالكت صدمتي من الفكرة ، و من موقف ليان ، و حسبت الموضوع في مخي , و قلت / أيه صح شو الغريب ، كل واحد و له طريقته في التربية ..!!
شفتهم طالعوني مستنكرين ، كان أضحك و أقول / شفيكم مستغربين ..!! " التفت لليان و قلت " مو أنت توك من شوي قلتيها بعظمة لسانك .. أبو يربي بنته وش دخلنا احنا ..!!
أحلام باستغراب / و الموضوع عادي عندكم ..!!
روعة بابتسامة / ما دام عادي عند ليان فعادي عندي ..
شفتها تطالعني مستغربة فابتسمت لها ..
كل واحد و له مشاكل في حياته فليش استغرب إنه أبو ليان ضربها بهالطريقة ..
و أقرب مثال قصتي أنا ..
كان أحلام تقول / أيه صح ليان شو الموضوع اللي كنتي تبين تقولينه ؟
ليان باستغراب / أي موضوع ؟
أحلام / الموضوع اللي تكلمت عنه في التليفون ..
ليان بعد ما تذكرت / أوه هذا ..
أحلام / أيه قوليه .. متشوقة أسمعه ..
ليان بتردد / هو الموضوع عن .. خلــود ..
روعة و أحلام / خلــــــود ..!!
روعة / امممم .. خليني أتذكر .. خلود .. خلود .. أها خلود أو خالد ..
ليان / أيه .. سمعي ..
و بدت ليان تقول اللي صار بينها و بين خلود بالتفصيل ..
و أنا أسمع ساكتة ..
أحلام و ليان سكتوا بعد ما خلص كلام ليان ، و ما نطقوا بشي بعدها ..
أما انا ضحكت و قلت / هههههههه .. تهددك ..!! خلودة الحلوة تهدد .!!
أحلام باستغراب / حلوة ..!! الحين خلود و حلوة ..
روعة و هي لسه تضحك / هههههههههه .. أيه حلوة .. ههه .. كيف ما انتبهتِ لها عااد عواينها آآآه ما أقدر عليها .. شي خيال .. هههههههه .. و إلا صوتها الساحر شي يسحر القلوب ..
ليان بعدم تصديق لحالة روعة / الحين أنا أقولك السالفة ، و أنتِ حضرتك تتمسخرين على البنت ..
روعة بجدية بعد هالجملة / أكيد أتمسخر .. شتبيني أسوي يعني .. أخاف مثلًا ..!!
ليان / و ليه لا ؟
روعة بابتسامة / خايفة منها ليان ؟
ليان / لا أنا ..
قاطعتها / ما يحتاج اتقولين الكاتب باين من عنوانه ..
ليان / لاا .. الموضوع ما يستاهل أخاف منه ..
روعة / عالعموم الموضوع حله بسيط كثير ..
ليان / و شنو هو ؟
روعة / أنتِ بس خليه علي ، و بتعرفي إنه روعة مو بسهلة ، و هالأشكال ما ينخاف منها لأنها ما تعرف إلا الكلام و بس ، و تأكدي إنك ما راح تتضرري أدنى ضرر ..
ليان بإنكار / أنا مو خايفة على نفسي منها ..
روعة بابتسامة / أدري ..
لسه فيني الضحكة .. حضرتها تهدد .. هههه .. أما مسخرة ..
و لله أنه شر البلية ما يضحك ..
عبارة مناسبة لحالتنا اليوم ..
هو الصداقة غصب يعني ، و إلا عاد كنها صداقة بريئة ..
بس راح اتشوف شو راح أسوي .. راح تعرف مع مين تتعامل ..
راح تعرف إنها تهدد الناس الغلط ..
انوشف يا خلودة .. انشوف مين بيضحك في الأخير أنا و إلا أنتِ ..
اللحين انضم فرد ثاني لقائمة مخططاتي ..
.
.
كنت متخوفة شوي من مقابلة ريهام ..
من قالت لي عن الموضوع غبت بمحض الصدفة ..
لكن فكري كان مشغول أكثر باللي صار أمس بين ليان و بين أبوي ..
كلامهم صدمني كثير ، و الطريقة الوحشية اللي ضرب فيها أبوي ليان , كان يضربها و كأنه فعل عادي متوقع ..
يا ترى كلام صحيح .. أبوي كان يضرب الوليد ..
لكن هالشي مو باين لا من جهة أبوي و لا من جهة الوليد ..
بس شو مصلحة ليان تكذب ..!!
شفت ريهام جالسة لوحدها في المقهى على أحدى الطاولات ، و شكلها متضايقة ..
رحت و جلست معها ، فرفعت راسها تناظرني ..
و لمن شافت وجهي تبدلت ملامح وجهها و قالت باستغراب / بيان شو فيك ؟ أنا كنت حاسة أنك متغيرة اليوم بس ما حبيت أسألك ..
بيان بتنهيدة / أنا أمس غبت بسبب مشكلة صارت في البيت ، لكن ليلة أمس صارت مشكلة أكبر ..
ريهام / طيب ليه جيتي اليوم ؟ كان غبتي ..
بيان / لا تسأليني أنا ما أدري ، شفت ليان مقررة تروح فقلت لازم أروح معها ..
ريهام / و ليه يعني هي تبي تجي ، غيبي انتي ..
بيان / لأن المشكلة تتعلق بليان أكثر مما تتعلق فيني أنا ..
و قفت و كملت بزفرة / أنتِ لو بس تشوفينها بتنفجعي ..
ريهام بخوف / ليش شو صار فيها ؟
بيان / ما أقدر أقولك اللي صار ، لأني لحد الحين ماني مصدقة مع إني شفته بعيوني ، أحس إنه اللي صار حلم و قريب أصحى منه ..
ريهام بخوف أكبر/ يا الله خوفتيني خلينا نروح نشوفها ..
بيان / تبين تشوفينها ..!! ليه ما راح تستفيدي شي غير القهر ..
ما أشوفها إلا تسحب يدي و تمشي بهدوء و تقول / حرام عليك بيان ، أنا ميتة من الخوف ، و أنت لا راضية تقوليلي شو صار ، و لا راضية تاخذيني لها ..
وقفتها عن المشي بحركة هادئة وقلت / و ليه تروحين لها ؟ صدقيني ما راح تستفيدي شي ، ليان راح تظل مثل ما هي ..
ريهام و هي تزفر / و بعدين معك ..!! ليش ما تبيني أشوفها ؟
سكت أما هي ناظرتني تنتظر الإجابة ، لكن ما أدري شقولها ..
ما بيها تشوف وجه ليان ، ما بيها تسأل ..
بس محد قالي أقولها عن اللي فيها .. كله مني ..
لفت وجها عني و سمعتها تتنهد و قالت / أنا ما أدري ليه أساسًا قاعدة أسألك ..!! خلني أروح أشوفها أحسن ..
مشت و تركتني لوحدي واقفة أناظرها مبتعدة ..
سكون عجيب تملكني لحظتها ..
و لمن استوعبت شسويت قبل شوي اسرعت ألحق ريهام المتوجهة لمقابلة ليان ..
لين لقيتها في أحدى الزوايا كانت واقفة مع ثلاث بنات استنتجت انهم ليان و صديقاتها ..
رحت بسرعة لهم و أنا أسمع ليان تعرف البنات بريهام و العكس ..
فقلت مفاجأتهم بوجودي / و أنا ما عرفتيني عليهم ..
التفتوا لي البنات ما عدا ريهام ظلت متجاهلتني ..
أما ليان ابتسمت و قالت بلا مبالاة / بنات هذي أختي بيان اللي قلت لكم عنها ..
و كملت و هي تأشر عليهم / هذولا صديقاتي روعة و أحلام ..
دققت في ملامحهم بهدوء ، أما هم قالوا بابتسامة كبيرة لي / اهلين بيان أخيرًا شفناك ..
ابتسمت بتوتر خفيف ، لكني ما بينته / ليه تعرفوني أنتم ؟
أحلام بابتسامة / تقريبًا نعرفك على وصف ليان ، لكنا ما شفناك من قبل ..
ابتسمت و التفت لليان أشوف تعابير وجهها لكن الوضع كان عادي عندها ..
تكلمت في هاللحظة ريهام ، و اللي ما عرفت شو ردة فعلها لمن شافت ليان ، و كيف وجهها متشوه ، و قالت بهدوء / المهم ليان أنا بس حبيت اتطمن عليك ، بعد ما عرفت عن اللي صار لك ، ما أدري شلون سمح لنفسه مجرد يفكر يضربك ..!!
توجهت نظراتي المندهشة بسرعة صوب ريهام ، مستغربة من كلامها ..
أما ليان قالت / عادي مو هو أبوي ، و له الأحقية التامة في ضربي ..
شفت كيف انقلب وجه ريهام على الخفيف ، شحب شحوب ما لاحظه غيري ..
و قالت بصوت مخنوق / الله يعينك ، شو من إنسان هذا يضرب بنته ..!!
سكتنا على كلامها ..
عورني قلبي ، مهما كان هذا أبوي ..
قالت روعة قاطعة صمتنا / عشان نكون منصفين ، ما نقدر نلوم أبوها على ضربه لها ..
كل العيون توجهت لها حايرة ، مستغربة ..
تنتظر تفسير هالكلام المبهم ..
كنت أدقق في وجههم وحدة وحدة ، لين تركزت نظراتي على روعة مثلهم ..
كملت روعة بابتسامة / يمكن له أسباب لهالضرب ، بس ما نعرفها ..
ليان بسخرية ممزوجة بقهر / و هو في شي يبرر الضرب ..!!
روعة و ابتسامتها تتوسع و تقول باستمتاع ، يخفي وراه الكثير من الألم / كل شي و له مبررات تجبر المرء يعمل اللي عمله ، مهما كانت غير مقنعة للغير ..
و تكمل و تبتسم بحزن عكس ابتسامتها المعتادة / دائمًا في مبررات مهما كنتم تشوفونها تافهة و سخيفة ، لكنها مهمة لغيركم ، رأي الناس و المجتمع ممكن يكون رأي ظالم ، لأنهم ينظروا للشي من منظار الجاهل بالقضية كاملة ، دائمة يهملون الأسباب ..
سكتنا من دون ما ننطق بشي ، مع إني كنت بداخلي معارضة لكلام روعة ..
الأسباب ما تبرر اقتراف الذنب ..
لكن سكت على مضض ، مثل الباقيين ..
سلمنا عليهم و مشينا ، بعد ما تطمنت ريهام على ليان ..
ظلينا ساكتين أنا و هي طول الطريق ، و أبدًا ما طرينا الموضوع ..
لكن أفكاري ظلت مشغولة باللي صار قبل شوي ..
روعة و أحلام شخصيات غريبة ..
واضح إن أحلام منقادة لروعة ، و اللي أوضح هو تفكير روعة العجيب ..
حسيت إن ابتسامتها كانت ابتسامة ألم ..
ما أدري ليه أحسهم مألوفين لي ..
وجوههم مألوفة ، كأني شفتهم من قبل ..
مع أني ما صادفت وحدة بجمال ملامح روعة الغربية ..
يمكن صادف أن لمحتهم من قبل في الجامعة لكن ما عرفتهم ..
لكن الأهم من كل هذا إني حسيت أن هالبنات طيبين ..
.
.
واقفة في الشقة أناظر الساعة ، و أرجع أناظر الباب بترقب ..
وينه أحمد ؟ ليش ما جا ؟
ليش تأخر في اليوم اللي تخذت فيه قراري المهم ..!!
رغم كل مخاوفي قررت أطلع و أبين إني ما ني خايفة ..
كفاية أحمد المسكين ماخذ همي ..
بدل ما أعتني فيه صار يعتني فيني ..
لازم أريحه اليوم و أقوله إني خلاص ما عدت خايفة من سعود ..
بس هو تأخر علي ..!!
رجعت أناظر الساعة و أنا أتأفف و أزفر بضيق ..
متوترة كثير مع أنه احتمال كبير إني ما اقابل سعود اليوم ، لكن لسه الخوف محتلني ..
حسيت إني لو تأخرت دقيقة ثانية راح أغير رايي على الروحة ، و أجلس في الشقة ..
أخذت ورقة صغيرة و كتبت فيها ملاحظة لأحمد ، و طلعت من الشقة ..
كان شعوري و أنا أطلع كأني قاعدة أغامر مغامرة خطيرة ..
كنت كأني أجازف بهالخطوة اللي راح تطلعني من بر الأمان " الشقة " ..
لكني تشجعت و طلعت ، بس عشان أحمد ..عشان ما يظل ماخذ همي زيادة على همومه ..
استقليت المصعد بعجلة ، و نزلت للطابق الأرضي ، و طلعت من المصعد ..
و لحظة طلعتي من العمارة إلا أشوف رجال يدخل العمارة في نفس اللحظة ..
خلاني أتصنم بمكاني من الخوف ..
لكن هالمرة ما حركت ساكن ، انتظرته يدخل و يستخدم المصعد ..
و بخوف و ترقب ظليت أراقب على أي طابق بيستقر ..
و كان صدمتي أكبر لمن عرفت الطابق ..
نفس طابقنا ..
سعود معنا في نفس العمارة ، بل بنفس الطابق ..!!
ما قدرت أتحمل أكثر ، الصدمة شلتني ..
.
.
جالس بمكتبي بهدوء و أشتغل ببعض الأوراق ..
مكتبي قليل في حقه إن انقال عنه راقي ..
مكتب يليق بمقام رئيس الشركة ..
كنت جالس أشتغل لساعات بدون ما احس للوقت ..
لين دخلت علي سكرتيرتي الخاصة ربيكا ، أو مثل ما تحب بيكي ..
بيكي بقلق / سيدي ألا تود أن تعود لمنزلك ، لقد انتهى وقت دوامنا لليوم ..
سامي بتعجب / حقًا ..
و ناظرت الساعة و أنا متعجب من سرعة مرور الوقت ..
سامي / هل ما زال هنالك أحد في الشركة ؟
بيكي و هي تحاول ان لا تظهر استيائها / لا ، لقد غادر الجميع ، ما عدانا ..
سامي بلا اكتراث / حسنًا بيكي يمكنك الذهاب أيضًا ..
بيكي / لكن ماذا عنك سيدي ؟
سامي / أذهبي أنتِ ، سأنهي ما بيدي أولًا ..
شفتها تطلع بفرحة مو كأنها قبل شوي تبي تنتظرني ..
أما أنا رجعت أشتغل على الأوراق أبي أخلص منهم ، ربع ساعة و أنا مخلص ..
ركبت السيارة و على الفلة بسرعة ..
دخلت الفلة و أنا أحس بالتعب اللي ابدًا ما حسيت به في المكتب ..
صعدت فوق إلى جناحي ، و أنا أدري إن الكل متجمع في غرفة الطعام ينتظروني ..
تسبحت و بدلت ، و نزلت لهم ..
كان الكل متجمعين ، و الغريب إن أبوي و أمي معاهم ..
أقدر أقول تقريبًا إنه احنا الثلاثة عمرنا ما اجتمعنا على سفرة وحدة قبل هاللحظة ..
جلست معهم و بدا الكل ياكل ، من دون أي كلمة ..
لين انتهيت و وقفت و قلت بالعربي / الحمد لله ..
كنت بمشي و بصعد جناحي ، لكن وقفني صوت أبوي الصارم / سامي ..
وقفت بمكاني من دون ما أرد عليه ، أما هو كمل كلامه / نبي نكلمك في موضوع ..
قلت بهدوء من غير ما التفت ، مقابلهم بظهري / لحقوني لغرفة الجلوس ..
و طبعًا محد من الخدم فهم اللي قلناه ..
رحت لغرفة الجلوس بهدوء من دون ما أنتظرهم ..
دخلتها و جلست على وحدة من الكنبات المنفردة ، و انتظرت ..
ربع ساعة إلا يجوني أمي و أبوي ، و كالعادة متأخرين عن الموعد ..
بس أفضل من انهم ما يحضروه أساسًا ..
قلت بلا مبالاة بعد ما جلسوا مقابليني / شو هو الموضوع ؟
سمعت من أبوي المقدمة المعتادة ، اللي اعتاد الجميع على سماعها من أهله لمن يكبر ..
رغم اختلاف الناس و المكان ، لكن رغم كل شي بدا أبو بنفس المقدمة المعتادة في بلادنا / سامي أنت الحين ما شاء الله كبرت ، و صرت رجال يعتمد عليه ، و ما ينقصك شي ، أخلاق ، و مال ، و جمال ، فليش ما تتجوز ؟
قلت باندهاش ، و بلا تصديق للي أسمعه / أتجوز ..!!
أمي / أيه ، ليه لا ؟
سامي / انتم فعلًا تبوني اتجوز ..!!
أبوي / أيه مدام مو ناقصك شي ، شلي يفرق عنك و عن غيرك من الناس ..
كان نفسي في هاللحظة أنفجر فيهم و أقول إن حياتي بكبرها تعتبر فارق ..
من راح يتحمل يعيش هالحياة ، أساسًا من اللي راح تستحمل الغربة الأبدية ..
مو غربة المكان و بس ، غربة روحية معاها .. غربة النفس و المشاعر ..
لكني اكتفيت إنه أقول بسخرية / و مين العروس إن شاء الله ؟
أمي / بنت خالتك ســـارة ..
ســـــارة .. رددت اسمها في داخلي بلا تصديق ..
ســــــــــارة حب الطفولة ..
ردت لي ذكرياتي القديمة معها ..
قلت لهم بعد ما تمالكت نفسي / و ليش سارة بالذات ؟
أمي / لأنكم تعرفوا بعض ، و عارفين أخلاق بعض ، و ما أظن أحد منكم يرفض الثاني ، فالموضوع راح يصير سهل ..
قلت و أنا أدوس على قلبي / بفكر في الموضوع ..
أبوي / خذ وقتك في التفكير هذا من حقك ، أنت بس قول لنا بقرارك بعدين ..
سكت و أنا أشوفهم يطلعون من الغرفة ..
أكيد هذا كان سبب زيارتهم لي هالمرة ..
لكن سارة ..!! هل معقولة أرفض سارة ..!!
و هي حلم من أحلامي ..!!
بصراحة كل ما فكرت في موضوع الزواج أول من تخطر على بالي سارة ..
دائمًا أتذكر ذكرياتي معها لمن كنا نزورهم مع أمي لمن تزور أهلها ..
عند هالفكرة حسيت كأنه شرا الصاعقة نزلت علي ..
قرار حاسم .. يا هذا يا هذا ..
يعني لازم أضحي عشان أفدي الأخر و أساعد على بقائه ..
أكيد الجواب بديهي ما له داعي السؤال ..!!
متأكد إنه هذا الصح ، و هو اللي مفروض أسويه ..
رحت بسرعة ألحق أمي و أبوي أخبرهم بقراري المصيري ..
و أنا أردد في داخلي اسم " ســـــــارة " ..
.
.
جالسين بهدوء و مستمتعين ، و يتردد في أذانا صوت الموج العالي ، و هو يصطدم بالصخور ..
صوت يجيب الراحة في النفس ، و يشرح الصدور ..
حتى القلوب المريضة ترتاح من أفكارها الدنيئة ، و تستمتع بوجودها بمثل هالمكان ..
هواء عليل يحرك أغصان الأشجار ، و سعف النخيل يتمايل معه ..
صوت ضحكات الأطفال ، و جريهم و هم يلعبوا ..
يخلي الواحد غصب عنه يغرق في هالعالم الجميل ، و يسبح الخالق سبحانه على إبداعه في تصويره ..
و يجعله يتذكر الآخرة و كيف الجنة راح تكون أفضل و أجمل ..
رعشة في الصدور تتكون عند الوصول لهالأفكار ..
شفت أمي كالعادة تطالع في الفراغ ..
تسائلت هالمرة هل هي فعلًا تناظر الفراغ ..!!
لأن نظرها كان متوجه جهة البحر ..
سرحت في وجهها ، و كيف حياتنا راح تكون ..
وأشرت على سيتي تجيب شنطة الأكل ، و بدت تفتحها و تحط الأكل قدامنا ..
أما أنا رجعت أناظر بعض الأولاد يلعبون بالكورة ..
مستمتع برؤية حماسهم ، و حبهم لهاللعبة ..
لأني في يوم من الأيام كنت مثلهم رغم عدم ممارستي لها إلا في المدرسة ..
قطع أفكاري و تأملاتي رنين الموبايل ..
ناظرته و كان مثل ما توقعت فـــارس ..
هذي المرة الثالثة اللي يدق علي و أعطيه مشغول ..
لازم يفهم إني محتاج أبتعد عنهم .. محتاج أنال حريتي ..
أنا لازم أعيش حياتي بلا قيود ..
هالمرة قفلت الموبايل بكبره متجاهل فارس ..
أشرت على سيتي تفتح الأكل الملفوف ..
و شوي بدينا أنا و أمي ناكل ، و سيتي تساعدها ..
ما طاوعني قلبي ارجع أشتغل من اليوم و أتركها ، فأخذت لي إجازة لليوم ..
المهم راحة أمي الغالية ..
أمي اللي مستعد أعمل أي شي يسعدها ..
أكلت و أنا أناظر وجهها الجميل ، رغم قساوة الظروف اللي عاشتها ..
وجه يتهيأ لي أني عمري ما شفت ملامحه تضج بالسعادة ..
أعمل أي شي بس أشوف السعادة تشع منه ..
لو أشوف ابتسامة أو ضحكة ترتسم على هالشفايف ..
لهالإنسانة اللي ما شافت خير في حياتها ..
.
.
رجعت الشقة و أنا أحس بتعب ..
كان علي بحث لازم انهيه فاضطريت أنا و بعض الشباب نروح المكتبة العامة ..
ما أدري ليه اليوم قابضني قلبي على سديم ..
أكره احساسها بالخوف ..
يمكن لهالسبب جايني هالشعور ..
دخلت الشقة و أنا أنادي / سديــــم .. سديـــــــــم ..
لكن لا جواب ..
دورتها في كل غرف الشقة لكن ما لقيتها ..
حسيت بالخوف .. يا الله وين راحت ..
دقيت عليها بالموبايل بس سمعت رنينه في الشقة ..
لحقت الرنين و لقيت الموبايل ، و شفت رسالة جنبه من سديم ..
قريتها بسرعة ، و ساعتها صحيح خفت ..
شلون تطلع لوحدها ..!! شلون ..!!
نزلت العمارة تحت أدور عليها ..
و سألت عنها حارس العمارة اللي قال أنها طلعــــت ..
شلون تطلع لحالها ..!!
كنت بطلع أدور عليها إلا أشوفها فجأة بوجهي ..
قلت بصدمة / سديــــم ..!!
و بدورها قالت / أحمــــد ..!!
و بشكل اتوماتيكي جريتها من يدها راجعين الشقة ، من دون ما ننطق بكلمة زيادة ..
ما كنت أقدر أتبين ملامح سديم ، لكن واضح عليها الهدوء ..
و ما أن دخلنا الشقة تركتها و قلت بهدوء ماسك أعصابي / ليش طلعتي من الشقة ؟
سديم بهدوء مماثل تحاول تمتص غضبي المكتوم / كنت بس أبي أغير جو شوي أحمد ..
أحمد / و ليش ما انتظرتيني ؟
سديم / أنا إنتظرتك وقت طويل لكنك ما جيت ..
أحمد / قلتِ خل أطلع بدونه ..!! سديم واضح إنك منتي فاهمة احنا وين .. و مين الناس اللي برا ، فخليني أفهمك .. هذول الناس اللي برا مجتمعهم غير مجتمعنا ، و ممكن تنضرين بسهولة منهم لو طلعت لوحدك .. احنا انخاف عليك من رجال بلادنا فكيف هنا ..!!
سكتت سديم و نزلت راسها ،أما أنا كملت / مو معناها إنك أكبر مني تعملين اللي تبينه من غير ما تستأذنين .. أنا أظل رجال مسئول عنك ، تقدرين تنتظرين أروح معك ، و إذا تأخرت فأجليها لوقت ثاني .. انتي من قررتي تسافرين معي فمعناها صرتي مسئولة مني ..
سديم بندم / آسفة أحمد ، ما فكرت بلحظتها بشي غير أرفه عن نفسي كنت مت جد مخنوقة ..
أحمد / أنا مسامحك سديم ، بس لا تعيدينها ..
سديم / إن شاء الله ما راح أعيدها ..
رحت لغرفتي و ابتسمت ..
سديم واعية و راح تفهم سبب خوفي عليها ..
هالبلاد ما لها أمان ..
أساسًا ما يفترض بنا نأمن لأحد ..
الدنيا غدارة حتى من أقرب الناس ..
خوفي يصير شي لسديم ..
إن شاء ما تعيد اللي سوته ..
هالمرة الله ستر ، لكن لو صار شي المرة الجاية ..
ساعتها ما بتفيدها هالمبررات ، و راح تزيد ضيقتها ضيقــــة ..
.
.
/ كاديــــووه .. إنقلعي عن وجهي ..
كادي / عموور .. يله بس مكان واحد بعد بلييييز ..
عامر / خلاص راسي وجعني منك ، تعبت من الفرارة في الأسواق ، مو أنت شريتي لك من قبل ..
كادي و هي مبوزة بدلع فطري / بس أنا أبي أنوع ، يوم دا و يوم دا ..
عامر / و اللي قبل .. عندك درزن منهم في غرفتك خذي لك وحدة منهم ، مالي خلقك ..
كادي / بلييز عمور بليز أخر مرة ، ذولاك مليت منهم و استعملتهم أكثر من مرة ..
عامر / اللي يسمع يقول هم بس كم وحدة ، إلا أكثر ..
كادي و هي تتنهد / يا أخي هي كل سنة اشتري لي مرة ، أنا قلت أبي أكثر هالسنة ، ما صارت مذلـــة ..!!
عامر / هي مو عليهم هم على إني تعبان ، و ما بي أتحرك من مكاني ..
كادي بزعل / خلاص ..
رحت بطلع من عنده و مسوية روحي زعلانة ، إلا يقول / خلاص .. خلاص باخذك..
صرخت بقوة وحضنته / مشكور عموري ..
قال و هو يبعدني بمزح / بعدي .. بعدي خنقتيني ..
كادي بمزح مثله / كانت مجرد لحظة تهور مستحيل تنعاد ..
و طلعنا من غرفة عامر رايحين نشتري لوازم بداية السنة الدراسية الجديدة ..
مع أني مجهزة من زمان ، بس نفسي هالسنة أنوع بأكثر من شي ..
التغيير حلو ..
.
.
/ كيفك يا قلبي ..
/ منيحة يا روحي ..
/ ههههه .. ما صدقنا متى نسمع هالصوت ..
/ قول أنك اشتقت لي و خلاص ..
/ مستعد أقولها لك ألف مرة لو تبين ..
/ طيب قولها .. أبي أسمعها ..
/ أشتقت لك يا روحي و قلبي و حياتي كلها ..
/ الله .. أنا كل هذا ..
/ أيه أنتِ كل شي .. أحبك كلك على بعضك ..
/ لكن أنت ما شفتني من قبل ، كيف تحبني لهالدرجة ؟
/ ما يحتاج أشوفك ..!! أنتي دخلتي قلبي من دون استئذان ..
/ اممم و بعد ..
/ مو كنك زودتيها .. شكلي عطيتك وجه كثيير ..
/ قول لي بعد .. مو أنا أستاهل ..
/ تستاهلين و نص ، بس أنا أستاهل بعد ..
/ تستاهل أيه ؟
/ لا تزيدينها علي قولي و خلصيني ..
/ أحبك ..
/ يا الله يا محلاها منك .. بليز حبيبتي لا تقطعيني مرة ثانية ..
/ ما أوعدك بس بحاول ..
/ لااا إن شاء الله ما نفترق أبد ..
/ اسمح لي لازم أسكر ..
/ أوكي .. بااي كلميني بعدين ..
/ نشوف ..
هههههههههههههه .. غبي .. هههه .. ما شفت شخص بسذاجتــــه بحياتي .. هههههههه .. عن جد يكسر الخاطر ..
طلعت من غرفتي كالعادة بعد مكالمة مع ناصر ..
.
.
راقبت روعة و هي تطلع من غرفتها بصمت ..
و نزلَت للطابق التحتي ، من دون ما تنتبه لي ..
تغيرنـــا ..!!
أنا و روعة تغيرنــــا ..!!
ما عدنا مثل الأول ..!!
دايمًا يطرى الموضوع على بالي ، لكني دايمًا أطرده ..
لكن بلا فائدة ..!!
هل مضى عليه سنة أو أكثر ..!!
شهور أو أيام ..!!
ما أذكر ..!!
ما أذكر ، و لا أقدر أفسر التحاولات اللي صارت ..
الحياة صارت مظلمة ..
يمكن لأن قلوبنا استسلمت للظلمة اللي استحوذت عليها ..
هل يا ترى بنقدر نرجع مثل الأول ، و قلوبنا لسه حاملة ألام و أحزان ما أطلقتها ، و يمكن ما تنتهي إلا بمعجزة ..!!
أنا و روعة .. و أهله .. كلنا تغيرنا ..
تغير للأسوء ..!!
احنا تجاوزنا مرحلة الصدمة و تعديناها ، لكن مو بالنجاح بالفشل ..
فشلنا ننسى .. فشلنا نتجاوز ألامنا و كبتناها لين حولتنا للأسوء ..
روعة في الماضي كانت بريئة .. قمة البرائة ..
أما الأن ..
أما أنا أترك المجال للأيام بتعرفكم علي أكثر ..
.
.
بهدوء صعدت لغرفتي و قفلت بابها ..
ما كنت مرتعبة من المواجهة ..
هذا أبعد ما يكون عن اللي كنت أحس فيه لمن وصلنا للبيت ..
بيان كانت خايفة أما أنا لااا .. أما أنا لاا ..
وقفت قدام المرايا و تأملت وجهي اللي شوهته الكدمات ، و أثار الصفعات ..
لكن مو مثل الوليد ..!! مو مثله ..!!
الوليد ينضرب كل ليلة و أنا ما حركت ساكن ..
سكت .. سكت ..!!
لمن مر الأمر بسلام و عرفنا من أمي إن أبوي مو في البيت ما حسيت بالرضا و السعادة كان شعور معاكس تمامًا ..
كأني كنت أتمنى المزيد من الصفعات ..
يمكن تصحي ضميري اللي سكت ..!!
مع أني مو أنا الوحيدة ، كثيير اللي سكتوا ..!!
لكن لما تعرف إنك مثلك مثل غيرك ..
إنسان مجرد من المشاعر ، ما يهمه إلا مصلحته ..
يكون الشعور مختلف ..!!
إحساس مدمر ..
دمر كياني ..
شخصية مهزوزة .. هذا أنا ..!!
لكني أتظاهر بالقوة ..
أنا بشعة .. بشعة مثل كل شي غيري ..
هالصفعات ما شوهتني ..
هي مجرد زادتني بشاعــــة ..
وين الوليد ..!!
ليش تركني ..!!
أنا أكثر حزن من بيان لأنه راح ..
لكني كنت أكابر ..!!
الوليد .. فين الوليد ..!!
تركت تساؤلاتي تصل للمسامع ..
و مو أي مسمع ..
مسامع كل اللي في البيت ..
.
.
بتردد لكن بوعي كامل للخطوة اللي راح أخطيها ..
و اللي راح تغير حياتي للأبد ..
مو بس حياتي .. حياة بدر و ليان بعد ..
ما فكرت بفكرة غير السعادة اللي راح تحل على بيتنا المظلم بوجود بيان ..
الكآبة عكس السعادة ..
وصف دقيق لحالة أهل هالبيت ..
مهما أخفينا .. مهما كابرنا ..!!
أنا كابدت لإزالة هالحزن و ما نفع ..
طيف البندري يراودني من فترة لفترة ..
شي طبيعي .. هي أختي .. أختي حبيبتي ..
صعب أنساها و راح تظل ساكنة في قلبي ..
لكن مستحيل أترك بدر و أبوي يعانون من الحزن الدائم ..
لازم أنا اخطي هالخطوة اللي راح تكون بداية لإسعاد قلوبهم المتقطعة من الحزن ..
أما أنا راح أظل أحبس ذكرى البندري في قلبي من دون ما اسمح لنفسي أنساها ..
لازم أخلد ذكراها على الأقل في قلبي أنا ..
اللي ياما عملت البندري الكثير لإسعاده ..
سمعته يقول / أدخلي ..
بخطوات مُطَربة دخلت ..
ريهام بارتباك / ااه ..
بابتسامة هادئة / تعالي قربي .. أقعدي جنبي ..
تقربت بنفس الخطوات ، و جلست جنبه و قلت / يبه ..
ياسر / أيه ريهام ..
ريهام تدخل مباشرة في الموضوع / يبه ليش ما نخلي بدر يتزوج ..
أبوي باستغراب / يتزوج ..!!
ريهام / أيه قول له ، أنا عندي بنت مناسبة له ..
ياسر / مخططة بعد ..!! أنتِ شايفة الوقت مناسب ..!!
ريهام / يبه بدر سنة .. سنتين و يوصل الثلاثين ، من بتقبل فيه بعدها ..!! على الأقل يخطب حتى لو أنه الوقت بدري ..
ياسر / أنتِ شايفة فعلًا إنه الوقت مناسب ..!!
ريهام / أيه يبه ، ما في وقت أفضل من هذا ، أنت بس قول لبدر ..
ياسر / بفكر في الموضوع أول ،و بعدين أشوف ..
قمت من مكاني ، و توجهت للباب ، و وقفت عنده و قلت / اعرف يبه إني ما قررت هالقرار إلا بعد تفكير طويل .. أسابيع و أنا افكر لين رسيت على قراري ، و أنت تعرف كيف مكانة البندري عندي .. كيف أنها أغلى ما يكون ، فلا تظن لحظة إني تسرعت بقراري أو فكرت فيه بلحظة تهور ، أنا متأكدو إنه زواج بدر في هالفترة أفضل لنا ..
و بهدوء طلعت من الغرفة و سكرت الباب ..
متوجهة لغرفة البندري ..
.
.
تقبلت الفكرة بألم ..
الوليد ما عاد يخبرني بكل شي مثل الأول ..
الوليد تغير و الدليل إنه ما يرد على اتصالاتي ..
كأنه عدني مثل خالتي و خواته طرف محايد ، لازم ما يدخله في شي ..
أنا أعرف تفكير الوليد ، و هذي هي المصيبة ..!!
نجلا / وش فيك يا ولدي ؟ طول وقتك سارح ..!!
فارس / و لا شي يمه ، بس أفكر ..
نجلا / بوشو تفكر بعد ؟ لا يكون عندك حرمة و عيال ماخذ همهم ..!!
فارس بابتسامة / يمه .. و أنا كل ما قلت شي استنتجتِ إني متزوج ..!!
نجلا / آه بس .. متى يجي اليوم اللي أفرح فيك و أشوفك معرس و عندك عيال ..
فارس بلا مبالاة / عندك ريماس افرحي فيها مثل ما تبين ..
نجلا بشهقة / لا يكون مو ناوي تعرس ..
فارس / ما أدري يمه ، بس أنا الحين شايل الفكرة من راسي ..
نزلت راسها بحزن ، بسبب كلامي فقلت / يمه لا تعبين راسك بهالموضوع ..
نجلا و عيونها مليانة دموع / بس أمنية كل أم تشوف ولدها معرس ، و تشوف عياله ..
بست راسها و قلت / أسف يمه ، هالشي مو بإرادتي ، أنا مو حاس إني أقدر أتحمل مسؤولية الزواج الحين ..
نجلا / وش اللي يفرق الحين عن الأول يوم خطبت البندري ؟
فارس / يفرق كثيير .. المهم يمه أنا صاعد لغرفتي .. ريحي بالك من هالموضوع شوي ..
صعدت فوق ، و أنا أحس بالاستغراب من حالة أمي ..
كل ما شافتني فتحت لي قضية العرس ..
بس أنا ما أقدر أعرس .. ما أقدر ..
دخلت غرفتي ، إلا أتفاجأ بريماس جالسة على السرير و تفكر بسرحان ..
قلت / شو تسوين في غرفتي ؟
ريماس تناظرني / فارس أنت ليه ما تتزوج ؟
نزلت راسي و أنا أقول في داخلي .. حتى انتِ ..
قلت لها / سمعتِ كلام أمي ..
ريماس / بالصدفة ، بس صحيح فارس ليه ما تتزوج و تفرح أمي ، مسكينــة طول الوقت شاغل بالها ..
فارس بسخرية / مريض أنا لو ايش عشان أشغل بالها ..
ريماس بتنهيدة / أمي تحس فيك ، و تعرف إنك ما نسيت البندري ، و هذا اللي مخوفها ، و حتى لو ما حست أي عاقل بيفهم من تصرفاتك إنك ما نسيتها ..
فارس ببرود / مدام إنكم تعرفون ليش ما تسكروا هالموضوع ..
ريماس و هي قايمة متوجهة للباب / الكلام معك ضايع ، و أنا كنت أقول إنه فارس عاقل ، و ما يرضى على زعل أمي ، أبدًا ما توقعتك كذا ..!!
طلعت من عندي و كلماتها حزت بخاطري ..
ليه ما يفهمون قلبي كان متعلق بالبندري ..
كان بس ينتظر اللحظة اللي يلتقي معاها في بيت واحد ..
من كنت طفل ، ما عندي خبرة بهالمواضيع و أنا متخذ قرار إني أتزوج من البندري مو غيرها ..
كيف يبوني أتزوج وحدة ثانية بكل هالسهولة ..!!
أنا متأكد إني راح أظلم بنت الناس معي إن تزوجتها ..
أنا حاسس إن قلبي مات من توفت البندري ..
و مستحيل أخليه يحيا بذكر غيرها ..
الوفاء شي صعب ، لكني لازم أوفي لها ..
هم وش عرفهم بالوفاء ..!!
.
.
كنت جالسة في غرفتي من بعد رجعتنا من الجامعة ..
حاسة كل شي متغير ..
البيت مخيف .. مرعب ..
كانت هالأفكار تدور في بالي ..
مع أني متأكدة إني ما بلاقي شي من الضرب ..!!
ليان استفزت أبوي مثل ما استفزتني من قبل ، و مستحيل أحد ما يعصب منها لما تتصرف بهالشكل ..
و أنا مستحيل أخاطر بنفسي و أعمل مثلها ..
لكن كلامها عن الوليد كان مبهم ..
هل فعلًا أبوي ضربه ..!!
لكن أنا ما أعرف شي عن الموضوع ..!!
لكن مدام هذا تأثير كلامها على أمي و أبوي فمستحيل تكذب ..!!
في هاللحظة بالذات سمعت صراخ ليان ..
كانت تقول شي لكني ما فهمته ..
لزمت غرفتي ..
مستحيل أتحمل مشهد أبوي و هو يضربها مرة ثانية ..
كلامها الغير مفهوم كان متواصل ، لكني ظليت في غرفتي و دموعي تجري ..
حاطة أيادي على أذاني .. مابي أسمع شي .. يكفي .. يكفي ..
إلا ينفتح الباب الغرفة فجأة و تدخل غلا و هي تجري ..
كانت تصيح و في حالة انهيار ..
تقربت مني و حضنتها ..
أنا قلبي ما تحمل الللي يصير فكيف بقلبها الصغير ..
غلا ببكاء / ليــااان .. ليـــاااااان ..
بيان بصوت هادي رغم بكائها / شفيها ليان ؟
غلا و هي تشهق / حابسة نفسها في الغرفة و جالسة تصيح ..
بيان باستغراب / تصيح ..!!
غلا بشهقات خافتة / أيه .. تسأل عن الوليد ، شكلها تبيه ..!! الوليد ليش تركنا مدام محد راضي ..!!
حضنتها و دموعي لسه تجري ..
ليان القويـــــة تصيــــــح ..!! و تسأل عن الوليـــد ..!!
كيف و هي ما تأثرت كثير بطلعته ..!! ليه تتأثر الحين ..!!
واضح إنه في لغز في الموضوع ، و أنا لازم أعرفه ..
كل من في هالبيت يعرفونه ما عداي ، إذا طلعنا غلا من الحسبة ..
ليان بعد ما هدت غلا / قلتِ ليان في غرفتها ..
غلا / أيه ، بس الباب مقفول ..
بيان / خليك هنا ، لا تطلعين أنا بشوفها ..
غلا / زيييين ، بس لا تطولين ..
بيان بهدوء / ما بطول ..
توجهت لغرفتها اللي جنب غرفة غلا ..
البعيدة شوي عن غرفتي ..
و شفنت أمي واقفة هناك تبكي مثلها مثلنا ..
قلت لها / يمه هي مرة وحدة بدت تصيح .. فجأة يعني ؟
أمي / أيه كانت هادية إلا فجأة نسمع صوتها و هي تبكي بقوة ..
تقربت من الباب و ناديت / ليــــااان .. ليــــــــااان ..
ما ردت علي فكررت بصوت أعلى من اللي قبله / ليــــاااان .. ليـــااااان .. ردي علي ..
إلا أسمع صوتها الهادي ، عكس قبل / شو تبين ؟
بيان / أنت بخير ؟ شو صاير معك داخل ؟
ليان / ما في شي .. ما في شي .. خلاص ما ني موجعة روسكم بسكت خلاص ..
بيان بخوف / ليان وش فيك ؟
ليان / ما فيني شي .. تقدري تروحي تطمنيهم ، ما راح أرجع أصيح ، مستحيل أضعف مرة ثانية ، هذا وعد مني ..
ضعف ..!! هل البكاء ضعف بالنسبة لك يا ليان ..!!
قلت / أوكيه ، بقولهم ..
تقربت من أمي و قلت / سمعتي شو قالت ؟
أمي و بعدها تبكي / أيه ، سمعت ..
رجعت لغرفتي أطمن غلا المرعوبة ..
يا الله من كان يتصور ليان تنهار بهالشكل ..!!
لكنها قويــــة ، و بتظـــل قويــــة ..
ما يهزهــــا شي ..
كانت مجرد لحظة ضعف بالنسبة لها ، و ما تبي تكررها ..
توأمي ، و ما أعرف شلون تفكـــر ..!!
الله يستر من الأيام الجاية شكلها بتحمل لنا الكثير ..
أحسن شي عملته ليان إنها قفلت على نفسها الباب ..
ما نبي مشاكل مع أبوي لما يرجع ..
ما ينسى شغله حتى و ولده محد يدري وينه ..!!
.
.
نهاية الفصل الحادي عشر

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسلوب مميز، مليئة بالمشاعر ، قوية ، مثيرة، أفكار مميزة ، من أجمل الروايات ،, منتديات ليلاس, قلوب ضائعة تجري في ساحة الغدر الطويل, قصص من وحي قلم الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:44 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية