لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات زهور
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات زهور روايات زهور


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-08, 01:43 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

نظر إليها و قد ازداد وجوما و قال :
ـ منير على علاقة بإمرأة أخرى
تطلعت إليه بدهشة مرددة :
ـ منير ؟! مستحيل !!!
( وجدى) :
ـ و لماذا مستحيل ؟و هل هذه هى المشكلة الأولى بينهما ؟
( نجلاء) :
ـ نعم أعرف أن هناك العديد من المشاكل و الخلافات التى لا تنتهى بينهما و لكن لم يتطرق إلى ذهنى أبدا أن يكون ( منير) على علاقة بأخرى
( وجدى) :
ـ من هم على شاكلة ( منير) لا تستبعدى عنهم أى شئ ( منير) إنسان وصولى و هذا ما وجدته فيه منذ البداية و منذ أن وطئت أقدامه مصنعى و الإنسان الوصولى الذى يسعى وراء الغاية بأية وسيلة كانت يمكنه أن يفعل أى شئ و لقد أعلنت رأيى هذا و قلته للجميع منذ الوهلة الأولى و لكن ( هالة) كانت تحبه و استكانت أمها لرغبتها فى الزواج منه فلم يكن أمامى إلا الرضوخ و لم أرد أن أبدو أمامهما متعنتاً و هذه هى النتيجة :
ـ أسرة كاملة مهددة بالانهيار بسبب نزوة شخص وصولى و أنانى مخادع
( نجلاء) :
ـ ليس هذا هو المهم الآن .. المهم كيف ستعالج الموقف ؟
زفر ( وجدى) بضيق قائلاً :
ـ لا أعرف و لكن الأمور ستتضح حينما أقابله غدا
( نجلاء) :
ـ حاول أن تسيطر على أعصابك و تذكر أن الحكمة مطلوبة فى معالجة مثل هذه الأمور فهناك زوجة و أولاد و بيت
قال بمرارة و هو يضرب بقبضته على الجدار :
ـ و كأننى فرغت من كل ما ورائى من مشاكل حتى تبرز لى مشكلة ( هالة ) و زوجها أيضا
و اقتربت منه ( نجلاء) لتحيط ذراعه بيدها فى حنان و هى تحاول امتصاص انفعاله قائلة :
ـ تذكر أنك أخوها الوحيد و ليس لها سواك لتلجأ إليه فى معالجة مشاكلها
و الآن تخلص من هذه التقطيبة المرتسمة على وجهك و حاول أن تبدل بها ابتسامة لطيفة قبل أن تدخل إلى الردهة فلا يعقل أن تقابل ضيوفك و أنت واجم هكذا
استمع إلى نصيحتها و ابتسم و لكنها كانت ابتسامة عجيبة
ابتسامة ألم


6 ـ طريق النجاح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
استدعى ( وجدى) المهندس ( منير) إلى مكتبه و مضت لحظات قبل أن يصل (منير) إلى المكتب و هو يخطو بخطوات تدل على لامبالاة و تحد حقيقى قائلا ً :
ـ هل طلبتنى ؟
و دعاه ( وجدى) إلى الجلوس قائلا ً :
ـ اجلس
و جلس ( منير) على المقعد المواجه لمكتب ( وجدى) واضعا ساقا فوق أخرى و هو مستمر فى مظهره اللامبالى فسأله ( وجدى) و هو يحاول أن يسيطر على أعصابه :
ـ ما الذى حدث بينك و بين ( هالة) هذه المرة ؟
قال ( منير) بتعال :
ـ ألم تخبرك أختك ؟
( وجدى) :
ـ بلى أخبرتنى و لكنى كنت أفضل أن أسمع منك أنت و لكنك لم تكن موجودا بالمنزل أمس
( منير) :
ـ و لن أكون موجودا فيما بعد
( وجدى) :
ـ هل صحيح أنك على علاقة بإمرأة أخرى ؟
( منير) :
ـ نعم .. هذا صحيح تماما و أنا فى طريقى للاقتران بهذه المرأة
و احتد ( وجدى) قائلا :
ـ هل بلغت بك الجرأة و التبجح أن تقول لى هذا بتلك الطريقة المباشرة
قال ( منير) بسخرية :
ـ حسنا قل لى الطريقة التى تفضلها لكى أطلعك على الأمر
( وجدى) :
ـ هل نسيت أنك زوج أختى ؟
استدار ( منير) يواجه ( وجدى) و فى عينيه غضب جامح قائلا :
ـ كلا لم أنس هذه الحقيقة أبدا يا ( وجدى) بك فالسيدة أختك تذكرنى بها دائما تذكرنى أنك الحاكم الآمر فى هذه المدينة و تذكرنى بأنه من حسن حظى و من طالع سعدى أننى قد تزوجتها لأصبح صهراً للمليونير المحترم ( وجدى منصور) صاحب الأفضال العديدة على بدءا من تعيينى فى مؤسسته و انتهاء بذلك الراتب الشهرى الإضافى الذى يدفعه لى فوق راتبى من الؤسسة للانفاق منه على أسرتى و الظهور بالمظهر اللائق و الذى يتناسب مع مصاهرة رجل مرموق مثلك و ليست هى وحدها بل أنت أيضا .. أنت أيضا لم تتوان عن تذكيرى بذلك و تعداد الامتيازات التى حصلت عليها بفضل زواجى من أختك
قال ( وجدى) و هو يتراجع بمقعده إلى الوراء :
ـ أليست هذه هى الحقيقة ؟ كان يتعين عليك و هى واضحة أمامك وضوح الشمس أن تكون أكثر حفظاً للجميل و أكثر مراعاة لمشاعر الرجل الذى حقق لك ما لم تكن تحلم به فقد جئت إلى هذه المدينة مهندسا صغيرا لا يجد عملا و العمل الوحيد الذى استطعت الحصول عليه هو وظيفة مندوب مبيعات لبعض المحال التجارية إلى أن بدأت تنسج شباكك حول ( هالة) مستغلاً عواطفها الساذجة و قلة خبرتها فى الحياة و استطعت التأثير عليها لتدفعنا إلى الموافقة على زواجك منها و لم يكن من المقبول بالطبع أن أدع زوج أختى يعمل مندوبا للمبيعات فكان أن عينتك مهندسا فى مؤسستى و منحتك سيارة و منزلا ً و امتيازات لا يحلم بها أى مهندس كبير سبقك فى التخرج بعشرات السنين
( منير) :
ـ لا تقل لى أنك فعلت هذا من أجلى بل و لا حتى من أجل أختك بل فعلته من أجل نفسك من أجل وضعك الاجتماعى و المادى و طموحاتك التى لا تنتهى فعندما لم تستطع أن تمنع زواجى من أختك بالرغم من معارضتك الشديدة أصبح من المتعين عليك أن تعمل على وضع ذلك الزوج ـ المفروض عليك ـ فى المكانة التى تتلائم مع اسم و مكانة وجدى بك

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 31-08-08, 09:35 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

التى تتلاءم مع اسم و مكانة ( وجدى بك منصور)
( وجدى) :
ـ ليكن أننى فعلت هذا من أجل نفسى و لكنك لا تستطيع أن تنكر أنك قد استفدت من ذلك و أنك كنت تسعى من أجل ذلك
( منير) :
ـ إننى لم أنكر قيمة مساعداتك لكنك لا تستطيع أن تقول إننى لم أعمل بجد و اخلاص فى مصنعك و أننى عملت بجهد و كفاءة لأثبت لك أنك لم تخطئ فى تعيينى بمؤسستك و أننى كنت أستحق الراتب الذى أحصل عليه إذا ما تغاضينا عن الامتيازات الاخرى التى عادت بعض فوائدها بلا شك على أختك و أولادها الأخرون لم ينظروا إلى كفاءتى و أخلاصى قدر نظرتهم و تغامزهم على كونى صهر رئيس المؤسسة و أن كل ما أناله من امتيازات راجع إلى هذه الصلة لقد أنكروا على كفاءتى بسببك حتى أنك لم تحاول أن تقدرها حق قدرها و أنت تتشاغل دائما بتعديد أفضالك و حسناتك على و كل هذا كان من الممكن تحمله و التغاضى عنه لكن ما لم أستطع تحمله هو أن يمتد ذلك إلى بيتى و إلى زوجتى و أمام أولادى
قال ( وجدى) بجمود و كأنه معتاد سماع ذلك :
ـ هذا ليس جديدا بالنسبة لك و أنت تعرف طباع ( هالة) و تعرف جيدا أنها لا تعنى دائما ما تقوله و إنما هى انفعالات الغضب و أعتقد انه كان لها كل الحق هذه المرة فى انفعالاتها و فى ما قالته ما دام الأمر يتعلق بوجود امرأة أخرى فى حياتك
( منير) :
ـ لا ليست المشكلة مشكلة انفعالات و مشاعر غاضبة المشكلة الحقيقية هى أنك أنت و أختك لم تستطيعا أن تقتنعا أو تفهما أبدا أننى أحببت ( هالة) أحببتها حقيقة و تزوجتها من اجل ذلك كنت بحاجة إلى عمل جيد و إلى راتب جيد و كان لى الكثير من الطموحات مثل أى شاب آخر هذه حقيقة فلكل منا طموحاته المشروعة لكن الحقيقة أيضا هى أننى أحببت (هالة) أحببتها بإخلاص و تمنيت أن تكون زوجتى بغض النظر عن كونها أختك و دون أن يكون لذلك أى صلة بك لم تكن ( هالة) بالنسبة لى أبدا سلما للصعود إلى أعلى لقد فرحت بما قدمته لى من مساعدة و عاهدت نفسى على أن اعمل لك بإخلاص و جد يتناسبان مع ما قدمته لى من خدمات كما عاهدت نفسى على أن أكون زوجا وفيا و مخلصا لزوجتى التى هى أختك و أن أكون جديرا بالمنصب الذى حصلت عليه و بالزوجة التى أحببتها و لكنك لم تتوقف أبدا عن النظر إلى كرجل وصولى و أن السبب الحقيقى وراء اقترانى بأختك هو الحصول على مزايا مصاهرة ( وجدى بك منصور) أشهر أثرياء بورسعيد و ظللت تغذى أختك بهذا الاعتقاد الخاطئ الذى استقر فى وجدانك حتى تمكنت فى النهاية من ترسيب هذه الفكرة بداخلها أو على الأقل استغلالها فى النكاية بى كلما احتدم خلاف بيننا
( وجدى) :
ـ ليس هذا هو موضوعنا الآن المهم أن تسرع بقطع علاقتك بهذه المرأة التى عرفتها فورا و بعد ذلك نبحث فى كيفية تصفية آثار فعلتك هذه و حل مشكلتك مع ( هالة)
أجابه ( منير) على الفور :
ـ آسف إننى لن أقطع علاقتى مع هذه المرأة بأى حال من الأحوال فقد قررت الاقتران بها
قال ( وجدى) و هو يجتهد للسيطرة على أعصابه :
ـ و (هالة) و الأولاد ؟
رد ( منير) بهدوء :
ـ إننى تحت أمركما إذا أرادت أن تبقى على ذمتى فأنا مستعد و لن أقصر فى واجبى نحوها و نحو الأولاد و إذا أرادت الطلاق فلن أمانع و أنا مستعد أيضا للقيام بما على من التزامات فى هذه الحالة
قال ( وجدى) و قد أطلت من وجهه ملامح الغضب :
ـ هل أنت مستعد لتحمل عواقب الأمر ؟
( منير) :
ـ لقد فكرت كثيرا و مستعد لتحمل جميع النتائج
( وجدى) :
ـ سأفصلك من العمل
( منير) :
ـ أعرف هذا
( وجدى) :
ـ وسأسحب منك السيارة و أطردك من المنزل و أحرمك من أية امتيازات أخرى حصلت عليها بواسطتى
( منير) :
ـ أعرف هذا أيضا و قد كتبت بنفسى الاستقالة و تركتها لدى مدير شئون العاملين ليعرضها عليك بعد خروجى من هنا و تناول من جيبه سلسلة مفاتيح قدمها قائلا ً :
ـ و هذه هى مفاتيح السيارة و المنزل
ونهض واقفا و هو يقول :
ـ و على كل حال أشكرك على كل ما منحته لى من خدمات و ما قدمته لى من مساعدات و الآن اسمح لى أن اجمع أوراقى من المكتب و هم بالانصراف لكن ( وجدى) نهض من مقعده و هو يناديه بحدة :
ـ انتظر
وقف ( منير) بجوار الباب و على وجهه امارات التصميم فى حين قال ( وجدى) :
ـ إنك لا تدرى أية حماقة تلك التى ترتكبها لو كان الأمر بيدى لسعيت مخلصا لإتمام هذا الإنفصال فأنا مازلت أراك غير جدير بأختى و لكن الأولاد لابد من ايقاف هذه الحماقة من أجل أبنائكما
( منير) :
ـ إننى أفعل هذا حتى لا أفقد احترامى أمام أبنائى لا أريد أن أرى فى نظراتهم فى المستقبل ما اراه فى عينيك و عينى ( هالة) الآن لا أريد منهم أن ينظروا إلى أبيهم على أنه ذلك الرجل الوصولى الذى تزوج من أمهم ليصبح عالة عليها و على خالهم و سيأتى وقت يدركون فيه هذا و على كل حال فأنا لا أنوى التخلى عنهم كما لا أنوى أن أحرمهم من امهم اطمئن يا ( وجدى) بك لقد فكرت فى كل شئ و ما أفعله لصالح الجميع
أشار إليه ( وجدى) بسبابته قائلا :
ـ إننى أحذرك فأنا ....
لكن ( منير) قاطعه بهدوء قائلا :
ـ آسف لقد انقضى أوان التحذير
ثم فتح الباب ليغادر الغرفة
و أسقط فى يد ( وجدى) فتهالك فوق مقعده و هو ينظر إلى الباب المغلق فى وجوم ثم لم يلبث أن انتفض قائلا فى انفعال :
ـ سأجعلك تندم .. سأعرف كيف أجعلك تندم على هذا
و لكنه سرعان ما تمالك نفسه ليتحول انفعاله إلى قلق و خوف و هو يردد قائلا لنفسه :
ـ هذا الطلاق سيكون له أثر سئ على ترشيحى للانتخابات فلا شك أن البعض سيحاول استغلاله ضدى
و عاد يقف من جديد و هو يدور حول مكتبه قائلا :
ـ لا .. لابد من منع هذا الطلاق بأى ثمن إننى لن اسمح لشخص وضيع كهذا أن يؤثر على سمعتى و مستقبلى السياسى لابد من حسم هذا الخلاف بأى ثمن لابد أن أجد وسيلة لذلك و توقف عن التفكير برهة ثم عاد يتوقف أمام صورته الموضوعة على المكتب و قد ارتسمت على وجهه ملامح الازدراء فجأة لقد بدا كما لو كان قد انتبه إلى حقيقة نفسه بغتة فالمسألة إذن ليست مسألة خوفه على أخته و قلقه على أبنائها إنه فى الحقيقة يفكر فى نفسه و فى تأثير طلاقها من زوجها على سمعته و على الانتخابات التى ينوى خوضها حتى فى مثل هذا الموقف العصيب و هو يرى حياة شقيقته الزوجية فى طريقها إلأى الانهيار لم يحاول أن يعالج هذا الصدع من أجلها و من أجل أبنائها برغم أنه كان صاحب تأثير ـ بلا شك ـ على هذا الانهيار بل كان يعالج الأمر من مصلحته الشخصية و كان يفعل ذلك حتى دون وعى منه فأنانيته سيطرت عليه و خوفه على نفسه و أطماعه جعلا كل خطواته و افعاله دائما تتحرك بآلية فى الوجهة التى تخدم مصالحه الشخصية و لكن هذه هى شخصيته و هكذا أصبح إنه رجل أعمال و يسعى لهدف سياسى و فى السياسة و دنيا الأعمال لا مجال للعواطف فالأنانية جزء من النجاح و حب الذات هو الذى يساعد على التقدم إلى الأمام فلا مجال لمحاسبة النفس و لا لتأنيب الضمير و أيا كان الأمر و سواء كان يعمل من اجل نفسه أو من أجل أخته فهذا الطلاق يجب ألا يتم لصالح الجميع
أبدا
* * * *

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 31-08-08, 10:12 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12116
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحلى بنت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSomalia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحلى بنت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

مشكـورة اختي كثيير على هذا الجزء

و نترقب منك جزء آخر من القصة ^_^

 
 

 

عرض البوم صور أحلى بنت   رد مع اقتباس
قديم 02-09-08, 04:25 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلى بنت مشاهدة المشاركة
  
مشكـورة اختي كثيير على هذا الجزء

و نترقب منك جزء آخر من القصة ^_^

العفو اختى سعيدة جدا بردودك و تفاعلك

7 ـ لمسة أبوية

ــــــــــــــــــــــــــــــ
أخذ ( منصور) يلهث من شدة التعب و هو يركض وراء ( وائل) و أولاد ابنته يتحاور و يلعب معهم فى الحديقة و قد تعالت ضحكاته و ضحكاتهم ثم لم يلبث أن توقف عن اللعب قائلا :
ـ كفى يا أولاد هذا يكفى اليوم فقد تعبت
تشبث أحد ابناء ابنته بجلبابه قائلا :
ـ كلا يا عم عبده نريد أن نلعب معك الكرة
ضحك قائلا :
ـ هل تظنوننى صغيرا مثلكم ؟ لقد تجاوزت الستين
قال ( وائل) :
ـ و لكنك تجارينا فى اللعب ببراعة
احتضنه ( منصور) قائلا :
ـ هذا لأننى أحبكم و أسعد بمشاركتكم اللهو
تناول احد الأولاد يديه و هو يجذبه إلى الفناء الصغير بالقرب من الحديقة قائلا فى الحاح :
ـ إذن هيا بنا نلعب الكرة
و فى أثناء ذلك لمح ( منصور) ابنته و هى تتخذ لنفسها ركنا قصيا من الحديقة لتجلس فوق أحد المقاعد و قد بدت امارات الحزن واضحة فى عينيها فقال للأولاد و هو يراقب ابنته :
ـ أعدكم باللعب معكم بعد قليل و لكن الآن عليكم باستذكار دروسكم أولا و سوف أنادى عليكم بعد ساعتين لاستئناف اللعب معا
قال له أحد الأولاد محتجا :
ـ كلا نريد ان نلعب معك الآن
اصطنع ( منصور) الصرامة على وجهه قائلا :
ـ هأنتم أولاء قد بدأتم تغضبوننى لأنكم لا تسمعون الكلام فاذا لم تعودوا إلى الفيلا الآن لاستذكار دروسكم فسوف أخاصمكم و أتوقف عن مشاركتكم اللعب
قال ( وائل) سريعا :
ـ كلا يا عم ( عبد التواب) إننا سنسمع كلامك
قالت الطفلة الصغيرة :
ـ و لكنى أريد أن العب الآن
قال ( وائل) وهو يتناول يد الصغيرة :
ـ هيا نعود إلى الفيلا و إلا خاصمنا عم عبده و امتنع عن اللعب معنا
تقدمت الصغيرة من ( منصور) لتمسك جلبابه قائلة :
ـ هل ستخاصمنا حقا يا عم عبده ؟
جثا الرجل على احدى ركبتيه ليحضن الصغيرة و هو يضم معها بقية الأبناء إلى صدره فى حنان قائلا :
ـ لا أظن أننى أستطيع أن أفعل ذلك أبدا
قال أحد الأبناء و هو يلقى برأسه على كتف ( منصور) :
ـ إننا نحبك كثيرا يا عم عبده
مسح الرجل على رأس الطفل فى حنان قائلا :
ـ و أنا أيضا أحبكم كثيرا .. كثيرا جدا أكثر مما تتصورون
سمع الجميع صوتا يقول :
ـ و مع ذلك فيجب أن تنفذوا ما قاله لكم عم عبد التواب و تعودوا إلى المنزل للاستذكار و إلا غضبت أنا ايضا منكم
فوجئ ( منصور) باقتراب زوجة ابنه فهب واقفا و هو يقول فى حرج :
ـ أهلا بك يا هانم
راقبت ( نجلاء) انصراف الأبناء عائدين إلى الفيلا ثم التفتت إلى ( منصور) تحدجه بنظرات نفاذة و كأنها تريد أن تنفذ إلى أعماقه قائلة :
ـ أرى أن الأولاد قد أصبحوا يقضون معك وقتا طويلا على حساب استذكارهم و لا أحب أن تشجعهم على ذلك
قال ( منصور) :
ـ انا آسف يا هانم و لكن صدقينى إننى أحثهم دائما الاستذكار و كل ما هنالك أننى أشعر بأنهم كما لو كانوا أبنائى أو أحفادى فأقضى معهم بعض الوقت فى اللهو و الترويح قليلا
ظلت ( نجلاء) تحاصره بنظراتها و هى تقول :
ـ لقد لاحظت أنك أصبحت متعلقا بهم كثيرا
قال سريعا :
ـ جدا ...جدا يا هانم
( نجلاء) :
ـ و هم أيضا أصبحوا شديدى التعلق بك
( منصور) :
ـ بارك الله فيهم إنهم كالملائكة
( نجلاء) :
ـ و لكن ماذا ستفعل إذا ما غادرت ( هالة) و أبناؤها الفيلا ذات يوم ؟
( منصور) :
ـ سأفتقدهم كثيرا و لكننى سأحاول زيارتهم من آن لآخر إذا ما أذنتم لى و أذنت لى (هالة) هانم
( نجلاء) :
ـ ألا ترى ذلك غريبا بعض الشئ ؟
( منصور) :
ـ لست أدرى ياهانم ماذا تعنين ؟
(نجلاء) :
ـ أعنى ذلك التعلق الشديد الذى يجمع بينك و بين الأولاد
( منصور) :
ـ ليس فى ذلك ما يثير الاستغراب .. رجل عجوز وحيد حرم من الأبناء أسعده وجود هؤلاء الملائكة الصغار حوله فبادلهم حبا بحب و أصبح شديد التعلق بهم
هزت ( نجلاء) رأسها و كأنما تحاول أن تقنع نفسها بما قاله مرددة :
ـ نعم .. الأمر على هذا النحو يبدو منطقيا
صممت برهة ثم عادت تقول :
ـ و لكن ...
سألها ( منصور) :
ـ و لكن ماذا ؟
(نجلاء) :
ـ لا أعرف لماذا ينتابنى احساس بأن الأمر ينطوى على شئ أكثر من هذا ؟
( منصور) :
ـ و ما الذى يمكن أن تنطوى عليه علاقتى بهؤلاء الصغار أكثر مما قلته ؟
قالت ( نجلاء ) بعد برهة من التردد :
ـ الأمر لا يتعلق بالصغار فقط و لكن بالكبار أيضا
( منصور) :
ـ لا أدرى ما الذى تقصدينه يا هانم ؟
قالت ( نجلاء) و فى صوتها شئ من العصبية :
ـ أقصد تلك المحادثات الجانبية و الهمس الذى يدور بينك و بين ( وجدى) فى كثير من الأحيان و الذى يتوقف على الفور حينما تريانى مقبلة .. هناك أمور خفية لا افهمها تربط بينك و بين زوجى
(منصور) :
ـ عفوا يا هانم أؤكد لك أن الأمر لا يعدو كونه مصادفة
قالت متهكمة :
ـ مصادفة ؟! على كل حال سيأتى اليوم الذى أعرف فيه تلك الحقيقة التى تسعى إلى اخفائها و السبب الحقيقى الذى جاء بك ( وجدى) من أجله إلى هنا
ثم تركته و انصرفت ووقف ينظر إليها بقلق ثم قال لنفسه :
ـ يبدو أننى لم أكن حريصا بالقدر الكافى فقد بدأت الفت الأنظار و هذا سيضر حتما بووجودى
و لكنه سرعان ما توقف عن هذا التفكير ووقف يراقب ابنته الحزينة و قد آلمه لأن يرى فى عينيها تلك النظرة الشاردة و يبدو أن الإبنة قد لاحظت وجوده فنظرت إليه بدهشة ممزوجة بالغضب قائلة :
ـ أكلما ذهبت إلى مكان أراك ورائى و أنت تحملق فى هكذا ؟
اقترب منها قائلا و فى صوته نبرة اشفاق :
ـ عفوا يا بنيتى و لكننى أكره أن أراك حزينة هكذا
أثارت كلمته انفعالها فقالت :
ـ و من قال لك أننى حزينة ؟بل من أعطاك الحق فى أن تتدخل فى أحاسيسى على هذا النحو ؟
( منصور) :
ـ إننى أعدك مثل ابنتى تماما و كنت أفكر إذا ما كان بإمكانى مساعدتك بشئ ما
قالت و قد زاد انفعالها :
ـ لكننى لا أرضى أن تكون بمثابة أب لى فأنت هنا حارس لهذه الفيلا فقط هل تفهم ؟
أطرق برأسه قائلا فى أسى :
ـ نعم ..أفهم آسف يا (هالة) هانم
قالت و هى مستمرة فى انفعالها :
ـ حسنا و الآن و قد فهمت هل تتكرم بمغادرة هذا المكان و تتركنى بمفردى ؟
رد عليها قائلا :
ـ حسنا كما تحبين سأتركك بمفردك و لكن تأكدى أننى سأكون مستعدا دائما لعمل أى شئ تريدينه منى و التدخل لمساعدتك على أى نحو أيا كان الأمر
ازدادت حدتها و هى تقول :
ـ و من قال لك أننى أريد مساعدتك ؟ و من تكون أنت حتى تمد لى يد المساعدة ؟
أجابها بإنكسار :
ـ رجل بسيط و عجوز لكنه مستعد أن يجود بحياته فى سبيل اسعادك
و استدار عائدا ليتركها بمفردها و هى تنظر إليه باستغراب و دهشة لماذا يبدى هذا الرجل كل هذا الإهتمام المبالغ فيه نحوها ؟ إنه يبدو صادقا و مخلصا فيما يقول بالفعل و هناك نبرة حنان و تعاطف أبوى فى صوته و هو يخاطبها و كذلك معاملته لأبنائها إنها تلمس فيها ذلك الحنان و الحب الأبوى ايضا هل يكون سببه حرمانه من الأبناء ؟ أم ان الرجل من النوع العاطفى الذى يتجاوب سريعا مع آلام البشر و أحزانهم و يسعد بإسعاد الأخرين ؟لكن ملامحه لا تدل على ذلك و قد كانت الملامح هى التعبير الحقيقى عما تختزنه قلوب الأخرين ؟ إنها تشعر كلما التقت به أنه يكن لها فيضا من المشاعر و من الغريب أنها هى نفسها تشعر بهذا الإحساس الخفى نحوه و هو احساس يدهشها و يثير توترها أتكون هى الأخرى قد وجدت فيه ذلك الأب الذى فقدته و هى طفلة صغيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات ؟
و تمتمت لنفسها قائلة :
ـ نعم أبى ليته كان موجودا الآن من المؤكد أنه كان سيفهمها و يحس معها محنتها و يقف إلى جوارها فهى فى طريقها إلى أن تفقد ( منير) تفقد زوجها و تفقد معه الحب و الرعاية و المنزل الذى ضمهما و أولادهما بسبب تلك المرأة الأخرى التى تسللت إلى حياتهم لتدمرها و لكن ما ذنبها ؟ الذنب ذنبه هو الذى خانها و باع حبها له هو الذى قرر أن يضحى بها و ببيته و أولاده من أجل تلك المرأة بل و الأكثر من ذلك فهو يتبجح بأنها كانت مسئولة عن ذلك و أنها أذلت كبريائه و كرامته فدفعته نحو تلك المرأة دفعا و يالها من مبررات تلك التى يتخذها أولئك الأزواج الخائنين ليبرروا بها خيانتهم و جرمهم فى حق أسرتهم و ارتسمت على ملامحها بعض معالم الإحساس بالذنب و هى تردد قائلة :
ـ و لكن أليس فيما قاله لى و لـ(وجدى) جزء من الحقيقة ؟
إنها بالفعل لم تتوقف عن معاملته بصلف و كبرياء على الرغم من الحب الكبير الذى جمع بينهما لقد سيطرت عليها فكرة أنه يستغلهاو يستغل نفوذ أخيها و لم تستطع أن تقاومها بالرغم من أنها كانت مقتنعة تماما بأنه يحبها و كان يحبها لذاتها يوم وافقت على الإقتران به و تحدت رأى أخيها فيه و فى أنه انسان وصولى لا يهدف من وراء اقترانه بها سوى تحقيق مصلحته لكن من الغريب أنها سرعان ما استسلمت لهذا الرأى تماما بعد زواجها منه و ربما كان السبب فى ذلك هو اهتمامه البالغ بعمله على حسابها و طموحه المغالى فيه و تلك المزايا التى أخذ يحصل عليها من أخيها كما كان لاستمرار ( وجدى) فى العزف على تلك النغمة و تأكيده المستمر بأن ( منير) ليس سوى شخص وصولى اتخذ من زواجه منها وسيلة لتحقيق مصالحه الشخصية كان لذلك أثره فى تثبيت هذه الفكرة فى راسها و اتخاذها وسيلة لمهاجمته كلما حدثت مشاجرة بينهما أو كلما لاحظت انصرافه عنها و اهماله لها عما كان عليه قبل الزواج ربما كانت قد أخطأت و ربما كان يتعين عليها أن تنظر غلى زوجها نظرة أخرى مختلفة عن تلك التى ترسبت فى نفسها و لكن أيا كان الأمر فهى لن تغفر له أبدا خيانته له و تضحيته بها و بأبنائه من أجل تلك المرأة الأخرى التى سمح لها أن تدخل حياته
و سرعان ما انحدرت عبرة فوق وجنتيها و هى تعض على شفتيها قائلة لنفسها بأسى :
ـ المشكلة هى أننى مازلت أحبه بالرغم من كل شئ و لا أطيق فكرة ابتعاده عنى نعم هذه هى الحقيقة التى لا استطيع أن اعترف بها لأحد سوى نفسى
و صدرت عنها تنهيدة قوية كما لو كانت تشق صدرها شقا و هى تقول :
ـ آه يا أمى ليتك كنت إلى جوارى الآن و لم يفرق بيننا الموت فأنا بحاجة إلى صدرك الحنون يضمنى إليه ..بحاجة إلى ان اشكو لك همى و افرغ فى أحضانك حزنك أنت وحدك كنت ستفهميننى و تعملين على سعادتى فـ ( وجدى) لا يفكر إلا فى نفسه و يعالج الأمر بأنانيته المعهودة كما أنه لن يستطيع ان يحس بى أو يفهمنى أبدا و أنت يا أبى أين أنت ؟ أين ذهبت و تركتنى ؟ لماذا تخليت عنا هكذا كل هذه السنين دون أن تبحث عنا و تحيطنا برعايتك ؟ أنا بحاجة ماسة إليك أحى أنت أم ميت ؟ و غذا كنت حيا فكيف هان عليك ابنائك لتتخلى عنهما هكذا ؟ إننى لا أتذكرك بل لا أتذكر ملامحك و لم أعش فى كنفك من السنين ذلك القدر الذى يمكن أن يجعلنى افتقدك و لكننى لا أدرى لماذا اشعر بأننى افتقدك حقيقة و أبحث عن وجودك كلما نظرت فى وجه ذلك الرجل العطوف ( عبد التواب) و أحس بصدق لمسته الأبوية نحوى
و سمع ( منصور ) عددا من الطرقات على باب غرفته فنهض متثاقلا من فوق سريره ليفتح الباب حيث وقف ينظر فى دهشة إلى (هالة) و هى تقف أمامه و فوجئ بها تنتحب قائلة :
ـ عم عبده إننى بحاجة لأن أطرح عليك همومى ؟
و تفجر فى أعماقه ذلك الينبوع
تفجر غزيرا عميقا


8 ـ الخطيئة و الثمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقدر سعادته لأن ابنته لجأت إليه و أحس بدافع غريزى أنها فى حاجة إلى معاونته بقدر ما أحزنه ذلك الشعور بالعجز و عدم مقدرته على تقديم مساعدة حقيقية لها و أحس بقلبه يكاد ينفطر و قد رآها تتألم امامه على هذا النحو دون أن يقوى على فعل شئ فقد باءت كل محاولات ( وجدى) مع زوج شقيقته بالفشل و الأبناء لا يتوقفون عن السؤال عن ابيهم و الإبنة تحاول ارضاء كبريائها بطلب الطلاق فى حين يقول حزنها و دمعها شئ آخر و يشيان بمدى حبها لزوجها و لوعتها لفراقه لذا كان عليه أن يتدخل بأى شكل و أيا كانت المخاطرة لقد قرر أن يقوم بدوره كأب و مثل أى أب حريص على مستقبل ابنته و أولادها لابد أن يكون له دور و دور حقيقى لمساندة ابنته كان كل هذا يدور فى رأس ( منصور) و هو فى طريقه غلى ذلك المنزل الصغير الذلاى يقع فى احد ضواحى المدينة و الذى وقف يطرق بابه فى صمت حتى فتح الباب و ظهر ( منير) الذى نظر إلى ( منصور) بفضول قائلا :
ـ ماذا تريد ؟
( منصور) :
ـ هل تسمح لى بالدخول ؟
تمعن فيه و قد بدا وجهه مألوفا و سمعه يقول :
ـ ألا تعرفنى يا ( منير) بك ؟
( منير) :
ـ يخيل إلى أننى رأيتك من قبل .. آه تذكرت أنت ذلك الرجل الذى يعمل فى فيلا (وجدى منصور ) أليس كذلك ؟
( منصور) :
ـ بالضبط

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 03-09-08, 11:52 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

(منصور) :
ـ بالضبط
قال ( منير) بجفاء :
ـ و ماذا تريد ؟
( منصور) :
ـ أريد أن أتحدث معك قليلا
( منير) :
ـ عن أى شئ ؟
( منصور) :
ـ اسمح لى بالدخول أولا
و بعد لحظة من التردد تنحى ( منير) جانبا ليفسح له المجال للدخول و دخل ( منصور) و هو بغلق الباب خلفه حيث بادره ( منير) قائلا :
ـ لقد قدمت لـ ( وجدى) كل متعلقاته لدى .. مفاتيح المنزل و السيارة و لم آخذ معى إلى هذا المنزل سوى حقيبة ملابسى فما الذى يريده منى بعد ذلك ؟
قال له ( منصور) بهدوء :
ـ و من قال أنه يريد منك شيئا ؟
( منير) :
ـ إذا كانت ( هالة) مصرة على الطلاق فسوف أرسل لها ورقة طلاقها هذا الأسبوع قل لهم هذا
رد عليه ( منصور) دون أن يتخلى عن هدوءه :
ـ لم آت من أجل هذا أيضا
قال ( منير) و قد بدا نافد الصبر :
ـ إذن فلماذا أرسلوك إلى ؟
( منصور) :
ـ إن أحدا لم يرسلنى إليك لقد جئت لمقابلتك من تلقاء نفسى
نظر إليه ( منير) بدهشة قائلا :
ـ لماذا ؟!
( منصور) :
ـ لأمنعك من ذلك الخطأ الكبير الذى تنوى أن ترتكبه فى حق نفسك و حق زوجتك و أسرتك
قال له ( منير) بسخرية و استهزاء :
ـ تمنعنى أنت
( منصور) :
ـ نعم أنا
نهض ( منير) واقفا و هو يقول بانفعال :
ـ اسمع أيها الرجل قل لمن أرسلوك أنه لا داعى لهذه المناورات و محاولة استخدام أمثالك مرة أخرى للتحايل فقد انتهى الأمر بالنسبة لى و سوف أغادر بورسعيد و معى زوجتى الجديدة خلال الأيام القليلة الماضية
قال له ( منصور) بانزعاج :
ـ هل تزوجت ؟
( منير) :
ـ و ما شأنك أنت ؟
( منصور) :
ـ أجبنى بالله عليك هل تزوجت من تلك السيدة الأخرى ؟
( منير) :
ـ سيتم كل شئ خلال اليومين القادمين
تمتم ( منصور) قائلا :
ـ الحمد لله لم يفت الأوان بعد
قال له ( منير) :
ـ على كل حال يمكنك أن تخبرهم بأن الأمر قد انتهى
نظر إليه ( منصور) قائلا :
ـ اسمع يا بنى تأكد أننى لم آت إلى هنا بناء على تكليف من أحد لقد جئت إليك من تلقاء نفسى لأناشدك الحفاظ على أسرتك و أبنائك و زوجتك جئت لأخاطب فيك احساسك بالابوة و المسئولية لكى لا تضيع كل شئ فى مقابل نزوة طارئة أو كبرياء مبالغ فيه فزوجتك و ابناءك هم الأبقى لك من كل شئ و هم الذين يستحقون منك أن تتحمل و تكابد من أجلهم
قال ( منير) بانفعال :
ـ و بأى حق تسمح لنفسك بالتدخل فى أمر كهذا ؟ إنك لست سوى أجير يعمل فى منزل ( وجدى)
( منصور) :
ـ يمكنك أن تقول إن الواجب الإنسانى و فضل هذه الأسرة على هو الذى دفعنى إلى ذلك
قال ( منير) متهكما :
ـ حسنا إذا كان الأمر كذلك فقد أديت ما عليك من واجب نحو تلك الأسرة و نحو انسانيتك لكن ذلك لن يغير من الأمر شيئا لقد اتفقت مع تلك السيدة التى سأتزوجها و لن أخذلها
( منصور) :
ـ و تخذل زوجتك و ابنائك ؟
( منير) :
ـ لقد خذلتنى زوجتى من قبل عندما لم تقدر حبى و استهانت بكرامتى كرجل
( منصور) :
ـ لكنها تحبك و قد أحست بخطئها و هى تريد استعادتك
( منير) :
ـ و ما الذى يجعلك متأكدا من ذلك ؟
( منصور) :
ـ ما أراه أمام عينى .. شرودها .. حزنها الدائم .. بكاؤها .ز صورك و خطاباتك القديمة التى تطالعها خلسة
( منير) :
ـ هل طلبت منك ان تقول لى هذا لكى تؤثر على ؟
قال ( منصور) بغضب :
ـ إنها لم تطلب منى أى شئ و هى لا تسعى للتأثير عليك على أى نحو بل إن كبريائها يجعلها تصر على الطلاق و إن كانت مشاعرها كما أراها تقول غير ذلك
عاد ( منير) إلأى السخرية قائلا :
ـ هل عينك ( وجدى) لحراسة منزله خفيرا أم شاعرا ؟
( منصور) :
ـ اسخر منى كما شئت لكن فكر فى الأمر راجع نفسك و لاتشتت شمل أسرتك و أبنائك فقد يأتى اليوم الذى تندم فيه أكبر الندم لأنك تسببت فى فك أواصر تلك الأرة الرائعة التى من الله بها عليك و تدرك أى جرم ذلك الذى ارتكبته فى حقهم و حق نفسك و قد يأتى هذا فى وقت لا ينفع فيه الندم
قال ( منير) بغضب :
ـ هل جئت إلى هنا لتلقى على محاضرة أخلاقية ؟
( منصور) :
ـ بل لأروى لك تجربة انسانية مؤلمة
( منير) :
ـ لست مستعدا لسماع روايات فأنا مشغول ووقتى ضيق و الآن تفضل بالانصراف
( منصور) :
ـ اسمع منى أولا و بعدها سأنصرف و لن تجد بعد ذلك من يقول لك كلمة واحدة فى ذلك الأمر الذى تنويه و لتستمر فيما اخترته لنفسك كما تشاء
قال ( منير) متأففا :
ـ تفضل قل ما عندك و لكن اختصر فوقتى ضيق
( منصور) :
ـ منذ سنوات بعيدة كان هناك رجل متزوج من امرأة رائعة أحبته و أحبها و انجب منها طفلا و طفلة كانا كفيلين بأن يملأ عليه حياته و يسعداه و يكونا سندا له فى شيخوخته و النبع الذى ينهل منه الحب و الدفء و الحنان فى وحدته بعد ان انفض عنه الجميع لكن الرجل لم يقدر قيمة النعمه التى منحها الله له و جحد بها .. لم يقدر وقتها قيمة الزوجة و الأبناء و الأسرة و مسئوليته كأب نحوهم فترك نفسه لأصحاب السوء يصطحبونه إلى سهراتهم و يقودونه إلى رذيلة تعاطى المخدرات حتى تحول على ايديهم إلى مدمن فأهمل عمله و توقف عن الانفاق على أسرته بل ترك زوجته تعمل بدلا منه لتنفق عليه و على أولاده و ياليته قابل ذلك بشئ من التقدير و حرك فيه شيئا من نخوة الرجولة أو الاحساس بمسئولية الأب لكنه أحس بالعجز و الضعف امام زوجته و أولاده فدفعه ذلك إلى مقابلة حرصهم عليه و تحملهم له مع كل ما سببه لهم من هموم و متاعب بالمزيد من الأذى و القوة على زوجته الصابرة الوفية و على أبنائه و رفض كل محاولتها لمساعدته على العلاج و التخلص من ذلك الداء اللعين و أصبح يسلبها حتى تلك النقود القليلة التى كانت تجمعها من عملها لدى الأخرين و الإعانة التى كان يرسلها إليها أخوها و التى أراقت ماء وجهها من أجلها كى تنفق منها على اطعام اسرتها و تعليم أبنائها أخذ يسلبها تلك النقود و يستخدم فى سبيل ذلك كل ما يعن له من قسوة لكى ينفق منها على سهراته و رذيلة الإدمان التى تمكنت منه كان يشعر فى كل ليلة يعود فيها إلى منزله بالندم و يغلق على نفسه الباب ليبكى على نفسه آسفا على ما صار عليه الحال بالنسبة إليه و لأسرته ثم يقسم على أن يتوقف عن الرجوع إلى تلك العادة الرذيلة و أن يعود إلى عمله الذى أهمله و إلى ممارسة دوره كأب و أن يعوض زوجته و أولاده عن كل ما سببه لهم من متاعب و آلام لكن سرعان ما يجد نفسه فى الليلة التالية و قد نسى ما عاهد نفسه عليه و عاد إلى رذيلته المذمومة فقد كان أعجز من مقاومة ذلك الداء و بالرغم من محاولات شقيق زوجته لابعادها هى و اولادها عن ذلك الأب المدمن و شروره و اقناعها بأن تأتى لتعيش معه هى و اولادها لتبقى فى رعايته إلا ان الزوجة المخلصة التى لم تتوقف عن حب زوجها بالرغم من كل شئ كانت ترفض أن تتخلى عنه و تردد دائما بأن لديها أملا فى اصلاحه و عندما سمع الزوج ذات يوم شقيق زوجته و هو يهددها بقطع أية معونه عنها و عن أولادها ما لم تترك ذلك المنزل و تأتى لتعيش فى منزله تاركة ذلك الزوج المدمن جلس يفكر و هو ينصت إلى بكائها فى الغرفة المجاورة لقد كانت تحصل من أخيها على الجانب الأكبر من تلك النقود التى تنفق منها على نفسها و على أبنائها و امتناع اخيها عن معاونتها بتلك النقود سيعنى مزيدا من الشقاء و الحرمان لها و لأبنائها كان أمام أمرين إما أن يتوقف عن ذلك الداء الرذيل و يعود إلى عمله و ينفق على أسرته و هو ما حاول أن يجربه فعجز عن تنفيذه و إما أن يستمر فى تركه لأسرته تواجه ذلك الشقاء و يستمر فى قيامه بدور البلطجى الذى يستولى على النقود القليلة التى تتوافر فى المنزل من أجل الانفاق منها على المخدر و هو الشئ الذى كان يجد نفسه مضطرا إليه اضطرارا كانت مقاومته لنفسه و عودته إلى عمله باصرار و عزيمة من الأمور الشاقة و الصعبة خاصة بالنسبة لرجل مدمن و لكنه لم يكن أمرا مستحيلا إذا كان صادق العزيمة بالفعل و اذا كان لديه من الاخلاص ما يماثل زوجته و اصرارها على التحمل لكنه اختار الأمر السهل الذى لا يبعده عن المخدر الذى استولى عليه و فى نفس الوقت يمكن أن يكون عاملا مساعدا فى انقاذ هذه الأسرة فجمع حاجاته ذات ليلة و هجر المنزل .. هجره و لم يعد إليه أبدا كان يظن أنه بذلك يساعد أسرته و ينقذها من الضياع فلا يضطر إلى ممارسة دور البلطجى و استعمال القسوة و العنف كل ليلة للحصول على ثمن المخدر من النقود القليلة التى تتوافر لدى زوجته و فى نفس الوقت يتيح لها أن تعيش بجوار أخيها بعيدا عنه فى مناخ نظيف يمكن أن يوفر لها و لأبنائها حياة آمنة و سعيدة و مستقرة فلن يعود هناك مبرر لبقائها بعد رحيله و أحس أيضا أنه بذلك ينقذ نفسه من احساسه بمرارة العجز و الضعف و المهانة أمام زوجته و أولاده و التى كان يراها ماثلة فى عيونهم جنبا إلى جنب مع نظرة الكراهية التى كان يراها فى عينى ابنه الصغير كلما عامله أو عامل أمه بقسوة و كلما تصادف و رآه و هو يعود كل ليلة من سهراته فاقد الوعى و الاحساس و كما قلت لك : لقد اختار الطريق السهل لينقذ به أسرته و كبريائه المهانة و نظرات الكراهية فى عيون ابنه و هو طريق الهروب دون أن يلجأ إلى الطريق الصحيح الذى كان يمكن له به أن يحفظ كرامته و رجولته و يصون به أسرته و هو مقاومة النفس و الاصرار على التوقف عن ذلك الداء اللعين و اسلم ذلك الرجل نفسه إلى تجار السموم فتحول على ايديهم من مدمن إلى مروج ايضا إذ كان بحاجة إلى نقود يصرف منها على ادمانه و لم يكن أمامه سوى أن يعمل لحساب أولئك الذين يجرعونه السم إلى ان القى القبض عليه و أودع السجن و كان عليه بعد ذلك ألا يخرج من المنزل الذى ضمه و ضم أبنائه فقط و لكن من حياتهم أيضا و إلى الأبد إنه لم يجلب لهم سوى المعاناة و الشقاء و الالم فلا أقل من أن يبعدهم عن أية صلة تربطهم بأب وزوج مجرم يمكن أن يشينهم و هكذا قرر ان يبعدهم عن حياته و أن يصبح بالنسبة لهم ميتا و هو على قيد الحياة و لم يكن هذا بأى حال من الأحوال تضحية أو ايثارا منه بل كان عليه أن يدفع ثمن ما اقترفته يداه فى حقهم و بعد أن اصبح غير جدير بان يكون أبا و زوجا و رب أسرة و بعد أن اصبح لا يشرفهم لا فى ماضيهم و لا فى حاضرهم و لافى مستقبلهم و مرت سنوات .. سنوات طوال ذاق فيها ذلك الرجل مرارة الوحدة و الحرمان من أسرته و من دفء الحب و الحنان الذى يجمع بين كل رجل و زوجته و بين كل أب و ابنائه كان قد غادر السجن ثم غادر بعدها البلاد أيضا و بقى مستمر فى عهده مع نفسه ان يكون ميتا بالنسبة لهذه الاسرة و الا يظهر فى حياتها مرة اخرى على الرغم من شفائه من رذيلة الادمان و عودته إلى الحياة الشريفة كان بمقدوره ان يتزوج مرة ثانية و ان يكون له ابناء و لكنه قرر ان يدفع الثمن كاملا بالاضافة إلى أنه لم يحب طوال حياته ولم يكن قادرا على ان يحب غير زوجته التى تحملت من أجله الكثير و لكن ذات يوم شعر أن هذا أكثر من احنماله خاصة و قد تقدم به العمر و أحس بدنو اجله و بدا له انه قد كفر عن خطيئته فى حق أسرته بما يكفى و أنه قد آن الأوان ليلتقى بزوجته و أبنائه مرة أخرى بعد ان اضناه الفراق و بعد ان عاش كل تلك السنوات الطوال محروما من نعمة الأبوة لكن عندما عاد وجد انه لا يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء و انه سيبقى حتى اخر يوم من عمره يدفع ثمن خطاياه فالزوجة ماتت ناقمة عليه و الابن تنكر له و حكم عليه ان يبقى ميتا بالنسبة له و ابنته التى لاتعرف بوجوده حتى الان و كان عليه ان يتحمل ذلك الوضع فى مقابل ان يبقى على مقربة منهما فالابن لم يغفر له ذنبه و افهمه ان الأوان قد فات بالنسبة له لكى يستعيد دور الأب و انه ظهوره فى حياته و فى حياة الابنه مرة اخرى فيه ما يشينهما و هكذا كتب على الأب مرة اخرى ان يجرب مرارة الحرمان و لكنه حرمان اشد قسوة فليس هناك اقسى من ان ترى ابنائك امامك و انت محروم منهم محروم من ان تسمع منهم كلمة بابا تلك الكلمة السحرية التى يتمنى كل اب ان يسمعها من ابنائه و محروم من ان تضمهم إلى صدرك و من ان تشعر بحنانهم و حبهم و تشاركهم سعادتهم و احزانهم و احدهم يعرفك و ينكرك فى قسوة و الاخر يجهل انك ابوه
و عند هذه النقطة صمت ( منصور)
و انتهى حديثه

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتى, أبي الحبيب, محبة القراءة دائما, الحبيب, زهور
facebook




جديد مواضيع قسم روايات زهور
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t88023.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ„ط¨ظ†ط§ظ† ظپظ‰ ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨: ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط²ظ‡ظˆط± This thread Refback 22-07-09 10:05 AM


الساعة الآن 09:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية