لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-09, 02:50 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

.
.

قعدت أسمع الوليد و هو يحكي معي بالموبايل اللي صار معه مع بيان ..
تفاجأت و بقوة من الحزن اللي داخل الوليد يمكن اللي قاله شي بسيط بالنسبة له ، لكن بالنسبة لنا صعب ، الوليد داخله حزن كبير على أمه و عمره ما فضفض لأحد حتى أنا اللي أعتبر أقرب واحد له ، مع إنه دائمًا تجينا تساؤلات عن هذا الموضوع لكن عمرنا ما سألنا الوليد لأن مثل ما قالت بيان عمره ما فضفض لنا و يوم صرح بشي من اللي داخله انفجر كذا و كان انفجاره من نصيب بيان اللي أول مرة تجرأت تسأله و ما اتوقع إنها راح تتجرأ مرة ثانية ..

قلت له : الوليد أهدأ شوي ..
الوليد : فارس إنت ما سمعتها كانت من الممكن إنها تهين أمي و لو ما كانت راح توصفها بالمختلة أو المجنونة كان راح اتقول إنها مو موجودة ، هي شو عرفها عشان تحكم ، ليش ما يحترمونها لكونها أمي على الأقل أنا أحترم أمهم لإنها أمهم مع إنها ما أظهرت ملامح من الود تجاهي ..

كلام الوليد سكتني و استحيت منه أم بيان و ليان خالتي و أنا أقرب لهم بس ما أقرب للوليد لكن تعرفت عليه بعد ما خالتي تزوجت أبوه و صرنا كثير قراب لبعض ، و لما كبرنا صداقتنا كبرت معانا ..
و ما كان من عادة الوليد يفضفض لنا عن حياته في البيت لأنها خالتي و أم لخواته ، فيكون في موقف محرج و هاذي اول مرة يصرح لي عن شي يتعلق بخالتي ..

فارس : معك حق الوليد بيان يمكن كانت راح اتقولها ، لكن دور لها عالعذر هي ما كانت راح اتقولها بمعنى الإساءة لك أو لأمك إنما كانت تريدك تريح نفسك و تفضفض لها ، تبي تكون قريبة منك لأنها تحسك مو بالقرب المطلوب منها ، و تبي تساعدك في نفس الوقت ، كانت تبي توضح لك إنها حاسة فيك و إنت تشوفهم عايشين مع امهم حياة طبيعية إما إنت لا ..

حسيته اقتنع فسكت شوي بعدين قال : صح أنا أدري بيان كثير تحبني و عمرها ما فكرت تضرني و انا ادري إنها ما تقصد شي و هي أقرب خواتي لي ، بس انا إنسان لي طاقة ما تحملت .. هي ما تدري شلون أمي عايشة منعزلة لو ما أنا شان محد إهتم فيها ، ما يدرون هي حية و لا ميتة ، تكسر الخاطر احس ودي اعمل شي لها بس ما ني قادر ، على الأقل أقدر إني أحافظ على كرامتها في البيت هذا أقل شي أسويه ..

فارس : هذا من حقك اكيد ..
سكت شوي بعدين قلت : الوليد تبيني أجيك ..
الوليد : لا فارس انا محتاج أقعد لحالي ، و ما أظن وجودك الحين بجيب شي أي يودي ..
فارس: اوكيه ، مع السلامة ..
الوليد : مع السلامة ..

ما أن سكرت حتى راح فكري للوليد .. الوليد حياته لا تطاق و ما ادري كيف يستحمل أمه عايشة معه و ماكأنها عايشة شعور صعب ..
تذكرت محاولة بيان إنها تتكلم مع الوليد كانت محاولة متهورة بس كان لازم أحد يبدأ بها عشان نتقرب من الوليد ، بس اللي كانت بيان خايفة منه صار أكيد متأزمة الحين و حالتها حالة الله يعينها ..

سمعت جرس الباب يدق غريبة ، منو جاي فهالوقت ..!
ما كان في أحد قاعد في مثل هالوقت أغلب الناس عندها إجازة و ما أحد إتعود على القعدة من وقت لين ألحين ..
فتحت الباب أشوف مين من دون ما أرد على الجرس ، أطلع أنا احسن ..
كانت حرمة متغطية مبين عليها بنت صغيرة ، سمعتها تقول : السلام عليكم فارس ..
فارس : و عليكم السلام .. أسف ما عرفتك ..
.. : معك حق ما تعرفني ، أنا ســـــــــديم بنت عمتك ..
قلت لها متفاجأ : سديم .. !
دخلت داخل و هي اتقول : ايه ..
فارس : مع مين جاية ..؟
سديم : مع تاكسي ..
فارس بهدوء: و ليش جاية مع تاكسي حضرتك ..؟
فارس بهدوء مثله عشان لا تصعب الموقف : لأن الموضوع لأبي أقوله لا أبوي و لا أخوي راح يسمحولي أتكلم فيه ..
هزيت راسي مع إن موضوع جيتها بالتاكسي ما عجبتني بس أنا من عشان أدخل و أتحكم فيها مهما كان أنا بس ولد عمها و مالي حق عليها ..
سديم بتردد : خالي صاحي ..
فارس : لا لسه نايم ، بس شلون عرفتي إنا إحنا في البيت ..
سديم : سمعت من أمي إنكم ماخذين إجازة ..

هزيت راسي و دخلتها داخل البيت فما أن دخلت حتى قالت : بروح لريماس ..
شفتها و هي تصعد و أنا مستغرب من زيارتها ، سديم الكل يعرف إنها منعزلة من سالفة طلاقها ، و إنها ما تقبلت وضعها ، غريبة جاية بيتنا خلني أصحي أبوي و هو يقولي بعدين إذا ما كانت خصوصيات ..
فصعدت أنا بعد ، بس رحت لجناح أبوي و أمي و طقيت الباب كم مرة لين لين قعد أبوي و طلع لي و هو يقول : صباح الخير يا ولدي خير شصار ..؟ مو من العادة تصحينا ..
حسيت إني قليل ذوق لكن قلت : صباح الخير يبه ، أسف بس سديم بنت عمتي جت قبل شوي شكلها تبي تكلمك في موضوع ، قبل شوي راحت لغرفة ريماس ..
خالد : سديم .. خير إن شاء الله ببدل و بنزل اشوف شو صار ..

شفت أبوي يرجع يدخل و أنا مستغرب من هالزيارة ، بس ما أخذت في بالي كثير ، طلعت من البيت أرفه عن نفسي و أنسى أمر هالزيارة شوي ..

خالد ( أبو فارس ) [ ... ] 47 سنة

.
.

نفذت خطتي و جيت بيت خالي خالد أقرب واحد لي ، و اللي أحس إني راح أشرح له موقفي أحسن من أي أحد ثاني ..
المشكلة ألحين إني لازم اخبره بمرض أحمد اللي كان سر بطلب من أحمد نفسه ، من كان صغير ما كان يحب نظرات الناس المشفقة لما كانوا يعرفوا إنه مصاب بهالمرض عشان كذا خبينا هالأمر المهم عن أهلنا و لأن أحمد كان راح يزعل منا ، و هذا شي ما كنا نريده ..

طقيت باب غرفة ريماس سمعتها اتقول : أدخل ..
معناها صاحية ، فتحت الباب و دخلت كانت ريماس قاعدة تقرأ كتاب و ما تعبت نفسها و التفتت أما أنا ما قلت شي نفسي أشوف ردة فعلها ، و لما طول سكوتي التفتت و هي تقول : فارس شو ..
حسيتها انصدمت لما شافتني ..
ريماس : ســ ــد يــ ـ م ..
قامت على طول تناظر شكلها كيف كان شعرها مربوط أي شي و لابسة بيجاما طالعة حلوة عليها ، قامت من مكانها و سلمت علي : شلونج سديم .. ؟
سديم : الحمد لله ، أسفة جيت في وقت غير مناسب للزيارة ..
ريماس : لا البيت بيتش تعالي في أي وقت ..
استحيت منها إني داخلة عليها غرفتها فقلت أبرر : كان فارس تحت في الصالة ..
فهمت علي و قالت : اوه لا عادي اعتبري غرفتي غرفتش و احسن جيتي في هالوقت عشان لو جيتي مرة ثانية يمديني أستقبلك بالبيجاما بدون ما أستحي ..
سديم : حلوة الفكرة ، بصراحة ريماس أنا جيت أكلم خالي في موضوع بس قال فارس إنه بعده ما صحا ..
ريماس : اوكيه خلينا ننزل ..

نزلت معها تحت ما أشوف إلا خالي ينزل و هو يقول : سديم عندنا تو ما نور البيت ..
سديم : النور نوركم ..
سلمت عليه و سلم علي ، جلسنا كل واحد في كنبة ، بدأ خالي الكلام و قال : قالي فارس إنك تبغيني في موضوع و أنا متأكد إن الموضوع ضروري و إلا شان ما جيتي بمثل هالوقت ..
بدت دموعي تنزل لما تذكرت الموضوع فقال خالي : تعالي معي ..
مشيت معه و تركنا ريماس اللي فهمت إنا نحتاج خصوصية أكبر ، دخلني خالي غرفة عرفت اول ما دخلتها إنها مكتب خالي بس كان فيها مكان مخصص للجلسة فجلسنا فيه و قال خالي : تكلمي يا بنتي و لا تستحي أنا بحسبة أبوش ..
سديم : الله الشاهد يا خالي إني أعدك مثل ابوي ، عشان كذا إنت أول واحد جيته ..
خالي : قولي يا بنيتي شو فيه ..؟
سديم : أحمد يا خالي قرر قرار ما قدرت أغيره و أبوي و أمي موافقين و أنا ما أقدر أغير قراره فعشان كذا جيت هنا لحالي ..
خالي : و شو هالقرار اللي يخليش تبيكين ..؟
سديم : أحمد راح يسافر ..
خالي : ليش يسافر ..؟
سديم : يسافر يدرس برة ..
خالي : و شو فيها لو درس ..؟ و هو راجع إن شاء الله و هو رايح عشان مستقبله و أحمد ما شاء الله عليه شاطر ..
سديم و دموعها ما وقفت: المصيبة أنك ما تدري يا خالي أحمد مريض ..مريض ..
حسيت خالي إنصدم : مــ ـريـ ـض بشو ..؟
سديم : صـــرع يا خالي .. صـــــــرع ..

قلتها بقوة و كأني أرمي هالحمل من ع كاهلي ، أنا مسحيل أترك أحمد يسافر لو صار له شي هناك ما راح أقدر أتحمل ..
طالعت خالي و اللي بعده ما أفاق من الصدمة : صـــــرع .. عنده صرع مرة وحدة ..
سديم بصراخ: أحمد و من هو صغير كان مريض بالصرع ، صرع جزئي معقد نوباته الحمد لله الدوا يحدها ، لكنها ما تمنع إتجيه من حين لأخر عشان هيك ما أقدر أخليه يسافر ، فهمت علي يا خالي ، أنا خايفة .. خايفة إني أفقد أحمد هناك ..

بعدها ما حسيت بروحي إلا أنفجر بصياح أكثر من قبل ، أما خالي كان بعده ما فاق من الصدمة حسيت أن الخبر نزل عليه مثل الصاعقة ..
خالي : شلون أحمد عنده هالمرض .. ؟ و ليش ما قالنا ..؟
سديم بصياح: خالي لا تخليه يسافر ، خالي قوله لا تسافر ..

قام خالي من مكانه و ضمني لصدره و أنا تشبثت فيه و أنا لسه أصيح أما هو حاول يهديني و هو يقول : ما عليه يا بنتي .. ما عليه ، انا بحلها ..
.
.
ما ني قادرة أوقف عن التفكير في الموضوع اللي بتقوله سديم لأبوي ..
يا ترى شو هو ..؟ و ليش تصيح ..؟ أكيد شي خطير لدرجة إنها تصيح ، و أبوي ياخذها لمكتبه و يقفله لخصوصية أكبر ..

مسكت الموبايل و اتصلت ع بيان ع طول ..
ردت علي بصوت غير طبيعي لكني ما ركزت في الموضوع : هلا ريماس ..
ريماس : هلا و غلا بيونه احزري منو عندنا في البيت ..
بيان بنفس الصوت السابق : منو ..؟
ريماس : بنت عمتي سديم ، و عندها موضوع خطير جت عشان موضوع خطير تقوله لأبوي و كانت
تصيح ، و راحوا مكتب أبوي عشان لا احد يقاطعهم أو يسمعهم ، تتوقعين شو الموضوع ..؟
أبي أعرف ما ني راح أرتاح إلا لما أعرف الموضوع ..

بيان : صج ملقوفة ، لادخلين نفسش بالغصب يمكن خصوصيات ..
ريماس و هي مبوزة : شكلي بسوي كذا ، بس صدقيني ما ني قادرة ..ما أسمع إلا مرة وحدة بيان تنفجر بالصياح ، أنا إنتبهت إن صوتها متغير بس ما علقت :بيان اهدي .. شو فيش تصيحين ..؟
بيان و هي تشهق : ولله ما قصدت ..
ريماس : شوي شوي و فهميني الموضوع ..
سمعتها تصرخ : الوليد ..
انقبض قلبي و قلت بسرعة : شو فيه الوليد ..؟
بيان و هي تشهق : الوليد يا ريماس زعلان مني ..
ارتحت شوي إنه ما فيه شي بس بعد ما هانت علي : ليش زعل منش ..؟
بيان : أنا ما كنت أدري إنه راح يزعل ، كنت أكلمه عادي بس بعدين زعل ..
ريماس : قولي لي بالضيط اللي صار ..

بدت بيان أتقول اللي صار و أنا مع كل كلمة انصدم ، بس حاولت أهدي بيان : بيان هو ما يقصد شي يمكن يزعل منك بس مو للأبد ، بعدين من حقه يزعل حتى لو كنتي ما تقصدين بكلامش الإساءة بس ما راح يرضى ع أمه ينقال عنها هالكلام ، مهما كان يا بيان الأم شي عظيم محد يرضى أحد يتكلم عن أمه ، و إنت لما سألتيه عن أمك ما قال عنها شي سيء رغم كل شي تسويه فيه ، و إنه من حقه لو قال ..

بيان : أدري إني غلطانة بس ما توقعت الوليد يعصب علي في يوم بمثل هالطريقة ، أنا كنت بس أبيه يفضفض لي ..
ريماس : بس إنت لازم تعطيه وقت مبين إنه متحسس من موضوع أمه و إنها قاعدة لحالها والمفروض لما يجي تعتذريله حتى لو ما زعل منش أو ما كلمش ..
بيان : و هذا اللي بسويه ..
ريماس : أنا اللحين اخليش أبوي يناديني ..
بيان : أوكيه باي و شكرًا لك .
ريماس : ما يحتاج تشكريني هذا واجب ، مع السلامة ..

مسكين الوليد منو كان يتوقع إنه متحسس من وضع أمه ..!
بصراحة من حقه يزعل هي عايشة و ما كأنها عايشة و هو رضى بهالشي و بالمعاملة اللي يلقاها في البيت لدرجة إنه مدح خالتي بس مستحيل يرضى إن أحد يهين أمه ..
ما أدري شلون الوليد يقدر يتحمل العيشة بهالطريقة الواحد عنده صبر و يمكن في يوم هالصبر يوصل عند حده ..

مشيت و أنا أسمع أبوي يناديني ، ودخلت له المكتب ، شفته هو و سديم كل واحد جالس في كنبة و واضح أثار البكي ع سديم لكنها هدت ..
قلت : نعم يبه ..
خالد : وين راح فارس كان قبل شويه هنا ..؟
ريماس : ما أدري يبه ما شفته الظاهر خرج ..
خالد : أتصلي فيه قولي له أبوي يبيك ..
ريماس : إن شاء الله يبه ..
مشيت و فضولي يزيد إني أعرف الموضوع حتى أخذت موبايلي و دقيت ع فارس ..
فارس : هلا ولله ريماس ، شو صار عشان ادقيلي ..؟
ريماس : هلا فارس ، أبوي يبيك و الظاهر خلص الموضوع اللي مع سديم و يبي يقوله لك ..
فارس : و شو الأوضاع عندك ..؟
ريماس : قصدك تبي موجز الأنباء ..
فارس : إيه هذا هو ..
ريماس : نطلعكم بأخر الأخبار اليوم الأوضاع مستقرة الإبنة العمة سديم الموقرة حزينة جدًا و واضح عليها أثار البكاء ، أما والدنا العزيز فيبدو حزينًا في حين و غاضبًا في حين أخر لكن ليس من سديم ، و هذه نهاية موجز الأنباء اليوم ، شكرًا جزيلاً لكم و نتمنى لكم يومًا سعيدًا ..
فارس : أوكيه خلاص أنا جاي الله يعين و ما يكون الموضوع سيء ..
ريماس : لما يخبرك أبوي لا تنسى تخبرني ..
فارس : أدخلي معنا و اسمعي ، أنا في الطريق باي ..
ريماس : مع السلامة ..

دخلت المكتب عند أبوي و الأوضاع مثل ما هي ..
خالد : كلمتيه ..
ريماس : ايه هو في الطريق ..
جلست معهم دلالة ع إني راح أظل ما شفت أي ردة فعل معناها ما عارض ..

جلسنا ننتظر فارس ، كنت متوترة و أنا ما أعرف الموضوع فلي يعرفونه راح يكونون متوترين أكثر مني ..
بعد ربع ساعة تقريبًا جانا فارس ما كان خايف أو متوتر من الموضوع اللي راح يقوله أبوي لكنه كان مستغرب شو هالموضوع اللي عند سديم الخطير لهدرجة .. أنا متأكدة إن هذا اللي يدور في عقل فارس ..

بدأ ابوي الكلام ..
خالد : فارس اتصل في أحمد ايجي عندنا قول إني أريده و لا تعلمه إن سديم عندنا ..

أحمد .. علامات الإستغراب كانت واضحة ع وجههي و أكثر منها صدمة أحمد الشخص اللي يعتبر لغز بالنسبة لي و اعتقد بالنسبة لغيري بعد و الموضوع هذا يخصه ، و شو هالموضوع اللي يكون حول أحمد ..؟
أحمد رغم إني أعتبره لغز لكنه لغز حلو تفكر فيه و تحاول تحل رغم صعوبة هالشي .. اتزانه ، طريقة تفكيره ، تصرفاته تعتبر غريبة لواحد بمثل سنه و عمري ما فهمته و أتوقع هذا الشي يحس به الجميع إتجاه أحمد ، حتى فارس اللي إتصل فيه و هو مستغرب مثلي .. مانتبهت لفارس و هو يكلمه ..
أفكاري كانت تاخذني و تجيبني ..
.
.
ما توقعت إن سديم راح تعارض لهدرجة ، بصراحة توقعت إنها تزعل بس مو لهدرجة و كانت صدمتي أكبر لما بينت لي إن المفروض إني ما أتقبل ..
نادرًا ما أحب أحد يتكلم معي بهالموضوع ، عشان كذا خبيت مرضي عن أهلي كنت أتذكر نظرات الصدمة و الإشفاق من الدكاترة اللي أشرفوا على حالتي في البداية ، و أهلي لما عرفو إني مصاب بالصرع فما أبي هالنظرات تجيني من بقية أهلي ..

أنا كنت جاد في كلامي مع سديم مستحيل أفوت هالسفرة ، كان إقناع أبوي و أمي صعب لكني قدرت أقنعهم بطريقتي ، و سديم في المستقبل راح تقتنع إن اللي أسويه هو الصح ..

كلمني أبوي من شوي و قالي عن إتصال سديم له .. قلت إني خبرتها و طمنته إنها في حالة صدمة و راح تتعود مع الأيام ..

كنت أتمشى بالسيارة أريح نفسي لما دق علي فارس ، استغربت في البداية علاقتي مع فار كويسة و أحس بإهتمامه تجاهي و فضوله أحيانًا ، بس عمري ما بينت له إني أدري بشو هو يفكر ، و فارق السن بيننا ما خلى علاقتنا قوية مع إن شخصية فارس تعجبني بس السبب الأكبر هو إن فيه بعض الحواجز بيننا أنا بنيتها ، فضوله أحيانًا يوترني و أخاف يصارحني باللي يفكر فيه و أنا بدوري أعترف له بمرضي ..

أحمد : هلا ولله ..
فارس : هلا أحمد ، كيفك ..؟ شخبارك ..؟ من زمان عنك ..
أحمد : الحمد لله بخير ، كيفك أنت ..؟
فارس : بخير ، أحمد إنت وين ..؟
أحمد : في السيارة بس ما عندي وجهة محددة ..
فارس : ممكن تجي عندنا الحين ..
أحمد : دقايق و أكون عندك ..

سكرت من فارس ، و ما تعبت نفسي في التفكير لاحق دقايق و أعرف ..

وصلت البيت نزلت من السيارة و دقيت الجرس ، فتحلي فارس ودخلني البيت من دون ولا كلمة بس لاحظت إنه أحيانًا يناظنري نظرات تعجب و حيرة و استغراب ، بس ما اهتميت لنظراته طنشت ..
مشينا و وصلني مكتب خالي اللي أعرفه و سبق أن دخلته من قبل ، ما أن دخلت حتى شفت خالي في وجهي ، اللي وقف شوي و ناظرني نظرات غريبة ما اعتدتها منه ، اتقدمت اسلم عليه ما حسيت إلا إنه يضمني إلى صدره ، استغربت من حركته بس ما مانعت ظلينا نص دقيقة ع هالحال ، فالتفت شفت فارس و جنبه وحدة أتوقع إنها إخته اللي تكون بنت خالي ريماس ، كانوا هم بعد مستغربين من حركة خالي اللي تركني أخيرًا و أشر لي أجلس فجلس الجميع ، أما أنا ما بينت لخالي إني مستغرب من حركته ، كنت خايف أنه يكون عرف شي بس حاولت استبعد هالشي ، لكن خالي فاجأني لما قال ..
خالي : تعالي سديم ..

درت نظراتي من خالي الحزين لسديم الخايفة و اللي كانت ترتجف و مختبأة خلف المكتب ، كان واضح أثار البكي عليها بس ما اهتميت و نظرت لها نظرات نارية حسيت عيوني تطلع شرار كأنها أشعة ليزر لو النظرات تحرق شان سديم من زمان ميتة ..
لما شافتني سديم و شافت نظاراتي خافت بس ما بتعدت و وقفت قريب من خالي ، لاحظت النظرات المتعجبة من هالحال بس ظليت أنظر هالنظرات لسديم بدون ما أهتم للكل ..
كان خالي يحاول يهديني ، لكني ما إنتبهت له و كان تفكيري كله يدور حوالين سديم و اللي قالته ، قلت ببرود عكس البراكين اللي داخلي و أنا دائمًا أحب أتصرف بهدوء في مثل هالمواقف أحب أتبع الحديث اللي يقول : ((ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب )) . .
أحس بالضعف لما تشوف الناس عصبيتي و غضبي ، لو شافوني و أنا معصب راح يعتقدون إني ضعيف و ما أتحمل هالمواقف فقلت بهدوء بدون ما اهتم لخالي و محاولاته لتهديتي : شو قالت لكم ..؟
قالي حالي و هو يحاول يخليني بهالهدوء و ما يتغير حالي : قالت اللي مفروض نعرفه من زمان يا أحمد ..
أحمد : بس هذا شي يخصني و أنا اللي أقرره مش هي ، حتى لو كانت أكبر مني ..
سديم و هي ترجف : أنا بس كنت ..
قاطعتها بهدوء : كنت خايفة ..! ليه تخافين يا سديم ..؟ كنت مو مهتمة بأحد تاركتنا لحالنا لما كنا محتاجين لك و نبغاك معنا تشاركينا في كل شي ، الحين هذا قرار يخصني قررتي تدخلين و تظهرين إهتمامك و حبك لنا ..

شفت علامات الصدمة على وجوه الكل و خصوصًا سديم و علامات الصدمة على هالوضع ع وجوه فارس و أخته ..
سديم : ايه ممكن اخطأت لما إبتعدت عنكم بس كنت أحاول أتهرب من الواقع ، ما تذكر الكلام اللي قلته لي اليوم تقدرين تتهربين من الواقع و تعملي مثل المرة اللي قبل بس أنا قررت إني ما أهرب و اواجه هالمشكلة و الاقي حل لها ..

أحمد بهدوء عكس كلام سديم : و هذا هو الحل اللي تبغينه إنك تتحديني يا سديم ..
سديم : ما كان لي خيار محد إهتم لرايي ..
أحمد : لأنك عودتينا من سنتين يا سديم ، سنتين كاملين إن مالك راي ، و كل شي مو مهم عندك فكيف تبينا ناخذ رايك هالمرة ..
شفت سديم تتقرب مني و تجلس جنبي و تعلقت فيني ، أما أنا ما أديت أي ردة فعل ، أما هي قالت : أعذرني يا
احمد إنت عقلك أكبر مني ، أرجوك لا تروح .. لا تتركني ..
تجاهلت كلامها و ناظرت الجميع كان فارس مصدوم و في نفس الوقت يحاول يفهم الموضوع ، أما ريماس اخته كانت متغشية لكن غشيتها ما كانت سميكة بإعتبار إنها في البيت أو إنها ما تدري لكن واضح لي أنها تبكي ما ادري ليه ، أما خالي كان يطالعنا و هو حزين ..
أحمد : خالي أنا مش ممكن أغير رايي ..
فارس : قولنا إيه الموضوع أول ..
احمد : مابي أحد يعرف يا خالي كفاية انت عرفت ..
خالي : بس من حقي إني أعرف و من حقهم ، و لو واحد خبا عنك خبر مثل هذا ما كان راح يعجبك ..

حسيت إن مالي خيار و أن خالي راح يقولهم في النهاية فالأحسن أخطو هالخطوة بنفسي و مثل ما أبي ، ما راح يفيدني ما أقول مدام خالي يعرف ، و إذا عرفوا الحين ممكن تكون هذي خطوة تساعدني ..

عندها ابتسمت ابتسامة فاجئت الكل و قمت من مكاني و قلت بهدوء : أنا راح أقولهم ..
شفت علامات الصدمة على وجه سديم و تعجب خالي من تغير موقفي بهالسرعة ..
بس كل اللي سواه إنه هز راسه إشارة إني أبدي في الكلام : هو الموضوع بسيط و ما يحتاج كل هالزعل و المناحة و المشكلة اللي سوتها سديم ..

كان صعب علي إني اعترف بمرضي و أقوله رغم إني ما بعترف به للجميع بس فارس و اخته ، لكن صعب الواحد يكون بهالجرأة ، خطر لي إني أنكر و أقول إن سديم بس خايفة إني اسافر و أتركها ، بس ما ارضاها ع نفسي إني أكذب الكذب ذنب عظيم و مضرته أعظم و خصوصًا إذا عرف الكل إني كذاب و إني كذبت فقررت اعترف فكملت كلامي عقب هالصمت القصير و قلت بكل صراحة : صعب على ع الواحد يعترف بشي حاول ينكره طول حياته ، و ما يعترف به و يتجاهله و يخفيه عن الجميع ، أنا ما كذبت لمن قلت ان السبب بسيط ، بسيط بالنسبة لي لكن صعب على غيري و الأصعب تقبله ..

سكت شوي بعدين كملت : بقول لكم و تقدروا تقولوا للكل ، بعد هاللحظة أنا ما عاد يهمني ..
كملت : أتذكر إني لما كنت طفل صغير إني كنت منعزل و كان لي عالمي الخاص ، لأن حياتي عشان تكون مستقرة كان لازم أداوم ع أودية أتناولها كل يوم ، كنت أعاني أحيانًا من نوبات طويلة و كثيرة .. نوبات صــــــــرع ..
سمعت شهقتين جو روى بعض لكني ما إهتميت ، شهقة من فارس و شهقة من ريماس ..
أعرف الأمر صار عادي كثير من الناس يعانون من هالمرض و عايشين بشكل طبيعي ، لكن مهما يكون أول مرة تعرف فيها هالخبر راح تكون صدمة و راح تخف مع الأيام ، عكس سديم اللي للحين تعاني من الخوف من مرضي لأن أحيانًا تجيني النوبات و هي خايفة من هالشي و مش راضية تتعود ..

فارس : بس شلون ..؟ شلون ما كنا ندري ..؟ شلون قدرت تخبي عنا هالمرض و ما حسينا ..؟ و ليش ..؟
أحمد : لاني مع إني كنت صغير لكني لاحظت نظرات اللي تختلف لما يعرفون إني مصاب بهالمرض فما كنت أبي نظرات الشفقة تلاحقني في كل مكان ، شي صعب تحمله فقررت أخبي هالأمر ، و بناءً ع حالتي فأمي و أبوي ما كانوا يرفضوا لي أي طلب فوافقوا ..
و كملت : أما إنتم فما ركزتم في الموضوع ، لما كنت صغير ما كنت أجي عندكم كثير و إذا جيت شوي و اطلع و الكل تعود ع عالشي فما صار يفرق لين كبرت ..

فاجأني صوت ريماس اللي قالت من دون ما تنتبه لنفسها : لكن ليه بعد هالوقت تقولنا ..؟ و ليه سديم جت بيتنا مع إنها تعرف عن مرضك من زمان ..؟ و إلا كنتوا مخبين عنها بعد و الحين قلتوا لها ..

ابتسمت ع فكرة إنا نخبي عن سديم و قلت : مستحيل إنخبي عن سديم حتى لو أردت هالشي مستحيل الأدوية ما تنفع دايم فما تعطي مفعول أو إني أنسى أشرب الدوا فتجيني النوبات ، شو تتوقعون يكون الوضع و سديم معي في البيت و أكبر مني .. !
فارس : عجل ليش اليوم بالذات ..؟
أحمد : لأن جا الوقت اللي أبني فيه مستقبلي جت اللحظة اللي بنيت عليها حياتي و أنا أدرس هالكتب ، عشان محد يكون عنده عذر يرفضني ..
سديم : أحمد يبي يسافر للخارج .. يتغرب ..
شهقت دليل على بدء نوبة جديدة من الصياح : و أنا ما بيه يروح .. تفهمون يعني كيف يروح و يتركنا ..! يروح و هو مريض و النوبات ما زالت تجيه من حين لأخر شي صعب إني أخليه يروح .. شيء صعب ..

أحمد : بس يا سديم أنا كنت أبني حياتي على هالشي و هذا من حقي مثل أي شخص غيري ..
فارس : بس أحمد إحنا ما نقدر نخليك تروح و إنت تدري ..
ريماس بطريقة غريبة : أنتم خايفين عليه و كيف راح يكون لحاله هناك بس ..؟!
سديم : أكيد هذا اللي خايفين منه ..

ريماس : عجل ليش ما أحد يروح معه ..؟

استغربت من هالأقتراح ليه أحد يروح معي ! بس كالعادة ما بينت ..
قال خالي اللي كان ساكت طول الوقت : هذا هي يا ريماس الحل لهالمشكلة ..

قالت سديم فجأءة : و أنا اللي بروح معه ..
خالي : بس يا سديم الحياة صعبة هناك مو مثل هنا ، عايشة بين ناس غرب و أهلك بعيدين عنك ، كثير ناس ما يقدروا يتحملوا ..
سديم بعزم مفاجأ : مو مهم يا خالي .. المهم أروح مع أحمد و ما يتركني و أظل معه ..

يمكن تقولوا كلامهم يؤثر و يدل على كبر مكانتي عندهم ، بس أنا ما باليت ما حسيت شي مهم سديم راحت معي لو لا شي عادي ..
اللي ضايقني خوفهم الكبير علي سفرة دراسة عادية خايفيين علي منها ، إذا بهالشي البسيط خايفين كيف لو صار شي أعظم ..!
كبف باعيش بحياتي و خوفهم يلاحقني من مكان لمكان ..!
أنا من حقي اعيش مثل غيري من غير خوف و رعب ، أدري مرضي شوي صعب بس ما يأثر على الحياة ، و أكيد صعب عليهم يتقبلوا مرضي بهالسرعة و ما يخافوا بس لازم يجي يوم يتركوني لحالي ..
و الظاهر إني بعاني و أنا أحاول أثبت لهم إني ما أحتاج لمساعدة أحد ..
أنا ربيت نفسي بنفسي و الكل تعجبه تصرفاتي و اخلاقي و طبايعي ، و ما أحتجت لأحد طول حياتي ..
مع إني أعلم إن هالشي راح يكون صعب لكني بحاول بكل جهدي إني أثبت لهم إني أحسن واحد يعتني بنفسه و بتشوفون هاليوم قريب لأن أنا أحمد أن قررت شي لازم أنفذه و لو بموتي ..

.
.

نهاية الفصل الرابع ..

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 29-05-09, 02:53 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ الفصل الخامس ]
صحيت من النوم و صليت الفجر ، و تسبحت و بدلت ملابسي و طلعت من غرفتي و أنا مستانسة ..
باقي يومين ع الجامعة .. باقي شو و أطير من الوناسة ، ضحكت بصوت عالي مو مهتمة لأحد ، أحس براحة طبيعية لما أضحك و أكون مستانسة من قلبي ..
دخلت على أمي في المطبخ و حبيت راسها و قلت لها : صباح الخير ..
أمي : صباح النور ، شو فيش .. ؟؟ تضحين بصوت عالي ..!!
ضحكت و قلت : سمعتيني يمه ..!!
أمي و هي مبتسمة : إيه سمعتش ، غريبة مستانسة من الصبح ..
رديت عليها و أنا مبتسمة : لأن باقي يومين ع الجامعة ..
امي : أن شاء الله هالفرحة دوم مو يوم ..
قلت : إن شاء الله ..
أمي متعودة ع ضحكي لما أكون مستانسة ، هي بس مستغربة من فرحي من الصبح لأنه شي غريب مع إني تعودت ع قعدة الصبح حتى لو ما داومت ، بس شي طبيعي إنه أحيانًا أحس بالتعب و النعاس فما أستانس أما اليوم شي غريب ..
أدري بتقولون الضحك من دون سبب قلة أدب ، بس هاذي عادة عندي لا إرداية ، و ما هي سيئة و ليها سبب كمان و هو إني مستانسة ..
قلت : يمه متي بيجون ..؟؟ أبي أبدي أكل جوعانة ..
أمي : كأنها أول مرة ، مو كل يوم نفس الموضوع ، شوي و بجوا ..
قمت من مكاني ماني قادر استحمل أقعد هيك أنتظر ، فقلت لأمي : اذا جوا نادوني ..
أمي ما ردت ، أما انا مشيت لفوق و رحت لغرفتي ، ع طول أخذت الموبايل و أنا أفكر أدق لو ما أدق ..
ما أدري شفيني ..!! لازم ما تصير عادة عندي لازم هو يدق علي ..
مسكته و دقيت ع أحلام صديقة الطفولة و بنت العم حتى إنها سجلت في نفس قسمي في الجامعة بس عشان تصير معي ..
أحلام : الووو ..
صرخت : أحلاموووه ..
صرخت هي بالمثل : روعوه صميتي أذني ..
روعة بصوت عالي : سوري حبيبتي بس قلت يمكن تكلميني و توش قاعدة من النوم فقلت أقعدش ..
أحلام : خلاص قعدت .. قعدت ..
روعة : احلاموه .. أنا مستانسة ياليت لو الجامعة تبدي اليوم ..
احلام : ألحين إنتي صدق تحبين الجامعة ..!! الناس تبي الإجازة و الراحة ، و انتي تبين الجامعة و الكراف و التعب ..
روعة : هذا لأنش ما تدرين شو يصير هناك ، راح يصير و ناسة ..
أحلام : وشو عرفش ..؟؟
روعة : سمعت أشياء كثيرة عنها .. اممم تدرين مشتهية أدق عليه أتسلى ..
أحلام : لا .. لا تدقين له .. خليه هو يدق لش أحسن ، بعدش على خطتش ..؟؟
روعة بصوت غريب : أكيد و مستحيل ما أنفذها ..
أحلام : بس أنا أبي أسالك سؤال ، ليش هذا بالذات ..؟؟
روعة : صدقيني أحلام لو كنت أقدر اقولش شان قلت لش بس ما أقدر ..
أحلام : أوكيه بطوفها لش هالمرة ، بس مرة ثانية ما راح أسمح ، احنا ما في اسرار بيننا ..
روعة : أفكورس حبيبتي .. افكورس ، سوري راح أطر أروح .. فأمان الله ..
أحلام : في أمان الكريم ..
طلعت من الغرفة بسرعة و نزلت تحت ، أكيد بدوا ..
شفتهم كلهم قاعدين ع الطاولة ياكلون ، قلت بصوت عالي متعمدة أخلعهم : ليش ما ناديتوني ..؟؟
و هم فعلًا أنصدموا بس مو مثل ما أريد ، و بعدين تجاهلوني ..
مشيت و بست راس أبوي و قلت له : صباح الخير ..
أبوي : صباح الخير يا بنيتي ..
قلت لإخواني : صباح الخير ..
ردوا : صباح النور ..
و قلت بهدوء : ليش ما ناديتوني ..؟؟
أمي : حسبتش بتنزلين من نفسش ..
روعة : انا قلت لش ناديني ..!!
أمي بلا مبالاة : ما سمعتش ..
انقهرت بس سكت و جلست باكل ، و كانوا إخواني ريان و رائد مستانسين من قهري فابتسموا لي ابتسامة غياظ دون ما يقولوا شي ، فانقهرت زيادة ..
يقهروني لما يتعاونوا علي قمت من مكاني و قلت : الحمد لله ..
أمي بستغراب : شفيش يا بنتي ..؟؟ ما كلتي شي ، يا دوب بديتي ..
قلت و أنا أنغز ريان و رائد : انسدت نفسي ..
مشيت و أنا أعمل نفسي معصبة لين ابتعدت عنهم ، ابتسمت أكيد ألحين بيتلومون و بيجون ايراضوني ، و أنا ما برضى بسهولة ، بطلب منهم طلبات تعجيزية ..
متى بس يجي ريان من شغله .. !! عشان أذله ذل ..
مسكت ضحكتي بصعوبة عشان لا أحد يسمعني ..
رجعت لغرفتي الحبيية و انسدحت على سريري ، مع إني ما أحب أنام في مثل هالوقت و أفضل اجلس ، لكن حاسة روحي تعبانة ، خلني أريح شوي ..

روعة حمد [ ... ] 19 سنة
أحلام راشد [ ... ] 19 سنة
ريان حمد [ ... ] 25 سنة
رائد حمد [ ... ] 12 سنة
أبو ريان (( حمد )) [ ... ] 50 سنة
أم ريان (( سميرة )) { سورية } [ ... ] 48 سنة
.
.
أنا كثير متوترة مع إني راح أخطو هالخطوة برضاي و هو قراري أساسًا ، لكني ما أقدر غير إني أتوتر ..
أبوي و أمي وافقوا إني اروح مع أحمد أصلًا إستانسوا إني راح أخرج من وحدتي لما أروح معه ، وحسين إنهم اطمنوا ع أحمد كذا و راح كل توترهم و خوفهم من هالسفرة ، لكن واضح إنهم زعلانين إنهم راح يفارقونا ، أما أحمد ما قال شي عن هالموضوع حسيته مو مهتم ، أنا المهم عندي إنه ما عارض أروح معه ..
ما أدري عن أهلنا و قرايبنا إن كانوا يعرفون عن هالسفرة لكن عاجلًا أو أجلًا راح يعرفون ..
أبوي و أمي وصلونا للمطار ، أبوي أخذ إجازة بس عشان يوصلنا و يقعد معنا شوي يودعنا ..
كنت أمشي مع أحمد نازلين من الطيارة ، كان ركوب الطيارة شي عادي و ما اختلف ، و أحمد طول الوقت ساكت و أنا ما أستغرب هالشي منه ..
اللي استغربته الناس العرب اللي معنا في الطيارة قبل ما ينزلون ع طول فصخوا الحجاب كأنهم فصخوا الدين معاه و خلعوه ، صحيح إني ما خليت العباية لكني ما خلعت حجابي و لبست ثياب طويلة و واسعة و محتشمة و مو ملفتة و كل ثيابي من هالنوع ..

كان المطار زحمة شوي و فيه من مختلف الأجناس ما عجبني شكل الناس اللي هناك بس ما باليت ..
كنت أمشي كنت أمشي مع أحمد و أنا ماسكة يده عشان لا أضيع منه ، و هو كان طول الوقت ساكت لين خلصنا كل الإجراءات ..

قلت له : الحين شو راح نعمل ..؟؟
أحمد : راح ناخذ تاكسي أنا حجزت لنا شقة في عمارة قريبة من الجامعة ..

مشيت معه من دون أي كلمة ثانية ، أنا و أحمد كنا تعبانين من القعدة في الطيارة فكان كل اللي نبيه نوصل للشقة و ناكل لنا أي شي و ننام ..

كان حال الأمريكان في المطار مثل حالنا تقريبًا ، مجتمعة شلة تكاسي خارج المطار (( هذا اللي أتوقعه أنه يصير هناك )) ..
اختار أحمد واحد منهم و ركبنا معه ، لين وصلنا لعند العمارة ، كانت المباني لفي هالحي عالية ما كان حي سكني هادي كان مختلف من النوع اللي طول الوقت إزعاج ..
دخلنا العمارة بعد ما أحمد أعطى راعي التاكسي أجرته و معها إكرامية محترمة ..
شفنا رجال أمريكي قعد أحمد يتكلم معه بالإنجليزي أو مثل ما يقولون إنجلش ، عاد أنا ما فهمت شي ، قلت لكم مو فالحة في الدراسة .. بس ما همني كلام راعي العمارة ..

قلت لأحمد بعد ما خلص كلامه معه : في أي طابق ..؟؟
أحمد : الخامس ..
سديم : مبين كبيرة العمارة كم طابق فيها ..؟؟
احمد : ما سألت راح تعرفين لما تركبين المصعد ..
سديم : و بعد فيها مصعد ..!!

رحنا للمصعد اللي يتكلم عنه أحمد و ارضيت فضولي لما شفت فيه 10 طوابق .. وصلنا للطابق الخامس وطلعنا من المصعد ..

ما كنت أعرف رقم الغرفة فسألت : شو رقم الغرفة ..؟؟
أحمد : رقم [ ... ] ..

بعد شوية جهد لقيناها ، دخلنا و اتفحصنا الشقة ما كانت بذيك الدرجة من الفخامة ، و كانت مناسة لنا ، شكل أحمد عطاهم المواصفات :
- غرفتين نوم .
- صالة .
- مطبخ .
- حمامين .

بس كانت مريحة كثير و تشرح الصدر ، بس ما كانت تغني عن بيتنا ..
أنا ما كنت جوعانة فتركت أحمد و رحت نمت و هو طلع لأقرب سوبر ماركت ، يشتري لنا أغراض للشقة ، و أنا كنت مهلكة من التعب و ما في شدة أروح معه ..
أحمد خاف إني أظل لحالي من أول يوم بس طمنته إني راح أخلي الباب مقفول و ما راح أفتحه لأحد ، لأن أحمد عنده مفتاحه ..

فنمت من دون ما أفكر باللي ينتظرنا و كيف باعيش هنا متغربة ..
.
.
الشغل راحة للنفس .. هذي فكرتي عنه اللي عمري ما صارحت أحد بهالفكرة ، أنا أشتغل بشركة العايلة اللي كلنا مشتركين فيها : أبوي ، عمي ، زوج عمتي ، و ولادهم .. بيشتغلوا فيها أو هم حاليًا يشتغلون فيها ..
و أنا أكثر واحد يعتمدوا عليه لإني أكثر واحد يحب شغله ، فعشان هيك أنا تقريبًا مدير هالشركة ..

دخلت علي سكرتيري دلال اللي أثق فيها و أحترمها كثير ، و هي الوحيدة اللي أقدر أخرج معها عن نطاق الرسمية شوي مو كثير ..

دلال : أستاذ بدر صاحب شركة [ ... ] إتصل قبل شوي ..
بدر : شو يبي ..؟؟
دلال : يتكلم عن الشراكة في مشروع [ ... ] اللي ألغيتها معه ، يبي يجدد العقد لكن بشروط جديدة ..
بدر : قوليله شكرًا ، لقينا شركة ثانية تشاركنا في هالمشروع و وقعنا العقد معهم ، خل يبحث عن شركة ثانية يشتغل معها ..
دلال : أوكيه أستاذ ..
شفت دلال تطلع من المكتب و أنا أبي أضحك في خاطري ، هذا الرجال اللي ظل يتفاخر بشركته و يقول ما راح نلقى أحسن منها ، و إن إحنا محظوظين إنه قبل يشتغل معانا ، و بعدين رفضناه لكثرة شروطه الغير معقولة ، جاي يبي يجدد العقد و بشروط جديدة بس عشان لا نرفضه..

شفت موبايلي الخاص يدق و كانت ريهام : هلا و غلا ريهام ..
ريهام : هلا بدر ، شلون الشغل معاك ..؟؟
بدر : كويس ، كيفك إنت ..؟؟
ريهام : الحمد لله ، بدر أبوي مغلق موبايله ، بغيت أستأذن منه أعزم بنات للبيت ..
بدر : منو هم ..؟؟
ريهام : ريماس بنت عمي و بنتين يقربوا إلها بنات خالتها ..
بدر : مدام بنت عمي اوكيه ، بس راح يظلوا لمتى ..؟؟
ريهام : ما أدري ، بس تقدر تجي للبيت راح يقعدوا في مجلس الضيوف ..
بدر : طيب مع السلامة ..
ريهام : مع السلامة ..

سكرت الموبايل و أنا أقول في خاطري ريهام تغيرت كثير ..
للأحسن طبعًا و أتوقع سبب هالتغير بنات عمي ، الحمدلله الله سخرهم لها يخففون عنها ، لولاهم ما كانت أفاقت من صدمة وفاة البندري الله يرحمها ، البنات غيروا فيها الكثير ..
طلعت شوي من مكتبي بجيب شوية أوراق ، بغيت أتحرك و أقوم من ع المكتب شوي ..
شفت مكتب دلال فاضي اكيد راحت تعمل حاجة ضرورية ..
لكن اللي صدمني إني أشوفها مع سكرتيرة ثانية للشركة و كانوا يسلفون و السكرتيرة تقول لدلال : الحمد لله إن رئيسي حبوب مو مثلك كتلة جليد ما يحس ، الشي الزين الوحيد فيه إن شكله حلو ..
دلال : حرام عليش هو كثير طيب و حبوب بعد ، بس ما يحب اللعب في الشغل ..
..: بس ليه كذا .. ما يضحك و لا يبتسم ..!؟
دلال : سمعت إنه اخته توفت من وقت مو بعيد..
..: الله يرحمها ، يعني عشان كذا هو كئيب ..
دلال : يمكن بس أحس طبيعته كذا ..
تخطيتهم من دون ما يحسوا فيني ..
لهالدرجة أنا بارد عشان ما يكون عندهم موضوع غيري يتكلمون فيه ، بس أنا أدري إني هادي بزيادة عن اللزوم ، بس أنا تعودت ع كذا ، و ظروفي ما ساعدت أني أكون شخص فرفوشي ..
أخذت الأوراق اللي أبغيها و رجعت المكتب و شفت دلال و أظهرت إلها إني ما سمعت شي ، و ما أظن تعاملي معها راح يختلف من اليوم أو أبين لها إني سمعت كلامها ، هي ما قالت عني أي شي غلط عشان احاسبها ..
ما طلعت من شغلي إلا في نهاية الدوام ، و لما رجعت البيت بصدفة سمعت شوية كلام من اللي يقولوه البنات لما مريت ع مجلس الضيوف ، كان الموضوع مهم و نفسي أسمعه كامل ، لكني ما ظليت في مكاني أتسمع مشيت و لا كأني سمعت شي لأنه ما يجوز لي أتسمع لكلامهم ..
خلني أسأل ريهام بعدين هي بنفسها بتقولي ..

دلال [ ... ] 26 سنة
.
.
كنت طول الوقت أفكر بالوليد ، ماني قادرة أطلعه من بالي و لا سالفة من اللي يتكلمون عنها همتني ، ما عدا هذي السالفة ، أول ما بدت ريماس تتكلم قلت : عيدي .. عيدي ما سمعت ..
ريماس : أعيد و اني بعدني ما أبدي ..
بيان : سمعتش تقولين سديم ..
ريهام : وش دخل سديم في السالفة ..!!
ليان : مين سديم ..؟؟
ريماس : بنت عمتي ..
ريهام : و شو فيها سديم ..؟؟
بيان : يعني عرفتي شو هي تبي من أبوك ..!!
ريماس : قعدت معهم و عرفت كل شي ..
بيان : ياللي ما تستحين مو أنا قتلك أتركيهم لحالهم تقومين تدخلين نفسك بالغصب ، يمكن ما يبغوك لكن إستحوا منك ..
ريماس : لو كانوا ما يبغوني شان قالوا من دون ما يستحوا ، ما في حيا في مثل هالأمور ..
ليان : زين قولوا لنا عن الموضوع ما فهمنا شي ..
ريهام : قولي لنا بالتفصيل الملل ..
بيان : قصدها من طق طق للسلام عليكم ..

بدت ريماس تحكي لنا كل شي واحنا نسمع ، مثل ما قالت ريهام بالتفصيل الممل لين وصلت للمقطع اللي عرفوا فيه إن أحمد بيسافر ..
قالت ريهام : ما شاء الله عليه أحمد ، لسه شاطر و بيدرس في الخارج ، شخصيته لحد الحين ما تغيرت ، أتذكره لما كنا صغار كنت أحب ألعب معاه ..
ريماس : مثل ما كان ما تغير ..
ليان : يعني كيف كانت شخصيته ..؟؟
ريهام و هي مبتسمة : عاد هذا شي ما راح تفهميه لو ما التقيتيه ..
عند هالنقطة إشتغل فضولي أتخيل كيف راح تكون شخصيته ، إلا ريماس تقول : زين ، ما كملت كلامي ..
ليان : و هو في تكملة بعد .. !!
ريماس : يب .. و الباقي أقوى ما في الموضوع ..

حكت لنا كل الكلام اللي دار بينهم واحنا مصدومين ..
ريهام بصدمة : ما صدق .. ما صدق أحمد ..
ليان : شلون واحد بهالعمر يتحمل هالشي ..!!

أما أنا جتني حالة مختلفة خلتني أصرخ بشكل لا أرادي : شلون تقولينها بهالبساطة يا ريماس .. مو من حقك .. مو من حقك ..
ريماس بصدمة و ارتباك من صراخي الغير متوقع : شو لمو من حقي ..؟؟
بيان : هو ما كان يبي حتى أهله يعرفون ، ليش تخبرينا ..؟؟ شو كان راح يضرك لو سكرت فمك ..؟؟ شو كان راح يضرك لو حفظتي هالسر ..؟؟ ع الأقل لو انتشرت السالفة ما تكون منك ..
ريماس بصدمة أكبر : بس هو قال إنه نقدر نخبر أي أحد ، و بعدين أبوي خبر عمي فقلت عادي لو عرفتوا ..
بيان : شي عن شي يفرق .. محد يرضاها لنفسه يحس بالنقص ، ما تذكرين شو كان يقول ..!! ما يحب نظرات الشفقة ..!! ما يحبها ..!! شو تبينه يعمل لما يرجع و يشوف كل الناس عرفت بأمر مرضه ، هذا شي من خصوصياته ..

تركتهم و طلعت من الغرفة ، و اتوجهت لأول غرفة موجودة قدامي و اتأكدت إن ما فيها أحد و سكرت الباب ..
ما أدري إذا ريماس زعلت مني أو لا .. ما أدري البنات شو يقولون عني .. هل ليان منحرجة من تصرفي .. بس كان من المستحيل أسكت مستحيل ..

أخر موقف لي مع الوليد غير أشياء كثيرة في داخلي ..
أنا ما زلت حزينة لموقف الوليد اللي ما زال زعلان مني في داخله لكنه ما يبين ، كل ما كنت أحاول أعتذر منه و أبدأ أفتح الموضوع يسكره و ما يعطيني مجال ، كأنه يقول لي لا تذكريني بذاك اليوم ..
يمكن قصد ريماس طيب لمن قالت لنا ، لكن بكلامها هذا يمكن كسرت شخص أخر و هو أحمد ، مثل لما كان مقصدي طيب و هو إني حاولت أخفف عن الوليد لكني بكلامي حطمته و دمرته من دون ما أقصد ..
الحين عرفت احساسهم .. صعب إحساس النقص ، و صعب تحسس غيرك بالنقص مهما كان السبب .. هذا ما يجوز .. ما يجوز ..
مستحيل أثق بريماس مرة ثانية مو بعيدة تكون قالت سالفة الوليد لأحد ثاني حتى لو كان مقصدها طيب ، مستحيل أسمح أن الوليد يظهر لهم بمظهر الضعيف ..
راح أخفي كل شي في داخلي حتى ما أكسر حد ، راح أعتذر لها من دون ما ابين لها موقفي الجديد منها ..
مسحت دموعي اللي توي أحس إنها نزلت ، و رجعت إلهم مقررة إني أعتذر لريماس ..
.
.
قبل شوي راحوا البنات من عندي بعد ما تغدوا معي غدا متأخر ، لأن و لا وحدة منهم تغدت في بيتها ، فمستحيل يروحوا من عندي من دون ما أغديهم حتى لو ما كان وقت غدا ..

استغربت اليوم كثير من موقف بيان .. غريبة شخصية بيان .. غريبة تفكر بأمور ما تخطر بعقل إنسان ..
لسه اتذكر ذيك المرة لما فكرت فيني بخصوص أغراض الجامعة ، و محد ذكر لي هالموضوع غيرها ..
بصراحة بيان كان معها حق في كلامها ، ممكن كان من الأفضل إن ريماس ما تقول لنا ، لكن في نفس الوقت ريماس ما غلطت لما قالت لنا ..
فما كنت أدري أوقف مع من ، كل اللي سويته إني ظليت متصنمة في مكاني من الموقف ، لو ما رجعت بيان و اعتذرت من ريماس شان أنا و ليان ما درينا شلون نتصرف عشان نهدي ريماس اللي بكت و كان حالها عجيب من بعد ما طلعت عنها بيان ، و ما كنت راح أقدر أحزر شو اللي يدور في داخلها ..
لكن لما رجعت بيان واعتذرت هدت كثير ، و بيان ما رجعت عن موقفها كل اللي سوته إنها اعتذرت إنها رفعت صوتها ع ريماس و كلمتها بهالطريقة ، و وعدتها إنها ما تكررها ..
أما ريماس تقبلت اعتذارها برحابة صدر ، مع إنها ما زالت مصدومة من اللي صار ، لكن صداقتهم القوية شفعت لبيان عند ريماس فرجعوا مثل ما كانوا ..

و أنا في طريقي لغرفتي انتبهت لنور غرفة بدر ، الظاهر رجع من دون ما أحس فيه ، أما أبوي ما أظن يرجع الأن كالعادة ..
طقيت الباب و سمعته يقول : ادخل ..
دخلت ببتسامة و قلت بستهبال : هلا و غلا بأخوي الغالي ..
بدر و هو يكمل التمثيلية ، و كان قاعد ع مكتبه الصغير يشتغل ببعض الأوراق : هلا بحبيبتي رهومة ..
توسعت ابتسامتي و قلت له : هااا .. ما مليت من الشغل ..
بدر : و ليش أمل ..؟؟
ريهام : يعني طول اليوم تشتغل في الشركة و في البيت بعد ، قلت بمكن تبي ترفه عن نفسك شوي ..

ما شفته إلا ترك الأوراق و لف بكبره لي و قال : اوكيه .. خلينا نسولف .. اممم استانستي بجية البنات اليوم ..
ابتسمت من تجاوبه معي و قلت : ايه كثير استانست ، البنات كثير طيبين ..
سكت شوي حسيته يفكر بموضوع بعدين قال : لما دخلت البيت سمعت بعض الكلام كنتوا تقولونه ، ما كان قصدي أسمع كان من خارج إرادتي ، فكان في سالفة شدتني ، بس ما حبيت أتسمع فقلت أسألش عنها ..
ريهام بفضول : و شو هي ..؟؟
بدر : سمعت وحدة تحكي عن أولاد عمتي نورة أحمد و سديم ..!!
اووه هذي السالفة : هذي السالفة طويلة عريضة بقولك إياها إسمع ..

سكت مرة وحدة عن الكلام لما تذكرت اللي صار اليوم و كلام بيان ..
هل من الممكن إن أنا أضر أحمد ..!!
أحمد صديق الطفولة اللي كنت استمتع باللعب معاه أكثر من الثانيين ، و كنت دايم اغايظ البندري و فارس لما يقولون إنهم يحبوا بعض أقولها إن أنا و أحمد نحب بعض غياظًا لهم بس و كان أحمد يشاركني في هالتمثيلية عشان بس لا يزعلني ، أقوم أكسره جدام بدر ..

بدر باستغراب : شو فيش ..؟؟ ليش سكتي ..؟؟
ريهام : ااآه بـ ـدر ما أقدر أقولك ، إذا تبي تعرف السالفة أسأل أبوي مو من حقي أقولك ..
أكيد راح يخاف من هالموضوع لكني ما أقدر أقول له ، خل يسأل أبوي و خلهم ينجازوا ..
صادقة بيان خلهم يعرفوا من غيري بدل ما يعرفوا مني ..
رجعت أسولف مع بدر و أحاول أكون طبيعية ، و بدر تجاهل الموضوع و خلاه لوقت ثاني ..
.
.
رجعت الشقة و أنا حامل أكياس الأغراض اللي اشتريتهم من أقرب سوبر ماركت ..
كانت الشقة هادية ، سديم نامت مثل ما قالت و أنا بعد تعبان و لا في نفسي آكل ، و ما أظن سديم راح تاكل لو صحيتها ، فحطيت الأكل في المطبخ و حطيت كل شي في مكانه ..

ااآه .. يا يني صداع بس المشكلة إني ما بي أنام ، دخلت الغرفة الفاضية و الثانية احتلتها سديم ..
بسبة هالصداع ما راح أقدر أعمل أي شي ..
حطيت راسي ع المخدة و انسدحت ع السرير ، لكني ما قدرت أنام ..
هالصداع جايني بسبب كثرة التفكير باللي راح يصير و باللي صار اليوم و اللي قبله ..

كرهت فرحة أمي و أبوي لما عرفوا إن سديم بتروح معاي ..
كأنهم ما كانوا واثقين فيني بس ما حبوا يبينوا لي هالشي ..
ليه إقترحتي هالإقتراح يا سديم ..!! مدام إنت من أول يوم نمتي و تركتيني لحالي ، و إنت طول الوقت تقولين راح تهتمين فيني ، و في النهاية تركتيني..
ليتني ما عرفت بخوفهم .. بخوف أمي و أبوي و كل أهلي علي ، طلعت مو بس سديم اللي تخاف علي و ما تحملت فكرة مرضي حتى الأن ، حتى أمي و أبوي ..
في هاللحظة زاد إصراري على اللي كنت أخطط له ..
زاد إصراري إني أخلي الكل يعرفوا منهو أحمد ، و لازم أعمل شي يغير طريقة تفكيرهم ..
ما راح أستعجل وراي سنين أعيشها هنا لوحدي و الفكرة راح تجيني من نفسها ..
و قتها راح يشوفون منهو أحمد اللي كانوا يخافون عليه ، و خصوصًا إنتي يا سديم راح تعرفي قريب منهو أحمد و إنه ما يحتاج لأحد ..

عند هالفكرة غرقت في نوم عميق أهرب من الصداع الفظيع ..
.
.
نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 29-05-09, 02:57 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ الفصل السادس ]


.. / بيانووه دقايق و اخلص انتظريني ..
بيان / زين بسرعة ..

ما أدري ليه هي مستعجلة كلها جامعة ، أنا مو متحمسة لروحة الجامعة مثل الكل ، ما أدري ليه يمكن لأني ما أعرف أحد هناك ..
نزلت تحت و شفت بيان تنتظرني في الصالة ..
ليان / أمي ما قعدت ..!!

بيان / قعدت و رجعت نامت ..
ليان / و هم راحوا ..؟؟
بيان / ايه ، ما أدري ليه يحبون يروحوا من وقت يعني مو لهدرجة ..
ليان / أحسهم يحبون كذا ..

مشيت معها للسيارة السواق الخاص اللي طلبناه من أبوي ..
طول حياتنا تقريبًا كان أبوي يسألنا إذا تبغون سواق و كنا نقول لا السواق مضاره أكثر من فوائده و طول الوقت راح نحتاج أحد يركب معنا و ما أدري إيه ، و مرة وحدة صرنا نبيه و أبوي مستحيل يرفض ..
اللي يضحكني ينقال عنا بنات عز و ما عندنا سواق ، يمكن طلبنها هالمرة لأنه مستحيل نركب الباص للجامعة لأنه من غير الممكن ابوي أو أخوي يودونا ..

ركبنا السيارة و أخذنا طريقنا للجامعة ، كنا أنا و بيان ساكتين ، مو من عادتي أنا أبدأ الكلام ، و أصلًا ما أحسها حلوة نتكلم و السواق موجود ، حتى لو كان هندي وما راح يفهم شو نقول ..
أتذكر سوء التفاهم اللي حصل بين بيان و ريماس ، كلام بيان كان حلو .. حلو كثير ، ليتني كنت بقوتها أقول رايي بقوة و من دون ما أخجل ، مع إني توأم بيان لكني ما أشبهها في التصرفات ، فرق السما عن الأرض ..
وصلنا الجامعة و نزلنا من السيارة ، و دخلنا الجامعة بعد ما تأكدوا منا ، كانت الجامعة كبيرة و فيها أقسام كثيرة ..

تملكني الخوف ، ما أحب الأماكن لمثل كذا .. زحمة ، و مافي أحد أعرفه ..
مشيت ورا بيان و أنا ساكتة و أشوفها تاخذ موبايلها ..

بيان / هلا و لله ..
.. / ...
بيان / ايه و صلت ، و ينك انتي ..؟؟
.. / ...
بيان / أوكيه خلاص ، دقايق و أجيك ..

ليان / مين تكلمين ..؟؟
بيان / هاي ريهام ، راح أروح لها ..
قمت بروح معها إلا أسمعها تقول / مو لازم تجين ، تتعرفين ع بنات من قسمك أحسن ..

مشت و تركتني ..
هي ما قالت لي شي غلط ، بس أنا شخصيتي ضعيفة و ماني إجتماعية أبدًا ، السبب الوحيد في صداقاتي القديمة هو بيان ..
هي اللي إجتماعية و الكل يحبها ، و أنا كنت أظل أتخبى وراها و أكون توأم بيان و بس ، اللي ما أحد يتعرف علي إلا بعد ما يتعرف ع بيان ..
ما أتوقعت في يوم إني راح أتعرف ع بنات وحدي و أكون صداقات و بيان بعيدة عني ..
أنا مو مثل ريهام .. ريهام شخصيتها حلوة و تعرف تتعامل مع الناس و تكون صداقات ، أما أنا مو من السهولة إني أكون صداقات و أخطي هالخطوة لوحدي ..
فأنا أحتاج لبيان أكثر منها ..
مشيت بقسم من أقسام الجامعة و اللي هو قسمي في هذي الجامعة في عند كل قسم كانوا بنات هالفسم يتجمعون عنده ..
كنت أطالع البنات ، كانوا متكشخين كثير أول يوم في الجامعة لزوم الإستعراض ..
كنت أمشي بينهم بثقة تعلمتها من بيان ، شفت بعض البنات يبتسمون لي ، فابتسمت لهم ابتسامة واثقة مع إني مرتبكة في داخلي ..
أدري إني حلوة كثير و معجبهم شكلي و ملابسي عشان كذا يبتسمون مو عشان شخصيتي ، فعشان كذا ما راح أصادق بنات من هالنوع ما أدري إن كانت أخلاقهم كويسة ..
انتبهت لبنت وجهها حلو كثير كأنها قمر ، عيونها ما كانت عادية كانت ملونة بلون أخضر لامع يلمع بوضوح لو ناظرتي في عيونها ، و كان شعرها اشقر شقار فاتح شوي ، كان وجهها جميل اول مرة أشوف وحدة بهذا الجمال ، تخليك غصب تتأملين فيها و تسمين عليها و ع جمالها النادر ..
كانت تتكلم مع بنت ثانية ، لمن إنتبهت لي ابتسمت لي ابتسامة حلوة حسيت فيها بشي غريب ابتسامة شقية توحي بشوي من شخصيتها ، لا تفهموني غلط ابتسامتها كانت عادية و ما تنوي فيها شي سيء لكن ملامحها تبين هالشي ..
ابتسمت للبنت و مشيت ما ادري وين أروح ، وقفت في مكاني حايرة ، ما أحب اوقف لحالي و ما تعودت ع هالشي كنت دايم مع بيان ..
شفت البنت اللي شفتها من شوي تتقدم لي و تقول و هي تستهبل / أهلين .. شلونج ..؟؟ شخبارج ..؟؟ حلوة الجامعة ..؟؟
ابتسمت لها و قلت و أنا اشوف البنية اللي جنبها تجي و توقف معنا / بخير الحمدلله ، و الجامعة حلوة بس مخيفة ..
.. / ما تعرفين أحد في الجامعة ..!!
ليان / أعرف كثير بس مو من هالقسم ..

قالت البنية الثانية اللي كان جمالها لا يعلى عليه يعني كثير حلوة ، لكن مو بمثل جمال الاولى / تقدرين تجين معنا ..
ابتسمت / بس أخاف تتضايقون مني ..
الأولى / لا عادي ، حلو نصير ثلاثة معانا وحدة ثانية مليت من هذي ..
الثانية / ما حد طقك ع يدك و قالك تجين معي ..
الأولى / كلامك صحيح ، خلاص بروح معها و انتي اتركينا لوحدنا ..
الثانية / لا حبييتي أنا قلت لها تجي معنا قبلك ، معناها تجي معي أنا ..
ابتسمت و قلت أهدي الوضع مع إنه مبين إنه كلامهم كله مزح / خلاص خل نروح كلنا مع بعض ..
الأولى / يلا الظاهر مو مكتوب لي أفتك منها ..
الثانية / إلا أنا اللي بفتك منك و من سوالفك البايخة ..
الأولى / الحين أنا سوالفي بايخة .. ما تذكرين شو أول سؤال سألتيني اياه أول ما شفتيني ..!! شو فطرتي اليوم ..!!
الثانية /عادي هذا لأني تورطت اليوم ما أدري شو أفطر ، فقلت أسألك شو فطرتي ..
الأولى / قولي بس ما عندك سالفة ، و تبين بس تتكلمين حتى لو سوالف بايخة ..
ليان / بنات خلاص .. اممم صحيح ما تعارفنا ..
الأولى / هههه .. قعدنا نهدر فوق راسك و انتِ حتى ما تعرفينا ..
ليان / لا عادي بس ما قلتوا شو إسمائكم ..؟؟
الثانية / أنا أحلام [ ... ] ..
الأولى / روعة [ ... ] ..
ليان / بنات عم .. !! دخلتوا نفس القسم عشان تظلوا مع بعض و لا صدفة ..
أحلام / لا احنا مخططين من الثانوية ..
روعة / ايه رغم إن سوالفها بايخة لكن ما أقدر أستغني عنها ..
ليان / أنا اختي رغم إنها أختي ما تريد تدخل نفس قسمي ..
احلام / طيب ليش إنتِ ما دخلت معها ..
ليان / لأنها داخلة فنون ، و أنا ما أعرف للرسم و للأشياء الفنية مثلها ..
روعة بستغراب / شلون أختك تدخل معك و هي أكبر منك ..
ليان بابتسامة / لا إختي التوأم ..
روعة و أحلام بنفس الوقت / الله حلو ..
ليان / ايه حلو ..
احلام / خلونا نمشي شوفي البنات راحوا لذيك القاعة ..

ابتسمت و انا أمشي معهم ، هالبنات مبين عليهم كثير طيبين ، ما كنت أدري إني لو تكلمت مع أي وحدة راح تقبل بصداقتي بسهولة ، بس ما أتوقع أحد يرفض صديق جديد ..
إن شاء الله يكونوا البنات حبوني مثل ما أنا حبيتهم ..
هذي راح تكون البداية عشان اعتمد ع نفسي ، و ما أظل ضعيفة الشخصية و و مختبئة خلف بيان ..
.
.
بعد ما تركت ليان رحت لقسم الفنون اللي في الجامعة ..
قعدت أدور ريهام ، وين هي ..!!
لين ما لقيتها كانت واقفة بمكان بعيد شوي عن الناس ..
مشيت لها و هي ما حست فيني ، كانت تناظر جهة ثانية ..
قلت لها / شلونج ريهام ..؟؟
اتفاجأت مني و قالت بسرعة / هلا بيان كيفج ..؟؟
بيان / أنا الحين قاعدة أسألك ..
ريهام / أنا الحمد لله بخير ..
بيان / عجبتك الجامعة ..
ريهام / ايه ، بس ما تحسين البنات كثير كاشخين اليوم ..
بيان / لزوم الإستعراض مال أول يوم ، بس انت بعد كاشخة ..
ريهام / ايه استانست اليوم أول يوم فبتكشخ حالي حالك ..
بيان / هو ليه انتِ جاية من وقت ..؟؟
ريهام / السواق اللي طلبته من أبويه لسه ما وصل ، فطريت أروح مع بدر ..
بيان / شكله نفس أبوي و أخوي يحبون يداومون من وقت ..
ريهام / ايه بدر كثير يحب شغله ، إلا وين ليان ..؟؟
بيان / تركتها في قسمها ..
ريهام / مسكينة لحالها ، أنا لو ما أنتي معي شان ما أدري شلون أتصرف ..
بيان / بالعكس حلو تتعرفين ع ناس جدد تقدرين تصادقين أي وحدة بسهولة ..
ريهام / لا لا أنتِ لا تتعرفين ع وحدة جديدة ، خليك معي ، شكلي حسدت نفسي ..
بيان / اصلًا أنا مستحيل اتركك و إذا صادقت وحدة جديدة راح أعرفك عليها ..
قعدت أسولف مع ريهام لين رحنا القاعة ، أنا أكثير ارتاح الها و مستانسة إنها معي أكثر من ما هي تتصور ..
بس أحس غريبة إن ليان ما هي معي ، شي غريب ..

.
.
أتمشى في أحد المنتزهات العامة ، مع إني تعودت عليها صار لي عمر و أنا اروح إلها ، بس عمري ما راح أمل منها ..
مع إني أحس غريب هالمرة رايح لحالي مع أني لو أطلب من أي أحد من هالأنجليز أو حتى الخدم أو العرب ما راح يرفضون يجون معي ..
أحس بجو خاص لمن أجي هنا و أستعيد ذكريات الأيام اللي كنت ألعب فيها هنا و هناك ..
لكن أغلب هالذكريات كانت مع الخدم أو المرافقين اللي كانوا يجيبوني لهذا المكان ..
لكن عمري ما زعلت من هالشي ، لأني ما تعودت ع شي غيره ، حياتي كانت من البداية كذا وش اللي تغير اللحين ..

رجعت لفلتي الكبيرة اللي في احد الأحياء الراقية ..
الفلة ما في احد يعيش فيها غيري مع الخدم ، كل الخدم اللي يشتغلون عندي أمريكين ..

أول ما دخلت الفلة شفت رئيس الخدم جاني بعد ما عرف بقدومي ..

(( الكلام بالإنجليزي لكن سيتم ترجمته فورًا إلى العربي لمزيد من الراحة في الكتابة ))

.. / سيد سامي مرحبًا بقدومك ، هل تريد أن أطلب منهم أن يجهزوا لك شيئًا تأكله ؟؟
سامي / لا يا جورج ، لست جائعًًا يمكنك الذهاب لتنهي بقية أعمالك ..

مشيت و تركت جورج اللي مو مستغرب من عدم شهيتي ..
أنا ما أكل كثير و ما في شي يفتح نفسي عشان أكل ، و خصوصًا إني أكل لحالي عادةً ..

طرى ع بالي شادو رحت لغرفته و دخلتها ..
كان قاعد ياكل و لسه ما بدى نظامه اليومي ، لما شافني جاني و هو ينبح ، رغم العز اللي عايش فيه يظل الكلب يحب يلعب ، مع إنه تعود ع الهدوء و النظام من يوم ولادته ..
شادو مو كبير في العمر ، و مو من وقت طويل اشتريته ، ما أدري جاني شعور إني أبي كلب و وقع إختياري ع شادو ، اللي اشتريته من أيام قليلة بعد ولادته ..
سمعت صوت طق للباب ، كانت ليندا مربية شادو ، اللي دخلت و قالت لما شافتني ..

ليندا / سيدي يجب ان أبدأ نظام شادو اليومي الأن ، و سأبدأ بحمامه إن كنت تسمح ..
سامي / خذيه ليندا لن أعطلك ..

طلعت من الغرفة و رحت لغرفتي ، أكبر و أجمل و أفخم و أرقى غرفة في هالفلة و كل ما تتصورونه ، رغم كثر الغرف فيها..
أدري إن حياتي مرفهة أكثر من اللازم ..
أنا سعودي عايش في امريكا منذ ولادتي , و عندي جنسية أمريكية ..
أبوي و أمي أغنية فوق ما أحد يقدر يتصور ثروتهم كبيرة جدًا ، و هم متفقين إنهم يعيشون هني من أول ما أتجوزوا ، و أنا ما كنت من إهتماماتهم ، فكانوا مسجليني في مدارس داخلية لكن كان لي غرفة خاصة أحسن من كل الغرف في المدرسة ..
و كانوا مستخدمين معي النظام الأمريكي إني في سن 18 سنة أقدر أطلع من البيت ، و هم إشتروا لي هالفلة في بداية الأمر لكن أنا اللي أصرف عليها ، فأنا غني مثل أبوي و راتبي يوصل للملايين و يمكن أكثر ، ما أذكر تحديدًا .. لكن حياتي فاضية ..
و كمان أنا ما أعرف الصديق الحقيقي من صديق المصالح ، تعودت ع هالشي من صغري فما صرت أثق بأحد يبي صداقتي ..
و بهالطريقة كانت حياتي و لسه ما تغيرت ، و الكم يوم أو السبوع اللي كنت أقضيهم مع أبوي و أمي سابقًًا ما تفرق معاي ..
أصلًا هم في كل الأحوال مشغوليين عني ، و ما كنت أحس إنهم موجودين ..
ليتني أقدر أعمل شي يغير حياتي و يخليها مهمة ..

سامي فهد [ ... ] 26 سنة

.
.

طلعت من الجامعة من بعد ما انتهي الدوام و أنا مستانسة ، بعد ما تعرفت ع ليان ..
ما أدري ليه جذبتني هالبنت ، من شكلها مبين عليها طيبة و شخصيتها حلوة بس هادية ..
غريبة أنا و أحلام و معانا بنت هادية ، أكيد راح يوجعها راسها منا ، لكن احنا استانسنا معها ..

شفت موبايلي يدق باسم " العلة "..

رديت بدلع / الووو ..

ما يطاوعني قلبي أكلمه لكن ما أقدر أتركه ، إلا لما أنفذ اللي براسي ..

رد علي / هلا بحبيبتي و عمري و حياتي ..
روعة / نصور تراني أستحي ..
ناصر / أموت ع اللي يستحون ..
روعة / عاد أنا مقدر ع هالكلام ..
ناصر / لا ترى هذا الصدق .. انت حبيبتي و إن شاء الله زوجة المستقبل ..
روعة و هي تتنهد / اااآه .. بس متى يجي ذاك اليوم ..
ناصر / إن شاء الله قريب الريم .. و لله أنا ما عاد أقدر ع فراقك ..
روعة / و أنا بعد حبيبي ..
ناصر / لا أنا اللحين ما أقدر أستحمل يا حلوها منك ..

قعدت أسولف معاه ، كلامه كله غزل فيني ، و من أقوله كلمة أحسه يذوب ..
و أنا أضحك عليه في داخلي ، خصوصًا لمن يناديني الريم ، عاد أنا شكلي يناسبه الريم ..
ابتسمت أبتسامتي المعهودة اللي دائمًا يقولوا لي إن ابتسامتي تحمل الكثير من المعاني المختلفة ..
كلن يفسرها ع كيفه ، لكن ابتسامتي هذي غير مو ابتسامة بريئة ، ابتسامة تحمل الكثير ..

.
.

رجعت البيت و أنا نفسي أفقع ضحك ع ناصر و ع حبه لحبيبته المزعومة ..
ويييه لما يكلمها شي ثاني عاد يذوووب ، نفسي أشوف من هذي اللي يكلمها ، اللي بمجرد ما يسمع صوتها ينقلب حاله ، و تعمل به هذا كله ..
مبين إن هالبنت كثير حلوة ، عشان كذا تعلق فيها ناصر ..

دخلت للبيت و ما شفت غير كـــادي جالسة تشاهد في التلفزيون ..
لما شافتني قالت / اوووه جيت .. كيفك ..؟؟
قلت / بخير ..
كادي / وش فيك كنت تضحك و لما شفتني انقلب وجهك .. ؟؟ ليكون فيِِ شكلي شي ..
قلت / لا اتطمني ما فيكِ شي ، وين امي و أبوي ..؟؟
كادي / أمي في المطبخ تحط الغذا و أبوي صعد فوق يبدل ملابسه ..
سألت / و انتِ ليش ما تساعدين أمي حضرتك مخليتها لحالها ..
كادي / عموري أنا تعبانة مابي أشتغل ..
عامر / و كأن أمي ما تتعب و مع هذا تشتغل ..
كادي / خلاص أكيد الحين خلصت شغلها ، و بعدين عندها الخدامة ..
عامر / تدرين إنه احنا ما نحب أكل الخدم ..
كادي / الغدا جاهز هي بس تحطه ..

سكت عنها و لا قلت شي كادي دلوعة و مستحيل أمي تطلب مساعدتها ، حتى لو كانت محتاجتها ..
صعدت فوق و بدلت ملابسي و رجعت نزلت ، شفت كادي مو في مكانها ، معانها أكيد أمي حطت الغدا ..
رحت لغرفة الطعام و شفت كلهم مجتمعين سلمت ع أمي و أبوي و قلت / كيفكم ..؟؟
الكل / الحمد لله ..
و جلست و سميت و بديت أكل ..

عامر سعد [ ... ] 26 سنة
كادي سعد [ ... ] 15 سنة
أبو عامر (( سعد )) [ ... ] 46 سنة
أم عامر (( هيفا )) [ ... ] 41 سنة

.
.

رجعت البيت بعد هالتمشية مع كم واحد من أخوياي ، كنت أبي أتأخر أكثر بس ما قدرت ..
شفت العائلة الكريمة كلها مجتمعة ، ما عدا أمي ..
سلمت ع أبوي و ع خالتي ، و جلست جنب غلا ..
و بدأ أبوي الكلام بعد الصمت اللي حل عليهم فجأة بدخولي / اليوم عادةً تجي من وقت أكثر ..
الوليد / كان عندي مشوار خلصته و جيت لكم ..
و سكت .. شفت بيان تناظرني بنظرات إعتذار و هي كل ما تشوفني تناظرني بهالنظرات ، من بعد ذاك الموقف ، لكن أنا كالعادة طنشتها ..
أنا مو زعلان منها ، بس ما بيها تستصغر الموضوع اللي يخص أمي ، عشان تعرف إن أمي أهم عندي من أي شي ..
أبوي / نسيت اسألكم عن الجامعة حلوة ، تعودتوا عليها و ع أقسامكم ..
ليان / ايه يبه حلوة كثير ..

سولوفوا سوالف كثيرة خواتي مع أبوي ، اما أنا كنت ساكت ، أنا أنزعج كثير لما أقعد معهم لوجود أبوي و خالتي ، مع إنه أبوي لكن علاقتنا ما هي قوية ، أما خالتي فكان واضح إنها منزعجة من وجودي ، و ملتزمة الصمت ، و ما تناظرني أبدًا ..
عكس لما ما أكون موجود تحب تتكلم مع الجميع ..
نفسي أصعد فوق و أتركهم لحالهم ، هذي عايلتي لكن ما أحس بالإنتماء لها ، حتى خواتي رغم إني أحبهم كثير لكن علاقتي معهم مو لذيك الدرجة ، و الحين اتوترت مع بيان اللي كانت أقرب وحدة لي منهم ..
قمت من مكاني فجأة و قلت / اسمحولي بروح أنام ، أنا تعبان شوي ..
سكت الكل ما أحد علق ، أصلًا كلهم كلامهم قليل لمن أكون موجود ..

صعدت فوق و رحت لغرفة أمي أسلم عليها ، فتحت الباب و ناظرت و شفتها نايمة فخرجت من الغرفة و اتفاجأت ببيان واقفة عند الباب و هي تقول / الوليد ..
الوليد / اآه .. بيان ..
بيان / هههه ... خالتي قاعدة .. ؟؟
الوليد باستغراب / لا نايمة ..
بيان / خسارة كنت أبي أسلم عليها ..
ابتسمت لبيان و هي ابتسمت لي بدورها ، لكن ابتسامة متوترة ..
الوليد / تعالي ..

أخذتها لغرفتي و دخلتها معي و قعدنا و قلت لها / بيان أنا ما كان قصدي أصرخ عليك أو أي شي ثاني ، لكني ما كنت أبيك تتكلمي ع أمي و بس ..
بيان / و أنا الوليد أعدك إني ما أعيدها أبدًا ..
و بتردد / و أنا أبي أكلم خالتي ، أتعرف عليها ..
ضحكت ع كلمتها في داخلي " تكلمها " بس قلت / بس هذا رح يضايق أمك ..
بيان / الوليد هذي أمك و أنا ما عمري شفتها طول الوقت بغرفتها ، و من حقي اعرف أم أخوي ..
الوليد / بس أوعديني بيان إنك ما تأذينها ، و لا تزعجينها ، و تحترمينها ..
بيان / راح أعتبرها بمثابة أمي الثانية ..
توسعت ابتسامتي و قلت / تأكدي يا بيان إنك إن حبيتي أمي هي كمان راح تحبك ، حتى لو ما بينت لك ، أمي طول عمرها قلبها طيب و تحب الكل ، و أنا أكثر واحد يعرفها ..

ابتسمت لي بيان و أنا أفكر بالأيام القادمة ..
هل فعلًا بيان راح توفي بوعدها ..؟؟
هل راح تحب أمي و تعاملها كويس ..؟؟
ما أدري ليه خايف ع أمي ، أتخيل لو صار لي شي منو راح يظلها ..!!
بس الله عز و جل معانا ، و يمكن سخر لها بيان ..

أم البنات (( ابتسام )) [ ... ] 38سنة
أبو الوليد (( فيصل )) [ ... ] 46 سنة
.
.

نهاية الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 29-05-09, 03:00 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ الفصل السابع ]

مر أسبوع ع أول يوم في الجامعة ..
كانت الأيام ماشية عادي ، ما عدا إني ما أشوف بيان إلا قليل حتى في البريك تكون في مقهى ثاني ..
بس أجمل شي فالأيام اللي قضيتهم في الجامعة روعة و أحلام .. كثير حبيتهم ، ما أقدر أقول غير إني ما أقدر أستغني عنهم ، لولاهم ما كنت راح كيف أتصرف في الجامعة ..
و كل يوم أنعجب في شخصيات البنات أكثر و أكثر ، خصوصًا روعة عندها شخصية مميزة غصب تخليك تحبينها بس مشكلتها متهورة ، عندها تهور كبير ..
كنا للتو داخلين للجامعة من البوابة أنا و بيان اللي قالت لي / ليان صديقاتك طيبين معك ..؟؟
ليان / أكثر من ما تتصورين ..
بيان / طيب مين هم ..؟؟
ليان / بنتين من قسمي اتعرفت عليهم في أول يوم ..
بيان / ليش ما تعرفيني عليهم مدام ريهام لسه ما وصلت ..

ما أدري ليه وقتها جاني شعور غريب ..!!
خفت لو تعرفوا ع بيان يحبونها أكثر مني ، لأن شخصية بيان مرحة و فرفوشية ، و هم من النوع الفرفوشي فأكيد راح يحبونها اكثر مني ، أصلًا ما في مجال مفارنة بينا .. بين بيان و بيني أنا ليان الهادية ..

تعوذت من إبيلس و قلت / ايه عادي ..

خذيتها لجزء من الجامعة ، و اللي يعتبر قسمنا و اللي دائمًا بنات قسمي يجتمعون فيه ..
رحت للجهة اللي دائمًا ننتظر بعض عندها ..
بس لحظتها تفاجأت بشي أبدًا ما خطر ع بالي ..
دائمًا كنت أسمع عنه في الجامعات بس ما توقعت اشوفه بهالسرعة ..
و مع مين ..!! مع روعة صديقتي ..!!

كانوا روعة و أحلام واقفين في نفس الزاوية اللي نوقف عادةً عندها ، لكن كان فيه شخصيات ما
إتوقعت وجودها ، أقدر أطلق عليها " شخصيات دخيلة " ..
بالأحرى كانوا بنتين وحدة ظلت مختبئة في الخلف تنتظر صاحبتها اللي تتكلم مع روعة ..
أما أحلام فكانت منسحبة لوحدها في الزواية ، و مستمعة للحديث فقط ، و اللي ما كان ينسمع من المسافة اللي كنا واقفين عندها ..
كانوا البنتين " الدخيلتين " مخيفتين ، أقدر اقولكم إنهم " بويات " ، و كان شكلهم يثير الرعب في النفس ، أقدر اقولكم إن شكلهم كان قبيح بطريقة فظيعة ، تنفر منهم لما تشوفهم ، و أعتقد فهمتوا الباقي ..

و كانت اللي تكلم روعة تفصلها بنظراتها ، كانت نظرات مقززة تخليك تخجل لما تناظرك فيها ..
أما الغريب إن روعة ما عملت شي ، و تكلمها عادي ..
و البنت " الدخيلة " عملت شي خلاني أكتشف شي أرعبني ..
هالبنتين كانوا " شــــــاذات " ..
لأنها بعد ما انهت كلامها باست روعة ع خدها بطريقة مقززة ، أنا نفسي ما أقدر أعبر عن اللي شفته بنظراتها ..
و غمزت لروعة بطريقة مقرفة و مشت مشيتها المسترجلة أو " العربجية " ..
و كل هذا صار قدام عيني أنا و بيان ، و أنا كنت منقرفة بدرجة ما تتصورونها ..
لكن اللي استغربته تصرف روعة ، و اللي اكتفت بابتسامة غريبة ، مو ابتسامتها المعتادة ..
سمعت بيان تقول و هي منقرفة مثلي ، و يمكن أكثر بعد / قرف .. قرف ، وصلت بهم الوقاحة يعملوا غرامياتهم قدامنا ، و بدون خجل .. بدون خجل أو حياء ..
و قالت جملة ترددت ع مسامعي بوضوح /
هــــالأشكـــــــــال مــــا تستــــــاهـــــــــــل تعيـــــــش .. مــــا تستـــــاهــــــل الحيــــــــاة ..
هــــالأشكـــــــــال مــــا تستــــــاهـــــــــــل تعيـــــــش .. مــــا تستـــــاهــــــل الحيــــــــاة ..

و مشت عني ونست الموضوع اللي جايين عشانه ، و تركتني متصنمة في مكاني ..
لو عرفت بيان إن البنتين اللي كانوا واقفين مع هالشاذتين هم صديقاتي شو راح يكون موقفها ..!!
بل الأهم شو موقفي من اللي شفته ..!!
هل أترك روعة و أحلام ، و أتعرف ع أصدقاء ثانيين ..
بس أنا ما صدقت تعرفت ع روعة و أحلام ، أقوم أتركهم ..!!
و هم صديقاتي ، و الصديق الحقيقي ينصح صديقه ، مو يتركه ..

رحت لهم و هم انتبهولي ، حسيتهم ما يدرون أني شفت اللي صار بينهم و بين الشاذتين ..
أنا ما اهتميت للي صار قبل شوي ، أنا أنقرفت منهم و من حقيقة وجودهم و بس ، مع إن هالشي صار منتشر عندنا مثل المرض المعدي اللي ماله شفاء ، و اللي شفته شي عادي و الكل صار يعمله قدام الناس بدون حياء أو خجل ..

لكن اللي صدمني أن روعة و أحلام يوقفوا مع هالبنتين و يكلموهم عادي ، من دون ما يوقفوهم عند حدهم ..

روعة / شلونك ليان ..؟؟
ليان ببرود / الحمد لله ..
أحلام باستغراب / وش فيه وجهك مخطوف ..؟؟
ليان / من اللي شفته قبل شوي ..
روعة بلا مبالاة / و شنهو اللي شفتيه ..؟؟
ليان بنرفزة / تستغبين روعة .. !! كيف سمحتي لنفسك تكلمين هالأشكال ..!!
روعة ببرود / عادي ليان إنتِ بنفسك قلتِ كلمتها ، ما عملت شي حرام أنا ..
ليان / بس هالأشكال ما ينفع لها غير العين الحمرا ، إن سكتي لها راح تتمادى ..
روعة / خلها تتمادى بتفكيرها كيفها ، المهم أنا ما راح أسمح لها تتمادى بتصرفاتها معي ، بعدين هاي أول مرة أكلمها ، يعني عااادي ، و بطريقة أو بأخرى راح تعرف إني مو من النوع اللي تحسبه ..
ليان / تقصدين شــــاذة .. هم راح يعرفوا هالشي عاجلًا أم أجلًا ، لكن يا روعة نظرة الناس لك لما تشوفك واقفة معهم ، تظنين إنهم ما راح يظنونك مثلها ، و خصوصًا إنك سكتي عن حركتها القذرة ، و اللي من الواضح إنه ما كان قصدها بريء ..
روعة / ليان أنا متعودة ع هالأشكال من المدرسة حتى لو كانوا بشكل أخف ، أنا أعرف أتعامل معهم ، و بعدين الناس مرة وحدة راح تتكلم لكن من نفسها راح تعرف إني مو من هالنوع ، لأن اللي صار كان مرة وحدة و مو أكثر من مرة ..

ما كان عندي شي ثاني أقوله لها ، مع إني غير مقتنعة تمامًا باللي قالته لكني سكت ..
مهما كان ما أقدر أغيرها بليلة و ضحاها ، هذا يبغاله وقت ..

.
.

رجعت لقسمي و أنا متحسفة إني رحت مع ليان ، هالموقف عكر علي مزاجي كثير ، و هالأشكال ما تستاهل أعكر مزاجي عشانها ..
هم مجرد قـــذارة .. قــــذارة المجتمـــــع ..
الناس تستحي تذكر هالأصناف من المجتمع و تخجل منهم ، و هم ما يخجلوا من اللي يعملوه ، و يعملوه بلا خجل أو حياء ..
هالأشكال هم وصلوا مجتمعنا للانحطـــاط ، هم اللي وصلوا مجتمعنا للحضيـــــــض ..
خلونا نخاف ندخل جامعة بلادنا و نفضل نروح للغرب ..
هالشي اعطاهم اعتقاد خاطىء إن الغرب أحسن مننا ..
أساسًا الغرب هم أساس هالأشياء ، كلها جاتنا منهم ، حتى بنات المتوسط صاروا يعملوا هالأشياء بسببهم هم ..
زفرض بضيق لما مر ع بالي ذكرى لما باستها ، قرف .. قرف .. مقزز ..
حسيت بالاشمئزاز ، حسيت إني أبي أرجع الكل اللي في معدتي ، مع إنه معدتي فاضية ..

ما أقول غير الله يهديهم و يحمينا من شرهم ..
لأن هالأفعال خارج الدين ، و من أفعال الأقوام البائدة ..
و كأن الزمن يتكرر ، و أفعالهم المنكرة ترجع ..
و هذا الشي مو خارج الدين و حسب ، هو خارج الفطـــرة الإنسانيــــة ..
شفت ريهام مقبلة علي و لمن وصلت لي سألتني / شخبارك بيان ..؟؟ شفيك ..؟؟
بيان ببرود / و لا شي ..

راح أتجاهل الموضوع و الله يعيني ع الأيام الجاية ، أنا ما أتحمل هالشي أبدًا ، و بسهولة أنقرف ، و ما أقدر امسك نفسي ، ما أستغرب لو شفت هالشي مرة ثانية أنهال ع البنت ضرب و طق ..
شلون و أنا شفت هالشي بس و أنا منقرفة كذا ، شلون لو شفت شي أعظم ، مو مثل ما يقولون " ما خفي كان أعظم " ..
و الله يعيني ع الأيام الجاية ..

.
.

اليوم راح يكون عادي و ممل كالعادة ، ما في أي شي حلو في حياتي كله مكرر ..
جهزت نفسي و نزلت للفطور الصباحي ، اللي دائمًا اكله لوحدي ، لكن أحيانًا أمر الخدم ياكلوا معي ، و هم يطيعوني في كل شي ..

نزلت تحت و أنا أحس بضيقة ما ادري سببها ..
شفت ليندا مجهزة شادو ، و أخذته تعمله نزهته اليومية ..
ولله إني ساعات أرحمها لليندا ، شادو دائمًا يتعبها ، و من صباحة الله ، المشكلة إن شادو يحب يتنزه كثير في الصباح و في أي وقت ، كل شي ع حسب رغبته ، و ليندا لازم تطيعه ..
ليندا / صباح الخير سيدي ..
سامي / صباح الخير ..
و مشيت عنها بعد ما ربت ع راس شادو ، عادةً أحب أتكلم معها و مع غيرها بس اليوم ما لي نفس لأي شي ، حتى للأكل ، لكن باكل لأني أدري إني راح أندم إن ما أكلت ..
نزلت بالمصعد اسرع لي ، و ع طول ع غرفة الطعام ..
كان الفطور جاهز ، بس ما كان في أحد ، و أنا أبدًا اليوم ما لي مزاج أكل لحالي ، فضغطت ع جهاز الأستدعاء الخاص برئيس الخدم " جورج " ، و اللي بسرعة حظر و هو يقول / صباح الخير سيد سامي ، أوامرك ..
سامي / صباح النور يا جورج كُل معي ، فانا لا أحب أن أكل وحدي ..
جورج : حسنًا يا سيدي ..

و جلس ياكل من دون ما يناقشني كالعادة ..
شخصية جورج بسيطة جدًا ، أهم شي عنده عَمله ..
و أنا ما أحب أتدخل في حياة الخدم الخاصة إلا لما هم يتكلموا لي عنها ، و كل اللي أعرفه عن حياة جورج إنه مطلق ، و عياله مع أمهم ، و إنه بعد تجربته الأولى الفاشلة في الزواج ما يفكر يتزوج مرة ثانية ، و عياله نادرًا ما يشوفهم ، و هو مقرر يكرس حياته للشغل و بس ..
و أغلب الخدم قصتهم شبيهة بقصة جورج ، فضلوا العمل ع أي شي ثاني ، و دايم يحمدوا ربهم إنهم يعملوا عندي ..
لا تقللوا من شأن وظفيتهم كونهم خدم ، الراتب اللي ياخذوه ، و الأكل بالمجان و الإقامة في هالفلة الفخمة ، كأنهم في فندق خمس نجوم ، و يمكن ست بعد ..
الفرق الوحيد إنهم يشتغلوا ، لكن لخدمة شخص واحد فقط ..
فجأة سمعت رنين التليفون ..
قام جورج بسرعة من مكانه و أخذ السماعة بسرعة ، و كان هذا التليفون الخاص بغرفة الطعام ..
جورج / مرحبًا ، هذا منزل السيد سامي [ ... ] ، معك جورح رئيس الخدم ..
.. / ...
جورج / اووه حسنًا سيدي ، أتريد مني أن أبلغه ، أو أن تتحدث معه .. ؟؟
.. / ...
جورج / إذن وداعًا سيدي ، أتمنى لك يومًا سعيدًا ..

قلت له بفضول لما رجع و جلس / حسنًا ماذا هنالك يا جورج ..؟؟
جورج بقلق / إنهما السيد و السيدة ، إنهما يودان زيارتك يا سيدي ، لكنهما لم يحددا وقت الزيارة ، فقط قال والدك أنهما سيزورانك في هذا الأسبوع ..

جورج يدري إني أتوتر كثير لمن يزوروني ، بس أنا ما قلت شي و لا علقت ، بس قلت بعد صمت قصير / جورج .. ألا تظن أن جيسكا قد وضعت كثيرًا من الملح و الفلفل في البيض ..
جورج بصراحة / اووه سيدي ربما ، لكنه يعجبني ، إنه لذيذ هكذا ..

أمي و أبوي زياراتهم قليلة لنا جدًا بس مو معدومة ..
و رغم كل شي كإهمالهم لي ما أكذبكم و أقولكم إني أضايق من زيارتهم ..
لا .. زيارتهم تخليني أستانس بعض الأحيان ، حتى لو ما كانوا مهتمين فيني ..
راح أنتظر هالزيارة ، و اكتشف اللي ناوينه منها ، و اللي هو يا خير يا شر ..
أنا مو متفاجأ بس مستغرب من زيارتهم هالمرة ..
يمكن أتظاهر بعدم اللامبالاة لكن زيارتهم توترني ، و تفرحني أكثر ..

.
.

افففف ملل رهيب ..ما عندي شي أعمله ، ابوي و أخوي في العمل و أمي نايمة ..
أصلًا أنا ما عندي سالفة ما أساهر في الليل ، و بعد لأن شو .. لأن السهر يظهر التجاعيد في البشرة ..
خل التجاعيد تظهر أعمل لي عملية تجميل شد هنا و شد هناك و انتهى الموضوع ، كأن لم يكن ..
خلاص أنا مقررة الليلة بساهر بلا تجاعيد بلا خرابيط ..
اووه متى تبدي المدرسة بس ، مع إني ما أصدق إن أنا " كادي " أقول هالكلام ، لكن فعلًا المدرسة ممتعة ..

مدام إني فاضية خل أغير تسريحة شعري ، مع إني واثقة إنها راح تطلع حلوة علي ، لأني أنا كادي مو حيا الله ، و لأن كل شي حلو علي أسأسًا ، و يطلعني أحلى ما يكون ..
عملت شعري كيرلي من زمان ما عملته كذا ، مع إنه كثير حلو علي ، لكن أنا من زمان ما خرجت من البيت ، و إذا خرجت كنت أخلي شعري ع طبيعته اللي حتى هي تطلعني حلوة ..
انتهيت و طلعت أهبل ما شاء الله ، قمر .. قمر و لا أروع ، كالعادة ما في مثلي أبدًا ..
أدري إنه في بنات كثير حلوين ، لكن ما في وحدة عندها نص الجمال اللي عندي ..
صدقوني أنا أحلى وحدة بدفعتنا ، و البنات الحلوين كلهم فيهم عيوب ما عداي أنا (( هذا بنظرها ، مع إنها فعلًا أجمل وحدة بالدفعة )) ..

اوووه لو أهلي يسمحوا لي أطلع كان من زمان طالعة ..
سمعت نغمة موبايلي و كانت صديقتي " عبير " ..
رديت وقلت بصوتي الحلو / الووو ..
عبير / هلا و غلا كدووي ..
كادي / أهلين عبورة ، شلونك ..؟؟ من زمان عنك ..
عبير / الحمد لله ،أنا بخير بس ناقصني شوفتك ..
كادي بغرور / أكيد حبيبتي ، منو ما يبغى يشوفني ..؟؟
عبير بشوية تطنيش / ايه كادي عشان هالموضوع أريد أكلمك ، أبي أعزمك ع عرس اختي رغد ..
كادي بفرحة / ما شاء الله رغد راح تعرس ، مبرووك ..
عبير / الله يبارك فيك ، ما تصدقين قد ايش هي متوترة ..
كادي / التوتر شي طبيعي في هالفترة ، ما عدا لي انا ما أتوقع إني أكون متوترة ، لأني واثقة من نفسي ..
عبير / يعني أعتبر هذا تأكيد لحضورك ..
كادي / ايه أكيد حبيبتي راح أحضر ، من زمان خاطري أروح عرس ، و كمان مو من الذوق أرفض الدعوة ..
عبير / أوكيه راح أرسل لك مسج فيه العنوان و التاريخ وكل شي ، و العرس ما يحتاج بطاقات ..
كادي / أوكيه سي يو ..
عبير / سي يو تو ..
رجعت أطالع في المراية و أنا اسمي ع نفسي ، ما شاء الله طالعة أجنن ، و أكيد راح أكون أحلى وحدة في العرس ، حتى أحلى عن رغد ..
راح أقول لأبوي و أخوي يودوني السوق ، لازم أتقضى للعرس ، أنا كادي لازم ألبس أرقى الملابس ، مع إني أدري لو أروح العرس بخيشة راح أطلع أجمل ما يكون ..
عبير [ ... ] 15 سنة
.
.
كنا جالسين في الصالة ، جلسة أخوية معتبرة قدام التلفزيون ، كلنا نتابع فلم .. فلم أكشن و مغامرات ، كان حلو بالنسبة لي ، لكن أخواني عاجبهم و بقوة ..
كنت أتابع بس أسرح مني و مناك ، حتى هالشي كان مبين علي ..
لكن قطع أفكاري صوت ريان / روعة يستحسن تجلسي في مكان ثاني ، الظاهر بعض المقاطع في هالفلم تقطع تركيزك في التفكير ..
رائد بهبالة / لا .. لا إنت غلطت المفروض تقول : روعة يستحسن تودي أفكارك لمكان ثاني ، لإنها تقطع تركيزك في مشاهدة الفلم ..

مشيت عنهم بلا اكتراث ، و أنا أسمع رائد / شفيها كله سرحانة ..!!
صعدت غرفتي و ع طول لموبايلي ، اللي كان محطوط ع السايلنت ، لأنه وجع راسي من كثر الإتصالات و المسجات اللي تجيني من ناصر ..
فتحت بعض المسجات و اللي تقول /
" الريم حبيبتي ولله ما كان قصدي "
" سامحيني الريم ، ما راح أعيدها ، أدري إن قلبك كبير و راح تتطوفينها لي "
" أنا أسف الريم ، بس بليييز أرجوك ردي ، بس خليني أشرح لك "

ابتسمت و أنا أشوف المزيد من المسجات ، و اللي بنفس معنى المسجات اللي قبلها ..
أنا حطيت موبايلي سايلنت من اليوم الصباح ، و عاملة حالي زعلانة ، و ما فتحت موبايلي إلا اللحين ، مع إن السبب اللي خلاني أعمل حالي زعلانة كلها دقايق و نسيته ..
ولله حالة حتى ما أدري إن كان شي بسيط أو كبير ..
مابي تاخذون فكرة سيئة عني أكثر من ما أخذتوا ، فراح أقولكم أنا مو لعابة أبدًا ، و ناصر أول واحد أكلمه ، أما الأسباب اللي تخليني أكلمه أفضل أحفظها لنفسي ..

خطر ع بالي اللي صار اليوم مع ذيك البوية ، و اللي قالت إن اسمها " خُلُود " بس تفضل نسميها " خالد " ..
ما عجبتني البنت بس الفضول ذبحني و خلاني أكلمها ، و أسكت لها ع نظراتها المقززة لي ، و اللي كانت تتفحص جسمي بدقة ..
كنت أبي أعرف شو راح تقول لي ، كان كلامها عادي جدًا ظلت تعرفني ع نفسها و راحت ..
موقف ليان من الموضوع كان أيضًا عادي جدًا ، و أتوقعه من أي أحد غيري ..
مشكلتهم ما يدرون إني سكت عن هالبنت بمزاجي ، مو لشي ثاني ، و لو حاولت تتمادى بسهولة أقدر أوقفها ..

مسكت الموبايل ، واتصلت ع أحلام صديقتي الصدوقة ، و ملجئي الوحيد لما أضايق ..
روعة / هالوو ..
أحلام / هاي روعة ..
روعة / السلام عليكم ..
أحلام / و عليكم السلام ، أشوفك قلبتي أول شي هالو بعدين السلام عليكم ، و بعدين غريبة تسلمين ، راح تتسجل في التاريخ ..
روعة / أكيد حبيبتي كل شي أسويه أنا يتسجل في التاريخ ، هم بس يتمنوا ..
احلام / ما أقدر أنا ع الغرور ..
روعة / يحق لي مو ..
أحلام / إلا يحق لك و نص ، مو انت روعة الجميلة ، كل البنات ينهبلون عليك ، و يتمنون نظرة منك ، لو إنك مو بنت عمي و أعرفك من زمان كان انهبلت لمن أشوفك ..
روعة : هذا شي أكيد ، و الدليل خالد ..
أحلام باستغراب / و منو هذا خالد ..؟؟ مو انت قلتِ إنه بس واحد ..
روعة / لا إنت راح بالك بعيد ، هاااي خلود ..
أحلام / اآه .. ذيك البنت ، مع إنه ما ينقال عنها بنت ، هذا تشويه لهذي الكلمة ..
روعة / تدرين ع هالموضوع ناصر كل شوي يدق علي يظني زعلانة ..
أحلام / ولله إني أرحمه هالناصر ، اللي الله بلاه فيك ..
روعة بنبرة غريبة ما انتبهت لها أحلام / بالعكس يستاهل كل اللي يجيه ، هو السبب محد قاله يعمل هيك ، و المفروض إنت أول وحدة توافقيني ..
أحلام / و هو شو عمل عشان تزعلين عليه لهالدرجة ..!! و ترى أنا أكيد معك ، ما أقصد شي بكلامي..
روعة بترقيع بارع ع اللي قالته / هو بس كان مطنشني الفترة اللي فاتت ، و حضرته لما فضا قال يبي يكلمني ..
أحلام / ولله إنك فاضية .. تدرين عاد ، أنا لما أتذكر المسكينة ليان اليوم ساعات افقع ضحك ، و ساعات أرحم حالها ، ما تعرفنا عدل ، و لله أحس أحيانًا الله ابتلاها فينا أكثر من ناصر حتى ، مع إنه احنا نحبها و مستحيل نضرها ..
روعة بحزن / صدق احنا ما ورانا إلا البلاء ، إحنا بلوة ع الكل ، ليان ما تعرفنا كويس ، و تظن قلوبنا طاهرة مثلها ، بحركات خلود القذرة انقرفت ، و هي ما شافت شي ، شلون لو تدري عنا ..!!
أحلام / ما أقدر أقول غير الله يعينها ..
روعة / مع إني مقتنعة إن ليان راح تضرها صداقتنا ، لكن راح أساعدها ، و ما راح أعلمها ع هالأشياء اللي نسويها ، خلها ما تدري أحسن ..

فكرت فيها صحيح احنا بلاء ما فينا شي زين ، ما فينا الطيبة اللي عند ليان ، و قلوبنا حاقدة .. تحقد بسهولة و تنتقم ..
ما عندي عيب أو حرام المهم أوصل للي أبيه ..
ما عدت أعرف الصح من الغلط ..

.
.

كل واحد في البيت مشغول بشي ، و كل واحد حابس نفسه بغرفته ..
ما عداي أنا أنتظر الوليد ، اللي بعده ما جا ..
أبي أتعرف ع خالتي ، صحيح صعبة أنا عايشة 19 سنة مع خالتي في نفس البيت ، و عمري ما شفتها ، و لا عمري فكرت أتعرف عليها ، مع علمي بوجودها ، و لا عمري فكرت أراعي هالمسكينة اللي انظلمت في حياتها كثير ..
كنت أحب أساعد الناس ، و ما فكرت أساعد أم الوليد بهالشي البسيط ، و هو إني أراعيها ..
كنت أساعد الناس البعيدة و اترك القريبة ..
و هذا خطأ كبير ..
مو هم يقولون " الأقربون أولى بالمعروف " ..
أنا راح أساعدها و أساعد الوليد ، و أساعد نفسي بعد ، كلنا في وقت واحد ..

شفت ساعتي و أنا أزفر بضيق ، الوليد تأخر علي ..
دقيت ع موبايله و قلت / هلا الوليد ، وينك ..؟؟
قالي برسمية ، و عرفت من طريقته و سرعته في الكلام إن معاه أحد / أسف ، ما راح أقدر أجي ، اعذريني ..
بيان / أوكيه ، مع السلامة ..

و سكرت و أنا مضايقة ، بعد كل هالحماس و التخطيط ما راح أقدر أتعرف ع خالتي ..

صعدت فوق ، و وقفت عند باب غرفة خالتي ، الغرفة اللي كان الكل متجاهل وجودها ما عدا الوليد ، و اللي عمر ما أحد دخلها منا غير الوليد ..
هااي خالتي و من حقي أعرفها ، ليش ما اخطي هالخطوة لوحدي ..!!
أنا ما أحتاج الوليد في هالشي خلني أجرب ..
و هو راح يفرح لما يعرف رغبتي الجدية بمقابلة أمه ..
مديتا يدي لمقبض الباب و مسكته ، كنت متوترة فعَديت ..

1
2
3

و ضغطت عليه عشان أدخل ، لكن كانت صدمتي لمن شفته مقفـــــول ..
مقفـــــــــــــــــــــــــــــــــــول ..!!
هل خالتي هي اللي مقفلة الباب ، لو الوليد هو اللي مقفله ..

لمن استوعبت الموقف و أفقت من صدمتي رحت لغرفة الخدامة ، ودخلتها ..
وقعدت أنادي / سيتــي .. سيتــــي ..
انتبهت لي و قالت / يس ماما ..
بيان / مين قفل الباب مال غرفة ماما أم الوليد ..؟؟
سيتي / هذي ماما ابتسام تقول إذا في ودي أكل لها ، راح تجيب لي مفتاح ، غيره لا ..
طعنــــــــــــــة .. !!
طعـــــــــنة في الصميـــــــــــم ..!!
حسيت إن أنا و الوليد انطعنا في الظهر ، و من مين من أمي ..!!
أمي أخذت الفتاح ..!!
ليش ..!! ليش ما في قلبها رحمة ع هالمرة المسكينة ..!!
و ليش أخذته اللحين بالذات ..!!
لا يكون عرفت باللي مخططينه أنا و الوليد ..
بس كيف راح تعرف إحنا كنا لحالنا .. !! و محد غيرنا يعرف بهالشي .. !!

.
.
أنتظر أمي المحتشرة تبيني أوصلها لبيت وحدة من صديقاتها / ريماس مو كأنها طولت ..
ريماس / فارس هي مو رايحة تتمشى ، هي رايحة لناس فلازم تهتم بشكلها ..
فارس / أوكيه قلنا بتتزين ، زين ليش هالتطويل ..؟؟ صار لي نص ساعة أنتظر ..
ريماس / و انت وش عرفك كيف الوحدة تتزين .. ناس ياخذوا ساعتين كاملين بس عشان يعملوا شعرهم ، و انت بس نص ساعة مو قادر تنتظر ..
فارس / خلاص ما نا قايل شي ، عن تاكليني ..

ثواني و نزلت أمي و هي تلبس عباتها ، ما كانت متزينة ، كانت لابسة أسود ، فاستغربت بس ما علقت ..
أمي / هااا .. إن شاء الله ما تأخرت ..
ابتسمت غصب عني و قلت / لا يمه إنت ما تأخرتِ ، انتِ تعتبرين مخلصة بسرعة ، غيرك ياخذوا ساعتين و هم بس يعملوا شعرهم ..
أمي باستغراب / و انت ايش عرفك ..!! لا يكون ما خذ لك وحدة من ورانا ..
فارس / الله يسامحك يمه ، يمكن اسويها بعد خمس سنين ، هذا إذا تزوجت أساسًا ..
أمي بصدمة / خمس سنين ..!! ما تتزوج ..
فارس / يمه خلنا نروح السيارة أول ، بعدين نكمل كلامنا ..
مشت معي بهدوء و طلعنا من البيت و تركنا ريماس ، اللي كانت مجرد مستمعة لحديثنا ، و لمن ركبنا السيارة و مشينا قالت / بس يا ولدي العمر يمشي و ما ظل فيه كثير ، ليش ما تتزوج و تفرحني بشوفة عيالك ..
فارس / الله يطول بعمرك يمه ، بس مو حلوة مني أتزوج اللحين ..
أمي / بس انت مردك تتزوج اللحين لو بعدين ، و عمك و أبوك ما راح يمانعوا ، هذا من حقك ..
فارس / يمه مثل ما قلتي مردي أتزوج ، و ذاك الوقت أنا بفسي بقول لك تخطبين لي ..

سكتنا شوي و بعدين قلت / يمه ليه لابسة أسود ..؟؟
أمي / ايه هذي حرمة أعرفها ، بنتها ترملت ، مات جوزها الله يرحمه قبل ما يدخل عليها ، و أنا رايحة أزورهم أعزيهم ..
فارس / الله يعوضها و يبدلها بغيره إن شاء الله ..
أمي / ما أظن أمها تقول إنها معارضة فكرة الزواج بعده ، الظاهر كانت تحب زوجها ..

لحظتها سكت لين ما وصلنا البيت ، و نزلت أمي من السيارة ..
و مشيت ..
شفتي أمي الناس إذا ماتوا اللي يحبوهم ، ما عاد يفكروا بغيرهم ..
لو فكرت بغير البندري كزوجة لي ، ما راح اعتبر وفي للبندري ..
راح أعتبر خاين لذكراها ، و خاين لحبنا ..
شلون أنا أحبها من صغري و تبيني أتزوج غيرها ، و ذيك البنت توفى زوجها و ما تبي تتزوج بعده و هي ما تعرفه إلا لمدة قصيرة ..
ناظرت الميدالية اللي معلقنها في السيارة اللي كانت للبندري ..
لا تتوقعون إنها هي عطتني إياها بجراءة ، عشان تبين لي حبها ..
لا البندري كانت اكبر من هذا الشي ..
حبنا لبعض كان حب عفيف و طاهر ، ما يتخلله أي شي ما يرضي الله ..
هذي كانت هديتها لي في عيد ميلادي ، اعطتني اياها لما كنا صغار ، و أنا ما اعتبرتها هدية عادية كغيرها من الهدايا اللي عطوني اياها في ذاك الوقت ..
أنا مستحيل أنسى البندري و عمر ي ما راح أحب وحدة غيرها ..
و إن تزوجت هذا راح يكون عشان أرضي أمي و بس ..

أم فارس (( نجلا )) 45 سنة

.
.

قاعدة في المطبخ أطبخ العشا لي و لأحمد ..
عاملة معكرونة راح ياكل صوابعه و راها ..
اممم .. يا حلوها هالمعكرونة ، حطيت صحنين لي و لأحمد و حطيتهم في الصالة ، و وديت شوية اشياء نحتاجها ..
و رحت أنادي أحمد اللي قاعد يدرس في غرفته ..
بس تفاجأت لمن شفته نايم و حاط الكتاب جنبه ، رحت له ركض و هزيته / أحمد .. أحمد ..

انتبه لي أحمد ، فتنفست الصعداء و قلت / الحمد لله ..
قالي أحمد بسخرية / شنو سديم ظنيتي النوبة جتني ، اطمني أخذت حبوبي ..
سديم / أحمد عاد خلاص ، من حقي أخاف عليك ..

أحمد / عاد خافي ع شي يسوى مو واحد نايم ع سريره ، شكلك عمرك ما غفيتي و انتِ تذاكرين ..
سديم / عاد أحمد بلا مسخرة ، عاد انت انت تدري قلبي ما يتحمل..
أحمد / أوكيه خلاص مشيناها لك ..
سديم / يلا عاد تعال عملت لك معكرونة راح تاكل صوابعك وراها ..
أحمد / بصراحة أشك ..
سديم / لا تشك و لا شي ، راح تكون أحلى ما تذوقته ، و راح تنعجب بمواهبي في الطبخ ، و راح دايمًا تطلب مني أعمل لك ، و أنا أقولك أحمد لا مابي أنا تعبانة ما لي خلق ..

و ظليت كذا أهدر ع راسه ، أحاول أنسيه حركتي ..
أدري إنه يتحسس من خوفي عليه ..
بس مو ذنبي هذا أخوي الوحيد ..
أحبه أكثر من ما يمكن لأحد يتصور ..
و طبيعي أخاف عليه ..
مو ذنبي إني أحبه و أخاف اخسره ..
و إلا أنا غلطانة ..

.
.
نهاية الفصل السابع ..

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
قديم 29-05-09, 03:04 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 145570
المشاركات: 23
الجنس أنثى
معدل التقييم: H!LARY عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
H!LARY غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : H!LARY المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ الفصل الثامن ]

في الجامعة في أحد المقاهي في وقت البريك جالسة مع ريهام ، و أنا أحس بتوتر كبير ، كنت أحاول أبين إنه ما في شي بس هذا شي صعب ، خصوصًا لمن تكون طبيعتك مثلي ..
شخصية فرفوشية و مو هادية أبدًا ..

ريهام / اشتهيت أعطيه كفخة محترمة ع راسه ، عشان يتأدب و ما يقولي مثل هالكلام مرة ثانية ..
بيان / ايه هو يستاهل ..
ريهام بجدية / تدرين ..
بيان / و شو ..؟؟
ريهام / ما أحب أشوفك سرحانة ، حتى لو كان السبب بسيط ، أحس كأن هموم الدنيا ع راسك ، لأني ما تعودت أشوفك كذا ..
بيان / كل شخص لازم تجيه مشاكل في حياته ..

سكتت ريهام .. و أنا حسيت كأنها تبيني أقولها شو فيني ، و شنو اللي مضايقني ، بس أنا ما ني قايلتها ، لو شو تسوي ..
ريهام بعد صمت قصير / طيب ليش ليان تكون عادية لمن تكونين .. اممم كيف أقولها آه عرفتها ، لمن تكونين مهمومة ..
بيان / مو معناها إن احنا خوات أو توأم إن لازم نصارح بعض في كل مشاكلنا ..
سكتت ريهام ، و أنا ما قلت لها شي ..
طريقة تعاملي معها ما كانت حلوة ..
بس غصبًا عني ..
ما بي أحد يعرف شي عن الأشياء اللي تصير في بيتنا ..
أنا قررت هالقرار و ماني متراجعة عنه ..
و مشكلتي الجديدة ما أدري شلون بتنحل الله يعين ..
ما أدري إذا الوليد يدري أو لا إن باب غرفة أمه مقفول ..!!
و لا أدري كيف بقابل أمي اليوم ..!!
ما أدري كيف أتحكم بتصرفاتي أحس بكل شي ينهار قدامي ..
شلون أواجه أمي و أقولها عن الكلام اللي سمعته من " سيتي " .. !!
و شنو راح يكون موقف الوليد منا بعد ما يعرف ..!!
هل راح يزيد كرهه لنا ..؟؟
أمي ما تعامله بطريقة حلوة أساسًا فكيف ألحين .. !!

ريهام مشكلة بسيطة أقدر أحلها بعدين ، رغم إني حبيتها من جد ، و إنها صارت قريبة مني حييل ، لكن ما أقدر أقولها عن مشاكلي ..
أما عن زعلها فهي راح تتفهم موقفي بعدين ..

.
.

استأذنت من بيان و رحت للحمام (( الله يكرمكم )) ..
دخلت وحدة من هالغرف الصغيرة اللي فيه (( أعذروني ما أعرف اسمهم )) ..
و تركت المجال لدموعي اللي كنت حابستهم تنزل بغزارة ..
آآآه .. شي صعب اللي صار .. شي صعب ..
مو موقف بسيط مثل ما يمكن يظن لااا ..
اللي صار يمكن سهل لغيري ، لكن لي أنا لااا ..

أنا أعتبر بيان أخت لي .. أخت ..
تعرفون معناة الأخت ..!!
يعني مثل البندري اللي كانت أقرب لي من نفسي ، بكل شي كنت أصارحها ، و هي نفس الشي ..

لكن ظهر لي اليوم إن بيان ما تعتبرني أختها ، أحزني هذا الشي كثير في البداية ..
لكني سألتها عن ليان مدام هي إختها و التوأم بعد ..
فأكيد راح تصارحها بكل شي ..
قالت ايش .. !! ..
" مو معناها إن احنا خوات أو توأم إن لازم نصارح بعض بكل مشاكلنا " ..

شلون هذي تصير ..!!
كنت أحسب الخوات دائمًا قريبين من بعض خصوصًا التوأم ..
كنت أحسب علاقتهم مثلي مع البندري ..
مثل علاقتي القوية مع البندري ..
لكن صدمني إن علاقتهم ضعيفة جدًا قدام علاقتي مع البندري ..

فليش ..!!
ليش البندري .. !!
ليش الأخت اللي كنت أصارحها بكل شي راحت ..
أنا كنت أقدرها و أخبرها بكل شي ، و راحت عني ..
و بيان ما تخبر أختها بكل شي ..!!

أنا ما أقصد أناقش قضاء الله ..
لكن صعب تشوف شي و تتمنى مثله ، لكن اللي يملكه ما يقدره مثل ما أنت تقدره ..

بيان ما صارحتني فهي ما تعتبرني قريبة منها ، مثل ما أنا أعتبرها ..
و هي حتى ما تصارح ليان .. !!

فهمتوني الحين ..!!
هل انتم تشوفون معي إن الحياة غير عادلة ..!!
و إلا هذا الشي ما زال محجوب عنكم ..!!

.
.

جالسة مع ليان و أحلام و أنا بس مستمعة لحديثهم ..
و قاعدة أناظر بنت جالسة قدامي من بعييد ، ماسكة السيجارة بيدها و تدخن ..
اللي يشوفها يقول طريقتها في التدخين مقرفة ، لكن أنا كنت أشوفها غير ..
كنت أشوف طريقتها قمة في الروعة ، مثلي أنا روعة ..

أناظر شلون تمسك السيجارة بقوة ، حتى إن بعض أثار اللعاب ظاهرة ع السيجارة بطريقة تقرف اللي ما ينقرف ..
و قاعدة تسحب الدخان و تستنشقه بنهم ، و لمن كانت تزفره و تتركه يطلع كنت أشوف الراحة ع وجهها ..

تتسائلون ليش أناظر هالشي ..!!
سؤال بسيط جوابه أبسط .. أبي أكون مثلها ..
أبي أجرب السيجارة ، ودي أجرب كل الأشياء الممنوعة ..

مو يقولون " كل ممنوع مرغوب " و أنا هذي الأشياء عاجبتني ..

أفكر أروح في أقرب فرصة لأحد الدكاكين ، و أشتري لي بوكيت سجاير ..

ليه لااا ..!! ليش ما أجرب .. !!
ع الأقل تريح نفسي شوي ، مو كل اللي يدخنون يرتاحون لمن يستنشقونها ..!!
أنا أبي أكون مثلهم ..

انتبهت لي ليان و أنا أناظر ذيك البنت / صح شكلها مقرف ، ما أدري كيف مستحملة نفسها هالبنت ..

قلت لها بشكل طبيعي و كأن اللي بقوله هو وجهة نظري ، مثل ما تعتقد ، و هو أبعد ما يكون / ايه صح ، ما أدري شو اللي يعجبهم بهذي الأشياء .. !! لا فيها فايدة أو منفعة ، غير تضر الصحة ، و أصلًا هي تعتبر نوع من أنواع الإنتحار البطيء ..

بغيت أضحك أخرج الضحكة اللي انحبست في داخلي ..

أدري شو تقولون ..
تدري عن هالشي و تبي تدخن ..!!

لااا أنا ما يهمني تضر الصحة .. انتحار ما انتحار ..
كل اللي أبيه إني أدخن ..

مو أقولكم مضيعة الطريق الصح ..
ما عندي شي أصلًا إسمه صح أو خطأ ..

.
.

رجعت من العمل ، أو أقدر أقول من شركتي الخاصة اللي بنيتها من شقاي ، لفلتي الراقية اللي متأكد أنها زادت رقي و جمال اليوم بعد عمليات التنظيف المعتادة ، لمن يجينا خبر إن أمي و أبوي جايين لعندنا ..

دائمًا يجيني إحساس إني أظهر حياتي لهم بمظهر الكمال و الرقي من كل النواحي ، حتى في أصغر الأشياء ..

دخلت و أنا أشوف البيت متزين و جميل و نظيف أكثر من المعتاد ، و شفت الخدم كلهم مجتمعين ..

- جورج " رئيس الخدم و اللي يقوم بالتنظيف " .
- ليندا " مربية شادو " .
- جيسيكا " الطباخة و اللي تقوم أيضًا بأعمال التنظيف مع جورج " .
- جاستن " مسئول الأمن و المسئول عن الصيانة و عن الحديقة الخارجية " .

أربع خدم فقط ..
أنا أخترتهم واحد .. واحد ..
قالوا لي جيب أكثر بس أنا عارضت ..
إذا أنا ماني محتاج لزيادة ليه أجيبهم ..!!
مو معناها إن عندي فلوس أتصرف بلا مسئولية ..
و أصلًا أنا وقت الحاجة متعود أطلب خدمة التنظيف أو الصيانة ..


جورج / لقد تم الإنتهاء من كل شيء يا سيدي اطمئن ..
سامي / حسنًا يا جورج ، أنا واثق بكم فلا حاجة لإخباري ، كما أنها ليست المرة الأولى .. اممم ليندا ..
ليندا / نعم سيدي ..
سامي / أين شادو ..؟؟
ليندا / إنه بالأعلى يا سيدي ، لقد انتهيت من تزيينه و تنظيفه ..
جيسيكا و هي تراني أستقل المصعد / سيدي ألن تتناول طعامك الذي اعددته لك ..؟؟
سامي / أسف جيسيكا أعذريني ، لست جائعًا ..

و حرك المصعد و تركتهم ..

اممم شعور غريب اللي أنا أحس فيه الحين ..
بس عمري ما فكرت في اللي أنا أسويه .. أسويه و بس ..
دخلت جناح شادو ، و اللي كان منظف و مرتب اكثر من المعتاد ..
و شادو اللي كان متزين جاني بسرعة لما شافني ، و ظل يلعق وجهي بس أنا بعدته ..

كان لابس طوق راقي ، حتى إن بعض الناس يعتبرون خسارة نشتري طوق بهذا الثمن لكلب ..
لكن أنا ما إهتميت ، أبي أهلي يشوفوني مبسوط بحياتي من غيرهم ..
حتى الكلب أبيهم يعرفون إني مو مقصر عليه ..

أدري إنهم ما راح يحظرون اليوم ، لكن ما يفرق معي المهم إنهم راح يحظرون هذا الأسبوع ..

.
.

.. / يلا سديم من جينا هني و انتِ ما طلعتي من الشقة ، خل نطلع شوي ..
سديم / أحمد مو ضروري أطلع ، أقدر أقعد في الشقة ما راح أمل ..
أحمد / لا سديم أنا أبي أطلع أبي اغبر جو شوي ، و أبيك تجين معي ..
سديم / ما وراك مذاكرة ..!!
أحمد / لا سديم ، تتوقعين بقولك نطلع و أنا ما خلصت ..
سديم / و أنا شو دراني ..
أحمد / يلا عجل روحي بدلي ثيابك ..

راحت بسرعة تبدل ملابسها..
ربع ساعة و نزلت ..

أحمد / يلا ..

طلعنا من الشقة و من العمارة ، و لأول مرة و سديم معي ..
الغريب إنها ما تكلمت عشان تطلع ، عكس الناس لمن يجوا بلد جديد لازم يطلعوا ..

سديم / وين بنروح ..؟؟
أحمد / أي مكان تبينه ..؟؟
سديم / بس أنا ما أعرف المكان هني ..
أحمد / إذا ما تبين مكان محدد خلنا نتمشى و بس ..
سديم / خلنا نروح وحدة من هالحدايق العامة ، كثير ما يمدحون بمنتزهاتهم ..

مشيت معها و أنا ساكت ..
وصلنا لوحدة من المنتزهات القريبة ، بس كان المنتزه مره حلو ..
مهتمين فيه و بنظافته مو مثل منتزهاتنا ..

شفت بايع أيس كريم و شفت سديم تناظره ..

أحمد بابتسامة / تعالي نشتري ..
سديم بقفطة / لااا ..
أحمد / عااادي سديم ، أتذكرك لما كنا صغار من نشوف مكان فيه أيس كريم ، كنتِ تبين ..
سديم / لا كنت عادي ، كل الأطفال كذا ..
أحمد / بس أنا ما كنت مثلك ، يلا خلينا ناخذ ، امم شاكلت لو فانيلا ..
سديم / ما في أنواع ثانية ..
أحمد / يمكن فيه ، تعالي نشوف ..

رحنا أنا و سديم و اشترينا لنا ..
و رحنا جلسنا ، و احنا نناظر الناس و العالم ..

الأطفال اللي يلعبوا بفرح و صوت ضحكهم مالي المكان ناسيين الدنيا و ما فيها ..
و الناس اللي يتمشوا مع بعض ..
و كل ما يخطر ع البال إنه ممكن نشوفه في مثل هذي الأماكن ..

.
.

طلعت من غرفتي بعد ما خلصت مذاكرة ، و رحت لغرفة أمي ..
اللي لحد اللحين ما خبرتها بالموضوع اللي شاغلني ..
طقيت الباب فسمعت صوت أمي و هي تقول / تفضل ..

دخلت وابتسمت لما شافتني ، أما أنا بادلتها ابتسامة متوترة ..
كانت جالسة تتكلم مع ليان اللي سكتت لما دخلت ..

جلست جنب ليان و قلت لها بهمس ما تسمعه أمي و اللي كانت تشاهد التلفزيون في هذي اللحظة / عن شو تتكلمون ..؟؟
ليان بهمس و بعصبية / مالك دخل ..

و قامت من مكانها ، و طلعت من الغرفة ، و تركتني مستغربة من حركتها ..
لكن حل محله التوتر اللي رجع لي لمن تذكرت ليش أنا جاية هنا ..

قلت بتوتر / يمه ..
أمي بابتسامه / نعم حبيبتي ..
بيان / أبي أسألك سؤال ..
أمي / إيه تفضلي قولي ..
بيان / أوعديني تجاوبيني بكل صراحة ..
أمي باستغراب / أوعدك ..
بيان / يمه ليش قفلتي غرفة خالتي ..؟؟

أمي و تغيرت ملامح وجهها لصدمة ثم تحولت لعصبية خفيفة / و انت كيف عرفتِ ..؟؟
بيان / مو مهم يمه كيف عرفت .. المهم ليش قفلتي الغرفة .. ؟؟ قولي لي ، إنتي وعدتيني ..
أمي / عشان ما بيك تتعرفين عليها ..
بيان / بس إنت كيف عرفتِ ..؟؟؟
أمي و هي تدور وجهها عني و بحنق / سمعتكم ..
بيان / قصدك لحقتينا ، و تسمعتي علينا ..
أمي بصراخ / بيان احترميني أنا أمك ..
بيان / أسفة أمي ما كان قصدي ، بس ليه ما تبيني أتعرف عليها ..؟؟ هي ما راح تضرني أو تضرك ..
أمي / مو مهم ، المهم إني منعتك تتقربين منها ، أو تدخلين غرفتها ..
بيان / بس يمه ..
أمي / لا بس و لا شي كلامي هو اللي يمشي يا بيان ، و إن اكتشفت إنك ما سمعتِ كلامي ، ما راح يعجبك اللي راح يصير ..
بيان / طيب و الوليد ..
أمي و تغيرت ملامح وجهها للبرود / و ش فيه بعد ..؟؟
بيان / شلون راح يدخل يشوف أمه ..؟؟
أمي / هو ما سأل عن المفتاح ، لو سأل عنه راح أفتح له ..

سكت و طلعت من عندها و قلبي مقبوض ..
الوليد لسه ما درى ..!! لو درى شو راح يصير ..؟؟
هل راح يمشي الموضوع بالساهل ..؟؟
بس ليش أمي ما تبيني أتعرف ع خالتي ..!! أنا أبي أتعرف عليها .. ليش تمنعني ..!!

.
.

قاعدة في غرفتي ألبس عبايتي المحتشمة ، و اللي دائمًا ما تكون صدمة لصديقاتي لمن يشوفوني لابسة هذي العباية ..
و اللي كانت واسعة بشكل معقول ، مطرزة تطريز مرتب و حلو ، بس مو ملفت لدرجة لدرجة لما أمر الكل يطالعوني بسبب عبايتي ..

مع إن الجمال عندي مهم كثير ، لكن عمري ما فكرت أبرز جمالي لرجال غريب ..
أنا ماني رخيصة عشان الكل يشوفني ..
الشعرة الوحدة عندي غالية ثمينة ، و لا تقدر بثمن ، و لما الرجال الغرب يشوفونها يرخص ثمنها ، و الغالي محد يشوفه إلا اللي يستحق ..

أهلي عاجبهم هالشي فيني مرة ، بس مشكلتي إني ما أغطي وجهي ، و أنا متأكدة أن وجهي من أكبر الفتن لأنه جماله ما ينوصف ..

لكن أنا ما كنت أقدر أغطيه أنا لسه صغيرة عليه ، يمكن في المستقبل أما اللحين لا ..

نزلت لعامر اللي ينتظرني تحت ..
شفت الصالة فاضية ، ما جا ع بالي غير إنه ينتظرني في السيارة ، و فعلًا كان هناك ..
دخلت معه و رحنا للمول ع طول ..

كادي / عامر خلنا نروح ذاك المحل ..
عامر / زين كادي ، لا تسرعي ..

دخلت المحل بسرعة ، و عامر يلحقني و يدخل معي ..
قعدت أناظر المعروض ، و عامر يأشر لي ع فستان / هذا حلو راح يطلع روعة عليك ..
كادي / أيه حلو بس موضته قديمة ، أبي واحد محد شاف مثله ، خلينا نروح محل ثاني ..

ظلينا نلف في المحلات لين ما لقيت ضالتي ..
فستان يبرز أنوثتي بطريقة ما هي جريئة ..
واشتريت مستلزمات الفستان ..
و اللي كان لونه نوع فريد من الأحمر ، حتى إن عامر عجبه ذوقي ..
أما أنا أكثر شي عجبني في الفستان إنه راقي ، و من غير الممكن إن أحد عنده مثله ، و أنه جديد ..

هو لو كان في وقت ع العرس كان فصلت لي ..
فستان ما حصل مثله من قبل ..

.
.

طلعت العصر للدكان القريب منا ، بعد ما استأذنت من أمي ..
كان الحي نوعًا ما شبه فاضي في البداية ، بس ما خفت ..

متأكدة إنه لو أحد غير أمي يدري إني راح أطلع كان ما سمحولي أروح لوحدي ، و راحوا معي ..
بس أنا تقصدت في هالوقت اللي فيه بعض الناس القليلين في الحي ..
في الوقت اللي ما يكونوا أهلي موجودين عشان أخذ راحتي ، و أنفذ غايتي اللي أنا رايحة للدكان عشانها ..

مشيت و أنا أناظر بعض الأولاد اللي توني انتبه لهم ، ما كانوا أكبر مني ، كانوا تقريبًا بين 13 – 18 سنة ..
ما كان حينا من الحارات القديمة .. لااا كانت حارة راقية ، لكنها كانت تجمع بعض الأولاد من الحارات القديمة ، كانوا يجوا يلعبوا عندنا ..
و أولاد حارتنا من بعد مجي ء أولاد الحارات القديمة أكتسبوا عادة إنهم يطلعوا يلعبوا معهم ع العصر ، و هالعادة ما كانت عندهم إلا بعد مجيئهم ..

يمكن تقولون شلون أطلع و دول موجودين ..!!
لكن أنا مستحيل أخاف منهم ، دول أشرف منا ، و قلوبهم أطهر ..
و مستحيل يضروني ..
شفت ولد أتذكر إني شفته كذا مرة مع رائد ..

وصلت للدكان و اللي للتو طلعوا منه بعض الأولاد ..
دخلت وشفت البياع الهندي ..

ما تعبت نفسي و دورت في المحل قلت ع طول / عطني 3 بوكيت سجاير و ولاعة ..

ناظرني البياع الهندي ، و أنا نفسي أضحك ..
مصدق نفسه يقول لي لا بعد ..

ناظرته بنظرة تخليه ما يتردد و لو للحظة وحدة مرة ثانية ، و ع طول جابهم لي ..
فحاسبت عليهم ، و طلعت و أنا فرحانة ..

حصلت ع ضالتي المنشودة ..
فتحت بوكيت سجاير ، و أخذت الولاعة بعد ما ابتعدت عن الدكان و رحت لمنطقة بعيدة شوي عنه ، و شغلت السيجارة و حطيتها بفمي ، و بديت أستنشق / كححح ..كححح ..

بس هذا ما منعني أرد أستنشق هذا الدخان ، و أدخله بصدري ، و أنا أحاول أتعود عليه و أتلذذ فيه بنفس الوقت ..

حسيت بهذي اللحظة كأن أحد يقولي / لا تضيعين نفسك أكثر من ما إنتِ ضايعة يا روعة ، انسي الماضي .. انسيه و عيشي حياتك ، لا تتركين الماضي ينهيك و يحولك لشخص ثاني ..

لكن لا حياة لمن تنادي ..!!

رجعت أستنشق الدخان بتلذذ ، و ارمي هالخواطر ورا ظهري ، صدق السيجارة تريح النفس ..

راح أظل أمشي ع هالطريق اللي راح ياخذني لمصير مجهول ..
بنسبة 95 % متأكدة إني راح أتسبب بمصيبة ..
لكن ما اهتميت ، كل اللي يهمني إني أعمل اللي أبيه عشان أرتاح ، و اريح ضميري ..
حتى لو كان الشي لبعمله راح يوديني لداهية ..

.
.

واقفة عند الدرج و منزلة راسي أناظر اللي جالسين تحت ، أبوي و أمي و بيان و غلا ، أما هم فما كان يشوفوني ..
دخل الوليد فجأة لهم من الخارج ، و سلم عليهم و طلع فوق ، فأسرعت في مشيي و تخبيت في غرفتي ، و أنا أشوف بيان تلحقه و تصعد وراه ..

حسيت بهم دخلوا غرفة الوليد فطلعت من غرفتي بسرعة ، و رحت و وقفت عند باب غرفته و فتحت منه شوي بدون ما ينتبهوا لي ، لأنهم كانوا يتكلموا و لأن الباب كان يتيح لي أشوفهم من دون ما هم يشوفوني ..

سمعت الوليد يقول / اجلسي بيان ..
شفت بيان تجلس و هي متوترة و مرتبكة و تقول / أآآه الوليد .. ما نفذت وعدك لي ..
الوليد بطريقة غريبة و بنظرات غامضة لبيان / مثل ما قلت لك ، كنت مشغول ..
بيان برتباك أكبر / الوليد أنا أبي أقولك شي ..
الوليد / قولي ..
بيان / أمـ ـي .. أمــ ـي ..
الوليد بسرعة / قفلت غرفة أمي و المفتاح عندها ، و ما عاد تفتحها إلا لما تودي الخدامة لها الأكل ..

شفت الصدمة تتملك ملامح بيان فقالت بتلعثم / شــ ــاـــ ـوـن عــ ــرفــ ــت ..؟؟
الوليد / تتوقعين راح يمر يومين ع هذا الحال من دون ما أعرف ..
بيان / طيب شو راح تعمل ..؟؟
الوليد / خليها ع الله ، بيان أنا اعرف شلون أتصرف لا تدخلي ..
بيان / أسفة الوليد ، كل ذا بسببي لو ما طلبت منك إني أشوف خالتي ، كان أمي ما قفلت الباب ..
الوليد / لا ترمين الغلط ع نفسك عشان تبررين اللي أمك سوته ، الذنب مو ذنبك ، اللي كنتِ تريدينه كان المفروض من زمان يصير ..
بيان / بس الوليد ..
الوليد يقاطعها / لا بس و لا شي يا بيان ، إنت ريحي بالك و أنا بتصرف ..


انسحبت و سكرت الباب بهدوء ..
و رجعت لغرفتي ..

الوليد يدري ..!! الوليد يدري ..!!
لا تستغربون الكلام اللي قالوه أنا كنت أعرفه من زمان ..
يوم صعدوا لغرفة الوليد ذاك اليوم يخططون ، شفت أمي كيف انسحبت لعندهم ، و هي تقول لنا إنها راح تجيب شي ..
و شفتها و هي واقفة ورا الباب بمثل الطريقة اللي أنا عملتها ..
و شفتها كيف أخذت مفتاح غرفة خالتي و تكلمت مع الخدامة ..

اليوم لمن أنا رحت لغرفة أمي ، كنت أبي ألاحظ شي غريب في تصرفاتها ، لكنها تصرفاتها كانت طبيعية جدًا ..

و لما شفت بيان تدخل لعندنا عرفت إنها راح تتكلم مع أمي في هالموضوع ، فتسمعت لكلامهم و عرفت كل شي ..

كنت زعلانة من بيان إنها ما خبرتني ، مو أنا أختها و أخت الوليد بعد ، و ذيك خالتي مثل ما هي خالتها ..
لكن باقي شي واحد أعرفه و هو ردة فعل الوليد لمن يعرف ..
ما خطر ع بالي أبدًا إنه يكون يعرف و من البداية ..

يا ترى شو راح يصير ..؟؟
مثل ما هم ما خبروني بشي أنا ما راح أخبرهم ..
راح أظل أراقب الوضع بصمت ..
و في الوقت المناسب راح أخرج من صمتي ، و أدخل و أتصرف بلازم ..
مو لازم كل شي يعرفونه ..

.
.

آآآآه .. يوم متعب كثير ، إجتماعات و توقيع عقود ، انهلكت هلاك ..

و أنا اللحين نعسان بس ما أقدر أنام ..
لازم أخلص قراية المشروع الجديد عشان بكرة ..

طلعت أوراق المشروع من الشنطة الخاصة برجال الأعمال ، اللي أحيانًا أستعملها ..
و انبطحت ع السرير و بديت في القراية ..

وصلت للصفحة الأخيرة ، و أنا هلكان من التعب ..
المشروع هذا مضمون و راح يجيب لنا أرباح كثيرة ..

أخذت الشنطة أرجع الأوراق بعد ما كتبت ملاحظاتي عليها ..
و كنت مستعد عشان أروح في نوم عميق ..

لكن استغربت لمن شفت شي يلمع داخل الشنطة ..
مديت أيدي و مسكته أشوف هذا الشي ، اللي ما أتذكر إني حطيته في الشنطة ، و ما أذكر إنه كان موجود عندي أساسًا من قبل ..

استغربت لمن طلع دبوس نسائي أنيق ..
لكن اللي استغربته أكثر إن هذا دبوس دلال سكرتيرتي في العمل ..

وش قصدها بهذي الحركة ..!!
لا يا بدر ، ليش تظن فيها ظن السوء ..!!

أكيد ما تقصد شي ، أكيد طاح منها في الشنطة ..

دلال هي اللي حطت أوراق المشروع في الشنطة ، و أنا اللي طلبت منها ..

خلني أنام و بكرة يصير خير لمن أرجعه لها ..
و راح تنتفي كل شكوكي لمن أشوف علامات الإشتغراب ع وجهها لمن أقولها إنه طاح عندي ..

أنا متأكد إن دلال ما عندها هالحركات ..
هي إنسانة شريفة و عفيفة ، و أكثر من خلوقة ..
و مستحيل أكون غلطان في هالشي ..

.
.

نهاية الفصل ..

 
 

 

عرض البوم صور H!LARY  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسلوب مميز، مليئة بالمشاعر ، قوية ، مثيرة، أفكار مميزة ، من أجمل الروايات ،, منتديات ليلاس, قلوب ضائعة تجري في ساحة الغدر الطويل, قصص من وحي قلم الاعضاء
facebook



جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية