منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   غلطة للكاتب الرميثي (https://www.liilas.com/vb3/t105623.html)

dali2000 20-02-09 01:33 PM

غلطة للكاتب الرميثي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

غلطة ...


الكاتب : الرميثي




انا كتبت القصه باللغه العربية الفصحى .. وبصراحه هذي مب اول تجربة لي باللغه العربية .. كتبت اكثر من قصه وكنت بنزلهم في المنتدى بس لاحظت ان الاقبال على القصص العامية اكثر من القصص إلي تكون باللغه العربية لكن هالمرة قررت اني انزل لكم هالقصه .. وهي باللغه العربية وتناقش غلطه ارتكبها رجل وكانت السبب في تغيير مجرى حياته

بترككم مع القصه .. وان شالله تعيبكم ..



بحثت كثيراً.. ولم أجد غير الكتابة وسلية للتعبير عن همومي وأحزاني وكل ما أشعر به.. فأنا واثق تماماً بأن قلمي لن يفشي بأسراري.. سيحافظ عليها جيداً .. حسناً.. سأبدا بالتعريف عن نفسي .. وسأذكر لكم السبب الحقيقي الذي دفعني للكتابه.. ادعى محمد .. وابلغ من العمر 40 عام ..لدي مشكلة واعجز عن حلها .. اود ان اخبركم شيئاً آخر عن نفسي .. لقد حللت الملايين من المشاكل التي صادفت اصدقائي .. لدرجه انهم اطلقوا علي لقب (حلال المشاكل) .. ولكنني اعجز عن حل مشكلتي.. أليس هذا غريباً ؟؟!!! حلال المشاكل البالغ من العمر 40 عام عاجز عن حل مشكلته بنفسه .. لا بأس.. سأخبركم بمشكلتي كامله .. واريد منكم انت تساعدوني في حلها .. واريد ان تحكموا علي .. بصراحه .. انا سبب هذه المشكله .. وسأعترف لكم بكل صراحه .. انا رجل سيء .. لن تجدوا من هو اسوء مني .. اتعرفون لماذا؟؟ .. لقد ارتكبت جريمه كبيره .. جريمه شنيعه .. بحق من؟؟ .. بحق زوجتي ونفسي.. انا رجل جاحد .. وناكر للنعمه .. آه يا زوجتي كم اتمنى لو تعودي للحياة وتسامحيني .. تسامحيني على تلك الجريمة .. انا لم اقدرك .. لم اقدر تضحياتك .. لقد ضحيتِ بالكثير من أجلي .. وتخليتِ عن جميع احلامك وآمالك في سبيل إرضاء غروري ورغبتي .. انا آسف .. انا آسف يا نورة .. سامحيني .. بعد كل الذي فعلته من اجلي .. تركتك ورحلت .. لا اعلم لماذا فعلت كل ذلك بك .. لا بل اعرف انه الغرور .. انه الجحود .. انه التكبر ...
عشت طفوله عاديه .. قضيتها كباقي الاطفال .. لم يكن فيها ما هو مميز .. ولكن احداث قصتي تبدأ بعد انتهائي من الثانوية .. أي في سنة 2002 ميلاديه .. انهيت دراستي وحصلت على تقدير جيد جدا .. انه تقدير ممتاز بالنسبة لشاب مثلي يكره الدراسه .. اذكر انني القيت بجميع كتبي في سلة المهملات .. لقد كنت امقت تلك الدراسه .. واظن انها مضيعه للوقت .. لا تلوموني .. فلم ادرك معنى الدراسه والجد والاجتهاد .. اعطاني والدي جهاز حاسوب كهدية نجاحي.. ولم ينسى والدي العزيز الشبكه العنكبوتيه .. اقصد شبكة الانترنت .. لقد تعمقت كثيرا في هذا العالم ..تعرفت في بادء الامر على شباب في مثل عمري .. وكانوا من نفس دولتي .. لا اعرف السبب الذي منعني من التعرف على اناس آخرين من دول اخرى .. انحصرت صداقاتي على هؤلاء .. بعد فترة.. احسست انني قد مللت منهم ومن صحبتهم .. فتعرفت على آخرين من دول خليجيه مجاورة ... وبعدها على آخرين من دول عربية .. كنت اتعرف على من هم في مثل عمري ولكن الآن بدأت اتعرف على الجميع.. الشباب والبنات .. الكبار والصغار .. العازب والمتزوج والارمل والمطلق .. بعد سنة كامله .. مللت منهم جميعا.. احسست برغبه في التعرف على غيرهم .. لم اجد عندهم ما ابحث عنه .. ولكن مالذي ابحث عنه؟؟!! .. لا ادري .. ابحث عن شيء مجهول .. عن شيء يجذبني فيهم .. ولكني لم اجده .. بدأت اتعرف على أناس آخرين .. من دول اجنبية .. لم اكن اتقن لغاتهم .. ولكني تعلمتها .. لدرجه انني قد ظننت انني اتقنت جميع لغات العالم .. تحدثت مع الانجليزي بلغته والفرنسي بلغته .. وتحدثت مع الهندي والباكستاني ومع الكل.. عرفت كيف يفكرون .. وتعلمت الكثير من عاداتهم وتقاليدهم ودياناتهم .. إلا انني والحمدلله لم أتأثر بعاداتهم ودياناتهم .. فأنا شاب شديد الالتزام .. و لأول مرة في حياتي فكرت بعمل شي جيد .. فكرت بالعمل في هذه الشبكة.. بدأت اصمم المواقع واعمل كوسيط لبعض الشركات التي تتعامل بالانترنت .. وتعرفت على الكثير من الشخصيات المعروفه .. على الرغم من ان هذا العمل لم يكن يوفر لي دخل كبير .. إلا انني كنت سعيد به جدا.. ذات يوم .. لن انسى ذلك اليوم ما حييت .. لقد غير مجرى حياتي .. غيره تماما .. تعرفت على فتاة .. فتاة غريبة.. تتحدث معي كأنها تراني .. وتصف حالتي وطريقه جلستي .. والاغرب من ذلك كله .. انها احيانا كانت تقول لي لون الثوب الذي البسه .. لقد اهتممت لأمر تلك الفتاة كثيرا .. وبدأت اسألها كيف عرفتِ كل هذا وانتِ لا تريني؟؟ .. اجابت بكل بساطه .. انه احساسي .. بدأت اسألها .. اردت افهم .. ان اعرف كيف تستخدم احساسها ..اجابتني ببساطه ايضا .. انها لا تتجاهل اي شي اقوله .. وبذلك عرفت كل شي عني .. تقريبا .. اخبرتني عن لوني المفضل .. وعن اشياء لم يكن اي شخص يعرفها . ولكنها عرفتها .. اهتممت بها اكثر واكثر.. واحسست انني وجدت ما ابحث عنه اخييرا .. بدأت استدرجها لكي اعرف اسمها الحقيقي .. ولكنها كانت شديده الحذر .. لم تصرح باسمها ابدا .. بدأت امل منها .. قلت في نفسي .. انها تعرف عني كل شيء وانا لا اعرف اسمها ولا اعرف اي شي عنها .. اخبرتها بكل الذي دار في نفسي .. واحسست انها تأثرت بكلامي وحزنت.. واخيرا قالت لي: اسمي يبدأ (بحرف النون).. طرت فرحا .. وقلتلها: هل هو ندى؟؟ ... وكانت اجابتها بالنفي.. فقلت : هل هو نور؟؟ .. ضحكت وقالت لي: اضف عليه حرف الهاء .. سكت قليلا ثم قلت : نورة ؟؟ اسمك نورة؟؟ سكتت لبرهه ثم قالت: نعم .. اسمي نورة .. لم تسعني الدنيا من شده فرحي .. وتعلق قلبي بنورة اكثر واكثر .. واصبحت محادثاتي معها يوميا.. كنت اشعر بضيق شديد اذا لم احدثها في اي يوم .. واشعر بكآبه الدنيا وهموم الكون على رأسي اذا غابت عني ساعه .. مرت سنتان كاملتان وانا احدث نورة .. وفي احد الايام .. لاحظت انها حزينة.. الحيت عليها بالسؤال فردت علي بحزن وقالت لي: لقد طلبني ابن عمي للزواج.. وانا لا اريده.. صدمتني عبارتها .. لم اعرف بما ارد عليها .. انا .. انا .. انا ماذا؟؟ .. لااعرف.. حاولت تهدأتها ومواساتها .. مع اني في الواقع كنت اواسي نفسي .. وبعدها اقفلت حاسوبي لأول مرة منذ ان اشتراه لي والدي.. آه ايها الحاسوب .. لو تحدثت لاشتكيت من كثر جلوسي .. اعتقد انك مللت مني.. نسيت اصدقائي ونسيت افراد عائلتي .. اين والدتي ؟؟ .. آه لقد تذكرت .. انها في المستشفى اليوم هو يوم ولادتها لقد ازداد عدد افراد عائلتنا .. انجبت امي طفله جميله .. ما هو اسمها؟؟ لقد نسيت .. اخبرني والدي باسمها ولكنني نسيته .. ما هو يا ترى؟؟ .. آه لقد تذكرت .. وكيف انسى هذا الاسم .. اسمها نورة.. نورة .. آه يا نورة مالذي فعليته بي انتِ وابن عمك ذاك .. كم اكره ذاك الشخص .. لا اعرف لماذا اكرهه.. لقد كرهته من دون ان اراه .. ربما لأنه سيأخذ مني نورة .. يأخذها؟؟؟ .. لن اسمح له بذالك.. انا من سيأخذ نورة .. نعم .. انها لي وحدي .. سأتزوجها .. لحظة .. لحظة واحدة .. كم عمري الآن؟؟.. يا إلهي .. ما هذه الذاكرة لقد نسيت كم ابلغ من العمر .. ماذا حدث لي .. كل هذا من نورة .. امممم .. عندما تخرجت من الثانوية كنت ابلغ من العمر 18 سنة .. ومرت علي ثلاث سنوات مذ بدأت استخدم هذا الجهاز.. اذا عمري الآن 21 سنة .. هذا رائع .. يمكنني ان اخطبها .. سأفاتحها بهذا الامر .. وارجو ان توافق.. سجلت دخولي مرة اخرى ولحسن حظي كانت نورة موجوده ..
محمد: السلام عليكم
نورة: وعليكم السلام
محمد : كيف الحال؟
نورة: الحمدلله .. وانت؟
محمد: بخييييييير وبأحسن حال
نورة: حقا؟؟ هذا رائع
محمد: نورة .. اريد ان اسألك سؤال واحد
نورة: تفضل
محمد: اذا خطبتك انا .. هل ستوافقين علي؟؟
لم ترد علي فترة.. فبقيت انتظر وانتظر .. ها هو خجل الفتيات بدأ بالظهور .. يال سعادتي ستوافق .. ستوافق .. كررت سؤالي مرتين واخيرا .. اجابتني قائله: ولكنك لم تراني .. فكيف تقول انك تريد الزواج مني؟
صدمتني اجابتها فلم اكن اتوقعها ابدا وبعدها قلت لها: انا لا اهتم بالشكل ابدا .. لقد احببتك من دون ان اراك وارغب بالزواج منك
نورة: وماذا عن اهلك؟؟
محمد: ما بالهم؟؟
نوره: هل ستقول لهم انك عرفتني بواسطه الانترنت؟؟
سكت ولم اعرف بماذا ارد .. وماذا اقول .. انها فتاه واقعيه وتفهم في امور الحياة اكثر مني .. وتزنها بميزان الحياة الصحيح والاساسي.. اجبتها بعد فترة : لا عليكِ .. المهم الآن ان توافقي علي ..
لم ترد .. بقيت صامته .. وبعد فترة قالت: انا موافقه .. وخرجت على عجل .. فرحت كثيرا بردها .. وكانت فرحتي في ذلك اليوم لا توصف .. اغلقت جهازي .. واسرعت إلى غرفه والدتي .. وبعدها تذكرت انها لا تزال في المستشفى .. اتصلت عند ابي وقال لي انه سيأتي اليوم هو و والدتي والصغيره نورة .. آه يا نورة .. كم احب هذا الاسم ..
مرت الايام بسرعه.. وقررت ان افاتح والدتي بهذا الموضوع .. دخلت غرفتها .. وقلت : امي .. الا ترين انني قد كبرت؟؟
اجابتني بسرعه: بالتأكيييد ..
فرحت بردها وقلت لها: اما آن الاوان لكي تفرحي بولدك الكبير؟
عانقتني والدتي وفرحت كثيرا ثم قالت لي: ابنه خالك ....
قاطعتها على الفور وقلت لها: امي .. لا اريدها .. هناك فتاة اخرى
صعقت والدتي ونظرة إلي بارتياب وقالت لي: من هي؟ وكيف عرفتها؟ واين التقيت بها؟
ضحكت من اسئلة امي واختلقت هذه القصه وقلت لها: اسمها نورة .. ورأيتها في بيت صديقي .. انها شقيقته .. (يا إلهي صديقي ليس له اية شقيقه) ..فتداركت الامر وقلت: انها صديقه شقيقه صديقي (يالي من كاذب) .. نعم يا امي انها صديقة شقيقه صديقي.. ( كذبه كبيره ) وبدأت اتكلم عنها وعن اخلاقها وادبها .. ولم اتطرق لحسنها وجمالها ودعوت الله كثيرا ان لا تسألني امي هذا السؤال.. والسبب بسيط جدا وهو انني لم اراها بعد .. انطلت كذبه صديقه شقيقه صديقي على امي .. وطلبت مني عنوان تلك الفتاة لكي تراها ..
لقد تأخر الوقت .. يجب ان اذهب وانام الآن .. سأكمل قصتي ومشكلتي في الغد...



الجزء الثـــــــاني ..
عدت إلى منزلي اخيرا .. انا منهك .. لم اشعر بهذا التعب من قبل .. ماذا حدث لي؟؟ .. لقد اصبحت شيخا كبيرا .. لم اعد اتحمل الشغل الزائد .. وفوق هذا اعيش وحيدا في هذا المنزل الكبير .. ابني خالد ترك هذا المنزل وسافر إلي الخارج ليكمل تعليمه .. اما ابنتي خلود .. فقد تزوجت ولم تعد تسأل عني .. لا تسأل عني وانا والدها.. آآه يا نورة .. ان الله يعاقبني على فعلتي .. يجعلني اتذوق مرارة الوحده .. سامحيني يا زوجتي العزيزة على ما بدر مني .. سأذهب إلى مكتبتي واكمل ما بدأته بالامس .. ها هي مكتبتي العزيزة .. مكتبتي العزيزة؟؟!!.. لقد كنت امقت الكتب والمكاتب والمتعلمين والمثقفين .. اما الآن اصبحت انادي مكتبتي ( بمكتبتي العزيزة).. سبحان مغير الاحوال .. من كان يظن انني سأحصل على شهادة الدكتوراه وانا اكره الدراسه.. ماذا فعلتي بي يا نورة .. حسنا ها هي اوراقي .. سأتابع ما بدأته .. ممم حسنا .. في ذلك اليوم تحدثت مع نورة واخبرتها ان والدتي قد وافقت اخيرا .. واخبرتها بكذبه (صديقه شقيقه صديقي ) ضحكت عليها كثيرا .. بل انها ما تتوقف عن الضحك ابدا .. سألتها عن عنوان بيتها.. فسكتت .. وتم تجبني .. وبعدها قالت لي: ما الذي يثبت لي ان والدتك هي التي ترديه ولست انت؟؟.. صعقت من اجابتها .. وتأكدت في نفس الوقت انها مختلفه عن غيرها .. مما زاد اعجابي بها .. واعطيتها رقم والدتي على ان تكلمها هي.. فرفضت ذلك ايضا .. حرت في امري ولم اعرف ماذا اقول وكيف اقنعها .. وفي النهاية قلت لها: اتصلي بوالدتي .. وستتأكدين انني شاب صادق .. وافقت بعد طول عناء .. واتصلت بوالدتي .. قالت انها اخطأت برقم الهاتف واغلقت .. وفي اليوم التالي كلمتها .. واخبرتني انها قد تأكدت من ان الرقم الذي اعطيتها كان رقما صحيحا .. وبعدها اعطتني عنوان بيتها ورقم الهاتف .. اخذت العنوان والرقم .. وركضت لغرفة والدتي.. التي قامت بدورها بمحادثة والدتها وتحديد موعد لنا .. حدث كل شي بسرعه .. لن اتعمق بهذه التفاصيل.. فهناك ما هو اهم .. لقد كانت نورة فتاه جميلة حقا .. لم اتوقع ان تكون بهذا الجمال .. مرت الاشهر سريعا.. ونسيت تماما اني لا املك وظيفه ثابته .. ويبدو ان نورة قد نسيت ذلك ايضا .. قبل زفافنا بيوم.. ارتكبت غلطه كبيرة .. لقد ندمت عليها اشد الندم .. لأنها كانت السبب في خسارتي لنورة.. كنت احدث مجموعه من الشباب الذين تعرفت عليهم بواسطه الانترنت .. وبدأت اسألهم عن خبراتهم في الزواج.. لا ادري لماذا فعلت ذلك .. بدأ كل واحد منهم يسرد علي قصته .. وبدأت اتحمس لهذا .. واشجع هذا.. وأأيد هذا .. وفي النهاية قلت لهم: سأثبت رجولتي في اول يوم .. واي رجولة تلك .. قال لي احد الشباب: عليك بالحذر .. فأنت قد تعرفت عليها بواسطه الانترنت .. من يدري قد تكون على علاقه بأحد الشباب (تغدى فيها قبل لا تتعشى فيك) .. بقيت كلماته تدور في رأسي .. حتى اليوم التالي .. يوم زفافنا.. لقد كان حفلا رائعا .. وكانت عروسي اجمل عروس رأيتها في حياتي .. انتهى كل شي على خير.. ثم اخذت عروسي إلي شقتنا الجديده لكي نبدأ حياتنا هناك .. وبدأت الكارثة .. ما ان دخلنا حتى قلت لها: تلك هي غرفتك وهذه غرفتي (ياإلهي مالذي اقوله لم اقصد ذلك لا لا .. انا لا اقصد ما قلتله) نظرت إلي باستغراب وقالت لي: ماذا تقصد؟؟
قلتلها: قصدي واضح ومفهوم (لا لا ارجوكِ افهميني لم اقصد ما قلتله .. لا استطيع ان اتراجع عن كلامي فأنا رجل .. ارجوك ِ افهميني (
سكتت قليلا ثم قالت لي: وما السبب؟؟
قلت لها: لم اعتد على ان يشاركني احد الغرفه ..(يالي من شخص كاذب)
قالت لي: ولن تعتاد ابدا .. ما دمت تريدني انا انام بغرفتي ثانيه
لم اعرف بما اجيبها .. انها محقه .. ماذا قلت لها .. يا إلهي انا رجل احمق .. مالذي افعله .. اليست هذه نورة؟؟!! .. نورة التي احببتها .. انها هي .. لماذا قلت لها ما قلت .. ولكنني رجل .. ولن اتراجع عن كلامي فأجبتها: ستنامين في تلك الغرفة لمده اسبوع وبعدها سنتشارك الحجرة الاخرى ...
دخلت حجرتها واغلقت الباب بدون ان ترد علي .. احسست انها تندب حظها .. لأنها وافقت علي .. دخلت حجرتي واغلقت الباب وجلست على سريري .. وبدأت افكر بكلامي .. اني احمق .. نعم انا احمق .. لا احد سيقول ما قلتله إلي اذا كان احمق ومجنون .. كيف سأصلح غلطتي .. لا بأس .. سأحاول من الغد .. مر الاسبوع الاول .. وقد لاحظت انها حزينة .. لم تكن كباقي العرائس .. طبعا بعد الذي فعلته بها .. اقتربت منها وتحدثت معها قليلا .. ثم قلت لها: نورة .. لقد مللت من النوم وحدي .. لم لا ننقل اغراضك لغرفتي؟؟
ابتسمت لي وقالت: حسنا..
وبدأنا ننقل الاغراض للغرفة المقابله .. وارتكبت غلطه ثانية .. اقسم بالله انني رجل احمق .. اتدرون ما قلت لها؟؟ .. قلت: نورة .. سنذهب اليوم لنشتري سريرين منفصلين..
نظرت إلي باستغراب وعلامات التعجب بادية على وجهها .. وقالت: ولكن لماذا؟؟ ..
اجبتها قائلا: انا الرجل هنا.. وعليك طاعتي فقط.. بدون مناقشتي ..
لم تجب .. تنهدت قليلا وبدأت ترتب حاجياتها في الغرفة الجديدة..
في الاسبوع الثاني قالت لي نورة انها ستستأنف دراستها .. وانه لا داعي لهذه الاجازة .. قلت لها: افعلي ما يحلو لك .. وبالفعل بدأت دراستها .. كانت في الجامعه وانا في البيت .. هي تدرس وتجتهد وانا انام طوال الوقت .. وعندما استيقظ .. اما انني اطلب الطعام او انني اجلس امام شاشه الحاسوب .. احسست انها قد ملت من هذه الحياة احست انها ستموت اذا استمرت معي اكثر .. انا رجل لا مبالي .. اكرهه الدراسه ولا اريد ان ادرس.. وصادف انني في تلك الايام لم اجد اي عمل .. كنت اجلس في البيت طوال الوقت .. وآمرها ان تطبخ هذا وتنظف هذا.. وكأني احضرت خادمه لا زوجه.. كنت اجلس امام شاشه الحاسوب والانترنت إلا ان قطع خط الانترنت ولم يكن معي اي فلس لكي اسدد الفاتورة.. فجلست امام شاشه التلفاز .. لقد عانت معي كثيرا .. كانت تعمل لكي توفر كل ما احتاجه إلا ان جاء ذلك اليوم.. دخلت غرفتي وقالت لي وهي غاضبه: ..إلى متى سنبقى هكذا .. إلى متى سأكون انا الزوج والزوجه ..انا اعمل وادرس وانظف واطبخ واجلب لك المال وانت تجلس اما امام شاشه التلفاز او شاشه الحاسوب..
نظرت إليها بغضب.. وقفت امامها محاولا استرداد رجولتي .. ان كل ما قالته صحيح .. ولكن كبريائي منعني من الاعتراف بصحه ما قالته.. فلطتمها لطمه اوقعتها على الارض .. نظرت إلي بحزن .. ثم نهضت وركضت إلي غرفتها مغلقة الباب خلفها ..
يا إلهي ما الذي فعلته .. انها لا تزال عروس .. ونحن لا نزال في الشهر الثاني .. لم اهتم كثيرا وقلت في داخلي .. هذه الخلافات تحدث دائما بين المتزوجين حديثا .. سأتحملها .. قلتها وانا واثق انها هي من يجب ان تتحملني .. جلست وحدي .. وبعد ساعتين قلت : لا بد ان اراضيها .. طرقت باب غرفتها فلم ترد علي .. ناديتها اكثر من مرة .. واخييرا ردت علي وفتحت الباب .. حزنت حين رأيت وجهها وقد طبعت عليه آثار يدي.. طلبت منها اللحاق بي .. وبعدها قلت لها: انتي تعلمين انني لا املك اي فلس .. وان احوالنا المالية قد تدهورت بشكل كبير ..
نظرت إلي بطرف عينها وقالت: وبعد؟؟ ..
قلت: لا بد ان تبيعي ذهبك لكي نوفر لأنفسنا الحاجيات الاساسية ..
صعقت من كلامي .. ونظرت إلي وهي مصدومه.. لم تعرف بماذا ترد.. وماذا تقول .. احست بحزن شديد.. وبعدها قالت لي: افعل ما يرضيك.. لن اعترض على شيء..
ذهبت واحضرت لي ذهبها كاامل و وضعته امامي .. وخرجت.. نظرت إليها بأسى.. ثم نظرت إلى الذهب الذي امامي ونسيت حزنها.. اخذت كل شي وخرجت لسوق الذهب لكي ابيعه.. حصلت على مبلغ جيد ..يكفينا .. اقصد .. يكفيني انا .. سددت فاتورة الهاتف والانترنت.. واخذت باقي المال وعدت إلى منزلي.. بحثت عنها فوجدتها جالسه في غرفتها .. يا لها من فتاة مجتهده انها تدرس مع انها حزينة.. وانا سبب هذا الحزن .. حز في نفسي منظرها لقد رأيتها وهي تمسح دموعها .. لأول مرة منذ ان تزوجنا احس بأنني ظالم .. وقفت امام الباب ولم استطع الدخول .. كانت تقلب صفحات الكتاب .. وتمسح دموعها التي كانت تتساقط على كتابها .. يا إلهي مالذي فعلته بها .. هل هذه هي الامانه؟ .. تركتها على حالها ولم ادخل لكي اراضيها .. دخلت غرفتي واقفلت الباب.. ثم وضعت المال الذي حصلت عليه من ذهبها على الطاولة .. جلست اتأمله .. وانا اتذكرها واتذكر نظرتها وحزنها ودموعها .. بقيت في غرفتي فترة طويله .. اخييرا .. خرجت منها .. وذهبت إلى زوجتي ..يبدو انها نامت على كتابها.. نظرت اليها وابتسمت ولم اكلف نفسي بمساعدتها للنوم في سريرها ..
في صباح اليوم التالي .. كنت قد اتخذت قرار حاسما .. نظرت إليها وابتسمت .. لم ترد على
فقلت لها: نورة؟
نورة: نعم؟
محمد: لقد فكرت كثيرا بحالتنا
نورة: وماذا وجدت؟
محمد: سأدرس .. سأكمل دراستي .. وانا اكرهه هذه الدراسه
نوره: حقا؟؟ هداك الله اخيرا؟
محمد: ماذا تقصدين؟
نوره: لا شيء .. خطوه جيده .. واين ستدرس؟
محمد: في الجامعه
نوره: اها .. ماذا ستتخصص؟؟
محمد: الهندسه (يا إلهي .. الهندسه؟؟ انني غبي كبير)
نوره: الهندسه؟؟؟؟؟؟؟ هل جننت؟ انت تكره الدراسه والهندسه تحتاج إلى ...
محمد: الهندسه .. يعني الهندسه ..
نوره: حسنا ... افعل ما يحلو لك
وخرجت من البيت وذهبت لجامعتها ..
سأكمل في وقت لاحق .. اشعر بصداع شدييد .. لا يمكنني تحمله .. سأكمل لكم ما حدث في وقت لاحق ..



الجزء الثالــــــــــــث ..
ها انا ذا اعود مرة اخرى لمكتبتي العزيزة متابعا ما قد بدأته .. عقدت العزم .. سأدرس .. سأعمل .. سأثبت رجولتي .. ولكن على من؟؟ على نورة .. نعم نوره .. ومن سواها .. لحظة .. ماذا حدث لي؟ لقد تغيرت كثيرا .. لم اكن استغني عنها للحظة ماذا حدث لي؟ لماذا اعاملها بهذه الوحشية؟ .. لقد لطمتها في ذلك اليوم .. اي مجرم هو انا .. انها لا تستحق مني كل هذا .. انها زوجتي .. ماذا فعلت بزوجتي ؟؟ كيف تبدل حبي لها إلي كره .. ماذا حدث لي .. لم اكن استغني عنها للحظة والان اضربها واهينها .. لنسترجع معا ما حدث .. قبل الخطوبه .. لم يحدث اي شي .. كنت احبها .. احب اسمها .. احب كل شيء فيها .. بعد الخطوبة .. لم يتغير شي .. يوم الزفاف .. لحظة لحظة .. لقد تذكرت .. قبل الزفاف بيوم .. تذكرت شيئا مهما .. انا عرفتها بواسطه الانترنت .. لابد انها تعرف غيري .. نعم .. تعرف غيري .. انه احساسي .. لا يخيب ابدا .. انها تعرف غيري .. ويجب ان اتأكد من ذلك .. وبعدها ستعرف من هو محمد .. جلست في البيت وانا افكر بكل شي .. كيف عرفتها وكيف تعلقت بها .. تذكر كل كلمه قالتها .. ولم انسى ابدا كلام صديقي .. ولم انسى انها فتاة الانترنت .. سترى .. دخلت زوجتي المسكينة ولم تكن تعرف ما ينتظرها .. دخلت وهي فرحه ومسروره .. كانت تبحث عني .. وانا .. حطمت تلك الابتسامه .. وقفت امامها وكنت كالبركان الثائر .. سألتها: ما سبب هذا الفرح والسرور؟؟ .. ضحكت ولم ترد علي .. وتأملتني وبدأت تضحك.. اثارت غيظي .. فكررت سؤالي مرتين .. وفي المرة الثالثة قالت لي: احزر .. فقدت اعصابي .. وبدأت بضربها من دون تفكير .. كنت اردد .. لقد التقيتي به .. انا اعرف .. ماذا قال لك .. اجيبني ..بكت كثيرا ولم تفهم ما اقصده كانت تبكي وترجوني ان اكف عن ضربها.. بكت ورجتي كثيرا وانا لم اهتم لدموعها ولا لرجائها مسكتها من ثوبها وسألتها للمرة الاخيرة عن سبب فرحها وسرورها .. فأجابتني انها حصلت على موافقه الجامعه .. سألتها اي موافقة؟؟ قالت لي: انها قدمت اوراقي للجامعه في قسم الهندسه.. وانها قد حصلت على موافقه الجامعه .. وبعدها اخرجت لي الاوراق من حقيبتها وقالت: انه بامكاني ان ابدأ الدراسه ابتداءً من الفصل الثاني.. تسمرت في مكاني .. وتركتها اخذت الاوراق وقرأتها مرارا وتكرارا .. لم اصدق ذلك .. لقد فعلت كل ذلك من اجلي وانا كافأتها بهذا الضرب المبرح .. فكرت قليلا .. وقلت في نفسي اذا اعتذرت الآن فسأخسر رجولتي.. لابد انها تعرف ذلك الشاب .. ذلك الشاب الذي يعمل في الجامعه تعرفه جيدا.. لذلك ساعدها وسهل عملية انتسابي للجامعه .. امسكتها مرة اخرى ولكن هذه المرة من شعرها وقلت لها: من هو؟؟ .. من هو ذاك الشاب إلي ساعدك في اتمام عملية الانتساب .. بكت كثيرا.. ولم ترد علي ..لطمتها ثم سألتها من هو ذلك الشاب .. صرخت في وجهي لأول مرة وقالت: انها امرأة ..انها امرأه.. تدعى مريم .. يمكن الاتصال بالجامعه والتأكد من ذلك .. اتركني الآن .. تركتها على الارض ودخلت غرفتي واغلقت الباب على نفسي .. وتركتها تبكي في غرفتها .. بعد ساعه .. فتحت جهاز الحاسوب ودخلت غرفة الدردشة وبدأت احدث الفتيات .. تعمدت هذا الشي .. وطلبت من نورة ان تجلس معي وان تقرأ الذي اكتبه لهن.. كتبت لهن كل كلمات الغزل والحب والغرام .. وتطرقت إلى وصف محاسن المرأة .. وبدأت بالغزل الماجن الفاحش وكانت زوجتي بجاوري.. نسيت كل مباديئ واخلاقي وديني .. كان كل همي ان اغيض زوجتي وحبيبها (المزعوم).. اما هي فقد كانت تجلس بجواري وتنصحني بأن اكف عن ذلك .. وقالت لي ان ما افعله الآن سيفعله رجل آخر ببناتي.. ضحكت بأعلى صوتي .. كدت اسقط من فوق الكرسي من شده الضحك .. غضبت مني وقالت: لا اعتقد انني قلت شيء يدعو لهذا الضحك .. اجبتها : بناتي؟؟ .. وهل تظنين انني تزوجتك لكي انجب منك البنات؟ ..لا بد انك تمزحين .. لا اريد ان يشعر ابنائي او بناتي بالعار لأنك والدتهم..
صعقت نورة من كلامي.. فلم تتوقع ذلك ابدا .. خرجت من غرفتي واتجهت ناحيه غرفتها وبدأت بتجميع اغراضها.. اغلقت الحاسوب ولحقت بها .. وقفت امام الباب وبدأت اضحك واستهزأ بها واقول: ابنتي؟؟ ابنتي منكِ انتي.. اضحكتني هذه النكته.. ارجووكِ اعيديها ..
لم ترد علي .. تجاهلت وجودي تماما .. يال قوة شخصيتها .. حملت حقيبتها وخرجت من المنزل من دون ان تنطق بحرف واحد.. وانا لم ابالي بها ايضا.. دخلت غرفتي وبدأت اضحك .. وكأنني قد اصبت بنوبة هستيرية .. ضحكت كثيرا .. وبعد الضحك وقعت عيناي على اوراق الانتساب.. نظرت إليها وتذكرت وجه زوجتي .. اجتاحتني نوبه من البكاء .. فوقعت على الارض وبدأت ابكي وابكي وابكي.. بكيت كطفل صغير .. احسست بغلطتي .. تذكرت زوجتي لقد اهنتها كثيرا .. لقد كرهتني .. يا إلهي.. هل انا مجنون؟؟ اضحك وابكي في الوقت ذاته .. لا لست مريضا ... انه كلام صديقي .. ماذا فعلت بي ايها الصديق.. ايها المدمر .. دمرت حياتي .. وقضيت على سعادتي .. تبا لك ولأمثالك .. سألحق بزوجتي .. لا لا استطيع.. انها غاضبه مني .. انها تكرهني .. انا آسف يا نورة .. سأتركك في بيت والدك لكي ترتاحي قليلا وتنسي ما فعلته بك..
بعد اسبوعين .. تلقيت اتصالا هاتفيا.. لقد كان صوت نورة.. سمعتها تبكي .. نهضت من سريري .. وبدأت احدثها واهدأها .. قالت لي: والداي .. والداي ..
وانقطع صوتها.. سمعت صوت خادمتها وهي تصرخ وتقول: نوورة نووورة .. واقفلت سماعه الهاتف .. لم اعرف ماذا حدث .. خرجت بثوب النوم .. ركبت سيارتي وقدتها كالمجنون .. لا اعرف كيف وصلت لبيت اهل زوجتي .. وجدت نورة على الارض والخادمة تحاول ايقاظها.. امسكت بيد نورة وسألت الخادمه ماذا حدث؟؟ اجابتني ان السيد والسيده قد توفيا في حادث صباح هذا اليوم..
اصيبت نورة بانهيار عصبي .. لقد فقدت والداها في يوم واحد .. ولم يبقى لها سواي .. انا الوحش الكاسر .. البركان الثائر .. المجنون الاحمق .. وقفت معها وآزرتها .. لا ادري لماذا .. لم تكن تتحدث معي .. وانا اعرف السبب .. وبعد 5 اشهر .. بدأت تتحسن قليلا .. جلست بجوارها واعتذرت عن كل ما بدر مني .. بكيت امامها.. قبلت يدها .. واعتذرت .. وقد سامحتني .. كم انتي رائعه يا نورة .. بدأ الفصل الدراسي الثاني .. وبدأت ادرس ..انها الهندسه .. كم اكرهها .. لا ادري لماذا اخترت هذا المجال .. اما نورة .. فلك تكن تتحدث معي ابدا.. انها حزينة لقد ابتليت بي وبوفاه ابويها .. اشفقت عليها ..وبدأت ادرس امامها .. كانت تبتسم كلما رأتني .. وما ان تغادر الغرفه حتى القي بالكتاب على الارض.. بعد شهر تماما .. مللت من الدراسه .. وبدأت اتهرب من الدوام .. احست هي بذالك فسألتني عن الدراسه.. اجبتها بكل صراحه انني لا افهم شيء .. وانني اكره هذا المجال .. تحدثت معها بكل صراحه.. احسست انني احبها فعلا .. واحسست ان المشاعر التي تملكتني قبل الزواج قد عات إلي مرة اخرى .. نسيت انني ضربتها واهنتها واستهزأت بها وجرحتها.. هل انا رجل مجنون؟؟ اضرب زوجتي وبعدها استسمح منها واقول انني احبها ..
في اليوم التالي.. امسكت بكتابي وبدأت اتصفحه .. وكأنني اقرأ مجله دخلت نورة غرفتي وابتسمت.. اخذت كتابي وفتحته وبدأت تشرح لي وتكتب وترسم لكي افهم.. وانا جالس وانظر إليها كالابله .. احسست انني قد فهمت ما قالته جيدا .. اخبرتها بذلك فابتسمت ثم ضحكت وحمدت الله اني قد فهمت وبعدها خرجت من غرفتي .. لحقتها .. وسألتها كيف عرفتي ذلك ؟؟ قالت لي: لقد غيرت تخصصي وسأدرس الهندسه لكي اساعدك.. فأنت في النهاية زوجي ويجب ان اساعدك.. احسست بغصه تخنقني.. لم اعرف بماذا ارد .. وماذا اقول .. احسست انني مجنون واني ظالم .. انا ظالم حقا .. لقد قتلني الشك.. وسيطر علي .. ماذا فعلت .. كدت اقتل زوجتي .. انها تحبني وانا احبها ايضا .. ولكن لماذا ضربتها؟؟ هل انا مجنون حقا؟؟.. اذا كنت كذلك فسأعالج نفسي .. سأذهب إلى طبيب نفساني .. اذا كنت مجنون فسأجد العلاج عنده .. ارجو من الله ان يغفر لي وان يسامحني .. وارجو ان تسامحني زوجتي .. واتمنى ان اشفى ..
تأخر الوقت على رجل عجوز مثلي .. سأخلد للنوم الآن واكمل في الغد ..

ملاحظة مهمه::
في بداية كل جزء يوم يبدأ محمد بالكلام يكون عمره مثل ما هو معروف 40 سنة.. يعني يوم يتكلم عن مكتبته او عياله هو يتكلم عن الواقع.. لكن اول ما يبدأ بالكتابه فهو يذكر اشياء قديمة وسابقه استوت يوم تزوج.. يعني يوم كان عمره 21 سنة.. واتمنى ان هالشي ما يخربطكم
شي ثاني.. اي شي فوق الخط يعتبر جزء من القصه وماله دخل في حالتي انا.. يعني اذا قال الراوي اشعر بصداع.. او اشعر بنعاس.. فهذا مب معناه اني انا إلي اشعر بالنعاس .. انا اقصد محمد .. مب انا
انا اكتب بالعامي .. عسب اوضح لكم .. يعني اي شي باللغه العربية يخص القصه .. وما يخص حالتي انا

dali2000 20-02-09 01:34 PM


________________________________________
الجـــــزء الرابــــــــــــع ..
انه صباح يوم الخميس .. اشعر براحه عجيبة.. راحه اجهل سببها .. ربما لأنني بدأت اعترف بغلطتي الشنيعه التي ارتكبتها .. لازلت في البداية.. سأذهب إلى مكتبتي واكمل اعترافي .. فقد اشعر بعد الانتهاء منه براحه ابدية .. حسنا سأبدا ..
توقفت عندما قررت ان اذهب إلى طبيب نفسي لكي اتعالج .. وهذا ماحدث .. اخذت موعدا مع احد الاطباء .. وذهبت .. دخلت إلي العياده .. وبدأت اتلفت يمنة ويسرة .. يا للمصادفه .. رأيت احد زملائي في الثانوية .. ترددت كثيرا .. لم استطع الدخول .. خجرت من العيادة على عجل .. تمنيت من الله ان لا يكون قد رآني.. جلست في سيارتي ولم استطع الخروج منها.. بدأت افكر وافكر .. تمنيت ان يكون قد نسى وجهي .. كنت سأعود إلى البيت .. ولكنني تلقيت اتصالا هاتفيا من العياده لكي يذكروني بموعدي ..فأخبرت الممرضه اني لن ادخل العياده إذا كان فيها احد.. طمأنتني وقالت لي: لا عليك سندخلك لغرفة خاصه .. ولن يراك احد ..
احسست براحه الآن .. ودخلت العياده مرة اخرى.. ولكنني هذه المرة اخفيت وجهي ودخلت .. جلست في تلك الغرفه وحيدا .. وانا انتظر دوري .. جاء الفرج.. وحان دوري .. دخلت غرفه الدكتور وبدأ يسألني وانا اجيبه .. اخبرته بحالتي .. اخبرته اني اضرب زوجتي واهينها وبعدها اجلس وابكي.. افرح واحزن لعذابها ..
انه طبيب رائع.. سألني سؤال واحد فقط.. قال لي: كيف عرفت زوجتك؟؟ انت تشك فيها كثيرا على الرغم من انك تحبها ..
صعقت من سؤاله .. اخبرته بقصتي كامله .. قال لي ان العلاج سهل جدا .. وهو ان اضاعف ثقتي بزوجتي اذا كنت احبها .. واعطاني حبوب مهدئة في حال انني وصلت لمرحلة البكاء الشديد .. عدت الى بيتي وانا اشعر برااحه عظيمة .. جلست في غرفتي وانا اتأملها وهي تتنقل من غرفه إلى غرفه .. كانت تقوم بترتيب المنزل .. اشعر انها قد ملت الجلوس معي ففي كل مرة اجرح شعورها واهينها.. من حقها ان تمل .. فأنا رجل سيء وهي في النهاية انسانه تحس وتتألم .. ناديتها .. فأتت ووقفت امامي.. طلبت منها ان تجلس بجواري .. تعجبت من طلبي .. من حقها ان تتعجب فانا لم اطلب منها هذا الطلب ابدا.. جلست بجواري .. وبدأنا نتحدث مع بعض .. تذكرت الايام الخوالي .. وكم كنت سعيدا معها .. وبدأت اتحدث واتحدث .. وكأن احدا قد منعني من الحديث لسنوات طويله .. وبعدها اخبرتها بأنني نويت العمل في شركة من الشركات .. سأعمل وسأدرس .. فرحت كثيرا لهاذا القرار.. لم اتوقع انها تخاف على مستقبلي كثيرا .. طلبت مني ان تشاركني العمل .. ستعمل هي ايضا ..لأنها تعلم ان الراتب الذي سأحصل عليه لن يكفينا .. فوافقت على طلبها على ان نعمل معا في الشركة ذاتها.. وافقت على الفور.. وفي اليوم التالي .. ذهبنا الي تلك الشركة وطلبنا العمل فيها .. وبكل سهولة تم قبولنا معا في تلك الشركة.. انه توفيق من الله تعالى .. فرحت كثيرا .. وبعدها ابلغنا الجامعه اننا سندرس وسنعمل.. سار كل شيء بيسر وسهولة .. كنا نعمل معا في الصباح وندرس معا في المساء .. كان اغلب وقتنا مشغول بالعمل والدراسه .. كانت نورة موظفه مجتهده .. عرفها الكل في اقل من شهر ..كانت تعمل بجد.. اما انا فقد كنت كسولا بعض الشي .. اجتهدنا وتعبتنا .. وكنا نجلس في كل ليلة ونتحدث مع بعض .. كل انا سعيد الان
تبدلت حياتنا كثيرا .. اصبحنا سعداء جدا.. إلا ان نورة لم تكن تتحدث معي كثيرا.. انها غاضبة مني .. على كل الذي حدث .. اعرف انها سامحتني ولكنني لازت اهينها في بعض الاحيان.. إلا انني لم اضربها ابدا ..
وفي احد الايام قررت الشركة التي كنا نعمل فيها تقرية مجموعه من الموظفين.. وصلني خبر الترقية من زملائي .. تمنيت من كل قلبي انا اكون بينهم .. لكن للأسف لم اجد اسمي بينهم.. كنت ساغادر المكان ولكني لمحت اسمي .. انه اسمي انا .. لحظة لحظة .. لم يكن اسمي بل كان اسم ................ اسم زوجتي !!!!!!!! ..نورة عبدالله زوجه محمد .. يا إلهي مالذي يحدث .. لماذا لم يختاروني انا .. واختاروا زوجتي .. لماذا؟؟؟ لقد فهمت .. زوجتي امرأة مجتهدا .. اما انا فلا .. ولا احد يريد موظف كسولا ..
عدت إلى مكتبي وانا محبط .. حاولت اني افرح لأن اسم زوجتي كان موجودا .. ولكنني لم استطع.. ماذا حدث .. لماذا لا افرح لوجود اسم زوجتي ..جاء احد زملائي إلي واخبرني ان الموظف الذي ستختاره الشركة.. سيكون مديرا على هذا القسم.. يقصد القسم الذي اعمل فيه.. ماذا يحدث.. تخيلوا لو تم اختيار زوجتي .. زوجتي ستصبح مديرتي .. لا لا يمكن .. هذا مستحيل ان اوافق على هذا ..
عدت إلى البيت وانا غاضب.. وكانت زوجتي تتكلم معي طوال الطريق .. انها سعيده .. فقد تم اختيارها بدلا عني .. اعرف ان لكل مجتهد نصيب.. ولكني لا استطيع تقبل تلك الفكرة .. فكرة ان زوجتي ستصبح مديرتي في الشركة .. سيسخر مني زملائي بالتأكيد .. اذا حدث هذا فسأستقيل من هذه الشركة .. لم انتبه لكل ما قالته لي ..
في المساء .. ذهبت إلى فراشي .. وكانت زوجتي سعيده بذلك الخبر .. لدرجه انها لم تستطع النوم .. وكانت تتحدث معي .. مللت منها وقلت: انتِ سعيده لأنه سيتم اختيارك لكي تصبحي مديره للقسم الذي اعلم فيه .. واعطيتها ظهري ونمت
بقيت صامته ولم تتحدث بعدها .. ويبدو انها لم تنم تلك الليله
وفي الصباح .. استقيظت متأخرا كعادتي .. ولم اجد نورة في سريرها .. قلت في نفسي لا بد انها قد ذهبت الساعه الآن التاسعه .. تذكرت .. اليوم سيتم الاعلان عن مدير القسم الجديد .. لا بد انها قد نجحت في ذلك.. وستكون هي المديرة الجديده .. سأذهب الآن إلى الشركة ..
دخلت مكتبي .. وجلست على الكرسي وبدأت اقلب صفحات الجريدة .. جائني احد اصدقائي يبارك لي..
سألته: على ماذا؟ على فوز زوجتي؟ ..
قال لي: لا بل فوزك انت .. لقد تنازل زوجتك عن المنصب الجديد .. ورشحتك انت..
لم اعرف بماذا ارد .. تركته واقفا في مكانه وانا خرجت من مكتبي بسرعه .. واتجهت الى مكتب زوجتي .. وفي طريقي الى مكتبها سمعت امرأتان تتحدثان عني وعن زوجتي
قالت احداهن: لابد انه قد ضربها في المنزل لكي تتنازل له
واجابت الثانية: من يدري .. ربما هددها بالطلاق ..
قالت الاولى: لو كنا انا وزوجي نعمل في شركة واحده.. وتم ترشيحي لمنصب عالي.. لكان اول المشجعين ..
الثانيه: وانا كذلك
وقفت في مكاني .. لم اعرف ماذا اقول .. يالي من زوج اناني .. لقد دمرت حلم زوجتي مرتين .. الاولى في اختيار التخصص الذي تريده.. والثاني في المنصب الذي حصلت عليه .. يالي من اناني .. لم استطع الذهاب لمكتبها .. عدت ادراجي لمكتبي.. فوجدت نورة بالداخل.. اقتربت مني .. وضحكت .. وقالت لي: مبرووووك سيدي المدير
احسست بحزن .. وكنت سأبكي .. انا اناني .. لقد فعلت لي الكثير .. تحملتني كثيرا .. وانا لا استطيع رد الجميل .. وفي النهاية تتنازل لي عن احلامها الواحد تلو الآخر
لاحظت نورة شرودي .. فسألتني : بماذا تفكر؟؟
نظرت اليها وابتسمت وقلت: انا آسف .. لقد حطمت حلمك مرتين
اجابتني بكل هدوء : لا عليك انا وانت واحد .. وانا سعيده جدا من اجلك
وخرجت من مكتبي بهدوء .. وبقيت انا وحيدا .. وحزينا ..
سأكمل ما بدأته في وقت لاحق .. فأنا لا استطيع ذلك الآن .. اعذروني ..


الجـــــــــــــزء الخـــــــــامـــــــس ..
اشعر براحة الآن .. سأكمل اعترافي .. حسنا في ذلك اليوم عدت الى المنزل سريعا .. وجلست في بيتي وحيدا افكر بكل ما يحدث حولي .. افكر بتضحيات زوجتي وافكر بظلمي لها.. بحثت عن حل لكل ما يجري .. ولكنني لم اجد سوى حل واحد .. ألا وهو الاعتذار عن كل ما بدر مني.. احضرت ورقة وقلم .. وبدأت اكتب الاعتراف .. لازلت احتفظ بتلك الرساله فقد وجدتها بين ممتلكاتي الخاصه.. اعرف انكم ستستغربون من وجودها بين ممتلكاتي انا .. والسبب بسيط جدا وهو انني لم اعطيها لزوجتي ابدا.. سأرفق الرسالة التي كتبتها لزوجتي .. هذه هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
زوجتي العزيزة: نورة ..
اعترف بأنني زوج ظالم وجاحد واناني .. واعترف انني عاملتك بقسوة .. سأسترجع معك كل ما فعلته ابتداءً من يوم زفافنا .. لن انسى ذلك اليوم حين قلت لك ستنامين في تلك الغرفة .. واننا سنقضي حياتنا في غرفتين منفصلتين .. هذا بحد ذاته اهانه كبيرة لك .. انا آسف عليها ..
امر آخر .. عندما ضربتك وشككت بك .. وجعلتك ترجعين إلى بيت والديك بائسة وحزينة .. .. انا آسف يا نورة .. آسف يا زوجتي العزيزة
لن انسى ابدا .. ذلك اليوم عندما تخليتي عن حلمك في ان تصبحي مدرسه .. وتركتي دراسه الآداب والعلوم .. والتحقتي بكلية الهندسه من اجلي .. ولكي تساعدني .. وكاني ردي على ذلك .. هو الجحود والنكران والضرب والاهانة
وايضا .. عندما قلت لك انني لم اتزوجك من اجل انجاب الابناء .. وعندما اجلستك بجواري .. وجعلتك تتحملين كل ذاك الكلام .. يا إلهي ما الذي فعلته بك؟؟!!!
وانتي دائما تقابليني بالاحسان والصبر .. وتتنازلين عن كل شيء من اجلي .. تنازلت عن ذلك المنصب من اجلي .. وفرحتي لي بذلك .. اما انا فقد غضبت كثيرا عندما علمت بانه قد تم ترشيحك انتِ
انا آسف .. آسف .. آسف يا زوجتي العزيزة
واعتذر عن كل ما بدر مني
زوجك .. محمد

هذه هي الرساله .. جهزتها ولكنني لم استطع ان اعطيها .. احسست بأن كبريائي سيجرح اذا اعطيتها الرساله .. طويتها .. واخفيتها عنها.. وانتظرت حتى عادت .. طلبت منها ان نخرج قليلا لكي نتمشى .. ودعوتها ولأول مرة منذ سبعه اشهر.. للخروج وتناول الغداء في احد المطاعم .. كانت سعيده جدا .. لم تستط وصف سعادتها بذلك
وخرجنا معنا .. قضينا وقتا ممتعا ومسليا مع بعض .. وبعدها ذهبا للتسوق في المركز التجاري .. وهناك .. وقف زوجتي امام محل للأطفال .. كانت تظر لفستان ابيض .. معروضا على واجهه المحل .. اعجبت بذلك الفستان كثيرا .. طلبت مني ادن ادخل معها المحل .. لا ادري ماذا حدث لي اجبتها بكل برود: ولماذا تريدين رأيته؟؟
قالت لي: لقد اعجبني كثيرا .. ومن يدري قد نشتريه يوما لبنتنا
قلت: ابنتنا؟؟ ألا زلتي تفكرين بها؟؟ .. اخبرتك من قبل بأنني لم اتزوجك من اجل الابناء ..(يا إلهي مالذي قلته .. تبا لي .. ما هذا .. لا لا لقد اخطأت .. ولكن) .. قطعت تفكيري بصوتها..
قالت لي: لا بأس .. فهمت .. متى سنعود إلى البيت؟
قلت: سأذهب إلى بيت والدي .. فانا لم ازره منذ زمن ..
قاالت: حسنا .. سآتي معك
قلت: سنذهب الآن
وخرجنا من المركز التجاري .. ركبت السيارة .. وكنت استرق النظر إليها .. كانت حزينة جدا .. ولم تكن تعلم ماذا ينتظرها في بيت والدي .. رحبت بنا والدتي .. وطلبت منا الجلوس ومحادثتنا في امر مهم .. تعجبت من طلب والدتي .. فقد بدت لي انها غاضبه جدا .. نسيت ان اخبركم بأن والدتي لا تزال شابه فقد تزوجت وهي فتاة صغيره .. وكان عمرها 14 سنة .. وانها الآن تعرف كل تقنيات هذا العصر بالاضافه انها امرأة متعلمه ..
سألتها: مالامر يا امي؟
قالت: لماذا كذبت علي انت و زوجتك هذه؟
قلت: نحن؟ نحن كذبنا عليك؟ اماه .. ماذا يحدث؟
قالت: انت كاذب .. انت وزوجتك هذه .. الم تقل لي انها صديقه شقيقة صديقك .. ايها المحتال .. لماذا لم تقل لي انك قد التقطها من تلك الشبكة العفنه
قلت: ولكن .. امي .. امي ماذا يحدث .. من كذب عليك .. من قال لك هذا .. من
قالت: اصمت .. لا اريد ان اسمع صوتك .. كل ما ستقوله لي كذب في كذب
ثم نظرت إلى زوجتي وقالت لها: ماذا فعلتي بابني ايتها المحتاله .. كم من الشباب عرفتي .. قلت له ان يتزوج ابنه خاله ولكنه رفض .. يبدو انكِ قد سحرته
قلت: امي .. من اخبرك بكل هذا
قالت: لقد عرفت كل شي بنفسي .. انا وخالتك .. لقد شككت في امر زوجتك هذه .. واذكر انني قد سألت والدتها قبل ان تتوفى.. سألتها عن صديقات ابنتها فقالت لي انها وحيده وليس لها اية صديقة .. وانها كانت تمضي اغلب وقتها امام جهاز الحاسوب .. وانت ايضا لا تملك اي صديق .. وتمضي اغلب وقتك امام الحاسوب .. .. وفي احد الايام جلست خالتك على جهازك .. وبدأ برنامج المحادثه بالعمل بنفسه .. وقام احد اصدقائك بمحادثتنا وعرفنا منه القصه كامله ..تبا لكِ ايتها المحتاله .. لقد سرقتي ابني مني
لم اعرف بماذا ارد على والدتي ..حاولت ان اهدأها ولكنها ابدت ان اقترب منها .. وقامت بطرد زوجتي من المنزل ..
بقيت نورة بالخارج واذكر ان الجو في تلك الايام كان شديد البروده .. وكان ماطرا .. بقيت في الخارج اكثر من ساعه.. والسيارة مقفله .. مسكينه هي نورة .. الا يكفيها ما افعله بها؟؟ .. بقيت اهدأ والدتي واخبرتها بما يحدث بيننا.. اقصد بيني انا وزوجتي .. اخبرتها بأننا كنا في غرفتين منفصلتين والان في سريرين منفصلين وانني لا افكر بان يكون لي اي ابن منها .. فهدأت والدتي وقالت لي: اذا اردت اني ارضى عليك .. فتزوج ابنه خالك
سكت.. ولم اعرف بماذا ارد عليها .. كنت افكر بكلامها .. فأعادت علي ما قالته : تزوج ابنه خالك كي ارضى عليك
قلت بصوت هادئ: ونورة؟
قالت: لا ادري .. افعل ما يحلو لك .. ولكن تزوج ابنه خالك .. واريد ان ارى ابناءك منها
وافقت لكي ارضى والدتي .. وخرجت من المنزل .. فوجدت زوجتي واقفه تحت المطر .. بدت متعبه وحزينة ومنكسره .. لم اعرف كيف اراضيها .. فأنا السبب في كل ذلك .. اتجهت إلى سيارتي .. وفتحتها وطلبت منها الدخول.. لا ادري من اين جاءت نوبة الحر تلك .. وفتحت جهاز التكييف متجاهلا تماما بقاء زوجتي تحت المرض.. والجو البارد .. عندنا إلى بيتنا .. ودخلت زوجتي غرفتها واغلقت الباب خلفها .. وبقيت تبكي وتبكي ..
حزنت من اجلها .. ولكنني تذكرت والدتي .. فأنا لا اريد ان اغضبها .. يكفيني ما فعلته بها .. دخلت غرفتي واغلقت الباب خلفي .. ونمت تلك الليله .. وفي الصباح .. اقتربت من غرفه زوجتي وطرقت الباب ولكنها لم ترد .. فقلت في نفسي لا بد انها لا تزال غاضبه وانها لن تذهب للعمل اليوم.. تركتها وخرجت
وبعد الانتهاء من الدوام .. ذهبت إلى والدتي .. التي فاتحتني بموضوع الزواج من ابنة خالي .. وبدأت تقول لي ان راضي يكمن في زواجك من ابنه خالك فلا تنسى ذلك ..
عدت إلى بيتي .. واتجهت إلى غرفة زوجتي .. طرقت الباب كثيرا ولكنها لم تجب .. خفت عليها .. وتذكرت انها وقفت تحت المطر فترة طويله .. وانني لم اكترث لذلك وقمت بتشغيل جهاز التكييف .. بحثت عن المفتاح البديل .. واخيرا وجدته .. فتحت باب الحجرة فوجدتها ملقاة ع الارض .. وكانت حرارتها مرتفعه.. ارتبكت .. لم اعرف ماذا افعل .. اتصلت بوالدتي واخبرتها ان نورة مريضة فأجابتني .. دعها لتموت.. واغلقت الهاتف
البستها عبائتها وحملتها إلى المشفى .. وبقيت هناك يومين كاملين.. وانا لم اكن بجوارها .. وهذا شيء مأكد .. بعد يومين عادت إلى المنزل .. وكانت علامات المرض بادية على وجهها.. لم اكترث لها .. وقلت لها ان والدتي تقول لي يجب ان اتزوج بابنه خالي لكي انال رضاها .. توقعت انها ستثور في وجهي.. وستغضب .. وستقلب البيت رأسا على عقب كما تفعل باقي الناس ولكنها اجابتني بكل هدوء: افعل ما امرتك به امك .. فرضى الوالدين من رضا الله .. اما انا فامرأة لا حول لي ولا قوة .. عرفتني منذ فترة قصيرة اما امك فقد حملتك في بطنها تسعه اشهر وقامت بتربيته احدى وعشرين عاما .. لا تنسى ذلك..
وبعدها استأذنت مني .. وذهبت لغرفتها ونامت
بقيت وحيدا .. وبدأت افكر في امي وزوجتي .. واحترت بين الاثنين .. ماذا افعل .. نورة موافقه .. لا بأس .. سأتزوج من ابنه خالي لكي ترضى امي .. لا بأس .. سأفعل هذا .. لن تعارض نورة هذا الامر .. لم اكترث لعواطف ومشاعر نورة .. فكرت بنفسي وبسعادتي .. وبعدها .. قررت ان اتزوج ابنه خالي .. على ان تبقى نورة زوجة لي ..
اخبرت امي بذلك .. ففرحت كثيرا وباركت هذا الزواج ... وقامت بخطبه ابنه خالي بأسرع وقت ممكن ..
تحسنت حاله نورة .. ولكنها لم تعد كما كانت .. انها لا تتحدث ابدا .. تجلس وتفكر طوال الوقت .. واحيانا تجلس وتبكي .. انها تندب حظها على موافقتها علي .. انا المذنب .. انا المذنب انا الذي سببت لها كل تلك التعاسه ..
اخبرتها انني قد خطبت ابنه خالي .. فابتسمت لي وقالت: مبرووك يا عريس
قلت: العرس بعد 5 اشهر .. سيكون في تاريخ 12/1/2006 ...
نظرت إلي بنظرة غريبة وكررت التريخ ذاته , قالت: هل انت متأكد؟؟
قلت: نعم
قالت: الا يعني لك هذا تاريخ اي شي؟
قلت: لا
قالت: انه اليوم ذاته الذي تزوجنا فيه .. اي انك ستتزوج في ذكرى زواجنا .. وابتسمت
لم اعرف بماذا ارد .. خرجت من تلك الغرفه .. خرجت من المنزل .. وبقيت في الخارج وحيدا .. وقفت امام البحر .. وبدأت افكر بحالي .. وبحال زوجتي .. وكيف سأعيش انا مع زوجتي الجديده .. امور كثيرة راودتني .. وبعدها ركبت سيارتي .. واكملت تفكيري .. فكرت بكل شي وبالطبع لم انسى معدتي .. فقد ذهبت لأحد المطاعم وتناولت وجبه العشاء وعدت إلى المنزل ..
استقبتني نورة بابتسامه كالمعتاد وقالت لي: هل اجهز لك العشاء؟
قلت: لا .. لا اشعر برغبه في تناول الطعام ( ما هذا الكذب .. لقد تناولت الكثير من الطعام(
قالت: ولكنك لم تأكل شيء من الصباح
قلت: لا ارييد .. ماذا عنك؟
قالت: وانا ايضا .. لم اعد اشعر برغبه في تناول الطعام .. لقد انتظرتك على امل ان تتناول العشاء واتناوله معك .. ولكن الآن .. لم اعد اشعر برغبه بذلك
احسست بأسى وحزن .. لقد كذبت عليها .. لم تأكل اي شي من الصباح .. وكانت تنتظرني.. لكي تأكل معي .. وانا عدت من الخارج ومعدتي ممتلأمة .. آآآآه .. اي رجل هو انا .. لم اعد اعرف
ناديتها واخبرتها انني سأذهب في الغد لكي اختار بطاقات الزفاف .. لم ترد علي وبعدها اخبرتها انني احتاج لخبرتها ولنصيحتها .. واريدها ان تأتي مع لكي تختار البطاقه ... ما رأيكم بالذي فعلته .. اطلب من زوجتي ان تختار لي بطاقه زفافي .. اي رجل انا ..
سألتني: وماذا عني؟ هل ستطلقني؟
صعقت من سآلها ولكنني قلت: وهل ترديني انتِ ذلك؟
قالت: كل ما اريده ان ابقى زوجه لك .. انت تعرف انه لا اب لي ولا ام ولا اخ ولا اخت .. وانت الوحيد الذي بقي لي في هذا العالم .. سأفعل ما تريده مني بشرط ان ابقى زوجه لك ..
بصراحة.. لم افكر بمصيرها .. هل سأبقيها ام اطلقها .. ولكنني لم ارغب بأن يحصل عليها احد .. وينعم بكل ذلك العطف والحنان غيري .. فوافقت على طلبها ..
وفي اليوم التالي .. ذهبنا انا ونورة .. واخترنا بطاقه الزفاف .. وساعدتني ايضا في اختيار اثاث بيتي الجديد .. لا انكر ان لها ذوق رفيع .. وانها ساعدتني كثيرا .. ولم تشتكي او تتذمر ابدا .. اما انا .. فكنت عديم الاحساس .. لم افكر بها ابدا .. فكرت بسعادتي فقط
وجاء اليوم الموعود .. يوم زفافي من ابنه خالي ( مها ) .. ويوم ذكرى زفافي من نورة .. ساعدتني نورة كثيرا .. قامت باختيار افضل الثياب وافضل العطور وافضل البخور .. وقامت بتعطيري وتبخيري .. نظرت اليها .. كانت حزينة ولكنها تصنعت تلك الابتسامه .. اقتربت منها .. ولكنها بعدت مني .. تعجبت منها وسألتها: ماذا حدث؟
قالت لي والابتسامه على وجهها: من الافضل ان لا تقترب كثيرا .. حتى لا تختلط رائحه عطري بثوبك ..
قلت: وما الغريب في ذلك؟
قالت: هناك شخص آخر سيغضب كثيرا اذا اتشم رائحه العطر في اول يوم لكما .. وابتسمت لي .. لمحت الدموع في عينها ولكنني تجاهلتها .. تجاهلت نورة .. تجاهلت دموعها .. وتركتها وحيده في بيتها .. وخرجت .. ذهبت لأحضر حفل زفافي ..

اعذروني يا رفاق .. لقد تذكرت هذه المأساة وتذكرتك كم كنت حقيرا ..انا آسف يا زوجتي .. انا آسف .. اعذروني سأكمل في وقت لاحق .. فانا لا استطيع ان اكلمه الآن


الجــــــــــــزء الســــــــادس
انه الصباح .. تلقيت مكامله هاتفيه هذا الصباح .. انها من ولدي .. لقد تذكر اخيير ان له اب يفكر فيه طوال الوقت .. اخبرني انه سيصل هذا المساء .. اعددت كل شي لاستقباله في المطار ولكنه اجابي بأنه سيأتي مع صديقه .. اي انه لا يريدني ان اذهب إلى المطار .. لا بأس فأنا استحق ما يحدث لي .. لقد جنيت على نفسي بظلمي تلك المسكينه نورة .. سأذهب إلى مكتبتي .. واجلس بين اوراقي .. واكمل الكتابه ..
اين وصلت؟؟ .. هذه آخر ورقه كتبتها .. آآه لقد تذكرت .. تزوجت مها .. وقضيت معها وقت رائعا .. سافرنا معنا لسويسرا .. حيث قضينا شهر العسل هناك .. ولم اتذكر نورة ابدا .. لم تخطر ببالي ابدا .. مها امرأة رائعه وجميله .. وكم كانت والدتي سعيده في حفل زفافي .. لا اريد ان اتذكر ذلك اليوم .. عدنا إلي بيتنا بعد شهرين.. وقضينا وقت رائعا وسعيدا مع بعض ..كانت مها تحاول بقدر الامكان ان تنسيني نورة .. قامت بالمستحيل من اجل ذلك ولكنها لم تفلح .. في احد الايام.. وبينما انا اشاهد التلفاز مع مها.. سمعت اسم نورة .. نورة .. تردد هذا الاسم في اذني .. وتذكرت زوجتي الاولى .. تغير لون وجهي.. لاحظت مها هذا التغير .. وسألتني .. لم ارد عليها .. خرجت من المنزل مسرعا .. لا اعرف كيف قدت سيارتي.. وقفت امام باب شقة نورة.. احسست برغبه بالبكاء .. كنت سأقرع الباب ولكن خفت .. وترددت .. عدت ادراجي إلى سيارتي.. وبقيت جالسا فيها .. تذكرت نورة .. تذكرت انها قامت بالمستحيل من اجلي .. من اجل ارضائي.. بقيت حتى منتصف الليل .. تذكرت انه يجب ان اعود إلى البيت لأن اليوم هو آخر ايام اجازتي .. وسأبدا العمل من الغد.. قلت في نفسي .. سألتقي بها في الغد .. عدت إلى بيتي .. وكانت مها في استقبالي .. كانت غاضبه جدا.. وبدأت تصرخ وتتكلم بصوت عالي .. لم اعرف ماذا حدث لي .. تذكرت ذلك اليوم حين رفعت نورة صوتها علي.. ضربتها ضربا مبرحا .. لماذا لم اضرب مها في ذلك اليوم؟؟!! .. لا ادري .. تركها وذهبت لأنام.. لحقتني مها وبدأت تتكلم وتقول: لقد ذهبت إلى بيتها .. هل انا مقصره في حقك؟؟ .. متى ستطلقها وتريحني منها؟
بدأت تتكلم وتتكلم .. لا اذكر ما قالته لي .. كنت افكر بنورة .. تذكرت انها تعيش بمفردها .. وتذكرت انني سأراها في الغد .. اغمضت عيني .. ونمت .. ولا اذكر ما فعلته مها
في الصباح .. بحثت عن مها ولم اجدها.. تركت لي رساله وقالت لي فيها: عليك ان تختار ((انا ورضى والدتك .. ام نورة وسخط والدتك ((
اعتقد انها قد وضعت يدها على الجرح .. تركت الرساله وذهبت إلى الشركة .. كنت ابحث عن نورة.. اردت السؤال عنها .. ولكنني سمعت بالصدفه انها قد تركت الشركة .. وانها ستواصل دراستها .. تركت العمل.. جلست في مكتبي .. وبدأت افكر في نورة .. كيف ستتصرف .. من اين ستحصل على المال .. ماذا ستفعل ... قطع تفكيري صوت الهاتف.. لقد كانت والدتي .. كنت واثقا انها ستحدثني عن مها .. اخبرتها انني ساعيدها اليوم الي البيت .. اغلقت الهاتف.. وتذكرت ذلك اليوم حين ضربت نورة .. وعادت إلى منزل اباها وتركتها هناك ولم اعيدها .. وبعد الانتهاء من الدوام.. ذهبت إلى بيت مها واخذتها إلى البيت .. كدت انسى .. في ذلك اليوم اخذتها لأحد المطاعم.. لكي ترضى ولا تغضب ثانية
مرت خمسه اشهر .. وانا لم اسأل عن نورة.. وعرفت بعدها ان مها حامل .. فرحت بهذا كثيرا .. وكنت اعتني بها كثييرا .. تركت الانترنت.. وبدأت ادرس واعمل واساعد مها .. وكنت اقوم بشيء آخر لم اخبر اي شخصا به .. عند بداية كل شهر .. كنت اضع 500 درهم في ظرف ..واضعه تحت باب شقه نورة.. وكأنني اتصدق عليها .. اخفي عملي هذا .. لكي لا تعلم شمالي ما تفعله يميني .. هذا ما كنت اظنه .. وهذا ما كنت افعله .. كنت اظن انني قد اديت واجبي .. وانها تستطيع ان تعيل نفسها بهذا المبلغ الضئييل ..
مرت الاشهر سريعا .. وهاهي زوجتي مها في شهرها الثامن .. خرجنا معنا للتسوق في احد المراكز التجارية .. كانت مها تشتري لطفلنا الجديد .. اشترت من جميع المحلات .. إلى ان وصلنا إلى ذلك المحل .. وقفت امام الواجهه.. وتذكرت ذلك اليوم .. تذكرت نورة .. حين اشارت إلى الثوب الابيض .. بقيت بالخارج .. لم استطع الدخول.. دخلت مها و كانت تنظر إلى ملابس الاطفال .. وتختار .. كانت هناك امراة اخرى .. كنت راقبها واراقب زوجتي.. كانتا تتحدثان .. نظرت إلى المرأة الاخرى .. عرفتها .. انها .. انها نورة .. يا إلهي .. نورة ومها تتحدثان.. اووه لقد تذكرت .. مها لا تعرف نورة .. لا تعرف شكلها .. مالذي تريده نوره .. مالذي تريده من زوجتي.. ماذا ستقول لها . هل ستخبرها انها زوجتي الاولى.. ستدمر حياتي كامله .. مالذي توني فعله .. اسئلة كثيرة دارت في رأسي .. ولم اعرف لها ايه اجابة .. بقيت خارج المحل .. خرجت نورة .. بعد ان رمقتني بتلك النظرة.. ذهبت إلى مها مسرعا سألتها عن تلك المرأو فأجابتني .. ان تلك المرأة قد ساعدتها في اختار ثوب الطفل الجديد.. واخبرتها انه يجب عليها ان تختار اللون الابيض .. حيث انه يصلح للذكر والانثى .. وسيبدو الطفل كالملاك .. وبعدها ذهبت ..
ارتحت قليلا .. وبعدها شاهدت مها وقد اخرجت ثوب ابيض جمييل .. صعقت حين رأيته .. لقد كان الثوب ذاته الذي اختارته نورة من قبل .. بدأت اسأل نفسي .. مالذي تريده نورة بالضبط .. لماذا تقوم بكل هذا .. مالذي تريده .. انتهينا من التسوق .. واعدت مها إلي البيت وانا خرجت وذهبت إلي نورة ..
طرقت الباب .. مرة ومرتين .. ولم تفتح .. ظننت انها لم تعد بعد .. وكنت سأغادر المكان إلا ان الباب قد فتح اخيرا .. ولكنها لم تكن نورة .. كانت امرأة اخرى .. سألتني من خلف الباب .. من انت وماذا تريد .. قلت لها انني محمد زوج نورة.. واريد ان احدث نورة .. اقفلت الباب .. وبعد قليل فتحت نورة الباب وطلبت مني الدخول .. لقد رأيتها كانت ترتدي ( الشيله ) وكأنني رجل غريب ولست زوجها ..
جلسنا في احد الغرف .. لم تتغير نورة كثيرا .. لاحظت تلك الملامح الجاده .. يبدو انها قد اعتادت على فراقي .. سألتها عن تلك التي فتحت الباب .. قالت انها خالتها .. وانها بنفس العمر .. سألتها عن سبب وجودها في البيت .. نظرت إلي نورة بنظرة احسست انها كافيه .. عرفت انها تقصد .. ان خالتها تقوم بالعمل الذي لم اقم به انا .. فهي تجلس مع نورة لكي تأنس وحدتها .. وقد عرفت من نورة ان خالتها ارمله .. وانها تحب نورة كثيرا لذلك فضلت البقاء معها في البيت ..
سألتها عن احوالها وكيف تعيل نفسها .. فقالت لي: لا اعتقد ان هذا الامر يهمك .. فقد نسيتني عندما تزوجتني ..
قلتلها: ولكنني ارسل لكي مبلغا من المال كل شهر
نهضت من مكانها وفتحت الدرج .. واخرجت الظروف التي ارسلتها ... كانت كما هي .. لم تستخدم اي شي منه.. ثم وضعتهم على الطاولة وقالت: لست بحاجه إلى صدقتك .. يمكنني تدبر نفسي بنفسي
غضبت من تصرفها .. ووقفت وصرخت .. اما هي فبقيت جالسه وتستمع الي .. اغاضني هذا التصرف كثيرا .. ولكنها لم تهتم ابدا .. قالت لي: متى ستطلقني؟؟؟
صعقت حين سمعت هذه الجمله.. وارتفع صوتي وقلت لها: يبدو انك قد تعرفتي على احد الشباب القذرين امثالك .. وانك تريدين الزواج به ولكن هيهات ان ...
قاطعتني وقالت: انا لست مثلك.. وانت تعرف هذا جيدا .. انا لا اريد اي شي منك .. اتعرف .. انني سعيده بهذال الوضع .. واشعر براحه.. لم اعد احتاجك .. لهذا طلبت الطلاق
صرخت وقلت: لن تحصلي عليه ابدا .. ستبقين هكذا .. وسترين
قالت لي: لا تصرخ .. اشرب عصير الليمون فهو مريح للاعصاب ..
سكت ولم ارد عليها .. وبعد فترة .. سألتها: لماذا كلمت زوجتي مها
قالت: لم اعرف انها زوجتك .. وجدتها حائرة فسألتها .. واجابتني .. فنصحتها وخرجت
قلت: لماذا تريدين الطلاق؟؟ .. هل ستتزوجين مرة اخرى؟
قالت: هل تظن انني مجنونه؟؟ .. لن اتزوج ابدا .. يكفيني ما رأيته منك
سكت .. لم اعرف بماذا ارد .. وجدت انه لا داعي لوجودي هنا .. فهممت بالرحيل فقالت لي: لا تنسى هذه الظروف .. فأنا لا احتاجها
اخذتها وخرجت وانا غاضب جدا .. ولا اعرف ماذا حدث لنورة .. لقد تغيرت كثيرا .. لا استطيع ان اطلقها .. فأنا اعرف انها طيبه جدا .. اذا طلقتها فستتزوج سريعا .. والسبب واضح .. فهي فتاة جميله ومتعلمه.. لن اطلقها ابدا .. كنت واثقا انها لن تتزوج .. ولكنني لن اطلقها انها تكذب علي .. ستتزوج .. لن اطلقها.. وعدت إلى مها .

اعذروني سأكمل ما بدأته بعد قليل .. فأنا مشغول بعض الشي ..

dali2000 20-02-09 01:34 PM

________________________________________
الجـــــــــزء السابـــــــع ...
ملاحظة :: ((الكلام إلي باللون الازرق الفاتح .. جزء من مذكرات نورة))
اليوم .. وبعد صلاة العصر .. تلقيت طردا غريبا .. لم اعرف مرسله .. لم اجد العنوان .. وجدته امام باب منزلي وكان اسمي مكتوب عليه .. اخذته ودخلته .. جلست في الصالة و فتحته .. فوجأت حينما رأيت محتويات هذا الصندوق .. فقد كان يحوي على البوم صور ودفتر ورساله ..
فتحت الالبوم وبدأت اتأمل الصور .. لقد كانت صور حفل زفافي .. انا ونورة .. تذكرت تلك الايام .. وتذكرت نورة .. قرأت الرساله .. كانت من خالة نورة .. اخبرتني فيها ان نورة تركت هذا الصندوق لي .. لقد احست بوفاتها لهذا تركته وبما انني زوجها .. فانا الوحيد الذي سيحتفظ به .. اما الدفتر .. فقد كان دفتر مذكراتها .. اقصد نورة .. ارسلت إلي دفتر مذكرتها .. لقد كانت تكتب فيه كل يوم .. من يوم زفافها وكل الاحداث التي مرت .. تحدثت عن احاسيسها ومشاعرها وكل شيء يخصها .. جلست في الصاله وبدأت اقرأ الدفتر .. لقد ساعدتي كثيرا .. نورة .. ساعدتني كثيرا .. حتى بعد وفاتها .. فقد وضحت لي الكثير من الامور التي كنت اجهلها ..
كم انتِ رائعه .. وكم انا جاحد .. لم اقدر الجوهرة التي كانت بحوزتي .. اهنتها وضربتها واهملتها ... حسنا .. سأذهب لمكتبي الان وأكمل الكتابه .. وسأقوم ايضا بتضمين بعضا من مذكرات نورة .. فذلك سيساعدكم كثيرا في الحكم علي..
حسنا .. سأبدأ..
خرجت من منزل نورة وانا غاضب ومهموم .. لن اطلقها هذا ما عقدت العزم عليه .. عدت إلى مها .. احسست انها غاضبه .. فحاولت ان امتص نوبة الغضب التي تعاني منها .. كنت امزح قليلا .. واضحك قليلا .. ولكن بلا فائده .. تذكرت اننا خرجنا للتسوق .. فطلبت منها ان تحضر ما اشترته .. فابتسمت .. حمدت الله كثيرا على تلك الابتسامه ولم ادري انه الهدوء الذي يسبق العاصفه ..
بدت تخرج الثياب الواحد تلو الاخر.. كنت ابتسم وامازحها قليلا .. ثم سكت وبدأت افكر بما حدث .. فاستغلت مها سكوتي وسألتني: لقد زرتها.. اليس هذا صحيحا؟؟
لم اعرف بماذا اجيبها .. فضحكت وقلت: لا يا عزيزتي .. لقد خرجت قليلا لكي استشنشق بعض الهواء .. كنت متعبا واظن انكِ قد لاحظتي ذلك التعب
اعادت سؤالها مرة اخرى وقالت: ذهبت إلي زوجتك الاولى .. هل اشتقت لها؟ هل مللت مني؟
حاولت تهدأتها واخبرتها انني لم اذهب الى هناك .. وان عليها ان تهدأ وذلك من اجل سلامة ابننا القادم
لم تصغي إلي .. بدأت بالصراخ.. والصراخ .. احسست في تلك اللحظة ان حنجرتها ستخرج من مكانها من شده الصراخ .. حاولت ان اتمالك اعصابي .. وفي تلك اللحظة خطرت نورة ببالي ..
تذكرت كيف عاملتها .. وعجبت من حالي.. لماذا لا اعامل مها بتلك الطريقه.. لم اصح من شرودي إلي على صوت مها وهي تصرخ ..
نظرت اليها .. كان صراخها مختلفا .. لقد كانت تصرخ من شده الالم .. وقعت على الارض وبدأت تبكي وتصرخ وتستنجد بي.. لم اعرف ماذا افعل وكيف اتصرف .. اتصلت بوالدتي واخبرتي بان آخذها إلي المستفى سريعا .. حملت مها واخذتها إلي السيارة وذهبت إلى اقرب مشفى .. تم ادخالها إلى غرفه العمليات سريعا .. وبعد ساعه تماما.. سمعت صوت بكاء طفل .. دمعت عيناي فرحا .. خرجت الممرضه من الغرفة ومبشرتني بالمولود الجديد.. انه ولد .. فرحت به كثيرا .. اتصلت لوالدتي واخبرتها وفرحت كثيرا ..
لسبب ما اجهله .. اتصلت بنورة .. اردت ان اغيظها .. اخبرتها ان مها قد انجبت طفلا .. ولكن نورة ردت علي بكل برود وقالت: مبروووووووك .. ((يتربى في عزكم)).. ماذا اسميتموه؟؟ ..
لم اعرف بماذا ارد عليها .. اغلقت الهاتف .. وبدأت اشتعل غضبا .. انها تغيضني ببرودها ..لقد بدت لي انها غير مهتمه بما يحدث لي .. وان ما يسعدني يسعدها وانها لا تكترث بشي .. ذهبت لمها وباركت لها .. وقبلت صغيري .. وخرجت من الغرفة وانا اشتعل غيظا ..ركبت سيارتي وذهبت لنورة
فتحت لي الباب وقالت: يوم سعيد .. زرتني مرتين في يوم واحد ..
فكان ردي لها بانني قد صفعتها والقيت بها على الارض.. نظرت إلي باحتقار ثم قالت: هل تشاجرت مع زوجتك قبل ان تلد؟؟
تعجبت وقلت: وما ادراكِ؟؟
قالت: هذا واضح .. يبدو انك لم تستطع ضربها او ايقافها عند حدها فاتيت إلي وبدأت تضربني لكي تطفأ النار التي اشعلتها زوجتك مها
بقيت واقفا .. لم اعرف ماذا افعل .. نظرت إليها .. كانت على الارض ثم وقفت وقالت: خذ غترتك وانصرف.. اخرج من بيتي حالا ..يبدو انك قد نسيت انني انا من يدفع اجار هذه الشقة.. اخرج حالا وإلا طلبت رجال الشرطة
قلت: نورة .. نورة .. انا زوجك
قالت: زوجي؟؟.. لقد تزوجتني لكي تضربني وتهيني .. فأنت لا تقدر على مها .. لا يمكنك ضربها .. فوالداها على قيد الحياة.. اما انا ففتاة يتيمة .. لا احد لي في هذه الدنيا سوى خالتي التي تعيش معي .. هي من يأنس وحدتي .. ويخفف عني حزني .. وانت؟؟ تأتي إلي هنا لكي تضربني ثم تتدعي انك زوجي
قلت: لقد مللت منك .. لم اعد اتحملك
قالت: اذا طلقني .. فأنا لم اعد اطيقك .. لم اعد اتحملك .. لم اعد ارغب في رأيتك
قلت: لا بد انك تحلمين .. فانا لن اطلقك ابدا
قالت: لا بأس.. ستطلقني بالقوة ..
قلت: اخترتِ طريق المحاكم؟؟
قالت: نعم
قلت: من هو ذلك النذل الحقير الذي يتردد عليك في الشقة .. انتِ متزوجه .. يبدو انك تريدين الزواج منه
قالت: ومن هو ذلك الشخص؟
قلت: الذي تريدين الزواج منه بعد ان تحصلي على الطلاق
ضحكت كثيرا وثم قالت: يبدو انك تحلم .. او انك تظن انني مثلك .. امرأة لعوب .. تتحدث مع الرجال .. وتسليهم بنكاتها وضحكاتها وتسهر معها الليالي .. انا لست مثلك يا محمد .. ان هذا الاسم الطاهر لا يليق برجل لعوب مثلك.. وانا لا استطيع ان اناديك به .. اخرج من بيتي حالا .. لا اريد ان ارى وجهك هنا بعد الان .. واذا لم ترغب بتطليقي فهذا افضل لي.. لأن ورقة الزواج تحميني كثيرا.. اخرج الان.. واذهب إلى مها .. فهي تنتظرك
دفعتني للخارج واغلقت الباب في وجهي
بقيت امام الباب .. لم اعرف ماذا اقول .. وماذا افعل .. هل هذه نورة؟؟ هل هي نورة حقا؟ زوجتي السابقه.. زوجتي المسكينة .. ماذا حدث .. مالذي غيرها؟ .. لقد تبدلت من ارنب لضعيف لأسد جارح .. ماذا حدث من الذي غيرها؟ .. هل هي معاملتي انا؟؟ .. ماذا فعلت .. ماذا حدث .. لم اعد افهم ما يحدث لي
عدت إلى المستشفى وبالطبع لم انسى باقة الورود وسلة الحلوى .. فهما سيساعداني كثيرا .. وسيمنعا مها من سؤالي اين كنت ولماذا تأخرت
دخلت غرفتها وانا مهموم وأفكر بالذي حدث ولكن عندما نظرت لوجه طفلي الصغير .. نسيت كل شي .. حلمته في يدي وقبلت رأسه .. ثم قلت: كم انت رائع يا خالد
سألتني مها: اسميته خالد؟؟
قلت: هذا اذا لم تمانعي
قالت: اسم جميييل .. لقد اعجبني حقا
واسميناه خالد ...

توقف محمد عن الكتابه .. وبدأ يسترجع ذكرياته ويردد في نفسه ::
)ذكريات جميله .. لن انسى يوم ولادته .. يوم اصبحت ابا .. آه يا خالد .. انا احبك كثيرا ولكنت تركتني ورحلت .. لم تعد تسأل عني .. لقد نسيت اباك .. وهذا من عمل والدتك .. نسيتني تماما .. حصلت مني على كل شي .. على المال والشهره والسفر والدراسه .. والآن نسيتني .. وترفض ان آتي لاستقبالك .. هذا عقاب الله .. انه يعاقبني الآن وانا استحق هذا العقاب العادل).. حسنا سأتابع الكتابه ..

بعدين يومين . خرجت مها من المستشفى .. كنت واثقا انها لم تنسى موضوع نورة .. وتوقعت انها ستفاتحني بالموضوع .. كنت انتظر ان تقوم بذلك .. ولكنها كانت اذكى مما توقعت .. فقد اخبرت والدتي بالموضوع كاملا .. وحدثتني والدتي .. اخبرتني بأنه يجب ان اطلقها لكي انعم بحياة سعيده مع مها .. ويجب علي ان لا انسى موضوع الطفل الجديد .. اخبرتها بأنني سأفكر بالامر مليا ..
نسيت .. اقصد تناسيت امر نورة .. زوجتي الاولى .. لم اكن اذهب إليها إلا عندما اغضب .. اذهب هناك لأفرغ شحنة الغضب فيها .. وكنت في كل مرة اصعق مما اسمعه منها .. لقد تغيرت كثيرا .. وتبدل حالها .. وكنت انا السبب في ذلك.. بقيت اربع سنوات على هذه الحال ..
سأتحدث الآن بلسان نورة .. وساكتب بعضا مما جاء في مذكراتها .. من اين ابدأ؟؟ .. حسنا سأذكر لكم ما كتبته نورة في مذكراتها خلال السنوات الاربع التي مرت ....

))اهملني .. تركني .. تركني كثوب بالٍ .. كثوب مل من لبسه ولم يعد بحاجه إليه .. انه يأتي إلي بين الحين والاخر ليلقي علي وابل من الشتم والضرب المبرح .. لم اعد احتمله .. ولكنني بحاجه لورقة الزواج.. بحاجه ماسه لتلك الورقه التي تربطني به .. انها تحميني كثيرا .. وتوفر علي الكثير من الوقت .. فالمتزوجه لها شأن مرموق .. وسمعه محترمه .. الكل يناديني باسم السيده نورة .. واعتقد ان هذا الاسم افضل من غيره .. احب هذا النوع من الاحترام .. ولكنني لم اعد احتمل .. مللت .. نفذ صبري .. يتشاجر مع زوجته ثم يأتي إلي ويلقي كل اللوم علي .. لماذا؟؟ .. مالذي فعلته؟؟ هل لأني يتيمه؟؟ لا اب ولا ام لي؟
لم يعد يحترمني ..لم يعد يخاف من اي شي .. غاب السند .. غاب الوالدان .. وبرز هذا المتجبر الظالم...
يظن انني سأموت بدونه.. او انني سأموت اذا لم آخذ تلك الصدقه التي يلقيها من تحت الباب .. انه يهينني بها .. سأرد له الصاع صاعين.. وسيندم على كل ما قام به .. وعلى كل ما اقترفته يداه ...
لم اعد اتحمل الحديث عنه.. سأتحدث عن شخص آخر .. انها خالتي .. كم احبها .. انها انسانه رائعه ومضحيه .. عانت كثيرا من اجلي.. انها مطلقه .. زوجها خسيس مثل زوجي .. ولكن زوجي يتفوق عليه في هذا المجال .. لأن زوج خالتي مازال محتفظا ببعض الرجولة.. فقد طلقها واراحها ولم يعد يسأل عنها .. اعتقد ان هذا افضل من اجلها .. طلقها زوجها بعد ان علم انها عقيم.. لا تنجب الابناء .. ضربها .. والقى بها في الشارع .. وكأن الذنب ذنبها .. مسكينة انتِ يا خالتي ..
انا وخالتي بنفس العمر تقريبا .. اليس هذا رائعا؟؟ .. كلنا بعمر واحد .. نفهم بعضا جيدا .. وكلنا للأسف حصلنا على زوجين جاحدين وخسيسين .. آه يا خالتي كم تحملتي
كلما نظرت إليها .. احسست بحقارة مصيبتي .. واحسست اني لا احتمل أي شي .. صدق من قال .. (( انظر إلي مصيبه غيرك .. تهون عليك مصيبتك )) .. كم انت رائعه يا خالتي .. تحملتي ظلم الزوج .. وظلم اهله.. تحملت الضرب المبرح لجرم لم ترتكيبه .. لست المسؤوله عن ذلك العقم .. الله تعالى قدر لك ذلك .. ولكنهم لا يحسون ولا يشعرون
اما انا .. فلازلت فتاة ضعيفه .. اخشى الخوض في مجال المحاكم .. واتحمل ظلم زوج متجبر .. وانتظر الفرج والنصر من عند الله ..
سأنهي دراستي قريبا .. وسأتخرج من الجامعه .. احمد الله كثيرا .. فأنا لازت محافظة على مستواي الدراسي العالي .. وهذا ساعدني كثيرا فقد رشحت للحصول على بعثه دراسه .. وسأكمل التعليم واحصل على الماجستير والدكتوراه .. من يدري .. قد اصبح قوية في ذلك الوقت .. واواجهه محمد في المحكمة واحصل منه على الطلاق .. ولكن قبل ذلك كله .. سأريه من اكون .... ((

ها قد انتهيت من هذا الجزء .. كم انتِ قوية يا نورة .. لقد حققت وعدك .. انا نادم كثيرا واتمنى لو تعودِ للحياة للحظة واحده .. لكي اعتذر لكِ عن كل ما بدر مني ..
حل المساء .. اسمع صوت الجرس .. انه ولدي خالد .. لقد وصل إلى البيت .. سأتوقف عن الكتابه .. وسأجلس مع ابني فقد اشتقت إليه كثيرا ...

=======================


الجــــــــزء الثــــــــامن ..
انه الصباح .. لم احس باشعه الشمس هذا اليوم .. لقد نمت كثيرا .. بدأت اشعر بالارتياح بعض الشيء .. فها أنا اعترف بما اقترفته يداي .. وهذا وحده كفيل بأي يكسبني تلك الراحه .. ولدي العزيز خالد .. لقد كبر كثيرا .. اصبح رجلا .. انه يكمل دراسته بالخارج .. يدرس في قسم الهندسه .. قال لي ذات يوم .. اريد ان اصبح مثلك يا ابي .. لم افرح بتلك الجمله ابدا .. اعتقد انكم قد عرفتم السبب .. لأنني لست بالاب المثالي .. فانا زوج جاحد واب ظالم .. ولا اريد ان يكون ابني مثلي ابدا ...
سأتناول طعام الافطار مع خالد .. وبعدها سأواصل الكتابه ..
على طاوله الافطار سألني خالد ..
خالد: ابي ..
محمد: نعم؟
خالد: الا تزال امي غاضبه منك؟؟
محمد: نعم .. وقد طلبت الطلاق .. وهي تصر على ذاك
خالد: ولكن لماذا؟؟ لقد كنتما افضل ابوين وافضل زوجين .. ماذا حدث .. واين خلود .. هل هي موافقه على ما يحدث؟؟؟!!!
محمد: لا اعلم
خالد: ابي ارجوك اخبرني .. لم اعد صغيرا .. اريد ان اعرف ماذا حدث لأمي .. ولم هي غاضبه بهذا الشكل
محمد: ستعرف كل شيء في وقته
خالد: متى؟؟
محمد: قريبا .. قريبا جدا .. ستعرف كل شي عني وعن امك وعن نورة
خالد: نورة؟؟؟ .. ومن هي نورة؟ من تكون؟؟
نهض محمد من مكانه وقال وهو متجهه إلى مكتبته: لا تستعجل .. ستعرف كل شي في وقته ..
وحدي مرة اخرى .. داخل مكتبتي .. المكان الوحيد الذي احبه ويحبني .. المكان الوحيد الذي اعبره فيه عما اشعر وابكي بين جدرانه ويحفظ اسراري .. آه يا مكتبتي عرفت قيمتك متأخرا .. كما حدث مع نورة ..
سأواصل الكتابه .. فهذا افضل لي .. اين وصلت؟؟ اممممم ... آه لقد تذكرت
اربع سنوات .. غيرت نورة تغيرا جذريا .. اصبحت امراة اخرى.. لم اعرفها .. امرأه جديده غير نورة الضعيفه .. انها قوية .. تخرجت من الجامعه وحصلت على امتياز مع مرتبة الشرف وهذا ليس بغريب عليها .. اما انا فقد تخرجت وحصلت على تقدير جيد جدا.. واعتقد ان هذا كثير علي فلم اكن ادرس ابدا .. لم التق بنورة في الجامعه ولا في اي مكان آخر .. ولا مرة.. تصدقون .. طوال السنوات الاربع .. وكأننا عشنا في دولتين مختلفتين مع اننا كنا في الدوله ذاتها.. لم اكلف نفسي عناء الذهاب إلي بيتها والسؤال عن حالها .. فلم يعد هذا الامر يهمني وخاصه بعد ولادة خالد وخلود.. شغلت نفسي بهما لا اخفي عليكم .. فقد كنت الاب والام بالنسبة لهم .. اما مها لم تكن تهتم بهم ابدا.. كانت تلقيهم علي .. وانا اهتم بلبسهم وشربتهم وصحتهم وكل شي .. لم اكن اتذمر ابدا .. فقد كنت احبها كثيرا
لم اكن اتناقش مع مها ابدا .. بل كنت اتجنب الحديث معها .. لأنها في كل مرة اتناقش فيها عن الاولاد .. تذكرني بنورة وانني يجب ان اطلقها لكي نعيش براحه وسعاده
وفي كل مرة كانت تدخل والدتي في الموضوع وهذا ما يزيد الطين بله .. لهذا فأنا اتجنب اي مناقشه بيني وبينها .. لا اخفي عليكم .. فقد تعود الصغيران على غيابها .. وعلى اهمالها لهما ..
مرت السنوات سريعا واصبح عمر خالد تسع سنوات وعمر خلود 8 سنوات .. وبالطبع لم تتغير مها .. بل على العكس فقد زادت خططها وتدابيرها من اجل الخلاص من نورة ..
بدأت امل من مها .. فأنا لم اعد اعدها زوجه لي .. وبدأت احن لنورة .. نورة زوجتي الاولى .. قررت الذهاب لشقتها ..وذهبت إليها بالفعل .. طرقت الباب ولم يفتحه احد .. طرقته ثلاث مرات وفي المرة الثالثه فتحت الباب فتاه صغيره.. صعقت حين رأيتها .. مليون فكرة دارت في خاطري .. من هذه الفتاة ؟؟ .. اين نورة؟؟ هل هي ابنتها ؟؟ متى تزوجت؟؟ ولكنني تذكرت شيئا مهما.. وهو ان نورة لا تزال زوجتي وانا لم اطلقها .. وبعدها هدأت قليلا .. طلبت من الفتاة ان تنادي على والدتها .. وفعلت
لم اجد نورة .. سألت والده الفتاة واجابتني بأنها قد استأجرت هذه الشقة منذ خمس سنوات.. وهذا يعني ان نورة قد تركت هذه الشقه منذ خمس سنوات
عقدت العزم على ان ابحث عن نورة .. ابحث عن زوجتي .. يال هذه السخريه .. تعبت من البحث والسؤال .. فاتجهت لأحد المطاعم وجلست هناك
اتصلت علي مها وسألتني أين انا وماذا افعل ولماذا تأخرت .. اجبتها بأنني سأعود إلى المنزل الان .. وعدت إلى المنزل .. مر هذا اليوم بسلام لم تكن هناك اية مشكله نمت وانا سعيدا ومرتاحا وفي الصباح .. استيقظت وباكرا وايقظت الاطفال واخذتهم إلي المدرسه وبعدها ذهبت إلي عملي
لاحظت ان الحركة في الشركة غير طبيعيه .. الجميع متوتر .. والجميع يتسائل ..
سألت احد الموظفين: ما بالكم جميعا؟؟
اجابني: لقد استقال المدير العام .. وهناك مدير جديد
اجبته: ومالجديد في الامر؟؟
اجابني: المدير الجديد ...............
سألته: ماذا بك؟ لماذا لا تتكلم؟
اجابني: ستعرف ذلك قريبا
ابتعدت عنه .. لم افهم اي شي .. بدأت امشي في ممرات الشركة وانا الاحظ ان الجميع ينظر إلي ويتهامسون .. شعرت انهم يتحدثون عني .. وصلت إلي مكتبي .. وجلست قليلا وبعدها قالت لي السكرتيرة ان المدير العام الجديد يستدعي جميع مدراء الاقسام لاجتماع هام .. بغرض التعارف .. قمت من مكتبي متثاقلا .. وقلت في نفسي: هذا ما يفعله المدراء الجدد يلقون علينا محاضرة مللة
اتجهت لمكتب المدير .. وسمحت لي السكرتيرة بالدخول .. وجدت جميع مدراء الاقسام بانتظاري .. جلست في مكاني ولم اهتم بأحد .. وفجأة سمعت ذلك الصوت .. انه مؤلوف بالنسبة لي .. اعرف هذا الصوت جيدا .. نعم اعرفه.. ويمكنني تميزه من بين مليون صوت .. لقد تعودت عليه .. واشتقت له كثيرا .. انها نورة .. لقد كانت تلك صدمة كبيره بالنسبة لي .. نورة زوجتي الاولى هي المدير العام للشركة .. هي المدير الجديد ..الان فهمت ماكان يقصده ذلك الموظف .. انها نورة .. انهم يعرفون بأنها زوجتي
لم تتغير ابدا.. باستثناء تلك النظرة .. لم اعتد عليها .. نظره جاده وصارمه .. بدأت تلقي علينا الاوامر .. كنت اشتعل غيظا بداخلي.. ولم استطع تجاهل نظرات المدراء الاخرين .. ولا اخفي عليكم .. فقد كان احدهم يضحك من هذا الموقف.. انها زوجتي .. زوجتي اصبحت مديرتي وتلقي علي الاوامر .. لم اعد احتمل .. خرجت من مكتبها مسرعا.. لم اعد اتحمل.. خرجت من الشركة وقدت السيارة وانا غاضب .. عدت إلا البيت وبدأت اصرخ واصرخ .. رأيت مها لقد استقظت للتو
صببت جام غضبي عليها .. لا اعرف ما الذي فعلته.. يبدو انني قد ضربتها لأنها اخذت اغراضها وخرجت وهي تبكي .. بقيت في البيت وحدي إلي صلاة الظهر
وبعدها اتصلت بالشركة واخذت عنوان المدير العام الجديد.. اقصد عنوان زوجتي نورة .. وانتظرت إلى صلاة العصر وبعدها ذهبت إلي بيتها الجديد ..
انها تعيش في فيلا فخمه وكبيره ورائعه .. طرقت الباب وفتحته إحدى الخادمات وطلبت مني الدخول والانتظار في احد الغرف.. صعقت حين رأيت كل ذلك الاثاث الفاخر والرائع .. من اين لها كل هذا .. كانت تعيش كالملكة في تلك الفيلا.. اقصد في ذلك القصر .. انه قصر بالفعل .. ماذا حدث .. تسع سنوات .. تغير كل شيء تغيرت نورة من اين لها كل ذلك ..اريد ان اعرف .. بدأت اتأمل ما حولي .. وفجأة دخلت نورة
لم تكن نورة التي اعرفها.. وقفت امامي بشموخ .. ونظرت إلي وكأنها تقول لي لقد وصلت إلى ما اريد بدون مساعدتك .. انا لا احتاجك.. لم استطع تحمل تلك النظرة فكسرت حاجز الصمت وقلت : كيف حالك يا ....... نورة.. او تحبين ان اناديك بالمدير العام الجديد؟
نورة: افضل اللقب على ان تنادي باسمي
ازداد غيضي انها تتعمد اغاضتي .. تمالكت اعصابي وقلت: كيف حالك يا سياده المدير العام؟
قالت: انا بخير .. وانت؟
قلت: بخير .. بخير .. وسكت
سألتني: مالذي جاء بك إلى هنا؟
قلت وبكل وقاحه: انتي زوجتي من حقي ان آتي إلى هنا في اي وقت اشاء
قالت باستهزاء: زوجتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انا زوجتك؟؟؟ زوجتك التي نسيتها واهملتها .. زوجتك التي لم تزرها طوال التسع سنوات.. زوجتك التي لم تعرف في اي ارض عاشت وكيف عاشت وماذا تحملت وماذا رأت .. اي زوج انت؟؟ اجبني
قلت: انا زوجك وعليك الخضوع لهذا الامر .. لا تنسي انني لم اطلقك حتى الآن
قالت: وهذا من حسن حظي .. لقد كنت مخطأة حين طلبت الطلاق ..
قلت: حقا؟؟ مالسبب في قولك هذا؟
قالت: لأنك إذا طلقتني .. فستصبح اجنبي ولن استطيع التحدث معك براحتي
قلت: اووه هذا رائع ومالذي تريدين قوله؟
قالت: الكثير .. الكثير
قلت: لقد تخرجتي من الجامعه اليس هذا صحيحا؟
قالت: نعم .. وحصلت على شهاده الدكتواراه
صعقت لم اتوقع هذا .. لقد تغلبت علي .. حطمتني .. مالذي تقوله: انها حاصله على شهادة الدكتوراه.. يا إلهي .. قطع تفكيري صوتها حين قالت
نورة: اسمعني يا محمد .. انا لا اعتبرك زوجي .. ولن اعتبرك زوجي ابدا .. لقد تحملت الكثير وحدي .. وانا لم اعد بحاجه إليك .. لقد حصلت على كل شي بدون مساعدتك .. وانت تلاحظ ذلك .. وتراه بنفسك .. لم اعد بحاجه إليك .. لقد حطمتني ودست على كرامتي وآن الاوان لكي ارد لك الصاع صاعين .. انت رجل لا تستحق الرحمة او العطف .. امثالك لا يجب ان يعيشون في هذه الحياة .. لماذا تعاملني بهذه الطريقة؟؟ هل لأنك تعرفت علي عن طريق الانترنت؟؟ لم اخبرك بأنك لن تستطيع التأقلم معي وانت لم تصدقني .. اصريت على زوجنا .. وتزوجنا .. اهنتني حين قلت لي ستعيشين في تلك الحجرة وستنامين فيها بمفردك .. اهنتني حين ضربتني مرارا وتكرارا اهنتني حين قلت لي بأنك لم تتزوجني من اجل الابناء لماذا تفعل كل ذلك بي؟؟ اجبني
قلت لها وانا على وشك الانفجار بالبكاء: لأني احبك يا زوجتي
قالت: تحبني؟؟؟؟.. تحبني؟؟؟؟ تفعل كل ذلك بي؟؟ انت لا تضرب مها ابدا ولم تلمس اي شعره من شعرها .. اصبحت اما لأبنائك.. صنتها واكرمتها .. انت كالارنب امامها .. تأتي إلي كلما تشارجت معها لكي تفرغ شنحة الغضب التي بداخلك .. اي حب هذا الذي تتكلم عنه؟؟ انه الكره والحقد بعينه ..
قلت: نورة انا ...
قالت: انت؟؟؟ .. انت لست سوى وحش شرس متعطش للضرب والدماء والاهانة .. تأتني وتضربني في كل لحظة .. لماذا؟؟ هل لأني يتيمة؟؟ لا ام لي ولا اب؟؟ ام لأنني اعتبرتك كل ما املك في هذه الدنيا بعد وفاة والدي؟؟
لم استطع الرد فسمتعها تقول
نورة: اعرف السبب الذي جاء بك إلى هنا .. لن اترك تلك الوظيفة .. لقد تنازلت لك كثيرا .. وآن الاوان لك كي تتنازل.. واذا لم يعجبك هذا الوضع .. فانا لن اعارض طلب استقالتك .. اخرج حالا .. لم اعد اتحمل ان ارى وجهك.. اخرج وارجو ان لا تأتي إلى هنا مرة ثانية .. لقد احترمتك هذه المرة .. ولكنني في المرة القادمة سأتجاهل كل شي وستعرف من هي نورة ..
خرجت من بيتها وانا محطم .. لم اتوقع انها ستصبح هكذا .. لقد تحولت من ارنب ضعيف وصغير إلا اسد شرس وقاتل .. يبدو انها ستحطمني وستقضي علي نهائيا ..
توقف محمد عن الكتابه قليلا واخرج دفتر مذكرات نورة وفتحه على صفحه معينه وقال: حان دورك يا نورة في الكلام.. سأكتب هذا الجزء من مذكراتك

))صرخت في وجهه .. حطمته تقريبا .. بدأت استعيد كرامتي التي حطمها وداس عليها بقدميه .. لن انسى ما فعله بي .. سأتجاهل كل شي قاله .. يدعي بأنه يحبني ولكن كاذب .. لن انسى حركاته ابدا .. لن انساها ما دمت على قيد الحياة .. سأريه .. سأحطمه .. لقد اهملني طوال السنوات التسع وجاء اليوم لكي يملي علي اوامره .. لن اوافق على ما يقوله .. انه لا يستحق حتى الشفقة .. قمت بذلك وحدي .. درست واجتهدت وما انا فيه هو نتيجه لعملي وجهدي .. ولن انسى ابدا دور خالتي العزيزة الرائعه .. لقد ساعدتني كثيرا .. لن انسى كلامها وتشجيعها .. لقد ساعدتني كثيرا ورفعت من روحي المعنوية .. انها تستحق الكثير .. اما محمد .. فسأريه من هي نورة .. يدعي الحب لأنه فقد الامل في كل شي .. يظن بأنني سأبكي في حضنه كما كنت افعل سابقا.. ولكن لا.. لن تعود تلك الايام ابدا ولن تتكرر .. انه يستحق ما يحدث له .. يظن بأنني وحيده لا سند لي ولا اهل.. ولكنه سيعرف من هي نورة .. يبدو انه قد ندم على ابقائي هكذا .. لقد ندم اشد ندم لأنه لم يطلقني.. سيرى ما هو اكثر من ذلك .. سترى يا محمد والايام بيننا .. وستندم .. اعدك بذلك ((

لقد حققتي وعدك يا نورة .. انا نادم اشد الندم .. واستحق ما يحدث لي ..
سأكمل ما بدأته في وقت آخر .. لقد تعبت كثيرا هذا اليوم ..

dali2000 20-02-09 01:35 PM

________________________________________
الجزء التـــــــــــــــــــاســـــــع ..
خرجت من مكتبتي واتجهت لغرفة خالد .. طرقت الباب ولم يجب .. سمحت لنفسي بالدخول .. بحثت عنه ولم اجده .. لقد خرج من المنزل ولكن إلى اين؟؟ انه يتصرف مثل والدته تماما .. اقصد مها .. كانت تخرج وتدخل من غير ان تخبرني ..
ماذا سأفعل الان؟؟ .. سأهاتف ابنتي خلود .. فأنا لم اسمع صوتها منذ زمن ... اتصلت اجابتني الخادمه بأنها ليست في البيت .. اغلقت سماعه الهاتف .. وجلست وحيدا في الصاله .. افكر بكل شي .. تذكرت انني لم اكمل ما بدأته .. اتجهت لمكتبتي وجلست بين اوراقي وبدأت اواصل ما قد بدأته ..
بعد ان رأيت ما وصلت إليه نورة .. رأيت المال والعز والشهره والدراسه .. عقدت العزم على ان احصل على شهاده عاليه .. شهاده الدكتوراه كانت هدفي وشغلي الشاغل .. عقدت العزم على الحصول عليها .. لا اخفي عليكم.. لقد احببت الشركة التي اعمل فيها .. لا اعرف لماذا .. ربما لأن نورة موجوده فيها .. انها زوجتي في النهاية.. كنت اذهب في الصباح الباكر .. اول شخص يدخل الشركة وآخر شخص يخرج منها .. كنت كلما رأيت نورة.. ازادت عزيمتي وازدادت ارادتي على تحقيق آمالي .. مرت سنتان وحصلت على شهاده الماجستير .. اشتريت حلوى من محل فاخر جدا .. وقمت بتوزيعها على جميع من في الشركة .. ليس حبا فيهم بل لغايه في نفسي.. اردت ان تصل تلك الحلوى لنورة وتعرف انني حصلت على شهاده الماجستير .. كان ردها هادئا جدا .. وقد ارسلت لي بطاقه تهنئة .. تعرف الواجب والاصول .. لم اقترب منها كثيرا فأنا لم انسى ماحدث يبننا في آخر لقاء ..
ضاعفت جهدي .. واجتهدت ودرست .. وحصلت اخيرا على درجة الدكتوراه .. حصلت عليها بعد طول عناء .. فرحت كثيرا.. وسعدت بذلك .. عدت لمنزلي .. واخبرت زوجتي مها بأنني قد حصلت على شهاده الدكتوراه .. فوجأت من ردها .. فقد قالت لي: دكتوراه؟؟ ومتى حصلت على الماجستير؟؟
صعقت من كلامها .. تضايقت كثيرا .. وبعدها خرجت من المنزل .. قدت سيارتي بغير هدي .. وبعد فترة وجدت نفسي امام بيتها.. بيت نورة .. وقفت امام الباب وترددت كثيرا .. وبعدها قررت .. سأدخل وسأحدثها .. كنت سأطرق الباب ولكنني فوجأت بالخادمه امامي وقد فتحت الباب وطلبت مني الدخول .. دخلت وجلست في الصاله .. انتظرتها كثيرا.. انتظرتها قرابة نص ساعه .. مللت الانتظار .. قلت في نفسي .. سأنتظرها ربع ساعه وبعدها ساغادر.. مرت ربع ساعه .. وقفت .. احسست بانني قد اخطأت حينما جئت إلي بيتها .. وبعدها وجدتها امامي .. ابتسمت هي.. وابتسمت انا .. وطلبت مني الجلوس .. لم تعتذر على تأخرها .. وقلت في نفسي: يال قلة الادب والذوق
قالت لي.. ( وكأنها تقرأ افكاري ) : لا بد انك منزعج من تأخري
قلت: طبعا
قالت: لقد تأخرت ساعه إلا ربع فقط
قلت: فقط؟؟ وهل ترين ان هذا وقت قصير؟
قالت: طبعا .. فقد تأخرت انت اربع سنوات .. ولم اتضايق .. وعدت بعدها ثم غبت عني اربع سنوات اخرى ولم اتضايق ..
قلت: ماذا تقصدين؟
قالت: لقد تضايقت عندما تأخرت عليك ساعه إلا ربع .. وانا لم اتضايق حين تأخرت علي ثمان سنوات
قلت: اذا كان هذا ما تنوين الحديث عنه .. فأنا سأغادر المكان
قالت: لا داعي ان تغادر المكان .. اعرف انك قد أتيت لكي تخبرني بأنك حصلت على درجه الدكتوراه .. مبارك لك
سكت .. لم اعرف ماذا اقول .. نورة .. عرفت بأني قد حصلت على الدكتوراه .. اما مها فهي لا تعرف بأنني حاصل على الماجستير ... مها التي تعيش معي في المنزل ذاته .. لقد احسست بشي اتجاه نورة .. انها تهتم بكل ما يحيط بي .. سألتها : وما ادراك؟
اجابت : الكل يعرف ذلك .. اقصد كل من في الشركة
سكت .. احسست براحه بعض الشيء .. ولكنها قالت : إلى متى ستبقى هنا؟
قلت: اتطرديي؟
قالت: لا اعرف .. ولكنني اخبرتك من قبل بأنني لا اريد ان اراك .. هل نسيت؟
غضبت وصرخت في وجهها وقلت: لا لم انسى .. لقد اتيت لكي اخبرك انه بامكاني الوصول إلى ما وصلتي انت إليه ..
ابتسمت وقالت: هذا جيد .. بل انه امر رائع .. وقد قلت ما اردت قوله .. بأمكانك الخروج
قامت من مكانها .. وخرجت من تلك الغرفه .. نظرت إليها والشرر يخرج من عيني ووعدتها بأنها لن ترى وجهي ثانيه ..
سأكتب بعضا من مذكرات نورة عن ذلك اليوم .. اعتقد ان هذا الشي مفيدا جدا لكم ..
))زارني اليوم .. جعلته ينتظر .. ساعه؟؟ ام اقل .. لا اعرف .. ولكنه انتظر كثيرا .. اصبح رجلا اخيرا .. اتم دراسته .. حصل على شهاده الدكتوراه لكي يتحداني .. يبدو ان وجودي في هذه الدنيا بدأ يفيده .. تغير كثيرا.. لم اعد افهم تلك النظرات .. لقد تبدلت حقا .. لم يعد ينظر إلي بنظرات الكره والحقد .. لقد تغيرت حقا .. ولكنني لا اظن انه قد تغير ابدا .. لم يتغير ولن يتغير .. فالحقير يظل حقيرا .. يبدو انه قد نسي ما فعله بي .. ولكنني لم انسى ذلك.. سأعاقبه ولكن بطريقه اخرى .. سأختفى من حياته .. سأخرج منها .. على الرغم مما فعله بي .. انا اعرف انه بحاجه إلي .. اعرف انه لا يستغني عني ابدا .. سيبحث عني كثيرا وسيتعب من البحث .. وفي النهاية سأظهر له من جديد .. لن ادمر حياته كما فعل بي .. لقد حطمني .. ودمر حياتي لن انسى ما فعله بي .. لن انسى ذلك ابدا))

اعتقد ان هذا الجزء كافي جدا .. وسأكمل ما حدث لي بعد ذلك ..
خرجت من بيتها وعدت لمنزلي لتستقبلني مها .. وعلامات الغضب باديه عليها
سألتني: أين كنت؟؟ اجبني .. اين ذهبت؟
قلت: هذا ليس من شأنك .. ثم منذ متى وانت تهتمين بأمري؟
قالت: لقد ذهبت إلى بيتها .. اليس هذا صحيحا؟
قلت: لا ادري
قالت: انا اعرف .. اعرف انك قد تذهبت إليها
قلت: وما ادراك؟ اتراقبيني؟
قالت: نعم .. انا اراقب كل خطواتك
قلت: هذا رااائع .. تراقبين خطواتي ولا تعرفين متى حصلت على درجه الماجستير او الدكتوراه؟؟
لم ترد علي .. بقيت صامته .. لم ترد .. لم تعرف ماذا تقول .. احسست لأول مرة بالنصر ..
نظرت إلي وثم بدأت بالصراخ .. ارتفع صوتها .. تركتها وذهبت لمكتبتي .. ركضت لغرفتها وجمعت ثيابها وثياب خالد وخلود وخرجت من المنزل .. تركتها ولم امنعها
بعد ساعه كامله .. عرفت المكان الذي قصدته .. ذهبت إلي والدتي .. وبكت امامها .. وصدقتها امي .. واتصلت عندي
لم اتكلم كثيرا .. قلت لوالدتي جمله واحده وهي: (اذا لم ترجع مها هذا اليوم .. عليها ان تعتبر نفسها مطلقه ) واغلقت الهاتف .. وما هي إلى نص ساعه حتى عادت مها إلى البيت
دخلت غرفتها واغلقت الباب .. ولم تخرج .. تركتها ولم اراضيها .. خرجت وجلست في الصاله وفوجأت بقدوم والدتي التي بدأت بسرد محاضرة طوويله عن حقوق الزوج والزوجه ولم تنتهي هذه المحاضرة إلا عند الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل
ولأن الوقت قد تأخر .. قررت والدتي البقاء في بيتي .. لكي تكمل المحاضرة التي بدأتها .. اعترف اني مستمع جيد فأنا لم اقاطعها ابدا .. اني اشير برأسي بالموافقة .. وانا في الواقع لم اكن اسمع لصوت والدتي .. بل كان هناك صوت آخر يتردد في اذني .. وهو صوت زوجتي .. نورة ..
استأذنت والدتي .. وذهبت لأحدى الغرف لكي انام .. كنت احلم بالغد .. لم اعرف السبب .. انتظرت الغد بفارغ الصبر لدرجه انني لم استطع النوم .. في الصباح .. خرجت من منزلي مسرعا .. ذهبت للشركة .. جلست في مكتبي لشرب قهوة الصباح كالعاده .. جاءني احد اصدقائي وقال لي: هل سمعت؟؟ المدير العام قد استقال وترك الشركة ولم يذكر السبب
وقع علي هذا الخبر كالصاعقه .. قلت: وما ادراك؟؟
قال: سمعت هذا الخبر بالصدفة من سكرتيرتها .. قدمت استقالتها
قلت: حقا؟؟ الم تعرفوا السبب؟؟
قال: لا
بقيت صامتا .. ولم اتفوه بأي كلمه .. وبعد اسبوع تماما .. تركتنا نورة .. اسبوع كامل وصاحب الشركة يحاول ان يقنعها بالبقاء ولكنها رفضت ذلك بشده
لم نعرف سبب رحيلها عن الشركة .. توجهت إلي بيتها بعد الانتهاء من الدوام .. قرعت الجرس كثيرا .. اخيرا .. فتح الباب .. اخبرتني الخادمه انها نورة غير موجوده في المنزل ولا احد يعرف اي ذهبت .. سألتها عن خالة نورة .. فأجابتني انها هي الاخرى قد خرجت مع نورة ..
عدت إلى منزلي وانا افكر بما حدث .. لماذا استقالت؟؟ ماذا حدث؟؟ هل غضبت لأنني حصلت على الدكتوراه؟؟ .. نفضت عني هذه الفكرة .. فأنا اعرف نورة .. لن تغضب من هذا الشي ابدا .. عدت إلى المنزل .. ووجدت والدتي ومها بانتظاري .. بدأت والدتي الحديث وقالت: محمد .. عليك ان تطلق نورة .. وبأسرع وقت ممكن .. فوجودها اصبح خطيرا كبيرا على حياتك .. ثم ان خالد وخلود لم يعودان طفلين.. وليس من صالحهما ان يراكما تتشاجران دائما على المدعوة نورة
اردت ان اتكلم ولكن والدتي منعتني وتابعت كلامها وقالت: لا تنسى انك تبحث عن رضاي .. ولكي ارضى عنك.. عليك ان تطلق نورة
قلت: امي .. لم يكن ابي يبحث عن السعاده والراحه؟
تعجبت والدتي من سؤالي وقالت: وما دخل والدك في الموضوع؟؟
قلت: اجيبي علي
قالت: بالتأكيد .. فالراحه والسعاده مطلب اي رجل
قلت: وماذا فعلتي انت لتحقيق هذا المطلب؟
قالت: فعلت الكثيير الكثيير .. فعلت ما لم تفعله اية امره
قلت: هذا رائع .. لنفترض انكِ كنتِ مقصره جدا .. ما هو ابسط واسهل شي سيفعله والدي؟
سكتت والدتي فترة وبعدها قالت بصوت منخفض: سيتزوج بأخرى
قلت: هذا صحيح .. انا لم اجد الراحه والاهتمام عند مها .. انها لا تعرف اي شي عني .. لا تعرف اذا نجحت لم لا .. لا تعرف ماحب وما اكرهه .. اي زوجه هذه؟؟ وفوق هذا كله .. تغضب وتلقي اللوم كله علي .. هناك شي احب ان اذكركم به .. انا رجل .. ويحق لي بالزواج من اربع .. ولا تستطيعون انكار ذلك
تركتهم وحدهم في حيرتهم .. وعدت إلي غرفتي ..
جائتني مها لكي تستسمح مني.. وتطلب مني اعطاءها فرصه اخرى.. وافقت ورضيت.. لم تكن مها من تشغل بالي .. بل ان سر اختفاء نورة كان شغلي الشاغل ..
مرت اربع سنوات اخرى .. وانا لا اعرف اي شي عن نورة .. وكلما ذهبت إلي بيتها قالت لي الخادمه انها غير موجوده .. نسيت اخباركم ان مها قد تغيرت كثيرا .. وبدأت تهتم بي اكثر وهذا ما ساعدني كثيرا على ملأ الفراغ الذي سببه اختفاء نورة
تحسنت علاقتي مع مها كثيرا .. واصبحت تهتم بي كثيرا .. تهتم بي وبخالد وخلود .. بدأت حياتي تستقر نوعا ما .. لم تظهر نورة طوال السنوات الاربع .. وهذا ما اراح مها كثيرا .. فقد كانت تتمنى لو ان نورة تختفي من الوجود تماما ..
سأذكر جزء من مذكرات نورة .. لكي تعرفوا ما حدث لها في السنوات الاربع التي اختفت فيها ..
))تركته وحيدا .. اعرف انه لم يعد بحاجه إلي .. ولكنني تركته .. لكي يعلم بأنني لم اعد بحاجه إليه .. لم اغادر البلاد .. فانا في بيتي .. اراقبه .. لقد جاء إلي منزلي اكثر من مرة .. ولكنه لم يعرف بانني في الداخل .. تقابلنا في مركز التسوق اكثر من مرة .. ولكنه لم يعرفني .. يبدو ان علاقته مع زوجته تحسنت كثيرا .. لذلك لم يعد يأتي إلي لكي يصب جام غضبه علي .. عرفت قدري ومنزلتي عنده .. فانا لا اسوى اي شي عنده .. تأكدت الان انه تزوجني لكي يرضي غروره فقط .. تبا لذلك الغرور الذي دمر حياتي .. ودمر مستقبلي .. حقق ما يريده ذلك المدلل .. لا اعرف ماذا افعل .. بدأت اشعر بالضعف الشديد .. والحزن يغمرني .. والوحده تقتلني .. انا في النهاية امرأة .. تعبت من كل الظلم الذي وقع علي .. لم اعد اتحمل المزيد .. لم يعد لوجودي ايه اهميه ..((

هذا ما كانت تردده في السنوات الاربع .. بدأت تضغف .. بدأت تنهار وانا السبب في ذلك كله .. ستنتهي المعاناة قريبا .. فقد اوشك القصه على الانتهاء .. لم يعد هناك المزيد .. سيغلق الفصل الاخير ستائره قريبا .. وسانتهي من اعترافي بعد ذكر آخر الاحداث واهمها .. الحدث الذي حطمني .. الحدث الذي جعلني اعتزل هذه الدنيا .. الحدث الذي كشف للعالم كله .. الطيب من الشرير.. الظالم من المظلوم .. الحق من الباطل .. لن انسى ماحدث .. لن انساه ما بقيت على قيد الحياة .. انا السبب في كل ماحدث .. ليتني لم اغلط تلك الغلطة ... ليتني لم اتسرع ذلك اليوم .. ليتني ميزت الحق من الباطل .. ماحدث قد حدث .. ولا يمكنني تغيره .. سأخبركم بما حدث بالتفصيل ..
هناك احد يطرق الباب .. انه ولدي خالد وابنتي خلود .. حضرا لزيارتي .. سأخبركم بتفاصيل ماحدث قريبا .. فأنا قد اشتقت لولداي وسأجلس معهما بعض الوقت .. وبعدها سأكتب الجزء الاخير من اعترافي ..
=======================


الجــــــــــزء الاخيـــــــــــــر
كنت واثقا بأن خلود لن تبقى وقتا طويلا عندي.. انها مثل والدتها تماما.. تكره الجلوس معي .. كانت مها تخرج طوال الوقت ولا تبقى في البيت .. لم تكن تزر والديها إلا في الاعياد .. اقصد في العيدين الفطر والاضحى.. وهذا يعني انها تزورهما مرتين في السنة .. لطلما كرهت هذا الطبع فيها .. ولكنها لم تغير تصرفها ابدا.. وها هي ابنتها تقلدها في كل شي .. انها لم تزرني انا بل اتت إلي لعلمها ان خالد قد عاد من السفر .. لم تطل الجلوس .. خرجت مسرعه عندما رأتني .. انها تعاقبني بالنيابه عن نورة .. نورة الطيبة التي لم ترضى ان تعاقبني ابدا .. وهاهي ابنتي تعاقبني بالنيابه عن زوجتي نورة .. جلست مع خالد قليلا .. اعاد علي سؤاله عن ما حدث .. ولكنني لم اجبه .. نهضت من مكاني واتجهت لمكتبتي وجلست بين اوراقي .. وها انا سأبدا بكتابه الفصل الاخير من اعترافي
سأبدأ ..

بعد اربع سنوات من غياب نورة .. ظهرت مرة اخرى .. كنت في تلك السنوات قد حسنت علاقتي مع مها وتقربت منها اكثر.. ولكن هذا لم يمنع الخلافات الصغيرة التي كانت تحدث بيننا .. خرجت في احد الايام .. انا ومها وخالد وخلود إلى مركز التسوق.. من يرانا من بعد يظن بأننا عائلة سعيدة .. كان شكلنا الخارجي يدل على هذا .. ولكن لا احد يعلم ما يحدث في كل بيت.. وفي كل يوم .. كان نمشي انا ومها .. اما خالد وخلود فقد كانا يلعبان في قسم الالعاب.. ورأيتها في مركز التسوق ..رأيت نورة مع خالتها .. صعقت حين رأيتها .. لم استطع اخفاء ملامح الدهشه.. ولم اتمالك نفسي .. كنت اراقبها .. إلى اين تدخل ومن اين تخرج .. من تحدث .. ماذا تشتري .. لاحظت مها اهتمامي بتلك المراة التي لم تعرف انها نورة .. سألتني مها
مها: ما بالك؟؟ ماذا حدث؟
اجبتها: ها .. لا لاشي ..
مها: انك تراقب تلك المراة .. هل تعرفها؟
قلت: انا؟؟ انا اراقب نورة؟؟
قالت: نورة؟؟؟؟ .. هل هي نورة حقا؟؟
انتبهت بعدها انني قد نطقت باسم نورة .. لم تستطع مها تمالك نفسها .. غضبت .. وثارت ولكنها لم تقل اي شي.. اخذت خالد وخلود وخرجت من المركز التسوق وعادت إلى البيت باحدى سيارات الاجرة .. لم استطع اللحاق بعدها .. كنت مشغول بنورة.. لم ادري بالذي حدث .. لم تنتبه نورة علي .. وبعدها خرجت من المركز وعدت إلى البيت .. لأرى مها قد اقامت الدنيا كلها
حاولت تهدأتها ولكنها رفضت .. صرخت في وجهي وقالت: الم اسعدك؟؟ الم ابقى معك طوال الوقت؟؟ هل هذا جزائي؟؟ تراقب امرأة في مركز التسوق .. ويتبين لي في النهاية انها نورة .. هل تردني ان اضحك؟؟ .. ارجوك اجبني مالذي فعلته بحقك حتى تعاملني هكذا؟؟
جلست على الارض وبدأت تبكي .. لم استطع تحمل مظهرها اقتربت منها ولكنها ابعدتني واخذت حقيبتها والولدين وخرجت من البيت
غضبت مما حدث .. لم اعرف ماذا افعل .. خرجت من المنزل واتجهت إلى منزلها ... منزل نورة ... طرقت الباب بعنف.. فتحت الخادمه الباب وقالت ان نورة غير موجوده .. دفعت الخادمه ودخلت.. وجدت نورة في الصاله وقد غضبت من تصرفي
صرخت في وجهي وقالت: مالذي تفعله هنا؟؟ .. كيف تجرأ؟؟
قلت: بل انتي كيف تجرأين على تحطيم حياتي؟
قالت: انا؟؟ انا حطمت حياتك؟؟ انا التي كنت اراقبك في المركز ام انت؟؟ .. اتمنى ان لا تلقي اخطائك علي.. وان تخرج من بيتي حالا
صرخت في وجهها واقتربت منها .. صفعتها في وجهها .. وذلك اثار غيض خالتها التي قامت واتصلت بالشرطة .. لم تتأخر الشرطة وحضرت بسرعه ..
كنا نتناقش انا ونورة بصوت عالي في ذلك الوقت .. ورأيت الشرطي يقتحم البيت .. وجاء إلي واراد ان يأخذني معه ..
رفضت وابعد الشرطي عني .. اخبرته بأنني زوج نورة .. ولكنه لم يستمع إلي طلب مني الدليل على ذلك .. طلب منا اظهار اي بطاقه تثبت صحه كلامي.. لم ترد نورة وبعد فترة اخرجت بطاقتها الصحيه كدليل على ذلك وانا اخرجت رخصه القياده .. اسمعنا الشرطي محاضرة طويله وبعدها خرج من البيت
جلست على الكرسي ونظرت إلي نورة بنظرة ملأها الحقد والكره ..وقلت: انتِ سبب كل مشكله تحدث .. ابتعدي عني .. لم اعد ارغب برأيتك .. سأهجرك تماما وسترين
خرجت من بيتها وانا غاضب .. لم انتبه على اي شي .. ولم اشعر بأي شي ابدا .. فتحت عيني ووجدت نفسي في غرفة صغيره نوعا ما .. تحيط بي الاجهزة من كل مكان .. حاولت تحريك يدي ولكنني لم استطع.. ماذا حدث لي .. اين انا .. يدي لا تتحرك لماذا؟؟ .. دخلت على الممرضة وقالت: الحمدلله على سلامتك.. نهضت اخييرا
سألتها: لماذا انا هنا؟؟ .. ماذا حدث؟؟
قالت: الا تذكر؟؟ لقد اصبت بحادث قبل شهر
قلت: قبل شهر؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
قالت: نعم .. صدمتك سيارة مسرعه .. وبقيت في غرفة العناية المركزة .. وقد كسرت يدك اليمنى
سكت ولم ارد عليها .. تابعت كلامها
قالت: الحمدلله لى سلامتك .. بصراحه .. انت تملك زوجه رائعه .. لقد تبرعت لك بدمها .. و تحملت الكثير من اجلك .. سهرت لراحتك كثيرا .. انها زوجة رائعه ... حسدك جميع الاطباء عليها .. لقد كانت تبكي وتقول: انا السبب في هذا .. وكانت تدعو لك دائما
قلت: زوجتي؟؟ اين هي؟
قالت: لقد ذهبت اليوم .. يبدو انها ستعود قريبا
فرحت كثيرا .. مها اعتنت بي وانا مريض .. لست غاضبه مني .. سأنتظرها انا بحاله جيده وستفرح لذلك.. يال فرحتي .. انا املك زوجه رائعه .. انها رائعه حقا .. لقد اعتنت بي كثيرا .. انا آسف يا مها .. لقد ظلمتكِ حقا .. لقد اخطأت بحقكِ كثيرا .. متى ستأتين لكي اعتذر عن كل لحظة اخطأت فيها .. وعلى كل دقيقه فكرت فيها بأن اطلقك وابتعد عنكِ انا آسف يا مها ..
في العصر جاءت مها لزيارتي وكم كانت فرحتي كبيرة .. بدأت اعتذر منها عن كل ما بدر مني .. لقد استغربت كثيرا لا بل تفاجأت .. لم تتوقع ذلك ابدا .. لم تتوقع ان تسمع مني ذلك الكلام كله .. ردت عيل بابتسامه فقط .. دخلت بعدها الممرضه .. لم تكن الممرضة التي حدثتني في الصباح .. رأيت الشرر يخرج من عيني هذه الممرضه .. لم تتحدث ولم تسألني عن صحتي خرجت مسرعه .. استغربت من معاملتها الجافه .. جائني الطبيب وقال لي ان حالتي مستقرة وانه بامكاني العوده إلى البيت بعد يومين
فرحت لذلك كثيرا.. وبعد يومين عدت إلى منزلي .. وكنت بين اطفالي .. هناك شيء استغربت منه كثيرا .. لم تكن مها تعتني بي جدا.. لا انكر انها كانت تعتني بي ولكنني لم اتوقع ان يكون بهذه الطريقه .. كانت تخرج كثيرا لم اكن اراها دائما.. ولكنني لم اعاقبها ولم أُأَنبها فيكفيني انها اهتمت بي في المستشفى وتعبت على راحتي ..
بقينا على هذه الحاله قرابة شهر كامل .. احسست انها ملت مني ومن العنايه بي .. كانت تتأفف كلما طلبت منها شي .. تعجبت من معاملتها الغريبة .. لم اتوقع كل هذا منها .. على العكس تماما .. توقعت انها ستعتني بي اكثر عندما اعود إلي البيت .. مالذي غيرها؟؟ هل هو كثرة طلباتي؟ ام وجودي في البيت طوال الوقت ؟؟ لم اعد افهمها ..
بدأت اهتم بنفسي .. لم اعد بحاجه إليها .. بقيت هكذا مده شهرين كاملين وبعدها تحسنت حالتي كثيرا .. لم اعد بحاجه لشي .. اما مها .. فكانت تجلس معي بعض الوقت ومع الاطفال .. وتقضي باقي وقتها في زيارة احدى صديقاتها او الذهاب إلى مراكز التسوق .. لا انكر ان علاقتي تحسنت بعض الشيء .. لا ادري لماذا ؟؟!!
في احد الايام .. كنت في الشركة .. تلقيت اتصالا هاتفيا من المستشفى .. قيل لي ان زوجتي في المستشفى .. وان حالتها الصحية سيئة جدا .. تركت كل شي .. واتجهت إلي سيارتي التي قدتها بجنون إلى المستشفى .. كنت اركض في الممرات خوفا على زوجتي ... سألت احدى الممرضات عنها .. لقد كانت تلك الممرضه ذاتها التي مدحت زوجتي عندما كنت مريضا
قالت لي: ان حالتها سيئة جيدا .. ارجوك لا ترهقها .. لقد طلبت رؤيتك
قلت: اخبريني .. اين غرفتها؟؟
دلتني عليها .. دخلت الغرفة وبقيت الممرضة عند الباب من اجل الاطمئنان على مريضتها
دخلت انا .. اقتربت من سريرها .. نظرت إليها وكانت المفاجأة ...


نـــــــــــــــــورة..؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !

ابتسمت لي وارادت ان تقول شي ولكنني قاطعتها وقلت: هذه انتِ؟؟ لماذا استدعيتني إلى هنا؟؟ لم يكفيكِ ما فعلته بي عندما اتيت إلي منزلك؟؟ الان تطلبين رأيتي على انني زوجك؟؟ مالذي تريدينه؟؟ لقد حطمتي حياتي مرة ولن اسمح لك بان تحطيمها ثانيه .. مالذي تريدنيه مني اجيبي؟
قالت: انا ...
لم تكمل كلامها .. قلت: انتِ؟؟ انتِ ماذا؟؟ مالذي فعلته انا لكِ تتصرفي بهذه الطريقه معي؟ تركت العمل واتيت مسرعا وفي النهاية اجدك انتِ ... تبا
تدخلت الممرضه .. وطلبت مني مغادرة الغرفة .. لأنها سمعت صوت الجهاز الذي اشار بان صحة نورة قد تدهورت.. اخرجتني في الحال .. وطلبت من الطبيب الحضور .. كنت سأغادر المستشفى ولكنني احسست بشي يطلب مني البقاء.. بقيت في مكاني ولم اتحرك .. كنت جالسا على احد الكراسي وكأن امر المسكينة نورة لا يهمني.. خرجت الممرضة من غرفتها والدموع تملأ عينها .. وقفت عند الباب ونظرت إلي وبعدها انفجرت بالبكاء.. جلست على الارض وبدأت تبكي .. جاءت خالة نورة .. ورأت الممرضه تبكي فجلست معها وبكت .. لم افهم ماذا حدث .. اقتربت منهن وسألتهن: ماذا حدث؟؟ لماذا تبكيان؟؟
قالت الممرضه: انت السبب .. لقد قتلت تلك الطيبه .. لقد قتلت التي سهرت على راحتك .. قتلها ولم تهتم بها.. لم تهتم بما ارادت قوله .. لقد كانت تبكي طوال الليل وتقول: انا السبب انا التي اوصلته إلى هذه الحالة .. قتلت التي احبتك بكل صدق ..
صعقت مما اسمع وقلت: لا لا مها ساعدتني .. انا متأكد مها زوجتي
سمعت صوت ممرضه اخرى تقول لي: مها؟؟ وهل تظن ان تلك المرأة الكريهه ستفعل اي شي من اجلك؟؟ عندما طلبنا احد يتبرع بدمه رفضت ذلك.. واخذت اطفالها وخرجت من المشفى ولم تعد إلا عندما علمت انك قد افقت.. اما المسكينة نورة فقد تبرعت لك وسهرت على راحتك .. وهذا جزاءها انك قد قتلتها
لم اعرف ماذا افعل.. كنت اتلفت بينهم اكذب هذه واكذب الاخرى .. ماذا افعل .. سمعت صوت خالة نورة تقول لي: الم تكتفي بتدمير حياتها؟؟ لقد قتلتها ايضا.. اي رجل انت .. لم تعطها حريتها و دمرت حياتها وقتلتها .. مالذي فعلته .. مالذي فعلته
تسمرت في مكاني وانا اسمعهن .. كل واحده منهن تلومني على فعلتي .. لم اشعر بقدمي .. وقعت على الارض .. وبدأت ابكي كطفل صغير فقد حنان امه وابيه .. بدأت ابكي واصرخ .. لم اعرف ماذا افعل .. انا السبب في كل شي .. انا السبب في كل ماحدث .. ركضت لغرفة نورة .. منعني الاطباء من الدخول .. جلست امام الباب وبدأت ابكي بحرقه .. لم ادري ماذا افعل .. بكيت حتى اغمي علي .. اخذني الاطباء إلى احدى الغرف .. قيل لي بعد ذلك اني كنت ابكي طوال ذلك الوقت ..

يومين على وفاة نورة .. قضيت هذين اليومين في المستشفى .. بكيت طوالها .. لم تأتي مها لزيارتي ولم تسأل عني.. تأكدت عندها ان نورة قامت بكل شي .. فهمت الان التغير في معاملتها .. ادركت كل شيء بعد فوات الاوان.. ادركت اني ظالم .. وانني ظلمت نورة .. ادركت اني اقسى رجل على هذه الارض .. ادركت انني لا استحق اي شي من هذه الحياة بعد الذي فعلته .. بكيت كثيرا .. ولم اتوقف عن البكاء
عدت إلى البيت بعد فترة .. وجدت مها جالسه في الصاله .. كانت تتابع احد الافلام ولم تهتم بدخولي .. اقتربت منها.. وصفعتها في وجهها .. صرخت عليها .. اخبرتها بأنها سبب كل المصائب وانها ..... انها سبب موت نورة.. القيت عليها اللوم (لعل هذا يريحني) ضربتها في ذلك اليوم .. ضربتها ضربا مبرحا .. وتركتها ملقاة في الصاله وقلت انها اذا خرجت من البيت فسأذيقها ضعف الضرب الذي تلقته مني
بقيت في مكانها تبكي وتندب حظها وانا دخلت غرفتي واغلقت الباب ..
تبدلت حالتي من يومها .. لم اعد اتكلم مع احد.. ولم اسمح لأي احد بدخول بيتي او الخروج منه .. كنت كلما تذكرت نورة .. بكيت حتى تنتفخ عيناي ..
بعد اربع اشهر من وفاة نورة .. تذكرت انها ارادت قول شي قبل وفاتها .. خرجت من منزلي بسرعه.. واتجهت إلي بيتها .. طرقت الباب ولم يفتح لي احد.. طرقته مرارا وتكرار .. وبعد فترة فتحت لي خالتها الباب .. دخلت البيت وجلست قليلا وبعدها تكلمت وقلت: اريد ان اسألك سؤال
قالت: تفضل
قلت: الا تعرفين ماذا اراد نورة ان تقول لي؟؟
قالت: متى؟
قلت بنفاذ صبر: قبل وفاتها
قالت: وما ادراني .. ثم انك لم تهتم بكلامها في حياتها .. لا اعتقد ان ما اراد قوله سيهمك بعد موتها
رجوتها كثيرا ولكنها رفضت الكلام وطلبت مني مغادرة البيت
عدت إلى بيتي وحالتي اسوء مما كانت علي .. حبست نفسي في غرفتي وبقيت فيها ايام وايام .. لم اكن اخرج منها إلا لشرب الماء

مرت سنة كامله وانا على هذه الحال .. لم اكن اهتم باحد .. طردت من وظيفتي .. بقيت هكذا.. لم اسأل عن اي احد ..
وفي احد الايام خرجت من البيت .. وقفت امام المسجد .. تذكرت انني لم ادخله منذ زمن .. وجدت شابا في مقتبل العمر .. نظر إلي وقال: هل انت جديد في هذه المنطقه؟؟
قلت: لا انا اعيش فيها منذ اربع سنوات
قال: ولكنني لم ارك ابدا
قلت بخجل: هذه اول مرة اقترب فيها من المسجد (نسيت اخباركم بانني لم اكن اهتم بالصلاة)
صعق الرجل من كلامي و تمالك نفسه وطلب مني التوضأ ودخول المسجد .. صلينا العصر .. ارتحت كثيرا لرجل.. اخبرني بأنه يكنى بأبي نورة .. امتلأت عيناي بالدموع عندما سمعت اسم نورة .. اخبرته بقصتي كامله .. وطلب مني ابا نورة بأن اذهب مع الي بيته
بدأ بالحديث معي واخبرني بأن الموت حق وانه لا يجب علي فعل ذلك بنفسي وانه علي ان ادعي لها واستغفر لذنبي فالله تعالى يغفر الذنوب جميعا .. احسست برباحه كبيرة ..

تغيرت كثيرا بعد ذلك اليوم .. لم افرط بأي صلاة بعد ذلك اليوم .. تحسنت حالتي كثيرا .. وانقلب حالي من رجل سيء لرجل صالح .. تغير كل شي فيني إلا شيء واحد وهو تجاهل مها .. لم اكن احسب اي حساب لوجودها في البيت .. لم اكن اهتم لخروجها ودخولها .. وكم فرحت هي بذلك .. كانت تغيب بالايام واحيانا بالاشهر .. وكنت انا اهتم بخالد وخلود .. كانا يحبانني كثيرا .. وانا كذلك . كنت آخذ خالد للمسجد معي كل يوم .. وهكذا تعود هو على هذا الشي ..

مرت السنوات بسرعه .. كنت خلالها ادعو الله دائما ان يغفر ذنوبي وان يسامحني فيما فعلته بزوجتي نورة .. تزوجت ابنتي خلود .. وسافر خالد للدراسه ..
وفي احد الايام التي كان خالد فيها في الدولة لزيارتي .. جاءت خلود .. وكانت مها خارجه من المنزل .. سألتها ولأول مرة : إلى اين تنوين الذهاب؟
قالت: سأذهب إلي منزل والدي .. وخرجت مسرعه
فكرت قليلا في اجابتها وبعدها .. اكتشفت بانها تكذب علي .. عرفت ذلك لأنها لم تكن تذهب إلى اهلها ابدا.. فكيف ستذهب إليهم الان؟؟
خرجت خلفها لحقتها بسيارتي.. ووجدتها اخيرا .. وجدتها مع رجل غريب .. كانا مع بعض .. ويتجهان إلى احدى العمائر الضخمة .. لحقت بهما وسألت الحارس عنهما.. اجابني بأنهما يأتياني إلى هنا كل يوم ولا يخرجان إلا بعد منتصف الليل واحيانا لا يخرجان من المنزل وقد اشتكى الجيران منها كثيرا والسبب هو الصوت العالي للاغاني .. و ... لم يكمل كلامه
سألتها: ماذا هناك؟؟
قال لي: ان تلك المراة قد استقبلت الكثير من الرجال الاجانب وبوضع مخل ومخجل جدا
صعقت من كلامه .. لحقت بهما .. وطرقت باب الشقة .. ووقفت جانبا لكي لا تراني مها .. فتحت الباب .. وكانت تردي ثوبا لا اعرف بماذا اصفه .. وكان الرجل يقف خلفها ولم يكن يرتدي سوى بنطالا .. صعقت من منظرهما.. صفعت مها ..بدأت بضربها.. هرب ذلك الجبان .. لم استطع اللحاق به .. البست مها عبائتها واخذتها إلى البيت وقمت بضربها هناك ..
صرخت خلود.. حين رأيتني اضرب والدتها وبعدها خرجت من المنزل ولم تعد إليه مرة اخرى.. اما خالد فقد حاول ابعادي عن والدته ولكنه لم يفلح .. ضربت مها والقيت بها خارج المنزل وطلقتها بعد ذلك ..

خلود.. تركتني .. لم تعد تأتي لزياتي .. ولم تسمح لي بتبرير موقفي .. كانت ترفض محادثتي وتتدعي انها بالخارج .. واحيانا اسمعها تصرخ علي .. كنت اسكت واصبر واعتبر ان ماحدث لي جزء من العاقب الذي استحقه بعد الذي فعلته بنورة

اما خالد .. فقد ترك المنزل ذلك اليوم وسافر ولم يعد سوى قبل ايام ولذلك لكي يصلح الامور كما يدعلي

اما والدتي .. فقد غضبت كثيرا مما فعلت .. وطلبت مني تفسيرا لكل ماحدث ولكنني رفضت .. غضبت علي .. واقسمت على عدم رأيتي

اما مها.. فقد تزوجت ذلك الجبان بعد انتهاء عدتها ..

هذا ماحدث لي .. وانا استحق ذلك كله .. انتهيت نسيت اخباركم .. ان الصندوق الذي وصلني كان من خاله نورة.. عرفت ذلك من الرساله الموجوده بداخله.. ارسلته إلي عندما علمت بتبدل حالي.. وارسلت لي معه دفتر مذكرات نورة.. انتهيت من الكتابه .. لا اعرف ماذا اسمي هذا الكتاب.. امممم سأسميه غلطه .. وارجو ان لا تتكرر هذه الغلطه ابدا .. انا اعترف بغلطتي وانا آسف يا زوجتي ..انا نادم على كل ما حدث في تلك الايام .. آسف على كل شي.. انا آسف حقا وارجو ان تسامحيني على كل ما بدر مني

توقف محمد عند الكتابة وتصفح دفتر نورة .. ودفعه الفضول لقراءة آخر صفحه من ذلك الدفتر وصعق حين قرأ محتوياتها ..
سأكتب لكم ما قرأته في آخر صفحه .. انها زوجه عظيمة .. ولن انسى فضلها علي ابدا ..

))زوجي العزيز محمد .. انا آسفه على كل ماحدث لك.. انا سبب معاناتك وسبب مرضك.. انا آسف على كل ماحدث لك.. لم يعجبني تخبطك في الظلمات.. سأرسل لك خالي ابو نورة لكي يساعدك.. طلبت منه ذلك.. وكان سعيدا بطلبي.. بحث عنك كثيرا واتمنى ان يجدك ويأخذ بيدك إلى طريق الهداية.. لقد سامحتك يا زوجي بعد كل الذي حدث لي بسببك.. انا آسفه لأني كنت سبب الحادث الذي اصابك.. انا اعتذر حقا.. لقد سامحتك من كل قلبي.. سامحتك على كل شي فعلته بي .. سامحتك على العذاب الذي رأيته منك .. سامحتك على تلك الايام والضرب .. اتمنى لك السعاده من كل قلبي فأنت رجل طيب في نهاية الحال .. وكانت غلطتي بأنني لم اكسب حبك يا زوجي .. انا آسفه على كل ماحدث .. وارجو منك ان تسامحني .. وارجو ان تسمح لي بمناداة نفسي بـ ( زوجتك) فهذا يريحني حقا .. سامحني يا محمد .. زوجتك نورة))

بكى محمد كثيرا ذلك اليوم .. لم يستطع تحمل كل ما يقرأه .. خرج من مكتبته وطلب من خالد الحضور .. واستدعاء اخته وامه ..
حضر الجميع على الفور .. وجلسوا في الصاله
بدأ محمد الحديث وقال: لا اعرف ماذا سيحدث لي بعد هذا اليوم .. من يدري لعلي اموت بعد لحظات .. في هذه الاوراق ستجدون اعترافي .. ستجدون كل شي عني .. انا آسف يا امي وارجو ان تسامحني.. ارجو ان تسامحاني يا خالد وخلود على تقصيري معكما .. فانا لم اعد اظن بقاي في هذا العالم الظالم ..
انا آسف على كل ماحدث .. ارجوكم اقروا هذه الاوراق بعد وفاتي ..
بكت امي وقالت: انا راضيه عنك يا محمد .. ارجوك لا تقل هذا الكلام عن نفسك ..
ابتسم محمد وقال: كنت واثق من ذلك يا امي .. سأخرج الان فقد حان وقت صلاة المغرب
خرج محمد من بيته .. ولم ينتبه لأحدى السيارات المسرعه .. واصيب بحادث ومات على الفور ..
خرج خالد بعد ان سمع صوت الحادث .. فوجد والده قد فارق الحياة ..

بعد ست اشهر من وفاة محمد .. جلس خالد في مكتبة والده وقرأ ما كتبه .. بكى كثيرا وفي النهاية وجده رساله لوالدته.. اخذها خالد لجدته التي قرأت محتوياتها ..

))امي الغاليه .. انا اسف على كل ما برد مني .. لقد طعت اوامرك ونفذتها بالحرف.. لم اكن افرق بين الحق والباطل وبين الصالح والطالح.. انا لا الومك الان ..لقد رفضت نورة لعلمك بانني قد تعرفت عليها بواسطه الانترنت .. واصريت على ان اطلقها وعلى ان اعذبها.. وبعدها طلبت مني الزواج من ابنه خالي .. لأنها ستحفظ كرامتي اكثر من نورة .. ولكن للأسف تبين لي مع الايام بأن القريب الذي اردتيه دنس كرامتنا في التراب وان البعيد الذي رفضتيه قد حافظ على كل شي .. انا لا الومك يا امي على ما فعلته.. اعرف انك اردت الحفاظ على ولكن حفاظك علي وخوفك الشديد علي ضيع كل شي ودمر مستقبلي كامل .. وحطم حياة امراة مسكينة .. لقد انتهى كل شي الان .. اتمنى ان تسامحني نورة على كل ما بدر مني .. وان تسامحيني انت ايضا يا امي ..
وان يسامحني الجميع على ما بدر مني .... محمد ((





النهـــــــــــــايه




الساعة الآن 10:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية