لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-08, 11:08 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



الفصل السابع

مأزق صعب



دلفت ميرفت الى بهو الفيلا الفسيح وكانت فى طريقها الى الدور العلوى لولا ان استوقفتها صيحة هادرة،

تلفتت برهبة لتعرف مصدرها اذ كان البهو غارقا فى الظلام وتنهدت عندما لمحت دخانا يتصاعد من احدى

الاركان وشعلة صغيرة ملتهبة واضحة وسط الظلام

اتجهت الى ذلك الركن قائلة لصاحب الصيحة:

-حسام لماذا تجلس هنا فى الظلام؟ ولماذا عدت باكرا؟

تجاهلها وهو يأخذ نفسا عميقا من سيجارته قبل ان يطفأها وهو يقول بحدة :

-اين كنتى طيلة هذا الوقت؟

عقدت حاجبيها فى حيرة الا انها قالت فى بساطة:

-كنت لدى..

-لدى المحروس ابنك اليس كذلك

تملك الاستغراب ميرفت من حدة كلماته ومقاطعته الا انها اجابت بهدوء:

-نعم كنت لدى عمرو هل هناك خطب ما ؟؟

ارتفع صوته الذى ملأته الحدة والعصبية وهو يقول:

-طبعا هناك .. الم تكونى هناك امس واول الامس وكل يوم

الم يكفكى كل هذا؟؟

-حسام يا حبيبى ماذا هناك؟ هذا اخوك الوحيد فى محنة يجب ان اقف بجواره

ام تريدنى ان اتركه حتى لا يغفرها لى انا لا افهم ماذا بك

لماذا انت منفعل هكذا

قال حسام بضيق ومازال صوته العالى يؤلم اذن ميرفت:

-ابنك فى محنة! وماذا عنى انا ! انا فى محنة اكبر منه

كل يوم تحقيقات ونيابة وضباط وشوشرة على سمعة الشركة وانتى لا يهمك اى شىء من هذا

كل يوم عند ابنك

-انا دوما بجوارك يا حسام ومعك هنا كل يوم لكن كان يجب ان اذهب لاطمئن على عمرو

انه وحيد الان يا حسام ليس له غيرنا نحن اهله الوحيدون فكيف نتركه فى محنة كهذه

وانت لماذا لاتذهب لتواسى اخاك

لوح بيديه وهو يقول فى لامبالاة:

-لقد قدمت له التعازى

-المرة الوحيدة التى ذهبت اليه فى العزاء كالغريب تماما ولم تمكث اكثر من نصف ساعة!!

قال بعصبية:

-ماذا تريدينى ان افعل؟ ان اترك مصالحى وعملى من اجل رجل ميت!

ظهرت الدهشة فى عينى ميرفت وصوتها المنزعج وهى تقول:

-هذا الرجل الميت هو والد اخوك الوحيد

كاد حسام يقتلع اذنيه من فرط الغضب اذ كان لا يطيق سماع هذه الكلمة فقبض على قبضتيه فى قوة كادت معها عظامه

ان تنكسر واغلق عينيه واخذ نفسا عميقا مجبرا نفسه على الهدوء

ومن ثم قال بعد فترة صمت احترمتها ميرفت ولم تنبس فيها ببنت شفة:

-كيف طاوعتك نفسك على الذهاب اليه بعدما عرفتى حقيقته؟

تطلعت فى وجهه للحظات حاولت فيها ان تتذكر تلك الحقيقة التى يقول عنها الا انها اعلنت استسلامها

وهى تقول بحيرة:

-اى حقيقة!!

اتسعت عيناه فى دهشة وهو يقول بغضب مستنكر:

-اى حقيقة! هل استطاع ان يسيطر عليكى الى هذا الحد! حقيقته يا ميرفت هانم

حقيقة هذا الجشع الذى يقترض منى المال ويستغلنى ويستغلك

اخفضت عيناها الى الارض وقالت بتعلثم:

-لكنه لكنه تغير تماما ،حنانه اغرقنى وكان حريصا على رضاى كم انه

اشعلت كلماتها النار فى رأسه فصاح بحدة:

-اشجينى اشجينى وماذا ايضا؟؟ هل سمحتى له بالسيطرةعليكى واستغلالك بهذا الشكل!!

اجابته بتوتر:

-ربما نظلمه يا حسام، ربما يحتاج تلك الاموال ولا يستطيع ردها وواجبنا ايضا ان

-واجبنا!! واجبنا ان ندله على الفساد ونعطيه المال لينفقه على اهوائه الشخصية

لم تجب ميرفت لكنها نظرت الى حسام نظرة معبرة،فهم هو من نظراتها اليه انها تقول له انه ايضا يفعل هذا

تملكه الضيق اذ لم يكن موفق فى جملته هذه فقال بحدة وهو يبتعد عنها صاعدا الدرج:

-تصبحى على خير

وجز على اسنانه متوعدا لذلك العمرو الذى لعب بعقل والدته ويريد ان يسحب البساط من تحت قدمه

الا انه لن يسمح له بهذا ابدا


**************


تطلع امجد فى ضيق الى زوجة ابيه التى تتمايل فى ميوعة وتنطلق ضحكاتها الرقيعة على اثر

ملامسات ابيه الى جسدها الملفوف، نظر اليهم بذهول وقلب كفيه فى حيرة وهو يجز على اسنانه

ويقوم من مجلسه فهم لا يراعون وجوده

كان فى طريقه الى درج الفيلا الداخلى لولا ان استوقفته كلمات ابيه:

-امجد! الى اين انت ذاهب؟

التفت اليه قائلا بضيق:

-حان وقت نومى

قال والده فى سعادة وهو ينظر الى زوجته صغيرة السن غامزا اليها بعينه اليسرى:

-فى هذا الوقت المبكر!!

ازداد ضيقه الا انه تماسك نفسه وقال:

-لدى عمل كثير غدا فى الشرقية يجب ان انام فترة كافية حتى استطيع التركيز فيه خصوصا ان حضرتك لا تأتى

منذ ان تزوجت

قال جملته الاخيرة وهو ينظر باحتقار الى زوجة ابيه التى لم تكن لتحلم ان تحيا بهذا المستوى

لولا لعبها بعقل اباه، كاد ان يكمل طريقه الا انه توقف قائلا:

-على فكرة يجب ان تذهب للحاج سعيد لتزوره فى مرضه يكفى انك لم تأتى معى

قالت زوجته بميوعة:

-نحن فى شهر العسل يا استاذ امجد ، تريده ان يتركنى ويذهب لذلك الرجل

تجاهلها تماما وكأنه لم يسمع شىء وقال بحدة:

-يجب ان تذهب يجب

ثم غادر المكان فمصمصت زوجة ابيه شفتيها وهى تقول بضيق:

-اترى ابنك يا ممدوح،لا يطيقنى او يطيق رؤيتى، دوما يتجاهلنى

-اعذريه يا نعمة يا حبيبتى، انتى تعرفين هذا ليس بالسهل عليه فانتى

قد حللت محل والدته

ثم اضاف فى نعومة:

-دعينا منه الان ولنلتفت الى انفسنا يا حبيبتى


****************


مسح محمد دموعها المتساقطة على وجهها الممتلىء وهو يقول برقة:

-ارجوكى كفى يا هند، انتى تصعبين الامر علىّّ اكثر

حاولت هند التوقف عن النحيب وهى تمسح دموعها قائلة بصوت باكى:

-انا اسفة يا محمد لكن صدمتى كبيرة كبيرة جدا

مرض عمى وضياع شقتنا ماذا ستفعلون فى هذه المصيبة؟؟

ارتسم الحزن على وجه محمد وهو يقول:

-ان شاء الله ربنا سيفرجها ، ربنا لا يترك مظلوما ابدا، وقد

وضعنا كل ما نملك فى هذه الشقة فباذن الله ربنا سيعوضنا بخير منها

قالت هند بحسرة:

-من اين يا محمد؟ اباك ومرضه وانت مازلت طالبا فى الكلية اذن من اين ستعوض هذه الكارثة؟

صاح بحنق:

-ارجوكى يا هنديكفى ما انا فيه

ثم اضاف فى هدوء:

قلت لكى ربنا لاينسى عباده المؤمنين وان شاء الله ربنا سيعوضنا

رددت دعواته بامل باكى:

-يارب ان شاء الله ان شاء الله


***********


فتحت دنيا عينيها فى بطء وتكاسل وابتسمت فى سعادة وهى تتذكر ليلة امس ، ليلة عيد ميلادها الذى

كانت فيه اميرة محمولة على الاعناق، كلما تذكرت الجهد الذى بذله ادهم فى تحضير هذه الحفلة التى خلبت لبها

كلما احست بالامتنان تجاهه، فهو لا يترك شىء فى وسعه الا وفعله ليسعدها

اين كان ادهم منذ زمن؟ لماذا لم يكن موجودا قبل ان تمر بما مرت به مع ذلك الوغد وائل؟

هزت رأسها لتبعد ذكراه السيئة عن ذهنها لتظل ذكرى عيد ميلادها هى المسيطرة عليها

الا انها تذكرت فجأة شىء هام فاسرعت بمغادرة الفراش واتجهت يدها تلتقط هاتفها المحمول من حقيبتها وقالت

وهى تضغط ازراره فى سرعة:

-ايتها الندلة مى ، اهكذا لا تأتين او تتصلى بى ل.......

ما ان سمعت صوت مى المرتجف الباكى حتى قطعت افكارها وقالت فى لهفة وجذع:

-مى !! ماذا بكى؟

لمدة نصف ساعة ظلت تستمع الى كلمات مى الحزينة وبكاءها ، حاولت بشتى الطرق ان تخفف عنها الا انها قالت اخيرا

بتصميم:

-مى اغلقى الخط انا فى الطريق اليكى نصف ساعة لن اتأخر

اسرعت بارتداء ملابسها والتهمت درجات الدرج التهاما الا انها توقفت عندما وجدت ادهم فى مواجهتها

وهو يقول بقلق لرؤية الجذع المرتسم على وجهها:

-دنيا !!ماذا هناك؟ الى اين انتى ذاهبة؟ اليوم الجمعة

قالت فى سرعة وهى تتجه الى الباب وهو يتجه خلفها:

-نعم اعلم يا ادهم لكن صديقتى مى فى محنة يجب ان اكون عندها الان

-لماذا؟ ماذا حدث؟

-والدها مريض وقع فريسة للشلل النفسى

ارتفع حاجبا ادهم فى دهشة وهو يتساءل:

-ياااه!! ما الذى حدث؟

-سأخبرك لاحقا لكننى الان متعجلة

اتجه ادهم نحو الدرج وهو يقول:

-انتظرى اذن سأذهب لتغيير ملابسى وآتى معك

-لا لا داعى لهذا لن اتأخر

-كيف اتركك وحدك وانتى فى هذه الحالة كما يجب ان اطمئن على صديقتك

ابتسمت وهى تقول:

-لا تقلق عليّ انا بخير، وسأوصل سلاماتك ودعواتك لمى الى اللقاء الان

-انتظرى

توقفت لتراه قادما نحوها ممسكا بيدها ورفعهما الى شفتيه وطبع قبلة حارة عليهما وهو يقول بحب:

-لا تتأخرى واعتنى بنفسك

ابتسمت فى خجل وهى تقول برقة:

-حسنا اطمئن عن اذنك

لوح لها بيده وهو يقول:

-الى اللقاء

ما ان اغلقت دنيا الباب ورائها حتى تسللت ناهد على اطراف قدميها واقتربت من ادهم الشارد

ووضعت يدها على كتفه وهى تقول:

-ادهم

انتفض ادهم فضحكت ناهد وهى تقول:

-يااه! لهذه الدرجة ! اين كان عقلك شاردا يا استاذ؟

قال ادهم بضيق:

-الن تكفى عن فعل هذا؟ انتى تعرفين انا لا احب المفاجآت

تجاهلت اعتراضه وجذبته من يديه متجهة الى الصالون واجلسته على اول مقعد قابلها وجلست امامه وهى تقول

بلهفة وعيناها تبرقان:

-قل لى ما آخر الاخبار؟

هل لان الحديد؟؟؟؟


*************


احكم على غلق معطفه جيدا ووضع كفيه فى جيب معطفه الا ان كل هذا لم يقيه من البرد القارص ، لم

يتوقع ان يكون جو هولندا بهذه الدرجة من البرودة التى لم يعتد عليها مطلقا فى جو مصر الدافىء

الا انه حث نفسه على التأقلم لانه سيمكث هنا طويلا حتى يعود الى مصر وهو يستطيع ان يرفع عينيه فى عينى

والد زوجته المستقبلية ويطلبها منه دون ان يتنازل عن شىء من عزة نفسه لا ان يوضع فى الموقف الذى وضع

فيه اخوه الكبير عادل

الذى كان منكس الرأس رفيقاه الخوف والذل وهو يتلقى التقريع من والد حبيبته التى لم تقف بجواره وتزوجت

اول شاب جاهز تقدم لها


كان يدرك ان غادة نوع مختلف من البشر وانها مازالت تحيا فى زمن الحب القديم الذى انمحى الان من عالمنا

كان يعلم انها تستطيع ان تنتظره لكنه لن يكون انانى ويظلمها معه، فهو امامه الكثير والكثير ليكون نفسه

وهى تستحق ان تعيش فى رخاء يكفى ما عانته مع زوج امها


اغمض عينيه فى الم من شدة حسرته لفراقها، تذكر جراح قلبه الدامية عندما تركته والدموع تغرق وجهها

لكن هذا افضل لها الحب لا يمكن ان يستمر فى الفقر وهو لا يريد ان تندم ان انتظرته لا يريدها ان

تلعن اليوم الذى احبته فيه، غدا ستتزوج من رجل تحبه ويحبها ويوفر لها حياة كريمة وغدا هو ايضا سيتزوج

وينجب ابناء لا يذوقوا الفقر والحرمان الذى ذاقه هو



يجب الان ان يركز قليلا على نفسه وان يبدأ بالبحث عن عمل يا ترى هل سيكون البحث عن عمل هنا بالصعوبة التى واجهها فى

مصر !! انه مستعد ان يمتهن اى مهنة ..المهم هو ما سيربحه من خلالها


قطع حبل افكاره ان وجد نفسه فى زقاق ضيق يسبح فى الظلام، تأفف وشعر بالحنق ، فهو لا يعرف اى شىء

فى هولندا وها هو قدجعل نفسه يقع فى المتاعب منذ لحظة وصوله ، ها هو قد ضل طريقه ، ولا يوجد صوت لاى مخلوق

هنا ليدله على الطريق الصحيح لكن لكنه يسمع جلبة، هذا الصوت ليس ببعيد ، ربما لو سار قليلا لوجد هؤلاء

الاشخاص الذين يعلو صوتهم ليدلوه على الطريق


حث نفسه على السير لكن ما ان وجد غايته حتى توقف مندهشا وزوى ما بين حاجبيه ، انه لا يفهم الهولندية

لكن المشهد الذى امامه لايحتاج لفهم لغة

فتاة يحيط بها ثلاثة رجال يحاولون اما سرقتها او التحرش بها وهو لن ينتظر ليعرف غرضهم

لقد حان الوقت اخيرا ليطبق ما تعلمه من فنون الكاراتيه


*****************


قال ادهم وهو يبتسم:

- الحديد بدأ يلين والمرحلة القادمة مرحلة الذوبان

برقت عينا ناهد فى سعادة وهى تقول بلهفة:

-حقا!!!!!

اجاب ادهم فى غرور:

-نعم ، صحيح اتعبتنى فى البداية كثيرا لكن الان كل شىء تغير ، يجب ان تثقى فى هذا

انا ادهم رياض لا شىء يقف فى طريقى

تضاعفت سعادة ناهد وهى تقول:

-جيد جدا ، هذا خبر ممتاز، اذن هل اصبح لك موقعا جيدا فى الشركة

اجابها بتعلثم:

-تقريبا

عقدت حاجبيها وهى تقول بضيق:

-ماذا تعنى بتقريبا هذه!

قال فى حدة:

-الصبر جميل، هذه المسألة تحتاج الى صبر وتأنى حتى لا يتهدم كل شىء

يجب ان اكسب قلبها اولا واموالها ثانيا

-ويا ترى ربحت قلبها

-احساسى يقول هذا وسأتأكد عما قريب

امسكت يده فى لهفة وهى تقول:

-اذن ساعتها يمكننا ان نأخذ ما نريد من اموالها دون ان تشعر

-هذا هو الجزء الثانى من الخطة اطمئنى قريبا جدا

-عظيم

ثم عادت تنظر اليه وهى تضيف:

-قل لى هل سألتك عن اموالك واعمالك؟

-نعم لكننى اخبرتها ان ابى كان له شركاء واننى لا استطيع ان اخرج من هذه الشراكة وعندما اخبرتها اننى

اريد ان اشترك معها فى مصاريف الفيلا رفضت رفضا تاما وقالت اننى لا يمكن ان ادفع مليما واحدا طالما اننى

فى بيت خالى وانه لو كان حيا ما كان ليسمح بهذا ابدا

قالت ناهد بتهكم:

-هو بالفعل ما كان ليسمح ابدا، لكن ما كان ليسمح باقامتنا

قال ادهم باستغراب والحيرة تعلو وجهه:

-لماذا؟ ما حجم المشاكل بينك وبينه؟

قالت ناهد بتردد بعد فترة صمت :

-هل هل اقول لك ولا تغير فكرتك عنى؟

تضاعفت حيرته وهو يتساءل:

-لماذا؟ هل فعلتى شيئا سيئا؟

-عدنى اولا انك لن تغضب منى

قال ادهم وقد تملكته اللهفة:

-حسنا ، لن اغضب منكى قولى

ترددت ناهد لفترة تململ فيها ادهم ثم حسمت امرها وقالت:


-لقد كان اخى مصطفى يحب ابنة سائق ابى، فتاة فقيرة بالطبع، وقد كنت وقتها مراهقة وبينى انا ومصطفى مشاكل

كثيرة مشاكل الاخ والاخت فى هذه الفترة ، فقد كان صارما ومتشددا تجاه كل ما افعله

لذا فقد انتهزت الفرصة وذهبت الى ابى واخبرته وقلت له انه لابد ان يضع حدا لهذا الوضع وعندما علم مصطفى

ان ابى علم توسل اليه ان يزوجه اياها الا ان ابى رفض بشدة وحكم على سائقه ان يزوج ابنته الى ابن عمها والا

يقطع عيشه واضطر السائق ان يفعل ما امر به ابى ومن يومها ومصطفى لا يطيقنى لذا فقد

اعترض على زواجى من زوجى الاول لانه كان متوسط الحال ووقف ابى معه لكن لاننى كنت احبه

وتملكنى العناد فقد هربت معه وتزوجته وانجبت منه وحرم عليّ دخول الفيلا

ولم ارى ابى او اخى الذى تزوج بدوره من فتاة غنية


وبعد ثمانى سنوات من زواجى توسل ابى لاخى وهو على فراش الموت ان يبعث لى ليرانى وعدت

مرة ثانية للفيلا بعد فراق دام ثمانى سنوات، عدت انا وابنى الذى تعلق بدنيا لكن كان مصطفى يحول بينه وبينها

كلما استطاع

صمتت قليلا لترى الانفعال على وجه ادهم وعندما وجدته مصغيا بدون اى تعبير اضافت فى غل:

-مكثت انا وابنى شهرين فى الفيلا التى يراها يا عينى لاول مرة، لكن بمجرد ان توفى والدى حتى طردنى مصطفى

من الفيلا وعدت مرة اخرى لزوجى الذى حرم عليه دخول الفيلا وعاش هذين الشهرين وحده

عدت اليه لكننى كنت قد ذقت طعم الثراء الذى تركته بسبب الحب والعناد اللذان زويا مع الزمن

فاصبحت ناقمة على عيشتى وانتهى الامر بتركى زوجى وتزوجت من اباك وسافرت معه الى لبنان

-وماذا عن اخاكى ؟ الم يعرف بامر زواجك وسفرك

اجابته بضيق:

-لا ادرى، لماذا تسأل

-لان دنيا تعرف ان اسمى ادهم رياض ولم تتساءل مثلا لماذا يبدو اسم ابى مختلفا عن اسم زوجك الاول الذى الفته

ضحكت ناهد بسخرية وهى تقول بتهكم:

-الفته!انها لم ترى زوجى الاول مطلقا ولا تعرف اسمه، ولم ترى ابنى نفسه سوى شهرين

لقد كانت طفلة فى السادسة من عمرها يا ادهم

زفرت بعمق وعادت تقول:

-انا اعرف اننى اخطأت فى حق مصطفى قديما لكننى كنت مراهقة وهو لم يغفر لى ابدا ما فعلته بحبيبته

وهروبى من المنزل

-لذا تحاولين الانتقام من ابنته!!!

قالت فى حدة:

-انا لست انتقم، انا آخذ حقى ، مصطفى لم يعطينى ميراثى من ابى واظهر لى مستندات تثبت ان ابى باعه كل شىء

قبل وفاته

-كما فعل هو مع دنيا

اجابته باصرار:

-لكنى لا اصدق هذا ما كان ابى ليفعل هذا والا ما كان قد طلب رؤيتى ومكوثى معه الشهرين الاخيرين

قبل وفاته

قال ادهم باشفاق:

-لكن ما ذنب دنيا؟

نظرت اليه بغضب للهجة التى نطق بها جملته وقالت بعصبية:

-ذنبها انها ابنة اخى الذى ظلمنى واكل حقى وحتى ان كان ابى قد باعه كل شىء

الا يعطى لاخته الفقيرة شىء! بل ويطردها ايضا ولا يسأل عنها

ثم اضافت وهى تجز على اسنانها:

-يجب ان تدفع ابنته الثمن

انهت جملتها الحانقة ونظرت اليه قائلة بتحذير:

-هل تنوى ان تتراجع عن خطتنا

اجابها فى سرعة:

-لا لا ابدا اطمئنى الخطة تسير كما هى

لا تقلقى


*****************


انتزعت غادة نفسها من شرودها عندما خرجت كلا من دنيا ومى من غرفة الاخيرة وقالت

وهى تبتسم:

-اخيرا البسمة عادت الى وجهك يا مى

قالت مى وهى تنظر الى دنيا التى افسحت لها غادة مكانا بجوارها على الاريكة:

-الحمد لله ، هذا بفضل دنيا التى حاولت الترويح عنى بشتى الطرق

التفتت غادة الى دنيا وقالت بامتنان:

-الشكر لا يكفيك يا دنيا لانكى اخرجتى مى من الحالة التى كانت بها ، لقد كانت جامدة كالحجر

لا تتحرك ولا تسمح لنفسها باخراج مشاعرها

ابتسمت دنيا قائلة:

-اطمئنى ، لقد اخرجت كل مشاعرها بالداخل وبكت حتى انتحبت واستراحت

قالت مى بخجل:

-لكننى اصر انه لم يكن هناك داعى لحضورك يا دنيا وتعطيل مصالحك

انتى لديكى مشاغل عديدة ، كان يكفى مكالمتك فى الهاتف

نظرت اليها بعتاب وهى تتصنع الغضب:

-مى صدقينى لو اضفتى حرفا واحدا من هذا الكلام السخيف سأغضب منكى

قالت غادة:

-مى هكذا طوال عمرها لا تريد ان تتعب احدا معها

-لو كانت مى اخبرتك عنى يا غادة لعرفتى اننى لست اى احد

مى صديقتى واعز صديقاتى واختى التى لم تنجبها امى ثم من غيرى كان سيقف

بجوارها فى هذه المحنة؟ انتى ! انتى الاخرى تحتاجين الى من يقف بجوارك

فى هذه اللحظة خرج محمد من غرفته مشاورا لمى وهو يقول:

-مى ، اريدك لحظات من فضلك

وضعت دنيا كوب العصير الذى ناولته غادة اياه على الطاولة وقامت من مجلسها وهى

تمد يديها لمحمد وتنظر الى زيه الرسمى باعجاب قائلة:

-كيف حالك يا محمد؟ هل التحقت بكلية الشرطة؟

اجابها باقتضاب:

-نعم

-هنيئا لك يا حضرة الضابط

-اشكرك

ثم التفت الى مى مشيرا الى غرفته قائلا بصرامة:

-مى

-حاضر يا محمد

ثم التفتت الى دنيا قائلة:

-عن اذنك يا دنيا ، سأعود سريعا ، اكملى مشروبك

تناولت دنيا كوب العصير وهى تلتفت الى غادة قائلة:

-حان دورك يا عزيزتى للتخفيف عنكى


***********


تقدم على نحو مجموعة الشباب والفتاة المذعورة بينهم ولفت انتباههم بحديثه بالانجليزية

-الذى يبدو انهم فهموه- اذ قال بصوت عالى واثق :

-يا شباب ماذا تفعلون لهذه الفتاة

التفتوا اليه ونظروا الى بعضهم البعض قبل ان يقول ما يبدو انه كبيرهم:

-لا تتدخل ايها الاجنبى وابقى بعيدا حتى لا نلحق بك الضرر

قال على بصرامة:

-انا ارى ان تدعوها لشأنها افضل

قال احدهم بسخرية:

-افضل لمن يا ترى؟ لنا ام لها!!

فى حين ضحك كبيرهم وقال بتهكم:

-لا ادرى لماذا اسمع دبورا يزن على خراب عشه

ثم زمجر قائلا:

-ابتعد حتى لا تنولك المتاعب ايها الاجنبى

واصل على تقدمه نحوههم وقال وهو يشمر عن ساعديه القويان وسط دهشتهم:

-اذن انت ستضطرنى ان الجأ لاستخدام الطريقة الصعبة لقد حاولت

معكم لكنكم لم تتركوا لى الخيار


منذ دخول على فى الاحداث وقد تغيرت نظرات عينى الفتاة العسليتين فبعدما كانت عيناها تنطقان بالتوسل

والرجاء

تحولت الى اللهفة والامل خصوصا بعدما دخل على فى عراك مع هؤلاء الشباب وبدا ان الانتصار فى كفته

هو حيث سحقهم سحقا والقنهم درسا من فرعونى صغير

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.jpg[/IMG]

وعندما نظر اخيرا على الى عينى الفتاة بعد فرار هؤلاء الشباب وجد عيناها تشع بالامتنان والشكر والثناء

قال على بالعربية وهو يتجه اليها حيث كانت راقدة على الارض:

-الحمد لله

ثم اضاف بالانجليزية وهو يوجه حديثه اليها الذى غلفه القلق:

-هل تفهمين الانجليزية ؟

اجبرت شفتيها على الابتسام وهى تقول :

-بل افهم العربية

ارتفع حاجبا على فى دهشة وهو يسمع كلماتها بالعربية وقال فى تعجب:

-انتى تتحدثين العربية! كيف هذا؟ لا تقولى انكى عربية

ملامحك غربية تماما

قالت بصوت خافت ارجعه على الى الصدمة التى مرت بها للتو:

- انا هولندية من الام فقط لكن والدى تونسى وملامح المغرب العربى مقاربة لملامح الغرب

وانت مصرى اليس كذلك؟

-نعم

ثم اضاف وهو ينظر اليها بتمعن:

-هل نجحوا فى ايذائك؟

قالت بامتنان:

-لا الفضل يعود لك

ثم اضافت فى ذعر وهى تنظر الى جبينه بعينان يملؤهما الجذع:

- انت مصاب جبينك ينزف دما

مسح على رأسه فشعر بسخونة الدم التى وجدها بين يديه الا انه قال بلامبالاة:

-لا تقلقى الجرح سطحى

ازداد امتنانها له وقالت بكلمات يقطر منها الثناء:

-انا ادين لك بحياتى يا

توقفت منتظرة ان يبوح باسمه فقال فى سرعة:

-على على عزت

-يا على وانا نور

صافح يدها الممدوة نحوه وقال:

-تشرفت بلقاؤك يا نور

اسرعت نور تقول وهو يساعدها على النهوض من الارض:

-بل انا التى تشرفت بلقاؤك ، فلولاك لا اعلم ماذا كان سيكون مصيرى بين هؤلاء الشباب

تساءل على فى حيرة:

-ما الذى جاء بكى اصلا الى هذا المكان؟

اشارت الى مبنى خلفه قائلة:

-هذا هو الباب الخلفى لمكتب المحاماة الخاص بابى ، كنت هنا اجلب له بعض الملفات وقد خرجت

من هذا الباب لانه طريق مختصر الى حيث ساحة انتظار السيارت التى تقبع بها سيارتى

لكننى بعد ذلك سأخرج من الباب الامامى وسأسير تلك المسافة الطويلة

-نعم السير رياضة

-بل ورياضة مفيدة ايضا

ضحك الاثنان وقد خرجا اخيرا من الزقاق المظلم فتلفت على حوله قائلا:

-اذن انتى تعرفين الطريق

-بالطبع قل لى متى اتيت الى هولندا؟

-الان

قالت بدهشة:

-الان!! هل حطت طائرتك توا

ابتسم وهو يقول:

-لا لقد حجزت فى فندق متواضع حتى اجد عملا

قالت وهى تشير الى سيارتها ليتجها اليها:

-ها قد وصلنا انسى موضوع الفندق ، سنتجه اليه الان لتسدد حسابك وتجلب حقائبك وتأتى معى

تساءل بكلمات ملأها الاستغراب:

-أأتى معكى الى اين؟

اخذت مكانها خلف مقود السيارة ونظرت اليه حيث جلس فى المقعد الامامى المجاور لها:

-الى حيث ستقيم معنا فى منزلنا

هز رأسه بقوة وهو يقول رافضا:

-منزلكم!! لا لا يصح، لا يصح

قالت باصرار:

-على ، انت انقذتنى ، انت لا تعلم اى معروف اسديت لى، انتظر حتى يراك ابى

سيطير بك من شدة السعادة خصوصا لانك عربى مثله


***************


دلفت مى الى حجرة محمد التى اغلق بابها خلفهم باحكام وهو يقول:

-اسمعى يا مى ، انا امامى حوالى اربع ساعات على ميعاد عودتى الى الكلية،

اتعلمين اين سأذهب الان؟؟

هزت كتفيها فى حيرة الا انها خمنت قائلة:

-الى احد من اصدقائك!!

زفر بحنق وهو يقول:

-لا يا مى ، انا ذاهب الى حسام الشريف

-من هو حسام الشريف؟؟!!!!

-صاحب شركة المعماريين صاحب البرج

-اه لماذا؟

-لماذا!! لاطلب منه تفسير عما حدث ولاطلب حقنا

قالت مى بحسرة:

-حقنا!! حقنا ضاع يا محمد

صاح بغضب:

-لا لم يضع ، يجب ان يكون هناك تعويض لقد دفعنا مالا لشىء لانملكه

-لكننا ملكناه وضاع منا يا محمد

قال بضيق:

-قلت لكى لم يضع يجب ان نحصل على حقنا

ثم اضاف بمرارة:

هل تعلمين بحالنا اليوم! اننا على وشك الافلاس يا مى ، لا يوجد معنا سوى معاش ابيكى الذى سنصرفه على

العلاج الان ، وبعدما باع ابى الارض التى كنا نأخذ ايجارها وضع ثمنها فى الشقة كان ينفق

من مبلغ حتى يتم انتهاء العمل فى الشقة وتأجيرها هذا المبلغ يتناقص سريعا ولا توجد شقة

اتفهمين معنى هذا؟؟ لذا يجب ان اسعى للحصول على حقنا


ظهرت الصدمة على وجه مى وقد عجزت عن الكلام فى حين تابع محمد:

-وانا لا استطيع حتى العمل لاساهم بأى شىء لاننى فى الكلية ولا آخذ اجازة سوى خميس وجمعة

ومن هذا الذى قد يلحقنى بعمل ليومين فى الاسبوع

انا حتى لا ادرى كيف سأسدد مصاريف السنة القادمة


تهاوت مى على المقعد كاللوح الجامد ثم انخرطت فجأة فى بكاء عنيف

فجلس محمد على حافة المقعد وهو يربت على ظهرها قائلا:

-مى انا لا اقول لكى هذا الحديث لتفعلى هذا بل لتشجعينى على الحصول على حقنا

رفعت مى رأسها اليه وقالت بتصميم:

-اذهب يا محمد وحاول ان تحصل على حقنا الضائع


هم محمد بالخروج من الغرفة فاسرعت غادة التى كانت تستند الى الباب بالابتعاد وهى تضع يدها على

فمها لتكتم لوعتها ، فقد كانت فى طريقها لطرق الباب لتستعجل مى لانه لا يصح ان تترك صديقتها كل هذا الوقت

الا انها صدمت بهذا الحديث الذى سمعته من وراء الباب المغلق

لذا دارت فى رأسها فكرة واحدة فكرة مخيفة ومقبضة لكن لا مفر منها

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 26-08-08, 06:11 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 01-09-08, 03:35 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الفصل الثامن

لا مفر



ادار على نظره فى ارجاء الغرفة الواسعة يتأمل رقتها وبساطتها بعينين حزينتين دامعتين ، وانفه يملؤه عطر غادة

المنبعث من منديلها الممتلىء بدموعها الذاهلة ، نظر مليا الى المنديل وتخيل غادة امامه ، اراد ان يركع تحت قدميها

اسفا لما اقترفه ، ندما على ما فعله بها ، اراد ان يبثها شوقه الشديد على الرغم من مرور يومين فقط على افتراقه عنها

لكنهما اشبه بالدهور ربما لانه يعرف انه لاعودة بعد الان ، وان افتراقه عن غادة ليس مؤقتا بل هو العمر كله


ضغط باصابعه القوية على المنديل ومعالم الضيق ترتسم على وجهه ، لكنه انتبه سريعا الى المنديل الرقيق الذى بدأ فى

الاهتراء فأسرع بتخفيف ضغطه عليه وقربه من شفتيه مقبلا اياه ، وفى هذه اللحظة غادرت دموعه الحبيسة من عينيه المغمضتين

لتسقط على المنديل وتمتزج بدموع غادة، لتختلط دموعهما على فراقهما المرير


افاق على من شروده على دقات رقيقة على باب الحجرة التى اقام بها فى منزل نور ، واسرع باخفاء المنديل فى

جيبه وقام من مجلسه ناظرا الى وجهه الشاحب فى المرآة فى طريقه لفتح الباب ليجد امامه نور بابتسامة خجولة

فاجبر شفتيه على الابتسام وقال بخفوت:

-صباح الخير يا نور؟ هل انتى بخير الان؟

اتسعت ابتسامتها واجابت برقة :

-انا بخير حال ماذا عنك انت؟ هل نمت جيدا؟

لم يجب على وابتسم بسخرية فى اعماقه اذ لم يذق طعم النوم لكنه قال ببطء:

-الحمد لله

نقلت نظرها بين وجهه وبين الفراش المرتب وقالت باستغراب:

-الفراش مرتب كما هو هل تعانى من الارق ؟ كان يمكنك مناداتى لاعطائك قرصا منوما

بالتأكيد كنت تحتاج مثله بعدما عانيته فى اول يوم لك فى هولندا

ثم اضافت فى حنق:

-هذه غلطتى انا ، اننى لم اهتم بك جيداكان يجب

اسرع يقول ضاحكا:

-ماذا بكى؟ لماذا تحملين نفسك ذنبا لم ترتكبيه؟ لم يحدث شىءهذا امر طبيعى لشخص يغادر بلده

لاول مرة فى حياته لا تقلقى ، بعد قليل سأخلد الى النوم

اتسعت عيناها فى ذعر وهى تقول:

-اذن انا اعطلك سامحنى حقا لا اقصد

-ماذا بكى يا نور؟ قلت لكى انا بخير، ارجوكى لا تقلقى

اخبرينى كيف حال والدك الطيب؟

جلست على الفراش بعدما دخلت حجرته فابتسم وهو يستمع لكلماتها الممتنة :

-ليس لديك اى فكرة، ابى يكاد يطير من السعادة ، لقد اتصل بجميع اصدقاؤه واخبرهم بما حدث ليثبت لهم

بطولة العرب، لقد احبك ابى جدا

قال فى سعادة :

-وانا ايضا صدقينى ، لقد عوضنى حضنه الدافىء امس عن مشاعر ابوية لطالما حرمت منها بعد

وفاة ابى رحمه الله

-وهو ايضا يقول انك بمثابة ابنه

وفجأة قطعت حديثها وانتفضت فى ذعر وهى تقول بسرعة :

-انا اسفة اطلت فى الحديث معك وانت تحتاج الى الراحة

ثم اضافت وهى تغلق الباب ورائها امام عينان على المندهشتين:

-اذا احتجت اى شىء انا بالاسفل


*************


تقدم صلاح الصفرجى من حسام الذى انشغل بقراءة الجريدة فى حديقة الفيلا ، وما ان اصبح امامه حتى تنحنح

قبل ان يقول فى احترام:

-حسام بيه الهانم تنتظرك على منضدة السفرة لتتناولوا غدائكم سويا

قال حسام فى لامبالاة وهو يقلب صفحات الجريدة:

-قل لها اننى لا اجد اى شهية لتناول الطعام يا صلاح

-لكنها تصر يا حسام بيه ، وتقول انك لو ام تأتى فهى لن تأكل

القى حسام الجريدة وهو يقول فى ضيق:

-حسنا حسنا انا قادم


تطلعت ميرفت الى الطعام المرصوص على الطاولة بشهية واضحة وابتسمت ما ان لمحت حسام قادما

من بعيد وقالت بسعادة :

-حسام حبيبى هيا الطعام ساخن وشهى

جذب حسام مقعدا وجلس عليه وهو يقول بتأفف:

-انتى تعلمين يا امى ، اننى لا اتغدى فى هذا الوقت المبكر

تصنعت ميرفت الضيق وهى تقول بدلال:

-لكن اليوم الجمعة يا حسام ، وقد اردت ان نجلس سويا على صفرة واحدة

-الم يكفكى افطار الجمعة العالمى؟

ابتسمت وهى تربت على يده وقالت:

-لن يكفينى حتى ان تناولت معى الطعام كل يوم ، انا لا اراك تقريبا يا حسام

-العمل يا امى العمل كل شىء فوق رأسى انا

قالت بحنان:

-ربنا يبارك فيك يا حبيبى ، انت الخير والبركة

واعقبت جملتها بالنظر اليه اكثر من مرة وكلما استجمعت قواها لتتحدث تخونها شجاعتها فتصمت

الا انه لاحظ هذا فترك الملعقة من يديه ومسح فمه بالمنديل ونظر اليها قائلا:

-امى ماذا تريدين؟ انا من البداية علمت ان وراء هذا الغداء شيئا ما ..ما هو يا ترى؟؟

ضحكت ميرفت لذكاء ابنها وقالت بتردد:

-ابدا يا حبيبى ولكن اتعلم تجمعنا سويا ينقصه من؟

ابتسم وهو يعلم انها ستقول عروسة الا انه فوجىء بكلمتها تخترق اذنه وتتسبب

باندلاع حريق فى رأسه وما اثار غيظه انها قالتها بمنتهى البساطة:

-عمرو

جز على اسنانه وهو يقول ببطء:

-من!!!!

اجابته فى حماس:

-نعم يا حسام يا حبيبى ، ما رأيك ان يأتى ليقيم معنا هنا فى الفيلا ، لقد توفى والده

وهو الان يعيش وحيدا ومن االطبيعى ان يقيم معنا

صاح حسام بحنق:

-من الماذا!!! لا يا امى لا يمكن ابدا

غرقت ملامح وجهها فى الحزن الذى ملأ تساؤلها:

-لماذا يا حسام؟؟

اجابها باستعلاء:

-هذا عز ابى ومال ابى ، ولن يأتى ابن كمال الشيخ ليتمتع به

-انه اخوك الوحيد يا حسام

ضغط على اعصابه حتى لا ينفجر فى وجهها لكن كلماته اندفعت تسبقه فى غضب:

-وهذا بيت ابى

حاولت ميرفت اقناعه فقالت فى هدوء:

-اباك مات يا حسام وهذا بيتك الان وانت وحدك لك الحق فى دعوة من تشاء

-جيد انك تعلمين هذا وبما ان هذا بيتى فانا لا اريده ان يأتى هذا الجشع ليقيم معنا فيه

-لماذا يا حسام؟؟

قطع حديثهم صلاح الذى قال :

-حسام بيه ، هناك شخص يريد لقاؤك

فى اى وقت اخر كان صلاح ليسمع ما لايرضيه جزاء قطع حديثهم الا انه فى هذه اللحظة وجدها حسام فرصة

للتهرب من حديث امه فقام على الفور من مجلسه وهو يقول بحماس:

-ابلغه يا صلاح اننى قادم حالا

ثم التفت الى انه وقال بدهاء:

-كنت اود الجلوس معكى يا امى ، لكن لدى ضيف يجب ان ارى ماذا يريد

عن اذنك

اجابته ميرفت فى امتعاض:

-حسنا لا تتأخر حديثنا لم ينتهى بعد

غمغم حسام وهو يبتعد فى طريقه الى الصالون:

-بل انتهى والى الابد


***************


وقفت نعمة بجوار باب غرفة امجد تلعب بخصلات شعرها السوداء القصيرة، وتشدقت بالعلكة فى فمها وهى

تصدر بها اصوات خليعة متطلعة الى امجد بجسده القوى وهو يكاد يخلع قميصه عنه الا انه لمحها فى اخر

لحظة فاسرع الى الباب ناويا غلقه الا انها وضعت قدمها امام الباب لتفشل محاولته ودخلت الغرفة على الرغم من اعتراضه

وقالت بنعومة:

-هل انت جائع يا امجد؟ هل احضر لك الغداء؟

اجابها بجفاء:

-اشكرك لقد تناولته بالفعل

تصنعت الاهتمام وهى تقول:

-اين؟ لقد جئت توا من الشرقية

-هاقد اجبتى عن سؤالك

اقتربت منه وقالت بنعومة:

-ماذا بك يا امجد؟ لماذا تعاملنى هكذا؟

ازاح يديها من على كتفه وقال بضيق:

-الا تعلمين ما الذى فعلتيه؟ الا ترين ان زواجك من ابى يجعلنى اشعر بالضيق

ابتسمت فى سعادة حاولت اخفائها وقالت:

-هل تشعر بالغيرة يا امجد؟ لكنك انت من اضعتنى من يدك

ارتفعت ضحكات امجد الساخرة وهو يشير اليها قائلا باستهزاء:

-اشعر بالغيرة!! عليكى انتى !! هل جننتى ؟؟

ثم اضاف بحدة:

-ان ما يضايقنى يا مدام نعمة هو قذارتك وممارسة تلك اللعبة القذرة على ابى واقناعه بحبك

ليتزوجك، استغليتى كبر سنه وحاجته ان يشعر بمثل هذا الشعور ولعبتى لعبتك بمهارة

لقد علمت من البداية نواياكى وان حبك لى هو مجرد لعبة رخيصة لتصلى

لاموالى وبعدما يأستى منى ذهبتى لابى

اهتزت نعمة فى اعماقها فحاولت الدفاع عن نفسها قائلة باقصى قدر من

البراءة استطاعت التحلى بها:

-ابدا يا امجد كل هذه اوهام انت تتخيلها، مستحيل ان افكر فى شىء كهذا

لقد احببتك فعلا وزواجى من ابيك كان مجرد غلطة ندمت عليها لكننى اردت ايلامك كما

المتنى ونبذتنى رغم حبى لك

امسك ذراعيها بقوة قائلا بغضب:

-انا لست غر ساذج لتخدعيه بكلامك، انتى تعلمين ان بمجرد زواجك من ابى اصبحت

محرما عليك حتى بعد طلاقك منه ، لقد اردتى مال السعدنى واردتى معه الشباب

لكنكى تخليتى عن هذا وقبلتى الزواج من رجل كبير فى السن فى عمر اباكى من اجل المال

انا كشفتك من البداية ، انا اعلم هذا الصنف جيدا

غلطتى الوحيدة انه بدلا من ان اطردك من الشركة احلتك لسكرتارية ابى

واعطيتك بيدى المفتاح للثراء

لم تحر نعمة جوابا وان كانت تغلى فى اعماقها وشعرت بالحنق امام ابتسامته الساخرة

واقسمت ان تدفعه الثمن غاليا وهو يدفعها خارج غرفته وهو يصرخ فيها:

-اخرجىىىى

نظرت الى الباب الذى اغلقه فى وجهها وقالت بتوعد:

-حسنا يا امجد انت من بدأت


*************


تقدم حسام نحو ذلك الشاب فى زى الشرطة الرسمى والذى وقف متطلعا اليه فى لهفة وتحفز

واشار اليه بالجلوس وهو يقول بتساؤل:

-هل هناك اى شىء استطيع خدمتك به؟

صافحه محمد وهو يقول قبل ان يستقر فى مجلسه:

-انا محمد سعيد الصادق طالب فى كلية الشرطة

قال حسام بلامبالاه وهو يتطلع اليه :

-اهلا يا استاذ محمد اى خدمة!!

قال محمد باستغراب:

-الا تتذكر اسمى؟؟

نظر الى وجهه بتمعن وقال بتعجب:

-اسمك!!!

-نعم انا ابن سعيد الصادق

قال حسام ببطء محاولا التذكر:

-سعيد الصادق سعيد الصادق، فى الحقيقة لا هل ينبغى ان اعرفه؟

اجابه فى ضيق:

-سعيد الصادق واحد من هؤلاء الذين اشتروا شقة فى البرج الذى قمت ببناؤه فى شبرا

قال حسام بتململ:

-وماذا بعد!!؟؟

-انت تعلم بالطبع ان البرج سقط

تصنع حسام الحزن وهو يقول لمحمد كمن يشاركه احزانه:

-نعم للاسف لكن مقاولى ذمته رخيصة ، اختلس من النقود التى اعطيتها له

وانقص من اساسات البرج

هز محمد رأسه فى فهم وهو يقول:

-اذن هذا هو سبب سقوط البرج

-نعم وهو الان محبوس على ذمة تحقيقات النيابة

ثم قام من مجلسه مادا يده نحو محمد وهو يقول فى سرعة رغبة فى انهاء المقابلة:

-لا تقلق سينال جزاؤه سريعا الى اللقاء

تجاهل محمد يد حسام الممدودة نحوه وهو يقول بحزم:

-انا لم آتى لاعرف من الجانى لقد اتيت لأخذ حقى

ارتفع حاجبا حسام فى دهشة امتزجت بكلماته المتسائلة:

-حقك!!!اى حق!!

اجابه محمد باصرار:

-حقنا فى الشقة التى دفعنا فيها دم قلبنا وضاعت علينا

قال حسام فى صرامة:

-اسمع انا حقا اسف لخسارتكم هذه ، لكن انا لا دخل لى بها ، لقد اخبرتك من المتسبب فى هذا

والنيابة ستأخذ حقكم منه

-كيف لا تكون انت المتسبب؟ الم توظف انت هذا الرجل؟ انت المسئول امامنا

ولنا الحق ان نطلب تعويض

ارتفع صوت حسام فى غضب وهو يقول:

-ما لدى قلته ممكن تتفضل الان من غير مطرود حتى لا اطلب لك الامن

اتسعت عيناه فى دهشة وهو يردد بذهول:

-امن! امن لى انا!!!

اجابه باستعلاء:

-نعم امن لك انت لا تعتقد انك بزيك هذا تخيفنى ، انت فى املاكى ولى الحق

ان اطرد منها من اريد هل تفهم!!

ثم اضاف بتهديد:

-والان ستخرج منها بارادتك ام

قاطعه محمد بعينان تشتعلان غضبا ولسانا يقطر كراهية:

-اسمع يا حسام بيه انا سأغادر الان لكن ثق اننى سآخذ حقى منك وقريبا جدا

ولا تلومن الا نفسك

ثم خرج محمد كالعاصفة التى لا تبقى ولا تذر فاسرع حسام يلتقط هاتفه المحمول ويضرب ازراره

بسرة وعصبية قائلا للطرف الثانى فى المكالمة:

- امام هناك نحلة طنانة نريد اخراسها

استمع قليلا الى محدثه ثم قال بارتياح:

-عظيم ابدء فى تنفيذ ذلك على الفور وسأعطى لك كل ما تحتاجه من معلومات

ثم اغلق الخط وابتسم بوحشية مغمغما:

-انت التالى يا عمرو


**************


دلف ادهم الى الغرفة بناء على دعوة دنيا وقال ما ان اصبح داخل حجرتها:

-ها انا هنا ماذا كنتى تريدين ان ترينى ؟

وضعت يداها الناعمتان على عينيه وقالت بلهفة:

-اغمض عيناك وعدنى انك لن تفتحهما الا بعدما اقول لك

ابتعددت عنه بعدما تنهد وعقد ذراعيه امام صدره وقال :

-حسنا يا انستى ها انا مغمض العينان يا ترى ما هى المفاجأة التى تحضرينها لى

اتجهت دنيا فى سرعة نحو دولاب ملابسها واخرجت منه فستانا ذا الوان زاهية لامعة وقالت

وهى تقف امام ادهم رافعة الفستان المعلق على شماعته لاعلى ليتمكن ادهم من رؤيته جيدا:

-افتح عينيك هاه ما رأيك فيه؟؟

تطلع ادهم الى الفستان وقال :

-انه رائع لكن لاى مناسبة؟؟

-بمناسبة الحفل الخيرى الذى تنظمه شركتنا غدا باذن الله

ابتسم ادهم وقال متطلعا اليها باعجاب مدروس:

-لن يجد فتاة اجمل منك ترتديه

ابتسمت دنيا بخجل وقال ورأسها مطأطأة :

-اشكرك

واصل ادهم كلماته المعسولة:

-اشكرينى عندما اقول مجاملة لكن لا اعتقد ان من يقول الحقيقة يجب ان يشكر عليها

تورد خدى دنيا واحمرت خجلا وهى تقول بتعلثم:

-ادهم كفى

-الساكت عن الحق شيطان اخرس

تطلعت الى عيناه الساحرتان بحب وشردت بعيدا عنهما وهى حائرة لا تدرى كيف ولا متى وجدت نفسها

متيمة به، كيف جعل حياتها وردية ؟ كيف جعلها هى نفسها تتغير بهذه السهولة بعدما اقسمت واخذت

عهودا على نفسها بانها لن تسلم قلبها لاحد بعد تجربتها المريرة مع وائل

لكنها وجدت نفسها فجأة واقعة فى غرامه حتى اخر رمق كم حاولت ان تصد احساسها هذا

وتبتعد عن طريقه الا انه جذبها نحوه بقوته الخفية واغرقها فى مستنقع الحب لتهتف


"وانا جمبك حبيبى بجد مش عارف اقولك ايه!!

معاك الوقت بيعدى محسش بيه

واى كلام هيوصف فى لحظة بعشها وانا وياك!!

كفاية عليا تبقى فى حضنى وابقى معاك


قرب كمان من حضنى وحس باللى بحس بيه

دة انا من زمان مستنى اعيش وياك اللحظة دى

يا حبيبى قول بحبك وانا اقولها معاااك "






[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.jpg[/IMG]





لاحظ ادهم نظرات الحب التى تملأ عينيها والتغيير الملحوظ الذى طرأ عليها من جهته وادرك

انها اخيرا سلمت له وان اللحظة قد حانت لذا فقد استجمع قواه وحاول باقصى ما يستطيع ان يملأ صوته

بنبرات الحب والهيام فسلط عيناه على عينيها وقال بحنان وحب:

-احبك

انتفضت دنيا مع الكلمة التى زغزغت قلبها وارتسمت الدهشة على ملامحها ثم ضحكت بشدة وهى تقول:

-ماذا!!!!

اقترب منها وامسك بيديها وهو يقول بهمس :

-احبك يا دنيا

اذرفت عيناها الدموع من كثرة الضحك وقالت بصعوبة :

-ما هذا الذى تقوله؟؟

امتلأ صوته بالضيق وهو يقول:

-هل شعورى نحوك يسبب كل هذا الضحك؟؟لم ادرك اننى سأجعل من نفسى مهذلة عندما

اصرح لكى بحقيقة شعورى

امسكت ذراعه عندما هم بالمغادرة وقالت بلهفة واسف:

-ادهم انتظر انا اسفة حقا لم اقصد ذلك ولكننى فى هذه اللحظة بالذات تمنيت ان تصرح لى

بحبك

تصنع الضيق وهو يقول:

-لماذا؟؟

قالت بهيام:

-لاننى انا ايضا احبك

امسك كتفيها بقوة تأوهت معها فخفف من ضغطه وهو يقول بصوت غير مصدق:

-ماذا؟ هل حقا ما تقولين!! هل تحبينى فعلا؟؟

هزت رأسها بالايجاب قائلة بهمس:

-نعم يا ادهم احبك فعلا

قال فى فرحة:

-هذا اجمل خبر سمعته فى حياتى

-حقا يا ادهم

-بالطبع يا دنيا لقد عدت متمنيا ان تكون ذكراى مازالت فى قلبك كما ان ذكراكى حية فى قلبى

وحلمت ان نجتمع ثانية ويكبرحبنا وهاهو الحلم يتحقق هل هناك اجمل من هذا ؟؟

ضحكت دنيا وهى تقول بسعادة:

-لا ليس هناك اجمل من هذا

وعادت ضحكاتها ترتفع وهى لا تدرى ان حلم ادهم الذى تحقق ليس ابدا حلمها بل هو

حلم اخر حلم غادر


**************


مال امجد عليها قائلا باستغراب:

-الا ترين ان هذا غريب؟

هزت كتفيها قائلة بتردد حاولت اخفاؤه:

-وما الغريب فى هذا ؟ ما الغريب ان اطلب منك تعجيل زواجنا

-لكنكى كنتى معارضة لذلك بشدة ، واردتى ان ننتظر اكثر من سنتان حتى تكملين دراستك

ثم الا ترين ان هذا التوقيت غير مناسب خصوصا مع ظروف عمك الصحية

اجابته فى تصميم:

-بل هذا انسب توقيت حتى لا يحملون عبئى يكفى ما يمرون به

قال بدهشة:

-عبئك!!! من قال انكى عبء عليهم يا غادة؟؟

امتلأت عينان غادة بالحزن وهى تقول بخفوت:

-نعم انا عبء ، ظروفهم المالية سيئة للغاية بعدما ضاعت شقتهم ومعاش عمى لن يكفى حتى علاجه

اقل شى ء افعله ان ازيح عنهم عبئى

الجمت المفاجأة امجد فلم يكن يتصور ان حالهم متدهور بهذا الشكل لذا فقد قال فى سرعة:

-هل هناك شىء استطيع ان اقدمه؟

ترددت غادة قليلا ثم قالت بخجل:

-فى الحقيقة نعم

-اذن قولى ما هو هذا الشىء الذى استطيع ان اخدم به

-هناك شيئان يمكنك ان تفعلهم اولا ان تعرض على محمد العمل لديك فى شركتك فى يومى الاجازة

اللذين يأخذهم كل اسبوع وتقدم له امام ذلك مرتب جيد

-هذا شىء بسيط لكن اتعتقدين انه سيقبل؟

ظهرت الحيرة على وجهها وفى صوتها وهى تقول:

-لا ادرى لكن علينا المحاولة

-حسنا وما هو الشىء الثانى

اجابته غادة فى سرعة ولهفة:

-عمى سعيد هو الذى كان يتسلم معاشه ومن عادة عمى الا يبوح كم معاشه لذا فلا يعرف احدنا

ما هو المبلغ الذى يتقاضاه لكننى واثقة انه ليس بالكبير لذا اريدك ان تعرض على مى انك

ستتسلمه لها لتعفيها من الروتين الحكومى واريدك ان تضع على معاشه المبلغ الذى تستطيع ان تساعد به لكن دون ان يبدو مغالى فيه

ابتسم امجد وهو يقول:

-فهمتك انتى تريدين مساعدتهم دون ان يعلمون اليس كذلك

هزت رأسها وهى تقول:

-ليس حرصا على مشاعرهم بقدر ما انا متأكدة ان ايا منهم لن يقبل بالمساعدة

لذا فما رأيك ان يكون الزفاف الخميس القادم ؟

اتسعت ابتسامته وهو يقول:

-بالطبع موافق

ومع اتساع ابتسامته ، اتسع جرح قلبها الدامى الذى يفتقد على ولا يستطيع التسليم الى امجد

جاهدت حتى لا تسمح لدموعها بالفرار من حبسها المنيع، تصارعت مشاعرها الجريحة

لتظهر على السطح وادركت ان هناك شخصا واحدا فقط هو من تستطيع ان تبوح امامه

بواقعها الاليم واسرها القريب


***********


دلفت نعمة الى حجرة نومها بعصبية وازدادت عصبيتها عندما وجدت ممدوح واقفا امام المرآة

مستغرقا فى تمشيط شعره ولم يلتفت لها فصاحت بحدة:

-ممدوح

التفت اليها فى دهشة ووضع الفرشاة على التسريحة واتجه اليها مقبلا وجنتها وهو يقول:

-ماذا هناك يا حبيبتى؟

استمرت عصبيتها وهى تقول:

-هناك شىء هام اريد مناقشتك فيه

اشار اليها لتساعده فى ارتداء سترة البدلة فاتجهت نحوه وساعدته على مضض وهى تقول باستغراب:

-الى اين انت ذاهب؟

-الى الحاج سعيد صهر امجد

اندفعت الدماء تغلى برأسها عندما ذكر ممدوح موضوع زواج امجد لذا فقالت بعصبية:

-لماذا ؟ لماذا ستذهب

-يجب ان اؤدى واجبى ، الرجل مريض ، يجب ان اطمئن عليه

فهو ليس مجرد صديق قديم بل هو صهرى ايضا ويعتبر والد عروس امجد

زادتها كلماته عصبية تدفقت مع كلماتها الغاضبة:

-هل ستتركنى هنا وحدى!!! الا يكفى ذهابك الى عملك

ابتسم وهو يربت على كتفعا قائلا بحنان:

-ها انت قلتيها بنفسك عملى اى اننى لا اتركك من اجل ان اتنزه وحدى

بل هو العمل وزيارة ذلك الرجل المريض

قالت بحدة وتصميم وهى تضع يديها فى وسطها:

-لكننى اريد الحديث معك فى موضوع هام

موضوع لا يؤجل

اتجه نحو الباب وهو يقول فى سرعة :

-اعذرينى يا حبيبتى لنؤجله الان ونتحدث بمجرد ان اعود

واغلق الباب ورائه مخلفا قنبلة توشك على الانفجار وغضب مدفون ينتظر الفرصة

ليظهر على السطح ، صاحت بحنق وهى تقول بضيق:

-حظى دوما هباب ، يضيع عمرى وشبابى مع رجل عجوز واترك الشاب الوسيم يتسرب من يدى

كم انا بلهاء!! لكن الامر لم ينتهى



******************


ابتسمت دنيا وهى تقول:

-انا لا ارى اى داعى لاعتذارك وخجلك ، الا تتذكرين ؟ انا من طلبت منكى ان تفتحى لى قلبك

وتحكى لى عن كل ما يقلقك

اجابتها غادة التى جلست معها فى حديقة فيلتها:

-اعلم لكننى لم ارد ان اشركك معى فى همومى هذه لكنكى انتى الانسانة الوحيدة التى

استطيع ان ابوح لها بهذا ، فمى لا يمكن ان اخبرها اننى سأتزوج امجد غصبا عنى

فهى لن تسمح لهذا ان يحدث لكن فى هذه الظروف انا لا املك ترف الاختيار

قالت دنيا باستغراب:

-لماذا يا غادة؟ لماذا تفعلين هذا بنفسك؟ طالما انكى تحبين على لماذا وافقتى على الاقتران

بامجد؟ هل هو نوع من الانتقام؟ ام انكى تثبتين لنفسك انكى تستطيعين ان تبدأى من جديد من دون على ؟

تجمعت الدموع فى مقلتيها وهى تقول:

-شىء من هذا القبيل ، وايضا حتى ازيح عن كاهلهم عبئى

-لكنكى وافقتى على الاقتران بامجد من قبل ازمة مى وعمى سعيد

هزت رأسها ايجابا وهى تمسح دموعها التى فرت من مقلتيها وقالت:

-هذا صحيح ، كانت غلطة لكنى لا استطيع التراجع عنها الان

-لماذا؟؟؟ ان كان بسبب ازمة مى فانا سأقف بجوارها وسأحاول مساعدتها

قالت بتهكم:

-مساعدتها!! انتى تعلمين مى اكثر منى يا دنيا لن تسمح بهذا ابدا

على الاقل مع امجد لن تشعر بمساعدته

صمتت قليلا ثم اضافت فى حزن حاولت اخفاؤه:

كما اننى لا استطيع ان افعل هذا بامجد

انه يحبنى ومتمسك بى بشدة وانا وعدته ، وفى الحقيقة هو جدير بى وربما يجعلنى انسى

على واحبه ، على الاقل هو هنا من اجلى ومستعد ان يفعل لى اى شىء

كما ان حكايتى مع على انتهت وهو سافر ولن يعود

-هل تبررين لنفسك ما فعلتيه؟

اتعلمين!! لو كنتى مقتنعة بما تفعلينه ماكنتى فى حاجة لكل هذه المبررات

انزعجت غادة من كلمات دنيا التى اصابت الصميم الا انها قالت بكلمات

تفوح منها رائحة الكذب:

-انا مقتنعة يا دنيا مقتنعة جدا




[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image004.jpg[/IMG]




*****************


تنقل عمرو بين حجرات منزله الخالية فى ضيق شاعرا بالوحدة الموحشة، وتوقف قليلا امام صورة

والده المعلقة على الحائط وقال بعينان دامعتان وبقلب جريح وصوت متأثر:

-ها انا يا ابى وحدى فى الدنيا وحيييد

هل هذا ما اردته؟ اردتنى بجانبك فى حياتك لكنك لم تفكر ابدا بما يمكن ان يحدث لى بعد مماتك ؟

الا تعتقد انه كان من الافضل الا تكذب علىّ وان تتركنى اكون مع امى!!

ربما حينها لكان حسام احبنى وكنا اصبحنا اخوين حقيقيين ، ربما حينها ما كان ليصبح هذا الرجل الذى اصبحه

ربما حينها ما كنت لاشعر بالوحدة المقبضةربما

اندفعت دموعه تغادر عيناه الحزينتان فمسحها سريعا

واتجه الى حجرة نومه وتمدد على فراشه وهو ممزق بين امرين

هل يصمت على افعال حسام القذرة؟ ام يبلغ عنه؟ لكنه ان فعل فهو يخسر امه الى الابد

ويخسر فرصة معدومة النجاح لاصلاحه ولكسب اخا حقيقيا وفى نفس الوقت ان لم يفعل

فاناس كثيريين سينالهم الاذى من وراء افعاله

زفر فى حنق وهو يقول بحيرة:

-ياربى ماذا افعل؟ النصيحة لا تجدى معه ماذا افعل

يارب سأحاول معه مرة اخيرة كن معى يارب وانزل الهداية بقلبه

يااااارب


*******************


طرقت دنيا باب مكتب ادهم فقام ادهم مسرعا وفتح لها الباب فاندهشت وقالت وهى تبتسم:

-كان يكفى كلمة تفضل

-انا اعلم طرقاتك الرقيقة هذه يا دنيا فكان يجب ان اقف لاستقبالك

دلفت الى حجرة المكتب وجلست على اول مقعد قابلها وهى تقول:

-ماذا لو كان الطارق عم عطية الساعى!!

قال ادهم فى دهشة ممزوجة بالسخرية:

-عم عطية!! عم عطية سيطرق هذه الطرقات !!عم عطية سيخلع الباب ان طرقه انه يفتح الباب بدون استئذان رغم لومى له فى كل مرة على هذا

قامت دنيا من مجلسها وهى تضحك ثم اتجهت الى المكتب وجلست على حافته بخفة وهى تقول:

-اسمع اريد ان اطلب منك طلب

-انتى تأمرينى يا دنيا

قالت فى حماس:

-ممتاز اسمع اذن الوفد الالمانى قادم اليوم لمناقشة الصفقة التى سيمضيها مع شركتنا هل يمكنك ان تقابلهم بالنيابة

عنى وتتفق معهم على كل شىء

قال ادهم باستغراب:

-وانتى !! الن تحضرى اجتماعنا معهم؟؟

هزت رأسها نفيا وهى تقول:

-فى الحقيقة انا مشغولة ، اليوم زفاف ابنة عم صديقتى مى وقد اصرت على حضورى

لذا يجب ان اذهب لشراء فستان والذهاب لصالون الزينة وهذه الاشياء

انت تعلم

-وستركينى وحدى مع الوفد الالمانى؟؟

قالت فى ثقة :

-انا اتق فيك يا ادهم واعلم انك ستحل محلى

برقت عينا ادهم وخفق قلبه بقوة وقال فى سعادة حاول اخفاءها بقدر الامكان:

-بالطبع يا دندن سأفعل ما تريدين

تركت دنيا مجلسها على حافة المكتب وقالت فى ارتياح:

-حسنا اتفقنا لكن ادهم اقبل كل شروطهم اننا لا نريد ان تخرج هذه الصفقة من شركتنا

-اوامرك يا حبيبتى

كادت ان تخرج لكنها توقفت وكأنها تذكرت شيئا ما وقالت :

-على فكرة انت مدعو انت وعمتى الى الزفاف يجب ان تخبرها فى الهاتف حتى تستعد

-حسنا لا تقلقى بشأن هذا

ابتسمت وهى تغادر الحجرة قائلة:

-اتفقنا الى اللقاء يا حبيبى

ودعها بنظرات ملأها الحب والحنان:

-الى اللقاء يا حبيبتى

وما ان اغلق الباب ورائها حتى اختفت هذه النظرات من عينيه وقفز فى الهواء بسعادة واسرع نحو الهاتف

وما ان سمع صوت ناهد حتى قال بفرحة:

-ابشرى كل شىء اصبح تحت يدى لقد اعطتنى اليوم تصريحا بان احل محلها فى صفقة هامة

جدا وقد قالت لى ان اقبل كل شروطهم اتعلمين ما الذى يعنيه هذا ؟؟

اننى سأكتب فى العقود مبلغا اكبر من الذى سأتفق معهم عليه ونأخذ نحن الفرق

لقد فتحت طاقة النعيم لنا

كادت ضحكاتها المنتصرة تخترق الهاتف فأضاف قيل ان ينهى المحادثة:

-اسمعى اننا مدعوون الليلة على حفل زفاف صديقة دنيا

استعدى لكن لا تتأنقى كثيرا انهم بسطاء


***************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 11-09-08, 03:57 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




الفصل التاسع

وارتجف كيانى


فى هولندا .. فى الحديقة الخلفية للفيلا الفاخرة ، جلست نور مع والدها بجسدها فقط اما كيانها وتفكيرها

كانا شاردين

مع العربى الشهم الودود الذى شغل تفكيرها منذ اول ثانية وقعت عيناها على عينيه الحزينتين

التى لا تدرى سر حزنهم

اغلب الاوقات ينجح فى ان مداراة هذا جيدا عنها وفجأة يتسرب ذلك الحزن من عينيه

ليحل محله تصميم واصرار

اخذت نفسا عميقا وهى تشعر بقلبها البرىء يخفق لاول مرة ، ولمن؟؟ لرجل عربى

لطالما استهزئت من العرب ودوما شعرت بالحرج لان لها اصول بينهم اما الان فهى تسير برأس مرفوعة

شاعرة بالفخر لان جذورها عربية ولان لان لان حبيبها عربى

قالتها لنفسها بخجل وسعادة و

وانتزعها من شرودها صوت اباها الرخيم الذى قال:

-نور يا حبيبتى .. ناولينى كوب من الشاى من يدك الجميلة

هزت رأسها قائلة فى طاعة:

-انت تأمر يا ابى

شعرت بالحيرة من نفسها ، فالان اى طلب يطلبه منها اباها تنفذه بحب وسعادة عكس ما كانت تأباه نفسها

المراهقة من قبل لكن يبدو ان الحب يصنع المعجزات كما يقولون00فهى الان تسعى لفعل كل ما يرغبه اباها

لتشعره بالسعادة التى يشعر بها قلبها والعالم الوردى الذى احاط بها

وبينما تناوله كوب الشاى لمحت على قادما نحوههم فانتفضت فتساقطت بضع قطرات شاى

لتصيب يدها التى ابعدتها سريعا عن سخونته الحارقة ، فامسك والدها يدها بلهفة وهو يهتف بقلق:

-نور!!! حاذرى ما هذا الذى فعلتيه

لكن ما ان سمع صوت على يقول بقلق- وهو يجلس معهم الى الطاولة البلاستيكية البيضاء التى

اخذت مكانها على الاعشاب الخضراء اليانعة-:

-ماذا هناك؟؟!!!

حتى ايقن سر ارتباك نور فوجه ابتسامة مشرقة لعلى قائلا:

-ابدا يا على نور فقط سكبت قليل من الشاى على يدها الصغيرة

شعر على بالقلق من ان تكون تأذت فامسك يدها بسرعة وقلقه مستمر قائلا:

-هل حدث لكى شيئا؟؟

شعرت نور فجأة بتيار كهربى قوة 1000 فولت يسير فى جسدها المرتجف ، واحست بحرارة شديدة

تغلف الجو حولهم رغم الطقس البارد لكنها حاولت باقصى ما تستطيع ان تتمالك نفسها وهى

تقول بصوت خافت:

-لا ابدا انا بخير

اغمض على عينيه وهو يقول بارتياح:

-الحمد لله

نقل الاب انظاره بينهما وهو يفتح حوارا بعيدا عن اصابة نور:

-هل راق لك العمل يا على؟؟

ابعد نظره عن نور وانتبه الى اباها وقال بحيرة صاحبها التعجب:

-راق لى!! وهل هذا سؤال يا بهاء بيه!! انا لا اصدق من الاساس اننى اعمل وفى هذا الموقع!!

طوال الوقت وانا اشعر اننى احلم حلم جميل لابد ان استيقظ منه

ضحك بهاء وهو يقول:

-لماذا هذا التشاؤم؟؟

ابتسم على وهو يقول بلهجة حامدة شاكرة:

-اعتقد اننى الشخص الوحيد يا بهاء بيه الذى وجد عملا مرموقا هكذا دون ان يتكلف حتى عناء البحث عنه

قال بهاء بامتنان:

-لقد كنت مستعدا لفعل اى شىء من اجلك يا على ، حتى لو كنت طلبت منى ان اتنازل لك عن ثروتى

لكنك ابيت حتى ان تأخذ مبلغ صغير كمكافأة على شهامتك وشجاعتك فما كان منى الا ان اقف بجوارك

واساعدك فى البحث عن عمل فما فعلته مع ابنتى لا يقدر بثمن لقد اعدتها لى سالمة

والله وحده يدرى ماذا كان ليحدث لها لو لم يضعك فى طريقها

شعر على بالفخر من كلماته الثانية التى يرى انها كثيرة على ما فعله فاجاب سريعا

ناقلا احساسه اليهم:

-لقد وضعنى الله فى طريقها لانها انسانة طيبة لا تستحق ما كان ليحدث لها

فما حدث ليس لى يد فيه انما هى حكمة الله حتى تبقى نور سالمة من اى مكروه

ضربته بمزح فى كتفه قائلة وهى تبتسم:

-كفى تواضع يا على لقد انقذتنى ايها البطل ، اتعلم لقد كان ابى دائما يحكى لى عن

شهامة ومروءة العرب وبطولاتهم وامجادهم واصدقك القول لقد شككت كثيرا بكلامه وقلت

انه يبالغ لكن بعدما مررت بهذه التجربة فانا مستعدة ان ابصم بصوابعى العشرة على كلامه

ضحك كلا من على وبهاء الذى وجه سؤاله للاول قائلا بجدية:

-انا اعلم ان العمل الذى الحقتك به بعيدا عن مجال دراستك لكن

قاطعه على سريعا وهو ينفى كلامه:

-ابدا يا بهاء بيه انه قريب جدا من مجال دراستى ، فالعلاقات العامة تحتل قسما فى كليتى

-لقد حاولت ان اجد لك عملا فى قناة تليفزيونية لكن يشترط فى هذا ان تكون متحدث جيد للغة

الهولندية لذا بحثت لك عن عمل يتطلب فيه معرفة اللغة الانجليزية

قال على بامتنان:

-العمل ممتاز يا بهاء بيه والجميع يعاملوننى باحترام كبير، يبدو ان لك صيت عالى

هناك ثم ان الاجر اكثر من ممتاز لم اكن لاحلم به قط

واضاف موجها حديثه لنور التى التفت اليها ليجدها منتبهة الى كلامه بكل جوارحها:

-لقد فتحت طاقة النعيم لى يا نور عندما وجدتك فى طريقى

ابتسمت نور فى خجل وغمغمت :

-بل فتحت لى انا


عمرها حصلتلك دى!! تبقى لسة شايف حد وانت لسة متعرفوش

ايوة متعرفوش

بس نفسك تجرى عليه تحضنه وتنام فى عينيه وانت لسة متعرفوش

ايوة متعرفوش


انا بقى حسيت دة معاك انا بقى طال بيا هواك

انا بقى من يوم ما شفتك مش متخيل غير عمرى معاك


يا تاعبنى يا واجع قلبى

من حبى مش قادر اخبى


[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.jpg[/IMG]



*******************


توقفت غادة مترددة عند باب الغرفة لكن عيناه اشارتا لها بالدخول

تقدمت منه وهى ترى اللهفة والفرحة فى عينيه

ابتسمت رغم اوجاعها وجلست على ركبتيها بجانب فراشه وقبلت يده وقالت ودموعها تغالبها:

-الشكر لا يكفى للمعروف الذى اسديته لى ، حنانك الذى اغرقتنى به منذ ان خطت قدماى عتبة بيتك

جعلنى اندم كل لحظة اننى لم اقبل بترحيبك واستضافتك لى فى منزلك عندما تزوجت امى

اتمنى ان اضرب نفسى الف مرة اننى لم استمع اليك وفضلت المكوث فى حضن امى

صدقنى حضنك انت ادفأ ولم اشعر بالسعادة الا فى هذا البيت الذى اغادره الان بصعوبة

لتمسكى بكم

مسحت دموعها التى سالت على وجهها وهى تقول بفم مبتسم وقلب حزين مجروح:

-لكن هذه سنة الحياة اليس كذلك

شعرسعيد بالعجز الشديد امام كلماتها ، اراد ان يحتضنها ان يشبعها بقبلات الفرحة

اراد ان يقول لها مبروك ، اراد ان يوصلها بنفسه لبيت زوجها

لكنه عاااجز ، غير قادر على الحركة على الكلام على تنفيذ اى رغبة

عيناه وحدها عبرت لها بما يشعر به ، تمنى ان تدرك ان دموعه هذه التى اغرقت وجهه

هى دموع فرحته بها واشتياقه لها

ارتجفت شفتاها وهى تشعر ان الموقف اكبر منها ، لكنها مسحت دموعه وهى تقول بصوت

باكى:

-هذه دموع فرحتك اليس كذلك؟؟ كنت اتمنى ان تكون وكيلى عند عقد القران لكن لكن

لكننى اعرف انك معى بقلبك

واصلت مسح دموعه وهى ترتجف وتقول:

-وتوقف عن دموعك هذه التى تذرفها باذن الله ستتحسن صحتك وتكون وكيل مى

عندما يحين نصيبها

مسحت مى دموعها وهذا المشهد الذى تراه امامها يلعب بعواطفها ويحرك مشاعرها

وتوجهت جهة غادة رفعتها عن الارض وقالت بمزح:

-هل سنبقى هنا طوال اليوم؟؟ هل نسيتى انكى عروسة؟؟ وورائك مهام

عديدة يا غادة هانم!! هيا لترتدى فستان الزفاف هيا عن اذنك يا ابى

تسمرتا الاثنتان مكانهما عندما سمعا صوتا خافضا وكأنه يأتى من اعماق بئر سحيق

نظرتا الاثنتان الى بعضهما البعض بغير تصديق والتفتتا فى سرعة الى سعيد الراقد على

الفراش، اتجهت كلا من غادة ومى سريعا اليه وقالت مى بلهفة:

-هل قلت شيئا يا ابى؟؟

استجمع قواة للمرة الثانية ونازع نزاعا شديدا حتى استطاع ان يقولها:

-مبببررروك

صحيح انها خرجت مهزوزة متقطعة الا انها كانت اجمل ما وقع على اذن غادة التى غلبتها دموعها

وقبلت يده وهى تقول:

-الحمد لله الحمد لله نطقت يا عمى الله يبارك فيك يا حبيبى

انتظرتا الاثنتان ان يصدر منه شىء اخر لكن طال انتظارهما فقالت مى:

-يبدو ان قواه خارت بعد نطق هذه الكلمة لكن هذا اول الطريق ويبدو ان التحسن يلوح فى الافق

ان شاء الله

رددت غادة بسعادة:

-ان شاء الله


***************


اطلقت نعمة عدة نفحات من زجاجة العطر الفاخر الذى انطلقت رائحته تغرق المكان فجاء على اثره ممدوح

متشمما الرائحة العطرة قائلا بانبهار عندما وقعت عيناه على نعمة بثوبها الاحمر الصارخ المفتوح

والكاشف الكثير والكثير ومكياجها المغالى فيه وكأنها العروس نفسها:

-وااااو!! ما هذا الجمال والجاذبية المطلقة يا نعمتى

تبدين اليوم بأبهى حلة

اتسعت ابتسامتها وهى تقول بغرور:

-كعادتى دوما جميلة يا دوحة

شعر بالسعادة ان هذه الفتاة الجذابة والتى تدلله هى امرأته ، فقال تأكيدا على كلامها:

-بالطبع يا حبيبتى لكننى اليوم اراكى اجمل من كل يوم لاننى سعيد اخيرا

ان ابنى سيتزوج

انقلبت ملامحها فجأة فزفرت بضيق لم ينتبه اليه وهى تقول:

-هل اقتنع اخيرا بنصيحتى؟؟

هز رأسه ايجابا وهو يقول:

-نعم بالطبع امجد مطيع ولا يكسر لى حرفا وقد اخبرته طبعا ان هذا مطلبى

لذا فبعدما كان رافضا تماما اقتنع ورضى بهذا الوضع

جذبته تجاه المرآة ووقفت خلفه تربت على كتفه وهى تنظر اليه من خلال المرآة:

-وهذا يا حبيبى لصالحك فانا لا اريد ان يفترق ابنك عنك حتى ولو تراه فى العمل فيجب

ان يظل الوضع كما هو والا يستقل بحياته حتى لا اشعر انه اراد ان يعيش مع عروسه

بعيدا عن هنا بسببى

ارتبك ممدوح لان هذا هو فعلا السبب وراء رغبة امجد بالسكن بعيدا عن هنا الا انه قال بنفاق:

-لا طبعا يا حبيبتى امجد لم يفكر مطلقا فى هذا كل ما اراده ان يكون له حياة خاصة

لكننى اكدت له ان احدا لن يتدخل فى اموره الشخصية مع زوجته

ابتسمت بدهاء قائلة:

-طبعا يا حبيبى طبعا

وبداخلها اتسعت ضحكتها وقهقهت وقهقهت بوحشية لان هذا تماما ابعد ما يكون عن مخططها

تتركه فى حاله دون ان تتدخل فى حياته الشخصية!! وهل هذا معقول!! انها اصرت ان يظل امجد معهم فى الفيلا

حتى بعد زواجه من اجل هذا الغرض حتى تنغص عليه حياته وتشفى غليلها منه ومن السنيورة زوجته

وبينما تغوص فى مخططاتها القادمة انتزعها منها ارتباك ممدوح الواضح على وجهه وتعلثمه فى كلماته:

-هل هل هل ستأتين الى حفل زفاف امجد يا نعمة؟؟

قالت بكل تأكيد:

-طبعا لماذا ترانى اذن بثوب باهظ وأنيق؟؟!!

شعر ممدوح بالحيرة كيف يخرج من هذه الورطة ، فقد اشترط عليه امجد الا تحضر نعمة زفافه وقد وعده بهذا

لكنه يضعف امامها كيف يطلب منها هذا ؟ وباى مبرر؟؟ بعد تفكيره الذى اضناه قرر ان يصطحبها

الى زفاف امجد وليحدث ما يحدث .. على اى حال امجد لن يكون منتبها وسيكون مشغولا بعروسه

وزفافه

اجبرته على الخروج من شروده بسؤالها العصبى:

-ما سر هذا السؤال الغريب والمفروغ من اجابته؟؟

-زفاف امجد مقام فى شقة عم عروسه نظرا لظروفه الصحية ، فالحفل ضيق ويتسع فقط لاقرب الاقارب

والجيران المقربين لذا فان هذا الثوب سيلفت الانظار كثيرا وانا بصراحة اغار عليكى

ولا اريد ان يتطلع احد الى جمالك يا نعمتى

مطت شفتيها فى ضيق، فالسبب وراء ارتداءها هذا الثوب هو رغبتها ان تكون اجمل

من العروس نفسها ولن تسمح لممدوح ان ينتزع هذا ايضا منها

يكفى انها لم تظفر بامجد واكتفت بوالده العجوز لذا فقد قالت بحدة واصرار لم

يستطع ان يجادلها فيهما:

-بل سأذهب بهذا الثوب يا ممدوح ولن اقبل عنه بديلا


***************


شعر محمد بسعادة شديدة بشدته وقوته التى ظهرت بين الجميع وهو يشير للعاملين بمكان

وضع المقاعد المخصصة للزفاف ، واسعده اكثر الاحترام الذى لاح فى عيون الجميع

خصوصا عينى والد ووالدة هند المباركين على ارتباطهم فى الخفاء والذين تصنعوا

عدم الانتباه الى هند التى اقتربت من محمد وبريق السعادة والخجل يلمعان فى عينيها

تقدم هو الاخر منها ورفع حاجباه بانبهار واعجاب لرؤيتها على هذه الهيئة الرقيقة الجميلة بفستانها

الوردى الذى اظهر جمال بشرتها البيضاء وعيونها السوداء الواسعة وقال وهو يبتسم:

-تبدين جميلة جدا يا هند

اتسعت ابتسامتها فى خجل وقالت متطلعة الى بدلته السوداء الفاخرة وقميصه الابيض

ناصع البياض وربطة عنقه الحمراء الناعمة:

-وانت ايضا تبدو وسيم جدا ببدلتك الرائعة هذه

نظر لها بحب وقال بهمس:

-العقبى لنا يا هند

كسى الحزن وجهها وقالت بحسرة:

-كيف يا محمد

-ربما لن يكون الامر سهلا كما كان من قبل لكنه لن يكون مستحيلا ايضا فبمجرد تخرجى من كلية الشرطة

ستخصص وزارة الداخلية لى شقة فى احدى مدن الضباط المنتشرة فى انحاء القاهرة كما ان امجد عريس غادة عرض

علىّ العمل فى قسم الشئون القانونية فى شركته باعتبارى طبعا منغمسا فى مجال القانون بدراستى

قالها مزهوا بنفسه فضحكت هند وهى تقول بسعادة:

-حقا!!

اجابها بجدية وامل ينعش صدره:

-حقا يا هند ، يتبقى فقط مثابرتنا وتمسكنا بحبنا وسيكون كل شىء على مايرام

وسينعقد فرحنا وسيكون باذن الله احلى وافخم من هذا

احاطت بهما الامانى والاحلام الوردية وكلاهما لا يدرى ما الذى يخبأه القدر لهما

وان مفاجأته ستكون اكثر من قاسية وستحطم كل احلامهم البريئة البسيطة


******************


اغروقت عينا مى بالدموع وهى تضع الطرحةعلى رأس غادة وتقول بصوت منتحب:

-الف مبروك يا غادة

التفتت اليها غادة قائلة بجذع:

-مى!! لماذا تبكين يا مى؟؟

قالت مى وغادة تمسح دموعها -مى- التى انهمرت على وجهها :

-لاننى سأفتقدك كثيرا يا غادة ، لا تتصورى كيف احييتينى وملأتى عليّ حياتى عندما

جئتى للاقامة معنا ولا ادرى كيف سأمكث وحدى هنا خصوصا ان محمد يتغيب طوال الاسبوع

وابى كما تعلمين

صمتت غادة فترة ثم قالت محاولة التغلب على مشاعرها التى تصارعت داخلها:

-مى انا لم اكن اريد ان اتزوج فى هذه الظروف التى يمر بها عمى لكننى وجدت ان هذا افضل حل

لنا جميعا

قطبت مى حاجبيها قائلة بحيرة:

-ماذا تقصدين؟؟

اجابتها غادة بعصبية:

-يجب الا تحملوا عبئى يكفى ما تمرون به

تضاعف حيرة مى وقالت بغير تصديق:

-ماذا تقولين يا غادة؟؟!!

نظرت الى عينيها الدامعتان بتمعن وقالت بحزن:

-مى انا اعلم بالمصيبة التى حدثت لكم والتى فقدتوا فيها كل ما تملكون لذا كان يجب ان اتصرف

بسرعة والا انتظر اكثر من هذا

لم تستطع مى فهم كلماتها فسألت رغبة ان يكون جوابها واضحا يمحى شكوكها وحيرتها:

-ماذا تعنين؟ الا تريدين الزواج من امجد؟؟

فقدت سيطرتها على نفسها وهى تقول بحدة:

-لا ادرى لا ادرى يا مى لكن لا يوجد حل امامى سوى هذا

-لا يا غادة لو لم تريدى الزواج من امجد ارفضى الان قبل ان يفوت الاوان

تنهدت غادة واجبرت نفسها على الابتسام وهى تقول بضحك :

- هل خال هذا عليكى يا مى؟؟ انه فقط توتر بسبب الزفاف لكن لا تقلقى

انا فقط اشعر بالقلق والتوتر من الحياة الجديدة التى انا مقبلة عليها

فى هذه اللحظة دلفت دنيا الى الحجرة وهى تبتسم قائلة:

-كل هذا الوقت يا عروسة!! لقد حضر المأذون والجميع يستعجلك

احست غادة انها مساقة الى مذبحها لا عرسها الا انها تحاملت على نفسها ورسمت

السعادة على وجهها كى لا تشك مى بشىء وقالت:

-انا قادمة فى الحال

وقبل خروجها من الغرفة امسكت مى يد غادة وقالت بقلق:

-غادة!!!

عادت غادة تبتسم وهى تقول مطمئنة اياها:

-انا بخير يا مى لا تقلقى

لم ترتح مى لاجابتها واستمر قلقها مع كلماتها:

-ولكن

-الجميع ينتظرنا يا مى هيا بنا هيا بنا يا دنيا


*****************


اتخذ محمد مجلسه بجوار امجد وقال بلهجة محذرة:

-امجد .. غادة تحملها بين رموش عينيك وبداخل قلبك

اتعلم!! لو اغضبتها فى يوم ستجد كلية الشرطة بضباطها وعساكرها جميعهم امام منزلك

ضحك امجد من جملة محمد وقال بلهجة غامضة بها لمحة من السخرية:

-لا تقلق يا محمد لا تقلق ابدا غادة سترى معى النعيم الذى لم تشهده من قبل

ثم قام من مجلسه وهو ينظر لغادة التى تقدمت نحوه بانبهار اذ تألقت فى فستانها الابيض

البسيط فبدت وكأنها ملاك رقيق هبط من السماء


[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.jpg[/IMG]


[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image004.jpg[/IMG]


وقفت ناهد تتطلع الى المدعوين ومظاهر الفرح البسيطة الا ان عيناها تعلقت بشخص بعينه

وقفت بجواره فتاة فارعة الطول بثوب احمر صارخ مالت عليه بدلع وهى تضحك عاليا

كاد قلبها ينخلع وهى تراه بعد كل هذه السنوات الطويلة لكنها ارادت التأكد من ان عينيها

لا تكذباها فتلفتت حولها لترى مى مارة بجوارها فجذبتها من يدها بقوة وقالت بعصبية:

-يا انسة لو سمحتى انا عمة دنيا

تأوهت مى لكنها ابتسمت وهى ترحب بها قائلة:

-اهلا يا طنط تفضلى بالجلوس لماذا تقفين هكذا؟؟

تضاعفت عصبيتها وهى تقول:

-هل يمكن ان اسألك سؤال؟؟

لوحت مى لدنيا التى ابتسمت معتقدة ان عمتها تجرى احاديثا مع المدعوين وقالت:

-بالطبع يا طنط تفضلى

قالت ناهد بتوتر :

-من هذا الرجل

نقلت مى ناظريها بين ناهد وبين الرجل الذى تشير اليه لتقول ببساطة :

-هذا الحاج ممدوح السعدنى والد العريس امجد السعدنى

هرب الدم من وجهها المفزوع واتسعت عيناها فى ذعر وهى تنظر

الى امجد فى الكوشه وثقل لسانها وهى تردد:

-ام ..امجددد

تركت مى واقفة تحدق فى الفراغ الذى اخلف رحيلها اذ جذبت حقيبتها وخرجت من المكان

بسرعة وكأن شياطين الجحيم تطاردها ، لكن ممدوح السعدنى كان يتابعها بنظرة غامضة ثم مال على اذن زوجته

قائلا:

-لقد نسيت هاتفى المحمول فى السيارة سأذهب لاحضاره

جزت على اسنانها وهى تقول بضيق:

-وهل هذا وقته ابنك يقدم لعروسه الشبكة الا تستطيع التنازل عن المحادثات

الهاتفية حتى فى زفاف ابنك

اختلق ممدوح الاعذار وهو يقول:

-اخشى ان تتم سرقة السيارة بسببه سأعود سريعا لا تقلقى

ثم اسرع بالخروج وراء ناهد التى حمد الله انها كانت تعانى صعوبة فى الخروج بسيارتها

بسبب السيارات حولها مما عطلها واعطاه الوقت ليلحق بها وعندما انطلقت بسيارتها

تتبعها حتى وصلت الفيلا وركضت للداخل فارجع رأسه الى الوراء يسندها

على مسند مقعد السيارة وهو يشرد بعيدااااااااااا قائلا:

-يا لها من ايام يا ناهد!!!!!!!!!!!!!


***************


تلألأت الاضواء الملونة المعلقة فى انحاء الشقة وتعالت الزغاريد والموسيقى التى رقص عليها

الشباب وصفق لها الكبار

بينما جلس العروسان فى الكوشة والجميع يذهبون لالقاء التحية والمباركة لهم والتقاط الصور معهم


[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image006.jpg[/IMG]



كان امجد فى قمة سعادته فاخيرا تمكن من الحصول على ما اراده لقد سعى كثيرا ليتحقق

له ما تمناه لقد تعلم المكافحة وطبقها فى كل شىء فى دراسته فى عمله

والان فى زواجه

منذ ان وقعت عيناه على غادة وقد ارادها لنفسه لكن تهربها

وبعدها عنه وصدها له اشعل النار بداخله واقوى حماسه وازكى تصميمه على الظفر بها

لم يشعر فى حياته باحساس الحب الكريه فقد تعلم دوما الا يكرر خطأ والده او يسلم

لمخلوقة من هذا الجنس الحقير

لكنه اراد غادة وبشدة وقد نجح اخيرا فى تحقيق ما اراده تماما كما نجح فى رفع مستواهم

بعدما تركته امه بسبب فقرهم وهربت لتتزوج من رجل غنى

لقد علم من البداية ان الالحاح والسعى سيحققان مراده لكن الحقيقة التى اكتشفها عن غادة بمحض الصدفة

جعلته اكثر سعيا نحوها حتى تكون ملك له وخاتم فى اصبعه وحينها

حينها سيريها من هو امجد السعدنى!!!!!


بخلاف السعادة الواضحة على وجه امجد كان الامتقاع سمة مميزة لوجه غادة اذ كتمت دموعها بصعوبة

وهى ترى المأزق الذى اوقعت نفسها فيه والفخ الذى اطبقت على نفسها بنفسها فيه

كيف؟؟ كيف جعلها حزنها على (على) ورغبتها فى الانتقام منه تسوق نفسها الى التهلكة بنفسها؟؟

انها تنتقم من نفسها لا من على

امجد!! امجد هو ابعد ما يكون عما تمنته زوجا لها

ورغم جرحها الدامى من على وتخليه عنها الا ان حبه مازال ناميا فى قلبها

ولا تتخيل غيره زوجا لها



بعيد عن عينى0000 جايز

بس اللى بينى وبينه عايش جوة قلبى مهما كان

صحيح انه سايبنى بس قلبى مش جايبنى

انسى حضنه بتاع زمان



فيه حاجات عشتها وياه ومتنفعش الا معاه

لو ضاع منى انا اضيع واموت

ولا تنفع بعده حياة



بيغيب عن عينى00ولكنه فى قلبى مهما اغيب عنه

وكل مابتحرم منه00كل مازاد فى قلبى هواه


التفتت تنظر الى امجد والسعادة البادية على وجهه

لقد ظلمت امجد وظلمت نفسها

ان امجد يحبها بجنون كيف تفعل به هذا؟؟

كيف تزوجه جسدها بدون روحها وقلبها الذى مازال غارقا فى حب على


اخرجتها مى من شرودها وهى تجز على اسنانها قائلة:

-ماذا بكى؟؟انت العروس الجميع لاحظ وجومك ابتسمى قليلا

ابتسمت غادة بصعوبة لكن جمد ابتسامتها على وجهها المندهش دخول عدد من رجال الشرطة المكان

ظهر الوجوم على وجوه جميع الموجودين وتوقفت الموسيقى والتفت الجميع للزوار الوافدين الذين

تقدم منهم محمد وهو يسأل ضابط الشرطة بتعجب:

-حضرة الضابط هل هناك خطب ما؟؟

نظر الضابط الى محمد وقال بجدية:

-هل هذا منزل محمد سعيد الصادق

ارتسمت الدهشة على وجه محمد وهو يقول بقلق:

-نعم يا حضرة الضابط انه انا .. على فكرة انا طالب فى كلية الشرطة

تدخلت مى قائلة بقلق:

-ماذا هناك يا حضرة الضابط؟؟

نظر الضابط الى محمد بشماتة وهو يقول:

-انت اذن محمد وطالب فى شرطة .. مستوى الكلية تدهور جدااا

قال محمد بضيق:

-نعم انا محمد ماذا هناك يا حضرة الضابط؟؟ وماذا تقصد بكلامك هذا؟؟

اخرج الضابط ورقة من جيبه وقدمها لمحمد قائلا:

-معى اذن من النيابة بتفتيش الشقة

ظهرت الصدمة على وجوه الجميع وقال محمد باستنكار:

-تفتيش الشقة!! لماذا؟؟

اشار ضابط الشرطة لرجاله قائلا بصوت هادر:

-فتشوا الشقة

قال محمد باصرار:

-لماذا يا حضرة الضابط

جذب الضابط اذن النيابة من يد محمد وهو يقول :

-لقد ضبطنا متعاطيا للمخدرات وادنى باعتراف تفصيلى على حيازتك للمخدرات وتوريدها

له ولاصدقائه المدمنين

صرخت هند فى لوعة بينما نقلت مى ناظريها بين محمد والضابط وهى تقول بحدة:

-مستحييييييييييل

اما محمد فقد اتسعت عيناه فى ذعر وعجز لسانه عن النطق قليلا وعندما استطاع قال باستنكار:

-حيازتى لماذا؟؟؟ هل تمزح!!!!!!!

ظهر الغضب فى عينى الضابط وصوته وهو يقول:

-صن لسانك هل سنأتى الى هنا لنمزح معك؟؟؟

بعدما استوعب محمد الموقف ادرك ان هذا لايعدو كونه اكثر من سوء فهم

فقال فى ثقة:

-انا لا اقصد ولكن لابد ان هذا الشاب كاذبا انا طالب فى كلية الشرطة ولا يحتوى منزلى

على المخدرات بالطبع انا لم ارى المخدرات سوى بالافلام فقط

خرج احد رجال الشرطة حاملا فى يده حقيبة سوداء اخرج منها كيس ابيض صغير

وادى التمام للضابط وهو يقول باحترام:

-لقد وجدنا هذا يا حضرة الضابط

امسك الضابط بالحقيبة واخرج منها الكيس الابيض وفتحه واضعا قليلا من المسحوق بداخله

على يده وتذوقه ثم بصقه وعيناه تلمعان ثم وجه حديثه لمحمد:

-وماذا تسمى هذا يا استاذ محمد!! اقبضوا عليه

لطمت هند على وجهها بينما صرخت مى بكل قوتها وهى تندفع نحو محمد محاولة ان تحول

بينه وبين رجال الشرطة وهى تقول والدموع تغرق وجهها:

-لا لا انتم مخطئون انه ضابط مثلكم لا دخل لنا بهذه المخدرات

انتزعها رجال الشرطة بقوة ووحشية وهم يبعدوها عن محمد فسقطت على الارض ومحمد يصرخ:

-انا لم افعل شىء انا برىء برىء اقسم بالله برىء

صرخت مى ورجال الشرطة يصطحبونه للخارج:

-محمد محمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اد


[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image008.jpg[/IMG]



***************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 24-09-08, 12:33 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



الفصل العاشر

تفرق الشمل

××××××××



كان حسام يراقص نهى على انغام الموسيقى فى ذلك الملهى الليلى الذى اعتاد الذهاب اليه

استغرقا معا فى الرقصة ذات الانغام الهادئة التى دفعتهم الى التعانق ، لكن ان لمح حسام

امام حتى ابتعد عنها بخشونة تفاجأت لها وقال بجفاء :

-عودى لمكانك ، سأعود اليكى بعد قليل

هبط درجات مسرح الملهى الليلى القليلة واتجه على الفور لامام الذى جلس على البار

وما ان اقترب منه حتى كان الفضول قد التهمه التهاما فقال بسرعة وهو يضع يده على كتف امام بعصبية:

-ما الاخبار ؟؟

التفت امام الى حسام الذى اخذ مكانه على المقعد المجاور له وقال وهو يبتسم:

-لقد القى القبض عليه يا حسام بيه

جمدت ملامح حسام للحظة عادت بعدها لتنفرج فى سرور وقال وهو يبتسم ويفرك يديه فى جذل:

-حقا !!! هل فعلت ما امرتك به ؟؟

اومأ برأسه وهو يجيب بحماس:

-بالحرف يا حسام بيه ، لقد دخلت وسط معمعة الزفاف وتسللت لغرفته ووضعت الحقيبة

تحت فراشه وكان عبد الصمد فى المديرية فى هذه اللحظة يدلى باعترافاته

ويرشد الشرطة الى منزل محمد ، ولم يكذب الضباط خبرا وجاؤا واطبقوا على الفرح

وحولوه الى مأتم وتحفظوا على حقيبة المخدرات وساقوه معهم لقسم الشرطة

تمهيدا لعرضه على النيابة غدا

هز حسام رأسه بعصبية وقال بسعادة:

-تمام تمام

ثم اخرج من جيب سترته الكحلية اوراقا مالية عديدة جحظت لها عينى امام

الذى ابتسم فى شدة وازدرد لعابه وهو يلتقط منه المبلغ ويضعه على الفور فى جيب سترته وهو يقول بجذل:

-خيرك سابق يا حسام باشا

ثم اشار الى عنقه وهو يقول:

-اى خدمة ثانية يا باشا رقبتى تحت امرك

هز حسام رأسه وهو يقول:

-لا استغنى يا امام، وتأكد ان احتجتك فسيرن هاتفك برقمى

وتركه متوجها الى نهى التى نظرت له بقلق وشك فقال بتوجس عندما رأى هذا التعبير على وجهها:

-ماذا هناك ؟

هزت قدميها فى توتر وهى تسأل بحذر:

-هل نفذ امام المهمة ؟؟

-نعم

مطت شفتيها بضيق وقالت بحدة:

-لماذا يا حسام فعلت ذلك ؟؟

لم ينتبه للهجة الحادة التى نطقت بها كلمتها والا كان لانبها عليها لكن

ذهنه كان مشغولا بهذا الامر بشدة لم تسمح له للانتباه ، فاجابها باستعلاء:

-لقد هددنى يا نهى ، هددنى ، انا حسام الشريف

واين ؟؟ فى عقر دارى

-تهديد اجوف يا حسام

صاح فيها لكنه اخفض صوته بسرعة عندما اشارت الى المكان حولهما:

-انه طالب فى الشرطة وانا ابعد ما اريده ان يبحث خلفى شابا فى موقعه

لا ادرى ما كان ليكتشفه عنى ان اصر على البحث ورائى

ثم انه هددنى ، سمح لنفسه ان يرفع صوته علىّ ويههدنى

فعليه اذن ان يتحمل نتيجة افعاله

لم تعد تحتمل افعاله تلك وكان ضميرها يؤنبها بشدة لانها تعلم

انه برىء ولابد ان تصمت عن الحق فعبرت عما يجيش بصدرها

بلهجة تستدر العطف بها:

-ليس بهذا الشكل يا حسام، انه مازال فتى صغيرا

صاح حسام فيها بغضب:

-هل انتى فى صفه ام فى صفى ؟؟ كم تشبهين عمرو

واشاح عنها بوجهه وهى تردد بدهشة :

-عمرو اخوك !!!

نظر اليها بحدة وهو يقول بتحذير موجها اصبعه نحوها:

-لا تقولى هذا

تضاعفت دهشتها وهى تتساءل:

-ماذا تريدنى ان اقول اذن ؟؟

زفر بضيق قائلا:

-لا اريد شيئا

ثم تناول سترته ومفاتيحه وقام من مجلسه وهو يقول بعصبية:

-ولا اريد المكوث هنا

ابتعد عنها وهى تصوب الى ظهره نظرات حملت التعجب والدهشة


*************


امام عينيها الذاهلتين رأت حبيبها يقتادونه الى عربة الشرطة ، لم تدرى هند الا ودموعها

تسيل على خدها ، لم تكن فى موقف يسمح لها بالتعبير عن مشاعرها ، ارادت ان تفرغ انفعالاتها

بدون خجل او حرج او تساؤل عما تفعله ، ارادت ان تكون محل مى التى سقطت على الارض

وصرخاتها تعلو ودموعها تغرق وجهها وهى تصيح بشدة وذعر:

-محماااااااااااد ، محماااااااااااااااااد

اسرعا امجد وادهم يحملانها عن الارض لكنها قاومتهما بعنف وهى تصرخ:

-انه برىء ، انه لم يفعل شيئا ، انه برىء

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]

عاونتهما غادة ليجلسوها على احدى المقاعد وهى تقول بصوت منتحب ووجه

شاحب بللته الدموع:

-اهدئى يا مى ، اهدئى ، بالتأكيد هناك سوء تفاهم سرعان ما يتضح

وسيخلو سبيله باذن الله ، فلا تقلقى يا حبيبتى

ربتت دنيا على كتفها وهى تقول بصوت حاولت ان تخليه من الاختناق

والضيق الذى اعتراها:

-لا تقلقى يا مى ، الان سيكون معه اكبر محامى فى البلد

لا تقلقى سنقف جميعنا بجواره اهدئى انتى فقط

فرك ادهم يديه وهو يقول بتوتر:

-ان شاء الله كل شىء سيكون على ما يرام ، والان انا ودنيا سنذهب لمحامى الشركة ونصطحبه فورا الى المديرية

قبلت دنيا وجنة مى المحمرة وهى تقول :

-سأذهب الان مع ادهم للمحامى يا مى ونصحبه فورا الى المديرية كما قال

لا تقلقى سنقف بجوار محمد وسأطلعك على التطورات اولا باول

كادت تفترق عنها الا ان مى جذبت يدها وقالت بحدة :

-اخبريهم انه برىء

على الرغم من ان مى شددت قبضتها على يد دنيا مما اصاب الاخيرة بالالم

الا انها كتمت هذا وقالت وهى تبعد قبضة مى عن يدها:

-لا تقلقى

اخذت غادة نفسا عميقا ومسحت دموعها بمنديل امجد الحريرى الذى ناوله

لها عندما اشارت اليه ، وقالت بصوت يغلب عليه الانفعال وهى تشير بيدها للخارج:

-انا اسفة يا جماعة لكن اعتقد ان الفرح هكذا انتهى

شكرا لمجيئكم

خرج المدعوين واحدا تلو الاخر وهم يشعرون بالحيرة ، ايقدمون لهم المباركة

ام يدعوهم على الصبر ، حاولت هند ان تبقى لكن قتلت الفكرة قبل ان تولد

بنظرة حادة من عينى والدتها فساقت رجليها وهى تشعر بان خنجرا

قد طعن قلبها وقبل ان تختفى كليا وراء باب الشقة نظرت الى مى التى جلست بلا حراك ودموعها

تسيل على خدها


ابتعد امجد بضيق عن نعمة التى حاولت ان تستغل الموضوع وتكون له الصدرالحنون الذى يقدم

له السلوى ،الا انه لم يعطها الفرصة وجلس على احدى المقاعد بعيدا عنها وقد ايقن ان زفافه هكذا انتهى

لكن ما كان يشغل ذهنه هو والده الذى فجأة تبخر من المكان

ولم يعد له وجود

نظر الى غادة فوجدها تحاول كتم دموعها بصعوبة حتى لا يتفاقم الامر وتدفع مى الى الانهيار


دلف ممدوح الى المكان والذهول يعتريه وتوجه من فوره الى امجد وهو يسأله بلهجة حملت استغراب شديد:

-هل انتهى الزفاف

ثم القى نظرة سريعة على وجوه الجميع وتوقف عند غادة وهتف بتعجب:

-ماذا بكم ؟؟؟ ماذا حدث ؟؟؟

سأله امجد بضيق :

-اين كنت ؟؟

اقتربت منه نعمة وهى تقول بعصبية:

-نعم اين كنت يا ممدوح ؟؟ كل هذا الوقت لتحضر هاتفك المحمول

لم يلتفت اليها على الاطلاق وهو يتساءل بحدة:

-هل سيخبرنى احد ماذا حدث؟؟


ارتفع حاجباه بدهشة وهو يستمع من شفتى امجد ما حدث

وتوجه سريعا الى مى ، شدد على يدها الرقيقة وهو يقول باسف:

-باذن الله ستظهر براءته يا حبيبتى

نظرت له بامل وهى تومىء برأسها ، فى حين قالت نعمة

بلهجة ارادتها عالية متحسرة:

-اشفق عليك يا امجد ، يحدث كل هذا يوم زفافك

يبدو ان هذه الزيجة نحس يا لحظك العاثر !!

اتسعت عيناه دهشة ثم جز على اسنانه وهو يجذب اباه قائلا بحدة:

-اذهب الى بيتك وخذ امرأتك معك هيا

اما غادة فقد نظرت الى امجد بعينين مذهولتين ،

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.jpg[/IMG]


ثم اخفضت بصرها واندفعت دموعها

باكية على المأساة التى حلت بأسرة عمها والتى يبدو انها السبب فيها

كما قالت تلك المرأة ، فقد كانت تلك الاسرة سعيدة قبل مجيئها ومنذ ان خطت بقدمها منزلهم والمصائب تقع فوق رؤوسهم

انتزعتها مى من دوامة افكارها المهلكة وهى تقول بتماسك:

-امجد خذ عروسك واذهبا لبيتكم

نظر لها بدهشة وهو يقول:

-هل تمزحين يا مى ؟؟

قالت فى حدة واصرار:

-لا لا امزح يا امجد ، من فضلك خذ غادة وانصرفا

اتجهت غادة الى مى وجلست بجوارها وهى تقول بحنان:

-ما هذا الذى تقولينه يا مى ؟؟ اننى سأبقى معكى حتى نرى ماذا سيحدث

ثم رفعت عينيها لامجد وهى تقول برجاء:

-امجد من فضلك اذهب انت وتعالى غدا لتصحبنا الى النيابة

-لا انا سأبقى هنا معكم ، وسأرتاح قليلا فى غرفة محمد

وانتى نامى مع مى

-ارجوكم لا تقلقا بشأنى

قالت غادة بحدة:

-من فضلك انتى لن نتزحزح من هنا

قالت مى بتصميم وهى تقوم من مقعدها متجهة الى غرفة والدها:

-سأدخل اطمئن على ابى وعندما اخرج من حجرته لا اريد ان اراكما

مطت غادة شفتيها وهى تتساءل فى حيرة كيف تقنع تلك العنيدة ببقاءها ؟

تبادلا امجد وغادة نظرات الحيرة ومى تغلق فى وجههما باب الحجرة

التى ما ان دلفتها حتى سمع كلاهما صرخة ملتاعة شقت عنان السماء


*****************


هوى كفه على وجه عمرو الذى نظر له بذهول شديد ، لكن حسام لم يتركه لحيرته او ذهوله

وانما جذب ياقة قميصه وقال بغضب بلا حدود والرذاذ يتطاير من فمه ليتساقط على وجه

عمرو الذى احمر من شدة الضربة:

-انت ايها الصعلوق تتحدث معى بهذه الطريقة وتوجه لى مثل هذا الكلام

من تظن نفسك يا حيوان ؟؟؟

جذب عمرو يدى حسام اللتان تعلقتا فى ياقة قميصه بعيدا عنه

وهو يقول بغضب:

-من تظن نفسك انت لتسمح لها بان تهوى كفا على وجهى؟؟

هل وصل جبروتك وغرورك ان تضربنى يا حسام

وكل هذا لماذا ؟؟؟ لاننى احذرك وانصحك وافعل فيك معروفا وابعدك عن

هذا الطريق الذى تسير فيه بلا هوادة

تضاعف غضب حسام وهو يرى عمرو ثائرا فى وجهه بطريقة لم يعتدها

فصاح بعصبية وحدة:

-اى طريق هذا يا مغفل ؟؟ انا برىء من هذه التهمة الحقيرة التى تنسبها الى

انا رجل شريف نظيف مائة بالمائة

واضاف بغضب وهو يرى ابتسامة عمرو الساخرة تتراقص على شفتيه:

-ولن اسمح لاى كان ان يشكك فى هذا

ثم اشار اليه باستهزاء وهو يضيق المسافة بين اصبعيه الابهام والسبابة

قائلا بسخرية:

-وانت ايها الصعلوق تأتى لتوجه لى مثل هذا الكلام

من انت لتقول هذا ؟؟

عقد عمرو ساعديه امام صدره القوى وهو يهز رأسه بأسف قائلا:

-انا اخوك الكبير الذى اكتشف ان اخوه رجل الاعمال وصاحب الشركات

وصانع الخيرات تاجرا للمخدرات

كاد حسام ان يهوى بكفه ثانية على وجه عمرو الا ان عمرو امسك كفه

بقوة وهو يقول بغضب:

-لم اتوقعها المرة الاولى و لن اسمح لك بتكرارها لكننى لن احرمك من

سماع وقع الكف تهوى على الوجه

وقارن قوله بفعله ، فوجىء حسام بالصفعة تهوى على وجهه فتفجر

جنونه وغضبه ولمعت عيناه بوحشية وهو يقول بشراسة

محاولا التهجم على عمرو:

-ايها.......يا ابن......

حاول باستماتة ان يرجع كبرياؤه الصريعة الا ان عمرو لم يعطه الفرصة وهو

يقف فى طريق كل محاولاته المستميتة التى نجحت فى النهاية ان توجه قبضة

الى وجه عمرو فنزفت انفه فمسحها وقد اشتعل غضبه هو الاخر

حاول ان يسيطر على اعصابه الا انه هز كتفيه قائلا:

-ولم ؟؟؟؟؟

ثم طوق كتفى حسام ووجه ركلة مؤلمة الى معدته فانحنى حسام

وهو يهتف بسبات بذيئة بالم ، وتمدد على الارض وهو يرى قدما عمرو

تقترب منه وصوته يقول بتحذير:

-لن اسمح لك ان تدمر شباب البلد ايها الوغد ولن اكون بعد اليوم

سوى رجلا يجب ان تخشى منه لانى لن ارحمك او اتركك تفعل بحرية

ما تفعله، وشركتك لن اخطها بقدمى واعتبرنى مستقيلا

تحامل حسام على نفسه وهو يستند على يديه ليقف على قدميه

متابعا انصراف عمرو بعينين تشتعلان غضبا فتوجه

على الفور الى هاتفه المحمول الذى صاح فيه:

-امام ، عمرو خرج من منزلى توا ، اريد تقريرا كاملا

عن تحركاته

ثم اضاف بحنق:

-نعم عمرو اخى ايها الغبى


*************


هزت دنيا قدميها بتوتر وهى تسمع الرنين بدون جواب للمرة الحادية العشر

فرفعت عينيها الى ادهم وقالت بحيرة ممتزجة بالقلق:

-مى لا تجيب على اتصالاتى

هز ادهم كتفيه وقال:

-ربما لا تستيقظ فى هذا الوقت المبكر

قالت بدهشة وهى تهز رأسها نفيا:

-تستيقظ !! وهل ستكون اوت الى النوم اصلا يا ادهم

كان يجب ان تكون هنا الان ، لا ادرى ما الذى اخرها ولماذا لا تجيب على

هاتفها ؟؟

مط ادهم شفتيه فى حيرة لكن فجأة جال بخاطره فكرة فقال على الفور:

-هل معكى رقم تليفون ابنة عمها العروس

قالت بأمل:

-تقصد غادة ، نعم معى حسنا سأتصل بها


×××××××××××××××


اتجه امجد الى حيث تجلس غادة وناولها هاتفها المحمول وهو يقول:

-امسحى دموعك وتلقى هذا الاتصال انها دنيا

تناولت غادة منه الهاتف وهى تمسح دموعها وقالت بعد ان اخذت نفسا عميقا:

-الو الحمد لله .. مى !!!! لا اعتقد انها تستطيع ان تحادثك الان

ثم انتحبت وهى تقول بصعوبة:

-لقد توفى عمى

جاءتها شهقة دنيا فأضافت اجابة على تساؤلها:

-نعم هذا صحيح... حياتك الباقية

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image005.jpg[/IMG]

ماذا ؟؟

شهقت قائلة:

-اه نعم .. محمد ، لقد نسيناه تماما فى هذه المعمعة

حسنا سأرسل اليكى امجد

ثم اضافت بلهفة ورجاء:

-ولكن ارجوكى يا دنيا لا تخبريه بوفاة ابيه ، يكفى ما يعانيه

وطمئنينى اولا باول شكرا يادنيا

نعم بالتأكيد سأنقل اليها تعازيكى ريثما تأتين

الى اللقاء

واغلقت الخط ورفعت عينيها الى امجد الواقف امامها والذى قال:

-حسنا سأذهب انا اليهم وقفى انتى بجوار مى

كاد ان ينصرف لكنها امسكت بذراعه وقالت بتحذير:

-لا تخبره يا امجد ارجوك

اومأ برأسه وهو يتمتم بحزن:

-حسنا لن اخبره

عاودت غادة الجلوس على المقعد وهى تتنهد بحسرة ، وقد ايقنت بلا شك

انها منذ جاءت الى هذه الاسرة السعيدة وقد فرقت شملهم ، حسدتهم على جوههم

الاسرى فاصبح حالهم اصعب من حالها هى نفسها ، يبدو انها السبب فى

هذا كما كانت السبب فى وفاة والدها

ما ان تذكرت والدها حتى بكت بحرقة مستسلمة لطوفان الحزن

الذى اصابها


********************

اتجهت انتصار الى حيث جلست ناهد تتابع التلفاز فى غرفتها ، وترشف من كوب

الشاى من حين لاخر ، وجذبت انتباها بعيدا عن شاشة التلفاز بقولها:

-ناهد هانم هناك شخص يريد مقابلتك

نظرت اليها بتعجب وهى تقول:

-يريدنى انا ام يريد سيدة المنزل ؟ اعنى هل يريد دنيا ولانها غير موجودة

طلب رؤيتى انا ؟

هزت انتصار رأسها نفيا قائلة:

-لا يا ناهد هانم، لقد طلب رؤيتك انتى بالاسم قال انه يريد رؤية

مدام ناهد شاهين

قامت ناهد من مجلسها وهى تقول بدهشة:

-من هذا ؟ انا لا اعرف احدا هنا ربما يكون احد معارفى القدامى لكن لا احد يعرف اننى عدت

ثم التفتت اليها قائلة بتساؤل:

-هل اخبرك عن اسمه

-لا يا ناهد هانم ، لو كان فعل لكنت اخبرتك ، لقد قال انه يريد رؤية التعبير على وجههك عندما ترينه

مطت ناهد شفتيها فى حيرة وهى تقول:

-ما هذا اللغز ؟؟ من هذا الشخص؟؟

قالت انتصار بنفاذ صبر:

-لن يظل لغزا ولن تنتابك الحيرة يا ناهد هانم لو بدلتى ملابسك وقدمتى لمقابلته

حدقت ناهد فى وجهها بدهشة وصاحت فيها بغضب:

-هل تملين على ما افعله يا بنت ؟؟

قالت انتصار بارتباك:

-لا ابدا يا هانم اننى

-حسنا حسنااذهبى لتقدمى مشروبا له واخبريه اننى قادمة بعد قليل


×××××××××××××××××××××


هبطت ناهد درج الفيلا الداخلى محاولة ان تستشف هوية ذلك الرجل الطويل الذى

اعطاها ظهره واستغرق فى تأمل الفيلا وما ان اصبحت خلفه حتى تنحنحت قائلة:

-لقد بلغنى انك تريد رؤيتى يا سيد

التفتت اليها ذلك الرجل فاصدرت شهقة وتراجعت للخلف حتى كادت تصطدم باحدى

المقاعد وهى تقول بدهشة وانزعاج:

-انت !!!!!!!!!!!


********************


جلست مى متسعة العينين ، راقدة بلا حراك على فراش ابيها الخالى ، شاردة الذهن

فى ذلك الكابوس الذى بدأ الاسبوع الماضى بسقوط البرج وشلل والدها والقبض

على اخيها واخيرا وفاة والدها وصعود روحه الى بارئها

يا ترى ماذا يخفى القدر فى جعبته لها اكثر من هذا ؟؟

لقد فقدت كل شىء فى اسبوع واحد

سبعة ايام غيروا مجرى حياتها الى الابد واحالوها الى جحيم مستعر

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image007.jpg[/IMG]


دلفت غادة الى الحجرة وقالت بصوت باكى منخفض وهى تجلس بجوارها

على الفراش:

-لقد انتهى الامر ، لقد تم دفنه يا مى البقية فى حياتك

سالت دموع مى الصامتة على وجهها فاخذتها غادة بين احضانها

لكنها احست بها جامدة كاللوح الخشبى فهتفت مستجدية:

-ارجوكى عبرى عن مشاعرك ، انتى ساكنة كالحجر منذ حدث ما حدث

اخرجى نفسك من حالتك هذه ، وقفى على حيلك يا مى

من اجل اخيكى حتى

ابتعدت مى عن حضنها، ونظرت الى وجهها بسرعة عندما قالت غادة كلماتها الاخيرة

وغمغمغت بخفوت بشفاة جافة وعينان تائهتان:

-محمد

هزت غادة رأسها بحدة وهى تهتف بلهفة:

-نعم محمد لقد ذهب امجد ليلتقى بدنيا ومحاميها فى النيابة

وان شاء الله يعود محمد ليأخذ عزاء والده

قالت مى بخفوت بعد فترة صمت طوييييلة:

-بالتأكيد ابى سمع ما حدث ، لقد عرف انه تم القاء القبض على محمد

لذلك لذلك

لم تستطع انهاء جملتها وانفجرت فى البكاء وهى تصرخ:

-ابى ابى انا اريدك يا ابى ابىىىى ، لا يمكن ان تتركنى وحيدة هكذا

انا اريده يا غادة انا بحاجة اليه ابىىىىىىىىى

ارتجفت شفتاها وانهمرت الدموع من عينيها المتورمتين وهى تصيح:

-ومحمد محمد يا غادة ، محمد هو الاخر تركنى

وانتى ايضا ستتركينى

وعددت على اصابعها وهى تبكى بحرقة:

ابى ومحمد وانتى

ثم اشارت الى نفسها وقالت من وسط دموعها:

-وتتبقى مى وحيدة وحيييييييييييدة

وانا لا اريد ان اكون وحيدة لا اريد

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image009.jpg[/IMG]

سالت دموع غادة انهارا وهى تحتضنها بقوة قائلة بهدوء وهى

تربت على ظهرها بحنان:

-انا معكى يا مى لن اتركك ابدا ، ومحمد سيعود اليكى باذن الله

كلنا معكى يا مى كلنا معكى

قالت كلماتها هذه وهى لا تدرى اهذا سيحدث حقا !!!

هل سيعود محمد فعلا ؟؟؟؟


**********ٍ*


سار عمرو فى الطرقات على غير هدى ، وعقله ملىء بالافكار المشتتة

المحبطة، كان يتمنى ان يسير الامر على نحو افضل من هذا

كان يعتقد ان حسام سيفاجىء ويصعق من معرفته بالامر فيتملكه الصمت

وتكون هذه فرصته فى التأثير عليه وارجاعه الى رشده

او حتى يعترف بفعلته هذه فيتناقشان حتى يتوصلان للحل الافضل

لكنه لم يتوقع ابدا انكار حسام بل وتماديه والتعدى عليه بضربه

لقد خطط للامر ان يكون بشكل اخر شكل مختلف شكل اخوى

كان يتمنى ان تكون مصارحتهما هذه بداية لوصل الاخوة شبه المهترئة والتى انقطعت نهائيا الان

لقد اخرجه عن شعوره وجعله بدلا من ان يحتويه ينهال عليه ضربا

لكنه ثار لكرامته التى اهدرت وفارقه صوابه وتمكن منه الغضب

ماذا هو فاعلا الان وقد دمرت اخر فرصة كانت من الممكن

ان تعيد حسام لصوابه وتدفعه للطريق المستقيم

بعيدا عن طريق السم الابيض الذى ينهار بسببه الالاف

من شباب بلده

عند هذه النقطة تسللت دمعة حبيسة من عيناه المتألمتان

تصنع عمرو عدم الانتباه لها لها وتركها تسيل تغسل الضيق

الذى يشعر به والغضب الذى ينهش صدره

لكنه ادرك بصراحة انه لن يعود ذلك الشخص السلبى الذى يقف فى

وضع المشاهد لصفقات اخيه المشبوهة وتدميره لالاف الاسر والشباب

يجب ان يضع حدا لهذا

حتى ولو كان هذا الامر على حساب شقيقه ووالدته

ثم اشار الى تاكسى مارا بجواره وصاح ليسمعه

سائق التاكسى:

-المديرية !!!

اومأ السائق برأسه فدلف عمرو الى السيارة التى تعقبها امام بسيارته

وهتف فى هاتفه المحمول:

-انه متوجه الى مديرية الامن يا حسام باشا

وصله صوت حسام المنزعج هاتفا بحدة:

-يجب الا يصل اليها يا امام ، يجب الا يصل

وبرقت عينا امام وهو يتلقى الامر الجديد

الذى لن يستطيع معه عمرو ان يصل للمديرية ابدا


*****************


لاحت على شفتيه ابتسامة وهو يقول:

-نعم ، انا يا ناهد ، لقد تغيرتى كثيرا ، لكنك مازلتى تبدين جميلة

وتلفت حوله وهو يشير للفيلا قائلا:

-اما الفيلا فقد تغيرت تماما ، لقد كدت الا اتعرفها رغم اننى لم ادخلها سوى

مرة واحدة وخرجت منها مطرودا كالكلاب ولكن اتعلمين هذا افضل فذكرياتى بها

ليست بالجيدة ابدا

اشار اليها وهو يضحك متسائلا:

-لماذا تبدين مصدومة هكذا برؤيتى

قالت ناهد بصوت مبحوح وهى تحاول التغلب على دهشتها:

-كيف عرفت مكانى ؟؟

هز كتفيه وهو يهتف:

-بالصدفة البحتة يا ناهد ، لقد تتبعتك امس عندما فررتى من الزفاف بمجرد

رؤيتى

صاحت بعد ان اعتادت الموقف الجديد وتغلبت على المشاعر المتضادة

التى انتابتها ما بين قلب يخفق لهذا الرجل وعينان لا تطيقان رؤيته:

-ما الذى اتى بك الى هنا يا ممدوح ؟؟

جلس على المقعد ووضع رجلا فوق الاخرى وهو يقول ببساطة:

-لقد فكرت ان نجلس جلسة لطيفة ندردش فيها ونسترجع فيها الذكريات

الماضية ذكرياتنا السعيدة ونحاول ان نتناسى ذكرياتنا المريرة

وغدرك وخيانتك

اشارت له بيدها ان يتوقف وهى تقول بحزم:

-من فضلك لا داعى لهذا الحديث

قام من مجلسه وهو يهتف بغضب:

-ومتى يكون وقته يا ناهد هانم؟ يا بنت الحسب والنسب والاصل العريق

متى يكون وقته؟ هل تركتى لى فرصة التعبير عما بداخلى ؟ فرصة لاقول لكى

رأيى عما فعلتيه بى ؟

واضاف بمرارة:

لكن رغم ما فعلتيه بى فان القدر لم يرغب حرمانك من حضور زفاف ابنك

قولى لى ما رأيك فيه ؟ لقد كبر واصبح رجلا

دمعت عيناها وهى تعاود اشارتها له بان يتوقف الا انه قال بسخرية:

-ماذا !! هل ازعجك حديثى ؟؟ هل آلمتك الذكريات ؟ ماذا سيحدث اذا عندما تعلمين ان

ابنك يعلم كل شىء عنك ؟ يعلم انكى تخليتى عنه قديما عندما ظهر فى حياتك رياض باشا الذى

اعجب بجمالك وارادك زوجة له ، يعلم انكى تخليتى عنه بسبب فقر ابيه

وتزوجتى الرجل الثرى صاحب المال

ثم صاح باعلى صوته الذى حمل مرارة بلا حدود:

-يعلم كل شىءكل شىء

انهمرت الدموع من عينيها وهى تصرخ:

-كفى كفى

الا ان ممدوح لم يتوقف بل عاد يهاجمها بحدة:

-لقد كرهك ابنك ولفظك من حياته ، ولم يذكر اسمك مطلقا بعد ان علم الحقيقة

لقد ثابر معى وكافح رغم صغر سنه ، وحولنا ارضى الصغيرة فى الشرقية

الى ارض واسعة ممتدة نصدر المحصول الذى تنتجه

نعم لقد اصبحنا من اكبر رجال الاعمال المصدرين للموالح ، وربما وانتى فى لبنان كنتى تأكلين من فاكهتنا الم تلحظى اسم السعدنى هناك ؟؟

اتسعت ضحكة ممدوح وهو يواصل:

-لقد لعب الحظ لعبته معنا واصبحنا بعد عامين فقط من تخليكى عنا من اغنى الاغنياء

بتجارتنا الرابحة هذه

هز رأسه بعدم تصديق قائلا:

-لم اصدق عيناى عندما رأيتك بالامس فى حفل زفاف امجد

قاطعته قائلة:

-انا لم اعلم انه زفافه الا عندما رأيتك وعرفت انك والد العريس

حدق فى وجهها بدهشة وهو يقول:

-ماذا !! هل تحاولين خداعى ؟؟ اتريدين ان توهمينى انكى لم تحاولى البحث عنا

وانكى اتيتى الى حفل زفاف ابنك هكذا !! بالصدفة !!

-اقسم لك اننى لم اعلم شىء ، لقد كنت مدعوة مع دنيا ابنة اخى

انها صديقة ابنة عم العروس

نظر اليها بشك قائلا بضيق:

-وتقسمين ايضا ؟؟ هل تعتقدين ان موقفك افضل هكذا !! ان هذا يظهر مدى جحود

قلبك وانكى لا تستحقين ان تكونى ام اى انكى لم تحاولى حتى البحث عن ابنك

ثم ضيق عينيه محاولا سبر اغوارها وقال بشك:

-ام ان هذه لعبة منك حتى تبعدينى عن طريقك وتستميلى امجد

لحسابك ليغرقك فى نعيمه

اشارت ناهد بيدها الى الخارج قائلة بصرامة:

-اخرج حالا انا لا اريد رؤيتك هنا

اقترب منها وهمس فى اذنها بصرامة:

-انا لا يشرفنى ان اكون فى هذه الفيلا اصلا لكننى احذرك يا ناهد ابتعدى

عن ابنى ، لو اقتربتى منه او حاولتى مجرد الحديث معه سترين ما لا يسرك

ولا تستهينى بكلامى ابدا

ثم صاح وهو يبتعد عنها:

-ابدااااااااااااااا

وتركها مدمرة وهى تتهاوى على مقعدها وتبكى بشدة وتهتف:

-لماذا ايقظت هذه المشاعر فى صدرى يا ممدوح؟ لماذا ذكرتنى بماضى حاولت اتناساه

لماذا؟؟

ثم اتسعت عيناها الحمراوان وهى تهتف:

-لكن ابنى امجد يكرهنى !!!!

وهزت رأسها بعنف وهى تصيح:

- لا لا لا لا اصدق هذا ابدا لا


********************


قطع امجد الردهة التى تفضى الى مكتب رئيس النيابة جيئة وذهابا بعصبية مفرطة

حتى صاحت فيه دنيا وهى تجذبه ليجلس على المقعد الذى يجاورها:

-من فضلك يا امجد ، اعصابى لا تحتمل اكثر من هذا ، لقد ادرت رأسى بما

تفعله اهدأ قليلا

هز امجد رأسه وهو يهتف بضيق:

-الامر ليس بيدى الوضع كله يثيرنى

زفرت دنيا محاولة ان يخرج مع الهواء الضيق الذى جثم على انفاسها

وقالت بمرارة:

-نعم انها مأساة فعلا القاء القبض على محمد بتهمة كهذه

ووفاة عمى .. احداث لا يصدقها عقل ولم نكن نتخيل انها قد تحدث لاحدنا

شاركها امجد مرارتها وهو يقول:

-نعم ولا يحلو لها ان تحدث الا يوم زفافى

تجاهلت جملته الحانقة وهى تلفتت اليه وتسأله باهتمام :

-اخبرنى ما اخبار مى وغادة ؟؟

هز كتفيه تعبيرا عن قلة الحيلة وهو يجيب:

-غادة منهارة ، اما مى فساكنة وجامدة كالحجر ، نعم الدموع تسيل من عينيها

بغزارة لكنها لا تتحرك

هزت رأسها بضيق والدموع تتسرب من عينيها وهى تقول بمرارة:

-لقد اثرت الصدمة عليها يا حبيبتى يا مى لو كان جبل لتهدم

لا يحتمل اى انسان ما حدث لها ابدا

قام امجد من مقعده وهو يتأفف قائلا بحدة:

-كل هذا الوقت والمحامى بالداخل ماذا يفعل كل هذا ؟؟

اريد ان اعرف النتيجة ومن فعل هذا بمحمد؟؟

مطت شفتيها فى حيرة وهى تقول باستغراب:

-لا ادرى هل هناك شخص يكرهه الى هذه الدرجة ؟؟

عاد يجلس بجوارها وهو يهمس قائلا:

-هل تعتقدين انه .. ربما يكون..اعنى

اتسعت عيناها فى ذعر عندما ادركت تلميحه فهتفت بغضب:

-لا تفكر حتى فى هذا ، يا الهى !! كيف يمكنك ان تقول هذا

يا الهى !! ماذا لو سمعتك مى او غادة او محمد نفسه.. اطرد

هذه الافكار من رأسك

اشار بيده بلا مبالاة وهو يجيبها:

-حسنا حسنا لكن يجب على الفرد ان يضع امامه كل الاحتمالات

قالت بحزم:

-الا هذا

ثم زفرت بحنق ، وخيمت عليهم فترة طويلة من الصمت والتوتر

استدارت بعدها دنيا الى امجد قائلة باهتمام وهى تتفرس ملامح وجهه بتمعن:

-هل انت واثق يا امجد اننا لم نلتقى قبل امس ؟؟

نظر اليها بحيرة وهو يتساءل:

-ماذا تعنين؟؟

هزت كتفيها فى حيرة وهى تقول:

-لا ادرى انت تبدو مألوفا جدا وكأننى اعرفك منذ زمن

وجهك حديثك كل شىء

نظر اليها باستغراب لوهلة ثم ضحك وهو يشير اليها قائلا:

-اتدرين ان هذا هو نفس الاحساس الذى انتابنى عندما قدمتك

لى غادة امس

رفعت حاجبها بدهشة وهى تقول بتعجب:

-شىء غريب فعلا، رغم اننا لم نلتقى من قبل لكن

قطعت دنيا حديثها وهى تتطلع الى رجال الشرطة يصطحبون محمد

الذى هتف بعينان حمراوتان وصوت مختنق:

-امجدكيف حال ابى ومى ؟؟

اخفى امجد انفعاله وقلبه يرق لحال محمد فقال بسرعة محاولا

الترويح عنه:

-كلهم بخير يا محمد ويدعون لك لا تشغل بالك انت

صاح محمد بتوسل وهو يبتعد:

-لا تخبر ابى بما حدث يا امجد ارجوك

-لا تقلق يا محمد

ثم هتف وهو يراه يبتعد عن ناظره:

-الى اين يصطحبونك يا محمد ؟؟ محمااد

ثم اقترب من المحامى وهو يسأله بسرعة وقد

خيم على وجهه القلق والانفعال:

-الى اين يصطحبون محمد ؟؟

مط المحامى شفتيه بضيق وهو يقول:

-سيتم حبسه على ذمة القضية

شهقت دنيا وهى تقول بفزع:

-قضية !! الا يقتصر الامر على انه سوء فهم ؟؟

مط المحامى شفتيه بسخرية وهو يهتف:

-سوء فهم !! القضية ليست هينة ابدا ، الكمية التى وجدوها فى شقته

كمية كبيرة حولت القضية بجانب شهادة الشهود من مجرد قضية حيازة مخدرات الى الاتجار فيها

اتسعت عينا دنيا فى ذعر فى حين هتف امجد باستنكار:

-ماذا !! قضية ماذا ؟؟ ما هذا الهراء الذى تقوله ؟؟

ماذا تعنى بالله عليك ؟؟

قال المحامى بتعاطف:

-للاسف محمد متهم بالاتجار فى المخدرات وليس فى القضية ادنى

سوء فهم كما اخبرتينى يا انسة دنيا ، وللاسف ايضا التهمة ثابتة عليه

سأله امجد بنفاذ صبر:

-ماذا تعنى يا استاذ ربيع؟؟ لا امل من خروج محمد براءة !!

ارتفع حاجبا المحامى فى دهشة وهو يردد جملته فى مزيج من

السخرية والاشفاق:

-براءة !!!!!!

ادعو الله الا يذهب الى ربه بحكم المحكمة او يقضى بقية عمره فى السجن

هتفت دنيا بانهيار تام سيطر عليها فعجزت عن الوقوف واسرع امجد

بتلقيها بين يديه ليساعدها على الجلوس على احدى المقاعد:

-ماذااااااااااا !!!!!!!!

قال المحامى محاولا تخفيف وقع الصدمة عليها:

-انا سأحاول ان اخفف العقوبة وان انبش فى القضية لعلنى اجد ثغرة

لكننى لا اعدك باكثر من هذا عليكم بالدعوات والصلوات

ازدردت دنيا لعابها الجاف وهى تقول بخفوت:

-لكنه برىء يا استاذ ربيع

هز كتفيه بقلة حيلة قائلا:

-القرائن كلها ضده يا انسة دنيا تقبلى اسفى


[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image011.gif[/IMG]



********************


سعل حسام بقوة اكثر من مرة ، وهو يقطع الردهة التى تفيض الى حجرات

النوم فى الدور العلوى من الفيلا، وتناول سيجارة جديدة اشعلها واخذ منها عدة انفاس

ثم القاها على الارض واطفأها بقدمه غير مباليا بالحروق الصغيرة التى

احدثتها فى السجادة

ثم زفر بضيق وهو يضرب بعنف مسند المقعد الذى جلس عليه وغادره بعدها

بثانيتين واطلق هتافا قويا معبرا عما يجيش بصدره من انفعالات مدمرة:

-آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

نظر فى ساعة يده اكثر من مرة لدرجة جعلته يشك انها معطلة وان

عقاربها لا تتحرك،

انطلق فى الردهة كالمحموم وهو يبحث عن شيئا ما

وسرعان ما وجده ..توجه الى تلك المزهرية الثمينة وقذف بها بقوة

تجاه ذلك الزجاج الذى يحتل جدارا كاملا ويحيطه سوار ذهبى

فتحطم الزجاج بدوى هائل وتناثرت اجزاؤه الصغيرة فى كل مكان

الا انه لم يبالى بهذا كله

لقد كان فى انتظار محادثة هاتفية هامة للغاية

محادثة تحدد مصيره ومصير عمله ومصير حياته نفسها

عاد يتطلع الى ساعة يده وهو يغمغم بحنق:

-لماذا تأخرت الى هذا الحد ايها الغبى امام ؟؟

لقد اعطى لامام امرا واجبا التنفيذ عمرو لا يجب ان يخط بقدمه

مديرية الامن يجب ان يمنعه باى شكل

لذا فان سيارة مسرعة تحمل شابا طائشا تلتقفه بعد ارتجاله من التاكسى

وتطيح به هو امثل حل لتنتهى جميع مشاكله

وليس فقط الاخطار التى تحوم حوله بذهاب عمرو لقسم الشرطة

ولكنه سيرتاح الى الابد من عمرو وستكون والدته له وحده

والدته الانسان الوحيد على وجه البسيطه الذى يحبه فعلا

ولا يسعى لماله او جاهه

والدته الانسان الوحيد الذى يشعر معه بالحنان والامان يغمرانه

لا يستطيع ان يخاطر بان تتحول الى صف عمرو فى يوم من

الايام

وقد جاءت له الفرصة على طبق من ذهب

فعمرو يهدد كيانه ووجوده وهذا سبب قوى

ليتخلص منه ، انه يدافع عن وجوده

انها مسألة حياة او موت

وعمرو هو من فعل ذلك بنفسه عندما هدده

بل وتحداه وتوجه ليضع القيود حول معصميه ويدخله السجن

وتكون امه له وحده

اتسعت عيناه بوحشية وهتف بشراسة:

-لن اسمح لك ابدااااااااا

فوجىء بصوت مدوى يأتى من غرفة والدته

فتوجه بلهفة اليها وهتف بذعر عندما رأها ممدة على الارض

وصدرها يعلو ويهبط بعنف وهى تقول بصوت مخنوق

وعيناها متسعتان برعب:

-عمرو عمرو يا حسام

عمرو بخطر انا اريد ابنى

ابنىىىىىىىىىى

وسقطت فاقدة الوعى

صاح فى ارتيااااااع:

-امىىىىىىىىىىىى

ثم اسرع بالضغط على ازرار هاتفه المحمول وهو يهتف:

-امام الغى العمليةالغى العملية

لكن............

سقط الهاتف من يده وتطلع برعب الى والدته فاقدة الوعى

شاحبة الوجه وهو يستمع لهتاف امام:

-لقد فات الاوان يا حسام باشا



****************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حياة ..شعبة ظلم, jenhoud, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية