كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
1ـ عندما تخطئ الريـــــــــــح
أصبحت الريح القوية ريحاً هوجاء .. ولكن هذا الأمر عادي في مدينة معروفة باسم " وندي ويلنغتون" أي " العاصفة" .. بعد ظهر ذلك اليوم من أيام شهر تشرين الثاني، اليوم الذي من المفترض فيه أن يكون الوقت صيفاً، كانت السماء مظلمة والريح تضرب الزوايا. فاضطر المشاة إلى تزرير معاطفهم، وإلى طأطأة رؤوسهم وهم يشقون طريقهم في الشوراع.
لكن هذه الريح بدت لا تؤثر إلا قليلاً على الطلاب المغادرين كلية التجارة قرب الجامعة. عصفت الريح في شعر بيني الأشقر فدمعت عيناها، كانت تنزل الدرجات الأمامية العريضة ثم وجدت نفسها مدفوعة من الخلف على يد مراهقات فرحات يثرثرن بمرح في نهاية الفصل الدراسي. كانت بيني تبدو كطالبة، ولكنها في الواقع معلمة، قطعت موقف السيارات نحو سيارتها الصغيرة الهوندا سيفيك الزرقاء، ولحقت بها ثلاث تلميذات.
ـ مرحباً آنسة كريستمان.. نرجو لك عطلة ممتعة و مريحة.
أجبرت نفسها للثلاثة: شكراً لكم.
أيريانها مرهقة وبحاجة إلى راحة؟ قالت فتاة أخرى وهي تدغع خصلة شعر شقراء عن وجهها: لاتفكري فينا حتى السنة القادمة.
ووعدت الثالثة، وإن عن غير قناعة: سأتمرن على الآلة الكاتبة التي يملكها أبي في العطلة.
ابتسمت بيني ثانية:عظيم.
عطلة حقاً.. ماأروع أن يكون المرء حراً ليفعل ما يشاء!
راقبتها الصديقات الثلاث وهي تفتح سيارتها، وسألت إحداهن: هل أنت مسافرة في العطلة آنسة كريستمان؟
آنسة كريستمان! هؤلاء الفتيات يظهرنها أكبر من عمرها فهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين,
ردت بغموض لأنها لاتريد أن تعترف أن وجهتها وقف على القرار الذي ستتخذه الخالتان" جيلين و دايان"
ـأجل.. سأسافر إلى مكان ما.
قد تكونان حتى الآن على شجار بالنسبة للأمر.. فلخالة جيلين تريد أن ترافقها بيني إلى " كوينزلاند" في الجنوب، فيما تصر دايان على أن ترافقها إلى جزيرة" باي" في أقصى الشمال. ولكنها لم تقدر يوماً على التوصل إلى اتفاق مع الخالة العنيدة جيلين.
قطع صوت أصغر الفتيات أفكار بيني.وقالت بعينين مشعتين بالإثارة: سيصحبني رفيقي في رحلة على يخت والده..آمل أن تخف حدة هذه الريح اللعينة قبل أن نقلع، وإلا أصبت بدوار بحر رهيب.
قالت أخرى:" سيصحبني رفيقي إلى " ديونيدين".. وهناك سألتقي بعائلته".
أصدقاء.. يالهن من محظوظات، كان هذا ما فكرت فيه بيني قبل أن تتسلل إلى وراء مقود سيارتها. إنهن محظوظات لأنهن لا يعشن مع خالات يخفن من أي صديق قد يقترب منها. عبست وهي تتذكر عندما دعت تيم لمقابلتهما.. وكانت الزيارة الأولى و الأخيرة بل لم يزعج نفسه حتى في الاتصال بها مجدداً.ثم هناك غيره ممن استجوبتاه بشكل مفصل عن عائلته وأصله. وكان ذلك محرجاً لها. عندما احتجت على ما تفعله الخالتان.. كررتا القصة القديمة نفسها وقالتا الشيء نفسه: عزيزتي.. نحن نحاول حمايتك.. لولا قرار أمك مع ذلك الفتى، لكانت على قيد الحياة اليوم.
حدقت إليها أربعة عيون زرقاء بما يشبه الاتهام، وكالعادة أخرستها كلماتهما. والواقع أنهما لم تفشلا يوماً في جعلها تشعر بعقدة الذنب..فلقد ولدت بعد سنة على فرار والديها وزواجهما..وعندما بلغت الثالثة من العمر أصيبت بالسعال الديكي.. وفيما كان والدها يقود سيارته بسرعة جنونية ليضع ابنته المريضة بين يدي الطبيب، انعطف في منعطف جبلي بحدة.. وتدحرجت السيارة في منحدر عميق، وارتمت هي إلى الخارج. أما والداها فعلقا فيها وقتلا.منتديات ليلاس
يتبــــــــــــع
|