المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
* أوطانك غربتي *
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
* أوطانك غربتي * قصه كتبتها بشغف و هنا سأشارككم هذه القصه بدعوه كريمه من العضوه زارا
أرجو أن أجد لهذه القصه صدى في هذا المنتدى الذي يعنى بالأقلام الشابه .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>.
منتدى ليلاس
قماشة مهترئة مليئة بالثقوب لايمكن تبين لونها يمكن فقط معرفة أنها متسخه جدا تمسكها بكل قوة
أيدي تلك الفتاة الساجده على السطح البارد وبكل قوة تمرر قطعة القماش المسكينه على سطح
البلاط البارد والمسكون بالأوسخه , مجتهده كثيرا فيما تفعل لايبدو عليها التذمر أو الكسل يبدو
أنها تعرف أن لامفر فا اليوم هي السندريلا ونحن الثلاث الاتي نراقبها أخواتها الشريرات ,
لاتتسرعو بالتعاطف معها لأن في نفس الوقت من الغد سيكون الدور على واحده منا نحن الثلاث
لتكون السندريلا الجميلة الساجده بين الأوساخ .
دعوني افشي بعض الأسرار اللتي لايعرفها حتى الجيران المتلصصين من خلف الجدران
يوجد حقيقتان في هذا المنزل من الصعب علي تخيل ان هناك أدنى فرصه لتغيرهما
الأولى هي حقيقة أن مهما تناوبنا على لعبة السندريلا يوميا لايمكن أن تتغير أرضيات منزلنا
المتهالك أبدا لأن ببساطه عوامل التعرية الطبيعيه شكلت ارضيات منزلنا بشكل مميز
فهناك السهول والوديان والكثير الكثير من الكهوف اللتي لايمكن الوصول اليها إلا عن طريق
أستئجار أحد الفئران ويجب أن يكون أنثى حتى تتمكن أن تكون السندريلا في اليوم الخامس
أرجو أن لا تعتقدو أني أهلوس أنها فقط فكره استوطنت عقلي عندما كنت أراقب أختي وهي
تنظر لأحد الكهوف !
لاعليكم من هلوساتي أقتربو لأخبركم بالحقيقه الثانيه اللي لايمكن أن تتغير
"زوجة أبي" لايمكن أرضائها , لاترضى ان أطعنا او عصينا لاترضى أن ضحكنا أو بكينا
لاترضى أبدا أبدا , زوجة أبي منذ اليوم الأول الذي استوطنت به منزلنا المتهالك لم ترضى بنا او
علينا , دائما عاملتنا كالأغراب في منزلنا ! , دائما كان علينا أن نعمل ونجتهد أكثر في المنزل
لأن عقولنا الفتيه دائما أخبرتنا أن هذا هو السبيل للحصول على شرف المواطنه , ولكن عندما
كبرنا أصبحنا على يقين أننا دائما سنكون الأغراب بالنسبه لزوجة أبي دائما سنكون كائنات حيه
بلا اسم او عنوان .
بدأ كل شئ يوم جمعه مساءا قبل ثمانية عشرة عاما عندما أتى أبي بها لمنزلنا وعرفها أبي بالأم
الجديده , صدق أبي عندما قال أنها ام جديده لأنها كانت من نوع جديد لايمت للأم التقليدية بصلة
لا أتذكر منذ أن كنت طفلة يتيمه في العاشره من عمري إلى يومنا هذا وأنا أمرأة في الثامنه
والعشرون أني سكنت أحضانها حتى ولو ثواني, لم تقترب ابدا إلي كطفله او أمرأه كانت دائما
بعيده , لحظه... دعوني أصحح ... كانت تقترب لثواني خلال اليوم فقط لتأمر , قاسيه وبارده
جدا هي .... لاأتذكرها إلا بشكل وطعم ولون واحد
لم تمد يدها لتضربني أنا أو أخواتي ابدا على اني لاأخفي سرا اننا في بعض الأحيان كنا نستحق,
بالمقابل لم تمد يدها ابدا لتمسح دموعنا أو تمد يدها لتساعدنا في أعمال المنزل !!
لماذا أتى أبي بها لمنزلنا ؟ لازلت لا أجد جوابا .
خالتي سلمى كانت في منتصف الثلاثينات عندما تزوجت أبي مطلقه من دون أولاد , ابي أرمل
في منتصف الخمسينات يربي أربع بنات انا "مناير" في العاشره وأخواتي "مضاوي" في الثامنه
"مشاعل" في الخامسه وأصغرنا "منيره" أو كما يحلو لنا أن نناديها منوور في الشهور الأولى
من عمرها , نسكن في منزل عربي قديم مكون من ثلاث غرف وحمام ومطبخ و"حوش" صغير
يتوسط غرفنا الضيقه .
المساء مع ابي رحمه الله كان وقت الذروه بالنسبه لنا نحن فراشاته كما كان يحلو له ان ينادينا ,
نحلق حوله ونرتمي في أحضانه ونبدأ بتحدث من دون كلل.
وقت طويل يقضيه أبي في العمل ماذا يعمل أبي ياترى ؟ لطالما تسائلت كاطفله , فقط بعد اعوام
طويله علمت انه كان يعمل كاسائق لأحد التجار وأرجو ان لاتذهبو بمخيلتكم لبعيد فعمله
عند ذلك التاجر لم يغير في حالنا شئ طوال سنين عمره القصيره اللتي قضاها بيننا فقد كنا
ومازلنا نعيش فقر مؤلم.
من أين نعيش الآن بعد وفاة أبي لأصدقكم القول لاأعرف , كل الذي اعرفه ان هناك طعام يكفينا
يوميا, من أين؟
فقط خالتي سلمى تعرف وأنا لايمكن ان اسألها لأن ببساطه أنا مجرد فتاة عانس لم أكمل تعليمي
أسكن مع زوجة ابي ويجب علي ان اكون شاكره صامته .
هل تعتقدون أن قصتنا أنتهت ؟
في الواقع انها فقط البدايه ...
الفصل الأول :
أنتهى هذا النهار الطويل وكالعاده كم هي مؤلمه الحياة بهذا الشكل ... لاأقصد السيد المسمى
"فقر"
بالإشاره للحياة , ابدا فقد آنست الفقر وأصبحنا اصدقاء منذ زمن بعيد , المؤلم هو العيش بدون
حلم منذ ان تركت دراستي بعد وفاة أبي لا لسبب مقنع فقط بدا لي ان من الطبيعي ترك الدراسه
لأن الشخص الوحيد المهتم لم يعد موجود لذلك اصبح كل شئ غير مهم اصبحت الأيام كلها
تتشابه الصباح والمساء نسختان بالتفاصيل لكن مختلفتان بالوضوح بأعتقادي الرؤيه بصباح
أوضح فعند الأستيقاظ في كل صباح أعرف ماهو الروتين المنزلي الذي أقوم به بشكل آلي لكن
عند المساء لاتتضح الرؤية ويبدأ كل شئ بالأنهيار وتبدأ الأحزان بمهاجمتي من خلال صور
العزيز أبي .
مضاوي : مناير ياحياتي طفي اللمبه برقد ميته من النعاس ... منااااااير يااااهوه ..
مناير : بسم الله ...خرعتيني... شفيج ؟
مضاوي : مافيني شي بس اقولج طفي اللمبه بنام .
مناير : وليش بتنامين شعندج الصبح ؟ لايكون بتقعدين عيالج للمدرسه وتريقين أبوهم قبل
لايروح الدوام .
مضاوي : ياسلام عليج يامناير عطيتيني موضوع لحلمي الله يعطيج العافيه يله عاد سكري اللمبه
قبل لايطوفوني أول جزء من الحلم .
مناير : مضاوي شرايج تقعدين وتسولفين معاي ووعد بخليج تلحقين على آخر الحلم .
مضاوي : تدرين مناير الظاهر من كثر مانتي مقابله خالتي سلمى صرتي مثلها ماتحسين أبد.
مناير : ماأحس , ليش أن شاءالله شمسويه ؟
مضاوي : مناير حرام عليج عن جد بنام .
مناير : خلاص بطفي اللمبه وبطلع , تصبحين على خير .
مضاوي : وانتي من أهله .
خرجت "لحوشنا" الصغير , هنا كان ابي يجلس كل مساء يااااااا كم تبدو ملامحه في مخيلتي
كالسراب لم أعد أتذكر ملامحه بدقه كم هو مخيف ما فعلته عشرة أعوام في ذاكرتي , اتمنى لو
كنت املك صوره له , هل ياترى تملك خالتي سلمى صوره له , لا لا أعتقد لم يكن ابي يحب
التصوير , ولكن أكيد مازالت تحتفط ببطاقته وجوازه وهناك بين الأوراق صور رسميه له وهو
ينظر للكاميرا بوجهه الرسمي الذي يخلو من الأبتسامه ذلك الوجه الذي فقط كان للأوراق
الرسميه , فهو رحمه الله لم يتجهم في وجهنا أبدا .. ياترى هل خالتي سلمى تحتفظ بصوره لها
ولأبي في يوم زواجهما ؟ لا لاأعتقد هو لايحب التصوير وهي .. هي .. لااعرف ان كانت تحب
شئ ! ... مالي أسأل وأجاوب أعتقد أن من الأفضل أن أذهب لأرى ماذا تفعل "الجنيتان" مشاعل
ومنيره .. لم يناما إلى الآن فالغرفه تبدو مضائه ... سأذهب لأمارس دور الأخت الكبيره ...
دلفت من الباب بدون أن أطرق وكم تملكهن الرعب ....
مشاعل : تف تف تف بسم الله الرحمن الرحيم يمه يمه وقفتي قلبي .
منيره : أي والله بقيت أموت من الخرعه .
مناير : أسم الله عليكم يارقيقات , شعندكم سهرانات .
مشاعل : ماجانا نوم ونسولف :
مناير : بشنو تسولفون , خلوني أسولف معكم .... وهذي قعده .
طارت عيون مشاعل ومنيره وكل وحده تنطر الثانيه تكلم , عندهم شي بس ماأدري شنو ؟
بس أخيرا أنطقت الملقوفه منور ..
منيره : مناير نسولف سوالف عاديه عن الكليه والبنات يعني مو شي مهم .
مشاعل : اي انا قاعده اوجها واعلمها شلون تمشي أمورها في الكليه بما أني استعمرت الكليه.
ياحلو مشاعل لقعدت تهايط , انتي وين يامشاعل والنصح وين.. انتي تخربين بلد .
مناير : حلو منج يامشاعل انج تقومين بدور الأخت والمرشده الأكاديميه بنفس الوقت .
مشاعل : مو كأنج تطنزين علي .
مناير : لا محشومه يااستاذه مشاعل , انا بس حابه اضيف نقطه ممكن تكون طافتج ان الساعه
اللحين وحده والباص باجر بيزعجنا بهرناته من الساعه 6 .
منيره : لاتذكريني مناير .... ياحياة الشقى .
مشاعل : وشفيه الباص ياصاحبة السمو منور , الباص اللي مو عاجبج يضم بين جنباته كل صبح
بنات الأجاويد شيخه وريم وأسماء وعذوب و....
مناير : بس بس لايكون بتعددين اسامي بنات الباص ... يله كل وحده تحط راسها على المخده
وتعوذ من ابليس وتنام .
منيره ومشاعل : أن شاءالله طال عمرج .
الآن اين أذهب لاأريد العوده "لحوشنا" .. انه ملئ بذكريات , ياااا هذا الليل الطويل الذي يبدو
أطول من نهارين من مسح البلاط ... ياألهي .. نسيت أن أخبر مشاعل ان تطلب مصروفهاهي
ومنور من الخاله سلمى فقد أتو هاتين الجنتين على كل النقود اللتي أعطتنياهم الخاله المتجهمه
كمصروف لنا الأربعه لهذا الأسبوع , سيكون من الأفضل ان تعطيهم مصروف منفصل لهما
لأن أحتياجتهما تبدو أكثر من أحتياجاتنا انا والعزيزه مضاوي ...
اردت ان ادلف مسرعه لكن استوقفني صوت مشاعل وهي تقول ...
مشاعل : يامجنونه يامنيره شلون يعني بتطلعين من الكليه طول اليوم ولاانتي راده إلا المغرب ..
خبله انتي يمكن يطوفح الباص وتقعدين بالكليه عاد حليها منو راج يرجعج البيت مناير ولا خالتي
سلمى ؟ إذا بتطلعين ماتأخرين عن الساعه 1, فاهمه ؟
منيره : ياااسلام حلال عليج وحرام علي هذا انتي ادوجين مع صديقاتج للعصر .
مشاعل : منيره مو عشان اني سكت لأبتزازج تقعدين تمادين , انا ورفيجاتي نطلع نروح السوق
ونفرفر نشوف اللي مانقدر نشتريه ونضحك ونسولف ونرد الكليه في أمان الله مو مثلج يالخايسه.
منيره : خايسه بعينج , لاتقعدين تفلسفسن انتي تطلعين من الكليه وتركبين تكسي مع البنات من
غير ماتقولين لخواتج الكبار وسالفة ان أطلعه بريئه ترى مو داخله مخي أبدا .
مشاعل : كل يرى الناس بعين طبعه .
منيره : ترى زوديها , شوي وتتهميني بشرفي .
مشاعل : منيره وحده تطلع مع واحد في عز الظهريه بسيارته وتغيب لساعتين ثلاث شنو
المفروض أني أفكر ؟
منيره : المفروض ياست مشاعل تحسنين الظن في أختج اللي كل عمرها معاج .
مشاعل : خلاص وضحي لي عشان أحسن الظن .
منيره : الحجي معاج ضايع ماراح أتعب عمري .. تصبحين على خير .
حرااااره سكنت أطرافي رعب خوف يهاجمني ماذا يحدث ماذا تقولان ؟.. تسمر كل شئ وسكت
كل جزيئات الهواء تفككت لاتريد ان تساعدني بالتنفس ... ياالله ساعدني ...
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
إلى اللقاء في الجزء القادم
|