لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-09, 12:17 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الفصل الثامن عشر

مشاعر متأرجحة


حمل وجهه عينان متسعتان مذعورتان وشفتان ترتجفان ، وقلبا يخفق بالم وعروق تكاد تنفر من القلق

اسرع فى خطاه..ركض باقصى ما يستطيع جسده ان يتحمل وحين اقترب

لم يهتم بالعرق الذى سال على جسده كالشلال..لم يهتم بدقات قلبه المجنونة والتى تخطت

الحد الاقصى لخفقان قلوب البشر

كل ما اهتم به هو ما يقبع خلف هذا الباب

فبين ثانية وآخرى قد يفقد كل ما تمناه

ان تأخر ثانية واحدة قد يضيع من بين يديه الشىء الوحيد الذى اضاء حياته بنور لم يعرف له مثيل..ان فات الاوان فانه سيكون قد خسر كل شىء

لم يتوقف لالتقاط انفاسه المتهالكة ..واسرع يمد يده نحو مقبض باب الغرفة

لكن ما ان لامست يده المقبض حتى انزلقت فاسرع بمسحها بغل ممتزج بالضيق فى قميصه

السماوى ، وعاد بقوة يحكم قبضته لكن الباب لم يتزحزح رغم ان مقبضه كان بين يديه

كادت الدموع تفر من عينيه وهو يقف عاجزا عن انقاذ مى

باب خشبى غبى يقف حائلا بينه وبين وقف الجريمة البشعة التى ترتكب فى الداخل

ركل الباب بقدمه بقوة بعد ان فشلت محاولاته التعسة فى فتحه عنوة

التفت حوله كالمجنون ..صرخ بحرارة

وهتف بألم:

-مى..انا قادم اليكى يا حبيبتى ..تبا لك ايها الباب اللعين

تأوه بالم وهو يشعر بنيران تحرق قلبه ولسان حاله يهتف

يا لك من ضعيف..فتاتك بالداخل تموت وانت لا تستطيع التغلب على قطعة من الخشب

تناهى الى سمعه صوت عربة تجر على الارض فادار نظره ليلمح الفتاة المسئولة عن النظافة

تجر العربة التى تحمل عليها المنظفات

انفرجت شفتاه ولمع الامل فى عينيه

عادة هذه الفتاة تحمل معها الماستر كى او المفتاح الرئيسى لكل ابواب غرف الفندق

هرول حتى وصل اليها وقال بجزع مشيرا الى الغرفة:

-ارجوكى ..اسرعى بفتح هذه الغرفة

نظرت اليه باستخفاف وهى تقول بعناد:

-هل تمزح معى ؟ من انت ؟ وكيف صعدت الى هنا دون ان تكون من مؤجرى غرف الفندق

جذبها من يدها تجاه الغرفة فتاوهت الا انه لم يهتم وصرخ :

-اسمعى..بداخل هذه الغرفة جريمة قتل ترتكب..هناك رجل يحاول قتل فتاة وهى تصرخ مستغيثة

ارجوكى ساعدينى حتى ننقذها من بين يديه

نظرت اليه بتوجس وقالت:

-وماذا لو هذا كله مجرد فخ وانت لص

شد شعره واندفعت دمعتان حبيستان عاجزتان تسيلان على خده وهو يهتف:

-اتوسل اليكى ..صدقينى ..ستكونين انتى المسئولة عن ازهاق روح تلك الفتاة البريئة

فى هذه اللحظة تناهى الى سمع الفتاة صرخة عالية منبعثة من داخل الغرفة فهزت رأسها

واولجت البطاقة التى تشبه بطاقة الائتمان فى جدار الباب فانفتح بعد ان اصدر تكة خفيفة

فازاحها عمرو من جانبه واندفع داخل الحجرة


****************


عالج وائل قفل باب الشرفة المؤدية الى غرفة دنيا بصبر

وما ان اصدر القفل التكة ذات النغمة المميزة حتى تنفس وائل الصعداء وابتسم بارتياح وهو يعيد المفك الى جيب سترته ويتسلل ال داخل الغرفة وهو يهمس بتشفى:

-غبية ..لم تأخذ درسا من المرة السابقة وتركت كل شىء كما هو ..لم تعتنى حتى بوضع

حديد على باب الشرفة ليحميها من........

-من امثالك

سطع ضوء مبهر فى وجه وائل فغطى وائل وجهه بسرعة بيديه ثم ازاحها ببطء من على عينيه

ليتطلع بدهشة امتزجت بالضيق الى صاحب العبارة

تقدم ادهم نحوه قائلا بسخرية:

-للاسف..دنيا لم تعتقد انك غبى لدرجة انك بمجرد خروجك من السجن تفعل نفس الفعلة التى اودتك اليه فى المقام الاول كما لم تتصور انك شخص نمطى لا تجدد حتى فى كيفية اقتحامك لممتلكاتها

واعقب جملته بضحكة ساخرة اتسعت لها عينان وائل غضبا

وشدد على قبضتيه وهو ينظر اليه بضيق لم يهتم له ادهم الذى استطرد بعد ان اخذ نفسا عميقا من السيجارة التى حملها بين اصابعه:

-هل كنت تعتقد انك ستأتى لتجد دنيا نائمة فى فراشها لتستكمل ما لم تستطع فعله فى المرة السابقة؟

انت واهم اذن..او غبى وربما احمق كذلك

فى الحقيقة كل هذه الصفات تنطبق عليك لتصف ذكائك شبه المحدود وربما المعدوم

هل تصورت اننا اغلقنا صفحتك الماضية ؟ لا يا عزيزى

تحركاتك لدىّ منذ اللحظة الاولى التى خطت فيها قدماك عتبة الحرية..منذ ان فارق جسدك السجن واتباعى خلفك يبلغونى تحركاتك لكنك استطعت ان تلعب لعبتك الدنيئة بمهارة وخططت للامر ونفذته دون ان اتمكن من ايقافك

ارتجفتا يدا وائل وارتعشتا عيناه وهو يقول بصوت غلبه التوتر:

-ماذا تقصد ؟

اطلق ادهم ضحكة ساخرة وهو يقول:

-حريق المصنع..اتخيلت اننى لن اكشف انك الفاعل..كما قلت منذ البداية انت احمق بالفعل

لكن لا تقلق انت لم تخسرنا الكثير بل على العكس بمجرد ان تكتشف شركة التأمين انك الفاعل ستعيد بناء المصنع من جديد وهذه فرصة جيدة لنعيد بناء الديكور لاننا مللنا من السابق

تأججت مشاعر الحقد والغضب والضيق بقلب وائل لتصنعا مزيجا متجانسا بنكهة الكراهية

فاحت رائحته فاخرجت وائل عن شعوره وانقض كالليث على ادهم محاولا اطباق فمه اللعين

واطفاء النار التى اشتعلت بصدره الا ان ادهم لم يعطى له الفرصة واستقبل انقضاضته بصدر قوى دفعه الى الخلف وبادر هو بالهجوم عليه وهو يصيح:

-ايها الغبى انا اشعر بالشفقة عليك

كان الافضل لك ان تدع الامر وان تحاول اعادة بناء حياتك المتهالكة لكنك ابيت واخترت الطريق الصعب معتقدا انك هذه المرة اكثر قوة او ذكاء

هل اكتشفت الان مدى حماقتك..لماذا تحاول ايذاء تلك المسكينة؟؟

امتلأت عينا وائل بالدموع من شدة الالم الذى سببه ضربات ادهم المتتالية ومن الالم الاكبر الذى احدثته سارينة سيارة الشرطة التى تقترب بنفسه

لقد خارت قواه وتمدد على الارض كالجثة الهامدة منتظرا احاطه معصمه بسوار حديدى من جديد

مسح ادهم شفتيه وهو يتطلع الى جسد وائل الملقى باهمال على الارض وقال بضيق:

-قف واجه مصيرك كرجل



****************

احكم قبضة يده حول عنقها محاولا اخراج انفاسها التى اغوته وجعلته يتوهم نفسه حبيبا لها

محاولا زهق روحها التى مست روحه ..محاولا ايقاف دقات قلبها الذى اعتقد انه يخفق له

محاولا ازاحتها عن الوجود..ازاحة الانسانة التى كان طعم الحياة معها مختلفا

الانسانة التى وضع حياته ومستقبله بين يديها

لم يستجب لتوسلاتها ولم يرق قلبه لعينيها التى ترجوه ان يرحمها

لم يتوقف ولم يتنحى عما يفعله

كل ما كان يسيطر على كيانه

انه يجب ان يقضى على ضعفه..يجب ان يبتر اليد التى كادت تهلكه

يجب ان.........

-آآآآآآآآآآآآآآآآه

تأوه صارخا عندما استطاعت قدمها الصغيرة ايجاد طريقها الى ما بين ساقيه وتوجيه ضربة مبرحة..ازاحته من طريقها محاولة ايجاد طريق الهرب الا ان غضبه والمذاق المرير للخيانة الذى يشعر به كالعلقم فى حلقه جعلاه يتناسى المه ويهب واقفا مانعا محاولاتها المستميتة فى ازاحته عن طريقها

احكم قبضته على ذراعيها فتأوهت بالم وصرخت ودموعها تغرق وجهها:

-اتركنى..اترك يداى..ماذا تريد منى؟ الم يكفى ما فعلته بى

الم يكفى الجحيم الذى احلت حياتى اليه..الا يكفيك كل ما اقترفته يداك من ظلم وشر

ماذا تريد بعد؟

ازاح كفيه من على ذراعيها فقط ليلتقط وجهها بين يديه ويصرخ:

-لقد خدعتينى ..جعلتينى مسخة قابلة للسخرية فى عالمى

عرضتى حياتى ومستقبلى للخطر ..نسجتى لعبتك حولى كى تسلمينى للشرطة

لكن هذا لن يحدث

وجهت له نظرة نارية مفعمة بالكراهية وهى تلفظ كلماتها بتشفى:

-انت واهم اذن ان ظننت انك عندما اكتشفت لعبتى انك فررت من العدالة

الشرطة تعرف عنك كل شىء وهم هنا حولك باى لحظة سيلتفون حولك

هوى على وجهها صارخا:

-بماذا تهذين ؟؟

اندفع عمرو من باب الغرفة فاطلقت مى صيحة فرحة نبهت حسام الى وجوده فالتفت

ناحيته لتتسع عيناه وهو يجد جسدا قويا انقض عليه واوقعه ارضا

وضعت مى كفها على شفتيها حائلة بين صرختها وخروجها الى العلن

اذ اشتبك الجسدان فى معركة حامية انتفض لها جسد مى وسارعت بالبحث عن هاتفها المحمول

الا انها توقفت فى مكانها عندما سمعت وقع خطوات تقترب فوجهت عينيها الى باب الغرفة لتصطدم بالرائد مصطفى وعددا من رجال الشرطة فتنفست الصعداء واغمضت عينيها بارتياح

لتعجز ساقيها عن حملها وتقع فاقدة الرشد


*****************


ارتمى الاثنان على الارض وقد بلغ منهم التعب والقهر مبلغه

اعطى كل واحد فيهم ظهره للآخر غير عابئا به لاعنا اياه فى سره

فلولاه لما انتهى به المقام الى هذا المكان

كان سيد يتمتم بكلمات خفيضة:

-ايها المخبول..انت المتسبب فى رميتى تلك على هذه الارض الباردة بعيدا عن زوجتى واولادى..منك لله يا نعمة..طيلة عمرك لم نرى شيئا منك سوى المصائب

وما ان تنفسنا الصعداء لانكى حللتى عن حياتنا وتزوجتى ذلك الثرى المجنون

جثمتى على انفاسنا ثانية وعدتى لتزحمين المكان وتحتلين مكانا ليس لكى

وها هى مصيبة جديدة من مصائبك التى لا تنتهى..طليقك الاحمق اقتحم المنزل

ليعتدى عليكى ضربا وانا اخذتنى الشهامة وعملت على انقاذك من بين يديه

فقط لندخل فى عراك دامى اودى بنا نحن الاثنان الى التهلكة

حسبى الله ونعم الوكيل فيكى يا نعمة

ماذا يفعل ابنائى الان من دونى

منك لله يا نعمة

تطلع ممدوح الى ظهر سيد الذى اولاه له والتقط جملته الاخيرة ورددها بحنق:

-منك لله يا نعمة

دمرتى حياتى ولوثتى سمعتى وقضيتى على مستقبلى

قتلتى ابنى الذى مات وهو ناقم علىّ

تراجع ممدوح الى الوراء ساندا رأسه على حائط زنزانة السجن التى ازدحمت

بالمجرمين الذين تناوبوا على التطلع اليهم بتحفز

حاول ممدوح ان يتناسى الجدران المشينة التى ضمته بين جنباتها

حاول ان يتذكر كم اخطىء وكم ارتكب من زلات

حان الوقت كى يستعيد رشده

حان الوقت كى يبدأ صفحة جديدة ويتناسى كل ما حدث

لكن كيف ؟ كيف سينسى وقلبه يتمزق كل ثانية لفراق ولده

كيف سينسى انه مات متهما بتهمة شائنة هو برىء منها

كيف سينسى قراره الغبى بادخال تلك الافعى الى حياته

كيف سينسى انه معرض للسجن لسنوات لا يدرى عددها

كيف ؟

كيف؟

اغمض عيناه بحسرة فتسللت من بين جفونه دمعتان حارتان تواسيان حاضره

المغرق فى الظلمة


*******************


حاولت غادة الاستناد الى حافة الفراش لتصل للعكازين الذين ارتكزا الى جانب المقعد

فاسرعت دنيا التى وصلت توا الحجرة الى التقاط يد غادة لتلقى بحملها على اكتافها

بينما امتدت يدها تمسك العكازين الذين تسلمتهما غادة منها ووضعتهما تحت ابطيها هاتفة بامتنان:

-اشكرك يا دنيا

حملت دنيا حقيبة خضراء كبيرة من على ارض الحجرة قائلة بسعادة:

-حمدا لله على سلامتك..هيا بنا نغادر ذلك المكان الكئيب..لقد ضقت ذرعا به

هيا اسرعى ..لقد سددت المصاريف وطريق عودتك لمنزلك بات مفروشا بالزهور الان

شحب وجه غادة وبان فى عينيها شيئا تريد البوح به فتطلعت اليها دنيا بحيرة

متساءلة:

-هل هناك شىء ما يا غادة

تشبثت غادة بذراعها قائلة بالحاح:

-لا اريد العودة الى منزل امجد يا دنيا.. لا فيلا والده ولا منزله الذى نقلنا اليه مؤخرا

هزت دنيا كتفيها قائلة:

-حسنا يا حبيبتى..سنعود معا الى منزلى

خفضت غادة عيناها قائلة بحرج:

-شكرا يا دنيا لدعوتك الكريمة لكننى ارغب فى العودة لبيت عمى سعيد

-لكن مى مازالت مختفية يا غادة ولا نعرف طريقا لها

لوحت غادة بمفتاح فضى تعرجت اطرافه وقالت:

-لا تقلقى..مازلت احتفظ بنسخة مفتاحى

مطت دنيا شفتيها قائلة بضيق:

-لكنكى يا غادة مازلتى تحتاجين للرعاية..لا يمكن ان اتركك بمفردك

لم تحر غادة جوابا اذ تطلعت لعلى الذى اقترب منها بابتسامة سعيدة تراقصت على شفتاه

وزهورا حمراء تألقت بين يديه وهمسا محبا انطلق من بين شفتيه:

-حمدا لله على سلامتك يا ملاكى..يسعدنى يا مدام دنيا ان اعتنى انا بها

ابتسمت دنيا فى خبث وهى تراقب الارتباك الذى ارتسم بوضوح على وجه غادة

وقالت:

-اذن هل ستعودين معى لمنزلى يا غادة ام مازلتى مصرة على مكوثك فى منزل عمك

اطرقت غادة برأسها وكأنها لم تسمع شيئا فتنحنحت دنيا واشارت الى اللامكان

قائلة:

-حسنا انا سأذهب الى..كى....

وسرعان ما كانت خطواتها تبتعد عنهم فنزل على بجسده كى يطالع عينان غادة اللتان ارتكزتا على الارض وقال بلهجة حانية وهو يشير للمقاعد الجلدية المنتشرة فى الرواق:

-هل يمكننى الحديث معكى قليلا

كانت قدماها قد انهكاتها من الوقوف كما كان هناك خاطرا خفيا يشير اليها بالاستجابة لطلبه فاتجهت بصمت الى حيث المقاعد وانتقت واحدا نزلت بجسدها عليه فاسرع على يلتقط منها العكازين ويضعهم بجانبه خوفا ان تهب فى اى لحظة منصرفة عنه

ظلتا عيناها لا تبارحان مكانا واحدا بينما تنقلت عيناه بين عينيها وشعرها وشفتيها

كان يحاول ان يلم بملامح وجهها الجميلة التى لطالما اشتاق اليها

وعندما تنحنحت تمالك نفسه وقال بصوت متوتر:

-غادة..لن اقول لكى استمعى الىّ بقلبك وحده بل يجب ان يكون عقلك كذلك فى المعادلة

انا احبك يا غادة..احببتك ومازلت احبك

لو كان قلبك وحده له القرار لكانت تكفى تلك الكلمة كى نعيد الايام الخوالى لكن عقلك الجميل يحلو له ان يضع العراقيل فى طريق حبنا

غادة..يجب ان تتأكدى انكى اجمل شىء حدث فى حياتى وانه لا يوجد بتلك الحياة ما جعلنى اشعر بالسعادة سوى قربى منك فلكى ان تتخيلى كم كنت انتحاريا عندما تركتك وسافرت

لكى ان تتخيلى اننى تخليت تماما عن الانانية وعن سعادة قلبى وفضلّت ان اتعذب انا مقابل الا اعذبك معى ..كنت حينها اتخيل ان هذا هو الصواب واننى احميكى من هذا الزمن واقدم لكى الافضل

لم اكن ادرى اننى كنت اذبح روحينا..لم اكن اعلم اننى كنت ادمى قلبينا

لم اكن...

فجأة اختلج صوته فصمت لبرهة ثم واصل حديثه لكن شعرت غادة بارتجاف صوته:

كان قرارا احمقا من شاب طائش اعتقد نفسه روميو فقتل نفسه من اجل حبيبته

لم يكن يعرف ان قتل نفسه معناه ان تلحق به جولييت

لم يكن يدرى انه يوقع على وثيقة عذاب حبيبته

ترك مقعده وجثا على ركبتيه امامها هاتفا بعينان متوسلتان احتقنتا بالدموع:

-انا آسف يا غادة..آسف على كل ما جعلتك تمرين به..آسف على قرارى الاحمق

آسف على قرار الفراق الاحمق..اغفرى لى يا غادة..اتوسل اليكى

امنحينى فرصة ثانية

امنحى حبنا فرصة ثانية

واوعدك هذه المرة اننى سأصون قلبك ولن اجرحه مطلقا

ظلت ملامح وجهها جامدة رغم الاعاصير التى تعصف بقلبها

لم ترمش عينيها..لم تختلج شفتيها فعض على شفتيه بأسى واضاف

بلهجة الغريق الذى يتشبث بطوق النجاة:

غادة..سألقى عليكى سؤالا واحدا وسأرضى باجابتك عليه

هل تفضلين ان تمر حياتك امامك وانتى واقفة عاجزة عن استكمالها ..تخنقك ذكرياتها البشعة ويقيدك عنادك

ام تفضلين ان تتحلى بالامل وتعطى الحياة فرصة ان تثبت لكى انها ليست بهذا السوء

وتفرجى عن قلبك من سجنه المعتم

ايهما تفضلين يا غادة ؟؟


تعلقت عينا دنيا الواقفة بعيدا بوجه غادة محاولة ان تستشف منه

قرارها

هل سيصفح قلبها ام ان صفحة على قد انطوت ولن تعود لفتحها

!!!!


**************


اختلجتا شفتا دنيا وتراقصت اهداب عينيها بأمل وهى تستمع الى كلمات ضابط الشرطة

الذى هاتفها لينبئها ان هناك تطورات فى القضية وان عليها المجىء لمتابعتها

وضعت دنيا سماعة الهاتف وهى تهتف فى اعماقها بحرقة

ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب

يا مجيب النداء..يا سامع الدعاء


وامتدت يدها تلتقط حقيبتها وهى تتنهد بحرارة ، متمنية ان يتحقق ما تأمله وان ينتهى الامر على خير فهى قد ذاقت المر مؤخرا وبحاجة الى ان يغفل عنها الظلم قليلا

فقد تجرعت كأسه عن اخرها وليس لديها ادنى استعداد ان تستمر هذه المؤامرة كثيرا

المؤامرة التى هدفها ان تبات عينيها مليئة بالدموع والا تعرف الضحكة طريقها الى شفتيها

فتحت الباب ليصطدم جسدها بادهم الذى راقه ان يشعر بجسدها الضئيل بين احضانه

ولو كان عن غير عمد

ابتعدت عنه كالملسوعة وهى تهتف بضيق:

-انت مجددا..ارحمنى يا اخى وابتعد عن طريقى..ماذا بك ..لقد اعتقدت انك على الاقل تتحلى ببعض الكرامة ..الا يزعجك اننى لا اطيق رؤياك واننى انفر منك

ابتسم ادهم فاستفزها هدوئه فصاحت:

-ماذا بك؟؟ يبدو انك لم تتسلم دعوى طلاقى بعد

اخرج ورقة من جيب سترته لوح بها امام عينيها وهو يقول بهدوء:

-تقصدين هذه

كادت تومىء برأسها الا انها شهقت بعنف حينما تناثرت الورقة فتاتا امام عينيها اثر تمزيقه لها..هزت رأسها باستنكار فجذبها من يدها دافعا اياها لتحتل مكانها على احد المقاعد الا انها هبت صائحة:

-هل انت مجنون !! ابتعد عنى ..لدى ميعاد مهم ايها السمج

لوح برأسه وهو يهتف:

-ميعاد فى مديرية الامن..اليس كذلك !

طالعته بتساؤل فتقدم منها يعيدها الى مكانها وهو يقول بصرامة:

-دنيا..حديثى معكى لن يستغرق طويلا واعدك ان كنتى مصرة ان وجهى منفر ولا تبغين رؤيته بعد هذا الحديث فسأنفذ رغبتك طواعية لكن ارجوكى لا تغلقين الباب فى وجهى كليا

لا تحكمين علىّ دون ان تستمعى الى دفاعى

مطت شفتيها فى استهزاء لكنه انتهز فرصة عدم اعتراضها وجلس الى المقعد المجاور لها قائلا بلهجة حانية:

-نعم..اعترف..كنت شخصا دنىء انانى ..لا استسيغ من الحروف سوى كلمة انا ولا افكر فى شىء الا فى مصلحتى.. لا اهتم الا بحالى ..لم اشعر يوما بحنان احد او بحبه

وكما يقال فاقد الشىء لا يعطيه ..منذ اليوم الاول لى على هذه الارض والمال كالماء بين يدى لا اكاد اطبق عليه من وفرته ومن سرعة تسربه من بين يدى..نشأت طفلا مدللا كل ما ارغب به اجده بلمح البصر

وكانت الطامة ان فقدت كل شىء..فقدت ابى.. وماله ذهب مع الريح

اكتشفت اننى ولاول مرة فى حياتى لا اجد ثمن عشائى..لاول مرة افكر فى الغد بقلق

لاول مرة اشعر بمذاق الحياة الحقيقى

كان الشيطان رفيقى ..عمتك ناهد..وسوست فى اذنى وكنت انا خادمها المطيع

لا القى التهمة عليها فانا متهم فيها بقدرها

لا انكر افعالى الحقيرة..اعترف اننى وطأت بقدمى منزلك رغبة فى الاستيلاء عليه وعلى مال صاحبته..اعترف اننى جئت مصر كى اضعك كالخاتم فى اصبعى والتهم حقك

لا اشعر بالخزى من هذه التهم ..اتعلمين لماذا ؟ لاننى لست هذا الشخص

هذا الشخص الذى اقص افعاله الحقيرة اختفى من الوجود

الذى امامك الان لا يمت بصلة له لكنه بكل دقيقة يشعر بالاشمئزاز من هذا الشخص

يشعر بالدهشة ان هذا الشخص كان يعيش تحت جلده

يشعر بالحزن انه يوما كان هو وذاك الشخص انسانا واحدا

لقد تغيرت يا دنيا ..انتى غيرتينى..اغرقتينى بحنانك وحبك وبذلتى المستحيل من اجل اسعادى

وبالنهاية انا بنى آدم لست شيطانا لاجد منك كل هذا واظل اسير فى طريق خداعك وخيانتك

اغمضت دنيا عينيها وقد بدا ان مشاعرها قد اهتزت

فعندما فتحتها لم تكن خالية تماما من الدموع ، قالت بصوت مجروح:

-لطالما كنت ماهرا فى الكلام..لقد خدعتنى به..ما الذى يرغمنى اليوم على تصديقك

اقترب منها وهو يهتف بحماس:

-وما الذى يدفعنى الان للاصرار على خداعك وما كنت اسعى ورائه فى طريقه الى الوداع

اعترفى بالوضع الذى اصبحتى فيه يا دنيا..لقد فقدتى مصنعك ولن تحصلى على مبلغ التامين طالما الفاعل حرا طليقا..اقترب موعد تسليم طلبيات العملاء ومصنعك الان بات رمادا..ستواجهين شروط الجزاء المهولة..ستبيعين شركتك وفيلتك وتضيفى عليهم رصيدك فى البنك ولن تتمكنين ايضا من استكمال المبلغ..ستصبحين عرضة للمحاكمة والحجز على ممتلكاتك

هل يمكنك اعطائى سببا وجيها لاصرارى على استعطاف امرأة آيلة للسقوط

امرأة يحدق بها خطر السجن

انسالت دموعها على وجهها وقد شعر بالخوف يرسم ملامحه البشعة على وجهها

فاختلج قلبه وضمها بين ذراعيه هامسا:

-لا تخافى يا حبيبتى ..لا يمكننى ان اقف ساكنا وانتى تغرقين

انا املك الحل



***************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 24-02-09, 12:34 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


تمددت غادة على فراشها الحميم

الذى كانت تتشاركه مع مى التى اختفت دون اثر

لم يصل الى احدهم اى اخبار عنها

ترى اين مى ؟ ولماذا تركتها فى محنتها ؟ لماذا اختفت منذ ايام ؟

ضمت شفتيها فى محاولة لكبت مشاعرها وسد الستار امام عبراتها التى تخذلها دوما وتوقع دفاعاتها وتهطل منتصرة معلنة عن احزانها المستمرة

شهقت غادة بخوف حينما تناهى الى سمعها تكة خفيفة ثم سمعت بوضوح

اصوات خطوات تقترب ..اتسعت عينيها برعب فى الظلام الذى تبدد بضغطة على زر الاضاءة التى سطعت لتعمى عينى غادة وتدفعها الى اغلاقهم لتسمع شهقة مى وتفتح عينيها لتجدها بين احضانها

تشبثت غادة بها واخذت تضربها على ظهرها بقبضة يدها وهى تصيح ودموعها تغرق وجهها:

-اين كنتى ؟ اين اختفيتى ايتها النذلة ؟ تخليتى عنى باصعب وقت مررت به

غادرت مى احضانها وتطلعت اليها بانزعاج هاتفة:

-غادة..ماذا بكى يا حبيبتى ؟ ماذا تقصدين ؟

-امجد مات يا مى ..تعرضنا لحادث اصطدام وقد رحلت روحه الى بارئها بينما انا فقدت جنينى

شهقت مى ووضعت كفها على فمها فاضافت غادة بصوت مختنق:

-توقعت ان تكونى الى جوارى لكنكى خيبتى ظنى وكنتى الوحيدة التى تخلت عنى

هزت مى رأسها بعنف وهى تصيح بصرامة:

-اياكى ان تتلفظى بهذه الكلمات الحمقاء..انا دوما بجانبك..لا يمكن ان اتخلى عنكى ابدا

فقط كانت هناك ظروف طارئة اضطرتنى الى الابتعاد دون الاعلان

لقد كنت اثبت براءة اخى ..لقد اخفيت عنكم جميعا مخططى لكن الان سأصيح وبقوة واعلن عما فعلته ..محمد سيعود الينا يا غادة..

اتسعت عينا غادة بامل وهى تهتف بدهشة:

-كيف

-سأحكى لكى لاحقا لكن الان طمئنينى ..كيف حالك؟ كيف تتحملين الوضع

اغمضت عينيها وهمست :

-بشق الانفس..اشعر اننى على وشك الانهيار

دفعتها الى احضانها وهى تربت على ظهرها لتهدىء من ارتجافها:

-يا حبيبتى !! لا تقلقى يا غادة..انا عدت اليكى يا حبيبتى ومعا ستتمكنين من مواجهة كل شىء..لكن ارجوكى يا حبيبتى عدينى ان تكونى قوية..لا تستسلمين لهذا الضعف الذى ينخر عظامك...

اجبرت غادة شفتيها على الابتسام وهى تقول:

-دنيا لم تتركنى لحظة ..كانت معى نعم الاخت والصديقة

ابتسمت مى وقالت بفخر:

-هذه صديقتى التى اعرفها

-وعلى

رفعت مى حاجبيها ورددت بدهشة:

-على !! ماذا به ؟


************


غادرت احضانه بلهفة وهى تهتف:

-لديك الحل !! ماذا تعنى

تراقصت ابتسامة على شفتيه واومضت عينيه بالسعادة وهو يهتف

ملوحا امام عينيها بعدة اوراق:

-اولا : هذه موافقات كتابية من عملائك على تأجيل استلام طلبياتهم عن الموعد المحدد الذى يكاد يكون بعد اسبوع من الان

ثانيا: الشرطة اعتقلت وائل بتهمة اقتحام ممتلكاتك للمرة الثانية والان يستخدمون وسائلهم المعتادة لحمله على الاعتراف بجريمته

امالت رأسها وهى تتساءل بصوت خافت:

-جريمته!!

لوح ادهم كفيه بحماس:

-وائل هو من اشعل الحريق بالمصنع وطبعا بعد اثبات التهمة عليه وازالة كلمة ضد مجهول فى قضيتك ستدفع شركة التأمين رغما عنها وتعود الحياة الى مصنعك

تساءلت دنيا بشك:

-لماذا انت متأكد هكذا ان وائل سيعترف

مسح على شعرها وهو يقول:

-يا حبيبتى الشرطة لديها طرقها الخاصة ولا تنسين ان وائل مسجل لديهم..

نزيل سابق اعنى، وفى تهمة خاصة باقتحام املاكك الخاصة ومحاولة الاعتداء عليكى

اى انه مستفيد جدا من حرق المصنع كمحاولة للانتقام منكى

توقف قليلا عن حديثه حينما ابتعدت مسرعة حينما لامست يداه شعرها الاشقر الشاحب

لكنه استطرد عندما لمح الامل يغزو عينيها:

ثالثا: ستبيعين فيلتك وبالمبلغ الذى تملكينه فى المصرف سنؤجر احد المصانع ونشترى الخامات وندفع رواتب العمال لنتكفل بطلبيات العملاء لان مصنعك سيستغرق كثيرا ليتم اعادة بنائه كما ان كل الخامات قد هلكت فى الحريق

اضطربت ملامحها وهتفت بانزعاج:

-ابيع الفيلا !! لكن ..لكن..اين سأعيش ثم اننى عشت حياتى كلها بها وبها كل ذكرياتى

تطلع الى عينيها وهمس بحب:

-دعكى من ذكرياتك..المهم حاضرك واحلامك المستقبلية ..ثم يشرفنى يا اميرتى ان يستقبلك منزلى وان تعيشين معى ..فى منزل زوجك

-منزلك !!

تصنع ادهم الحرج :

-احم احم .. شقة والدتى رحمها الله..شقة صغيرة لكننى اوعدك ان اشترى لكى فى المستقبل فيلا رائعة افضل من فيلتك ثمنها سيكون من عرقى ومجهودى

احتوى يديها بين كفيه وتناول يدها اليمنى لثم راحتها وهو يهمس متطلعا الى عينيها بحب:

-اعتراف رقم 25 فى جلستنا هذه

انا احاول بقدر ما استطع ان اثبت لكى اننى لم اعد طامعا فيكى

واتمنى ان تصدقينى هذه المرة وتؤمنى اننى راغبا فيكى انتى لا اموالك

احبك انتى لا ثرائك

اذوب عشقا في هواكى

انظرى الى عينىّ لتعرفين الحقيقة

ثم دفع يدها فوق قلبه وهمس:

-استمعى الى ضربات قلبى ..هل تسمعينها

انها تهتف

دنيا ..دنيا..دنيا..دنيا

كشف ثغر دنيا عن ابتسامة واسعة لمعت لها عينا ادهم

وهتف فى اعماقه


*

*


هل صفحتى يا دنيا ؟؟


*

*

تعالى نعيش حبيبى حياتنا

سيبك من اللى عدى وفاتنا

ايه فى الدنيا دى هيوحشنا

ماهو انت اناااااااااااااااا


طب خلى الدنيا تضايقك يوم

وشوف انا هعمل ايه فى الدنيا

علشانك انا هتحدى الكون

ولا اشوف دموعك ولا ثانية



*************



تهالكت مى على مقعدها وهتفت صارخة:

-ماذا تعنى بالله عليك..ماذا تعنى ؟؟

مط الاستاذ ربيع المحامى شفتيه فى اشفاق وضغط على زر بجانبه قائلا:

-عبد العزيز من فضلك ..اخبر الساعى ان يأتينى بكوب من عصير الليمون الطازج

ازاح يده من على الزر ومدها لتلتف حول كأس ماء ناوله لمى وهو يقول مشفقا:

-اهدئى يا آنسة مى ..ارجوكى اهدئى..افعل شيئا يا استاذ عمرو

تناول عمرو منه كأس الماء وحاول ان يجعل مى ترشف منه لتهدىء انفعالاتها الا انها امتنعت وصاحت :

-من فضلك فسر لى حالا ما قلته يا استاذ ربيع..انا لن اهدأ الا اذا حصلت على ما ابتغى

تنهد الاستاذ ربيع وقال:

-يا آنسة مى كما سبق وقلت لكى ..مجهودك الذى بذلتيه كان رائعا وخطتك ماهرة بلا شك

وقد اوقعتى مجرما فى يد العدالة لكن مع اسفى الشديد هذا كله لا يصب فى مصلحتك الخاصة .. فاخيكى لن يخرج من السجن لانك وضعتى واحدا مكانه

توجيه تهمة الاتجار بالمخدرات للسيد حسام لا تمت بصلة لقضية اخيكى

ورغم شكوكك انه من لفق التهمة لاخيكى الا ان هذا ليس دليل اتهام ضد السيد حسام وبالتاكيد لن يكون دليل براءة

دفنت مى وجهها فى كفيها وتناهى الى سمعهم صوت بكائها

هز عمرو رأسه بضيق وهو يتطلع الى مى بأسى ونقل ابصاره الى المحامى يسأله:

-اذن الخطة باءت بالفشل

-لا يا سيدى الفاضل..خطتها نجحت كما قلت فى الاطباق على مجرم ..دور الانسة مى فى هذه القضية لم يتعدى دور مرشدة العدالة لكنه لن يفلح فى اثبات براءة اخيها

الشىء الوحيد الذى قد ينجى الاستاذ محمد من الفخ المحكم الذى وقع فيه

الشىء الوحيد الذى يجعل المحمة تعلن براءته ويفتح السجن بابه امامه للحرية

هو.....

قاطعته مى صائحة بلهفة:

-ما هو هذا الشىء يا استاذ ربيع

هز كتفيه وهو يقول بهدوء:

-ان يعترف السيد حسام انه هو من دس حقيبة المخدرات فى منزله

ان يعترف انه وراء تلفيق هذه التهمة له

خبا الامل من عينى مى وارتجفت شفتاها وهتفت حانقة:

-اذن لا امل..حسام مستحيل ان يكون بهذه الطهارة ..لا يمكن ان يسدى لى هذه الخدمة الصغيرة بعد الذى فعلته..لقد حاول قتلى يا استاذ ربيع

شرد عمرو بذهنه لثوانى ثم تطلع الى عينيها قائلا :

-ربما يكون هناك امل


**************


تقاذفتها بملابسها قطعة وراء الاخرى وهى تصرخ بها:

-خذى اشيائك واغربى عن وجهنا..لا اريد ان ارى وجهك الكريه هذا ثانية

ساعدت الطفلة الصغيرة امها فهوت على وجه نعمة بحاجياتها وهى تصرخ باكية:

-حرام عليكى يا ابلة نعمة ..طليقك اودى بأبى الى التهلكة ..ما الذى اتى بكى الى منزلنا

لقد اتيتى لتهدمى حياتنا ..اخرجى من منزلنا

تساقطت دموع نعمة واشياءها تهوى عليها من كل صوب وصاحت متوسلة:

-حرام عليكى يا زينب..الى اين اذهب..لا مأوى لى سوى هنا

ثم ان سيد اخى وكان يحاول الدفاع عن اخته ..لم تكن رغبتى ان القى به فى السجن

اخذت زينب تدفع فى جسدها تجاه باب الشقة وهى تصيح:

-لا اريد سماع تلك المبررات التافهة..قلت لكى لا مكان لكى وسطنا يا جالبة المشاكل

ايتها النحس..منك لله ..اضعتى رجلنا ..ماذا نفعل الان ؟ كيف نعيش من غيره

من سينفق على اولاده..حسبى الله ونعم الوكيل فيكى يا امرأة

اتيتى وهب معكى الريح فعصف حياتنا

تمكنت زينب من دفع نعمة خارج الشقة فاسرعت باغلاق الباب وهى تصرخ

وتدق على رأسها متحسرة:

-ماذا افعل الان ؟ هدمتى حياتنا ايتها النحس

ضعت يا سيد يا حبيبى ..كيف سيأكل اولادك الان ..من اين سيعيشون

مصيبة ..مصيبة ياربى وحلقت فوق رؤوسنا جميعا

انجدنا يارب..ارحمنا يارب

ياااااااااااااااااااااااارب

وخلف الباب المغلق تشنجت نعمة وهى تمسح دموعها فى اكمام منامتها

وخبطت باناملها المجروحة من ضرب ممدوح لها هاتفة بتوسل:

-افتحى يا زينب..ارجوكى افتحى الباب..لا مأوى لى يا زينب

حرام ترمينى فى الشارع..سيد لم يكن ليرضى بهذا ابدا

-قلت لكى اغربى عن وجهنا ولا تعودى ثانية وتدبرى حالك يا جميلة

تزوجى ثريا آخر او اعملى خادمة بالبيوت ..لا يهم

اذهبى لتموتى ..المهم الا نرى وجهك النحس هذا ثانية

عضت نعمة على شفتيها وهى تضع عباءة سوداء فوق منامتها وتهبط الدرج ببطء

بعينين غائمتين خلف ستارة من الدموع


*********************


وجد عيناها مشدوهتان تحدقان فى السقف فخفق قلبه بالم

يعلم كم هى تائهة..كم هى حزينة ..كم هى غاضبة

لا شك ان وقع الخبر عليها كان مؤلما لاقصى درجة

بالتأكيد..عسى الله ان يصبرها فيما ابتلاها

ليس من السهل ابدا ان ترى ام ولدها وطفلها الذى حملته جوار قلبها مقيدا بالاغلال

ليس من السهل ان ترى ولدها الذى ترعرع تحت ناظريها يتحول بين يوم وليلة الى مجرم

تتلاحق الصحف انبائه وتتناقل الاقوال حول الجرمة المشينة التى ارتكبها

لا ريب ان قلبها يتمزق ..لا شك انها محطمة

تتنازعها مشاعر شتى ..دهشة..عدم تصديق..نكران ..حسرة..أسى..الم..غضب

ضاقت عيناه فى استغراب

هل تشعر بالغضب منه هو ام من حسام

لماذا تنظر اليه هكذا..لماذا تحولت ملامح وجهها الى النقيض عندما التقت عيناها بعيناه

لماذا الان تنظر اليه بازدراء وتصرخ فيه:

-لماذا يا عمرو ؟ لماذا فعلت ما فعلته ؟ لماذا قذفت باخيك الوحيد الى الهلاك ؟

ماذا جنى ليلقى منك هذا الجفاء ؟ ماذا ارتكب فى حقك كى تكون سببا فى رميته البشعة تلك

ارتفع حاجباه فى دهشة وعدم تصديق وميرفت تواصل:

-لم اكن اتخيل ان يصل بك الامر الى هذا ؟ لماذا تغار منه وتتمنى له الشر ؟

انا لم افرق يوما فى معاملتى لكم..احببتكم كلاكما بنفس القدر

لماذا اعماك غضبك ونقمك عليه ؟ لماذا حرمتنى من ابنى ؟ لماذا ..لماذا

انفجرت فى البكاء وعمرو واقفا امامها فى ذهول يكاد يقتل نفسه من الالم الغائر الذى احدثته كلماتها به

اخذ يهز رأسه بعدم تصديق وهتف بأسى:

-ماذا تقولين ؟ كيف تفكرين هكذا ؟ انا اغار من حسام واشعر بالغضب منه

هل هذه هى كلماته التى اقنعك بها وجوده خلف القضبان

هل برر لكى افعاله المشينة بهذه الكلمات الكاذبة

امى ..رغم اننى صرت ادرك ان حسام يكرهنى ولا يطيق وجودى على قيد الحياة

الا ان شعورى تجاهه مختلف تماما..انا احبه فعلا واشفق عليه

وحاولت اكثر من مرة ان ارشده لصوابه واجذبه بعيدا عن هذا الطريق الا انه ابى وثار وعندما اكتشف ان معرفتى بالامر صارت تهدده ..ارتدى ثوب التوبة واقنعنى انه افترق عن هذا الدرب فقط لاكتشف انه كان يخدعنى ..حسام ورث تلك المهنة القذرة عن والده

زوجك السابق يا امى كان الاسد الذى اضحى حسام شبله

هوت بكفها على وجهه صارخة ودموعها مازالت تسيل انهارا:

-كاذب ..اطبق فمك عن تلك الاكاذيب

انت اوديت بابنى الى التهلكة ..لم يكفك تملقك له ..لم يكفك جشعك ومحاولتك القبض على اكبر قدر ممكن من ماله والان تأتى لتشوه صورته بعينى

ارتجفت شفتاه وكلماتها تجرح قلبه فلوح بكفه امام وجهها ليدفعها على التوقف

وصاح بالم:

-كفى..كفى ..ما هذا الذى تقولينه ؟ انا لم آخذ يوما مليما واحدا من حسام ليس من حقى

انا اعمل لديه واحصل على ثمن تعبى ومجهودى..لم يسبق لى ان اخذت منه قرشا

كرامتى آبية لا تسمح لى بهذا الامر ثم اننى اعلم مصدر تلك الاموال القذرة

فلا اقبلها على نفسى ابدا واعتبر مرتبى من المال الحلال فى تجارته المشروعة

هل هو من آذى اذنك بهذه الحماقات؟ لماذا يحاول دوما ان يفرق بيننا

لماذا هو بهذه الانانية ؟ لماذا يدفعنى دوما بعيدا عن طريقك

حملقت فى وجهه وهو يواصل بلهجة متألمة:

-لماذا يا امى تقسين علىّ؟لم تكونى يوما منصفة بحقى ..دوما يأتى ترتيبى لديكى فى المرحلة الاخيرة وحتى هذه المرة ..المخطىء هو حسام..المجرم هو حسام..الذى جنى على نفسه وعلى شباب جيله ايضا حسام وفجأة يصبح هذا ذنبى..فجأة اكون انا المسئول

لقد حاولت..حاولت ان اكون له خير الاخ وارغمه على التوبة لكنه آبى ..آبى

فصار من حقى ان اكون خير المواطن والعبد الصالح..صار من حقى ان انقى المجتمع من النبات الفاسد..فلم اكون انا الملام

لماذا تلوميننى ؟ لماذا ؟

اقتربت منه جففت دموعه باناملها وتطلعت الى عيناه بأسف ثم احضنته بقوة

وهى تغمض عينيها بالم


********************


اسند ادهم وجهه على كفه وحملق فى عينيها بثبات ، كانت عيناه كعينى الصقر

تراقبان حركة عينيها السريعة واهدابها التى يبدو انها فقدت السيطرة على حركاتها

وجهها فعلا كان يشى بلمحة كبيرة من الجنون

تنازعته مشاعر مختلفة

هل هو سعيد بما آل اليه حالها

هل هذا العقاب كافى لما اقترفته يداها ولما خطط له عقلها الشيطانى

هل فقدها عقلها يشفى غليل جميع ضحياها

راق له الامر وشعر بسعادة خفية

لكن بذات الوقت شعر بالاسى

لم ينسى ان تلك المرأة هى التى كبر بين يديها

لم ينسى ان لسانه كان يناديها بامى

لم ينسى انها احيانا كانت تهتم لامره

لكنها جنت على نفسها وعليه وعلى المقربين منها

صفقت ناهد بكفيها كالطفلة الصغيرة وهتفت وهى تشير الى دمية تمثل ولد يرتدى حلة العرس:

-هل رأيت كيف كبر ولدى واصبح عريسا وسيما

هيا القى التحية عليه..هيا لا تخجل..انه بمثابة اخيك

اخفض عينيه فى الارض وهى تصيح بحنق:

-لكنه غاضب..نعم غاضب من عروسته لانها ليست هنا الى جواره

اين هى يا ادهم ؟ هل تعرف طريقها ؟ اين غادة..انه يشتاق اليها بشدة

رفع بصره متطلعا اليها باشفاق وهب من مكانه مستعدا للمغادرة الا انها امسكت ذراعه وهتفت بتوسل:

-ارجوك يا ادهم اخبرنى اين غادة ..امجد يريد رؤيتها

هز رأسه فى اسى وقال بهدوء:

-امجد توف..............

شدد الطبيب قبضته حول ذراعه فنظر اليه مستغربا فمال الطبيب على اذنه هامسا:

-من فضلك لا تأتى بذكر هذا الموضوع .. انها غير قادرة على تصديق ان ابنها مات

كل ليلة تتحدث عن عرسه وعن عروسته غادة وتتحرق شوقا لرؤيتها بدعوى ان ابنها يريد ذلك

همس ادهم بدوره:

-هل جنت حقا

-ليس بالمعنى الدقيق..انها تعانى من انهيار نفسى ..تنكر بشدة ان يكون قد حدث مكروها لابنها

لذا من فضلك اجبها على سؤالها ولا تأتى على ذكر وفاة امجد ذلك

تنهد ادهم بضيق ثم استدار الى ناهد قائلا:

-يبدو امجد جميلا فى حلة عرسه ..عروسته بالتأكيد ستفرح برؤياه

غادة الان فى منزل عمها تنتظره على احر من الشوق

لكزه الطبيب فى ذراعه هامسا بحنق:

-لا تبالغ

هز ادهم كتفيه وغادر المستشفى بخطوات سريعة وهو يردد:

-لا حول ولا قوة الا بالله


تطلعت ناهد من نافذة حجرتها الى ادهم الذى وقف مشيرا الى تاكسى

وتلاعبت اصابعها على ازرار هاتفها المحمول قائلة بصوت هستيرى ما ان بدأت المحادثة

-لقد تمكنت من معرفة مكان تلك المجرمة التى قتلت ابنى وابعدته عن احضانى

نفذا ما اتفقنا عليه ولن ابخل عليكما..سأعطيكما ما تريدان

ابتسمت فى ارتياح وهى تنهى المحادثة بعدما ابلغت الرجلان بعنوان الهدف المنشود

وقالت بلهجة مجنونة:

-حان الوقت لتدفعى الثمن يا غادة..كان يجب ان تموتى انتى ويحيا ابنى

لماذا كان عليكى ان تعيشى بينما هو يرحل عن عالمنا

يجب ان تموتين


********************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 04-04-09, 07:31 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الفصل التاسع عشر

والاخير

حياة..شعبة أمل

****


عضت بقسوة اصبعها الذى استقر بين اسنانها ، فكاد ان يقطر دما حارا لا يعادل بالتأكيد النار التى تستعر باعماقها

قلق رهيب سيطر عليها وتوتر استطاع ان يسرى فى عروقها

دمعتان حائرتان انحدرتا من عينيها ..

كتمت آهة كادت تنفلت من بين شفتيها بصعوبة

هتفت باعماقها ماذا بكى ايتها المأفونة ؟ يجب ان تتحاملى وتسيطرى على نفسك ؟؟

وضعك لا يسمح لكى بالتخاذل..يجب ان تظلى قوية حتى تحصلين على ما تبغين

لا يجب..

توقفت مآزرتها لنفسها عندما سمعت صرير الباب الذى انفتح فادارت عينيها نحوه

لترتجف ركبتيها عندما التقت عيناها بعيناه الحمراوين

اغمض عينيه لبرهة ويد باردة تعتصر قلبه لمرآها

وعندما عاد ليفتحها لمحت مى حرب مستعرة تدور هناك

حرب بين فارسين ..الحب والكره..الاشتياق والانتقام ..الحنان والغضب

ازدردت ريقها بصعوبة وهى تدعو الله ان ينتصر الفارس الاول

وتكون المعركة لصالحها

اقتربت خطواته فاجفلت وعندما جلس الى جوارها حاولت ان يخرج صوتها هادئا لكن رغما عنها خرج متوترا:

-كيف حالك يا حسام ؟

هتف فى حدة :

-ما الذى جاء بكى الى هنا !! الم تنجحى فى تحقيق هدفك وتدفعينى خلف القضبان

ماذا تريدين منى بعد؟ الم يكفكى شماته !!

تطلعت اليه وهى تقول بمرارة :

-حسام لا ترتدى ثوب المظلوم ..انت تعلم انك هنا نتيجة لافعالك وليس لاننى وقفت لك بالمرصاد اوما شابه ..انت الذى سرت فى الطريق الخاطىء..انت الذى ارتكبت اعمال غير مشروعة

انت الذى اخطأ فى حقى منذ البداية ولم يكن ما فعلته الا ردع الظلم ..انا التى ناقمة عليكى لا انت..لقد ضيعت شقا عمرنا ورميت اخى بالسجن وتسببت فى موت والدى ،

حرمتنى من كل شىء وصرت فى هذه الحياة وحيدة ، وحينما اتخذت قرارى بالذوذ عن نفسى

وتقديمك للعدالة تقنع نفسك انك البرىء واننى انا الظالمة !

اشتعلت فتيلة انفعالها فلم تستطع اخمادها ، فتسربت دموعها وتهدج صوتها لتنخرط فى بكاء حاد

لمس وترا بقلب حسام جعله يتطلع اليها باشفاق ويتمتم بحزن:

-لماذا اتيتى اليوم يا مى ؟؟

مسحت دموعها باصابعها الطويلة وهى ترفع عينيها اليه برجاء لتقول بصوت باكى متوسل:

-انا لست هنا للشماتة بك يا حسام ..على العكس..لقد اتيت لاتوسل اليك واستدر رحمتك .

ارتفع حاجباه فى دهشة وهو يردد كلماتها بغير تصديق :

-رحمتى !! ماذا تقصدين ؟؟

قالت من بين شفتيها الذابلتين:

-ارجوك يا حسام .. ان كنت حقا احببتنى يوما ..ان كنت شعرت بخطؤك فى حقى وظلمك لى..

ان كنت تبغى رحمة الله بك ..قل الحقيقة ..اعترف ان اخى برىء وانك من لفقت له هذه التهمة

قل الحق يا حسام حتى يقف الله معك فى محنتك هذه..صدقنى سيجزيك الله خيرا

ارجوك يا حسام..ارجوك

تنهد بسخرية وتطلع اليها بدون ان يبدى وجهه اى انفعالات قبل ان يظهر الضيق عليه وهويهتف بحنق:

-هل تريدين ان تثقلينى بتهمة جديدة !! الا يكفى ما اواجهه ؟

تلمست يداها طريقها الى يديه التى قبضت عليها بقوة وهى تقول بلهجة مغرية :

-صدقنى ..اعترافك بهذه التهمة سيؤثر كثيرا على علاقتك بالله..سيجعله يغفر لك ويقف بجوارك ويهون عليك سجنك..صدقنى .

تنحنح الرائد مصطفى قائلا:

-الزيارة انتهت يا آنسة مى .

تجلى الذعر فى عينى مى التى ادارتها نحو حسام بسرعة البرق وهى تدفع بيديه نحو شفتيها لتقبلها بتوسل صائحة:

-ارجوك يا حسام..راعى ضميرك ..كفر عن ذنبك ..انصر مظلوما حتى ينصرك الله

اتوسل اليك ..من فضلك يا حسام ..ارجو...........

اقتاده الجندى بعيدا عنها فتوقفت الكلمات فى حلقها وعيناها تذرفان مزيدا من الدموع المتسولة



******


-ارى انه لا يوجد اى داع لوجودك هنا ..الا ترى اننى بمفردى

من فضلك انصرف قبل ان تعود مى وتستشيط غضبا من وجودك .

هتفت غادة بكلماتها الحانقة وهى تلوّح بكفها فى وجه على الذى وقف امامها وعلى وجهه تلوح اعتى امارات المرارة

هزت غادة رأسها بضيق فتناثرت بعض خصلات شعرها الكستنائى لتستقر على عينيها فامتدت يدها تزيحها بعنف وهى تصيح فيه عندما لم يتزحزح من مكمنه:

-على..من فضلك ..لقد حرصت على الا اتعدى حدود اللياقة معك منذ البداية وانت تصر ان تخرجنى عن طورى وتجعلنى اتفوه بكلام جارح ، لقد فكرت يا على واتخذت قرارى ولن اعود عنه

اخبرتك انه فات الاوان ..

كادت يداه تبلغ هدفها وتلمس يديها الناعمتين لكنها ازاحتها بعيدا قبل ان يتمكن من القبض عليهما

فنكس رأسه وهو يتمتم :

-لماذا يا غادة ؟؟ لماذا تصرين على هدم حياتنا وقتل حبنا ..انا احبك ..اقسم اننى..

قاطعته بحدة :

-لم اعد بحاجة الى حبك ..لقد تخليت عنى فى الوقت الذى كنت باشد الحاجة اليك فيه والان لم يعد هناك جدوى ..

انت لم ترحل من اجلى ..لقد رحلت لتحقيق احلامك دون التوقف للتفكير بتلك التعسة التى وهبتك قلبها وكانت على استعداد لفعل المستحيل من اجل بقاءك..انت رحلت لتحقيق ذلك الحلم الذى يتضمن رفاهيات الحياة بالاضافة لزوجة مناسبة تنجب منها ابناء لتعوضهم عن الحرمان الذى عانيت انت منه ..ومن اجل هذا الحلم دهست المشاعر النبيلة التى جمعتنا ..حلمك كان اقوى من قلبك..انت لم تعد الىّ الان لانك لم تستطع الابتعاد عنى ..انت عدت لانك حققت حلمك

لكن للاسف عدت بعد فوات الاوان

عدت بعدما قتلت ثقتى فيك ..لقد جرحتنى و حطمت قلبى

وانا اؤمن جدا بالمقولة التى تقول ان ما تحطم لا يمكن اصلاحه..

صاح محاولا رتق ثقوب علاقتهما :

-بلى ..يمكن .. ان اعطيتنى فقط فرصة فانا...

زفرت فى ضيق وهى تهتف:

-على..ارجوك ..

صرخ بتعاسة:

-ماذا بكى يا غادة ؟ لماذا تفعلين كل هذا ؟ اعلم انكى تحاولين القيام بدور صعبة المراس كى اتفادى هذا الخطأ مستقبلا وافكر قبل المرة مليون قبل ان ارتكبه ثانية لكن يكفى هذا ..

لقد تعلمت حقا درسى ..انا آسف على كل ما جعلتك تمرين به واقسم لكى اننى لن افعل هذا مطلقا فارجوكى اصفحى عنى وتقبلى عودتى ..طالما انا احبك وانتى تحبيننى فلا يوجد مانع فى..


شعرت بحنق شديد لالحاحه المستمر ..قديما لو كان تفوه بهذا الحديث عن تمسكه بها وحبه لها لكانت ذابت امامه من الخجل لكن هذه الكلمات اليوم لم تخلف بنفسها اى تأثير يذكر بل على العكس

تحنقها بشدة وتجعلها تشعر بالخيانة لمجرد وقعها على مسامعها

ظلت تردد بهمس لا يسمعه سواها:

-كفى..كفى ..كفى ..

-كفىىىىىىىىىىىىىى .

انطلقت الاخيرة بصرخة عاتية اطلقتها فخرس على محدقا فى وجهها الذى اصطبغ بلون احمر

حرك لسانه ليقول شيئا لكنها سبقته بهمس خافت :

-انت لا تفهم..اليس كذلك !!

هز رأسه بعدم فهم وتساءل بتعجب:

-افهم ماذا ؟؟

اغمضت عينيها بقوة واعتصرت قبضتها الصغيرة وهى تقول بخفوت:

-انا لم اعد حبك ..لقد توقفت عن حبك .

اتسعت عيناه بذعر وخفق قلبه بشدة فصاح بغير تصديق:

-ماذا ؟؟

فتحت عينيها على مصراعيها وصرخت بكل قوتها :

-انــا لـم اعــد احــبــك .

ظلت تحدق فى اللاشىء لثوانى بعد ان افلتت زناد قنبلتها الموقوته لكنها لم تسمع ضجيج الانفجار ولم ترى شظاياه فادارت عينيها ببطء شديد حولها حتى استقرتا اخيرا على عينيه

التى بدا انها خاوية وان لا حياة تدور فى هاتان الحدقتان

شعرت بضيق يجثم على انفاسها فتمتمت بمرارة:

-آسفة .

ارتعشت عيناه بخفة لكنه ظل على نفس الوضع الجامد الذى اتخذه جسده فدمعت عيناها لرؤيته على هذا النحو المثير للشفقة

لكن هدم قرارها بمواساته تلك الجلبة التى تناهت الى مسمعها فادارت وجهها الى مصدرها لتلمح باب الشقة يفتح برفق

توقعت ان ترى وجه مى يبرز خلفه لكن ما رأته جعل عيناها تتسعان فى رعب وحلقها يفرج عن صرخة مستغيثة



******


أشارت دنيا الى لوحة زيتية اصطبغ اطارها السميك بلون ذهبى ذا بريقا خفيفا بحيث لا يجذب الانظار بعيدا عن الرسومات التى افترشت ارض اللوحة باللونين الابيض والاسود والتى جسدت

فى هيئة غير مفهومة الا لمتذوقى ذلك الفن مخاوف من التقطت الريشة وعبثت بها حتى أخرجت هذا الشكل الملتوى ، وقالت للعامل الذى ارتدى زيا رماديا :

-من فضلك ..خذ حذرك وانت تنقل هذه اللوحة ..انها قيمة جدااا .

اومأ العامل برأسه وهو يتساءل:

-هل هى من تلك اللوحات التى تساوى الملايين؟؟

تمخطرت دمعتان على اطراف عينيها وهى تهز رأسها:

-لم اقصد هذا المعنى ..لها قيمة خاصة بنفسى .

كادت يد العامل تمس اللوحة لكنها توقفت قبل ان تفعل اثر صيحة تنبيهية انطلقت من فم ادهم الذى تقدم نحوهم بخطوات سريعة:

-لا تفعل ..

التفتت دنيا مسرعة ووجهها يحمل علامة استفهام كبيرة فاشار ادهم للعامل بالخروج بينما مال عليها قائلا بلهجة آسفة:

-دنيا ..احمل اخبار سيئة .

اغمضت دنيا عينيها بخيبة أمل وهى ترفع كفها بوجهه قائلة:

-من فضلك يا ادهم ..يستحسن تأجيل هذا الامر لحين الانتهاء من هذا .

مط ادهم شفتيه بأسف أشد قائلا:

-اخشى انه لا يمكننى هذا .

وبينما دنيا ترفع عينيها اليه بتعجب قال ادهم:

-لن يمكننا نقل اغراضك كما اتفقنا فى منزلنا الجديد .

-اعلم يا ادهم ..انا لن آخذ كل الاغراض ..فبالتأكيد الشقة لن تحتمل كل..

قاطعها بحزم :

-دنيا ..آتانى عرض افضل ببيع الفيلا بمحتواياتها .

هزت دنيا رأسها نفيا قائلة:

-لا يا ادهم..فلنبقى على اتفاقنا ..لا يهم المال الاضافى ..المهم ..

عاد يقاطعها ثانية بلهجة حانية:

-لم يعد هذا خيارا متاحا لنا يا دنيا

كادت دنيا تواصل اعتراضها لكن مع جملته انعقدا حاجباها الرفيعان وهى تهتف بتوجس :

-لماذا ؟

حدق ادهم فى الارض وهو يقول بكلمات فاحت منها رائحة الضيق:

-وائل لم يعترف .

اتسعتا عيناها وهو يضيف:

-لقد خرج من خانة المتهم ..انتهت معه التحقيقات..لا يوجد ادلة ..لا شهود ..لا اعتراف

خرج القذر منها سليما دون ان تطاله طائلة القانون .

شعرت بطعنة غادرة ظالمة تخترق عظام صدرها وتجرح قلبها جرحا غائرا

شعرت وكأن يد قوية تكتم انفاسها وتزهق روحها

ما أقسى هذا الشعور..ان يكون المرء مظلوما ويعرف ان ظالمه كان يوما اقرب الناس اليه

حينما يكون الظلم هو المرض الذى يفتك بصحة الانسان ..لكنه لا يجد الدواء الشافى

عندما يذوق المرء طعم الظلم المر لكن بالنهاية يتجرع العدل وانقشاع الظلم

حينها يكون هذا الظلم مجرد حرقة الهبت حلقه ورحلت، لكن عندما تظل الحرقة.. تحرق كيانه ويخنق لهيبها انفاسه

وكأنه قرأ افكارها او شعر بقلبها الذى يضخ بعنف ضيقا وحنقا فقد اقترب منها وامال رأسها على كتفه مواسيا اياها :

-ربما لم تطبق عليه عدالة الارض لكن ثقى انه لن يهرب من عدالة السماء ،

ربما فلت من قبضة البشر لكنه لن يفلت من قبضة الخالق مهما فعل .

قالت بصوت مرتجف ورأسها مازالت تغوص فى كتفه:

-الم يكفى فراقى عن المكان الذى شهد نشأتى ..المكان الذى لم تفارقه قدماى يوما

ايضا علىّ ان اتخلى عن اغراضى التى تكاد تكون جزءا منى .

ربت على ظهرها وهو يقول بحنان:

-غدا باذن الله ستكون لكى اغراضك التى لن تشهد سوى كفاحنا وسعادتنا .

استندت بيديها الى كتفيه وهى تواجهه برأسها قائلة :

- حسنا..لكننى اريد هذه اللوحة فقط يا ادهم ..من فضلك .

اومأ برأسه وهو يزيح اللوحة من على الحائط متطلعا اليها-اللوحة- باستغراب وهو يتساءل:

-وما السر فى هذه اللوحة بالذات؟

تطلعت اليها بحزن هامسة بينما دموعها تتهادى برفق على وجنتها:

-انها بريشة والدتى رحمها الله ..انتهت منها بيوم واحد قبل وفاتها ..انظر اليها.. وكأنها كانت تعلم انها ستفارقنى وتتركنى وحيدة تنهش الحياة الظالمة بلحمى .

وضع اللوحة برفق على الطاولة واقترب منها مجففا دموعها بكفه قائلا وهو يحتويها بحنان بين ذراعيه:

-لم تعودى وحيدة يا دنيا ..وارجوكى لا تحملى اى هم ..باذن الله سنجد مخرجا

سنعمل على هذا سويا .


*****



حينما اطل ذلك الرجل برأسه من جدار باب الشقة والتقت عيناه بعينيها وانفرجت شفتيها عن صرخة عالية ، اسرع بساقيه وخلفه رجل آخر لكتم صرختها لكنهم فوجئوا انها ليست وحدها

فاتخذ كل منهما فريسة محاولا القضاء عليها ، وعلى الرغم ان على حاول باستماتة ان يفلت من قبضة ذلك الرجل فائق الطول مفتول العضلات الا انه لم يفلح فى هذا

فتلاقت عينيه بعينى غادة المذعورتين فى تساؤل واضح سرعان ما تحول الى ذعر حينما استمع الى حديث الرجلين الحانق :

-من هذا الرجل الذى بين يديك ؟ الم تلحظ دخوله الى شقتها ايها الغبى !!

ها قد افسدت مخططنا بمواجهتها وحيدة .

-لا ادرى يا زعيم ..لم اعلم انه متجه اليها ..لقد ركزت انتباهى فقط فى خروج قريبتها تلك التى تشاركها السكن .

-ايها الغبى المغفل ..ها قد ازداد عدد الضحايا..لا يجب ان نغفل وراءنا شهود

هيا..اقضى عليه .

وكانت تلك اشارة البدء فاستل الرجلان خناجرهما ،

باءت محاولات غادة وعلى للتملص من الموت بالفشل ، فانحدرت دموع الخوف والذعر من عينى غادة بينما ارتسمت اعتى قسمات الالم وقلة الحيلة على وجه على

وبينما الطعنة الاولى تخترق صدره ..وبينما يتأوه الما اطلقت غادة صرخات مكتومة حملت الالام الرهيبة التى تشعر بها وذلك الرجل يطعنها مرة واثنان و....

*****


تقدمته مى وهى تهتف بألم:

-اخشى يا عمرو ان اخسر رهانى ..اخشى ان اتلقى صفعة قاسية على وجهى

اخشى حقا الا يتأثر حسام بكلماتى ويظل على موقفه ويبقى محمد متعفنا فى هذا الجحيم .

قال عمرو مطمئنا اياها:

-كونى موقنة من رحمة الله ولا تفقدى الامل ابدا .

هزت رأسها بينما هى تدلف الى جواره مدخل بنايتها:

-لولا الامل ما كانت قدماى لتحملانى ولظللت حبيسة غرفتى ابكى على الاطلال .

ابتسم مشجعا اياها ومد يده ليصافحها لكنها لم تقبل يده بل قالت بتساؤل وهى تتطلع الى باب شقتها:

-من الذى ترك الباب مواربا ؟

دفعت يداها الباب الخشبى لتنقشع الرؤية وتصرخ عاليا وهى ترى غادة وعلى بين يدى الرجلين مضرجين بدماؤهما

وبينما صرخاتها تتعالى اندفع عمرو مشتبكا مع الرجل الذى اسقط غادة محاولا الهرب

لكن الرجال الذين اسرعوا الخطى الى صريخ مى لم يمكنوا الرجلين من الهرب

فوقع الفأر فى المصيدة ، والتف حول الرجلان دائرة شائكة لا يمكن الفكاك منها


*****

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 04-04-09, 07:33 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


تلفتت دنيا التى ظهرت انفعالاتها القلقة على وجهها حولها وهى تتمتم :

-اين هى ؟ اين هى ؟

اشار ادهم بيديه لنهاية الرواق حيث جلست فتاة منكمشة على نفسها ووقف امامها شابا

محاولا تهدئتها ، وهتف بلهجة منتصرة :

-ها هى .

التفتت الى حيث اشار وعدت الى حيث مى التى ما ان رأتها حتى وقفت رامية بنفسها فى احضانها

وهى تبكى بحرقة :

-ارأيتى يا دنيا !! غادة هى الاخرى تضيع منى ..لا ادرى ماذا فعلت حتى استحق ان يرحل عنى كل احبابى هكذا ؟

اسرعت دنيا بوضع اصبعها على شفتى مى لتمنعها من التفوه بمزيد من الحماقات

قائلة بصوت حرصت ان يخرج هادىء حتى يهدىء من روعها :

-ششش..كفى كفى ..اطمئنى ..باذن الله ستخرج سالمة .

تهدج صوتها وهى تهتف بغل:

-لقد طفح الكيل..لقد تعبت ..تعبت ..لم يعد يمكننى الصمود اكثر من ذلك

هذا يفوق الاحتمال .

ربتت على ظهرها وهى تقول:

-اعلم ..اعلم بما تشعرين به ..لكن لا تدعى نظرية المؤامرة تلك تهزم ايمانك

ما ضاقت الا فرجت يا مى ..والمؤمن دوما مصاب ..

مال ادهم على اذن عمرو يسأله بلهفة وقلق:

-كيف حالها الان ؟

هز رأسه بحسرة وهمس :

-الامور لا تبدو جيدة .. حالتهما خطيرة خاصة الشاب..انهما فى حجرة العمليات منذ اكثر من ساعة .

ارتفع حاجبا ادهم فى تساؤل واضح مرددا:

-الشاب !! من هو ذلك الشاب ؟

هز عمرو كتفيه وهو يشير الى مى قائلا:

-حالتها لا تسمح بالتساؤل عن هويته .

اومأ ادهم برأسه وهو يعاود اسئلته :

-هل قبضتم حقا على الفاعل ؟

-نعم .. رجال الشارع والجيران هبوا لصرخات مى المستغيثة وتمكّنا من القبض عليهم حتى جاءت الشرطة وأسرتهم .

هز ادهم رأسه فى فهم ثم عادا حاجباه ينعقدان مع قوله:

-ترى ما هو الدافع لتلك الجريمة ؟ سرقة ام ....

انفتح باب غرفة العمليات بضجة شديدة فتطلع الجميع الي العربة المحمولة التى دفعتها الممرضات

والتى رقدت على سطحها غادة شاحبة الوجه فاقدة الوعى ، فاسرعت مى وارتمت على

صدرها وهى تصرخ من بين دموعها :

-غادة ..غادة ..

ابعدتها الممرضة بخشونة وهى تهتف:

-من فضلك ..ابتعدى ..الزيارة ممنوعة الان ..حالتها لم تستقر بعد

*******

وقف امامها منكسا رأسه شاعرا بالخزى ..ضبطته امه وحان وقت العقاب

ارأفى بحالى يا اماه ..انا صغير يا امى ..انا ضعيف يا امى

رفعت وجهه اليها ليخفق قلبها لمرأى الخطين الشفافين اللذين ارتسما على وجهه

ضربت صدرها بكفها وهى تتمتم بمرارة :

-هل تبكى ؟؟

لم يستطع النظر فى عينيها طويلا فادارهما بعيدا عنها لكنها اجبرته على التطلع اليها حينما امسكت ذقنه ورفعته فى مواجهتها ، قالت بتأنيب:

-لماذا كذبت علىّ ؟ وادعيت البراءة ؟

قال بحسرة :

-لم اشأ ان اخيب املك ..لطالما فعلتى من اجلى الكثير..لم اشأ ان يكون ثوابك هو عار مجرم مثلى

لم اشأ ان تكرهيننى ..

اختنق صوته وهو يضيف بعد لحظة توقف:

-انتى الوحيدة التى تحبيننى حقا ..لم اشأ ان افقد ذلك الحب .

ضربته فى صدره بقبضة يدها بخفة وهى تقول بغير تصديق:

-ربما انا غاضبة منك ..متحسرة على حالك ..حزينة على ماآلت اليه الامور

لكننى لا يمكن ان اكرهك ابدا ..انت ولدى..فلذة كبدى ..

عض على شفته السفلى باسنانه وهو يندفع ليخمد رأسه بصدرها هاتفا بحرقة:

-انا آسف

مسحت على شعره بيدها وهى تقول بحزم:

-هل تريدنى ان اسامحك ؟

دفع رأسه بعيدا عنها لتظهر اللهفة على وجهه بينما هى تواصل باغراء:

-بل واكون فخورة بك ايضا ..

هز رأسه فقالت :

-تحمل ذنبك وحدك ..

وبينما ظهرت علامات عدم الفهم على وجهه أضافت :

-لا تتملص من عقابك ..

-امى ..انا لا افهم....

قالت بحزم:

-لقد عرفت كل شىء يا حسام .. لا داعى لمزيد من التلاعب

يجب ان تفعل شيئا واحدا حتى يغفر لك ربك وحتى يصفى لك قلبى وادعو لك

تطلع اليها بترقب فقالت برجاء صارم :

-اكشف الحقيقة واعترف بما أجرت ..انهى ظلمك واعترف ببراءة ذلك الولد

ارتفع حاجباه بدهشة بينما قالت كلمتها الاخيرة :

-محمد



******


-لقد اصبحت افضل حالا الان ، معدلاتها الحيوية عادت لطبيعتها

انها بحاجة فقط للراحة والعناية والغذاء المناسب لتلتئم جراحها

تنفست مى الصعداء وهى تتمتم براحة:

-حمدا لله ..اشكرك

قالتها بامتنان للممرضة التى اغلقت باب غرفة النقاهة- التى ترقد بها غادة -وراءها

ثم التفتت الى غادة التى بدت بعيونها المغمضة وشفتيها المطبقتين وشعرها المسترسل على كتفها وجزء من جبينها الناعم كالملاك ، ومسحت على شعرها وهى تردد :

-الحمد لله ..الحمد لله .

دلفت دنيا الى الحجرة بعدما طرقت بيدها الرقيقة باب الحجرة الذى التفتت له مى لتبتسم قائلة بسعادة وهى تشير الى غادة :

-..لقد طمئننى الطبيب عليها ..حمدا لله.. جروحها لم تكن عميقة بدرجة كبيرة فلم تتلف شيئا باعضائها الداخلية ..

ثم اضافت بحزن :

-عكس على للأسف الذى اهترئت كليته اليسرى .

هزت دنيا برأسها وهى تقول:

-حمدا لله ان الامر اقتصر على كليته فقط ولم يتطور لاكثر من هذا .

ثم برقت عينيها وهى تهتف بحنق :

-هل تعلمين يا مى من وراء هذه الجريمة ؟ هل تعرفين من الذى استأجر الرجلين لقتل غادة ؟

بدا الاهتمام على وجه مى وهى تتساءل بلهفة حذرة :

-من !!

خبطت دنيا بقبضتها الحائط الذى ارتكزت بجسدها عليه:

-لن تصدقين

عـمـتـى نــاهــد .

اتسعت حدقتا مى فى دهشة وهى تهتف بغير تصديق:

-من !! هل تمزحين ؟؟

هزت رأسها نفيا وهى تقول بأسف:

-لا..اقسم ان هذه الحقيقة ، لكننى لست مندهشة مثلك ، فهى حقيرة قد تفعل اى شىء قذر كهذا .

قالت مى بملامح لا تستطع هضم المفاجاة :

-كيف علمتى بالامر ؟

-انا وادهم كنا لتونا بقسم الشرطة لنتقصى ، لقد اعترف الرجلان بعدما ادركا انهما وقعا

وبهذا الوقت.. اعتقد يكونون قد انهوا الامر واعتقلوها .

كانت تقول كلماتها بسرعة وارتباك وعيناها تتطلعان الى خارج الغرفة من خلال الزجاج الذى احتل الجدار الذى يواجه رواق المستشفى ، فما ان انتهت حتى اتجهت بسرعة الى الخارج وهى تقول :

-سأعود فى الحال .

توقفت فى الرواق وقلبها يدق بعنف ، ظلت جامدة بلا حراك حتى اذاب جليدها ادهم الذى اقترب منها قائلا بقلق:

-دنيا..ماذا بكى ؟؟

حدقت فى وجهه دون ان تتفوه بحرف فعاد يهتف:

-دنيا !!

تشبثت فى كتفه وهى تقول بوجه منتصر:

-ادهم ..وجدت الحل ..عرفت كيف نخرج من مأزقنا .



********


-هل لديك أقوال آخرى ؟؟

ألقى وكيل النيابة سؤاله الروتينى على مسامعه بعدما أنهى اعترافه فهز رأسه قائلا:

-لا .

وغاب بذهنه عن كلمات الضابط التى خرجت من فمه ليتوه بعيدا عن المكان الذى استكانت فيه قدماه على ارضه

ها قد فعل شيئا ربما يبدو احمقا لكنه فى قرارة نفسه يدرك انه الصواب

ها قد برىء ذمة محمد

هكذا ستسامحه امه وتغفر له

وربما تكون خطوة تقربه من ربه كما قالت مى ، فهو بالفعل فى اشد الحاجة اليه الان

لم يعترف يوما بضعفه او حاجته الى احد كما يقر الان

كم بدت المسافة بينه وبين ربه دوما بعيدة او بالاحرى معدومة..بينما هى الان اقرب مما كان ليتخيل يوما ان تكونه

اقرب حتى من المسافة التى تفصله عن مقعد ذلك الضابط

اختفت الان معانى كثيرة حرص على وجودها بحياته وتبدو الان سخيفة جدا بينما هو على هذه الحال ، غطرسة وغرور ..سلطة ومال .. غش وخداع.. نساء ونساء ونساء ونزوات لا تنتهى

كلها مسميات مأفونة لا يدرى كيف كان يعتنقها

أشياء بلا معنى واودت به فى النهاية لهذا المصير المقزز

سقط القناع من على وجهه وانزاحت القشور التى كانت تغطى جسده

وبات الان ضعيفا صغيرا .. انتهى كل شىء

ولم يبقى سواه وافكاره ومشاعره المضطربة ومصيره الكريه

خارت قوى الاسد


*******


فتح الجندى باب مكتب الرائد مصطفى وهو يرفع كفه الى جوار جبهته ضاربا بقدمه الارض بقوة قائلا لشخص دلف خلفه :

-تفضل يا باشا ..الف مبروك على البراءة ..وان شاء الله نكون بخدمتك هنا بعدما تنهى دراستك فى اكاديمية الشرطة يا محمد باشا .

ابتسم محمد بسعادة وهو يدلف الى الحجرة لتهجم عليه مى التى تعلقت بعنقه بقوة فتأوه الما :

-مى ..حاذرى .. ستقتلعين عنقى .

احتضنته بحرارة وهى تضحك من بين دموع السعادة التى انهمرت على وجهها :

-حمدا لله ..مبروك على براءتك يا محمد ..

ربت الرائد مصطفى على ظهر محمد وهو يقول بفخر:

-شقيقتك فعلت المستحيل من اجلك يا محمد..يجب ان تكون فخورا بها .

ابعد محمد مى عن احضانه وهو يتطلع الى وجهها بامتنان وحب وقال وهو يمسح دموعها ثم يقرب شفتيه من يدها ليقبلها :

-انا بالفعل فخور بها ..انا محظوظ لاننا من ذات الام والاب .

ابتسم الرائد مصطفى بينما اختلجتا شفتى مى ودمعت عيناها وهى تتنهد بحسرة قائلة :

-كان ليتمنى ان يشهد براءتك .

ادركت فداحة خطأها بعدما تلفظته من كلمات ، فمحمد يجهل وفاة ابيه فوضعت يدها على شفتيها قائلة بجزع:

-محمد ...آآآآ

انفرجت شفتاه قليلا وهو يقول بصوت حزين :

-اعلم يا اختى الغالية ..رحمه الله واسكنه فسيح جناته .

قالت بدهشة حزينة :

-كيف عرفت ؟

اقترب من النافذة وامسك قضبانها بين يديه وهو يقول بصوت متهدج :

-الاستاذ ربيع المحامى ..فلت لسانه مرة ..هذه الامور لا تحيا وسط الظلام .

خيم الصمت على المكان فتنحنح الرائد مصطفى قائلا :

-الفاتحة على روحه .

ارتفعت اكفهم امام وجوههم وقطع الصمت همهمات خاشعة وعيون حزينة وشفاة مرتجفة

التفت اليهم وهو يمسح دموعه بكفه قائلا بحب وهو يقترب من مى :

-انتى رائعة يا مى ..اعلم انكى اخفيتى الامر عنى حتى لا تزيدين من همى

لكن صدقينى كان بامكانك اخبارى ..لقد رأيت الكثير فى الشهور الماضية وصرت اكثر قدرة على تحمل اى شىء .

هزت مى رأسها باشفاق بينما دفن رأسها فى صدره بعد ان قبل جبينها

تطلع اليهم الرائد مصطفى بشفقة فقال محاولا طرد الحزن الذى احتل الصدور :

-ما الامر ؟ الا تريد مغادرتنا ام ماذا ؟ الم تشتق لعبير الحرية !

اشرقت ملامح وجهه وهو يقول بسعادة :

-بلى..اريد المغادرة .

اشار الرائد الى ورقة بعينها بينما ناوله قلما جافا قائلا وهو يبتسم :

-اذن وقع هنا يا محمد باشا


*********

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 04-04-09, 07:41 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



-لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

اخرجونى من هنا ..انا لا انتمى لهذا المكان ..ابعدونى عن هذه الزنزانة الحقيرة

انا لا اريد ان ابقى هنا ..هذا ليس مكانى..اخرجونى ..الا تسمعون ايها الحمقى !!

قلت اخرجونى ..انتم ايها الحثالة ..انا لم افعل شيئا ..اخرجونى ..اخرجونىىىىىىىى

اطبقت ناهد اسنانها على شفتيها بعنف حينما تراءى لها انه لا جدوى من الصراخ

احتوت بين يديها القضبان الصدئة -التى احتلت ثلث الباب الحديدى الذى لم تتزحزح عنه

منذ ايداعها بتلك الزنزانة الضيقة المنفردة - وهزتها بعنف وهى تهتف بغل :

-انا لا انتمى الى هذا المكان ..بل يجب ان يكون مقامى بقصر فخم به خدم وحشم تحت امرتى وطوعى ..نعم..هذا ما استحقه .. لا ادرى ماذا فعلت كى يظلمنى هؤلاء الاشخاص البشعين ..انا استحق الافضل ..استحق الافضل ..الافضل

الافضااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااال

هتفت بها وهى توجه ركلة قوية الى الباب الحديدى جعلتها تصرخ الما وهى تتهاوى على الارض الحجرية المتسخة محكمة قبضتها حول قدمها التى تأذت من عنف الضربة

سالت دموع الالم من عينيها وهى تتطلع بضيق الى الدلو الذى سقطت بجواره

وهتفت باشمئزاز وهى تقذفه بيدها بعيدا :

-هل هذا ما يتصورون اننى ساقضى حاجتى به !!

اطلقت صرخة متألمة حينما اشتبكت يدها بسطح الدلو المسنن فجرحها واندفعت دماءها

التى اثارتها وجعلت عينيها تدور فى محجريهما مع شلال الافكار المجنونة الذى تدفق بعقلها

امتدت يدها المجروحة نحو الدلو تعيده الى احضانها وهى تهتف بوحشية :

-نعم ..انا استحق افضل من هذه الحياة البشعة ..سأرحل عنها ..سأرحل وادعهم جميعهم يندمون

سأرحل

واقتربت الاسنان الحادة التى برزت من سطح الدلو من معصمها ..اقشعر جلدها عندما لامستها

لكنها اعتزمت امرها واغمضت عينيها بقوة وهى تهمس بكراهية :

-سيندمون


*******




هتف محمد بصوت مدوى وهو يدلف الى مدخل البناية متأبطا ذراع مى وعلى وجهه ابتسامة متهالكة:

-لا استطيع محو تلك الابتسامة عن وجهى رغم ان فكى يؤلمنى بشدة لكننى سعيد للغاية ان الجميع شهد براءتى واننى اخيرا استطعت والفضل لكى بالطبع ان احطم كل الاقاويل البشعة التى كانت تقال من وراء ظهرى وان انظر للجميع فى اعينهم بتحدى بعد ان كنت ادفن رأسى فى التراب خوفا من العار الذى لحق باسمى .

ربتت مى على كتفه وهى تقول بسعادة :

-وبالتأكيد ابى الان نائما هانئا فى مرقده فخورا بك .

كاد يعقب على كلماتها لكن الابتسامة انمحت من على شفتيه وكأنها مرض غزا وجهه فاحتشدت جيوش البؤس محاربة ذلك العدو الغير المألوف والذى كاد يسقط الحزن من على عرشه ويحتل مكانا لم يبرحه منذ زمن طويل

لاحظت مى ذلك التغير الملحوظ الذى شحب له وجه محمد ولم يدم السر خافيا عنها طويلا اذ خلعت قلبها زغرودة قادمة من شقة هند فادركت مى وهتفت ومحمد يعدو على الدرج :

-محمد .

احدث دخوله المدوى همهمات عالية كادت تصم اذنه وعيناه تجرى بين العيون التى تسمرت على وجهه ..بلل شفتيه بلسانه وهو يستند الى الجدار محاولا التقاط انفاسه المتهالكة

دلفت مى خلفه بثوانى متطلعة بحسرة الى الزينات والانوار المتلألأة التى اغرقت اجدر الشقة

وتنقلت عيناها بين المدعوين والعريس الذى بدا على وجهه الاستغراب لدخول محمد الذى قلب الاجواء وهند التى انقسم وجهها الى نصفين ..نصف يحمل سعادة الدنيا فى ملامحه والنصف الاخر تتجلى المفاجأة واضحة بقسماته

فهمست فى اذن محمد بلهجة مشفقة :

-محمد..ماذا تفعل ؟

التفتت اليها وفى عينيه نظرة حادة وقال بكلمات صارمة :

-انها لى ..هند لى وحدى .

وبينما يتقدم من والدها تبادلت عيناه وعينى هند ابلغ رسائل الغرام والاشتياق

هتفت له بعيناها ..انقذنى ..فاجابها بعيناه ..سأفعل يا حبيبتى

تطلع اليه والدها بدهشة ثم لم يلبث ان استجاب ليده الممدودة نحوه مصافحا اياه

فاحت الثقة والصرامة من كلمات محمد :

-عمى ابراهيم ..لقد ظهرت براءتى وتم القبض على الجانى الحقيقى الذى اوقعنى فى هذه التهمة الدنيئة التى لا تمسنى بصلة ..

هز الرجل رأسه بسعادة وهو يقول بفرح حقيقى :

-حقا..هذه اخبار رائعة يا محمد ..مبروك يا ولدى .

لم يبد اى تأثير على ملامح محمد الحادة فاستطرد :

-مى ..شقيقتى الغالية هى التى اخرجتنى من مأزقى الصعب ..هى التى اوقعت بالمجرم

فكافأتها الشرطة بمبلغ كبير منحته هى لى لابدأ حياتى مع الانسانة الوحيدة التى احببتها والتى لا ارى سواها زوجة وشريكة حياتى ..مى ستتزوج يا عمى فستبقى لى الشقة وحدى .. كما قدمت لى ادارة اكاديمية الشرطة خالص اعتذارها واعادت الحاقى بصفوفها ..وهذا ما يعنى ان امامك طالب شرطة لديه شقته الخاصة وماله الخاص ووظيفته المشرفة ..

التمعت عينا هند بأمل فامتدت يدها المكتنزة قصيرة الاصابع تلتقط فستانها الوردى تاركة مكانها الى جوار عريسها الذى صاح مندهشا:

-هند..الى اين تذهبين ؟

لم تأبه به وهى تقترب من محمد الذى التفت اليها مضيفا برجاء :

-عمى ..اعلم ان اليوم خطبة هند لكننى يستحيل ان اتخلى عن حلمى واملى وحب حياتى

عمى ..انا اتقدم لخطبة هند واتمنى الا تردنى خائبا .

سرت همهمات مستنكرة بين المدعوين وتسلطت العيون على والد هند الذى سكنت ملامح وجهه وبدا انها فى سبات عميق فلم تطرف عيناه ولم تحملا اى تعبير

تنقلت عينا محمد بين هند ووالدها فى قلق وقلبه يرتجف بشدة

اخترق الصمت الذى احتل المكان شهقة والدة هند التى هتفت:

-محمد ..ما هذا يا ولدى ؟؟ كيف تطلب هذا ؟؟ الا ترى ان هند مخطوبة بالفعل !

صاحت هند متذمرة :

-لكننى لا اريده .. انتم ارغمتونى على قبوله..انا احب محمد ولا اريد سواه .

انقلب الامر وامتلأ المكان بضجيج ..همهمات وصيحات..استنكارات واستحسانات

اغرقت الصالة فقطعها والد هند بصيحة قوية :

-محمد ..

تركزت كل العيون على شفتى والد هند التى انفرجتا عن قوله :

-مبارك لك يا ولدى ..يا عريس ابنتى .

قام العريس من مكانه وهو يهتف باستنكار :

-ماذا !! ما هذا يا عمى ؟ كيف ..............

لكن ضاعت صيحاته وسط الضحكات والتنهدات المشفقة السعيدة التى انطلقت هنا وهناك

واقبلا الحبيبان ..اشتبكت ايديهما ..وتعانق قلبيهما

وتدفق نهرا أعياه الجفاف وأخيرا وبعد طول انتظار مرير ترفل فى نعيم الفيضان الذى اجتاحه

لقد اتقن كيوبيد عمله هذه المرة



**********


توسط احد الضباط خصره بكفيه العريضين وهو يتطلع باشمئزاز الى امرأة افترشت الارض الحجرية المتسخة لزنزانة ضيقة ، وتساءل وهو يبعد عينيه عن عينيها المتسعتان بألم وبشرتها المزرقة :

-اذن هل كانت حقا مجنونة !!

اجابه ضابط آخر وهو يبعد قدميه عن الدماء اللذجة التى التصقت بحذائه:

-لا ادرى .. على اى حال ، لقد فعلنا واجبنا ..كان علينا القبض عليها ..فهى المحرضة للرجلين اللذين امسكناهم بجريمة الشروع فى قتل الرجل والمرأة ..وسواء كانت مجنونة ام فى كامل قواها العقلية كان علينا التقيد بالقانون.. والمحكمة هى التى تقرر اى مكان ستلازمه..

السجن او مستشفى الامراض العقلية .

اجابه الاخر وهو يخرج ببطء من الزنزانة تاركا رجال المعمل الجنائى يتولون عملهم:

-لكنها كانت بالفعل فى احدى هذه المستشفيات .

-كانت مستشفى خاصة يا صديقى ..وهى من دخلتها بارادتها ودفعت حسابها بمالها الخاص

أتظن ان مجنونا قد يقدم على هذا !! ثم ان الرجلين اقرا انها لم تبد لهما هكذا على الاطلاق

ثم ماذا بك مهتما بهذا الامر ؟

هز رأسه بأسى قائلا:

-اشعر ببعض من تأنيب الضمير ..اخشى ان نكون نحن من دفعناها للانتحار

بدلا من التروى فى....

قاطعه فى حزم :

-لا تحمل الامر اكثر من حجمه ..تلك المرأة لم تكن مجنونة..لا يوجد مجنون يخطط لجريمة قتل ويدفع كى تتم ..صدقنى ..لقد كانت تدعى الجنون او ربما تعانى ازمة نفسية ما.. لكن فقدان عقلها....

أشار بسبابته فى وجه صديقه وهو يضيف بثقة:

-اؤكد لك ان هذا ليس صحيحا .



*********


صاحت نور بحنق عندما رفض على فتح فمه ليتلقى ملعقة آخرى من الحساء الدافىء :

-على ..هذا لا يفلح ..هكذا لن تلتئم جراحك ولن تشفى سريعا..هل تحب البقاء كثيرا فى المستشفى !! هل هذا ما ترغب به ؟

اشاح على وجهه بعيدا قائلا باشمئزاز :

-مذاقه مقزز جدا .. اتمنى الا تكونى متصورة اننى استسيغ مذاقه ..لن يفعل احدا اعتاد على الطعام ذا النكهة القوية مثلى .

ارغمته على فتح فمه عندما لامست الملعقة الساخنة وجهه وقالت بلهجة مغرية وهى تدفع الملعقة داخل فمه :

-ومع هذا يجب ان تحتمل مذاقه المريع حتى تخرج من هنا قريبا .

اومأ برأسه وهو يقول بامتنان :

-لا ادرى كيف اشكرك على كل ما تفعلينه من اجلى .

افتعلت الضيق وهى تقول :

-لا تقل هذا يا على ام تريدنى ان ارحل !!

ثم اضافت بلهجة حانية :

-انا لم افعل شيئا يذكر بجوار ما فعلته انت معى

لن انسى مطلقا شهامتك ونبلك معى ..انت انسان رائع يا على .

ربت على يديها وهى تضيف :

-لا تتخيل كيف كان حالى حينما هاتفتك واجابتنى تلك الفتاة التى تدعى مى واخبرتنى بحالك

كدت اموت قلقا .. وهرولت انا وابى على المطار وفى اول طائرة متجهة الى القاهرة كنت على متنها حتى وصلت هنا ولن ابرح مكانى الا عندما تشفى تماما.. او كما ترغب يمكننى الا ابرح مكانى مطلقا .

ادار عينيه بعيدا متصنعا عدم فهمه لمغزى حديثها فتنهدت بخيبة امل

انقذه من تأنيب ضميره الطرقات الرقيقية التى حطمت سكون باب حجرته

فهتف بلهفة:

-تفضل بالدخول .

انفتح الباب لتقع عيناه على مى التى دفعت مقعد متحرك احتلت فراغه غادة التى تطلعت الى على بخجل ، جذب على جسده من مرقده واستقام فى جلسته محتويا بين عينيه غادة التى قالت لنور عندما لمحت محاولتها مغادرة الحجرة :

-لا ..لا داعى لذلك ..لن ابقى طويلا .

بدت خيبة الامل فى عينى على التى ارتكزتا على غادة وهى تقول بأسف :

-على..انا آسفة بشدة على ما حدث لك بسببى ..اشعر بذنب شديد لاننى السبب فيما اصابك

هز رأسه نفيا وهو يهتف :

-لا تقولى هذا ..لم يكن لكى اى ذنب ..انتى ضحية ..انا الذى اشعر بالضيق والغضب لاننى لم استطع الدفاع عنك وحمايتك من هؤلاء الاوغاد ..حتى لو كانت حياتى هى الثمن لكن للاسف لم استطع .

قالت غادة بامتنان:

-اشكرك يا على ..لقد فعلت ما عليك وتعرضت للاذى بسببى ..

استطردت بسرعة عندما لمحت محاولته للتعقيب على كلماتها :

-حمدا لله على سلامتك يا على ..اتمنى لك الشفاء العاجل .. ان شاء الله تتحسن سريعا

اتمنى لك كل السعادة فى حياتك القادمة

ونقلت بصرها الى نور وهى تضيف :

-وتحقق احلامك ..خاصة حلمك الكبير ..

وداعا .

اومأت برأسها لمى فدفعتها خارج الحجرة واغلقت الباب ورائها

اغلق على عينيه متألما وقد انطفأت شعلة الامل بقلبه الذى اذرف دموعا حارة على رحيل حبيبته

وشعر بدقات قلبه تعزف نغمات لحن الوداع



لمين هعيش....بعده هعيش انا ليه

هتسوى ايه حياتى لو مش ليه

هتسوى ايه احلامى لو مش بيه


من غيره صعب الدنيا دى احس بيها

وحياتى بعده صعب اتعود عليها

مش كل حب بينتهى هنحب بعده

ولا كل حاجة حلوة بسهولة نلاقيها



**********


فتح عمرو باب شقته اثر رنين جرسه ليتدلى فكه بدهشة امام زائره

ابتسمت ميرفت وهى تضع يديها بوسطها متساءلة :

-الن تسمح لى بالدخول !!

افسح لها الطريق الى الداخل وهو يهتف بتعجب :

-امى !! ماذا ..لماذا ..اعنى ...

ضحكت قليلا قبل ان تقول :

-حسنا ..كفاك ارتباكا ..سأوفر عليك عناء اختيار السؤال المناسب .

واقتربت منه مداعبة شعره باناملها قائلة بعينين نادمتين :

- لقد جئت هذا المنزل الذى لم تطأه قدمى منذ اكثر من خمسة وعشرون عاما

جئت لاعتذر لابنى ..فلذة كبدى الذى تخليت عنه قديما ولم يكفنى هذا بل ظننت به وقسوت عليه

لكنك لا تدرى يا عمرو كيف لحسام ان يكون مقنعا ..لقد خدعنى بتلك الاكاذيب .

لاحت ابتسامة تهكمية على شفتيه وهو يقول :

-اعلم يا امى ..لقد تمكن منى انا ايضا ..حسام ماهر جدا فى هذا الشأن .

اغمضت عينيها بضيق وهى تقول :

-نعم ..للأسف ..حسام اخطأ كثيرا بحقك وحقى وغيرنا كثيرون ..لكن ارجوك لا تكرهه .

-انا لا افعل يا امى .. صدقينى حتى هذه اللحظة لا اكرهه..هو من يكرهنى

زفرت بمرارة وهى تقول :

- هو يكره نفسه ايضا ..يكرهها لانه يعلم كم هى سيئة ..يكرهها لان الجميع يفعلون

لذا حارب باستماتة حتى لا اكرهه كذلك ..فعل المستحيل ليضمن حبى له

حاول ابعادك عن حياتى خوفا ان تسرق حبى له ..خوفا ان اوليك اهتمامى واتناساه وبذلك يفقد الشخص الوحيد الذى يحبه حقا .

اومأ عمرو برأسه وهو يتمتم :

- انه غبى .. بدلا من كل تلك الحيل والالعاب الخادعة ليضمن بقاء الشخص الوحيد الذى يحبه

كان يمكنه ان يضع ذلك الجهد ليجعل كل الناس تحبه ...اتعلمين يا امى ! انتى لستى الشخص الوحيد الذى يحب حسام..انا كذلك احبه رغم كل شىء لكنه اغبى من ان يدرك ذلك .

ضمته بين ذراعيها وهى تهمس :

-انا آسفة يا عمرو ..حقا آسفة ..

قبل يديها وهو يبتسم قائلا :

-هل تريديننى ان اتقبل اسفك ؟

اومأت برأسها بلهفة فقال بحنان :

-هل تقبلين دعوتى لكى للاقامة معى لاعتنى بكى واحظى بفرصة القرب من حضنك الدافىء ؟

دمعت عينيها وهى تحتضنه بقوة هاتفة :

-طبعا اقبل يا ولدى الحبيب .



***************


خلى كل الناس تشوف

كيف بنغنى ..كيف بنفرح

حبك نسانى الحروف

غيرك ما بدى اتذكر

قصة صارت على المكشوف

خلى اللى مش سامع يسمع

من ها اللحظة عم اقلك

ايامى صارت ملكك

لا ما بدى غيرك حدا





مال محمد الذى بدا وسيما فى حلته السوداء على اذن غادة قائلا بسعادة :

-ما رأيك بهذه الاغنية .. انا الذى انتقيتها ..شعرت انها تناسب الجو .

ابتسمت غادة وهى تربت على كتفه :

-اختيار موفق .. معانيها تنطبق تماما عليهما .

قالتها وهى تتطلع الى العروسان اللذان توسطا حلبة الرقص وتمايلا بنعومة وخفة

على الانغام الرومانسية

دققت غادة النظر فى فستان مى الابيض الذى تهادى على جسدها فابرز تناسقه وجماله

وكشف عن ذراعيها المخمليان الذين تشبكا حول عنق عمرو الذى احاط خصرها بيديه

امالت غادة رأسها متطلعة الى وجه مى الذى بدا بزينته البسيطة والسعادة التى ارتسمت على قسماته كوجه فينوس الهة الجمال .. وهمست بحنان ونظرها مرتكز على ابتسامة عمرو :

-يبدوان رائعين معا .. حمدا لله انهما اجلا عرسهما هذين الشهرين حتى اتعافى واتمكن من الحضور.

احاط كتفيها بيده وهو يقول :

-حمدا لله على سلامتك يا غادة .

تنهدت وهى تتمتم:

-اشكرك يا محمد ..والعقبى لك قريبا باذن الله .


*

*

*


جذبها ادهم من يدها وهو يهمس فى اذنها بغضب مصطنع :

-دنيا ..ماذا بكى ؟؟ هل ستتركين زوجك وحده هكذا وتنشغلين عنه طوال السهرة بالمدعوين ؟

ابتسمت دنيا وهى تداعب وجهه بيدها وهمست :

-مطلقا يا حبيبى ..ها انا بين يديك .

التقط يداها التى مدتها نحوه ووضعها حول عنقه وهو يجذبها الى حلبة الرقص قائلا بحب :

-تبدين جميلة الليلة .

ابتسمت فى خجل فى حين داعب وجنتها الناعمة بانامله قائلا بسعادة :

-انا محظوظ لان بين يدى هذه الحورية الرائعة .

ارتعشت اهداب عينيها الواسعتان اللتان تألقتا بالظل الذهبى الذى احاط جفونها ، وهمست بحب:

-تقصد اننى انا المحظوظة اننى بين يديك .

قرب وجهها منه مقبلا اياها على جبينها مغمغما :

- احبك يا دنيتى .

رددت بنعومة :

-دنيتى ..يروق لى هذا .

ثم اضافت بحنق مصطنع :

-افضل من ذاك اللقب السخيف المخادع الذى اعتدت مناداتى به ..دندن

قالت الكلمة الاخيرة مقلدة صوته فانفجرا الاثنان ضحكا


*

*

*


غمغمت مى بخجل وهى تتطلع من طرف خفى للمدعوين اللذين لم تزل عيونهم من عليهم لحظة واحدة :

- انظر يا عمرو الى كل هؤلاء الناس .. لم اتصور قط اننى سأكون يوما تحت الاضواء والانظار مسلطة علىّ بهذا الشكل .

امسك ذقنها وادراها نحوه ليحملها على النظر الى عينيه قائلا:

-لماذا تتطلعين الى الناس وتهربين من عينى ّ ايتها الخبيثة ؟

ارتبكت واطلقت ضحكات متقطعة حملت خجلها وسعادتها فهمس :

- اين ذهبت الفتاة القوية الواثقة من ذاتها التى اعترفت بحبها لعازب بشقته ؟

ابتسمت فصاح بلهجة من لن يتنازل عن حقه :

-لا..انا اطالب بسماع هذا الاعتراف ثانية ..هيا ..اطربينى .

اكتست بشرتها الخمرية بحمرة خفيفة لكنه احتج هاتفا:

-مى ..لم اطلب منكى الكثير ..اريد ان اسمعك تقوليها .

غمغمت بصوت غير مسموع من وسط ضحكاتها :

-احبك .

هز رأسه نفيا وهو يقول :

-لا..لم اسمع جيدا ..اريدها قوية واضحة عالية ........

صاحت :

-حسنا....احباااااااااااااااااك ...اهذا يكفى !

تلفتت حولها لترى العيون متطلعة اليها والشفاة مبتسمة فكادت تتوارى خلفه خجلا

فاحتضنها وهو يضحك قائلا :

-وانا احبك ايضا يا مى .


*

*

*


صاح محمد بلهجة حانقة متصنعة :

-لااااا..اشعر بغيرة شديدة ..هيا بنا يا هند ننضم اليهم نريهم عن حق ما هو الحب .

ضحكت هند وهى تتأبط ذراعه متجهين سويا الى حلبة الرقص التى لم تفارقها عينان غادة اللتان دمعتا قليلا فاسرعت بالتربيت على محيط عينيها حتى لا تفسد زينتها وبينما هى تتنهد بحسرة

تجمدت ملامحها وتحجرت عينيها عندما تناهى الى سمعها كلمات حانية مألوفة :

-هل تسمحين لى بهذه الرقصة ؟


*

*

*


رفعت دنيا رأسها من على كتف ادهم وهى تهمس بسعادة :

- الطائر المهاجر عاد لعشه .

التفت الى حيث تشير فابتسم بدوره قائلا :

-نعم ..شريكنا ومنقذنا وصل .


*

*

*



بدا له انها لم تسمعه اذ لم تتحرك بوصة واحدة ولم يبد على وجهها اى انفعال سوى انه تحول لصورة ثابتة ..تمثال من المرمر يحمل ملامح متحجرة

هز رأسه بفهم وكشفت شفتيه عن ابتسامة رائعة معيدا سؤاله وهو يقف امامها هذه المرة :

-هل لى ان احظى بشرف مراقصتك يا اميرتى !!

ارتجفت حينما لامس كفه اناملها فرفعت عينيها اليه بعفوية وتطلعت اليه بغير تصديق

تركته يقودها الى حلبة الرقص الخشبية المستديرة التى تساقطت على سطحها اضواء متراقصة

واصلت التغيير من لون الى آخر

امال رأسه متطلعا الى عينيها وهو يتساءل :

-اذن هل سأرقص وحدى !

ولما لم تبد اى استجابة احاطها بحنان بين ذراعيه وهو يهمس :

-اوحشتينى كثيرا .. كدت ابتعد نهائيا عن حياتك لكننى لم استطع الحياة بدونك

اصبحتى كل شىء بحياتى ..بل اصبحتى انتى حياتى

لقد ابتعدت من اجلك حتى اعود شخصا سويا متخلصا من كل الشوائب التى كادت تدمر حياتنا.

استطرد بخجل :

-اعنى كل العقد التى سيطرت علىّ ودفعتنى لتلك التصرفات الهوائية الحمقاء.

استطاعت بصعوبة ان تخرج عن عزلتها بعدما استكان جسدها بين ذراعيه واعتادت اذنها على صوته الدافىء فابتعدت عنه قليلا محدقة بوجهه هامسة بكلمات متقطعة متعجبة :

-ام....امجد.....انت !! انت حى !

ابتسم وهو يومىء برأسه قائلا :

-نعم ..مفاجاة ..اليس كذلك !!

هتفت بينما لم تتخلص من دهشتها بعد :

-كك...كيف ؟ انا لا افهم .

تنهد بحرارة وهو يدفع برأسها على كتفه قائلا :

-بعدما افقت من الحادث ، كانت نفسيتى محطمة للغاية وحياتى مظلمة خالية من ادنى بصيص ضوء

هل تتذكرين شجارنا الاخير ؟ لقد عانيت كثيرا يا غادة ونشأت مؤمنا بان المرأة خلقت لتخون

وان بساط الامان لها يجب ان يزيحه الرجل من تحت قدميها .

همست مشفقة :

-والدتك ..اليس كذلك ! دنيا وضحت لى كثيرا ..عرفت حينها لماذا كانت تراودك الظنون دوما بشأنى ولماذا كنت تتعامل معى بهذه الحدة .

مسح بيده على شعرها وهو يقول بندم :

-آسف يا حبيبتى على ما جعلتك تمرين به ..انا اعلم انكى مخلصة لى ..كنتى ومازلتى حتى الان رغم ظنك بوفاتى .

واضاف وان بدت السعادة فى صوته :

- علمت بمحاولات على المستميتة لعودتك له وانكى ارجعتيه خائبا .

تجاهلت الامر فعلى ..صفحة قديمة طوتها بعناية واقسمت انها لن تعود لفتحها ثانية

فتساءلت بلهفة :

-امجد ...لماذا زيفت وفاتك ؟

صمت قليلا متطلعا بعيدا ثم قال بعد ان تنهد بحرارة :

-احتجت ان انفرد بنفسى واعيد زمام الامور لحياتى المبعثرة .. كان علىّ ان اعيد الامور الى نصابها الصحيح ..لقد عانيت كثيرا وتكالب علىّ كل شىء .. اردت ان ارحل بعيدا ..لم اكن انوى العودة ..انتويت حقا الرحيل عن هذه الحياة

اردت التخلص من امجد وان ابدأ من جديد وحدى .. شاءت الصدفة ان يكون مالك المستشفى هو صديق لى ..عقدت معه هذا هذا الاتفاق.. بأن يمحينى من لائحة الاحياء

قضيت الشهور الماضية مع اطباء نفسيين فى الخارج ..تمكنت من التغلب على عقدتى ومشاكلى

وكدت ابدأ الحياة التى اردتها ..حاولت لكننى فشلت ..

احتوى وجهها بين كفيه وهمس متطلعا الى عينيها الخضراوين :

-فشلت لانكى لست بجوارى .. فشلت لاننى اكتشفت اننى وقعت فى حبك

واننى لا استطيع الحياة بدونك ..عدت الى مصر لاكتشف الحادثة الاليمة التى وقعت لكى على يد تلك المرأة الكافرة التى شاء القدر ان اكون ولدها ..حينها علمت دنيا بحقيقة بقائى على قيد الحياة

وهيئنا عودتى من جديد ..وقعنا عقد شراكة بين شركتينا وحفظت هى الامر سرا حتى اكون مستعدا لملاقاتك

..وها انا الان على اتم الاستعداد لكننى ........

صمت قليلا ثم قال بحزم محاولا التغلب على صوته المختنق :

-لكننى تخليت عن انانيتى ورغبتى فى تملكك.. وعودتى لا تعنى انكى مرغمة على العودة الىّ

لكى الخيار يا غادة ..وبسهولة يمكنك ان ترفض........

وضعت سبابتها على شفتيه فتوقف عن الحديث بينما هزت رأسها وهى تقول بتردد :

-يمكننا ...يمكننا ان ننجح الامر سويا .

ابتسم بسعادة وهى تعيد وضع رأسها على كتفه مغمغة :

- فقد اشتقت اليك انا ايضا .


عاد محمد مسرعا الى حلبة الرقص حيث وقفت هند متطلعة اليه بحنق وتساءلت بغيظ وهو يعيد وضع كفيه حول وسطها معاودا الرقص معها :

-ما هذا الذى فعلته ؟ لماذا تركتنى بمفردى وجعلتنى ابدو كالغبية ؟

-اعذرينى يا حبيبتى كنت انتقى اغنية مناسبة لهذان العصفوران المنسجمان

فانا ادين لهما ..اتتذكرين ..لقد دمرت زفافهما حينما تم القبض علىّ .

اومأت هند برأسها بتفهم وهى تتمتم :

-احسنت .


تمايلت الازواج الراقصة بنعومة على نغمات الاغنية الهادئة التى سرت كالمخدر فى عروقهم

وأسرت قلوبهم التى انتصرت بصعوبة فى المعركة الابدية

المعركة التى شاء القدر ان يخوضها كل انسان ..معركته ضد الفارس الاسود الملثم

"الظلم"

..الذى استشرى فى الحياة التى نئت بنفسها عن الشبهات متخذة جانب المحايدة فلم تربح كفة احدهما

وتركت تحديد المصير وفوز المنتصر للانسان نفسه

لكنها قدمت له الاكسير ذا المفعول السحرى


الصبر والايمان ..الحب والامل


وانا بين ايديك ..محتاجة ايه ؟

فيه حاجة اكبر من كدة !

وانا عمرى كنت ..احلم فى يوم

اعيش حياة بالشكل دة !


كل اللى فات ..من عمرى فات

ومش بايدينا نرجعه

خلينا اكتر فى اللى جاى

مبقاش فيه وقت نضيعه


وانا مش هضيع عمرى تانى

لو ثوانى .. هينفعونى


انا مش هفكر فى اللى جاى

انا عمرى لسة فى اوله

كفاية انى بقيت معاك

ومعاك هعيشه واكمله


كلمة أخيرة


***


يجب ان نؤمن انه حتى وان لم تكن الحياة بأحسن حال فهى تواكب على اعطاءنا فرصة ثانيةلنعيد الامور الى نصابها ونربح المعركة لصالحنا

فدعونا
نؤمن ان حياتنا تستحق ان نتنازل ونعطيها فرصة ثانية لتثبت لنا


انها لا تحمل شيئا ضدنا

ففى بعض الاحيان

يكون من الجميل ان نزيل غمة التشاؤم عن اعيننا

يكون من الافضل ان نتحلى بالصبر والايمان ونجعل الحب مفتاحا لكل الاقفال

يكون من الرائع ان نفتح قلوبنا للحياة مرحبين بها ضيفا عزيزا

فوقتها

ووقتها فقط

قد تتغير معالم الحياة التى نألفها

ويصبح شعارها


** حياة.. شعبة أمل **

**** تمت بحمد الله ****

3-4 -2009 م

2:57 a.m

 
 

 

عرض البوم صور jen  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حياة ..شعبة ظلم, jenhoud, قصص من وحي الاعضاء
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية