منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات ألحان (https://www.liilas.com/vb3/f480/)
-   -   حصري 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/t207410.html)

Rehana 17-02-20 06:19 PM

115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
https://uploads.mumyazh.com/imagehos...1435572630.gif

راح انول اليكم رواية ... عودة الماضي
واتمنى تنال اعجابكم

الملخص

انفجرت قائلة :
- إني أكره الصحف , إنها لا تكف عن انتهاك خصوصية الآخرين واقتحام حياتهم الخاص, دون أن تسمح لهم بحقهم الطبيعي في العيش في سلام.
هكذا كان رأي ستيلا وهي لا تعلم أن من تحبه وتثق به ليس إلا صحفياً.
همست شيلا :
- جايسون ربما قد تحدثنا بما فيه الكفاية .
- نعم , نعم , وماذا يلي في البرنامج ؟
نظر إليها مبتهجاً:
- أن تحبني إلى الأبد.
همس لها :
- إذن كما يعرف الجميع : على المرء ان يفعل ما يوكل إليه من عمل .


لا احلل نقل الرواية دون ذكر اسمي Rehana والمصدر

Rehana 17-02-20 06:20 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
شخصيات الرواية

- جايسون لوكيفي : صحفي يعيش في لوس انجيلوس.
- شيرلي إليز ابيث ( شيلا ) : سيدة شابة , جميلة تعيش في مكان منعزل مع أمها الممثلة التي خبا نجمها منذ زمن طويل.
- ليليان ( ليل ) : والدة شيلا .
- إيفلين لاندري : جدة شيلا وهي سيدة أرستقراطية ورثت اموالاً طائلة عن زوجها .
- إيلوين لاندري : والد شيلا , رجل اعمال ثري.

Rehana 17-02-20 06:22 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
الغلاف الأمامي

ليست كل الذكريات حزينة، ولكن بالنسبة لـ"شيلا" كان الأمر مختلفاً. لأن اللحظات السعيدة التي عاشتها في طفولتها تشبه ومضات البرق التي تظهر وتختفي في لمح البصر، تتشابك الأقدار حين يظهر جايسون, ثانية في حياتها ممثلاً لصوت الماضي وأمل المستقبل. هل يمثل لها أملاً حقيقياً أم سراباً؟!
بعد أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً من الفراق، التقى جايسون بـ شيلا وتلاقت نظراتهما وعاشا من جديد هذا الوقت السعيد، ضاحكين لهذه الصورة القادمة إليهما من ذاكرة الماضي. اهتز قلب جاسون أمام ضحكتها الصادقة، ولمعت عينا السيدة الشابة بمزيج من السعادة والدهشة أمام ظهور جايسون المفاجئ في حياتها مرة أخرى. فهل سيحققان السعادة معاً بعد هذه الغيبة الطويلة؟! هذا ما ستعرفه عند متابعتك لأحداث هذه الرواية الممتعة والشيقة.

Rehana 17-02-20 06:23 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
روابط فصول الرواية

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر والاخير

Rehana 19-02-20 06:43 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
الفصل الاول

فتحت شيلا عينيها وهي مازالت نصف نائمة . لقد طرق أحد الباب . نهضت على الفور مما دفع كلبتها السوداء سكينا إلى أن تزمجر . لقد كانت سكينا نائمة في هدوء على فراش شيلا التي ايقظتها بحركتها المفاجئة.
دق الباب مرة ثانية . صاحت شيلا وهي ترتدي الروب:
- هانا قادمة .
وعلى الرغم من ذلك استمرت الدقات على الباب وازدادت قوة , فجرت شيلا في الردهة وقد تملكها القلق . وعندما فتحت الباب , كادت ان تغضب ولكنها انفجرت ضاحكة في النهاية :منتديات ليلاس
- لا تفزع يا نيد كنت نائمة , لهذا السبب لم أسمعك.
كان يمر عليها هذا الصديق كثيراً - على غير ميعاد - عندما يمارس رياضة الركض على الشاطئ . كان ذا طبيعة قلقة . ذات مرة , سمع صرخات , فدفع الباب ليجد شيلا جالسة في سكينة امام فيلم بوليسي.
- نيد , تفضل بما أنك هنا .ريحانة
كانت تجد صعوبة في الإبقاء على الباب مفتوحا, إذ كان الهواء يأتي من ناحية المحيط , تقدم الرجل إلى الداخل فأضاء النور وجهه . إنه ليس نيد , لقد خدعتها هيئته , أخذ قلبها يخفق بسرعة حاولت أن تسد الباب في وجهه, لكنها ترددت لحظة عندما رأت عينيه مثبتتين عليها . كان يبدو عليه التعب وقوة الهواء جعلته يترنح . يبدو انه يواجه خطراً .حاول ان يفتح شفتيه ليتكلم لكنه لم يقوى على ذلك.
انكفأ الرجل داخل المنزل . حاولت شيلا ان تمسكه لكنه كان ثقيلا . لم تستطع إلا أن تخفف من حدة سقوطه قبل أن ينهار ويرتطم بالأرض . تبعت سكينا صاحبتها وزمجرت وقد وقف شعرها .
تأملت شيلا الرجل الغريب , كان لا يلبس حذاء وكان جوربه الأيسر ممزقا فكشف عن جرح دام . وقد لوث المطر ملابسه , انحنت وامسكته من كتفيه وادخلته واقفلت الباب في ليل ديسمبر القارس.
امسكت شيلا بمصباح زيتي كان على طاولة المكتب حيث تقرأ قبل ساعات كتاباً, ثم وجهت الضوء نحوه . كان اللوفر والبنطلون ملطخين بالطين ولم تلاحظ أي جرح آخر بخلاف ما لاحظته في قدمه .
في الحقيقة كانت تتوقع منظراً مفزعاً.
وبعد لحظة , ضحكت من مخاوفها , لابد انها كانت من مشاهدي المسلسلات التليفزيونية ومن قراء القصص البوليسية , حسبما تعرف, ولم يكن هناك جواسيس على شواطئ كولومبيا البريطانية . فكرت في خوف , على أية حال قد يموت الأشرار في أي مكان , حتى هنا .
قاست نبض الرجل بيد مرتعشة ومن شدة انفعالها . كان قلب الرجل يدق بشكل منتظم . ورقبته دافئة أكثر مما كانت تتخيل وهذا ينفي احتمال أن يكون قد نجا من غرق, على الرغم من ملابسه المبللة التي لم تكن لتبتل بهذا الشكل لو أتى سابحاً من جزيرة فنكوفر .منتديات ليلاس
تأوه عندما حاول ان يحرك رقبته مستنداً إلى مرفقيه كما لو كان يريد ان يتأكد من سلامتها , زمجرت سكينا من جديد . رمقها الرجل بنظرة قلق قبل ان يسقط رأسه وعيناه مغلقتان . يبدو انه لم يلاحظ وجود شيلا .

Rehana 19-02-20 06:43 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- استيقظ !
كان صوتها حاداً, وخزت اذن زائرها بأصبعيها , تذكرت انها قد قرأت في مكان ما , وعلى الأرجح في رواية عن التجسس إنه لا توجد طريقة أفضل من ذلك لكشف المتظاهر بالإغماء , لكنه لم يتحرك وببطء هذه المرة هزته برفق حتى تأوه وفتح عينيه بصعوبة . تمتم بما يشبه السؤال واجابته لتهدئ مخاوفه :
- أنت في مأمن في منزلي . سأساعدك.
- شـ... شيلا ؟
فزعت شيلا ؟ هل نطق باسمها ؟ هذا مستحيل . غير منطقي ان يعرف هذا الرجل المجهول اسمها . في الحالة التي يوجد عليها , تعتبر معجزة أحداً وإذا لم يكن غريباً.
كانت تتدلى على جبينه خصلة شعر سوداء , وتحيط وجهه لحية نابتة . تفحصته طويلاً والقلق يملؤها : إنها متأكدة انها لا تعرفه .
قالت له بنبرة آمرة :
- استدر من فضلك , هل أنت جريح؟
تمتم مرة اخرى , ثم بجهد عنيف استطاع بمساعدة شيلا ان يستدير على ظهره. من الواضح ان هذه الحركة قد سببت له ألماً شديداً. إذ تقلصت عضلات وجهه . كانت جبهته ملوثة بالطين كما لو كان قد غاص في الطين, من اين جاء. لأنها لاحظت انه يعاني جرحاً كبيراً في فخذه الايسر . كانت يده موضوعة فوق الجرح ويتأوه بهدوء.منتديات ليلاس
قالت وهي تتقدم نحوه على ركبتيها :
- دعني انظر إلى ذلك.
امسكت يده وأبعدتها ببطء عن الجرح . كان البنطلون الجينز الملوث بالدماء ملتصقاً بساقه . وضعت المصباح على الأرض حتى تستطيع أن ترى اتساع الجرح . كان طويلاً وعميقاً وينزف بغزارة .
امسكت المصباح لتراه جيداً لكنها لم تستطع ان تمنع يدها من الارتعاش وعندئذ رفع الرجل يده , همس بصوت واهن :
- برفق يا فلورانس.
إن المسكين يهذي من شدة ألمه . حاول ان ينهض مرة اخرى لكنه سقط وهو يتأوه وذراعه مثنية فوق صدره . اغلق عينيه وترك رأسه ليسقط جانباً.
قالت دون ان تجد أذنا مصغية , إذ إنه قد فقد وعيه :
- كن هادئاً.
تباً! إن وجهه ذا الملامح الصارمة يبدو داكناً تماماً حتى انه يميل إلى الزرقة . ماذا لو كان يعاني نزيفاً داخلياً ؟ امسكت بغطاء كان فوق الأريكة وغطته به. ثم امسكت بالهاتف, ثم تذكرت ان الحرارة مقطوعة منذ قليل , حاولت دون فائدة ان تتصل بمركز الأعطال.ريحانة
زمجر الرجل فالتفتت إليه شيلا , مكتوفة اليدين , لا تعرف ماذا تفعل . فتح الغريب عينيه وبجهد شاق نهض ببطء , امسك قبضة شيلا واستند إلى الباب . كانت يداه باردتين , قال في تألم:
- أوه , رأسي.
نظرت شيلا إلى الأريكة , إنها صغيرة جداً بالنسبة له . كان ذا جسد ضخم , بالتأكيد هناك حجرة الضيوف . ترددت وهي تعض شفتها , هل فقدت التعقل ؟
لقد استقبلت رجلاً غريباً , ربما كان رجلاً خطراً وهي مستعدة بكل هدوء ان تدعه ينام في منزلها ! لكن هل لديها الخيار؟
هناك عاصفة عاتية في الخارج . اخيراً, قالت لنفسها : إنها لا تستطيع ان تفعل له شيئاً كثيراً , لكنها كانت في نفس الوقت ملاذه الوحيد.
على بعد بضعة أمتار , كانت الكلبة متيقظة وحذرة وعضلاتها بارزة تحت شعرها الأسود الناعم.

Rehana 19-02-20 06:44 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
ابتسمت شيلا وهي تشعر بالأمان بوجود سكينا إلى جوارها تستطيع ان تواجه أي شخص مهما كان .
قالت للرجل :
- تعالي معي , أنت تحتاج إلى الاسترخاء.
اجاب هامساً " نعم "
كان صوته واهناً . تحرك ببطء كما لو كان قد فقد كل طاقته. عندما وصلا إلى حجرة الضيوف ضعيفة الإضاءة وجدت شيلا عناء بالغاً في ان تخلع البلوفر المبتل الذي كان يرتديه .
قالت و وهو يتأوه :
- أهدأ , بعد قليل ستستطيع ان تسترخي .
تركت البلوفر يسقط على الارض , وعلى الفور خلعت قميصه ثم تركت الرجل واقفاً يحاول ان يحتفظ بتوازنه وراحت تزيح الاغطية عن السرير.منتديات ليلاس
ثم اقتربت منه ودفعته برفق إلى السرير لتجلسه فوق المرتبة , لكنها لمست جرح فخذه بقوة فأحيت الألم. صرخ وتمتمت باعتذارات. بالتأكيد لم يسمعها بينما كانت تريحه بكل ما تستطيع من رفق , تنهد الرجل بوهن عندما وضعت رأسه فوق الوسادة , غطى نصف وجهه بذراعه . كانت أنفاسه متهدجة.
قال بينما كانت تغطيه :
- يجب... أن أتصل هاتفيا , هناك كارثة فيضان ..انبئي الشرطة. يجب إبلاغ الناس.
اجابت " الحرارة مقطوعة , حاول ان تستريح "
وضعت عليه الملاءات حتى تجعل الساق المجروحة مكشوفة , ثم نظرت إليه . تنهدت :
- لو كان الهاتف يعمل لأتصلت بالإسعاف او الدكتور .
أزاح الغريب ذراعه عن وجهه, غاص بنظرته في عينيها. كانت عيناها بنيتن ولعلهما سوداوان , الظل يجعل كل شيء أكثر رقة .
- لست بحاجة إلى دكتور.
فجأة عض شفته السفلى في حركة طفولية , شعرت شيلا في تلك الاثناء , إن هذه الحركة ليست غريبة عليها . ابتسمت رغماً عنها .
- بل, يلزمك طبيب . للأسف لا يوجد سواي الآن . افعل ما أمرك به. ابق هادئاً ولا تقلق سأعود حالاً.
توسلت إليها عيناه السوداوان همس:
- معي أقراص في جيبي .
فتشت في جيبه وجدت لبانا وعلبة دواء. ووصفة علاجية غير مقروءة تقريباً . وفقا للختم المطبع على الوصفة العلاجية , فإنه اشترى الدواء من صيدلية في لوس انجيلوس . كاليفورنيا . هوليوود . سألت نفسها في حيرة : ماذا يفعل أحد رجال كاليفورنيا في تلك الانحاء البحرية في هذا الوقت ؟ حاولت أن تفسر اسم الرجل ولكن كانت الحروف شبه ممحوة.منتديات ليلاس
همست محاولة تقريب الحروف جا..ن جايسون ؟ طفا إلى ذهنها هذا الاسم بتلقائية . كان ما زال يزمجر , حيث كان فريسة لآلام مبرحة .
وضعت العلبة فوق الطاولة وأسرعت إلى المطبخ لتحضر مصباحاً زيتياً وبعض الماء, عندما مالت نحوه ووضعت يدا خلف رأسه.
- جايسون ؟
فتح عينيه , يبدو ان هذا الاسم هو اسمه .
- هل تستطيع أن تنهض ؟ لقد أحضرت لك الماء ودواءك .ريحانة
بمجرد أن شرب سقط رأسه , ما زال تنفسه ضعيفاً. تمتم بعض الكلمات المبهمة , من المرجح انها كلمات شكر. قربت شيلا ببطء المصباح من وجه المريض. يبدو انه نائم الآن , على الرغم من انتظامتنفسه يبدو بحاجة إلى الأكسجين بصدره تجمعات دموية . وللوهلة الأولى يبدو انه به عدة ضلوع مكسورة .

Rehana 19-02-20 06:45 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
قالت قبل ان تصمت فجأة :
- يا إلهي ! يلزمك حقا طبيب...
سقط الضوء فوقه مباشرة . انتابها شعور مؤكد بأنها رأته قبل ذلك. هذا الوجه يذكرها بضوء فلاش آل التصوير . صورة . آلة تصوير . ارتعشت . ارتسمت في مخيلتها صور خطيرة .
" ليليان ! لقد أتى من لوس انجليوس من اجل ليليان ! " اهتزت , وضعت المصباح . ماذا تفعل ؟ نيد . يجب أن تجد نيد فوراً . حاولت ان تتعقل , كفى . هذه الشكوك ليست إلا سخافات . لم يعد أحد يبحث عن ليليان منذ زمن بعيد . إنها حفلة عيد الميلاد التي تثير اعصابها . بالتأكيد هذا هو السبب . إلا إذا ...
إلا إذا كانت قد رأت هذا الوجه فعلاً من قبل , لا يمكنها ان تمنع نفسها من الاعتقاد في ذلك.
لكن أين ؟ متى ؟ لم تسعفها الإجابة .منتديات ليلاس
اخذت ملابسه المبتلة واخذت تفتشها مثلما يفعل اللصوص في حافظة النقود . لم يكن هناك سوى بعض النقود الأميريكية في معظمها ورقتي نقد كنديتين مكرمشتين وقسيمة من محطة بنزين , كانت تلك القسيمة مبتلة لدرجة جعلتها لا تستطيع قراءة أي شيء إلا اسم المحطة وعنوانها في وشنطن . فتشت ثانية فلم تجد شيئاً مفيداً.
مضطربة للغاية , ذهبت شيلا لتحضر عدة الإسعاف من الحمام . ثم اخذت مقعداً وجلست بالقرب من السرير . طهرت اولاً الجرح العميق الموجود في الفخذ . لو لم تكن تسمع تنفسه السريع القصير لاعتقدت انه قد مات . تفحصته من جديد . يا الله, من هذا ؟! انتابها شعور بالقلق , هذا الشعور مقترن بصورة آلة تصوير . هل هذا الغريب واحد من الباحثين , المفتشين عن اخبار ليليان ؟ نظرت إليه محاولة ان تخفي افكارها ومخاوفها . إنه صغير على أن يكون له علاقة سابقة بليليان . يبدو أكبر منها بسنوات قليلة . حاولت ان تنسى كل شيء مركزة على جرحه بعد أن نظفته , جففته وغطته برباط على الرغم من محاولتها السيطرة على نفسها , لم يتوقف عقلها عن التفكير وبإصرار . لكنها تصطدم دائماً بنفس المشكلة . هذا الرجل ليس كبيراً في السن حتى يكون ضمن هذا الحشد من المصورين والصحفيين الذين ضغطوا عليها ولاحقوها يسألونها طوال فترة طفولتها حتى أردوها مريضة . وعلى الرغم من ذلك كانت هناك آلة تصوير تطفو إلى ذهنها من آن لآخر. عقلها الذي يصور لها هذا الرجل على انه واحد من المصورين الذين أعموا عينيها بفلاش آلات تصويرهم التي كرهتها بشدة ...
عندما غسلت قدم الرجل لاحظت شيلا ان معظم الجروح سطحية , قالت لنفسها : إن حكمها ليس موضوعيا, مستحيل ان تكون قد رأت هذا الرجل من قبل , إن الأمر يتعلق برجل غريب تماما ولا يريد الشر بأحد . لكن لماذا إذن نطق باسمها ؟ تنهدت لابد انها اخطأت السمع .او أن خيالها قد صور لها ذلك.منتديات ليلاس
حينما كانت تظهر جرح قدمه . افاق الرجل فجأة وأخذ يتأوه كالطفل عضت على شفتها وهي تتفحصه . كانت عيناه مفتوحتين ومثبتتين عليها . تابعت عملها وهي تتمتم كلمات الاعتذار, ثم انحشرت تلك الكلمات في حلقها عندما رفع الرجل ذراعه ومسح على شعرها . قال بابتسامة واهنة :
- أنت.. امرأة صعب العثور عليها . شيرلي إليزابيث لاندري قد كبرت كثيراً!
هبت شيلا واقفة . شعرت بأجراس تدق في رأسها ودوامة تتقاذفها . بمجرد أن عاد إلى وعيه كان أول شيء لاحظه جايسون هو الحرارة . إنه يشعر بحرارة كبيرة وبأنه ممدد على سرير , وقد لاحظ رائحة نار الخشب التي تطايرت ألسنتها في الهواء , فجأة انتابه شعور غريب . ما هذا العطر الذي يداعب أنفه وتلك الاصابع الرقيقة الدافئة التي تدلك قدمه برفق؟ إنه لا يعرف ما الذي يحدث له.

Rehana 19-02-20 06:47 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
كان لتلك اللمسات مفعول السحر على جسده الذي تفجر فيه النشاط والشعور باللذة على الرغم من شدة ألمه والصداع الذي يضج في رأسه. من تلك التي تلمسه ؟ أين هو ؟ أراد ان يفتح عينيه ولكن حال صداع بينه وبين ذلك.
عبرت على مخيلته ذكرى عابرة لسيدة تحدث إليها عن الأقراص والماء . نعم , لقد حدثها عن الدواء ولقد اعطته إياه . كم يكره تناول هذا الدواء! إنه لم يلجأ إليه إلا في الآونة الأخيرة مثلما فعل على ظهر العبارة . كم من الوقت قد مضى على عبوره ؟ ليس بالوقت الطويل بالتأكيد . من الخطر ان يأخذ قرصين على فترتين متقاربتين . لا يهم .منتديات ليلاس
شيئاً فشيئاً بدأ الدواء ينتج اثره. اختفى الألم بشكل تدريجي وزاد شعوره بالارتياح لاستمرار تلك الأصابع الرقيقة في تدليكه في ظل جو الغرفة الدافئ. بينما كان مسترخياً أثارت رأسه أفكار مختلطة . حاول ان يوضحها لابد ان يتذكر ويرتب كل افكاره لكنه لا يتذكر إلا العبارة واحاديث الركاب الصاخبة وصرخات الأطفال ثم تذكر الألم , ثم القرص الذي ابتلعه مع القهوة الباردة المقززة قبل ان ينزل إلى الأرض ثم رحل على الرغم من تحذيره من القيادة وهو خاضع لتأثير هذا الدواء.
ثم كان هناك طريق السيارات الطويل بلا حدود المظلم وتلك اللوحات غير الواضحة تحت الامطار المنهمرة والسيارات المتعجلة وأنوارها المنعكسة على الأشجار . كثير, كثير من الأشجار كنبع ماء متفجر يتدفق تحت العجلات . توقف ثم .. ثم ماذا ؟
ثم الاختناق , الوقوع في الفخ , احتجاز ووخز قدمه . جاهد من أجل أن يتحرر ويتنفس بمشقة وألم إلى أن وجد الهواء اخيراً.
شعر ببرد عضال ثم مشى وسقط لينهض من جديد ويسقط . كانت الأشجار تتمايل والرياح تزمجر . والماء يرتطم بالصخور مهددة بأن تحمله . ثم رأى ضوءاً بعيداً اعتقد انه سراب إلا أنه تقدم نحوه . وأخيراً وجد ضوءاً, دفئاً , صوتاً , وهذا الإحساس بالراحة وهاتين اليدين على جسده العاري.
ماذا ؟ جسده عار؟ لكنه لا يستطيع ان يفكر في ذلك ! فتح عينيه فرأى سيدة مائلة نحوه , شعرها حريري زاهي اللون ينسدل على كتفيها ويغطي وجهها . إنه ممدد على السرير وكتفاه رفعتا بوسائد رخوة وانحاء الغرفة مظلمة ومصباح مضاء فقط على مقعد إلى جوار السيدة تماماً. كانت الأغطية تكسوه تأكيداً لراحته . إذن فهو ليس عارياً. استمرت في اعمال التمريض ولم تنظر إليه .منتديات ليلاس
أوه , هذا الجرح ...
نعم , لقد تذكر ذلك الآن . سيارته الجيب والطريق الغارق في الماء ...طريق الـ.. قطب حاجبيه محاولاً التركيز . آه , نعم الطريق المؤدي إلى شرلي لاندري . لقد بات الأمر واضحاً . الآن هو في منزلها . تذكر أن امرأة قد فتحت له الباب مبتسمة وتفوهت بكلمات غير مفهومة .تحولت ابتسامتها إلى دهشة لرؤيتها شخصاً غريباً ثم لا يتذكر شيئاً بعد ذلك .منتديات ليلاس
جال بصره في مجال الضوء . كانت علبة الدواء الصغيرة الخاصة به موضوعة على المنضدة الصغيرة الموجودة بجانب السرير. اغمض عينيه . نعم , لقد اعطته قرصاً ليبتلعه لهذا السبب يشعر بتحسن , وبدأ ينتبه إلى الأشياء التي تحيط به . بجانب الباب , في الظل تجلس كلبة لابرادور ذات عينين ذكيتين بعيداً اكتشف سبب الرائحة التي تثير اضطرابه : شجرة عيد الميلاد في مكان يشبه الصالون , لاحظ كرسياً هزازاً ذكره بالكرسي الخاص بجدته . على منضدة وضع مصباح مماثل للذي يضيء الغرفة التي يرقد فيها . كان يشعر انه في آلة الزمان . طفت إلى ذهنه ذكريات الطفولة , فجأة تأكد ان الممرضة الغامضة ليست إلا شيلا بدمها ولحمها , لقد عثر عليها إذن !
عندما استدارت لتبحث في حقيبة الإسعافات الأولية , تحرك شعرها الحريري ولمس كعبه , تخيل انه يرى شلالاً من الذهب الخالص .

Rehana 19-02-20 06:48 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
تذكر هذا الشعر الذهبي مربوطاً خلف ظهرها وتسقط خصلات على وجهها الصغير الضاحك. إنه يتحرق شوقاً ليربت شعرها حتى ينعم بملمسه الحريري. أراد ايضاً ان يتحدث إليها ليرى من جديد عينيها الخضراوين اللتين تأملهما في اعجاب. كانت تلك المرأة شيلا و أراد ان يحيي الطفلة الشيطانة التي عرفها .ريحانة
ظل ممدداً , ساكناً, يسبح ذهنه بين الماضي والحاضر بينما كانت تعالج ساقه . تذكر هذا الصيف البعيد والطفلة التي تدعى شيرلي , لكنها فضلت ان يسموها شيلا كانت صديقة لعب , ما زال يحتفظ في ذهنه بضحكاتها عندما كانا يتنزهان معا. كانت تبدو له شخصية سحرية , ساحرة يرصع بشرتها النمش , شخصية مختلفة عنه تماماً , الصبي الأسمر المتردد.
بينما تواصل معالجة ساقه شعر بالقلق بشأن الندبات . إنه لا يريدها ان تراها .
سكبت المطهر على ساقه فشعر بألم كبير انتزع منه تأوها لفت نظر الممرضة . تمتمت :
- آسفة .
لقد احتفظت عيناها بهذا الاخضرار الذي لا ينساه وشكلهما اللوزي البديع ! لكنها فقدا بهجتهما سابقاً. كانت تكره أن تسبب له المعاناة , عندما تذكر ذلك شعر برغبته في أن يريحها ويشعرها بالأمان , بجهد كبير نجح في أن يزيح برفق شعر شيلا إلى الوراء ابتسم وقال في عناء :
- أنت امرأة يصعب العثور عليها , لقد كبرت يا شيرلي إليزابيث لاندري.
في اللحظة التي تحدث فيها , اهتز المنزل تحت وطاة انفجار كما لو كان هو المسؤول عنه . رمقته بنظرة مذعورة واضعة يدها فوق فمها وهرعت خارج الغرفة تتبعها كلبتها .
حاول جايسون ان ينهض , شعر فجأة انه في خطر لكنه سقط كان ذلك فوق احتماله , ظل ممدداً فوق السرير يقعده شدة الألم وغمام على عينيه .

نهاية الفصل

Rehana 21-02-20 08:21 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
الفصل الثاني

لم تدرك شيلا على الفور سبب حدوث صوت الانفجار , وجدت كومة من الأوراق ملتصقة بنافذة الصالون ثم لاحظت ان شجرتها المفضلة كانت مائلة ومن المحتمل انها قد اتلفت الشرفة . لو سقطت أبعد من ذلك متراً واحداً لكانت حطمت زجاج النافذة .ريحانة
أمام مشهد الشجرة المائلة ظلت شيلا ساكنة متلبدة الفكر . مرت بذهنها أفكار سخيفة , أرجوحتها ! اين تستطيع إذن أن تعلقها إن لم تعد هذه الشجرة هناك؟ سيلزمها قرن من الزمان حتى تزرع شجرة وتنمو لتصبح بحجم الشجرة التي سقطت, مائة سنة هذا كثير !
كبحت رغبة عارمة في الضحك . إنها ... إنها تشعر بقربها من الإصابة بالهيستيريا دون ان تدخل في الحساب هذا الزائر المجهول الذي يعرف اسمها ويتذكرها وهي طفلة .
هل من الممكن ان يحدث لها ما هو أسوأ , ماهو أكثر جنوناً ؟ لفح الهواء سطح المنزل . ووصل إلى المدفأة فدفع الدخان داخل الحجرة ؟

Rehana 21-02-20 08:22 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
أثارت مجموعة دخان أسود جهاز الإنذار الخاص بالحريق . تمددت سكينا على الأرض وغطت اذنيها بقدميها واختلطت صيحاتها برنين جرس الإنذار . صعدت شيلا بواسطة مقعد وبكتاب في يدها حاولت تبديد سحابة الدخان من أمام جهاز الإنذار , وأخيراً صمت الرنين.
فكرت في أن تنزع البطارية من الجهاز إلا انها تراجعت . خلال ليلة مماثلة, قد يحدث أي شيء . تحسست طريقها إلى غرفة الضيوف حيث ينام الرجل غير واع بكل ما يحدث. أكملت ربط قدمه ثم اقفلت حقيبة الإسعافات الأولية وذهبت لتنام بدورها . وبمجرد ان دخلت الفراش , وقعت فريسة لأرق لا ينتهي .حاولت ان تنسى وجود هذا الرجل لكنها لم تستطع. ماذا يريد ؟ من يكون ؟ ما السوء الذي قد يصيبها منه ؟
كانت تعتقد انها قد برئت من الخوف المزمن من الغرباء ولكنه عاودها دون ان تتوصل للسيطرة عليه .
في أوقات كثيرة عندما كانت أصغر سناً , كان والدها يعاملها على انها مضطربة نفسياً. كانت جدتها تقول للدفاع عنها : إن شيلا حريصة ببساطة وعن حق . كما كانت تضيف السيدة العجوز : إن ذلك أمر طبيعي بعد الطفولة التي عاشتها ! ليليان ايضا قد أفضت إليها بأنها كانت متشككة جداً عندما كانت صغيرة .ريحانة
عند سماعها صوتاً في غرفة الضيوف , فزعت في سريرها . إنه يتأوه على الفور , نهضت . كان الرجل يتحرك اثناء نومه وهي لا تعرف إذا كان عليها ان توقظه لتعطيه الدواء من جديد . لقد قرأت على العلبة : ضد الألم , يؤخذ مع قليل من الماء , لكن ضد أي نوع من الألم ربما يعاني مرضا مزمناً. هل هناك علاقة بين هذا الدواء والندبات التي لمحتها في ساقيه وجذعه , إنها علامات بيضاء , يبدو انها ناتجة عن معارك رهيبة . أي نوع من الحياة يخوضها هذا الرجل حتى إنه تعرض لكل هذا العنف ؟ ربما من الأفضل ان تجهل كل شيء.منتديات ليلاس
مرة اخرى فكرت شيلا في فزع ان هذا الغريب قد جاء بالتأكيد ليتعقب والدتها ليليان التي أضاء جمالها الأسمر العالم كالنجمة الساطعة , جمال رأى معجبوها أنه لا نظير له .
ليليان تلك الأميرة المهبرة مثل الفيس بريسلي , فيما حيك حولها من أساطير , يدعي معجبوها انهم راوها في أماكن غير محتملة . يتهامسون بأنها ذهبت إلى افريقيا وزارت ديراً فرنسياً أو انها شاركت تحت اسم مستعار في رحلة بحرية إلى الكاريبي .
يرفض معجبوها تصديق انها قد ماتت, خاصة انه لم يعثر على جسدها ابداً. منذ ما يقرب من عشرين عاماً. تصدرت صفحات جرائد الفضائح اخبار ليليان الغامضة , كما لم يفت النشرات التليفزيونية الاحتفال بموعد اختفائها بطريقتهم الخاصة .
كان اختفاء ليليان أمراً يشوق الرأي العام . لماذا اختفت ؟ كيف؟ اين ؟ كانت الجرائد تطرح هذه الأسئلة . احياناً كانوا يضيفون إلى اسئلتهم : من ؟ بعضهم كان يعتقد ان احداً قتل ليليان وابنتها الصغيرة قبل ان يخفي جثتهما , لكن الغريب ان هؤلاء الصحفيين لم يفكروا لحظة واحدة في ان اختفاء ليليان ربما يكون نتيجة الاهتمام المدوي الذي يولونه بها .
تملك الخوف شيلا , هل جاء ليبحث عن إجابات لتلك الأسئلة ؟ هل سيتعجل كشف الحقيقة ؟ تبا! أين رأته ؟ الآن وقد اصبحت واثقة بمعرفتها إياه لماذا لا تتوصل إلى تحديد مكان وزمان معرفته ؟ كما لو كان قد شعر بوجودها , فتح الغريب عينيه والتفت نحوها سألته وهي تتقدم نحوه والمصباح في يدها :
- هل تشعر بتحسن ؟
- نعم .
كان في إجابته نبرة ألم . وعلى الرغم من ذلك لم يكن لدى شيلا وقت للتعاطف معه , أرادته ان يتكلم .ريحانة
- لا بد أن تعرف من اين جاء وما إذا كان خطيراً أم لا ؟

Rehana 21-02-20 08:23 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
سألته :
- من أنت ؟
اجاب بابتسامة غريبة :
- ألا اذكرك بشيء؟
احتارت تماماً . الآن , اخذ هو دور السائل !
- نعم , لا تذكرني بشيء . ما الذي يمكنني أن أتذكره ؟ قل لي من أنت ؟! أرجوك ؟ تكلم؟
قال بصوت واهن" اسمي جايسون .. لوكيفي "بلل شفتيه بصعوبة وأضاف "إنني ظمأن , أريد أن أشرب "
أرادت شيلا أن تصيح في وجهه :ايها الغبي هذا ليس ما أردت معرفته ! لكنه يبدو ضعيفاً جداً مما أثار شفقتها .
ردد بصوت غير مصدق وهي متجهة إلى المطبخ لتبحث عن كوب ماء.
- لوكيفي .
عندما عادت إلى الغرفة وضعت يدها خلف رأسه ووضعت الكوب فوق شفتيه , استطاع أن يرتشف بعض الرشفات قال " شكراً"
تكلم في صعوبة بالغة " هل تريد قرصاً آخر من الدواء؟"
عبرت عيناه عن شيء من الخوف .
- كم من الوقت ... الأخير؟
بعد لحظة أدركت ما أراد قوله .
- كم من الوقت منذ أن تناولت القرص الأخير؟ منذ ساعتين تقريبا.منتديات ليلاس
- إنه وقت مبكر جداً . ماء مرة اخرى .
مرر لسانه فوق شفتيه مرة اخرى .
- إن حلقي جاف ... جداً.منتديات ليلاس
كان جسده ملتهباً وسألت شيلا نفسها : هل يعاني الحمى ؟ تحرك ليأخذ وضعاً مريحاً في السرير . سحبت يدها بسرعة من تحت رأسه واخذت تعدل الوسادات, شرب جرعة أخرى ثم سقط , تنهد في عرفان " حسناً"
- هل تريد المزيد ؟
أومأ برأسه دون أن يفتح عينيه وعندما عادت بالكوب مملوءاً , كان قد نام , كانت انفاسه قصيرة وخشنة , وضعت الكوب فوق الطاولة .
همست " طابت ليلتك."
أضافت مخاطبة سكينا التي تابعتها بوفاء في ذهابها ورجوعها " إني خائفة "
ارتاحت شيلا عندما أعربت عن خوفها بصوت عال وانزلقت في فراشها الناعم ورفعت الغطاء حتى ذقنها . اخذت سكينا تدور حول نفسها عدة مرات , ثم نامت فوق السجادة المجاورة للسرير. اطلقت الكلبة زفرة طويلة قبل أن يأخذ تنفسها نمطاً منتظماً وعميقاً . ناسية العاصفة المتفجرة بالخارج والقلق الذي يعتصر قلب سيدتها . همست شيلا متنهدة :
- يا لك من محظوظة !
اخرجت يدها من تحت الغطاء لتربت الحيوان الدافئ . كانت تريد أن تنام على الرغم من شعورها بأن ذلك مستحيل . ليس قبل الغد . ليس قبل أن تحكي القصة لنيد مع الضوء الأول للنهار سخترق طريقاً بين فروع الشجرة القابعة على الأرض وتذهب إلى نيد وسيعود معها ويتولى كل شيء . وأخيراً خلدت للنوم وحلمت بأمها توجه آلة حادة إلى وجه مصور وهي تصيح : أترك شيرلي وشأنها إذ إنها ليست إلا بنتا صغيرة .

Rehana 21-02-20 08:23 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
وفي نفس اللحظة أيقظتها صرخة مدوية من غفوتها . قفزت خارج السرير تحسست الطاولة باحثة عن البطارية , ولما لم تستطع العثور عليها , جرت في الظلام نحو غرفة الرجل حيث كان الدخان الأسود الخانق ينبعث من المصباح الزيتي . أطفاته في الخارج ضعفت قوة العاصفة , لم يعد يسمع إلا صوت الأمواج المتلاطمة بالصخور . يبدو أن العاصفة قد نقلت غضبها إلى جسد الرجل . إنه يتأوه في السرير ملفوفاً في الملاءات , يلوح في الهواء ويأمر رجلاً غير مرئي بأن يرجع إلى الخلف, ويطفئ النور وينطبح أرضاً , مفزوعة نظرت شيلا إلى الدم الذي رشح من خلال الأربطة , لم تكن بحاجة إلى أن تلمسه حتى تتبين أن الحمى قد بلغت ذروتها . إذا استمر في الحركة على هذا الشكل فيسضيع كل ما بذلته من مجهود . فكرت : الأسبرين , يجب أن تخفض هذه الحرارة .
أسرعت نحو الحمام حيث اخذت علبة اسبرين وزجاجة كحول ومنشفات , عادت أدراجها إلى المريض . اجبرته على تناول الدواء . قاومها بعنف متمتماً تهديدات مختلطة , لكنه استسلم أخيراً , تجرع الماء وأسنانه نصطك بالكوب . بينما حاولت ان تأخذه منه حتى لا يصيب نفسه وهو في هذه الحالة من الهذيان , تفوه بكلمات غير مفهومة بصوت متهدج .ريحانةمنتديات ليلاس
أمسكت يديه وتحدثت إليه بكل ما أوتيت من هدوء على الرغم من تصارع أفكارها . وماذا لو مات ؟ لا , لن يموت ! ستمنع حدوث ذلك . إنها ليست اللحظة المناسبة التي تشعر فيها بالخوف . ان حياة مريضها يتوقف عليها توضيح أمور عديدة . إنها انسانة ناجحة , وذات كفاءة يعتد بها . لو أنها استطاعت فقط ان تتصل بنيد ! لكن هذا المستحيل , إنها بمفردها ويجب ان تتحمل الخطر كلية . تنفست بعمق لتهدأ . ثم حريصة على تجنب التجمعات الدموية شرعت في ان تمسح جسد الرجل بمنشفة مغموسة في الكحول . بينما كانت تقوم بذلك تحدثت إليه بصوت عذب بدا أنه قد أدركه. إذ كف عن الحركة وسهل عليها مهمتها . عندما فتح عينيه تبينت انه منتبه . سألته وهي تبتسم :
- هل أنت بخير ؟
اجابها بصوت أجش :
- آه , لا استطيع أن أكون أفضل من ذلك .
فجأة أمسك يد شيلا . قال وهو يضع يدها على صدره القوي "إنني في تحسن من الأفضل إلى الأفضل . انت تريحينني كثيرا يا عزيزتي" .منتديات ليلاس
اغتاطت شيلا وذهلت في نفس الوقت إن لمسها صدر الرجل براحة يدها قد سبب لها اضطرابا غير متوقع . أرادت على الفور أن تسحب يدها لكنه منعها قال :
- استمري ارجوك ...
صاحت وهي تحرر يدها بقوة :
- كفى!
في ثورتها تركت المنشفة تسقط فوق وجه الرجل . صاحت في غضب :
- إني احاول مساعدتك . لا تصعب علي الأمر .
ازاح المنشفة التي كادت ان تخنقه وانفجر ضاحكا . كان صوته اجش ومثيرا. لاحظت شيلا ذلك على الرغم من اضطرابها . واصل الضحك وعيناه تلمعان :
- هل أنت متوترة ؟ متوترة جدا حتى لا تستطيعي تقبيلي ؟ ماذا حدث لك يا عزيزتي؟
احاطها بذراعيه وجذبها نحوه . همس :
- لا تغضبيني يا عزيزتي . أنت مدينة لي بقبلة .
- أنا لست مدينة لك بشيء على الإطلاق , إني احاول مساعدتك , من الأفضل ان تهدأ إذا اردت ألا تكون بمفردك.
بدا ان كلماتها جرحت كرامته كطفل تم توبيخه . اغمض عينيه وأدار رأسه . قال :
- أردت فقط...

Rehana 21-02-20 08:25 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
خفت صوته شيئا فشيئا يبدو انه سيغفو . حاولت شيلا ان تنسى ما حدث واستمرت في مواجهة الحمى التي اصابت جايسون بأن تمسح رأسه بالمنشفة المبللة على الرغم من فظاظته وخشونته لم تستطع شيلا ان تمنع نفسها من الإعجاب به. إنه ذو سحر خاص.
من يعرف ؟ ربما في ظروف اخرى كانت ستحبه . تفحصت ملامح وجهه الحادة في إعجاب تنبهت :انتبهي يا شيلا إنك على وشك أن تصبحي مثله.ريحانة
حاولت ان تركز في عملها . لكنها لم تستطع ان تتجاهل انبهارها بملامحه الصارمة. تلك الندبة الطويلة التي تعلو إحدى وجنتيه بدا معها كالقراصنة وشعره الأسود الطويل الساقط على جبهته العريضة . بين أنفه وفمه خطان عميقان أرجعتههما إلى المعاناة وليس إلى العمر .
تنهدت في حزن ادهشها هي نفسها . كما لو كان قد سمعها , فتح الرجل عينيه وتفحصها في ثورة :
- بالله عليك, أغلقي هذه النافذة الملعونة !
اخذ يحك جسده مرتجفاً .
- الجو بارد, هل تريدين موتي أم ماذا؟
قالت وهي تجففه :
- يالها من لغة !
إنها لم تسعى إلى موته من البرد , ولكنها أرادت فقط ان تخفض حرارته .
أزاح جايسون الغطاء, إنه يهذي من جديد, قال وهو يغرق نظرته اللامعة في عينيها :
- تعالي إلى جواري.
ارتسمت ابتسامة راجية على شفتيه ثم قال :
- هل تريدين ان نقتسم تلك الحرارة ؟
اعادت شيلا الغطاء بصرامة :
- نم !
أحكم جايسون قبضته على قبضة يدها :
- لا تتركيني .
ومرة اخرى , نجح بغرابة في ان يكون صبياً صغيراً ورجلاً في نفس الوقت , ولسعادتها تحررت من قبضته بسهولة , إنه يفتقر إلى القوة.منتديات ليلاس
- سأبقى حتى تنام.
جلست آملة في ان يتحدث خلال نومه . كان هناك أمل في ان يكشف هو شيئاً عن شخصيته وجزءاً من مقاصده . إنها تهتم به لذلك , لذلك فقط . وعلى الرغم من ذلك لم تستطع ان تمنع نفسها من أن تنظر من جديد إلى ملامحه الجذابة , قال :
- اقتربي .
جلست على حافة السرير , كان يرتجف على الرغم من شدة حرارته .وعندما شعرت ان نومه أصبح أكثر عمقاً همت لتأخذ بعض الحرية . وبمجرد ان تحركت نهض جايسون في وثبة . صاح :
- شيلا .
وحاول ان يخرج من أغطيته , حاولت ان تمنعه لكنه استعاد قواه . لمعت عيناه كماستين سوداوين . كان يبدو واثقاً بحركته ويبدو كالمجنون , صاح :
- غطيني , سأذهب!
همست وهي تحاول ان تعيده إلى السرير .
- بهدوء , توقف يا جايسون , أرجوك, أنت مريض وأريد فقط مساعدتك , لن تخسر شيئاً.
أطلق زفرة ألم ناظراً إلى شيلا بكراهية أذهلتها , اجاب بمرارة :
- أنت لم تساعديني قط . لقد تركتني أسقط!
تعثر , تقلصت ملامح وجهه ثم نظر إليها فجأة وبحنان وضع يده فوق شعرها , سألها :
- يا إلهي ! لماذا فعلت بي هذا يا طفلتي ؟ لماذا رحلت؟

Rehana 21-02-20 08:26 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- جايسون , تمدد من فضلك , حاول ان تسترخي .ريحانة
قالو هو يدفعها :
- لا عليك! لم أعد أريدك.
- حسناً جداً, تماماً لكن تمدد ودعني أغطيك .ريحانة
تحولت عدوانيته إلى اضطراب تأثر به قلب شيلا , امسك ذراعيها وصاح بصوت أجش :
- كيف لي أن اجعلك تثقين بي يا ميلي ؟ كيف استطيع ذلك بعد ما فعلته بي ؟ يجب ان تفهميني يا صغيرتي . اذهبي أرجوك. اذهبي ومازال لدي القوة قبل أن أرجوك لتبقي ..
اغمض عينيه , صمت لكنه استمر ممسكاً بها . بقيت شيلا ساكنة , منتظرة ان يغلبه النوم , لكن جحظت عيناه فجأة .
تأوه :
- لماذا ؟ ليس لديك الحق في ان تعامليني هكذا , أرجوك يا ميلي , أني أريدك منذ زمن طويل , لقد انتظرت وانتظرت دون جدوى . إذا تركتني الآن , فإني ...ضعف صوته بينما غاصت نظراته في عينيها , جذب وجهها نحوه وقد اعتبرها ميلي ثم وضع رأسها فوق صدره , ربت على وجنتها في حنان , همس بالقرب من شعرها :
- أنت عذبة .. عذبة جداً...
اعتقدت شيلا انها استسلمت بدافع الشفقة فقط, ولكنها لاحظت ان هذا الدافع يخفي دافعاً آخر لا تستطيع البوح به .أرادت ان تبتعد , لكنها لم تستطع وظلت مستندة إلى صدر جايسون . ادخلت دقات قلبه الأمان إلى صدرها وفي نفس الوقت سببت لها الاضطراب .ريحانة
فجأة , رفع جايسون وجهها وقبلها بحرارة على الرغم من عقلها الذي يصرخ بأن هذا ليس إلا موقفاً سخيفاً , مجنوناً , وأن جايسون لوكيفي غريب مصاب بالحمى ويهذي . وفي نفس الوقت يدعي قلبها بشكل غريب - العكس. يخبرها بأنها تعرف جايسون منذ الأزل , إنهما يشكلان اتحاداً كاملاً , وإنها لم تشعر قط بهذا الإحساس الجميل . يبدو ان الحمى التي يعانيها جايسون معدية , لقد شعرت شيلا بالحرارة تسري في جميع أوصالها , حاولت ان تبتعد لكنها لم تكن لتدري ما الذي حدث لها . إن مقاومتها قد تقوضت.
فجأة سقط جايسون على السرير كالنائم, ربما فقد وعيه ؟
جلست شيلا على الأرض إلى جوار السرير , همس :
- شيلا , يا صغيرتي لا ترحلي .منتديات ليلاس
جلست على ركبتيها وحملقت فيه . ماذا قال ؟ كانت عينا جايسون مقفلتين . عندما لمست كتفيه وجدت ان حرارته قد انخفضت قليلاً , يبدو أكثر هدوءاً الآن . خفق قلبها حتى كاد يطير من بين ضلوعها . ما تلك اللحظة التي كف فيها جايسون ان ينظر إليها بعينيه الملتهبتين على انها ميلي لتصبح شيلا؟
اعترتها رجفة , وصلت إلى غرفتها , إلى سريرها تاركة فكرة ان تحصل منه على معلومات . لكن من جايسون لوكيفي إذن ؟ ماذا يريد منها ؟ مهما كان ما يريده . إذا كان قد أتى ليجني المعلومات فسيدفع ثمن ذلك بمساعدة نيد , ستضع هذا الزائر الوقح خارج نطاق حياتها .
وعدت نفسها بأن تطرد هذا الرجل من منزلها بمجرد ان يبزغ صباح اليوم الجديد. نعم , سيكون بعد قليل بعيداً عن بيني بوينت حتى لو اضطرت ان تحمله بنفسها حتى القرية!
بعد أن ارتدت بلوفر احمر كبيراً وبنطلوناً أسود , شرعت في إشعال النار في المدفأة بسرعة وبدون وعي , وضعت بعض القهوة في فلتر , سكبت الماء في إبريق القهوة ووضعته على النار , في انتظار القهوة ارتدت حذاءها الأسود ذا الرقبة وخرجت إلى الشاطئ مع سكينا . مرت أمام شجرتها التي اقتلعتها الرياح وشرفة منزلها التي اصابها التلف فانقبض قلبها .ريحانة
كان المد عالياً والبحر صاخباً . والأمواج بعيداً تنفجر غضباً لتأتي وتزأر على الشاطيء. ولكن كانت السماء صافية والنسيم هادئاً . تبعت الكلبة في سعادة غراباً ظل يشاكسها . ابتسمت شيلا , قالت لنفسها : إن مخاوف الليل وها هو الصبح قد اشرق الآن . لماذا تعذب فكرها بينما تمتد المياه الصافية بلا حدود ؟ غطت السماء سحب تشبه السيجار وتلألأت الأشعة التي اخترقتها فوق الأمواج . إن جايسون لوكيفي لا يمثل أي خطر عليها ولا على والدتها .
في نفس اللحظة التي فكرت فيها في ذلك, تردد على ذهنها قبلتهما . اخذت ترتعش . حكت ذراعيها ونادت سكينا . هل كان يقصدها بتلك القبلة أم كان يقصد امرأة أخرى ؟ مستحيل أن تعرف ذلك . كان هناك شيء واحد مؤكد : إن لهذا الرجل تأثير السحر فهو رجل خطير . ستبدأ بأن تحتسي بعض القهوة الجيدة الدافئة لتتشجع . لابد انها جاهزة الآن .

نهاية الفصل

Rehana 23-02-20 08:57 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
الفصل الثالث

بمجرد ان دخلت حيرها صوت . كان لوكيفي يمشي متعثراً في الحمام . كانت تفرغ القهوة في قدحها للمرة الثانية عندما خرج .منتديات ليلاس
سمعت صوت قدميه الحافيتين خلفها , التفتت والتقت نظرتها بعينيه , سألت نفسها : هل يستطيع ان يسمع دقات قلبها ؟ تفحصته .
توقفت عيناها عند كتفيه العريضتين وصدره المغطى بالتجمعات الدموية . فالغطاء الذي التف به لا يخفيه تماماً. تقدم نحوها فرأت الرباط الذي وضعته له ليلة أمس ملوثاً بالدم . صاحت :
- كيف حالك ؟ اوه لا لا ! إني دهشة لقدرتك على المجيء حتى هنا .
اجابها بابتسامة , تعبير لا يقاوم تأثرت به حتى اعماقها , قال :
- الرجل يجب أن يفعل ما ينبغي عليه فعله , هذا كل شيء!
ضحكت شيلا رغما عنها :
- آه , عرفت , أنت بطل , أليس كذلك؟
أومأ برأسه :
- على اية حال , يوم أن يحدث لك شيء سترين انك تستطيعين الاعتماد علي.

Rehana 23-02-20 09:01 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
عاودتها ذكرى قبلته الحانية . توردت وجنتاها ربما لا يذكر هذا الرجل شيئاً . ومرة اخرى نظرت إليه في إعجاب بشعره الأشعث ولحيته النابتة . إنه وسيم ومفعم بالرجولة , كم هو جذاب ! يجب أن تنتبه ولا تظهر له اضطرابها .
إن المخلوقات الحساسة فريسة اسماك القرش. قالت له في حزم وهي تصب القهوة :
- عد للرقود . سأعد لك السرير وستكون فيه على راحتك . سكراً ؟ لبناً؟
عرج الرجل صوب طاولة المطبخ كما لو كان لم يسمع شيئاً. همس وهو يسقط فوق أحد المقاعد :
- أريد الاثنين .
عبس وفرد ساقه المتألمة. احضرت شيلا القهوة والسكر واللبن .
- هذا ليس معقولاً.ريحانة
وعلى الرغم من ذلك , نقلت مقعداً آخر ووضعت الساق الجريحة فوق . ثم سكبت له كوب عصير . سألته ممسكة بعلبة الدواء :
- ماذا عن الألم ؟
- لا بأس . هذا الدواء مخصص للصداع ولكن يبدو انه أثر على باقي الأعراض باستثناء بعض الورم هنا وهناك, أشعر أنني أتماثل للشفاء .
- حسناً, إذن ...
كادت أن تقول له : ماذا تريد؟ لكنها صمتت عندما رأت تورماً كبيراً . بطرف اصابعه لمس منطقة زرقاء على صدره .
- لا يوجد أي كسور , إني واثق بذلك .
- من اين جاءتك تلك الثقة ؟ كنت أفضل ان استحضر طبيباً . إذا كنت تشعر بضعف شديد يمكنني ان صطحبك إلى الإسعاف عند ذهابي إلى العمل بعد قليل وإلا فسأتصل بالإسعاف .
قطب الرجل حاجبيه الأسودين :
- لست بحاجة إلى طبيب ولن أذهب إلى الطبيب . على اية حال هذا مستحيل . مالم يوجد طريق آخر فلن يستطيع كلانا الذهاب إلى أي مكان . الطريق الذي سلكته في المجيء لم يعد صالحاً. وإليك ما حدث لي : في منحنى وجدت نفسي في مواجهة فيضان حقيقي ولست أدري كيف نجحت في الخروج من سيارتي الجيب!!
فيضان!! عضت شيلا شفتها في قلق. لقد حدثها حقا عن فيضان ولقد وصل بالفعل إلى بيتها مبتلا.
- أوه , لابد ان الكوبري قد انهار مرة اخرى ! لقد امضوا اسبوعاً في إصلاحه بعد العاصفة الأخيرة!
توجهت إلى النافذة , كانت أوراق الشجرة ما زالت ملتصقة بالزجاج . عادت إلى جايسون لوكيفي ثم رفعت سماعة الهاتف كانت الحرارة ما زالت مقطوعة وضعت السماعة بعنف.ريحانة
- هذا مستحيل يجب أن أذهب إلى العمل.
قال جايسون كما لو كان هو المسؤول عن ذلك :
- آسف , هل انت ممرضة ؟
- لا , لدي مكتبة .منتديات ليلاس
لمحت الشك في عينيه , قال وهو ينهض ليفحص جرحه :
- اوه , كنت أسأل ببساطة لأنك عالجتني جيداً بالأمس.
قالت " لقد تلقيت تدريباً على الإسعافات الأولية ."
كان لابد بأي ثمن تجنب تلوث جرحه , لأنها رغبت في ان يستعيد هذا الرجل قوته ويرحل مهما كانت دواعي مجيئه إلى بيني بوينت فهي تتمنى ان يرحل عنها بأسرع وقت ممكن .
اخذت ادوات الإسعافات الأولية ووضعتها فوق الطاولة , ثم غسلت يديها . ارتعشت يداها تحت الماء الدافئ . لابد ان جايسون قد استخدم كل الماء الساخن . سألت نفسها : لكن ماذا بي ؟ إن تغيير رباط جرح لا يستلزم كل هذا الانفعال . لا يوجد أي سبب للعصبية لكنه قبلها .

Rehana 23-02-20 09:04 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
جففت يديها في منشفة نظيفة . نعم إنه قبلها ولقد تجاوبت معه ولكن كان ذلك في المساء . اما اليوم فستمضي الأمور على نحو آخر , الأمر يتوقف عليها ولقد قررت ان تضع النقط فوق الحروف في أول فرصة ! وعلى الرغم من ذلك , استمرت يداها في الارتعاش .
نظر جاسون إلى شيلا , تذكر الفتاة الصغيرة التي قالت له ذات مرة : اسمي الحقيقي ليس شيلا . في الحقيقة شيرلي إليزابيث لاندري لكنه سر , اسمي إذن بالنسبة للآخرين شيلا , لقد أضحكه هذا الاعتراف .منتديات ليلاس
في نهاية ذلك الصيف محيت صورة شيلا من ذاكرته ثم في يوم ما وقع بصره على صورة لها . والآن هو معجب بما آلت إليه شيلا من جاذبية وجمال . لم تكن شيلا الشابة كما تخيلها تماماً , فهي أكثر جمالاً من الصورة التي رآها لها في الصحيفة .
في بعض الأوقات تبدو واثقة بنفسها وفي أوقات اخرى تبدو ضعيفة وحساسة . لا يمكن القول : إنها جميلة . إن لديها ملامح عادية . اما شخصيتها فكانت تضفي عليها جمالاً خاصاً كما لو تكن لتخلو من الجاذبية , وقد أبرز البلوفر الذي ترتديه بشرتها النضرة الرقيقة وشعرها الأشقر مثل سنابل القمح والذي ربطته بوشاح بسيط.
بعد أن جففت يديها بعناية تقدمت نحوه دون ان تنظر إليه . أرادت ان تتجاهل وجود جايسون كرجل وألا تعتبره إلا انه جريح , قالت وهي تنزع الرباط من فوق ساقه :
- ستشفى بسرعة .
صاح من شدة الألم , تفوهت ببعض كلمات الاعتذار . قالت ورأسها مازال منكساً :
- آه جرحك يجف بسرعة .
فاجاها بتلك الإجابة :
- لابد ان قبلتك عجلت بشفائي.
قالت , مضطربة وغاضبة في نفس الوقت :
- ماذا ؟
رفعت عينيها وقد توردت وجنتاها خجلا ولعنت ذلك الفعل . لماذا تخجل لأنه قبلها ؟ وانها ليست متزوجة به او مخطوبة , فلأبد إذن ان تخجل ...
همست وهي تخفض رأسها :
- لم أظن انك ستتذكر ذلك .
- إنه شيء لا ينسى . لقد منحتني قبلة رائعة .
قالت شيلا :
- لست أنا بل أنت .
أعادت الرباط وأضافت :
- أو على سبيل الدقة . لقد قبلت من تدعى ميلي . على أية حال لقد تعديت حدود اللياقة ولو لا الحمى وجرحك لوجهت إليك صفعة حارة .ريحانة
- ميلي !
تحدث عن ميلي حقا , لقد هذى كثيراً . قال :
- ميلي تنتمي إلى الماضي.
استطرد:
- إذ كنت قد ارتكبت خطأ فأنا مستعد لتصويب خطئي . كل امرأة تستحق الإعجاب بها لشخصها .
نظر إلى عينيها الخضراوين . بدت مستعدة لكي تقفز وتهرب. سألته بغضب :
- بحق السماء , يا لوكيفي لماذا أتيت ؟ ماذا تريد مني ؟
اجابها :
- ماذا أريد ؟ أريد أن أعوض كل الوقت الذي فقدناه .
واستطرد :
- اسباب مجيئي بسيطة يا شيلا , إنها بسيطة جداً , لقد أتيت . لقد أتيت من أجل الامتياز .

Rehana 23-02-20 09:06 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
جذبها نحوه ممسكا بمعصمها . إن جايسون يعرف ما يريد لقد ذكر امتيازاً , لكن أي امتياز وما علاقتهما به؟
لو كانت فقط في حالة تسمح لها بالتفكير ! ولكن اخذت الأفكار تدور وتدور في ذهنها حتى فقدت توازنها . كانت بحاجة إلى ان تستند إلى شيء قوي والشيء القوي الوحيد الذي كان في متناولها هو جايسون نفسه .ريحانة
استندت إلى صدره وقد وصلتها موجات دفء ورقة بالغتين انبعثتا من كيانه . لم تشعر شيلا في حياتها بمثل هذا الإحساس الجميل العذب ورأسها فوق صدر هذا الرجل . كيف له ان يحدث بها هذا الأثر الساحر؟ ألم تكن لتنتظر طوال حياتها تلك الأحضان ؟ لم تعد تريد أن تفكر في ماضيه .
أرادت فقط ان تبقي رأسها فوق صدره وتستتنشق عطره إلى الأبد . إن عطره يدير رأسها ويحثها على أن تستنشقه أكثر فأكثر حتى تأسره . ما هذا العطر الخاص؟
الليمون الأخضر ؟ أم البهارات الشرقية ؟ أرادت ان تتخلل روحها جسده فلا يصيران إلا روحاً واحدة . أبعدها برفق وحملق في عينيها اللامعتين ثم همس :
- يا إلهي .منتديات ليلاس
أومأت برأسها . مرتعشة بحثت عن مقعد قبل ان تعجز ساقاها عن حملها . دون ان تحول نظرها عنه . جلست ساكنة تسأل نفسها : عما كان سيحدث لها ؟
جلس الاثنان صامتين حتى قرعت سكينا باب المطبخ. ذهبت شيلا لتفتح الباب للحيوان . لعقت سكينا يد صاحبتها ثم وقفت ساكنة امام جايسون لوكيفي وبعد ان تأكدت ان شيلا لا تواجه أي خطر . أسرعت إلى طعامها .ريحانة
عادت شيلا إلى نفسها وفكرت مرة اخرى . تباً , ماذا يحدث ؟ بعد ان استسلمت لاحضانه الآن وطاولة تفصلهما كانت تلقي باللوم على زائرها . لكن هل ستنجح في إخفاء خفقات قلبها الماخوذ ؟ تنفست بعمق لتستعيد تركيزها وتعد كلماتها . قالت :
- الجدير بالذكر أن سلوكيات رجل عصر ما قبل التاريخ قد انقرضت .. إلا في كاليفورنيا , يبدو ذلك ...
ارتسمت على شفتيه ابتسامة تنم عن الثقة .
- ليس دقيقاً إطلاق تعبير عصر ما قبل التاريخ على سلوك يقوم بأداء ما وعد به.
رفعت هامتها :
- وعد ؟ ومن وعدك؟
- أنت . عصر يوم جميل من أيام الصيف.
- ماذا؟
اصابتها الدهشة لرفع التكليف بينهما وكذلك لتلك القصة المزعومة .ابتسم في هدوء وهو يلاحظ رد فعلها , ابتسامة جميلة أبرزت الغمازتين المحيطتين بفمه وأضاعت عينيه .
- أنا وعدتك بقبلة ؟ هذا خبر مثير ! متى حدث ذلك ؟
- إيه حسنا , ليس من وقت قصير , لا يمكنني لومك على نسيان ذلك الوعد . لقد قلت لي عندما سنصبح كباراً سنتزوج وسيمكنك أن تقبليني وسيكون لدينا اطفال كثيرون .
ابتسم مرة اخرى , ثم مال إلى الطاولة ومسح بيده على وجهها . لم تشعر إلا بشي واحد هو انها لا ترغب في أن توقفه . قال :
- إني أتذكر ذلك جيداً . هل ستلومينني حقا على أنني اتميز بذاكرة أفضل من ذاكرتك ؟
لم تجب , هل يقص أي هراء , هل يهذي؟ على اية حال كانت تتمنى ذلك . متى استطاعت ان تقابله؟ في عالم آخر ؟ ربما , لا لم تكن بالتأكيد لتنسى مثل هذا الرجل .منتديات ليلاس

Rehana 23-02-20 09:08 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
استطرد :
- اتمنى حقا , ألا يكون لقبلتنا السابقة آثار مزعجة , مازلنا غير متزوجين على اية حال , إنه سابق لأوانه ان نفكر في تكوين أسرة .
اجابت بصوت حاد:
- تماماً. إنك لست من هذا النوع من الرجال الذي يكتفي بقبلة واحدة.
اجابها :
- يا عزيزتي , إني دائما على حذر ومن الظاهر أنك ايضاً كذلك. بما أنك قاربت على الثلاثين ولا اجد صغاراً يمسكون بأطراف ثيابك.
- كيف عرفت سني؟
- بحسبة بسيطة.
سألته بنظرة وشرح لها :
- يكفي أن أطرح من عمري ثلاث سنوات ونصفا , عندما قطعت لي ذلك العهد كنت أصغر مني , ولكن لابد ان عدد السنين التي فرقتنا لم يختلف , ما لم تكوني من هذا النوع من النساء اللاتي لا يحتفلن بعيد ميلادهن بعد الخامسة والعشرين .
اجابت :
- أنا لست كذلك. إني أحب الهدايا كثيراً فلا أحرم نفسي من اعياد الميلاد.ريحانة
ضحك في سعادة وهو يمسح بيده على وجهها :
- لقد قلت لي ذلك ! إني متذكر جيدا.
تراجعت شيلا بعنف ودفعت يده :
- كفى ! متى وعدتك بذلك ؟ ولماذا ؟
- متى ؟ منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاما. لماذا ؟ لأنك ابتلعت حفنة من صغار الكابوريا واعطيتك أنا جزءاً من حلواي.
نظرت إليه , دارت الأفكار في رأسها ثم اخذت تتضح . همست :
- جاس , هذا هو جاس , ليس جايسون لكن ... جاس بالتأكيد !
كان لابد أن اتذكر ولكن لوكيفي لا يذكرني بأي شيء .
- من المحتمل أنك لا تعرفين شيئاً عن اسم عائلتي .
- من المحتمل نعم ... يا إلهي ! لقد مضى زمن بعيد , قصور الرمال وحلوى الشوكولاتة و ...
صاحت ممتعضة :
- اوه , الكابوريا .
تلاقت نظراتهما وعاشا من جديد هذا الوقت السعيد ضاحكين لهذه الصورة القادمة من الماضي.
اهتز قلب جايسون امام ضحكتها الصادقة . ولمعت عيناها بمزيج من السعادة وعدم التصديق عندما هدأت ضحكتها تحولت إلى ابتسامة ساحرة . أضفت على وجهها بهجة وإشراقا.
تذكرت شيلا هذا اليوم عندما كانت تلعب على الشاطئ, ترتدي البكيني ذا الدانتيل . كانت قد بنت قصراً من الرمال مع جايسون امام المنزل تماماً, منزل يشبه المنزل الذي يجلسان تحت سقفه اليوم .
كم يبدو ذلك بعيداً ! لقد حدث ذلك في بلد بعيد , في حياة اخرى في صيف من السحر والسعادة وقصور الرمال .منتديات ليلاس
في الحقيقة كانت قصور الرمال تحتاج إلى سكان وكابوريا صغيرة جداً لا تكبر عن أظافر الطفلة قد أدت الغرض.
أهداها جايسون حفنة من حلوى الشوكولاتة وهي شاردة . اختلطت بين اليد التي تحتوي على الكابوريا والأخرى التي تحتوي على الشكولاتة .
- بعد ان ابتلعت الكابوريا وأكلت كل الشوكولاتة لتطرد المذاق المقزز للكابوريا اقسمت لي أنك تحبينني أكثر من أي شيء وأنك ستتزوجينني عندما نصبح كباراً وانك ستستطيعين ان تقبليني وبعدها سيكون لنا اطفال .
نظرت إليه شيلا مفتونة :
- كنت في السادسة والنصف .

Rehana 23-02-20 09:09 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
قال وهو يهز رأسه :
- وأنا في العاشرة .
غاصت شيلا في عينيه فشعرت بحرارة هذا الصيف البعيد, ساعات اللعب الطويلة , الرمال الساخنة تحت الأقدام , رائحة الملح والأعشاب ورائحة الخشب المحترق على ساحل رود ايلند . كل تلك الأشياء مرت على شكل شريط في ذاكرتها .ريحانة
اغلقت عينيها حتى تستمتع بطعم الذكريات طعم الفراولة والشوكولاتة وصديقها الأول بالتأكيد , كان لها اصدقاء في عطلات الصيف اللاحقة , ولكن تلك الإجازة بالذات كانت ذات روعة خاصة . للمرة الأولى في حياتها كانت والدتها لها وحدها . لم يتعرف عليهما أحد. ليس هناك فيلا على طراز فيلات هوليوود تضج بالخدم ومتخصصي التجميل , ليس هناك مربية ولا سيارة ليموزين فاخرة وسائق يخطف منها ليليان كل صباح ولا آلات تصوير ولا فلاش مبهر ولا صحفيون متطفلون يربتون شعرها ويسألونها : هل تريد أن تصبح جميلة مثل أمها ؟
فتحت عينيها على جايسون الذي كان يتفحصها بنظراته . حاولت ان تبتسم ثم سألت نفسها على الفور : هل جايسون يتذكر أمها وهل يعرف حقيقة شخصيتها ؟ وفي حالة انه يعرف فماذا ينوي ان يفعل ؟
اعترت جسدها موجة فزع عندما حملقت في وجه جايسون . لم تر في وجهه شيئا يؤكد مخاوفها ولا شيئا ينفيها . هل تستطيع ان تثق به؟
قال ليختبرها :
- يبدو أمراً غير معقول ان تتذكريني بعد كل هذه السنوات .
أضاف وعيناه تتلألأن بالمكر:
- وبعرض الزواج ايضاً . يجب أن اعترف بأن هذه هي المرة الأولى التي أطلب فيها للزواج . شيء كهذا لا يستطيع رجل أن ينساه .منتديات ليلاس
- منذ ذلك الوقت , كم من النساء عرضن عليك الزواج؟
رفع كتفيه :
- أوه .. كثيرات .
أدار بصره وعلى الفور اقتحمت ميلي حضورهما وكسرت سحر الذكريات . ميلي هل طلبت الزواج بجايسون أم العكس هو الصحيح ؟
طرحت شيلا هذا السؤال على نفسها . لماذا رحلت ميلي ؟ وإذا عادت في يوم ما , فكيف سيستقبلها جايسون لوكيفي ؟ هل سيبسط لها ذراعيه مثل ليلة أمس عندما كان يهذي ليطوقها بكل قوته ؟ ليذهبا إلى الجحيم ! ليس هناك ما يهم في كل ذلك!
قالت لتكسر الصمت الثقيل الذي خيم عليهما :
- هل تعلم أن الأمر يبدو غريباً ؟ لكن منذ رأيتك شعرت انني اعرفك , ولقد أثار ذلك جنوني . خاصة عندما ذكرت لي اسمك . إن اسمك لا يذكرني بشيء ولم أتوصل إلى تحديد شخصيتك ! جايسون , كنت ادعوك جاس . كيف كنا قريبين إلى هذا الحد دون أن يعرف كلانا اسم عائلة الآخر ؟
دون ان تظهر انفعالها ترقبت إجابته ربما يكشف عن الدافع وراء مجيئه ...
اجاب بهدوء:
- كنت أعرف اسمك , لكن ربما لم تكوني تحتاجين إلى ان تعرفي اسمي لأننا كنا طفلين , والأطفال متسامحون تجاه بعضهم بعضا . فهم لا يسألون عن التفاصيل أما بالنسبة لي , فلم يكن لدي أدنى فكرة ان رفيقة لعبي ثرية صغيرة .منتديات ليلاس
كشفت عيناه عن ضحكة خفية وستطرد :
- مم , الآن ربما عليّ استخدام حقوقي كخطيب رسمي , وعلى اية حال , إذا فسخت الخطبة فسيكون ذلك انتهاكاً لوعدك إياي بالزواج . سأجعلك تجوبين المحاكم !

Rehana 23-02-20 09:09 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
ضغطت شيلا على فكها كانت قلقة جداً حتى انها لم تستطع المزاح اجابت وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة :
- لن تأخذ أي محكمة بهذا الوعد الذي قطعته على نفسي حيث كنت صغيرة جداً بحيث لا استطيع أن اعبر الشارع بمفردي.
ضحك وغمز وقال :
- هذا صحيح وهذه خسارة كنت أنوي ابتزازك .
حاولت ان تهدأ , إنه يمزح حقا ما لم يكن ليلعب بأعصابها . لقد ارادت ان تتأكد من الأمر , قالت :
- آه يا ولدي المكسين . إذا كنت تريد لعبة الابتزاز فلابد ان تجد امرأة تخفي سراً كبيراً.
ارتاحت شيلا عندما رأت أن جايسون لم يبد أي رد فعل عندما سمع كلمة سر . إما أن يكون ممثلاً بارعاً وإما انه لا يشك حقا في أمر والدتها .
تنفست الصعداء . طمأنت نفسها : إن كل شيء على مايرام اسندت مرفقيها إلى الطاولة ومالت نحوه وقالت له فجأة :
- إذن احك لي عما فعلت منذ طفولتنا , لقد اردت ان تكون مستكشفا. إذا كنت متذكرة جيدا. هيا احك لي عن حياتك . ريحانة
رفع كتفيه :
- لقد ذهبت إلى أماكن عديدة وقمت باشياء لا بأس بها , لكني لست مستكشفا بمعنى الكلمة . إني على الأصح ما يسمونه مغامراً . لقد كانت حياتي شيقة حتى الآن .
قالت في خجل دون ان تلح منتظرة إجابة محتملة :
- يبدو انك كنت تمارس رياضة حصدت منها هذا العدد من الندبات .ريحانة
قال دون ان يتوقف طويلا عند الموضوع :
- هذا صحيح والآن ... إني ...
نبحت سكينا وقفزت في وثبة وهرعت نحو باب المطبخ , ظهر رجل ذو خدين متوردين . كان مبتلاً من رأسه حتى قدميه تفحصه جايسون متحيراً . توجه الرجل بسرعة نحو شيلا التي هرولت بدورها لملاقاته . اخذها بحرارة بين ذراعيه . صاح :
- شيلا . يالها من ليلة مفزعة ! إني آسف على عدم استطاعتي المجيء! هل كل شيء على ما يرام ؟

نهاية الفصل

Rehana 25-02-20 07:09 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 

الفصل الرابع


شعر جايسون بالغيرة . لقد احتاج إلى ان يستجمع كل عزيمته حتى لا يثب ويوجه لهذا الرجل لكمة بين عينيه . لكن ماذا يحدث له ؟ على اية حال , ليس له شأن في ذلك وليس لديه أدنى حق في أن يتصرف على هذا النحو . اخيراً شعر بالارتياح عندما ابتعدت شيلا وتحررت من احضان ذلك الرجل.
قالت مطمئنة إياه :
- كل شيء بخير يا نيد . لا تقلق . لماذا تقول : إنك لم تستطع العودة ؟ الم تكن هنا ؟
اجاب الأخير وهو يمرر يده في شعره :
- لا , مساء امس رافقت نوالا إلى سيشلت لتتناول العشاء مع اختها ولم نتمكن من العودة بسبب هذا العدد الكبير من الأشجار التي اقتلعتها الرياح وساقتها إلى منتصف الطريق.
رددت شيلا :
- منتصف الطريق؟
استطرد نيد :
- نعم , في الحقيقة هناك سيارة جيب ذات لوحة من كاليفورنيا بالقرب من ...
توقف عن الحديث لقد لاحظ توا وجود جايسون .
- آه , لابد انها سيارتك , أليس كذلك؟
نهض جايسون ممسكا بالغطاء الذي غطاه ووقف بالقرب من شيلا . وضع يده الأخرى فوق كتف شيلا بطريقة تنم عن الملكية .منتديات ليلاس
اجاب دون ان يحاول إظهار القليل من الود :
- إنها سيارتي .
عضت شيلا شفتيها وهي لا تعرف : هل من الأفضل ان تضحك أم تبكي ؟ كان الموقف غريباً بالنسبة لها . إنها لا تفهم لماذا يظهر جايسون هذا العداء تجاه نيد قالت :
- جايسون , هذا نيد ماسون . جاري , نيد أقدم لك جايسون لوكيفي إنه صديق قديم .
صاح نيد وهو يرمق جايسون بنظرة سوداء:
- اوه , نعم .منتديات ليلاس
ردد جايسون :
- اوه .
تدخلت شيلا على الفور.
- نيد أنت مخطئ تماماً! ماذا حدث لك ؟
- كانت هناك عاصفة مفزعة . عند خروجي هذا الصباح لاحظت أن الطريق مفروش بالأشجار . لقد عددتها . كان هناك تسع عشرة شجرة على الطريق بين المنزل والطريق الرئيسي . كان لابد ان أخلي الطريق منها على الرغم من انهمار الأمطار بقوة وهذا هو سبب تأخري في العودة .منتديات ليلاس
رمق جايسون بنظرة قبل ان يستطرد :
- هل اعتقدت انني هجرتك ؟

Rehana 25-02-20 07:12 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- بالتأكيد لا يا نيد ! تسع عشرة شجرة , كان لابد ان تموت ! تعال لتجلس وتتناول بعض القهوة . هل تريد ان تأكل شيئاً؟
- كلا , شكراً لقد اطعمتني نوالا وجراس قبل ان أمضي هذا الصباح. كما انه مازال هناك عمل ينتظرني في الخارج . للأسف ليس هناك إلا شجرتك الثمينة التي اقتلعتها الرياح. أريد ان أبعد بعض الأشجار التي توجد هنا و ...
توقف برهة ينظر إلى جايسون الذي عاد ليجلس ثم أكمل :
- بين هذا المكان ومنزل السيدة هاريس.
نظرت شيلا إلى الساعة . قالت عابسة :
- بالتأكيد لم تستيقظ أمي بعد . لا انصحك بأن تستخدم قاطعة الأشجار وإلا فسيرشقك مورين بالحجارة !
رفع نيد كتفيه ونظر إلى ساعته :
- نعم أنت محقة . لقد استيقظت مبكراً لدرجة انني اشعر اني في وقت الظهر .
نظر مرة اخرى إلى جايسون وغطائه .
- لقد اخرجت حقيبة كبيرة واخرى صغيرة من خزانة السيارة . لقد احضرتها لك .
تهللت أسارير جايسون :
- هل هي هنا؟
فتح نيد الباب وامسك حقيبة صغيرة من الجلد وقذفها في الحجرة ثم مد يده إلى شيلا باحترام أكبر, وأعطاها حقيبة كبيرة بها جهاز كمبيوتر . اطلق جايسون زفرة ارتياح . فتح الحقيبة واخذ جهاز كمبيوتر ووضعه فوق الطاولة ومسحه بطرف غطائه.
قال وهو يحيي نيد بإشارة من رأسه :
- شكراً.
لكن كان ذلك الأخير قد أدار ظهره ليتحدث إلى شيلا :
- لقد اخبرت نوالا بأن تتصل بزميلتك لتخبرها بأنك محتجزة هنا . اعتقد انها تستطيع تولي أمر المتجر بمفردها .
- بالتأكيد , شكراً يا نيد هذا لطف منك .ريحانة
ضمته من جديد بين ذراعيها . قال جايسون بمجرد ان خرج نيد:
- لا يبدو ودوداً , أليس كذلك ؟ إنه لا يظهر أي حرارة في المعاملة مع الرجال وعلى العكس بالنسبة لمعاملته معك.
لاحظت شيلا العداء في نبرة جايسون وتأملته في دهشة .
- لقد عرفت نيد منذ أن كنت في العاشرة . هو وزوجته يعملان لدى صديقة أمي مورين . إنه رجل يجيد اعمالاً كثيرة . إنه بستاني وصانع , وصديق ممتاز. زوجته نوالا هي جليسة والدتي ومورين . إني اعتبره عماً لي.
تنهد جايسون :
- آه , حسناً في هذه الحالة ...
رددت شيلا ويداها في خصرها :
- في هذه الحالة؟ هكذا في هذه الحالة تسمح لي بأن احضن نيد , هل هو ذلك ؟
عض شفته وقد اظهر عدم الارتياح . إنها ليست مخطئة , إن كلماته غريبة بعض الشيء . وعلى الرغم من ذلك لقد انتابه رد فعل عجيب عندما رأي شيلا تقبل هذا الرجل . هذا الشعور يشبه إلى حد بعيد الغيرة , لكنه لم يكن كذلك ببساطة . لقد أثار غضبه حنان شيلا تجاه هذا الرجل , خاصة حفاوتها في استقباله منذ دقائق , لا , هذا الشعور ليس به شيء من الغيرة ...
قال جايسون :
- كلا, بالتأكيد لست بحاجة إلى إذن مني , اعذريني , لابد انه نوع من الغريزة ... السلفية أشعر انني حائر قليلاً , بسبب ذكرياتنا المشتركة .منتديات ليلاس

Rehana 25-02-20 07:12 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
رددت شيلا بنبرة جافة رافعة حاجبيها :
- سلفية ؟
تمدد جايسون , لم تكن المرأة لتكتفي بتفسير غير محدد!
- نعم , يبدو لي الأمر كما لو كنت قد سافرت عبر الزمن لأجد نفسي في القرن السابق . هذا ما قلته لنفسي هذه الليلة عندما رأيت المصباح الزيتي والمقعد الهزاز . إنه شعور طيب جداً لكن في نفس الوقت , أتصرف كما لو كنا نعيش بالفعل مائة سنة قبل الوقت الحالي.
هذا غضب شيلا بسماعها تلك الكلمات. ملأت قدحي القهوة ثم جلست . ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة .
- ثم , إنني مضطرب للقائي بصديقة صغيرة قديمة .
عبست شيلا لقد كان هناك شيء آخر يدور في رأسها:
- كنا نتحدث عن عملك قبل مجيء نيد. هل تتذكر ؟ عن عملك و...الندبات التي في جسدك .
صمت جايسون , فضل ألا يظهر لها أسباب تلك الجروح , على اية حال من الأفضل ألا تكون على علم بعمله الآن . إنه يعلم إلى أي حد يغير الجهر بالحقائق - مهما كانت صغيرة - العلاقة بين الأشخاص .
كل انماط البشر , قد يكونون غرباء بالأمس ويصرخون فجأة بصداقتهم بسهولة تامة . كان يتمنى ان تصبح صديقة بكل إخلاص وأن تحبه لحقيقته وجوهره وليس لما يقوم به من عمل.منتديات ليلاس
في نفس الوقت الذي كان يقوي فيه هذا الأمل , فكر فجأة أي حد يصعب عقد صداقة في الوقت الذي لا ينوي فيه البقاء هنا. نظر عبر النافذة فرأى مساحة كبيرة خضراء من الحشائش مفروشة بعدد من جذوع الشجر , ورأى حائطاً مغطى باللبلاب وبعيداً وزرقة المحيط الذي تشرف عليه شواطئ صخرية مؤثرة .منتديات ليلاس
كانت المرة الأولى منذ خمس سنوات عندما كان ينظر فيها عبر النافذة فيرى شيئا آخر غير المباني الصخرية . وقدر إحساس العزلة الذي كان هذا المشهد يحييه في نفسه . العزلة , الوحدة , هذا هو الخطر بحق, خطر يقود رجلاً لعمل اشياء خرقاء.
خرج جايسون فجأة عن افكاره وأدرك ان شيلا ما زالت تنتظر إجابة عن أسباب الجروح.
نظر إليها بتدقيق:
- ربما سببتها صديقات صغيرات قديمات , إن الصديقات الصغيرات يكن خطيرات .
وبعد برهة تحدثت شيلا :
- أود أن أعرف لماذا قررت فجأة البحث عن صديقتك الصغيرة القديمة أي شخصي أنا ؟ لماذا تتكبد العناء لتقتفي اثري بعد أكثر من عشرين عاماً؟
تنهد جايسون :
- هل يضايقك إذا اعترفت لك بأنني لم أكن لأتذكرك حقا؟ كنت قد محيت تماماً من ذاكرتي حتى ذلك اليوم الذي وقعت فيه على صورتك . وحتى تلك اللحظة , لم أكن لأقوم بكل هذا البحث ما لم أدرك , بعد ذلك انك الشخص الوحيد القادر على مساعدتي في شيء يجب ان افعله .ريحانة
عبست شيلا من جديد جاهدت لكي تخفي توترها وسألته :
- آه نعم , وما هذا الأمر ؟
نظر إليها جايسون , ثم خفض بصره وأخذ يعبث بقطع السكر الموجودة في السكرية . كانت هذه هي اللحظة المناسبة لكي يثق بحدسه . بكل وضوح امرأة مثلها يجب ان يكون لديها شعور الأسرة . إنها تحب جدتها بالتأكيد, بنفس القدر الذي كان في مساعدتها إياه إبعاد خطر قد يقع على جدتها .
لكن ألن تحاول شيلا الإصرار على أن تحكي لوالدها كل ما عرفت ؟ ساور جايسون الشك فجأة . هل هذه حقا الطريقة المثلى في التصرف؟ ربما كان عليه مقابلة إيفلين لاندري جدة شيلا مباشرة ..

Rehana 25-02-20 07:13 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
قالت وقد نفد صبرها بينما استمر جايسون في العبث بقطع السكر .
- جايسون , إني انتظر إجابتك ..
انفلت من شفتيه تنهد عميق :
- اعطيني شيئا أكله وسأشرح لك الأمر. إني احتاج إلى قدح آخر من القهوة وشيء يملأ معدتي . سيسهل ذلك مهمتي.
اجابت شيلا وهي تنهض:
- حسناً.
لكنها ندمت على إذعانها له. ألم يكن من الأجدر بها الإصرار على تفسير في الحال ؟ يمكنه الحديث اثناء إعدادها القهوة .
وضعت الأقداح وفتحت الثلاجة لتأخذ منها بعض الطعام . أعدت بسرعة السندويتشات ثم قطعتها ووضعتها على طبق . سألته :
- هل تريد الصلصلة ؟
نظر إليها دون ان يجيب .منتديات ليلاس
أضافت بعض الصلصلة ومدت إليه يدها بالسندويتش . قالت وهي تقضم السندويتش بشراهة :
- إني اعشق السندويتشات مع الصلصلة .
أشارت إلى السندويتش المتبقي وقالت :
- كل يا لوكيفي !
فرغ ذلك الأخير من نصيبه في ثلاث قضمات , لقد كان يتضور جوعاً, اعدت له شيلا واحداً آخر التهمه بسرعة .
عادت إلى الجلوس وتفحصته . سألته بجفاف :
- حسناً , ماذا عن التفسير؟
فهم من نبرة صوتها أن من مصلحته ألا ينزلق في الحديث. تنفس بعمق . وأزاح طبقه وأسند مرفقيه إلى الطاولة .
- هل تذكرين جدتي ؟
عضت شيلا شفتها السفلى حائرة . ما علاقة جدته في هذه القصة .
- إني اعتقد انه نعم .
حاولت ان تتذكر ذلك الصيف الذي أمضته في اللعب مع جايسون . كان يسكن منزل جدته . طفت في ذهنها صورة مههتزة لامرأة قليلة الحجم نشطة , كثيرة الحركة .
- هل...؟
- ماتت منذ سنتين .
- آسفة , لابد انك تفتقدها كثيراً.
- نعم .
تردد من جديد وحك ذقنه بإصبعه وهو ينظر إلى شيلا .ريحانة
- عندما كنت أرتب أغراضها , وقعت على صورة لنا أخذت في ذلك الصيف . كنا مربوطين معا في جذع شجرة . أرختها جدتي وكتبت عليها جايسون وصديقته شيرلي شيلا اثناء لعبهما .
- لكن كان ذلك منذ ثلاثة وعشرين عاماً وعلى بعد آلاف الأمتار من هنا ! ماذا فعلت لتعثر علي ؟ ولماذا ؟
نظرت إليه في شك , ازدرد لعابه بصعوبة واستطرد :
- كنت في الحفل الذي يقيمه والدك كل عام في مناسبة رأس السنة . رأيت صورتك برفقة جدتك في هذا الحفل.
انتصبت شيلا بعنف فوق مقعدها وضربت الطاولة بقبضة يدها . انفجرت قائلة :
- إني اكره الصحف! إنها لا تكف عن انتهاك خصوصية الآخرين , واقتحام حياتهم الخاصة دون ان تسمح لهم بحقهم الطبيعي في العيش في سلام ..

Rehana 25-02-20 07:15 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
توقفت عندما لاحظت القلق والأسف الذي بدا على وجه جايسون . لكنها استمرت في داخلها تلعن الصحافة التي التقطت لها هذه الصورة وتلعن جايسون لأنه رأها.
فجأة سألت نفسها : كيف استطاع ان يرى هذه الصورة ؟ قالت :
- كيف ذلك منذ سنة. ومنذ متى تنشر صورنا في صحف لوس انجيلوس المحلية ؟ على حد معرفتي , لا يعتبر الحفل الذي يقيمه والدي حدثا مهما حتى تنشره صحف لوس انجيلوس . ابحث عن شيء آخر يا لوكيفي . قصتك ليست منطقية .
- لم اعرف عن هذا المقال او هذه الصورة شيئاً إلا الأسبوع الماضي .وبالأسف فقط نجحت في ان احصل على عنوانك .
اعترتها رجفة .
- و.. كيف؟
نظر إليها نظرة شيطانية وهو يتظاهر بالعبث بشاربه المزعوم .تنهد بنبرة غامضة .
- آ, آه ! لدينا طرقنا الخاصة .منتديات ليلاس
كان من الواضح أن ليست لديه النية في أن يبوح بأكثر من ذلك . شعرت بالغيظ سمعت من بعيد صوت قاطعة الأشجار التي يستخدمها نيد . كان يخلي الطريق وبذلك يتمكن هذا الرجل الماثل امامها من الرحيل . حتى يتحقق ذلك لابد ان تظهر كل الحرص . كانت تعرف جايسون لوكيفي جيداً عندما كانا صغيرين ولكن هذا لا يسمح لها بأن تثق به اليوم . تفحص جايسون شيلا . كانت بشرتها بيضاء ومازالت تحتفظ بالنمش الذي كانت تتميز به في طفولتها . عيناها الخضراوان يبدو انهما يخبئان حزنا عميقا. لاحظ انها خائفة . خائفة منه ؟ لكن لماذا ؟
استطردت :
- حسناً , لقد انتهت المطاردة الآن , ماذا تريد مني ؟
في هذه اللحظة لم يرد إلا شيئاً واحداً: أن يحتويها بين ذراعيه ليطمئنها ويقول لها : إنه ليس هناك ما تخشاه من ناحيته , او من ناحية أي شخص آخر ما دام هو إلى جانبها . وان الله يعلم لماذا أراد ان يعدها بأنه سيكون دائماً إلى جوارها .
- أود ان أرافقك في حفل والدك هذا العام .
- ماذا ؟
لاحظ خلف استنكارها الارتياح الذي شعرت به, لقد تلونت وجنتاها من جديد.ريحانة
قالت بصوت يحتويه الغضب:
- لو كنت تعرف والدي جيداً لعرفت انني لا استطيع اصطحاب أي شخص إلى حفلة مهما كان ذلك الشخص .
- لا أعرف والدك , ولم أقابله ابداً.
- أبداً ؟
غاصت في مقعدها وعقدت ذراعيها فوق صدرها .
- لكن , ما هدفك إذن يا لوكيفي ؟ إذا كنت لا تعرف والدي , فلماذا تريد ان تذهب معي إلى الحفلة ؟
نظر إلى عينيها :
- أريد أن أقابل جدتك او بدقة أكثر , خطيبها الجديد.منتديات ليلاس
تأملته لحظات وقد بدت عليها الحيرة , ثم اقتربت منه وأسندت مرفقيها إلى الطاولة . سألته :
- سترلنج جرافز ؟ هل تريد مقابلة سترلنج جرافز ؟ لكن لماذا ؟ اقصد لماذا على الأخص حفل أبي؟ إن سترلنج يأتي من بالم سبرينجس وأنت من لوس انجليوس إنك لن تقطع كل هذه المسافة ..بكل البساطة - لكي تحضر نفس الحفل الذي دعي إليه سترلنج جرافز .
- أريد أن أقدم إليه على أني قادم للحفل كصديق قديم لك . وليس على اني شخص قادم من لوس انجيلوس وبذلك لن تطرح الاسئلة عن اسباب وجودي في هذا المكان .
- ولماذا ستطرح مثل هذه الاسئلة ؟ ماذا تخطط ؟ كيف تستطيع أن تظن لحظة واحدة انني استطيع أن اقدمك بحجة مزيفة ؟ كما تعرف , بما انك تزعم درايتك الكاملة بالأمور : إن أبي يعد لهذا الحفل قائمة محددة جديدة بأسماء المدعوين وليس هناك مدعوون في آخر لحظة أو دخلاء.

Rehana 25-02-20 07:16 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
شخصيات عديدة, ومهمة تتوافد على حفل إيلوين لاندري فهم يعرفون ان بإمكانهم الاشتراك في الحفل وقضاء وقت ممتع في سلام بما يشهده دائما هذا الحفل من أمن . فهو لا يدعو إلا اصدقاءه القدامى او المقربين .منتديات ليلاس
قال جايسون :
- اعرف كل ذلك. لهذا السبب أنا معك هنا في هذه اللحظة . ما آمله تماما هو انني عندما أذهب معك إلى هناك لن يعتبرني احد دخيلا . سأقبل مثلما سيقبل هذا القذر المدعو جرافز الذي بفضل جدتك أصبح واحداً من المقربين.
انزعجت شيلا لسماعها تلك الكلمات .
- إن سترلنج جرافز يعد جدي تقريبا ؟ لماذا تريد ان تقابله ؟
- قبل أي شيء لأني أريد بصماته حتى أتأكد انه الرجل الذي ابحث عنه. إني متأكد من ذلك بنسبة 99% ولكن مازال هناك 1% من الشك. بعد حفل والدك سأعرف بالتحديد كيف أتخلص من ذلك الشك , وسيسمح لي ذلك أن افعل - على الفور - ما يتحتم على فعله أو ان أتابع بحثي في اتجاه آخر.
حدقت فيه شيلا برهة طويلة ثم نهضت وهي تترنح قليلاً:
- بصمات أصابعه ؟
مرت امامه وتوجهت صوب الصالون . تذكرت وهي تلقي قطع الخشب في المدفاة أثار الجروح التي لاحظتها في جسم جاسون الليلة الماضية . لقد طرحت عليه كل انواع الأسئلة عن نفسه وعن تلك العلامات والآن , قد حان الوقت لتطالبه بتفسير واضح ومحدد. إنها لا تريد ان تسمع إجابات عائمة ومحيرة .ريحانة
عادت إليه وواجهته , ناظرة إليه في عينيه مباشرة .
- عن أي بحث تتحدث ؟ من أنت بالتحديد يا جايسون ؟ هل انت شرطي او ...؟
- او محتال ؟ لا يا شيلا , إني ابحث ببساطة عن المحتال الذي دمر جدتي , وسرق مالها وعجل بوفاتها . هذا الرجل اعتقد انه ينوي فعل نفس الشيء مع جدتك .
صمتت شيلا برهة طويلة , غير قادرة على ان تنطق كلمة واحدة . عندما تمكنت اخيراً من ان تستعيد تفكيرها , همست :
- هل تمزح ؟
أومأ جايسون لوكيفي برأسه نافياً :
- كيف تستطيع ان تفهم رجلاً على هذا النحو. وبكل وضوح , وأنت لا تعرفه بما أنك تحتاج إلى بصماته لتحدد شخصيته ؟ وما خبرتك حتى تكون جديراً بأن تضاهي البصمات ؟
نهض , جذب إليه الغطاء وتوجه نحو شيلا توقف امامها وعض شفته السفلي باحثاً عن الكلمات التي تبرر موقفه .
قال اخيراً:
- إن لدي ... الاحتكاك الذي يستطيع ان يصنع خبيراً جيداً للبصمات , ليست لدي الوسائل لإثبات ذلك, لكني مقتنع ان سترلنج جرافز ممثل بارع . اعتقد انه بصدد إغواء جدتك , تماما بنفس الطريقة التي أغوى بها جدتي قبل ان تموت .منتديات ليلاس
ازدردت شيلا لعابها بصعوبة وشعرت فترة من الزمن انها لا تستطيع ان تتنفس . كيف تستطيع ان تولي ثقتها بمثل هذا الهراء ؟ إن هذه القصة باكملها ليس بها شيء من الصحة .
- إنها فقدت عقلك !
قال متعجباً وهو يصفق كفا بكف:
- كلا على الاطلاق , لكن صدقيني يا شيلا ! لي كل الحق في ان اظن ان جدتي قد ماتت بعد ازمة قلبية بعد ان جردها سترلنج من كل اموالها وتركها بدون مأوى تقريبا.

Rehana 25-02-20 07:20 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- لكن جايسون , إن هذا .. مستحيل , إن سترلنج جرافز رجل شريف تماماً, مهذب حقيقي , مهذب وذو اخلاق رفيعة , لقد تعرفت عليه هذا الخريف عندما امضيت اسبوعاً في بالم سبرينجس مع جدتي .إنها تمتلك شقة صغيرة هناك , في محل إقامة خاص بكبار السن , إنه يمتلك شقة ايضا في نفس المكان , استطيع أن أؤكد لك انه مكان يخضع للملاحظة الجيدة. الحارس عند البوابة لا يترك أي شخص يدخل دون تحديد شخصيته وحتى قبل السماح بالإقامة هناك يتأكد الملاك من سلامة الشخص الجنائية , صدقني إن سترلنج رجل وفي بحق وطيب الخلق وربما يكون هو الحدث الطيب الوحيد الذي مر بجدتي منذ سنوات .
توقفت لحظة قبل أن تستطرد بصوت منتصر:
- ولا يمكن ان يكون محتالاً , إنه سليل عائلة طيبة جداً, لقد عرفته جدتي وهو صبي صغير . كانا يذهبان إلى نفس المدرسة وكانت معه في نفس الفصل وكذلك إحدى اخواته كانت معهما .منتديات ليلاس
رفع يده: شيلا ...
أومأت برأسها بشدة :
- لا , إنك على خطأ تماماً وإني أرفض تماماً ان تسيء إلى جدتي وتزعجها بإلقاك هذه الاتهامات التي ليس لها أساس من الصحة على الرجل الذي اقتنعت به واحبته .ريحانة
ترك جايسون نفسه ليسقط في احد المقاعد .
- لن يتزوجا يا شيلا سترلنج جرافز ... بما انه اسمه الجديد - لا يتزوج ضحاياه ابداً. إنه يكتفي بإغوائهن قبل ان يستولي على نقودهن ويختفي .
رددت شيلا , وقد تملكها الغضب:
- ضحاياه ؟ اسمح لي أن أخبرك بأن جدتي لا يمكن ان تكون ضحية لأحد. منذ وفاة جدي قامت بإدارة أمواله بشكل سليم تماماً. صدقني إذا كان سترلنج جرافز رجلاً غير شريف, لكانت شعرت بذلك على الفور ولم توله بالتأكيد ثقتها مهما كان ساحراً .
فرغت من تلك الكلمات , تخلصت من الأطباق والأقداح التي كانت على الطاولة , وضعتها في الحوض ووضعت باقي السندويتشات في الثلاجة . نظرت إلى جايسون قبل ان تستطرد :
- وأخيراً أوضح لك ان جدتي إيفلين بريجس لاندري سيدة متعلمة في مدارس راقية وليست خادمة جاهلة يتم إغواؤها بمجرد الكلام المعسول.
أفرغت الطاولة مما كان يشغلها بطريقة أظهرت عصبيتها بوضوح ثم فجأة التفتت نحو جايسون وتفحصته مقطبة حاجبيها .
- بالمناسبة , ما الذي قصدته بقولك بما أن هذا هو اسمه الجديد؟

نهاية الفصل

Rehana 29-02-20 06:22 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 

الفصل الخامس


قال جايسون بهدوء:
- الرجل الذي يطلق على نفسه سترلنج جرافز رجل نصاب من المحتمل ان تكون جدتك قد عرفت الماضي صبيا بهذا الاسم , لكنه مات منذ زمن بعيد , ومن الواضح انها لا تعرف ذلك. اما أنا فأعرف ذلك جيداً لأني بمجرد ان سمعت هذا الرجل يقدم نفسه بهذا الاسم , تحققت من الأمر . لدي في سيارتي الجيب دليل مكتوب على ما قدمت من اتهام .
اجابت شيلا :
- المشكلة في أن سيارتك الجيب قد تحطمت . كل ما استطاع نيد ان ينقذه هو حقيبتك والكمبيوتر المحمول.ريحانة
احتفظ جايسون بابتسامة :
- كل المعلومات مسجلة على جهاز الكمبيوتر, امهليني ثانية واحدة وستتبدد كل الشكوك .
وضع الجهاز الصغير على الطاولة وفتحه , وضغط على زر ليشغله ولكن ظلت الشاشة معتمة . ضغط مرة ثانية ثم مرة اخرى دون نتيجة . تلاشت الابتسامة فوق شفتيه , تنهد :
- لقد تعطل الكمبيوتر لم يحتمل الصدمة . تباً, شيلا يجب ان تصدقيني , على الرغم من كل شيء هذا الرجل محتال.
كان يبدو صادقاً حتى ان شيلا شعرت بميل داخلي لتصدقه لكنها من ناحية اخرى تعرف سترلنج وتقدره.
- في الحقيقة يا جايسون إن اتهامك سخيف . لنفترض ان هذا الرجل محتال ومدع كما تقول وأن سترلنج الحقيقي قد مات . هل ينتحل رجل محتال شخصية رجل آخر كان يذهب إلى نفس المدرسة التي تذهب إليها جدتي والتي كانت اخته في نفس الفصل معها ؟ سيكون في ذلك خطر عظيم ! إذا كانت جدتي تعرف بموت سترلنج , لكشف هذا المحتال على الفور! أرجو المعذرة ولكن حقا تبدو قصتك غير مستقيمة . الحقيقة انك مخطئ , سترلنج حي وكل ما تقوله ليس إلا ثمرة خيالك الخصب.
تنهد جايسون :
- أعرف, إن الظواهر كلها ضدي , ولكن من المحتمل ايضا أن يكون هذا الرجل قد اجرى بحثاً, ربما تأكد من ان جدتك تجهل وفاة سترلنج , صدقيني يا شيلا , أعرف هذا النوع من الرجال , إنه لا يترك شيئاً للمصادفة , كان يريد أغواءها وقد توصل إلى ذلك, ولكي يزيد فتنتها , انتحل شخصية سترلنج جرافز .منتديات ليلاس
اجابت شيلا :
- إنك لا تقدر جدتي حق قدرها , إنها لا تخدع بهذه السهولة .
- أكرر لك ان هذا النوع من الرجال يجيد فن سحر النساء إن أردت القول : إنه عاشق محترف من ناحية اخرى , لابد ان جدتك مثل جدتي. قد فقدت كل شكل من اشكال الشك منذ ان عرفته , إنها ستذهب إلى حفل والدك مع هذا الرجل الذي لا تعرف عنه شيئا تقريبا.

Rehana 29-02-20 06:23 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
اجابت شيلا بحيوية :
- هذا ما يسعدني كثيراً . لقد عاد إليها تذوق الحياة , إنها تمرح , تستمتع بكل شيء وتقوم بمشروعات جديدة بالتأكيد , هو أصغر منها سنا ولكن ماذا يسوء في ذلك ؟
تنهد جايسون , لقد يئس من إقناع شيلا , همس:
- افهميني , أنا لا اتهم شخص جدتك , سيكون شيئا مدهشا أن تجد جدتك رفيقاً . لكن مع هذا الشخص فإنها تشرف على خسارة كبيرة.
شعرت شيلا بالحيرة. يبدو ان جايسون واثق تمام الثقة بقصته !
بعد لحظة تردد قالت :
- موافقة , إني أريد أن اصدق وجهة نظرك , ولكن هل لديك شيء آخر غير الاستنتاجات؟
استعاد جايسون الأمل في إقناعها , قال :
- عندما تعرف على جدتي كان اسمه مارتان فرانسيس لكن قد يكون هذا الاسم ايضا غير صحيح , هذا أمر محتمل.
- وما الذي يجعلك تعتقد ان هذا الرجل هو مارتان فرانسيس الذي احتال على جدتك ؟ كيف استطعت ان تجد علاقة بين الشخصين؟
- لقد راقبت مارتان فرانسيس مدة سنة ونصف , وفقا لمعلوماتي خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية قد احتال على اثنتي عشرة امرأة على الاقل . اسلوبه واحد دائماً . إنه يقيم في قرية معزولة إذا توفر له ذلك ثم يختار فريسته واخيراً يتدبر أمره ليجمع التفاصيل عن حياتها وثروتها .منتديات ليلاس
اعترضت شيلا :
- لكن , هل تعرف ان جدتي لا تثق بأحد بسهولة : لا اعرف كيف استطاع ان ينتزع منها كل هذه المعلومات !
ساق إليها جايسون برهانه باسماً:
- هذا الرجل مجنون بالمعلومات وبالكمبيرتر فهو يستطيع أن يتسلل إلى شبكات الكمبيوتر ويفتح الملفات السرية ويصل إلى المعلومات الخاصة . وعلى هذا النحو يستعلم عن ضحاياه ويتأكد بعد ذلك انهم أرامل وثريات ثم يجمع مجموعة من التفاصيل الصغيرة اللازمة لنجاح ادعائه : اسمائهن وهن صغيرات , المدن التي عشن فيها .. لن يصعب عليه مثلا إيجاد اسم صبي ذهب إلى نفس المدرسة التي ذهبت اليها جدتك , هل تدركين إلى ماذا أريد الوصول؟
ارتعشت شيلا كلما تحدث جايسون بدت براهينه مقنعة . إن سترلنج جرافز او الذي ينتحل هذا الاسم كان بالفعل مجنونا بالمعلومات في ساعات قليلة نجح في إصلاح كمبيوتر المكتبة كما ادخل عليه نظما جديدة لكن هذا لا يصنع منه محتالا.ريحانة
- وهكذا اختار شخصية سترلنج جرافز ! لقد وجد اسمه في دليل المدرسة ثم اخذ معلوماته من السجل المدني وعرف انه مات . منذ ذلك الحين استطاع ان ينتحل شخصيته دون ان يواجه خطر ظهوره .منتديات ليلاس
عبس وجه شيلا من شدة القلق . إذا كان جايسون يقول الحقيقة , إذا لم يكن مخطئا فهذا يعني ان جدتها تواجه خطراً. سألته في شك وقلق :
- لماذا لم يتم إيقافه حتى الآن ؟
اجاب جايسون :
- لا تستطيع ضحاياه الإبلاغ عنه . إنهن يشعرن بالخجل ثم إنهن تعسات ايضا لأنهن يقعن في حبه حقا . وعامة يكن نساء يعشن منفصلات بعيداً عن عائلاتهن .
توقف وقد أدرك انه قد ذهب بعيداً في حديثه . اغلقت شيلا عينيها وهي فريسة لشعور الندم . هذا صحيح . إن جدتها كانت وحيدة وهي المسؤولة عن ذلك في المقام الأول. كم من المرات طلبت من شيلا ان تزورها ؟ بالتأكيد كانت شيلا مشغولة على هذا النحو ؟

Rehana 29-02-20 06:24 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
لكي تبدد هذه الأفكار المرة التي ألمت بشيلا , استأنف جايسون بسرعة وصفه هذا المحتال :
- من المستحيل التعرف تماما على توقيعه بالمناسبة , فهو لا يخلف صورا وراءه . في حالة وجود مناسبة لالتقاط الصور في حفل او زواج , إنه يجد عذراً حتى يتجنب التصوير او يدير ظهره لآلة التصوير إذا رغم كل شيء التقطت له صورة فهو يتخلص منها دائماً بسرقتها قبل ان يختفي.
انتفضت شيلا لقد طفت إلى ذهنها ذكرى يوم ما في بالم سبرينجس التقطت صورة لسترلنج امام حوض السباحة مع جدتها . حاول اولاً ان يعتذر معللا ذلك بأنه لا يحب التقاط الصور . ثم اثناء ضغطها على زر آلة التصوير اخرج منديلا ورقيا من جيبه ووضعه فوق أنفه بحيث يخفي وجهه وعندما حاولت ان تلتقط له صورة اخرى , اصطدم بها فأسقط آلة التصوير في الماء. بالتأكيد , قد يكون ذلك سوء تصرف كما ادعى ولكن ...
قالت شيلا دهشة :
- كيف عرفت كل ذلك؟
- لقد سألت ضحاياه السابقات , ولحسن الحظ كانت لدى جدتي الشجاعة حتى تحدثني عن ذلك, وإلا لما عرفت شيئا عن هذا الشخص. إني لم أره أبداً لأني كنت متغيباً عندما تعرفت عليه جدتي , لقد تردد قليلاً قبل ان تحكي لي كيف سرق أموالها , كانت تشعر بالخجل , كانت تشعر انها مخدوعة, ومهدورة الكرامة وشعرت بالحزن , لقد أثارت ألمي حتى إنني اقسمت على أن أنال هذا الرجل!
ضم قبضتيه ثم اعتلت شفتيه ابتسامة غريبة .منتديات ليلاس
- كان يعوزني بعض الحظ لأصل إلى هذا الهدف. دفعة صغيرة من تدابير القدر . يوما ما في وقت ليس بعيداً عن ذلك الذي كشفت لي فيه جدتي عما حدث لها . اكتشفت خزانة صغيرة سرية في الحائط بالقرب من السرير. أنا نفسي كنت أجهل أمر وجودها . عندما سألتها عما كان بداخلها , اجابتني بأنها لم تحتوي إلا على بعض الاشياء التافهة والصور. كان من بينها صورة لهذا المحتال لم يستطع ان يعثر عليها قبل ان يرحل .
- هل أوصلتك تلك الصورة إلى سترلنج ؟ هل فهمت ان مارتان وهو لا يشكلان إلا شخصا واحدا ؟ لكن لماذا اخذت كل هذا الوقت ؟
ابتسم جايسون في حزن :
- لقد ظلت جدتي أسيرة حب هذا الرجل , كانت ترفض ان اتعقبه . كانت تلتمس له العذر وتقول : إنه من الضروري ان يكون لديه أسباب لهذا التصرف ويجب تفهم موقفه . كان ذلك غير معقول ! كما لو كان مستمراً في تحذيرها والتحكم في عواطفها عن بعد ولكي اهدئها لم أتحرك , وعندما ماتت فقط بدأت ابحاثي.منتديات ليلاس
سألت في إصرار :
- لكن لماذا لم تخبر الشرطة ؟ إنها وظيفتهم وليست وظيفتك .
خفض رأسه . ساد صمت طويل كان لديه شيء مهم ليكشف عنه .
- بل إنها وظيفتي يا شيلا إني اعمل في المخابرات .
نظرت إليه شيلا مشدوهة , وفجأة اتضح كل شيء . لذلك كان مجروحا جسديا ومعنوياً وتذكرت كوابيسه المفزعة فاعترتها رجفة.
استطرد :
- او بالأحرى كنت اعمل في المخابرات , عندما تحدثت عن ذلك الأمر مع رؤسائي اخبروني بأن أترك هذه القصة وفقا لرأيهم: إن الأدلة ليست كافية . قررت إذن أن اخذ إجازة غير محددة وان اقوم بالتحقيق بمفردي.
- لكن الآن لديك علامات مهمة . أليس كذلك؟ في هذه الحالة لماذا لا تنقلها إليهم ؟
هز جايسون رأسه معرباً عن تشككه :
- إن المخابرات لديها اعمال اخرى أهم , إن قضيتي ليست ذات اهمية كبيرة لديهم . للأسف شاهدي الوحيد في القضية قد مات .

Rehana 29-02-20 06:24 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
خفض عينيه ليخفي حزنه . همست :
- فهمت لقد بحثت إذن عن شاهدات اخريات.منتديات ليلاس
- نعم , خلال سنتين في كل المدن الصغيرة المعزولة التي استطعت حصرها . صدقيني لم يكن البحث سهلا على الرغم من انه كان لدي خيط : إن هذا الرجل تعرف على جدتي في ناد للمسنين لقد زرت هذا المكان حوالي مائة مرة ..
- وهكذا استطعت ان تقابل نساء تعرضن للاحتيال من قبل هذا الرجل. لكن إن لديك كل الشاهدات اللاتي تحتاجهن .ريحانة
اجاب :
- الأمر ليس بهذه السهولة . هؤلاء النساء يرفضن الشهادة , بمعنى أصح إن جرحهن لم يندمل بعد . إنهن لا يردن سماع تلك القصة . لكني استطعت على الرغم من ذلك من تحديد مكانه ومتابعته عبر البلاد . كان امراً غير معقول. لقد اكتسبت نوعا من الموهبة في تقفي الأثر. نجحت في استنتاج طريقة تفكيره حتى إني شيئا فشيئا قابلت ضحايا عديدات . وفي النهاية قادني حدسي إلى بالم سبرينجيس وهناك اخبرني أحد جيران جدتك إيفلين لاندري انه قد رأى بالفعل رجلا يشبه الرجل الذي في الصورة . وفقا لما قاله فإن إيفلين قد رحلت مع شخص غريب إلى ابنها الذي يقيم حفلا بمناسبة رأس السنة . حدثني إذن هذا الجار عن ابن إيفلين , لقد اخبرني انه الرجل الذي كشف عن فضيحة بنوك لوس انجيلوس تلك البنوك التي كانت تحصل على اموالها من تجارة المخدرات في الجنوب الأمريكي .في البداية , فكرت ان أذهب إليه لإعلامه بالخطر الذي يحيط بأمه ولكن قد لا يصدقني , وعندما قرأت مقالا عنه جاءني الحل مثل المعجزة.منتديات ليلاس
عرفت انه والدك! والد شيلا لاندري التي عرفتها في طفولتها . قررت إذن ان أقدم نفسي إليك . لم أكن لأحلم بهذا الغطاء الذي اقترب تحته من هذا المدعي وأناله أخيراً.
اخذت شيلا تروح وتجيء في الغرفة بعصبية , إن ما يقوله جايسون مربك تماما. إن الطريقة التي يصف بها الرجل المحتال يتفق تماما مع كل ما تستطيع ان تعرفه عن سترلنج جرافز او الرجل منتحل هذا الاسم . المعلومات .. الصور .. لكن من ناحية اخرى , ربما لا تكون إلا مصادفات على اية حال , قد خيمت عليها قصة جايسون بظلال القلق لقد عثر عليها بفضل حاسته الصحفية وقراره بأن يتخذ علاقة الصداقة التي كانت تربطهما في الطفولة ستارا يختفي وراءه لاستكمال بحثه لا يمكن ان يكون إلا مصادفة !
نظرت إليه شيلا بطرف عينها وإذا كان هو المدعي ؟ وإذا لم يكن أحد افراد المخابرات ولكن صحفي يبحث عن الفضائح ؟
يظهر بعد كل هذه السنوات ويقص عليها هذه الرواية البوليسية ليبرر وجوده . في الواقع لم يكن هناك ما يسمح بمعرفة حقيقة قوله ماعدا نقطة واحدة مؤكدة انها كانت تعرفه حقا عندما كانا طفلين .بالتأكيد كانت تجد صعوبة في ان تتذكر ملامح وجهه , ولكن كانت هناك ذكريات مشتركة لا يستطيع ان يخمنها مثل قصة الكابوريا مثلا .
سألته بصوت يعتريه الشك:
- والآن , لماذا لا تبلغ الشرطة المحلية , إنهم قادرون على التدخل ؟ إن لهم سمعة ممتازة في إنجاز هذه المهام على الأقل.
- على الأقل ماذا ؟
- على الأقل ينضح الغموض الذي شاب قصتك.
تنهد . إنها تشكك دائماً فيما يقول , همس:
- اسمعيني . هذه القصة واضحة وضوح الشمس لكنها ليست بسيطة . افترضي انني ابلغت الشرطة , فيم سينفع ذلك؟ في هذه اللحظة هذا المحتال مهتم فقط بصداقته جدتك ولا يزج به إلى السجن بالإقرار بهذا السبب . إنه رجل ماكر لن يجد صعوبة في ان يلقي بالشك على اتهاماتي . هذا ما سيدع له الوقت ليهرب . انظري أنت نفسك تجدين صعوبة في تصديقي . إن ما أريده هو جمع كل البراهين القوية ضده ومباغتته.

Rehana 29-02-20 06:25 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
نهض جايسون وسار عبر الحجرة ثم عاد صوب شيلا وضع يده فوق كتفها ونظر إليها برقة .
- انت تمثلين نقطة الوصل الوحيدة بيني وبين هذا الرجل يا شيلا . إني احتاج إلى مساعدتك وإلى مساعدة جدتك إذا قبلت ذلك.منتديات ليلاس
- إذا توصلت إلى إقناعها ان سترلنج كما تظن يمكنك ان تتأكد من قبولها مساعدتك ! إنها حريصة على سلامتها أكثر منك.
- هذا ما اتمناه ولكني اشعر ببعض الشك على الرغم من ذلك . تذكري ان كل الضحايا الأخريات رفضن التعاون معي . كن يشعرن بالخجل يا شيلا ولم يردن ان يعرف احد ماحدث لهن من خداع , لهذا السبب قبل ان اذهب لمقابلة جدتك احتاج إلى دلائل قوية . ارجوك يا شيلا ساعديني ! لأوقف هذا الرجل حتى اجد بعض السلام في حياتي.
جاهدت شيلا حتى لا تترك نفسها لتتاثر بصوته المفعم بالعاطفة . أرادت ان تفكر اولا في هذه القصة التي ساقها , استدارت , لكنه قال في إصرار !
- أريد أن اعرف , هل تعتزمين مساعدتي ؟
انفجرت قائلة وهي تستدير نحوه :
- لست ادري.
كانت عابسة الوجه.
- وإذا كنت مخطئا وتسببت أنا في إيلام جدتي بغير داع؟ ايحدث ذلك لأنه بكل بساطة ساورتك الشكوك ؟
- اعدك بالا تعرف جدتك شيئا حتى اتأكد بشكل مطلق ان سترلنج جرافز هو الرجل الذي ابحث عنه .
عضت شيلا شفتها السفلى وهي تنظر إلى جايسون إن لم يكن ممثلا بارعا فهو يبدو صادقا .
قالت اخيراً :
- موافقة , يجب أن اعترف بأن كل ما قصصته يبدو قابلا للتصديق . إذا كنت تقول الحقيقة فساساعدك لكن يجب أن أفكر في الأمر اولا .ريحانة
توجهت صوب الصالون , اخذت البراد الذي كانت وضعته على المدفأة وحملته إلى المطبخ .
نظر إليها جايسون مقطب طويلا في التفكير :
- من فضلك , عنصر الوقت مهم بالنسبة لنا . في هذه الساعة قد تكون جدتك بصدد بيع اسهمها بناء على طلب هذا المحتال .
وضعت البراد فوق الموقد.
- لا يمكننا فعل شيء ما دام الطريق لم يصلح والهاتف لم يعد تشغيله . لا تملك إلا الصبر والثقة بتصرفات جدتي التي على الرغم من كل شيء كما اخبرتك , هي امرأة عاقلة وحريصة . لن تفعل شيئا قبل نهاية العام لأنها تكره ان تفقد ولو القليل من مصالحها .
غيرت موضوع الحديث . أشارت إلى البراد وقالت :
- يوجد به الكثير من الماء الدافئ , وهناك شفرات جديدة في الحمام يمكنك استخدامها إذا اردت ان تحلق.
تنهد معربا عن نفاد صبره . امسك البراد ورفع الغطاء وسار نحو الحمام . صفق الباب بشدة رفعت شيلا الغسيل وهي تفكر . كان ذهنها مشوشاً . هل جايسون صادق فيما حكي ؟ كانت غارقة في افكارها عندما انتشلها من هذه الدوامة صوت دافئ.
- صباح الخير يا شيلا ! هل ازعجك ؟
استدارت شيلا ورأت والدتها عند باب المطبخ على مقعدها المتحرك الكهربي. كانت ترتدي سترة صفراء ووشاحاً حريرياً حول رقبتها . وبنطلونا وحذاء برقبة من الجلد الأسود . كان شعرها القصير اشعث بفعل الرياح وخداها متوردان وعيناها البنيتان لامعتان .

Rehana 29-02-20 06:26 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
صاحت شيلا بصوت اجش وهي تنظر في قلق إلى باب الحمام . ريحانة
- ليل ! لا يجب ان تكوني هنا! يجب ان تذهبي من هنا فورا.
امسكت قبضتي المقعد فتوقف على الفور .
قالت مقهقهة وهي تستدير نحو ابنتها :
- والآن بما اني هنا فلن تستطيعي التخلص مني بهذه السهولة .
تبعت نظرة شيلا التي كانت مثبتة عينيها على باب الحمام :
- ما الذي تحاولين إخفاءه عني يا عزيزتي ؟ هل هناك وحش واقف خلف هذا الباب ؟
في نفس اللحظة فتح الباب وخرج جايسون حليق الذقن , صدره عار . على الرغم من جروحه بدا وسيما .
تنهدت شيلا ومررت يدها في شعرها . جحظت عينا ليل , ثم ابتسمت ابتسامتها الساحرة المثيرة التي طالما أسرت الجمهور طوال الأربعين سنة الماضية . أدارت مقعدها وتقدمت بهدوء دون ان تحول نظرها عن جايسون .ريحانة
قالت :
- للمرة الثانية في حياتك نجحت في ان تدهشيني وتثيري تعجبي .
توقفت لحظة قبل ان تستطرد موجهة حديثها إلى جايسون :
- في المرة الأولى , عندما ولدت كنت مقتنعة انها ستكون ولدا. في عائلة لاندري يلدون غالبا ذكورا. إن والدها من أسرة بها خمسة اولاد ولدى شيرلي الآن ثلاثة إخوة صغار من والدها دون الحديث عن أولاد اعمامها . لك إذن ان تتخيل كم كنت دهشة عندما ولدتها بنتا. وكم كانت سعادتي , فمنذ زمن بعيد كنت أحلم بابنة ذات شعر أشقر متموج مثل شيرلي تامبل فسميتها إذن شيرلي إليزابيث تحية لسيدتين أكن لهما إعجابي وكانت تماماً مثلما حلمت بها . كنت ألبسها أجمل الثياب و ...
ضغطت شيلا بخفة على كتف والدتها تنفست ليل بعمق :
- إني اتحدث كثيرا, أليس كذلك؟ إني أثرثر دائما عندما اقابل شخصا جديدا , قدمي لي صديقك يا شيرلي.
شعرت شيلا ان صوتها مختنق , قالت في تردد :
- اقدم لك جايسون لوكيفي . جايسون اقدم لك أمي ليل هاريس.
تمنت في داخلها ألا يكون احد المعجبين بالأفلام القديمة , لقد تسبب تصلب الشرايين في اضرار كثيرة لصحة ليل .
ولكن على الرغم من ذلك احتفظت بجمال ملامحها تحت علامات المرض. وكان القلق الكبير بالنسبة لـ ليل وشيلا هو ان يتعرف عليها احد يحكي على الفور للعالم الخارجي إلى أي حالة وصلت الممثلة الشهيرة.منتديات ليلاس
رمقت شيلا جايسون بنظرة , تقدم نحو ليل ليصافح يدها التي بسطتها إليه .ريحانة
- أنا سعيد لمقابلتك يا سيدتي .
اجابته :
- وانا ايضا , لكني افضل ان تناديني ليل .
ابتسم وترك يدها :
- اعتقد اننا تقابلنا من قبل يا ليل , عندما كنت صبياً صغيراً في صيف ما في رود ايلاند .
القت ليل نظرة متسائلة إلى شيلا , ولكن كانت الاخيرة غير قادرة على التفوه بأي كلمة في الوقت الحالي. لم تشعر إلا بقدرتها على ان تصرخ . ان تطلق ساقيها للرياح او ان تخفي رأسها بين يديها . تعالت دقات قلبها حتى كاد يصعد إلى حلقها . كانت راحتا كفيها رطبتين ومعدتها تتقلص.
رددت ليل :
- هل تقابلنا من قبل؟ آه نعم في رود ايلاند , لقد كان ذلك منذ زمن بعيد . إني دهشة انك تتذكرني.

Rehana 29-02-20 06:26 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
شعر جايسون بعدم الارتياح :
- للصدق , أنا لا اتذكرك ولكن ما اتذكره هو انني لعبت مع شيلا واذكر انها كانت تعيش مع والدتها لكني غير متأكد من أنني رأيتك كثيرا.
ابتسمت ليل من جديد مبتهجة لاحظت شيلا هدوء والدتها وتمنت لو تشاركها نفس الشعور.
قالت ليل :
- غالباً لا . إني لم أكن اجتماعية في هذا الصيف , إذا كانت ذاكرتي ما زالت بحالة جيدة . كنت اشعر بالمرض دون أعرف انها كانت بوادر التصلب . كان المرض يزحف إلي ببطء , الحمد لله اني اعيش حالياً مرحلة حقيقية من الاستقرار واشعر انني احسن حالاً , ارجو المعذرة لقد جئت لكي أخبر شيرلي بأنني اعددت الغداء في المنزل. لماذا لا تنضم إلينا ؟
اعترضت شيلا :
- ليل , لا ! أنت .. نحن .. لا يمكنك فعل ذلك أنت لست ..
اجابت ليل وهي تربت يد شيلا وتنظر إليها في نفس الوقت بعينيها البنيتين الواسعتين اللتين طالما سحرتا رجالا.منتديات ليلاس
استطردت :
- في كل مرة اشعر فيها انني بصحة جيدة ابذل ما بوسعي لأستفيد منها مورين تعد الآن وعاء كبيراً لإعداد الحساء وأنا قد جئت لأدعوك . اخبرني نيد أنك لا تستطيعين الذهاب إلى العمل اليوم . سأقترح عليه ايضا ان ينضم إلينا في هذا الغداء . وذلك لأنه وحيد, لقد ترك نوالا في المدينة لدى اختها , وإذا جاء صديقك ايضا فسيكون حفلا صغيرا فعلا .
إن ليل تعشق الحفلات . في زمن ما من حياتها كان أقل حادث سعيد تقيم له حفلا . الآن قلت الاحداث السعيدة كما ان حالتها الصعبة لا تسمح لها أن تقوم بمجهود كبير.
رددت شيلا :
- لا .
إنها تكره ان ترفض لوالدتها طلبا إلا انها كانت مضطرة لذلك. كان جايسون قادما من لوس انجيلوس حيث لا يزالون يهتمون بأسطورة هيوليوود وإذا لم يلاحظ الآن من هي والدتها , فلن يفوته بالتأكيد تبين ذلك بمجرد رجوعه إلى لوس انجيلوس ليل هاريس, الممثلة الكبيرة الغامضة التي اختفت .إن اقامة حفل صغير برفقة اصدقاء يعرفونهم منذ زمن طويل ويثقون بهم أمر لا يثير القلق بينما دعوة رجل غريب إلى منزل ليل ويلاحظ جائزتي الأوسكار القابعتين على المدفاة فذلك أمر مقلق حقا .
سألت سيلا نفسها : عما اصاب شيلا ؟ ما الذي ألم بها حتى تتحدث بكل هذا الإسهاب مع جايسون؟ وفي نفس الوقت يجد جايسون سعادة في التحدث مع المرأة ذات أجمل وأشهر ابتسامة . ربما تعرف عليها ! هل تعي ليل ماهي مقدمة عليه من خطر؟ رجتها شيلا بصوت مهتز :
- ليل من فضلك جايسون هلا تركتني مع أمي لحظة ؟
- نعم بالتأكيد يا شيلا , سأذهب .منتديات ليلاس
مدت ليل يدها وامسكت بغطاء الرجل الشاب ومنعته من الذهاب.
- شيرلي يا عزيزتي, ما الذي أصابك ؟ جايسون صديقك , أليس كذلك؟
امسكت الغطاء بين اصابعها ونظرت إلى جايسون ثم إلى شيلا مبتسمة :
- لكني أشعر انه صديق ممتاز ولذلك يجب أن ندعوه إلى حفلنا الصغير , أليس كذلك يا جايسون ؟
خلص جايسون الغطاء بهدوء من بين اصابع ليل وامسك الحقيبة التي احضرها نيد.
اجاب :
- بالتأكيد يا ليل , أشكرك .
نظرت إليه شيلا .ريحانة
- هل تفكر في الذهاب بدون حذاء يا لوكيفي؟ لقد أتيت إلى هنا حافي القدمين .
هز كتفيه مازحاً:
- إني لا اهتم بالتفاصيل التافهة عندما تدعوني سيدة جميلة إلى الغداء . سآتي يا ليل .
لم يخبر شيلا بأن لديه حذاء آخر في الحقيبة . اضاف :
- وحتى بدون حذاء فإني كنت سآتي .
رنت ضحكة ليل العذبة ردا على جملته .

نهاية الفصل

Rehana 02-03-20 04:20 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
الفصل السادس

سألها جايسون :
- لماذا لا تريدينني ان اذهب إلى منزل والدتك؟
دخلا إلى المنزل ايديهما متشابكة كصديقي طفولة . كانت شيلا تضيء الطريق بواسطة بطارية صغيرة . امضيا فترة بعد الظهر وجزءاً من المساء عند ليليان حتى أقبل الليل .
فكرت وهما في طريق عودتهما , تبا . إن لديه القدرة على إصلاح كل شيء به خلل.
حمد لله , لقد مضى كل شيء بخير في هذا الحفل الصغير المحفوف بالمخاطر . كان ذلك بفضل الله ثم بفضل مورين صديقة ليل العزيزة . عندما لمحتهما يقتربان من صعود السلم كان لديها الفطنة بأن خبأت التمثالين الذهبيين , اللذين يذكران باحتفالات الأوسكار , ولم يلاحظ جايسون شيئا على الفور , تناولوا جميعا الغداء في جو من المرح والبهجة بحضوره المتألق وروحه المرحة .ريحانة

Rehana 02-03-20 04:21 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
اجابت اخيراً:
- إن ليل ليست في صحة جيدة , لابد انك لاحظت ذلك.منتديات ليلاس
ثم استطردت بصوت يعتريه شيء من الغضب:
- وعلى الرغم من ذلك, لابد ان اعترف انها قدرت وجودك كثيراً , كل القصص التي رويتها لها جعلتها تضحك , فمنذ وقت طويل لم اسمعها تضحك من قلبها على هذا النحو . من عادتها ان تتثاءب بعد الغداء , اما اليوم فكانت مستعدة لتتحدث ساعات وساعات .ريحانة
اجاب جايسون ضاحكاً:
- ليست لدي إلا مهمة واحدة على هذه الأرض هي ان اصحب النساء وأرغبهن في الذهاب إلى النوم . بصراحة , هل تستطيعين إيجاد صحبة أجمل من هذه؟
طرأ إلى ذهنه ذكرى واستطرد :
- لابد ان ذلك يسعد نيد ايضاً! على الرغم من انه نظر إلي عندما وصل وكأنني دون جوان هل يعتني بك كل جيرانك هكذا ؟ يبدو ان الجميع يعاملونك على انك فتاة صغيرة وهو بالذات مسؤول عن توجيهك إلى الطريق القويم !
عضت شيلا شفتها في خجل , تذكرت تعبير نيد عندما رأى جايسون جالساً في استرخاء في مقعده تلتهمه اعين النساء الثلاث اللاتي كن يستمعن في شغف لقصصه المثيرة . إنه يعرف التحدث عن ماضيه بطريقة ساحرة كما يجيد إحياء القصص الطريفة التي حدثت له اثناء الدراسة . فكرت شيلا أن من بين ثلاثتهن , كانت ليل هي الأكثر افتتانا به , لقد اثارت هذه الملاحظة في نفسها القلق . لابد من إيجاد الوسيلة التي تحميها مادام جايسون سيبقى في بيني بوينت .
لقد شرحت شيلا لوالدتها انها وجايسون ليسا إلا صديقين إلا انها صممت على ان تعامله كما لو كان خطيبها او حبيبها وكان ذلك مفزعا بالنسبة لشيلا , استطردت :
- نيد ونوالا جارانا الوحيدان , لا تحتوي بيني بوينت إلا على ثلاثة منازل تعود ملكيتها إلى أبي ومورين . صحيح ان نيد يظهر اهتمامه بحمايتي مثل أخي الكبير . واعتقد ان ذلك لأننا نسكن منطقة منعزلة .
- شعرت انه لم يكن سعيدا لتركي بمفردي مع ثلاثتكن . للحق أشعر انه أكثر من مجرد أخ كبير بالنسبة لك. اعتقد يسعى ليبعدني عنك.منتديات ليلاس
اجابت بحيوية :
- هذا غير صحيح.
لم يكن كلامه بعيدا تماما عن الحقيقة . كان نيد يسعى حقا لإبعاد جايسون عنها . ولكن بسبب ليليان وليس شيلا . فجأة طرأ إلى ذهنها ذكرى كلمات والدتها عندما قابلتها في حجرتها قبل ان تذهب.
همست إليها في إذنها :
- إن جايسون هذا ولد ظريف . إنه أكثر من قدمتهم إلي سحراً . إنه يبدو مناسبا لك ايضا . نعم إنكما متلائمان تماماً. صدقيني يا عزيزتي .
حاولت شيلا ان تعترض ولكن وضعت ليل يدها على الفور على شفتي شيلا لتمنعها من الكلام. اضافت :
- إنه يحبك . وانت ايضا يا جميلتي . هذا واضح وضوح الشمس! احذري إذن .. لا تفسدي كل شي بالمبالغة في عقلك وحرصك . لا يجب التردد عندما تشعرين بالحب يدق قلبك.
كانت كلمات ليليان تتسم بالجدية:
- انظري إلى نيد . لماذا يأخذ كل شيء مأخذ الجد؟ وينتهي به الأمر دائماً بأن يفسد حياته وحياة الآخرين معه . اتمنى ألا يؤثر عليك بسلوكه هذا ..

Rehana 02-03-20 04:24 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
ابتسمت شيلا وتراجعت عن مناقشة كلمات لها . فيم يفيد ذلك؟
كانت ليليان متعبة جدا وخاصة عندما تسمعها تبالغ في عقلها وحرصها . نعم لابد ان تفعل ذلك ليس لاجلها , ولكن لأجل حماية والدتها بكل قوتها .
كان ذلك ضمن طبيعتها : ان تسهر على حماية ليل وان تجنبها كل شر, وان تحفظها في مخبأ من وحشية هذه الحياة . هل ما يشغل تفكيرها بدون هوادة.منتديات ليلاس
إن مرض والدتها يتقدم بشدة , ويضع قدراتها الذهنية في خطر ؟ ازاحت شيلا هذه الفكرة عن ذهنها في فزع على الرغم من ان هناك إشارات تحذر من ذلك مثل : طريقة ليل في استقبال جايسون فهذه الطريقة غريبة عليها تماما. إنها لم تبد أبداً اجتماعية , وغير حريصة تجاه شخص غريب, هل كان ذلك إعجابا حقيقياً ؟ أم كان ذلك عرضا من اعراض التدهور العقلي؟
كان نيد محقا في ان يقلق..
منذ ان كانت في العاشرة من عمرها , تعلمت شيلا من ليل ان تصمت وألا تتحدث عن نفسها ولا عن والديها ولا عن تعليمها وكذلك ألا تكثر الكلام عن حياتها قبل ان تأتي إلى بيني بوينت , ولكن تناست ليل كل قواعد الحرص هذه وتحدثت مع جايسون بقلب مفتوح . في أكثر من مرة , اضطر كل من نيد , شيلا , ومورين إلى تغيير موضوع الحديث, لأن ليل كانت تهدد بكشف أسرارها .منتديات ليلاس
استطردت شيلا لتجيب على جايسون :
- إن نيد شخصية متحفظة لقد حصل على تعليم جاد فعندما اكتشف وجودك في منزلي وعليك ذلك الغطاء شعر بعدم ارتياح لهذا الوضع. إنه يحب الالتزام باللياقة والقواعد المحافظة , هذا ما لا تعرفه انت بالتأكيد .
اجاب جايسون ضاحكاً:
- هذا ليس صحيحاً. اعتقد بكل بساطة انه لا يحبني وانه يشك في امري . هذا غريب . يبدو انه شعر بالضيق عندما عرف انني قادم من كاليفورنيا . في كل مرة اذكر حياتي هناك, لا يستطيع ان يخفي ضيقه . ألا تجدين ذلك غريباً؟ ألا انك عشت في كاليفورنيا انت ووالدتك ؟ هل اصابك بعض سكان كاليفورنيا بسوء؟
اجابت شيلا على الفور وهي تتظاهر بالضحك :
- بالتأكيد لا , بكل بساطة .. نيد لا يشعر بالارتياح تجاه السائحين وفي عينيه ان سكان كاليفورنيا هم أسوأ السائحين .
قالت مقلدة صوت نيد :
- إنهم جميعا مدمنون , أشرار متأثرون تماما بالتلوث!
انفجرت وجايسون في الضحك, وجدت في هذه النزهة في ضوء القمر شيئا عذبا وجميلا جدا. إنها مستمتعة بالسكينة والصداقة وليس هناك شيء آخر ..
استطردت حالمة :
- لست ادري ماذا أمثل بالنسبة لنيد ؟ لقد اشتركنا معا في أيام الطفولة , هنا اثناء عشر سنوات .ريحانة
استدارت نحو جايسون ونظرت إليه بشدة :
- لا تحكم عليه بقسوة , انه يتصرف على هذا النحو مع كل الغرباء . إنه لا يستطيع عمل شيء في ذلك, هذه هي طريقته .
اجاب:
- اوه , لا تقلقي . إنها ليست المرة الأولى التي اقابل فيها هذا النمط من السلوك , في كل مكان تقريبا في الولايات المتحدة , يعتقدون ان سكان كاليفورنيا أشرار !
- لكنك لست من سكان كاليفورنيا , أليس كذلك؟ لقد قلت لي إنك عشت في كل الولايات الأمريكية ماعدا نبراسكا وأوهايو.
- هذا صحيح , هذا لا يمنع انني داخلياً أشعر انني كاليفورني الأصل .

Rehana 02-03-20 04:25 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
قال ذلك الاعتراف بصوت قاطع كما لو كان يقطع الطريق على أي سؤال آخر. تركت شيلا يده وتوقفت عن السير وتوقف بدوره , قالت :
- جايسون , لماذا تغير موضوع الحديث عندما احاول ان اجعلك تتحدث عن ماضيك ؟ إني لا اعرف شيئاً عن ماضيك إلا حكايات المدرسة الطريفة.
في نفس الوقت شعرت شيلا بالخجل من أن تصر . هل من العدل إجباره على الكشف عن أسراره في حين تكتم هي ما لديها من أسرار؟
رفع كتفيه . كانا قد وصلا عند الشاطئ وامامهما سلم خشبي حلزوني صغير يؤدي إلى الرمال .
تنهد:
- ليس هناك الكثير الذي يستدعي البوح به , لم أنل طفولة حالمة . منتديات ليلاس
تصاعد إليهما همسات الأمواج . ظلا صامتين يضيئهما نور القمر الفضي. بعيداً لمحت شيلا انوار مركب صغير يتراقص بفعل الأمواج فجأة اعتراها شعور بالحزن والوحدة .
لماذا يرفض كلاهما الثقة بالآخر؟
شعرت شيلا ان الصمت يحيط بها وهي غير قادرة على الفرار . إن ظلال الماضي الثقيلة تحيط بها وتغلقها مثل هذا المحيط الفسيح وظلماته الداكنة ولا تستطيع ان تخرج منها , وكذلك جايسون الذي وقف يتأمل القمر شارداً يبدو سجينا في شرنقة الذكريات , فكرت : إذا كنت اريد الأخذ يجب أن أعرف معنى العطاء , تنهدت بعمق وهمست بصوت مهتز :
- كما استطعت ان تستنتج من حديث أمي, أنا ايضا لم أنعم بطفولة هادئة , على الأقل كان والداك مرتبطين بالزواج وكنت محظوظاً بأن عشت في كنفهما , أنا , فقد كنت أجهل حتى سن العاشرة أن لي أباً. ريحانة
عندئذ, بحث جايسون في ماضيه بدوره , ظهرت على جبينه تجاعيد تدل على التألم وبابتسامة مرة , اجابها :
- محظوظ؟ لم يدم زواج والدي طويلا, لقد وقع بينهما الطلاق عندما كنت في الخامسة , كان ماركوس في الثانية , وجيني في الرابعة , ثم تنقلنا من منزل إلى آخر , شهر عند أبي وشهر عند أمي , كنا نشعر أننا كرة بنج بونج يتسلى الجميع بتقاذفنا . كان كل منهما يستمتع بسرد مساوئ الآخر.
قالت وهي تمسك يده من جديد:
- آسفة .
- لا يهم , لقد انتهى بي الأمر ان تدبرت حياتي . النقطة الوحيدة التي اشترك فيها والداي هي أن على المرء التعود على أي شيء يطرأ في حياته , عندما كنت أمر بحدث مؤلم كان أبي يقول لي ببساطة : سيمر ذلك , أما أمي فكانت حملتها المفضلة : لا نستطيع فعل شيء. على الأقل لقد علماني قبول الضربات القاسية .
ضحك متظاهراً بعدم الاكتراث بما حدث له , إلا ان شيلا شعرت في صدى ضحكته بجراح بعيدة .استطرد :
- كم هو احمق ان ينظر إلينا القاضي على أننا قطعة جماد لابد من إعطائها لأحد الشخصين . اعتقد ان احدهما لم يفكر أبداً في طرح سؤال علينا .. في الحقيقة : الفترة المستقرة الوحيدة في طفولتي هي التي عشتها مع جدتي , معها ادركت ما الذي يعنيه بيت .منتديات ليلاس
- في هذا الوقت تقابلنا, أليس كذلك ؟ ولكن لماذا لم يكن معك أختك وأخوك ؟
- لأن جيني كانت مع والدي وماركوس كان مع والدتي أما أنا فتمردت, عندئذ أرسلاني باتفاق مشترك إلى جدتي لكي تقومني هكذا قالا ..
انتزع نفسه من ذكرياته ونظر إلى شيلا مبتسما, استطرد :
- وأنت لماذا جئت إلى رود ايلاند مع والدتك في ذلك الصيف؟
قالت لي ليل : إنها كانت تعمل في لوس انجيلوس.

Rehana 02-03-20 04:26 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
قالت متلعثمة :
- في الحقيقة , أنا .. أنا لا اذكر جيدا . اعتقد أننا كنا نحتاج إلى إجازة .
حتى لو كان ما قالته من الحقيقة , فلم تستطع مع ذلك البوح بأنها وليل كانا يسعيان للاختفاء في رود ايلاند للفرار من الصحفيين ومناوشاتهم حتى بعد كل هذه السنوات , ما زالت شيلا تشعر بالحزن عندما تفكر في هذه الفترة الرهيبة , إنها لازالت تسمع في اذنيها الأصوات الصاخبة التي لا تكف عن طرح الأسئلة ..
ليليان , ماذا تتناولين ؟ هل أنت مدمنة ؟ لماذا ادمنت ؟ هل ذلك نتيجة صدمة عاطفية ؟
عادت إلى ذاكرتها صورة والدتها وهي منفعلة , وشفتاها ترتعشان , دموعها تنهمر.
ارتجفت وطردت هذه الذكريات من رأسها , عاد بها إلى أرض الواقع صوت نباح أت من بعيد . أدارت شيلا البطارية في اتجاه النباح , ظهر المنزل خلف الكلبة , لقد وصلا, دفعت شيلا الباب الخارجي ودخلت إلى الحديقة يتبعها جايسون , جرت الكلبة في سعادة نحوهما , صعدا السلم , اخذت سكينا تثب إلى صاحبتها بينما كانت تضع المفتاح في الباب , فقدت شيلا توازنها وكادت ان تقع لولا ان امسك جايسون كتفيها من الخلف. شعرت سكينا انها ارتكبت حماقة , أسرعت إلى الداخل واختبأت تحت احد المقاعد في حجرة الصالون . لأول مرة تشعر بالأمان ويداه فوق كتفيها , استدارت نحوه ونظرت إليه في عرفان بالجميل, ربت على شعرها الأشقر الحريري وأرجعه إلى الخلف في حنان , سألها :
- هل تشعرين انك بخير ؟
هزت رأسها . كانت تريد ان تستكمل حديثها معه عن اشياء كثيرة . لكنها لم تستجب لنداء عقلها واراحت رأسها فوق صدره . وكلما مضت الثواني وجدت صعوبة في ان ترفع رأسها وتبتعد عنه , كما لو كان خوفها من أن تسقط ليس سوى مجرد حجة , همس:
- هذا غريب , أشعر انني غريب الأطوار اليوم.
ثم احاطها بذراعيه , تصارعت دقات قلبها واغمضت عينيها , اعتراها شعور بالسكينة . إنها لا تريد ان تقاوم مشاعرها , إنها لا تريد سوى شيء واحد. ان يظل رأسها فوق صدره , تسمع دقات قلبه وتشعر بدفئه .ريحانة
ابعدته برفق هامسة :
- دعني من فضلك.منتديات ليلاس
ولكن كان صوتها يشير إلى عكس ذلك. همس بصوت أجش وهو يحتوي وجهها بين يديه :
- شيلا ..
ولكن فجأة سمعت اسمها من جديد ولدهشتها لم يكن نفس الشخص الذي يحدثها . إنه نداء من قلب المنزل, شخص يبحث عنها ويقترب ببطء.
- شيلا ! شيلا !
فزعت عندما تعرفت على هذا الصوت . إنه نيد , كان ذلك متأخراً جداً, إنه امامها ! وجه إليهما مصباحاً كهربيا, تلعثمت :
- نيد , كنت اعتقد أنك قد نمت منذ وقت طويل.
ابتعدت شيلا عن جايسون خافضة رأسها . كانت تشعر بالذنب بالنسبة لنيد وبالنسبة لجايسون في نفس الوقت , لقد وضعته في موقف لا يحسد عليه عندما توردت وجنتاها خجلا كأنها فتاة في الثانية عشر! لم تستطع ان تلتفت نحو جايسون خشية أن تقرأ في عينيه عتاباً او احتقاراً . لقد اخطأت عندما فزعت عند ظهور نيد وتصرفت كصبية بغتت في وضع خطأ.
اجاب نيد بفتور:
- هذا صحيح , كان لابد ان أكون في سريري منذ وقت طويل , وانت ايضا , لقد اصابني القلق عندما احضرت الحطب ولم اجدك قد عدت بعد , لكني أرى أن كنت في صحبة طيبة .

Rehana 02-03-20 04:26 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
قرب نيد المصباح من وجهها . لقد نالت ما يكفي من هذه المعاملة , يكفيها الاستسلام إلى من يملي عليها تصرفاتها .ريحانة
سألها نيد :
- هل تريدين ان ابقى قليلا؟
فكرت : هذا غير معقول . إنه يتجاهل وجود جايسون . كيف له أن يكون بهذه الفظاظة ؟
اجابت بابتسامة مصطنعة :
- لا عليك يا نيد , يمكنك العودة إلى منزلك , لا تقلق جايسون معي .
امسكت يد الرجل الشاب الذي ظل صامتا . استدار كلاهما إلى الآخر ولاحظت شيلا ابتسامة ساحرة على شفتي جايسون بثتها شجاعة , إنها على سبيل الشكر لتصرفها .
أدار نيد المصباح نحو جايسون :
- سأرفع سيارتك الجيب واتجه بها إلى المدينة غدا. ليس عليك إلا ان تذهب وتحضرها من ورشة الإصلاح . ستكون قد اصلحت بعد الظهر.
قالت شيلا :
- جايسون جريح . كان عليك أن تقترح عليه مرافقتك إياه . هذا أقل ما يمكن عمله اتباعا لقواعد اللياقة .ريحانة
خفض نيد مصباحه , اضاء - وهو يبتسم في سخرية - ساقي الرجل الشاب وقال :
- لا يبدو لي جرحه خطيراً . إنه لم يمنعه من زيارة ليل في منزلها .
قبل ان تستطيع شيلا ان تتفوه بأي إجابة , نزل نيد درجات السلم . خبط جايسون كفيه ملقيا تحية المساء قبل ان يختفي في ظلمة الليل .
ساد صمت طويل . ثم همس جايسون بصوت ساخر:
- هل رأيت انني لم أكن مخطئاً ؟ إنني اشعر بأنه لا يحبني وربما يكون مجرد شعور خاص .
هزت شيلا رأسها متأثرة , إنها لا تعرف بماذا تجيب وشعرت برغبة في البكاء . إنها خجلة من نيد ومن نفسها دون ان تنبس بكلمة دخلت ودفعت الباب , امسك جايسون ذراعها واجبرها على الالتفات نحوه .
- اسمعي يا شيلا , اعرف ان ذلك لا يخصني في شيء لكني احتاج ان اعرف : هل لنيد أي حق في ان يتصرف على هذا النحو معك ؟
تنفست شيلا بعمق وعيناها شاردتان . ثم اجابت بتلقائية :
- لا افهم .. أي نوع من الحقوق له علي؟
شعرت بيديه القويتين تمسكان كتفيها , رفعت عينيها الشاردتين الدامعتين . ابتسم إليها جايسون محاولا قراءة ما بداخلها .منتديات ليلاس
قال بصوت قاطع :
- حاولي ان تخمني .. أي حقوق أقصد ..
صاحت مدركة ما يرمي إليه :
- جايسون أنت مجنون أنا ونيد ؟ هذا سخيف!
- ليس في ذلك سخف , نيد رجل وأنت .. أنت امرأة جميلة جدا .
ضحكت مستنكرة , كما لو كانت , رغم اقتناعها بموقفها , لا تستطيع الدفاع عن نفسها او ربما لا تستطيع الدفاع عن نيد .
صاحت :
- إنه يكبرني بعشرين عاماً !
ابتسم جايسون غير مقتنع :
- في أيامنا هذه لم يعد ذلك مشكلة .
كلما حاولت تبرير موقف نيد زادت الشكوك .
- إنه متزوج ! ألا يشكل ذلك مشكلة ايضا .
- ليس للجميع .
- حسنا , بالنسبة لي هذا يمثل مشكلة .

Rehana 02-03-20 04:27 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
لتقطع هذه المناقشة . توجهت داخل المنزل . تبعها جايسون وشعر بدفء لذيذ. إنه منزل عائلي , حان ورحب, قلد شيلا فخلع معطفه وحذاءه ثم رافقها إلى حجرة الصالون , انتشر شذا شجرة عيد الميلاد في الحجرة . اطفأت شيلا البطارية فخيمت عليهما الظلمة .منتديات ليلاس
همس ثابتا في مكانه في منتصف الغرفة :
- شيلا .
قالت :
- ثانية واحدة .
استنشق عطرها حوله في الظلام . سمع خطواتها الرشيقة فوق السجادة ثم صوت الثقاب . كانت جاثية على ركبتيها تضيء المصباح الزيتي الموضوع فوق الطاولة .ريحانة
اقترب منها جايسون وقال :
- شعرك أكثر جمالا في ظل هذا الضوء.
استدارت وجلست على الأريكة , اجابت بصوت مهتز :
- شكرا .
اقترب منها أكثر , إنه واقف الآن امامها , قال :
- انت لم تجيبيني . إن كان نيد او أي شخص آخر له الحق في الاعتراض على وجودي هنا؟
همست متوردة الوجنتين ومحاولة الهرب من النظر في عينيه :
- هل تقصد .. رجلا؟
تنهدت :
- كلا ..
نظر إليها واجبرها على ان تقف في مواجهته ثم سألها هامسا :
- عندما كنت صغيرة كان شعرك أكثر تموجا, لقد تذكرت الآن .
اجابته محاولة ان تجعل حديثهما طبيعيا كحديث صديقين .ريحانة
- إنها أمي . إنها تعشق شيرلي تامبل فكانت تجعد شعري حتى أشبهها , هذه فكرة غريبة , أليس كذلك؟
وبعد ذلك صمتت الكلمات فوق شفتيها . إن وجود هذا الرجل بالقرب منها يدخل إلى نفسها شعوراً جميلا لا تجيد وصفه . اغلقت عينيها واستنشقت شذا شجرة عيد الميلاد والحطب المحترق في المدفأة . كانت اصوات الأمواج الهادرة تصل إلى مسامعها , كل تفاصيل هذه اللحظة ستظل محفورة في ذاكرتها . لن تنسى أبداً هذا الحنان البالغ الذي يشيعه وجود جايسون حولها . إنه قدرها ان ترتبط بهذا الرجل . كيف لم تتبين ذلك منذ الوهلة الأولى ؟ وضعت رأسها فوق صدره وتشبثت به بقوة . كانت تخشى اللحظة التي يرحل فيها بعيداً عنها . منتديات ليلاس
همس وهو يربت خدها:
- الليلة الماضية اول ما لفت نظري إليك هو شعرك , بدا لي ناعما , حريريا, حلمت ان اضع يدي عليه , ان استنشق عطره , آه يا شيلا .
والآن اقتنعت شيلا بأن هذا الرجل هو قدرها وانها لا تستطيع مقاومة سحره وأدارت ظهرها لكل شكوكها وقلقها .

نهاية الفصل

Rehana 04-03-20 05:18 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 

الفصل السابع


تبادلا النظرات كما لو كانا يبحثان عن معنى لما يحدث لهما . وفجأة ابتعدت عنه هامسة :
- كلا يا جايسون , ارجوك ابتعد . وبعد لحظات من الصمت سألها :
- ماذا هنالك ؟
اجابت بتلقائية :
- لا شيء, لست ادري , لا استطيع ان اتورط معك في علاقة حب . هذا كل شيء.
فكرت : لا تستطيع ماذا ؟ لا تستطيع أن تحب ؟ لا تستطيع أن يبادلها أحد الحب؟ وما الذي يمنعها ؟
شعرت انها مشرفة على الجنون . عادت مخاوفها مثل الأشباح تسكن نفسها من جديد. تحول عناقهما إلى كابوس , إنها لا تستطيع لا تستطيع ان تستسلم لحبه . إن هذا يثير خوفها , كالقفز إلى مكان مجهول .. مهما حدث بينهما يظل جايسون مصدر تهديد لها ولأمها خاصة .
ارتسم على شفتيه ابتسامة فاترة واحاط وجهه بيديه .منتديات ليلاس
شعرت شيلا بالألم والحيرة بين ما يمليه عليها قلبها وما ينصحها به عقلها . لقد تصرفت بطريقة تجعلها تشعر بالخجل. ماذا سيظنها جايسون مختلة , لعوباً ؟ هذا ما يجب ان يظنه بها . إن له كل الحق في أن يتخيل انها تلعب بعواطفه . عضت شيلا شفتها لتمنع نفسها من البكاء.
رفع جايسون بصره نحوها . فاشاحت بوجهها عنه . ماذا تستطيع ان تقول له ؟ بماذا تستطيع ان تجيب على أسئلته الصامتة التي يلقيها إلى وجهها ؟ هل عليها ان تقول له بصوت عال السبب الذي يبعدها عنه ؟ إنها خائفة بكل بساطة ! خائفة من ان تتورط في علاقة مع رجل غريب. وكاد ذلك ان يحدث لو لا عناية السماء , عندما عادت إلى رشدها .
اعتراها شعور بالغضب , كانت غاضبة من نفسها , كانت تلعن ضعفها وبراءتها اللذين ألقيا بها دون تحفظ بين ذراعي رجل غريب. لكنها كانت ايضا غاضبة من جايسون .
كيف استطاع ان يؤثر فيها إلى هذا الحد ؟ إنه بالتأكيد ذو خبرة بمغازلة النساء ومستعد لمغازلة أي امرأة تعبر أمامه. نعم إنه كذلك. لابد ان جايسون هذا محترف إغواء النساء ينتقل من امرأة إلى اخرى . منتديات ليلاسوبعد جايسون انتقلت بغضبها إلى ليل . لماذا تحتاج إليها إلى هذا الحد ؟ هذا الأمر غير محتمل . في النهاية ظلت شيلا غير راضية عن كل من يحيطون بها . الجميع يلقون عليها دروسا اخلاقية , ويقررون لأجلها مثل نيد ..
طافت شيلا ببصرها في الحجرة بغضب وليهدئها جايسون تظاهر بالقيام , صاحت على الفور :
- لا تتحرك ! لا تلمسني !

Rehana 04-03-20 05:19 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
تنهد , على الفور بعد ان فكرت لحظة انتصبت أمامه ويداها في وسطها قالت:
- حسنا بما ان الأمر كذلك, , سأفعل ما تريد .
اجاب مبتسما في سخرية :
- لا تستطيعين .
- بل أعرف تماما ماذا تريد. تريدني ان ادعوك إلى السهرة التي يقيمها أبي. حسنا موافقة . لم تكن مجبراً على كل هذا العناء لإغوائي حتى يتسنى لك الذهاب للحفل. على اية حال لقد قررت دعوتك.
- تبا يا شيلا , هذه ليست المشكلة .
- ماذا إذن ! ستجد صعوبة في خداعي .
رمقته بنظرة فاترة وقالت :
- طاب مساؤك .منتديات ليلاس
ثم جلست في مقعد وأدارت إليه ظهرها . أضاء المصباح الزيتي الآخر وذهب إلى غرفته دون ان ينبس بكلمة . ظلت شيلا فترة طويلة في حجرة الصالون . محاولة ان تطرد من ذاكرتها اللحظات التي عاشتها . لابد ان تنسى تلك اللحظات المجنونة , المفعمة بالعاطفة , لكن رغما عنها عندما كانت تغلق عينيها , كانت تجد رائحة شجرة عيد الميلاد في أنفها ومعها المشاعر العذبة التي عاشتها .
شعرت شيلا بقلبها يتحرق شوقا لرؤية جايسون في صباح اليوم التالي . لكنها حاولت التظاهر بعدم الاكتراث عندما رأته . قالت :
- هانت هنا؟
كان يتأمل النهر . بعيداً , كان نيد يخرج السيارة الجيب من الماء بواسطة الجرار . كان غطاء السيارة منبعجاً تماماً.منتديات ليلاس
التفت جايسون ونظر إليها بينما كانت تتقدم نحوه. ظل صامتا فترة طويلة لا يكشف وجهه عن أي شعور . اخيراً قال :
- إيه نعم , إني هنا.
رفعت شيلا قدح القهوة الذي كانت تمسك به في يدها :
- شكراً على إعدادك القهوة , متى أصلح التيار الكهربي؟
- لست أدري , عندما استيقظت , كانت كل الأنوار مضاءة في غرفتي وفي الصالون , اعتقدت أنك قمت بالفعل و..
قمت ورحلت : إنه لم يقل ذلك, ولكن قرأت شيلا هذه الجملة الساخرة في عينيه , قالت بابتسامة فاترة :
- آسفة , كان لابد ان اتحقق من أنني قد أطفأت الأنوار قبل ان أنام .
خفضت رأسها , يبدو ان ذلك لا يمحو أثر ما حدث بينهما البارحة . تقابلت نظراتهما وظلت عيناه مثبتتين في عينيها برهة طويلة دون كلام, إذ إن أقل كلمة قد تزيد اتساع الفجوة التي تفصل بينهما .
ارتشفت شيلا بعض القهوة لتتشجع ثم انطلقت قائلة :
- جايسون .. آسفة بصدق. لم أكن لأتصرف أبدا مثلما فعلت معك.
رفع كتفيه :
- كلا, لست ملومة على شيء. إنه أنا من تصرف بحماقة, ما كان يجب أن أكون متجاسرا, لابد ان ذلك أخافك . منتديات ليلاس
تنفست شيلا بعمق قبل ان تصفح له عما في قلبها.
- أنت لم تخفني ولا ثانية واحدة , إنه أنا من يخيفني .
للمرة الأولى منذ لقائهما هذا الصباح ابتسم إليها , كانت ابتسامة رقيقة وساخرة في آن واحد, نظر إليها كفتاة صغيرة متوحشة , صعبة الفهم ومؤثرة , تقدم خطوة نحوها وبحركة لطيفة أحاطها بذراعيه , تنفس الاثنان في ارتياح , لقد وجدت صعوبة في ان تخلد للنوم وهي تفكر في كيفية التعامل معه بعد ذلك الموقف , همس:
- لنقل : إن كلينا قد أصابه الخوف ولكنه غالبا ما تتحول كوابيس الليل إلى شيء تافه في ضوء النهار.
اغلقت عينيها , إن الأمر ليس بتلك السهولة التي يتخيلها في ضوء الشمس او في ظلمة الليل فالأمر واحد عندها . إنها تجد نفسها ضعيفة , لا تقوى على المقاومة بمجرد ان تكون بين ذراعيه .
امسك يدها وقبل راحة يدها ثم قال بصوت أجش:
- ليس هناك ما يخيفك وأنت بالقرب مني.

Rehana 04-03-20 05:20 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
اجابت في سريرتها : بل على العكس لي كل الحق في أن أخاف. ارتعشت وخشيت ان تخونها مشاعرها مرة اخرى . في نفس الوقت أرادت ان تربت شعرها وخديها من جديد . فتحت عينيها لتعود إلى الواقع .
استطرد :
- مع هذا , فأنا أثير فزعك , إنك ترتعشين بمجرد أن ألمسك لماذا ؟ ما الذي يقلقك لدي؟
فكرت : كل شيء. بمجرد ان تكون بجانبي , بمجرد ان تقابل نظرتك عيني . بمجرد ان يلمس خدك خدي . اوه إنها لا تستطيع ان تسكت هذه الأسرار , لابد ان يعرف , رفعت بصرها نحوه وقالت بصوت أجش:
- سأقول لك ما يخيفني فيك. اولا هناك عيناك عندما أنظر إليهما طويلا . اشعر أنني مخدرة , أغرق في سحرهما .ريحانة
نظرت وهي تتحدث إلى الأمواج سعيدة بأن تزيح عن قلبها احماله . قبل مرة ثانية راحة يدها واغلقت عينيها .استطردت :
- وهناك ايضا شفتاك, إنهما تجذبانني بشدة .
اخذها بين ذراعيه . فتحت عينيها فجأة , هل كانت هي حقا من تحدثت , من جرؤت على البوح بتلك الكلمات الجريئة ؟ابتسم جايسون , قالت :
- أتذكر أننا عندما كنا طفلين , كنت تضع مراكب صغيرة بفروع الشجر وتستخدم الأوراق الجافة كشراع . كنت تؤكد لي أن هذه المراكب تستطيع الذهاب إلى الصين وأنك ايضا ستذهب إلى الصين يوما ما ؟ هل ذهبت إلى هناك بالفعل ؟ وهل قابلت هناك امرأة تدعى ميلي ؟
نظر إليها في حنان :
- هل تتذكرين ذلك ؟ إنه نعم , لقد ذهبت إلى هناك حقا .
- هل قمت هناك بالكثير من ... من الاكتشافات ؟
نظر إليها في دهشة مدققا النظر إليها محاولا فهم ما قصدته . اجابها :
- نعم , اكتشافات عديدة .. ولكن لماذا تسألين عن ذلك ؟
اجابت وهي تخفض بصرها :
- لا شيء , حاولت فقط أن أعرفك أكثر . أظن أن بعد كل هذه الأسفار لابد ان تكون الحياة بالنسبة لك فاقدة المذاق.
- أبدا , أينما يكن المرء , فهناك دائما الأشياء الجديرة بالاكتشاف .
- مثل ماذا مثلا ؟ إني لا اعرف ما الذي قد يثير فضولك في مثل هذا المكان المعزول .
مال نحوها وطبع قبلة على خدها . وهمس :
- أنت , هذا كل ما أريد اكتشافه .
اجابت وهي تعض شفتها :
- هذا ما يثير خوفي .ريحانة
رفع جايسون وجهها ونظر إليها ثم قال :
- لا يحق لك أن تخافي .
سمعا صوتا جانبهما يقول :
- وإذا شعرت بالخوف ...
إنه نيد .
- ليس عليك إلا ان تناديني وسأخلصك مما يثير قلقك على الفور وبكل سرور .
كان نيد قد انتهى من رفع السيارة الجيب من النهر . دون ان يسمعاه , قفز من فوق الجرار واقترب منهما , ابتعد الشابان عن بعضهما بعضا وعلى الرغم من ذلك. ظلت يد جايسون فوق كتف شيلا , نظرت تلك الأخيرة نظرة باردة إلى نيد .
- كنت اتحدث مع جايسون . وما كنا نقوله لا يخص أحدا .
- إذا لم تكونا بحاجة إلى من يقاطعكما فعليكما باختيار مكان أكثر خصوصية . على اية حال هذا رأيي الشخصي.منتديات ليلاس

Rehana 04-03-20 05:26 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
اجابت شيلا :
- أنا أسألك عن رأيك .منتديات ليلاس
رفع نيد كتفيه :
- لايهم , لقد اخبرتك به رغم كل شيء وسأخبرك برأي آخر : لا تستسلمي للحب. إن له أثرا مخدرا. يستسلم المرء لعواطفه ويفقد الحكمة تحت نشوته ولا يبقى إلا الندم.
اجابت :
- نحن لسنا بصدد قصة حب.
قهقه نيد:
- لك طريقة غريبة في قلب الأمور ! وهذا ما قلته لك : انت تتحدثين كمن خضع لمخدر ! خذي حذرك يا شيلا .
حك رأسه مقررا فجأة تغيير الموضوع :
- حسنا , لقد سحبت سيارتك من النهر , الآن بما انك جريح كما يبدو فسأصحبك إلى المدينة بعد ربع ساعة من الآن وأنت يا شيلا كوني مستعدة سأوصلك أنت ايضا إذا رغبت ذلك.
دون ان يلقي عليهما التحية , عاد إلى الجرار وذهب به بعيداً . بقي جايسون وشيلا لحظة دون أن ينبسا بكلمة . تباعد صوت المحرك تاركا مكانه لصوت الأمواج الهادرة وصيحات طيور البحر واخيراً وضع يده على وجنتها ليطمئنها لأنها بدت منفعلة جدا .
- يبدو انك تريدين ان تفري إلى اعماق الغابة حيث تختبئين .منتديات ليلاس
أرادت ان تهز رأسها نافية لكنها تراجعت عن ذلك. لماذا تتميز بالشفافية ؟ إنه غير مخطئ . لقد أرادت ان تختبئ تحت الأرض . أرادت ان تنسى كلمات نيد التي لم تكف عن الرنين في أذنيها لا تستسلمي للحب إنها لا تحب , إنها ترفض ذلك !
قال جايسون بصوت هادئ :
- حسنا, اسمعي سنحاول ان نهدأ ونستعيد تركيزنا , من الآن فصاعداً لنترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي ولنشهد ما سيجلبه ذلك .
نظر إليها وقرأت القلق في عينيه , قالت وعيناها دامعتان :
- لست أدري , لم أعد أدري.
وضعت وجهها بين كفيها وهي شاردة تماما , قال :
- كما تشائين ولكن ألا تعتقدين انه مازال بيننا اشياء نتقاسمها ؟
هزت رأسها , دق قلبها بشدة , هل هذا خوف ؟ عاطفة ؟ اشياء يتقاسمانها ؟ نعم ربما , لكن في هذه اللحظة لا ترى إلا الأشياء التي تفصل بينهما . كان بينهما العديد من الحواجز . إن حياتهما مختلفة تماما وهما لا يسكنان في نفس المكان . إن جايسون يحب المدينة وهي مرتبطة بالريف , كما ان هناك عقدة المشكلة ليل , من المستحيل تركها . إن أمها تحتاج إليها وهي في المرتبة الأولى من أولوياتها .
نعم , كانت شيلا تريد ان تختبئ وتبكي بمفردها , كانت تشعر بنفس الشعور عندما كانت طفلة يتبعها الصحفيون والمعجبون دون توقف . فلاشات آلات التصوير تبهر عينيها , والأذرع تبسط نحوها , كانت لا تعرف كيف تفر.ريحانة
رفعت رأسها , واستقامت في جلستها , إنها سيدة ناضجة الآن يجب ان تواجه الصعاب .
تنفست بعمق وحاولت ان تبتسم . تنهدت :
- موافقة , لنحاول ان نكون صديقين !
- إذا أردت ذلك .
سارا جنبا إلى جنب . فكرت في ارتياح : إنه بغض النظر عن كل شيء , لن يكون ذلك صعبا . ما الذي دفعها إليه ؟ هل هذا انجذاب ؟ ربما يكون إعجاباً . لكن في النهاية فهي ناضجة بالشكل الكافي حتى تسيطر على عواطفها . سيكيفها ان تحترس, ثم إن الوقوع في الحب لا يأتي هكذا بغتة . على الطريق أمسك يدها , تركته يفعل , كان هادئاً , بريئاً , ودودا.. هذه السعادة , على الأقل لم يكن لأحد في أن يعترض عليها .

Rehana 04-03-20 05:26 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
قال جايسون :
- المكان ساحر هنا .
وقف وسط المكتبة الخاصة بشيلا وتنفس ملء رئتيه .
- إني أعشق رائحة الكتب, أشعر بالأمان وسطها .
ابتسمت , كانت تجد صعوبة في تصديقه , إن المحل صغير جدا بالنسبة لجايسون , قروي وقديم جدا , هذا المكان يحتاج إلى مساحة أكبر.
توقفت امام صفوف الكتب الخاصة بالأطفال , سألته :
- حقا ؟ هل تعجبك مكتبتي ؟
- نعم , إنها دافئة يشعر فيها المرء بالترحاب , ثم إني أحب هذا السكون . إنه السكون الذي يسود الكنيسة , ينسى المرء همومه في هذا المكان .
طاف بين صفوف الكتب, كان هناك العديد منها حول الحجرة مصفوفة على رفوف من الخشب الداكن, إنها مصفوفة حسب نوعيتها : خيال علمي , قصص مصورة , روايات , شعر , تحت الرفوف صور لعجائب الدنيا المختلفة , شلالات نياجرا , برج بيزا, خليج ريو , قصر فرساي , أهرامات مصر , في نهاية المتجر كان هناك مقاعد مريحة حول طاولة , يأتي الناس إلى هذا المكان بالتأكيد لشراء الكتب ولكن ايضا للقراءة وايضا للحديث.
دخلت ثلاث سيدات ضاحكات, واحدة منهن تمسك في يديها طفلا بمجرد ان عبرن الباب , جرى الطفل ناحية ركن القصص المصورة هناك امام الألبومات تردد طويلا وقد بدت عليه الجدية في التفكير.منتديات ليلاس
في هذه الاثناء توجهت السيدات الثلاث ناحية المقاعد في مؤخرة المتجر بتلقائية كاملة . وبعد ان فرغ الطفل من الاختيار توجه صوبهن , ثم ظهر طالبان وقفا امام القسم الخاص بالشعر وانخرطا في مناقشة متقدة , حاول ان يقنع كل منهما الآخر برأيه . اخذ احدهما أحد الأعمال الشعرية وقال في حماس :
- لن تقول لي : إن ذلك ليس جميلا .
اجابه الآخر بصوت متشكك وقرأ بدوره عنوان أحد الأعمال :
- هذا ما يسمى فعلا شعرا عظيما .منتديات ليلاس
على الرغم من ان الوقت كان مبكراً دخل إلى المكتبة زبائن كثيرون هناك دائما كثير من المشترين كلما اقترب عيد الميلاد . في أحد الأركان .كانت شيلا جالسة خلف طاولة صغيرة تراقب هذه الحركة في سعادة . كانت تخبر المشترين باثمان الكتب وتقبض الثمن ثم تقترح عليهم ان تلفها في أوراق الهدايا ولكن كانت قمة سعادتها عندما تراقب خلال صفوف الكتب بعض القراء المترددين . كانت تعشق الحديث إليهم , تنصح بهذا الكتاب او بذاك محاولة ان تشاركهم شغفهم ..
رن الهاتف الموجود امامها . اجابت :
- صباح الخير , هنا مكتبة الميراث , هل هناك مساعدة استطيع القيام بها ؟
لحق بها جايسون , إنه أحد الزبائن يريد كتابا فرنسيا قديما .
اجابت في حماس:
- نعم , لقد قرأته , إنه كتاب محير للأسف , إنه غير موجود . اتمنى ان يعاد قريبا , آسفة يا سيدي..
قال جايسون دهشا موقظا إياها من شرودها :
- الميراث ! هذا اسم غريب بالنسبة لمكتبة , هل اشتريتها بفضل ميراث؟
اجابت ضاحكة :
- يا إلهي , كلا ! الاسم الكامل هو ميراث جوتنبرج .
- آه , فهمت .
دخلت مجموعة أخرى كان لابد جايسون ان يتركها لتهتم بهم . ثم جاءت كاري مساعدتها لتحل محلها , واستطاعا الذهاب لتناول الغداء.

Rehana 04-03-20 05:27 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
صحبت شيلا جايسون إلى مطعم إيطالي على بعد بضع خطوات من المحل , طلب زجاجة شراب على الفور .
- نخب الميراث اجمل مكتبة شاهدتها , اخبريني , إن الكتب تلقي رواجاً كبيراً هنا , لم أكن لأشك لحظة ان يوجد في هذه المدينة الصغيرة هذا العدد الهائل من الشغوفين بالقراءة , ويرجع بلا شك إليك .منتديات ليلاس
- لا , للأسف هذا يرجع إلى عيد الميلاد بشكل أدق , أما باقي الوقت فيكون العمل هادئا في الحقيقة , كانت السنتان الأوليان قاسيتين للغاية . الآن توصلت إلى شيء من التوازن في الحسابات . إذا استمر الحال على ما هو عليه فسأستطيع قريبا تسديد ديوني الأكثر اهمية .
- ديون ! هل اضطررت إلى الاستدانة من اجل هذا المتجر ؟ أنت تمزحين .
ان تصل ابنة لاندري إلى حد الاستدانة فهذا أمر يصعب تصديقه , بقي جايسون مشدوها متسمراً في مكانه من شدة دهشته , انفجرت ضاحكة وقد تخيلت فيم يفكر؟
- أنت تعتقد بدون شك ان والدي قد اشترى لي هذه المكتبة كوسيلة للتسلية أليس كذلك ؟ .. أوه إني افهمك : فهو واسع الثراء حتى يفعل ذلك. كان يستطيع ان يهبني متجرا أكبر في مكان أرقى ربما .. لكن فيما يتعلق بمكتبة الميراث فهو لم يستثمر فيها سنتا واحداً.
بدا القلق على وجه جايسون , لم تستطع شيلا ان تمنع نفسها من الضحك مرة اخرى :
- تأكد أنك لست الوحيد الذي يعتقد ان ايلوين لاندري أهدى هذا المتجر الصغير إلى ابنته , في البداية بعض الزبائن كانوا يتعجبون عندما يجدونني أرتدي نفس الجيب القديم كل يوم او يصادفونني امام متجر السندويتشات . عندما كانوا يرونني أحسب نقودي بدقة كانوا يعتقدون انني متشككة او بخيلة . لم يخطر ببالهم ابدا انني ادخرت سنتا بعد سنت لأحصل على هذه المكتبة , أردت أن احقق ذلك بمفردي.
- لكن في النهاية , ألم ...؟
قاطعته وهي تعلم سؤاله مسبقا:
- بلى بالتأكيد , بمجرد أن عرف رغبتي في ان أمتهن هذا العمل وضع والدي نقوده تحت تصرفي , ولكن لحسن الحظ لم اقترب منها .ريحانة
- لماذا ؟
- يمكنك ان تسمي ذلك كرامة او كبرياء , لست أدري . هناك ايضا شيء آخر إذا كان والدي صاحب هذه المكتبة لاستأجر محاسبا وموظفا متخصصا لأنه يريدني ان استمتع بوقتي , فهذا صحيح لكنه لم يكن ليترك أمواله تتبخر في الهواء , إنه لا يثق بي مطلقا.
- إنه حسنا ! إنه مخطئ ! من الواضح انك تثبتين جدارتك .
همست : شكرا .منتديات ليلاس
خفضت شيلا رأسها وقد شعرت بالإحراج . العديد من الرجال غير جايسون اعتقدوا انها مجنونة . من السهل الاعتماد على أب ثري. لقد تأثرت جدا بموقفه المؤيد لها وإدراكه رغبتها في تحقيق ذاتها بعيدا عن الاعتماد على ثروة والدها . ابتسمت ساخرة .
- لكن لا مفر من اللولوج إليه . إنني وسأكون دائما ابنة إيلون لاندري . خذ مثالا على ذلك عندما حان وقت سداد القسط الأول , لم يكن لدي سنت . كان هناك عدد قليل من الزبائن , ذهبت إلى البنك وأنا اشعر بالخجل لأطلب مهلة للسداد , سألني الصراف عن اسمي , وعند سماعه الاسم انفرجت أساريره, أكد لي على الفور : أوه يا آنسة لاندري لا تنزعجي . إني متأكد ان المدير يسيعد بأن يعطيك مهلة شهرا آخر.

Rehana 04-03-20 05:27 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
كان ذلك دور جايسون ليقهقه:
- هذا أمر طبيعي , إن موظفي البنوك لديهم حاسة معرفة اهمية العائلات , إني متأكد أنك قادرة على النجاح بمفردك , لكنك لن تغيري اسمك.منتديات ليلاس
قالت :
- احيانا أشعر برغبتي في تغيير هذا الاسم .
لم ترد ان تتفوه بذلك , إنها جملة عبرت ذهنها , عندما شعر باضطرابها امسك يدها وقال :
- كل ما يهم هو ان هذه المكتبة الصغيرة الجميلة موجودة بالفعل .والناس سعداء بها , والمسؤول عن كل هذا الشخص واحد هو شيلا لاندري..
شعرت بالأمان للمس يده , شعرت فجأة برغبتها في ان تفضي إليه بكل شيء , ولكن هل تستطيع ذلك ؟ حتى الآن ينظر إليها جايسون على أنها وريثة شابة ستصبح غنية يوما ما . كيف سيتصرف عندما يعرف ان لديها بالفعل ثروة لا بأس بها ؟ فكرت : لن يغير ذلك في الأمر شيئا . رفضت شيلا ان تصدق ان جايسون قد يهتم بمثل هذه المسائل , لكن هل تخاطر عندما توليه هذه الثقة ؟
حملق إليها جايسون , معتقدا أنها تستعد لتعترف له بسر , ربت على يدها يبفق ليشجعها . تنفست بعمق , اغلقت عينيها ثانية ثم همست :
- لم أقل لك كل الحقيقة ...

نهاية الفصل

Rehana 06-03-20 08:18 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
الفصل الثامن

- عندما فكرت في إقامة هذا العمل , استبعدت الاستعانة بوالدي هذا صحيح في مقابل ذلك ..
القت نظرة نحو جايسون كان منتبها تماما لما تقول . في هذه اللحظة ودت لو تعرف مقابل أي ثمن . لكنه لم يظهر اي تعبير على وجهه . استطردت:
- في المقابل كان لدي طريق آخر استفدت منه , لقد قرر جدي ان يمنحني جزءاً من الميراث مباشرة . في سن الثلاثين ستؤول إلي ثروة كبيرة , هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل البنوك تتساهل معي في تقديم القروض التي تمنيتها ..
- إنك ثرية إذن .منتديات ليلاس
بشكل يثير الفضول , اعترى نبرة جايسون مسحة من الشك . بدا عليه الاضطراب وخيم عليهما صمت ثقيل . حاولت شيلا ان تبدد هذا التوتر فقالت :
- حسنا , كنت اعتقد انك أكثر خبرة في معاملة النساء. إن النساء يكرهن ان يضيف أحد إلى اعمارهن ولو شهورا قليلة , أنا لست ثرية بل سأكون كذلك قريبا.
سحب يده عن يد شيلا وخفض رأسه .منتديات ليلاس
بين الرجال الذين تعرفت عليهم , لم يعتبر واحد منهم ان وضعها المالي يشكل عقبة يصعب تخطيها , لكن كان جايسون مختلفا. نعم هو مختلف عن كل هؤلاء الشبان الوصوليين كان أبوها يسوقهم إليها ...
همست :
- تبدو .. مهموما .
تنهد :
- نعم , إني مهموم .
صاحت :
- لماذا ؟
خطرت بذهنها فكرة حمقاء ولم تستطع إخفاءها .
- أنت مهموم لأني سأكون غنية في المستقبل ولست كذلك الآن ؟
عضت شفتها وقد ادركت ان في هذه اللحظة بالذات كان الصمت يلزمها .
شحب وجه جايسون ووضع منشفته على الطاولة كما لو كان يستعد للرحيل .
- إن أموالك لا تعطيك كل الحقوق وخاصة حق إهانتي .
قالت متلعثمة :
- إني آسفة , لقد كنت حمقاء, سامحني ارجوك ..
- لست قديسا يا شيلا , إني مثل كل الناس اقدر الحياة المرفهة . لكني لست شغوفاً لأحصل عليها . لن اقدر على حب امرأة لمجرد الطمع في أموالها .منتديات ليلاس
امتصت شفتيها .
- اعرف ذلك يا جايسون , لكن ربما تحب امرأة على الرغم من اموالها .
صمت برهة طويلة , قطع الصمت , رفع ذقنها بإصبعه :
- حسنا , ألم نتفق على أخذ كل المسائل بهدوء؟ لماذا لا نفعل ذلك فيما يتعلق بالمال ايضا ؟ على اية حال , لن يأتي عيد ميلادك إلا قبل عدة أشهر , سيتيح لنا ذلك مزيدا من الوقت .
رددت في خاطرها : مزيداً من الوقت .. يعني ذلك ان قصصك لن تستمر أكثر من شهور قليلة لكنها لم تنبس بكلمة مكتفية بأن هزت رأسها , هل تستطيع حقا ان تعتبر علاقتهما قصة حقيقية ؟ على اية حال , ليس بينهما سوى إعجاب متبادل ومشكلة سيحلانها معا . وبمجرد ان تحل هذه المشكلة وينتقم جايسون من الرجل الذي خدع جدته , سيعود إلى حياته الطبيعية ..
سألها ليخفف من حدة الحديث :
- ولماذا ثلاثون عاما ؟ ولماذا ليس في الحادية والعشرين , سن الرشد؟
- إن ذلك أكثر منطقية , لقد حصل إخواني على نصيبهم في سن الرشد ولكن لجدي أفكار رجعية بعض الشيء , إنه لا يثق بقدرة المرأة على إدارة الأعمال .
- وجدتك , هل طلبت من أحد ان يدير املاكها؟
لمع في عينيه بريق قلق وأمل.
هزت شيلا رأسها :
- لا , لا , كانت جدتي هي المرأة الوحيدة التي اولاها جدي ثقته . يجب القول : إنه أمضى سنوات طوالا في تعليمها الكيفية الصحيحة لإدارة الأموال . اما فيما يتعلق بي فقد كان يظن انني في سن الثلاثين سأكون قد حصلت على زوج مناسب جدير بي وذكي , من الأفضل ان يكون باختيار والدي يدير ثروتي بدلا مني , إنه يكره فكرة تبديد الأموال كما كان يخشى ان يسلمني إياها فافقدها .

Rehana 06-03-20 08:22 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
انفجر جايسون في الضحك على الفور :
- هل تنوين فعل ذلك حقا؟
- ماذا؟ أن أصرف ميراثي فيما لا طائل منه ؟
شعرت فجأة بارتياح , زال عنها القلق ليحل مكانه المرح والاسترخاء, كأنها باعترافها لجايسون قد أزاحت عنها حملا ثقيلا.ريحانة
استطردت :
- هذا تماما ما أنوي فعله , هل تريد مساعدتي ؟
قال مبتسما :
- سنمرح كثيرا. في الحقيقة لا اتحدث عن ذلك ولكني اتحدث عن زواجك برجل يختاره والدك , هل أنت موافقة على هذه الفكرة ؟
انفجرت ضاحكة :
- كلا بالتأكيد , حتى لو كان يتمنى عكس ذلك , في كل سنة يدعو العديد من الشباب في حفلة عيد الميلاد , اذهب فقط لكي اسعده , وفي وسط هذا الحشد من الشباب اختار ثلاثة لأكمل اللعبة وهكذا أنال السلام من جانبه , في الحقيقة لقد عقدت اتفاقا مع والدي.
حملق إليها جايسون متردداً هل يصدقها أم لا ؟ تذكرها عندما كانت فتاة صغيرة كانت تتميز بروح الدعابة .ريحانة
- فهمت , ما هذا الاتفاق ؟
في الحقيقة , سأل جايسون نفسه : إذا كان لابد ان ينال موافقة إيلوين ليتقدم لخطبة شيلا رسميا؟ لكنه رفض ان يطرح هذا السؤال, لأنه تراجع منذ زمن بعيد من أن ينتظر موافقة أي شخص مهما كان . ومع ذلك آسف جايسون على انه لا يستطيع معرفة طباع إيلوين في هذا الشأن , على اية حال إنه لا يعتزم ان يخطبها رسميا . إن هذه التسمية تتطلب منه دوام العلاقة وهذا ما لم يكن في ضميره .
عاد على الفور إلى حديثه واستمع باهتمام , قالت :
- عندما اختار ثلاثة من المرشحين يجب ان اعقد لقاء مع كل واحد منهم حينئذ يتركني وشأني ولا يطلب مني إلا مقابلة واحد فقط من هؤلاء الخطاب حتى نهاية العام .
لمعت عيناها معبرة عن المزاح والجد في آن واحد :
- إني شغوف بأن أرى رد فعله عندما يعرف انني اقابل شخصا اخترته بنفسي.
ابتسم جايسون , هل هذا هو تعريفها له ؟ انه شخص اختارته بنفسها ؟ رنت هذه الكلمات بشدة في قلبه , إنها كلمات قارسة , لم يستطع ان يمنع نفسه من ان يسألها :
- كيف يستطيع ان يقدم لك هؤلاء الخطاب وهو لا يعلم مكان إقامتك ؟
- كانت لديه طريقة معينة في ذلك , كان يدعوني على الغداء وفي اللحظة الأخيرة - كما لو كانت مصادفة - يظهر رجل اعمال من حيث لا ادري وينضم إلينا . ثم اثناء الطعام يقوم أحد الأشخاص بدعوة أبي لأمر مهم ثم يمضي ويتركني مع صديقه .
استطردت :
- لقد قدمني إلى اشخاص لم أر مثلهم من قبل , لكنه كان يرى أن هؤلاء بهم كل المميزات المطلوبة .ريحانة
- اعطيني مثالا ..
- انتظر , دعني أفكر .
قام النادل بإخلاء الطاولة من الأطباق , إنهما لم يتناولا الكثير من الطعام : لقد انشغلا في حديثهما ونسيا الطعام تقريبا. ثم احضر النادل فنجانين من القهوة . امسكت الفنجان بين اصابعها ترددت لحظة, وفكرت في الذكرى الأكثر غرابة:
- في العام الماضي قبل أن آتي إلى هنا وافتح مكتبتي قدم لي رجلا متحذلقا مغرورا اذا شعر مدهون , لكنه في عيني أبي كان مليئا بالحسنات لأنه صاحب أعلى الشهادات , كما كان هناك آخر يراه ممتازا لأنه محام وبكل بساطة لم يلاحظ ان الرجل المقصود لديه عادة سيئة وهي الشخير وأسوأ ما في الأمر انه قدم لي صحفيا.

Rehana 06-03-20 08:23 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
حدق جايسون النظر إليها , تذكر ثورتها عندما قال لها : إنه شاهد صورتها في الصحيفة , ضم يديه بشدة تحت الطاولة .
- أنت تبغضين الصحفيين .
لم يكن ذلك سؤالا, ومضت عينا شيلا :
- لا يوجد قوم أكثر خسة على الأرض منهم , إنهم يعيشون على احزان ومعاناة الآخرين , إنهم في كل مكان ينقبون عن الفضائح وينشرونها في كل مكان .
- ليس كل الصحفيين على هذا النحو.
نظرت إليه متشككة وساخرة في نفس الوقت , دفعت مقعدها إلى الخلف ونهضت :
- هذا هو احد الأسباب لإهمال قراءة الجرائد إلا نادراً. إني لا احب إضاعة وقتي في هذا الهراء.
بادرها قائلا :
- شيلا ..
قاطعه رجل يعرف شيلا . سألها : هل تسلمت الكتاب الذي أرسله إليها ؟ لم ينتهيا من مقابلة اشخاص يعرفون شيلا : جار, زبون , صديق عندما عادا إلى المكتبة . اخبرت كاري جايسون ان ورشة إصلاح السيارات اتصلت وطلبت حضوره . إن سيارته في انتظاره .
حجز جايسون حجرة في فندق في المدينة لينام بها هذه الليلة . فجأة شعر بالألم لفكرة انه لن يرى شيلا بقية اليوم .منتديات ليلاس
اقترح عليها وهو يمسك ذراعها ناظرا إلى عينيها :
- هل نتعشى معا ؟
هزت رأسها لتعبر عن رفضها , كانت تحتاج ان تختلي بنفسها بعيدا عن جايسون حتى تستعيد ترتيب افكارها .
ربت جايسون خدها وقال كأنه قد فهم تلقائيا اسباب رفضها :
- حسنا , لكن لا تطلبي من نيد ان يوصلك غدا إلى العمل , سأمر لأخذك وسنتناول الفطور معا . هل يناسبك ذلك ؟
فكرت شيلا في الحقيقة التي ستكون معه غدا , بما أنها بعد خروجها من العمل ستذهب إلى حفل والدها مع جايسون .
عندما خطرت بذهنها هذه الفكرة وثب قلبها في صدرها وقبل ان تجد وقتا لتفكر ربتت على شعر جايسون الكثيف المتموج , قالت مؤكدة :
- إلى الغد على الإفطار .
للمرة الأولى في حياتها تشعر بالاضطراب لأنها ستتناول الفطور مع رجل .
قال جايسون وهو يحيطها بذراعه بينما بدأت الموسيقى الهادئة في العزف وانتظر الصوت في الصالة .
- ثوبك رائع .
على الرغم من الألم الذي شعر به في ساقه. كان يريد ان يراقصها أطول وقت ممكن . منذ أكثر من ساعة اكتفى جايسون بالنظر إليها بحماقة ومجموعة من الشباب تطوف حولها كالفراشات التي تطوف حول الضوء . لابد ان هؤلاء هم الخطاب الرسميون . إنهم يسعون خلف شيلا في صالة الاستقبال في منزل والدها . اخيراً كانت شيلا له وحده , لن يدعها تهرب بهذه السرعة مهما كانت حالة ساقه .
كانت شيلا في ثوبها الذهبي المكشوف أكثر جمالا من أي وقت مضى . أسف جايسون لأنها بدلا من ان تترك شعرها ينسدل على كتفيها ربطته بثباتة ذهبية .منتديات ليلاس
ابتسمت إليه واقتربت منه واحاطت رقبته بيديها . شعر جايسون بسعادة غامرة وهو بالقرب منها , لم يقاوم رغبته في ان يضع خده على شعرها بينما كانا يرقصان تحت الأوراق العريضة لشجرة الموز .منتديات ليلاس
انبعث منها عطر انثوي جميل , شعر جايسون بوخز في قلبه عندما فكر انه في نهاية السهرة , سيعود وحيداً إلى فندقه تاركا شيلا مع اسرتها .

Rehana 06-03-20 08:23 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
مرا امام طاولة محملة بالأطباق والأكواب جالس إليها بعض الأشخاص.
حدق جايسون في شيلا وفي عينيه لمعة غريبة . توردت وجنتا شيلا مما اسعد جايسون كثيرا . خفضت اهدابها الطويلة ورفعتها لتكشف عن عينين مفعمتين بالبراءة , إنها متوافقة مع شريك رقصها تماما . شدد ذراعه حول خصر شيلا النحيل . ابتسمت ووضعت خدها في دلال على كتف جايسون , إنها تشعر بالأمان . احيانا كانت تشعر ان قصتهما قد بدأت منذ الأزل وليس منذ اربعة أيام , كأنها لم تنس جايسون ابدا وانه كان موجودا معها مختبئا في اعماقها . اثناء رقصهما لاحظ جايسون والد شيلا . كان إيلوين لاندري رجلا طويلا ونحيفا على الرغم من شعره الأشقر, كان وجهه يشبه قليلا وجه ابراهام لنكولن اثناء العشاء.منتديات ليلاس
وأعجب جايسون على الفور بسرعة البديهة والذكاء اللذين تميز بهما . لقد انبهر ايضا باتساع معرفة الرجل العجوز ليس فقط في مجال الأموال ولكن ايضا في كل ما يتعلق بالعمل بوجه عام , سأل جايسو ن نفسه كيف لمثل هذا الرجل ان تكون افكاره رجعية بالنسبة لاختيار زوج ابنته ؟
كانت زوجته ساندرا صغيرة ونشيطة تحرك يديها دون توقف في كل الاتجاهات لتعرض وتشرح وتلمس . من الوهلة الأولى بشعرها الأشقر المجعد الذي يناسب شابة في العشرين وليس امرأة في الخمسين , تبدو حمقاء وسطحية . ولكن خلف هذه الصورة الهزلية اكتشف جايسون بسرعة شخصية شيقة وعقلية فذة مثل عقلية زوجها . يبدو ان إيلوين يعتبرها ندا لها . لماذا يود إذن ان يختار زوج ابنته بأي ثمن ؟
سألها جايسون :
- ماذا قد يظن والدك عندما رأك معي ؟ لم استطع ان استشف أي رد فعل , لابد ان من عادته إخفاء مشاعره .
اجابت :
- اعتقد انه يحبك , إنه لم يظهر تجاهك أي سخرية بعكس ما كان يفعل مع من قابلتهم من شباب عندما كنت في الجامعة .ريحانة
- ربما بدأ يشعر باختياراتك.
شردت نظرة شيلا منذ اللحظة التي قابلت فيها جايسون تشعر شيلا , انها فقدت حاسة النقد . إن هذا الرجل يقتحم افكارها كما يقتحم قلبها . لكن ماذا تستطيع ان تفعل في ذلك؟ كيف تستطيع ان تحمي نفسها من نفسها ؟ هل ترغب ذلك حقا ؟ حتى لو لم تكن علاقتهما لتستمر وقتا طويلا فهل لابد ان ترفض السعادة التي قد تحملها لها ؟
استمرت الموسيقى الهادئة في العزف , واصل جايسون وشيلا الرقص تحملهما انغام الموسيقى بين امواج من الرقة والحنان .
احيانا كان يجعلها تدور بحركة ماهرة حتى يراها تبتسم إليه ثم يضمها إليه من جديد. في تلك اللحظة انبعثت السعادة من اعماقهما , سعادة اقتسماها وتمنيا ألا تنتهي ...
وللأسف اثناء رقصهما البارع شعر جايسون بألم في ساقه , ترنح وترك نفسه ليسقط في اقرب مقعد , همس:
- آسف.
مدت إليه يدها :
- هل هي ساقك ؟ تعال لأريك شيئا.
ضحك ومد يده إلى يد شيلا وهو يرمقها بنظرة تحمل الكثير من المعاني , قال :
- هل تقوم النساء هذه الأيام بطلب أيدي الرجال ؟
انفجرت ضاحكة , اجابت :
- هذا متاخر جدا.

Rehana 06-03-20 08:24 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
ضم يدها بشدة ونظر إلى عينيها مباشرة . في هذه اللحظة توقف النادل امام شيلا :
- وصلت جدتك والسيد جرافز توا يا آنسة لاندري لقد طلبا مني ان أخبرك .
قالت شيلا :
- شكراً يا ويتيه .
انحنى الرجل وذهب.
رمقت شيلا جايسون بنظرة مفعمة بالقلق :
- عزيزتي ...
ود لو انه لم يورطها في كل هذه التعقيدات . لقد غضب من نفسه لما يسببه لها من عناء وقرر ان يعدل عن توريطها في خطته .منتديات ليلاس
- اسمعي , لقد فكرت جيداً , جدتك لا تحتاج ان تعرف أننا صديقان . سأكون بعيداً وبمجرد ان يتناول سترلنج شرابه , سأتصرف واحصل على كوبه وبهذه الطريقة استطيع رفع بصماته ثم سأذهب في الخفاء. لا يوجد سبب لكي تشتركي في كل هذا . اجابت بصوت قاطع :
- بلى , بلى , ومن ناحية اخرى إذا كان ما تقوله صحيحاً, فستحتاج جدتي إلي.
شحبت شيلا :
- اوه يا جايسون اتمنى من كل قلبي ان تكون مخطئاً لا اريد ان تتألم جدتي.
ربت خدها بسرعة حتى يهدئها .
- أعرف , وعلى أي حال قد أكون في الطريق الخطأ.
لكن عندما لاحظ جايسون سترلنج جرافز يصافح إيلوين في ود ضاحكاً ادرك جايسون انه غير مخطئ , إنه لا يحتاج البصمات ليتأكد . لكنه سيأخذها على الأقل , حتى يقنع شيلا وجدتها . تعارف جايسون وسترلنج بشكل طبيعي باستثناء النظرات الفاحصة التي رمق بها سترلنج جرافز وبعد ساعة ونصف , قال جايسون لشيلا :
- هذا طيب لقد حصلت عليها .
حمل كوب سترلنج بحرص محاولا ألا يثير انتباه أحد كأنه سيطلب لنفسه شرابا.منتديات ليلاس
- تماما .
امسكت ذراع جايسون وقادته وسط الحشد , قالت :
- من هنا.
لقد تركا الحجرة الرئيسية حيث تجمع معظم المدعوين وهما الآن يسلكان ممرا طويلا . دفعت شيلا بابا ثقيلا ودعت جايسون للدخول عبرا حجرة المكتبة دون ان يتوقفا , امام المدفأة كان هناك أريكة وبعض المقاعد , توجهت شيلا نحو باب مغلق بالمفتاح في مؤخرة الغرفة .
قالت :
- هذا مكتب أبي.
بمجرد ان دخلا فتحت درجا في المكتب .
- لقد وضعت بداخله كل ما طلبته مني .
اضاءت مصباحا فوق المكتب وكما لو كانت لا تستطيع النظر إلى جايسون , استدارت وانتظرت في الظل امام إحدى النوافذ, عندما انتهى أطفأ المصباح وذهب ليقف خلف شيلا , كانت تنظر إلى مجموعة مراكب جميلة ومزينة بشكل رائع تتأرجح فوق سطح الماء في ميناء بوينت جري.
قالت بينما احاط جايسون خصرها بذراعيه :
- مراكب كارول , إنها جميلة , أليس كذلك؟
- إنها رائعة .منتديات ليلاس
كانت المراكب محاطة بهالة من الضباب , كانت من مختلف الأحجام : مراكب الصيد الصغيرة واليخوت الضخمة الجميع يحتفلون بأعياد رأس السنة . بعض تلك المراكب مضاء بمصابيح ملونة صغيرة واخرى على ظهرها شجر أعياد الميلاد الضخم مزين بالاشرطة الملونة حيث يرقص المحتلون في الأضواء المبهجة .منتديات ليلاس

Rehana 06-03-20 08:25 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- إني اعشق النظر إليها .
استطردت :
- إذا كنا بالخارج كنا سنستطيع سماع الموسيقى , كل عام مهما كان الجو هناك الآلاف الذين يذهبون إلى موانئ فالس كريك إنجلش باي وبورارد إينلت ليتأملوا المراكب..اختلج صوتها وتوقفت عن الكلام , لمعت الدموع في عينيها عندما التفتت لتنظر إلى جايسون :
- لكن , كم من الوقت ستنتظر يا جايسون ؟
اخذها بين ذراعيه في حنان :
- لن نضطر للانتظار طويلا .
تنهد بعمق , احاط جايسون وجهها بيديه ونظر إليها داعيا من اعماق قلبه ألا يطول الانتظار , كان يعرف كم تحتاج إلى ان تطمئن على جدتها , تحتاج إلى ان يقول لها : إن السيدة العجوز لا يهددها شيء , لكن لم يكن ذلك متاحا , على الأقل في هذه اللحظة.
- جايسون .
رفعت رأسها وغاصت بعينيها في عينيه , همست :
- عندما انظر إلى عينيك انسى كل شيء, إنها إحدى مواهبك التي بدأت اتعرف عليها .
ابتسم :
- حسن جداً.
أومأت برأسها :
- لا اعتقد انني استطيع ان أتعب من النظر إليهما.ريحانة
اجابها :
- وأنا ايضا .
طبع جايسون قبلة حانية فوق شفتيها , ثم ابتعد عنها . اتجه نحو النافذة ونظر بعيدا ثم عاد إليها , قال وهو يقف أمامها :
- هل لابد حقا ان تبقى هنا هذا المساء مع عائلتك ؟
- جايسون .. إنني ...
ماتت الكلمات فوق شفتيها ثم اجابت :
- لا , لست مجبرة على ذلك .ريحانة
قال :
- تعالي معي إذن إلى الفندق , اعتقد انك ايضا ترغبين في ذلك .
رددت :
- تعتقد ؟
ابتسم :
- بل متأكد , لكن ...
في نفس اللحظة رن صوت رجل في المكتبة :
- لابد انك مخطئ يا سترلنج من المستحيل ان تكون شيلا قد جاءت مع صحفي . إنها تفزع منهم . إن هذا الخوف شبه مرضي .
اثناء العشاء , قال ذلك الشاب : إنه يعمل لدى الحكومة الأمريكية .
في اللحظة التي دخل فيها والدها مع سترلنج إلى المكتب , انتصبت شيلا لكنها لم تجد الفرصة لتتكلم وضع جايسون على الفور يده فوق فمها ليسكتها وجذبها بسرعة خلف الأريكة .

نهاية الفصل

Rehana 08-03-20 08:01 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
الفصل التاسع

صاح سترلنج في تعجب مستنكرا:
- الحكومة الأمريكية ! يا لها من أكذوبة ! بمجرد ان رأيته ذكرني وجهه بشيء ما . لقد تذكرته. إنه يكتب في صحيفة لوس انجيلوس ليكو في الصفحة السادسة من اعداد يوم الاثنين , الاربعاء , الجمعة .
رأيت هذا الرأس , إني اقول لك : إن هذا الرجل صحفي يا إيلوين في رأيي ان تحذر - على الأقل من اجل والدة شيلا .منتديات ليلاس
اجاب إيلوين :
- لقد قابلته ليل بالفعل , لو كان حقا كما تشك في أمره ألا تعتقد انه كان من الأصوب ان ينتشر السر في نفس اللحظة التي اكتشفته فيها .
سألت شيلا نفسها : السر ؟ أي سر ؟ شيئا فشيئا ومن سياق الحديث, اخذ الغموض ينكشف .
حررت ذراعها من قبضة جايسون واخذت تتنفس بصعوبة , استطرد إيلوين :
- على اية حال , لا يوجد اسهل من التحقق من ذلك . منتديات ليلاس
اضاء المصباح :
- سأطلب من جريدة ليكو ان يرسلوا لي عن طريق الفاكس صورة لشيلا ! ماذا تفعلان هنا انتما الاثنان ؟
قال سترلنج وهو يلتهمها بنظراته :
- إنهما يتجسسان علينا بدون شك , إنها تساعد صديقها الصحفي على الوصول إلى ما يريد.
اخيراً وجدت شيلا صوتها :
- صحفي ؟
خرجت من خلف الأريكة لتقف امام سترلنج , أضافت :
- أنت مجنون ! جايسون ليس صحفيا على الإطلاق , إنه ...
اكمل جايسون بصوت هادئ :
- صحفي في لوس انجيلوس ليكو .
في نفس اللحظة اصدر جهاز الفاكس رنينا , اقترب منه جايسون وقطع الورقة التي خرجت توا من الجهاز , ثناها بعناية ودسها في جيب سترته الداخلي .
سأله إيلوين محاولا السيطرة على غضبه :
- هل استطيع ان أعرف ماذا تفعل ؟
اجاب جايسون في هدوء :
- هذا من اجل عملي , لقد سمحت لي شيلا باستخدام جهاز الفاكس الخاص بك.
التفت نحو سترلنج وقال له :
- أرى انك قد عرفتني .
حدقت شيلا في جايسون , كانت تشعر انها على وشك ان تفقد وعيها , سأله إيلوين :
- ماذا يعني ؟

Rehana 08-03-20 08:02 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
لم تكشف ملامح وجهه عن أي انفعال . ألقى نظرة صوب شيلا وتقدم في اتجاهها . ظلت تلك الاخيرة منتصبة في مكانها ونظرها مثبت على جايسون بينما كان يتحدث:
- في الحقيقة يا سيدي إني اكتب في جريدة ليكو ثلاث مرات كل اسبوع .
شعرت شيلا ان شيئا ما قد كسر في نفسها . قال سترلنج بصوت ساخر :
- تكتب مقالات رخيصة .منتديات ليلاس
كانت عيناه الزرقاوان الضاحكتان بطبيعتهما باردتين كالثلج .
- إنه يهاجم نقاط ضعف المشاهير : منهم الدبلوماسيون , الممثلون , اصحاب المليارات إلى آخره ويسعد كثيراً بتشويه سمعتهم, لا يفلت احد من تشهيره : إنه ينال أكثرهم قوة لأنه لا يترك ثغرة , لقد اعتاد إيذاءهم بالإيحاءات والكلمات التي تحمل أكثر من معنى , إنه مراوغ .منتديات ليلاس
استطاعت شيلا اخيرا الخروج من صمتها . أمرت جايسون بصوت مختلج من أثر الغضب:
- جايسون اشرح لأبي لماذا أنت هنا ؟
لكن حملت صرختها هذه رجاء آخر فحواه :
- وقل لي إن كل هذا غير صحيح .
قال مبتسما :
- والدك يعرف جيداً سبب وجودي هنا يا شيلا , لقد اخبره سترلنج , إنه صادق : إني اعمل في جريدة لوس انجيلوس ليكو وأنا الآن بصدد تغطية موضوع .
شعرت شيلا بألم يعتصر قلبها , تحشرج صوتها ولمعت عيناها .ريحانة
- موضوع ؟ بخصوص أبي؟
رفع كتفيه مظهراً عدم الاكتراث:
- إني أكتب تحقيقاً عن البنوك ودورها في غسيل أموال المخدرات . لا استطيع أن أبوح بأكثر من ذلك.منتديات ليلاس
ابتعدت عنه , لقد نفى كل توقعاتها , إنه لا يستطيع اتهام سترلنج بالكذب لأنه هو نفسه كاذب , لقد كذب عليها هي ايضا ومنذ البداية . لقد روى لها قصصا وهمية . لقد خدعها وساعدته بتصديقها إياه.
اعترتها رجفة قارسة سرت في ظهرها عندما فكرت في الخطر الذي عرضت اليه والدتها ووالدها . من الواضح انه لم يجد ما يشين والدها ويستطيع كتابته , ولكن وفقا لكلام سترلنج يستطيع هدم عمل والدها بمهاجمة شخصه وسمعته بالإيحاءات المغرضة وليليان ؟ وهي نفسها ؟ شيئا فشيئا تبينت انها لم تكن سوى أداة في يدي جايسون . لقد اغواها فقط بهدف استخدامها . صاحت في تألم :
- يا إلهي ! انت يا جايسون كيف استطعت ان تفعل بي هذا ؟
نظر إليها ورفع كتفيه عابسا :
- آسف يا شيرلي . على المرء ان يفعل ما يوكل إليه من عمل .
تفحصته غير مصدقة وهي تردد في نفسها تلك الكلمات . على المرء أن يفعل ما يوكل إليه من عمل , تذكرت اللحظة التي تفوه فيها بهذه العبارة وأكد لها ضاحكاً أن عليها الانتظار لترى انه سيتصرف كالأبطال إذا تعرضت يوما للخطر.
استمرت في النظر إليه بشدة . أليست هذه إشارة خفية بوجهها إليه ؟ حاولت ان تسترجع ثقتها بحدسها بجايسون بالمستقبل , لتخفي هذا الشعور ابتعدت عنه مظهرة احتقارها إياه .
- استطيع ان أؤكد لك انه لم يعرف شيئا هذه الليلة يا أبي , لقد كان مشغولا بمغازلتي وإني سعيدة بأن اخبرك بأنه لم ينجح في ذلك , لابد ان تستدعي الأمن وتطرده والآن يا سيدي إذا سمحتما لي أود ان اذهب إلى غرفتي .
لم توجه كلماتها إلا إلى إيلوين وسترلنج متجاهلة جايسون , نظر إليها إيلوين بحنان :
- شيلا عزيزتي أنا ...

Rehana 08-03-20 08:02 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- حسنا يا أبي لا تقلق , لكني احتاج ان أنفرد بنفسي , أريدك فقط ان تعتذر بالنيابة عني ساندر وستكون أسديت لي معروفا .
مشت بخطى واثقة نحو الباب وخرجت رافعة هامتها . بعد ساعة طرقت شيلا باب حجرة جايسون في الفندق . فتح الباب , ادخل شيلا واغلق الباب على الفور , استند إلى الباب وأخذ شيلا بين ذراعيه بعاطفة صادقة , قالت ضاحكة :
- يجب على المرء ان يفعل ما يوكل إليه من عمل , كنت تستطيع أن تجد شيئا آخر.
- شكراً لأنك فهمت رسالتي بهذه السرعة وشكرا لأنك جئت إلى هنا .منتديات ليلاس
طوقت وجه جايسون بكفيها ونظرت في عينيه .
- لكنك دعوتني, أليس كذلك ؟
ربت خدها بلطف وأزاح خصلتي الشعر الثائر اللتين خطتا خديها خلف أذنيها .
- لست بحاجة إلى دعوتي يا ملاكي , مرحبا بك في كل وقت .
اغمضت عينيها وابتسمت , اقترب من وجهها وقبل جفونها بحنان فتحت عينيها على نظرة متسائلة :
- جايسون أود أن أعرف , هل تفعل حقا ما قاله سترلنج ؟
بلطف فك جايسون الثباتة التي تحتجز شعر شيلا حبيسا , فهزت تلك الأخيرة رأسها في سعادة لينسدل شعرها الذهبي على كتفيها كالشلال, اجابها بهدوء :
- نعم , لكني لم أؤلف أي شيء ولن أفعل ذلك أبدا , لقد اخبرتك أن كل الصحفيين ليسوا كما تتصورين .
لقد تمكن منها حبه حتى إنها لم تستطع الشك فيه , قالت بإصرار :
- آسفة لكن يجب ان أعرف الحقيقة .
همس ممسكا يديها :
- وأنا ايضا أريدك ان تعرفي الحقيقة أفضل من أن يأخذك خيالك لما لا يعلمه إلا الله .
أراحت رأسها فوق صدره , وكلما سمعت دقات قلبه عرفت كم تثق به وكم تطمئن إليه .
- شيلا ؟
- نعم ..
فتحت عينيها لتراه يتفحصها بعينين براقتين , همس :
- لم أكن لأتوقع ان أقع في حبك .ريحانة
نظرت إليه بدورها بعينين تصرحان بالحب:
- وهل .. وقعت حقا في حبي ؟
ابتسم وطبع قبلة رقيقة على شفتيها القرمزيتين , اعترف إليها :
- اعتقد حقا أنه نعم , بعد اتهامات سترلنج كنت تنظرين إلى كأنني أسوأ من على الأرض , وعندما شعرت بهذه الكراهية تجاهي اردت ان اجلس على الأرض واجهش بالبكاء كالأطفال . في تلك اللحظة عرفت كم أحبك , كنت على وشك أن أنفي كل هذه القصص خشية أن افقدك.
شردت نظرة شيلا بعيدا , كانت هناك أفكار اخرى تطوف بذهنها .
- هل تعتقد ان جدتي تواجه خطرا حقيقيا؟
- من المحتمل لكني سأعرف أكثر غدا .
شعر بقلق شيلا وتألم لذلك .
تنهدت واضعة رأسها على صدره :
- مسكينة جدتي.
احاطها بذراعيه ومسح على شعرها ليهدئها كالطفلة.
- يا حبيبتي , أعرف كم أنت خائفة , إني بجانبك .منتديات ليلاس

Rehana 08-03-20 08:03 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
ابتعدت عنه شيلا لتتأمله لم تكن جدتها محظوظة حتى تجد إلى جوارها بطلا ليحميها ويجنبها السقوط في الفخ . لم يكن جايسون بعيدا عن الشعور بالألم لأجل ذلك.
ازدردت شيلا ريقها بصعوبة وهمست :
- إني .. أحبك يا جايسون .. أحبك بشدة .منتديات ليلاس
أضاءت الابتسامة وجه جايسون :
- هل هذا صحيح ؟ لكنك تبدين خائفة مني .
- لست خائفة , لكن ليس لدي خبرتك , ليس لي تجارب عاطفية , أنا لم أعرف الصين ..
شابت جملتها الأخيرة لمحة حزن , احتضنها جايسون . قال مفسرا:
- هل تعرفين تلك القصة مع ميلي ؟ لقد كانت منذ زمن بعيد عندما احببتها كنت بحارا صغيرا , أحببتها وتزوجتها واصطحبتها إلى منزلي وبمجرد ان عدت إلى البحر , خانتني , رحلت مع رجل آخر. وعندئذ مات حبها في قلبي إلى الأبد والآن أنت من تسكن قلبي.
سألته شيلا وهي ترفع رأسها :
- هل هذه هي نهاية القصة ؟
ابتسم :
- لا , بل بدايتها .
شعرت شيلا بسعادة غامرة عندما استقلت مصعد الفندق , إنها ستتناول طعام الإفطار برفقة الرجل الذي قضت معه اجمل سهرة في حياتها , لقد أضفى بهجة على كل ما يحيط بها وكلما تذكرت تلك الأيام التي كانت تعيشها في وحدة بدونه - شعرت بألم , لكنه لا يمهلها الوقت لتفكر في الماضي , إنه يحمل إليها حاضرا مشرقا ويعدها بمستقبل أكثر إشراقا, يهبها قلبه وكل حياته ,سألت نفسها : إذا نظر إليهما الناس - ويداهما متشابكتان - فسيدركون انهما عاشقان , لقد أرادت ان يعرف الجميع انها تنتمي إلى جايسون .منتديات ليلاس
وبعد ساعتين , كانت شيلا في شقة جدتها وقد اعتراها شعور بالقلق . حتى لو كان لا يمسك يدها , كانت شيلا تخشى ان تكتشف جدتها على الفور علاقتهما .
كانت إيفلين لاندري امرأة صغيرة الحجم ذات اناقة ارستقراطية وتبدو أصغر من سنها , فتحت لهما الباب بنفسها .
قالت بعد لحظة من الدهشة عند اكتشافها جايسون إلى جوار حفيدتها :
- صباح الخير يا عزيزتي.
طبعت قبلة على خد شيلا وحيت جايسون بإشارة من رأسها , ثم وجهت حديثها إلى شيلا متجاهلة وجود جايسون .منتديات ليلاس
قالت بصوت غاضب:
- كنت اعتقد أنك ستأتين بمفردك , هذا الصباح عندما اتصلت قلت إنك تريدينني بمفردي.
عبست شيلا :
- نعم يا جدتي , أعرف لكن ..
ألقت نظرة سريعة صوب جايسون :
- لدى جايسون شيء مهم يريد ان يقوله لك , شيء يجب ان تعلميه .
- أوه ؟
ابتسمت إيفلين في فتور ونظرت مرة اخرى إلى جايسون :
- بم يتعلق ما سيقوله : إنه ينوي الكتابة عن ابني ليحطم عمله ؟ هل يأمل في ان اكشف له عن بعض أسرار ماضي إيلوين ؟

Rehana 08-03-20 08:03 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
فتحت شيلا فمها لتتكلم ولكن اسكتتها إيفلين بإشارة جافة من يدها , استطردت :
- لقد حكى لي سترلنج ما حدث الليلة الماضية في مكتب والدك .. لقد أسف على انه سبب لك ألما بكشف حقيقة هذا السيد , يجب أن أخبرك بأني لست أفهم . أما زلت تتواجدين معه الآن وقد عرفت الحقيقة وتأتين به في بيتي ايضا؟
حدقت النظر في جايسون مرة اخرى بقسوة قبل ان تستطرد :
- عندما اتصلت بي طالبة لقائي اعتقدت انك تريدين بعض المواساة لأنك حزينة لسقوطك في فخ الحب الذي نصبه لك رجل محتال , لم أكن ابدا لأتوقع أن أراك برفقة هذا .. هذا الشخص.
- جدتي , من فضلك .. إن جايسون ليس هو المحتال.
رفعت إيفلين حاجبيها الرفيعين في دهشة .ريحانة
- لا افهمك جيدا , من المحتال إذن إذ إنك تشيرين إلى ان هناك واحدا آخر ؟
ازدردت شيلا ريقها بصعوبة :
- إنه سترلنج يا جدتي.
امسكت شيلا يد جدتها وقادتها نحو الصالون :
- من فضلك اجلسي واسمعيني , يجب ان تسعمي ما ساقوله لك حتى لو لم يكن ذلك سهلا بالنسبة لك سترلنج نصاب , وإذا تمادى في علاقته بك فستتعرضين لمضايقات كثيرة , في الحقيقة هو لا يدعى سترلنج جرافز , لم ينجح جايسون بعد اكتشاف اسمه الحقيقي , لكنه يستطيع ان يثبت لك ليس سترلنج جرافز , إنه يهتم بأمر هذا الرجل وليس بأبي , لقد قال ذلك فقط ليضلله .
جلست إيفلين في مقعد وردي محاولة التظاهر بالهدوء إلا ان رعشة خفيفة من يدها اظهرت عكس ذلك, جلست شيلا إلى جوارها وامسكت يديها .
- أرجوك يا جدتي اسمعي جايسون , هذا من أجل ..
اكملت السيدة العجوز جملة حفيدتها متنهدة :
- من أجل مصلحتي ؟ عندما ستعيشين عدد السنوات التي عشتها ستعرفين أن عليك الشك فيمن يدعى من الناس انهم يريدون مصلحتك .
تدخل جايسون :
- كلا يا سيدتي , لن أقول : إن ذلك من أجل مصلحتك ولكن من أجل سلامتك , هل استطيع الجلوس؟
هزت إيفلين رأسها إشارة بالقبول , جلس جايسون على المقعد المواجه لمقعد إيفلين , وضع جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به على الطاولة الموجودة إلى جواره , فتحه وشغله . أضاءت الشاشة. لحسن الحظ كان الجهاز يعمل بصورة جيدة , لقد نجح في إصلاحه . أخرج من حقيبته صورة لمارتان فرانسيس التي كانت تحتفظ بها جدته ولحسن الحظ ايضا وجدها سليمة بين الأشياء التي غمرتها المياه في السيارة الجيب , مد بها يده إلى إيفلين .
- هذا الرجل كان يعيش في فلوريدا منذ سنتين وكما تستطيعين قراءة ذلك على ظهر الصورة . في هذا الوقت لم يكن اسمه بعد سترلنج جرافز .
نظرت إيفلين إلى الصورة وأدارتها ثم تفحصتها من جديد. قالت وهي ترفع بصرها صوب جايسون :
- هذا الرجل حليق الشارب لكن يجب ان اعترف بأنه شديد الشبه بسترلنج .
هز جايسون رأسه وأخرج من جيبه ورقتين , لقد تسلمهما صباح اليوم في الفندق , أعطى واحدة منهما إلى إيفلين .منتديات ليلاس
- هذا تكبير لبصمات الرجل الذي في الصورة . ثم اعطاها الورقة الأخرى .

Rehana 08-03-20 08:04 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- وهذه هي البصمات التي رفعتها مساء أمس من فوق كوب سترلنج , لقد أرسلتها عن طريق الفاكس إلى صديق لي في كاليفورنيا . وبعد مقارنة كل منهما بالأخرى اخبرني انهما متطابقتان . إنه خبير لكني اعتقد ان يظهر التشابه واضحا حتى تحت أعين الهواة .
تنهدت إيفلين بينما كان يضع براهينه فوق الطولة . قالت معترضة :
- كنت في المدرسة مع أخت سترلنج . إني أعرفه منذ أن كان صبيا إنه ..
قطبت حاجبيها وأشارت إلى الصورة دون ان تنظر إليها :
- هذا الرجل يعرف الكثير عن تفاصيل طفولتي .
اذعن جايسون :
- نعم يا سيدتي , أعرف انه دقيق للغاية .
جلس إلى جوار إيفلين وأدار شاشة الكمبيوتر في مواجهتها بطريقة تظهر إليها المعلومات التي ظهرت على الشاشة .منتديات ليلاس
- سترلنج جرافز الحقيقي قد مات منذ أكثر من ثلاثين سنة , وهذا ملخص لحياته وفقا لمستندات استطعت الحصول عليها . إنه لم يتزوج ابدا ولم يرزق بأطفال .
ضغط جايسون على زر لتظهر معلومات جديدة على الشاشة :
- اخته التي كانت معك في المدرسة ماتت هي ايضا صغيرة إثر الإصابة بالسرطان عندما كانت في حوالي الأربعين .
تأملت إيفلين الشاشة لحظات ثم رفعت بصرها صوب جايسون وقالت :
- إني أرى , كان يعرف انه لن يتعرض لخطر باستخدامه هذا الاسم .
تنهدت من جديد:
- لماذا كذب عليّ ؟ ما هدفه من ذلك ؟
اجابت شيلا :
- إنه نصاب ومحتال يا جدتي . إنه يريد أموالك.
وجهت إيفلين سؤالها إلى جايسون :
- وماذا تتوقع مني؟
- المساعدة يا سيدة لاندري , إذا اردت ذلك .اعتقد ان سترلنج سيستمر في تمثيليته على هذا النحو إذا لم يضايقك ذلك - سوف يقترح عليك ان تعهدي إليه بأموالك بشكل مؤقت بالتأكيد , فهو دائما يبدأ هكذا .
قالت إيفلين :
- لست الأولى إذن ؟
يبدو انها شعرت بالمواساة عندما انتزعت هذا الاستنتاج .
- نعم يا سيدتي, لكني أود ان تكوني الأخيرة, لهذا السبب يجب ان توافقيه عندما يطلب منك أن تعطيه اموالك وستخبرينني على الفور حتى استطيع ان أناله متلبسا.ريحانة
ظلت إيفلين ساكنة في مقعدها :
- للحق قد عرض على سترلنج بالفعل بعض المقترحات. لكني اجبته بوضوح أنني أريد استشارة ابني فطلب مني ألا أفعل وساق إلي مبررات منطقية , على اهمية ان يكون ذلك سرا.منتديات ليلاس
صاحت شيلا محيطة كتفي جدتها بذراعها :
- أوه يا جدتي , آسفة لكن لا تقلقي, يستطيع جايسون أن ... إني متأكدة ان جايسون يستطيع إرجاع ما فقدته .
نظرت شيلا إلى جايسون في توسل :
- هل تعرفين انه يعمل في المخابرات و ...
- شيلا !

Rehana 08-03-20 08:05 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
أزاحت إيفلين ذراع شيلا والتفتت إليها مستنكرة :
- إنك تعتقدين أنني عجوز حمقاء ! لقد قلت ببساطة : إن سترلنج طلب مني المساعدة ولم أقل : إنني فعلت ذلك , لقد علمني جدك الكثير وأنت تعرفين ذلك. إنني لن أمنحه كل امتيازاتي بحجة انه رجل وسيم ! قلت له : إننا سنتحدث في ذلك بعد الإجازة لأني أريد الاحتفال اولا بأعياد رأس السنة في هدوء وفقا للتقاليد !
انفجر جايسون ضاحكا , التفتت إليه إيفلين , سألته :
- ماذا تريدني ان أفعل جايسون ؟ أليس من الأفضل ان يهتم البوليس المحلي بهذا العمل ؟
- نعم يا سيدتي , لقد نسيت شيلا ان تخبرك أنني في إجازة ولست في مهمة رسمية لأجل المخابرات .
قالت إيفلين في دهشة :
- ماذا ؟ لست إذن بصدد تحقيق رسمي ؟ إذا كان ما تقوله حقيقيا يجب ان ابلغ السلطات على الفور.
مدت يدها إلى الهاتف : تدخل جايسون على الفور :
- لحظة من فضلك , لقد حصلت على موافقة المخابرات على التصرف , بمجرد ان احصل على الدلائل الكافية لإثبات وقوع جريمة ساتصل بالسلطات , إذا كنت قد قررت الاهتمام بنفسي بهذا الموضوع . فذلك لأن جدتي ...منتديات ليلاس
اهتز صوته , تنحنح ليجلو صوته :
- إنها هي من التقطت له هذه الصورة وكتبت اسم مارتان فرانسيس على ظهرها . كان ذلك قبل ثلاثة اشهر من استيلائه على اموالها واختفائه تاركا إياها تموت حسرة .
فقالت إيفلين في هدوء:
- لقد فهمت يا جايسون , آسفة سأساعدك بالتأكيد .
اظهر وجهها تعاطفا عميقا .
- شكراً , ولكن اريدك ان تعلمي على الرغم من ذلك ان في حالة اتخاذ الأمور شكلا سيئا ستخاطرين بفقد الكثير من المال , ذلك لأن هذا التحقيق ليس رسميا ولا استطيع ان اكفل لك أي ضمانات .
- لا يهم يا جايسون.
ثم مال نحو السيدة العجوز وقبل وجنتها :
- سيدة لاندري أنت بطلة .
اجابت إيفلين :
- بالتأكيد , اتمنى فقط ان استطيع إجادة التمثيل مثل سترلنج.
وخلال لحظة اظلم وجهها وبدت أكبر سنا واكثر ضعفا .ريحانة
- كنت اعتقد انه شغوف بشخصي .
ضمتها شيلا إلى صدرها بقوة وهي لا تعلم ماذا تقول لتواسيها إلا انها كانت مرتاحة لتدخل جايسون قبل ان تلقي جدتها المصير المؤلم الذي لاقته الأخريات .كان أمراً طيبا ان يكون إلى جوارهما بطل .

نهاية الفصل

Rehana 10-03-20 02:15 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
الفصل العاشر

صاح جايسون وهو يقبل ليل فوق وجنتها :
- هذه أجمل سهرة رأس سنة قضيتها في حياتي .منتديات ليلاس
كانت الثانية عشرة والنصف تقريبا , وكان جايسون قد رقص كثيرا , وأكل ما طاب ولذ من الطعام وتجاذب أطراف احاديث شيقة وساحرة , استطرد :
- شكرا . شكرا لاستقبالكم إياي بينكم , وإتاحتكم لي فرصة قضاء إجازة لن أنساها أبدا ...
احاط كتفي شيلا بذراعه وابتسم إلى كل من مورين ونوالا وحتى نيد .
اجابت ليل مبتهجة :
- لقد تقاسمنا جميعا هذه السعادة , صدقني.
ساعدتها مورين لتترك البيان وتجلس في المقعد , ثم تبادل الجميع التهنئة بالعام الجديد وترددت عبارة : طاب مساءك ؟ عشر مرات واخيرا , خرج جايسون وشيلا . امسك جايسون بطارية واخذ يلوح بها في مرح على الطريق , تخلل ضوء البطارية حبات الثلج الرقيقة المنهمرة .
وصلا إلى المنزل بسرعة وبمجرد ان دخلا شعر جايسون بين جدران هذا المنزل بدفء عائلي لذيذ وبحنان , عاد يهمس في أذنها اغنيات الحب التي غناها الجميع في هذه السهرة حول مورين وليل .
أخذا يرقصان في مرح في حجرة الصالون . فجأة شعرت الكلبة سكينا بالغيرة . اقتربت منهما وحاولت ان تدس رأسها بينهما . فقدت شيلا توازنها وسقطت إلى الخلف , حاول جايسون ان يمسك بها لكنه سقط معها فوق مقعد.منتديات ليلاس
ضحكا من قلبيهما . شيئا فشيئا ساد الصمت . همس إليها جايسون في حنان :
- عاما سعيدا لأجمل امرأة على وجه الأرض.
استطرد :
- عاما سعيدا لأجمل عيني , وأجمل شعر وأجمل شفتين .
مال نحوها وطبع قبلة حانية على شفتيها , قالت :
- أريد أن اذهب لأنام .
رفع بصره نحوها غير مصدق .ريحانة
استطردت في مرح :
- أريد أن أنام فانا محتاجة للنوم جدا .
فسألها :
- بمفردك ؟
نظرت اليه في مكر :
- ايها الأحمق , هل تعتقد انني استطيع التخلي عنك؟

Rehana 10-03-20 02:16 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
امسك يدها وأوصلها إلى غرفة نومها , همس :
- أحبك .
اجابته :
- أنا ايضا أحبك.
في صباح اليوم التالي كانت شيلا مازالت متأثرة بجو تلك السهرة المرح . حدقت النظر في جايسون , سألها :
- ماذا هنالك ؟
اجابت :
- لا شيء . فقط إني صدقك .
قطب حاجبيه :
- فيم تصدقينني ؟
ضحكت شيلا :
- هانت لم تعد تذكر . إنك تنسى دائما .
نظرت الى عينيه واستطردت :
- تذكر لقد قلت : إنك تحبني وأنا اصدقك .
ابتسم ابتسامة ماكرة :
- سنرى من منا يتمتع بذاكرة أفضل , إذا قلت لك كلمة اعدك فيم تفكرين ؟
نظرت شيلا في تعجب , إنها لم تطلب منه أي وعد . هل اصيب بالجنون فجأة ؟ بينما كانت تبحث في ذاكرتها بدا متسليا من حيرتها , همس مازحا :
- اجتهدي قليلا .
- عم تتحدث ؟
- عن وعد طلبت مني ان اقطعه ذات يوم وشاركتني إياه.ريحانة
صاحت حائرة :
- لكن متى حدث ذلك ؟
قطبت جبهة جايسون كما لو كان غير متأكد من التاريخ . اخيرا تهللت أسايره :
- منذ ثلاثة وعشرين عاما ! إني اتذكر ذلك كأنه بالأمس , هذه هي المرة الثانية التي تنسين فيها هذه القصة . لقد امسكت يدي وطلبت مني أن أعدك بأننا عندما نكبر سنتزوج , وسيكون لنا العديد من الأطفال , كنت جادة في هذا اليوم ولم استطع ان أجيب بأي شيء ولكن اليوم مع بعض التأخير أقول لك : أعدك بذلك.
أمسك يدها ونظر إليها منتظرا ان تتكلم , لكنها لم تقوى إلا على ان تهمس : جايسون .
استطرد :
- لقد فهمتني تماما , اطلب ببساطة ان تتزوجيني وأن ننشئ أسرة معا .
على الرغم من دفء صوته ورقة نظرته لم تستطع ان تصدقه . احتجزت دموعها محاولة ان تتعقل . لا يجب ان تحلم وان تستسلم لهذا السراب وإلا فستتألم كثيرا عندما يعود إلى رشده. أغلقت عينيها لتهرب من نظراته ثم اجابت مبتسمة :
- انت عاطفي جدا يا جايسون , أنت تتحدث تحت تأثير عاطفتك , لقد رقصنا وضحكنا وأمضينا معا حفلا رائعا ولقد تأثرت بكل ذلك. كانت شجرة عيد الميلاد في ليلة رأس السنة ... مؤثرة جدا ! لقد تأثرت بهذا الجو العائلي لكن الآن يجب ان تعود إلى أرض الواقع , أنت تعرف جيدا أن في ليلة رأس السنة يتمنى المرء أمنيات كثيرة قد لا تتحقق .ريحانة

Rehana 10-03-20 02:17 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
أدار وجهها حتى لا تنظر إليه , رفع هاتفها بإصبعه وأجبرها على النظر إليه , قال بجدية :
- لقد انتهى يوم 31 ديسمبر لكن يبقى التمني .
مرة اخرى شعرت شيلا بالدموع تتصاعد في عينيها , لكنها استطاعت منعها وبابتسامة حزينة اجابت :
- لكن تذكر يا جايسون كل ما قلته لي عن هذا الموضوع . إن مهنتك خطيرة جداً. وإنك لا تريد ان ترزق بأطفال يصبحون ايتاما ويبكون فوق قبرك ..
- إني مستعد للمخاطرة . لن نتحدث من جديد عن الأيتام او المخابرات سأستقيل . أريد ان أرزق بأطفال وأريد أن أراهم يكبرون امام عيني , سنرزق ببنت لها عيناك وولد له شجاعة والدتك ثم بنت تشبهني قليلا وولد يشبهك تماما او توءم ولم لا ؟
قاطعته :
- كم عددا من الاطفال تتمنى ؟ يبدو ان دستة لا تكفيك ...
- هل ترين ان هذا العديد كثير ؟ هذا ليس رأيي, لن نجد صعوبة في تربيتهم , أليس كذلك ؟
حاول ان يحتضنها , لكنها ابتعدت , لقد رفضت ان ينتهي هذا الحديث كالبخار , سألته :
- وماذا ستفعل لنعيش ؟ هل ستكتب قصصا مقززة يعشقها جمهورك ؟
لاحظت ان صوتها كان به شيء من القسوة والإهانة , لكنها قصدت ما قالته , إنها لا تريده ان يكتفي بهذه المهنة التافهة . إذا كان يرغب حقا في الزواج بها يجب ان يعرف كيف تفكر , اجاب في غيظ :
- لكن في النهاية يا شيلا ما علاقة عملي بهذا ؟ كيف لا يعنيني شيء عندما تكونين إلى جواري ..؟!
- هذا العمود الصغير الذي تكتبه في الجريدة أصبح شيئا مهما بالنسبة لك لا تقل لي العكس . في البداية كنت غطاء يخفي نشاطاتك الأخرى . لكن يجب ان تعترف الآن انك تذوقت نجاحه ولن تتركه خاصة بعد ان تستقيل من العمل في المخابرات .
- هل تريدين الإنصات إلي بدلا من أن تتحدثي بمفردك ؟ أكرر لك أن عملي ليس مشكلة . إني مستعد للعمل في المطافئ او أبيع الجرائد أو أعمل نادلا في قهوة إذا لزم الأمر . إني أحبك وليس هناك أهمية لأي شيء آخر. أريد أن أعيش إلى جوارك وأريد الأطفال الذين وعدتني بهم منذ عدة سنوات.منتديات ليلاس
أدارت وجهها حتى لا يرى دموعها . همست وقد فقدت كل قوة على المقاومة :
- شكرا .منتديات ليلاس
كانت تريده ان يستمر في الحديث إليها , أن يشرح لها كيف طرأ بداخله هذا التغيير . كانت تود ان تسمع منه ساعات وساعات وهو يتحدث عن مستقبلهما المشرق , لكنها سكتت لقد مضى وقت الكلمات وجاء وقت الحب.
- أنت مشرقة جدا يا سيدتي .
أدارت رأسها دهشة . كان جايسون امام باب المكتبة . ينظر إليها منذ لحظات طويلة . على الفور تركت مجموعة الكتب التي اخرجتها من الصندوق . أرادت أن تجري وتلقي بنفسها بين ذراعيه , لم تستجيب ساقاها . ثلاثة ايام , اضطرت لاحتمال غيابه, ثلاثة أيام مضت كأنها الدهر . ظلت ثابتة في مكانها باسطة ذراعيها نحوه لم يستطع ان يحكم على لقائها بأنه لقاء فاتر , لقد قرأ شوقها إليه في عينيها , إن وجهها لا يخفي الحب الذي يموج في قلبها نحوه , كان ذلك هو موضوع مزاح بينهما خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إذ كان يسألها جايسون ضاحكا .

Rehana 10-03-20 02:24 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- كيف استطيع أن أغار عليك وأنت تظهرين حبك بكل هذا الوضوح . يجب ان تتعلمي ان تخفي بعض هذا الحب.
اجابته شيلا :
- اعتقد انني قادرة على ذلك.ريحانة
انهى جايسون هذا المزاح قائلا :
- لا عليك , إني احبك بالقدر الكافي كما أنت .
اقترب منها وساعدها على النهوض من مكانها , سألته :
- كيف حال جدتي ؟
اجابها :
- إنها بخير.
اقتربت منه وهمست :
- لقد افتقدتك تماما , كانت الساعات الأخيرة موحشة . اعتقدت انك لن تعود قبل الخامسة والنصف .
اجابها :
- أنا ايضا افتقدتك تصرفت حتى اركب قطار الثالثة والنصف .
أغلق باب المكتبة خلفه برفق , إنه يريد ان يتحدث معها , غابت الابتسامة عن شفتيه .
- شيلا .. لقد حصلنا على تسجيل لسترلنج وإيفلين يجب الاعتراف بأن إيفلين ممثلة بارعة . لن يشك أحد في أنها لم تعد تحبه وانها تعرف الحقيقة وبمجرد ان يحاول مغادرة البلاد سيتم القبض عليه . إن والدك يراقب الحدود , كما أخطر كل الأوساط المالية في الخارج , ليس لدى سترلنج أدنى فرصة للهرب.منتديات ليلاس
اجابت بصوت مهتز من شدة الغضب:
- شيء جيد , اتمنى ان يقضي باقي حياته خلف القضبان .
- لقد كنت على حق أنت وإيفلين , إنها فكرة جيدة ان استعنا بإيلوين لقد ساعد هو وساندرا جدتك كثيرا .
قالت تلوم نفسها :
- أوه يا جايسون ! وأنا لم أقدم لها شيئا , يجب أن أقف بجانبها أنا ايضا , هل أنت متأكد انها بخير.
أكد لها جايسون :
- إنها لم تعد حزينة , إنها غاضبة وهذه إشارة طيبة . أنت تعرفين أنها امرأة قوية , لقد وعدتها بأن نزورها عندما تعود إلى بالم سبرينجز لماذا لا تتصلين بها ؟ تحدثي معها سيسعدها ذلك من ناحية وهدئك من ناحية اخرى .
- أود ذلك , لكن افترض ان يكون سترلنج هناك ؟ لن تستطيع ان تتحدث على حريتها .
اضطربت شيلا لهذه الفكرة , اقترب منها جايسون وربت كتفها في رفق :
- لا تقلقي , لقد مضت الأوقات الصعبة كما أننا قد تمكنا منه بالفعل ولدينا كل خيوط اللعبة , لن يفلت ابدا.منتديات ليلاس
احتضنها بحنان ورفع هامتها بإصبعه , همس :
- لنفكر في نفسينا . ألا تريدين ذلك ؟ هل انتهيت من عملك ؟ لا أعرف ماذا لدي لكني أريد أن أعود إلى البيت بسرعة .
دفعته مبتسمة :
- العمل قبل كل شيء ! لا تقلق لقد انتهيت تقريبا . يبقى فقط صندوق به كتب يجب ان اصفها . كان لابد من إرسالها منذ عدة شهور اما الآن فهناك احتمال بقائها في شهر يناير . إن حركة البيع قد كسدت ..
اخرجت الكتب من الصندوق ورتبت كل نوع في مجموعة حتى لفت غلاف احد الكتب انتباهها , رفعت بصرها صوب جايسون لقد تعرف على الكتاب الذي تمسكه بين يديها .

Rehana 10-03-20 02:24 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
خفضت بصرها نحو الغلاف , وجدت صعوبة في رؤيته , كان الكتاب يهتز بين اصابعها , قرأت بصوت مهتز :
- ملائكة في النار كتبه جايسون كالهون.
صاح جايسون مندفعا نحوها :
- توقفي! انصتي إلي يا شيلا ارجوك !
حاول يأخذ منها الكتاب لكنها دفعته بقوة , أدارت الكتاب وقرأت على الغلاف الخلفي الملخص : قصص مثيرة يكشف عنها عميل مخابرات سابق , كتاب شيق لمن يعشقون الأخبار المتنوعة والفضائح المثيرة , كل الحقائق عن الفضائح الكبرى لهذا العصر , قضاة فاسدون , سياسيون, منحرفون ستكتشفون الحقيقة العارية لأبطال أمريكا بقراءة ملائكة في النار .منتديات ليلاس
حالت الدموع دون رؤيتها , رفعت عينيها وصاحت :
- هذا غير صحيح يا جايسون , هذا غير صحيح ! أنت لم تكتب هذا الهراء.
ظل ساكنا مذعورا من شدة انفعال شيلا .ريحانة
خفضت رأسها واخذت تبكي, نظرت إلى صورة جايسون على الكتاب فجأة , قذفت به فسقط عند قدميه , همس جايسون بكل هدوء :
- شيلا , أرجوك أنا لا استحق هذا .
صاحت :
- أنت تستحق أكثر من ذلك, انت شخص سيئ كاذب , منافق و ...
هزت رأسها , كان لا جدوى من الكلام لكنها استطردت :
- أنت تعرف ذلك. انت تعرف انني لا احتمل هذا النوع من الكتب الأدبية ولقد نشرته من خلف ظهري على الرغم من وعدك إياي بعدم الكتابة في هذه الجريدة السيئة ! هل تتذكر ما قلته لي ؟ وأنت إلى جواري يمكنني ان اعمل في المطافئ او نادلا في قهوة ولقد صدقتك لكنك وجدت الطريقة المثلى لكسب الكثير من المال بهذا .ريحانة
أشارت إلى الكتب بإصبعها :
- هذا الكتاب التافه , هل فكرت في الاشختص الذين ستدمرهم لترضى فضول قرائك.
لقد تحمل جاسون حديثها دون ان ينفعل إلا ان الغضب اعتراه فجأة :
- إني لا اكتب تفاهات , إنها الحقيقة , ولا شيء سوى الحقيقة , قرأ احد الناشرين مقالاتي واقتراح تجميعها , لقد وجد فيها قيمة عالية .
- قيمة عالية ؟
مالت وأمسكت الكتاب بازدراء :
- هذه الفضائح المثيرة يجد فيها قيمة عالية ؟
قال منفعلا :
- لا تتصرفي مثل الأطفال , أنت تعرفين انني لم أكتب ما على الغلاف الخارجي, إنها كلمات للدعاية ليس أكثر من ذلك , ماعدا ذلك إني اتحمل مسؤولية كل كلمة كتبتها داخل هذا الكتاب الأشخاص موضع النقد ليسوا قديسين , إنهم هم من يدمرون حياتهم ولست أنا , هذا الكتاب يسمح فقط بكشفهم .
اجابت :
- احتفظ بتلك الكلمات للصحفيين وآلات تصوير التلفاز اما أنا فأعرف حقيقتك , اخرج من هنا يا جايسون كالهون أو جايسون لوكيفي مهما يكن اسمك الحقيقي فاخرج من هنا فورا ولا تقترب مني بعد ذلك ابدا.

Rehana 10-03-20 02:25 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
- لست بحاجة إلى ان تطبي مني ذلك , سأذهب إلى الأبد , كوني مطمئنة وسأخذ هذا الهراء معي.
أخذ الكتاب ووضع عشرين دولارا على الطاولة قبل ان يخرج بقيت شيلا ساعات خلف مكتبها يعتصرها الحزن .
- شيلا عزيزتي يجب ان تتوقفي عن البكاء , لقد مضت ثلاثة أيام وأنت على هذا الحال .
مسحت شيلا عندما وتظاهرت بالابتسام لترضى والدتها .
- لقد توقفت عن البكاء منذ ايام لكني تذكرت الآن .
كانت قد غادرت العمل منذ ساعة تقريبا وعادت إلى المنزل لتترك العنان لدموعها التي احتجزتها اثناء وجودها في المكتبة .ريحانة
استطردت :
- إني لا أبكي أبدا في المكتبة .
سألتها والدتها :
- هذا ما يقلقني , لماذا لا تريدين البوح لي بما يحزنك ؟
عبثت شيلا بالأقلام التي كانت فوق المكتب , لم يكن هناك داع لحدوث ذلك منذ ان قطعت علاقتها بجايسون لم تكف عن ترديد هذه العبارة .
سألتها ليل وهي تشير إلى مقال في صحيفة على ركبتيها :
- هل ما أنت فيه له علاقة بهذا ؟
تعرضت ليليان للاغتيال كانت هذه العبارة مكتوبة بالخط العريض ثم : عشرون عاما مضت على اختفاء اجمل سيدات العالم .
اعترف حبيبها الاخير بفعلته , لقد اعترف شبح ماكسميليان الكفورد إلى اندريا كيمينسكي عرافة من سانتا مونيكا لقد مات الكفورد إثر إصابته بالإيدز منذ ثلاث سنوات .منتديات ليلاس
صاحت شيلا وهي تمزق الورقة التي في يد والدتها :
- أوه يا أمي .
مزقتها وألقت بها على الأرض في ازدراء قائلة :
- كان لابد ان يحدث ذلك يوما ما . آه , كم اكرههم جميعا ! لماذا لا يتركوننا وشأننا ؟
- لأني كنت في وقت ما شخصية عامة يا عزيزتي , لكن إن لم تكن تلك القصة هي ما يزعجك , فماذا هنالك إذن ؟
استطردت :
- هل تخشين عليّ؟ هل تعتقدين ان جايسون سوف يتكسب على حسابي؟
دفنت شيلا وجهها بين يديها , انتحبت :
- ولم لا ؟ إنه قادر على مهاجمة أي شخص من اللحظة التي يشعر فيها باستطاعته النيل منه , لا تنسي انه صحفي , إنها طبيعته ولن يغيرها .
دفعت شيلا عينيها صوب امها :
- إن جايسون يعرف من أنا يا شيلا لقد قلت له ذلك .
رجعت شيلا بمقعدها إلى الخلف فجأة ونظرت إلى ليل في ذعر :
- ماذا تقولين ؟
- لقد قلت له : من أنا واعطيته حق الكتابة عني في الجرائد .
- يا إلهي ! اوه كلا هل تعرفين ماذا سيحدث ؟ سيأتون بالعشرات ولن يدعونا في سلام , سيقتحمون بيتنا ليل لماذا فعلت ذلك؟
- لأني شعرت بأن الخوف هو الحائل الذي يقف بينك وبين جايسون ولذلك ابعدته عن حياتك .
- لا, كان لابد ان ابعده.ريحانة
قالت ليل :
- لأنك خائفة , وأنا المسؤولة عن هذا الخوف , إنها غلطتي , ولكن أول مرة وقعت فيها فريسة للمرض , اعتقدت انه من الصعب الكشف عن الحقيقة , من الصعب أن ألاحظ في عيون الناس الشفقة بدل الإعجاب .

Rehana 10-03-20 02:25 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
ربتت شعر شيلا قبل ان تستطرد :
- لكن الآن .. الآن , أنا امرأة عجوز أكثر حكمة وكذلك وهو الأهم أكثر صلابة .
هزت شيلا رأسها غير قادرة على نسيان مخاوفها ومعتقداتها التي عاشت معها عشرين عاما.
- لكن , هذا مستحيل , كل هؤلاء الناس الذين سيعودون ليلاحقوك بدون رحمة , سيضايقك ذلك ويثير ذلك همومك يا أمي , ما رأي مورين ؟ إني واثقة بأنها لا ترغب ذلك.
- هذا صحيح , لكني الآن اعرف أنك لتحميني قطعت علاقتك بالرجل الذي تحبينه لأنك تخافين علي , هذا مالا أتسامح فيه .
سألتها شيلا :
- وتفضلين التضحية ؟
ابتسمت ليل في هدوء:
- ولم لا ؟ لقد بقيت مختبئة لأجلك عدة سنوات .
- لأجلي ؟ لا يا ليل , لا .
هزت ليل رأسها قائلة :
- نعم يا شيلا , أتذكرين حالتي الصحية المتدهورة ومظهري السيئ وأنا أترنح دون توقف وكلماتي المتلعثمة وارتعاش يدي حتى ظن الناس انني قد أدمنت , احيانا كنت اسقط ولا استطيع النهوض. اذكركم كان ذلك شاقا بالنسبة لكل منا ولكنك كنت طفلة لا تدركين .ريحانة
توقفت ليل وقد ألمتها تلك الذكريات المريرة التي عادت إليها في عنف , ثم استطردت :
- لكنك الآن لم تعودي طفلة يا عزيزتي , أنت كبيرة ويجب أن تواجهي العالم , لا يجب ان تتوقعي على نفسك كما فعلت طوال تلك السنوات الماضية . هل عرفت إلى أي حد كنت مخطئة ؟ لقد رويت لجايسون الحقيقة لمصلحتك , اعتقد ان ذلك سينتشر في كل الصحف الرسمية اليوم .
ابتسمت وهي تشير إلى المقال الوحيد الذي يتحدث عن اختفائي , يبدو انني لست مشهورة كما كنت اظن .
نهضت شيلا وعبرت الحجرة لتنظر عبر النافذة :
- مهم كانت الصحيفة التي استطاع ان يسلم فيها جايسون قصتك فلابد ان تنشر القصة على الفور .
- ماذا حدث اذن يا شيلا في تصورك ؟ لماذا لا تتحدث أي صحيفة عني ؟
استدارت شيلا نحوها وقالت بصوت مختنق :
- لأن جايسون لم يتكلم .
سألتها ليليان مبتسمة :
- وهل يجب ان أسألك لماذا فعل ذلك ؟
صاحت شيلا مندفعة نحوها ملقية بنفسها في احضانها :
- أوه يا أمي . اعتقد انني سأضطر للذهاب إلى لوس انجيلوس .
قالت ليل في مرح :
- لقد حجز والدك التذكرة , رحلتك موعدها التاسعة , إذا اسرعت يمكنك الرحيل .
اختضنت شيلا والدتها بقوة :
- أحبك يا ليليان.منتديات ليلاس
- كوني إذن بنتا كبيرة وطيبة حتى تفخر بك أمك .

Rehana 10-03-20 02:26 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
قضم جايسون السندويتش ثم وضعه , لم يكن جائعا , لقد فقد شهيته منذ قليل . وفي نفس الوقت لم يرغب في مقابلة أحد. نظر إلى السندويتش في تقزز عندما دق الجرس , إنه لا ينتظر أحدا , ربما يرحل هذا الدخيل إذا لم يجب . دق الجرس من جديد , نهض متنهدا . بمجرد ان فتح الباب رجع إلى الوراء بعض الخطوات , سقط السندويتش فلوث السجادة بالصلصلة الحمراء.منتديات ليلاس
صاحت شيلا وهي تنظر إلى السجادة :
- ماذا تأكل؟
- سندويتش بالصلصلة .
- بالصلصلة ؟ لماذا ؟
- لست أدري.
قطب حاجبيه :
- لا يهم .
نظر إليها متشككا . كانت واقفة أمامه , وحقيبتها خلف ظهرها ودموعها تنساب على خديها .ريحانة
- لماذا أنت هنا ؟
- لأني أحبك , لأني بدونك أشعر كأني تائهة لأن .. والدتي ليليان نجمة السينما السابقة قالت لي : أن أكف عن البكاء لكني لم استطع ذلك يا جايسون , واخذت دموعي تنساب كأنها نابعة من نبع لا يجف. لقد تحولت إلى نافورة , اعتقد انني سأموت بالجفاف , دون ان يكون لي طفل يأتي ليبكي فوق قبري .
تأملها طويلا .
- آسف لكني لم أفهم كلمة مما رويته.
تنهدت :
- هل تريدني أن أبدا من جديد؟
هز رأسه :
- لا , لا يهم , من الأفضل ألا يفهم كلانا .
تقدم نحوها :
سألته بصوت يعتريه القلق :
- ماذا تقصد ؟
همس وهو يمسك ذراعيها :
- اقصد أننا متحابان ولا يوجد شيء غير ذلك لنفهمه.
وبعد دقائق تأملها مبتسما :
- لست بحاجة لشيء إلا لأن أحبك يا شيلا .
- لابد ان نتحدث على الرغم من ذلك عن بعض الأشياء , لماذا لم تبع قصة ليل ؟
قادها جايسون نحو الأريكة وأجلسها وابتسم إليها في مكر:
- ولماذا أفعل ذلك؟ إن ليليان ليست شخصا شريرا ولن يجد القراء ما يجذبهم في قصتها .
- توقف , لقد فهمت !
استطردت :
- اطلب صفحك يا جايسون , لقد كنت مخطئة , لقد قرأت كتابك وبعض المقالات , إن ما تكتبه ليس له علاقة بما قاله سترلنج.منتديات ليلاس
نظرت إليه :
- هل يجب أن أركع عند قدميك وأطلب الصفح ؟
احاط وجه شيلا بيديه :
- أهم شيء هو أنك قد عدت , كنت انوي مصارحتك بالحقيقة ولكني عندما هممت بالتحدث إليك وجدتك تعربين لي عن كراهيتك للصحفيين . وفيما يتعلق بالكتاب فقد لاقى بعض النجاح وصار لي بعض المعجبين وأنا لا أحب ان يعجب بي شخص لأي سبب إلا لشخصي , قد يبدو لك ذلك غرورا ولكنها الحقيقة .

Rehana 10-03-20 02:28 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
احاطت رقبته بيديها , هز جايسون رأسه :
- لقد اخبرتني ليل كم كان مؤلما بالنسبة لك معايشة هذا الجو من الملاحقة والمطاردة من قبل الصحفيين ولم أدهش لرغبتك في الاختفاء .منتديات ليلاس
أسند جبينه إلى جبين شيلا :
- اقترح أن علينا من الآن ان نحمي نفسينا من المتطفلين.
- لن تكون بحاجة إلى ذلك . من الآن لن اختفي ابدا وكذلك ليل . إنها تريدك ان تنشر لقاءها معك. إنها مستعدة لمواجهة الجمهور من جديد.
- لا , لست أنا من سيفعل ذلك , إنها قصتها هي ويجب ان تصفها بنفسها وبكلماتها . والوقت مناسب تماما . سيكون قد مضى واحد وعشرون عاما تماما على اختفائها . ما رأيك ؟ يمكننا ان نقدم ذلك تحت اسم عودة ليليان .منتديات ليلاس
- والبداية الجديدة لحياة الصغيرة شيرلي إليزابيث.
جذب جايسون شيلا نحوه , همست شيلا :
- جايسون ربما قد تحدثنا بما فيه الكفاية.
- نعم .. نعم , وماذا يلي في البرنامج ؟
نظر إليها مبتهجا :
- ان تحبني , إلى الأبد.
همس:
- إذن كما يعرف الجميع , على المرء ان يفعل ما يوكل إليه من عمل .


تمت

Zakia jo 21-05-20 11:54 PM

رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الساعة الآن 02:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية