لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


غلطة للكاتب الرميثي

بسم الله الرحمن الرحيم غلطة ... الكاتب : الرميثي انا كتبت القصه باللغه العربية الفصحى .. وبصراحه هذي مب اول تجربة لي باللغه العربية

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 20-02-09, 01:35 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,908
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

________________________________________
الجزء التـــــــــــــــــــاســـــــع ..
خرجت من مكتبتي واتجهت لغرفة خالد .. طرقت الباب ولم يجب .. سمحت لنفسي بالدخول .. بحثت عنه ولم اجده .. لقد خرج من المنزل ولكن إلى اين؟؟ انه يتصرف مثل والدته تماما .. اقصد مها .. كانت تخرج وتدخل من غير ان تخبرني ..
ماذا سأفعل الان؟؟ .. سأهاتف ابنتي خلود .. فأنا لم اسمع صوتها منذ زمن ... اتصلت اجابتني الخادمه بأنها ليست في البيت .. اغلقت سماعه الهاتف .. وجلست وحيدا في الصاله .. افكر بكل شي .. تذكرت انني لم اكمل ما بدأته .. اتجهت لمكتبتي وجلست بين اوراقي وبدأت اواصل ما قد بدأته ..
بعد ان رأيت ما وصلت إليه نورة .. رأيت المال والعز والشهره والدراسه .. عقدت العزم على ان احصل على شهاده عاليه .. شهاده الدكتوراه كانت هدفي وشغلي الشاغل .. عقدت العزم على الحصول عليها .. لا اخفي عليكم.. لقد احببت الشركة التي اعمل فيها .. لا اعرف لماذا .. ربما لأن نورة موجوده فيها .. انها زوجتي في النهاية.. كنت اذهب في الصباح الباكر .. اول شخص يدخل الشركة وآخر شخص يخرج منها .. كنت كلما رأيت نورة.. ازادت عزيمتي وازدادت ارادتي على تحقيق آمالي .. مرت سنتان وحصلت على شهاده الماجستير .. اشتريت حلوى من محل فاخر جدا .. وقمت بتوزيعها على جميع من في الشركة .. ليس حبا فيهم بل لغايه في نفسي.. اردت ان تصل تلك الحلوى لنورة وتعرف انني حصلت على شهاده الماجستير .. كان ردها هادئا جدا .. وقد ارسلت لي بطاقه تهنئة .. تعرف الواجب والاصول .. لم اقترب منها كثيرا فأنا لم انسى ماحدث يبننا في آخر لقاء ..
ضاعفت جهدي .. واجتهدت ودرست .. وحصلت اخيرا على درجة الدكتوراه .. حصلت عليها بعد طول عناء .. فرحت كثيرا.. وسعدت بذلك .. عدت لمنزلي .. واخبرت زوجتي مها بأنني قد حصلت على شهاده الدكتوراه .. فوجأت من ردها .. فقد قالت لي: دكتوراه؟؟ ومتى حصلت على الماجستير؟؟
صعقت من كلامها .. تضايقت كثيرا .. وبعدها خرجت من المنزل .. قدت سيارتي بغير هدي .. وبعد فترة وجدت نفسي امام بيتها.. بيت نورة .. وقفت امام الباب وترددت كثيرا .. وبعدها قررت .. سأدخل وسأحدثها .. كنت سأطرق الباب ولكنني فوجأت بالخادمه امامي وقد فتحت الباب وطلبت مني الدخول .. دخلت وجلست في الصاله .. انتظرتها كثيرا.. انتظرتها قرابة نص ساعه .. مللت الانتظار .. قلت في نفسي .. سأنتظرها ربع ساعه وبعدها ساغادر.. مرت ربع ساعه .. وقفت .. احسست بانني قد اخطأت حينما جئت إلي بيتها .. وبعدها وجدتها امامي .. ابتسمت هي.. وابتسمت انا .. وطلبت مني الجلوس .. لم تعتذر على تأخرها .. وقلت في نفسي: يال قلة الادب والذوق
قالت لي.. ( وكأنها تقرأ افكاري ) : لا بد انك منزعج من تأخري
قلت: طبعا
قالت: لقد تأخرت ساعه إلا ربع فقط
قلت: فقط؟؟ وهل ترين ان هذا وقت قصير؟
قالت: طبعا .. فقد تأخرت انت اربع سنوات .. ولم اتضايق .. وعدت بعدها ثم غبت عني اربع سنوات اخرى ولم اتضايق ..
قلت: ماذا تقصدين؟
قالت: لقد تضايقت عندما تأخرت عليك ساعه إلا ربع .. وانا لم اتضايق حين تأخرت علي ثمان سنوات
قلت: اذا كان هذا ما تنوين الحديث عنه .. فأنا سأغادر المكان
قالت: لا داعي ان تغادر المكان .. اعرف انك قد أتيت لكي تخبرني بأنك حصلت على درجه الدكتوراه .. مبارك لك
سكت .. لم اعرف ماذا اقول .. نورة .. عرفت بأني قد حصلت على الدكتوراه .. اما مها فهي لا تعرف بأنني حاصل على الماجستير ... مها التي تعيش معي في المنزل ذاته .. لقد احسست بشي اتجاه نورة .. انها تهتم بكل ما يحيط بي .. سألتها : وما ادراك؟
اجابت : الكل يعرف ذلك .. اقصد كل من في الشركة
سكت .. احسست براحه بعض الشيء .. ولكنها قالت : إلى متى ستبقى هنا؟
قلت: اتطرديي؟
قالت: لا اعرف .. ولكنني اخبرتك من قبل بأنني لا اريد ان اراك .. هل نسيت؟
غضبت وصرخت في وجهها وقلت: لا لم انسى .. لقد اتيت لكي اخبرك انه بامكاني الوصول إلى ما وصلتي انت إليه ..
ابتسمت وقالت: هذا جيد .. بل انه امر رائع .. وقد قلت ما اردت قوله .. بأمكانك الخروج
قامت من مكانها .. وخرجت من تلك الغرفه .. نظرت إليها والشرر يخرج من عيني ووعدتها بأنها لن ترى وجهي ثانيه ..
سأكتب بعضا من مذكرات نورة عن ذلك اليوم .. اعتقد ان هذا الشي مفيدا جدا لكم ..
))زارني اليوم .. جعلته ينتظر .. ساعه؟؟ ام اقل .. لا اعرف .. ولكنه انتظر كثيرا .. اصبح رجلا اخيرا .. اتم دراسته .. حصل على شهاده الدكتوراه لكي يتحداني .. يبدو ان وجودي في هذه الدنيا بدأ يفيده .. تغير كثيرا.. لم اعد افهم تلك النظرات .. لقد تبدلت حقا .. لم يعد ينظر إلي بنظرات الكره والحقد .. لقد تغيرت حقا .. ولكنني لا اظن انه قد تغير ابدا .. لم يتغير ولن يتغير .. فالحقير يظل حقيرا .. يبدو انه قد نسي ما فعله بي .. ولكنني لم انسى ذلك.. سأعاقبه ولكن بطريقه اخرى .. سأختفى من حياته .. سأخرج منها .. على الرغم مما فعله بي .. انا اعرف انه بحاجه إلي .. اعرف انه لا يستغني عني ابدا .. سيبحث عني كثيرا وسيتعب من البحث .. وفي النهاية سأظهر له من جديد .. لن ادمر حياته كما فعل بي .. لقد حطمني .. ودمر حياتي لن انسى ما فعله بي .. لن انسى ذلك ابدا))

اعتقد ان هذا الجزء كافي جدا .. وسأكمل ما حدث لي بعد ذلك ..
خرجت من بيتها وعدت لمنزلي لتستقبلني مها .. وعلامات الغضب باديه عليها
سألتني: أين كنت؟؟ اجبني .. اين ذهبت؟
قلت: هذا ليس من شأنك .. ثم منذ متى وانت تهتمين بأمري؟
قالت: لقد ذهبت إلى بيتها .. اليس هذا صحيحا؟
قلت: لا ادري
قالت: انا اعرف .. اعرف انك قد تذهبت إليها
قلت: وما ادراك؟ اتراقبيني؟
قالت: نعم .. انا اراقب كل خطواتك
قلت: هذا رااائع .. تراقبين خطواتي ولا تعرفين متى حصلت على درجه الماجستير او الدكتوراه؟؟
لم ترد علي .. بقيت صامته .. لم ترد .. لم تعرف ماذا تقول .. احسست لأول مرة بالنصر ..
نظرت إلي وثم بدأت بالصراخ .. ارتفع صوتها .. تركتها وذهبت لمكتبتي .. ركضت لغرفتها وجمعت ثيابها وثياب خالد وخلود وخرجت من المنزل .. تركتها ولم امنعها
بعد ساعه كامله .. عرفت المكان الذي قصدته .. ذهبت إلي والدتي .. وبكت امامها .. وصدقتها امي .. واتصلت عندي
لم اتكلم كثيرا .. قلت لوالدتي جمله واحده وهي: (اذا لم ترجع مها هذا اليوم .. عليها ان تعتبر نفسها مطلقه ) واغلقت الهاتف .. وما هي إلى نص ساعه حتى عادت مها إلى البيت
دخلت غرفتها واغلقت الباب .. ولم تخرج .. تركتها ولم اراضيها .. خرجت وجلست في الصاله وفوجأت بقدوم والدتي التي بدأت بسرد محاضرة طوويله عن حقوق الزوج والزوجه ولم تنتهي هذه المحاضرة إلا عند الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل
ولأن الوقت قد تأخر .. قررت والدتي البقاء في بيتي .. لكي تكمل المحاضرة التي بدأتها .. اعترف اني مستمع جيد فأنا لم اقاطعها ابدا .. اني اشير برأسي بالموافقة .. وانا في الواقع لم اكن اسمع لصوت والدتي .. بل كان هناك صوت آخر يتردد في اذني .. وهو صوت زوجتي .. نورة ..
استأذنت والدتي .. وذهبت لأحدى الغرف لكي انام .. كنت احلم بالغد .. لم اعرف السبب .. انتظرت الغد بفارغ الصبر لدرجه انني لم استطع النوم .. في الصباح .. خرجت من منزلي مسرعا .. ذهبت للشركة .. جلست في مكتبي لشرب قهوة الصباح كالعاده .. جاءني احد اصدقائي وقال لي: هل سمعت؟؟ المدير العام قد استقال وترك الشركة ولم يذكر السبب
وقع علي هذا الخبر كالصاعقه .. قلت: وما ادراك؟؟
قال: سمعت هذا الخبر بالصدفة من سكرتيرتها .. قدمت استقالتها
قلت: حقا؟؟ الم تعرفوا السبب؟؟
قال: لا
بقيت صامتا .. ولم اتفوه بأي كلمه .. وبعد اسبوع تماما .. تركتنا نورة .. اسبوع كامل وصاحب الشركة يحاول ان يقنعها بالبقاء ولكنها رفضت ذلك بشده
لم نعرف سبب رحيلها عن الشركة .. توجهت إلي بيتها بعد الانتهاء من الدوام .. قرعت الجرس كثيرا .. اخيرا .. فتح الباب .. اخبرتني الخادمه انها نورة غير موجوده في المنزل ولا احد يعرف اي ذهبت .. سألتها عن خالة نورة .. فأجابتني انها هي الاخرى قد خرجت مع نورة ..
عدت إلى منزلي وانا افكر بما حدث .. لماذا استقالت؟؟ ماذا حدث؟؟ هل غضبت لأنني حصلت على الدكتوراه؟؟ .. نفضت عني هذه الفكرة .. فأنا اعرف نورة .. لن تغضب من هذا الشي ابدا .. عدت إلى المنزل .. ووجدت والدتي ومها بانتظاري .. بدأت والدتي الحديث وقالت: محمد .. عليك ان تطلق نورة .. وبأسرع وقت ممكن .. فوجودها اصبح خطيرا كبيرا على حياتك .. ثم ان خالد وخلود لم يعودان طفلين.. وليس من صالحهما ان يراكما تتشاجران دائما على المدعوة نورة
اردت ان اتكلم ولكن والدتي منعتني وتابعت كلامها وقالت: لا تنسى انك تبحث عن رضاي .. ولكي ارضى عنك.. عليك ان تطلق نورة
قلت: امي .. لم يكن ابي يبحث عن السعاده والراحه؟
تعجبت والدتي من سؤالي وقالت: وما دخل والدك في الموضوع؟؟
قلت: اجيبي علي
قالت: بالتأكيد .. فالراحه والسعاده مطلب اي رجل
قلت: وماذا فعلتي انت لتحقيق هذا المطلب؟
قالت: فعلت الكثيير الكثيير .. فعلت ما لم تفعله اية امره
قلت: هذا رائع .. لنفترض انكِ كنتِ مقصره جدا .. ما هو ابسط واسهل شي سيفعله والدي؟
سكتت والدتي فترة وبعدها قالت بصوت منخفض: سيتزوج بأخرى
قلت: هذا صحيح .. انا لم اجد الراحه والاهتمام عند مها .. انها لا تعرف اي شي عني .. لا تعرف اذا نجحت لم لا .. لا تعرف ماحب وما اكرهه .. اي زوجه هذه؟؟ وفوق هذا كله .. تغضب وتلقي اللوم كله علي .. هناك شي احب ان اذكركم به .. انا رجل .. ويحق لي بالزواج من اربع .. ولا تستطيعون انكار ذلك
تركتهم وحدهم في حيرتهم .. وعدت إلي غرفتي ..
جائتني مها لكي تستسمح مني.. وتطلب مني اعطاءها فرصه اخرى.. وافقت ورضيت.. لم تكن مها من تشغل بالي .. بل ان سر اختفاء نورة كان شغلي الشاغل ..
مرت اربع سنوات اخرى .. وانا لا اعرف اي شي عن نورة .. وكلما ذهبت إلي بيتها قالت لي الخادمه انها غير موجوده .. نسيت اخباركم ان مها قد تغيرت كثيرا .. وبدأت تهتم بي اكثر وهذا ما ساعدني كثيرا على ملأ الفراغ الذي سببه اختفاء نورة
تحسنت علاقتي مع مها كثيرا .. واصبحت تهتم بي كثيرا .. تهتم بي وبخالد وخلود .. بدأت حياتي تستقر نوعا ما .. لم تظهر نورة طوال السنوات الاربع .. وهذا ما اراح مها كثيرا .. فقد كانت تتمنى لو ان نورة تختفي من الوجود تماما ..
سأذكر جزء من مذكرات نورة .. لكي تعرفوا ما حدث لها في السنوات الاربع التي اختفت فيها ..
))تركته وحيدا .. اعرف انه لم يعد بحاجه إلي .. ولكنني تركته .. لكي يعلم بأنني لم اعد بحاجه إليه .. لم اغادر البلاد .. فانا في بيتي .. اراقبه .. لقد جاء إلي منزلي اكثر من مرة .. ولكنه لم يعرف بانني في الداخل .. تقابلنا في مركز التسوق اكثر من مرة .. ولكنه لم يعرفني .. يبدو ان علاقته مع زوجته تحسنت كثيرا .. لذلك لم يعد يأتي إلي لكي يصب جام غضبه علي .. عرفت قدري ومنزلتي عنده .. فانا لا اسوى اي شي عنده .. تأكدت الان انه تزوجني لكي يرضي غروره فقط .. تبا لذلك الغرور الذي دمر حياتي .. ودمر مستقبلي .. حقق ما يريده ذلك المدلل .. لا اعرف ماذا افعل .. بدأت اشعر بالضعف الشديد .. والحزن يغمرني .. والوحده تقتلني .. انا في النهاية امرأة .. تعبت من كل الظلم الذي وقع علي .. لم اعد اتحمل المزيد .. لم يعد لوجودي ايه اهميه ..((

هذا ما كانت تردده في السنوات الاربع .. بدأت تضغف .. بدأت تنهار وانا السبب في ذلك كله .. ستنتهي المعاناة قريبا .. فقد اوشك القصه على الانتهاء .. لم يعد هناك المزيد .. سيغلق الفصل الاخير ستائره قريبا .. وسانتهي من اعترافي بعد ذكر آخر الاحداث واهمها .. الحدث الذي حطمني .. الحدث الذي جعلني اعتزل هذه الدنيا .. الحدث الذي كشف للعالم كله .. الطيب من الشرير.. الظالم من المظلوم .. الحق من الباطل .. لن انسى ماحدث .. لن انساه ما بقيت على قيد الحياة .. انا السبب في كل ماحدث .. ليتني لم اغلط تلك الغلطة ... ليتني لم اتسرع ذلك اليوم .. ليتني ميزت الحق من الباطل .. ماحدث قد حدث .. ولا يمكنني تغيره .. سأخبركم بما حدث بالتفصيل ..
هناك احد يطرق الباب .. انه ولدي خالد وابنتي خلود .. حضرا لزيارتي .. سأخبركم بتفاصيل ماحدث قريبا .. فأنا قد اشتقت لولداي وسأجلس معهما بعض الوقت .. وبعدها سأكتب الجزء الاخير من اعترافي ..
=======================


الجــــــــــزء الاخيـــــــــــــر
كنت واثقا بأن خلود لن تبقى وقتا طويلا عندي.. انها مثل والدتها تماما.. تكره الجلوس معي .. كانت مها تخرج طوال الوقت ولا تبقى في البيت .. لم تكن تزر والديها إلا في الاعياد .. اقصد في العيدين الفطر والاضحى.. وهذا يعني انها تزورهما مرتين في السنة .. لطلما كرهت هذا الطبع فيها .. ولكنها لم تغير تصرفها ابدا.. وها هي ابنتها تقلدها في كل شي .. انها لم تزرني انا بل اتت إلي لعلمها ان خالد قد عاد من السفر .. لم تطل الجلوس .. خرجت مسرعه عندما رأتني .. انها تعاقبني بالنيابه عن نورة .. نورة الطيبة التي لم ترضى ان تعاقبني ابدا .. وهاهي ابنتي تعاقبني بالنيابه عن زوجتي نورة .. جلست مع خالد قليلا .. اعاد علي سؤاله عن ما حدث .. ولكنني لم اجبه .. نهضت من مكاني واتجهت لمكتبتي وجلست بين اوراقي .. وها انا سأبدا بكتابه الفصل الاخير من اعترافي
سأبدأ ..

بعد اربع سنوات من غياب نورة .. ظهرت مرة اخرى .. كنت في تلك السنوات قد حسنت علاقتي مع مها وتقربت منها اكثر.. ولكن هذا لم يمنع الخلافات الصغيرة التي كانت تحدث بيننا .. خرجت في احد الايام .. انا ومها وخالد وخلود إلى مركز التسوق.. من يرانا من بعد يظن بأننا عائلة سعيدة .. كان شكلنا الخارجي يدل على هذا .. ولكن لا احد يعلم ما يحدث في كل بيت.. وفي كل يوم .. كان نمشي انا ومها .. اما خالد وخلود فقد كانا يلعبان في قسم الالعاب.. ورأيتها في مركز التسوق ..رأيت نورة مع خالتها .. صعقت حين رأيتها .. لم استطع اخفاء ملامح الدهشه.. ولم اتمالك نفسي .. كنت اراقبها .. إلى اين تدخل ومن اين تخرج .. من تحدث .. ماذا تشتري .. لاحظت مها اهتمامي بتلك المراة التي لم تعرف انها نورة .. سألتني مها
مها: ما بالك؟؟ ماذا حدث؟
اجبتها: ها .. لا لاشي ..
مها: انك تراقب تلك المراة .. هل تعرفها؟
قلت: انا؟؟ انا اراقب نورة؟؟
قالت: نورة؟؟؟؟ .. هل هي نورة حقا؟؟
انتبهت بعدها انني قد نطقت باسم نورة .. لم تستطع مها تمالك نفسها .. غضبت .. وثارت ولكنها لم تقل اي شي.. اخذت خالد وخلود وخرجت من المركز التسوق وعادت إلى البيت باحدى سيارات الاجرة .. لم استطع اللحاق بعدها .. كنت مشغول بنورة.. لم ادري بالذي حدث .. لم تنتبه نورة علي .. وبعدها خرجت من المركز وعدت إلى البيت .. لأرى مها قد اقامت الدنيا كلها
حاولت تهدأتها ولكنها رفضت .. صرخت في وجهي وقالت: الم اسعدك؟؟ الم ابقى معك طوال الوقت؟؟ هل هذا جزائي؟؟ تراقب امرأة في مركز التسوق .. ويتبين لي في النهاية انها نورة .. هل تردني ان اضحك؟؟ .. ارجوك اجبني مالذي فعلته بحقك حتى تعاملني هكذا؟؟
جلست على الارض وبدأت تبكي .. لم استطع تحمل مظهرها اقتربت منها ولكنها ابعدتني واخذت حقيبتها والولدين وخرجت من البيت
غضبت مما حدث .. لم اعرف ماذا افعل .. خرجت من المنزل واتجهت إلى منزلها ... منزل نورة ... طرقت الباب بعنف.. فتحت الخادمه الباب وقالت ان نورة غير موجوده .. دفعت الخادمه ودخلت.. وجدت نورة في الصاله وقد غضبت من تصرفي
صرخت في وجهي وقالت: مالذي تفعله هنا؟؟ .. كيف تجرأ؟؟
قلت: بل انتي كيف تجرأين على تحطيم حياتي؟
قالت: انا؟؟ انا حطمت حياتك؟؟ انا التي كنت اراقبك في المركز ام انت؟؟ .. اتمنى ان لا تلقي اخطائك علي.. وان تخرج من بيتي حالا
صرخت في وجهها واقتربت منها .. صفعتها في وجهها .. وذلك اثار غيض خالتها التي قامت واتصلت بالشرطة .. لم تتأخر الشرطة وحضرت بسرعه ..
كنا نتناقش انا ونورة بصوت عالي في ذلك الوقت .. ورأيت الشرطي يقتحم البيت .. وجاء إلي واراد ان يأخذني معه ..
رفضت وابعد الشرطي عني .. اخبرته بأنني زوج نورة .. ولكنه لم يستمع إلي طلب مني الدليل على ذلك .. طلب منا اظهار اي بطاقه تثبت صحه كلامي.. لم ترد نورة وبعد فترة اخرجت بطاقتها الصحيه كدليل على ذلك وانا اخرجت رخصه القياده .. اسمعنا الشرطي محاضرة طويله وبعدها خرج من البيت
جلست على الكرسي ونظرت إلي نورة بنظرة ملأها الحقد والكره ..وقلت: انتِ سبب كل مشكله تحدث .. ابتعدي عني .. لم اعد ارغب برأيتك .. سأهجرك تماما وسترين
خرجت من بيتها وانا غاضب .. لم انتبه على اي شي .. ولم اشعر بأي شي ابدا .. فتحت عيني ووجدت نفسي في غرفة صغيره نوعا ما .. تحيط بي الاجهزة من كل مكان .. حاولت تحريك يدي ولكنني لم استطع.. ماذا حدث لي .. اين انا .. يدي لا تتحرك لماذا؟؟ .. دخلت على الممرضة وقالت: الحمدلله على سلامتك.. نهضت اخييرا
سألتها: لماذا انا هنا؟؟ .. ماذا حدث؟؟
قالت: الا تذكر؟؟ لقد اصبت بحادث قبل شهر
قلت: قبل شهر؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
قالت: نعم .. صدمتك سيارة مسرعه .. وبقيت في غرفة العناية المركزة .. وقد كسرت يدك اليمنى
سكت ولم ارد عليها .. تابعت كلامها
قالت: الحمدلله لى سلامتك .. بصراحه .. انت تملك زوجه رائعه .. لقد تبرعت لك بدمها .. و تحملت الكثير من اجلك .. سهرت لراحتك كثيرا .. انها زوجة رائعه ... حسدك جميع الاطباء عليها .. لقد كانت تبكي وتقول: انا السبب في هذا .. وكانت تدعو لك دائما
قلت: زوجتي؟؟ اين هي؟
قالت: لقد ذهبت اليوم .. يبدو انها ستعود قريبا
فرحت كثيرا .. مها اعتنت بي وانا مريض .. لست غاضبه مني .. سأنتظرها انا بحاله جيده وستفرح لذلك.. يال فرحتي .. انا املك زوجه رائعه .. انها رائعه حقا .. لقد اعتنت بي كثيرا .. انا آسف يا مها .. لقد ظلمتكِ حقا .. لقد اخطأت بحقكِ كثيرا .. متى ستأتين لكي اعتذر عن كل لحظة اخطأت فيها .. وعلى كل دقيقه فكرت فيها بأن اطلقك وابتعد عنكِ انا آسف يا مها ..
في العصر جاءت مها لزيارتي وكم كانت فرحتي كبيرة .. بدأت اعتذر منها عن كل ما بدر مني .. لقد استغربت كثيرا لا بل تفاجأت .. لم تتوقع ذلك ابدا .. لم تتوقع ان تسمع مني ذلك الكلام كله .. ردت عيل بابتسامه فقط .. دخلت بعدها الممرضه .. لم تكن الممرضة التي حدثتني في الصباح .. رأيت الشرر يخرج من عيني هذه الممرضه .. لم تتحدث ولم تسألني عن صحتي خرجت مسرعه .. استغربت من معاملتها الجافه .. جائني الطبيب وقال لي ان حالتي مستقرة وانه بامكاني العوده إلى البيت بعد يومين
فرحت لذلك كثيرا.. وبعد يومين عدت إلى منزلي .. وكنت بين اطفالي .. هناك شيء استغربت منه كثيرا .. لم تكن مها تعتني بي جدا.. لا انكر انها كانت تعتني بي ولكنني لم اتوقع ان يكون بهذه الطريقه .. كانت تخرج كثيرا لم اكن اراها دائما.. ولكنني لم اعاقبها ولم أُأَنبها فيكفيني انها اهتمت بي في المستشفى وتعبت على راحتي ..
بقينا على هذه الحاله قرابة شهر كامل .. احسست انها ملت مني ومن العنايه بي .. كانت تتأفف كلما طلبت منها شي .. تعجبت من معاملتها الغريبة .. لم اتوقع كل هذا منها .. على العكس تماما .. توقعت انها ستعتني بي اكثر عندما اعود إلي البيت .. مالذي غيرها؟؟ هل هو كثرة طلباتي؟ ام وجودي في البيت طوال الوقت ؟؟ لم اعد افهمها ..
بدأت اهتم بنفسي .. لم اعد بحاجه إليها .. بقيت هكذا مده شهرين كاملين وبعدها تحسنت حالتي كثيرا .. لم اعد بحاجه لشي .. اما مها .. فكانت تجلس معي بعض الوقت ومع الاطفال .. وتقضي باقي وقتها في زيارة احدى صديقاتها او الذهاب إلى مراكز التسوق .. لا انكر ان علاقتي تحسنت بعض الشيء .. لا ادري لماذا ؟؟!!
في احد الايام .. كنت في الشركة .. تلقيت اتصالا هاتفيا من المستشفى .. قيل لي ان زوجتي في المستشفى .. وان حالتها الصحية سيئة جدا .. تركت كل شي .. واتجهت إلي سيارتي التي قدتها بجنون إلى المستشفى .. كنت اركض في الممرات خوفا على زوجتي ... سألت احدى الممرضات عنها .. لقد كانت تلك الممرضه ذاتها التي مدحت زوجتي عندما كنت مريضا
قالت لي: ان حالتها سيئة جيدا .. ارجوك لا ترهقها .. لقد طلبت رؤيتك
قلت: اخبريني .. اين غرفتها؟؟
دلتني عليها .. دخلت الغرفة وبقيت الممرضة عند الباب من اجل الاطمئنان على مريضتها
دخلت انا .. اقتربت من سريرها .. نظرت إليها وكانت المفاجأة ...


نـــــــــــــــــورة..؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !

ابتسمت لي وارادت ان تقول شي ولكنني قاطعتها وقلت: هذه انتِ؟؟ لماذا استدعيتني إلى هنا؟؟ لم يكفيكِ ما فعلته بي عندما اتيت إلي منزلك؟؟ الان تطلبين رأيتي على انني زوجك؟؟ مالذي تريدينه؟؟ لقد حطمتي حياتي مرة ولن اسمح لك بان تحطيمها ثانيه .. مالذي تريدنيه مني اجيبي؟
قالت: انا ...
لم تكمل كلامها .. قلت: انتِ؟؟ انتِ ماذا؟؟ مالذي فعلته انا لكِ تتصرفي بهذه الطريقه معي؟ تركت العمل واتيت مسرعا وفي النهاية اجدك انتِ ... تبا
تدخلت الممرضه .. وطلبت مني مغادرة الغرفة .. لأنها سمعت صوت الجهاز الذي اشار بان صحة نورة قد تدهورت.. اخرجتني في الحال .. وطلبت من الطبيب الحضور .. كنت سأغادر المستشفى ولكنني احسست بشي يطلب مني البقاء.. بقيت في مكاني ولم اتحرك .. كنت جالسا على احد الكراسي وكأن امر المسكينة نورة لا يهمني.. خرجت الممرضة من غرفتها والدموع تملأ عينها .. وقفت عند الباب ونظرت إلي وبعدها انفجرت بالبكاء.. جلست على الارض وبدأت تبكي .. جاءت خالة نورة .. ورأت الممرضه تبكي فجلست معها وبكت .. لم افهم ماذا حدث .. اقتربت منهن وسألتهن: ماذا حدث؟؟ لماذا تبكيان؟؟
قالت الممرضه: انت السبب .. لقد قتلت تلك الطيبه .. لقد قتلت التي سهرت على راحتك .. قتلها ولم تهتم بها.. لم تهتم بما ارادت قوله .. لقد كانت تبكي طوال الليل وتقول: انا السبب انا التي اوصلته إلى هذه الحالة .. قتلت التي احبتك بكل صدق ..
صعقت مما اسمع وقلت: لا لا مها ساعدتني .. انا متأكد مها زوجتي
سمعت صوت ممرضه اخرى تقول لي: مها؟؟ وهل تظن ان تلك المرأة الكريهه ستفعل اي شي من اجلك؟؟ عندما طلبنا احد يتبرع بدمه رفضت ذلك.. واخذت اطفالها وخرجت من المشفى ولم تعد إلا عندما علمت انك قد افقت.. اما المسكينة نورة فقد تبرعت لك وسهرت على راحتك .. وهذا جزاءها انك قد قتلتها
لم اعرف ماذا افعل.. كنت اتلفت بينهم اكذب هذه واكذب الاخرى .. ماذا افعل .. سمعت صوت خالة نورة تقول لي: الم تكتفي بتدمير حياتها؟؟ لقد قتلتها ايضا.. اي رجل انت .. لم تعطها حريتها و دمرت حياتها وقتلتها .. مالذي فعلته .. مالذي فعلته
تسمرت في مكاني وانا اسمعهن .. كل واحده منهن تلومني على فعلتي .. لم اشعر بقدمي .. وقعت على الارض .. وبدأت ابكي كطفل صغير فقد حنان امه وابيه .. بدأت ابكي واصرخ .. لم اعرف ماذا افعل .. انا السبب في كل شي .. انا السبب في كل ماحدث .. ركضت لغرفة نورة .. منعني الاطباء من الدخول .. جلست امام الباب وبدأت ابكي بحرقه .. لم ادري ماذا افعل .. بكيت حتى اغمي علي .. اخذني الاطباء إلى احدى الغرف .. قيل لي بعد ذلك اني كنت ابكي طوال ذلك الوقت ..

يومين على وفاة نورة .. قضيت هذين اليومين في المستشفى .. بكيت طوالها .. لم تأتي مها لزيارتي ولم تسأل عني.. تأكدت عندها ان نورة قامت بكل شي .. فهمت الان التغير في معاملتها .. ادركت كل شيء بعد فوات الاوان.. ادركت اني ظالم .. وانني ظلمت نورة .. ادركت اني اقسى رجل على هذه الارض .. ادركت انني لا استحق اي شي من هذه الحياة بعد الذي فعلته .. بكيت كثيرا .. ولم اتوقف عن البكاء
عدت إلى البيت بعد فترة .. وجدت مها جالسه في الصاله .. كانت تتابع احد الافلام ولم تهتم بدخولي .. اقتربت منها.. وصفعتها في وجهها .. صرخت عليها .. اخبرتها بأنها سبب كل المصائب وانها ..... انها سبب موت نورة.. القيت عليها اللوم (لعل هذا يريحني) ضربتها في ذلك اليوم .. ضربتها ضربا مبرحا .. وتركتها ملقاة في الصاله وقلت انها اذا خرجت من البيت فسأذيقها ضعف الضرب الذي تلقته مني
بقيت في مكانها تبكي وتندب حظها وانا دخلت غرفتي واغلقت الباب ..
تبدلت حالتي من يومها .. لم اعد اتكلم مع احد.. ولم اسمح لأي احد بدخول بيتي او الخروج منه .. كنت كلما تذكرت نورة .. بكيت حتى تنتفخ عيناي ..
بعد اربع اشهر من وفاة نورة .. تذكرت انها ارادت قول شي قبل وفاتها .. خرجت من منزلي بسرعه.. واتجهت إلي بيتها .. طرقت الباب ولم يفتح لي احد.. طرقته مرارا وتكرار .. وبعد فترة فتحت لي خالتها الباب .. دخلت البيت وجلست قليلا وبعدها تكلمت وقلت: اريد ان اسألك سؤال
قالت: تفضل
قلت: الا تعرفين ماذا اراد نورة ان تقول لي؟؟
قالت: متى؟
قلت بنفاذ صبر: قبل وفاتها
قالت: وما ادراني .. ثم انك لم تهتم بكلامها في حياتها .. لا اعتقد ان ما اراد قوله سيهمك بعد موتها
رجوتها كثيرا ولكنها رفضت الكلام وطلبت مني مغادرة البيت
عدت إلى بيتي وحالتي اسوء مما كانت علي .. حبست نفسي في غرفتي وبقيت فيها ايام وايام .. لم اكن اخرج منها إلا لشرب الماء

مرت سنة كامله وانا على هذه الحال .. لم اكن اهتم باحد .. طردت من وظيفتي .. بقيت هكذا.. لم اسأل عن اي احد ..
وفي احد الايام خرجت من البيت .. وقفت امام المسجد .. تذكرت انني لم ادخله منذ زمن .. وجدت شابا في مقتبل العمر .. نظر إلي وقال: هل انت جديد في هذه المنطقه؟؟
قلت: لا انا اعيش فيها منذ اربع سنوات
قال: ولكنني لم ارك ابدا
قلت بخجل: هذه اول مرة اقترب فيها من المسجد (نسيت اخباركم بانني لم اكن اهتم بالصلاة)
صعق الرجل من كلامي و تمالك نفسه وطلب مني التوضأ ودخول المسجد .. صلينا العصر .. ارتحت كثيرا لرجل.. اخبرني بأنه يكنى بأبي نورة .. امتلأت عيناي بالدموع عندما سمعت اسم نورة .. اخبرته بقصتي كامله .. وطلب مني ابا نورة بأن اذهب مع الي بيته
بدأ بالحديث معي واخبرني بأن الموت حق وانه لا يجب علي فعل ذلك بنفسي وانه علي ان ادعي لها واستغفر لذنبي فالله تعالى يغفر الذنوب جميعا .. احسست برباحه كبيرة ..

تغيرت كثيرا بعد ذلك اليوم .. لم افرط بأي صلاة بعد ذلك اليوم .. تحسنت حالتي كثيرا .. وانقلب حالي من رجل سيء لرجل صالح .. تغير كل شي فيني إلا شيء واحد وهو تجاهل مها .. لم اكن احسب اي حساب لوجودها في البيت .. لم اكن اهتم لخروجها ودخولها .. وكم فرحت هي بذلك .. كانت تغيب بالايام واحيانا بالاشهر .. وكنت انا اهتم بخالد وخلود .. كانا يحبانني كثيرا .. وانا كذلك . كنت آخذ خالد للمسجد معي كل يوم .. وهكذا تعود هو على هذا الشي ..

مرت السنوات بسرعه .. كنت خلالها ادعو الله دائما ان يغفر ذنوبي وان يسامحني فيما فعلته بزوجتي نورة .. تزوجت ابنتي خلود .. وسافر خالد للدراسه ..
وفي احد الايام التي كان خالد فيها في الدولة لزيارتي .. جاءت خلود .. وكانت مها خارجه من المنزل .. سألتها ولأول مرة : إلى اين تنوين الذهاب؟
قالت: سأذهب إلي منزل والدي .. وخرجت مسرعه
فكرت قليلا في اجابتها وبعدها .. اكتشفت بانها تكذب علي .. عرفت ذلك لأنها لم تكن تذهب إلى اهلها ابدا.. فكيف ستذهب إليهم الان؟؟
خرجت خلفها لحقتها بسيارتي.. ووجدتها اخيرا .. وجدتها مع رجل غريب .. كانا مع بعض .. ويتجهان إلى احدى العمائر الضخمة .. لحقت بهما وسألت الحارس عنهما.. اجابني بأنهما يأتياني إلى هنا كل يوم ولا يخرجان إلا بعد منتصف الليل واحيانا لا يخرجان من المنزل وقد اشتكى الجيران منها كثيرا والسبب هو الصوت العالي للاغاني .. و ... لم يكمل كلامه
سألتها: ماذا هناك؟؟
قال لي: ان تلك المراة قد استقبلت الكثير من الرجال الاجانب وبوضع مخل ومخجل جدا
صعقت من كلامه .. لحقت بهما .. وطرقت باب الشقة .. ووقفت جانبا لكي لا تراني مها .. فتحت الباب .. وكانت تردي ثوبا لا اعرف بماذا اصفه .. وكان الرجل يقف خلفها ولم يكن يرتدي سوى بنطالا .. صعقت من منظرهما.. صفعت مها ..بدأت بضربها.. هرب ذلك الجبان .. لم استطع اللحاق به .. البست مها عبائتها واخذتها إلى البيت وقمت بضربها هناك ..
صرخت خلود.. حين رأيتني اضرب والدتها وبعدها خرجت من المنزل ولم تعد إليه مرة اخرى.. اما خالد فقد حاول ابعادي عن والدته ولكنه لم يفلح .. ضربت مها والقيت بها خارج المنزل وطلقتها بعد ذلك ..

خلود.. تركتني .. لم تعد تأتي لزياتي .. ولم تسمح لي بتبرير موقفي .. كانت ترفض محادثتي وتتدعي انها بالخارج .. واحيانا اسمعها تصرخ علي .. كنت اسكت واصبر واعتبر ان ماحدث لي جزء من العاقب الذي استحقه بعد الذي فعلته بنورة

اما خالد .. فقد ترك المنزل ذلك اليوم وسافر ولم يعد سوى قبل ايام ولذلك لكي يصلح الامور كما يدعلي

اما والدتي .. فقد غضبت كثيرا مما فعلت .. وطلبت مني تفسيرا لكل ماحدث ولكنني رفضت .. غضبت علي .. واقسمت على عدم رأيتي

اما مها.. فقد تزوجت ذلك الجبان بعد انتهاء عدتها ..

هذا ماحدث لي .. وانا استحق ذلك كله .. انتهيت نسيت اخباركم .. ان الصندوق الذي وصلني كان من خاله نورة.. عرفت ذلك من الرساله الموجوده بداخله.. ارسلته إلي عندما علمت بتبدل حالي.. وارسلت لي معه دفتر مذكرات نورة.. انتهيت من الكتابه .. لا اعرف ماذا اسمي هذا الكتاب.. امممم سأسميه غلطه .. وارجو ان لا تتكرر هذه الغلطه ابدا .. انا اعترف بغلطتي وانا آسف يا زوجتي ..انا نادم على كل ما حدث في تلك الايام .. آسف على كل شي.. انا آسف حقا وارجو ان تسامحيني على كل ما بدر مني

توقف محمد عند الكتابة وتصفح دفتر نورة .. ودفعه الفضول لقراءة آخر صفحه من ذلك الدفتر وصعق حين قرأ محتوياتها ..
سأكتب لكم ما قرأته في آخر صفحه .. انها زوجه عظيمة .. ولن انسى فضلها علي ابدا ..

))زوجي العزيز محمد .. انا آسفه على كل ماحدث لك.. انا سبب معاناتك وسبب مرضك.. انا آسف على كل ماحدث لك.. لم يعجبني تخبطك في الظلمات.. سأرسل لك خالي ابو نورة لكي يساعدك.. طلبت منه ذلك.. وكان سعيدا بطلبي.. بحث عنك كثيرا واتمنى ان يجدك ويأخذ بيدك إلى طريق الهداية.. لقد سامحتك يا زوجي بعد كل الذي حدث لي بسببك.. انا آسفه لأني كنت سبب الحادث الذي اصابك.. انا اعتذر حقا.. لقد سامحتك من كل قلبي.. سامحتك على كل شي فعلته بي .. سامحتك على العذاب الذي رأيته منك .. سامحتك على تلك الايام والضرب .. اتمنى لك السعاده من كل قلبي فأنت رجل طيب في نهاية الحال .. وكانت غلطتي بأنني لم اكسب حبك يا زوجي .. انا آسفه على كل ماحدث .. وارجو منك ان تسامحني .. وارجو ان تسمح لي بمناداة نفسي بـ ( زوجتك) فهذا يريحني حقا .. سامحني يا محمد .. زوجتك نورة))

بكى محمد كثيرا ذلك اليوم .. لم يستطع تحمل كل ما يقرأه .. خرج من مكتبته وطلب من خالد الحضور .. واستدعاء اخته وامه ..
حضر الجميع على الفور .. وجلسوا في الصاله
بدأ محمد الحديث وقال: لا اعرف ماذا سيحدث لي بعد هذا اليوم .. من يدري لعلي اموت بعد لحظات .. في هذه الاوراق ستجدون اعترافي .. ستجدون كل شي عني .. انا آسف يا امي وارجو ان تسامحني.. ارجو ان تسامحاني يا خالد وخلود على تقصيري معكما .. فانا لم اعد اظن بقاي في هذا العالم الظالم ..
انا آسف على كل ماحدث .. ارجوكم اقروا هذه الاوراق بعد وفاتي ..
بكت امي وقالت: انا راضيه عنك يا محمد .. ارجوك لا تقل هذا الكلام عن نفسك ..
ابتسم محمد وقال: كنت واثق من ذلك يا امي .. سأخرج الان فقد حان وقت صلاة المغرب
خرج محمد من بيته .. ولم ينتبه لأحدى السيارات المسرعه .. واصيب بحادث ومات على الفور ..
خرج خالد بعد ان سمع صوت الحادث .. فوجد والده قد فارق الحياة ..

بعد ست اشهر من وفاة محمد .. جلس خالد في مكتبة والده وقرأ ما كتبه .. بكى كثيرا وفي النهاية وجده رساله لوالدته.. اخذها خالد لجدته التي قرأت محتوياتها ..

))امي الغاليه .. انا اسف على كل ما برد مني .. لقد طعت اوامرك ونفذتها بالحرف.. لم اكن افرق بين الحق والباطل وبين الصالح والطالح.. انا لا الومك الان ..لقد رفضت نورة لعلمك بانني قد تعرفت عليها بواسطه الانترنت .. واصريت على ان اطلقها وعلى ان اعذبها.. وبعدها طلبت مني الزواج من ابنه خالي .. لأنها ستحفظ كرامتي اكثر من نورة .. ولكن للأسف تبين لي مع الايام بأن القريب الذي اردتيه دنس كرامتنا في التراب وان البعيد الذي رفضتيه قد حافظ على كل شي .. انا لا الومك يا امي على ما فعلته.. اعرف انك اردت الحفاظ على ولكن حفاظك علي وخوفك الشديد علي ضيع كل شي ودمر مستقبلي كامل .. وحطم حياة امراة مسكينة .. لقد انتهى كل شي الان .. اتمنى ان تسامحني نورة على كل ما بدر مني .. وان تسامحيني انت ايضا يا امي ..
وان يسامحني الجميع على ما بدر مني .... محمد ((





النهـــــــــــــايه


 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتب, للكاتب الرميثي, الرميثي, غلطة, غلطة للكاتب الرميثي, قصة غلطة, قصة غلطة للكاتب الرميثي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية