لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-16, 02:03 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306799
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: عَزف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عَزف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عَزف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حين تلتحم الخطايا/بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ ...
-لا تلهيكم عن الصلاة والعبادة-


حين تلتحم الخطايا ( البارت الرابع )


ليس من شوق إلى حضن فقدته

ليس من ذكرى لتمثال كسرته

ليس من حزن على طفل دفنته

أنا أبكي !

أنا أدري أن دمع العين خذلان ... و ملح

أنا أدري ،

و بكاء اللحن ما زال يلح

لا ترشّي من مناديلك عطرا

لست أصحو... لست أصحو

ودعي قلبي... يبكي !

محمود درويش
**


قبل سنه /

تحاول ان تصرخ بلا جدوى وآلامها تشتد عليها من كل جهة ولازالت تشعر باشتعال النار في رقبتها ، برغم السطح البارد الذي تستلقي عليه ، كأن حرارة الكون وضعت جسدها المرتجف حاولت ان تضبط انفعالها وتهدأ نبضها وتتنفس ببطء
عضت على شفتها وعقلها يعيد ذكرياتها واحبابها كلهم .

هذا دمي وهذا حزني اين ابي وامي عنّي ؟ دمعها الذي حبسته طوال سنين ابى ان يخرج في تلك اللحظة ، دعت بقلبها كثيرًا ان تموت بسلام بلا الم او حزن وبلا ذاكرة وبلا كل المآسي التي مرت بها ،اغمضت عينها بوهن : يارب مابي اموت زي الـ
تعثرت الكلمة، لم تخرج علقت وسدّت مجرى تنفسها 'منبوذه' ان تموت كالمنبوذة في العراء ، سقطت على قلبها كصخرة ...

**

تستلقي على الثلج الناعم ودمها القاني يعانق بياض الارض ، كانت كالجثه الملقاه على قارعه الطريق ، وكأنها خطيئة لوثت طهارة الصفحات البيضاء وصفائها ...

على الطريق الخالي كانت تنظر حولها بقلق وخوف من ان تكون قد تاهت في الطرقات المتفرعه ، خففت من سرعتها وهي تقرأ اللوحات ببطء حتى وقعت عينها على "ماريا " .. ملقاه في الثلج تسبح في بركة من الدماء المتجمدة ، وجسدها الذي بهت لونه ومال للازرق كان واضحًا لها وان كانت بعيدة ، اوقفت السيارة وركضت باتجاهها بخوف شديد وهي تحاول جس نبضها

**
الآن 2015 / اسطنبول ...

عمر وهو يحدث المرأة: حسنًا ، وكم تملـ
فجأة صدر صوت تحطمٍ عالِ فالتفتت المرأه بخوف خلفها : يا الله ما هذا الصوت
ذعر عمر من الصوت وقال بهمس: يا مصيبه
المرأه بتوتر : اعذرني لارى ما الذي حصل
ناداها عمر : لا لا ارجوك لم يبقَ الا القليل
المرأه وهي تصعد الدرج : لن اتأخر
اخرج عمر هاتفه بسرعه واتصل بيوسف الذي رد عليه فورًا : اطلللع يا غبي جات جااات
يوسف بعزم : خلاص الحين القاه بس دقـ
سمع يوسف صوت خطوات يقترب من الغرفة ، تجاهلها وهو يبحث بين الملفات الكثيرة
خطوة ، اثنتان وتقترب اكثر
، ويوسف تحت هذا التوتر ، يحاول تجنبه لكن سيكشف امره لا محالة
يوسف بهمس مرتجف وهو يسمع يد الباب تدار : يارب لا يارب ابعدها عني يارب

وقفت المرأة امام الباب لتفتحه
من خلفها : امي
التفتت اليه ليردف : ما الذي تفعلينه امام مكتب والدي ، ان علم بانك دخلتيه حتمًا سيفجر البيت بصراخه
نظرت اليه : لقد سمعت صوت تكسر شيء ما من هُنا
ابتسم الشاب : امي اسف لقد اسقطت الطاولة فحسب

نظر للخلف ليرى عمر واقف بتوتر : من هذا الرجل ؟
التفتت وهي تنظر لعمر : اهه انه طالب يجمع احصائية ، شهقت بخفه :يالله لقد تركت الصبي المسكين خارجًا
قال الشاب: الم ينتهي عمله
قالت الام : لا اعلم يا صغيري ، عندما سمعت الارتطام تركته هكذا امام الباب ، لاذهب اليه


**

تنفس يوسف الصعداء وهو يسمع خطاها مبتعدة عن الباب ، ثم نظر امامه ورفع الملف عاليًا وابتسامة جميلة قد ارتسمت على شفتيه


**


وقف امام السيارة بحزن وهو ينظر لاضواء غرفتها المغلقه تنهد وهو يكره نفسه حين يسافر ولا يودعها ولكن صوتها اوقفه
ماريا وهي تعدو بإتجاهه : باابا ...
التفت اليها ، اقتربت منه وضمته بقوة : انا اسفه والله والله تكفى سامحنا
التعدت عنه وقبلت كفه وجبينه بحب : ترجع بالسلامة
ابتسم لها وقبل رأسها : انتبهي لنفسك

**

في السيارة يحادث الطبيبة

فهد بنبرة جافة : لا تحسبي حسابك ماتوقع راح تزورك ماريا بالايام الجايه
الطبيبة بتفهم: ماريا بنت طيبه كتير وعانت كتير بليز ما تضغط عليّا ، بعرف انها بتعزبك
فهد وهو ينظر للطرق المزدحمه: تعذبني كثير
الطبيبة : اتخيل انك عايش حالتها بتشوف موتك كل يوم وما بتموت ، ارق وتعب وكوابيس غير هاد كلو ما عندا اخوات لحتى تطلع حزنها
فهد وهو غير مستوعب حتى الان حال طفلته: بس انا اشوفها متقلبه مادري ، تضحك وتنكت وفجأة تقلب وتعصب
الطبيبة : ماريا هي من هالنوع ما بتحب حدا يشفق عليّا ويهتم فيها على هالاساس ، بس صدئني لما تختلط مع ناس غير وتشغل نفسها راح تتناسى
ابتسمت الطبيبة: وعفكرة اعجبت بافكار ماسيو سلطان كتير ، علاجها بدون ما تحس وعقابك الها فكرة حلوة
ابتسم فهد بدهاء وهو يتذكر ان كل ما حصل كان خطة منه هو وسلطان عدى جزء ارسال الرسالة : يعطيك العافيه على قد تعبك واغلق الخط ...


**


تحتضن الوسادة بقوة وكأنها تفترسها ، تنتقم للنوم الذي يأبى ان يجيئها بعصر الوسادة بين اناملها ، تقاوم كل رغبة تحثها على ضرب رأسها بالحائط ، الصداع يفتك بخلايا عقلها وهي لا تستطيع مقاومته

تنظر للساعة بعينٍ نصف مغمضه 3:15

الظلام الدامس يدفعها على هاوية الجنون اكثر ، الصداع يدهسها اكثر ويفرد جناحيه على بساط رأسها

عقارب الساعة من جهة اخرى تستفزها ، تك تك تك
نظرت للساعة من جديد 3:20
صرخت بألم وهي تضرب رأسها : خلااااص

من جهة اخرى تدق الباب بفزع : انسة ماريا هل انتي بخير ؟
صرخت : دعيني وشأني فاطمة
فاطمة وهي لا تزال تطرق: اريد ان اطمئن عليك فحسب
ماريا وهي لا تحتمل الالم صرخت : انا بخير

رمت برأسها على الوسادة وهي تتنفس بسرعة : يالله تعبت تعبببت ابي انام

واغمضت عينها لتجبر نفسها على النوم ...


**

الساعه الثامنه

فتحت عينها بخوف وهي تشعر بشيء يزحف ماحتها ، واذ بافعى ضخمه صفراء اللون تقترب ناحيتها
انفرطت شفتيها لتصرخ ولكنها لم تستطع واطرافها ثقيلة وكأنه تدبست بالفراش ، نزلت دموعها بضعف وهي تحاول فعل اي شيء يردعها عن الاقتراب
التفت الافعى حول جسدها الغض وبدأت باعتصارها حتى شعرت ماريا باضلعها تتكسر
اغمضت عينيها بألم ثم فتحتها لتجد ذلك الوجه المألوف ولكن ذلك الوشم موسوم على جبينه كخطيئة لا تمحى ، ككلمة مذنب التي لا تدينه بذنبه حتى ، يضع يديه حول رقبتها ليخنقها ...


**

استيقظت بفزع والعرق قد بلل جسدها تمامًا وضعت يدها خلف رقبتها وهي تتلمس النتوء بالم
حاولت ضبط تنفسها السريع ولكن يدها امتدت لهاتفها لتتصل بسلطان
ماريا وهي تنظر للوحة علقتها امام سريرها : ايه تعال بسيارتك وخذني ، مالي حيل اسوق حتى

واغلقت الخط وهي ترمق اللوحة التي يطغى عليها اللون الاصفر بحنق ...


**

توقفت سيارة سلطان امام المبنى الضخم وهو عبارة عن شكل هدنسي يوحي من بعيد بحرف f ، اما عن هيكله الزجاجي كان يعكس جميع ما حوله

نظر لماريا : اليوم يمكن اتأخر دقي على السواق يرجعك
نزلت ماريا وهي تهز رأسها ايجابًا ...


تقدم للداخل بخطوات يحفظها وهو ينظر للصالة الواسعة المزينة بالباركيه البني وقطع السجاد الفخم ، باستقابله طاولة خشبية تجلس خلفها موظفة الاستقبال
اما من الجهة اليسرى كانت توجد قطع من الارائك المفرّقه بلون السكّر الاشقر وفي اليمين كانت توجد طاولة طويلة بنية من خشب السنديان وقد رصت اكواب القهوة عليها بترتيب وبجانبها الة صنع القهوة ، فقد كان الدور الاول عبارة عن صالة استقبال فخمه ذات طابع عصري
اما في الدور الثاني الذي يقع به مكتب سلطان كان امام المصعد لوحة ضخمه لاول ساعة صنعتها الشركة ووكانت نتشتر على اليمين لوحات اخرى ، صورة لمعطف واخرى لنظارة والعديد من منتجات الشركة التي اكتسحت الاسواق حتى وصل انتشارها لمطعم في كاليفورنيا واخر بالرياض وسلسلة فنادق فعائلة الفهاد تملك الكثير من المبدعين ...
اما في اليسار مدخل واسع يضم العديد من المكاتب المفتوحة ذات طابع بسيط ولكن متعدد الالوان وجدران زجاجيه بالكامل فعلى عكس الطابق السفلي الرسمي كان طوابق الموظفين مليئة بالابداع والافكار والشغف ، لانه تنص احدى بنود الخدمة العمل في بيئة تساعد على الانتاج فعلى مدار كل سنتين يقوم الموظفين باعادة تصميم وهيكلة طوابقهم ومكاتبهم كما يرغبون ...

دخل سلطان للقسم بابتسامته المعتادة وصبّح على الموجودين وانسل لمكتبه المغلق بهدوء

**
وقفت ماريا امام المقهى الصغير في الاستقبال ، اخذت كوب قهوتها وشكرت البائع بينما تقدم عمر ناحيتها وقال : السلام عليكم
ابتسمت وردت بلهجتها : وعليكم السلام هلا
توسعت عينا عُمر وهو ينظر اليها : عربية ؟
بهدوء قالت: وسعودية بعد
نظر عمر لعينيها القرمزية الواسعه وشعرها المصبوغ بالاسود ولكن قد بدا شعرها الفاتح واضحًا عند الجذور هيئتها التي لا توحي ابدًا بمظهر فتاة عربية ...
عمر بانذهال: مشاء الله مو باين بالذات عيونك تبارك الرحمن
ماريا وقد انزلت نظرها للاسفل: طلعت بعيوني على امي
رفعت نظرها مجددًا وقالت بمرح: وماقلت انك بتجولني بالشركة ولا غيرت رايك؟
اشار عمر لها بيده لتتقدم: هو انا اقدر اصلًا ؟

**

عمر بإبتسامة وهو يسير بجانب ماريا : منو بقيت ما عرفتك عليه ؟
ماريا بضحكة : هو انت بقيت احد الله يصلحك
اشار عمر باصبعه لمكتب والدها الذي يقع امامهما مباشرة في الطابق
: هذا عاد مكتب صاحب الشركة فهد الفهاد
هزت رأسها بينما اشار لباب : وهنا مكتب شريكه
رفعت ماريا اصبعها بتخمين وهي تضرب الارض بقدمها كالطفلة : دقيقه دقيقه امم العناد لا لا العيّاد صح
ضحك عمر وهو ينظر لها ولحركاتها البريئة: ههههه العوّاد ، يوسف العوّاد
قطبت حاجبيها وهي لا تتذكر جيدًا سوى اسم سيف ، يبدو ان ذاكرتها بتدأت تصدأ على الاحرى
ماريا وهي ترفع اصبعها كطالبة : الحين ممكن اسألك شيء ؟
عمر بابتسامة : سئلي براحتك
ماريا : انت كويتي صح ؟
همهم عمر بالايجاب لتكمل : ليش لهجتك كذا مثلنا
عمر وهو يشير بسبابتيه لها : نقطة حلوة ، برافو عليك والله
اكمل بهدوء: انا قضيت عمري كله مع سعوديين فأثروا علي كثير فصرت احجي مثلهم تقريبا
ماريا وهي تهز رأسها : تمام , انا رايحة مكتبي
ابتسمت : وشكرًا على الجولة السياحية


**

في مكتب يوسف..

يجلس امام المكتب بتملل شديد ، فهو يكره الجلوس وكما يعتقد ان الجلوس يولّد الكسل ويبطئ نشاط العقل
وقف وبدأ بالمشي جيئه وذهاب في المكتب وعيناه تتلصصان على كل شيء اللوحات الجدارية المتقنة ذات الالوان الهادئة والمريحة للعين ورف الكتب الذي لا يتخلى عنه شقيقه في اي مكان والرائحة التي تزيد شوقه اليه ذاك الذي ترك بصمته في كل زاوية من هذا المكتب وفي ذاكرته


فتح عُمر الباب واطل برأسه : يصير ندخل حضرة المهندس
ابتسم يوسف بشفقه على حاله : يا حلم ما اكتمل !
دخل عمر واغلق الباب خلفه : يا معود وش لك بالكرف والتعب ، اقعد بمكتبك معزز مكرم
يوسف وهو لا يزال يمشي : ياخي مليت وش هذا بس جالس ابي اتحرك ابي احس اني على قيد الحياة
عمر بنبرة غريبة: نبضات قلبك هي اللي تحدد حياتك او موتك
استغرب يوسف قليلًا من نبرته ولكنه لم يعره اهتمام ، جلس على المقعد امامه : اسمع الحين احنا في الخطوة الثانية من البحث ، لازم اخلي بونايف يثق فيني وهو مغمض عينه
عمر وهو يهز كتفيه بعدم ارتياح : انا اقولك نبطّل
نظر اليه يوسف بتعجب ، اردف عمر بنبرة عالية : اييه ايه نبطّل ، فهد ماله بالمشاكل وماله علاقة باللي صار ، غير كذا وقت الحادث كان بامريكا
يوسف : اسمع بونايف كان اقرب لسيف بعدك ، وغير كذا هو الخيط الوحيد
فكّر يوسف لثوان قليلة ثم قال : لازم نعرف سبب سفرته هناك
عمر :اكيد كان رايح يشوف شغله
يوسف : اي شغل ؟
عمر وهو يضرب جبينه : نسيت اقولك ، هو له مطعم بكاليفورنيا
يوسف باعصاب تالفه : وليش ماقلت لي من اول
عمر: طافت عن بالي
وقف يوسف وهو ينظر للمباني من نافذته الشفافه : خلاص اليوم بنبدأ نجمع معلومات عنه ونشوف كيف ندخل مزاجه


**

صباح اخر في العاصمة / الرياض

والشمس ترسل اشعتها الحارة في ارجاءها ، فلا صيب السماء قد نزل ولا نسيم عليل قد مرّ من هُنا
في فلّه ضخمه تسقط في بقعة بعيدة عن مركز المدينة ، كانت اسوارها العالية المزخرفة بالنقوش قد ميزتها عن الفلل الباقيه ، وبالداخل كان المنزل عبارة عن قطعة زجاجية فخمه قد شكلت على هيئة منزلٍ يذهل البصر منذ النظرة الاولى ، ولكن الستائر الطويلة كانت حائًلا دون رؤية ما بداخل المنزل ..

نزلت فتاة السابعة عشر بخطواتٍ واسعة على الدرج الرخامي بالرغم من وجود مصعد ، وهي تحاول جمع شعرها القصير بلا جدوى فتركته بنعومته حرًا يغطي جزءًا من رقبتها الطويلة
تثاوبت فاغمضت عينيها وهي نضع كفها على فمها
حتى شعرت بشيءٍ غريب لين عالق في خفّها وبعد ثانية شعرت بحرارة تلسع طرف ابهام قدمها نظرت للاسفل ثم رأت شمعة بل المئات من الشموع موزعه على الدرج بترتيب ورائحة الفانيلا العبقة غطت المكان
صرخت وهي تعرف الفاعله جيدًا ، هي بالتأكيد شقيقتها الوحيدة والطائشة : جماااانه وجع !

نزلت الدرج بخطى واسعه لتجد شقيقتها التي تكبرها بـ ثمانية اعوام ، تجلس في وسط الصالة الفخمه تضع سجادة ذات زخارف غريبة وحولها الكثير من الشموع على شكل مربع مع فتحه لتستطيع الخروج من مربع الشمع ، مغلقة لجميع الستائر وعلى الطاولة امامها وضعت المبخرة ، وفوق رأسها قماش ذو الوان صارخه تعمي البصر من بشاعتها
جود وهي تقف بغضب: ردّي لا والله انادي امي عليك مريضه وش هذا
جمانه التي كانت تجلس على الارض بوضعية " اليوغا " لم تفتح عينيها حتى: وش الشيء اللي اهم من جلسة استرخائي ؟
جود : هييه حنا ببيت مو منتجع الحمد الله البيت كله شموع صاحية انتي ؟ وبعدين وش ذا الخياس اللي على راسك اللهم عافنا بس
فتحت عينيها ببطء والتفت اليها : شوفي يا جود والله لاقوم اتوطى ببطنك ، كيفي يختي بيت ابوي حرة احط فيه اللي ابي
جود وهي تصرخ : يمممه الحقي المجنونة شوفي وش مسوية بالبيت
نزلت والدتهم من الدرج بسرعه ودفعت احدى الشموع فانكسرت
ثم صرخت جمانة بعصبية : يمهه سمّي باللله
والدتهم : بسم الله الرحمن الرحيم ، انكسر الشر
دخلت ام جمانه الصالة ثم شهقت وهي ترى الشمع وحالة جمانة التي لم تكن غريبة اطلاقًا : صاحية انتي وش مهببه قومي ضفي عفشك يالله صباح الخير
وقفت جمانه وهي تنظر لجود بحقد : والله الواحد لا يسترخي ولايرتاح شدعوة كلها شمعتين
دفعتها جود بخفه من كتفها : توكلي ستر الله عليك يا جده

هذه هي حياة العائلة الصغيرة ، ما بين جنون جمانه واتزان جود تقف والدتهم لتمنع اشتباك الاختين اللتان لا يفرق بينهما سوى الطبع ، فقد ورثتا كل شيء عن والدتهما التي لازالت تحتفظ ببعض جمالها المخبئ بين طيات العمر الذي سرق منها الكثير من شبابها ...


**

ادار مفتاح الباب بهدوء وهو يطل برأسه داخل الشقة نظر ليجد الصالة امامه مطفأة الاضواء
دخل واغلق الباب خلفه واقفله ثلاثًا وهو يتوجه للداخل ، لغرفة والدته ليجدها مستلقيه على سريرها وعينيها معلقة بالسقف
اقترب منها وهو يتنحنح لتعرف بوجوده رفعت رأسها وابتسمت
قبل رأسها ونظر لكفها ليقبله ولكنه وجدها تغلق يدها بشدة فخمن انها تحمل صورته او بالاحرى صورة شقيقه المتوفى
يوسف : كيفك اليوم ؟
هزت رأسها : نحمد الله
نظر للساعة ثم اليها : وليش حبيبة ولدها مانامت للحين
ابتسمت من دلاله لها وقالت بمرح : نتنظر ولدها ينومها ويقولها قصة
قفز يوسف الى السرير : ما طلبتي شيء عيوني لك كم نورة انا عندي
نظرت اليه وهي تضحك: وش بتسوي يالاخ ؟ هههههه
اشار لصدره : بنومك وش بسوي
ابتسمت بعذوبة وقلبها يدعي ان يطيل الله في عمره واستلقت بهدوء على صدره وصورة الاخر لا تفارق مخيلتها ، سيف حبيبها وابنها وتؤام يوسف ، اغمضت عينيها وعقلها يعود للخلف قبل سنين عديدة عندما عزم ابنها الرحيل لتركيا ....


**

في الرياض ..

يجلس سيف بتوتر وشقيقه بجانبه صامت كعادته التي تغيرت عندما مات سيف
تقف والدته وهي تلوح بيدها : يعني ليش هناك ليش برا ليش مو عندي
سيف وهو ينفض شعره بقسوة: يمه حبيبتي الرجال يبي اوقع عقد شراكة فاهمتني ش ر ا كه قالها ببطء شديد لتستوعب والدته
قالت نورة بحدة : وليش ما يوقعها هِنا ان شاء الله
سيف : يمه هنا هو عنده مسثمرين وشركاء واجد وقال يبي احد ثقة بتركيا وانا المرشح الاول افهميني ، بيئمن لي مسكن في احسن وارقى حي وسيارة وكل اللي احتاجه
نطق يوسف اخيرًا : بس بالنهاية انت اللي بتخاطر بمبلغ كبير عشان تشتري حصه كويسة من عنده
سيف وهو ينظر حوله : الوضع بتركيا متدني وببيع ٣٠٪ بسعر ولا اكبر منافسيه يحلم فيه ، انا بطور خط الانتاج وبشتغل على كل شيء
يوسف وهو يلفظ ببرود : وان ما نجحت ؟
وقف سيف ونظر لشقيقه : يوسف انا مو زيك احسب حتى طول المسامير عشان لا تنهدم البناية انا تاجر والتاجر لازم يخاطر انا حسبت كل شيء ومتأكد من خطوتي هاذي باذن الله
نظرت اليه والدته وهي تتنهد بصوت عالي : انت وش دخلك بهذا كله وماهو من مجالك ، اشتغل بشهادتك وبتعين خير

**
توقفت ذاكرتها هُنا بعد خروج سيف غاضبًا وهو يردد : انا راح اخاطر
وها قد خاطرت باغلى ما تملك يا صغيري حياتك ! واملي الوحيد فيك ، كنت فخورة بك ولازال حتى بعد مماتك ، اعلم بانك لم ترمي بنفسك للهلاك بل اقتاتوا روحك للموت اوانا بعيدة عنك ، يومها اتصلت كثيرًا ولم اجب لانك لم تزرني ارسلت الكثير من الرسائل (ادعي لي ، نسيتي نبرتي وانا اقولك حلوة اللبن؟، سامحيني يمه وحلليني )
طفرت دمعتها على قميصه وكفها يقبض على الصورة اكثر بلوعة الام التي فقدت طفلها
رحمة الله عليك يا سيف .


**

فتحت هاتفها وضغطت على الرقم المعتاد فسمعت الرسالة المعتادة : اترك رسالتك بعد سماع الصافرة ... بدأت بالحديث بالتركية

همست بشجن ملأ الكلمة : امي !
اشتقت اليك كثيرًا .. كثيرًا جدًا
اتصلت لاخبرك بأني اشتقت اليك ، اشتقت لصوتك امي
صمتت قليلًا تستجمع حزنها : كل يومٍ اصلي ادعو كثيرًا لئلا تنسيني ارجوك لا تقولي بانك كذلك .
امي كل يومٍ ارى كابوسًا ، ارى الموت يا امي
ابكي كثيرًا ليس لانني اعتقد بأني سأموت بل لأني خائفة ان اموت قبل ان اراك واقبل رأسك . امي انا لا اعلم مالذي يحصل انا خائفه خبئيني عندك وردّي علي ارجوكِ
نشجت بقهر ومسحت دمعها وهي لا تزال لم تقفل الخط ، نظرت للهاتف وقالت بصوتٍ كسير : احبك مهما يحصل امي احبك ابنتك ماريا
واغلفت الخط بحزنها هذه ربما كانت الرسالة الخمسين التي تتركها لوالدتها هذا الشهر فهي لاترد ومساعدتها لا ترد وماريا لا تستطيع الذهاب اليها لتطمئن حتى

وضعت رأسها على المكتب وغرقت في حزنها وبلحنها الممتلئ بالدمع : كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي و أنت في القلب مثل النقش في الحجر أنا أحبك يا من تسكنين دمي إن كنت في الصين، أو كنت في القمر


**

نزل من الطائرة التي لا تضم سوى ١٠ اشخاص كان يتقدمها فهد بمشيته وسطوته التي تأسر القلب فعلى الرغم من سنواته التي جازوت الاربعين بكثير فلا يزال يتمتع بلياقه قد لا تجدها في ابناء العشرين ، نظرة ساحرة وعينان تأسران القلب بلونهما الفاتح ، ووجهه الصافي الذي لم تظهر سوى خطوط خفيفه تؤكد كبر عمره بالاضافه للشيب الخفيف الذي لم يضعفه بل زاده وقارًا
خلفه يمشي رجلان من رجاله احدهما يحمل حقيبته السوداء الجلدية الفخمه من ماركة الشركة نفسها


**


تقدم السائق السعودي وهو يفتح باب الروزرايس له : نورت الرياض يابو نايف
ركب بونايف السيارة وهو يلفظ بثقل : الله يسلمك

رفع الهاتف الايفون ذي الشريحة السعودية الجديدة وضغط عدة ارقام يحفظها
بونايف: اسمع بكرا الصبح شوف شغلك
....: لا تخاف بنحافظ على الامانة
بونايف: ايه مابي ولا غلطة ، تدري شكثر متأمل فيك
.....: كل شيء راح يكون تحت السيطرة
واغلق الخط ...


انتهى ....

 
 

 

عرض البوم صور عَزف  
قديم 31-01-16, 03:42 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306799
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: عَزف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عَزف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عَزف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حين تلتحم الخطايا/بقلمي

 

حين تلتحم الخطايا

( البارت الخامس )

**
هُنا كنّا تلاقينا
فناجى الحبّ قلبينا

وفي يومٍ سعى واشٍ
فامسى وصلنا بينا

وضِعنا في متاهاتٍ
حيارى رغم انفينا

**
قبل سنة ..
الولايات المتحدة ..

كان النور الساطع يخترق ظلمتها ، يناديها من غياهيب اللاوعي ، عودي لنفسك ، استيقظي واتركي العالم خلفك
فتحت عينيها ببطء ورائحة المعقمات وهاجم شعيرات انفها ، اخذت نفسًا عميقا وبصرها يلمح بياض الاغطية والجدران ، حاولت رفع جسدها المنهك ولكنها تراجعت عندما اعتراها الالم ، رفعت اصبعها وضغطت الزر بجانبها وبدأت بالبكاء والصياح

مرت ثوان حتى دخلت الطبيبة الصهباء وبجانبها الممرضة وتبدو عليهما امارات الدهشه
اقتربت الطبيبة وهي تحاول تهدئتها وامساكها
نظرت لها ماريا بضعف : انا انا لا اتذكر شيئًا اين انا نظرت الطبيبة لعينيها : لا بأس ستتذكرين اهدأي ارجوك
جلست على السرير بانكسار وهي تضم سيقانها : لماذا انا هنا ؟ مالذي يحصل لي

تقدمت الطبيبة وهي تجلس بجانبها وتمسح على رأسها : دعيني افحصك وستكونين بخير عزيزتي
اقتربت منها ماريا لتعانقها وهي تبكي ، لم تمانع الطبيبة هذا وعانقتها هي الاخرى لثوان ثم خرجت من غرفتها تاركة ماريا نائمة هناك
**
بقيت ساكنه حتى سمعت صوت الباب المغلق ، رفعت رأسها واخرجت الهاتف الذي سرقته من معطف الطبيبة توا عندما عانقتها
ضغطت الارقام التي تحفظها غيبًا على شاشة الهاتف ، سرعان ما تحول همسها الخافت ودعائها ان يجيب صاحب الرقم الى شتائم ...

**
الآن 2015 / الرياض ..

امام قصر ال فهاد الشهير والذي يقع في مركز مدينة الرياض فتحت البوابتان الذهبيتان والتي وضع على مقبضاها كتلتين من الذهب المصقول والذي نقش عليها بخط كوفي محترف: الفهّاد

دخلت سيارة الروز من البوابة ، للمدخل الفخم الذي وضع على جانبيه احواض من الزهر ومن خلفها حدائق مشذبه بعناية تقدمت السيارة تشق طريقها على الطريق الذي كان مزينًا ببلاطات سكرية وزرقاء حتى يكاد للناظر ان يحسب نفسه في وسط نهرٍ صاف ، قطعت السيارة الطريق الذي كان اشبه بقرية صغيرة تقع في فرنسا ، حتى وصلت اخيرا للمدخل الرئيس وكان في المنتصف نافورة من ماء الورد وحوضها الذي امتلأ ببتلات الورد المقطوفة حديثًا ،فعلى الرغم من حرارة الشمس التي قضت على الرائحة النقية الا ان نافورة الزهر كما يسميها اصحاب المنزل كانت تطفي على المكان رونقًا وخاصة بالليل عندما تشع من فتحاتها الصغيرة نورًا اشبه بالنجوم

نزل فهد وهو يستنشق الرائحة ، رائحه وطنه المعبقه بالورد وان لم يكن مغرمًا به لذلك الحد ،
تقدم للباب ودفعه بهدوء ليجده مفتوحًا وفي استقابله زوجته التي كانت بجانبه تبدو صغيرة بالسن ترتدي جلابية مطرزة ، اقبلت عليه وهي تضمه بعشق : الحمد الله على سلامتك يا نظر عيني
ابتعد قليلًا ثم قبل كفها : الله يسلمك ويخليك لي
نظرت له لدقيقة تجمع الدمع في عينيها : والله اشتقت لك
مسح دمعها بانامله : يابعد روحي وانا اكثر
نظر حوله بتوجس : واشتقت للعيال
نظرت حولها وابتسمت : نايف بالدوام كالعادة ، ورهف نايمه
نظر لساعته بغرابة : للحين ؟
قالت ام نايف: والله ماتنام الا مع طلعة الصبح هذا حالها
صمتت لثانية ثم هتفت وكأنها تذكرت توًا : يووه نسيت ابو جمانة بالمجلس ينتظرك ...

**
دخل بونايف المجلس وهو يسلم ليقف بوجمانة بابتسامة وهو يضمه بحراره ، صديق مراهقته وشبابه وربما شيخوخته ايضا
بوجمانة : وينك يارجال وش هالقطعه ؟
جلس بونايف : انت ادرى بالشغل
بعد السؤال عن الحال بدأت علامات الجدية ترتسم على وجه بونايف
: قل لي وش سويت بالموضوع اللي قلت لك عليه
بوجمانة : ماشيين على الخطة ، بس فيه ملاقيف يلفون علينا يافهد
نظر له فهد بإبتسامة : اعرف كيف بتصرف معاهم ، انت كمل الهطة زي ما اتفقنا ونشوف كيف يلعبون مع فهد الفهّاد

**
بعد يومين من الرتابه ...


يا دمعًا كالشوك علق في مقلتيّ ولم يزل ، على كل لحظة قلت له عد ولم يكترث لتحذيراتي واوهامي كما يعتقد ، ليس الثأر ما ابحث عنه ان الانتقام عذرٍ سخيف يتخذه كل احمق ليبرر شناعة افعاله . كل ما اريده هو ردع السوء عن باقي الناس فكرة ان رجالًا قتلة يتجولون براحة بينما يريقون الدماء وكأنه كوب قهوة اريق على الرصيف هي بحد ذاتها مرعبة ...
هذا ما ارّق عقل يوسف وابعد النوم عن عينيه تنفس بعمق واتجه للخارج ، للحديقه المشتركة بين اهالي المبنى ، شعر بنفحة هواء باردة لطفت الجو الحار ،
استنشق الهواء بعمق وبدأ بالعدو ، كانت هذه احدى طرائقه التي يغلب فيها ارقه الذي بدأ يزاوله في الايام الاخيرة منذ بدأ بالنبش عنه ، المشتبه به الاول فهد بن نايف الفهّاد ، وصمة شرف في تاريخ هذه العائلة المعروفة جدًا بنشاطها وابناءها حادي الذكاء

**

قبل يوم /في شقه عمر
١٢ - منتصف الليل
نظر امامه لكل الصور المعلقة فرك رأسه بيده بقوة وهو يهتف لعمر : مستحيل يكون فيه انسان بهاذي .......

ضاعت الكلمة منه
مد عمر له بكوب القهوة وهو يهمس: الدقة والكمال
يوسف بدون ان ينظر له : بالضبط

رمق يوسف المكان حوله صالة متوسطة الحجم لا يشغلها الكثير من الاثاث بسيطة الى حدٍ معقول يطغى عليها اللون الاسود بالمجمل ولكن التحف الملونة والوسائد اضفت على المكان بعض البهجة

اغمض يوسف عينه يحاول ان يستجمع افكاره وهو يحفظ كل ما بحث عنه بمعية عمر
: فهد تزوج مرتين الاولى جابت له نايف و رهف
والثانية تركية جابت له ملاك

فتح عينه ووقع بصره على صورة نايف ، النسخه الكربونية من فهد الاكثر شبابًا يمتلك نفس النظرة الثاقبة وتلك العينين الفاتنتين وعوارضه شديدة السواد زادت جاذبيته كوالده ،
وفي جهة الزوجة الثانية لم يجد لها اي صورة او اي تعريف سوى اسمها:
نِهال أدوتشين

رفع عُمر ورقه اخرى او بالاحرى شهادة وفاة مصدّره من مكّه: ملاك فهد الفهّاد ، متوفية عن عمر يناهز ١٧

باقتضاب كان يتحدث وكأن شيئًا ما لا يعجبه بهذه الابنة ...
ورقة اخرى و فتاة اخرى قال يوسف : ماريا فارس نايف الفهّاد

ابنة اخ فهد الذي توفي في حادث سيارة شنيع اودى بحياته وزوجته وابنة فهد ووالد فهد 'نايف'

والناجية الوحيدة : ماريا التي لم تصب باذى كبير سوى بعض الكسور وجرح عميق في مؤخرة رأسها ادى لمكوثها في غيبوبة لحوالِ اسبوعين ثم استفاقت
قال عمر كتلطيف للجو 'البوليسي الجدي' : نفس اسم الموظفة الجديدة ،نظر ليوسف : عرفتها
امال يوسف شفتيه : هو انا اعرف القديمين عشان اعرف الجدد ؟
عمر وهو يحاول تذكيره : اول يوم اشتغلت البنيه اللي نادت سلطان لما كنا نتكلم ، اللي عيونها حلوين
صمت لثانية ثم اردف: وااايد وايد حلوين
انفجر يوسف ضاحكًا : ههههههههههههه حلوة ذي وانا شدراني
قلد عمر ونبرته الحالمة : واايد حلوين اجل ؟ ههههه
صمت يوسف لثوان ثم تذكر : اييه بس مالتفت لها ، قصدي ما دققت
يوسف وهو يحاول ان يستوعب : طيب مو معقول تكون نفسها بنت اخوه ؟ بنت اخو سلطان فهد
هز عمر رأسه بنفي شديد : لااا مستحيل ، صح انها تتكلم سعودي وملامحها شوي عربية بس ماتوقع ، تدري وين تشتغل ، بالارشيف
رفع يوسف حاجبه : ويعني ؟
عمر بتبرير : يعني من المستحيل يوظفها عمها بشغله نفس هاذي ، شوف سلطان على سبيل المثال يعني
وبعدين اكو شيء ثاني بس .....
قال يوسف يستحثه للحديث : بس ايش ؟ شفيك انت قول اللي عندك
عُمر بتردد : يعني اتوقع انها بعلاقه مع سلطان
نظر يوسف له بدهشه لم يستوعب ماقيل له للتو : مستحيل
عُمر : استغفر الله يعني بس اربع وعشرين ساعه ويابعض يعني وكلامهم وحركاتهم مو مال موظفه ومديرها
يُوسف بخبث: طبعًا حطيت عينك على بنت الناس انت ووجهك ذا
عمر بارتباك : حسبي الله على بليسك ، كذا ظنك فيني يابوبدر ؟
ابتسم يوسف : والله مادري عنك وش مهبب


نظر يوسف للورقة الاخيرة سلطان بن نايف الفهّاد شقيق فهد والذي تولى العناية به هو الاخر في نفس سنة وقوع الحادث

تنهد يوسف ولكن عقله لا يزال مشوشًا بعض الشيء، ماريا ، سلطان.

نقطة ضعف لابد ان يكون هناك نقطة ضعف في كل هذا ، نقطة ان ضغط عليها بقوة هدمت كل تلك المثالية ، ماهي هذه النقطة ؟

**
توقف امام باب العمارة مجددًا وعاد لغرفته بصمت وهدوء كما خرج وكان السؤال لايزال يرن في اذنه ، ماهي نقطة ضعفك يا فهد ؟

**
في حي آخر ، اكثر ترفًا

ركبت السيارة وبهدوء سلمت
بإبتسامة عابثه باغتها سلطان: من سيارتي لسيارة زوجك يا كريم

ردت ماريا بإبتسامة هي الاخرى : بعدك ياعم


اتجه للطريق خارج مركز المدينة ، كان من احد الطرق الخالية من اعمدة الانارة ولا يزينها سوى ضوء القمر والنجوم المتلألأه في صدر السماء فتحت ماريا النافذه واستنشقت الهواء الصافي من الملوثات بنهم شديد وكأنها تود تجديد رئتيها تمامًا
انعطف مع مخرج ثم توقف بعد ان قطع ثلاثة كيلومترات

نزلا من السيارة واخذ سلطان سلة من المقعد الخلفي وتوغلا بين المروج الخضراء على طريقٍ يحفظانه عن ظهر قلب ..جلسا على جرف السهل الممتد امامهم ، كان المكان حالك الظلام سوى من مصابيح الزيت التي كانا يخبئناها في الكوخ الصغير خلفهما
لكان المنظر صباحًا اكثر جمالًا من الان هكذا فكرت ماريا وهي تنظر للاسفل

اتى النسيم البارد ليحرك شعر ماريا المنسدل
همس سلطان : قرب الشتاء
نظرت اليه : بترجع للرياض ؟
اعاد سلطان جسده للوراء واراحه على العشب ووضع يديه خلف رأسه : انتي الوحيدة اللي مصبرتني على هذا كله
استلقت هي الاخرى : بس بعرف وش لاقي بالرياض ومو لاقيه هنا
التفت اليها : اهلي ، اصحابي ، الغربة غربة اهل واحباب يا ماريا مايفرق المكان دام انه يجمعنا
قالت بصوت رخيم: الله يسهل لك ويحفظك
تنهد وهو يود ان يدير دفه الحديث اليها : وانتي ، كيف الشغل والناس والزحمه
ماريا : مادري بس لما شفت الناس والعالم والحياة ، ليش انا الوحيدة اللي احس بالضياع ، بالموت وكل هالحزن
سلطان وهو يشعر بنصره وقد تحقق ما اراده بالضبط : مانتي وحيدة في حزنك ، كلنا نحزن ونتعب بس مانبين للناس
قالت ماريا بشيء من الاختناق: موبيدي انسى شيء ، ماقدرت اتأقلم مع اللي صار ، اموت مية مرة باليوم من خوفي ، ماني لاقيه الامان في اللي حولي

جلست ونظرت اليه والدمع يملأ عينها دون ان يسقط : ماقدر اصلي كويس اوسوس كثير وادعي كثير بس ماقدر دايم انسى واضيع تعبت

جلس سلطان قبالتها وقال بجدية : ان الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ، خذي خطوة جادة في كل امورك وبتلاقين ربي يوفقك

فهمت ماريا مغزى حديثه الذي يدور عن سترها الآن : بيجي يوم وربي بيهديني
وقف سلطان ونظر اليها : لو جاتك سكتة ومتي هالحين متى بتستقيمين ، الموضوع مو مقرون بهداية الله انتي اعملي اول عشان تستحقين هالهداية ، ماريا انا ساكت على وضعك احترام لخصوصيتك

وقفت ماريا وهي تنظر اليه : الدين ماهو اجبار يا استاذ طيب
وابتعدت عنه عائدة للسيارة وهي تلف خصلات شعرها على اصيعها وتشدها بعصبية ، عادة سيئة اخرى لا تتخل عنها ماريا في عصبيتها ، لحق سلطان بها وامسك بذراعها : الدين ماهو اجبار ادري ، ولا جبرتك على شيء بس قدّري نعم الله عليك واشكريه
هدأت ماريا وهي ترى هدوء كلماته : ان شاء الله .

**
اسطنبول - الثامنة صباحًا

تجلس بالسيارة بملل ، بدأت باللعب بتنورتها السكرّية الطويلة وعقلها يتذكر ملاعب التنس ، النادي ورشاقتها
تأففت وهي لا تتذكر اخر مرة مارست بها الرياضه
تعلم في قرارتها بقوامها الطويل الممشوق فهي دائمًا احبّت جسدها فهو متوسط بين النحالة والسمنة تعد *رويانه* بمصطلح اخر ، ولكن ممارستها للرياضه امر بعيد كل البعد عن القوام فقد كانت تولي لصحتها اهمية كبيرة فيما مضى ..

تقدمت للأمام قليلًا وهي تهمس بالتركية : توقف هُنا
هز السائق رأسه باطاعة وتوقف جانبًا
نزلت ماريا بإبتسامة : تشكرّادريم

**

كان يقود السيارة بمهل حتى سمع صوت طقطقه في الخلف نظر للمرآه وتنهد واوقف السيارة على جانب الطريق ونزل ليتفحصها ، نزع معطفه في السيارة باهمال ثم تنبه لسلاحه الذي اصبح مكشوفًا فسحبه من حزامه بالخلف ووضعه في درج السيارة

**

نظرت حولها بانشداه للمباني العالية وكان لا يزال على وصولها للشركة الا عدة مبان ، رفعت رأسها للأعلى وهي تتأمل انعكاس الحياة على اسطح المباني
، ولكن شيء ما لامع جدًا اثارها اكثر ، تقدمت للامام حتى اصبحت امام المبنى تمامًا ركزت نظرها للأعلى لاخر طابق ، للسطح واصابتها الصدمة وهي ترى رجلًا يرتدي ثيابًا بيضاء ناصعه يثبت شيئاً ، واخرستها الصدمة حين انتهى من تثبيته وجلس خلفه كانت تصوب نظرها على سلاح رشاش عيار 50 ...


انتابتها رعشه والذكريات السيئة التي تعانق اللون الابيض تزيدها توترًا ولكن لما حاولت قياس امتداد التصويب وقعت عينها على رجل يرتدي قميص اسود مشمرًا اكمامه يجلس امام العجلة الخلفية لسيارته ويبدو انها معطلة ، رفعت عينها للاعلى ثم للرجل المسكين الذي رفع هاتفه ويبدو انه لا يعلم مالذي يخطط لاجله


تقدمت بغريزة لا تعلم ماهيتها بسرعة باتجاه الرجل

يوسف وهو يحادث عمر : مادري ، انا قريب من الشركة و....

لم يشعر سوى بيدين على ظهره حاول الاستدارة ولكن نبرتها المألوفه لم تمهله الكثير وهي تصرخ : اخفض رأسك
ثم تهالت الطلقات عليهما ، وبدأ الناس بالصراخ والسيارات اطلقت ابواقها للصياح بحدة تصم الاذان

يوسف الذي انصاع لليدين خلفه وبدأ بالجري محاولًا تفادي الطلقات الطائشة التي اصابت الناس حوله عض على شفتيه بقهر انزاله مسدسه في السيارة حماقه كبيرة منه

ثم مرة اخرى تقدم الجسد امامه عادت اليد الناعمة لتمسك معصمه وهي تجره للجهة الاخرى من الشارع ، لم يلمح شي سوى تنورتها السّكرية التي كشفت عن ساقيها وهي تجره بقوة لاحد الازقة البعيدة


**
ثم اخيرًا توقف اطلاق النار
وضعت يدها على صدرها وهي تحاول استيعاب الادرينالين الذي افاق جسدها من خموله التفتت اليه وهي لازالت تتنفس بسرعة: هل انت بخير
نظر اليها وعقله لا ينسى ، عينان لم يرَ مثلهما او لم يعر غيرها هذا الاهتمام ، عينان واسعتان وطويلة تشع ببريق قرمزي مائل للاخضر مريحتان وتبعثان للدفأ وقد بدا له الصوت معروفًا:
اتمنى ان تكونِ استمتعت بالفلم القصير
اغمضت عينيها بعدم تصديق : انت ! لا يعقل ابدًا
همس ببطئ وهو ينظر لقلادتها الذهبية : آلفهّاد
قطبت حاجبيها : نعم ؟
وقعت عينيه على عينيها تمامًا
يوسف وهو يحاول اخراج نفسه من سحر تلك الفاتنتان : واضحة الصدف
ماريا وهي تنظر بشك : كل شيء له تدبير مافيه شي اسمه صدف
يوسف وانفه بدأ بالانزعاج حقًا من الرائحة في ذلك الممر الضيق : كيف شكله ؟
تنهدت وهي تتذكر : لابس ابيض ومعاه بندقيه

خرج من الممر نظر لسيارته وقاس البعد بنظريه وهو يهمس : مُستأجر ،
نظر لاحد المباني واشار باصبعه : كان هناك ؟
نظرت ماريا لاصبعه وهزّت رأسها بحيرة : ايه
نظرت له بريبة: كيف عرفت ؟
التفتت اليها :انتبهي لنفسك وروحي لشغلك
نظرت اليه بحنق: دقيقه بس ، انت مين عشان تأمر علي ووش صلتك فيني عسى ماشر ان شاء الله
اقترب منها وبحدة قال : صدقيني اللي بتسوينه لمصلحتك ولمصلحة الناس ان قلتي حرف واحد راح يلحقونك ويذبحونك فاهمه

شعرت بضعف كبير وبدت تشتد عضلاتها خوفًا همست بهدوء: بببب بس
اقترب منها بهدوء ونظر لها باصرار : انسي اللي صار وانسيني سمعتي ؟ غلطة او حرف ممكن يكلفك باقي حياتك
هزت ماريا رأسها برعب منه ومن نظراته ومن كل الذي جرى لهما
وابتعدت عنه مكملة طريقها للشركة وهي لا تزال ترتجف كطفلة

**
تقف امام النافذة ترقب الشرطة والضجيج بالاسفل وتبحث بعينيها عنه بطل هذه القصة ، الرجل الذي لا تعرف عنه سوى نبرة صوته المميزة التي تثبت كالرنين في الاذن وعيناه اللتان تشعان بالقوة والهيبه في آن واحد ...

فتح سلطان باب مكتبه ليجدها واقفه بصمت ، ازدادت ضربات قلبه خوفًا من ان يكون اصابها مكروه اقترب منها ووضع كفه على كتفها
التفتت اليه وهي لاتزال في صدمة من سرعة الاحداث
نظر سلطان للنافذه : كنتي من الموجودين وقت الحادث
ماريا بهدوء : وشفت مسبب هالفوضى
توسعت عيناه وهو يرى برودها القاتل : وماتكلمتي ؟ ليش

ماريا وهي تترك مكانها: ماله داعي
صرخ سلطان بعصبية : والناس اللي انصابوا وتضرروا وش ذنبهم في غبائك ؟ انتي مقدرة حجم سكوتك يضرهم ويضرك
ماريا وهي تخرج من مكتبه: ذنبهم انهم كانوا بالمكان الغلط وبالوقت الغلط
التفتت اليه ونظرت له : انا اللي باكون في مصيبه ان تكلمت ولا تسألني ليش
امسكت بالمقبض وهمست اخيرًا : ومحد بيضيع حقه
اتمسك ولو بأملٍ صغير لذلك الشاب الاسمر ، نظرته تلك لم تكن عادية بل هو يعرف من تهجم عليه وسوف ياخذ بحق جميع من تضرر ، هذا ما آمله
**
في مكتب يوسف ، بعد هدوء الاحداث في الشارع لاتزال الشركة في حالة فوضى وضجيج لم يعتده يوسف ، لكن وبرغم الازعاج استطاع ان بيتجمع افكاره وهدوئه وعيناه على الكيس البلاستيكي الذي يضم ثلاث اغلفة للطلقات من السلاح الذي كان مصوبًا اليه تحديدًا ولم يصبه ولو بخدش بسيط ،
فُتح باب مكتبه فأخفى الكيس بسرعه داخل سترته السوداء ، نظر له عمر بريبة وتوجس وجلس امامه : وش صاير ؟
مد يوسف الورقه البيضاء الصغيرة لعمر الذي قرأها بصوت عالي : لا تخليِ فضولك يحفر قبرك جنب اخوك .
رمى عمر الورقة : قلت لك مانبي نتورط يا يوسف
وقف يوسف وهو ينظر لعمر : يعني كنت داري ان كل شي مدبر ؟
عمر وهو يتنهد : سيف كان اعز اخوياي ، اكيد ماراح يذبح نفسه بس كل شي حولي يقول ان اللي ورا هذا كله شخص كبير ما ترك وراه اي اثر عشان كذا تخليت عن البحث
نظر له باصرار : وانت هم لازم تتخلى
يوسف وهو يعض شفته بعصبية : كل اللي سووه مجرد تهديد ، الطلقات كانت عشوائية بس باحترافية، انصابوا ناس كثير كان مقصدهم اخاف وما اتأذى ، يعني باختصار قرصه اذن على حساب غيري
نظر عمر للورقة بيده : وين لقيت هاذي اجل ؟
يوسف وعقله في فلكٍ اخر : مكان التصويب

**
قبل دقائق ، عندما فرت ماريا خائفة ، تتبع مكان ركضهما ليجد. الرصاصات كانت مصوبة باتقان في جهات بعيدة عنهما ، رفع رأسه ونظر للضجيج حوله وعشرات المصابين المأججين بدمائهم ، شعر بالقهر يتغلغل داخله اكثر، ما ذنب الابرياء بما يحصل لي ، تتبع الاثر حتى اقترب من سيارته ليجد محفظه ملقاه على الارض
رفعها وهو. يتأكد من عودتها لتلك الفتاة ، فتحها ليجد ورقة مستطيلة تحمل ٥ صور ، يبدو انها صورة ملتقطة في غرفة تصوير في مدينة ملاهي
تظهر فيها ماريا بشعرها الاشقر الزاهي يتغلله اللون البنفسجي وتضع على رأسها قبعه *ميكي ماوس* وبجانبها فتاة اخرى محجبة بوضعيات تصوير مضحكة ..
استغفر ربه وهو يبحث عن شيء يدل على صاحبتها ، اعترته صدمة كبيرة اخرى وهو ينظر لصورة اخرى في الجهة المقابلة للصورة الاخرى

نفس الفتاة لكن هذه المرة كان شعرها الفاتح نقيًا دونما شوائب او الوان اخرى تبتسم ويدٌ سمراء تغطي عينيها ونفس صاحب اليد يقبل رأسها من الخلف ، صاحب اليد الذي لم يخطئ يوسف في معرفته بالرغم من عفويته في الصورة 'سلطان الفهّاد'

ورقته الرابحة بين يديه ، ابتسم وهو يغلق المحفظه ويدخلها لجيبه ، توالت الافكار والمخططات لعقله في ثوانِ ، فاجمل الصدف جمعته بفتاة قريبة لعائلة الفهّاد لكم سيسهل بحثه ان اقترب منهما قال في نفسه واكمل مسيرته ...

تقدم للمبنى المكون من ٤٠ طابقًا ، استغل الفوضى الحاصلة فكان عبوره للادوار في منتهى السهولة حتى وصل للطابق الاخير ، فتح المصعد ليجد بضع درجات وباب حديدي ضخم مشرع لآخره ، تقدم للسطح الواسع ونظر للسور القصير اللذي بالتاكيد ساعد القناص في مهمته ، للحظة كاد ينسى نفسه وشعر وكأنه يحلق في السماء وبين السحب وهو ينظر للمباني حوله والمشهد الذي كان يعطي الكثير من الهدوء سوى اصوات ابواق الشرطة وصياح الناس الذي لم ينقطع حتى الان ، لفت نظره بالون احمر مربوط بحجر ، تقدم له بعجلة ليجد ورقة بيضاء اسفل الحجر كتب عليها بقصاصات الورق : لا تخليِ فضولك يحفر قبرك جنب اخوك .

نظر للارض المليئه باغلفه الطلقات ، اخرج من جيبه كيسًا بلاستيكًيا يحتفظ به دائمًا ومنديل ، رفع احد الاغلفه بالمنديل وهو يهمس : براونينغ
ثم وضع الغلاف مع اثنين اخرين في الكيس وخرج من المكان كما دخل ، وصل التهديد كما يجب له ان يكون ...

**

في الرياض

نظرت جود اليها بخوف : جج جمانه
بقيت للمرة الرابعه بدون رد
مدت يدها بتردد امام وجه جمانة التي بقيت فاتحه العينين ومشدوهه وكأن شيئا مهما تراه ولكن على العكس لم يكن امامها سوى الحائط
جود بخوف حقيقي هذه المرة: جمانه شوفي والله ان طلعتي تطقطقين علي بدعي عليك ، فيك شي ؟
بقيت جمانة صامتة فزاد حنق جود التي وقفت مزمجرة : والله انجني بكيفك مالي دخل
وخرجت من غرفة جمانه ثم عادت مرة اخرى وجلست قبالتها
جود بحنان : جمجم تكفين عاد خلينا نطلع والله طفش
انتظرت دقيقه وهي ترى جمانة على وضعها
وقفت على السرير ثم صفقت بيدها وبدأت بالصراخ
فجأة انتفضت جمانة ونظرت اليها : الله يشفيك صاحية انتي
جلست جود من جديد : انتي اللي صاحية وش تسوين ؟
جمانة وهي تتنفس بهدوء : كنت احاول اتوغل في عقلي الباطن واعيش غيبوبة وانا صاحية بس خربتي علي كالعادة
وقفت جود وهي تمسك بيديها : قومي يلا بس خل تتوغلين خلينا نطلع
اغمضت جمانة عينيها وكأنها تستغرق في التفكير : بوافق بس على شرط واحد
قفزت جود بفرح : امري اللي تبين
فتحت جمانة عينيها : تدورين معاي على مايكل
فتحت جود فاهها باستغراب : نعم مين مايكل ذا ؟
ابتسمت جمانة : جوالي مايكل

هزت جود رأسها بالموافقه ثم خرجت من غرفة جمانة وهي تهمس لنفسها : كان لازم ابوي يسمعني ولا يوافق لك تدخلين علم نفس .

**

اسطنبول / الثانية ظهرًا
رفعت ماريا هاتفها واتصلت بها مجددًا وهي شبه فاقدة للامل في رد جمانة على اتصالاتها ولكن فاجئها الرد السريع
جمانة : مرحبًا عميلنا العزيز في اتصالات جمانة للاستفسار اضغـ
صرخت ماريا بفرح : جمجم ، وينك ماتردين عالجوال لي كم وانا اتصل عليك
تنهدت جمانة : والله ضاع مايكل يختي
ماريا بحزن : وعسى لقيتيه بس
جمانة بإستياء: شرايك يعني ؟ لو مولاقيته ماكان رديت
ضحكت ماريا : طيب وين كان ؟
جمانة : تخيلي لقيته ورا الثلاجة ، كنت دارية ان سيرال *خادمة منزلهم* داسته عني
ماريا : ايهه خلاص ماعلينا من سيرال ، المهم انا متورطة يابنت الحلال ابي مخك
ضحكت جمانة : ماعرفتي كيف تترقين صح ؟
استغربت ماريا : كيف دريتي ؟ وجع كل شي تعرفينه انتي
جمانة : حبيبتي عندي ابوي اطبق عليه استراتيجيات ويكب العشا عندي ، المهم بقولك انا الحين طالعه مع جود لارجعت كلمتك


واقفلت الخط ...


انتهى ...

 
 

 

عرض البوم صور عَزف  
قديم 07-02-16, 06:45 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306799
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: عَزف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عَزف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عَزف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حين تلتحم الخطايا/بقلمي

 

حين تلتحم الخطايا
( البارت السادس )


الصدمة التي لا تقتلك لا تجعلك اقوى ، انها تجعلك شخصًا اخر....


**


قبل سنة ...
الولايات المتحدة الامريكية
تضع الهاتف على اذنها بتوتر شديد وعينها على الباب

ماريا بتعب : مادري وين انا بالضبط بس متأكدة اني خارج ساكرامنتو
الرجل على الخط الآخر : طيب خليك معاي دقيقة بتتبع الرقم

وضع هاتفه على الطاولة ثم نادى احد الرجال : عبدالله
دخل عبدالله الغرفة المتوسطة المليئة بالشاشات والراديوهات والكثير من الاجهزة : هلا شبغيت ؟
نواف : في رقم ابيك تتبعه لي بسرعه
عبدالله : على امرك
واخذ الورقة المدون الرقم عليها وخرج ...

نواف وهو يعود اليها : بكلم بوخالد وفرقة الدعم

سعلت وهي تصر على اسنانها : دبر اللي قلت لك وتعال بدون محد يدري ، مو لازم نسوي بلبلة وضجة ونلفت الانتباه

ارهفت سمعها للاصوات المقتربة من غرفتها ،
اقفلت الهاتف بسرعة وهي تدسه تحت وسادتها ...

في تلك اللحظة بالذات ادير مقبض الباب ف اغمضت عينيها واستلقت على السرير بسرعة مؤدية دور المريضة المتعبة والنائمة ..


دخلت الطبيبة الصهباء مجددًا وهي تنظر للممرضة : يجب نقلها الى ساكرامنتو حاًلا ، وردنا اتصال من الشرطة يبدو انها كانت مختطفه
لم تبد ملامح الدهشه ابدا على وجه الممرضة وهي تهز رأسها استجابة لاوامر الطبيبة


اقتربت الممرضة منها وبدأت في معاينتها وتفحصها ...

**

فتحت عينيها براحة بعد خروج الممرضة ، رفعت جسدها ثم نزلت من السرير بصعوبة شديدة تأملت الغرفة الخالية من جميع مظاهر الحياة سواها

وقفت على الارض الباردة فاحست بقشعريره غريبة زادها ارتعاشًا ، موجة هواء باردة ضربت ظهرها المكشوف

اكملت خطاها نحو الباب
واقفلته تنفست بعمق وتقدمت للحمام 'يكرم القارئ' الصغير وقفت امام المرآه وهي تتلمس شحوب وجهها والهالات التي كانت كالبقعه السوداء على وجهها ، فتحت ازارير الرداء الطبي الخفيف لتنكشف لها اثار تعذيبهم لها ..

كان اغلب جسدها مليئًا بالضمادات ، وكل بقعه قابلة للإيذاء ، عدى اماكن الضماد ، كان بقية جسدها مليئا بالكدمات الزرقاء ، لكن الوصمه الاكبر والافجع كانت تختبأ خلف خصلات شعرها الذي قصوا نصفه وقطعوه بايديهم ، كان هناك وشم بارز لايزال ينزف وضمادته مليئه بالدماء التي لم تتوقف بعد حتى بعد ان حُرق ، تجاهلت كل هذا وهي تفكر بالقيام ببعض التمارين البسيطة لتمديد عضلاتها


**

بعد دقائق اصبحت قدرتها على الحركة اكثر مرونة من قبل ، كان الباب يدق بهدوء ، اقتربت خلف الباب وهي تهمس : لاحقه عالاكشن

ثم فتحت قفل الباب بابتسامة ...

**
في رواق المشفى كانت نفس الممرضة تدفع سرير ماريا وفي معيتها ٣ ممرضين آخرين يدفعون السرير لإخراجه لسيارة الاسعاف المستعدة لنقلها الى ساكرامنتو ..

اما امام المشفى بين الاغصان الجافه ، والكتل الثلجية تقف سيارة سوداء مظللة وبداخلها رجلين ، ضرب احدهما كتف الآخر الذي كان مستغرقًا في نوم عميق : هيا استيقظ وانظر
استيقظ الاول ليجد سيارة الاسعاف وحولها ٣ سيارات سوداء مصفحة
نظر لصديقه : هل يعقل انهم سينقلونها الى مكان اخر
قال الاخر وهو يتبعهم بلا مبالاة :نعم الم تسمع جهاز التنصت ؟ المهم ان لا نفقد اثرها كما قال الرئيس ...
**

في احد ممرات المشفى ، كانت الممرضة المنشودة تمشي بهدوء وهي تسند جسدها الى الجدار الى ان وصلت لأحد ابواب الطوارئ المؤدية للخارج ...
**

وصلت للمواقف الخارجية لتجد دراجتين ناريتين يجلس على احداهما رجل ذو بنية ضخمه لم تظهر ملامحه بسبب الخوذة التي يرتديها

اقتربت اليه ونزعت الكمامة عن وجهها المرهق وسط نظراته المعجبه او بالاصح المندهشه من نجاح خطتهما ...
اخرج من كيس كان بجانبه بذلة سوداء وخوذة ومدها لها:
يلا لا نتأخر ...


**

اسطنبول /٢٠١٥ الآن ..

3:00

هي ساعة ، ساعه واحدة فقط تهالت على هاتفها الاتصالات والرسائل والتنبيهات ..

لمجرد السلام ارادت ان تتجاهل اتصالات والدها ليس كرهًا له ولكن عجزها عن تفسير هذه الفوضى لنفسها كفيل بان يعجزها ايضا عن التفسير لشخص اخر ، لكن لا حل اخر امام اصرار والدها فأجابت

لدقيقه كاملة كانت صامته خلف هذيان والدها وحديثه الكثير وكلماته المتقطعة لم تفهم حرفًا مما قال وكأنه يطرح عليها سؤال / اكملي الجمل
(صار لك شي ، تأذيتي ، سلطان ،طلق النار ! ، وين كنتي ، ماريا ، خفت .....)

كان يهذي هذا ما اعتقدته للحظة ، حتى هدّأ من روعه بنفسه وبات يتحدث بهدوء اكثر : انصاب احد في اضرار ؟
ماريا ببرودها المعتاد : لا
بونايف : كنتي موجودة وقت اللي صار
...: لا
بونايف : ها وش مسوية بموضوعنا ؟
تلاشى برودها عند ذكره لتحديهما : جاري البحث ، بس واضح انه في مدير هنا ما يوظف الا بشهادة حسن سيرة وسلوك
ضحك بونايف : لا لا ، فيه مدير مخلي مهمته لك
شهقت ماريا : لا تقولها
بحماس بونايف: هو فيه ثغره ، كنت ناوي اتدبر وضعها بس لما طلعتي بسالفه التحدي قلت اخليها تحترق بجحيم ماريا

ماريا بضحكة : مستحيل احد يعلى عليك بهالمواضيع
اردفت : بس على فكرة في حربي كل الوسائل مشروعة للفوز كذا سلطان قال لي

يونايف وكأنه للتو تذكر : سلطان قدم تصريح ؟
ماريا وهي تلف بكرسيها نحو الشاشة : سلطان على جميع شاشات تركيا في هاللحظة ...

**
في القاعة الصغيرة التي لا تضم سوى قلة من الصحفيين الذين سيبرزون كأول من غطى هذا الحدث السياسي المهم كما اوهمهم سلطان ..

في تلك اللحظة كانت تقف احدى الصحفيات موجهه حديثها لسلطان : سيد سلطان كما وردنا ان الهجمات كانت بسبب الاوضاع السياسية المضطربة المتعلقة بتركيا، لكن سؤالي هو هل هدف هذا الهجوم استهداف السيد فهد رئيس هذه الشركة ؟

شكرها سلطان ثم تحدث بصوته الجهوري الذي لفت الانظار ، بالاضافه لجاذبيته التي جعلت اغلب الصحفيات مشدوهات ليس بسبب وسامته الخارقة ولكنه كان بتمتع بحضور قوي وشخصية جعلت منه قذيفه في مدفع التصريحات الكثيرة والخطابات والرد على الصحف : الكل هنا يعلم استراتيجية موقع الشركة والذي يقع في وسط العاصمة التركية مما يجعله عرضة للهجمات وحتى الآن لم يتبين الفاعل لكنني اؤوكد للجميع ان السيد فهد غير مستهدف على الاطلاق ، ليس لان شركتنا تلقت الضرر الاكبر يعني باننا مستهدفون من قبل اي جماعة ولكن الاوضاع ستجبرنا على اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الوقت ، من لديه استفسار اخر ؟

رفعت العديد من الايادي ، اختار سلطان احد الصحفيين الذي عرف نفسه : مراد من صحيفة *****

هز سلطان رأسه وابتسم : تفضل
اكمل مراد : سيد سلطان هناك ما نُشر عن عضو مجلس الادارة والشريك الجديد : السيد يوسف
ونطق بتكسير : العوّاد
هل يمكن القول بان هذا اعتراض صريح وواضح بعدم قبوله وعدم تمكنه من هذا المنصب بالاضافة لسنوات الخبرة الذي يفتقر اليها ؟

تنحنح سلطان : على العكس تمامًا الجميع يرحب بالسيد يوسف بيننا ، وهو كما تعلمون الوريث الشرعي بالوصاية على املاك شقيقه المتوفى ، له كامل حرية التصرف بها كما يريد بموافقة المالك فهد

نظر سلطان لساعة الحائط ثم اعتذر للصحفين منهيًا بذلك التصريح الذي ابتدأ بلقطات للحدث والمصابين بالاضافه الى صورة يتيمة غير واضحه باللون الابيض والاسود من كاميرات الشارع التي اظهرت طيف ماريا وهي تعدو ممسكة بيوسف وهما يتفادان طلقات النار بجانب علامات استفهام كبيرة وواضحة باللون الاحمر ، من تكون البطلة ياترى ؟
بعدها كان تصريح سلطان الذي انهاه باجابة استفسارات الموجودين
**
اغلقت ام يوسف التلفاز بقلق وهو يبث اخيرًا تصريحات سلطان .
وضعت يدها على قلبها وكأنها تلقت للتو نبأ مقتل سيف ، فرت دمعة كسيرة من عينها ، سيأخذونك مني كما اخذوا شقيقك ، سيقولون جازفت، وذنبها اردى ابنيها قتيلين ، اشعر وكأن ماحل بي عقاب على كل السوء الذي احدثته ، ما ذنب صغاري بي ، بغروري وانانيتي ، يالله اخذت الاول وذهب قلبي احم لي الآخر والا سيذهب عقلي وابقى عجوزًا مسنة بلا امل .
الامل ، دمعة اخرى نزلت وهي تتذكر زوجها 'بدر' الذي كان يردد ان شعلة من الامل ستنير طريقهم .
اين الامل يابدر امات معك ام مع سيف ؟



**

دخل يوسف المنزل وتفكيره منصب بوالدته التي استعجلت مجيئه باتصال مقتضب جدًا نظر عن يمينه لاندفاع الهواء الذي اتى مع والدته التي همت بتقبيله واشتمام رائحته بحب ودمعها يسقط على قميصه كالنزيف
ابعدها قليلًا ومسح دمعها باطراف اصابعه : مافيني الا العافيه هذاني قدامك جعل عيني ما تبكيك
انهال دمعها مجددًا : قلت لك نرجع لديرتنا مو راضي
يوسف بهدوء : قضاء وقدر
رفعت سبابتها بحدة : طيارتنا باقرب وقت ونرجع فاهم
امسك يوسف بكتفيها لتجلس على اقرب اريكة وهو يهدئها : ونترك كل تعب سيف يا يمه ما يصير
نظرت له بحزن : يعني يصير تروح من يدي بس ما يصير تضيع الفلوس صح ؟
بجهنم الفلوس اهم ما عندي انت يا يمه
نظر لها يوسف طويلًا ثم قال : بغير كل شيء هنا
نظرت له باستغراب : كيف ؟ وش قصدك
قال يوسف : يعني نغير مكان الاقامة بنسكن بمكان اكثر امان
نظرت له بريبة : وانا لين ذاك الوقت وش بسوي
مسح على رأسها بإبتسامة غبية : بتروحين لخالتي شرايك
همت والدته بالاعتراض لكنه قال قبلها : اول شيء انا بغير المكان وثاني شيء يبيلك احد يداريك ويونسك مافي احسن من خالتي وبناتها لهاذي المهمة وثالثا من زمان لك عنهم وعن الديرة غيري جو
صمتت والدته امام الحاحه وطريقته في اقناعها فقالت بتردد : بس تمرني من وقت لوقت
وضع يوسف اصبعه على انفه : على هالخشم تامرين انتي بس
وقبل رأسها وخرج عائدًا لعمله

واكتملت المهمة ابعاد والدته قدر المستطاع عن الاحداث الشائكة التي تحوم حوله ، هذا ما يتمناه على اقل تقدير ...


**


دخل من البوابة الكبيرة التي فتحت له على مصاريعها ، ولرفاعة مكانته وشأنه لم يكن الحراس على استعداد ان يخاطروا او حتى يفكروا ان يفتشوه ، انرلوا اعينهم خشيه منه وهو يمر بجانبهم بتعابير جدية ومهيبة في الوقت ذاته ، كان ما يريحه هو خوفهم منه ، تناقلهم انه عديم الرحمة وقاسي لا يغضبه ابدًا بل يزيده ثقه بانهم لا يجرؤون ان يخدعوه حتى ..

اجتاز الحراسة الاخرى امام احدى غرف المستودع البالي ، دخل الغرفه وجلس على احد الكراسي الجيدة نوعًا ما بالنسبة لهذا المكان
نظر للجالس خلف الطاولة : لازم تغير هالزبالة اللي انت فيها
رفع الآخر جسده عن الكرسي واقترب منه : بركاتك
جلس امامه ورفع اقدامه على الطاوله الخشبية امامه : وصل التهديد ؟
ابتسم بخبث : زي ما خططنا بالضبط
تنفس بهدوء : ماهو زي سيف ابد ، مستغل ذكائه بس عاطفي
قال الآخر : نقطة ضعفه واضحة رغم كل مميزاته
قال وهو ينزل اقدامه من على الطاولة : العب عالوتر
وقف خارجًا : لا توصي حريص


**



نظرت للملفات حولها بتأفف ثم حولت نظرها لشاشة الحاسب وهي لم تجد ولا ثغرة بحجم ثقب الابرة في رؤساء الاقسام
نظرت لهاتفها من جديد ولفظت بقهر : ولاشيء للآن
جمانة : بلا غباء ، اكيد ماراح تلقين عليهم شيء لا بالنت ولا بملفاتهم ولا ما صاروا مدراء
ماريا وهي تمشي في المكتب الصغير : مستحيل انسان ما يخطي محد معصوم الا كان ملاك او
جمانة وهي تكمل : او ان ابوك ذكي لدرجه اختار الصفوة من موظفينه عشان هالمناصب الكبيرة
ماريا وهي تنظر للارشيف حولها ثم طرأت لها فكرة : انا غبية
جمانة باعتياد : توك تكتشفين
همست ماريا بحماس : لا لا جد ، بدال ما ادور ثغرات الموظفين ليش ما ادور بمشاكل الشركة

جمانة بحماس وهي تفهم فكرة ماريا : صححح ، المشاكل اللي ممكن يسببها موظف
ماريا بخبث: ومو اي موظف يقدر يسويها الا موظف خاين
جمانة وهي تؤيدها : خاين يملك ثقة ابوك والموظفين لدرجة محد يشك فيه
ماريا بفرح : سلطة بحيث حتى لو انكشف يقدر غيره يغطي عليه
اغلقت الخط وهي تتجه نحو الارشيف الالكتروني وطبعت على محرك البحث : ازمة
ليظهر لها على اقل تقدير الاف الروابط
حكت ذقنها ، يجب تقليص النتائج وتغيير محرك البحث
طبعت الآتي : تسريب
فظهرت لها قرابة ٥٠٠
من جديد كتبت -تسريب /الفهّاد -٢٠١٥-٢٠١٤-٢٠١٣
فظهرت تقريبًا ٣٠٠
تنهدت وهي تقرأ التواريخ : تسريب مجموعة الشتاء ١٥/١/٢٠١٤
وقعت عينها على كلمة تسريب والفهّاد باللون الازرق ضمن مقال اخر مذيل بتاريخ ٢٠١٥ : الفهّاد: سيتم تصفية الموظفين وتسريب المجموعات للمنافسين يناقض شرف المهنة
مقال اخر : مجموعة التألق لـ تاونايدر *شركة وهمية* تنفي تحريضها لتسريب تصميمات شركة الفهاد وتقول في بيان ......

لمعت عينها وهي تبحث عن التصميمات ،فظهرت لها تقريبًا عشرة اسماء بحثت عنها جميعها حتى توقفت عند الاسم السادس ، رئيسة قسم التصاميم : سارا

بحثت عنها واكتشفت ترقياتها السريعة من مراسلة بسيطة لرئيسة قسم التنفيذ و الانتاج

وجدت الكثير من العناوين المؤديه اليها دخلت لرابط صفحتها على الانستقرام ثم صعقتها الصدمة بعد دقيقة حتى وصلت لاواخر الصور مما هو مجموعه ٧٥٠ صورة

تتعلق برقبته بإبتسامه عفوية والاخر يبتسم وهو يرفع هاتفه ليصورهما

تبدو في الصورة اصغر سنًا وربما شعرها الاسود الطبيعي غير شكلها ولكن رئيسة القسم التي لا يخطأ اثنين في رسم ذاك الشق اعلى جبينها يبدو ان علاقه ما تربطها بهذا الشاب ، سرعان ما تلاشى شكها حين وصلت لصورة اخرى لها وهي ترفع كفها بإبتسامة ويظهر خاتم فضي في اصبعها
نظرت للتاريخ قبل سنتين

هزت رأسها وهي تبحث عن عنوان مؤدي لذلك الشاب حتى وصلت لصفحته وليس صفحته فحسب بل الى عنوان منزله ايضًا ...


**

نصف ساعة واقفة امام المبنى وهي تنتظر السائق
رفعت هاتفها لثالث مرة بغضب : اين انت حتى هذا الوقت ؟
السائق بارتباك : تعطلت السيارة ، لا اعلم كم سيستغرق اصلاحها

اغلقت ماريا الخط ثم اتصلت بسلطان
سلطان : خلاص راجع لك ، انتظريني في الحديقة اللي ورا الشركة
اغلقت هاتفها بتردد وهي ترى طيفًا يمشي خلفها التفتت ورائها لتجد الشارع هادئ وخالي على غير العادة ، لابد ان سبب ذلك هي تلك الاحداث التي حصلت صباحًا ، لكن ما لفت نظرها هو طيف اسود يمشي بهدوء ، كتمت انفاسها ومشت باتجاه الحديقة مبتعدة عنه ولكنه لم يفارقها ، اسرعت خطواتها فاسرع الطيف خلفها

انزلت يدها وهي تتفحص السكين المثبتة حول فخذها ثم دست يدها في حقيبتها مخرجة مسدسها
اسرعت باتجاه الحديقة محاولة تضيع ذلك الطيف ولكنه مايزال يلحق بها

توغلت في منتصف الحديقة ثم توقفت فجأة وهي تصرخ : ابتعد والا ساطلق النار
ثم التفتت اليه بغضب وهي لا تلمح سوئ السواد : انا امتلك تقرير نفسي اقتلك هُنا ولا اتضرر
لوحت بالمسدس اليه مباشرة : ابتعددددد عنيييي

وفجأة بدون سابق انذار شعرت بجسد اخر يقترب منها فلم تتمالك نفسها و .....


انتهى ..

 
 

 

عرض البوم صور عَزف  
قديم 15-02-16, 10:34 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306799
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: عَزف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عَزف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عَزف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حين تلتحم الخطايا/بقلمي

 

السلام عليكم "
اسفه عالبارت المتأخر ! بس كانت الشبكة عندي مفصولة وماقدرت انزل البارت $ بس رضاوتكم بارت طويل وان شاء الله يكون قد المستوى المطلوب

قراءة ممتعة # ...



حين تلتحم الخطايا


البارت السابع(7)

**

" السرُّ في مأساتنا

صراخنا أضخمُ من أصواتنا

وسيفُنا أطولُ من قاماتنا"

-نزار قباني-

**


قبل سنة ، الولايات المتحدة الامريكية ...

كل مافي الامر انني لازلت في حالة من الصدمة، النجاة من الموت بهذه الطريقة مرعب ، احاول عبثًا ان اصرف تفكيري لمنحى اخر بعيد عن هذه الهاوية التي تقترب مني ، تًبا لكل مؤامراتهم ضدي و محاولاتهم تعقبي ...
لم يكن لدي فرصة اخرى سوى الهرب ، في المعارك يعد الهروب في احيان جبنًا وفي احيان اخرى يعد قوة وذكاء وانتصار صغير ، لكن لم تزل هذه الحرب حربي ولن يخوضها غيري

اخذت نفسًا عميقًا وهي توقف دراجتها النارية عند احد المنعطفات ، نظرت للخلف حيث توقف هو الاخر باستغراب ونزل لها : ليش وقفتي ؟
ماريا بهدوء : دبرت السيارة اللي قلت لك عنها ؟
نظر لها : انا مو فاهم ولا شيء للآن
ركزت نظرها لعينيه خلف الخوذة : انا لازلت تحت حمايتكم صح؟
هز رأسه بالايجاب
قالت وهي تترك الدراجة خلفها وهي تسير بالاتجاه المعاكس : راح تحموني لين ما تمسكونهم
قال وهو يتبعها : راح نمسكهم صدقيني
التفتت للخلف ونظرت اليه : لحد ذاك الوقت راح تكون تعليمات حمايتي مني مو من شخص ثاني ، انا اكثر وحدة تعرف الاعيبهم ماراح يخلوني بحالي لحد ما ياخذون اللي يبونه
بقيا يسيران عكس الطريق حتى عادا للمنعطف الاساسي واتجها للجهة الشرقية
كانت خطة ماريا كالآتي ، ترك دراجاتهم في الجهة الغربية من الطريق حتى توهمهم باتجاههم هذا الطريق ، بسيطة وذكية ، اما اثار الاقدام فكان نواف يخفيها باستعمال جذع شجرة متوسط يمحي اثار اقدامهم من الثلج ، اما في الجهة الاخرى كانت تقف سيارة كومارو فضية جلس نواف في المقعد الامامي اما ماريا فجلست في الخلف واستلقت وهي تنزع الخوذة بالم شديد بسبب اصاباتها واغمضت عينيها ...

** ً
في جهة اخرى من ولاية كاليفورنيا / العاصمة

في احدى الغرف المخصصة للاجتماعات الخاصة الذي كان يضم اشخاص بالغي الاهمية في قطاعهم والذين يتهافت المجرمين على قطع رؤوسهم والاحتفاء بذلك ، كان مقرهم سري للغاية يقع في مركز كاليفورنيا ، ربما للحظات يتبادر للكثير انها مكشوفة للغاية ولكن ان كنت في وكر العدو نفسه فلن يشك بك ابدًا وكانت هذه استراتيجية تجعل العدو يدور حول نفسه يبحث عنك في اللحظة نفسها التي تكون توغلت في اعماق منطقته دون ان يشعر بك ..


كانت تضج الطاولة المستديرة بالكثير من الحديث الدائر حول ماريا واختفائها المثير للقلق لاسبوع ،حاولوا فيه بكل جهد البحث عنها في كل مكان دون جدوى ...


نظر اكبرهم ورئيسهم اليهم بشيء من القهر : بنت ام عشرين نتخطف ولا نلقاها وش هالمهزلة ؟
بقي الآخرون صامتون من خوفهم منه
، نظر للفتاة الجالسة في الزاوية بصمت مطبق : وعلى اساس صديقتها وتعرفين تحركاتها شلون بغمضه عين يصير هذا كله ،
ضرب الطاولة بكفه : كانت حمايتها علينا وحنا ضيعناها

دخل رجل اخر بخوف شديد وهو ينظر لمديره وغضبه الذي لا يحمد عقباه : ووو وردتنا معلومة اااا يي يابو خالددد
نظر اليه بوخالد بنظره مرعبه وثاقبة اخافت الرجل وهو يقول بارتجاف : بو نايف ، في طريقه لكالي(اختصار لكلمة كاليفورنيا)

'قالها باختصار شديد وفر هاربًا من جو التوتر الذي ملأ القسم باكمله لاسبوع كامل من البحث عن تلك الفتاة ، عميلتهم وفي ذات الوقت امانتهم

**

في الجهة الخلفية من المبنى كانت ماريا تحكم ضمادتها
نظرت لـ نواف بشيء من الاحراج : سوري
نظر نواف لبقع الدم التي لطخت السيارة عندما كانت تهم بتنظيف جراحها : لا عادي
ونزلا من السيارة ، نواف بقوامه الضخم العسكري ، وماريا بخطواتها المائلة

**
نظر الشاب لرئيسه : انا اقول نكلم ابوها عن كل شيء انها تشتغل معانا ، يعني صدقوني اذا صار شيء حنا بنكون بالوجه


اقتحمت المكان وهي تدفع الباب : اتوقع محد له سلطة يقرر عني
تهلل وجه بوخالد حين رآها وان لم تكن في احسن حالاتها
نظر لنواف بكثير من الغيظ: يعني تعرف مكانها ولا قلت ، حسابك معي يا نواف

انزل نواف رأسه باحترام لقائده بدون اعتراض

تقدمت ماريا من احد الكراسي وجلست وهي تقاوم اظهار اوجاعها : ماراح يدري ابوي بأي شيء
نظر اليها نواف وقال بشيء من الاستهزاء : انتي ما تدرين عن ...

التفتت اليه وقاطعته بحدة وهي تقول : لا تحسب اني غبية ومادري عن شيء ، كل اللي سواه ابوي وتعاملاته الممنوعة ادري فيها ، وانه انمسك وخبّر عن كل شركاؤه بشرط انكم تحمون عايلته

نظرت للباقين بعمق : ادري عن كل شيء يصير حولي
رفعت سبابتها : بس ماراح يكذب احد على ابوي وعقدنا راح ننهيه بكل بساطة ، وانا اعرف كيف اتصرف مع ابوي واطلع حجة لغيابي

ابتسمت بهدوء وهي تقول : بس خطتنا راح تمشي زي ما خططنا لها والخلية راح تنمسك من كبيرهم لين صغيرهم
هز بوخالد رأسه موافقًا على كلامها : دامنا وصلنا لهالنقطة ماراح نتراجع لحد ما نمسكهم سامعين
وقف اعضاء فرقة بوخالد وادوا التحية باخلاص وهم يقسمون على اكمال المهمة حتى النهاية ومن ضمنهم ماريا الفهّاد ...
**


اسطنبول - 2015

اغلقت هاتفها بتردد ، نظرت للساعة ، ارتجف جسدها وهي موقنة بأن موعد دوائها قد فات

حاولت ان تداري ارتجاف جسدها الذي يبحث عن مسكنه في هذا الوقت ولكن بدأ الاضطراب باديًا على ملامحها

شعرت بطيفٍ اسود خلفها ، نظرت لامتداد ظله فجزعت وقلبها يسترجع احداثها المُرّة قبل سنة ...

فما كان منها سوى تفحص السكين المثبته على فخذها دائمًا وتفقد المسدس الصغير بداخل حقيبتها

كتمت انفاسها للحظة ومشت بهدوء فلحق بها ذلك الطيف لم تحتمل تدفق الرعب في اوردتها ففرت هاربة متجاهلة صرخات ذلك الغريب المخيف ...

توقفت في منتصف الغابة صرخت في وجهه كثيرًا ولكن لم يعرها اهتمامًا واقترب بهدوء منها


نظرت للرجل باصرار ، او بصورة ادق لشبح رجل طويل يقف بعيدًا بين الاشجار صامتًا ...
كانت طلقة واحدة فقط ، طلقة في مكانها الصحيح توديه الى عالم البرزخ ولكن شيئا هناك في لجّة قلبها يصرخ للتريث ، لاخذ نفس عميق والهرب ولكن لا مفر من مواجهة كل هذا الهراء ، تعلم جيدًا انها مراقبة من الفرقة وعينٌ اخرى لا تغفل عنها ثانية ، عين الله التي تحيط كل شيء ، تلك الرهبة والقشعريرة مستها عندما هب الهواء ليداعب شعرها المنسدل
نظرت للطيف بصوت عالي : وش تبي مني ؟
كان انهزامها جليًا في عينيها ان رآها : نسيتوا تذبحوني ؟ ولا شكلي نسيت احساسي وناوي ترجعه لي

وفجأة وبدون سابق انذار شعرت بجسد اخر يقترب منها ساحبًا علبة الرصاص اسفل المسدس
سقط المسدس من يديها وتراخى جسدها المتعب معه : خلونيييي بحااالي تعبببت انااااا تعبت
سقطت ارضًا وعيناها تذرفان الكثير ، ليس دمعًا ولكنه حزنها وخيباتها تساقطت عنوة ، رغمًا عنها : واللللله والله تعبت


يد من خلفها تلقفتها من الارض نظر لها ثم ضمها بخوف : خلاااااص اششش مافي شيء لا تخافين خلاص
وقف يوسف مشدوهًا خائفًا ومضطرب ، كل هذا كان غريبًا عليه ، هذا الانهيار وهذا الحصن الذي تفكك امام عينيه ، ماهذا الفزع وهذا الخوف الذي يجبر فتاة على حمل مسدس في حقيبتها

تنبه ل سلطان الذي جثا على ركبتيه بالقرب منها وهو يهدئها ، وبعد ثوان اخرج علبة دواء من جيبه وادخلها في فمها بدون ماء وحمل جسدها
فما كان من يوسف سوا اللحاق بهما ...

**
نظر اليه وهو يدخلها للسيارة لتستلقي بهدوء وكأنها خُدرت تمامًا ، اغلق الباب ونظر ليوسف بحرج شديد : والله مدري وش اقولك يابو بدر
يوسف برسمية وهو يتفهم احراج سلطان : حصل خير
هتف سلطان بتبرير : يعني الصراحة اسف بالنيابة عنها ، بس هي شوي مريضة اذا ما كلت دواها بالوقت تتوهم وتقول كلام ماله سنع اعذرها وانا اخوك
رفع يوسف المحفظة : انا شكلي رعبتها ، بس كنت برد لها البوك ، انا اللي مفروض اعتذر
اخذ سلطان المحفظة بإبتسامة صفراء : يعطيك العافية ما قصرت
وركب السيارة وانطلق بها تاركًا يوسف حائرًا في صمته وافكاره ، مرض نفسي هذا ما آلت اليه نفس يوسف ولكن ما هذا الخوف الشديد الذي اودى بها لحال كهذه ؟ ما الذي يحصل ولا يدركه يوسف
**

الرياض - 2015

دخلت المنزل وهي تحمل كعبها بين كفيها بخطوات متعثره وهي لا تزال تتحدث منذ خرجت من قاعة العُرس
جمانة : والله منّي ، كم لي مارقصت يا عالم انهد حيلي ياقوم
نظرت لها جود : تخيل يبه ماخلت اغنية ما رقصت عليها المطفوقة ومن الضحية طبعًا جود قال ايش استحي ارقص لحالي
نظر والدهما الى جمانة بضحكة : زين اقنعتك تجين ، غيرتي جو
التفتت له جمانة بإبتسامة : اي والله من زمان عن الاشاعات هههههههه
واستلقت على اول اريكة امامها

رمقتها جود بغيض : اصلًا مشاء الله على اختي تعشت على المعازيم
جمانة التي لم تكلف نفسها عناء رفع رأسها لجود حتى : والله هم اللي يجيبون الكلام لانفسهم ولا فيه احد يحط ريش على راسه تقل دجاجه
ضحك والدها : استغفري يابنت
صعدت جود غرفتها بعبوس متجاهلة جمانة تمامًا
نظرت ام جمانة لابنتها : الله يهديك تعرفين اختك ماتحب تحكي بالناس
ابو جمانة : اما جمانة حكاية ، تموت في القيل والقال والاشاعات والكلام الكثير
اعتدلت جمانة في جلستها : والله بكيفها ..

**

جلست ام جمانة بجانب زوجها
الذي نظر اليها بارتياب واقفل هاتفه بجانبه : شكل الموضوع جد
نظرت اليه : جايين خطاب
تهلل وجه بو جمانة : مشاء الله لمين ؟
قالت بوجوم : لـ جمانة
عبس وجه بو جمانة : يالله ..
رفعت ام جمانة رأسها : وش يالله ، كلمها واقنعها
شخصت عينا بوجمانة : قولي لا اله الا الله يا حرمة ، تو ما سألنا ولا شفنا الولد
ام جمانة : تسأل وكل شيء حطها قدام الوضع كذا بنتك ذي ما تنعطى وجه
قال بوجمانة : قدري وضعها مسكينة
قالت ام جمانة بقهر : اربع سنين مرت كافي خلاص ، قلبي اتكسر على بنتي ، تشوف ضحكها وهبالها الزايد من اللي فيها
قال بوجمانة بنبرة يملؤها الاسى : تحبه ، وجمانة اذا حبت ما تنسى
ام جمانة باصرار : تتناسى ، هي ماهي اول وحدة يصير فيها كذا خلك منطقي شوي
اردفت : وبعدين اشوفك تميل لجمانة ترا حتى جود لها نصيب
قال بو جمانة بنبرة قاسية : جود لاقية عندك كل شيء وبعدين جمانة منكسرة محتاجة احد يعوضها عن اللي فقدته مشكلتها ساكتة وتخبي بقلبها اما جود عادي تفضفض وتتكلم
تمددت ام جمانة على السرير : والله لازم تطلع من هالاكتئاب وتشوف حياتها
بوجمانة : يعني ندمر ذكرياتها ومانحترمها عشان تشوف حياتها ؟
ام جمانة وهي تطفأ الاباجورة : والله اذا لزم الوضع نسوي كذا عشان نسعدها ونسعد اختها
**

اسطنبول - صباح جديد

كان الصبح يشع من وجهها وابتسامتها الجميلة ، اما احداث البارحة لا تذكر منها اي شيء ، كانت تلك احدى نوبات الهلع التي تفقدها وعيها وتنسى تمامًا ما جرى قبلها
نظرت لسلطان: طبعًا انا صح دايم مو شيء جديد على ماريا الفهّاد
سلطان : الله واكبر عاد يا الشيخة اذا انتِ ماريا انا انا 'واشار بسبابته لصدره ' سلطان ولد شيخ الفهّادين كلهم يا بنتي
اوقف السيارة لتنزل ماريا بتباهي : يا حـ ' صرخت بعدها بـ آههه افزعت سلطان الذي نزل بسرعة
ثم نظر اليها وانفجر ضاحكّا : ههههههههاااي بزر انتِ بزر ما تعرفين تعتدلين وانتِ ماشيه الله لا يبلانا بس
وضعت ماريا يدها حول ساقها بوجع وعيناها محمرتان من الالم : يعورني
قالتها بنبرة عفوية تملئها الانوثه والهدوء
تقدم سلطان اليها وقد شعر بجدية الوضع
سلطان وهو يتفحص ساقها : شكلها ملتوية
احكمت يدها على فخذها : سلطان تعورني بموت ياربي اهه
وقف سلطان ليوقفها وهي تستند عليه : يا الله انك ترحم عبدك سلطان من دلع البنات
ادخلها للشركة في نفس اللحظة دخل يوسف خلفهما وهو ينظر اليهما بامعان شديد ، ابنة اخيه ام عشيقته ام لا شيء من هذا كله ، بدأ الشك يساور يوسف الفطِن ، كلمات عمر لا تخرج من عقله وتصرفاتهما تثير الشكوك حولهما

ثم تنبه ان الفتاة تبدو متألمة من شيء
صبح على سلطان ثم قال : سلامات
ابتسم سلطان وهو يجلسها على الاريكة : لا خير ان شاء الله ، التواء بسيط شكله
نظرت له ماريا بامعان وبنظرة مخيقة كما اعتقد يوسف
نظر سلطان لكليهما ثم هتف لماريا : يوسف العواد شريكنا
واشار لماريا بتردد : ماريا الـ
ركلته ماريا بقدمها السليمة بخفه لتنبهه لعدم ذكر قرابتهما ...

لم تكن تحتال ولكن ان كان هذا المدير بهي ستحصل على الترقية منه دون تعاطف او وساطة فقط لانها من العائلة المالكة للشركة

كانت ماريا صامته وهي ترمق يوسف وهو الاخر كذلك
قال سلطان بشيء من المرح : شكلكم تعرفون بعض
ماريا : ايه
ويوسف بنفس اللحظة : لا

نظر سلطان لِ ماريا
التي اردفت : قصدي اعرفه بس ماقد قابلته
قالت باقتضاب اثر نظرات يوسف المحذره لها

ابتسم يوسف : ممنون بمعرفتك
ابتسمت ماريا بمجاملة كارهه لهذه الجلسة : وانا بعد تشرفت
نظرت لسلطان وهي تشير لساقها
ضرب سلطان رأسه : بروح اجيب لك ثلج
نظر لها يوسف بهدوء : لا باس ان شاء الله وغادر ..

**

كانت ماريا تقف في المرر المقابل لمكتب يوسف وهي تتأفف وقعت عينها على احدى الموظفات السوريات
تقدمت اليها بابتسامة : قُونايدن ياسمين
ابتسمت ياسمين : قُونايدن ماريا ، شو اخبارِك ؟
هزت رأسها : ماشي الحال ، وين مودية هالاوراق ؟
قالت ياسمين وهي تشير بسبابتها لغرفة يوسف : للاستاذ يُوسف
سحبتها ماريا : لا تتعبي نفسك انا بوديها حبيبتي
وافقت ياسمين واعطتها الاوراق فمن يرغب بدخول غرفة السيد يوسف سيء الطبع والمدقق 'كما يعتقدن '

دقت ماريا الباب ودخلت

يوسف ولم يرفع رأسه عن الاوراق : تأخرتي دقيقتين ، كالعادة ياسـ
رفع رأسه ليرى ماريا وهي تضع الاوراق على مكتبه بقوة
ثم نظرت اليه : ليش كذبت على سلطان ؟
قال يوسف بلا ميالاة : اولًا اذا انتي تعتبرينه كذب معناه انك 'كذبتي'
قالت بتوتر : مشاء الله ي الصادق !
يوسف وهو يرفع رأسه لها : صح التقينا قبل بس ماكنت اعرفك ، سلطان سأل تعرفون بعض ، ولا انا غلطان ؟
هزت ماريا رأسها : لا تحور الموضوع في النهاية كذبنا ، وانا مااحب اكذب ولا اخفي شيء عن احد بالذات سلطان
ابتسم يوسف : قصدك لعبتنا ذلك اليوم ؟
ماريا بقهر : سمّيها مثل ماتبي ، للحين ضميري يأنبني بسببك يا استاذ يوسف

يوسف ببرود : مو لازم سلطان يدري بكل شيء ...
ماريا وهي تغلق الباب : الا لازم
خرجت من مكتبه
في نفس اللحظة رن هاتف يوسف رفعه لتقول والدته : يلا يمه جهزت تعال لا تفوتنا الطيارة
اقفل الخط وهو يهمس : ان شاء الله ....

**
في المطار ...

نظرت لعينيه : انتبه لنفسك وكل كويس ولا تنس الكهرباء ولا الفرن اعرفك وقفل الباب وسوق بهداوة ولا ...
قبل رأسها : ماراح انسى ان شاء الله
ابتعد عنها : بعدين شدعوة يمه طول الطريق وانتي توصيني
نظرت اليه وعينيها مليئة بالدموع : استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه ان تحفظه يارب العالمين ياكريم
قبل كفيها بحب : الله لا يحرمني اياك يا يمه وتوصلين بسلامة الله
نظرت له بانكسار لتثنيه : ليتك جيت معي لين جدة يا عيني
يوسف بحزن اكتسى نبرته: ياليت يا يمه بس تدرين تو توظفت ماقدر ولا انتي عارفة غلاك عندي واني ما برخص فيك بس ماقدرت
ربتت على ظهره بحنان : عاذرتك يا روح امك اهتم بنفسك زين
قطع حديثهم النداء للطائرة المجهة للمطار في جدة

نظر اليها للمرة الاخيرة : استودعتك رب العالمين ي الغالية .


* استودعوا كل شخصٍ تحبونه واي شيء فإن امانة الله وودائعة لا تضيع ، كلمات بسيطة ستحفظ احبائكم لكم ويكونوا تحت حماية المولى جل وعلا *

**

ماريا وعينها على الساعة ويدها تحمل هاتفها على اذنها : تخيلي بس طلعوا مراقبين مكالماتي وانا اسئل نواف ويقول لي *قلدت صوته الخشن * لا حنا مانحب اللف والدوران

ضحكت جمانة : هههه لا تحاولين نبرته فخمة ماتقدرين تقلدينه

ماريا بابتسامة : منجد احس يختي اي واحد بيقدم على عسكرية ولا اي شيء حكومي يعطونه كورس 'كيف تخلي نبرة صوتك فخمة ' ههههه

اردفت ماريا : يلاا جمجم اكلمك بعدين مهمتي بدت

جمانة : طبعتي مخطط الشركة لا تضيعين بس

ماريا وهي ترفع المخطط التفصيلي لمبنى الشركة : لا لاتخافين مجهزة وضعي ، تخيلي بس بوخالد يكشفني بنتحر
جمانة : بسم الله عليك يختي يلا مع السلامة

واقفلتا الخط ...

كان الساعة قد اقتربت من موعد استراحة الغداء ، كانت ماريا قد انهت جزئيًا الكثير من عملها
خرجت من مكتبها وصعدت المصعد وتوجهت للدور الثالث ،
فتح باب المصعد امام مدخل طويل كان مليئًا بالغبار وشِباك العناكب ، وكانت الكراسي المكتبية ملقاة على الارض والمكان اشبه بمقبرة اقرب اليه من دور في شركة فخمة كشركة الفهّاد ، لم تعر المكان الذي اوحى اليها وكأن حربًا ما اقيمت هُنا ونظرت للخريطة بين يديها وهي تبحث عن مخرج الطوارئ ، اخترقت المكان وهي تضع كفها على فمها وعينها تدور في المكان ، وصلت لباب كبير سحبت مقبضه ولكنه لم يهتز حتى انزلت المخطط وشمرت اكمام قميصها الازرق وسحبت الباب بكل قوتها حتى تحرك لمساحة صغيرة تسمح لجسدها بالمرور

ما ان فتح الباب حتى ظهرت لها الكثير من الصناديق والعُلب وادوات التنظيف تجاهلتها متقدمة للباب الاحمر الجانبي وهي تفتحه بهدوء و اصبح في ثوان المكان مليئا بالنور والهواء النقي ، وبدأت بالنزول من الدرج الولبي خلف المبنى
لتجد سيارة اجرة تنتظرها امام البوابة الخلفية ...

**


توقفت سيارة الاجرة امام منزل بسيط في حي ميسور الحال ، نظرت للشاب الاشقر بتمعن وهو يدخل المنزل
نظرت لحقيبتها الموضوعه في حجرها ثم ادخلت يدها وتلمست المسدس الصغير قالت بخبث : لاحق عالاكشن
التفت اليها سائق الاجرة بملل : هل ستنزلين هنا ام ماذا ؟

نظرت اليه واعطته اجرته ونزلت
اخرجت من حقيبتها شالًا ورديًا لفته على وجهها ووضعت نظارتها السوداء الكبيرة على عينيها ، ثم سحبت قبعة بنفس لون الشال ووضعتها على رأسها وتقدمت من المنزل
رنت الجرس ففتح الشاب الاشقر الباب : تفضلي يا سيدتي ؟
ماريا بهمس : هل فيصل يسكن هُنا
كشر الشاب : لا لا يوجد شخص بهذا الاسم
رفعت ماريا يدها بسرعة وهي ترش على وجهه سائل شفاف اغابه عن الوعي تمامًا

دخلت المنزل وهي تسحبه للداخل بإبتسامة : اعتذر عن الازعاج هههه
**

يتبع ...

 
 

 

عرض البوم صور عَزف  
قديم 15-02-16, 10:36 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306799
المشاركات: 12
الجنس أنثى
معدل التقييم: عَزف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عَزف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عَزف المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: حين تلتحم الخطايا/بقلمي

 

حين تلتحم الخطايا
البارت السابع (7)
الجزء الثاني ..




في احد المقاهي بجانب الشركة وضع يوسف الملف امام عيني عمر

فتحه عمر وهو ينظر للصور امامه ، كانت صور لموقع الجريمة واخرى لجثة سيف

رفع عمر عينه لِ يوسف باستفهام

قال يوسف : دقق شوي بالصور ، لاحظ شيء مهم

عاد عمر للنظر للصور وهو لم يفهم قصد يوسف : ما فهمت

يوسف وهو يتنهد : الصور كلها للجثه وين وجه سيف ؟
نظر عمر للملف مرة اخرى وهو لايجد صورة واحدة لوجهه
ازدادت ضربات قلبه : ولاصورة !

يوسف وهو يسحب الملف من يده : وانا ما شفت وجهه بعد وانت ادرى
اخفض يوسف رأسه : عندي شك ١٪ بس
عمر باندهاش : يوسف شدعوة انا المتعرف على جثته ولا ناسي

رفع يوسف رأسه : انا بحثت بكل شيء ، كل شيءجايز يا عمر ، مو ممكن قدر يهرب او شيء يعني

اضطربت انفاس عُمر وهو يفكر للحظة بٱن صديقه لا يزال يعيش ، بانه على قيد الحياة وان نفس الشمس تشرق عليهما سويًا ، وضع يديه على رأسه ليخفف الصداع الذي انتابه توًا : يالله مستحييل اللي تقوله !!!

اخذ يوسف الملف وهو يقف ليخرج : بكرا ببدأ البحث
نظر له عمر : بترجع للشركة ؟
هز يوسف رأسه بالنفي : لا ، بروح اريح شوي هلكني الشغل
ضحك عمر بإستهزاء : وايد هلكك الشغل ، روح يا معود الله يستر عليك بس

**

فتح الشاب عينيه ليجد نفس المرأة تجلس امامه حاول فتح فمه للصراخ ولكنها كانت قد احكمت لف الشريط اللاصق عليه ، حاول التحرك ولكن دون جدوئ ليجد نفسه مربوط بكرسي خشبي في قبو منزله
ماريا بالتركية : اذًا انت و 'سارا' تعيشان هُنا اليس كذلك ؟

هز الشاب رأسه بنفي و خوف
اكملت ماريا وهي ترفع المسدس في وجهه : سازيل اللاصق عن فمك صدقني ان صرخت ستسكت طلقة واحدة من المسدس
بصرخة اخافته : فهمتني ؟

هز الشاب رأسه موافقًا والدمع يغزو وجنتيه ، ازالت ماريا اللاصق
الشاب بنبرة مرتجفه : مالذي تريدينه منا ؟ هاا المال يوجد مال ساعطيك ارجوك اطلقي سراحي ارجووووك
وضعت ماريا المسدس على جبينه : لا اريد مالك يا احمق اصمت
سكت الشاب وعيناه معلقة على المسدس : اااا ذذذاً ماا ماذا تريدين مننيي وبدأ بالبكاء
رحمت ماريا ضعفه بخوفه بالرغم من المسدس الفارغ جلست امامه من جديد : اخبرني عن كل شيء تفعله خطيبتك ، اعلم بانها تسرب المجموعات تكلم هيا
قال الشاب بسرعة : نحن لا نملك المال ، نريد ان نتزوج ولكن لا نملك شيء ، هي تبيع التصاميم لاي شركة تدفع سعرًا اعلى وهم بالتالي ينزهونها حتى ترقت
ولكنها لم تعد تفعل ذلك
شعت عينا ماريا بالحقد : اذًا تخون رئيسها ؟
ابتلع الشاب ريقه بخوف : قلت لك لم تعد تفعل ذلك
قالت ماريا : وهل هناك شيء يثبت كلامك ؟
: نعم كل الاوراق والمستندات موجودة في مكتبها في درج في مكتبها ومفتاح الدرج موجود في علبة مكياج ، ارجووك دعيني وشأني
ماريا وهي تنظر لعينيه : وهل تملك انت مفتاح مكتبها ؟
هز الشاب رأسه ايجابًا : نعم نعم انا املكهه

**

في سيارة الاجرة رفعت المفتاح الفضي امام عينيها بابتسامة وهي تحدث نفسها : يالله انك تكثر امثاله الخوافين

**
وصل لاحد المجمعات السكنية التي كانت توحي للناظر اليها بان سعرها لا يقل عن الالاف ، تنفس بعمق واخرج البطاقة الذكية والمفتاح من درج السيارة ونزل ، تقدم للمصعد وادخل البطاقة واعقبها بالمفتاح ، لتترجم البيانات في ذلك المصعد وتوجه للطابق السادس حيث شقة سيف
انفتحت ابواب المصعد ليجد يوسف نفسه امام مدخل ابيض بالكامل تزينه طاولة بيضاء على جانبه تحمل الكثير من التحف من حول العالم التي جمعها سيف ..

تقدم للباب امامه وادخل البطاقة والمفتاح كالمصعد ليفتح له الباب على مصاريعه ...

**


كل شيء حولي ينادي.
انعكاسي في هذه المرآه يؤنبني على اخطائي وحتى تلك الصور التي تحمل ضحكتي انا وتوأمي .

حزني عليه يفتت اضلعي يقسمني لنصفين ثم يعيدني مرة اخرى لذات العذاب ، لا مبالاتي اسقطتني هُنا كالصقر الجريح من وجعي عليه
ادار ظهره ليعود ويخرج من هذا الترف الذي اصابه بحمى اشتياق تذكره بشقيقه ولكن خيطًا رفيعًا كان يعيده للخلف كلما تقدم للأمام
**

عادت به خطوته للخلف واستدار من جديد وهو يحاول تجاهل كل شيء يبكيه ، تقدمت خطواته لليسار ثم فتح الباب الاول ليجد غرفة عادية تبدو كغرفة ضيوف وتقدم للباب الاخر وتأكد بانها غرفة شقيقه ...

**
فتح الباب بهدوء وكأنه يهمس لرائحة شقيقة و كل ذكرياته ان تبدأ بتمزيق فؤاده برقة وهدوء .
وقف في منتصف الغرفة وهو ينظر حوله وعيناه تسقط على صورة هُنا وضحكة هناك
للحظة شعر وكأن ذلك الاتصال السقيم يأتيه الآن،
تلك النبرة التي مهما هذبها الهدوء تبقى ترن في اذنيه لتصمه عن سماع اي شيء بعده : ادعوا له بالرحمة


**

كان المكان عبارة عن غرفة واسعة امامه كان يوجد اريكة وامامها طوالة سوداء مبعثره ، تحمل عشرات اشرطة الافلام وبجانبها كوب قهوة لم يبق به سوى القليل وجهاز تحكم و اوراق
اما على اليمين كان يوجد سرير اسود بالكامل مبعثر هو الاخر اما فوقه كان معلق على الحائط بوسترات وصور لفريق الاتحاد الذي يعشقه سيف ،

كان المكان مبعثر ومزدحم بالاشياء ولكن هذا لا يخفي ذوق صاحبه الرفيع في اختيار الالوان والاثاث

**


كان حزني اكبر من يحمله هذا القلب ، اكبر من ان يستوعبه عقلي ، وكأنني لُعنت حينما ولدت مطابقًا لك ، اراك في كل مكان ، اسمعك في صوتي ، اراك في عيني واشياء اخرى كثيرة لا يكفيها بكائي عليك . كنت انت ضحكتي ان حزنت ، وشقيقي الوحيد ،
تقدم من سريره بترنح ، اقترب من الوسادة ووضع رأسه عليها بثقل ، بعادة لم يتخلص منها ادخل كفيه تحت الوسادة ولكن شيئًا ما كان هناك كالورقة ، سحبه يوسف ونظر اليه وقلبه ينبض بعنف
صورة اوقفت عقارب الساعة ، اوقفت الزمن لتلتقط ، صورة لم يتوقع بيومٍ من الايام ان تبكيه هكذا صورة
تجمعه بسيف وهما ابناء السابعة عشر ، وسيف يحمل كأس ذهبي كان قد فاز به بفريق كرة القدم الذي يقوده سيف والدته بالمنتصف بينهما ممسكة بيدهما للاعلى بإبتسامة فاتنة ووالده يقف بجانب سيف واضعًا كفه على كتفه

سقطت دمعته على تلك الصورة لم يمسحها بل تركها تكمل طريقها وضع الصورة على صدره ، وضم جسده كالجنين ودمعه يسيل على الوسادة بلا انقطاع ...

لم يتشعب بي الحزن كما يفعل الآن ، اقسمت الا اجعل اي وجع يتوغل بي ، ان يسيطر علي او يتمكن مني ، لكن موت سيف كسرني وبعثر هدوئي الذي اصطنعته منذ وفاة ابي ، كيف لابواب السعادة ان تغلق في وجهك كلما حاولت فتح احدها ؟ كيف يمكن للراحة ان تودعك وتحمل حقائبها مغادرة حياتك ؟ كيف للموت ان يكون اصعب علينا من صاحبه ، نخاف ان يموت احبائنا قبلنا ان نعايش الم فقدانهم اصعب من ان نعيشه لانفسنا

تنهد وكأنه يخرج كل حزنه من قلبه في انفاسه ، اغمض عينيه وغط في نومٍ عميق ...

**

عادت للشركة وكان الليل قد حل حينها ، عادت كما دخلت ولكنها استغنت عن المصعد فنزلت من الدرج ...

**

توقفت في ردهة الدور الثاني وهي تلتقط انفاسها ولكن فجأة شعرت بكفٍ ضخمة على فمها وجسد يسحبها للخلف ، توسعت عينيها بخوف ووضعت يديها على تلك الكف لتبعدها ولكن ! ....

انتهى ...

 
 

 

عرض البوم صور عَزف  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخطايا/بقلمي, تمثيل
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية